دلال كامل
19-03-2013, 04:58 PM
كان بحديقة الجامعة هو وصديقه عندما مرت تلك الفتاة من أمامهما , صبية جميلة جداً بملامحها الشرقية , تلك الفتاة لفتت نظره من أول مرة رآها فيها وشعر بشيء ما يشده إليها , كان يراقب تحركاتها وتصرفاتها , فتاة رزينة جداً لا تشبه أي فتاة , انطوائية على نفسها , لا تدع أحد ما أن يقترب من حياتها الشخصية حتى صديقتها الوحيدة علاقتها بها علاقة صداقة ضمن حرم الجامعة .
كان اهتمامه بها شديداً للغاية ,, ولكن هناك أشياء كثيرة في داخله تتصارع , فهو لا يمكن أن يرتبط بفتاة لا تملك ما يملكه , وما يملكه بداخله سر كبير لولا إيمانه الكبير بالله لتخلف عن أبناء جيله مسافات ومسافات .
كانت الأيام تمر واهتمامه بها يكبر , بدأت تلاحظ نظراته التي تتبعها وما إن تلتقي عيناهما حتى يدير ظهره وكأن الأمر لا يعنيه .
وتأتي الصدفة بلحظة لم يتوقعها حين مرت من أمامه ذات يوم و سأله صديقه : أتعلم شيئاً عن تلك الفتاة ؟؟ من هي ؟ ابنة من ؟
قال : أعلم اسمها واسم عائلتها وبأنها من أكثر الفتيات طلباً للعلم .
قال صديقه : سأسألك سؤالاً وأرجو منك جواباً صريحاً ومقنعاً .
لو علمت بأن هذه الفتاة لقيطة أتتزوجها ؟
شعر بأن كل ما حوله يدور ,, همّ بأن يسأله كيف عرفت!! ولكن شيئاً دفيناً في داخله منعه, ووجد نفسه لاشعورياً يطرح عليه نفس السؤال .
قال صديقه : الإجابة صعبة .. ولكن أظن.. " بلا" .. لأنها مجهولة النسب ولو أنها تحمل نسب من تولى رعايتها .
ابتسم ابتسامة صفراء وشعر بأن جرحه بدأ ينزف , و لهيب نار مستعرة في داخله تمده قوة وتحدي فقال : نعم سأرتبط بها لشخصها هي لا لنسبها وانسحب مغادراً الجامعة .
لم يدر كيف حملته قدماه إلى باب المنزل,, وعندما دخل وجد أخواته وخالاته وعماته , وقف بعيداً ولوح بيده ثم قال " السلام عليكم" ودخل إلى غرفته وارتمى على سريره وهو يشعر بأنه من أسوء الناس حظاً.
هؤلاء أهله وليسوا بأهله !! مثلها تماماً !! كم هناك في الحياة أناس متشابهون !!
كان ما زال صغيراً عندما بدأت مظاهر الرجولة تظهر عليه .. أمسك والده يده وشدّ عليها , ووالدته غمرته بحبها وحنانها .. كانت عيناه في حيرة ..قال له والده بني هنالك أمور في الحياة تجبرنا على فعل أو قول ونحن له كارهون .. هناك أمر شرعي يحتم عليّ أن أصارحك به وهو مؤلم جداً على نفسي ثم استجمع قوته وقال: ذات يوم كنت في طريقي إلى المسجد لصلاةالفجر سمعت صوت بكاء طفل , اقتربت وجدت طفلاً رضيعاً ملقى على الأرض , حملته بين أحضاني وعدت أدراجي إلى المنزل .. كانت والدتك أول من تمسك بك وخافت على مصيرك المجهول , خافت أن نسلمك للشرطة ، أن يضعوك في ملجأ للأطفال اللقطاء , وعندما تكبر يرفضك الناس والمجتمع و على بطاقتك الشخصية دمغة لا يمحوها الزمن " لقيط " كانت الحرب في البلاد مستعرة والفوضى تعمها ,, وليس هناك من يسأل عن أوراق شخصية فساعدني مختار البلدة بكتم السر وبإنك أمام الملأ ابننا .
لم يكن وقع القصة على مسامعه بالأمر اليسير فلقد شعر بالغربة , لم يعد يتجرأ على الاقتراب من أخواته ولا خالاته ولا عماته وحتى والدته ذاك الحضن الدافئ لم يعد يتسع له .
هذا الأمر جعله يفكر مرات ومرات بالانتحار,, ولكن عناية الله له مذ كان طفلاً كانت تجعله يتخطى العوائق واعتاد تدريجياًعلى حياته الجديدة .
