المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـــوت زوجـــــة


أ.محمد العبدلي
03-01-2013, 04:55 PM
قصة قصيرة
موت زوجة

خرج لصلاة الفجـر ،وترك باب منزله مفتوحا بل مرودا
ليعود بعد الصلاة إلى المنزل وقد أعدت له زوجته فنجان
القهوة التى تعود هو وهي على تناولها .

عمره في الخامسة والستين ، وعند انقضاء الصلاة في
المسجد ،شعر بتسارع دقات قلبه ،فأسرع إلى منزله وعند
وصوله لباب المنزل أحس باشتداد الألم فلم يخبر زوجته
حتى لاتنزعج ، وركب سيّارته وانطلق لطوارئ
المستشفى القريب من منزله ..


وعندما شاهده الطبيب أمربالتحفظ عليه وتنويمه فورا قبل
فوات الأوان
وظنّ الرجل أن المسألة ساعة أو ساعتين ثمّ يعود لرؤية زوجته
ولكن الوقت طوّل معه من الصباح إلى الساعة الواحدة ظهرا .

ولما رأى الدكتور تململه وانزعاجه أمره أن يتصل
بأقاربه ويطمئنهم ريثما تتحسن حالته ، فاتصل بأولاده
أولا وأخبرهم أنه بالمستشفى وهم يعملون في مدينة
بعيدة عن مقرّ والدهم وعمله


فقرروا حضورهم جميعا ، فهبوا مسرعين

ثمّ اتصل بجاره وأخبره أنّ زوجته أم فلان تركها بالمنزل
وحيدة وهي مريضة أيضا ولم يخبرها أنه منوّم
بالمستشفى حتى لايزعجها



وطلب منه المرور عليها مع زوجته للإطمئنان عليها
ولو أخذوها إلى منزلهم حتى يعود ، فقد فعلوا جميلا معه ومعها .

فطمأنه جاره وقال : له هي في الحفظ والصون وسوف نمرّ عليها الآن
وأخذ جاره زوجته وذهب لزيارة تلك المرأة
وطرقا الباب فلم يجبهما أحد ، فدفعا الباب فوجد مفتوحا ..
، فقالا : لعلها ذهبت لمكان ما ..
فباب المنزل الخارجي مفتوحا .


ولعل ّ المفتاح مع زوجها : فقال: الزوج لزوجته اذهبى
إلى الباب الداخلى ودقي عليها وناديها
فلعلّها بالداخل ولم تسمع صوتنا
فطرقت الباب الداخلى



وقالت : يا أم فلان أنا فلانة ومعي زوجي حئنا نطمئن عليك
فقالت فوتوا حيّاكم الله ولكن زوجي غير موجود خرج لصلاة الفجر ولم يعد.
ووضعت على رأسها جلبابها وتغطّت بحجابها وقالت
أدخل يا أبا فلان ،ويافلانه

وقال : الرجل لزوجته اجلسي معها
وأنا سأذهب لزيارة زوجها ولا تخبريها بأنه في المستشفى حتى أنظر لحالته وخرج من الباب ..


وأخذت المرأة الزائرة تسألها عن حالها فقالت : خرج أبو
فلان ولم يعد
ولا أدري ما أصابه وشعرت بدوّار وصداع
فوقعت على الأرض وتحاملت على نفسي حتى جلست على هدا الكرسي الخشبى


ولم أستطع تحريك قدمي
وسألتها من متى هذا الورم ؟
قالت : اليوم فقط ،أعددت قهوتي وانتظرت زوجي ولم

يعد فأصابنى الخوف والقلق وشعرت بصداع وضيق بالتنفس
وأنا آسفة لم أسمع صوتكما ولم أستطع الوصول إلى الباب لأفتحه لكما :
فقالت المرأة لابأس عليك ونحن أهل



وفي أثناء كلامها بدأت بالتلعثم والتعب ثم أغمي عليها
والمرأة الزائرة بجانبها ، فاتصلت بزوجها فأسرع إلى الهلال الأحمر في مملكة الإنسانية .
ودلهم على بيتها وحملت إلى الطبيب سريعا وأدخلت الطوارئ وعمل لها اللازم فاستجابت للعلاج واستقرت حالتها في بادئ الأمر
ثمّ سألت عن زوجها فقالوا لها آت في الطريق .


