ثلجة وردية
09-04-2013, 02:19 PM
يعمد كثيرٌ من الآباء إلى معاقبة أبنائهم من دون وجه حق ومبرر واضح، فمن الطبيعي عندما يخطئ الطفل للمرة الأولى أن يتغافل عنه والداه ويتجاوز خطأه، إلاّ أنّ بعض الوالدين يصرخ في وجهه بشدة، ثم يرقبه بنظرة "عين حادة" ترمي بشرر، ويأتي بعدها "كف على الطاير" مع "لعنة" تسبق دموعه؛ فيعتاد الابن المهزوز على عمل أي شيء، ولا يبالي؛ لأنّ العقاب سيكون في كلا الحالين.
ويحتاج الابن إلى التروي في إصدار الأحكام وحسن المعاملة التي تشعره بالأمان والاستقرار، إلى جانب تفهم الوالدين كل خطأ قد يرتكبه دون المساس به أو التعدي عليه بالضرب، والذي قد يترتب عليه تغيّر في تركيب شخصيته. ويعتبر التحفيز للأبناء من أهم الأمور التي يمكن خلالها تغيير سلوكياتهم وتصرفاتهم، ويجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم؛ مما يمكنهم من بناء أساسات قوية في شخصياتهم، تعينهم على أمور حياتهم المستقبلية، وترتقي بذواتهم وعلاقاتهم بمن حولهم، وتساعدهم ليكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم في شتى الأمور.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/403741195470.jpg
الخوف من العقاب يترك الطفل مندهشاً من ردة الفعل
ويخطئ الكثير من الآباء فيظنون أنّ أسلوب التحفيز لا يؤتي ثماره، ولن يؤدي دوره بفعالية، متناسين أنّه المهم أن يلتزموا بالصبر، خاصةً عندما يكون ابنهم عنيداً، فكثيراً ما يستخدم الآباء أسلوب التحفيز فيؤتي ثماره مرة، ثم بعد ذلك يعود الطفل إلى سلوكه السيئ، فيستاء الأب من هذا السلوك، ويخاطب نفسه بأنّه السبب في صدور هذا السلوك لأنّه عامله باللين، ويتخذ قراراً أنّ "هذا الولد لا يصلح معه إلاّ العصا"، فيعود بعد ذلك الأب إلى الأسلوب المعتاد في تربية الأبناء بالضرب، وعندها يستقر عند الطفل أنّ هذا الأسلوب التحفيزي ما كان إلاّ مجرد طفرة لن تتكرر من والده، فيعود إلى عناده، خاصةً وأنّ بعض الآباء ييأس من هذا الأسلوب التحفيزي فور التصادم مع أول مشكلة بعد التحفيز.
د. عبدالله العباد
مفهوم فلسفي
وأوضح "د. عبدالله بن حمد العباد" -أستاذ السياسات التربوية بجامعة الملك سعود- أنّ العقاب فلسفة ومفهوم وأهداف، فإذا كان الأب والأم غير مدركين لتلك الفلسفة والمفهوم فإنّ العقاب يصبح شيئاً أخر لا صلة له بالتربية الوالدية، مشيراً إلى أنّ ردع الأطفال عن السلوك الخاطئ يتطلب من الوالدين تعلماً، وفهماً، لمدلولات العقاب، ومن ثم أساليبه ومستوياته، مبيّناً أنّ العقاب فلسفة، ومفهوم، وآلية من اللازم أن يتعلمها الوالدان قبل الشروع في بناء الأسرة، أو على الأقل قبل الشروع في إنجاب الطفل الأول.
الاستثمار في الأبناء
وقال إن معرفة الهدف من تكوين الأسرة يتحدد على ضوئه تُبنى قيم كثيرة، من ضمنها أساليب التحفيز والردع الأسري، وإذا كان من الأهداف العظيمة في الأسر الواعية هو الاستثمار في الأبناء؛ فإنّ مسألة العقاب والثواب تصبح لدى هذه الأسرة مشروعاً يستند على العلم والدراية، حيث تستخدم فيه أفضل الأساليب التي تضمن تحقيق هدفها الاستثماري، مبيّناً أنّ مفهوم التحفيز والعقاب يتغير تبعاً لذلك، حيث يصبح هذا المفهوم مرتبطاً بالانجاز وإحسان العمل أكثر من ارتباطه بالمنع والتأديب، ويصبح الأب والأم معنيين بالتصالح مع أبنائهم، وذلك بالتعرف على إمكاناتهم وطموحاتهم، ومن ثم اختيار أو ابتكار أساليب للتشجيع، والتحفيز، والمنع، أكثر جدوى وأقل نسبة خطأ.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/290880840967.jpg
العنف يصنع من الطفل شخصاً مضطرباً ومهزوز الشخصية
أسباب العقاب
وأضاف أنّ أسباب العقاب تختلف من أسرة إلى أخرى، ومن طفل إلى آخر، إلى جانب اختلاف الظروف والمواقف، وعلى الرغم من وجود الكثير من الآباء والأمهات ذوي الطموحات العالية، إلاّ أنّ هناك أميّة تربوية واسعة، تسيطر على مسار العلاقات داخل بعض الأسر في المجتمع؛ مما يعني أنّ هناك خللاً يتمثل في نقل التربويات الجيّدة عبر الوالدين إلى الأبناء، وهذا الخلل لا يزول إلاّ برفع هذه الأمية التربوية، معتبراً أنّها مسؤولية مجتمع.
