المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غــــــــــربــه الأيـــام


غرربه
02-05-2013, 03:38 PM
اليوم حابة انزل لكم رواية اماراتية جنااااااااان
للكاتبة ظنون
غربـــــــــة الأيــام
للكاتبة: ظنــــــــون
الجزء الأول
انفتح باب الطوارئ بعنف ودش مبارك بسرعة وهو ما يعرف وين يروح.. ثيابه كانت كلها دم وكان رافض كل محاولات الطاقم الطبي اللي في الاسعاف انهم يداوون الجرح الفظيع اللي في ايده اليمين.. التفت بعيونه اللي كانن حمر من الخوف والصياح في ارجاء المكان ويوم شاف ابوه واخوانه واقفين عند اخر الممر ركض لهم وقال بصوت متقطع: وين.. وينهم؟؟
اطالعه ابوه بحزن .. ما يعرف شو يقول لولده اللي تأخر عنهم في مكان الحادث.. وفي النهاية قرر وقال: ناصر بعدهم ما طلعوه من العناية..
مبارك (بخوف) : ونجلا ومهاوي؟؟
نزل بو مبارك عيونه وسكت.. وتدخل ظاعن اخو مبارك وقال: الحمدلله بخير .. ودوهم غرفهم..
ارتاح مبارك.. ورد يسأل:
وناصر ليش في العناية؟؟
بومبارك: بيطلعونه ان شالله.. بس يبون يطمنون عليه.. خل ايمانك بالله قوي يا ولدي واصبر وادعي له..
غمض مبارك عيونه وقال في داخله.. " الا ناصر.. يا رب خذني انا ويتم ناصر.. يا رب.. بعده ياهل حرام يروح.. حرام.."
مبارك كان بعده مب مستوعب اللي صار.. او كيف استوى الحادث.. كل اللي يعرفه انه مرته وبنته وولده اتأذوا .. وثلاث اشخاص في السيارة الثانية ماتوا في هالحادث المشئوم .. كله بسبته هو..
ولا إراديا نزلت دموعه ويلس تحت على الارض وغطى عيونه بإيده اللي كلها دم وابتدى يصيح بصوت عالي..
قبل يومين..
وقفت مظيفة الطيارة عند الستارة اللي تفصل الدرجة الاولى عن غرفة الكابتن وقالت: الرجاء الانتباه.. بعد دقيقتين تصل الطائرة لمطار دبي الدولي.. رجاءاً اربطوا حزام الامان واغلقوا كل الالات الالكترونية.. نتمنى ان تكونوا استمتعتم برحلتكم معنا .. ويسر طيران الامارات ان يقترح عليكم الاقامة في فندق الميريديان وشكرا..
انتبهت ليلى على صوت امها تقعدها أول ما اعلنوا انه الطيارة وصلت البلاد.. كانت تعبانة والرحلة طويلة من لندن لدبي.. واخوانها ما سكتوا مول من يوم طارت الطيارة وهم يسولفون ويضحكون ويا ابوها ..
ابتسمت ليلى لأمها وقالت: وصلنا؟
كلثم: هى وصلنا .. ياللا ربطي الحزام الحين بتنزل الطيارة..
ليلى: ان شالله..
ربطت ليلى الحزام وابتسمت وهي تسمع حشرة اخوانها الخمسة وابوها اللي كانوا يالسين حذالهم..الدرجة الأولى كانت حقهم هم بس عشان جذي كانوا ماخذين راحتهم .. وقفت امها ويلست اصغر عيالها خالد اللي عمره سنتين على الكرسي وربطت له الحزام.. وضحك خالد ببراءة وهو يتحراها تلاعبه.. فباسته كلثم ويلست على كرسيها وربطت الحزام.. وتريت الطيارة تنزل.. كانت متولهة على البيت وتبا توصل بأسرع وقت بس ريلها بومحمد يبا يبات الليلة في دبي وباجر يروح العين وهذا اللي كان مظايجنها.. بس بعد لازم كلثم تفكر ببنتها ليلى اللي بتعرس عقب شهرين وهاذي فرصتها عشان تسير تفصل فساتينها في دبي..
ليلى عمرها 20 سنة.. جمالها هادي واللي يميزها عيونها الوسيعة الناعسة وشعرها الاسود الطويل.. وهي مخطوبة لحميد بن دلموج اللي ابوه من اعز ربع ابوها .. وبتعرس عقب شهرين وتوها رادة ويا اهلها من لندن اللي راحت لها عشان تتزهب لعرسها.. كانت تموت في خطيبها وما يهمها انه مب من مستواهم وهالخرابيط.. وعادي عندها انه ابوه مب تاجر وريال على قد حاله.. أهم شي انه حميد اللي يشتغل مهندس في اتصالات.. ريال ما ينعاب ويحبها ..
أول ما نزلت الطيارة.. وقف ابوها وشل بنته أمل اللي عمرها 3 سنين و اللي كانت تعبانة من الرحلة وتصيح ..
أمل: بابا!!!
أحمد: ها بابا..
أمل: بطني يعورني..
أحمد: ياللا الحين بنسير الفندق وبترقدين..
حطت أمل راسها على كتف ابوها وغمضت عيونها من التعب.. ورقدت..
مايد: أبويه ياللا ننزل بسرعة..
أحمد: اصبر بنزل الاغراض..



مايد اللي عمره 12 سنة واللي مطلع قرون لكل حد في بيتهم كان مب قادر يتريى ويبا ينزل بسرعة من الطيارة وأول ما بطلوا لهم الباب ركض يبا يطلع بس محمد كان اسرع منه ويوده من ايده ويره صوبه..
محمد (بنبرة حادة): وين ناوي تروح حظرتك؟
كانت نبرة صوته ونظرته نفس ابوه يوم يكون معصب واطالعه مايد بعصبية لأنه دوم يحاول يتحكم فيه..
مايد: ما يخصك انت..
محمد: اصبر لين نطلع كلنا واطلع ويانا.. عن الخبال واللقافة..
التفت محمد على اخته ليلى وشاف سارة متعلقة في عباة امها اللي كانت شالة خالد في حظنها وشكلها بتصيح وليلى تحاول تهديها.. وأبوهم كان يبطل الادراج اللي فوق عشان ينزل شنطته ..
ابتسم مايد وحس بالاثارة.. هذا هو الجو اللي يعيبه.. جو الفوضى والحشرة عشان يقدر يزوغ بكيفه ويرتبش بطريقته الخاصة.. بس اخوه العود محمد اللي عمره 18 سنة دوم يخرب عليه مخططاته..
محمد: ميود سير ساعد امايه وليلى.. شوف كيف سارونا متعلقة فيها وهي بروحها حالتها حالة..
مايد: لا والله؟ عندها ليلوه بتساعدها..
مايد كان مب متفيج يجابل سارة.. عنده شغل اهم.. مطار دبي بكبره يترياه عشان يكتشفه على كيف كيفه.. مب قادر يصبر عشان ينزل من الطيارة.. ما عنده وقت يضيعه..
انقهر محمد من مايد وقبضه من ايده ووداه عند امه وقال: لا تتحرك من هالبقعة الا ويا امايه فاهم؟
وراح محمد عنه عشان يساعد ابوه وبطرف عينه شاف ليلى يالسة تحاول تقنع سارة بشي مخوفنها.. ومايد أول ما راح عنه محمد ركض صوب الباب بسرعة وكان أول واحد طلع من الطيارة ..
أما ليلى فكانت متلعوزة ويا سارة اختها الصغيرة اللي عمرها 4 سنين..
ليلى: ياللا عاد لا تستوين سخيفة.. مستحيل اطيحين من الطيارة..
اطالعتها سارة بخوف وقالت: بطيح.. ما بنزل..
أشرت ليلى على ابوها اللي كان الحين طالع من باب الطيارة وقالت: شوفي باباه؟ عادي ما ستوى به شي.. ياللا عاد حبيبي ساروه عن الدلع.. تعالي بيسيرون عنا.. بيردون العين..
ابتسمت ليلى عشان تقنعها وكانت بروحها تعبانة ومصدعة ومالها بارض حق دلع سارة اللي ما يخلصون منه.. بس سارة كانت صج خايفة انها تنزل من الطيارة وبدت تصيح بصوت عالي.. كل مرة يركبون او ينزلون من الطيارة تسوي لهم نفس المناحة..
يوم سمعت كلثم بنتها تصيح التفتت لهم وقالت: شو السالفة ليلى؟ ياللا سارو عنا خل ننزل عشان باجي خلق الله ينزلون..
مظيفين الطيارة كانوا واقفين عند الباب يبتسمون لهم بأدب بس واضح انهم يبونهم يطلعون.. وبسرعة!!!
ليلى: الانسة سارة خايفة..
تنهدت كلثم وقالت: شليها حبيبتي شو بنسوي بعد.. سارة دومها جذي.. تخاف من الاماكن الغريبة ومن الناس الغرب..
شلتها ليلى وباستها كلثم على خدها وقالت: لا تحاتين حبيبي.. هالطيارة قوية ما بنطيح منها..
سارة: أنا بتعلق في ليلى..
ليلى: هههههه هى تعلقي فيني عدل.. أوكى؟ لا تهديني لو شو ما استوى..
سارة (تبتسم): زين..
في هاللحظة طل عليهم ويه احمد من باب الطيارة وقال: وينكم؟
كلثم: ياللا يايين الحين..
وطلعت هي وليلى وسارة وخالد من الطيارة ويا احمد ودشوا المطار عشان يخلصون اجراءاتهم.. ورغم حشرة اليهال وربشة مايد اللي مب راضي يقر مكان واحد.. بس ليلى كانت سرحانة في عالمها الخاص .. كانت تفكر بخطيبها حميد اللي من شهر ما شافته وتبتسم.. ما كانت تتوقع في يوم انه يخطبها.. ولا كانت تفكر فيه .. بس يوم خطبها حبته.. ومن زياراته القليله لبيتهم عرفت عنه شغلات وايده وحست بعمرها قريبة وايد منه.. كانت تحلم بمستقبلها وياه.. ومن الحين مخططه انه عيالها بيكونون فوق العشرة وكل واحد اختارت له اسم يتناسب مع اسم حميد.. تبا عايلتها تكون كبيرة نفس اللي تعودت عليه في بيت ابوها..
التفتت كلثم على ليلى وشافتها سرحانة ومبتسمة وعرفت انها تفكر بحميد.. كانت مستانسة عشان ليلى ومب مصدقة انه بنتها العودة بتعرس عقب شهرين وبتروح بعيد عنها.. بس هذا نصيبها انها تعيش في بوظبي وهي ما بتخرب عليها..
في هاللحظة اطالعهم أحمد وقال: خلاص الشنط عطيتهم للهندي يوديهم عند الباركنات .. ياللا حميد يتريانا برى عن نبطي عليه. .
ابتسمت ليلى ودق قلبها بقو.. ما كانت تتوقع انه حميد ياي ياخذهم .. ويوم طلعوا كان حميد يترياهم ويا دريولهم إشفاق.. وسلم عليهم وانقسموا مجموعتين.. مجموعة ركبت ويا اشفاق والمجموعة الثانية ويا حميد وراحوا الفندق عشان يريحون من السفر ..


وفي السيارة اللي يسوقها اشفاق.. كانت أمل راقدة على ريول ليلى وسارة يالسة حذالها ويا مايد ومحمد يالس جدام..
مايد كان يطالع ملامح سارة ويبتسم بخبث.. سارة الكل يعرف انها هادية ورغم انها ياهل بس ما ينسمع لها صوت ابدا وكله تلعب بروحها.. ما ترمس حد في البيت الا امها وابوها.. واحيانا تتفاعل ويا ليلى.. بس مايد يحب يأذيها ..
مايد: ساروه... انتي وايد تشبهين ابويه..
اطالعته سارة بسرعة وصدت عنه وهي مب مهتمة بكلامه..
مايد : والله وايد تشبهينه..
ليلى: ميود اسكت عن البنية شو تبا فيها؟؟
مايد: انزين انا ما قلت لها شي..
ورد مرة ثانية يرمس سارة: تعرفين ساروه؟ يوم بتكبرين بتمين تشبهين ابويه..
هالمرة ردت عليه سارة وقالت: بابا حلو..
مايد (اللي استانس انها تفاعلت وياه): أدري.. باباه واااااااااااايد حلو.. بس انتي تشبهينه..
سارة: عااااااااااااااادي..
مايد: هاهاههاااااي.. عادي في عينج.. لأنج تشبهينه، يوم بتكبرين بتطلع لج لحية شراته..
بطلت سارة عيونها ع الاخر من الخوف واطالعت ليلى اللي كانت تطالع مايد بنظرة حادة..
ليلى: لا تصدقينه.. مايد جذاب..
سارة (بخوف.. وهي تيود ويهها): لحية لاء..
ليلى: حبيبتي فديت روحج انتي بنت ما بتطلع لج لحية..
سارة: مايد قال..
مايد كان يظحك بانتصار ومحمد يطالعه من جامة السيارة ويقول: انته متى بتيوز عن حركاتك الماصخة؟
مايد: ما يخصك انت حد كلمك؟؟
ما رد عليه محمد لأنهم وصلوا الفندق ونزلوا ومشوا ورا ابوهم وامهم وحميد اللي كانوا متجدمينهم..
وفي الفندق .. حميد كان حاجز لهم سويت كامل.. محمد ومايد في غرفة، سارة ويا ليلى وأمل.. وخالد
ويا امه وابوه في غرفة بروحهم.. وحميد خذ له غرفه في الطابق الثالث..
دشت كلثم غرفتها هي واحمد ورقدت خالد على الشبرية وابتسمت لريلها..
كلثم: غاوي هالفندق.. حليله حميد ما قصر..
أحمد: حميد دومه ما يقصر .. الحمدلله اللي رزق ليلى بريال شراته..
كلثم: الحمدلله..
أحمد: بتصل بعبدالله وبخبره انا وصلنا..
كلثم: هو قايل انه بيكون في دبي اليوم .. شوفه اذا موجود خله يمر علينا.. ولهنا عليه..
أحمد: اصبري بدق له وبشوف..
اتصل احمد بأخوه الصغير والوحيد عبدالله وخبره انهم وصلوا دبي ..
عبدالله: ماشالله وصلتوا؟ الحمدلله ع السلامة..
احمد: الله يسلمك يا بوحميد.. تعال لنا نحن في الفندق الفلاني..
عبدالله: بس أنا في العين..
احمد: انته قايل انك الاسبوع بطوله بتيلس في دبي..
عبدالله: لا خلاص تأجل الشغل للاسبوع الياي..
أحمد: اها.. انزين طرش البشاكير البيت عشان ينظفونه..
عبدالله: خلاص ان شالله .. وامايه بتطرش لكم غدا باجر لا تعبون عماركم..
أحمد: تسلم يا خوي وسلم ع الوالدة خبرها انا بنمرها باجر العشا..
عبدالله: ان شالله.. ياللا تامرني بحاية؟
أحمد: تسلم يا بو حميد ما تقصر ..
عبدالله: في امان الله..
أحمد: مع السلامة..
بند أحمد عن اخوه وغصبن عنه سرح بفكره بعيد..
عبدالله ..رغم انه عمره 43 سنة.. بس بعده مصر انه ما يتزوج وعايش على ذكرى زوجته نورة اللي ماتت في شهر العسل.. من 20 سنة.. ورغم انه الكل حاول يقنعه بالزواج وأمه كل يوم تعرض عليه بنية بس بعده ما لقى اللي تشغل تفكيره وتنسيه نورة..
أحمد: تعرفين يا كلثم.. بحاول اقنع عبدالله انه يعرس..
كلثم: ما بيقتنع.. خلاص عبدالله تعود انه يعيش بروحه..
أحمد: بس حرام املاكه وثروته بتسير لمنوه؟؟ لعيالي انا؟
كلثم: وانته ما تبا هالشي..؟
أحمد: لا ماباه.. الحمدلله مطاعمي ومحلات المجوهرات اللي عندي وتجارتي الثانية تكفينا وزيادة..
كلثم: بس مصير بيزاته بتكون لعيالنا.. يا أحمد عبدالله ما بيعرس.. خلاص الريال كبر..
أحمد: عمره الريال ما يكبر ع العرس.. وانا هالمرة ما بهده الا وانا متأكد انه اقتنع بالفكره..
كلثم (تتنهد): على هواك يا بومحمد..
طلع احمد الصالة وشاف عياله متيمعين ويطالعون التلفزيون..
أحمد: انتوا ما تعبتوا؟؟ ياللا سيروا غرفكم وارقدوا.. باجر ورانا درب العين..
محمد: ان شالله ابويه..
مايد: بس انا مب تعبان.. عادي اخذ لفة في الفندق؟
أحمد: باجر الصبح نش من وقت وانا وياك بنلف الفندق بكبره رباعة خلاص؟
ابتسم مايد ابتسامة صفرا وقال: خلاص اوكى..
بس أول ما دخل أبوه غرفته طلع مايد وركض للدري بسرعة.. مستحيل يفوت على عمره فرصة انه يستكشف بروحه ومن دوم مراقبة محمد وابوه.. وليلى ما كان لها نفس تيوده لأنها تعرف مايد شيطان وبيلعوزها..
عقب ما سار ابوهم يرقد.. دش محمد غرفته وأمل رقدت على القنفة في الصالة وسارة يلست ويا ليلى يكملون الفلم .. كانت ليلى تفكر وتذكر عمرها باجر تكتب قائمة بالناس اللي تبا تعزمهم على عرسها عشان تحدد كم عدد البطاقات اللي بتسويهم.. وفي هاللحظة سمعت حد يدق الباب وقامت تبطله .. واحمرت خدودها من المستحى يوم شافت حميد واقف عند الباب وهو بروحه استحى يوم شافها .. كان متوقع انه عمه هو اللي يبطل له الباب.. بس استانس يوم شاف ليلى..
حميد: هلا والله.. الحمدلله ع السلامة ليلى..
ليلى (وهي منزلة راسها): الله يسلمك.. تفضل..
دش حميد ويلس في الصالة وتلفت حواليه وهو يسألها: عيل عمي وعمتي وينهم؟
ليلى: دشوا يرقدون ..
حميد (يبتسم وهو متشجع): زين والله .. على الاقل حصلت فرصة ايلس وياج بروحي..
ليلى حست انه خدودها تحترق وسارة كانت تطالعها وتضحك .. وراح لها حميد وشلها ..
حميد: في شي يضحك آنسة سارة؟؟
حميد كان يتخبل ع اليهال ويحب يلعب ويا سارة وأمل .. وهم كانوا يموتون فيه وخصوصا أمل اللي تعتبر ليلى امها الثانية وحميد استوى هاليومين شرات ابوها..
حميد: سارونا شفتي المهرج؟
تغيرت ملامح سارة واعتفس ويهها... كانت تخاف من شي اسمه مهرج.. وكله بسبة افلام الرعب اللي تشوفها ويا ليلى..
سارة: مهرج؟؟ وينه؟
جاوبت ليلى عن حميد بسرعة: في السجن.. بعيييييييد هناك في بوظبي.. وما بيخلونه يظهر ابدا..
كانت ليلى متأكدة انه سارة ما بتطلع من الغرفة اذا درت انه في مهرج تحت في اللوبي..
اطالعها حميد وهو يبتسم ولاحظ انه سارة بعد ارتاحت ملامح ويهها وقال: سوري ما كنت اعرف انها تخاف من المهرجين..
ليلى: سارونا تخاف من كل شي تقريبا..
حميد: ما تبين تتمشين في الفندق.. ؟
ليلى: الحين؟
حميد: هى الحين.. لا يكون تخافين مني؟؟
ليلى (بخجل): لا اكيد لا..
حميد: ياللا عيل البسي عباتج وانا بترياج هني..
سارونا كانت تراقبهم وهم يرمسون..
ليلى: بناخذ سارونا ويانا..
حميد: أكيد بناخذها..
ابتسمت سارة وشلت ليلى أمل وودتها الغرفة عشان ترقد براحه هناك ولبست عباتها وطلعت ويا خطيبها واختها الصغيرة..

غرربه
02-05-2013, 04:04 PM
في العين.. وبالتحديد في بيت عبدالله بن خليفة، كان عبدالله توه راد من المقهى وراح البيت عشان يخبر أمه انه احمد وعياله وصلوا من لندن لأنها كانت تحاتيهم..
عبدالله ريال طويل وعريض.. وسيم جدا وابتسامته تحبب خلق الله كلهم فيه.. ورغم انه عمره 43 سنة.. بس ملامحه تخلي اللي يشوفه يتحراه بعده في الثلاثين.. ريال ناجح يملك اكبر شركات المقاولات في الدولة بكبرها.. توفى ابوه يوم كان عبدالله صغير وترك له هو وأخوه أحمد ثروة كبيرة عرف عبدالله كيف يستغلها ويستثمرها.. واستقل بنفسه وأسس له شركة مقاولات بروحه لأنه أخوه ما يحب عوار الراس وصدعة المقاولين والعمال والمهندسين..
بس رغم البيزات اللي عنده.. يظل عبدالله الريال المتواضع الرائع اللي كل حد يحبه.. حتى العمال اللي يشتغلون عنده في العزبة عمره ما فكر انه يتكبر عليهم.. مبدأه في الحياة واضح.. الناس كلهم عنده سواسية وما في فرق من بينهم.. معروف عنه في الأوساط التجارية انه أي شي تلمسه أصابعه يتحول لذهب.. من كثر ما كان حظه حلو في الحياة وفي التجارة .. الكل وده يتعامل وياه وكل الشباب يطالعونه بتقدير واحترام وودهم يكونون شراته..
بس محد قدر يوصل له ومحد قدر يكسر حاجز الصمت والعزلة اللي يعيشها عبدالله.. محد قدر يكسب حبه ويشغل باله غير العزبة وشغله.. وخصوصا عزبته اللي يعشقها بجنون .. ويحس انه بينه وبينها ترابط روحي كبير جدا.. هالارض ترمز لاشيا وايده في حياته.. ترمز لأحلامه اللي ماتت وذكرياته اللي ضاعت .. هالارض.. يحبها عبدالله اكثر من روحه حتى..
عبدالله من العين.. وعاش حياته كلها يتنقل بين العين وليوا .. من زود حبه لهالعزبة كان يسير لها قد ما يقدر واذا عنده شغل ياخذه وياه ويخلصه في ليوا عشان يقدر يشرف على المزرعة من هناك.. وكل ما سافر او ابتعد عن ليوا.. كان يدفعه لها شوق غريب وماله حدود يخليه اول ما يرد يروح لها قبل حتى لا يروح العين ويرتاح..
" عبدالله؟"
ابتسم عبدالله وهو يسمع صوت امه من داخل الصالة .. من عشرين سنة وامه ساكنة هني وياه في البيت.. بالتحديد .. من يوم ما ماتت مرته نورة باللوكيما.. يات امه وعاشت عنده عشان تطلعه او تنقذه من الكآبة اللي كان غرقان فيها..
عبدالله: السلام عليكم ..
ام احمد: وعليكم السلام والرحمة.. شو موقفنك عند الباب تعال ايلس في الصالة..
عبدالله: احمد اتصل وقال انهم وصلوا البلاد..
ام احمد (تبتسم): ماشالله وصلو؟ الحمدلله .. والله اني كنت احاتيهم.. هالطيايير ما منهن امان..
عبدالله: الله يهديج يا ام احمد انتي شو ما تحاتين؟
ام احمد: وليش ما احاتيه ؟؟ ماشالله بيته متروس يهال ..
عبدالله (يبتسم): اها.. ردينا لهالسالفة..
ام احمد (بنبرة حادة): ليش احنا خلصنا منها اصلا؟؟ متى بتودر عنادك هذا وبتعرس؟؟
ابتسم عبدالله بحزن.. تذكر نورة.. يوم ماتت.. لأول مرة في حياته.. حس عبدالله انه منحوس... وحزن على موتها حزن فظيع أكبر من حزن الام اللي تفقد طفلها.. كانت نورة صغيرة.. يا دوب كملت 17 سنة.. كانت امله في الحياة ما درى انه بيفقدها بهالسهولة..
ظل عبدالله فترة طويلة حبيس هالبيت.. ما يعرف أي شي عن العالم الخارجي.. ما يتذكر ياكل ولا يحب يتعامل ويا أي حد.. دفن كل احلامه معاها .. كره البيت وكان ما يطلع من غرفته.. ما يقدر يتجول في الغرف اللي هي بنفسها اختارت اثاثها.. ما يقدر يتخيل كيف ممكن تكون حياته لو انها بعدها عايشة وتحبه وتهتم فيه.. وبعد فترة يت امه وطلعته من الحزن اللي معيش عمره فيه.. لأنها حست انه يحتاجها..
وعقب ما ماتت نورة.. انقطع عبدالله عن عمه تماما.. ما كان يقدر يشوفه.. كل ما يشوف عيونه .. يتذكر الحزن ويتذكر نورة.. ويستعيد كل ذكرياته.. كان شي صعب بالنسبة له وقرر يبتعد عنهم .. وحتى عقب فترة يوم زاره عمه وقال له انه بيزوجه بنته الصغيرة اخت نورة.. رفض عبدالله هالشي نهائيا وقال له مستحيل اتزوج عقب نورة.. خل هالشي في بالك..
بعد فترة.. تعود عبدالله على حياته ومرت السنوات بسرعة وعبدالله يبني شركته ويكبرها واندمج في مشاريعه لدرجه خلته مدمن على الشغل ما يهمه شي في الدنيا غير انه يشتغل ويكبر شركته ويرضي امه وبس.. محد يتدخل في حياته.. حتى اخوه احمد ماله سلطة عليه وكل اللي يسأله ليش ما عرس يطنشه عبدالله وما يرد عليه..
الحقيقة انه ولا بنت قدرت تجذب اهتمامه وتخليه يحبها.. مهما كانوا البنات اللي عرفهن حلوات وبنات عرب وناس.. بس محد وصل لمكانة نورة ولا وحدة منهن قدرت تمحي ذكراها من باله.. لين الحين يذكر ضحكتها وصوتها وهي تشهق يوم كان يراويها الاثاث اليديد اللي اختارته عقب ما ركبوه في الغرف .. البيت بناه حقها .. كان رمز لحبه لها وعقب ما ماتت.. خلاص ما عاد يعني له أي شي.. عبدالله كان يحس انها بعدها مرته وانه يخونها يوم يفكر بغيرها.. احساس غريب خلاه يعتزل الحريم ويتم عايش في وحدته.. المرأة الوحيدة اللي في حياته هي أمه وبس..
وكانت أمه يوميا تكلمه عشان يعرس.. وهو يحاول يتهرب بكل الطرق..
ام أحمد: عبدالله؟.؟!! ويديييه.. جم مرة بزقرك عشان ترد عليه..
عبدالله: هههههه اسمحي لي الوالدة .. والله سرحت بفكري شوي..
ام احمد: مب جذه عادة .. زقرتك اكثر عن مرة..
عبدالله: تراني شيبت احينه خلاص ما اسمع..
ام أحمد: شيبت وبعدك ما عرست ..
عبدالله: انا شيبة.. منو هاي اللي بترضى بي.. ؟
ام أحمد: مية الف وحدة تتمناك انت بس اشر وانا بخطب لك اللي تبغاها..
عبدالله: بس انا مابا اعرس.. مب محتاي لحرمة..
ام أحمد: والله انك رفعت لي الضغط ويبت لي القلب والسكري بعنادك هذا..
عبدالله: هههه بسم الله عليج يام احمد.. لا تفاولين على عمرج جي هب زين..
ام احمد: يا ولدي انته مب صغير.. يبالك حرمة تييب لك عيال يورثونك من بعد عمر طويل ان شالله..
عبدالله: عيال أحمد هم اللي بيورثوني..
ام أحمد (بنبرة حادة): محد بيورثك غير عيالك يا عبدالله طيع الشور وخل عنك العناد..
سكت عبدالله عنها.. أمه ما كانت تعرف انه خايف.. خايف اذا رد يحب أي وحدة كثر ما حب نورة.. تبتعد عنه او تموت.. فرحته كانت بحساب عشان جذي كان خايف.. يخاف يفرح ويخاف انه يطمن لمستقبله.. ما يبا يخسر أي حد مرة ثانية خلاص.. عبدالله ما صدق يتخلص من الم موت زوجته... مستحيل اييب لعمره الم ثاني يديد ويفتح لعمره جرح كبير ثاني..
عبدالله: يا امي انا تعودت على هالعيشة خلاص عشت عمر بروحي.. ما بسير اييب لي حرمة تخرب عليه عيشتي.. عندي الشركة والعزبة وعندي احمد وعياله وعندي امي الله يخلي لي اياها.. شو ابا من الدنيا بعد؟
ام احمد: تبا حرمة وعيال.. محد ما يبا هالشي
ضحك عبدالله وهو يطالع امه اللي كانت تمثل انها معصبة بس هو يعرف انها ما تروم تزعل منه .. عبدالله يموت في امه رغم انها كل يوم تهزبه وتعامله على انه بعده صغير.. بس ويهها الحين يبين انها كانت صج تحاتيه..
ام أحمد: عيل باجر ان شالله بنسير نشوف احمد وعياله..
عبدالله: هى انا قلت له انه عشاهم علينا نحن ..
ام أحمد: زين سويت.. بسير اخبر تاميني وماريا عشان يسيرن باجر الصبح ينظفن البيت..
عبدالله: زين امايه.. وانا بتصل في المحامي.. عندي صفقة مهمة ابا اخذ رايه فيها..
ام احمد: زين ابويه..
قامت ام احمد عشان تشوف البشاكير وابتسم عبدالله بحنان وهو يطالع خطوات امه البطيئة والثجيلة بسبب كبر سنها.. وتنهد وهو يفكر بالمشروع اللي شاغل باله من اكثر من اسبوع وقرر يرمس المحامي سهيل عنه اخيرا.. واتصل به بعد تردد كبير..
عبدالله: السلام عليكم ورحمة الله
سهيل: وعليكم السلام والرحمة .. شحالك يا عبدالله؟
عبدالله: الحمدلله بخير وسهالة انته شحالك وشحال اهلك؟
سهيل: الحمدلله ربي يعافيك..
عبدالله: يا سهيل اريدك تتأكد لي من مشروع يديد داش فيه..
سهيل: منو صاحب المشروع ووين بيكون..؟
عبدالله: اتصل بي تاجر من دبي اسمه علي بن يمعة .. تعرفه؟
سهيل: لا والله ما اعرفه.. بس بسأل عنه وبخبرك باللي اعرفه..
عبدالله: زين تسوي.. تراه اتصل بي وقال انه يباني اشرف ع الفندق اللي بيبنيه..
سهيل: شي طيب والله مبروك يا عبدالله تستاهل..
عبدالله: الله يبارك فيك بس انا بعدني ما رديت عليه..
سهيل: ليش عاد؟
عبدالله: اليوم في المقهى سمعت مبارك بن هادف يرمس ويقول انه يبا يشرف ع المشروع.. وكا نيرمس بصوت عالي جنه يبا يوصل لي الرمسة..
سهيل: وانته شعليك منه؟؟ تعرفه هذا توه صغير وما يفهم في الشغل.. ومسوي عمره يبا ينافسك وهو ما يروم ع شركتك ..
عبدالله: مب هذا اللي شاغل لي بالي.. الريال يوم دق لي قال انه انا اول واحد يعرض عليه المشروع.. عيل مبارك شدراه؟
سهيل: وانته تبا تظيع المشروع من ايدك عشان مبارك درى بالسالفة؟
عبدالله: مدري مب مطمن لعلي بن يمعة.. اسلوبه ويايه كان دفش شوي..
سهيل: هههههههه .. انزين ما عليك بنطلع هالدفاشة من عيونه بأسعارنا.. ولا يهمك..
عبدالله (بارتياح بسيط): خلاص.. رد عليه باجر وبكون فكرت في الموضوع وبخليك تتصل به وتتفاهم وياه..
سهيل: ان شالله ..
عبدالله: في امان الله
سهيل: مع السلامة..





عبدالله كان يكره مبارك بن هادف.. كان عدوه الوحيد في هالدنيا.. لكنه في نفس الوقت كان يحترمه.. مبارك ابتدى وهو مهندس صغير تخرج من الجامعة من دون أي امكانات مادية.. وبدا شغله كمهندس واسس عقب شركته الخاصة فيه.. يعني كافح كفاح فظيع عشان يوصل لمكانته ويجمع كل هالثروة.. ومع انه مبارك عمره بس ستة وعشرين سنة.. بس عبدالله يخاف منه اكثر من أي مهندس ثاني في الدولة كلها.. وكان يظارب ظرابة عشان ياخذ المشاريع قبل لا يستحوذ عليها مبارك..
كان معروف عن مبارك انه لسانه وصخ وعصبي لدرجة فظيعة وانه مسوي رعب لكل العمال اللي يبنون مشاريع زباينه .. ويشغلهم ساعات طويلة وينهكهم لأبعد الحدود..
بس بعد ربع عبدالله يقولون انه قلبه طيب والاهم عند عبدالله انه محترم وعمره ما تعامل بالغش.. وعشان جذي عبدالله يحترمه..
تذكر عبدالله الموقف اللي استوى له ويا مبارك في المقهى قبل اسبوع.. كان مبارك يالس ويا ربعه وعبدالله يالس ويا سهيل المحامي وويا ربيعه بونايع.. وسمع مبارك يرمس عن مشروع النادي الرياضي اللي شركته مسئولة عنه ..
مبارك: نحن تعاقدنا ويا مجموعة الصقر وهم بيتكفلون بالحديد والاسمنت وباجي المعدات..
عبدالله كان يسمعهم وساكت عنهم بس يوم طرى مبارك هالمجموعة بالذات.. ما قدر يسكت وبما انه طاولته كانت جريبة من طاولتهم التفت وقال له: اسمح لي يا مبارك انا سمعت اللي قلته عن مجموعة الصقر..
مبارك (وهو عاقد حياته): هى بلاهم؟؟
عبدالله: يا ولدي ما انصحك تتعامل وياهم .. هاذيلا لعوزونا في مشروع المركز التجاري السنة اللي طافت وايد يتأخرون في شغلهم..
اعتفس ويه مبارك.. كان في رايه انه عبدالله شايف عمره احسن عن الكل وما تحمل يسمع منه هالنصيحة: شوف يا استاذ عبدالله.. انا اعرف لشغلي زين واعرف اتعامل ويا منو..
عبدالله انصدم .. وسهيل كان بيرد على مبارك بس بونايع منعه..
عبدالله: انا ما قلت انك ما تعرف بس حرام اسمع ترمس وتقول انك بتتعاقد معاهم واسكت وانا اعرف انه شغلهم مب شي..
مبارك: مابا منك نصيحة ولا اباك تتدخل في شغلي.. ممكن؟
عبدالله (اللي احمر ويهه من القهر): على هواك .. واسمح لي..
مبارك (من دون نفس): مسموح.. ولا تحاول تتقرب مني.. انا احسن عنك وشركتي احسن عن شركتك وبخليك عقب سنتين بس من اليوم تبند شركتك وكل حد بيطلبني انا عشان انفذ مشاريعهم..
عبدالله ابتسم يوم سمع هالرمسة.. وقال : ليش عاد؟ ما يستوي نكون انا وياك في نفس المكان؟
مبارك: لا ما يستوي.. لازم وحدة من الشركتين تخسر..
عبدالله: خلاص انت اللي طلبت هالشي..