وسرح بعيداً بتلك الفتاة التي جمعته بها الصدفة والتي تشاركه نفس المعاناة وتساءل بينه وبين نفسه كيف لفتاة ضعيفة أن تتجاوز الأزمة وأن تتفوق على جميع رفاقها .
اعتدل بجلسته وسرح بها أكثر وأكثر ووجد نفسه يسير معها مشوار حياتها.
كان اهتمامه بها شديداً للغاية ,, ولكن هناك أشياء كثيرة في داخله تتصارع , فهو لا يمكن أن يرتبط بفتاة لا تملك ما يملكه , وما يملكه بداخله سر كبير لولا إيمانه الكبير بالله لتخلف عن أبناء جيله مسافات ومسافات .
كانت الأيام تمر واهتمامه بها يكبر , بدأت تلاحظ نظراته التي تتبعها وما إن تلتقي عيناهما حتى يدير ظهره وكأن الأمر لا يعنيه .
وتأتي الصدفة بلحظة لم يتوقعها حين مرت من أمامه ذات يوم و سأله صديقه : أتعلم شيئاً عن تلك الفتاة ؟؟ من هي ؟ ابنة من ؟
قال : أعلم اسمها واسم عائلتها وبأنها من أكثر الفتيات طلباً للعلم .
قال صديقه : سأسألك سؤالاً وأرجو منك جواباً صريحاً ومقنعاً .
لو علمت بأن هذه الفتاة لقيطة أتتزوجها ؟
شعر بأن كل ما حوله يدور ,, همّ بأن يسأله كيف عرفت!! ولكن شيئاً دفيناً في داخله منعه, ووجد نفسه لاشعورياً يطرح عليه نفس السؤال .
قال صديقه : الإجابة صعبة .. ولكن أظن.. " بلا" .. لأنها مجهولة النسب ولو أنها تحمل نسب من تولى رعايتها .
ابتسم ابتسامة صفراء وشعر بأن جرحه بدأ ينزف , و لهيب نار مستعرة في داخله تمده قوة وتحدي فقال : نعم سأرتبط بها لشخصها هي لا لنسبها وانسحب مغادراً الجامعة .
لم يدر كيف حملته قدماه إلى باب المنزل,, وعندما دخل وجد أخواته وخالاته وعماته , وقف بعيداً ولوح بيده ثم قال " السلام عليكم" ودخل إلى غرفته وارتمى على سريره وهو يشعر بأنه من أسوء الناس حظاً.
هؤلاء أهله وليسوا بأهله !! مثلها تماماً !! كم هناك في الحياة أناس متشابهون !!
كان ما زال صغيراً عندما بدأت مظاهر الرجولة تظهر عليه .. أمسك والده يده وشدّ عليها , ووالدته غمرته بحبها وحنانها .. كانت عيناه في حيرة ..قال له والده بني هنالك أمور في الحياة تجبرنا على فعل أو قول ونحن له كارهون .. هناك أمر شرعي يحتم عليّ أن أصارحك به وهو مؤلم جداً على نفسي ثم استجمع قوته وقال: ذات يوم كنت في طريقي إلى المسجد لصلاةالفجر سمعت صوت بكاء طفل , اقتربت وجدت طفلاً رضيعاً ملقى على الأرض , حملته بين أحضاني وعدت أدراجي إلى المنزل .. كانت والدتك أول من تمسك بك وخافت على مصيرك المجهول , خافت أن نسلمك للشرطة ، أن يضعوك في ملجأ للأطفال اللقطاء , وعندما تكبر يرفضك الناس والمجتمع و على بطاقتك الشخصية دمغة لا يمحوها الزمن " لقيط " كانت الحرب في البلاد مستعرة والفوضى تعمها ,, وليس هناك من يسأل عن أوراق شخصية فساعدني مختار البلدة بكتم السر وبإنك أمام الملأ ابننا .
لم يكن وقع القصة على مسامعه بالأمر اليسير فلقد شعر بالغربة , لم يعد يتجرأ على الاقتراب من أخواته ولا خالاته ولا عماته وحتى والدته ذاك الحضن الدافئ لم يعد يتسع له .
هذا الأمر جعله يفكر مرات ومرات بالانتحار,, ولكن عناية الله له مذ كان طفلاً كانت تجعله يتخطى العوائق واعتاد تدريجياًعلى حياته الجديدة .
وسرح بعيداً بتلك الفتاة التي جمعته بها الصدفة والتي تشاركه نفس المعاناة وتساءل بينه وبين نفسه كيف لفتاة ضعيفة أن تتجاوز الأزمة وأن تتفوق على جميع رفاقها .
اعتدل بجلسته وسرح بها أكثر وأكثر ووجد نفسه يسير معها مشوار حياتها.