وعي تربوي
وأشار إلى أنّ قائمة التحفيز والعقوبات طيف واسع متنوع، فإذا كثرت خياراته عند الوالدين دلّ على الوعي التربوي، مبيّناً أنّ اساليب العقاب فن وعلم يُكتسب ويتعلمه الآباء والأمهات من خلال القراءة، والاستشارة، وحضور الدورات، وورش العمل التربوية، فمن الضرورات التربوية أن يفكر الوالدان قبل معالجة الخطأ عند ابنائهم، فيستخدمون المناسب من الأساليب عن دراية ووعي، موضحاً: "العقاب مفهوم له تفسيرات كثيرة، وقطعاً ليس من أهمها العقاب البدني، بل إنّ العقاب البدني يأتي في آخرها، بضوابطه القانونية والشرعية، التي تخفى على الكثير فيستخدمونه في غير محله وبصورته المشوهة".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/764680982009.jpg
العقاب ليس حلاً دائماً ولا يساعد على حل المشكلة
التحفيز قبل العقاب
وقال: "التشجيع والتحفيز على السلوك المرغوب يجب أن يسبق العقاب على السلوك غير المرغوب بمراحل، كما أنّه من حق الطفل أن يعرف المبرر الذي من أجله استحق العقاب، وأن نتعامل معه بكونه ذكياً، مفكراً، ومكتشفاً بارعاً، وإدراك الآباء والأمهات لهذا الأمر عن أطفالهم يسهل مهمتهم التربوية، إلى جانب أنّ للعقاب مستويات بحسب المرحلة العمرية للطفل، والدافع للخطأ، وظروف المكان والزمان، ومن الضروري أن لا يُحدث ذلك شرخاً في العلاقات، ولا بد من الفصل بين الطفل وسلوكه، فالمزج بين الشخصية والسلوك يعتبر خطأ يجب أن لا يقع فيه الآباء، إلى جانب التغافل قدر الامكان عن الأخطاء الأُولى، فكثير من سلوكيات أبنائنا إمّا أنّها بغير قصد، أو من دون علم، أو لأنّ الطفل لا يفرق كما يفرق الكبار بين الخيال والواقع".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/618710475105.jpg
التحفيز يغرس المبادئ والقيم عند الأطفال
ممارسات تربوية
وأضاف: "على الوالدين أن يمارسا تعديل سلوك أبنائهم بصيغة تربوية بناءة، وهناك العديد من الأفكار والممارسات التربوية الآمنة، مثل التربية بالحب التي تختصر مسافات في التحفيز للسلوك الجميل ومنع الخاطئ، فالطفل يحتاج إلى الحب كحاجته للأكل والنوم، ويسعى إلى إرواء هذه الحاجة، إلى جانب التربية بالبديل وإحلال السلوك الجيّد مكان الخاطئ؛ بصرف انتباه الطفل عن الفعل غير المرغوب، فمثلاً عندما يرتكب الطفل الخطأ بالكتابة على جدارالغرفة، فإذا قلت له لا ترسم على الجدار فأنت تثبت الهالة والتركيز على الخطأ، لكن عليك أن تقول له ارسم على الكراسة ثم تعال لنعلقها سوياً على الجدار".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/713854149584.jpg
المكافأة المالية قد تؤثر في الطفل نفسياً (أرشيف «الرياض»)
تعديل السلوك
وأشار إلى أنّ المكاسب الأبوية من الممارسات التربوية الآمنة متعددة، ولا بد من اكتشافها، من خلال إرساء القواعد للضبط داخل المنزل يعرفها الجميع، وباسلوب بسيط وايجابي يوضح السلوك المرغوب وغير المرغوب، إلى جانب التصحيح بأن نلزم الابن باصلاح ما أفسده وزيادة، والزيادة المعنية هي المقدور عليها وغير المجهدة؛ بهدف تعليم الطفل الصواب والخطأ، وتعويده على السلوك المرغوب فيه، مبيّناً أنّ هذا الاسلوب أبسط أنواع تعديل السلوك تطبيقاً، ويعتبر أسلوباً تربوياً جيداً، بشرط أن لا يقترن بالعنف والزجر.
