خفجاااويه
30-04-2013, 02:38 PM
شفاعة الملك عبدالله للعفو عن القصاص..«أحياها حباً» بين الجميع
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/180796259859.jpg
الملك عبدالله مواسياً وداعياً ومثمناً تنازل أهل الدم لوجه الله أولاً ثم تقديراً لشفاعته
إعداد- د.أحمد الجميعة
أخذ منّا صادق دعواتنا، وإحساس قلوبنا.. وكل ما فينا من صدق، وحب، ووفاء، وما تبقى من روح، وفرح، وأمنيات.. وارتمينا مع كل ذلك الإحساس الجميل في أحضانه قلباً، وإنساناً، وقائداً عظيماً، ووجدنا فيه ما كنّا نحلم، وأراد فينا ما كان يتطلع إليه:"العفو والتسامح"، و"حب الخير".
"عبدالله بن عبدالعزيز"..أوفى الرجال، وأنبلهم، وأصدقهم، وأكثرهم حضوراً في القلب والعقل معاً.. تسمو بك النفس عالياً، والفؤاد غالياً، والعيون شاخصة؛ حين تراك قدوة في الطريق، وإضاءة نور وسط زحام تعلوه أدخنة الوجع، والألم، والخوف..وبين ممرات الحياة الصعبة التي لم تترك لنا الباب مفتوحاً إلاّ بحضورك، ووقوفك..
"عبدالله بن عبدالعزيز"..لم تعودنا الأماني أن تتحقق بدونك، ولا التحديات أن نتجاوزها في غيابك، ولا الطموح أن يمضي وحيداً من دون أن يطير بجناحك.. أنت بالنسبة لنا روح، ونبض، وحياة..ومنهج نتعلّم منه كيف نمضي؟، وإلى أين؟، ومع من؟، حيث تتناثر آمالنا وطموحاتنا مع كل طريق علّمتنا كيف نصل إليه، وليس فقط نتواجد فيه..
علمتنا بفعلك، وسمو أخلاقك، وأصالة قيمك، و"قلبك الصادق" و"نيتك الطيبة" أن العفو والتسامح هي من شيم النفوس التي لا تنكسر خوفاً، أو كُرهاً، أو ظُلماً، وإنما تتنازل لوجه الله أولاً؛ طمعاً فيما عنده، ورجاءً بما وعده، وهي هنا تعتز، وتفاخر؛ بأنها تركت شيئا لله ليعوضها الله خيراً منه..
"عبدالله بن عبدالعزيز"..حينما تقف شفاعتك أمام أبٍ منكسر، وأم تبكي فراق ابنها، ويتيم ينادي في ظلمة الليل..أبي، أبي..وأرملة فقدت أغلى من تحب..وإخوان وأخوات..حينما تقف شفاعتك أمام هذه المشاعر المتعبة، والمثقلة بالأوجاع، وألم الفراق، والحزن الذي امتلأت به الصدور شهيقاً، والتعب زفيراً.. مع كل ذلك يصل مبعوثك حاملاً شفاعتك للعفو عن من قتل ابنهم لوجه الله تعالى، ووجاهتك تطلب السماح، وصدقك يصافح قلوباً باكية..مواسياً، وداعياً بالحسنى.. ومع كل ذلك يعلنونها في دقائق معدودة..عفونا لوجه الله ثم لشفاعة الملك عبدالله..يعلنونها ونفوسهم راضية، وقلوبهم مطمئنة من دون أن يضغط عليهم أحد، أو يزايد معهم..ولكن يبقى حب "عبدالله بن عبدالعزيز" سببا بعد الله في قبول شفاعته؛ فهو أب للجميع، ولا يرده أحد تقديراً له ملكاً وإنساناً وقائداً حصدنا معه أجمل أيام ربيعنا منجزاً، وتنويراً، وأخلاقاً.
"ندوة الثلاثاء" تناقش هذا الأسبوع لجنة شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعفو عن القصاص، حيث نتحدث مع عضوين مؤثرين فيها، هما: الشيخ ضاري بن مشعان الجربا، والشيخ محمد بن سعد الماجد، إلى جانب مشاركة عدد من أولياء الدم ممن تنازلوا لوجه الله ثم لشفاعة "عبدالله بن عبدالعزيز".