تنهد عبدالله وهو يتذكر هالموقف .. وقرر انه ياخذ مشروع الفندق لو على خسارته بس عشان يرد الحركة لمبارك.. ترى وايد شايف عمره على غيره.. وعقب دقايق وقف عبدالله وسار يشوف امه وين.. عشان يسولف وياها شوي قبل لا يسير يرقد..
------------------


ليلى كانت مستحية موت من حميد وهي تتمشى وياه عند المسبح اللي كان مزدحم ع الاخر.. وسارة اللي كانت آية من الجمال، كانت اجمل بمية مرة وهي مبتسمة ابتسامتها الهادية وتمشي حذال ليلى .. ووايد ناس كانوا يطالعونها ويعلقون على جمالها ووحدة اقتربت منهم وباستها وقالت لليلى: ماشالله بنتج قمر..
ليلى ابتسمت وشكرتها وما حاولت تصحح لها المعلومة.. فعلا سارة وأمل كانوا شرات بناتها لأنها هي اللي مربتنهم ويا امها.. وسارة كانت تحب ليلى لسبب واحد.. انه ليلى كانت نسخة مصغرة من امها كلثم .. وهاللي خلاها ترتاح لها اكثر..
مشوا ثلاثتهم ويلسوا على طاولة مجابلة للمسبح .. وابتسمت ليلى وهي تطالع خبال اليهال اللي يتسبحون..
حميد كان يطالعها ويبتسم ويوم انتبهت ليلى انه عيونه عليها.. استحت ونزلت عيونها..
حميد : تولهت عليج..
ليلى (بخجل) : أنا أكثر..
ابتسم حميد: عقب شهرين ما بسمح لج تغيبين عن عيني ولا ثانية.. تفهمين؟؟
ضحكت ليلى وحست انه ويهها يحترق.. وما عرفت وين تطالع فركزت على الوردة اللي حاطينها ع الطاولة.. وقالت بصعوبة: ما اعرف وين سار مايد؟؟
حميد: لا تشغلين بالج .. مايد ريال...
ليلى: الله يعين امايه عليه.. والله اني مستغربة منه.. محمد طلع وايد هادي وهو شياطين الدنيا كلها ميلسة فوق راسه..
حميد: بصراحة يا ليلى انا مايد هذا واااااايد احترمه.. يعني ما شالله عليه ما يخلي شي في خاطره.. اللي يباه يسويه على طول وبدون تردد..
ابتسمت ليلى وفي داخلها استانست انه حميد دافع عن اخوها..
حميد: شو تبين تشربين؟
ليلى: مابا شي .. سارونا حبيبي شو تبين؟
اطالعتها سارة بفرح وقالت: فراولة..
باستها ليلى على خدها .. سارة تموت في أي شي بنكهة الفراولة وطلب لها حميد عصير فراولة وطلب banana milkshake حقه هو وليلى..
وأول ما راح عنهم الجرسون فاجأهم مايد ويلس وياهم..
مايد: شو تسوون هني؟ وانتي ايه منو سمح لج تطلعين ويا حميد؟
ليلى تفاجأت واحمر ويهها.. وتمت تطالع مايد باستغراب.. كيف طلع لهم جي فجأة..؟ بس قبل لا يكمل هجومه قالت ليلى: وانته شو مطلعنك هالحزة؟؟ تباني اخبر عليك ابويه؟؟ والله لا يغسلك بالعقال..
ابتسم مايد ببراءة وقال: اختي حبيبتي .. هذا حميد خطيبج يحق لج تطلعين وياه انا شو يخصني؟؟
حميد: هههههههه هى جي اباك.. خلاص ما بنخبر عليك..
مايد: انزين اطلبو لي عصير والله اني بموت م نالعطش..
ليلى: بعطيك عصيري انا مالي نفس اشرب شي..
حميد: لا شو تعطينه عصيرج؟ انا باخذ لك عصير بس خل الجرسون يرد..
سارة: ميوودي شفت المهرج؟ (كانت حياتها تتعلق بهالسؤال .. وبتموت عشان تعرف الاجابة ومايد حاول انه يخوفها بس شاف النظرة الحادة اللي اطالعته بها ليلى وغير رايه)
مايد: أي مهرج.؟؟ انتي تخبلتي؟؟ ماشي مهرج هني.. المهرج بس في لندن..
ابتسمت سارة بارتياح وردت تراقب الاولاد اللي يلعبون في الحوض..
حميد: ها استاذ مايد؟؟ شو رايك بالفندق عقب ما تفقدت جميع اقسامه؟
مايد (بغرور): بصراحة.. اعطيه 7 من 10..
حميد: ههههههه أفاا!!!.. بس 7؟
مايد: هى ما عيبني.. ما فيه غير اربع مصاعد .. وعندهم دراجة نارية BMW يعرضونها في اللوبي.. وعندهم حوض سباحة واحد .. وملعب كرة طايرة وبنية حلوة يالسة تطالعني الحين .. (ابتسم مايد والتفتت ليلى وشافت بنية شقرا تطالع مايد من بعيد وتبتسم له)
حميد: هههههههه كل هذا وما عيبك الفندق..؟
مايد: مب من مستواي..
ليلى: احمد ربك انته يوم انه حصل لك الشرف ويلست فيه..
مايد: لازم بتدافعين عن الفندق.. ترى حميد اللي اختاره..
ليلى استحت وقفطت وما عرفت ترد عليه وحميد يلس يضحك عليها هو ومايد..
حميد: لا بصراحة مايد ماشالله عليك لفيت ع الفندق بكبره.. بس باجي مكان واحد..
مايد: أي مكان؟
حميد: المطابخ..
شهق مايد : هى والله .. نسيت تصدق؟ ليلوه عادي اسير؟
ليلى: لا وين تسير .. ؟؟ ماشي خلاص الحين حزة رقاد..
مايد: ليلى لا تحطمين فرحتي..
ليلى: ولا كلمة.. لا تناقشني..
حميد كان يطالعها ويبتسم .. ملامحها حلوة وايد وهي تحاول تمثل انها معصبة.. وحس بسعادة كبيرة لأنه الله رزقه بليلى.. وما يتخيل نفسه ويا أي وحدة غيرها في يوم من الايام.. او يتخيل انه يربط مصيره مع عايلة ثانية غير عايلة أحمد بن خليفة اللي صاروا مثل اهله وأكثر..
وعقب دقايق يلسوها وهم يسولفون عند المسبح، قامت ليلى واخوانها وخطيبها وكل واحد فيهم راح غرفته عشان يرقد..
الساعة ثمان الصبح، كانت ليلى بعدها راقدة.. بس حست انه حد متعلق في رقبتها ويوم التفتت شافت سارة مودرة شبريتها ومنخشة وياها تحت اللحاف ولاوية عليها بقو.. فابتسمت وشلت ايد اختها بكل هدوء عن رقبتها ونزلتها ع المخدة..
في هاللحظة قامت أمل ونزلت من على شبريتها ويت تركض وركبت على شبرية ليلى.. وانخشت وياها..
ليلى: ههههه .. تبين ترقدين؟
أمل (تبتسم بكسل): بردانة..
ليلى: تلحفي عدل.. بس خلاص الحين ماشي رقاد..
أمل: برقد شوي..
ليلى: فديت روحج والله.. ارقدي ..
غمظت أمل عيونها وهي مبتسمة ويت ليلى بتحط راسها عشان ترد ترقد.. لأنه الوقت كان مبكر وايد وماله داعي تنش من الحين.. بس الباب تبطل بقو ودش مايد.. وكان لابس ثيابه وجاهز حق الطلعة وكان شال خالد في ايده.. وخالد كان متظايج منه ويحاول ينزل عنه بأي طريقة..
نزله مايد و قال: سير عند امك الثانية..
خالد كان ويهه معتفس وركض بسرعة وتسلق الشبرية وشلته ليلى وهي تضحك وحطته في حظنها..
ليلى: شو مقعدنك من الحين..
مايد: انا ناش من الساعة ست واتصلت حقهم تحت عشان اييبون لنا ريوق وتريقت ويا محمد ..
ليلى: ماشالله شو هالنشاط؟
مايد: لا بس ابويه وعدني ينش من وقت ونلف انا وياه ع الفندق بس سواها وخانني..
ليلى: هههههه والله؟ ليش قوم امايه ما نشوا؟؟
مايد: لا بعدهم..
اطالعت ليلى خالد اللي كان يالس يلعب بالسلسلة اللي في رقبتها وقالت: عيل هالكتكوت منو طلعه من الغرفة؟
مايد: امايه نشت من نص ساعة.. عطتني خالد وردت ترقد..
ليلى: يحليلها اكيد هلكانة من السفر..
أمل كانت تطالعهم بكسل وسارة بطلت عيونها ويوم شافت مايد ابتسمت..
مايد (بخبث): أموله لوله.. تعالي عندي..
ابتسمت أمل وبينت الغمازات اللي في خدودها وقالت: لاء..
مايد: لوله حبيبتي تعاليييي..
أمل: لاء..
نش لها مايد ويلس يقرقطها وهي تضحك بصوت عالي وتزاعج.. وليلى تضحك عليهم.. خالد استغل الموقف وركب على ظهر مايد وقال: امبااع..
مايد: هههههه .. مسود الويه.. انا امباع؟؟ انزين براويك..
ليلى: لا والله ميود الا خلودي ..
وشلته ليلى بسرعة وحظنته عشان لا يقترب مايد منه فما لقى جدامه غير سارةيأذيها ووصل صوت ضحكهم وصراخهم للصالة وياهم محمد يشوف شو صار عليهم وضحك يوم شافهم معتفسين فوق شبرية ليلى..
محمد: والله انكم يهال..
مايد: محمد تعال ساعدني..
ابتسم محمد وردت له روح الطفولة اللي فيه وهجم على الشبرية عشان يساعد اخوه على خواته الصغار اللي ويههن احمر من الضحك .. وليلى كانت تضحك وياهم وتلعوز ميود ومحمد.. رغم انها بتعرس عقب شهرين وتعودت في البيت انها تلعب دور الام الثانية لاخوانها وتتحمل نص مسئولياتهم بس بعدها في داخلها طفلة وتحب سوالف اليهال وخبالهم..
عقب ما خلصوا من لعبهم طلع مايد ومحمد وخالد في الصالة يتريون البنات يلبسن ويطلعن وياهن.. ليلى دشت الحمام ويا أمل وسارة ووقفت على راسهن لين ما غسلن ويوههن وأسنانهن ولبستهن ثيابهن وتلبست هي بعد ويوم ظهرت الصالة شافت أمها وابوها يالسين يتريقون وتريقت وياهم..
مايد: أبويه ياللا متى بنظهر؟
أحمد: هههه انته بعدك ما نسيت؟
مايد: لا وين انسى ؟ انا من امس اترياك تظهرني حتى رقدت من وقت..
اطالعته ليلى بطرف عينها ورد لها مايد النظرة.. فابتسمت وسكتت ..
أحمد: ان شالله بنظهر.. بس ما تبون تيلسون في الجاكوزي شوي؟
شهق محمد: عندهم جاكوزي هني؟
مايد: وينه ما شفته؟
احمد: ههههههه في حمام غرفتنا .. بنيلس في الجاكوزي قبل وعقب بنظهر..
مايد: الله!!!!!! وناسة ..
محمد: ياللا ابويه الحين..
أحمد: ياللا. .
كلثم: شلوا خالد وياكم..
مايد: ما نبا يهال..
أحمد: بنشله ويانا هذا الاصل..
مايد: الحين هالمفعوص هو الاصل؟؟ ونحن؟
أحمد: هههههه انتوا تكملة عدد
محمد: أفااااااااااا.. قوية يابومحمد
ليلى: ومنو قال لك انه اسمه بومحمد.. ابويه بو ليلى
محمد: بو محمد غصبن عنج..
أحمد: بو محمد ولا بوليلى ما تفرق.. كلكم عيالي..
مايد: بس حتى العيال طبقات.. فيه عيال تحبهم موت.. وفي عيال مجبور تبتسم في ويههم..
محمد: لا والله؟ اعرف قصدك..
كلثم: بس انته وياه عنبوه ما تشبعون من المناجر؟
أحمد: خليهم هني يتلاسنون وانا بسير ويا خالد نلعب في الجاكوزي..
شل احمد ولده الصغير وياه وسار عنهم ولحقه مايد ومحمد بسرعة .. ومن وصلوا هناك وصل صوت ضحكهم للصالة وضحكت كلثم وهي تطالع بناتها .. : ليلى.. ابوج قال انا بنروح اليوم فليل.. لازم نسير نشوف فستان العرس خلص ولا لاء.. وجان بتاخذين لج فساتين ثانية..
ليلى: امايه انا خذت لي فستانين من لندن واحد حق الصباحية وواحد حق ليلة الحنا..
كلثم: يبالج بعدج فستانين أو ثلاثة.. لا تبخلين على عمرج..
ليلى: مابا اكلف على حميد..
كلثم: مب لازم هو اللي يدفع. .ابوج وين راح؟
ابتسمت ليلى: خلاص عيل بفصل لي فستانين زيادة على اللي عندي..
كلثم: والله وكبرتي يا ليلى وصرتي عروس..
اطالعت ليلى خاتم خطوبتها وابتسمت بخجل: مابا ابتعد عنكم..
كلثم: وين بتبتعدين ..؟ بوظبي جريبة.. ترومين تزورينا في اليوم مرتين مب مرة وحدة..
ليلى: امايه خايفة من اهله..
كلثم: لا تخافين فديتج.. ام حميد متوفية من زمان وما عنده لا اخت وحدة وابوه في البيت..
ليلى: هذا اللي خايفة منه.. انا متعودة على الحشرة واليهال اللي في بيتنا..
كلثم: وهناك عندج ريلج واخته وابوه وصدقيني بتنشغلين بريلج وعقب كم شهل بتيبين لج ياهل يملا عليج ايامج.. وساعتها مول ما بنشوفج..
ليلى: هههههههه .. الله لا يحرمني منج يمه..
كلثم: ياللا قومي تزهبي عشان نظهر..
ليلى: ان شالله.. بس ابويه؟؟
كلثم: ابوج الحين بيظهر من الجاكوزي ..
في هاللحظة سمعوا احمد يضحك بصوت عالي وضحكوا اثنيناتهم..
كلثم: ما عليج يوم بسير له انا بيظهر..
ليلى: ياللا عيل انا بسير اتلبس..
الساعة 10 ونص، ظهرت ليلى ويا ابوها وامها السوق عشان تشوف شو ناقصنها وتشتريه.. وخلوا اليهال عند محمد ومايد وشلوا بس خالد وياهم..
سارة شلت دبدوبها ودلة الجاهي للبلكونة ويلست تطالع خلق الله اللي يالسين عند المسبح من الصبح.. كانت مقتنعة وهي يالسة بروحها.. ومحمد كان كل شوي يسير يطل عليها في البلكونة ويطمن انها بعيد عن الحاجز.. وأمل كانت يالسة تلعب شرطي وحرامي ويا مايد.. مايد يحب يشوف أمل تضحك لأنها تضحك من خاطرها وبصوت عالي وتستوي لها غمازات في خدودها كل ما تبتسم.. كانت نسخة من ابوها وتشبهه في تصرفاتها وحتى في ضحكتها.. واللي يعيب مايد فيها انها كانت تستانس وترتبش وين ما كانت.. عكس سارة اللي تخاف من أي تجربة يديدة وتفضل تيلس ويا امها وابوها طول اليوم على انها تطلع وتلعب وياهم..
الساعة 11 قعد حميد من الرقاد وسار لهم فوق وما لقى عمه وعمته وخطيبته ويوم سأل عنهم خبروه انهم راحوا السوق ، فيلس في الصالة يسولف ويا محمد..
حميد: نسبتك وايد زينة وين ناوي تدرس؟
محمد: أبا ادش كلية الطيران.. وقدمت اوراقي..
حميد: وسويت الفحوصات؟
محمد: هى سويت كل شي بس اتريى النتايج..
حميد: ان شالله بيقبلونك .. كلية الطيران ممتازة بس ليش ما تدرس في الجامعة.. عندكم في العين وما يحتاي تلعوز عمرك ويا خط بوظبي..
محمد: ما يهمني شي كثر ما يهمني اني اكون طيار.. ابا ارفع راس ابويه..
حميد: هههههه اذا على ابوك تراك بترفع راسه لو صرت مهندس..
محمد: مابا.. شبعت من الدراسة ..
حميد: وتتحراهم ما يدرسون في كلية الطيران؟
محمد: ممممممم .. بعد اتم الكلية غير..
حميد: خلاص الله يوفقك ان شالله..
في هاللحظة ياهم مايد وأمل ويلسوا وياهم وسارة كانت بعدها يالسة في البلكونة وما طلعت منها الا يوم ردوا اهلها من السوق وساروا كلهم يتغدون رباعة..

----------------
في العين، كان عبدالله في الشركة وتوه طالع من اجتماع ويا المهندسين ويوم وصل مكتبه.. شاف سهيل المحامي يالس يترياه..
ابتسم عبدالله وسلم على ربيعه ومحاميه سهيل ويلس يتخبره عن صحته واهله ..
سهيل: عبدالله انا سألت لك عن علي بن يمعة..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل..
سهيل: الريال عنده مركز تجاري وفندقين غير هالفندق اللي يبا يبنيه الحين ومستعد يدفع التزاماته كلها كاش.. عنده سيولة مالية فوق المليون..
عبدالله: ماشالله ..
سهيل: يعني الريال مظمون توكل يا بوحميد..
عبدالله: خلاص يا سهيل.. اتصل به وخلص كل الاجراءات ويا البلدية وان شالله بنبدا الشغل في الفندق بأقرب فرصة..
سهيل: اليوم بخلص كل شي.. فرصة.. مبارك بن هادف محد اليوم وما بيغثني.. دومه هناك في البلدية تقول يداوم عندهم..
عبدالله:ههههه شو تبا في الريال؟ خله يخلص اشغاله ..
سهيل: وين يخلص اشغاله الله يهديك.. الا يسير هناك يتجسس علينا..
عبدالله: وليش اليوم وينه؟
سهيل: توني متلاقي ويا خميس المحامي المسئول عن شركة مبارك وكان محرج .. يقول انه مبارك خلاه ملطوع في المحكمة يترياه من الصبح وتوه متصل به يقول انه سار بوظبي ..
عبدالله: مبارك ودر شغله في المحكمة وسار بوظبي؟؟ لا يكون في عنده مشروع ما درينا به؟
سهيل: لا.. تطمن.. أي مشروع يتسجل في بلدية بوظبي أنا اول واحد اعرف عنه..
عبدالله: عيل شو مودنه بوظبي.. ؟
سهيل: مدري عنه والله..
عبدالله: المهم يا سهيل.. مثل ما وصيتك.. خلص الشغل كله واتصل بي..
وقف سهيل : ان شالله يا عبدالله .. ياللا انا ساير الحين..
عبدالله: في امان الله..
طلع سهيل ويلس عبدالله يفكر بعلي بن يمعة .. تاجر كبير مثله وعنده كل هالبيزات.. كيف ما سمع عنه عبدالله من قبل؟ وقرر الاسبوع الياي يوم بيبدا الشغل في الفندق يسير عبدالله بروحه دبي عشان يشوف علي..
في الفندق، طلعت ليلى عقب الغدا ويا اخوانها وحميد ونزلوا تحت وأمها وابوها ساروا صوب المحلات يشوفونهن ويا سارة وخالد..
سارة كانت مستانسة لأنه ابوها شالنها وكل شوي تطالعه وتبتسم.. تحب ابوها يشلها وتحس انها قريبة وايد منه وهي في حظنه.. وهي تتلفت حواليها شافت لعبة باربي في محل العاب وشهقت .. بس ابوها كان يرمس امها وما انتبه لها.. فمسحت على لحيته وهي تقول: باباه باباه شوف..
التفت احمد صوب كانت بنته تأشر وشاف الباربي.. وابتسم : تبينها؟
سارة: اباها..
كلثم: وايد عندج منهن هاذيلا في البيت..
سارة (وهي تمد بوزها): ماماه هاذي شعرها اسود..
أحمد: ههههه الله يهديج يا كلثم انتي ما تعرفين انه هاذي اللعبة غير؟
كلثم: والله يا بو محمد انه عندها نفسها ثنتين مب وحدة واختها ماخذة لها وحدة من لندن..
أحمد: ما عليه ما بنكسر بخاطر البنية..
ابتسمت سارة يوم شافت ابوها داش المحل وخذ لها احمد الباربي وأول ما اشترى لها اياها قالت له: باباه نزلني انا بشل الكيس..
أحمد:هههههه ما بيضيع الكيس خليني بشله عنج..
سارة: لا هاذي لعبتي انا..
نزلها احمد وهو يبوسها ويتفداها وعطاها الكيس وشلته وهي تطالع الناس بفخر انه عندها اللعبة اليديده..
طلع أحمد وكلثم من صوب المحلات وساروا صوب المقهى عشان يشربون شاي .. ويوم يلسوا وطلبوا لهم اللي يبونه.. تلتفتت كلثم تطالع الفندق.. واحمد شل عنها خالد ويلس يلاعبه وهو في حظنه..
كلثم (لسارة): شو بتسمينها لعبتج اليديده؟
سارة: ما اعرف..
كلثم: شو رايج تسمينها دانة؟
ابتسمت سارة: زين .. بسميها دااااااانة..
أحمد: عقب يومين بتطلع نتايج محمد..
كلثم: اخاف ما يقبلونه يا بومحمد..
أحمد: ان شالله بيقبلونه وبيرفع راسنا وبيرد لج عقب كم شهر وهو طيار..
كلثم: ان شالله يا بومحمد.. حرام اتم الكلية في خاطره وما يقبلونه..
أحمد: وليش هالرمسة الله يهديج ان شالله بيقبلونه..
كلثم: محمد بيسير الكلية وليلى بتعرس وبتسير بوظبي.. وانا بتم في البيت بروحي ويا اليهال..
أحمد: هههه وانا وين سرت يالدلوعة؟
كلثم: انته بعد عندك شغلك تجابله..
أحمد: كلها سنتين ولا ثلاثة ومحمد بيعرس .. وليلى ما بتقصر ويانا وما تروم على بعدنا.. بتزورنا دوم ان شالله ونحن بعد بنسير لها.. ومايد ما بيخليج في حالج..
كلثم: ههههههه مايد فديته ما يقصر في سوالفه..
في هاللحظة ابتسمت سارة وقالت: باباه هكو مايد ..
وأشرت بصبعها على طاولة بعيده شوي عنهم.. ويوم التفتت كلثم شهقت.. كانوا مايد وأمل يالسين ويا حرمة غريبة.. شكلها لبنانية او أجنبية وشربون عصير ويضحكون..
كلثم: الله يغربل ابليس!!! مب جنه هذا ولدك يا بومحمد؟
أحمد: هى والله هذا مايد وهاي امل وياه؟ ويا منو يالسين؟
كلثم: سير لهم يا بومحمد ..
وقف احمد وعطاها خالد : بسير لهم..
كلثم (تبتسم): بو محمد..
احمد: هلا ..
كلثم: لا تطالع الحرمة اللي يالسه وياهم..
احمد: هههههههه بحاول..
ضحكت كلثم وسار احمد اييب عياله عن الحرمة اللي طلعت سورية.. سلم عليها احمد وقال: اسمحي لنا .. عيالي أذوج..
السورية: لا بالعكس. .انبسطت عليهم كتير..
أحمد: ياللا مايد قوم انته واختك اذيتوا الحرمة..
مايد: ليش نقوم؟ ابويه انته سمعتها انبسطت علينا كتير..
ضحكت السورية واحمد حاول انه يعصب بس مشكلته ما يعرف ..
احمد: مايد..
مايد: خلاص قمنا..
قامت امل ومشت قبلهم للطاولة اللي يالسة عليها امها واختها .. ووقف احمد يتريى مايد اللي كان يرمس السورية: مديحة يوم بتين العين اتصلي بي بعطيج رقم بيتنا..
أحمد: مسود الويه.. ترقم الحرمة عيني عينك؟ اسمحي لي اختي هذا ياهل ما يفتهم..
مديحة كانت تضحك وشكلها صج مستانسة على مايد: ابنك بيجنن .. هات الرقم حبيبي وان شالله اول ما اجي للعين بتصل فيك..
طلعت السورية قلم وكتب لها مايد الرقم وابتسم لها ابتسامته السحرية قبل لا يسير عنها ويا ابوه .. ويوم وصلوا طاولتهم .. طاحت كلثم في مايد وهزبته .. بس احمد خرب عليها لأنه كان يضحك..
كلثم: بومحمد بدل لا تهزبه .. يالس تضحك وياه؟
أحمد: شو ذنبه الصبي يوم انه طلع حلو شرات ابوه؟
مايد: صدقه ابويه انا حلو البنات ما يرومن يقاومن جمالي..
كلثم: مالت على ذاك الجمال.. الا قول اترحمت عليك الحرمة يوم شافت تسحب اختك وراك.. وعزمتك على كوب عصير..
مايد: اصلا هي شافتني عند المسبح ويابتني هني..
احمد: واختك واخوك وينهم.؟؟
مايد: بعدهم يالسين عند المسبح ويا حميد..
كلثم: قوموا بنسير لهم..
أحمد: ياللا صبري بس بدفع الحساب..
طلعوا كلهم من المقهى وراحوا صوب المسبح وشافت كلثم بنتها يالسة ويا خطيبها واخوها وتبتسم.. كانت ليلى دوم مبتسمة هاليومين.. وتعودت كلثم على اللون الوردي اللي في خدود بنتها.. ليليى كانت مستانسة وايد ويا خطيبها واطمنت كلثم انه بتتوفق في حياتها بإذن الله..
الساعة عشر في الليل ، قرروا كلهم يردون العين.. وحميد حلف يوصلهم.. وطبعا اشفاق كان بعد موجود..
أحمد وكلثم وخالد ركبوا ويا حميد.. وليلى ومايد وسارة وأمل ومحمد ركبوا ويا اشفاق.. حاولت كلثم ويا أمل أو سارة انهم يركبون وياهم بس ما طاعن.. حتى ليلى استغربت انه سارة لأول مرة ما تبا تسير ويا امها..
ليلى: سارونا اركبي ويا امايه ماشي مكان هني..
سارة: بتم ويا ميودي..
أحمد: خلاص على راحتها.. وايد تأخرنا.. امايه اتصلت واحتشرت نحن وعدناها نتعشى عندها..
ليلى: الله يهديك يا بويه جان خبرتها انا بنتأخر
أحمد: ههههه والله نسيت..
محمد: يحليلها يدوه تريتنا..
كلثم: ياللا اركبوا السيارة .. ميود لا تأذي خواتك.. وانتي يا ليلى تحملي على اخوانج .. وشوفي أمل عن ترجع.. تعرفينها ادوخ في الدرب..
ليلى: ان شالله امايه لا تحاتين..
كل مجموعة ركبت سيارتها وقبل لا تركب ليلى السيارة التفتت على سيارة خطيبها وشافته يبتسم لها.. وابتسمت له وقلبها يدق بقو.. كانت محظوظة بأهلها وبخطيبها وفي داخلها ، حمدت ربها اللي رزقها بكل هذا وأول ما ركبت السيارة حست بقلبها ينقبض.. وحاولت تتجاهل الشعور الغريب اللي حست به بس ما قدرت.. وحتى مايد واستهباله ما قدر يخليها تبتسم من خاطرها..
مايد: بسم الله!! بلاج جي شابة ظو..
محمد: يمكن ما خلوها تركبسيارة حميد.. هههههه
مايد: أهاااااااااا..
ليلى: والله انكم سخيفين..
محمد: عيل شو بلاج من ركبنا السيارة وانتي مبوزة
ليلى: مدري .. يمكن تعبانة لأني من الصبح ما يلست..
مايد: ويمكن متظايجة لأنه امايه ما قالت لج تعالي اركبي ويانا..
ليلى: اصلا لو اماية قالت ما بطيع اودركم بروحكم هني..
محمد: وليش يعني تراني انا وياهم..
ليلى: لا والله؟ تعرف انه خواتك ما يتحملن الدرب واذا وحدة فيهن صاحت ولا لاعت جبدها بتعرف تتصرف وياها..
مايد: لا وييييه احسن يوم انج ييتي..
في سيارة حميد كان الجو حلو وحميد حاط محمد عبده وبو محمد يسولف له عن لندن وكلثم ورا تلاعب خالد اللي بدا يتعب وشكله بيرقد..
------------



في هالوقت.. كان مبارك بن هادف توه راد من بوظبي.. ويا مرته نجلا وولده ناصر اللي عمره 10 سنين وبنته مها اللي بعدها ما كملت سنتين.. كانت مرته يالسة حذاله وعياله ورا.. وكانوا توهم طالعين من بيت أهل نجلا..
نجلا: ما كان له داعي تحرج جذي على ابويه..
مبارك: ابوج هذا ما ادري شو شايف عمره..
نجلا: ابويه يوم نصحك ما غلط.. وهي مجرد نصيحة تقدر تجامله وتشكره وما تنفذها..
مبارك: ما احب حد يدخل في شغلي.. كل حد حاط عليه ما ادري ليش..
مها وناصر كانوا مشغولين بسوالفهم ورا بروحهم.. ومب مسوين سالفة لأمهم وابوهم اللي تعودوا على صراخهم في البيت كل يوم..
نجلا: والله خايفة ابويه يكون عصب من اسلوبك وياه..
مبارك: بس خايفة على ابوج ولا انا عادي .. مب مهم ..
نجلا: منو قال انك مب مهم.. بس ابويه من زمان ما شفته ويوم سرت له اليوم طلعت من عنده وهو معصب ..
مبارك: خلاص اسكتي الله يخليج عورتي لي راسي تراج..
سكتت نجلا وصدت بويهها الصوب الثاني.. كانت متعودة على اسلوبه وياها دوم يسكتها ويناجرها.. بس بعدها تحبه موت ومستحيل تتخلى عنه.. وتعرف انه رغم كل شي يموت فيها..
حس مبارك بالذنب لأنه سكتها وبطل الدرج مال السيارة عشان يطلع شريط عبدالمجيد.. في اغنية خاصة فيهم تحبها مرته وايد .. أغنية أعز الناس.. بيحط لها اياها وبتعرف انه يبا يراضيها.. ونجلا طيبة وبترضى.. فتش مبارك بين الشرايط ولاحظ انه مرته بعدها لافة بويهها الصوب الثاني.. ويوم حصل الشريط.. يا بيشله بس طاح عنه تحت.. وفي اللحظة اللي وخى فيها مبارك عشان اييب الشريط اللي طاح حذال البريك.. ادمرت حياته وحياة اعز ناسه.. وتسبب بدمار ما يتعوض لعايلة كانت ما تعرف انه قدرها تذوق الحزن والمرارة عقب هالليلة المشئومة...

نهاية الجزء الاول



------------------------------

غرربه
02-05-2013, 04:07 PM
الجزء الثاني

وخى مبارك عشان ييب الشريط اللي طاح عند البريك وأول ما رفع راسه سمع مرته نجلا تصرخ: مبااااااااااااارك!!
بطل مبارك عيونه ع الاخر وهو يشوف الشاحنة جدامه.. وبأقصى سرعته لف السكان الصوب الثاني وقدر يتفاداها بثواني بس..
تنهد مبارك واطالع مرته بحنان وهو يقول: اسف غناتي ما كنت منتبه..
ما كمل مبارك كلمته الا وهو يشوف سيارته النيسان عافده فوق سيارة ما لحق يشوفها وصرخ بأعلى صوته وهو يحس بسيارته تتجلب في الهوا واخر شي يذكره صوت مرته نجلا وهي تقول: ناصر.. أختك..
وعقبها ظلمت الدنيا في عيونه..
--------------
في هالوقت كانت ليلى واخوانها موقفين عند شيشة البترول اللي عند مدخل الشويب ومايد ومحمد وسارة وأمل نزلوا يشترون لهم شيبس وكاكاو وعصير.. وليلى يلست في السيارة تترياهم..
اشفاق: ماماه ليلى سرعة .. الحين باباه يجي ويشوف نحن يوفق هنيي .. وايد جنجال حق انا..
ليلى: انزين اصبر ابويه ما بينتبه لنا .. ما بيتأخرون اصبر..
دخل محمد السيارة ودخلت وراه امل وسارة ..
ليلى: وين مايد؟
محمد: ما رمنا نخوزه عن ثلاجة الايسكريم..
ليلى: محمد سير ناده وايد تأخرنا..
محمد: ان شالله..
بس قبل لا يظهر محمد ، بطل مايد باب السيارة ودخل وهو يبتسم لليلى وقال: يودي ليلى يبت لج ايسكريم ماغنوم اللي تحبينه..
ابتسمت ليلى: مشكووووور حبيبي بس انته تعرف اني ما اكل شي وانا في السيارة..
مايد: عاد هذا كليه عشاني..
ليلى: ان شالله باكله ..
اشفاق: روح؟
ليلى: رووووح.. خلصنا. .
أمل كانت حاظنة الشيبس والعصير بقو وتطالع ليلى بغضب ومادة بوزها..
ليلى: ههههه بسم الله الرحمن الرحيم.. لولة بلاج؟؟
أمل(بنبرة شريرة) : انا ما بعطيج..
ليلى: ههههههه ومنو قال لج اني ابا من عندج شي؟؟
ابتسمت أمل براحة وما قدرت ليلى تتحمل وهي تشوف غمازاتها وقرصتها على خدها..
أمل: كله حقي؟
ليلى: كله حقج ..
سارة: ليلى تبين جالكسي.؟؟
ابتسمت ليلى لأختها الرقيقة سارة وقالت : مابا جالكسي حبيبتي .. عطي دانة.. أكيد الحين يوعانة..
طلعت سارة دانة من الكيس وتمت تطالعها .. رغم انه كل العابها في شنطتها بس دانة ما رامت تتخلى عنها وخلتها في الكيس وياها..
سارة: دانة تقول انها مب يوعانة.. وتبا ترقد..
ليلى: خلاص رديها في الكيس ورقديها..
مايد: طاع الجذابة...!! متى قالت لج؟؟ انا ما سمعت حد يرمس.. بذمتكم سمعتوا شي؟؟
أمل: لاء انا ما سمعت..
محمد: ميود لا تأذي سارونا..
سارة: قالت .. انته ما يخصك ..
واحمر ويه سارة وفرت الكيس اللي فيه الحلاوة تحت ولصقت في ليلى وخشت راسها في عباتها..
اطالعت ليلى مايد بنظرة حادة .. وهو ابتسم لها وانشغل بالاكل... مسحت ليلى على شعر سارة وقالت: أنا سمعتها يوم رمست.. وباجر بخيط لها ثياب انا وياج.. شو رايج؟؟
سارة (وهي بعدها لاصقة في اختها): زين..
في هاللحظة محمد أشر لهم على حادث مستوي في الشارع الثاني وقال: شوفوا.. شوفوا حادث!!!
مايد: اشفاق وقف بنسير لهم يمكن محتاجينا..
ليلى: لاء!!! اشفاق لا توقف .. ابويه بيذبحنا لو شافنا موقفين هني..
محمد: بعدين سيارة الشرطة موجودة مب لازم تستعرض شجاعتك أخ مايد..
مايد: حرام عليكم ابا اشوف!!!
ليلى: قلت لاء يعني لاء..
وأصلا اشفاق ما كان مسوي لهم سالفة وكان يسوق وحتى ما التفت صوب الحادث..
أمل: ابا شوف الحادث..
مايد (يطالعها بنص عين): أمل شو يعني حادث؟
اطالعته امل باستغراب وقالت : يعني ... حادث..
مايد: والله كنت متأكد انج ما تعرفين.. ردي التهمي اللي في ايدج ..
ليلى: أف منم هالشباب.. محد تم في البلاد .. كل يومين نسمع عن حادث وعشرة متوفين..
محمد: اتمنى ابويه ما يشوف الحادث.. انا كنت ابا اكلمه عشان ياخذ لي موتر..
ليلى: لا ما عليك ابويه واثق فيك.
ابتسم محمد بثقة ..
مايد: مالت عليك الشباب من صف اول ثانوي وهم عندهم مواتر وانته خلصت ثالث ثانوي ومحد سوا لك سالفة..
ليلى: ميود!!
محمد: انته محد طلب رايك..
مايد: انا أول ما ادش الثانوية بطلب الموتر من ابويه .. وبتشوف اذا ما عطاني..
ليلى: انته دش الاعدادية اول وعقب كمل احلامك عن الثانوية .. خلاص؟
سكت مايد وضحك محمد .. ويلسوا يسولفون لين وصلوا البيت..
وصل عبدالله المستشفى وعلى طول سأل عن اللي مسوين الحادث بس الشرطي اللي كان واقف هناك سمعه وقال: انته تعرفهم؟
عبدالله: أنا اخوه..
الشرطي: يتريونك عشان تتعرف على الجثث..
عبدالله يوم سمع كلمة جثث فقد توازنه ويلسه الشرطي بسرعه على الكرسي.. حس بعمره ظعيف ومهزوز.. شو بيسوي من دون اخوه؟؟ وعيال اخوه اللي كان يعتبرهم عياله .. كان مب قادر يتخيل الدنيا بدونهم وبصعوبة كبيرة استوعب انه الشرطي يكلمه..
الشرطي: اناديلك الممرضة؟
عبدالله: هاه؟؟ .. لا .. بسير وياك.. (كان يبا يشوفهم بعينه ويطمن انهم مب هم اهله.. أهله بعدهم في دبي ما ردوا اكيد ما بيردون الحين فليل..)
مشى عبدالله ورا الشرطي في الممر الطويل وما كان يسمع الا صوت خطواته ودقات قلبه.. ويحس انه الممر طويل ماله نهاية وعمره ما بيوصل للمكان اللي بيحدد مصير اخوه..
بس في النهاية وصل واطالعه الشرطي والطبيب اللي هناك بتعاطف وهم يشوفون نظراته المكسورة وخوفه الواضح في عيونه.. عبدالله كان ريال معروف والكل يحسب له الف حساب وما كانوا في يوم يتوقعون انهم يشوفون في عيونه هالنظرة.. او يشوفونه بهالانهزام..
رفع الطبيب الشرشف عن ويه اول جثة وانقبض قلب عبدالله وهو يطالع ملامحها وقال بثقة: لا .. ما اعرفها..
حس عبدالله براحة وردت له ثقته وقال في خاطره اكيد غلطوا.. أكيد تشابه اسماء.. .. وكان بيطلع بس الدكتور وقفه وقال: لحظة استاذ عبدالله ما شفت باجي الجثث..
عبدالله: قلت لك ما اعرفها..
الدكتور: شوف الباجين ..
رد لعبدالله خوفه وكان رافض انه يشوف الجثث.. وكأنه اذا ما شافهن اخوه ما بيموت.. هالجثث هي اللي بتأكد له وفاتهم.. رفع الدكتور عن الجثة الثانية وهز عبدالله راسه براحة وهو يقول لاء ما اعرفها.. كانت جثة بنية صغيرة وحط عبدالله ايده على قلبه وهو يفكر بملامحها اللي يعرف انها بتم محفورة في خياله..
يوم يا دور الجثة الثالثة حس عبدالله بخوف فظيع وقال للكتور: خلاص ما اعرفهم..
الدكتور: اسمح لي ياخوي بس لازم تكمل ويانا الاجراءات..
رفع الدكتور عن ويه الجثة الثالثة واندفع عبدالله من الباب .. طلع برى ما كان قادر يتنفس.. لاء هاذي مب كلثم.. كلثم في دبي ويا اخوه وعياله .. وطلع الدكتور وراه.. : اخوي تقدر ترد في وقت ثاني ..
عبدالله: لاء.. انا... هاذي..
الدكتور (بعطف): تعرفت عليها..؟؟
عبدالله (بصوت مخنوق ودموعه مغرقة ويهه): هى..
الدكتور: يا اخوي خلص هالاجراءات الحين عشان ما ترد تتعذب عقب.. ياللا
دخل عبدالله ويا الدكتور وتعرف على جثة اخوه وجثة حميد بصعوبة كبيرة.. ويلس يصيح في الممر بصمت وهو يقرا الفاتحة على ارواحهم.. نسى تماما عيالهم في هاللحظة .. حس بعمره وحيد و ضعيف.. مب عارف شو يسوي او وين يروح.. وما حس الا والشرطي واقف على راسه: اخوي..
رفع عبدالله راسه وشاف الشرطي شال خالد ولد احمد ولافنه ببطانية.. وخالد كان ويهه معتفس واحمر .. كان خايف من الشرطي ومن الممرضات وكل هالاثارة اللي حواليه..
وقف عبدالله بسرعة وسحب خالد من ايد الشرطي وتم يبوسه ويحظنه وهو يقول: الحمدلله ... الحمدلله ..
الشرطي دمعت عيونه .. كان يعرف انه ام الياهل توفت وابوه بعد.. وقال : فحصنا الياهل والحمدلله طلع سليم ..
عبدالله: مشكور ياخوي ما قصرت..
الشرطي: افا عليك يا خوي هذا واجبنا..
عبدالله: أبا... اعرف.. الحادث كيف....؟؟
يلس الشرطي ويلس عبدالله وياه وهو حاظن خالد اللي كان يصيح وبدا يهدى يوم شله عمه عبدالله اللي كان نسخة من ابوه احمد..
الشرطي: الظاهر انه راعي النيسان حاول يتجنب شاحنة كانت سيارة اخوك وراها بالضبط.. وفعلا قدر يتجنبها .. بس تفاجئ بسيارة اخوك ورا الشاحنة.. و..
عبدالله (بقوة): كمل..
الشرطي: اصطدمت السيارتين ببعض بقوة.. وبعدنا ما تأكدنا بس الظاهر انه النيسان عفد على البي ام وعقبها انجلب..
عبدالله: والبنية والحرمة اللي ماتوا اهله؟
الشرطي: هى.. وولده في العناية..
عبدالله: ما عرفتوا هويته؟
الشرطي: امبلى.. مبارك بن هادف..
أول ما سمع عبدالله الاسم حس بالدم يتيمع في ويهه وانقهر من الخاطر ووقف وسار عن الشرطي اللي استغرب منه.. بس عذره لأنه اكيد حالته حالة الحين..
----------------
دش عبدالله قسم العناية المركزة وكان مبارك يالس ويا اخوانه وابوه ويوم شافوا عبدالله ياي صوبهم انصدموا .. كلهم يعرفونه ومحد توقع وجوده هني.. اطالعهم عبدالله بنظرات حادة وهو حاظن خالد اللي رقد من التعب.. وفي النهاية وصل لمبارك.. كان ويهه تعبان ومرهق.. وملامحه حزينة تقطع القلب.. بس عبدالله ما اهتم.. كل اللي كان يهمه انه مبارك جتل اخوه ومرته..
مبارك يوم شاف عبدالله .. وقف وهو مب مستوعب شو اللي يايبنه هني.. اطالعه مبارك وعيونه حمر من كثر الصياح .. وكانت نظرته كلها يأس .. مبارك كان ريال وسيم.. طويل وعريض وعيونه سود.. وورا قناع القسوة اللي كان دوم يلبسه.قلب ابيض وحنون.. يعني عبدالله ومبارك كانوا متشابهين من عدة نواحي.. رغم فارق السن الكبير اللي من بينهم.. بس الحين ما بجى من هالملامح الا الخوف واليأس والتعب..
عبدالله سوى شي ما توقعه مبارك.. رفع خالد ولد اخوه عن جتفه وجدمه من مبارك.. وقال بصوت عالي: تعرف هذا منو؟؟؟؟
مبارك كان مب مستوعب واخوانه اقتربوا عشان يردون عبدالله عن اخوهم بس ابوهم ردهم واقترب هو يشوف شو السالفة..
عبدالله: هذا ولد احمد!!!! احمد اللي جتلته يالنذل.. هذا ولده.. تيتم وهو بعده ما كمل السنتين.. جتلت امه وجتلت ابوه.. الله ينتقم منك .. الله ينتقم منك !!!
مبارك: انته شو تخربط؟؟
كان صوت مبارك مبحوح ورايح تقريبا من كثر ما كان يصيح.. ودموعه كانت تنزل بكل حرية على خدوده ولا همه انه عبدالله يالس يشوفه..
بومبارك: عبدالله يا ولدي استهدى بالله هذا مب وقته..
عبدالله كان يعرف ابو مبارك ويحترمه وايد والتفت له بحزن وسكت .. وفهم مبارك اخيرا انه اللي كانوا في السيارة الثانية هم اهل عبدالله وقال: عبدالله انا..
بس بو مبارك كان يحاول يفهم عبدالله انه مبارك بعد يمر بلحظات رهيبة وقال: الدكتور يقول انه ناصر ما بيعيش.. ما له امل.. كلهم راحوا ..نجلا ومها .. والحين ناصر..
سمع مبارك رمسة ابوه وقال: لا .. نجلا ومهاوي هناك ما فيهم شي.. بس ناصر اللي تعور ابويه انته ما فهمت ع الدكتور..
تذكر عبدالله الحرمة والبنية اللي شافهم قبل شوي واستغفر ربه في داخله وطلع من قسم العناية بصمت ..
الظاهر انه عيال اخوه الباجين ما ياهم شي.. أكيد كانوا ويا اشفاق.. وروح عبدالله بيت احمد بسرعة عشان يطمن عليهم.. وحاول يبعد الصور الفظيعة اللي شافها جدامه قبل دقايق معدودة..
--------------