مثلث عاطفي
واعتبر "د. العباد" أنّ المثلث العاطفي من الطرق التربوية الفاعلة لمواجهة الأخطاء والتوتر داخل الأسرة، مبيّناً أنّ هذه الطريقة تطبق على مستويين: أولهما عند حدوث السلوك غير المرغوب فيه من أحد افراد الأسرة، حيث يبدأ شخصان "ضلعان" بتركيز الاهتمام نحو المخطئ، ليكملا معه المثلث من أجل إخماد التوتر الذي يعاني منه، وعدم تركه وحيداً يستفرد به سلوكُه الخاطئ، والثاني أنّ المثلث العاطفي مفيد لاستباق حدوث الأخطاء أو السلوك غير المرغوب من أي أفراد الأسرة، وهنا يُنظر إلى أنّ كل مشكلة داخل الأسرة يتواجد فيها ثلاثة أشخاص، يمثلون مثلثاً متساوي الأضلاع في الحالة الصحية المتوازنة، فالابن المراهق يمثل أحد الأضلاع، والأسرة الضلع الثاني، والضلع الثالث فهم الأصحاب أو الأقران، فإذا اقترب الابن من ضلع الأصحاب وابتعد عن ضلع الأسرة يصبح المثلث "قائم الزاوية"، ويكون المنزل مكاناً للأكل والنوم فقط! وهنا يصبح لدينا مؤشر للقلق الوالدي بأن هناك خطأ يحدث، أو أنّه على وشك الحدوث فلننتبه!
المشاركة الجماعية في التحفيز تترك أثراً إيجابياً على سلوك الطفل مستقبلاً
وقال: "إيقاع العقاب البدني ليس من الخيارات المطروحة أمام المربي، خاصةً في أمور العلاقات المعتادة داخل الأسرة"، معتبراً ضرب الأطفال اعتداء وخطيئة، إذا كان على الوجه أو في الأماكن الحساسة، ويجدر بالأب والأم العقلاء أن لا يكون خيارهم التربوي الضرب، خاصةً في ظل توفر أساليب ناجحة لتعديل السلوك الخاطئ.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/076398217216.jpg
فضول الطفل يدفعه لاستكشاف ما حوله
*د. رجاء: يجب تحديد السلوك ومعرفة أسبابه قبل العقاب
قالت "د. رجاء عمر باحاذق" -أستاذ مساعد بقسم التربية ورياض الأطفال بجامعة الملك سعود-: "تزداد حاجة الأطفال إلى الحب والحنان بعد تمام عمر السنتين، ويحتاجون أكثر إلى الثقة وتدعيم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وكلما كبر أطفالنا يزداد فضولهم الى استكشاف العالم من حولهم، ومن ثم الوقوع في الأخطاء، ومن المهم التفاهم والتحاور معهم، وفهمهم أنّ هذا السلوك خطأ عندما يقعون فيه هو جزء من بناء شخصية الطفل وتنشئته الاجتماعية هو بناء الحوار معه، ومن الضروري معرفة متى نعاقب الطفل على السلوك غير السوي، وما هو السلوك الخاطئ من وجهة نظرنا ومتى ندعم ونعزز السلوك الإيجابي".
وأضافت: "علينا أن نترك الطفل يعبر عن انفعالاته ومشاعره، ونتساءل: لماذا لجأ الطفل إلى هذا السلوك؟ هل شاهد أحد من أفراد العائلة أو تعلمه من أقرانه؟ وهل هي المرة الأولى أم أنّه هناك عدة مرات؟ وعلينا أن نتذكر أنّ هناك علاقة مباشرة بين مشاعر الأطفال وبين تصرفاتهم، ومن الضروري ملاحظتهم وتحديد السلوك غير المرغوب فيه، وعلينا أن نصف سلوك الأبناء الراشدين بعبارات واضحة وصريحة ونبعد عن اللغة الطفولية، فهم أكثر ذكاءً منا، ولا بد أن نسأل الطفل عن المشكلة، ومساعدته على التعبير عنها؛ مما يعطي الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره ومشكلته.
