بالله توفيقي
25-01-2013, 03:12 AM
رسالة حنين
تقترب عقارب الساعة إلى الثالثة والنصف صوت مؤذن الحي يشق سكون الكون بصوته الجهوري ،اعتادت حنين أن تكون في غرفتها
هذا الوقت تجلس على كرسيها المتحرك تتلو إذكارها بعد أن ناجت ربها بصلاة وقراءة في مصحفها ، توجهت بكرسيها
نحو جرس تستعمله لإيقاظ من بالبيت لصلاة الفجر ، تدخل أمها وبيدها كوب الحليب الدافئ مع العسل الذي اعتادت حنين تشربه في الصباح
الأم : حنين أبوك في انتظارك غاليتي لتسمعي له وردك اليومي قبل الذهاب للمدرسة 0
تمسك حنين يد أمها وتقبلها ، تقترب الأم بأنفاسها الدافئة لوجه حنين لتزيل عنها حجاب الصلاة الذي من الأمس لم ينزع
، تلبس أم حنين ابنتها ملابس المدرسة بعد الحمام لتستعد ليوم حافل فهو يوم تكريمها لكونها متفوقة دراسيا ومثالا يحتذى به 0
يقترب أبوها منها ويطبع قبله على جبهتها ويدعو لها بالتوفيق تتلو حنين وردها بصوتها الشجي الذي اعتاد أخوتها سماعه كل صباح
يجر فهد كرسي حنين نحو الباب وهو يمازحها بأنه سيقاسمها الهدية الكبرى التي ستحصل عليها كطالبة متميزة على مستوى المحافظة
0
ينظر أبو حنين نحو حنين التي تضحك وتقول : استودعك الله يا أبي وأمي
ينظر لأمها التي تمسح دموعها وتقول : أحمدك لى يارب
أبوحنين : الحمدلله على كل حال ، لاتنسي أم حنين موعد عملية حنين غدا
أم حنين : ما أبي تسوي العملية ما أبي أفقدها
أبوحنين : أش ما تسوي العملية ما يكفي أنها مشلولة من يوم الحادث بعد تبين قلبها ضعيف
أم حنين : وأنت تضمن أن قلبها راح يدق ثانية بعد العملية
ابو حنين : تفاءلي بالخير هذا أكبر جراح أعصاب
أم حنين : أنا راضية بما قسم الله لي ما أبي اخاطر وأنت تعرف أن نسبة النجاح للعملية
حنين وافقت عليها علشان ترضيك 0أرجوك ابوس أيدك لا تسوي لبنتي العملية
أبو حنين : أنتي تفهمين الدكتور يقول إذا ماسوتها راح تضل حياتها كلها على الكرسي0
أم حنين : تجلس على الكرسي أحسن ما تموت، هذي هي أفضل طالبة في الثانوية
وحافظه القرآن وبنت صالحة تخاف الله والكل يحبها 0
أبو حنين : أيه والبنات يكبرن ويتزوجن ومين يتزوج وحده مشلولة
وأنا وأنت ماراح نخلد لنحميها وماندري هل أخوانها بكره يكرموها أو يرموها في دار المعاقين
0
أم حنين : بس الدكتور قال أنه ممكن ما يتحمل قلبها ونظرت لأبو حنين الذي غطى وجهه بكلتا يديه وهو يجهش بالبكاء
وقال: نعم ممكن تموت حنين يارب لاتفجعني فيها يارب أجعل وفاتي قبلها
ضمت أم حنين يدا زوجها وقالت : تتخيل حياتنا بلا حنين بلا جرس
صلاة الفجر بلا قيام ليل بلا صوتها الذي يهز جنبات البيت بتلاوتها 00والله أموت بعدها مباشره0
أبو حنين : يسحب يديه بتوتر ويقوم :لالالا حنين لازم تمشي على رجليها
أليس كافيا أني كنت سبب إعاقتها من صغرها تريدي أن أظل أنظر لها تعاني لالالاما أقدر
وقد خفنا عليها المرة الماضية وعملة العملية الأولى وتحركت يداها
فلا تتخوفي
يحمل شماغه على كتفه وييمم وجهه نحو الباب0
