sul(7)tan
31-10-2005, 12:36 PM
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/35/MilUdi20.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=841&mode=search)
((كاكا)) ماهو الا حكاية برازيلية جميلة بدأت في أرض كرة القدم
(( الـــــبرازيل ))
وارتحلت لتحمل السحر والمتعة والرقي في اللعب الى القارة العجوز
ولم تكن قد بلغت فصولها بعد العشرين ربيعاً
((كاكا)) هو حكاية عشق فريدة من نوعها
عشتها أنا كما عاشها أي عاشق للسيليساو الكبير
بمفرداتها وافراحها وجمالها
فاسمحوا لي ان اصطحبكم في فصولها
والبداية دوماً بسم الله الرحمن الرحيم
(( ريكاردو دو سانتوس ازيكسون لييتي ))
عنوان لقصة برازيلية بسيناريو مغاير
لعل معظم الأحبة الذين يقرأون هذا الموضوع يتوقعون منا ان نتحدث عن فتى فقير ترعرع في شوارع ((دي جانيرو)) او حواري ((ساو باولو)) وعاش حياه ملؤها البؤس والكفاح بعد ان اخذ على عاتقه اعالة اسرة مكونة من اخوة واخوات وارملة لزوج متوفى او امرأة لأب مريض، فهذا هو الرتم الذي اعتدناه ونحن نقرأ سيرة معظم نجوم كرة القدم البرازيلية الذي شقوا طريقهم والكرة تداعب أقدامهم حتى وصلوا الى ماوصلوا اليه
لكن حكاية هذا الفتى البرازيلي تختلف اختلافاً جذرياً عن معظم النجوم الذين عاصروه وصعدوا قبله على سلم النجومية العالمية
فقد ولد ((ريكاردو)) فجر الثاني والعشرين من نيسان ((ابريل)) من العام 1982 في العاصمة ((برازيليا)) لأبوين ميسوري الحال، يصنفون على انهم من الطبقة البرجوازية المتوسطة
والده السيد (( بوسكو ازيكسون باريرا لييتي )) ، مهندس مدني ، ووالدته (( سيمون كريستينا دوس سانتوس ليتي )) استاذة جامعية ، بدأوا في ((برازيليا)) ثم ارتحلوا لظروف العمل سوياً الى ثاني أكبر المدن البرازيلية واهمها من الناحية الاقتصادية، مدينة ((ساو باولو)) حيث كانت محطته الكروية الأولى
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/35/MilUdi25.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=846&mode=search)
? Why Kaka
الكثيرون يتساءل عن سبب هذه التسمية الفريدة وهو يحمل اسماً رناناً في الأوساط الكروية مثل (( ريكاردو ))
والاجابة نجدها عند شقيقه الأصغر (( رودريغو )) الذي صعب عليه في بدايه نطقه ان يلفظ اسم (( ريكاردو )) وآثر ان يناديه باسم ايسر واسهل فكان اسم ((كاكا))
لم يدر هذا الطفل الصغير ان هذا اللقب البسيط الذي ابتدعته فطرته الساذجة سيصبح في يوم ما حديث اكبر واهم الاوساط الكروية في أوروبا والعالم بأسره
((ريكاردو)) الذي يحب شقيقه الصغير حباً فريداً من نوع خاص، أحب الاسم الذي ابتدعه ليناديه به ، والذي اصبح بطبيعة الحال الاسم الذي يناديه به كل أفراد العائلة، فقرر ان يطبع هذا الاسم على الفانيلات الرياضية التي يرتديها عوضاً عن اسمه الحقيقي، والذي لايزال غير معلوم لدى عديد من متابعيه
((كاكا)) وكأي طفل برازيلي ولد ليولد معه عشق فطري لكرة القدم ، مهما كانت اهتماماته الأخرى ، ومهما كانت ظروفه المعيشية
فحب، بل عشق كرة القدم هو المورث الأول الذي ينقله الآباء بجيناتهم الى الأبناء قبل ان تنتقل مورثات الطول ولون العينين وزمرة الدم...