وأشارت إلى أهمية تبادل الأدوار مع الطفل وضرورة الصبر معهم، وعدم استعجال النتائج، مشددةً على أهمية التوقف عند تصرف الطفل بسلوك غريب، مثل الضرب أو تكسير ألعابه أو رميها على الآخرين، حيث من الضروري أن يحدد الوالدان المشكلة، وأن يكونوا صارمين مع الطفل، ويمنعوه من إيذاء الاخرين، من خلال الجمع بين الحزم واللطف، وتبادل الحوار معه، مع تقديم بدائل عن سلوكه غير السوي، مؤكّدةً على ضرورة توقف الوالدين بالتفكير أنّ هذا الطفل لديه مشكلة ويحتاج إلى تقويم، وعليهم أن يشاركوا الأطفال في تعديل سلوكهم، بذلك يكونوا قد أعطوهم الأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة في حل المشكلة.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/826074863213.jpg
الاحتفاء بالطفل يحفزه على تعزيز سلوكه الإيجابي
*د. العقيل: تنويع المحفزات يضمن «تعديل السلوك» والثقة في النفس
قال "د. محمد بن عبدالعزيز محمد العقيل" -مرشد أسري-: "التحفيز هو أي حدث يعقب الاستجابة للسلوك، ويزيد من احتمالية حدوثه وتكراره، فهو يستهدف السلوك التكيّفي السوي المرغوب فيه، وله نوعان: أحدهما تحفيز إيجابي، وهو إضافة حدث سار كنتيجة لسلوك ما؛ مما يؤدي لتقوية السلوك، ويسمى ذلك الشيء الذي نضيفه تحفيزا إيجابيا، كالثناء على البنت عند تأديتها لوظيفتها المنزلية، والاخر تحفيز سلبي، مثل سحب واستبعاد حدث منفر كنتيجة لسلوك سلبي ما؛ مما يؤدي لتقوية السلوك، ويكون ذلك بتخفيف مدة منع استخدام الآي باد، نتيجة انضباط الابن، وحسن سلوكه".
وأضاف:"من أهم الأسباب التي تجعل الوالدين يعطون محفزات لأطفالهم الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهم ما يجب التنبيه عليه هنا أنَّ التربية عبادة، والعبادة تقبل بإخلاص النية لله تعالى واتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهناك أساليب كثيرة للتحفيز، من أهمها التحفيز الذاتي، والذي يستند على رؤيتهم لأنفسهم بأنّهم قادرون على الإنجاز والعطاء، ويستطيع أولياء الأمور أن يساهموا وبشكل كبير في ذلك، وتعزيز الثقة بالنفس، فالتحفيز الذاتي يحتاج إلى الثقة، والأولاد الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم أقدر على تحفيز أنفسهم، ومواجهة التحديات التي قد تعترض طريقهم, وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ أنّ هذا النوع من التحفيز الذاتي الداخلي مستمر، ويتوقد لا ينقطع حتى وإن فقد التحفيز الخارجي".
وأشار إلى أنّ التحفيز المعنوي يكون بإظهار الحب والاحترام، إلى جانب المحفز القولي كشكر الولد على فعله الحسن، والدعاء له، ومدحه في وجهه وأمام زملائه وأصدقائه وأهل بيته، إضافةً إلى المحفز الفعلي كأن يضمّ الابن أو الابنة إذا أحسنا، أو بالتصافح، أو تقبيل الجبين، أو الإشارة بالإعجاب والشكر، أو بابتسامة المعجب الراضي, لافتاً إلى أن المحفز المادي له مكانته عند الأبناء كأن تُقدِّم له هديَّة يحبها، أو كان يتمنى اقتناءها يوماً ما، فإنَّ للهدية تأثيرا إيجابيا وتحفيزا جميلا للأولاد، منوهاً بأهمية تحفيز الوالدين بعضهما البعض امام الأبناء على السعي والنجاح، حيث أنّهم في محل اقتداء لأطفالهم.
د. محمد العقيل
وأضاف أنّ للتحفيز دورا كبيرا في تعديل السلوك؛ إذ أنّ النفس البشرية مجبولة على حب التشجيع والتحفيز، فإذا استخدم بشكل صحيح أدى إلى ثمار جميلة في تعديل السلوك، مبيناً أنّ مجرد الانتباه إلى أهمية نظرة الأولاد لأنفسهم وأثرها الذاتي يفتح أمامهم مجالات واسعة لتطوير هذا التحفيز؛ مما يجعل الحاجة إلى التحفيز والتشجيع من الحاجات النفسية التي يجب على الأسرة تلبيتها، كما أنّ عليهم أن يبحثوا عن الرابط المميز الذي يتكون بين المنتمين إليها، منوهاً بأنّ التحفيز إذا كان مستمراً وبشكلٍ دائم يفقد معناه، ولكن للأب والأم التنويع بين المحفزات عند ظهور سلوك يحتاج إلى تحفيز.
وأشار إلى عدة أمور مهمة في التحفيز، حيث أنّ هناك بعض الأمهات والآباء يحسنون اللوم والعتاب والنقد، ولا يدعون الفرصة تفوتهم في القدح، إلاّ أنَّهم بخلاء جداً في المدح، فتجد أولادهم يحسنون عشرات المرات وقلوبهم متعطشة لجملةٍ ثناء، أو دعاء، أو مدح بحب وصفاء، ولا يجدون شيئاً من ذلك البتَّة! وإن أخطأوا في المرة الأولى من أعمالهم انهالت عليهم ألفاظ التوبيخ والتقريع، وكلمات اللوم، معتبراً ذلك جناية يجب علينا أن نخشى الله فيها، فهم يحتاجون إلى التشجيع أكثر من تحملهم للترويع.