في قسم العناية. . وعقب ما هدى مبارك شوي وتقبل خلاص انه مرته وبنته راحوا.. طلع الدكتور واقترب منهم.. وفز مبارك من مكانه بسرعة وقال: ناصر؟
نزل الدكتور عيونه وركض مبارك داخل عند ولده واطالع الدكتور ابو مبارك واخوانه وهز راسه بأسف.. ويلس ابو مبارك بتعب وهو يسمع صرخة مبارك من داخل الغرفة وعرف انه الولد راح..
مبارك حظن ولده بقوة وهو يصيح العايلة اللي ظاعت من ايده في دقايق.. ودش عليه ابوه وبعد الياهل عنه بصعوبة.. ومدده على الشبرية وطلع مبارك من الغرفة وهو يصيح شرات اليهال.. ويلس وياه لليوم الثاني عشان يهديه..
في بيت أحمد بن خليفة، ليلى كانت خايفة ومتوترة.. الساعة الحين وحدة ونص واهلها بعدهم ما وصلوا.. ما كانت تعرف شو تسوي او لمنو تتصل.. فقررت تترياهم بصمت.. وعقب دقايق طلع محمد من غرفته وشافها يالسة في الصالة ويلس حذالها..
محمد: ليش ما رقدتي؟
ليلى: امي وابويه بعدهم ما يوا..
محمد: معقولة؟؟؟ انزين دقي على موبايل ابويه..
ليلى: مغلق..
محمد: مغلق؟؟
ليلى: يمكن وقفوا في منطقة ما فيها إرسال.. أنا خايفة تكون سيارتهم اختربت وواقفين يتريون حد اييهم.
محمد: انزين دقي على موبايل حميد..
ليلى: ما عندي رقمه..
محمد: ولا أنا..
ليلى: خلاص بنترياهم..
محمد: بس بصراحة وايد تأخروا.. وين ساروا؟؟
اطالعته ليلى بحيرة: ما اعرف.. محمد انا خايفة...
محمد ما عرف شو يسوي او كيف يطمنها فنزل عيونه وتم ساكت وهو يدعي الله انه اهله يكونون بخير.. وليلى وقفت وتمت تمشي في الصالة وهي تتريى.. صوت الساعة وهي تتحرك يخترق اذنها بكل برود وهي تحترق في داخلها تبا تعرف شو اللي اخرهم؟؟ وين ممكن يسيرون هالحزة؟؟ أمها هي اللي كانت مستعيلة تبا ترد بيتها .. وين بتكون راحت؟
وعقب ربع ساعة.. التفتت ليلى على اخوها محمد اللي كان يالس يطالعها وهي تمشي وقالت: محمد تعال نطلع في الحوي نترياهم..
محمد: يعني اذا طلعنا بيردون بسرعة..
ليلى: ما ادري.. بس ابا اطلع..
محمد: انا..
ليلى: شو تخاف؟؟
محمد (بثقة): مب خايف... ياللا نطلع..
طلعت ليلى ويا اخوها ويلسوا في الحديقة يتريون اهلهم ايون بس الهدوء كان مخيف والوقت يمر ببطئ شديد.. محد فيهم تكلم.. كانوا يتريون بصمت.. كل واحد غرقان في افكاره.. محمد يفكر بالكابوس اللي وقف له قلبه وخلاه ينش من رقاده ويطلع هالحزة وليلى تفكر بحميد اللي بيوصل اهلها وبيروح بوظبي على طول..
كان باب الحوي مبطل للحين.. وفجأة سمعوا صوت سيارة وقامت ليلى وهي مبتسمة وطالعت اخوها وقالت: اخيرا وصلوا.. الصراحة مصخوها.. اصبر بهزبهم..
محمد: تعرفين ابويه.. اكيد طلب من حميد يوديهم مطعم عشان يقهروننا يوم يردون البيت..
ضحكت ليلى بس ضحكتها اختفت يوم شافت سيارة عمها عبدالله الكاديلاك توقف جدام باب الصالة..
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس يوم شافت عمها ينزل من السيارة وخالد في ايده توقفت افكارها وما قدرت ترمس.. كانت تنقل نظرها بين عمها واخوها الصغير ومن دون كلمة اقتربت من عمها وفي بالها ألف سؤال .. وشافت في عيونه دموع غريبة عليها.. عمها كان يصيح.. أول مرة في حياتها تشوفه يصيح.. ويوم شافها تقترب منه خنقته العبرة ومسح دموعه بغترته..
وقفت ليلى جدامه وسألته بهدوء وخوف: وين لقيت خالد؟
هذا كل اللي تجرأت ليلى تقوله.. ما تجرأت تسأله وين امها وابوها .. وين خطيبها؟؟ ليش خالد عنده هو.. ووين الباجين؟؟ تلفتت حواليها تدور سيارة خطيبها.. وعمها كان منزل عيونه وحاظن خالد اللي كان راقد على كتفه..
ليلى (بصوت مخنوق): وينهم؟؟ ليش امايه ما يت للحين.. وابويه.. ؟
عبدالله: خلاص يا بنتي لا تترينهم..
اطالعته ليلى باستغراب.. صوته كان مبحوح وتعبان.. ونبرة صوته حزينة.. عمها ما كان يسولف..كان يرمس بكل جدية.. ليش ما تتريا أهلها؟؟ ومحمد اقترب منهم وهو مبطل حلجه: ليش ما نترياهم؟؟ وين بيباتون؟؟
هني ما قدر عبدالله يتحمل ولف بويهه الصوب الثاني وهو يصيح بصوت عالي .. ومحمد بعده يطالعه وقال بعصبية وقهر: عمي عبدالله انا سألتك وين بيباتون.؟؟؟ ليش ما ترد؟؟
بس عبدالله كان يصيح وهو حاظن خالد وليلى تدور اجابة تطمنها.. تريحها.. ما عرفت شو تسوي ووقفت جدام عمها وسألته وكأنه ياهل: عمي عبدالله.. امي وين؟؟ الله يخليك خبرني عمي وينهم؟؟؟
عبدالله (بتعب): يا ليلى اهلج سووا حادث ..
محمد(بسرعة): وشو استوى لهم؟؟ في أي مستشفى هم الحين؟؟ الله يخليك ودنا ... انا... أبا أمي..
وابتدا محمد يصيح.. بس ليلى كانت فاهمة.. كانت تطالع عيون عمها وفاهمة كل شي.. اهلها خلاص راحوا.. أو واحد منهم ع الاقل.. في شي استوى وعمها عمرها ما شافته جذي..
عبدالله: امك راااااااااااحت خلاص .. احمد وكلثم وحميد.. جتلهم.. مبارك جتلهم.. راحوا.. كلهم راحوا..
سكتت ليلى وحست بألم فظيع في قلبها.. ومحمد لوى عليها من ورا بقوة وكان يصيح بصوت عالي يقطع القلب.. بس ليلى كانت تايهة في افكارها.. مب قادرة تصيح الدموع مب راضية تنزل من عينها.. شو يعني راحوا؟؟ وين راحوا؟؟
ليلى : لا .. امايه بتي.. الحين بيوون .. بتشوفون.. امايه وين بتروح يعني.. ؟؟ هذا بيتهم..
عبدالله: ليلى..
عصبت ليلى ودزت محمد بعيد عنها.. واطالعت عمها بغضب وصرخت عليه: بيووووون .. انته شدراك!!!!!! شفتهم؟؟؟؟ ابويه وامي ما بيخلونا نبات بروحنا... عمي ما بيخلونا بروحنا...
عبدالله: محد بجى يا ليلى غير خالد..
تذكرت ليلى خالد وانصدمت اخيرا انه اللي صار صدق.. امها وابوها.. وحميد..
مدت ليلى ايدها وخذت اخوها عن عمها عبدالله ودشت داخل ودش محمد وعبدالله وراها بسرعة... وقفت ليلى محتارة في الصالة وعقب شوي يتها فكرة ويلست تبطل الابواب كلها اللي داخل في الطابق الارضي.. بطلتهم باب باب وهي تقول.: وين منخشين؟؟ حرام عليكم طلعوا والله ما يضحك...
محمد كان خايف ويطالع اخته وهو مصدوم وفي النهاية راح و يلس تحت الدري وصاح من خاطره وهو حاظن عمره.. وعبدالله كان يلحق ليلى ويحاول يهديها بس ليلى كانت ثايرة .. غضب الدنيا كله في عيونها وفي صوتها وهي تدورهم ..
عبدالله: ليلى استهدي بالرحمن وادعيلهم بالرحمة مب زين اللي تسوينه..
ليلى: انته ما تعرف حركات ابويه؟؟ الحين بيطلع لنا وبيضحك علينا...
عبدالله يود ليلى من كتوفها وهزها: ليلى ابوج مات .. وامج وخطيبج بعد ماتوا.. أنا شفتهم بعيوني.. توني راد من المستشفى وشفتهم .. محد بجى غير خالد.. تفهمين؟؟؟؟
وقبل لا يكمل رمسته طاحت ليلى وكان خالد بيطيح من ايدها بس عبدالله يوده بإيد وبالايد الثانية بنت اخوه.. ونادى على محمد اللي ياه يركض وشل خالد عن عمه ونزله على القنفة.. وعبدالله نزل بنت اخوه على القنفة الثانية وحاول وياها عشان تنتبه.. وراح محمد اييب لها ماي ورشه عبدالله على ويهها وهو يقرا عليها ... وعقب دقايق نشت.. واطالعت عمها بتعب...
عبدالله: بسم الله عليج يا بنتي..
ليلى (بتعب): وين خالد؟
محمد: هني.. راقد على هالقنفة..
نشت ليلى وشلته من دون ما تكلمهم وودته غرفته وصكت الباب وراها..



عبدالله اطالع ولد اخوه اللي كانت عيونه حمر بس يحاول يتحكم بعمره وقال: أنا بسير اخبر امايه.. وانته سير ارقد يا محمد باجر وراك عزا لازم تيلس ويايه عند الرياييل..
محمد: ان شالله عمي..
في غرفة خالد كانت ليلى ترتجف وهي حاظنه اخوها ودموعها تنزل على ظهره.. كانت تفكر بعيالها اللي اليوم العصر كانت تفكر انها تييبهم من حميد.. عيالها اللي ماتوا قبل لا بينولدون.. عيال حميد..راح حميد وراحت كل احلامها وياه.. وبدت الدموع فجأة تنزل من عيونها بحرارة وحست بعمرها تهتز بصمت وهي تصيح على المصيبة اللي حلت عليها.. وكل اللي راحوا عنها..
محمد يلس بروحه في الصالة يصيح ويحس بالدموع تحرق خدوده.. المفروض باجر الصبح يسير ويا ابوه بوظبي عشان يشوفون نتايج الكلية.. وامه المفروض من الصبح تنش عشان تسوي له ريوق وتدعي له بالتوفيق.. شو بيسوي من دونهم؟؟ كيف بيعيش باجي ايامه من دون صوت ابوه وابتسامة امه؟؟ وغصبن عنه ردت أفكاره لحميد.. وحس انه يكرهه من الخاطر.. رغم انه يعرف انه اللي صار قضاء وقدر بس في داخله ما قدر يمنع احساسه انه حميد مذنب.. وانه هو اللي جتل امه وابوه.. بس مستحيل يقول هالشي جدام ليلى.. احتراما لأخته اللي يحبها موت..
عقب ساعة طلعت ليلى ويلست في الصالة ويا محمد .. حست في داخلها قوة كبيرة ما تعرف من وين يتها.. كانت تتوقع انها بتم منهارة.. بس كل ما ردت تفكر باخوانها تحس بقوة كبيرة في داخلها.. يلست ليلى بصمت ومحمد بعد كان ساكت.. اثنيناتهم ما راحوا يرقدون.. محمد يفكر كيف بيخبر اخوانه بهالخبر باجر.. وليلى ما تبا ترقد.. خلاص ما تبا ترقد ابدا او تفكر او حتى تحلم .. لأنها كل ما بدت تفكر .. تفكر بإحساس امها وهي تموت واحساس ابوها .. تفكر بخطيبها.. شو اللي خلاهم يسوون الحادث؟؟ ما تبا تفكر.. تعرف انها اذا فكرت فيهم بتتخبل اكيد.. واخوانها ما يستاهلون هالشي.. كان صعب عليها انها تفكر انها ما بتشوف أمها مرة ثانية ولا أبوها.. وانه خلاص ماشي عرس شهر ثمانية.. كانت مب مصدقة ومب فاهمة اللي استوى.. فستان الصباحية بعده مفروش على شبريتها.. لأنها ردت تجربه قبل لا ترقد في الصالة.. بس غصبن عنها ردت تفكر بأمها.. كيف ماتت.. تعذبت ولا لاء؟؟ ماتت على طول ولا عقب؟ كانت افكار فظيعة ما قدرت تخبر محمد عنها.. واطالعته بصمت وهو منسدح حذالها وساكت.. وكل شوي كانت تسمعه يشهق.. وترد دموعها تنزل مرة ثانية..
محمد: ليلى..
ليلى: هممم
محمد: يمكن...
ليلى: شو؟
محمد: لا تعصبين بس انا بعدني اترياهم يردون.. ومب متحرك من الصالة الا يوم اشوفهم يايين..
ليلى: لا تعذب عمرك يا محمد.. حرام عليك.. ولا تعذبني وياك..
اطالعها محمد بعيون اكبر بوااااااااايد عن عمره..ساعتين خلته يكبر عمر.. وقال: شو بنسوي الحين؟؟
حست ليلى بالألم في صدرها يرد مرة ثانية.. فعلا. .شو بيسوون الحين من دون اهلهم؟ شو بتسوي هي من دون امها؟؟ صح انها كانت متعودة على اخوانها وتعرف تتصرف وياهم بس امها كانت دوم وياها.. عمرها ما كانت بروحها وياهم.. شو بيسوون الحين؟
ليلى: ما اعرف.. محمد انا ما اعرف شو اسوي..
محمد: ليلى قلبي يعورني ..
اطالعته ليلى وشافته موخى راسه ودموعه تنزل وتوصل عند اخر خده وتطيح على ايده.. كانت تبا تحظنه وتهديه.. بس كانت مب متعودة انها تكون قريبة منه.. مايد غير بس محمد طول عمره منعزل ويخلي عمره قوي.. واليوم طلع على حقيقته.. طلعت طبيعته الهشة وضغطت ليلى على ايده بحنان..
ليلى: حتى انا..
محمد: أحس انه كابوس وبنصحى منه في أي لحظة..
ليلى:..............
محمد كان بعد يفكر بلحظة موتهم.. يفكر كيف كانت.. ابوه نط من السيارة ولا اللي صار صار فجأة وما لحقوا حتى يتنفسون؟؟ يا ترى ماتوا على طول ولا كان في امل ينقذونهم.. يمكن بعدهم ما ماتوا.. بس الطبيب ما يعرف.. يمكن لو ردوا يشيكون عليهم مرة ثانية؟؟ كانت افكار رهيبة خلته يكره عمره ووقف وطلع برى في الحديقة.. بس ما قدر يتحمل يتم بروحه.. كان خايف.. من افكاره.. افكاره عذبته.. ورد ويلس جدام ليلى ببراءة وفي عيونه حيرة وخوف.. وقال: ليلى.. بمووت.. والله بموت..
نزلت ليلى من فوق القنفة ويلست وياه ع الارض.. واطالعته بحزن..
محمد: كل شوي افكر... في نهايتهم.. (وصد الصوب الثاني وهو يمسح عيونه)
ليلى (بسرعة): لاء.. لا تفكر.. تفكيرك ما بيغير شي..
بس هي بنفسها كانت تفكر بهالشي طول الليل.. لو كانت هي مكان امها.. او ابوها.. ليش خلوهم بروحهم ويا الدريول؟؟ ليش ما ركب واحد منهم وياهم.؟؟ جان ع الاقل ما حست ليلى بهالوحدة الفظيعة.. وغصبن عنها كانت تتألم..
ليلى: بسير اشوف خالد..
محمد: سيري ارقدي وانا بيلس عنده..
تنهدت ليلى: اعرف عمري ما برقد..
كانت ليلى تفكر بوناستهم اليوم الصبح والعصر وكيف كانوا يضحكون.. مب مصدقة انه كل شي انجلب.. وانه حياة حبايبها انتهت.. وكل دقيقة كانت ترد تفكر بحميد.. شكثر كانت تحبه .. وشكثر كان يحبها.. تذكرته يوم يقول لها انه توله عليها وانه عقب شهرين ما بيخليها تغيب عن ناظره ولو ثواني.. حميد مات وهي واخوانها تيتموا..
مرت الليلة كئيبة وهم يتذكرون الماضي ويفكرون بمستقبلهم الغامض.. وفي النهاية تكلمت ليلى: خلاص محمد روح ارقد.. لازم تنش من الصبح باجر عشان تجابل الرياييل
محمد: بطمن على اخواني وعقب بسير ارقد..
ليلى: زين تسوي..
محمد: ما تبين شي؟
ليلى: لا
وأول ما راح محمد وقفت ليلى وسارت تتيدد وصلت ركعتين ويلست تقرا قرآن.. وتدعي لأمها وابوها وخطيبها بالرحمة والمغفرة..كانت ما تبا تفكر ابدا وهاذي احسن طريقة تشغل فيها عمرها..
وعقب ما خلصت سارت وانسدحت حذال سرير اخوها خالد وما حست بعمرها الا وهي راقدة.. وعقب ساعتين نشت يوم حست انه حد يتحرك حذالها وبطلت عيونها وابتسمت يوم شافت خالد يوايج عليها من السرير.. ميوّد الحدايد بإيده وعيونه مبطلة ع الاخر..
بس ابتسامتها اختفت على طول يوم قال خالد: ماماه؟
وقفت ليلى وشلته ودزها خالد عنه وهو يصيح: ماماه..
ليلى: حبيبي ماماه محد..
ما كانت تعرف شو تقول له.. خالد ياهل وما يفتهم..ورغم هذا ما كانت تبا تقص عليه وتقول له ماماه الحين بتي..
خالد (يطالعها): ماماه بوح؟؟
سكتت ليلى وباسته على خده وودته الحمام عشان تغسل له ويهه .. ونزلته في الصالة وهي تطالع الساعة.. كانت الساعة 6 الصبح.. وحطت له ألعابه عشان ينشغل بهم وراحت تسوي له حليب .. بشاكيرهم بعدهم بيت يدوتها ما ردوا.. ويوم طلعت من المطبخ سمعت باب الصالة يتبطل.. ودشت يدوتها وهي تمشي بصعوبة والخدامه ميودتنها وتساعدها ع المشي.. ركضت ليلى وحبت بدوتها على خشمها وراسها وخذت ايدها عن الخدامة عشان تساعدها هي ع المشي..
أم احمد كانت تصيح وتتنفس بصعوبة.. وأول ما يلست ع القنفة سحبت ليلى وحظنتها وانفجر بحر الدموع اللي في قلب ليلى على طول ويلست تصيح من خاطرها وبصوت عالي ويدوتها تصيح وياها..
أم أحمد: لا حول ولا قوة الا بالله.. انا لله وان اليه راجعون.. وين اخوانج.؟
ليلى: بعدني ما خبرتهم..
أم أحمد: سيري قعديهم فديتج أنا بسير أبطل الميالس للحريم.. ومحمد قعديه ..
ليلى: ان شالله ..
مشت ليلى ببطئ وخوف وهي تتساءل في داخلها كيف بتخبرهم.؟؟ كيف بتفهمهم؟؟ كيف تفهم طفل انه ما بيشوف امه خلاص..؟؟ كيف تشرح له انه بيكبر وبيعيش باجي ايامه من دونها؟؟ كيف تخبر مراهق انه بيتخرج من المدرسة والكلية وأبوه ما بيكون وياه عشان يوقف وياه ويفرح وياه.. كيف تخبره انه بيعرس وأبوه محد وبتمر أعياد وابوه محد؟؟ وبتمر سنين وبتم صورة أمه في باله وهو مب قادر حتى يسمع صوتها؟؟ كيف؟؟
قبل لا توصل ليلى الصالة اللي فوق تلاقت ويا محمد ع الدري..
ليلى: وين ساير من الحين؟؟
محمد: عمي عبدالله دق لي .. بسير اجابل الرياييل وياه في الميلس.. والظهر..
نزلت ليلى عيونها.. كانت تعرف انه الظهر بيصلون عليهم ويا صلاة الجمعة وبيدفنونهم حزة المغرب.. بس احترمت صمت اخوها وقالت: خلاص روح .. بارك الله فيك يا خوي.. وانا بطرش مايد وراك يوم بخبره..
محمد: لا تغصبينه ..
ليلى: ان شالله..
نزل محمد الصالة اللي تحت وسمعته ليلى يسلم على يدتها وهي طالعة فوق.. وحست بقلبها ينعصر من الألم وهي توقف جدام الممر اللي يودي لغرف اخوانها الصغار.. خايفة ومتوترة.. ما تبا تخبرهم... ما تبا تكون هي الانسانة اللي تصدمهم.. بتقول ليدوتها تخبرهم..بس قبل لا تلف وترد تحت.. طلع مايد من غرفته ويوم شافها ابتسم.. واقترب منها بكسل وهو يحك شعره .. وقال: يوعان.. امايه حطت الريوق ولا بعدها..؟؟
ليلى عبونها انترسن دموع ويرته في حظنها ويلست ويلسته وياها وهي تصيح... مايد انصدم من ردة فعلها ... وقال: ليلى؟؟ شو بلاج؟؟ امايه هزبتج؟؟ ولا أبويه؟؟ شو صار؟؟؟
ليلى (بين دموعها): مايد!!! ..
مايد (اللي كان متأكد انه امه هزبتها): شو فيج تكلمي ليلى.. شو مسوية؟؟
ليلى: ابويه يا مايد.. ابويه وامي ماتوا.. وحميد...!!!
كان ردها عليه مباشر هي بروحها ما كانت تبا تخبره بهالطريقة بس غصبن عنها.. مب قادرة تفكر ولا تعرف شو تقول له .. مايد انصدم وتم يالس في حظنها يطالع الفراغ اللي جدامه.. ليلى قالت انه ابوه مات .. وامه.. ماتت.. متى؟؟ كيف؟؟ وليش؟؟
كانت ليلى تصيح ومايد يصيح بس مب حاس بهالشي.. وحاول يطلع عمره من حظن اخته بس ما قدر.. وقال بصوت حاول انه يكون طبيعي: ليلى هديني بروح .. هديني..
هدته ليلى وتمت تطالعه وهو يوقف ويروح عنها بخطوات سريعة.. دخل غرفته وصك الباب وراه.. وراحت ليلى وراه ودورته بعيونها في الغرفة بس ما لقته..وسمعت صوته وهو يصيح ويوم ردت تتلفت لقته متكور تحت الطاولة في الزاوية .. وحاظن شي في ايده ويصيح..
شكله قطع لها قلبها.. وقالت: مايد؟؟
مايد (بدون ما يصد صوبها): مافيني شي.. طلعي..
ليلى: برد لك بعدين..
ما رد عليها مايد وطلعت عنه ليلى.. وهي حاطة ايدها على قلبها.. ومايد تم في مكانه تحت الطاولة يصيح وهو حاظن صورة أبوه.. ما كان يبا يعرف أي شي.. ما يبا يعرف كيف ماتوا او ليش.. كل اللي يباه انه واحد من اخوانه يدش ويقول له امه وابوه تحت في الصالة.. وانهم كانوا يقصون عليه.. بس في شي في داخله كان يصرخ ويقول له انه اللي سمعه صج.. وتنهد بصوت عالي وهو يقول: ابويه.. ابا ابويه.. !!!! ابا ابويه وامي..
حس بألم كبير في قلبه عمره ما حس به.. وحس بوحدة فظيعة وقب الصورة من قلبه عشان يخفف الالم اللي يحس به.. خلاص...ابوه ما بجى منه الا هالصورة.. وامه ما بيسمع صوتها مرة ثانية.. ما بتهزبه يوم بيغلط ولا بتضحك على سوالفه.. خلاص ابوه ما بيوديه المدرسة ولا بيكون موجود يوم بييب الشهادة البيت.. بالنسبة لمايد.. الحياة خلاص انتهت.. واندفنت ويا امه وابوه..


في الممر.. كانت ليلى بعدها واقفة تصيح وحاطة ايدها على حلجها عشان لا يطلع صوتها.. تبا تكون هادية يوم تخبر خواتها.. بعدهن يهال ما يفتهمن واذا شافنها تصيح بيصيحن وياها من دون سبب.. ويوم حست بعمرها هادية شوي.. بطلت الباب ودشت غرفة سارة وأمل.. كانن قاعدات اثنيناتهن ويسولفن على شباريهن.. وابتسمت لهن ليلى بتعب وحست بحنان كبير من صوبهن.. خلاص من اليوم هاذيلا الثنتين بناتها.. هي المسئولة عنهن.. وهن يوم شافنها ابتسمن ومدت لها امل ايدها عشان تحظنها.. وعلى طول راحت لها ليلى وحظنتها.. وعيونها على سارة اللي كانت كالعادة تبتسم بهدوء..
ليلى: فديتكن نشيتن؟؟
سارة: نشيت..
أمل: ما تشوفين عيوننا مبطلة؟؟
ليلى: اشوف بس استهبل..
ابتسمت سارة وضحكت امل بخجل.. وودتهم ليلى الحمام وخلتهم يغسلون اسنانهم وويوههم وعقب بدلت لهن ثيابهن ويلستهن جدامها على شبرية أمل وقالت: أمل.. سارة.. بقول لكم شي.. واسمعوني عدل..
أمل: انزين
سارة: ..........
تنهدت ليلى وغمظت عيونها..وردت بطلتهن وقالت: امي .. وابوي.. خلاص ما بنشوفهم مرة ثانية..
مالت سارة بجسمها على جدام عشان تسمع عدل وبطلت أمل عيونها ع الاخر.. وقالت: ليش ما بنشوفهم؟؟
ليلى: حبيبتي أمي وابوي .. (في خاطرها كانت تقول كيف اشرح لهم..؟؟ وسكتت فترة وردت تقول..) امي وابوي ماتوا.. تعرفين شو يعني ماتوا.. ؟؟
هزت أمل راسها انها ما تعرف .. ولفت سارة بويهها الصوب الثاني على طول.. ليلى كانت ترمس وعيونها على سارة.. : ماتوا يعني ما بنشوفهم مرة ثانية..
أمل (ببراءة): يعني ساروا لندن؟؟
ليلى: لا غناتي.. مكان ابعد عن لندن.. مكان ما نروم نوصل له..
سارة كانت ساكتة وقامت وراحت على شبريتها وشلت دانة ويلست تمسح على شعرها.. ليلى كانت تطالعها وفي داخلها كانت مستغربة من صمتها بس تذكرت انها كانت قريبة وايد من امها وابوها.. واكيد هالشي بيأثر عليها..
أمل: انزين انتي الحين بتاخذين غرفة ماماه؟؟
صدمها سؤال اختها والتفتت لها بسرعة.. كان تامل تبتسم.. وحز في خاطر ليلى انها مب فاهمة أي شي من اللي يستوي حواليها.. وقالت: لا ما باخذ غرفتها..
أمل: ليش؟؟ امي محد يعني انتي الحين امنا..
ليلى: لا انا مب امكم.. انا بتم اختكم..
أمل: عيل منو بتستوي امنا؟
ليلى: امنا بتم هي نفسها امنا .. بس الفرق الوحيد إنا خلاص ما بنشوفها..
أمل: وانا برقد عند منو؟؟
ليلى: بترقدين في غرفتج مثل كل يوم حبيبتي ما شي بيتغير..
أمل: عادي ارقد عندج؟
ليلى: هى فديت روحج عادي..
والتفتت ليلى على سارة اللي كانت يالسة على شبريتها ومتجاهلتنهم وقالت: حتى انتي سارونا تعالي ارقدي عندي..
بس سارة ما ردت عليها ولا حتى صدت صوبها .. وتنهدت ليلى وقالت: انا بنزل تحت .. يدوه هناك.. بتون ويايه..؟
أمل: انا بلعب..
ليلى: ما تبين ريوق..؟
أمل: لاء مابا..
ليلى: انزين.. انا بسير وبرد لكم عقب شوي..
وقفت ليلى وطلعت عنهم وهي بعدها مستغربة من موقف سارة .. توقعتها تصيح او تسأل عن امها بس كانت هادية وايد وحمدت ربها انه هالتجربة عدت على خير.. وأول ما طلعت ليلى تبطل باب غرفة مايد ووقف جدامها وويه كله احمر وقال بصوت متقطع ومخنوق: أبا.. هم.. والله حرام.. أبا امي... وابوي.. ليلى.. ييبيهم حقي .. الله يخليج..
ركضت له ليلى وحظنته وتعلق فيها مايد بقوة .. كان مب قادر يتنفس من كثر ما يصيح ويشهق بصوت عالي وردت ليلى تصيح وياه بقوة وطلعت امل وسارة من غرفتهم وشافوهم يصيحون وهم متحاظنين وراحت امل وحظنت اختها من ورا .. ووقفت سارة بعيد تطالعهم وهي ساكتة وخذت دانة ونزلت تحت بهدوء ولا حد حس فيها..
مرت ربع ساعة أقنعت فيها ليلى مايد انه يرقد شوي وخذت أمل ونزلت تحت.. وتفاجأت بالحريم اللي ترسوا الصالة والميلس الداخلي.. وراحت تلبس شيلتها وسلمت عليهن وحدة وحدة ويدوتها ما قصرت كانت متعبلة من كل شي والبشاكير يركضن من كل صوب.. ويلست ليلى حذال يدوتها وأمل يالسة في حظنها وصاحت أكثر من مرة وهي تسمع الحريم يطرن امها بكل خير ويصيحن عليها.. ويدوتها كل شوي تحظن ليلى وتحاول تخفف عنها..
كان جو رهيب عمرها ليلى ما عاشته ويربته.. كان أول عزا يمر عليها ولولا يدوتها ما كانت تعرف كيف بتتصرف.. ومر الوقت بسرعة.. والساعة 11 نزل مايد من غرفته وهو متلبس وراح ييلس ويا الرياييل.. واستانس عبدالله يوم شافه داش الميلس وراح له ويلسه حذاله.. وحزة الظهر راحوا كلهم المسيد يصلون الجمعة ويصلون على ارواح امواتهم.. ويوم ردوا من الصلاة.. حطت لهم يدوتهم الغدا وزقرتهم كلهم عشان ياكلون بعيد عن الحريم..
ليلى: يدوه والله مب مشتهية الاكل..
ام احمد: اكلي جدام اخوانج عشان ياكلون.. فكري فيهم.. يوم بيشوفونج عايفة الاكل ما بياكلون..
ليلى: ان شالله امي.. الله لا يحرمني منج والله ما اعرف شو كنت بسوي من دونج..
أم احمد: افا عليج يا ليلى تراني الا امج.. لا تقولين هالرمسة..
ليلى: فديت روحج والله..
ابتسمت ليلى لأول مرة هاليوم وباست يدتها على راسها.. وراحت تنادي مايد و عقب طلوع الروح قدرت تقنعه انه ياكل ومحمد يلس ياكل بهدوء وراحت ليلى تزقر أمل وطرشتها عشان تاكل وراحت فوق تدور سارة بس ما لقتها.. لا في غرفتها ولا في غرفة مايد ولا في أي مكان فوق..
استغربت ليلى وردت تدورها عدل في غرفتها بس ما كانت موجودة.. لا هي ولا دانة..


