اقرأ القرآن وأذكر ربك
16-12-2012, 08:23 AM
http://www.youtube.com/watch?v=7VDvjAa4U6w
( أشكوا من قسوة القلب ماذا أفعل؟ )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا صارت قلوبنا قاسية كالحجارة إلا من رحم الله
بل إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار
وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء
ولكن قلوبنا تأبى إلا أن تقسو
أما علمنا قول الله تعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ . الحديد 16
[/URL]http://www.kuwaitus.com/vb/imgcache/2110.imgcache.gif (http://www.kuwaitus.com/vb/imgcache/2110.imgcache.gif)
ألا نعلم يقينا أن طول الأمد يورث قسوة القلب
لكن شتانا بين حالنا وحال سلفنا الصالح مع القرآن
روى أبو العلي القشيري محمد بن سعيد الحراني ، في تاريخ الرقة ، في ترجمة ميمون بن مهران ، وميمون هذا كان كاتباً لـعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
شعر ميمون بن مهران بقسوة في قلبه، وكان قد تقاعد، فقال لابنه عمرو : يا بني! خذ بيدي وانطلق بنا إلى الحسن ،
قال عمرو : فأخذت بيد أبي أقوده إلى الحسن البصري ، قال: فاعترضنا جدول ماء -قناة- فلم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعلت نفسي قنطرة عليها فمر من فوق ظهري،
ثم انطلقت به أقوده، فلما وصلنا إلى بيت الحسن ، وطرقنا الباب خرجت الجارية، فقالت: من؟ قال لها: ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شيخ السوء ما أبقاك إلى هذا الزمان السوء، فبكى ميمون ، وعلا نحيبه،
فسمع الحسن بكاءه فخرج، فلما رآه اعتنقا فقال ميمون للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني آنست من قلبي غلظة، فاستلن لي
فقال الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:205-207]،
فأغشي على ميمون ، فجعل الحسن يتفقد رجله كما تتفقد رجل الشاة المذبوحة، يظن أنه مات،
وبعد مدةٍ أفاق، فقالت الجارية لهما: اخرجا، لقد أزعجتما الشيخ اليوم. نفهم من كلام الجارية: أن هذه الآيات فتتت كبد الحسن هو الآخر،
قال عمرو : فلما خرجت بأبي أقوده، قلت له: يا أبي! هذا هو الحسن ، قال: نعم يا بني، قال: قلت: كنت أظنه أكبر من ذلك. قال عمرو : فضرب أبي بيده في صدري، وقال: يا بني! لقد قرأ عليك آيات لو تدبرتها بقلبك لأرسلت لها، لكنه لؤم فيك؟ هذه الآيات لا تغادر سمعك حتى تجرح قلبك: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
فلنسرع اخي فلتسرعي أختي إلى إدراك قلوبنا قبل مجيء ملك الموت فيكون حالنا كالذي قال الرحمان فيه
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ **لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَاكَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَاوَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. المؤمنون 99 - 100
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت -------- حركات سوف تفنى ثم يتلوها خفوت
و كلام ليس يحلو بعده إلا السكوت -------- أيها السائر قل لي أين ذاك الجبروت
كنت مطبوعا على النطق فما هذا الصموت -------- ليت شعري آ همود ما أراه أم قنوت
أين أملاك لهم في كل أفق ملكوت -------- زالت التيجان عنهم و خلت تلك التخوت
أصبحت أوطانهم من بعدهم و هي خفوت -------- لا سميع يسمع القول و لا حي يصوت
عمرت منهم قبور و خلت منهم بيوت -------- خمدت تلك المساعي وانقضت تلك النعوت
إنما الدنيا خيال باطل سوف يفوت -------- ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12826688421.gif (http://www.noorfatema.net/up/uploads/12826688421.gif)
لماذا تقسو قلوبنا ؟
القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه التوبة ، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه الذِكر ، ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى ، ويجوع كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة .
وأمراض القلب كثيرة وهي تختلف حسب نوع المؤثرات التي تحيط بالقلب ، وكلما قويت المؤثرات على القلب كلما قوي المرض واشتد حتى يغلف ويُطمس ويقفل ويطبع عليه ويزيغ عن الحق ، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات ؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى الكفر ، وتجعله في مرتبة البهائم والعياذ بالله .
http://img7.hostingpics.net/pics/72075ward2u_text104.gif (http://img7.hostingpics.net/pics/72075ward2u_text104.gif)
ومن أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب ، وهو مرض خطير تنشأ عنه أمراض ، وتظهر له أعراض ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله وأخذ بالأسباب ، وتظهر خطورة هذا المرض من خلال هذه الآيات ، يقول تعالى{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }(البقرة : 74) ، ويقول سبحانه { وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام :43 ويقول { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } ( الزمر : 22 ) ، ويقول { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } ( الحديد 16 ) وأبعد القلوب من الله القلب القاسي .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
فتعال معي – أخي الكريم واختي الفاضله
– لنقف على مظاهر هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه .
مظاهر قسوة القلب
لقسوة القلب أعراض ومظاهر تدل عليها ، وهي تتفاوت من حيث خطورتها وأثرها على صاحبها ، ومن أهم هذه المظاهر :
1- التكاسل عن الطاعات وأعمال الخير وخاصة العبادات:
وربما يفرط في بعضها ، فالصلاة يؤديها مجرد حركات لا خشوع فيها ، بل يضيق بها كأنه في سجن يريد قضائها بسرعة ، كما أنه يتثاقل عن أداء السنن والنوافل ، ويرى الفرائض والواجبات التي فرضها الله عليه كأنها أثقال ينوء بها ظهره فيسرع ولسان حاله يقول : أرتاح منها ، وقد وصف الله المنافقين فقال : { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} ( التوبة : 54) وقال : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } ) النساء : 14) .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
2- عدم التأثر بآيات القرآن الكريم والمواعظ :
فهو يسمع آيات الوعد والوعيد فلا يتأثر ولا يخشع قلبه ولا يخبت ، كما أنه يغفل عن قراءة القرآن ، وعن سماعه ويجد ثقلاً وانصرافاً عنه ، مع أن الله تعالى يقول : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ( ق : 45) ومدح الله المؤمنين بقوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (الأنفال : 2).
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
3- عدم تأثره بشيء مما حوله من الحوادث كالموت والآيات الكونية :
والعجائب التي تمر عليه بين حين وآخر ، فهو لا يتأثر بالموت ولا بالأموات ، ويرى الأموات ويمشي في المقابر وكأن شيئاً لم يكن ، وكفى بالموت واعظاً ، قال تعالى { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } (التوبة:126).
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
4- يزداد ولعه بملذات الدنيا ويؤثرها على الآخرة :
فتصبح الدنيا همه وشغله الشاغل ، وتكون مصالحه الدنيوية ميزاناً في حبه وبغضه وعلاقاته مع الناس ؛ فيكون في الحسد والأنانية والبخل والشح .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
5- يضعف فيه تعظيم الله جل جلاله : وتنطفئ الغيرة ، وتقل جذوة الإيمان ، ولا يغضب إذا انتهكت محارم الله ، فيرى المنكرات ولا تحرك فيه ساكناً ، ويسمع الموبقات وكأن شيئاً لم يكن ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، ولا يبال بالمعاصي والذنوب .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
6- الوحشة التي يجدها صاحب القلب القاسي :
وضيق الصدر والشعور بالقلق والضيق بالناس ، ولا يكاد يهنأ بعيش أو يطمأن ؛ فيظل قلقاً متوتراً من كل شيء .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
7- أن المعاصي تزرع أمثالها :
ويولد بعضها بعضاً حتى يصعب عليه مفارقتها ، وتصبح من عاداته .
http://files.mothhelah.com/img/sQQ07457.gif (http://files.mothhelah.com/img/sQQ07457.gif)
أسباب قسوة القلب
لقسوة القلب أسباب كثيرة ومتعددة وبعضها أكثر خطورة من الآخر ، وتزداد القسوة كلما تعددت الأسباب ، ولعل أهم هذه الأسباب ما يلي :
1- تعلق القلب بالدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة :
وهذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب ، فإن حب الدنيا إذا طغى على قلب الآخر تعلق القلب بها ، وضعف إيمانه شيئاً فشيئاً حتى تصبح العبادة ثقيلة مملة ، ويجد لذته وسلواه في الدنيا وحطامها حتى ينسى الآخرة أو يكاد ، ويغفل عن هادم اللذات ، ويبدأ عنده طول الأمل ، وما اجتمعت هذه البلايا في شخص إلا أهلكته .
والدنيا شعب ٌ ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ، ثم إلى ما بعده حتى يبتعد عن الله عز وجل ، وعندها تسقط مكانته عند الله ، ولا يبالي الله في أي وادي من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله .
إن هذا العبد نسي ربه وأقبل على الدنيا مجلاً لها ومكرما ، فعظم ما لا يستحق التعظيم ، واستهان بما يستحق التعظيم والإجلال والتكريم ، فلذلك كانت عاقبته من أسوأ العواقب.
[URL="http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif"]http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
يقول أحد السلف : (( ما من عبد إلا وله عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، وإذا أردا به غير ذلك تركه على ما فيه ،
ثم قرأ { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ( محمد:24) .
2- الغفلة :
وهي داءٌ وبيل ٌ ، ومرض خطير إذا استحوذ على القلوب ، وتمكن من النفوس ، واستأثر على الجوراح والأبدان أدى إلى انغلاق كل أبواب الهداية ، وحصول الطبع والختم على القلوب { أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ( النحل : 108) .