ويحتاج الابن إلى التروي في إصدار الأحكام وحسن المعاملة التي تشعره بالأمان والاستقرار، إلى جانب تفهم الوالدين كل خطأ قد يرتكبه دون المساس به أو التعدي عليه بالضرب، والذي قد يترتب عليه تغيّر في تركيب شخصيته. ويعتبر التحفيز للأبناء من أهم الأمور التي يمكن خلالها تغيير سلوكياتهم وتصرفاتهم، ويجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم؛ مما يمكنهم من بناء أساسات قوية في شخصياتهم، تعينهم على أمور حياتهم المستقبلية، وترتقي بذواتهم وعلاقاتهم بمن حولهم، وتساعدهم ليكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم في شتى الأمور.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/403741195470.jpg
الخوف من العقاب يترك الطفل مندهشاً من ردة الفعل
ويخطئ الكثير من الآباء فيظنون أنّ أسلوب التحفيز لا يؤتي ثماره، ولن يؤدي دوره بفعالية، متناسين أنّه المهم أن يلتزموا بالصبر، خاصةً عندما يكون ابنهم عنيداً، فكثيراً ما يستخدم الآباء أسلوب التحفيز فيؤتي ثماره مرة، ثم بعد ذلك يعود الطفل إلى سلوكه السيئ، فيستاء الأب من هذا السلوك، ويخاطب نفسه بأنّه السبب في صدور هذا السلوك لأنّه عامله باللين، ويتخذ قراراً أنّ "هذا الولد لا يصلح معه إلاّ العصا"، فيعود بعد ذلك الأب إلى الأسلوب المعتاد في تربية الأبناء بالضرب، وعندها يستقر عند الطفل أنّ هذا الأسلوب التحفيزي ما كان إلاّ مجرد طفرة لن تتكرر من والده، فيعود إلى عناده، خاصةً وأنّ بعض الآباء ييأس من هذا الأسلوب التحفيزي فور التصادم مع أول مشكلة بعد التحفيز.
د. عبدالله العباد
مفهوم فلسفي
وأوضح "د. عبدالله بن حمد العباد" -أستاذ السياسات التربوية بجامعة الملك سعود- أنّ العقاب فلسفة ومفهوم وأهداف، فإذا كان الأب والأم غير مدركين لتلك الفلسفة والمفهوم فإنّ العقاب يصبح شيئاً أخر لا صلة له بالتربية الوالدية، مشيراً إلى أنّ ردع الأطفال عن السلوك الخاطئ يتطلب من الوالدين تعلماً، وفهماً، لمدلولات العقاب، ومن ثم أساليبه ومستوياته، مبيّناً أنّ العقاب فلسفة، ومفهوم، وآلية من اللازم أن يتعلمها الوالدان قبل الشروع في بناء الأسرة، أو على الأقل قبل الشروع في إنجاب الطفل الأول.
الاستثمار في الأبناء
وقال إن معرفة الهدف من تكوين الأسرة يتحدد على ضوئه تُبنى قيم كثيرة، من ضمنها أساليب التحفيز والردع الأسري، وإذا كان من الأهداف العظيمة في الأسر الواعية هو الاستثمار في الأبناء؛ فإنّ مسألة العقاب والثواب تصبح لدى هذه الأسرة مشروعاً يستند على العلم والدراية، حيث تستخدم فيه أفضل الأساليب التي تضمن تحقيق هدفها الاستثماري، مبيّناً أنّ مفهوم التحفيز والعقاب يتغير تبعاً لذلك، حيث يصبح هذا المفهوم مرتبطاً بالانجاز وإحسان العمل أكثر من ارتباطه بالمنع والتأديب، ويصبح الأب والأم معنيين بالتصالح مع أبنائهم، وذلك بالتعرف على إمكاناتهم وطموحاتهم، ومن ثم اختيار أو ابتكار أساليب للتشجيع، والتحفيز، والمنع، أكثر جدوى وأقل نسبة خطأ.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/290880840967.jpg
العنف يصنع من الطفل شخصاً مضطرباً ومهزوز الشخصية
أسباب العقاب
وأضاف أنّ أسباب العقاب تختلف من أسرة إلى أخرى، ومن طفل إلى آخر، إلى جانب اختلاف الظروف والمواقف، وعلى الرغم من وجود الكثير من الآباء والأمهات ذوي الطموحات العالية، إلاّ أنّ هناك أميّة تربوية واسعة، تسيطر على مسار العلاقات داخل بعض الأسر في المجتمع؛ مما يعني أنّ هناك خللاً يتمثل في نقل التربويات الجيّدة عبر الوالدين إلى الأبناء، وهذا الخلل لا يزول إلاّ برفع هذه الأمية التربوية، معتبراً أنّها مسؤولية مجتمع.
