عالي راسي
14-04-2013, 12:43 AM
الموهبة سر الجمال والصحة ..
ومفتاح الصبر الجميل
http://www.alukah.net/Books/Files/Book_209/Cover/Cover.jpg
عبير النحاس
قالت لها متعجِّبة من تشابُه الأحداث في قصتيهما:
• رأيتِ صورتي، فهل هناك تَشابه بين وجْهينا كما تشابَهت حكايتانا؟
• لا للأسف.. فما زلتِ تحتفظين بجمالك ونَضارتك، وقد ذَبُلت أنا ونحَلت، وفارقني جزء لا يستهان به من البَهاء.
كان هذا حديثًا بين صديقتين كان لهما معًا أحداث قَصص متشابِهة، بدأتْ في زواج غير متكافئ، واستمرَّت تحت نِير ظُلم رجلين متشابهين، وانتهت بقرار متشابه أيضًا، وهو الطلاق بعد صبر دام واستمر لوقت قارَبَ العشرين عامًا.
لن أخوضَ في تفاصيل الحكاية أو الحكايتين، فما يُهِمني هنا هو الحالة التي خرجت بها كل منهما من تجرِبتها والفارق بينهما.
فقد بدت الأولى جميلة نَضِرة، أنيقة مرِحة، وبدتِ الثانية باهتة ذابلة رُغم ملامحها التي تشي بجمال أصيلٍ، ورُغم أناقتها الباهرة.
فما الذي صنع هذا الفرق؟
لقد كان الفارق في تلك الحياة والاهتمامات التي عاشتْها كلٌّ منهما، وهي تخوض غِمار تجرِبتها المؤلمة، وهنا مكمن القضيَّة.
كانت الصديقتان تمتلِكان موهبةً واحدة، أما الأولى فقد بدأت بممارستها بعد سنوات قليلة من الزواج، أدركتْ من خلالها أنها يجب أن تُنمِّي تلك البذرة الجميلة الساكنة في رُوحها، وأنها لن تتغلَّب على شقاء أيامها بلا هدفٍ تعيش لأجله، وبلا موهبة تُنسيها وتأخذها من أجواء منزلها وحياتها الكئيبة المُضنية، فكان أن وضعتْ موهبتَها في المَقام الأول، وتمسَّكت بها بعد أن وجدت أثرها المُبهِج والذي يُخفِّف عنها حِدَّة ما كانت تلقاه، ووجدت كذلك أثرَها في شفاء أوجاع رُوحها، وكذلك أوجاع البدن التي تُسبِّبها الأحزان والآلام والهموم والمتاعب.
أما الصديقة الثانية، فقد استسلمتْ لأوجاعها وأمراضها، واستكانت لها ووجدت بها ملاذًا آمنًا يُريحها من الاستمرار في تلك الحياة الصعبة، فكان أن زادت الأوجاع والأمراض، وذَبُل الحُسنُ والبهاء، وقد عرفت هذا بعد أن اتَّخذت قرارَها بأن تبدأ برحلة الموهبة بعد الطلاق، ووجدت لها ذلك الأثر الجميل في مداواة رُوحها، لكن كان قد فاتها الكثير.
كل المواهب رائعة:
بداية لنُدرِك جميعًا أن كل المواهب رائعة، لو أحسَن المرء استخدامها وتوجيهها والانتفاع بها، فمن موهبة الكتابة، والرسم، والتأليف، والتدوين، إلى موهبة الكروشيه، والتريكو، وإعادة تصنيع التوالف، والنحت، والخزف، والنسج، والتصوير، وتصميم المجوهرات، وصناعة الإكسسوارات، إلى موهبة الخياطة، وتصميم الأزياء، والتطريز، ومواهب صناعة الحلويات والأطعمة، وغيرها.. وغيرها من المواهب الساحرة، وليس من تَمايُز بينها في أثرها الشافي والمُسعد إلا في مدى ما نبذُل لأجل تعلُّمها وإتقانها.
ستنسيك الهموم:
من تجرِبتي وتجرِبة صاحبتنا، أُدرِك، وتُدرِك، وستدركن مثلنا يومًا: أن الهواية تُنسينا الكثير من الهموم، وتسحب طاقاتنا السلبية، وتُعيننا على النهوض من جديد، وتُكسِبنا مشاعر إيجابيَّة رائعة لإنجازنا المبهِج، ولانشغالنا بها عن الهموم.
قد ترفع من قدْرك:
الكثير من القصص تتحدَّث عن أولئك الذين عرفوا هواياتهم وتعرَّفوا عليها، وقاموا بتنميتها وتدعيمها بالمعلومات والأدوات، ونجحوا في الوصول إلى مراتب راقية في المجتمعاتِ والعالَم، ومنهم مَن بلَغ قائمة أغنى أغنياء العالم، ومنهم مَن تصدَّر قوائم المشاهير.
هي علاج لكل طفل مزعِج:
من خلال عملي في التدريس، ومن خلال اطِّلاعي كأم على ممارسة أطفالي وتلامذتي لهواياتهم، وجدتها تُهذِّب الكثير من سلوكهم العنيف، وتَمنحهم ابتساماتٍ رائعةً، وهدوء أعصاب يُثير التعجب في بعض الأحيان.
فهيا إلى مواهبنا:
نبحث عنها، نكتشفها، ننمِّيها، نمارسها بانتظام، ومن ثم نستمتِع بالنتائج.