فهد : حنونه أرفعي رأسك وصلنا للمدرسة 0تضع كتيب إذكارها بجواره
فيأخذه فهد ويقول : طلبتك حنون 0تبتسم وتقول خذه بحقه
يخرج فهد محفظته ويقول: تدللي كم تريدي
تبتسم حنين وتضم يده : حقه حفظ ما فيه
وتنزل الخادمة وتضع حنين على الكرسي وتتوجه نحو حارس
المدرسة الذي ينتظر قدومها كل صباح فقد اعتاد أن تدس في يده رزقه الذي ساقه الله إليه
تتأكد الخادمة بأن كرسي حنين بيد صديقتها هلا وتقبل رأس حنين فهي من كانت بعد الله سبيلها لدخول الإسلام
تستقبلها صديقتها هلا وتتوجه نحو الإذاعة المدرسية لتتلو حنين الأيات القرآنية الصباحية
تقبل المديرة حنين بعد ما مسحت عينيها من الدموع
فحنين اليوم حركت الوجدان وألهبت المشاعر بقصة يوسف عليه السلام
وختمت بقول يوسف عليه السلام : ( أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
مضى نهار حنين وعادت للبيت للقاء أحبتها مصحفها ومصلاها
يدخل الطبيب ليبين لوالدي حنين كيف سيكون عليه حالها بعد العملية
تمضى لحظات العملية ثقيلة آآآآآآآه من عقارب هذه الساعة ما لها
لاتتحرك يقترب من أم حنين ويقول : الساعة لاتتحرك ويضرب بأصابعه على ساعته
أم حنين : قل لاإله إلا الله أبو حنين العملية تستغرق ست ساعات مضى عليها أربع فاصبر
يخرج الطبيب مطأطئ الرأس ويقول : العملية انتهت
أبو حنين يهرع إليه مسرعا : حنين كيف حالها ويهز الدكتور
الطبيب : حاولنا ما استطعنا ولكن قلبها لم يحتمل فإن لله وإنا إليه راجعون
سقط أبو حنين ارضا أخرج الدكتور رسالة من جيبه وقال : اوصتني حنين أن أعطيك إياها
يشم أبو حنين الرسالة ويضمها يقرأ رسالتها :
أبي الغالي أمي الحبيبة أعلم أن رسالتي هذه ستكون أخر ذكرى لي
أبي أمي سامحاني على تقصيري معكما ،أرجو ألا تبكيا علي فإني في أحسن حال
سلما على أخوتي ،أبي لقد وقت جرس غرفتي على موعد صلاة
الفجر سيرن تلقائي فلا يفصل ،
وأملي أن تتابع أنت وأمي وردي اليومي كما كنتما في حياتي
أبي الغالي أمي الحبيبة جمعت مبلغا تجدوه في صندوق غرفتي لحارس المدرسة والخادمة فسلماهما ما كتب الله لهما
أمي وقرة عيني لقد سجلت بصوتي أيات من الذكر الحكيم سلماه لمديرتي لأنها تحب تسمع تلاوتي كل صباح
أبي أرجو أن تعطي صديقتي هلا مصحفي وحجاب صلاتي
فقد وعدتها بهما
أمي أبي قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
فما أنا إلا زينة الحياة الدنيا فلا تجزعا علي وتغضبا ربنا وقولا قولا سديدا أكن لكما في الأخرة ذخرا
وإن حسن ظني بربي كبير ،وأسأله أن ألقاكما بالجنة
وتذكرا قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
والله يراكما الأن ماذا تقولا ؟
وأخر قولي
أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أبنتكم : حنين
أغلق أبو حنين الرسالة وشمها وقال : نقول الحمد لله الذي وهبنا إياك زينة في الدنيا وذخرا في الأخرة
وأقبل على أم حنين التي خرت ساجدة
وقال أم حنين بشراك فقد فارقتنا حنين لروح وريحان ورب ليس غضبان0