وعي تربوي
وأشار إلى أنّ قائمة التحفيز والعقوبات طيف واسع متنوع، فإذا كثرت خياراته عند الوالدين دلّ على الوعي التربوي، مبيّناً أنّ اساليب العقاب فن وعلم يُكتسب ويتعلمه الآباء والأمهات من خلال القراءة، والاستشارة، وحضور الدورات، وورش العمل التربوية، فمن الضرورات التربوية أن يفكر الوالدان قبل معالجة الخطأ عند ابنائهم، فيستخدمون المناسب من الأساليب عن دراية ووعي، موضحاً: "العقاب مفهوم له تفسيرات كثيرة، وقطعاً ليس من أهمها العقاب البدني، بل إنّ العقاب البدني يأتي في آخرها، بضوابطه القانونية والشرعية، التي تخفى على الكثير فيستخدمونه في غير محله وبصورته المشوهة".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/764680982009.jpg
العقاب ليس حلاً دائماً ولا يساعد على حل المشكلة
التحفيز قبل العقاب
وقال: "التشجيع والتحفيز على السلوك المرغوب يجب أن يسبق العقاب على السلوك غير المرغوب بمراحل، كما أنّه من حق الطفل أن يعرف المبرر الذي من أجله استحق العقاب، وأن نتعامل معه بكونه ذكياً، مفكراً، ومكتشفاً بارعاً، وإدراك الآباء والأمهات لهذا الأمر عن أطفالهم يسهل مهمتهم التربوية، إلى جانب أنّ للعقاب مستويات بحسب المرحلة العمرية للطفل، والدافع للخطأ، وظروف المكان والزمان، ومن الضروري أن لا يُحدث ذلك شرخاً في العلاقات، ولا بد من الفصل بين الطفل وسلوكه، فالمزج بين الشخصية والسلوك يعتبر خطأ يجب أن لا يقع فيه الآباء، إلى جانب التغافل قدر الامكان عن الأخطاء الأُولى، فكثير من سلوكيات أبنائنا إمّا أنّها بغير قصد، أو من دون علم، أو لأنّ الطفل لا يفرق كما يفرق الكبار بين الخيال والواقع".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/618710475105.jpg
التحفيز يغرس المبادئ والقيم عند الأطفال
ممارسات تربوية
وأضاف: "على الوالدين أن يمارسا تعديل سلوك أبنائهم بصيغة تربوية بناءة، وهناك العديد من الأفكار والممارسات التربوية الآمنة، مثل التربية بالحب التي تختصر مسافات في التحفيز للسلوك الجميل ومنع الخاطئ، فالطفل يحتاج إلى الحب كحاجته للأكل والنوم، ويسعى إلى إرواء هذه الحاجة، إلى جانب التربية بالبديل وإحلال السلوك الجيّد مكان الخاطئ؛ بصرف انتباه الطفل عن الفعل غير المرغوب، فمثلاً عندما يرتكب الطفل الخطأ بالكتابة على جدارالغرفة، فإذا قلت له لا ترسم على الجدار فأنت تثبت الهالة والتركيز على الخطأ، لكن عليك أن تقول له ارسم على الكراسة ثم تعال لنعلقها سوياً على الجدار".
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/713854149584.jpg
المكافأة المالية قد تؤثر في الطفل نفسياً (أرشيف «الرياض»)
تعديل السلوك
وأشار إلى أنّ المكاسب الأبوية من الممارسات التربوية الآمنة متعددة، ولا بد من اكتشافها، من خلال إرساء القواعد للضبط داخل المنزل يعرفها الجميع، وباسلوب بسيط وايجابي يوضح السلوك المرغوب وغير المرغوب، إلى جانب التصحيح بأن نلزم الابن باصلاح ما أفسده وزيادة، والزيادة المعنية هي المقدور عليها وغير المجهدة؛ بهدف تعليم الطفل الصواب والخطأ، وتعويده على السلوك المرغوب فيه، مبيّناً أنّ هذا الاسلوب أبسط أنواع تعديل السلوك تطبيقاً، ويعتبر أسلوباً تربوياً جيداً، بشرط أن لا يقترن بالعنف والزجر.