دشت ليلى عند الحريم وسألتهن عنها بس محد شافها.. والبشاكير بعد ما شافنها.. وطرشت محمد يدورها عند الرياييل وفي الحديقة وراح مايد وراه ودوروها في كل مكان ... بس ما لقوها.. وردوا وخبروا ليلى اللي حست بقلبها بيوقف من الخوف..
ليلى: وين راحت؟؟
محمد: نحن ناقصين دلعها الحين؟؟
مايد: سارة كانت متعلقة في امي وابويه وما اظن انها تتدلع..
ليلى: يا ويلي اخافها تكون طلعت من البيت..
محمد: ما اظن برد ادورها في الحديقة..
ليلى: دخيلك دورها عدل..
محمد: ان شالله..
مايد: انا بخبر عمي عبدالله..
ليلى: لاء.. لا تشغل باله يحليله بروحه حالته حالة..
مايد: بخبره .. احسن..
ليلى: سو اللي تباه .. انا بسير ليدوه..
مايد: برايج..
وردت ليلى ميلس الحريم ويلست حذال يدوتها وهمست لها: يدوه الحقيني..
التفتت لها يدوتها بخوف وقالت: شو بلاج؟؟ بسم الله شو صاير..
ليلى (والدموع في عينها): سارة.. يدوه سارة محد.. ما نعرف وينها..!!!
نهاية الجزء الثاني

غرربه
02-05-2013, 04:10 PM
الجزء الثالث
ردت ليلى تدور سارة في غرف البيت كلها والبشاكير وياها.. بس من دون فايدة.. سارة ما كانت موجودة.. ويوم نزلت تحت شافت مايد واقف يترياها عند باب الصالة.. وسارت له..
مايد: عمي عبدالله يباج..
ليلى: وينه؟
مايد: هني برى ..
تحجبت ليلى عدل وطلعت برى واقتربت من عمها..
عبدالله: ها يا ليلى بشري.. لقيتوها؟؟
ليلى: لاء.. ما اعرف وين راحت..
عبدالله: لا تحاتين اكيد منخشة في مكان هني في البيت ..
مايد: دورناها في البيت بكبره عمي ما لقيناها..
محمد: أخاف تكون راحت صوب الشارع..
ليلى: تتوقع ابتعدت عن البيت؟؟ يمكن تكون بعدها في الفريج..
مايد: انا بدورها في الفريج..
محمد: وانا بسير وياك..
عبدالله: خلاص انتوا دوروها هني وانا ما اروم أودر الميلس.. وردوا طمنوني..
ليلى: إن شالله..
وقفت ليلى تراقب عمها وهو يمشي صوب الميالس .. كان شكله تعبان من الخاطر .. مب بس هو.. كلهم كانت حالتهم حالة وسارة زادتهم الحين .. وين راحت؟؟ وليش ما انتبهت لها؟؟ كيف طلعت من دون ما تحس بها ليلى.. ؟؟
مايد: ليلى؟؟ ما بتدخلين؟؟
ليلى: ها؟؟ ..
مايد: أقول لج ما بتدخلين؟؟
تنهدت ليلى: بدخل.. والله خايفة عليها ما اعرف وين سارت..
محمد: لا تحاتين.. سارونا مب متعودة تطلع من البيت.. بعدين هي وايد تخاف مستحيل تبتعد..
ليلى: سيروا دوروها في الفريج.. الله يخليكم
محمد: ان شالله الحين سايرين..
ودخلت عنهم ليلى داخل وشلت اختها أمل وراحت تيلس ويا يدوتها عند الحريم.. كانت يدوتها تحاتي بعد والحريم يصيحن ويزيدنها هم.. ويوم شافت ليلى ياية صوبها سألتها على طول عن سارة..
أم أحمد: لقيتوها؟؟
ليلى: لاء..
أم أحمد: وا عليه وين راحت بنيتي؟؟
ليلى: بنحصلها ان شالله يدوه لا تحاتين..
كانت أمل تطالع ليلى ومبطلة عيونها ع الآخر.. هالنظرة كانت تخبل بأبوها الله يرحمه لأنها كانت نفس نظرته هو يوم يكون مستغرب من شي.. أمل كانت نسخة من أبوها وحست ليلى بقلبها يتقطع وهي تلاحظ هالشي الحين..
أمل (تهمس): وين سارونا؟..
ليلى: ما اعرف حبيبتي.. يمكن منخشة في مكان هني في البيت وتبانا ندورها..
عقدت أمل حِيّاتها: وأمي وابوي وين منخشين؟؟
انترست عيون ليلى من الدموع وما ردت عليها وانتبهت لها يدوتها وشلت عنها أمل ويلست تهمس لها شي في إذنها وأمل تطالعها بصدمة وتشهق وعقب ضحكت وقامت تركض فوق.. ويودت اما احمد ايد ليلى ورصت عليها..
أم أحمد: لا تعورين قلبج يا بنيتي هاذي ياهل ما تفتهم..
ليلى: هذا اللي معور لي قلبي .. مب عارفة كيف أفهمها..
أم أحمد: بتفهم.. بتكبر وبتفهم..
في هاللحظة صرخت وحدة من الحريم ويلست تصيح بصوت عالي وصاحت أم احمد على طول وراها.. وحست ليلى بظيج وشلت خالد من جدام يدوتها وتبعت اختها أمل فوق.. كانت تفكر بسارة.. معقولة تخون ثقة أهلها فيها من أول يوم وتظيع اختها الصغيرة؟؟ لو استوى لها شي ليلى عمرها ما راح تسامح نفسها.. اطالعت ليلى عمرها في المنظرة ولاحظت انه شكلها تغير وايد.. اللي يشوفها اليوم مستحيل يقول هي نفسها ليلى اللي كانت ويا اهلها وخطيبها أمس.. وتنهدت ودعت ربها انه يحفظ سارة ويرد لها اياها..
عقب ساعة رد محمد ومايد من برى .. محمد سار عند عمه في الميلس ودخل مايد البيت وراح فوق عند ليلى.. اللي أول ما شافته فز قلبها لأنه سارة مب وياه..
مايد (وويهه أحمر من الشمس): ما لقيناها..
حطت ليلى ايدها على قلبها..: دورتوا عدل؟
مايد: هى ما خلينا بقعة ما دورنا فيها ولا خلينا هندي ما سألناه..
ليلى: يا ربيه وين راحت؟؟
مايد: اسكتي المصايب تتحذف علينا من كل صوب..
ليلى: شو مستوي بعد؟؟
مايد: خالوه صالحة يت..
ليلى: اتفيجت أخيرا..
مايد: نزلي عندها تسأل عنج..
ليلى: مابا اشوفها ..
مايد: ليلوه ما فينا تحتشر نزلي عندها..
ليلى: خلاص بنزل..
مايد: انا بسير اتسبح وبرد عند محمد وعمي..
ليلى:...........
مايد: ليلى؟
ليلى: ها مايد..
مايد: لا تحاتين.. سارة بترد..
ليلى: ان شالله.. ان شالله ياخوي..
نزلت ليلى تحت وواجهت قنبلة من الدموع والمزاعج في الصالة.. خالتها صالحة كانت محتشرة هي والحريم واطالعت ليلى يدتها وشافتها تهز راسها بظيج.. ليلى تعرف إنها يدوتها محرجة على خالوتها صالحة.. لأنها جريبة بيتهم في زاخر وما تفيجت لهم إلا الحين العصر..
يوم شافت صالحة ليلى نازلة من فوق علت صوتها بالصياح ومدت لها ايدها عشان تحظنها وتنهدت ليلى وحظنتها من دون نفس..
صالحة: فديتج يا بعد عمري.. ترملتي وتيتمتي وانتي بعدج ما كملتي عشرين سنة.. الله يصبرج يا ليلى.. الله يصبرج..
ابتعدت ليلى عنها وهي تقول: انا ما ترملت.. كنت مخطوبة مب مالجة..
طنشت صالحة كلامها وقالت: وين باجي اخوانج؟
تنهدت ليلى واطالعت يدوتها... صج ما كان لها نفس ترمس خالوتها..
أم أحمد: محمد ومايد عند عمهم في الميالس والبنات فوق..
صالحة: سيري هاتيهم يا ليلى خليني اشوف عيال اختي... بنات كلثم..
ليلى كانت تعرف انه خالوتها لو درت عن سارة بتسوي لها سالفة وقالت: ان شالله بس يوم بينشن لأنهن راقدات..
وقبل لا تتكلم صالحة نشت ليلى واستأذنت وردت فوق..
ويلست صالحة عند الحريم وأم أحمد تطالعها بطرف عينها وهي ترمس وتسولف ويا الحرمات.. وعقب ما شبعت ردت ويلست حذال أم أحمد.. وقالت بخبث.. : وشو بيسوون العيال الحين بلا ام ولا ابو؟
أم أحمد: هذا نصيبهم يا صالحة شو بيسوون يعني؟
صالحة: يا ام احمد انا ياية هني وما بروح الا وعيال اختي ويايه..
انصدمت ام احمد.. واطالعت صالحة وهي عاقدة حياتها.. وقالت: وين تاخذينهم؟؟
صالحة: باخذهم بربيهم عيال اختي ما يستوي يتلتهون بليا ام ولا ابو.. منو بيربيهم ومنو بيداريهم؟؟
أم أحمد: وانا وين سرت؟؟؟ هاذيلا عيال ولدي... ما بخليهم
صالحة: انتي الخير والبركة يا ام احمد بس بعد انتي عندج عبدالله..
أم أحمد: والله ما احيده عبدالله ياهل ولا صبي.. عبدالله ريال وبيته متروس بشاكير.. ويكون في علمج.. تراه عبدالله ابوهم وانا امهم.. وانتي خلي عنج هالسالفة وشليها من راسج..
صالحة: والبيت شو بتسوون به؟؟
أم أحمد: شو بيسوون به بعد تراهم يالسين فيه
صالحة: وعبدالله بيتحول هني؟؟
أم أحمد: أقول لج انا ما برد عليج يا صالحة الظاهر انه الهم ظيع لج عقلج..
ولفت أم أحمد ويهها الصوب الثاني بكبرياء وبطلت صالحة عيونها وحلجها من الصدمة وشلت عباتها وطلعت وهي تقول في خاطرها.. اللي بيخليهم لج يا ام احمد.. عيال اختي عيالي وما بخليهم لج انتي ..


مرت الساعات والمغرب كل حد راح الدفن.. وليلى في غرفتها ويا أمل وخالد والدنيا سودة في عيونها.. مايد ومحمد ردوا من دون سارة وليلى تعبت من كثر ما اتدورها.. وخبروا الشرطة .. اللي اتصلوا قبل شوي وقالوا انهم بعدهم يدورونها..
خالد كان تعبان ورقد عقب المغرب وأمل يوم شافته راقد رقدت هي بعد وتمت ليلى يالسة تطالعهم وتفكر بسارة وشوي وسمعت حد يدق ع الباب..
ليلى: منو؟؟
تاميني: أنا .. ماما كبير يريد تحت..
ليلى: زين ياية..
نزلت ليلى تحت تشوف يدوتها شو تبا وكانوا الحريم خلاص روحوا ومحد عندهم الا يارتهم أم راشد .. حبت ليلى يدوتها على راسها ويلست حذالها..
أم أحمد: الله يرضى عليج يا بنيتي.. والله انه قلبي بيحترق على سارة..
ليلى: الشرطة بعدهم يدورونها..
أم أحمد: ما ابا اكلف عليج بس ردي دوريها في الحديقة..
ليلى: ان شالله ..
طلعت ليلى برى ويلست تدور في الحديقة.. وعقب ما حست بيأس يلست تصيح وتدعي على عمرها.. وفجأة... شافت حد يدخل من باب الحوي.. وعقب شوي اقتربت منها وكانت سارة.. شهقت ليلى وركضت لها بسرعة وشلتها وحظنتها بكل قوتها وهي تصيح من خاطرها.. أخيرا!! أخيرا لقتها.. !!
سارة كانت ترتجف من اليوع والخوف وليلى حاظنتنها وتمسح على شعرها وتتفداها.. بس سارة كانت ساكتة وما تتكلم..
ليلى: فديتج يا ربي والله اني مت من الخوف عليج وين رحتي؟؟؟ سارونا وين رحتي وخليتيني جي احاتيج؟؟
سارة: ...............
ليلى: اياني واياج تطلعين مرة ثانية بروحج..
سارة:...............
وشلتها ليلى ودخلت وياها داخل وسارة كانت تطالعها بصمت ونظرتها كلها حزن وليلى تتفداها وتبوسها.. بس وهي شالتنها كانت الدموع تنزل من عيونها بغزارة.. وراحت على طول عند يدوتها..
ليلى: يدوه.. يدوه.. سارة يت..
نشت أم أحمد بصعوبة ووياها ام راشد ولوت على سارة اللي كانت حاظنة دانة بكل قوتها..
أم أحمد: الحمدلله.. الحمدلله .. ليش جي يا بنيتي؟؟ زيغتينا... وين منخشة من الصبح؟؟
نزلت سارة راسها ويلست تمسح على راس دانة وما ردت عليهم..
أم راشد: بلاها البنية ما ترمس؟؟
ليلى: يمكن مستحية منج ومن يدوه..
أم أحمد: زين يوم اطمنت عليها.. بسير الحين البيت اييبأغراضي عسب ايلس عندكم هني جان تبوني..
ابتسمت ليلى: فديت روحج أكيد نباج..
أم راشد: برايج يا أم أحمد انتي ما ترومين تسيرين بسير انا وليلى وبنييب ثيابج..
أم أحمد: لا يا وخيتي ما تقصرين بس بسير اشوف البشاكير شو مسويات وبمر صوب الزرع الا يوم بتكل به على الزراع باجر بيصبح ميت..
أم راشد: ما تبيني اخاويج..
أم أحمد: لا فديتج ردي لعيالج ما قصرتي والله..
أم راشد: أفا عليج يالغالية..
وقامت ام احمد وام راشد وطلعن وسارت ليلى للمطبخ وقالت للبشكارة تحط العشا لسارة.. لأنها تعرف انها اكيد ميتة من اليوع..
سارة تمت يالسة في الصالة حاظنة دانة وساكتة وحطت لها البشكارة العشا بس ما طاعت تسير صوبه..
ليلى: سويرة حبيبتي تعالي انا بأكلج..
سارة:..........
ليلى: سارة ليش ما ترمسين؟؟ شو بلاج؟؟
في هاللحظة دشوا محمد ومايد وعمها عبدالله وأول ما شافوا سارة استانسوا ويوا صوبها يطمنون عليها .. وهي ما طاعت تكلم أي حد فيهم بس أول ما شافت مايد راحت ولصقت فيه وتمت تطالعه وهو يطالعها باندهاش..
مايد (بهدوء): وين سرتي؟؟ دورناج في كل مكان..
سارة:.............
ما جاوبته سارة بس عيونها ما فارقت عينه لحظة.. وتنهد مايد ويلس يلقمها وهي تاكل بصمت.. واستغربت ليلى منها بس ارتاحت انها ع الاقل كلت.. ويلست تسولف ويا عمها عبدالله اللي كان منهد حيله ..
ليلى: عمي عشاني سير ارقد ..
عبدالله: وين بييني النوم ؟
ليلى: حاول يا عمي .. عشاننا .. نحن مالنا غيرك الحين..
عبدالله: ان شالله يا ليلى..
ليلى: عمي.. بغيت أسألك..
عبدالله: شو؟
ليلى: عمي عادي نتم في بيتنا؟؟
عبدالله: ما يستوي اتمون هني بروحكم..
ليلى: انزين انته اسكن ويانا .. انت ويدوه
عبدالله: وبيتي؟
ليلى: ما اعرف.. بس انا ما ابا اظهر من بيتنا..
عبدالله: يصير خير.. خلي ايام العزا تمر على خير وعقبها بنتفاهم..
ليلى: عمي ومحلات ابويه.. ؟
عبدالله: يا ليلى انتي وايد تحاتين.. مب زين عليج.. هالسوالف كلها انا بهتم بها..
ليلى: خلاص ..
عبدالله: ياللا عيل اذا ما تبون شي بروح..
ليلى: لا خلاص تسلم عمي ما قصرت..
عبدالله: ألحين امايه بتي تبات عندكم..
ليلى: هى قالت لي..
عبدالله: تصبحون على خير..
ليلى: وانته من اهله. .الله يحفظك..



روح عبدالله بيته وهو في السيارة غصبن عنه راحت أفكاره لمبارك.. مبارك خسر مرته وعياله.. أكيد هالشي بيأثر فيه وفي طريقة إدارته للشركة.. مثل ما هو خسر اخوه ومرته . مبارك خسر مرته وعياله.. ما بجى له حد منهم.. حاول عبدالله ما يتعمق في افكاره بس من كثر ما هو متأثر.. تذكر عبدالله مرته وأول ما دش بيته راح غرفتها على طول.. غرفتها اللي من يوم ما ماتت وهو متجنب يدخلها.. ويلس على الشبرية.. وهو يتذكر ملامح نورة الحلوة.. ويتخيل شكل عيالهم لو كانت بعدها حية.. ولأول مرة من فترة طويلة.. سمح عبدالله لنفسه انه يفكر بها بهالعمق.. وفكر بولد مبارك وبنته وحس براحة بسيطة انه ما عنده عيال وعمره ما بيحس بإحساس الخسارة اللي مبارك حاس به الحين..
بس وهو يطالع الغرفة اليديده فكر بحياته.. وحياة عيال اخوه.. وتساءل في داخله اذا كان المفروض انه يتزوج؟ عشانهم ع الاقل؟؟ بس للأسف .. ما عنده رغبة بهالشي.. ولا لقى اللي ممكن تملا له حياته وقلبه..
في هاللحظة دشت عليه أمه وهي مصدومة ويوم شافته يالس بروحه فكرت تخليه بس غيرت رايها ودشت ويلست حذاله.. وهو يوم شافها باسها على راسها وابتسم..
أم أحمد: انا يوم شفت باب هالغرفة مبطل تحريت حرامي داش البيت..
عبدالله (يبتسم بحزن): اشتقت لها ..
أم أحمد: كلنا اشتقنا لها.. بس هاذي حكمة رب العالمين ولازم نرضى بها..
اطالعها عبدالله وهي منزلة راسها.. أمه رغم انه قلبها يحترق على ولدها وعيال ولدها اللي تيتموا فجأة .. رغم هذا اتم قوية عشانهم كلهم.. تعرف مسئولياتها وتعرف انهم يستمدون قوتهم من قوتها هي.. واحترم هالشي فيها وايد.. أحترم انها ما انهارت ولا غرقت في حزنها.. وفكر بأنانيته هو.. اللي حرمها طول هالسنين من فكرة انه يكون له زوجة وعيال.. وخلاها تحاتيه هالفترة بطولها..
أم أحمد: قوم ارقد يا ولدي وارتاح .. وباجر اباك في سالفة ظرورية..
عبدالله: أي سالفة؟؟
أم أحمد: صالحة اليوم في العزا يلست تخربط وايد.. باجر بخبرك لازم ارد بيت المرحوم الحين العيال يتريوني..
عبدالله: شو قالت صالحة؟؟؟ هاذي ما تي الا وهي تيرير مشاكلها وراها؟؟
أم أحمد: لا تشغل بالك يا عبدالله خرابيط حريم .. أنا ما عندي سالفة يوم خبرتك الحين.. ماباك تحاتي..
عبدالله: خلاص باجر عقب ما يروحون الرياييل من الميلس بيي ايلس عندكم في البيت وخبريني..
أم أحمد: ان شالله.. وينه عبدالحميد خاري؟؟ اباه يوصلني..
عبدالله: هى خاري يترياج.. ونجمة تترياج في الصالة..
أم أحمد: زين عيل .. تصبح على خير..
عبدالله : وانتي من اهله الغالية..
وطلعت أم أحمد بخطواتها الثجيلة وروحت بيت ولدها أحمد..
يلس عبدالله شوي في غرفة مرته وعقبها طلع وراح غرفته عشان يرقد.. بس قبل لا يغلق تيلفونه ..رن.. وكان المتصل سهيل المحامي.. واستغرب عبدالله لأنه كان وياه اليوم في العزا .. شو يبا منه الحين؟
عبدالله: ألو..هلا سهيل..
سهيل: اهلين شحالك عبدالله؟
عبدالله: الحمدلله .. سهيل زيغتني.. متصل هالحزة..
سهيل: اوه اسمح لي عبدالله بس نسيت أسئلك.. تباني اعطي الموظفين اجازة ولا يداومون باجر؟
عبدالله: لا برايهم خل يداومون.. يعرفون شغلهم..
سهيل: انزين اتصل بي علي بن يمعة..
عبدالله: هى.. بلاه؟
سهيل: سمع عن الحادث وكان يبا رقمك.. وقال باجر بيي يعزيك..
عبدالله: ما يقصر..
سهيل (بعد تردد): عبدالله؟؟
عبدالله: .. شو تبا تقول يا سهيل.. شفيك متردد؟
سهيل: ما بتسير.... تعزي.. مبارك؟؟
انصدم عبدالله من سؤال سهيل وتم ساكت فترة.. : خله هو ايي يعزيني.. هو اللي تسبب في الحادث..
سهيل: هذا قضاء وقدر.. لا تظلم الريال يا عبدالله..
عبدالله: مب ساير يا سهيل.. ما اروم اسير له..
سهيل: أنا باجر بسير له..
عبدالله: تعذر لأبوه عني .. أبوه ريال طيب ..
سهيل: ان شالله.. خلاص بخليك الحين تصبح على خير..
عبدالله: وانته من اهله..
تنهد عبدالله يوم بند عنه سهيل وقرر ما يغلق تيلفونه.. يمكن يحتاجونه عيال اخوه .. ورقد على طول من التعب..
---------------

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة .. رقدت أم أحمد في غرفتها.. ونزلت ليلى من فوق عقب ما رقدت أمل وخالد.. وكان مايد يالس في الصالة ويا سارة ومحمد..
ليلى: سارونا تعالي بنسير نرقد..
لفت سارة ويهها على مايد واطالعته بنظرة توسل..
مايد: ليلى.. خليها بترقد هني ويايه..
تنهدت ليلى: على هواكم .. انا تعبانة بسير ارقد..
محمد: لاتحاتين.. أنا بتم وياهم..
ليلى: صدقني من كثر التعب ما بحاتي ولا بفكر حتى.. انتوا خليتوا فيه عقل؟؟
محمد كان يعرف انها مقهورة من سارة وسكوتها الغريب.. وعنادها.. وما يلومها يحليلها وايد تحملت اليوم .. فوق طاقتها ..
محمد: تصبحين على خير..
ليلى : وانتوا من اهله..
راحت ليلى غرفتها عشان ترقد .. ورقد محمد ع القنفة في الصالة ومايد فرش له تحت هو وسارة.. ما كان يبا يسير غرفته.. ولا محمد.. يحسون بالأمان وهم في الصالة.. و سارة رقدت حذال مايدوهي حاظنة دانة
محمد كان مستغرب من سارة اللي على كثر ما كان مايد مأذنها كان هو أول واحد التفتت له في أزمتها هاذي..
مايد تم يطالع اخته فترة قبل لا يرقد.. يوم لقى سارة حس في داخله انه أمه ردت له ولو للحظة .. سارة كانت قريبة وايد من كلثم.. كانت متعلقة فيها بشكل فظيع ومعتمدة عليها في كل شي.. ونادرا ما كانت أمهم تيلس وياهم وسارة مب في حظنها.. عشان جذي كل ما اطالعها كان يتذكر امه.. وفي النهاية رقد .. كلهم كانوا تعبانين.. اليوم هذا كان من أطول الايام اللي مرت عليهم.. وأسوأها على الاطلاق..
---------------
عقب فترة.. نش مايد على صوت صياح ولاحظ انه محمد راقد ع القنفة ويوم التفت على سارة شافها يالسة وحاظنة ركبها وتصيح.. ويلس واقترب منها..
مايد: سارة؟ شو فيج؟ شي يعورج؟ أزقر لج ليلى؟؟
ما ردت عليه سارة بس يوم وقف عشان يزقر ليلى يرته من إيده بتعب ورد ييلس.. كان خاطره يعرف شو اللي تفكر فيه؟ وليش طلعت من البيت؟؟ بس هالصمت اللي فاجأتهم فيه محيرنه اكثر..
غمظت سارة عيونها بس الدموع استمرت تنزل وخلت عمرها راقدة وتنهد مايد ورقد حذالها وهو يحس بالألم في قلبه يرد له مرة ثانية..
------------

مرت أيام العزا بحزن وكآبة.. بس الألم اللي يحسون به عيال أحمد بدا يخف شوي.. ورغم انه حياتهم عمرها ما بتكون نفس قبل ، بس حاولوا يقنعون نفسهم إنهم راضين باللي عندهم.. وانه الحياة تستمر..ليلى كانت تحاول طول الوقت إنها تكون مبتسمة.. وما تفكر بحميد.. وبأمها وأبوها.. بس فليل.. يوم الكل يرقد.. واتم هي بس .. في صراع فظيع ويا النوم.. ترد أفكارها لحميد.. لروحه الطيبة وابتسامته الحلوة.. وملامحة اللي كانت تخليها تذوب من المستحى.. حميد راح وضحكته راحت وسعادتها ومستقبلها وياه راح.. وضاع.. للأبد..
مايد كان هادي ومطيع طول هالفترة وليلى حست إنها وايد مشتاقة لمايد الأولاني اللي يسولف ويظحك.. وحاولت وياه كم مرة بس كل اللي تحصله منه ابتسامة باهته.. وسارة تمت على حالتها ساكتة ومتعلقة بمايد .. كان كل شي خارج عن سيطرة ليلى وهذا اللي كان متعبنها..
نشت ليلى صباح يوم السبت الساعة 6 وراحت المطبخ تشوف البشاكير وتشرف على الريوق بنفسها.. مثل ما كانت أمها تسوي قبل.. ويوم ردت الصالة شافت يدوتها يالسة تحت عند القنفة وابتسمت وراحت تيلس وياها.. عقب ما باستها على راسها وحظنتها..
ليلى: صبحج الله بالخير يا احلى انسانة في الوجود..
أم أحمد: هههههههه أسميج لوتيه .. صبحج الله بالنور والسرور..
ابتسمت ليلى وقالت يدوتها وهي تصب لها قهوة.. ليش تعذبين عمرج البشاكير يعرفن شغلهن..
ليلى: لا عذاب ولا شي.. أحب شغل البيت..
أم أحمد: ليلى.. شو رايج انتي واخوانج تسيرون تيلسون عند عمج عبدالله..؟
ليلى تظايجت يوم سمعت هالطاري.. كانت مصرة اتم هني في بيتهم وعمها أكثر من مرة عرض عليها تنتقل عنده وخالوتها صالحة بعد وايد تحن عليها وكل يوم تتصل وتسألها..
ليلى: يدوه انا ما بودر بيت ابويه..
أم أحمد: بس يا بنيتي ما يستوي تيلسون هني بروحكم..
ليلى: يدوه .. محمد ماشالله ريال وبعدين (ابتسمت).. انتي ويانا
أم أحمد: مابا اثجل عليكم يا ليلى..
ليلى: أفاااااا... انتي تثجلين علينا؟؟ هذا بيتج قبل لا يكون بيتنا يا أم أحمد..
ضحكت ام احمد : فديتج يا ليلى..
ليلى: فديت هالضحكة يا ربي لا تحرمني منها..
وهم يسولفون طلع محمد من غرفته وياهم الصالة وسلم عليهم وقعد على القنفة وهو يتنهد بصوت عالي..
ليلى: محمد؟ شو فيك؟
اطالعها محمد ونزل راسه.. بس ما رد عليها..
أم أحمد: شو فيك يا ولدي؟ حد مظايجنك؟؟
محمد: لاء.. يدوتي.. أنا... أبا حد يتصل الكلية يشوف اسماء المقبولين طلعت ولا لاء..
سكتت ليلى وهي تطالعه بحنان.. وتذكرت انه كان ناوي يروح ويا ابوها عشان يطلع النتيجة .. بس الله ما كتب هالشي.. وفي غمرة أحزانها ومشاغلها نست هالسالفة تماما وهو يحليله ما ذكرها..
ليلى: عندك الرقم؟
محمد: هى عندي..
ليلى: انزين ليش ما تتصل بهم؟
محمد (بخجل): لا.. انتي اتصلي..
ابتسمت ليلى وقالت: من عيوني.. كم محمد عندي انا؟
ابتسم محمد ووقفت ليلى عشان تروح وياه غرفته وتاخذ الرقم وبالمرة بتتصل من تيلفونه..
أم أحمد: لا تبطون عليه ردوا بسرعة طمنوني..
ليلى: ان شالله يدوه..
دشت ليلى غرفة محمد واتصلت بالكلية ومحمد يالس حذالها يراقب ملامحها بلهفة..
وعقب مكالمة استمرت دقايق بندت ليلى وعضت على شفايفها وهي منزلة راسها..
محمد (بلهفة): ليلى تكلمي.. شو قالوا لج؟؟؟
اطالعته ليلى بحزن: محمد.. ما قبلوك..
ضحك محمد: أدري انج تقصين عليه..
ليلى: لا والله ما اقص عليك.. صج.. ما قبلوك..
محمد بدا يتنرفز: ليلى!!!!.. ترى والله برد اتصل بروحي..
ليلى: محمد حبيبي ما قبلوك والله العظيم انهم ما قبلوك..
نزل محمد عيونه... : ليش؟؟
ليلى: عشان... محمد انته نظرك ضعيف .. وهذا هو السبب اللي خلاهم يرفضونك..
تم محمد ساكت .. وتذكر انه ابوه حاول يقنعه يسوي عملية ليزر قبل لا يروح ويسوي المقابلة والفحوصات.. بس محمد كان خايف وما طاع.. يعني لو سوى العملية شو كان بيستوي؟؟ بس هالخوف اللي ما يقدر يتخلص منه هو اللي منعه..
ليلى: محمد؟؟
محمد: خلاص ليلى خليني بروحي..
ليلى: انزين.. بس لا تهتم.. بتقدم في ألف مكان غير..
محمد: يا ليلى أنا كنت احلم بكلية الطيران من يوم كنت في صف أول ثانوي..
ليلى: أدري يا محمد .. بس الدنيا جذي.. ينسد باب في ويهك وتنفتح عقبه ابواب..
محمد: أعرف.. ما فيني شي بس ممكن أتم بروحي شوي؟؟
ابتسمت ليلى: أكيد ممكن.. نترياك ع الريوق؟؟
محمد: لا لا مالي نفس..
ليلى: خلاص على هواك..
طلعت ليلى عن أخوها وراحت تيلس ويا يدوتها ..
أم أحمد: ها بشري..
تنهدت ليلى: ما قبلوه..
أم أحمد: في ذمتج؟؟
ليلى: هى ..
أم أحمد: يحليلك يا محمد..
ليلى: ياللا هذا نصيبه..
أم أحمد: تبين الصدق أحسن له.. شله بالطيايير وعوار الراس اللي ايي من وراهن..
ليلى: بس عاد هالشي كان في خاطره..
أم أحمد: احسن له يجابل شغل ابوه..
ليلى: الله يعينه..
سكتت ليلى وهي تفكر بعمرها.. وبيدتها وباخوانها.. والمسئولية اللي فجأة نزلت على كتوفها... كانت مسئولية فظيعة حسستها بإرهاق ماله حدود.. كرهت عمرها يوم خبرت أخوها انهم ما قبلوه.. بس لازم تكون هي اللي تخبره لأنها العودة.. كرهت نفسها لأنه سارة تغيرت وحست انها هي المسئولة.. هي اللي ما عرفت كيف تنقل
لها خبر وقاة أمها وابوها.. وكرهت نفسها أكثر لأنها حاسة بحزن كبير على حميد وتفكر فيه طول الوقت أكثر حتى من تفكيرها بأمها وابوها... وتنهدت وهي تفكر انه اعتماد اخوانها كله عليها هي الحين.. ولازم تكون قد المسئولية.. بس أشغال أبوها ومحلاته وتجارته؟؟ مستقبل اخوانها؟؟ منو بيهتم به غيرها.. حياتها قبل كانت بسيطة.. وحدة توها بتعرس وبتطلع من بيت ابوها عشان تكون اسرتها الخاصة.. والحين.. فجأة .. تلاقي عمرها أم ولخمسة أطفال..!!
أم أحمد: ليلى؟؟
ليلى: ها؟
أم أحمد: وين سرحتي الله يهديج؟
ليلى: كنت افكر باخواني.. بسير اقعدهم بسهم من الرقاد..
أم أحمد: هى قعديهم عشان نتريق..
ليلى: ان شالله يدوه..

