بركة
28-01-2013, 08:32 PM
وغرقت في بحر
الانتــرنت
!!!!!
كانت جميلة و رقيقة و ذكية ،عمرها في الربيع القادم يصل 19 عاماً ، أسمها أسماء ، وسبحان من صور، كانت أسماء تسكن مع والديها ، وأختها التي تصغرها بعامين في شقة صغيرة ، الأب يعمل في الصباح ويأتي إلي المنزل العصر ، ليجلس مع عائلته الصغيرة التي يحبها ، والأم كانت تعمل لكن أحبت أن تخلص في تربية أبنائها فأستقالت من العمل كي تحسن تربيتهم ، في ذلك الوقت كانت أسماء في سن الطفولة تلعب و تجري هنا وهناك ، ثم تجلس مع أمها تحفظ بعض سورالقرآن الكريم وبعض الأناشيد والحكايات الجميلة قبل النوم حتى أصبحت أسماء في سن الدراسة فكانت تذهب إلى المدرسة ثم تحضر لتمارس معها أمها أمومتها التي كانت تفضلها وهي تعمل واجبات المدرسة و خلافه ، وكانت أسما ء ذكية تستوعب كل مايقال لها ، وأصبحت تحب قراءة القصص فكانت أمها تشتري لها القصص وتقرأها أسماء وتحكيها لصديقاتها ، و أستمرت أسماء تنمو وتكبر برعاية والدتها ، وكل عام تنجح بتفوق باهر ، وأصبحت في المرحلة الإعدادية ، نعم أصبحت الزهرة الصغيرة زهرة متفتحة جميلة تصلي جميع الصلوات ، تذهب إلى المكتبةالتي كانت قد أشتركت فيها ، و تنهل من الكتب التي بالمكتبة ، بل كانت تريد أن تلتهم الكتب ألتهام ، تقرأ في شتي العلوم و في الكمياء بالذات ، تعلم منها ما لا يعرفه أقرانها ، ويأخذها أبيها إلى محلات ومعارض الكتب تنتقي ماتريد ، لدرجة أن والديها كانا والديها يشعران بأنها تريد كل كتب العلم الموجودة بالمعرض ، أحبت العلم و أشتهرت بين صديقاتها و زميلتها بأنها أرشميدس .
كانت اسماء تسعد بذلك الأسم ، وتسعدعندما يختلف زميلاتها في مسألة ما ويلجأون إليها لحل المسألة ، و وعدتها أمها بأن تحضر لها كمبيوترعند تفوقها في الإعدادية ، وفعلا نجحت أسماء نجاح باهر أحضرت أمها لها الكمبيوتر (في ذلك الوقت كان الكمبيوتر عند الاغنياء فقط) ، وأخذت تتعلم عليه وتنهل منه كما كانت تنهل من الكتب ، وأخذت تكون صداقات على النت ، و تعرفت على صديقة وتقابلت معها وكانت في مدرسة غير مدرستها ، وأخذت منها ميعاد ، وأحضرتها المنزل ، وبمجرد مارأتها أمها قالت لها ، هذه لاتصلح صديقة لكِي يا ابنيتي ، ولكن أصرت أسماء أن تكون سارة صديقتها ، وحاولت الأم ولكن لاجدوى ، فسارة بهرتها بجرأتها وكلامها ، و أصبحت أسماء تجلس على الكمبيوتر تتكلم فقط، والأم تنصح مرة وتلغي الكمبيوترمرة أخرى ، حتى أصبحت أسماء في الثانوية العامة ، وتنصحها أمها ولكن كل نصائحها باءت بالفشل وظهرت نتيجة العام الدراسي ولكن للأسف المجموع صغيرجداً ، لا تستطيع أسماء دخول كلية العلوم ، التي كانت أمنية حياتها ، وللأسف أيضاً لن تظهر سارة مرة ثانية في حياة أسماء ، وأتصلت الأم بصديقة ابنتها و لكنها لم ترد ، وتتصل بها مرات أخرى كانت تغلق التليفون ، وعرفت بعد ذلك أن صديقتها قد رسبت ،