وهي لاتدري أنه معها في المستشفى وهولايدري أنها بالطوارئ ثمّ ساءت حالتها مرة أخرى



فنقلت لقسم الأجهزة والعناية الفائقة

وتوالت الأزمات عليها ولم تعد حواسها الداخلية تستجيب للأدوية
وظهر نبأ وفاتها على الشاشة الإكترونية ، وشعر الطبيب
بالأسى وخيبة الأمل والحزن عندما رأى توقف خفقان قلبها
وانطفاء شعلة الحياة في بؤرة العقل فقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون



هل تعلمون أنّ زوجها هنا في الجناح المجاور ولايعلم بوجودها ولا بوفاتها ؟..


الله يخلف عليه وعلى أهلها وأولادها بخير ، وبدأ الهمس في المستشفى عن وفاة امرأة جاءت إلى المستشفى قبل قليل .

واستبد القلق بالزوج واتصل : على جاره الوفي يسأل عن زوجته .
فأجابه أنها بخير وهو يعلم وفاتها ، فقال : بالله أدخل إليها التجوال لأكلمها ..
فقال : يا أبا فلان عندها نساء وأطفال لا أستطيع الدخول عليها
إن شاء الله تخرج بالسلامة وتراها ، واطمئن هي بخير ، ولم يقل له أنّها فارقت الحياة ..

واتصل أولادها بعد ذلك على ذلك الجار ، وقالوا نحن
بالطريق





أخبرنا عن حال ، والدنا ووالدتنا فقال : أبوكم قرر الدكتور خروجه غدا

وأمكم لازالت حالتها حرجة ولكن الدكتور وعدنا أنها ستكون بخير ، فلا تسرعوا في الطريق واطمئنوا كل شئ بخير ..

وعندما تصلون إلى مشارف المدينة أخبروني أستقبلكم وأدلكم على المستشفى .

وقابلهم في مكان وصفه لهم ، وأخذهم إلى المستشفى
وعرّفهم بالطبيب المباشر لحالة والدتهم.. وقال : يادكتور
هؤلاء أولاد المرأة

التى جاءت إليك في الساعة الواحدة ظهرا ..
فحيّاهم وقال : لهم عظّم الله أجركم


أمّكم أصيبت بجلطات في المخ

متعاقبة وتوقف في عضلات القلب ولم نستطع أن نعمل لها شيئا ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون



لقد بذلنا كل مافي وسعنا ولكنها لم تستجب للأجهزة التى ركّبت عليها

وهي الآن بالمشرحة تنتظر إكمال الإجراءات من قبلكم
فقالوا إنا لله وإنّا إليه راجعون

وهم لم يروا والدهم بعد ، وهو لم يعلم بالخبرولابوصولهم للمستشفى ..

فنظـر بعضهم إلى بعض ، وقالوا ندفنها ولانخبر أبانا حتى لايتأثر قلبه فيموت ..


فماهو رأيكم فوافق الجميع
على هذا الرأي .


فقال : جارهم قبّح الرأي رأيكم ، فهو رأي لايقره الشرع ولا العرف ولا العقل والمنطق .

اذهبوا إلى أبيكم فأخبروه بالخبر

وهو عند الطبيب فلوحصل له شئ يسعفه الطبيب ، ألم تعش معه عمره المديد ، وشاطرته حلو الحياة ومرها ؟

وتموت بجانبه اليوم

وفي ذات الجناح الذي يرقد به وتقبرونها خفية عنه ولم يرها ؟
ولم يلق عليها نظرة الوداع فكيف هذا ؟
أهذا برّكم بأبيكم وأمّكم ؟

إن كنتم تخافون إخباره

فاجعلوا الطبيب يخبره
بعد سؤالكم للطبيب ، فوالدكم لن يكذّب الطبيب

ولم يعتب على قضاء الله وقدره
فهو رجل مؤمن .

فقالوا أحسنت ياعم رأيك هو الصواب

وذهبوا لزيارة والدهم

وسلموا عليه وشربوا قهوته ومازحوه وكأنّ شيئا
لم يكن

واتفقوا مع الطبيب على كيفية وصول الخبر إليه ؟
ثم قالوا لوالدهم يا أبانا أنت تعرف أمنا عندها القلب
والسكر والكلى ، تعبت اليوم وأدخلت للمستشفى وهي الآن
في العناية المركزة



فستأذن من الطبيب لو حالتك تسمح بذلك ..
ونقوم بزيارتها ..