في غرفته ، كان محمد يالس على الشبرية ويصيح بصمت.. الشي الوحيد اللي كان واثق انه بينجح فيه.. خلاص انتهى.. حلمه انه يكون طيار .. وحلم ابوه.. رفضوه عشان شي بسيط.. وتافه.. شو يعني نظره ضعيف؟؟ في اختراع اسمه عدسات ونظارات.. ليش هالظلم؟؟
وعقب ما فرغ كل شحنته من الصياح والشعور بالألم.. رد يفكر بليلى.. وحس بإحساس فظيع بالذنب وانه تافه.. ليلى فقدت خطيبها ومستقبلها في هالحادث.. وأكيد هالشي مأثر عليها.. ورغم هذا متحملة وتبتسم وساكتة.. وتحاول بكل طريقة إنها تكون أم بديلة لهم.. وهو يالس يتحسر على شي ثانوي مثل الكلية؟؟
تنهد محمد وغسل ويهه وطلع في الصالة عشان يتريق وياهم.. لازم يكون قد المسئولية ويثبت للكل انه أبوه خلف ريال وراه.. ويلس حذال يدوته اللي ابتسمت له بحزن وصبت له قهوة ..
أم أحمد كانت متحسرة على محمد اللي بيكون مصيره انه يكون أب ثاني لاخوانه اليهال.. عيال ولدها غامظينها وايد.. كلهم من اكبرهم لأصغرهم.. ومجرد انها تطالعهم تحس بسجاجين في قلبها.. أبوهم كان يحبهم موت وما يقصر عليهم بشي..والحين مهما حاول عبدالله او حاولت هي تعوظهم ما بيقدرون.. بيتمون حاسين بالنقص.. بس أم احمد عاهدت عمرها انها ما تقصر في حقهم وانها تحاول تكون لهم سند وأم ثانية.. وبتساعد هالمسكينة ليلى تتخطى هالمرحلة الصعبة من حياتها..
ليلى ركبت الدري بتكاسل .. ما فيها تقعد اخوانها وتلبسهم بس كانت تبا تشغل نفسها بأي شي.. ويوم دشت غرفة خواتها انصدمت من اللي شافته .. مايد كان يالس ع الشبرية ويسولف وياهن .. سارة وأمل كانن لابسات ثيابهن وشعرهن مرتب وخالد يالس على صوب يلعب بدبدوب أمل.. والغرفة والفراش مرتب .. والدرايش مبطلة..
ابتسم مايد يوم شافها وقال: حطيتوا الريوق؟؟؟ والله يوعان..
ليلى كانت بعدها مصدومة وقالت: منو لبسهم ورتب الغرفة؟؟
أمل (تبتسم): ميوودي قعدنا من الرقاد.. (وفجأة تمد بوزها) ليلى ميوودي شد شعري..
مايد (بسرعة): شو أسوي بها مب راضية تنش..
ابتسمت له ليلى ابتسامة عريضة : أهاااا.. يعني يوم ما رمت تقعدها شديت شعرها؟؟
مايد: هى عشان مرة ثانية تنش بسرعة.. وما تعذبج انتي اختي حبيبتي..
أمل (وهي تمد بوزها أكثر): ويوم كنا نغسل اسناننا.. خلاني ابلع الماي اللي فيه المعجون..
مايد اطالعها بنظرة شريرة ورد يبتسم لليلى: محد قال لها تسمع كلامي..
لاحظت ليلى انه سارة تبتسم وفي داخلها كانت بتموت من الوناسة انه مايد رد لشطانته.. وفي هاللحظة حست بحد يشد جلابيتها من تحت والتفتت وشافت خالد يطالعها ويأشر على مايد..
ليلى: فديييييييييييتك يا ربي انته بعد شو مسوي بك مايد؟؟
خالد (بنبره حادة) : دتت دبنتم مالل ددان مدوودي..
ضحكوا كلهم على لهجة خالد اللي ما تنفهم.. وعلى شكله وهو معصب..
مايد: ليلى دخيلج ترجمي.. تراني ما افهم فرنسي..
اقتربت منه ليلى ببطء وهي تبتسم ابتسامة خبيثة.. وتم مايد يطالعها وعيونه مبطلة ع الاخر.. وهجمت عليه فجأة ويودت أياديه الثنتين وهو يصرخ: لالالالالالالا.. خاينة!!! خاينة!!!
ليلى: أمولة بسرعة شدي شعره.. بسرعة قبل لا يفلت من ايدي..
صرخت أمل بفرح ونطت على مايد اللي كان يرافس وطلعت حرتها فيه ومطت شعره من خاطرها وهو يزاعج.. لأنه شعره طويل شوي وأكيد يعوره يوم بينشد.. التفتت ليلى على سارة اللي كانت تطالعهم وتبتسم وقالت: سارونا تعالي.. يوديه ويايه تعالي..
ضحكت سارة وركضت ويودته ويا اختها وعقب تفكير.. قرصته بقوة على خده..
مايد: آااااااااااي.. والله بتشوفون والله..
ليلى: ههههههه ... دواك!!
وخالد اللي كان واقف بعيد ويصفق اقترب منهم ويلس يضحك على مايد..
وفجأة هدته ليلى وشلت خالد وركضت من الحجرة وركضن سارة وأمل وراها وهن يضحكن ومايد يالس على الشبرية يتنهد من التعب .. ويوم استوعب انهن شردن زاعج بأعلى صوته: ما علييييييييه.. والله بتشوفن .. حتى انته يا خلود براويك..
وتحت على الريوق ولأول مرة من فترة كانوا يسولفون ويضحكون واستانست ليلى انه محمد كان مشاركنهم سوالفهم.. وقررت عقب تيلس وياه وتحاول تخفف عنه شوي.. مع انه ليلى بعدها كانت خايفة على سارة .. لأنها رغم سوالفهم كانت تاكل بهدوء ومن دون ولا كلمة.. ليلى تعرف انه صدمتها كانت قويه وغياب امها عنها خلاها تفقد اهتمامها في كل شي حواليها.. وأكثر من مرة لاحظت ليلى انه يوم مايد يبتعد عن سارة تبدا تصيح وتلحقه.. بس ليلى عاذرتنها.. اللي مرت به مب شوية.. وشوقها لأمها اكيد اكبر من اللي ممكن يتوقعونه.. ليلى بروحها تحس بعمرها انها بتنهار ساعات وتحس انه اصابعها ترتجف كل ما حاولت تسوي شي .. كله من توترها وخوفها.. بس تحاول ما تبين هالشي لاخوانها وتحاول تكون قويه جدامهم عشان مصلحتهم..
------------------
في الشركة، كان عبدالله قاعد في مكتبه يتابع الشغل اللي فاته في أسبوع العزا.. المشاريع اللي لبسها من خاطره في اسبوع العزا كلها كانت تترياه على طاولة المكتب.. شكوى من مدير العمال في مشروع النادي الرياضي في راس الخيمة.. يقول انه العمال ما يبون يشتغلون الظهر.. تنهد عبدالله وحط الورقة على صوب.. مجموعة الاوراق اللي شلهم عقب كانن تقارير وتصاميم الفندق اللي بيسوونه في دبي.. المهندس مطرش نسخة من التصاميم وخرايط الفندق.. والسكرتيرة كاتبة ملاحظة انه المهندس بيي يشوفه اليوم وبييب وياه النموذج اللي يباه علي بن يمعة عشان يشوفه.. ابتسم عبدالله وهو يفكر بعلي بن يمعة.. رغم انه الريال ما قصر ويا العزا .. ويلس وياه.. بس بعده مب مرتاح له.. في شي في داخله ينفر منه.. بس عقب باجر عبدالله بيسير يقعد في دبي اسبوع عشان يشرف على بداية الشغل في الفندق.. هالمشروع كبير وايد ولازم يشرف عليه بنفسه.. وفي هالفترة اللي بيقعدها في دبي بيتعرف على علي اكثر..
فكر عبدالله بعيال اخوه اللي بيغيب عنهم هاليومين بس ما يعتقد انه هالشي بيأثر عليهم وايد لأنه امه عندهم.. وفكر بمبارك.. لين الحين شركته ما ابتدى الدوام فيها ومشاريعه موقفة والعمال في اجازة.. اليوم سأل سهيل عنه وقال له انه بعده حابس عمره في البيت .. تنهد عبدالله وقال في خاطره الله يعينه ويصبره..
في هاللحظة رن تيلفونه وابتسم عبدالله وهو يشوف الرقم..
عبدالله: هلا والله..
ليلى: صباح الخير عمي عبدالله..
عبدالله: صباح الورد والياسمين..
ليلى: عمي مشغول؟
عبدالله: افضي لج عمري غناتي..
ليلى: تسلم عمي.. أبا اسير كارفور اخذ اغراض للبيت الثلاجة فاظية ما فيها شي.. ممكن توديني؟
استحى عبدالله وحس انه مقصر وياهم وايد.. وقال: ان شالله غناتي.. دقايق وبكون عندكم..
ليلى: مشكور عمي ما تقصر..
بند عنها عبدالله وودر الاوراق اللي في ايده وطلع من المكتب.. وقال للسكرتيرة انه بيطلع لمدة ساعة تقريبا وبيرد.. ابتسمت له السكرتيرة وهو طالع.. كانت متخبلة عليه.. بس تعرف انه مب حاس حتى بوجودها.. مثلها مثل كل الموظفات في الشركة..
--------------

قبل لا تطلع ليلى من البيت ويا عمها.. لحقها مايد وخذها على صوب..
مايد: ليلى حبيبتي.. ييبي لي كرتون لبان ريجليز.. وثلاث قواطي برينجلز بالكاري..
ليلى: ليش ؟؟ شو بتسوي في هذا كله؟؟
مايد: ليلى لو سمحتي من دون أسئلة..
ليلى: ان شالله.. استاذ مايد أي أوامر ثانية..
مايد: لا .. بس ..
ليلى: ياللا فارج..
مايد : على فكرة..
ليلى: شو؟؟
مايد: ترا شيلتج مجلوبة..
شهقت ليلى وفعلا كانت لابسة شيلتها بالجلب وهي مب حاسة وضحك عليها مايد وهي تعدل شيلتها وابتسمت له ليلى واطالعته وهو يرد ينسدح حذال يدوته اللي اكنت يالسة تسولف لسارة وأمل عن زمان أول وكيف كانوا يساعدون اهلهم في شغل البيت من يوم كانوا يهال.. وأمل وسارة مبطلين حلوجهم ومنتبهين على كل كلمة تقولها..
ابتسمت ليلى بحزن.. كانت فعلا حزينة.. انه الحياة بتستمر رغم وفاة أمها وابوها.. بس في نفس الوقت مرتاحة انه اخوانها تقريبا تخطوا هالمرحلة.. خلهم يفرحون ويعيشون ويخلون الحزن حقها هي.. هاذيلا يهال .. حياتهم بعدها ما ابتدت.. لازم تحاول قد ما تقدر انها تنسيهم.. وتملى حياتهم فرح وسرور.. بس بالنسبة لها هي.. حياتها انتهت ويا اللي راحوا.. اندفنت ويا ابوها وامها.. وحميد.. مستحيل ترضى بأي ريال عقب حميد.. حياتها بتكون لأخوانها وبس..
وفجأة .. تذكرت شي .. واطالعت ايدها.. خاتمها .. خاتم خطوبتها بعده في ايدها نست تفصخه.. تحسسته ليلى بأصابعها وفكرت تتخلص منه.. بس تعرف انها ما تقدر.. هالخاتم ذكرى من حميد.. ذكرى من الزمن اللي راح.. من حياتها اللي ضاعت.. من لحظة كانت فيها اسعد مخلوقة في الدنيا..
اطالعته ليلى بحزن وما انتبهت لعمها اللي كان واقف وراها يطالعها وهي تطالع خاتم الخطوبة وعلى ويهه نظرة تعاطف خلت ليلى تتألم.. بس بصعوبة شديدة ابتسمت له وسلمت عليه ودخلته صوب يدوتها..
سلم عبدالله على امه وعيال اخوه.. ويلس وياهم يتقهوى ..
محمد: عمي.. طلعت نتايج الكلية ... (نزل راسه).. ما قبلوني..
عبدالله ابتسم له: وشو يعني ما قبلوك..؟ انته مب محتاي لهم.. نسيت انك ريال البيت الحين ولازم تمسك شغل ابوك؟؟
محمد حس بفخر كبير لأنه عمه واثق فيه لهالدرجة ولأنه قال له انه ريال البيت جدام اخوانه كلهم.. : بس عمي انا ما اعرف شي عن التجارة.. ولا اعرف ادير المحلات..
عبدالله (وهو ياخذ خالد وايلسه في حظنه): وانا وين رحت؟؟؟ انا بعلمك كل شي..
ابتسم محمد: ما تقصر عمي..
مايد: وانا؟؟؟ انا بعد ابا اشتغل..
عبدالله: هههههههه ...
ليلى: انته خلص الابتدائي اول..
مايد: ذليتينا ويا هالجملة. .والله اني حفظتها من كثر ما تعيدينها..
عبدالله: بعدك صغير ع الشغل يا مايد..
مايد: يا سلام؟؟ ومحمد؟
محمد: أنا ريال..
مايد: عيل انا شو؟؟ قطوة؟؟
عبدالله: ههههههه ... لا يا مايد محشوم.. بس عاد الحين الدور على محمد يتعلم عشان يمسك شغل ابوه.. وانته يوم بتخلص الثانوية بيكون شغلك عندي بعلمك عشان تكون مقاول..
مايد (ببراءة): يا سلالالالالالام.. يعني شركتك بتكون حقي... سمعت يا محمد؟؟
حست أم أحمد بنغزة في قلبها واطالعت عبدالله بسرعة وعبدالله فهم نظرتها بس تجاهل الموضوع وقال لمايد: اكيد بتكون شركتك ... يخسي حد غيرك ياخذها..
مايد: خلاص عيل انا ما بكمل دراسة..
محمد: شو هو على كيفك؟؟ غصبن عنك بتكمل..
ليلى: عمي عبدالله اذا يلسنا نسمع سوالفهم ما بيخلصون لباجر..
عبدالله: ياللا عيل نسير؟
ليلى: هى..
وقفت ليلى وسطلعت ويا عمها عبدالله .. وفي السيارة..
ليلى: عمي.. عادي العصر توديني العيادة..؟
عبدالله: خير يا ليلى شي يعورج؟
ليلى: لا الحمدلله ما فيني الا الخير بس ابا افحص خالد واطمن انه ما فيه شي..
عبدالله: ليش يا ليلى .. لاحظتي شي متغير فيه؟
ليلى: لا بس الاحتياط واجب...
عبدالله: في هاذي صدقتي..
ليلى: وسارة بعد حالها مب عايبني..
عبدالله: سارة مصدومة ولا تنسين انها كانت دلوعة امها .. اصبري عليها شوي وبترد شرات قبل..
ليلى: ان شالله..
وعقب ما اشترت ليلى كل اللي محتايتنه من السوق ردها عبدالله البيت ورد هو للشركة عشان يشوف اشغاله.. وأول ما دشت ليلى البيت ووراها الخدامة اللي كانت شالة الاكياس ركض لها مايد وقال: يبتي لي الاغراض اللي وصيتج تيبينهم؟؟
ليلى: هى يبتهم.. بتحصلهم هني في الاجياس..
ابتسم مايد وطلع اللي طلبه من الاجياس وركض غرفته وليلى تطالعه وتظحك.. وعلى طول غيرت ثيابها وراحت المطبخ عشان تسوي لهم الغدا ويا البشاكير..



نهاية الجزء الثالث

غرربه
02-05-2013, 04:14 PM
الجزء الرابع
عقب ما صلت العصر، طلعت ليلى من غرفتها وهي شالة خالد اللي كان يصيح من اليوع.. ويلست تهديه وراحت المطبخ تسوي له حليب.. بس وهي نازلة شافت مشهد خلاها تنفجر من الضحك... شافت مايد يالس ع الارض ومبرز بضاعته.. اللي هي كرتون لبان ريجليز.. وقواطي البرينجلز.. ومسوي عصير برتقال.. وحاطنه جدامه.. فابتسمت له واقتربت منه.. وهو يوم شافها ضحك..
ليلى: ميودي شو ها؟؟؟ كله بتاكله مرة وحدة؟؟
مايد: لاء.. هذا للبيع..
ليلى: للبيع؟؟
في هاللحظة طلعت أمل وسارة من غرفة يدوتهم وكل وحدة شالة في ايدها درهمين.. واقتربن من مايد وعطنه البيزات وهو بدوره عطى كل وحدة فيهن لبان وعصير برتقال..
أمل: بعد ابا برنجلز...
مايد: لا.. البرنجلز غالي.. هاتي عشر وبعطيج...
أمل: ما عندي.. !!
مايد: انزين هاتي درهم وبعطيج حبة وحدة..
أمل: مابا حبة وحدة..أباه كله..
مايد: بعطيج بالحساب بس غصبن عنج تدفعين عقب..
أمل: بالحساب؟؟
مايد: هى يعني يوم يدوه بتعطيج بيزات انا باخذهم..
أمل (ترفع حواجبها بتحدي): عااااااااااادي..
مايد: يودي البرنجلز.. وعطي سارة منه..
ابتسمت له سارة وطلعت أمل لسانها وراحن اثنيناتهن ويلسن بعيد وليلى تطالعه ومنصدمة منه..
ليلى: الحين انت يالس هني تبيع لخواتك؟؟؟
مايد: وشو فيها؟؟
ليلى: أولا .. هذا كله انته ما خسرت فيه شي أنا اللي شارتنه..
مايد: لا تحاولين.. مستحيل أعطيج شي ببلاش..
ضحكت ليلى: ومنو قال لك اني أبا؟
بس خالد كان يبا ويلس يدز ويه ليلى بعيد عنه عشان ينزل ويوم ما طاعت تنزله قام يرافس ويزاعج.. : مددوووودي...!!!!
مايد: نعم أستاذ خالد؟؟؟ ما اعتقد إني شفت في ايدك بيزات.. يعني اجلب ويهك..
ليلى: والله انك زطي..
مايد: واعترف بهالشي..
خالد: مدوووودي !!! تبي اباااااان...
ليلى: جب انته بعد ماشي لبان..
وودته ليلى المطبخ وهو يزاعج وحست انه راسها بينفجر وهي واقفة تسوي له حليب.. وفي النهاية تعب خالد من كثر ما يصيح ورضى بالأمر الواقع وشرب الحليب.. ويلست ليلى تمسح على شعره وهو يرضع ويطالعها.. وردت افكارها تاخذها لحميد.. كانت تمر عليها لحظات تتمنى لو ماتت وياه من كثر ما هي مب متحملة الألم اللي تحس بها في قلبها.. ومرات تحس بألم كبير.. لأنه ما عندها وقت حتى انها تفكر فيه او تحزن عليه.. مجرد التفكير فيه كان يسبب لها ألم ما تقدر توصفه.. بس اخوانها محتاجينها وما تقدر تبين جدامهم انها ضعيفة..
رفعت ليلى راسها وشافت أمل تغني وتدور في الصالة اونها ترقص.. وسارة كانت يالسة وفي ايدها دانة.. تمسح على شعرها .. بهدوء..
وحست ليلى بقلبها يتقطع.. أختها الصغيرة رغم إنها ساعات تتفاعل وياهم بس للحين ما نطقت بكلمة.. ومعظم الوقت يالسة بروحها.. حزنها الصامت حير ليلى .. وقررت توديها المستشفى يوم السبت.. تشوف شو فيها؟؟
وقطعت عليها أفكارها يدوتها اللي طلعت من غرفتها وويهها معتفس من الالم اللي تحس به وهي تمشي.. ويت ويلست حذالها..
ليلى: يدوه حبيبتي وينج اليوم مول ما شفناج..؟
أم أحمد: يالسة في الغرفة ريولي مأذتني والرخام هني في الصالة يبس لي عظامي.. البرودة مب زينة حقي..
ليلى: فديت روحج نسيت سالفة الروماتيزم .. خلاص بخبر عمي يفرش لنا الصالة..
أم أحمد: لا .. ما يحتاي ..لبست دلاغ بيدفي ريولي..
ليلى: يعني بتمين لابستنه على طول.. ؟
أم أحمد: يا ليلى بتخربين شكل الصالة.. وبتأذين عمج..
ليلى: انتي ودري عنج العناد والدلع وانا بخبر عمي عبدالله ..
أم أحمد: اللي تشوفينه يا بنيتي..
ابتسمت لها ليلى وقامت بتودي خالد اللي رقد غرفتها فوق..
في هالاثناء كان محمد طالع ويا عمه عبدالله وخذوا لفه على محلات أبوه الله يرحمه.. واللي هن ثلاث محلات مجوهرات وسلسلة مطاعم في دبي وبوظبي والعين.. وطبعا راحوا بس المحلات الموجودة في العين وعرف عبدالله محمد على العاملين والعاملات ويلس وياه شوي يعلمه كيف يراجع الفواتير والحسابات..
وهم في مكتب المرحوم.. تنهد محمد بتعب وكانت ملامح ويهه صج متأزمة..
عبدالله: محمد؟ شو بلاك؟
محمد: عمي ما بروم لكل هذا.. أحس إني بدمر اللي بناه ابويه الله يرحمه بتعبه ومجهوده.. كله بدمره في لحظة وحدة..
ابتسم عبدالله: انته مستصعب الشغل لأنك بعدك ما جربته.. بس أول ما تبدا تشتغل بتتعلم كل شي بشكل تلقائي..
محمد: بس يا عمي انا مالي رغبة اني اشتغل.. انته تعرف..
عبدالله: اعرف انك تبا تسجل في الكلية.. ومحترم ومقدر أحلامك وطموحك.. مممم.. انزين شو رايك.. تقزر هالسنة في شغلك هني والسنة الياية ترد تقدم.؟؟
محمد: وعيوني؟؟
عبدالله (بنبرة حازمة): بتسوي العملية..
نزل محمد راسه بتوتر.. وتنهد عبدالله: محمد.. خلك ريال..
محمد: ان شالله عمي.. بس..
عبدالله: شو؟
محمد: اذا رحت الكلية منو بيمسك الشغل هني؟
عبدالله: ساعتها يحلها ألف حلال..
ابتسم محمد وابتسم عبدالله اللي كان واثق انه محمد بيتعود على التجارة وبيستقر في وضعه جذي وبينسى تماما سالفة الكلية..

في البيت.. عقب ما رقدت ليلى خالد.. راح تتسبح وعقب ما لبست نزلت تحت وهي حاسة انه راسها بينفجر وجسمها بيتكسر من التعب.. كانت اعصابها تعبانة واليوم بالذات حاسة بكآبة.. وأفكارها ما فارقت حميد دقيقة..ونزلت تحت عشان تعدل مزاجها شوي بس اللي شافته في الصالة خلاها واقفة عند الدري وهي ترتجف وتحس انها بتموت من القهر...
مايد كان مدخل كورته ويالس يشوتها على اليدار.. وأمل في صوب هاجمة على سارة وتظربها وسارة تشدها من شعرها.. ويدوتهم يالسة تطالعهم ... وما تقول لهم شي..
ليلى حست بقهر.. وركضت صوب سارة وأمل وهي تقول: يدوه انتي ما تشوفينهم؟؟؟
أم أحمد (بتعب وهي تهوس على ريولها اللي مادتنها جدامها): ما أروم عليهم يا ليلى .. طفوس..ما يسمعون الكلام..
حاولت ليلى تخوز أمل عن سارة بس ما قدرت .. أمل كانت تزاعج وسارة تتألم وويها احمر بس ما نطقت بحرف.. ومن قهرها.. شدت ليلى أمل من إيدها وصرخت أمل بصوت عالي: إيييييييييييييييه.. لا تظربين!!!
ليلى: شو تبين في اختج هاجمة عليها جنج قطوة..
أمل: لا والله؟ ما تشوفينها يعني ما تخليني العب بعروستها؟؟؟؟
سارة كانت تطالع أمل بقهر .. وتنهدت ليلى بتعب: هاذي عروستها وانتي عندج وايد منها العبي بألعابج..
أمل (بتحدي): أنا ابا العب بهاذي...
وردت تحاول تمط دانة من ايد سارة وعظتها سارة بقوة على ايدها وهزت أمل البيت بصوت صرختها..
في هاللحظة سمعت ليلى صوت شي ينكسر وراها والتفتت بسرعة وشافت كورة مايد طايحة صوب المزهرية اللي كانت على الطاولة الجانبية...والمزهرية متفتتة حذال الكورة وحست ليلى بويهها يحترق من القهر اللي فيها.. ووقفت وهي تطالع مايد بإجرام..
مايد حط إيده على حلجه وضحك وهو يتوقع انها تهزبه.. وراح وانخش ورى يدوته... وسارة وأمل بعدهن يتصارعن وراها.. وسارة ابتدت تصيح بصوت عالي..
أم أحمد (وهي تترجى ليلى بعيونها): خلاص يا ليلى .. هاذيلا يهال..
ليلى (بقهر): يهال؟؟؟؟ يهال؟؟؟ يعني مايد ما يعرف انه الكورة مكانها برى؟؟؟؟ ما يعرف انه بيكسر الدنيا اذا لعب داخل (وابتدى صوتها يرتفع)... انتوا تبون تجلطوني؟؟؟؟؟ تبوني اموت ناقصة عمر؟؟؟
أمل : اااااااااااااااااااااااي... يالسبالة هدي شعري!!!
وقفت ليلى ترتجف وقام مايد حق أمل وليلى تطالعه وسحبها عن سارة بقوة ... بس لأنها كانت متعلقة في سارة ، يوم سحبها ردت على ورا بقوة وطاح مايد وطاحت أمل على طرف الطاولة وابتدى خشمها ينزف..
وقفت أمل وحطت إيدها على خشمها ويوم شافت الدم .. بوزت واحمر ويهها وشلت البيت بصوت صراخها وليلى خلاص فقدت أعصابها وسارت صوب مايد اللي وقف وهو متفاجيء وصفعته على ويهه بقوة.. في البداية استغربت من عمرها بس نظرة الصدمة على ويه مايد خلتها تحس بتشفي وطلعت كل حرتها فيه وهي ترد تصفعه مرة ثانية وثالثة وتدعي عليه وعلى أمل وعليهم كلهم..
.. وقامت يدوتها بصعوبة وسارت صوبها وهي تنتفض من الحرجة و تقول: ليلوه!!! هدي الفرخ .. احشميني على الاقل.. هديه اقول لج..
بس ليلى كانت خلاص مب قادرة تسيطر على عمرها ومايد واقف جدامها وحاط ايده على ويهه وهي تظربه ولا رد عليها بأي كلمة..
واقتربت منها يدوتها في هاللحظة ووقفت بينها وبين مايد..
أم أحمد: بس!!!!! بتجتلينه... خافي ربج!!!!
ليلى (وهي تصيح): ذبحتوني حرام عليكم!!!! حسوا فيني شوي..
أم أحمد: انتي اللي ذابحة روحج.. هاذيلا يهال لازم بيلعبون وبيتعبثون.. طولي بالج عليهم شوي..
ليلى (تصارخ): الله ياخذني في هالساعة عشان افتك منكم كلكم!!
أم أحمد: أخ عليج ...!! أسميك ما عرفت تربي يا احمد!!!
في هاللحظة دخل عبدالله ومحمد من برى ويوم شافت ليلى عمها حست بإحراج فظيع انه شافها في هالحالة وركضت فوق وهي تصيح..
عبدالله وقف مستغرب في الصالة وهو يشوف المشهد اللي جدامه.. أمه واقفة تسكت أمل ... وسار محمد وخذها عنها ووداها الحمام عشان يوقف الدم اللي كان يصب من خشمها.. ومايد واقف على صوب وخدوده حمر من التصفيع وشكله مقهور من خاطره.. وسارة يالسة تصيح بهدوء حذال الطاولة..
عبدالله: شو بلاكم ؟ شو مستوي عندكم؟
أم أحمد (بتعب): هلا عبدالله تعال ابويه ايلس..
يلست أم أحمد وهي ترتجف من الغيظ ويلس عبدالله حذالها : امايه مب زين تحرجين .. خافي ربج في عمرج..
أم أحمد: غصب بحرج..
اطالع عبدالله مايد اللي كان بعده واقف مكانه وقال: مايد؟ شو مستوي؟؟
اطالعه مايد من دون نفس وراح غرفته فوق من دون ما يرد عليه وطلع محمد من الممر هو وأمل اللي كانت ميودة كلينكس على خشمها ويوم شافت عمها انخشت ورا محمد..
عبدالله: أمولة تعالي..
أمل: بتواجعني؟
عبدالله: لا ما بواجعج تعالي..
مشت أمل ببطئ ويلست حذال يدوتها.. وسارة رغم انهم زقروها اكثر عن مرة بس تمت يالسة في مكانها ولبستهم ..
عبدالله: ليش ما ترد؟
محمد: اسكت عنها عمي لا اتعب عمرك وياها.. هاذي شكلها تخبلت..
أم أحمد: بسم الله عليها شو هالرمسة؟؟ ليش تفاول ع البنية؟
محمد: انتي ما تشوفينها؟؟
أم أحمد: هاذي ياهل.. خلوها على راحتها شتبون بها؟؟
عبدالله: انزين امايه .. ما قلتي لي شو مستوي..
أمل : كله اصلا من سارة يوم ما خلتني العب وياها..
أم أحمد: بس ياللا.. سكتي عن اختج..
أمل: ما بسكت..
عبدالله: امولة !!
مدت أمل بوزها وسكتت ..
أم أحمد: تعرفهم هاذيلا يهال ولازم بيحتشرون وليلى الله يهديها كبريت ما تتحمل..
محمد: يحليلها اختي كل شي على ظهرها..
أم أحمد: بس بعد لازم تتحملهم شوي.. طلعت حرتها كلها في ميود..
محمد: ميود يستاهل تراه هب هين الهرم..
أم أحمد: وحليله..
تنهد عبدالله: المهم امايه انا باجر بطلع دبي من الصبح.. وبسلم عليج الحين..
أم أحمد: كم يوم بتم هناك؟
عبدالله: اسبوع..
أم احمد: وايد اسبوع!!
عبدالله: امايه عندي شغل.. لازم اخلصه ما يستوي يتولف الشغل كله مرة وحدة..
أم احمد: الله يوفجك يا ولدي وتروح وترد بالسلامة.. عاد ما اوصيك عن السرعة ..
عبدالله: ان شالله امايه.. ياللا عيل اترخص انا الحين..
أم احمد: مع السلامة.
محمد: مع السلامة عمي.
طلع عبدالله ويلس محمد يهمز يدوته اللي حست بجسمها كله يعورها لأنها حرقت اعصابها قبل شوي.. وقامت أمل ويلست حذال سارونا وردوا يلعبون ويا بعض.. ولا كأنهن تظاربن قبل شوي..
ليلى دشت غرفتها عقب الزوبعة اللي استوت تحت وتوقعت انه عمها او محمد ايون وراها عشان يشوفون شو فيها او يهدونها بس اتريت وايد ومحد ياها.. فتنهدت وقالت في خاطرها: أحسن بعد..
وقامت وغيرت ثيابها ولبست بيجامتها وحاولت انها ما تحس بالذنب عشان ظربت مايد.. يستاهل.. عشان يتأدب.. بس احساسها بالذنب كان يرد لها وما قدرت تسيطر عليه.. فقررت ترقد وتنسى الموضوع وأول ما حطت راسها ع المخدة رقدت على طول من التعب.. ولأول مرة ما اهتمت اذا اخوانها راقدين ولا لاء.. وحتى العشا ما سوت لهم اياه.. وآخر فكرة فكرت فيها قبل لا ترقد.. انه عندهم بشاكير تحت وخل يخدمون عمارهم بروحهم..
------------------


الساعة ثنتين فليل انتبهت ليلى على صوت تيلفون غرفتها يرن.. وقامت بتعب فظيع تشوف منو متصل ويوم انتبهت للوقت ماتت من الخوف وشلت السماعة بأصابع ترتجف..
ليلى: ألو؟
ياها صوت هندي من الطرف الثاني واستغربت ليلى وايد: Hello
ليلى: منو انته؟
الهندي: ماماه انتي في نوم؟
ليلى (باستغراب): شو تبا؟
الهندي: انا يريد يسوي كلام شوية..
ليلى (مب مستوعبة): كلام شو؟؟؟
الهندي: انته شو اسم؟
اخيرا استوعبت ليلى السالفة وحست بعمرها تغلي من القهر..: الله ياخذك يا مسود الويه.. خلصوا الرياييل من الدنيا عشان اتعرف على هندي.. التعن مالت على هالشيفة..
ونزلت ليلى السماعة بقهر وأول ما التفتت عشان ترد فراشها رد التيلفون يرن.. وعلى طول يرت الفيش وهي تتأفف.. والله انه ما يستحي مقعدنها من رقادها عشان يتعرف لا وهندي بعد!!! ..
ردت ليلى لفراشها وجيكت على خالد وشافته راقد.. وسمعت صوت باب غرفتها يتبطل بهدوء ويوم التفتت له انصدمت.. كانت سارة مبطلة الباب وواقفة عنده تطالعها بصمت.. ابتسمت ليلى ونادت عليها: سارونا.. تعالي..
اقتربت سارة منها وركبت على الشبرية وباستها ليلى وقربتها منها وغطتها..
ليلى: تبين ترقدين عندي؟
هزت سارة راسها وابتسمت ليلى وسوت لها مكان .. وأول ما حطت سارة راسها ع المخدة ابتسمت وسحبت ويه ليلى وهمست في اذنها وقالت: بقول لج سر..
ليلى انصدمت انها اخيرا رمست وتم قلبها يدق بقوة.. بس ما حبت تبين لها شي وقالت: شو؟
سارة (بسعادة كبيرة): أمي يت..
حطت ليلى ايدها على قلبها وانترست عيونها دموع.. وحمدت ربها انه الغرفة مظلمة وسارة ما تقدر تشوف دموعها.. كانت خايفة على سارة.. طول هالفترة وهي ساكتة ويوم رمست قامت تخرف؟؟؟ شو ياها..؟ اختها شو فيها؟؟
ليلى (بصوت يرتجف): وين يت؟
سارة: في غرفتي.. توها يت ورمستني.. بس محد شافها..
ليلى: شو قالت لج؟
سارة: قالت كل يوم بتي..
ليلى: انزين وعقب وين سارت؟
سارة: ما اعرف.. سارت بس باجر بعد بتي.. اذا تبين تشوفينها تعالي ارقدي عندي
عرفت ليلى انه سارة حلمت امها وحظنتها بقوة وهي تمسح على شعرها وقالت: فديتج يا غناتي.. خلاص ارقدي الحين..
غمظت سارة عيونها وعلى ويهها ابتسامة رضى.. ورقدت عند ليلى وهي تفكر في أمها اللي زارتها هالليلة وردت لها الأمل في حياتها.. ويلست ليلى تراقبها لفترة طويلة وهي راقدة وتفكر بأمها اللي عمرها ما قصرت وياهم.. وغمظت عيونها وهي تتذكر ويه امها ونزلت دموعها على المخدة وهي تلوي على سارة اللي كانت خلاص راقدة..
--------------------
يوم السبت.. قرر عبدالله انه يسير دبي ويتابع مشروع علي بن يمعة بنفسه.. مع انه كان متظايج وما يبا يودر عيال اخوه لمدة اسبوع كامل بس غصبن عنه.. لازم يشرف على الشغل ويشوف العمال والمهندس ويجابل مشاكلهم شوي.. وطلع من البيت الساعة 11 الصبح.. وشل وياه ثيابه اللي بتكفيه لمدة اسبوع.. وفي الدرب كان ساكت وأفكاره تاخذه وتوديه.. يفكر يغير رايه ويروح ليوا.. ويرتاح في العزبة ويغسل تعب وهموم الاسابيع اللي مرت عليه مثل الكابوس.. بس طبعا كمل دربه لدبي ووصل فندق جميرا بيتش هوتيل الساعة 12 ونص الظهر..
أول ما وصل عبدالله دبي حس بكتمة.. رغم انه الكل يحب دبي إلا انه يحس بغربة فيها.. ويحس انه يجامل الكل هناك لأنه في داخله يتم متوتر لين ما يرد العين.. وأول ما وصل وشلوا شنطته وودوها غرفته.. غير ثيابه ورقد من التعب..
الساعة سبع المغرب.. تفاجئ عبدالله انه رقد كل هالفترة وقام بسرعة .. تسبح ولبس وصلى ونزل اللوبي.. ويلس في الكوفي شوب يشرب قهوة بروحه.. ولاحظ بطرف عينه انه حرمة اجنبيه يالسة تطالعه وحذالها عيالها وما سوى لها سالفة لأنه هالاشكال ما تعيبه.. يجز منهم.. ويوم يت بتروح .. مرت الحرمة حذال طاولته وعطته نظرة وابتسامة وحس عبدالله بويهه يحترق من المستحى.. قبل يوم كان صغير كان يحس بجرأة كبيرة وعادي عنده يتغزل في أي وحدة جدامه.. بس الحين يوم انه كبر وعقل.. خلاص فقد كل جرأته وكل رغبة في داخله بإنه يتعرف على وحدة او يكون علاقة وياها.. وتنهد وهو يبتسم حق عمره ويقول في خاطره: لين الحين ما لقيت اللي تاخذ مكانج يا نورة.. كلهن من أولهن لآخرهن ما يسوون ظفر ريولج.. وفجأة حس بوحدة كبيرة وهو يشوف كل حد ويا اهله الا هو الوحيد اللي كان يالس بروحه وتمنى لو انه ياب عيال اخوه وياه.. بس يعرف انهم كلهم ما بيرضون وأمه أولهم..
تنهد عبدالله بتعب وهو يفكر انه باجر لازم يشوف علي بن يمعة ويتفق وياه على كل شي.. بيسير يتغدى عنده في البيت .. وبيتناقش وياه في كل شي..
قام عبدالله عن الطاولة عقب ما دفع الحساب وكان بيرد غرفته فوق بس لفتت انتباهه حرمة قاعدة في الطاولة اللي حذاله ما لاحظها من قبل.. كانت قمة في الجمال.. بس باين عليها إنها مب مواطنة.. وشكلها كبيرة شوي.. يعني في الثلاثينات تقريبا ولبسها ومكياجها راقي..
جذبت هالحرمة عبدالله بشكل هو بنفسه ما توقعه ونظرتها الحالمة اللي على ويهها عطتها منظر اكثر روعة وجمال..
وقف عبدالله يطالعها وفي هاللحظة قامت والتفتت عليه.. ويوم لاحظت انه كان يطالعها ابتسمت له واكتست خدودها بحمرة بسيطة خلاها تزيد جمال في عيون عبدالله..
عبدالله (وهو يبتسم): اسمحيلي ما كنت اقصد اني اراقبج..
ضحكت الحرمة وقالت بلهجة خليجية ما ميزها عبدالله: عادي اخوي ماله داعي تعتذر..
اطالع عبدالله لبسها.. صح انها ما كانت متحجبة عدل بس لبسها وايد كان محتشم وفي نفس الوقت أنيق.. وحس بخجل وهو مب عارف شو يقول لها او أصلا ليش كلمها .. فيها شي هالانسانة يميزها عن غيرها.. وهني ابتسمت له وقالت: شو رايك اعزمك على عصير؟
عبدالله: اخاف اسبب لج ازعاج؟
الحرمة: لا .. لا ازعاج ولا شي..
ردت الحرمة تيلس على طاولتها ويلس عبدالله مجابلنها وعرفها على نفسه وهي بعد عرفته على نفسها: اسمي فاطمة.. بنتي متزوجة وساكنة هني عندكم في الامارات وانا ياية ازورها...
عبدالله: وليش ما يلستي عندها؟
فاطمة: ما ابي ازعجها .. وبعدين زوجها ما استلطفه بالمرة..
عبدالله: من وين انتي يا فاطمة؟
ابتسمت فاطمة: ما عرفت من لهجتي؟
عبدالله: لاء..
فاطمة: الظاهر انه قعدتي بالكويت أثرت على لهجتي الاصلية.. أنا قطرية..
ابتسم عبدالله وقال في داخله المفروض كنت اعرف انه هالجمال ما بيكون مصدره الا قطر.. وقال لها : وريلج وينه؟
فاطمة: ريلي صار له سنين متوفي.. الله يرحمه.. ما عندي غير هالبنية وشوف شو سوت؟ خلتني وتزوجت اماراتي..
عبدالله: ههههههه.. انزين تعالي اسكني هني وخلج جريبة منها..
فاطمة: وشغلي؟ أنا دكتورة في جامعة الكويت وخلاص استقريت هناك..
ما يعرف عبدالله شو اللي خلاه يحس بارتياح كبير يوم عرف انه زوجها متوفي.. وقبل لا يتكلم قالت فاطمة: بنتي ربت من يومين.. يابت بنوتة صغيرة..
ابتسم عبدالله: ماشالله!!! مبروك..
فاطمة (بسعادة): الله يبارك فيك.. وانت؟
عبدالله: أنا شو؟
فاطمة: مرتك وعيالك وينهم؟
ابتسم عبدالله بحزن وخبرها عن نورة.. ما يعرف ليش فتح لها قلبه بس سوالفها وابتسامتها خلته ما يهتم انها غريبة عنه وهي يلست تسولف عن ريلها الله يرحمه وتخبر عبدالله عن اطباعه الزينة وكيف كان يشجعها انها تكمل دراستها وتشتغل ..
وما حس عبدالله بالوقت وهو يسولف وياها .. ولا حتى بلحظة ملل وهي كانت تسولف بكل حماس وتضحك على سوالفه وهو يخبرها عن عيال اخوه الشياطين..
ويوم انتبه عبدالله انه الساعة استوت 12.. انصدم من نفسه وكيف انه هالانسانة قدرت تمحي كل ذكرى لنورة خلال هالساعات اللي يلست فيهم وياه..
كان خاطره يقعد وياها لباجر بس خاف انها تكون تعبانة او انه ثجل عليها .. وغصبن عنه قال لها انه بيسير يرقد عشان عنده شغل باجر..
مشى عبدالله وياها لغرفتها وعند الباب قالت له: تصبح على خير عبدالله .. ان شالله اشوفك باجر بعد..
عبدالله: اذا الله راد بنتلاقى..
فاطمة وهي تبتسم: تصبح على خير..
عبدالله: وانتي من اهله..
ورد عبدالله غرفته وهو يفكر بهالانسانة اللي اقتحمت عليه حياته فجأة وخلته يتغير 180 درجة.. وسرقت النوم من عيونه في أول ليلة له في دبي..