وبالتالي جاء انضمام ((كاكا)) الى نادي المدينة التي انتقل اليها حديثاً ، نادي ((ساو باولو)) وهو لايزال ابن السابعة
زجاء انضمامه بتشجيع من والديه الذين أرادا لكرة القدم ان تكون مجرد هواية رياضية لملء أوقات الفراغ ايام الدراسة، او لملئ فراغ العطلة الصيفية الدراسية الطويلة، اذ ان صبياً بالمزايا التي كان ((كاكا)) يتمتع بها من الناحية المادية، والامكانيات الاكاديمية المتاحة له لم تجعل من الممكن تخيل ان يجعل هذا الفتى من هذه الهواية مهنة له
تمتع ((كاكا)) ومنذ نعومة أظفاره بأخلاق عالية وروح انسانية جميلة تميز بها عن باقي الصبية الذين ينتمون الى الطبقة ذاتها في المجتمع، اذ كان يحرص على مصادقة زملائه الفقراء في الفريق وتجنب السماح للفوارق الطبقية بعزله عنهم
وكان يحرص عقب كل تمرين على دعوتهم الى منزله لتقديم الشراب وقضاء بعض الوقت والمرح وهم يلعبون بالعاب الفيديو، او يسبحون في حوض السباحة في حديقة المنزل، كان شخصاً محبباً من قبل الجميع، وهو الامر الذي حرص عليه دوماً
من يتابع هذا النجم البرازيلي الساحر يذكر جيداً طريقته الفريدة في الاحتفال بعد تسجيله اي هدف
اذ انه يرفع يديه ويشخص ببصره الى السماء في محاولة لخلق جو من العزلة مع الرب وسط هتافات الأنصار والجماهير الفرحة والسعيدة ، اذ تكمن وراء هذا الاسلوب الروحاني الجميل والفريد في الاحتفال قصة مأساوية كادت ان تغير مجرى حياته الى الأبد
ففي شتاء العام 2000، وتحديداً في شهر أوكتوبر ((تشرين الأول)) تعرض ((كاكا)) لحادثة خطيرة حين نفذ قفزة خاطئة في حوض سباحة ضمن مدينة للألعاب المائية ليرتطم رأسه بأرضية الحوض ويتعرض لكسر خطير في الفقرة السادسة من فقرات الرقبة
الأطباء الذين أشرفوا على علاجه أكدوا انه لولا العناية الإلهية التي حفظته وأحاطت به في تلك الدقائق الصعبة ، لكان هذا النجم الرائع الآن مصاباً بالشلل وجليس الكرسي المدولب، ولكان العالم بأسره حرم من متابعته والتمتع بفنه وأدائه الكروي الانيق
((كاكا)) يفتح باب النجومية
كاكا الذي كان مع بداية العام 2001 يتعافى من آثار تلك الاصابة الخطيرة التي تعرض لها وهو جليس مقاعد احتياط فريق الشباب لنادي ((ساو باولو))
كان مع نهاية العام نفسه متوجاً كأفضل لاعب في البطولة الوطنية البرازيلية ، وصاحب لقب (( افضل رياضي ناشئ للعام 2001 ))
فكيف كانت هذه القفزة الكبيرة في أهم مراحل حياة نجمنا البرازيلي الكروية
حكاية النجومية بدأت عملياً في السابع من مارس ((آذار)) للعام نفسه، موعد اقامة المباراة النهائية لكأس (( ريو - ساو باولو )) والتي تم في إطارها استدعاء ((كاكا)) الى تشكيلة الفريق الأول للنادي، الا انه لازم مقاعد الاحتياط في جميع مباريات هذه البطولة المحلية، والتي لم يسبق للنادي ان فاز بلقبها
المباراة النهائية جمعت نادي ((ساو باولو)) بنادي ((بوتافوغو)) ، ومع حلول الدقيقة الرابعة عشر، اضطر مدرب الفريق ((اوزوالدو الفاريز)) الى اجراء تبديل أخرج على إثره مدفعجي الفريق ((فابيانو)) واشرك مكانه ((كاكا))
التبديل الذي لاقى ردة فعل فورية وعنيفة من الاوساط الاعلامية التي تابعت المباراة والتي لم تؤمن ان وجهاً جديداً ذو ماض بسيط ومستوى غير معروف قادر على المشاركة في مباراة بهذه الاهمية، ولم يتمكن معلقوا الاذاعة والتلفزيون من كبح السنتهم عن القول: " ماهذا...؟ لقد جن ((الفاريز)) دون شك...؟ كيف له ان يشرك فتى يافعاً في هكذا وقت...؟! "
الا ان رد النجم البرازيلي جاء سريعاً، بتسجيله هدفين حاسمين في أقل من دقيقتين ليقدم لناديه الكبير لقب البطولة على طبق من ذهب، وسط هتافات الجماهير المحتشدة التي هتفت يايقاع واحد باسم هذا النجم الشاب
((اوزوالدو الفاريز)) حين سئل لاحقاً عن تلك اللحظة، ابتسم وقال : "لم يعرف الجمهور عن ((كاكا)) سوى انه يافع عائد من اصابة خطيرة في عموده الفقري...