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/909243311687.jpg
المشاركون في الندوة أكّدوا على ضرورة توعية المجتمع من خطر حمل السلاح «عدسة: عليان العليان»
فعل الخير
بدايةً أكد الشيخ "ضاري بن مشعان الجربا" أن غاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من شفاعة طلب العفو في قضايا القصاص هي فعل الخير، وطلب الأجر من الله، والإصلاح بين رعيته، والصلح فيما بينهم، وتعزيز وحدة المجتمع، ونشر ثقافة التسامح والعفو بين أفراده، إلى جانب التقليل من حوادث القتل، من خلال توعية المجتمع بخطورة ذلك، وأثره على النفس المؤمنة، وتأثيره على حياة الناس.
وقال:"الملك عبدالله يعدّ مدرسة عظيمة في قضايا عتق الرقاب، ولديه مقولة كثيراً ما يرددها عبر وسائل الإعلام أنّ هؤلاء الشعب هم أبناؤه وبناته، وإن قتل أحدهم كأنما قتل أحد أبنائه، وإن حكم على أحدهم بالقصاص فقد حكم على أحد أبنائه، وإن ذهب أحدهم لا يريد أن يذهب الآخر".
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/877062110143.jpg
الأمير تركي بن عبدالله حاضراً بين أهل الدم طمعاً في التنازل من دون إكراه
وعي المجتمع
وأضاف الشيخ "الجربا" أنّ خادم الحرمين الشريفين حين يشفع في قضايا العتق من القصاص فإنّه يريد أن ينمي في المجتمع حب العفو، الذي يعدّ من الأمور العظيمة التي يحبها الله -سبحانه وتعالى-، وقد جاء في الحديث: "إنّ الله يحب العفو"، وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس بالدعاء العظيم "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"، الذي نردده جميعاً في صلواتنا وعباداتنا، خصوصاً في شهر رمضان والليالي التي نتحرى فيها ليلة القدر، ومن هذا المنطلق نجد الملك عبدالله -حفظه الله- أحب العفو، ويريد أن يشيعه بين الناس، فإذا عفا الناس في الأمور الكبيرة كالدماء فمن باب أولى أن يعفوا في الأمور الأصغر منها بكثير، ولذلك دائماً يدعو للتسامح في القضايا السياسية، فما بالكم بالأمور الخاصة بين أفراد شعبه الكريم.
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/180796259859.jpg
الملك عبدالله مواسياً وداعياً ومثمناً تنازل أهل الدم لوجه الله أولاً ثم تقديراً لشفاعته
إعداد- د.أحمد الجميعة
أخذ منّا صادق دعواتنا، وإحساس قلوبنا.. وكل ما فينا من صدق، وحب، ووفاء، وما تبقى من روح، وفرح، وأمنيات.. وارتمينا مع كل ذلك الإحساس الجميل في أحضانه قلباً، وإنساناً، وقائداً عظيماً، ووجدنا فيه ما كنّا نحلم، وأراد فينا ما كان يتطلع إليه:"العفو والتسامح"، و"حب الخير".
"عبدالله بن عبدالعزيز"..أوفى الرجال، وأنبلهم، وأصدقهم، وأكثرهم حضوراً في القلب والعقل معاً.. تسمو بك النفس عالياً، والفؤاد غالياً، والعيون شاخصة؛ حين تراك قدوة في الطريق، وإضاءة نور وسط زحام تعلوه أدخنة الوجع، والألم، والخوف..وبين ممرات الحياة الصعبة التي لم تترك لنا الباب مفتوحاً إلاّ بحضورك، ووقوفك..
"عبدالله بن عبدالعزيز"..لم تعودنا الأماني أن تتحقق بدونك، ولا التحديات أن نتجاوزها في غيابك، ولا الطموح أن يمضي وحيداً من دون أن يطير بجناحك.. أنت بالنسبة لنا روح، ونبض، وحياة..ومنهج نتعلّم منه كيف نمضي؟، وإلى أين؟، ومع من؟، حيث تتناثر آمالنا وطموحاتنا مع كل طريق علّمتنا كيف نصل إليه، وليس فقط نتواجد فيه..
علمتنا بفعلك، وسمو أخلاقك، وأصالة قيمك، و"قلبك الصادق" و"نيتك الطيبة" أن العفو والتسامح هي من شيم النفوس التي لا تنكسر خوفاً، أو كُرهاً، أو ظُلماً، وإنما تتنازل لوجه الله أولاً؛ طمعاً فيما عنده، ورجاءً بما وعده، وهي هنا تعتز، وتفاخر؛ بأنها تركت شيئا لله ليعوضها الله خيراً منه..