يوم نشت ليلى الصبح.. نزلت تحت عند يدوتها وشافت حرمة غريبة يالسة وعاطتنها ظهرها.. ويوم شافت أم أحمد ليلى يالسة نادت عليها وكان صوتها متغير.. جنها قاعدة تصيح..
نزلت ليلى بتردد خصوصا انها كانت لابسة جلابية جديمة ومب لابسة شيلة.. وصدت الحرمة بويهها صوب ليلى وانصدمت ليلى ووقفت في مكانها وايدها على قلبها.. كانت هاذي شهلا .. اخت حميد..
شو يايبنها الحين.. هي في ايام العزا ما يت وأكيد الحين يت تعزيهم..
وقفت شهلا وعيونها حمر من كثر ما كانت تصيح واقتربت من ليلى اللي كانت بعدها واقفة في مكانها وحظنتها بقوة وانفجرت وهي تصيح.. وحست ليلى على طول بعيونها تحرقها وحاولت تيود دموعها بس غصبن عنها صاحت... وحظنت شهلا وعقب ما حست انها هدت شوي يلست هي وياها حذال أم أحمد اللي كانت تمسح دموعها بطرف شيلتها..
شهلا: ليلى اسمحيلي ما ييت ايام العزا
ليلى: انتي اللي سامحيني حتى انا ما ييتكم بس انتي ادرى بالحال
شهلا : لا غناتي مسموحة والله بالحل..
سكتت ليلى وابتسمت لها .. ما كانت تعرف شو تقول لها.. مجرد انها تطالعها كان يسبب لها الم كبير.. ليش يت الحين؟؟
حست شهلا بسكون ليلى وتوترت وطلعت صندوق صغير من شنطة ايدها وعطته لليلى اللي كانت مستغربة وتطالعها باندهاش..
شهلا: ليلى.. احم.. هذا.. لقيت هالصندوق في غرفة حميد.. وعرفت انه حقج ..
حست ليلى بإيدها ترتجف.. ما كانت تبا تاخذ الصندوق.. خايفة من اللي في داخله واطالعت يدتها بخوف .. بس يدتها كانت سرحانة وما انتبهت لنظرة ليلى..
تنهدت ليلى وبلعت ريقها وخذت الصندوق وهي تحس بدوخة..
شهلا: أنا بروح الحين..
ليلى (وهي تحس براحة): وين؟ ما قعدتي..
شهلا: لا ابويه يالس بروحه في البيت..
أم أحمد: لا ما يستوي يا بنتي ما يلستي..
شهلا: الدريول يترياني برى خالوه ما اروم ابطي على ابويه..
وقفت شهلا ووقفت وياها ليلى وأم أحمد ووصلوها برى.. وردت ليلى وتجاهلت الصندوق تماما.. ولا كأنه موجود..
أم أحمد: ليلى ما شليتي الصندوق..
ليلى: ما اريده..
أم أحمد: شو ما تريدينه؟؟ بكيفج هو؟؟
ليلى: يدوه الله يخليج خشيه عندج..
اطالعتها ام احمد باستغراب .. وشلت الصندوق وخلته حذالها وقالت: ان شالله.. بحفظه عندي.. بس لا اتين تدورينه عقب..
اطالعتها ليلى بتوتر وقالت: لا تحاتين.. ما بدوره ولا ابااعرف اللي في داخله..
وراحت ليلى المطبخ تشوف الريوق وهي تحس بقلبها بيطلع من صدرها من كثر ما هو يدق بقوة.. كانت خايفة من الصندوق.. خايفة تبطله وتشوف شو داخله.. خايفة اذا فتحته.. تفتح وياه بحر الالم والدموع اللي في داخلها وتجرفها امواجه بشكل ما تقدر تقاومه.. وساعتها شو بيكون في ايدها تسويه؟؟
بركن مبارك سيارته في باركنات الشركة وتنهد وهو يجهز عمره انه ينزل ويجابل شغله عقب شهر كامل.. اخوه ظاعن ما قصر وكان كل يوم يراجع مشاريع مبارك ويشوف شو الامور المهمة في الشركة ويحاول انه يحلها.. بس مبارك اللي غرق في الكآبة شهر.. قرر امس انه لازم يتابع حياته ولازم يرد للشغل..
مظهره تغير بشكل كبير.. كان اضعف بوايد عن قبل وتحت عيونه هالات سودا ما كانت موجودة من قبل.. الشي الوحيد اللي ما تغير فيه.. نظرته الجافة اللي تنطلق مثل السهام من عيونه..
نزل ميارك من سيارته ومشى بسرعة ودخل البناية.. وهو في المصعد سلموا عليه الموظفين اللي كانوا راكبين وياه واستغربوا واستانسوا انه رد لهم.. لأنهم فعلا كانوا محتاجينه.. وأول ما دخل المكتب دش عليه اكثر من موظف وكان مبارك مظايج وهو يسلم عليهم يبا يرد لشغله بسرعة.. ويوم طلع عنه آخر موظف اتصل بسرعة لأخوه ظاعن..
ظاعن: ألو..
مبارك: صباح الخير..
ظاعن : هلا والله.. صباح النور..
مبارك: ظاعن.. اذا مب مشغول تعال عندي ابا اراجع وياك كل اللي فاتني هالشهر..
ظاعن: انزين اصبر شوي .. بخلص شغلي في البنك.. وبييك..
مبارك: اوكى لا تتأخر ابا اسير البلدية..
ظاعن: الله يهديك لا تجتل عمرك من اول يوم.. البلدية لاحق عليها باجر بتسير..
مبارك: لا لا .. اليوم بسير..
ظاعن: خلاص.. بخلص شغلي بسرعة وبييك..
مبارك: اترياك..
بند مبارك عن اخوه ويلس يدور بين الاوراق على مشروع علي بن يمعة.. بس ما لقى له ولا ورقة واستغرب واتصل لمحاميه مصبح.. وانصدم وايد يوم قال له مصبح انه المشروع خذاه عبدالله بن خليفة..
مبارك: شو؟؟؟؟؟؟ متى؟؟؟
مصبح: من اسبوعين ابتدوا يبنون ..
بند مبارك من دون ما يرد على مصبح وعلى طول اتصل بسهيل محامي عبدالله .. وسهيل استغرب يوم شاف رقم مبارك ورد عليه بسرعة..
سهيل: هلا والله مبارك..
مبارك: انتوا ما تستحون؟؟
سهيل: نعم؟؟
مبارك: استغليتوا ظروفي وابتعادي عن الشركة ولهفتوا المشروع عني..
سهيل (اللي ابتدى دمه يفور): أي مشروع هذا اللي لهفناه ..؟؟
مبارك: فندق علي بن يمعة..
سهيل: الزم حدودك يا مبارك علي بن يمعة اتفق ويانا نحن قبل .. انته اللي تدخلت في شي ما يخصك..
مبارك: انا غلطان اني دقيت لك انت.. بسير اتفاهم ويا عبدالله بنفسه..
سهيل: عبدالله مب متفيج لك..
مبارك: حولني عليه الحين..
سهيل: اقول لك مب متفيج لك وبعدين هو مب مداوم اليوم..
مبارك: بسير له البيت..
وقبل لا يرد سهيل بند مبارك في ويهه وطلع بسرعة من المكتب وهو يغلي من القهر.. كيف يتجرأ عبدالله يستغل ظروفه الصعبة اللي مرت به ويلهف اهم مشروع مر على مبارك في حياته كلها.. ؟؟؟
وعلى طول ركب سيارته وسار لعبدالله البيت.. بس الزراع شافه وقال له انه عبدالله في بيت اخوه لأنه ما كان بعرف انه ساير دبي.. وطلع مبارك من بيت عبدالله وهو يتأفف واتصل في ابوه يسأله وين بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. ؟؟



أول ما نش عبدالله من الرقاد نزل المطعم عشان يتريق.. كان ميت من اليوع ومول ما يعيبه ياكل في غرفته.. وطبعا كان يتمنى يشوف فاطمة تحت في المطعم.. وفعلا شافها يالسة بروحها ... كان خاطره يسير لها بس خاف يحرجها أو يفرض نفسه عليها وشو بيسوي إذا كانت تتريا حد؟؟ وعبدالله ما يعرف منو هني في الفندق يمكن حد يعرفه ويشوفه يالس وياها ويتوهق فقرر يقعد بروحه أحسن له..
بس قبل لا يقعد شافته فاطمة ونادت عليه وهي تبتسم ابتسامة عريضة: عبدالله!!! تعال...
ابتسم لها عبدالله وسار لها ويلس وياها ..
فاطمة(وهي تبتسم له): ليش كنت بتقعد بروحك؟ لا تقول انك ما شفتني..
عبدالله: خفت اسبب لج إحراج أو اءذيج.. أو إني افرض نفسي عليج بأي شكل من الاشكال..
فاطمة: ياللا عاد أي احراج هذا؟ أنا مب ياهل..!!
ابتسم عبدالله واطالعها بسعادة.. كان مستانس انه شافها وهو من امس يفكر فيها..
ابتسمت فاطمة.. تحب نظرة عيونه.. فيها عمق وفي نفس الوقت طيبة كبيرة..وسألته: شو اللي تفكر فيه؟
عبدالله: أفكر في المشروع اللي بخلصه اليوم الظهر.. وأفكر في العزبة وعيال اخويه.. وتبين الصدق؟؟ أفكر فيج.. هل بترضين تكونين جزء من هالعالم ولا لاء؟؟
انصدمت فاطمة من كلماته وحست بقلبها يدق بقوة.. بس حاولت انها تتجاهل اللي قاله وتاخذه على انه مزحة لا أكثر ولا أقل.. أو مجرد مجاملة..و ابتسمت وقالت: عالمك وايد مثير وفي نفس الوقت مستقر جدا.. والعيشة هني وايد غير عن حياتي في الكويت..
عبدالله: أكيد غير..
فاطمة: وانته رجل أعمال ومن كثر أشغالك أكيد ما عندك وقت تستانس فيه..
عبدالله: بالعكس عندي وقت فراغ كبير.. يوم الخميس والجمعة ما اعرف شو أسوي.. وايلس اتريى السبت عشان أرد لشغلي..
اطالعته فاطمة بتعاطف: حياتك جدا وحيدة.. ليش ما تزوجت مرة ثانية يا عبدالله؟؟
عبدالله: انشغلت.. ما ادري... ما لقيت الانسانة اللي ممكن تكون مرتي..
فاطمة: عبدالله شو هالخرابيط؟؟؟ انته فرضت هالوحدة على نفسك.. ولا شغل ولا أي شي في الدنيا كان ممكن يشغلك عن الزواج.. حرام يا عبدالله.. حرام تكبر وانته بروحك.. منو بيداريك في كبرك؟؟ منو بيهتم بصحتك وببيتك؟؟
حس عبدالله بألم في قلبه .. ليش الكل ينصحه ويشفق عليه؟؟ عبدالله مب وحيد.. عنده امه وربعه وعيال اخوه..وقال: وعيال اخويه وين راحوا؟
فاطمة: انته قلتها.. عيال أخوك.. مب عيالك انت.. مستحيل يكونون بحنان عيالك عليك.. بييهم يوم وبيتخلون عنك..
عبدالله (بتحدي): عيل اذا هذا تفكيرج ليش انتي ما تسكنين هني عند بنتج؟
فاطمة: أنا خلاص تعودت على حياتي في الكويت ما اقدر أتخلى عن هذا كله.. وبنتي هني ويا ريلها وعيالها .. وما تقصر وياي .. دوم تزورني وأزورها.. وصدقني يا عبدالله.. أول ما أحس إني بحاجتها .. أكيد بقترب منها وبيي اقعد وياها..
نزل عبدالله عيونه .. ما عرف شو يرد عليها..وقالت فاطمة في هاللحظة بحزن: انته ما تعرف شو معناة انه يكون عندك بنت أو ولد يملون عليك حياتك.. ودر عنك عنادك.. ترى الوقت ما فات وأنا متأكدة انه في ألف وحدة تتمناك.. انتهز الفرصة وتزوج.. لا تحرم نفسك من هالنعمة..
تفاجئ عبدالله من اهتمامها ومن حدة كلماتها وحس بصوتها يوصل لقلبه على طول.. وفي النهاية ابتسم وقال: خلاص.. أنقذيني انتي وتزوجيني..
ضحكت فاطمة من خاطرها وقالت: عبدالله ودر عنك التطنز أنا ارمسك جد..
عبدالله: أنا جاد في كلامي..
اطالعته فاطمة لفترة طويلة .. كان باين من عيونه انه جاد في كلامه وهي ما كانت تبا تلعب وياه أو تضحك عليه.. ومع انه عبدالله جذبها ومن أمس وهي تفكر فيه بس فاطمة مب خبلة.. وعاشت حياتها كلها وهي تفكر بمنطقية وعقلانية.. ومستحيل الحين تتخلى عن شغلها وحياتها ومبادئها وتحرج بنتها وتوافق على عرضه اللي قدم لها إياه بكل سهولة وهو بعده ما كمل 24 من عرفها..
فاطمة: عبدالله.. شيل هالفكرة من بالك.. انته ريال طيب وأتمنى نتم أصدقاء طول العمر..
عبدالله: حتى أنا أتمنى هالشي وعشان جذي أرد أقول لج تزوجيني..
كان شي جنوني اللي قاعد يقوله.. شي عمره ما فكر فيه..بس ما قدر ايود عمره... كان لازم يخاطر ويسألها اذا بترضى تتزوجه.. لازم يتخذ هالخطوة خلاص ما يبا يتم بروحه عقب اليوم..
فاطمة احمر ويهها وحست بإحراج كبير: عبدالله ما اقدر.. مستحيل أفكر مجرد التفكير بهالشي.. انته غريب عني.. توني أعرفك وما اعرف أي شي عن حياتك وانته بعد... ليش تورط نفسك ويايه وانته يا دوب تعرفني؟؟
عبدالله: فاطمة..
فاطمة: اسمعني يا عبدالله.. هالفكرة الحين بالنسبة لك حلوة ومثيرة ومغرية.. بس باجر.. بترد انت العين وأنا برد الكويت.. بترد انته لشغلك واهلك وأنا لجامعتي وطلابي وحياتي.. وبتتأكد انك كنت غلطان..
عبدالله: لا تحاتين هالشي انا متأكد من قراري..
تنهدت فاطمة: يا عبدالله تعرف شو أتمنى لك؟؟
عبدالله: شو؟
فاطمة: أتمنى تلاقي لك وحدة تناسبك.. بنت صغيرة قمة في الجمال والأخلاق.. وحدة تقدر تعيش معاك .. أنا مستحيل أودر شغلي وانته مستحيل ترضى انه زوجتك اتدرس طلاب في الجامعة وأنا اقدر هالشي.. هاذي هي مبادئك.. بس أنا بعد ما اقدر أتخلى عن مبادئي..
عبدالله تنهد وابتسم... وفي النهاية قال: فكري يا فاطمة..
فاطمة وهي تبتسم له: اعقل يا عبدالله..
ويلس عبدالله يسولف وياها شوي بس الجو من بينهم خلاص توتر واستأذنت منه عقب نص ساعة وراحت لأنها بتزور بنتها.. ويلس عبدالله على الطاولة يفكر فيها وإعجابه بها يزيد ..وحس بالندم لأنه ما قابلها من زمان.. بس في نفس الوقت كان متأكد إنها مستحيل توافق تتزوجه وكان مقدر سبب رفضها.. بس استغرب من هالزمن اللي عمره ما جمعه في وحده عيبته من يوم نورة والحين أخيرا يوم لقى وحدة جذبت اهتمامه.. طلعت هي اللي ما تباه..



ليلى كانت في هالوقت يالسة في الصالة ويا يدوتها عقب ما روحت شهلا عنهم.. كانت ساكتة ويدوتها بعد ساكتة.. ليلى كانت تفكر بالصندوق وغصبن عنها تفكر شو اللي ممكن يكون فيه.. ؟؟ شو اللي تركه حميد حقها؟.؟ بس اللي كانت متأكدة منه هو انها اول ما تبطله بتكتئب على طول وشلت هالفكرة من بالها..
أم أحمد كانت سرحانة .. تفكر بأحمد.. بابتسامته.. كل ما تشوف حد من عياله تتحسر عليه.. وخصوصا أمل اللي كانت نسخة منه.. كل ما تشوفها أم احمد ترد لها صورة ولدها أحمد بكل قسوة.. صورته متجسدة في هالطفلة..وفي سارة وفي كل واحد فيهم.. كان صعب بالنسبة لها انها تخبي مشاعرها جدامهم بس ام احمد وهالشي صعب وايد...
نزل مايد في هاللحظة ويوم شاف ليلى قاعدة في الصالة لف وكان بيرد فوق بس ليلى شافته ونادته بسرعة وهي تبتسم.. :مايد!!
اطالعها مايد بطرف خشمه وقال: نعم؟
ليلى: مايد تعال برمسك..
مايد: وليش ترمسيني؟؟ شبعت من رمستج أمس..
أم أحمد: تعال فديتك ايلس حذالي..
مايد (وهو يطالع ليلى): اسمعي أنا بيلس بس عشان يدوه..
ليلى (تحاول إنها ما تبتسم): زين بس تعال..
يلس مايد عقب ما باس يدوته على راسها وصبت له يدوته جاهي حليب ..
ليلى: مايد أنا آسفة على اللي استوى أمس..
مايد: ما له داعي تعتذرين..
ليلى: يعني انته مب زعلان؟
مايد: ومنو قال لج إني مب زعلان؟
ليلى: انته قلت لي لا تعتذرين..
مايد: صح.. ما اباج تعتذرين.. كلمة آسفة ما تسوي شي..
ليلى: أفا يا مايد.. الحين اعتذاري ماله أي أهمية؟
مايد: أمل وسارة شافوني انضرب لأول مرة في حياتي.. منج انتي.. وأنا أبويه وأمي عمرهم ما مدوا ايدهم علي.. عادي الحين استوي مصخرة جدامهم..
ليلى حست بقلبها ينقبض كانت رمسته مثل النار تحرق يوفها.. حست إنها خانت ثقته فيها.. وثقة امها وابوها بعد.. وكرهت عمرها بشكل فظيع لأنها مدت ايدها عليه امس..
مايد دمعت عيونه وأم أحمد ما عرفت شو تقول بس حاولت: مايد يا ولدي ليلى ترى ما كانت قاصدة وهي يحليلها أمس كانت تعبانة وانتوا زودوتها..
ليلى: يدوته مايد معاه حق أنا غلطت عليه وايد..
أم أحمد (وهي تبتسم لمايد): لا لا .. مايد طيب ما يزعل.. صح مايد..
مايد كان يقاوم دموعه وحاول يبتسم.. بس ما قدر وقال وهو منزل راسه: هى هب زعلان..
بس ليلى ما قدرت تواجه شعورها بالذنب وقالت: مايد أنا صج آسفة إذا تباني اعتذر جدام اخوانك كلهم بعتذر عادي..
اطالعها مايد فترة وابتسم: ممممممم عندي طلب ثاني..
ليلى: شو ؟ آمر..
مايد: ما بسير المدرسة..
أم أحمد: عوذ بالله ردينا على هالسالفة؟؟
مايد: يدوه أنا حالتي النفسية تعبانة ما أروم ادرس..
ليلى: أنته أصلا شو دراك بحالتك النفسية انت ياهل مالك غير مدرستك..
مايد: ردينا للغلط آنسة ليلى.. توج معتذرة..
أم أحمد: عيل تروم تقول ما تبا تسير المدرسة؟؟ ناوي تقعد في البيت تجابل الحريم.؟
مايد: لاء..
ليلى: شو عيل؟؟
مايد: بساعد محمد في شغله..
في هاللحظة دش محمد الصالة وكان متغتر وكاشخ.. بيسير المحلات يشوف شغل ابوه..
ليلى: فديت هالويه..
محمد (يبتسم لهم ): صباح الخير..
أم أحمد: صباح النور والسرور.. تعال فديتك تعال ايلس حذايه..
مايد (وهو يحط إيده على قلبه ويسوي عمره انجرح): أفاااااااا... وأنا؟؟؟
أم أحمد (وهي تضحك): انته قوم من عندي ما لي حاية فيك يوم ما بتكمل دراستك..
سوى مايد مكان حق محمد ويلس محمد حذال يدوته عقب ما باسها على يبهتها وخدودها واطالع مايد بنظرة انتصار..
مايد: عاااااااااادي.. اشبع انته بيدوه أنا بيلس عند أختي حبيبتي..
محمد: من متى استوت أختك وحبيبتك؟؟
يلس مايد حذال ليلى وقال: من اليوم.. لأنها وافقت إني ما أسير المدرسة..
شهقت ليلى: أنا وافقت؟
محمد: شو هالخرابيط ؟ بتسير غصبن عنك..
مايد: مب على كيفك..
محمد: على كيفي طبعا أنا ولي أمرك..
مايد: اووووووهوو هاي مب عيشة..!!
أم أحمد: ودره عنك يا محمد ما خبرتني.. متى بتسيرون المحكمة عشان خواتك يسون لك توكيل؟
محمد: عقب ما يرد عمي عبدالله من دبي ان شالله بنسير..
ليلى: على طاري عمي عبدالله.. محمد دق له وخبره يحجز لخالد وسارة في عيادة خاصة عشان أوديهم افحصهم..
أم أحمد: ليش تودينهم العيادة؟
ليلى: يدوه سارة حالتها مب عايبتني وخالد أخاف يكون ياه شي من الحادث أبا اطمن عليه..
أم أحمد: لا لا.. ما يحتاي ..الحمدلله ما فيهم إلا الخير..
ليلى (بظيج): يدوه لازم اطمن..
أم أحمد: تودينهم عيادات يبهدلونهم بالإبر والأدوية وهم ما فيهم شي ..شله تلعوزين اخوانج.. محمد لا تقول له ولا شي..
سكتت ليلى وهي مقهورة ومايد زادها برمسته: أووهوو.. شو الحل الحين أنا صج ما بسير المدرسة لا تحاولون ويايه..
محمد: جب جب انزين؟؟ بتسير غصبن عنك..
ليلى: مايد انت تخبلت.؟
مايد: أنا محتاج راحة.. وايد صدمات يتني هالاجازة.. (ونزل راسه عشان يكسر خاطرهم)..
أم أحمد: خلاص لا تسير أول أسبوع ..
ليلى: يدوه!!!!
محمد: بيسير غصبن عنه.
مايد: لا لا لا .. يدوه قالت ما أسير يعني ما أسير.. تبون تكسرون كلمتها؟؟
أم أحمد: ما فيها شي.. ما بيسير أول أسبوع وخلاص انتهينا..
مايد: فديت يدوتي يا ربي..
قام مايد وحظن يدوته وليلى يلست ظايجة ..يدوتها وايد تحاول تتحكم وهي مب بإيدها شي تسويه.. تبا تكون لها سلطة على اخوانها بس اذا يدتها استمرت جي بتخربهم بدلعها..


في هاللحظة نزلت أمل وكان ويهها منفخ وعيونها صغار من الرقاد وشعرها كشة..
مايد: هههههه لوله.. شو هالغافة اللي فوق راسج؟؟
أمل: غافة؟؟ وين؟؟..( وحطت ايدها فوق راسها تتحسس شعرها..)
وضحكوا كلهم عليها لأنه شعرها ما كان ناعم شرات الباجين كان شوي ملفلف ويوم تنش من الرقاد يكون كارثة..
عصبت أمل وانخشت في حظن ليلى وهي تقول: شوفيهم..
ليلى: بس ..لا تضحكون على لولة.. !!!
أمل (بنظرة حقد): ساروه رقدت عندج..
ليلى: هى رقدت عندي..
أمل: ليش ما زقرتوني؟
ليلى: كنتي راقدة..
ليلى: ما يخصني اليوم دوري..
ليلى: انزين خلاص..
مايد: وانا بعد..
ليلى: شو انته بعد؟
مايد: برقد عندكم..
ليلى: لا والله؟؟
أمل: ما نبا أولاد..
مايد: غصبن عنج مب بيتج.. بييب لي دوشك وبرقد تحت..
ليلى: خلاص على راحتك بس لا تأذينا..
هني دشت نجمة خدامة يدوتهم وقالت: ماما.. في تلاتة هرمة يجي أنا يودي داهل مجلس..
أم أحمد: منو ياينا من الصبح؟
مايد: هالحرمات ما عندهن سالفة.. حد يطلع من بيته هالحزة..؟
أم أحمد: ليلى يا بنتي عطي الريوق للبشاكير يودنه الميلس ويا دلال القهوة والجاهي أنا بسير البس شيلتي وبشوفهن منو هاذيلا..
ليلى: إن شالله يدتي..
أمل كانت تطالعهم وعقب ما راحت ليلى ويدتها تنهدت وهزت راسها بأسف وقالت لأخوانها : ماااااااا أداني الحريم يوم اين بيتنا.. نحن ما نبا حد ايينا..
نزلت سارة وهي لابسة بيجامتها وانسدحت حذال محمد.. وكان ويهها خالي من أي تعبير.. وصب لها مايد جاهي وقال: سارونا تعالي كلي كرواسون..
اطالعته سارة بكسل وقالت: ماريد..
انصدم مايد واطالع اخوانه.. سارة من زمان ما رمست وابتسم محمد لمايد بس أمل كان شكلها عادي مب منتبهة..
مايد: فديت هالحس يا ربي.. تعالي كلي ويايه ما اروم اكله كله..
سارة: باكل حبة وحدة بس..
مايد: زين..
وقامت سارة بصعوبة ويلست حذال مايد وكلت الكرواسونه اللي عطاها اياها..
ليلى راحت ويا البشاكير المطبخ الخارجي عشان تحط الفوالة للحريم وعقب ما خلصت كانت رادة الصالة وشافت سيارة غريبة داشة الحوي بسرعة وردت بالشيلة على ويهها وهي مب عارفة وين تروح وكانت اقرب للصالة وقررت تدش وتخبر محمد يشوف منو في السيارة .. بس السيارة وقفت بينها وبين الباب ونزل ريال الجامة وقال بصوت جاف: عمج هني؟؟
ليلى ما ردت عليه وتمت واقفة تطالعه منو هالوقح اللي يرمسها..
الريال: أقول ... ازقري لي حد من اخوانج..
انقهرت ليلى منه ودشت الصالة بسرعة وقالت لمحمد: في واحد وقح برى سير شوفه شو يبا..
محمد: منو؟ وليش تقولين عنه وقح؟؟
مايد: والله لاذبحه شو سوى..
ووقف مايد بيطلع بس يرته ليلى من ايده وقالت لمحمد: شكله يبا عمي.. تخيل شافني برى وسألني أنا عنه؟
محمد: مسود الويه انا اراويه..
مايد: وانتي ليش وقفتي له؟؟
ليلى: لو ما وقفت جان دعمني بموتره..
محمد: يخسي الا هو..
طلع محمد وشاف الريال يالس في موتره ويوم شاف محمد نزل الجامة.. وسلم عليه..
محمد انقهر منه منو يتحرى عمره هذا وليش يرمسه وهو في الموتر ليش ما نزل له؟ ولا محمد مب تارس عينه..؟؟ الريال يوم شاف محمد يطالعه باحتقار نزل وقال له: أنا مبارك بن فاهم.. عندي شغل ويا عمك عبدالله.. وينه هو هني؟
محمد ما كان يعني له الاسم أي شي.. وما يعرف انه هذا هو الانسان اللي جتل امه وابوه في حادث السيارة واطالعه ببرود وقال: عمي مب هني.. ولو سمحت مرة ثانية.. تريا الرياييل يظهرون لك وماله داعي ترمس الحريم..
مبارك طنش الجملة الثانية وسأله: وين سار عمك؟
انقهر محمد من بروده وقال: راح دبي... عندك أسئلة ثانية؟؟
ابتسم مبارك: لا ما عندي..
اطالعه محمد باحتقار ودش عنه الصالة وركب مبارك موتره وهو يتأفف وروح الشركة وهو يتحرطم على عبدالله والمشروع اللي راح من ايده..
-------------------


طلع عبدالله من الفندق الساعة 12 الظهر وراح بيت علي بن يمعة في جميرا.. وكان بعده يفكر بفاطمة ومتغصص وايد انها رفضته.. وتنهد وهو يقول في خاطره كيف بخلص شغلي ويا بن يمعه وأنا كل أفكاري عندها هي؟؟
تنهد عبدالله واجبر نفسه انه يفكر بشغله..
وفي هاللحظة اتصل به سهيلوابتسم عبدالله وهو يرد على التيلفون..
عبدالله: هلا سهيل..
سهيل: اهلين عبدالله .. زين اني حصلتك كنت خايف تيلفونك يكون مغلق..
عبدالله: ليش شو صار؟
سهيل: مبارك اتصل.. وكان محتشر عشانك نفذت مشروع الفندق..
عبدالله: نعم؟؟ وشو يخصه هو بهالمشروع.؟؟
سهيل: يقول انك سرقت المشروع عنه ..
عبدالله: سهيل هذا بدا يخرف وانا مب متفيج لخرابيطه الحين بوصل بيت الريال..
سهيل: خلاص انت توكل على ربك وانا بتصرف ويا مبارك..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل..
سهيل: مع السلامة..
عبدالله: في امان الله..
أول ما بند عبدالله عن سهيل نسى تماما سالفة مبارك لأنها ما كانت تهمه.. المشروع خلاص عنده هو ومبارك ما يروم يسوي شي عشان يخرب عليه..
كان بيت علي بن يمعه يجنن .. أنيق جدا وحديقتهم وايد حلوة..وباين انه وايد مخسر على الديكور الخارجي.. وقف عبدالله سيارته برى وقبل لا ينزل من السيارة بطل له علي باب البيت بنفسه وسلم عليه ودخله الميلس..
في صالة بيت علي بن يمعه كانت مرته مريم يالسة تتريا ريلها يدش ويخبرها انه الضيف وصل.. مريم كانت انسانة بغيضة.. ويهها شاحب جدا وملامحها تدل ع المرض.. ما عندها اهتمام بأي شي .. أيامها كلها متشابهة ومملة .. وتحب تتشكى وايد لدرجة انه علي تعود وصار ما يسمعها يوم ترمس وأحيانا يكمل رمستها عنها لأنه تعود عليها وحفظها.. وأول ما دخل علي الصالة وقفت له واطالعته بقهر..
مريم: علي... بنتك هاذي لازم تشوف لك صرفة وياها..
علي: شو الحين؟؟؟؟ شو سوت ياسمين؟
مريم: قلت لها ما تطلع ولا سوت لي سالفة .. خذت موترها وظهرت.. كله منك انت..
علي (بسخرية): سبحان الله..!!! مني انا؟؟
مريم: هى منك انت... انته اللي دلعتها وخذت لها الموتر.. وكبرت لها راسها
علي: والله عاد بنتي وكيفي وياها.. وانا مب متفيج الحين .. وين القهوة فظحتونا جدام الريال..
مريم: عندك البشاكير في المطبخ خبرهن شو تبا وبييبن لك اياه
علي: وانتي؟
مريم: والله انته مب متفيج وانا بعد متفيجة..
وقف علي في مكانه يطالع مرته وهي تركب الدري سايرة غرفتها وتأفف وسار يدور البشاكير..
علي بن يمعة كان مختلف تماما عن مرته.. كان ريال مرح ويحب يسولف ويضحك .. بس في نفس الوقت كان مادي لدرجة فظيعة.. أهم شي في حياته البيزات والشغل.. ومثل ما قال سهيل لعبدالله.. هالريال هوايته يجمع البيزات.. ويكنزها.. وعنده ولد وبنت.. بس.. الولد (لافي) عمره 22 سنة وسهيل خبر عبدالله انه ما منه فايدة.. واحد بطالي كل اللي يقدر عليه هو انه يصرف بيزات ابوه ويلعب بهن في البارات.. وحياته كلها في الهارد روك كافيه وفي السفرات المشبوهة.. والبنية عمرها 19 سنة بس عبدالله ما يعرف اسمها..
كان الغدا ممل جدا وعبدالله كان يعد الدقايق عشان يخلص ويطلع.. مع انه أكثر من تاجر معروف كانوا موجودين بس عبدالله ما كان له بارض وكان يغصب عمره انه يسمع سوالفهم ويرد على أسئلتهم المملة..
والساعة أربع طلع من عندهم وهو يحمد ربه انه هالغدا عدا على خير ورد علي يعزمه ع الغدا باجر واضطر عبدالله انه يوافق..
ويوم رد الفندق سأل عبدالله موظف الاستقبال عن فاطمة
موظف الاستقبال: المدام خلاص غادرت الفندق
انصدم عبدالله: نعم؟؟؟
موظف الاستقبال: آسف استاذ..
عبدالله كان مب مستوعب انها راحت ورد يسأله: ما خلت لي رسالة او رقم تيلفون؟؟
موظف الاستقبال (بارتباك): لا استاذ..
تنهد عبدالله وراح غرفته وهو حاس بكآبة فظيعة.. ليش ع الاقل ما خبرته الصبح انها بتروح؟؟ معقولة لهالدرجة عرضه ازعجها؟؟ معقولة يكون هو بنفسه ابعدها عنه؟
----------------


