دانة الكون
09-12-2012, 12:55 AM
ناصر الدولة ابن حمدان
توفي 357 هـ
أبو محمد الحسن الملقب ناصر الدولة ابن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون ابن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن محربة بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، التغلبي؛ كان صاحب الموصل وما والاها، وتنقلت به الأحوال تارات إلى أن ملك الموصل بعد أن كان نائباً بها عن أبيه، ثم لقبه الخليفة المتقي لله “ناصر الدولة” وذلك في مستهل شعبان سنة ثلاثين وثلثمائة، ولقب أخاه “سيف الدولة” في ذلك اليوم أيضاً، وعظم شأنهما. وكان الخليفة المكتفي بالله قد ولى أباهما عبد الله بن حمدان الموصل وأعمالها في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسار إليها ودخلها في أول سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان ناصر الدولة أكبر سناً من أخيه سيف الدولة وأقدم منزلة عند الخلفاء، وكان كثير التأدب معه؛ وجرت بينهما يوماً وحشة، فكتب إليه سيف الدولة:
لست أجفو وإن جفيت ولا أت رك حقاً علي في كل حـال
إنما أنت والـد والأب الـجـا في يجازى بالصبر والإحتمال
حكى هلال بن المحسن عن معز الدولة ابن بويه وكان منازلاً لناصر الدولة أبي محمد بن حمدان، فجاءه غلام فقال: إن اغتلت ابن حمدان وقتلته ما يكون لي عليك؟ قال: اقتراحك؛ ووعده وعداً ملأ به صدره، فمضى واختلط بعكسر ناصر الدولة وتوصل إلى أن عرف موضع منامه ليلاً من خيمته، ثم جاء وقد اشتمل على دشنة فدخل الخيمة من تحت الطنب وقد تفرق الناس ونام الحراس فوجد ناصر الدولة نائماً على سرير وفي جانب الخيمة شمعة وعلى بعد منه جماعة، فتأمل موضع رأسه من رجليه ثم أطفأ الشمعة لئلا يصيح إذا جرحه فينذر به ويؤخذ، وجاءه يريد الموضع الذي فيه رأسه، فاتفق أن ناصر الدولة تقلب من جنب إلى جنب فزال عن المكان وجاء الغلام يريد موضعه فغرز الدشنة غرزاً استقصى فيه وظن أنه قد بلغ المراد، فأحسن ناصر الدولة بعدوه فانتبه فرأى الشمعة وقد أطفئت وأطناب الخيمة مرفوعة، فصاح بالغلمان فبادروا وجاءوا بضوء وشاهدوا الصورة فجزع، وأمر بالزيادة في الاحتراس ولم يعلم كيف جرى الأمر، وعاد الرجل فأخبر معز الدولة أنه قد قتل ناصر الدولة فلم يعطه ما وعده به لكنه أطلق له شيئاً وقال لأبي جعفر الصيمري: من يقدم على الملوك مثل إقدام هذا لا يجوز استبقاؤه فضلاً أن يوثق بمكانه، وما الذي يؤمننا أن يبذل لأعدائنا مثل ما بذل لنا؟ فأرحني منه كيف شئت، فأخذه الصيمري فغرقه.
وكان ناصر الدولة شديد المحبة لأخيه سيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة تغيرت أحوال ناصر الدولة وساءت أخلاقه وضعف عقله، إلى أن لم يبق له حرمة عند أولاده وجماعته، فقبض عليه ولده أبو تغلب فضل الله الملقب عدة الدولة المعروف بالغضنفر بمدينة الموصل باتفاق من إخوته، وسيره إلى قلعة أردمشت في حصن السلامة، وذكر ابن الأثير في تاريخه أن هذه القلعة هي التي تسمى الآن قلعة كواشي، وذلك في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلثمائة، ولم يزل محبوساً بها إلى أن توفي يوم الجمعة وقت العصر ثاني عشر شهر ربيع الأول، ونقل إلى الموصل ودفن بتل توبة شرقي الموصل.
وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب “عنوان السير” في آخر ترجمة ناصر الدولة ما مثاله: ولم يزل-يعني ناصر الدولة-مستولياً على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه الغضنفر في سنة ست وخمسين وثلثمائة، وكانت إمارته هناك اثنتين وثلاثين سنة، وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلثمائة، رحمه الله تعالى، وقتل أبوه ببغداد وهو يدافع عن الإمام القاهر بالله لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة سبع عشرة وثلثمائة.