لكنني كنت اعرف اكثر من ذلك، كنت اعرف انه الانسب لمثل تلك المباراة، ولم يخب ظني أبداً..."
هذان الهدفان على مايبدو لم يكونا كافيين لدى عدد من النقاد والمتابعين الذين شككوا بامكانيات هذا اللاعب، سيما وانه لم يكن يتمتع بتلك البنية القوية المطلوبة في نجوم كرة القدم، ولسوء الحظ جاء التراجع الطفيف في المستوى الذي لعب به مباراة الدور ربع النهائي من البطولة البرازيلية الوطنية والذي اجبر المدرب على استبداله قبل انقضاء الشوط الاول، فلم يتمكن ((كاكا)) من كبح جماح براءته وحساسيته فانفجرت عيناه بدموع الحسرة، وجاءت السنة النقاد كالسياط على جسده حين قالوا : "قد يكون نجماً محبباً مشاهدته، لكنه بلاشك لايصلح للمباريات الهامة..."
إلا ان رجلاً واحداً اظهر على الدوام ايمانه بهذا اللاعب، وايمانه بمايملكه من قدرات، ووقف الى جانبه في تلك المرحلة ووجه له رسالة امام جموع الاعلاميين حين قال : " ((كاكا)) هذا سيكون في يوم من الأيام الظاهرة التي يتحدث عنها العالم..."
كان ذاك الرجل هو ((كارلوس ألبيرتو باريرا)) الذي وجه كلمات الشفاء العاجل للنجم البرازيلي، وايقظ في نفسه العزيمة والتصميم، فنجح مجدداً من اثبات نفسه وقدراته، وعاد ليقدم المستوى الذي فاق المرجو منه آنذاك، والذي استحق به وعن جدارة لقب "لاعب البطولة الوطنية البرازيلية"
((كاكا)) قدم كل معاني الاخلاص في مسيرته مع نادي ((ساو باولو))، حيث لعب 56 مباراة امتدت على مدار ثلاثة مواسم، سجل فيها 22 هدفاً، تميز بتمريراته الفعالة والممتازة، وتسديداته القوية والدقيقة، وسرعان مالفت اليه انظار سماسرة اللاعبين في الاسواق الاوروبية...
مع نجوم السيليساو
مثل هذا الأداء الراقي والمتميز كان كفيلاً لنجمنا العزيز كي يرتدي الوان المنتخب الأول على مستوى العالم
والبداية كانت امام منتخب ((بوليفيا)) عام 2002 ، وهو العام نفسه الذي شهد استدعاء ((كاكا)) لينضم الى الكتيبة البرازيلية المسافرة الى كوريا واليابان، الى بطولة الحلم الكبرى ، الى كأس العالم
هذا الاستدعاء الذي يسجل لصالح المدرب القدير ((لويس فيليبي سكولاري)) الذي اعلنها صراحة بان القصد من ورائه هو تهيئة لاعب شاب وواعد مثل ((كاكا)) كي يعتاد على أجواء كأس العالم الخاصة والملتهبة
مشاركة كاكا في كأس العالم على أرض الملعب لم تتجاوز الـ 18 دقيقة طوال المباريات السبع التي لعبها البرازيليون، وذلك حين نزل بديلاً للأسطورة البرازيلية ((ريفالدو)) في لقاء منتخب السامبا امام ((كوستا ريكا)) ضمن الدور الأول
الا ان فرحته بالفوز بكأس العالم لم تكن لتكون بأقل من فرحة رفاقه وزملائه الآخرين ممن صنعوا المجد البرازيلي في الشرق البعيد، والتاريخ سيسجل ان ((كاكا)) كان اللاعب رقم 23 من ضمن النجوم الذين رسموا على صدر كل لاعب برازيلي النجمة الخامسة
بعد ذلك بدأ ((كاكا)) شيئاً فشيئاً يصنع من نفسه ذلك العنصر الأساسي في المنتخب الذي يصعب تجاهله او الاستغناء عنه، اذ تم استدعاؤه للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية الى جانب ثلة من النجوم البرازيليين الواعدين امثال ((دييغو)) -زميله المفضل- و ((اليكس)) وآخرين، ونجح في تقديم مستوى مميز وصل من خلاله الى المباراة النهائية من البطولة، والتي انتهت آنذاك لصالح المنتخب المكسيكي
ومع استبعاد ((ريفالدو)) كانت مشاركة ((كاكا)) كأساسي في المنتخب ، سواء في المباريات الودية، او المباريات الرسمية سيما مشاركته مع المنتخب في تصفيات كأس العالم 2006 والتي يحتل فيها المرتبة الثانية في قائمة هدافي الفريق برصيد 4 أهداف
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/34/PalMil11.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=802&mode=search)
رونالدو قال مرة : "اللعب في أوروبا هو حلم اي لاعب كرة قدم في أي مكان في العالم..."