ليلى في هالوقت كانت تدور سارة وما لقتها وسألتهم كلهم عنها بس محد شافها.. وعقب ما لفت البيت كله وهي تدورها حست بتعب كبير..وغصبن عنها مشت للممر اللي فيه غرفة أمها وأبوها في الطابق الأرضي.. كان المكان الوحيد اللي بجى ما دورتها فيه.. والمكان الوحيد اللي كانت متأكدة انها بتحصل اختها موجودة فيه..
كان دخول الممر مؤلم جدا لأنه ليلى تعرف انه أهلها مب موجودين هناك.. ونادت بصوت واطي وإيدها على قلبها..: سارة؟
كانت تعرف انها هني.. تحس بوجودها.. بس سارة ما ردت عليها..
ليلى: سارة وينج؟
وبطلت باب الغرفة وهي تحس بقلبها يتفتت..... كانت غرفة أمها مرتبة كالعادة وعطور أمها مصففة على التسريحة .. العطور اللي محد بيجيسهن عقب اليوم.. حاولت ليلى ما تطالع أرجاء الغرفة وانترست عيونها دموع.. ما كانت تبا اتدش هالغرفة.. مب الحين ع الأقل.. مب قبل ما تبرا جروحها..بس سارة غصبتها..
ليلى: سويرة وينج ياللا اطلعي..
بس محد رد عليها.. ودشت ليلى الغرفة ولاحظت انه الكبت مبطل شوي ويوم فتحته ما عرفت شو تقول.. كانت سارة يالسة في الكبت وحاطة ايدها على عيونها وتصيح بصمت.. تحاول تكتم الحزن اللي في داخلها.. كانت حاطة شيلة أمها في حظنها وشكلها يقطع القلب.. يلست ليلى ع الأرض وهي حاسة إنها متحطمة تماما من داخل.. وبصعوبة خوزت أيادي سارة عن ويهها وباستهن.. وحظنتها بقوة..
ليلى: حبيبتي والله يا سارة فديت روحج يا غناتي..
سارة(وهي تتكلم بصعوبة وسط دموعها): أمي محد.. أباها .. أبا أمي.. محد عندي.. بتم بروحي ..
ليلى: أنا هني غناتي.. وأنا أحبج.. مب كثر امايه بس أنا بعد احبج موت والله يا غناتي..
كانت ليلى تتكلم بصعوبة وهي تستنشق عطر أمها اللي انبعث من كبتها.. ودخل على طول لقلبها وكانت تحس به يقطعها تقطيع.. كانت مب قادرة تتحمل وجودها هني وكلثم مب موجودة.. وصدت الصوب الثاني وشافت كندورة أبوها معلقة وشهقت بقوة وهي تقول لسارة بصوت مخنوق: الله يخليج حبيبتي خلينا نطلع من هني..
تعلقت سارة في رقبة ليلى أكثر وصاحت بصوت عالي وهي تترجاها: أبا أمي.. ليلوه أبا أمي..
صاحت ليلى وياها بصوت عالي وقالت وهي تبوسها على خدها: حتى أنا أباها.. بس وينها؟؟ أمي خلاص .......... بس انا وياج.. وانا عمري ما بخليج..
سارة: امي..
ليلى: امي ما تبانا نصيح عليها.. امي تبانا نهتم بخالد وأمل.. ونخليهم يستانسون صح؟.
اطالعت سارة ليلى لفترة طويلة وفي النهاية وقفت وقالت: عادي ارقد هني اليوم؟
ليلى: لا حبيبتي ... بترقدين عندي
سارة: الله يخليج..
ليلى: سارة حبيبتي ما أروم أخليج هني بروحج..
نزلت سارة راسها وطلعت من الغرفة ببطئ وهي تتلفت حواليها.. في الغرفة الخالية.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها بس أخيرا اقتنعت.. أمها راحت.. خلاص ويا أبوها.. وحميد.. وما بجى منهم.. إلا ذكرياتهم ..
وهاذيج الليلة دشت ليلى غرفة امها بسرعة وخذت واحد من عطورها وحطته حذال سارة وهي راقدة.. كانت تباها تستانس يوم تنش الصبح وتلاقيه.. ومن هذاك اليوم كانت ليلى دوم تشم ريحة العطر في سارة واكتشفت عقب إنها عطرت كل ثيابها بالعطر .. وكانت كل ما تشم ريحة العطر تحس بألم في قلبها وهي تتذكر الانسانة اللي حبتهم أكثر حتى عن عمرها..
نهاية الجزء الرابع

غرربه
02-05-2013, 04:19 PM
الجزء الخامس
يوم الاثنين.. الساعة خمس العصر، كانت ليلى منسدحة على القنفة في الصالة تطالع التلفزيون وسارة وخالد وأمل يالسين تحت يطالعون وياها.. يدوتها كانت رايحة بيت وحدة من أهلهم.. ومايد طالع يلعب في الفريج ومحمد في المكتب.. كان يوم هادي وممل.. وليلى حاسة بكسل فظيع.. ويوم رن التيلفون تنهدت وتكاسلت تقوم ترد عليه بس رد يرن مرة ثانية وقامت وردت عليه غصبن عنها..
ليلى: ألو؟
صالحة: السلام عليج..
غمظت ليلى عيونها ويلست وهي تقول في خاطرها الله يستر.. : وعليج السلام.. شحالج خالوه؟
صالحة: الحمدلله ربي يعافيج.. انتي شحالج وشحال اخوانج ويدوتج وعمج؟؟ بخير؟
ليلى: بخير ونعمة خالوه..
صالحة: وينكم عن التيلفون طولتوا وانتوا تردون..
ليلى: نحن هني في الصالة.. بس أنا كنت لاهية شوي ويا اليهال..
صالحة: وينها يدوتج بسلم عليها..
ليلى: يدوه محد سارت بيت خالوه أم راشد..
صالحة: ومودرتنكم في البيت بروحكم؟؟
ليلى: هى خالوه ما فيها شي تراني أنا موجودة..
صالحة: انتي بروحج ياهل وين بتدارين اخوانج..
ليلى: خالوه أنا مب ياهل.. وبعدين البشاكير تارسات البيت يعني ما عندي شي أسويه غير إني أجابل إخواني..
صالحة: لا لا.. يدوتج غلطانة جيف تخليكم روحكم في البيت؟؟
ليلى: يحليلها توها رايحة وبترد عقب شوي.. من شهر ما ظهرت من البيت..
صالحة: انزين برايها.. بتخبرج ليلى..
ليلى: هلا خالوه..
صالحة: ليش ما اتون تيلسون عندي كم يوم..؟ متولهة عليكم وبناتي ودهن يلسن وياكم..
غصبن عنها تغيرت ملامح ويه ليلى وتظايجت.. بنات صالحة ثنتيناتهن معرسات.. وعمرهن ما سألن في ليلى واخوانها.. شو يبن فيهم الحين؟؟
ليلى: انزين خالوه يوم انهن ودهن ايلسن ويانا يتفضلن عندنا.. البيت بيتهن..
صالحة: وليش انتوا ما اتون تزورونا؟؟
ليلى: ماشي وقت والله..
صالحة: أنا ما اعرف لى متى انتي بتمين على هالحال.. أقول لج بيعي البيت وافتكي وتعالي انتي واخوانج ايلسوا عندي..
ليلى: خالوه... هذا موضوع انتهينا منه.. البيت مستحيل ينباع وعمي مستحيل يرضى إنا نقعد عندكم..
صالحة: عمج إلا يبا الفكة منكم ..مالت عليج مدري متى بتفتهمين..
ليلى: خالوه!!!!!!!
صالحة: ها؟؟ شفيها خالوه ؟؟ عشان قلت الصج يعني؟؟ عمج لو ما يبا الفكة جان ما سار يقعد في دبي ... يبا يرتاح من مسؤولياتكم..من كثر ما مثجلين عليه..
كانت كلماتها جاسية ظايجت ليلى من الخاطر.. ما تعرف ليش خالوتها ما تطيق عبدالله..
ليلى: عمي رايح في شغل .. وأول ما يخلصه بيرد ..
صالحة: كيفج عقب بتقولين خالوه قالت..
ليلى: خالوه أنا بسير الحين خالد يوعان ..
صالحة: أنا ابا مصلحتج لا تستوين خدية..
ليلى: أي مصلحة هاذي؟
صالحة: عبدالله يبا ياكل حقوقكم يشوفكم يهال ما تفهمون..
ليلى: خالوه انتي شو تقولين حرام عليج..عمي عمره ما كانت عيونه ع البيزات..
صالحة: لو ما كان ناوي على نية شينة جان ما خلا محمد مسئول عن المحلات. حط واحد ياهل يمسك الحلال عشان يلهف على كيفه..
ليلى: خالوه هالرمسة مالي حاية اسمعها.. اسمحيلي انا مشغولة وايد..
صالحة: انزين اسمعي أنا بييكم باجر أو عقب باجر .. خبري يدوتج..
ليلى: إن شاء الله بخبرها..
صالحة: ياللا تحملي على عمرج وعلى اخوانج..
ليلى: إن شاء الله..
صالحة: في حفظ الرحمن..
ليلى: في أمان الله..
بندت ليلى عن خالوتها وتنفست بصعوبة من القهر اللي تحس به.. كيف تتجرأ وترمس عن عمها بهالطريقة؟؟ عمها اللي ما قصر وياهم ويعاملهم جنهم عياله واحسن بعد.. كيف؟؟
حست ليلى بتعب وانها عايشة في دوامة ما تنتهي من المشاكل والهموم.. أيامها تقضيها وهي تهتم بغيرها وتتعلم كيف تيود عمرها وما تعصب.. وتضطر انها تتخذ قرارات ما تعرف شو بيكون تأثيرهن على اخوانها وحياتها.. خلاص ما عاد لنفسها وجود.. ما عادت تفكر بنفسها.. مع انها كانت وايد تهتم بلبسها قبل بس الحين هذا اخر شي تفكر فيه.. وحتى ذكريات حميد الأليمة ما عاد لها أي وجود لأنها ما عندها وقت تفكر فيه اصلا.. ما عندها حد يهتم فيها الحين صارت هي اللي تهتم بغيرها.. وحست ليلى بحزن وهي تفكر انها بتعيش طول حياتها جذي.. تهتم بغيرها ومحد يهتم فيها هي..
عقب اسبوع بتبتدي الدراسة وهي للحين ما راحت تتشرى لاخوانها ..كل اللي سوته انها عطت محمد بيزات عشان يفصل لمايد كنادير للمدرسة وفصلت لسارة ثياب الروضة.. بس .. ما خذت لهم شي وما تعرف شو تاخذ لهم.. وحاولت تشيل كلام خالوتها من بالها وتريت يدوتها ترد عشان تخبرها انها تبا تطلع السوق باجر ..

في هاللحظة سمعت ليلىى حشرة عند باب الصالة وقبل لا توقف، تبطل الباب بقوة ودش محمد وهو ميود مايد من ايده.. مايد كان ويه كله رمل وثيابه وصخة ومحمد شكله صج معصب..
اقتربت منهم ليلى بسرعة ووراها أمل .. وقالت: شو بلاكم؟ شو استوى؟
محمد: اسألي اخوج شو مسوي..
قالها محمد ودز مايد على جدام..
مايد (يزاعج): انت ما يخصك ... ما يخصك تفشلني جدام الاولاد ..
محمد: بفشلك وبأدبك بعد يا حمار..
ليلى: بس !!!.. بس انته وياه... وواحد فيكم يخبرني شو مستوي..؟؟
محمد: اخوج ميمع ربعه كلهم وطايحين في ولد جيراننا وظاربينه .. والولد اغمى عليه وودوه المستشفى... وأخوج المحترم هذا كان في المخفر وانا توني رحت له ويا سهيل محامي عمي عبدالله ويبته..
ليلى: شو؟.؟؟؟؟
محمد: أول مرة في حياتي ادش المخفر والسبة هالأرف هذا...
مايد: انته الأرف .. احترم نفسك...محد قال لك تعال خذني انا اتصلت في سهيل مب فيك انته..
محمد: انا ولي امرك ولا نسيت هالشي..
مايد: ولي امري في عينك.. عمرك ما بتاخذ مكان ابوي..
ليلى: بس!!!!!
وهني دشت أم احمد ويوم شافتهم معتفسين دشت الصالة بسرعة وقالت : شو عندكم ؟؟؟ خير؟؟
محمد: من وين بيينا الخير يوم انكم مخلين ميود يطلع من البيت ويدش على كيفه..
صدت أم أحمد على مايد وسألته: ميود شو فيه ويهك وثيابك شو هالرمل اللي مخيسنك جي؟؟
ليلى: يدوه ايلسي ما فيهم الا الخير.. يهال ومتجاتلين ...
مايد: هالحيوان ظربني جدام ربعي...
محمد: أنا حيوان يال..
أم أحمد: صدق انكم ما تستحون ... ثنيناتكم ...
مايد: يدوه قولي له ما يخصه فيني..
محمد: محد يخصه فيك كثري... أنا المسئول عنك..
مايد: محد مسئول عني .. .
ليلى : محمد دخيلك اسكت عنه هذا ياهل..
مايد: أنا مب ياهل... مب ياهل... !!! وما يحق له يظربني جدام ربعي..
أم أحمد: الله يهديك يا محمد شله تظربه جدام ربعه.. ؟
محمد: يدوه انتي لو تعرفين شو مسوي بتعذريني..
ليلى اطالعت مايد وشافته منزل راسه وويهه معتفس.. ودموعه محبوسه في عيونه يحاول بأي طريقة ما ينزلها.. وكان يرتجف بكبره.. واستغلت ليلى فرصة انه محمد يرمس يدوته وحطت ايدها على كتف مايد واطالعته بحنان..مايد هو الوحيد اللي مهما سوى ما يهون عليها.. وكل ما تشوفه تحس بكل عواطفها تفيض في قلبها..
اطالعها مايد وراتجفت شفايفه وكانت ليلى تعرف انه بيصيح ويرته من ايده بسرعة وركبت وياه فوق... وأول ما ركبوا على الدري انهد مايد ويلس يصيح وجسمه بكبره يهتز.. وأول ما دشت الغرفة حظنته ولأول مرة ما دزها مايد بعيد عنه.. كان صج مقهور ويصيح من خاطره...
ليلى: خلاص عاد يا مايد بسك صياح..
محمد: ليش يظربني..؟؟؟ منو يتحرى عمره..
يلسته ليلى على الشبرية ويلست هي جدامه وابتسمت له: وانت ليش ظربت الولد؟
مايد: أنا ما ظربته..
ليلى: مايد؟؟
مايد: انزين ظربته.. بس بسبب.. هو اللي ابتدى وسبني.. تبيني اسكت عنه؟؟
ليلى: وشو بيستوي لو سكت عنه؟؟
مايد: ربعي بيطنزون عليه...
ليلى: أها...
مايد: ليلى...
ليلى: بس محمد ظربني جدام ربعي والله مالي ويه اجابلهم مرة ثانية الله ياخذه ليته هو اللي مات بدال ابويه..
انصدمت ليلى من كلماته ويودت عمرها عشان لا تصرخ عليه بس ما قدرت تتحكم بنظراتها وحس مايد على طول بغلطته.. وارتبك...
مايد: ...... أنا..
ليلى: مايد محمد اخوك العود.. واذا كان تصرف بهالطريقة فهذا من خوفه عليك... ما يبا حد يرمس عنك او ايود عليك أي زلة..
مايد: محمد مب اخويه... أنا ما عندي اخو عود..
ليلى: أفا يا مايد هالرمسة من خاطرك..؟
مايد: هى..
ليلى: بذمتك؟
مايد: هى..
ليلى: عيني في عينك؟؟
ابتسم مايد: عن السخافة..
ليلى: ادري انك تحبه وبيتم اخوك مهما كان..
تنهد مايد وقال لها : ليش مات حميد؟؟ كان الحين خذج وهو المسئول عنا بدل محمد..
اطالعته ليلى بحيرة ... معقولة مايد ما يحس بألمها؟؟ ليش يتكلم بهالطريقة؟؟ ليش يذكرها بحميد وليش مهما سوت ليلى ومهما حاولت كانت افكارها ترد تاخذها لحميد.. ولذكرياتها الحلوة والمؤلمة وياه.. ؟؟ ليش؟؟
لاحظ مايد شحوبها وملامحها اللي تغيرت وعلى طول ندم على اللي قاله..
مايد: ليلى؟؟ زعلتي عشان يبت طاري حميد؟
ليلى: لا يا مايد.. ليش ازعل؟؟
مايد: لأنه...
ليلى: حميد صح مات.. بس بيتم عايش في قلبي يا مايد.. يمكن قلبي يعورني يوم اسمع اسمه.. بس هالشي مب بإيدي.. ومع مرور الوقت بيخف الالم..
مايد: ليلى انتي ما بتعرسين؟؟؟
انصدمت ليلى من سؤاله: ليش هالسؤال؟
مايد: ما ادري.. .يا في بالي وسألتج..
ليلى: ما اعرف يا مايد.. مب وقته الحين هالسؤال..
مايد: انزين...
ليلى: ما بتخبرني شو صار اليوم بالضبط؟؟
مايد: بخبرج..
ويلست ليلى ويا مايد اللي خبرها شو صار بالتفصيل وياه اليوم.. وعقب ما خلص حاولت وياه ينزل يتعشى وياهم بس ما طاع.. ونزلت تحت وسوت له سندويتشات وودتهم حقه فوق.. وعقب ما كلهم رقد من التعب.. وردت ليلى تنزل تحت وتعشت ويا يدوتها ومحمد واخوانها اليهال.. وع العشا كانوا يرمسون عن المدارس وخططهم هالاسبوع..
محمد: منو قدج ساروه بتسيرين الروضة..
اطالعته سارة بخجل وردت اطالعت اختها ليلى... وقالت بتردد: بتسيرين وياي؟
ليلى: انا عودة ما بيخلوني ايلس هناك..
سارة: الابلة بتروغج؟
ليلى: هى الابلة بتروغني..
سارة: أمل بتسير؟
ليلى: لا أمل صغيرونه..
أمل (بنبرة حادة): بسير..
أم أحمد: لولة انتي بتمين عندي في البيت..
أمل: بسير الروضة..
أم أحمد: وانا اتم بروحي؟
أمل (وهي تمد بوزها): ما يخصني..
محمد: انزين امولة الروضة مب باجر الاسبوع الياي..
أمل: ما يخصني بسير..
أم أحمد: خلاص انزين بتسيرين.. اسكتي.. حشرتينا..
ابتسمت أمل بارتياح واطالعت سارة وضحكت وابتسمت لها سارة وردت تاكل بهدوء..
ليلى: يدوه ليش قلتي لها انها بتسير؟؟
أم أحمد: أباها تسكت عني..
ليلى: الحين بتأذيني يوم السبت ...
أم أحمد: ما عليج ياهل بتنسى ...
تنهدت ليلى... وسكتت .. وانشغلت بخالد اللي كان يالس على ريولها وتأكله بإيدها.. ليلى ما فيها تتناقش ويا يدوتها.. كل يوم لازم يختلفون على شي ومهما حاولت ليلى تطلع يدوتها هي المنتصرة في نهاية كل نقاش.. وعقب ما خلصوا اخوانها عشا ودتهم فوق وغيرت ثيابهم ورقدتهم.. ونزلت تحت وراحت غرفة يدوتها عشان تعطيها الدوا قبل لا ترقد.. وأول ما دشت الغرفة ابتسمت لها أم أحمد بحنان..
ليلى(وهي تبتسم): طبعا ما خذتي الدوا..
أم أحمد: ما منه فايدة..
ليلى: لازم تاخذينه.. يدوه بسج دلع.. لا تستوين لي شرات ساروه وامل..
وقربت لها ليلى الماي والدوا وخذته أم أحمد ويلست ليلى مجابلتنها وباستها على خدها بقوة..
أم أحمد: لا خلاني الرب منج يا بنيتي .. الله يرحمج يا كلثم.. صج عرفتي تربين..
ابتسمت ليلى بحزن: متولهة عليها يدوه.. تولهت عليها هي وابوي..
أم أحمد (بصوت مخنوق): الله يرحمهم ويغفر لهم .. والله يصبرنا ويعيننا ..
وابتدت أم أحمد تصيح وتنزل دموعها بهدوء.. وحطت ليلى راسها في حظن يدوتها وتدفقت دموعها وما رامت تتحكم فيهن.. وتمن على هالحال فترة طويلة .. كل وحدة فيهن تصيح بصمت وتفكر بالايام الياية..
وكسرت أم أحمد الصمت بسؤالها: ليلى؟
ليلى: عيون ليلى اللي ما تشوف الا بهن..
ابتسمت أم أحمد وقالت: ليش ما تكملين دراستج في الجامعة؟
نشت ليلى واعتدلت في يلستها.. وقالت : مدري.. ما فكرت مول بهالشي..
أم أحمد: يا بنيتي كملي دراستج انتي الحين ما وراج شي وبتشغلين عمرج ..
ليلى: منو قال ما ورايه شي؟ واخواني؟؟
أم أحمد: اخوانج ما قاصر عليهم شي وانا موجودة.. وبنتساعد..
ليلى: لا يدوه وين اسير ادرس الحين.. أنا يلست سنتين في البيت الحين خلاص راحت عليه..
أم أحمد: لا راحت عليج ولا شي.. وايد بنات يعرسن واييبن عيال وعقب يسيرن الجامعة..
ليلى: أنا مابا ادرس بتم هني في البيت وبجابل اخواني..
أم أحمد: لا تحبسين عمرج في البيت يا ليلى.. اطلعي .. استانسي..
نزلت ليلى عيونها.. كانت قبل تحب الطلعات ومستحيل تقعد في البيت... كل يوم رايحة مكان واذا ما لقت مكان تروح له .. تطلع في الحديقة وترسم.. بس عقب اللي صار ما شافت الشمس ابدا.. كله يالسة في البيت ومجابلة اخوانها وشغل البيت.. حتى ما قامت تهتم بنفسها ابد وأم أحمد ملاحظة وساكتة.. بس لى متى؟؟
ليلى: وين تبيني أروح يدوه؟
أم أحمد: ع الاقل كملي دراستج في الجامعة..
ليلى: لا ...
أم أحمد: وشو بتسوين بعمرج عيل؟؟ لا تبين تعرسين ولا تدرسين.. بتمين مجابلة اخوانج؟؟
ليلى: هى..
أم أحمد: اخوانج بيكبرون.. وكل واحد بيعرس وبيطلع من البيت.. وساعتها منوا بيتم لج.؟؟
تظايجت ليلى: انتو شو تبون فيه خلوني في حالي.. أنا قررت وهذا قراري ما راح اناقش أي حد فيه.. مايد توه يسألني والحين انتي يدوه؟؟
أم أحمد: انا ابا مصلحتج .. وانتي على هواج..
غيرت ليلى الموضوع على طول وقالت: صح .. قبل لا انسى.. اتصلت خالوه صالحة اليوم..
أم أحمد(بأرف): الله يستر منها هاذي..
ليلى: ههههههه تقول بتي تزورنا باجر..
أم أحمد: استغفر الله العظيم.. شو اييبها هاذي؟؟ منو متفيج يجابلها؟؟
ليلى: أنا وانتي طبعا.. غصبن عنا ..
أم أحمد: الله يعيننا..
حظنت ليلى يدوتها بقوة وبندت الليت عنها وخلتها ترقد وطلعت عنها.. ما خبرتها بكل الرمسة اللي قالتها خالوتها .. ما كانت تبا تظايج بها او تكدرها.. واحتفظت باللي سمعته لنفسها..


ويوم طلعت شافت محمد يالس في الصالة.. بروحه.. سرحان.. وعورها قلبها وهو تشوفه مهموم.. بعده ما كمل 18 سنة وفي عيونه بحور من الهموم والالم والخوف.. حست ليلى بعمرها ضعيفة جدام هالمنظر.. وخذتها ريولها له ويلست حذاله بصمت.. وانتفض محمد يوم حس انه حد حذاله وارتاحت عيونه على عيون ليلى.. اللي كانت تطالعه بيأس..
محمد: ليلى؟ ليش ما تروحين ترقدين؟
ليلى: متى؟
محمد: شو؟
ليلى: متى بنرد شرات قبل؟
محمد:..............
نزل محمد عيونه... ما عرف ليش اخته تسأله هالسؤال.. يمكن بعدها معصبه عليه لأنه ضرب مايد.. وهالشي ظايجه هو بعد .. ظايجه وايد.. انه مايد يدش المخفر عقب وفاة ابوهم وهالشي مول ما استوى في حياته.. هذا اللي قهره وخلاه يظربه وعمره ما ندم على شي كثر هالتصرف اللي تصرفه اليوم..
رفع محمد عيونه وسألها: ليلى....؟
بس ليلى كانت تتألم من شي ثاني.. وقلبها كان يدق بقوة.. ملت وهي حابسة كل شي في داخلها ما عندها حد كبير تكلمه وتحس انه يفهمها في البيت.. وغصبن عنها طلعت اللي في خاطرها لأخوها..
ليلى: متى بيخف هالالم اللي احس به يذبحني؟؟ متى بابتسم من خاطري بدل هالابتسامة الصفرا اللي ابتسمها عشان اخواني وبس؟؟ متى بمر صوب غرفة امي وابويه من دون خوف؟؟ متى يا محمد ... متى بحط عيني في عينك وبشوف نظرة غير هالنظرة اللي في عيونك؟؟
محمد: أي نظرة؟؟
ليلى: نظرة الحزن اللي في عيونك هاذي.. نظرة الخوف من مسئولياتك..
كانت الدموع تنهمر من عيونها واطالعها محمد بحزن ونزل عيونه.. كان يتمنى لو انه يقدر يجاوب على اسئلتها .. يتمنى لو يقدر يطمنها.. بس يعرف انه كل كلمات الدنيا ما بتخفف الألم اللي يحسون به ولا بترد لهم ربع اللي خسروه..
ليلى: أبا أغمض عيني ولو لمرة وحدة وما أشوف صورتهم... أبا أقتنع خلاص انه حميد راح ومستحيل يرجع..
محمد: ...........
ليلى: أبا... أنام...
محمد (بصعوبة): روحي نامي يا ليلى..
ليلى (بتعب): خلهم يردون لي عيوني.. جفوني.. عشان أنام..
ما تريته ليلى عشان يرد عليها.. ووقفت ومشت لغرفتها ببطء.. ويلس محمد في الصالة يطالع الفراغ.. يطالع الظلام اللي للحين يتريا منه شبح من الماضي يعيد له ولو جزء بسيط من الفرح.. وانسدحت ليلى حذال خالد.. وأمل وسارة.. اللي تعودوا يرقدون عندها كل يوم.. وغمضت عيونها وهي تسأل نفسها متى؟؟

------------------


يوم الثلاثا.. في بيت علي بن يمعة، الساعة 12 الظهر.. كانت ياسمين يالسة في الحديقة ويا أمها وأخوها لافي.. وكانت كل شوي تثاوب من الملل.. وتتأفف.. وأمها مطنشتنها ويالسة تلعب بتيلفونها (مع انها ما تعرف تقرى بس يالسة تتعبث بالمسجات).. ولافي حاط راسه ع الطاولة ومغمض عيونه..
ياسمين رغم عمرها الصغير اللي ما يتعدى 19 سنة.. بس متسلطة لأبعد الحدود وكل شي في البيت يمشي بشورها هي..أبوها يعشقها بجنون وما تهون عليه بالمرة لأنه مريم رفضت تييب له يهال عقب ولادة ياسمين.. وعشان جذي وللحين اتم ياسمين المدللة عند ابوها واخر العنقود اللي كل شي حقها هي وبس.. الشي الثاني اللي كان يحبه علي في بنته.. هو انها خذت كل اطباعه.. كانت تموت في المظاهر والبيزات.. وتحب تتفاخر جدام الكل ببيزات ابوها ومجمعاته..وغرورها بعد له سبب ثاني.. وهو جمالها المبهر اللي تزيده بالمكياج الناعم اللي تحطه دوم.. وتتفنن فيه..
عقب ما حست ياسمين بالظيج .. سألت أمها..
ياسمين: وينه ابويه؟؟ لا يكون اليوم بعد ما بيتغدى ويانا؟
مريم (من دون ما تشيل عيونها عن الموبايل): عنده ضيوف شو تبين به؟ تبينه يأكلج؟
ياسمين (ترفع واحد من حواجبها بامتعاض): هى..ما اعرف آكل من دونه..
لافي: بسج نفاق.. وتمثيل.. قولي تبين منه بيزات وخلاص..
ياسمين: ليش تتحراني شراتك؟؟ أنا احب "ابويه" مب "بيزاته"..
ابتسم لافي بسخرية وسكت.. رغم انهم اخوان بس ياسمين ولافي ما يدانون بعض.. واذا حد فيهم وجه للثاني كلمة فهالكلمة أكيد ما بتكون بدافع خير.. وياما عرفت ياسمين شغلات عن لافي وللحين ماسكتنها عليه ويوم تبا منه شي تبتزه.. وهو كرهه لها يزيد بسبة هالشي..
مريم: بس يا لافي .. ابوك قال لك لا ترمسها..
تنهدت ياسمين: أمس تغدى ويا الرياييل اللي عازمنهم.. واليوم بعد.؟؟ من زمان ما تغديت وياه..
مريم: والله قولي له لا يعزم احد.. احسن بعد ما فينا ع العفسة..
في هاللحظة طلع علي من الميلس اللي كان رايح له يتأكد انه كل شي اوكى قبل لا ايون الضيوف ويوم شافهم يالسين في الحديقة سار لهم وابتسمت له ياسمين ابتسامة عريضة ووقفت وخلته يقعد مكانها وهي لوت عليه من ورا..
علي (وهو يطالع ياسمين بحنان): شو تسوون يالسين في الحر؟
لافي: انا ما يخصني .. طلعت .. ويوم شفتهم هني يلست وياهم..
مريم: مليت من البيت.. طلعت اشم هوا شوي..
علي: بس دشوا الحين لأنه الرياييل بيون.. وانته يا لافي قوم غير هالبيجاما وتلبس بتيلس ويايه..
لافي (كسل): لازم؟؟
اطالعه علي بنظرة حادة وتأفف لافي وقال: انزين.. دقايق وبقوم اتلبس..
ياسمين: ابويه كل يوم هالعزايم؟؟
علي: عندي شغل حبيبتي.. لازم اعزمهم..
ياسمين: منو هاذيلا؟؟
لافي: وانتي شلج؟؟
علي: لافي!!!.. اختك رمستني انا..
لافي: والله انها ما تستحي .. ليش تسأل اصلا؟؟
ياسمين: أبا اعرف ابويه يتعامل ويا منو؟؟ يهمني اعرف عن شغله مب شراتك انته .. تاخذ البيزات ع الجاهز..
لافي: لسانج هذا يباله قص..
طنشه علي واطالع ياسمين بحب وهو يبتسم لها.. ياسمين كانت دلوعته واغلى انسانة على قلبه في هالدنيا كلها.. واهتمامها بشغله وايد يعيبه ودوم يشجع أسئلتها..
علي: عبدالله بن خليفة.. مقاول من العين.. و3 من ربعي..
ياسمين: عبدالله بن خليفة؟ أول مرة اسمع اسمه..
على: توني اعرفه ..
ياسمين:.. مممممم.. انزين ابويه تعال شوي اباك ..
قام علي ووقف وياها بعيد واطالعته ياسمين بدلع: أبويه..
ابتسم علي : ها حبيبتي..؟
ياسمين: انا ما اقدر اتغدى في البيت وانته محد.. بسير اتغدى برى ويا ربيعتي..
علي: منو من ربيعاتج؟
ياسمين: نهلة..
علي: خلاص روحي.. بس لا تسوقين بسرعة.. سيارتج يديدة ما فينا تكسرينها.
ضحكت ياسمين: وانا ابويه ؟؟
علي: انتي بعد لا تتكسرين نباج تردين قطعة وحدة..
ياسمين: ان شالله ابويه من عيوني.. بحاول ما اسرع..
علي: خلاص عيل بسير أودي البخور الميلس أمج ما أروم اعتمد عليها.. وبشاكيرها شراتها..
ياسمين: ابويه امايه بتأذيني خبرها اني بطلع ..
علي: انتي سيري البسي وأنا بتفاهم ويا امج..
استانست ياسمين.. وركضت غرفتها عشان تلبس ثيابها.. وعقب ثلث ساعة نزلت الصالة وشافت أبوها يالس ويا امها .. اللي اطالعتها ببرود ..
مريم: وليش شيلتج على كتفج؟؟
ياسمين: لأني بعدني في البيت..
علي: تحجبي عدل قبل لا تظهرين..
ياسمين: اوكى..
مريم: هني جدامي اتحجبي..
ياسمين (بظيج): انزين انزين..
ووقفت ياسمين جدام المنظرة اللي كانت في طرف الصالة وتحجبت.. ومشت بسرعة ويلست جدام امها وقالت وهي تحاول تغيظها: أمايه تأكدي .. يمكن في شعره طالعه بالغلط..
مريم اطالعت ريلها اللي كان يضحك وقال: عن الغلاسة .. ياللا سيري البنية تترياج..
ياسمين: وانته ليش يالس هني.. وضيوفك؟
علي: بعدهم مايو..
ياسمين: ان شالله ما ايون.. ياللا باي..
علي: مع السلامة..
-----------------



في هالوقت.. كان عبدالله توه طالع من الفندق وهو يحس بملل كبير وظيج ماله حدود.. اليوم نش من الصبح وراح الموقع اللي يبنون فيه الفندق وتكلم ويا المهندسين وشاف شو اللي ناقصنهم عشان يوفره حقهم.. وركب سيارته وراح بيت علي بن يمعة اللي كان عازمنه ع الغدا اليوم .. عبدالله كان يحاتي عيال اخوه ورغم انه يدق لهم في اليوم اكثر من خمس مرات بس بعد كان يبا يرد لهم العين.. شي ثاني كان بعد مظايجنه.. فاطمة.. وين راحت فجأة ؟ وليش ما قالت له ولا كلمة حتى قبل لا تروح.. ؟ معقولة سافرت؟ يمكن بنتها أصرت عليها تقعد وياها بدل قعدتها في الفندق..؟
تنهد عبدالله ورد يفكر بشغله.. اليوم بيخلص المعاملات كلها وان شالله ما بيرد يشوف علي بن يمعه في حياته أبدا.. وقبل لا يوصل عبدالله لبيت علي.. قرر يتمشى بسيارته شوي على بحر جميرا.. ما كان له نفس يروح لها العزيمة أبدا والجو اليوم حلو.. بس عقب ربع ساعة اضطر انه يلف بموتره الكاديلاك ووقف سيارته عند بيت علي بن يمعة..
في نفس الوقت اللي وصل فيه عبدالله، طلعت ياسمين من البيت وهي تضحك وترمس في التيلفون.. ويوم شافت الكاديلاك تخبلت.. ووقفت تطالعها بانبهار.. وبندت التيلفون واقتربت منها عشان تلمسها بإيدها.. كانت مب مصدقة انها واقفة جدام سيارتها المفضلة.. اللي ترجت أبوها شهور عشان يشتريها.. من دون فايدة..
عبدالله كان في السيارة و كان منصدم من جرأتها اللي تخليها تتقرب من سيارته بهالطريقة وهو داخلها.. ويوم نزل منها توقع إنها تستحي وتروح بس ياسمين نقلت نظرها بين السيارة وبينه هو.. وابتسمت بإعجاب..
عبدالله ابتسم غصبن عنه.. البنية شكلها صغيرة وايد بس الحق ينقال.. آية من الجمال. .. خصوصا عيونها العسلية الواسعة .. كانت مجحلتنها بلون اخضر والجحال خلى لون عيونها فاتح لدرجة كبيرة..
ياسمين: موترك روعة.. أول مرة في حياتي اوقف جدام كادلاك..
عبدالله: معقولة؟ دبي متروسة مواتر..
ياسمين: بس محد من اللي اعرفهم عندهم كادلاك..
عبدالله: تنفع حق الشواب..
ياسمين: انته أكيد المقاول العيناوي..
عبدالله (وهو يبتسم غصبن عنه): هى انا المقاول العيناوي.. شو دراج؟
ياسمين (بفخر): أنا بنت علي بن يمعة... ياسمين.. أبويه دوم يخبرني بسوالف شغله.. تعيبني هالسوالف..
عبدالله: بصراحة أول مرة أشوف بنية تعيبها سوالف الشغل والصفقات..
ياسمين: أنا غير.. أبا أتعلم من أبويه.. أي شي فيه بيزات يعيبني..
انصدم عبدالله من اللي قالته وقال في خاطره.. ياهل.. ما تعرف شو تقول.. وتبا تبين جدامي انها فاهمة كل شي.. بس وين تبا تقول له انها تحب البيزات؟
عبدالله: لها الدرجة تهمج البيزات؟
ابتسمت ياسمين: ومنو ما تهمه البيزات؟ حتى انت.. أكيد كل حد يحترمك ويحسب لك ألف حساب.. عشان شو؟ عشان بيزاتك..
عبدالله: أها.. تقصدين إني ما استاهل الاحترام الا عشان بيزاتي..
بدل لا تنحرج ياسمين.. اطالعته ببراءة وابتسمت.. وغيرت الموضوع بشكل فاجئ عبدالله.. وقالت: أنا ولا مرة رحت العين أبويه ما يرضى يودينا..
قبل لا يرد عليها عبدالله بطل ابوها الباب ويوم شافته ياسمين ابتسمت واطالعها هو بنظرة حادة وسلم على عبدالله ووصله الميلس.. وعلى طول رد يطلع برى عشان يتفاهم ويا بنته بس يوم طلع كانت ياسمين خلاص راحت ..
---------------
ي السيارة كانت ياسمين تفكرر باللي صار وتضحك وهي متأكدة انه أبوها الحين بيموت من القهر منها.. ورن تيلفونها وكانت نهلة متصلة.. وردت عليها ياسمين وهي تضحك..
نهلة: الله يستر.
ياسمين: ليش؟؟
نهلة: هالضحكة أعرفها.. ما تطلع منج إلا عقب ما تسوين لج كم مصيبة..
ياسمين: والله بس مصيبة وحدة..
نهلة: انزين تعالي ياللا اترياج وخبريني عقب شو سويتي..
ياسمين: أنا عند بيتكم اطلعي..
نهلة: أوكى .. يايتنج احينه..
نزلت نهلة بسرعة وركبت سيارة ياسمين الmini cooper وأول ما دشت قالت جملتها المعتادة..
نهلة: بذمتج ما تفتشلين من هالسيارة؟؟
ياسمين: أصلا شرف لج انج تركبين فيها ... هالسيارة مميزة..
نهلة: أكيد مميزة.. جنها طالعة من عالم الكارتون..
ياسمين: جب..
نهلة: انزين قولي.. شو سويتي..
ياسمين(وهي تبطل عيونها ع الاخر): اسكتييييييييي... كنت ظاهرة من بيتنا وشفت لج هالسيارة الكادلاك الذهبية اللي تخبل مبركنة عند الباب..
نهلة (بحماسة): أبوج اشترى كادلاك؟؟
ياسمين: يا ريت والله.. أبويه ما تعيبه إلا المرسدس.. ما يعترف بأي سيارة غيرها..
نهلة: عيل؟
ياسمين: هذا تاجر يتعامل وياه أبويه هاليومين.. وانتي تعرفين يوم أشوف شي يعيبني أتخبل.. جان أوقف أطالع سيارته ونزل هو ووقفت اسولف وياه
نهلة: نعم؟؟ تقولينها بكل بساطة..؟؟ وقفتي وسولفتي وياه؟؟
وخذت نهلة شنطة ياسمين ويلست تفتش فيها..
ياسمين: إيه شو تبين بشنطتي؟؟ شو تدورين..؟؟ (وسحبت الشنطة من ايدها)
نهلة: أدور المذهب اللي ظيعتيه يمكن طاح في الشنطة وما انتبهتي له..
ياسمين: ههههههه.. .انزين انا لا غازلته ولا عطيته رقمي.. بس قلت له موترك حلو..
نهلة: بس؟؟
ياسمين: ممممممم وخبرته باسمي..
نهلة: وهو خبرج باسمه.. ورقم تيلفونه صح؟
ياسمين: لا يالسبالة .. أبويه قال لي عن اسمه وبعدين الريال شيبة شو أسوي برقم تيلفونه؟؟
نهلة: شيبة؟؟
ياسمين: هى شكله جي أعطيه 35 سنة..
نهلة: خمسة وثلاثين شيبة؟؟ بعده في عنفوان شبابه..
ياسمين: بالنسبة لي انا.. الريال اللي يعدي ال30 .. خلاص يكون شيبة..
نهلة: ياللا وصلنا وخبريني في المطعم عن شيبتج هذا..
ياسمين: ياللا انزلي من سيارتي وشوي شوي وانتي تصكين الباب..
نهلة: سخيفة..
ياسمين: متعلمة السخافة منج..
نزلت نهلة وياسمين وراحن يتغدن في ميركاتو .. وحاولت ياسمين إنها ما تفكر بعبدالله بس كل شوي كانت افكارها ترد له وكانت تبتسم بخجل.. وعبدالله مول ما رد يفكر فيها .. وطول ما هو في بيت علي بن يمعة كانت افكاره منحصرة في الشغل وبس..