طبعاً حزن الوالدان على أسماء وكيف ضاعت كل آمالها أن تكون أسماء كما اتريد ، وحزنت هي أكثر لأنها دخلت كلية لا تريدها ، وجلسا الأبوان معها يقولا لها "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" فربما تكون هذة الكلية خيرإن شاء الله ، الخيرة يابنيتي فيما إختاره الله ، ولكن أسماء مازالت تجلس على الكمبيوتر ولاتقبل أي نصائح ، والوالد والوالدة في أشد الحزن ، والمنزل أصبح كئيب ، فأسماء أصبحت لاتصلي ، ولاتقرأ ، ولاتذاكر ، ولاتشغل نفسها بأي شيء سوى الجلوس على جهاز الكمبيوتر حتى أمتنعت عن الخروج مع والديها و أختها ، أنشغلت تماما بالنت والكلام مع صديقاتها وأصبحت تجلس معظم وقتها عليه تتحدث وتلعب ، أصبحت أسماء انسانة أخرى ، تصحو من نومها لا تغسل وجهها ، لا تمشط شعرها ، لا تهندم ملابسها وتجلس على النت ، لا تقبل أي نصيحة ، أصبحت عصبية ، وظهرت نتيجة أولي جامعة ، للأسف رسبت في مادتين ، ولكنها لم تتعظ ، وأستمرت كما هي ، آخذت طريقها ، ولاتريد العدول عنه ، ومازالت الأم تنصح والأب كذلك ، بلا جدوى ، وساعات الجلوس على النت تزداد عند أسماء ، وذبلت الزهرة الجميلة وأصبحت شاحبة ، مهملة ، لاتتكلم مع أهلها لأنها مشغولة ليس لديها وقت تتكلم أو تأكل مع أهلها ، ثم ظهرت نتيجة السنة الثانية للجامعة ، وللأسف .. راسبة.
ماذابعد؟
ألا تفيقي من غفلتك يا أسماء؟
هذا ما قالته أمها وهي تبكي ، وجلست أسماء أمام والديها ولم تنطق ، وتردد الأم
ألا تستيقظي يا بنيتي؟
اعوام مضيت من عمرك ، عام ضاع ياأرشميدس ،
والأم تبكي ،
وأسماء كما هي تبتسم بسمة صفراء ولاتنطق ،
وترددالأم :
ماذا تريدي ياأسماء؟
نكتفي بهذا القدر من التعليم؟
أجبيبني يابنيتي ، أجيبيي ياعمري الذي ضاع .
بلا رد .
فقد أصبحت أسماء بلا روح ،
بلا أحساس ،
بلا مشاعر،
ضاعت ،
و غرقت في بحرالأنترنت!!!!!
تمت بفضل الله
الانتــرنت
!!!!!
كانت جميلة و رقيقة و ذكية ،عمرها في الربيع القادم يصل 19 عاماً ، أسمها أسماء ، وسبحان من صور، كانت أسماء تسكن مع والديها ، وأختها التي تصغرها بعامين في شقة صغيرة ، الأب يعمل في الصباح ويأتي إلي المنزل العصر ، ليجلس مع عائلته الصغيرة التي يحبها ، والأم كانت تعمل لكن أحبت أن تخلص في تربية أبنائها فأستقالت من العمل كي تحسن تربيتهم ، في ذلك الوقت كانت أسماء في سن الطفولة تلعب و تجري هنا وهناك ، ثم تجلس مع أمها تحفظ بعض سورالقرآن الكريم وبعض الأناشيد والحكايات الجميلة قبل النوم حتى أصبحت أسماء في سن الدراسة فكانت تذهب إلى المدرسة ثم تحضر لتمارس معها أمها أمومتها التي كانت تفضلها وهي تعمل واجبات المدرسة و خلافه ، وكانت أسما ء ذكية تستوعب كل مايقال لها ، وأصبحت تحب قراءة القصص فكانت أمها تشتري لها القصص وتقرأها أسماء وتحكيها لصديقاتها ، و أستمرت أسماء تنمو وتكبر برعاية والدتها ، وكل عام تنجح بتفوق باهر ، وأصبحت في المرحلة الإعدادية ، نعم أصبحت الزهرة الصغيرة زهرة متفتحة جميلة تصلي جميع الصلوات ، تذهب إلى المكتبةالتي كانت قد أشتركت فيها ، و تنهل من الكتب التي بالمكتبة ، بل كانت تريد أن تلتهم الكتب ألتهام ، تقرأ في شتي العلوم و في الكمياء بالذات ، تعلم منها ما لا يعرفه أقرانها ، ويأخذها أبيها إلى محلات ومعارض الكتب تنتقي ماتريد ، لدرجة أن والديها كانا والديها يشعران بأنها تريد كل كتب العلم الموجودة بالمعرض ، أحبت العلم و أشتهرت بين صديقاتها و زميلتها بأنها أرشميدس .
