أ.محمد العبدلي
13-12-2012, 04:54 AM
حرفة الأدب
_______
الخيال في الشعـر
هو التعبير أو التركيب الذي يتخذه الشاعر أو الكاتب لنقل أفكاره إلى قارئيه .
وللخيال أنوع ثلاثة كما عرّفها النقاد ..
الخيال الابتكاري
وهو مافيه من خصوصية تفرد بها الشاعر في وصف الصورة وهو أول شاعر ابتكر حالة جديدة لموقف معين
وعرف به
ويمثل له .. بقول البحتري في قصيدته المشهورة التى
صوّر بها قتل الخليفة المتوكل داخل قصره وماحدث في
القصر من اضطراب وخوف وماحدث في ستائره من
تمزيق وحريق تسبب في طلب الفرار والحفاظ على
الأرواح من جور الأتراك وبطشهم
حيث قال :
ولم أنس وحش القصر إذريع سربه
وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره
وإذصيح فيه بالرحيل فهتكت
على عجل أستاره وستائره
فانظر كيف شبه النساء بالظباء النافرة والوحوش الفارة
وكأنك تشاهد الحدث وتعايشه .
والقسم الثاني يسمى الخيال التأليفى
وهو الذي ينقل إليك الحقائق العلمية كماهي كقول : أبي تمام
وإذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ماكان يعرف طيب عرف العود
فالفضائل تنشر عن طريق الحساد ، ورائحة العود لاتعرف إلا بشتعال النارفيه
وقد يكون الخيال التأليفى سقيما ويسمى الخطأ في التشبيه
كمن يشبه السهام بأعناق الظباء
كقول أحدهم
كساها رطيب الريش فاعتدلت له
قداح كأعناق الظباء الفوارق
فانظر كيف شبه السهام وقد ريشت بأعناق الظباء المنطلقة
فقيل أن هذا من التشبيهات الغريبة ويدل على سقم بعاطفة الشاعر .
لخيال البيانى أو التفسيري
هو الذى يفسرجماله الشاعر بحيث يلقى من روحه على
مايريد الوصول إليه ومنحه شيئا من إحساسه وعاطفته حتى يجعلنا نشاركة نفس الشعور
أي يجعل الجامد متحركا له طعم وذوق وشم كقول الشاعر ابن خفاجة الأندلسى
في وصف زهرة
ومائسة تزهى وقد خلع
عليها حلى حمرا وأردية خضــرا
يذوب لها ريق الغمائم فضّة
ويسكن في أعطـافهـا ذهـبا نضـرا
فإذا قرأت هذا النص تجد نفسك أمام صورة واحدة
تستطيع أن تفسرها بما توحي إلى نفسك من معاني فقد
جعل الزهرة كائن حي أو فتاة مزهوة بجمالها تلبس
الأكمام الخضـر وتتزين بالجواهر الحمراء فيعشقها الغمام
ويسيل لعابه فضة عندما يقع على أكمامها ويستقر في ثنايا
أغصانها ، ومعنى هذا أن الشاعر هو الذي أثرّ بالزهرة
وأدرك مافيها من جمال حسي ظاهر وخلع على تلك
الزهرة الجامدة من شعوره وحسة خواص إنسانية جميلة
حيث جعل الزهرة كائن يحب أن يشارك في جمال
الإنسانية بالحب والمشاركة الوجدانية حيث تتمتع بالزينة
والحلى كما يتمتع الإنسان وهذا مايسمى بتشبيه الأذكياء
عند الشعراء .
والمتتبع للخيال عند الشعراء يجده مرتبطا بالعاطفة
أرتباطا وثيقا وقد يستشف القارئ الهدوء النفسي من
عدمه عند قراءة نصوص الأدباء .. وإلى لقاء
موضوع آخر من حرفة الأدب .
_______
الخيال في الشعـر
هو التعبير أو التركيب الذي يتخذه الشاعر أو الكاتب لنقل أفكاره إلى قارئيه .
وللخيال أنوع ثلاثة كما عرّفها النقاد ..
الخيال الابتكاري
وهو مافيه من خصوصية تفرد بها الشاعر في وصف الصورة وهو أول شاعر ابتكر حالة جديدة لموقف معين
وعرف به
ويمثل له .. بقول البحتري في قصيدته المشهورة التى
صوّر بها قتل الخليفة المتوكل داخل قصره وماحدث في
القصر من اضطراب وخوف وماحدث في ستائره من
تمزيق وحريق تسبب في طلب الفرار والحفاظ على
الأرواح من جور الأتراك وبطشهم
حيث قال :
ولم أنس وحش القصر إذريع سربه
وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره
وإذصيح فيه بالرحيل فهتكت
على عجل أستاره وستائره
فانظر كيف شبه النساء بالظباء النافرة والوحوش الفارة
وكأنك تشاهد الحدث وتعايشه .
والقسم الثاني يسمى الخيال التأليفى
وهو الذي ينقل إليك الحقائق العلمية كماهي كقول : أبي تمام
وإذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ماكان يعرف طيب عرف العود
فالفضائل تنشر عن طريق الحساد ، ورائحة العود لاتعرف إلا بشتعال النارفيه
وقد يكون الخيال التأليفى سقيما ويسمى الخطأ في التشبيه
كمن يشبه السهام بأعناق الظباء
كقول أحدهم
كساها رطيب الريش فاعتدلت له
قداح كأعناق الظباء الفوارق
فانظر كيف شبه السهام وقد ريشت بأعناق الظباء المنطلقة
فقيل أن هذا من التشبيهات الغريبة ويدل على سقم بعاطفة الشاعر .
لخيال البيانى أو التفسيري
هو الذى يفسرجماله الشاعر بحيث يلقى من روحه على
مايريد الوصول إليه ومنحه شيئا من إحساسه وعاطفته حتى يجعلنا نشاركة نفس الشعور
أي يجعل الجامد متحركا له طعم وذوق وشم كقول الشاعر ابن خفاجة الأندلسى
في وصف زهرة
ومائسة تزهى وقد خلع
عليها حلى حمرا وأردية خضــرا
يذوب لها ريق الغمائم فضّة
ويسكن في أعطـافهـا ذهـبا نضـرا
فإذا قرأت هذا النص تجد نفسك أمام صورة واحدة
تستطيع أن تفسرها بما توحي إلى نفسك من معاني فقد
جعل الزهرة كائن حي أو فتاة مزهوة بجمالها تلبس
الأكمام الخضـر وتتزين بالجواهر الحمراء فيعشقها الغمام
ويسيل لعابه فضة عندما يقع على أكمامها ويستقر في ثنايا
أغصانها ، ومعنى هذا أن الشاعر هو الذي أثرّ بالزهرة
وأدرك مافيها من جمال حسي ظاهر وخلع على تلك
الزهرة الجامدة من شعوره وحسة خواص إنسانية جميلة
حيث جعل الزهرة كائن يحب أن يشارك في جمال
الإنسانية بالحب والمشاركة الوجدانية حيث تتمتع بالزينة
والحلى كما يتمتع الإنسان وهذا مايسمى بتشبيه الأذكياء
عند الشعراء .
والمتتبع للخيال عند الشعراء يجده مرتبطا بالعاطفة
أرتباطا وثيقا وقد يستشف القارئ الهدوء النفسي من
عدمه عند قراءة نصوص الأدباء .. وإلى لقاء
موضوع آخر من حرفة الأدب .