فماذا عساك تسمي اللعب لأحد أهم وأقوى وأشهر وأعرق أندية أوروبا والعالم بأسره !!
نعم ... هذا كان حال نجمنا الشاب الذي وبعد المستويات الطيبة التي قدمها في مختلف المناسبات تلقى عدداً من العروض الاحترافية المغرية من عدد كبير من الاندية، كان ابرزها صادراً عن السانسييرو ، من الجارين والغريمين التقليديين ((انترناسيونالي)) و ((اي سي ميلان)) اضافة الى عرض مغري من نادي ((تشيلسي)) الانكليزي، لكن الاختيار في النهاية كان ((أي سي ميلان)) والفضل في ذلك يرجعه الكثيرون الى نجم المنتخب البرازيلي السابق ((ليوناردو))، اللاعب السابق و العضو الحالي في إدارة النادي الايطالي الذي بذل جهوداً كبيرة في الخفاء لتحقيق التقارب بين الطرفين، وكان له ما أراد
ولعل العامل الثاني في هذا الانتقال كان انضمام و تواجد نخبة من النجوم البرازيليين في صفوف الروزينيري امثال ((ديدا)) و ((ريفالدو)) و ((سيرجينيو))
جاء انتقال ((كاكا)) الى ((ميلان)) بعقد قيمته ((8.5 مليون يورو)) يمتد لأربعة أعوام، وذلك في حزيران من العام 2003 ، واذكر انني قرأت مؤخراً ان ادارة النادي قد توصلت مع النجم البرازيلي الى اتفاق بتمديد العقد لغاية عام 2009
((كاكا)) ارتدى الوان الميلان لأو مرة امام أنكونا في ايلول من العام 2003، و قدم موسماً أكثر من رائع مع الروزينيري، ونجح تدريجياً في فرض نفسه على المدرب ((كارلو انشيلوتي)) لاشراكه اساسياً على حساب اسماء لامعة ومخضرمة في خط الوسط مثل البرتغالي ((روي كوستا)) و البرازيلي ((ريفالدو))
وكانت الفرحة الكبرى بمشاهدته وهو يحمل لقب الكالتشيو الايطالي الذي ساهم في صناعته حاله حال زملائه بتسجيله عشر أهداف في ثلاثين مباراة كان اجملها اهدافه في الكلاسيكو الايطالي امام ((انترناسيونالي))
كذلك كان حاضراً في دوري الأبطال الاوروبي، وسجل أربعة أهداف، معظمها كان حاسما ابرزها في مرمى ((بروج)) و ((ديبورتييفو لاكارونيا))
بداية هذا الموسم، شهد مستواه تراجعاً طفيفاً بل ان يعود ليسجل حضوره مجدداً، ومرة أخرى امام ((انترناسيونالي)) في ديربي ((ميلانو)) الكبير، وهو حتى لحظة كتابة هذا الموضوع سجل هدفين خلال 12 مباراة لعبها في الكالتشيو، وآخرين مثلهما في التشامبيونزليغ خلال خمس مباريات
البطاقة الشخصية
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/15/InterH01.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=243&mode=search)
الاسم : ريكاردو ازيكسون دوس سانتوس لييتي
تاريخ الميلاد : 22/ ابريل 1982
مكان الميلاد : برازيليا
الطول : 183 سم
الوزن : 73 كغ
النادي الحالي : أي سي ميلان ((أيطاليا))
الاندية السابقة : ساو باولو ((البرازيل))
المركز : لاعب وسط مهاجم ، صانع ألعاب
المثل الأعلى : زيكو
الطعام المفضل : أي طعام تصنعه والدته
الهوايات المفضلة : لعب التينيس ، ألعاب الفيديو ، السينما
هدفه في الحياة : شراء بيت جميل، وتكوين اسرة جميلة وانجاب عدد كبير من الأطفال
*ان كاكا يعاني من الحسر ((قصر النظر)) واللابؤرية، وهي مشاكل في العين تجبره على ارتداء النظارات عند القراءة، وارتداء عدسات لاصقة اثناء اللعب في المباريات
وهذا هدف كاكا الاخير على اليوفي
http://www.acmilanclub.com/site/modules.php?name=Downloads&d_op=getit&lid=1029
منقول
الاهداف والصور من عندي.
والله يوفق الجميع.