مثلث عاطفي
واعتبر "د. العباد" أنّ المثلث العاطفي من الطرق التربوية الفاعلة لمواجهة الأخطاء والتوتر داخل الأسرة، مبيّناً أنّ هذه الطريقة تطبق على مستويين: أولهما عند حدوث السلوك غير المرغوب فيه من أحد افراد الأسرة، حيث يبدأ شخصان "ضلعان" بتركيز الاهتمام نحو المخطئ، ليكملا معه المثلث من أجل إخماد التوتر الذي يعاني منه، وعدم تركه وحيداً يستفرد به سلوكُه الخاطئ، والثاني أنّ المثلث العاطفي مفيد لاستباق حدوث الأخطاء أو السلوك غير المرغوب من أي أفراد الأسرة، وهنا يُنظر إلى أنّ كل مشكلة داخل الأسرة يتواجد فيها ثلاثة أشخاص، يمثلون مثلثاً متساوي الأضلاع في الحالة الصحية المتوازنة، فالابن المراهق يمثل أحد الأضلاع، والأسرة الضلع الثاني، والضلع الثالث فهم الأصحاب أو الأقران، فإذا اقترب الابن من ضلع الأصحاب وابتعد عن ضلع الأسرة يصبح المثلث "قائم الزاوية"، ويكون المنزل مكاناً للأكل والنوم فقط! وهنا يصبح لدينا مؤشر للقلق الوالدي بأن هناك خطأ يحدث، أو أنّه على وشك الحدوث فلننتبه!
المشاركة الجماعية في التحفيز تترك أثراً إيجابياً على سلوك الطفل مستقبلاً
وقال: "إيقاع العقاب البدني ليس من الخيارات المطروحة أمام المربي، خاصةً في أمور العلاقات المعتادة داخل الأسرة"، معتبراً ضرب الأطفال اعتداء وخطيئة، إذا كان على الوجه أو في الأماكن الحساسة، ويجدر بالأب والأم العقلاء أن لا يكون خيارهم التربوي الضرب، خاصةً في ظل توفر أساليب ناجحة لتعديل السلوك الخاطئ.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/076398217216.jpg
فضول الطفل يدفعه لاستكشاف ما حوله
*د. رجاء: يجب تحديد السلوك ومعرفة أسبابه قبل العقاب
قالت "د. رجاء عمر باحاذق" -أستاذ مساعد بقسم التربية ورياض الأطفال بجامعة الملك سعود-: "تزداد حاجة الأطفال إلى الحب والحنان بعد تمام عمر السنتين، ويحتاجون أكثر إلى الثقة وتدعيم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وكلما كبر أطفالنا يزداد فضولهم الى استكشاف العالم من حولهم، ومن ثم الوقوع في الأخطاء، ومن المهم التفاهم والتحاور معهم، وفهمهم أنّ هذا السلوك خطأ عندما يقعون فيه هو جزء من بناء شخصية الطفل وتنشئته الاجتماعية هو بناء الحوار معه، ومن الضروري معرفة متى نعاقب الطفل على السلوك غير السوي، وما هو السلوك الخاطئ من وجهة نظرنا ومتى ندعم ونعزز السلوك الإيجابي".
وأضافت: "علينا أن نترك الطفل يعبر عن انفعالاته ومشاعره، ونتساءل: لماذا لجأ الطفل إلى هذا السلوك؟ هل شاهد أحد من أفراد العائلة أو تعلمه من أقرانه؟ وهل هي المرة الأولى أم أنّه هناك عدة مرات؟ وعلينا أن نتذكر أنّ هناك علاقة مباشرة بين مشاعر الأطفال وبين تصرفاتهم، ومن الضروري ملاحظتهم وتحديد السلوك غير المرغوب فيه، وعلينا أن نصف سلوك الأبناء الراشدين بعبارات واضحة وصريحة ونبعد عن اللغة الطفولية، فهم أكثر ذكاءً منا، ولا بد أن نسأل الطفل عن المشكلة، ومساعدته على التعبير عنها؛ مما يعطي الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره ومشكلته.
وأشارت إلى أهمية تبادل الأدوار مع الطفل وضرورة الصبر معهم، وعدم استعجال النتائج، مشددةً على أهمية التوقف عند تصرف الطفل بسلوك غريب، مثل الضرب أو تكسير ألعابه أو رميها على الآخرين، حيث من الضروري أن يحدد الوالدان المشكلة، وأن يكونوا صارمين مع الطفل، ويمنعوه من إيذاء الاخرين، من خلال الجمع بين الحزم واللطف، وتبادل الحوار معه، مع تقديم بدائل عن سلوكه غير السوي، مؤكّدةً على ضرورة توقف الوالدين بالتفكير أنّ هذا الطفل لديه مشكلة ويحتاج إلى تقويم، وعليهم أن يشاركوا الأطفال في تعديل سلوكهم، بذلك يكونوا قد أعطوهم الأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة في حل المشكلة.