تقترب عقارب الساعة إلى الثالثة والنصف صوت مؤذن الحي يشق سكون الكون بصوته الجهوري ،اعتادت حنين أن تكون في غرفتها
هذا الوقت تجلس على كرسيها المتحرك تتلو إذكارها بعد أن ناجت ربها بصلاة وقراءة في مصحفها ، توجهت بكرسيها
نحو جرس تستعمله لإيقاظ من بالبيت لصلاة الفجر ، تدخل أمها وبيدها كوب الحليب الدافئ مع العسل الذي اعتادت حنين تشربه في الصباح
الأم : حنين أبوك في انتظارك غاليتي لتسمعي له وردك اليومي قبل الذهاب للمدرسة 0
تمسك حنين يد أمها وتقبلها ، تقترب الأم بأنفاسها الدافئة لوجه حنين لتزيل عنها حجاب الصلاة الذي من الأمس لم ينزع
، تلبس أم حنين ابنتها ملابس المدرسة بعد الحمام لتستعد ليوم حافل فهو يوم تكريمها لكونها متفوقة دراسيا ومثالا يحتذى به 0
يقترب أبوها منها ويطبع قبله على جبهتها ويدعو لها بالتوفيق تتلو حنين وردها بصوتها الشجي الذي اعتاد أخوتها سماعه كل صباح
يجر فهد كرسي حنين نحو الباب وهو يمازحها بأنه سيقاسمها الهدية الكبرى التي ستحصل عليها كطالبة متميزة على مستوى المحافظة
0
ينظر أبو حنين نحو حنين التي تضحك وتقول : استودعك الله يا أبي وأمي
ينظر لأمها التي تمسح دموعها وتقول : أحمدك لى يارب
أبوحنين : الحمدلله على كل حال ، لاتنسي أم حنين موعد عملية حنين غدا
أم حنين : ما أبي تسوي العملية ما أبي أفقدها
أبوحنين : أش ما تسوي العملية ما يكفي أنها مشلولة من يوم الحادث بعد تبين قلبها ضعيف
أم حنين : وأنت تضمن أن قلبها راح يدق ثانية بعد العملية
ابو حنين : تفاءلي بالخير هذا أكبر جراح أعصاب
أم حنين : أنا راضية بما قسم الله لي ما أبي اخاطر وأنت تعرف أن نسبة النجاح للعملية
حنين وافقت عليها علشان ترضيك 0أرجوك ابوس أيدك لا تسوي لبنتي العملية
أبو حنين : أنتي تفهمين الدكتور يقول إذا ماسوتها راح تضل حياتها كلها على الكرسي0
أم حنين : تجلس على الكرسي أحسن ما تموت، هذي هي أفضل طالبة في الثانوية
وحافظه القرآن وبنت صالحة تخاف الله والكل يحبها 0
أبو حنين : أيه والبنات يكبرن ويتزوجن ومين يتزوج وحده مشلولة
وأنا وأنت ماراح نخلد لنحميها وماندري هل أخوانها بكره يكرموها أو يرموها في دار المعاقين
0
أم حنين : بس الدكتور قال أنه ممكن ما يتحمل قلبها ونظرت لأبو حنين الذي غطى وجهه بكلتا يديه وهو يجهش بالبكاء
وقال: نعم ممكن تموت حنين يارب لاتفجعني فيها يارب أجعل وفاتي قبلها
ضمت أم حنين يدا زوجها وقالت : تتخيل حياتنا بلا حنين بلا جرس
صلاة الفجر بلا قيام ليل بلا صوتها الذي يهز جنبات البيت بتلاوتها 00والله أموت بعدها مباشره0
أبو حنين : يسحب يديه بتوتر ويقوم :لالالا حنين لازم تمشي على رجليها
أليس كافيا أني كنت سبب إعاقتها من صغرها تريدي أن أظل أنظر لها تعاني لالالاما أقدر
وقد خفنا عليها المرة الماضية وعملة العملية الأولى وتحركت يداها
فلا تتخوفي
يحمل شماغه على كتفه وييمم وجهه نحو الباب0