((كاكا)) ماهو الا حكاية برازيلية جميلة بدأت في أرض كرة القدم
(( الـــــبرازيل ))
وارتحلت لتحمل السحر والمتعة والرقي في اللعب الى القارة العجوز
ولم تكن قد بلغت فصولها بعد العشرين ربيعاً
((كاكا)) هو حكاية عشق فريدة من نوعها
عشتها أنا كما عاشها أي عاشق للسيليساو الكبير
بمفرداتها وافراحها وجمالها
فاسمحوا لي ان اصطحبكم في فصولها
والبداية دوماً بسم الله الرحمن الرحيم
(( ريكاردو دو سانتوس ازيكسون لييتي ))
عنوان لقصة برازيلية بسيناريو مغاير
لعل معظم الأحبة الذين يقرأون هذا الموضوع يتوقعون منا ان نتحدث عن فتى فقير ترعرع في شوارع ((دي جانيرو)) او حواري ((ساو باولو)) وعاش حياه ملؤها البؤس والكفاح بعد ان اخذ على عاتقه اعالة اسرة مكونة من اخوة واخوات وارملة لزوج متوفى او امرأة لأب مريض، فهذا هو الرتم الذي اعتدناه ونحن نقرأ سيرة معظم نجوم كرة القدم البرازيلية الذي شقوا طريقهم والكرة تداعب أقدامهم حتى وصلوا الى ماوصلوا اليه
لكن حكاية هذا الفتى البرازيلي تختلف اختلافاً جذرياً عن معظم النجوم الذين عاصروه وصعدوا قبله على سلم النجومية العالمية
فقد ولد ((ريكاردو)) فجر الثاني والعشرين من نيسان ((ابريل)) من العام 1982 في العاصمة ((برازيليا)) لأبوين ميسوري الحال، يصنفون على انهم من الطبقة البرجوازية المتوسطة
والده السيد (( بوسكو ازيكسون باريرا لييتي )) ، مهندس مدني ، ووالدته (( سيمون كريستينا دوس سانتوس ليتي )) استاذة جامعية ، بدأوا في ((برازيليا)) ثم ارتحلوا لظروف العمل سوياً الى ثاني أكبر المدن البرازيلية واهمها من الناحية الاقتصادية، مدينة ((ساو باولو)) حيث كانت محطته الكروية الأولى
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/35/MilUdi25.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=846&mode=search)
? Why Kaka
الكثيرون يتساءل عن سبب هذه التسمية الفريدة وهو يحمل اسماً رناناً في الأوساط الكروية مثل (( ريكاردو ))
والاجابة نجدها عند شقيقه الأصغر (( رودريغو )) الذي صعب عليه في بدايه نطقه ان يلفظ اسم (( ريكاردو )) وآثر ان يناديه باسم ايسر واسهل فكان اسم ((كاكا))
لم يدر هذا الطفل الصغير ان هذا اللقب البسيط الذي ابتدعته فطرته الساذجة سيصبح في يوم ما حديث اكبر واهم الاوساط الكروية في أوروبا والعالم بأسره
((ريكاردو)) الذي يحب شقيقه الصغير حباً فريداً من نوع خاص، أحب الاسم الذي ابتدعه ليناديه به ، والذي اصبح بطبيعة الحال الاسم الذي يناديه به كل أفراد العائلة، فقرر ان يطبع هذا الاسم على الفانيلات الرياضية التي يرتديها عوضاً عن اسمه الحقيقي، والذي لايزال غير معلوم لدى عديد من متابعيه
((كاكا)) وكأي طفل برازيلي ولد ليولد معه عشق فطري لكرة القدم ، مهما كانت اهتماماته الأخرى ، ومهما كانت ظروفه المعيشية
فحب، بل عشق كرة القدم هو المورث الأول الذي ينقله الآباء بجيناتهم الى الأبناء قبل ان تنتقل مورثات الطول ولون العينين وزمرة الدم...