كانت اسماء تسعد بذلك الأسم ، وتسعدعندما يختلف زميلاتها في مسألة ما ويلجأون إليها لحل المسألة ، و وعدتها أمها بأن تحضر لها كمبيوترعند تفوقها في الإعدادية ، وفعلا نجحت أسماء نجاح باهر أحضرت أمها لها الكمبيوتر (في ذلك الوقت كان الكمبيوتر عند الاغنياء فقط) ، وأخذت تتعلم عليه وتنهل منه كما كانت تنهل من الكتب ، وأخذت تكون صداقات على النت ، و تعرفت على صديقة وتقابلت معها وكانت في مدرسة غير مدرستها ، وأخذت منها ميعاد ، وأحضرتها المنزل ، وبمجرد مارأتها أمها قالت لها ، هذه لاتصلح صديقة لكِي يا ابنيتي ، ولكن أصرت أسماء أن تكون سارة صديقتها ، وحاولت الأم ولكن لاجدوى ، فسارة بهرتها بجرأتها وكلامها ، و أصبحت أسماء تجلس على الكمبيوتر تتكلم فقط، والأم تنصح مرة وتلغي الكمبيوترمرة أخرى ، حتى أصبحت أسماء في الثانوية العامة ، وتنصحها أمها ولكن كل نصائحها باءت بالفشل وظهرت نتيجة العام الدراسي ولكن للأسف المجموع صغيرجداً ، لا تستطيع أسماء دخول كلية العلوم ، التي كانت أمنية حياتها ، وللأسف أيضاً لن تظهر سارة مرة ثانية في حياة أسماء ، وأتصلت الأم بصديقة ابنتها و لكنها لم ترد ، وتتصل بها مرات أخرى كانت تغلق التليفون ، وعرفت بعد ذلك أن صديقتها قد رسبت ،
طبعاً حزن الوالدان على أسماء وكيف ضاعت كل آمالها أن تكون أسماء كما اتريد ، وحزنت هي أكثر لأنها دخلت كلية لا تريدها ، وجلسا الأبوان معها يقولا لها "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" فربما تكون هذة الكلية خيرإن شاء الله ، الخيرة يابنيتي فيما إختاره الله ، ولكن أسماء مازالت تجلس على الكمبيوتر ولاتقبل أي نصائح ، والوالد والوالدة في أشد الحزن ، والمنزل أصبح كئيب ، فأسماء أصبحت لاتصلي ، ولاتقرأ ، ولاتذاكر ، ولاتشغل نفسها بأي شيء سوى الجلوس على جهاز الكمبيوتر حتى أمتنعت عن الخروج مع والديها و أختها ، أنشغلت تماما بالنت والكلام مع صديقاتها وأصبحت تجلس معظم وقتها عليه تتحدث وتلعب ، أصبحت أسماء انسانة أخرى ، تصحو من نومها لا تغسل وجهها ، لا تمشط شعرها ، لا تهندم ملابسها وتجلس على النت ، لا تقبل أي نصيحة ، أصبحت عصبية ، وظهرت نتيجة أولي جامعة ، للأسف رسبت في مادتين ، ولكنها لم تتعظ ، وأستمرت كما هي ، آخذت طريقها ، ولاتريد العدول عنه ، ومازالت الأم تنصح والأب كذلك ، بلا جدوى ، وساعات الجلوس على النت تزداد عند أسماء ، وذبلت الزهرة الجميلة وأصبحت شاحبة ، مهملة ، لاتتكلم مع أهلها لأنها مشغولة ليس لديها وقت تتكلم أو تأكل مع أهلها ، ثم ظهرت نتيجة السنة الثانية للجامعة ، وللأسف .. راسبة.
ماذابعد؟
ألا تفيقي من غفلتك يا أسماء؟
هذا ما قالته أمها وهي تبكي ، وجلست أسماء أمام والديها ولم تنطق ، وتردد الأم
ألا تستيقظي يا بنيتي؟
اعوام مضيت من عمرك ، عام ضاع ياأرشميدس ،
والأم تبكي ،
وأسماء كما هي تبتسم بسمة صفراء ولاتنطق ،
وترددالأم :
ماذا تريدي ياأسماء؟
نكتفي بهذا القدر من التعليم؟
أجبيبني يابنيتي ، أجيبيي ياعمري الذي ضاع .
بلا رد .
فقد أصبحت أسماء بلا روح ،
بلا أحساس ،
بلا مشاعر،
ضاعت ،
و غرقت في بحرالأنترنت!!!!!
تمت بفضل الله