فهد : حنونه أرفعي رأسك وصلنا للمدرسة 0تضع كتيب إذكارها بجواره
فيأخذه فهد ويقول : طلبتك حنون 0تبتسم وتقول خذه بحقه
يخرج فهد محفظته ويقول: تدللي كم تريدي
تبتسم حنين وتضم يده : حقه حفظ ما فيه
وتنزل الخادمة وتضع حنين على الكرسي وتتوجه نحو حارس
المدرسة الذي ينتظر قدومها كل صباح فقد اعتاد أن تدس في يده رزقه الذي ساقه الله إليه
تتأكد الخادمة بأن كرسي حنين بيد صديقتها هلا وتقبل رأس حنين فهي من كانت بعد الله سبيلها لدخول الإسلام
تستقبلها صديقتها هلا وتتوجه نحو الإذاعة المدرسية لتتلو حنين الأيات القرآنية الصباحية
تقبل المديرة حنين بعد ما مسحت عينيها من الدموع
فحنين اليوم حركت الوجدان وألهبت المشاعر بقصة يوسف عليه السلام
وختمت بقول يوسف عليه السلام : ( أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
مضى نهار حنين وعادت للبيت للقاء أحبتها مصحفها ومصلاها
يدخل الطبيب ليبين لوالدي حنين كيف سيكون عليه حالها بعد العملية
تمضى لحظات العملية ثقيلة آآآآآآآه من عقارب هذه الساعة ما لها
لاتتحرك يقترب من أم حنين ويقول : الساعة لاتتحرك ويضرب بأصابعه على ساعته
أم حنين : قل لاإله إلا الله أبو حنين العملية تستغرق ست ساعات مضى عليها أربع فاصبر
يخرج الطبيب مطأطئ الرأس ويقول : العملية انتهت
أبو حنين يهرع إليه مسرعا : حنين كيف حالها ويهز الدكتور
الطبيب : حاولنا ما استطعنا ولكن قلبها لم يحتمل فإن لله وإنا إليه راجعون
سقط أبو حنين ارضا أخرج الدكتور رسالة من جيبه وقال : اوصتني حنين أن أعطيك إياها
يشم أبو حنين الرسالة ويضمها يقرأ رسالتها :
أبي الغالي أمي الحبيبة أعلم أن رسالتي هذه ستكون أخر ذكرى لي
أبي أمي سامحاني على تقصيري معكما ،أرجو ألا تبكيا علي فإني في أحسن حال
سلما على أخوتي ،أبي لقد وقت جرس غرفتي على موعد صلاة
الفجر سيرن تلقائي فلا يفصل ،
وأملي أن تتابع أنت وأمي وردي اليومي كما كنتما في حياتي
أبي الغالي أمي الحبيبة جمعت مبلغا تجدوه في صندوق غرفتي لحارس المدرسة والخادمة فسلماهما ما كتب الله لهما
أمي وقرة عيني لقد سجلت بصوتي أيات من الذكر الحكيم سلماه لمديرتي لأنها تحب تسمع تلاوتي كل صباح
أبي أرجو أن تعطي صديقتي هلا مصحفي وحجاب صلاتي
فقد وعدتها بهما
أمي أبي قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
فما أنا إلا زينة الحياة الدنيا فلا تجزعا علي وتغضبا ربنا وقولا قولا سديدا أكن لكما في الأخرة ذخرا
وإن حسن ظني بربي كبير ،وأسأله أن ألقاكما بالجنة
وتذكرا قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
والله يراكما الأن ماذا تقولا ؟
وأخر قولي
أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أبنتكم : حنين
أغلق أبو حنين الرسالة وشمها وقال : نقول الحمد لله الذي وهبنا إياك زينة في الدنيا وذخرا في الأخرة
وأقبل على أم حنين التي خرت ساجدة
وقال أم حنين بشراك فقد فارقتنا حنين لروح وريحان ورب ليس غضبان0