وبالتالي جاء انضمام ((كاكا)) الى نادي المدينة التي انتقل اليها حديثاً ، نادي ((ساو باولو)) وهو لايزال ابن السابعة
زجاء انضمامه بتشجيع من والديه الذين أرادا لكرة القدم ان تكون مجرد هواية رياضية لملء أوقات الفراغ ايام الدراسة، او لملئ فراغ العطلة الصيفية الدراسية الطويلة، اذ ان صبياً بالمزايا التي كان ((كاكا)) يتمتع بها من الناحية المادية، والامكانيات الاكاديمية المتاحة له لم تجعل من الممكن تخيل ان يجعل هذا الفتى من هذه الهواية مهنة له
تمتع ((كاكا)) ومنذ نعومة أظفاره بأخلاق عالية وروح انسانية جميلة تميز بها عن باقي الصبية الذين ينتمون الى الطبقة ذاتها في المجتمع، اذ كان يحرص على مصادقة زملائه الفقراء في الفريق وتجنب السماح للفوارق الطبقية بعزله عنهم
وكان يحرص عقب كل تمرين على دعوتهم الى منزله لتقديم الشراب وقضاء بعض الوقت والمرح وهم يلعبون بالعاب الفيديو، او يسبحون في حوض السباحة في حديقة المنزل، كان شخصاً محبباً من قبل الجميع، وهو الامر الذي حرص عليه دوماً
من يتابع هذا النجم البرازيلي الساحر يذكر جيداً طريقته الفريدة في الاحتفال بعد تسجيله اي هدف
اذ انه يرفع يديه ويشخص ببصره الى السماء في محاولة لخلق جو من العزلة مع الرب وسط هتافات الأنصار والجماهير الفرحة والسعيدة ، اذ تكمن وراء هذا الاسلوب الروحاني الجميل والفريد في الاحتفال قصة مأساوية كادت ان تغير مجرى حياته الى الأبد
ففي شتاء العام 2000، وتحديداً في شهر أوكتوبر ((تشرين الأول)) تعرض ((كاكا)) لحادثة خطيرة حين نفذ قفزة خاطئة في حوض سباحة ضمن مدينة للألعاب المائية ليرتطم رأسه بأرضية الحوض ويتعرض لكسر خطير في الفقرة السادسة من فقرات الرقبة
الأطباء الذين أشرفوا على علاجه أكدوا انه لولا العناية الإلهية التي حفظته وأحاطت به في تلك الدقائق الصعبة ، لكان هذا النجم الرائع الآن مصاباً بالشلل وجليس الكرسي المدولب، ولكان العالم بأسره حرم من متابعته والتمتع بفنه وأدائه الكروي الانيق
((كاكا)) يفتح باب النجومية
كاكا الذي كان مع بداية العام 2001 يتعافى من آثار تلك الاصابة الخطيرة التي تعرض لها وهو جليس مقاعد احتياط فريق الشباب لنادي ((ساو باولو))
كان مع نهاية العام نفسه متوجاً كأفضل لاعب في البطولة الوطنية البرازيلية ، وصاحب لقب (( افضل رياضي ناشئ للعام 2001 ))
فكيف كانت هذه القفزة الكبيرة في أهم مراحل حياة نجمنا البرازيلي الكروية
حكاية النجومية بدأت عملياً في السابع من مارس ((آذار)) للعام نفسه، موعد اقامة المباراة النهائية لكأس (( ريو - ساو باولو )) والتي تم في إطارها استدعاء ((كاكا)) الى تشكيلة الفريق الأول للنادي، الا انه لازم مقاعد الاحتياط في جميع مباريات هذه البطولة المحلية، والتي لم يسبق للنادي ان فاز بلقبها
المباراة النهائية جمعت نادي ((ساو باولو)) بنادي ((بوتافوغو)) ، ومع حلول الدقيقة الرابعة عشر، اضطر مدرب الفريق ((اوزوالدو الفاريز)) الى اجراء تبديل أخرج على إثره مدفعجي الفريق ((فابيانو)) واشرك مكانه ((كاكا))
التبديل الذي لاقى ردة فعل فورية وعنيفة من الاوساط الاعلامية التي تابعت المباراة والتي لم تؤمن ان وجهاً جديداً ذو ماض بسيط ومستوى غير معروف قادر على المشاركة في مباراة بهذه الاهمية، ولم يتمكن معلقوا الاذاعة والتلفزيون من كبح السنتهم عن القول: " ماهذا...؟ لقد جن ((الفاريز)) دون شك...؟ كيف له ان يشرك فتى يافعاً في هكذا وقت...؟! "
الا ان رد النجم البرازيلي جاء سريعاً، بتسجيله هدفين حاسمين في أقل من دقيقتين ليقدم لناديه الكبير لقب البطولة على طبق من ذهب، وسط هتافات الجماهير المحتشدة التي هتفت يايقاع واحد باسم هذا النجم الشاب
((اوزوالدو الفاريز)) حين سئل لاحقاً عن تلك اللحظة، ابتسم وقال : "لم يعرف الجمهور عن ((كاكا)) سوى انه يافع عائد من اصابة خطيرة في عموده الفقري...
لكنني كنت اعرف اكثر من ذلك، كنت اعرف انه الانسب لمثل تلك المباراة، ولم يخب ظني أبداً..."