ومفتاح الصبر الجميل
http://www.alukah.net/Books/Files/Book_209/Cover/Cover.jpg
عبير النحاس
قالت لها متعجِّبة من تشابُه الأحداث في قصتيهما:
• رأيتِ صورتي، فهل هناك تَشابه بين وجْهينا كما تشابَهت حكايتانا؟
• لا للأسف.. فما زلتِ تحتفظين بجمالك ونَضارتك، وقد ذَبُلت أنا ونحَلت، وفارقني جزء لا يستهان به من البَهاء.
كان هذا حديثًا بين صديقتين كان لهما معًا أحداث قَصص متشابِهة، بدأتْ في زواج غير متكافئ، واستمرَّت تحت نِير ظُلم رجلين متشابهين، وانتهت بقرار متشابه أيضًا، وهو الطلاق بعد صبر دام واستمر لوقت قارَبَ العشرين عامًا.
لن أخوضَ في تفاصيل الحكاية أو الحكايتين، فما يُهِمني هنا هو الحالة التي خرجت بها كل منهما من تجرِبتها والفارق بينهما.
فقد بدت الأولى جميلة نَضِرة، أنيقة مرِحة، وبدتِ الثانية باهتة ذابلة رُغم ملامحها التي تشي بجمال أصيلٍ، ورُغم أناقتها الباهرة.
فما الذي صنع هذا الفرق؟
لقد كان الفارق في تلك الحياة والاهتمامات التي عاشتْها كلٌّ منهما، وهي تخوض غِمار تجرِبتها المؤلمة، وهنا مكمن القضيَّة.
كانت الصديقتان تمتلِكان موهبةً واحدة، أما الأولى فقد بدأت بممارستها بعد سنوات قليلة من الزواج، أدركتْ من خلالها أنها يجب أن تُنمِّي تلك البذرة الجميلة الساكنة في رُوحها، وأنها لن تتغلَّب على شقاء أيامها بلا هدفٍ تعيش لأجله، وبلا موهبة تُنسيها وتأخذها من أجواء منزلها وحياتها الكئيبة المُضنية، فكان أن وضعتْ موهبتَها في المَقام الأول، وتمسَّكت بها بعد أن وجدت أثرها المُبهِج والذي يُخفِّف عنها حِدَّة ما كانت تلقاه، ووجدت كذلك أثرَها في شفاء أوجاع رُوحها، وكذلك أوجاع البدن التي تُسبِّبها الأحزان والآلام والهموم والمتاعب.
أما الصديقة الثانية، فقد استسلمتْ لأوجاعها وأمراضها، واستكانت لها ووجدت بها ملاذًا آمنًا يُريحها من الاستمرار في تلك الحياة الصعبة، فكان أن زادت الأوجاع والأمراض، وذَبُل الحُسنُ والبهاء، وقد عرفت هذا بعد أن اتَّخذت قرارَها بأن تبدأ برحلة الموهبة بعد الطلاق، ووجدت لها ذلك الأثر الجميل في مداواة رُوحها، لكن كان قد فاتها الكثير.
كل المواهب رائعة:
بداية لنُدرِك جميعًا أن كل المواهب رائعة، لو أحسَن المرء استخدامها وتوجيهها والانتفاع بها، فمن موهبة الكتابة، والرسم، والتأليف، والتدوين، إلى موهبة الكروشيه، والتريكو، وإعادة تصنيع التوالف، والنحت، والخزف، والنسج، والتصوير، وتصميم المجوهرات، وصناعة الإكسسوارات، إلى موهبة الخياطة، وتصميم الأزياء، والتطريز، ومواهب صناعة الحلويات والأطعمة، وغيرها.. وغيرها من المواهب الساحرة، وليس من تَمايُز بينها في أثرها الشافي والمُسعد إلا في مدى ما نبذُل لأجل تعلُّمها وإتقانها.
ستنسيك الهموم:
من تجرِبتي وتجرِبة صاحبتنا، أُدرِك، وتُدرِك، وستدركن مثلنا يومًا: أن الهواية تُنسينا الكثير من الهموم، وتسحب طاقاتنا السلبية، وتُعيننا على النهوض من جديد، وتُكسِبنا مشاعر إيجابيَّة رائعة لإنجازنا المبهِج، ولانشغالنا بها عن الهموم.
قد ترفع من قدْرك:
الكثير من القصص تتحدَّث عن أولئك الذين عرفوا هواياتهم وتعرَّفوا عليها، وقاموا بتنميتها وتدعيمها بالمعلومات والأدوات، ونجحوا في الوصول إلى مراتب راقية في المجتمعاتِ والعالَم، ومنهم مَن بلَغ قائمة أغنى أغنياء العالم، ومنهم مَن تصدَّر قوائم المشاهير.
هي علاج لكل طفل مزعِج:
من خلال عملي في التدريس، ومن خلال اطِّلاعي كأم على ممارسة أطفالي وتلامذتي لهواياتهم، وجدتها تُهذِّب الكثير من سلوكهم العنيف، وتَمنحهم ابتساماتٍ رائعةً، وهدوء أعصاب يُثير التعجب في بعض الأحيان.
فهيا إلى مواهبنا:
نبحث عنها، نكتشفها، ننمِّيها، نمارسها بانتظام، ومن ثم نستمتِع بالنتائج.