"عبدالله بن عبدالعزيز"..حينما تقف شفاعتك أمام أبٍ منكسر، وأم تبكي فراق ابنها، ويتيم ينادي في ظلمة الليل..أبي، أبي..وأرملة فقدت أغلى من تحب..وإخوان وأخوات..حينما تقف شفاعتك أمام هذه المشاعر المتعبة، والمثقلة بالأوجاع، وألم الفراق، والحزن الذي امتلأت به الصدور شهيقاً، والتعب زفيراً.. مع كل ذلك يصل مبعوثك حاملاً شفاعتك للعفو عن من قتل ابنهم لوجه الله تعالى، ووجاهتك تطلب السماح، وصدقك يصافح قلوباً باكية..مواسياً، وداعياً بالحسنى.. ومع كل ذلك يعلنونها في دقائق معدودة..عفونا لوجه الله ثم لشفاعة الملك عبدالله..يعلنونها ونفوسهم راضية، وقلوبهم مطمئنة من دون أن يضغط عليهم أحد، أو يزايد معهم..ولكن يبقى حب "عبدالله بن عبدالعزيز" سببا بعد الله في قبول شفاعته؛ فهو أب للجميع، ولا يرده أحد تقديراً له ملكاً وإنساناً وقائداً حصدنا معه أجمل أيام ربيعنا منجزاً، وتنويراً، وأخلاقاً.
"ندوة الثلاثاء" تناقش هذا الأسبوع لجنة شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعفو عن القصاص، حيث نتحدث مع عضوين مؤثرين فيها، هما: الشيخ ضاري بن مشعان الجربا، والشيخ محمد بن سعد الماجد، إلى جانب مشاركة عدد من أولياء الدم ممن تنازلوا لوجه الله ثم لشفاعة "عبدالله بن عبدالعزيز".
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/909243311687.jpg
المشاركون في الندوة أكّدوا على ضرورة توعية المجتمع من خطر حمل السلاح «عدسة: عليان العليان»
فعل الخير
بدايةً أكد الشيخ "ضاري بن مشعان الجربا" أن غاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من شفاعة طلب العفو في قضايا القصاص هي فعل الخير، وطلب الأجر من الله، والإصلاح بين رعيته، والصلح فيما بينهم، وتعزيز وحدة المجتمع، ونشر ثقافة التسامح والعفو بين أفراده، إلى جانب التقليل من حوادث القتل، من خلال توعية المجتمع بخطورة ذلك، وأثره على النفس المؤمنة، وتأثيره على حياة الناس.
وقال:"الملك عبدالله يعدّ مدرسة عظيمة في قضايا عتق الرقاب، ولديه مقولة كثيراً ما يرددها عبر وسائل الإعلام أنّ هؤلاء الشعب هم أبناؤه وبناته، وإن قتل أحدهم كأنما قتل أحد أبنائه، وإن حكم على أحدهم بالقصاص فقد حكم على أحد أبنائه، وإن ذهب أحدهم لا يريد أن يذهب الآخر".
http://s.alriyadh.com/2013/04/30/img/877062110143.jpg
الأمير تركي بن عبدالله حاضراً بين أهل الدم طمعاً في التنازل من دون إكراه
وعي المجتمع
وأضاف الشيخ "الجربا" أنّ خادم الحرمين الشريفين حين يشفع في قضايا العتق من القصاص فإنّه يريد أن ينمي في المجتمع حب العفو، الذي يعدّ من الأمور العظيمة التي يحبها الله -سبحانه وتعالى-، وقد جاء في الحديث: "إنّ الله يحب العفو"، وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس بالدعاء العظيم "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"، الذي نردده جميعاً في صلواتنا وعباداتنا، خصوصاً في شهر رمضان والليالي التي نتحرى فيها ليلة القدر، ومن هذا المنطلق نجد الملك عبدالله -حفظه الله- أحب العفو، ويريد أن يشيعه بين الناس، فإذا عفا الناس في الأمور الكبيرة كالدماء فمن باب أولى أن يعفوا في الأمور الأصغر منها بكثير، ولذلك دائماً يدعو للتسامح في القضايا السياسية، فما بالكم بالأمور الخاصة بين أفراد شعبه الكريم.