هذان الهدفان على مايبدو لم يكونا كافيين لدى عدد من النقاد والمتابعين الذين شككوا بامكانيات هذا اللاعب، سيما وانه لم يكن يتمتع بتلك البنية القوية المطلوبة في نجوم كرة القدم، ولسوء الحظ جاء التراجع الطفيف في المستوى الذي لعب به مباراة الدور ربع النهائي من البطولة البرازيلية الوطنية والذي اجبر المدرب على استبداله قبل انقضاء الشوط الاول، فلم يتمكن ((كاكا)) من كبح جماح براءته وحساسيته فانفجرت عيناه بدموع الحسرة، وجاءت السنة النقاد كالسياط على جسده حين قالوا : "قد يكون نجماً محبباً مشاهدته، لكنه بلاشك لايصلح للمباريات الهامة..."
إلا ان رجلاً واحداً اظهر على الدوام ايمانه بهذا اللاعب، وايمانه بمايملكه من قدرات، ووقف الى جانبه في تلك المرحلة ووجه له رسالة امام جموع الاعلاميين حين قال : " ((كاكا)) هذا سيكون في يوم من الأيام الظاهرة التي يتحدث عنها العالم..."
كان ذاك الرجل هو ((كارلوس ألبيرتو باريرا)) الذي وجه كلمات الشفاء العاجل للنجم البرازيلي، وايقظ في نفسه العزيمة والتصميم، فنجح مجدداً من اثبات نفسه وقدراته، وعاد ليقدم المستوى الذي فاق المرجو منه آنذاك، والذي استحق به وعن جدارة لقب "لاعب البطولة الوطنية البرازيلية"
((كاكا)) قدم كل معاني الاخلاص في مسيرته مع نادي ((ساو باولو))، حيث لعب 56 مباراة امتدت على مدار ثلاثة مواسم، سجل فيها 22 هدفاً، تميز بتمريراته الفعالة والممتازة، وتسديداته القوية والدقيقة، وسرعان مالفت اليه انظار سماسرة اللاعبين في الاسواق الاوروبية...
مع نجوم السيليساو
مثل هذا الأداء الراقي والمتميز كان كفيلاً لنجمنا العزيز كي يرتدي الوان المنتخب الأول على مستوى العالم
والبداية كانت امام منتخب ((بوليفيا)) عام 2002 ، وهو العام نفسه الذي شهد استدعاء ((كاكا)) لينضم الى الكتيبة البرازيلية المسافرة الى كوريا واليابان، الى بطولة الحلم الكبرى ، الى كأس العالم
هذا الاستدعاء الذي يسجل لصالح المدرب القدير ((لويس فيليبي سكولاري)) الذي اعلنها صراحة بان القصد من ورائه هو تهيئة لاعب شاب وواعد مثل ((كاكا)) كي يعتاد على أجواء كأس العالم الخاصة والملتهبة
مشاركة كاكا في كأس العالم على أرض الملعب لم تتجاوز الـ 18 دقيقة طوال المباريات السبع التي لعبها البرازيليون، وذلك حين نزل بديلاً للأسطورة البرازيلية ((ريفالدو)) في لقاء منتخب السامبا امام ((كوستا ريكا)) ضمن الدور الأول
الا ان فرحته بالفوز بكأس العالم لم تكن لتكون بأقل من فرحة رفاقه وزملائه الآخرين ممن صنعوا المجد البرازيلي في الشرق البعيد، والتاريخ سيسجل ان ((كاكا)) كان اللاعب رقم 23 من ضمن النجوم الذين رسموا على صدر كل لاعب برازيلي النجمة الخامسة
بعد ذلك بدأ ((كاكا)) شيئاً فشيئاً يصنع من نفسه ذلك العنصر الأساسي في المنتخب الذي يصعب تجاهله او الاستغناء عنه، اذ تم استدعاؤه للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية الى جانب ثلة من النجوم البرازيليين الواعدين امثال ((دييغو)) -زميله المفضل- و ((اليكس)) وآخرين، ونجح في تقديم مستوى مميز وصل من خلاله الى المباراة النهائية من البطولة، والتي انتهت آنذاك لصالح المنتخب المكسيكي
ومع استبعاد ((ريفالدو)) كانت مشاركة ((كاكا)) كأساسي في المنتخب ، سواء في المباريات الودية، او المباريات الرسمية سيما مشاركته مع المنتخب في تصفيات كأس العالم 2006 والتي يحتل فيها المرتبة الثانية في قائمة هدافي الفريق برصيد 4 أهداف
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/34/PalMil11.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=802&mode=search)
رونالدو قال مرة : "اللعب في أوروبا هو حلم اي لاعب كرة قدم في أي مكان في العالم..."
فماذا عساك تسمي اللعب لأحد أهم وأقوى وأشهر وأعرق أندية أوروبا والعالم بأسره !!
نعم ... هذا كان حال نجمنا الشاب الذي وبعد المستويات الطيبة التي قدمها في مختلف المناسبات تلقى عدداً من العروض الاحترافية المغرية من عدد كبير من الاندية، كان ابرزها صادراً عن السانسييرو ، من الجارين والغريمين التقليديين ((انترناسيونالي)) و ((اي سي ميلان)) اضافة الى عرض مغري من نادي ((تشيلسي)) الانكليزي، لكن الاختيار في النهاية كان ((أي سي ميلان)) والفضل في ذلك يرجعه الكثيرون الى نجم المنتخب البرازيلي السابق ((ليوناردو))، اللاعب السابق و العضو الحالي في إدارة النادي الايطالي الذي بذل جهوداً كبيرة في الخفاء لتحقيق التقارب بين الطرفين، وكان له ما أراد
ولعل العامل الثاني في هذا الانتقال كان انضمام و تواجد نخبة من النجوم البرازيليين في صفوف الروزينيري امثال ((ديدا)) و ((ريفالدو)) و ((سيرجينيو))
جاء انتقال ((كاكا)) الى ((ميلان)) بعقد قيمته ((8.5 مليون يورو)) يمتد لأربعة أعوام، وذلك في حزيران من العام 2003 ، واذكر انني قرأت مؤخراً ان ادارة النادي قد توصلت مع النجم البرازيلي الى اتفاق بتمديد العقد لغاية عام 2009
((كاكا)) ارتدى الوان الميلان لأو مرة امام أنكونا في ايلول من العام 2003، و قدم موسماً أكثر من رائع مع الروزينيري، ونجح تدريجياً في فرض نفسه على المدرب ((كارلو انشيلوتي)) لاشراكه اساسياً على حساب اسماء لامعة ومخضرمة في خط الوسط مثل البرتغالي ((روي كوستا)) و البرازيلي ((ريفالدو))
وكانت الفرحة الكبرى بمشاهدته وهو يحمل لقب الكالتشيو الايطالي الذي ساهم في صناعته حاله حال زملائه بتسجيله عشر أهداف في ثلاثين مباراة كان اجملها اهدافه في الكلاسيكو الايطالي امام ((انترناسيونالي))
كذلك كان حاضراً في دوري الأبطال الاوروبي، وسجل أربعة أهداف، معظمها كان حاسما ابرزها في مرمى ((بروج)) و ((ديبورتييفو لاكارونيا))
بداية هذا الموسم، شهد مستواه تراجعاً طفيفاً بل ان يعود ليسجل حضوره مجدداً، ومرة أخرى امام ((انترناسيونالي)) في ديربي ((ميلانو)) الكبير، وهو حتى لحظة كتابة هذا الموضوع سجل هدفين خلال 12 مباراة لعبها في الكالتشيو، وآخرين مثلهما في التشامبيونزليغ خلال خمس مباريات
البطاقة الشخصية
http://www.acmilanclub.com/gallery/data/thumbnails/15/InterH01.jpg (http://www.acmilanclub.com/gallery/details.php?image_id=243&mode=search)
الاسم : ريكاردو ازيكسون دوس سانتوس لييتي
تاريخ الميلاد : 22/ ابريل 1982
مكان الميلاد : برازيليا
الطول : 183 سم
الوزن : 73 كغ
النادي الحالي : أي سي ميلان ((أيطاليا))
الاندية السابقة : ساو باولو ((البرازيل))
المركز : لاعب وسط مهاجم ، صانع ألعاب
المثل الأعلى : زيكو
الطعام المفضل : أي طعام تصنعه والدته
الهوايات المفضلة : لعب التينيس ، ألعاب الفيديو ، السينما
هدفه في الحياة : شراء بيت جميل، وتكوين اسرة جميلة وانجاب عدد كبير من الأطفال
*ان كاكا يعاني من الحسر ((قصر النظر)) واللابؤرية، وهي مشاكل في العين تجبره على ارتداء النظارات عند القراءة، وارتداء عدسات لاصقة اثناء اللعب في المباريات
وهذا هدف كاكا الاخير على اليوفي
http://www.acmilanclub.com/site/modules.php?name=Downloads&d_op=getit&lid=1029
منقول
الاهداف والصور من عندي.
والله يوفق الجميع.