بسمه
07-12-2012, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
غالباً ما يًعزي المرء منَّا نفسه عن التقصير في كثير من الطاعات، أو ارتكاب العديد من الصغائر، علىاعتبار أن ما تبقى له - مما يقوم به من طاعة - أو ما يُكنُّه في قلبه من حُبٍ لهذا الدين، أو ما يرجوه في آخرته من حسن ظنه بربه؛ كفيل بأن يجبر له ذلك التقصير، أو يمحو عنه آثار اقتراف تلك الصغائر!!
ولا يدري المسكين أنه بذلك قد ثقب في موازين أعماله ثقباً كبيراً؛ لتفريغ حسناته من الجانب الآخر؛ وهو لا يدري!!
حيث أن الشيطان يستثمر هذا الشعور من اطمئنان العبد لطاعته، أو إحسان ظنه بنفسه؛ لكي يهون عليه اقتراف المزيد الصغائر؛ بدعوى أنها لا تمثل شيئاً مقارنة بطاعته؛ حتى يستمرأها!! فتصير كالجبال من كثرتها على الرغم من دقة حجمها؛ بسبب عدم الاكتراث بها!! في حين يتصاغر في مقابلها مقدار الطاعات من حيث لا يشعر!!
ومن ثم تندرج به تلك الصغائر إلى الكبائر التي متى ما ارتكبت؛ طمست على القلب بسواد شؤمها، وجعلته أقرب ما يكون إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فيكون على شفا الوصول إلى الكفر عياذاً بالله!!
ولذلك قال السلف الصالح : المعاصي بريد الكفر!!
والأصل أن نتعبد الله بتمام الذل والخوف والرهبة مما توعد به العصاة من العذاب، وكذلك في المقابل بتمام الرغبة والأمل والرجاء فيما عنده من الأجر والثواب، بتوازنٍ واعتدالٍ، مع الإبقاء على الرجاء في حالة تأهب قصوى دائماً؛ إذا ما داهمه الشيطان بداعي القنوط!!
أما أن يكون إفراطنا في الرجاء مدعاة لارتكابنا المزيد من المعاصي!! فهذا من الوهم الذي يَعدُنا به الشيطانُ الفقرَ من الحسنات يوم القيامة!!
فليستيقظ كل واهمٌ من وهمه!! فالله يحب صاحب القلب الوجل، الذي كلما ازداد في عمل الصالحات؛ كلما ازداد وجله خوفاً ألا يتقبل الله منه!!
قال تعالى : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)!! المؤمنون
وروى الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية )والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر، ويسرقون؟ قال : لا يا بنت الصديق أو يا بنت أبي بكر، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات.
وعليه فكلما كان قلب العبد وجلاً، كلما كان حيَّاً بذكر ربه، وكلما ازداد مفدار تلك الحياة؛ كلما ازداد شوقاً إلى الطاعة، وعزوفاً عن المعصية مهما صغرت!!
فيكون عند الله حبيباً!!
ومن عرش الرحمن قريباً!!
وبالنظر لوجه الله في الجنة مسروراً سعيداً!!
فليحرص كل منَّا على إعادة حساباته من جديدٍ؛ لتكون وفق هذه المقاييس؛ وذلك حتى لا يضيعَ منّا العمر سدى، ثم نكتشف في نهاية المطاف عياذاً بالله؛ أننا كنا من الذين
تَمنَّوا على اللهِ الأمانيّ!!
عن ابي يعلي شداد ابن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني )) رواه الترمذي و غيره من العلماء
شرح الحديث :
(الكيس) أي العاقل (من دان نفسه) أي حاسبها ومنعها مستلذاتها وشهواتها التي فيها هلاك دينها (وعمل لما بعد الموت) من القبر وما بعده صالح العمل المؤنس له في الوحدة والوحشة (والعاجز) أي التارك لما وجب عمله بالتسويف
(من اتبع نفسه هواها) أي جعلها تابعة لما تهواه مؤثرة لشهواتها معرضة عن صالح الاعمال لكونه على خلاف ما تدعو اليه النفس (و تمنى على الله) الفوز في الآخرة فالحاصل أن الحزم الاتيان بواجب العبودية من أداء الخدمة ومحاسبة النفس حذر مجاوزة الحدود وعدم الالتفات الى ذلك بالقلب والركون اليه بل يكون اعتماده مع ذلك على فضل الله مولاه سبحانه، وأما ترك أداء مقام العبودية فذلك من رعونات النفس الخفية، لاسيما إن أوقعها في ميدان شهوتها الذي فيه هلاكها ومحقها عياذاً بالله.
