المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأتتَِ وٍهيَِ تررقَص وَدفننَِتَ وَهيَِ ترقصَ


رباب
06-12-2012, 09:20 PM
مأتتَِ وٍهيَِ تررقَص وَدفننَِتَ وَهيَِ ترقصَ







مأتتَِ وٍهيَِ تررقَص وَدفننَِتَ وَهيَِ ترقصَ





ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها



أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها



الهاتف النقال ، المال ، عطرها .... لم تنس شيء ....



انطلقت السيارة ب نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها ...



وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ...







النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة



لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا



استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً ...



هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة ...



مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة...



مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر



جففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة ...



إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي ...



ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات ...



وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً



ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد ...



رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة



الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها ...



ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت ...



لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها



أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد ...







العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الإعجاب تحيط بها ، تقترب منها ...



نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها ...



السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة ...



رقصت على أنغام الموسيقى ، اهتز جسدها ...



تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ... لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد ...



الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ...



من أين أتت بكل هذا ؟



كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟ الكل يعرف الإجابة ...







توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ



تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت



ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات



ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ



اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ...



ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...



حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها



أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد



ماتت ... لقد ماتت ...







ارتفع النحيب ، جرت الدموع ...





ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة



أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته



خلاص يا أمي خلاص ...



قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها



لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...



أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...



المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم ...



سقطت الأم على الأرض...



الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...



والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...



تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات



وهن يحملن أمهن ...



حضر بعض النسوة من الأسرة ...



نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها



انطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...



أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا



ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ...



أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ...



إنا لله وإنا إليه راجعون ...







جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ...



أين جثة المتوفاة ؟...



سارت العمة أمامها ، فتحت الباب ...



الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ..



وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ...



أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عام



سبب الوفاة : سكتة قلبية ...

دانة الكون
07-12-2012, 12:55 AM
لا حول ولا قوه الا بالله
شلون بتواجهه ربها و هي حتى الصلاة ما فكرت تصليها لو جمعاً
قصه مؤثره و معبره

الف الف شكر :101:

خفجاااويه
08-12-2012, 09:44 PM
يعطيك العافيـه على روعة الطرح
الله لا يحرمنا من عطـاءك المميز

الدووووخي
06-01-2013, 12:06 PM
الله يعطيك العافيه على القصـــة ..

:102::101: