المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللصة البريئة ( مشاركة المسابقة )


ام الولاد
28-01-2013, 08:34 AM
اللصــــــة البريئة



تبدأ قصتها في ذلك الزمن البعيد، منذ تقريباً ثلاثون عاماً ، كان عمرها يومها تسعة سنوات ، وفي بداية العطلة الصيفية ، عندما أخذت أمها تمشط لها شعرها بالجاز (الكيروسين) وتخرج منه الحشرات التي كانت منتشرة في ذلك الوقت ، بالذات بين الفقراء ، لكي تصحبها إلى إحد البيوت ، لاتعرف لماذا لكنها قالت لها اسمعي الكلام ياسلمى في البيت الذي سوف نذهب إليه.

ذهبت إلى المنزل وقالت أمها لصاحبة المنزل : سلمى شاطرة وبتسمع الكلام ، وفرحت الطفلة جداً أن أمها تقول إنها كذلك ، ومالت عليها أمها وقالت لها : اسمعي الكلام ، وقامت لكي تمشي ، وفرحت الطفلة سلمى لإنها سوف تجلس في هذا البيت الكبيرالجميل الذي لم تر مثله من قبل .

بدأت صاحبة المنزل تملي عليها ماسوف تفعله ، ثم قامت الطفلة كي تدخل الحمام لكنها لم ترى قاعدة الحمام التي تشبه قاعدة حمام منزلها وسألتها الطفلة : أين أقضي حاجتي ؟ وأشارت لها صاحبة المنزل : هنا ، وأغلقت الطفلة الباب وجلست على القاعدة ولكنها خائفة أن تقع إما داخلها أوعلى الأرض ، فجلست مدة داخل الحمام ، فإذا بصاحبة المنزل تفتح عليها الباب لترى الطفلة تجلس فوق القاعدة وكأنه حمام بلدي( عربي ) ، أي تجلس فوق القاعدة القرفصاء ، وعلمتها صاحبة المنزل كيف تجلس على القاعدة ، وأرسلت لأمها في التو واللحظة لكي تأخذها ، وهي تقول لها : حرام البنت صغيرة جداً على الشغل في البيوت.

بعد يومين ذهبت سلمى مع أمها إلى بيت آخر وهي تقول لها أسمعي الكلام ، وتركتها وذهبت ، وفرحت سلمى أيضاً وقد عرفت العيب الأول ولن تفعله مرة أخرى أبدا ، عرفت تجلس على قاعدة الحمام الافرنجي فليس لديها عيب آخر، وأخذتها صاحبة المنزل وقالت لها : هذا المطبخ أول شيء إغسلي هذه الأواني ،هاتي كرسي وقفي عليه لكي تطولي الصنبور، وعندما تناديني قولي ياستي ، وبدأت حياة الشقاء والذل والعذاب لسلمى الطفلة الخادمة ، كانت كلما تقول لها سيدتها : أنتِ شاطرة ، تفني نفسها في العمل .. كانت إمرأة قاسية لا تحبها تجلس أبدا ً، حتى أحياناً كانت الطفلة تغفل وهي تعمل ، ومتى يأتي ميعاد النوم تنام على فرش المطبخ على الأرض وتغطي نفسها بملاءة قديمة ، كانت شدة قساوة هذه المرأة أن تأكل هي وعائلتها وتترك الفضلات لسلمى لتأكلها أرزغير نظيف وعظم ودهون رمتها سيدتها وأولادها ، ظلت سلمى هكذا في الصيف تذهب لسيدتها وفي الشتاء تظل مع أهلها وتذهب إلى المدرسة ، تعلمت سلمى من شدة قسوة هذه المرأة وشدة الجوع والفقرأن تسرق ، في البداية كانت تسرق قطعة من اللحم أوبعض الأرز النظيف من الإناء ، أو قطعة حلوى ، أو رشفة لبن ، خصوصا ًأنهم كانوا يجلسون في الصباح للإفطار ومع كل منهم كوب لبن وسلمى ليس لها لبن ، وتعلمت الطفلة بعد ذلك كيف تسرق المال لتشتري به قطع الحلوى ، ولم تكتفي بهذا بل إستطاعت أن تسرق بمهارة من زميلاتها بالمدرسة ، ولم تترك أبيها وأمها وأخواتها ، بل لاحقهما الأذى وكلما كبرت وأشتد عودها زادت سرقتها وزادت مهارتها ، ولم يكتشف أحدأ بداً أنها هكذا ، وكبرت سلمى وأصبحت آنسة بل وتخرجت وعملت في إحدى الشركات وهي تمارس هوايتها البذيئة حتى مع زميلاتها وزملائها بالعمل ، ولكن ليس من أجل الحلوى بل من أجل اللبس والمكياج و الحلي فكانت تلبس كل أنواع اللبس المبهرج السافر، فهذا الفستان بدايته الصدر ونهايته فوق الركبة ، وهذا البدي بكم واحد ، وتلك الجيبة الميني جيب ، وذاك البنطلون المظهرلمفاتن الجسم ، واليوم معها ميعاد مع فلان ، وباكرميعاد مع آخر، وعاشت سلمى سنوات الضياع سنة وراء سنة

وفي صباح ذلك اليوم وقفت الشابة الجميلة أمام المرآة تمشط شعرها وتضع مكياجها ، ولكن فجأة توقفت عن هذا وأخذت تشيرإلى المرآة وتقول :
من أنتِ؟
وتجيب على نفسها : أناااا !!!!! ، أناااا !!!!!!
أنا حشــــــرة
ثم سكتت برهة وهي تنظرإلى المرآة ، وتعاود مرة ثانية ، وتقول :
لااااااااااااااا

حشرة لااااااااااااااا
الحشرة أفضل منكِ بكثير فكل الكائنات تسبح بحمد ربها ،و ترضى بما قسم الله لها .
إذاً من أنتِ؟!!!!!
وتجيب : شيطاااااااانة .
شيطاااانة
نعم ، أنا شيطانة ، وأخذت تبكي وتبكي وتتذكرما تفعله وتزداد بكاء ،
وفجأة إنقطعت عن البكاء وصرخت وهي تقول :
إلى متى؟ !!!!!
إلى متي يا سلمى ؟؟؟
لابد ان تنتهي من كل هذا
أذهبي إلى الحمام لكي تغتسلي وتمحي كل ما علق بجسمك من قاذورات المعصية ، وفعلاً دخلت سلمى الحمام وخرجت منه وكأنها ولدت من جديد وأرسلت إلى زميلة لها كي تحضرلها شيء من ملابسها المحتشمة الدينية لكي تلبسها وتنزل تشتري ملابس تليق بها كإنسانة ، وتعلمت كيف تعبد الله الواحد الأحد ، بل وداومت على حضور دروس المساجد ، وحلقات القرآن ، وعرفت طريق الحق ، ونسيت طريق الباطل ، وعاشت قريرة العين تستغفر ربها وتطلب منه العفو والمغفرة والرحمة، وتتذكر قول الله تعالى : (أنه من عمل منكم سوءا ًبجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفوررحيم) الأنعام 54.

دانة الكون
28-01-2013, 09:27 AM
قصه جميييييله

الف شكر لك
و بالتوفيق

ام الولاد
28-01-2013, 11:57 AM
جزاك الله خيرا حبيبتي

زورق الندى
30-01-2013, 11:10 AM
قصة رائعة

لك شكري وتحيتي ,

ام الولاد
31-01-2013, 11:41 AM
شكرا زورق الندي بارك الله فيك

d7oomey
31-01-2013, 01:12 PM
قصة رائعة
ألف ششكر لك :101:

ليث العقيدة
31-01-2013, 02:49 PM
بارك الله فيك

ام الولاد
08-02-2013, 11:29 AM
جزاكم الله خيرا جميعا ..اتمنى الفوز بامر الله

رباب
20-03-2013, 12:15 AM
كل الشكـــر لك على هاالطرح الأكثــر من رااائــــع ..
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هالتميييز والابدااع ,,
بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
فشكـــــرآ لك على هـــــذا آلطـــــــرح آلجميـل ..
ودي وعبير وردي لك..

الدووووخي
22-03-2013, 11:58 PM
الله يعطيكـ العافيـــة على القصـــة ..