( أشكوا من قسوة القلب ماذا أفعل؟ )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا صارت قلوبنا قاسية كالحجارة إلا من رحم الله
بل إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار
وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء
ولكن قلوبنا تأبى إلا أن تقسو
أما علمنا قول الله تعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ . الحديد 16
[/URL]http://www.kuwaitus.com/vb/imgcache/2110.imgcache.gif (http://www.kuwaitus.com/vb/imgcache/2110.imgcache.gif)
ألا نعلم يقينا أن طول الأمد يورث قسوة القلب
لكن شتانا بين حالنا وحال سلفنا الصالح مع القرآن
روى أبو العلي القشيري محمد بن سعيد الحراني ، في تاريخ الرقة ، في ترجمة ميمون بن مهران ، وميمون هذا كان كاتباً لـعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
شعر ميمون بن مهران بقسوة في قلبه، وكان قد تقاعد، فقال لابنه عمرو : يا بني! خذ بيدي وانطلق بنا إلى الحسن ،
قال عمرو : فأخذت بيد أبي أقوده إلى الحسن البصري ، قال: فاعترضنا جدول ماء -قناة- فلم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعلت نفسي قنطرة عليها فمر من فوق ظهري،
ثم انطلقت به أقوده، فلما وصلنا إلى بيت الحسن ، وطرقنا الباب خرجت الجارية، فقالت: من؟ قال لها: ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شيخ السوء ما أبقاك إلى هذا الزمان السوء، فبكى ميمون ، وعلا نحيبه،
فسمع الحسن بكاءه فخرج، فلما رآه اعتنقا فقال ميمون للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني آنست من قلبي غلظة، فاستلن لي
فقال الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:205-207]،
فأغشي على ميمون ، فجعل الحسن يتفقد رجله كما تتفقد رجل الشاة المذبوحة، يظن أنه مات،
وبعد مدةٍ أفاق، فقالت الجارية لهما: اخرجا، لقد أزعجتما الشيخ اليوم. نفهم من كلام الجارية: أن هذه الآيات فتتت كبد الحسن هو الآخر،
قال عمرو : فلما خرجت بأبي أقوده، قلت له: يا أبي! هذا هو الحسن ، قال: نعم يا بني، قال: قلت: كنت أظنه أكبر من ذلك. قال عمرو : فضرب أبي بيده في صدري، وقال: يا بني! لقد قرأ عليك آيات لو تدبرتها بقلبك لأرسلت لها، لكنه لؤم فيك؟ هذه الآيات لا تغادر سمعك حتى تجرح قلبك: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
فلنسرع اخي فلتسرعي أختي إلى إدراك قلوبنا قبل مجيء ملك الموت فيكون حالنا كالذي قال الرحمان فيه
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ **لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَاكَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَاوَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. المؤمنون 99 - 100
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت -------- حركات سوف تفنى ثم يتلوها خفوت
و كلام ليس يحلو بعده إلا السكوت -------- أيها السائر قل لي أين ذاك الجبروت
كنت مطبوعا على النطق فما هذا الصموت -------- ليت شعري آ همود ما أراه أم قنوت
أين أملاك لهم في كل أفق ملكوت -------- زالت التيجان عنهم و خلت تلك التخوت
أصبحت أوطانهم من بعدهم و هي خفوت -------- لا سميع يسمع القول و لا حي يصوت
عمرت منهم قبور و خلت منهم بيوت -------- خمدت تلك المساعي وانقضت تلك النعوت
إنما الدنيا خيال باطل سوف يفوت -------- ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12826688421.gif (http://www.noorfatema.net/up/uploads/12826688421.gif)
لماذا تقسو قلوبنا ؟
القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه التوبة ، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه الذِكر ، ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى ، ويجوع كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة .
وأمراض القلب كثيرة وهي تختلف حسب نوع المؤثرات التي تحيط بالقلب ، وكلما قويت المؤثرات على القلب كلما قوي المرض واشتد حتى يغلف ويُطمس ويقفل ويطبع عليه ويزيغ عن الحق ، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات ؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى الكفر ، وتجعله في مرتبة البهائم والعياذ بالله .
http://img7.hostingpics.net/pics/72075ward2u_text104.gif (http://img7.hostingpics.net/pics/72075ward2u_text104.gif)
ومن أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب ، وهو مرض خطير تنشأ عنه أمراض ، وتظهر له أعراض ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله وأخذ بالأسباب ، وتظهر خطورة هذا المرض من خلال هذه الآيات ، يقول تعالى{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }(البقرة : 74) ، ويقول سبحانه { وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام :43 ويقول { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } ( الزمر : 22 ) ، ويقول { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } ( الحديد 16 ) وأبعد القلوب من الله القلب القاسي .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
فتعال معي – أخي الكريم واختي الفاضله
– لنقف على مظاهر هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه .
مظاهر قسوة القلب
لقسوة القلب أعراض ومظاهر تدل عليها ، وهي تتفاوت من حيث خطورتها وأثرها على صاحبها ، ومن أهم هذه المظاهر :
1- التكاسل عن الطاعات وأعمال الخير وخاصة العبادات:
وربما يفرط في بعضها ، فالصلاة يؤديها مجرد حركات لا خشوع فيها ، بل يضيق بها كأنه في سجن يريد قضائها بسرعة ، كما أنه يتثاقل عن أداء السنن والنوافل ، ويرى الفرائض والواجبات التي فرضها الله عليه كأنها أثقال ينوء بها ظهره فيسرع ولسان حاله يقول : أرتاح منها ، وقد وصف الله المنافقين فقال : { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} ( التوبة : 54) وقال : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } ) النساء : 14) .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
2- عدم التأثر بآيات القرآن الكريم والمواعظ :
فهو يسمع آيات الوعد والوعيد فلا يتأثر ولا يخشع قلبه ولا يخبت ، كما أنه يغفل عن قراءة القرآن ، وعن سماعه ويجد ثقلاً وانصرافاً عنه ، مع أن الله تعالى يقول : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ( ق : 45) ومدح الله المؤمنين بقوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (الأنفال : 2).
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
3- عدم تأثره بشيء مما حوله من الحوادث كالموت والآيات الكونية :
والعجائب التي تمر عليه بين حين وآخر ، فهو لا يتأثر بالموت ولا بالأموات ، ويرى الأموات ويمشي في المقابر وكأن شيئاً لم يكن ، وكفى بالموت واعظاً ، قال تعالى { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } (التوبة:126).
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
4- يزداد ولعه بملذات الدنيا ويؤثرها على الآخرة :
فتصبح الدنيا همه وشغله الشاغل ، وتكون مصالحه الدنيوية ميزاناً في حبه وبغضه وعلاقاته مع الناس ؛ فيكون في الحسد والأنانية والبخل والشح .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
5- يضعف فيه تعظيم الله جل جلاله : وتنطفئ الغيرة ، وتقل جذوة الإيمان ، ولا يغضب إذا انتهكت محارم الله ، فيرى المنكرات ولا تحرك فيه ساكناً ، ويسمع الموبقات وكأن شيئاً لم يكن ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، ولا يبال بالمعاصي والذنوب .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
6- الوحشة التي يجدها صاحب القلب القاسي :
وضيق الصدر والشعور بالقلق والضيق بالناس ، ولا يكاد يهنأ بعيش أو يطمأن ؛ فيظل قلقاً متوتراً من كل شيء .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
7- أن المعاصي تزرع أمثالها :
ويولد بعضها بعضاً حتى يصعب عليه مفارقتها ، وتصبح من عاداته .
http://files.mothhelah.com/img/sQQ07457.gif (http://files.mothhelah.com/img/sQQ07457.gif)
أسباب قسوة القلب
لقسوة القلب أسباب كثيرة ومتعددة وبعضها أكثر خطورة من الآخر ، وتزداد القسوة كلما تعددت الأسباب ، ولعل أهم هذه الأسباب ما يلي :
1- تعلق القلب بالدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة :
وهذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب ، فإن حب الدنيا إذا طغى على قلب الآخر تعلق القلب بها ، وضعف إيمانه شيئاً فشيئاً حتى تصبح العبادة ثقيلة مملة ، ويجد لذته وسلواه في الدنيا وحطامها حتى ينسى الآخرة أو يكاد ، ويغفل عن هادم اللذات ، ويبدأ عنده طول الأمل ، وما اجتمعت هذه البلايا في شخص إلا أهلكته .
والدنيا شعب ٌ ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ، ثم إلى ما بعده حتى يبتعد عن الله عز وجل ، وعندها تسقط مكانته عند الله ، ولا يبالي الله في أي وادي من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله .
إن هذا العبد نسي ربه وأقبل على الدنيا مجلاً لها ومكرما ، فعظم ما لا يستحق التعظيم ، واستهان بما يستحق التعظيم والإجلال والتكريم ، فلذلك كانت عاقبته من أسوأ العواقب.
[URL="http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif"]http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif (http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif)
يقول أحد السلف : (( ما من عبد إلا وله عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، وإذا أردا به غير ذلك تركه على ما فيه ،
ثم قرأ { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ( محمد:24) .
2- الغفلة :
وهي داءٌ وبيل ٌ ، ومرض خطير إذا استحوذ على القلوب ، وتمكن من النفوس ، واستأثر على الجوراح والأبدان أدى إلى انغلاق كل أبواب الهداية ، وحصول الطبع والختم على القلوب { أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ( النحل : 108) .