وجاء الطبيب إليه وطلبوا منه السماح لأبيهم بزيارة أمهم بالقسم النسانى

فقال : لهم أهي أمّكم التى دخلت اليوم الساعة الواحدة عندنا أم فلان ، فقالوا نعم ..

فقال : لزوجها
ياعم أنت مؤمن ورجل صالح عظم الله أجرك فيها
فقد فارقت الحياة
قبل ساعتين ولم نخبرك حتى لا تتأثر أنت وقبل وصول أولادك ..
وهي الآن بالمشرحة ولاما نع من حضورك لدفنها
ولكن عليك بالصبر .



فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد تركتها اليوم وهي بصحة وعافية..
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

وذهب مع أولاده إلى المشرحة وتأكد من موتها ، وحملت إلى المقبرة وذهب لدفنها ..

وبعد الانتهاء من الدفن وقف على قبرها مؤبنا فقال :
رحمك الله يا أم فلان


برغم بعدي عن وطنى لم أشعر بالغربة لأنك أنت الوطن .
ولم أعرف أنّك أغضبتنى يوما ، أو تمعّر وجهك عند زيارة الضيوف

رحمك الله وجمعنى وإيّاك تحت مستقرّ رحمته
وترك القبر وانصرف


وهو يتلفت إلى موضع قبرها وكأنه لم يصدّق أنها تركته وحيدا وفارقت الحياة ..

ونظر إلى أولادها وقد أحاطوابه فقال :

هذا قبر أمّكم فادعوا لها

وهيّا نستقبل العزاء في الدّار..


فقال : جارهم
والله لن تتم مراسم العزاء إلا في داري فهو داركم وعندنا من يقوم بخدمة المعزين لكم فترددوا ثمّ وافقوا على مضض...


وبعد انتهاء العزاء ، أخذوا والدهم بصحبتهم ولم يتركوه
نهبا للأحزان والعودة إلى الدّاروتفقد أغراض الفقيدة .

شمس الرائدية
03-01-2013, 05:03 PM

yd.885yd.885yd.885yd.885
وين هـ آلوفآء و آلحب و آلمودة و آلتفآهم ..
قصه تحزن فعلآ .. و لكن بمضمونهآ
آلعديد من آلدروس ..
آلله يرحمهآ ..’’

ثلجة وردية
03-01-2013, 06:01 PM
أ.محمد العبدلي
بصراااحة قصة مؤثرة ومؤلمة جداً
الله يرحم الزوجة
ويصبر زوجهااااا
والف شكر لك ع هذه القصة المميزه
وسلمت ع الابداع المستمر
امممممممم وياليت تكبر الخط:biggrin:
ما عدت اشوف الكلمات بسبب الخط صغيرyd.885
ويعطيك العافية يالغلاااااااا
لا عدمناااااااااااااك
:101:
..
..

أ.محمد العبدلي
05-01-2013, 01:13 AM
شمس الرائدية ، ثلجة وردية

شكرا لمروركما وتعقيبكما المميز

القصة لم تكن محض خيال بل هي حقيقية وواقعية وحدثت بالخفجى

وكتبت القصة بنفس اليوم الذي قبرت فيه المرأة وصدقوني مازدت

عن الحقيقة حرفا مماسمعت وعلمت.

لاراكما الله ماتكرهانه ..

ولكما الشكر الجم

دانة الكون
06-01-2013, 12:43 PM
الله يرحمها و يغفر لها
قصه حزينه
ماشاء الله ع الرجال صبور
و بارك الله بعياله ما خلوه لحاله

أ.محمد العبدلي
07-01-2013, 12:32 AM
شــكرا دانة الكون هـذا الرجل حاليا بالرياض وأدخل التخصصى

لجراحة القلب المفتوح وهو بخير وعافية ..

شكرا لمرورك المتميز

دانة الكون
07-01-2013, 01:18 AM
الله يقومه بالسلامه لعياله
و الف الحمد لله ع سلامته

غرربه
13-02-2013, 11:52 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الدووووخي
26-03-2013, 02:04 PM
الله يعطيك العافيه ..

ليث العقيدة
15-04-2013, 10:05 PM
بارك الله فيك

محمد الصالح
03-08-2013, 02:42 AM
يعطيك الف العافيه