توفي 357 هـ
أبو محمد الحسن الملقب ناصر الدولة ابن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون ابن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن محربة بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، التغلبي؛ كان صاحب الموصل وما والاها، وتنقلت به الأحوال تارات إلى أن ملك الموصل بعد أن كان نائباً بها عن أبيه، ثم لقبه الخليفة المتقي لله “ناصر الدولة” وذلك في مستهل شعبان سنة ثلاثين وثلثمائة، ولقب أخاه “سيف الدولة” في ذلك اليوم أيضاً، وعظم شأنهما. وكان الخليفة المكتفي بالله قد ولى أباهما عبد الله بن حمدان الموصل وأعمالها في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسار إليها ودخلها في أول سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان ناصر الدولة أكبر سناً من أخيه سيف الدولة وأقدم منزلة عند الخلفاء، وكان كثير التأدب معه؛ وجرت بينهما يوماً وحشة، فكتب إليه سيف الدولة:
لست أجفو وإن جفيت ولا أت رك حقاً علي في كل حـال
إنما أنت والـد والأب الـجـا في يجازى بالصبر والإحتمال
حكى هلال بن المحسن عن معز الدولة ابن بويه وكان منازلاً لناصر الدولة أبي محمد بن حمدان، فجاءه غلام فقال: إن اغتلت ابن حمدان وقتلته ما يكون لي عليك؟ قال: اقتراحك؛ ووعده وعداً ملأ به صدره، فمضى واختلط بعكسر ناصر الدولة وتوصل إلى أن عرف موضع منامه ليلاً من خيمته، ثم جاء وقد اشتمل على دشنة فدخل الخيمة من تحت الطنب وقد تفرق الناس ونام الحراس فوجد ناصر الدولة نائماً على سرير وفي جانب الخيمة شمعة وعلى بعد منه جماعة، فتأمل موضع رأسه من رجليه ثم أطفأ الشمعة لئلا يصيح إذا جرحه فينذر به ويؤخذ، وجاءه يريد الموضع الذي فيه رأسه، فاتفق أن ناصر الدولة تقلب من جنب إلى جنب فزال عن المكان وجاء الغلام يريد موضعه فغرز الدشنة غرزاً استقصى فيه وظن أنه قد بلغ المراد، فأحسن ناصر الدولة بعدوه فانتبه فرأى الشمعة وقد أطفئت وأطناب الخيمة مرفوعة، فصاح بالغلمان فبادروا وجاءوا بضوء وشاهدوا الصورة فجزع، وأمر بالزيادة في الاحتراس ولم يعلم كيف جرى الأمر، وعاد الرجل فأخبر معز الدولة أنه قد قتل ناصر الدولة فلم يعطه ما وعده به لكنه أطلق له شيئاً وقال لأبي جعفر الصيمري: من يقدم على الملوك مثل إقدام هذا لا يجوز استبقاؤه فضلاً أن يوثق بمكانه، وما الذي يؤمننا أن يبذل لأعدائنا مثل ما بذل لنا؟ فأرحني منه كيف شئت، فأخذه الصيمري فغرقه.
وكان ناصر الدولة شديد المحبة لأخيه سيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة تغيرت أحوال ناصر الدولة وساءت أخلاقه وضعف عقله، إلى أن لم يبق له حرمة عند أولاده وجماعته، فقبض عليه ولده أبو تغلب فضل الله الملقب عدة الدولة المعروف بالغضنفر بمدينة الموصل باتفاق من إخوته، وسيره إلى قلعة أردمشت في حصن السلامة، وذكر ابن الأثير في تاريخه أن هذه القلعة هي التي تسمى الآن قلعة كواشي، وذلك في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلثمائة، ولم يزل محبوساً بها إلى أن توفي يوم الجمعة وقت العصر ثاني عشر شهر ربيع الأول، ونقل إلى الموصل ودفن بتل توبة شرقي الموصل.
وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب “عنوان السير” في آخر ترجمة ناصر الدولة ما مثاله: ولم يزل-يعني ناصر الدولة-مستولياً على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه الغضنفر في سنة ست وخمسين وثلثمائة، وكانت إمارته هناك اثنتين وثلاثين سنة، وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلثمائة، رحمه الله تعالى، وقتل أبوه ببغداد وهو يدافع عن الإمام القاهر بالله لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة سبع عشرة وثلثمائة.