غالباً ما يًعزي المرء منَّا نفسه عن التقصير في كثير من الطاعات، أو ارتكاب العديد من الصغائر، علىاعتبار أن ما تبقى له - مما يقوم به من طاعة - أو ما يُكنُّه في قلبه من حُبٍ لهذا الدين، أو ما يرجوه في آخرته من حسن ظنه بربه؛ كفيل بأن يجبر له ذلك التقصير، أو يمحو عنه آثار اقتراف تلك الصغائر!!
ولا يدري المسكين أنه بذلك قد ثقب في موازين أعماله ثقباً كبيراً؛ لتفريغ حسناته من الجانب الآخر؛ وهو لا يدري!!
حيث أن الشيطان يستثمر هذا الشعور من اطمئنان العبد لطاعته، أو إحسان ظنه بنفسه؛ لكي يهون عليه اقتراف المزيد الصغائر؛ بدعوى أنها لا تمثل شيئاً مقارنة بطاعته؛ حتى يستمرأها!! فتصير كالجبال من كثرتها على الرغم من دقة حجمها؛ بسبب عدم الاكتراث بها!! في حين يتصاغر في مقابلها مقدار الطاعات من حيث لا يشعر!!
ومن ثم تندرج به تلك الصغائر إلى الكبائر التي متى ما ارتكبت؛ طمست على القلب بسواد شؤمها، وجعلته أقرب ما يكون إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فيكون على شفا الوصول إلى الكفر عياذاً بالله!!
ولذلك قال السلف الصالح : المعاصي بريد الكفر!!
والأصل أن نتعبد الله بتمام الذل والخوف والرهبة مما توعد به العصاة من العذاب، وكذلك في المقابل بتمام الرغبة والأمل والرجاء فيما عنده من الأجر والثواب، بتوازنٍ واعتدالٍ، مع الإبقاء على الرجاء في حالة تأهب قصوى دائماً؛ إذا ما داهمه الشيطان بداعي القنوط!!
أما أن يكون إفراطنا في الرجاء مدعاة لارتكابنا المزيد من المعاصي!! فهذا من الوهم الذي يَعدُنا به الشيطانُ الفقرَ من الحسنات يوم القيامة!!
فليستيقظ كل واهمٌ من وهمه!! فالله يحب صاحب القلب الوجل، الذي كلما ازداد في عمل الصالحات؛ كلما ازداد وجله خوفاً ألا يتقبل الله منه!!
قال تعالى : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)!! المؤمنون
وروى الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية )والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر، ويسرقون؟ قال : لا يا بنت الصديق أو يا بنت أبي بكر، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات.
وعليه فكلما كان قلب العبد وجلاً، كلما كان حيَّاً بذكر ربه، وكلما ازداد مفدار تلك الحياة؛ كلما ازداد شوقاً إلى الطاعة، وعزوفاً عن المعصية مهما صغرت!!
فيكون عند الله حبيباً!!
ومن عرش الرحمن قريباً!!
وبالنظر لوجه الله في الجنة مسروراً سعيداً!!
فليحرص كل منَّا على إعادة حساباته من جديدٍ؛ لتكون وفق هذه المقاييس؛ وذلك حتى لا يضيعَ منّا العمر سدى، ثم نكتشف في نهاية المطاف عياذاً بالله؛ أننا كنا من الذين
تَمنَّوا على اللهِ الأمانيّ!!
عن ابي يعلي شداد ابن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني )) رواه الترمذي و غيره من العلماء
شرح الحديث :
(الكيس) أي العاقل (من دان نفسه) أي حاسبها ومنعها مستلذاتها وشهواتها التي فيها هلاك دينها (وعمل لما بعد الموت) من القبر وما بعده صالح العمل المؤنس له في الوحدة والوحشة (والعاجز) أي التارك لما وجب عمله بالتسويف
(من اتبع نفسه هواها) أي جعلها تابعة لما تهواه مؤثرة لشهواتها معرضة عن صالح الاعمال لكونه على خلاف ما تدعو اليه النفس (و تمنى على الله) الفوز في الآخرة فالحاصل أن الحزم الاتيان بواجب العبودية من أداء الخدمة ومحاسبة النفس حذر مجاوزة الحدود وعدم الالتفات الى ذلك بالقلب والركون اليه بل يكون اعتماده مع ذلك على فضل الله مولاه سبحانه، وأما ترك أداء مقام العبودية فذلك من رعونات النفس الخفية، لاسيما إن أوقعها في ميدان شهوتها الذي فيه هلاكها ومحقها عياذاً بالله.