http://s.alriyadh.com/2013/04/04/img/826074863213.jpg
الاحتفاء بالطفل يحفزه على تعزيز سلوكه الإيجابي
*د. العقيل: تنويع المحفزات يضمن «تعديل السلوك» والثقة في النفس
قال "د. محمد بن عبدالعزيز محمد العقيل" -مرشد أسري-: "التحفيز هو أي حدث يعقب الاستجابة للسلوك، ويزيد من احتمالية حدوثه وتكراره، فهو يستهدف السلوك التكيّفي السوي المرغوب فيه، وله نوعان: أحدهما تحفيز إيجابي، وهو إضافة حدث سار كنتيجة لسلوك ما؛ مما يؤدي لتقوية السلوك، ويسمى ذلك الشيء الذي نضيفه تحفيزا إيجابيا، كالثناء على البنت عند تأديتها لوظيفتها المنزلية، والاخر تحفيز سلبي، مثل سحب واستبعاد حدث منفر كنتيجة لسلوك سلبي ما؛ مما يؤدي لتقوية السلوك، ويكون ذلك بتخفيف مدة منع استخدام الآي باد، نتيجة انضباط الابن، وحسن سلوكه".
وأضاف:"من أهم الأسباب التي تجعل الوالدين يعطون محفزات لأطفالهم الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهم ما يجب التنبيه عليه هنا أنَّ التربية عبادة، والعبادة تقبل بإخلاص النية لله تعالى واتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهناك أساليب كثيرة للتحفيز، من أهمها التحفيز الذاتي، والذي يستند على رؤيتهم لأنفسهم بأنّهم قادرون على الإنجاز والعطاء، ويستطيع أولياء الأمور أن يساهموا وبشكل كبير في ذلك، وتعزيز الثقة بالنفس، فالتحفيز الذاتي يحتاج إلى الثقة، والأولاد الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم أقدر على تحفيز أنفسهم، ومواجهة التحديات التي قد تعترض طريقهم, وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ أنّ هذا النوع من التحفيز الذاتي الداخلي مستمر، ويتوقد لا ينقطع حتى وإن فقد التحفيز الخارجي".
وأشار إلى أنّ التحفيز المعنوي يكون بإظهار الحب والاحترام، إلى جانب المحفز القولي كشكر الولد على فعله الحسن، والدعاء له، ومدحه في وجهه وأمام زملائه وأصدقائه وأهل بيته، إضافةً إلى المحفز الفعلي كأن يضمّ الابن أو الابنة إذا أحسنا، أو بالتصافح، أو تقبيل الجبين، أو الإشارة بالإعجاب والشكر، أو بابتسامة المعجب الراضي, لافتاً إلى أن المحفز المادي له مكانته عند الأبناء كأن تُقدِّم له هديَّة يحبها، أو كان يتمنى اقتناءها يوماً ما، فإنَّ للهدية تأثيرا إيجابيا وتحفيزا جميلا للأولاد، منوهاً بأهمية تحفيز الوالدين بعضهما البعض امام الأبناء على السعي والنجاح، حيث أنّهم في محل اقتداء لأطفالهم.
د. محمد العقيل
وأضاف أنّ للتحفيز دورا كبيرا في تعديل السلوك؛ إذ أنّ النفس البشرية مجبولة على حب التشجيع والتحفيز، فإذا استخدم بشكل صحيح أدى إلى ثمار جميلة في تعديل السلوك، مبيناً أنّ مجرد الانتباه إلى أهمية نظرة الأولاد لأنفسهم وأثرها الذاتي يفتح أمامهم مجالات واسعة لتطوير هذا التحفيز؛ مما يجعل الحاجة إلى التحفيز والتشجيع من الحاجات النفسية التي يجب على الأسرة تلبيتها، كما أنّ عليهم أن يبحثوا عن الرابط المميز الذي يتكون بين المنتمين إليها، منوهاً بأنّ التحفيز إذا كان مستمراً وبشكلٍ دائم يفقد معناه، ولكن للأب والأم التنويع بين المحفزات عند ظهور سلوك يحتاج إلى تحفيز.
وأشار إلى عدة أمور مهمة في التحفيز، حيث أنّ هناك بعض الأمهات والآباء يحسنون اللوم والعتاب والنقد، ولا يدعون الفرصة تفوتهم في القدح، إلاّ أنَّهم بخلاء جداً في المدح، فتجد أولادهم يحسنون عشرات المرات وقلوبهم متعطشة لجملةٍ ثناء، أو دعاء، أو مدح بحب وصفاء، ولا يجدون شيئاً من ذلك البتَّة! وإن أخطأوا في المرة الأولى من أعمالهم انهالت عليهم ألفاظ التوبيخ والتقريع، وكلمات اللوم، معتبراً ذلك جناية يجب علينا أن نخشى الله فيها، فهم يحتاجون إلى التشجيع أكثر من تحملهم للترويع.