رد مبارك بيت ابوه عقب ما خلص الدوام يوم الثلاثا.. ويلس في موتره اليديد دقايق عشان يضبط نفسه قبل لا ينزل ويدش البيت.. وايد اشيا تغيرت في حياته من يوم الحادث.. للحين ما رد بيته ولا فكر انه يمر صوبه.. أول ما رد من المستشفى هذاك اليوم.. على طول يابوه بيت ابوه ومن هذاك اليوم وهو يالس في غرفته الجديمة.. ويحاول يتجاهل شعور الالم اللي يزيد في داخله كل يوم ..
في البداية.. غرق مبارك في بحور من الكآبة والحزن.. وكان لا ياكل ولا يرمس احد.. إحساسه بالذنب والوحدة كان فوق طاقته وأكثر من مرة إنهار وودوه المستشفى .. بس في النهاية قدر انه يتغلب على حزنه وقدر يوقف على ريوله مرة ثانية.. لأنه من الاساس كان انسان قوي.. أبوه ما قصر وياه وخذ له موتر يديد..ومسك الشركة ويا ظاعن في غياب مبارك.. وأمه كانت بتطير من الوناسة لأنه ولدها وياها وتقدر تداريه وتهتم فيه بدل لا يقعد بروحه في بيته يجابل اشباح ماضيه ..
تنهد مبارك ونزل من السيارة .. ومع كل خطوة كان يذكر عمره انه أول ما بيبطل الباب بيشوف مشهد ثاني غير اللي كان متعود عليه قبل الحادث.. مب مرته اللي بتبتسم له أول ما يدش.. أمه.. مب عياله اللي بيوون له يركضون ويخبرونه بكل اللي فاته وهو برى البيت.. عيال اخوه ظاعن..
وقف مبارك ثواني عند الباب قبل لا يبطله ويوم تأكد انه يقدر يجابل اهله بالقناع اللي فرضه على نفسه في الايام الاخيرة.. دخل وابتسم لأمه وأبوه اللي كانوا يالسين يتقهوون في الصالة.. ويلس وياهم عقب ما سلم عليهم..
مبارك (يبتسم): سويتوها مرة ثانية وتغديتوا عني..
أم ظاعن: الله يهديك عاد انته وايد تبطي في الشركة حد يرد الساعة ثلاث من شغله؟
بوظاعن: ترييناك وايد وانته تعرف اليوع كافر.. وظاعن ومرته وعياله ما نروم نخليهم يتريون
مبارك: ههههه بالعافية عليكم انا الحين هلكان وبرقد.. يوم بنش العصر بتغدى..
أم ظاعن: اترس بطنك وعقب جان بترقد..
مبارك: والله فيه رقاد بالقوة مبطل عيوني الحين..
بوظاعن: خلاص على هواك يا مبارك..
مبارك: عيل ظاعن وينه؟
بوظاعن: روح بيتهم..
مبارك: خلاص عيل اسمحولي بشوفكم العصر..
أم ظاعن: الله وياك يا ولدي..
وقف مبارك وراح عنهم غرفته .. وبدل ثيابه وانسدح ع الشبرية عشان يرقد.. بس عيونه كانت مبطله ع الاخر.. وصورة مرته عيت تفارج خياله.. شوقه لها كان فوق الاحتمال وحياته من عقبها صارت فارغة ومن دون أي هدف.. وحس بتعب كبير وهو يفكر بعياله وغصبن عنه دمعت عينه.. بس هالمرة غمض عيونه ومنع الدموع من انها تنزل.. ومثل كل مرة.. أجبر نفسه انه يفكر بشغلات ثانية.. بهموم ثانية.. تنسيه همه الكبير اللي ساكن في طيات خياله..
------------
ياسمين.. عقب ما خلصت غداها ويا نهلة في ميركاتو.. وصلتها البيت وردت هي بيتهم.. وطول الدرب كانت تدعي ربها انه عبدالله يكون بعده في بيتهم ما روح.. ما تعرف شو كانت تبا منه بالضبط او شو اللي تترياه.. بس اللي تعرفه انها تباه يكون موجود.. وخلاص..
لفت ياسمين بسيارتها ودشت فريجهم وساقت ببطئ شديد وهي تدعي ربها انه يكون موجود.. وابتسمت ابتسامة عريضة يوم شافت سيارته بعدها مبركنة عند باب البيت.. وراحت ووقفت سيارتها ورى سيارته بشكل ما يسمح له انه يحركها.. الا اذا حركت ياسمين سيارتها..
ابتسمت ياسمين وهي تطالع عمرها في جامة السيارة وقالت: انتي... ذكية!!
ونزلت من السيارة ودشت البيت.. بس أول ما مشت في الحديقة تبطل باب الميلس وطلع أبوها.. وشهقت ياسمين وهي تحط ايدها على حلجها وتذكرت انه ابوها اكيد محرج منها ..
علي يوم شاف بنته واقفة وشكلها مرتبكة.. يود عمره عن لا يبتسم وسار لها وهو يتظاهر بالعصبية..
علي: انتي ما تستحين؟؟
باسته ياسمين على خشمه وقالت بارتباك: أبويه والله اخر مرة .. انا عيبتني سيارته .. وما كنت منتبهة انه داخلها.. واقتربت منها .. ويوم نزل ..(نزلت ياسمين عيونها) ارتبكت وسلمت عليه
علي: كيف ما شفتيه وسيارته مب مخفي.. وينشاف بوضوح انه داخلها انا مب ياهل تقصين عليه..
ياسمين (بصوت اقرب للهمس): ما عاش اللي يقص عليك..
علي: شو؟؟ ما سمعتج..
ياسمين (بصوت عالي): ما عاش اللي يقص عليك .. انا اسفة..
علي: فشلتيني جدام الريال..
ياسمين: لا ما عليك ابويه عبدالله كان مستانس..
علي: وعرفتي اسمه بعد؟؟؟
ياسمين: انته بروحك مخبرني باسمه..
يودها علي من اذنها وشدها وضحكت ياسمين بدلع وهو يقول لها: بطلي هالحركات انتي مب ياهل .. خلاص كبرتي وين تبين تسلمين على ربعي..
ياسمين: خلاص ابويه التوبة ما بعيدها مرة ثانية..
ابتسم علي وقال لها: ياللا دشي داخل ..
ياسمين: فديتك والله انه محد يسواك في هالدنيا كلها..
علي: ههههههه أول ما تنخطبين بتغيرين رايج وانا متأكد..
غمزت له ياسمين وهي تضحك وردت غرفتها وهي تغني بصوت عالي " ودي بكلمة يا حبيبي.. قلها وقلبي لك يجيبي.. يا جارحن قلبي بحبك.. ليتك بهالدنيا نصيبي.." وبطلت باب غرفتها بقوة ودشت ووقفت مكانها من الصدمة.. أمها كانت في الغرفة.. مبطلة واحد من ادراجها ويالسة تفتش في الصور اللي داخله..
في البداية.. انصدمت ياسمين وتمت واقفة تطالع امها اللي كانت بعد مصدومة وتطالعها بنفس النظرة.. بس عقب ثواني ، تغيرت ملامح ياسمين واطالعت امها ببرود ينافس الثلج.. ورفعت حاجبها اليمين وهي تسألها: امايه شو تدورين؟؟
نزلت مريم الصور اللي في ايدها وشلت موبايلها وقالت: ما يخصج..
فرت ياسمين شنطتها على الشبرية وفصخت شيلتها.. كانت تتصرف ببرود شديد وهي تغلي في داخلها .. وبطلت شعرها ويلست تحركه بأصابعها وهي تطالع امها ببراءة مصطنعة وقالت: يعني قلت.. يمكن .. يمكن.. تدورين دليل..
مريم (بارتباك): دليل شو؟
ياسمين: يعني... دليل اني ارمس واحد واحبه ويمكن صورته بالغلط وصلت للدرج ..
مريم: شو هالرمسة الماصخة؟؟ انا امج ومن حقي افتش في أي مكان في البيت.. ومن حقي اطمن انج ما تسوين شي غلط..
ياسمين هني بدت صج تعصب بس كانت مصرة تحتفظ ببرودها لأنها تعرف انه هالشي يقهر امها اكثر وردت عليها وقالت: بس انتي غلطانة يوم انج ادورين في الادراج.. صدقيني مب هالمكان اللي اخش فيه شغلاتي الخاصة.. ولو تدورين من اليوم لباجر.. ما بتعرفين هالمكان..
مريم: ما يحتاي اعرفه.. أنا متأكدة من تصرفاتج انه وراج شي بس ابوج اللي مب راضي يصدق..
ياسمين: أبويه يعرف انه مربي بنته عدل .. وانه بنته جديرة بثقته ولو سمحتي لا تخربين اللي بيني وبينه.. وتجرجينه عليه..
لبستها مريم وما ردت عليها وطلعت من الغرفة.. أما ياسمين فاستغلت انه امها طلعت خلاص والحين تقدر تعبر عن القهر اللي فيها وشلت شنطتها وفرتها على اليدار وسمعت صوت شي انكسر في داخلها بس ما اهتمت ويلست على الشبرية وهي تنتفض.. وقالت بصوت عالي: متى بطلع من هالبيت وبفتك!!!..
في الميلس.. كان عبدالله يالس يسولف ويا التجار الموجودين وويا علي وهالمرة كان صج مستانس وشوي شوي ابتدوا التجار يروحون ويلس هو وعلي بروحهم في الميلس.. علي كان يفكر يعتذر لعبدالله عن تصرف ياسمين بس عقب غير رايه وقال ماله داعي.. عبدالله كان صج عايبنه ويتمنى يتعامل وياه في مشاريع ثانية.. ويلسوا اثنيناتهم يتناقشون شوي في الشغل ..
عبدالله: علي.. الحين عقب ما عرفتك اكثر في خاطري شي ابا اتخبرك عنه ويا ليت ما يظايجك..
علي كان متأكد انه عبدالله بيخبره عن ياسمين وارتبك وايد وهو يقول: خير يا عبدالله..
عبدالله: تذكر أول ما اتصلت بي عشان المشروع؟؟
علي (وعقب ما اطمن انه الموضوع بعيد تماما عن بنته): هى اذكر..
عبدالله: انته اتصلت بمبارك بن فاهم في نفس الوقت صح؟
علي: هى اتصلت به..
عبدالله: انزين مبارك الحين يقول اني لهفت عنه المشروع والله العالم اني وافقت على هالمشروع بحسن نية وانا ما اعرف انك متفق وياه من البداية.. وانا ياخوي يا علي ما فيه ع المشاكل ورمسة الناس واذا انت متفق وياه قبلي خبرني..
علي: لا يا عبدالله .. أنا اتصلت بكم انتوا الاثنين في نفس الوقت وسمعت منكم اثنيناتكم التفاصيل اللي كنت ابا اعرفها.. وشفت انه السعر اللي حطيت لي اياه انت أنسب.. والمدة اللي بتخلص فيها المشروع أقصر بوايد من المدة اللي حددها مبارك.. ويمكن انا غلطت يوم ما رديت عليه وقلت له اني اخترتك.. بس تراني ما اتفقت وياه على أي شي.. مجرد اني عرضت عليه المشروع وخلاص..
ارتاح عبدالله وابتسم وهو يقول: بارك الله فيك يا خوي ولا تزعل من رمستي انا كنت ابا اتأكد بس..
علي: أفا عليك يا عبدالله .. من حقك تتخبر عن اللي تباه..
عبدالله: ما تقصر ياخوي.. اسمح لي الحين بترخص..
علي: وين؟
عبدالله: عندي اشغال ابا اخلصها قبل ارد العين..
علي: ومتى بترد؟
عبدالله: بالجمعة ان شالله..
علي: عيل خلنا نشوفك يا عبدالله..
عبدالله: ان شالله..
وطلعوا اثنيناتهم برى وهم يرمسون وياسمين كانت واقفة عند الدريشة تطالعهم من ورا الستارة وضحكت من خاطرها وهي تشوفهم يطلعون برى.. وتريت شوي وشافت ابوها راد البيت وهو يمشي بسرعة وركضت ويلست جدام الكمبيوتر اونها يالسة تلعب..
وعقب دقيقة بالضبط بطل ابوها الباب وقال بنبرة حادة: ياسمين؟؟ ما لقيتي مكان توقفين فيه سيارتج الا ورا سيارة الريال؟؟
ياسمين سوت عمرها متفاجئة وقالت: والله؟؟ تصدق ابويه كنت سرحانة وما اعرف وين وقفت سيارتي..
اطالعها علي بنظرة وقال وهو يشل شنطتها اللي كانت طايحة ع الارض ويبطلها: انا باخذ السويتش وبسير احرك السيارة..
وقفت ياسمين واقتربت منه بسرعة وقالت: ل وسمحت ابويه هاذي سيارتي ومحد بيحركها غيري..
علي (بحدة): قري مكانج وماشي طلعة .. انتي تبين تفضحيني جدام الريال ..؟؟ تبينه يقول ما عرفت اربي بنتي..؟؟
شهقت ياسمين بس أبوها ما سوا لها سالفة وطلع وفي ايده سويتش السيارة وتأففت ياسمين من القهر ودفنت راسها في المخدة وهي تصرخ بصوت عالي.. كانت هاذي فرصتها عشان ترمس عبدالله مرة ثانية وابوها خربها.. والحين ما بتشوفه للأبد.. شو بتسوي بعمرها الحين؟؟



عبدالله في هاللحظة كان واقف يتريا علي اييب المفتاح.. كان فاهم حركات ياسمين ويعرف انها متعمدة توقف سيارتها هني بس عشان تشوفه.. مرت عليه حركات مثل هاذي وايد من قبل وصار حافظنها.. وحس بتعاطف ويا علي اللي اكيد متأذي وايد من بنته ودلعها.. وانتقلت افكاره لليلى العاقل الحشيم وابتسم بفخر وهو يقارن بينها وبين ياسمين.. وقطع عليه افكاره علي اللي وصل في هاللحظة ويلس يتعذر له وحرك سيارة ياسمين وقدر عبدالله اخيرا انه يروح الفندق ومرة ثانية .. انمسحت ياسمين من افكاره نهائيا.. وانشغل عبدالله بسوالف ثانية اهم بالنسبة له عن خرابيط وحدة مراهقة ..

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. ليلى كانت مشغلة سارة وأمل وخالد وياها في المطبخ ويالسين يسوون كيك .. سارة كانت واقفة حذال ليلى وأول ما تطلب منها شي تركض بسرعة وتييب لها اياه.. وأمل كانت يالسة فوق الcounter وكل شوي تقول لليلى: أنا شو أسوي؟؟
ليلى: صبري غناتي دورج بعده ما يا..
أمل: متى بطبخ؟
ليلى: صبري صبري..
خالد كان مبطل عيونه ع الاخر وملصق خشمه في حوض السمج اللي يايبنه محمد لهم اليوم.. من يوم يابه محمد وخالد لاصق فيه ويطالع السمج بانبهار.. واضطرت ليلى انها تييب الحوض هني في المطبخ عشان يتحرك وياه خالد لأنه مب راضي يهده..
سارة: يوم بتم كريما.. لا تعقينها بناكلها..
ابتسمت ليلى وقالت بحنان: ان شالله حبيبتي ..
سارة كانت بعدها متمسكة بعزلتها ورمستها قليلة ونادرة.. بس ليلى كانت تحاول تتواصل وياها بكل الطرق وأكثر من مرة لاحظت انها تختفي فجأة وكانت تعرف انها تسير تقعد في غرفة أمها وكانت تخليها على هواها.. اذا كان هالشي يريحها حرام تحرمها منه.. بس ليلى ما كانت تتجرأ تتبعها هناك.. لأنها تعرف انها ما بتتحمل الالم اللي بينتج من دخولها هناك.. كانت غرفة أمها وابوها مكان مقدس بالنسبة لها .. ما تبا أي حد يمسها او يغير فيها شي.. وعشان خاطر سارة بالذات.. قررت ليلى تخلي ثياب امها في الكبت على طول وما تحاول انها تشيلهم في يوم من الايام..
أمل: ليلى.. شوفي خالد !!!
التفتت ليلى على خالد اللي كان واقف ومتعلق بالحوض.. ويرفع ريوله يبا يدش داخل.. ضحكت ليلى وشلته بسرعة وصرخ خالد بصوت عالي وهو يمد جسمه عشان ينساب من اياديها بس ليلى يودته بقوة وباسته وهي تقول: مسود الويه .. ثرك مب هين طول هالوقت يالس تفكر كيف ادش عند السمج..
وطلعت من المطبخ ومشت للصالة وعطته ليدوتها عشان تيوده وردت المطبخ تكمل الكيك ويا البنات.. واستقبلتها أمل بابتسامتها الحلوة .. وغمازاتها اللي تجنن ..وضحكتها اللي ترد الروح و........ وأياديها اللي كانت في العجينة.. !!!
شهقت ليلى وركضت لها وهي تزاعج: لوله شو تسوين؟؟
أمل (ببراءة): اسوي كيكة..
طلعت ليلى اياديها من العجينة ويلست تنظفهم وهي تقول: شو اسوي فيج ؟؟ أظربج؟؟
أمل: أبا اسوي كيكة..
ليلى: قلت لج اصبري دورج بيي.. انتي ما تفهمين؟؟
اطالعتها أمل بنظرة حادة وقالت: انزين.. صبرنا.. أف!!!!
أم أحمد كانت يالسة في الصالة وخالد على ريولها يلعب ببرقعها.. يوم دشت صالحة الصالة حتى من دون ما تدق الباب..
صالحة: هود. . هود ياهل البيت.. وينكم؟؟ تعال ابويه فهد دش محد هني..
أم احمد خذت البرقع بصعوبة من ايد خالد ولبسته ووقفت لصالحة اللي دشت ويا ولدها فهد وسلمت عليهم ويلسوا في الصالة.. ولاحظت أم احمد انه صالحة شالة كيس في ايدها بس ما قالت شي وحطته حذالها ..
أم أحمد: حيالله فهد..
فهد: الله يحييج أم أحمد.. اا.. أمايه انا بسير..
صالحة: ايلس وين بتسير؟؟
فهد (بصوت واطي): أمايه بسير الشباب يتريوني..
أم أحمد: ايلس من زمان ما شفتك..
صالحة: خليه هذا ما ايوز عن هياته.. سير برايك..
ابتسم فهد ابتسامة صفرا ووقف وطلع من الصالة.. فهد.. رغم انه عمره 22 سنة.. بس أمه تتحكم فيه بشكل كبير ويعرف انه بينهزب أول ما ترد صالحة البيت لأنها كانت تباه يتم وياها ويشوف ليلى اللي كانت مصرة تخطبها له.. بس فهد شايف ليلى من قبل ورغم جمالها الا انه حس ببرود فظيع اتجاهها وكان مصر يتهرب من هالسالفة ويخلص عمره منها بأي طريقة..
أما صالحة.. فأول ما طلع ولدها تحلفت له بينها وبين نفسها يوم بترد البيت بتراويه شغله.. وركزت اهتمامها على خالد اللي كان متعلق بيدوته ويوايج عليها من ورا شيلة أم أحمد..
صالحة (وهي تبتسم له وتمد له ايدها): خلود.. تعال..
بس خالد تعلق أكثر في يدوته .. واطالع صالحة بخوف.. صالحة تظايجت بس أم احمد في داخلها استانست وقالت: بناتج شحالهن؟
صالحة: بخير .. يسلمن عليج وعلى ليلى..
أم أحمد: وليش ما ين وياج؟
صالحة: انشغلن ببيوتهن وعيالهن.. ليلى وينها؟ ووين باجي العيال؟
ام أحمد: في المطبخ.. يتعبثون ونهم يسوون كيك..
صالحة: حتى محمد ومايد؟؟
اطالعتها أم احمد بطرف عينها.. صج انها خبيثة.. تبا تعرف وين مايد ومحمد: محمد في المكتب ومايد فوق في غرفته..
صالحة: هيييييييييه.. الا محمد شو مسوي في شغله..
أم أحمد: الحمدلله يسوي اللي يقدر عليه...
في هاللحظة دشت ليلى ويا خواتها وسلمن على خالوتهن .. ليلى تظايجت يوم شافت خالوتها وتذكرت الرمسة اللي سمعتها اياها ع التيلفون وتمنت انها ما تعيد هالرمسة جدام حد من اخوانها.. اذا كانت ليلى عاقلة وكبيرة وتفتهم.. اخوانها مراهقين وهالرمسة ممكن تأثر على علاقتهم بعمهم..
ليلى: بسير اييب لكم الكيك اللي سويناه. .
صالحة: تعالي ايلسي ما نبا كيك..
أم أحمد: خليها تييبه بياكلونه اليهال..
قامت ليلى وكانت فرصة انها تتهرب من خالوتها .. وصالحة يلست تدقق في بنات اختها سارة وأمل.. وقالت عقب ما عفست ويهها: واعليه.. يحليلهن البنات يبسن ما بجى منهن شي.. انتوا ما تأكلونهن؟؟
أم احمد انقهرت منها وقالت: الحمدلله ما فيهن شي.. وامبونهن جي ضعاف..
صالحة: حشا لله.. ما كانن جي.. ماشالله سارة كانت مربربة..
سارة كانت تطالعهم ببراءة وشكلها سرحانة في عالم ثاني وأمل مركزة على صالحة ومبطلة حلجها.. وعقب تفكير لصقت في يدوتها وهمست لها : منو هاذي؟؟
ابتسمت أم احمد ومسحت على شعر أمل اللي ردت تطالع صالحة بنفس النظرة المصدومة.. وصالحة ما كانت منتبهة لأنها كانت ترمس..
أم أحمد كانت عيونها ع الكيس وما قدرت تقاوم فضولها وسألت صالحة: صالحة؟ بتخبرج هالجيس شو داخله؟
التفتت صالحة ع الجيس وجربته منها وقالت: هاذي ثيابي الليلة ببات عندكم..
في هاللحظة دخلت ليلى الصالة وسمعت خالوتها تقول انها بتبات عندهم وحست انه قلبها انقبض.. وسارت صوبهم ونزلت صينية الكيك والعصير واطالعت يدوتها اللي قالت: حياج يا صالحة هذا بيتج
أمل (اللي كانت تبا عذر عشان تكلم صالحة): ومنو بيرقد في بيتكم؟
ابتسمت صالحة: هناك عيالي .. وعيالي كبار ما يحتاي حد يرقد عندهم..
ليلى: بسير ازقر مايد عشان ياكل ويانا..
راحت عنهم ليلى وبطلت باب غرفة مايد بهدوء.. هالمرة مايد كان صج متظايج ومن أمس ما شافوه.. ما فكر حتى انه ينزل يتغدى وياهم.. والحين كان يالس يلعب بلاي ستيشن ويوم دشت ابتسم لها ..
ليلى: ميودي ما تبا كيك؟
مايد كان يوعان .. بس عقب تفكير قال: لاء مابا..
ليلى: تعال كل ويانا خالوه صالحة تحت..
مايد: مابا ..استحي منها.. ما بنزل..
ليلى: اييب لك هني ؟
مايد: ممممممم.. لا اتعبين عمرج.. طرشي نجمة..
ليلى: زين.. ومتى ناوي تنزل تحت؟
مايد: يوم بينتقل محمد من البيت..
ليلى: ههههههه.. عيل شكلك بتم هني العمر كله..
طلعت ليلى من غرفة مايد وهي نازلة ع الدري شافت خالوتها واقفة تحت وأول ما شافت ليلى سألتها: ليلى؟ وين غرفة المرحومة؟
استغربت ليلى.. ليش تسأل عن غرفة أمها؟؟ بس عقب قالت أكيد تبا تشوف أي شي يذكرها باختها وابتسمت لها وقالت: تعالي خالوه.. الغرفة هالصوب..
ومشت ليلى ووياها صالحة اللي كانت تعلق على كل شي تشوفه في دربها ويوم دشت الغرفة وشافتها تامة على حالها بالثياب اللي فيها والعطور والأثاث.. انصدمت.. واطالعت ليلى بنظرة اتهام وقالت: ليش ثياب امج بعدها في الكبت؟؟ ليش ما تبرعتوا فيهن؟؟ ولا مسوين هالغرفة معبد؟؟ ليلوه انتي تخبلتي؟؟
اطالعتها ليلى بارتباك.. ما كانت تعرف في شو غلطت بالضبط.. وقبل لا تبطل حلجها انهدت خالوتها عليها: مب زين تخلين ثيابهم هني.. تصدقوا بهن احسن.. سيري ازقري البشاكير انا بخليهن يلمن هالثياب والاغراض كلها وبنتصدق بهن..
شهقت ليلى وقالت بصوت مخنوق..: خالوه .. اغراض امي وابويه اتم مكانها .. نحن مرتاحين جذي..
صالحة: أي راحة هاذي وانتوا تشوفون كل اغراضهم مخزنة هني؟؟ خبريني انا كيف برقد اليوم في هالغرفة وهي جي؟؟
حست ليلى انها بتنفجر من القهر.. وكان في خاطرها إنه خالوتها تروح الحين.. وقالت وهي تحاول تتحكم بعمرها: وليش ما تباتين في غرفة الضيوف تحت؟
صالحة: أبا ابات في غرفة المرحومة..؟ ولا انا مب بحسبة أمكم؟؟
ليلى: اللي تشوفينه خالوه بس أرجوج كل شي يتم على حاله..
صالحة (بظيج): انزين انزين.. برايج انتي سيري جابلي اخوانج ..
طلعت ليلى وهي حاسة بحزن فظيع في داخلها .. ونزلت الصالة وهي تفكر بخالوتها اللي بدت تتحكم فيهم وتدخل في حياتهم بشكل واضح ومباشر.. وحتى يدوتها ما وقفت جدامها ولا حاولت تمنعها..
ي بيت علي بن يمعة.. عقب المغرب.. كانت ياسمين يالسة فيي الحديقة تفكر بطريقة تقدر توصل فيها لعبدالله.. ما تعرف شو اللي يخليها تفكر فيه جذي.. استوى عندها نفس الهاجس .. تبا تعرف كل شي عنه.. وعن حياته.. مرته .. عياله.. شغله.. كل شي..!! ويلست تتمشى شوي ويوم حست انها بتختنق من الرطوبة اللي برى .. ردت بتدش الصالة ، بس أبوها كان طالع في هاللحظة وشافها.. واقترب منها..
علي: أنا طالع .. تبين شي من برى؟
ياسمين: لا ابويه.. بس أنا ملانة تعال ايلس وياية شوي..
علي: مستعيل والله .. عقب بنرد وبنسولف..
رفعت ياسمين حاجبها اليمين وقالت بخبث: أبويه... عبدالله بن خليفة..
اطالعها علي بنظرة حادة وقال: شو بلاه؟
ياسمين: ليش ما نعزم مرته وعياله يتعشون عندنا .. عيب والله عزمنا الريال مرتين وما نعرف شي عن اهله..
تنهد علي.. ما يعرف شو سبب اهتمام ياسمين المفاجئ بعبدالله.. بس هاذي ياسمين وما يروم يزعلها .. : عبدالله مب معرس.. لو كان معرس جان ما قصرت وعزمت مرته..
حست ياسمين بقلبها يدق بقوة وارتبكت وبين على ويهها واطالعها ابوها بنظرة استغراب وقال: شو بلاج تلخبطتي؟؟
ياسمين: لا ماشي ابويه.. بس.. كنت افكر انه.. حرام باجر عبدالله بيتغدى في الفندق وهو هاليومين تعود ياكل من بيتنا.. أقول ابويه؟ ليش ما نطرش له أكل من بيتنا؟؟
ضحك علي من خاطره.. كان واضح انه ياسمين مهتمة وايد في عبدالله وانها استانست يوم درت انه مب معرس.. بنته ياهل وما تعرف تخبي مشاعرها.. كل شي يبين من عيونها ..
ياسمين : أبويه ليش تضحك؟؟ شو قلت انا؟
علي: الحين عبدالله.. بيودر أكل الجميرا بيتش هوتيل.. وبياكل اكل بيتنا؟؟ تخبلتي انتي..؟؟
وسار عنها علي وهو يضحك .. ما ينكر انه في داخله كان مستانس.. عبدالله رغم انه كبير بس كان ريال والنعم وفوق هذا غرقان في البيزات لقمة راسه.. واذا ارتبط بياسمين.. بتعم الفايدة عليهم اهم الاثنين..
ياسمين كانت واقفة في مكانها تبتسم .. أبوها يمكن ما قصد هالشي.. بس بطريقة غير مباشرة قربها من عبدالله وخبرها بالمكان اللي يالس فيه.. وركضت ياسمين غرفتها وهي تفكر شو بتسوي بهالمعلومة اليديدة اللي قدمها لها ابوها هدية قبل شوي؟؟
--------------------

ليلى في هالوقت كانت خلاص مخلصة كل شغلها في البيت تقريبا.. رقدت خالد وخواتها الصغار.. ومرت على مايد وشافته راقد.. ونزلت تحت وشافت محمد يالس ويا خالوته ويدوته.. بس أول ما يلست وياهم ليلى قامت صالحة .. وقالت: ياللا اسمحولي بسير ارقد..
أم احمد: تصبحين على خير ..
صالحة: وانتي من أهله..
محمد: أنا بعد هلكااااااان وبسير ارقد..
ليلى: ايلس ما سولفت وياك اليوم ..
محمد: باجر بنسولف ليلوه.. والله تعبان. .
ليلى: خلاص حبيبي سير ارقد.. تصبح على خير
محمد وهو يبوس يدوته على يبهتها..: وانتي من اهله..
عقب ما راحوا هم الاثنين.. نزلت ليلى عيونها.. كان في خاطرها شي ومتردده تخبر فيه يدوتها ولا لاء..
أم أحمد: ليلى؟ جنه الا عندج شي تبين تقولينه..
ابتسمت ليلى بارتباك.. : يدوه.. أنا..
أم أحمد: اعرف اللي تبينه ..
تفاجأت ليلى: تعرفين؟
أم أحمد: تبين الصندوق اللي يابته اخت حميد.. صح؟
نزلت ليلى عيونها وحست بألم في قلبها وهي تسمع اسم حميد.. رغم انه هالاسم دوم في خيالها بس كل مرة تسمعه من شخص ثاني تحس انه يحرقها.. ورفعت عيونها المليانة بالدموع ليدوتها وقالت: هى.. هذا اللي اباه..
تيودت يدوتها في القنفة وقامت بصعوبة.. ووقفت ليلى بسرعة عشان تساعدها.. ومشت أم أحمد بخطوات بطيئة للغرفة ويلست على طرف الشبرية.. وبطلت درج الكومودينو وليلى واقفة تطالعها وتحس بقلبها بيطلع من بين ظلوعها.. كانت مرتبكة بشكل فظيع ويوم طلعت يدوتها الصندوق.. خذته ليلى بسرعة وباست يدوتها وراحت فوق.. وتمت يدوتها تطالع الباب وهي تبتسم بحزن.. وتقول في خاطرها يحليلج يا ليلى .. كم بتتحملين؟؟
يلست ليلى ع الارض في غرفتها وركزت نظرها على الصندوق اللي جدامها وحست بقلبها ينعصر.. كان الصندوق كحلي.. وشكله وايد أنيق.. ومسحت عليه ليلى بإيدها اللي ابتدت ترتجف .. وحاولت تتخيل شو بيكون داخله.. شو هالهدية اللي ياب لها اياها حميد والله ما كتب انه يوصلها لها بنفسه؟ كانت خايفة.. خايفة تبطل الصندوق وتفتح لنفسها باب الحزن مرة ثانية..
الهدوء اللي حواليها خلاها تخاف وترتبك اكثر .. الكل كان راقد الا هي.. محد بيقاطعها ولا بيخرب عليها هاللحظة.. محد هني عشان يمنعها من حقها في انها تحزن وتصيح على راحتها.. وبطلت ليلى الصندوق بأصابع ترتجف بشدة.. وحست ليلى انها بتختنق يوم شافت اللي داخل الصندوق.. مصحف كبير في كيس من المخمل.. وتحته ورقة.. مكتوب فيها جملة وحدة.. "الله يحفظج ويحميج من كل شر يا أغلى انسانة على قلبي" ..
حست ليلى بإرهاق فظيع وهي تشل المصحف..وانهمرت دموعها وتذكرت فجأة انه عرسها المفروض يكون الاسبوع الياي.. المفروض هالاسبوع تكون في دبي ويا اهلها .. يخلصون اخر التجهيزات للعرس..
حظنت ليلى المصحف بكل قوتها وابتدت تصيح بصوت عالي.. ما قدرت تيود عمرها.. هذا كل اللي بجى لها من حميد.. آخر ذكرى واخر شي يربطها فيه.. وحست بوحدة مالها حدود .. وحدة بترافقها طول سنوات عمرها.. وبتم وياها للأبد..
وفجأة.. حست ليلى بإيد تمسح على خدها والتفتت بسرعة بس الدموع كانت مغطية عيونها وللحظة ما عرفت منو اللي يالس حذالها.. بس عقب ما مسحت دموعها شافت أمل.. يالسة تطالعها ببراءة وخوف..
أمل: ليلى ليش تصيحين؟؟
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس بدل ما ترمس صاحت بصوت أعلى.. وحطت أمل راسها في حظن اختها العودة وصاحت من دون سبب وياها.. أمل كانت صغيرة وايد وما بتفهم ... بس مجرد انها شاركت ليلى حزنها خلا ليلى تحس بشوية راحة.. وعقب دقايق هدت وخفت دموعها.. وكانت أمل خلاص راقدة..
شلتها ليلى وردتها على الشبرية وحطت المصحف حذال المخدة .. وانخشت تحت اللحاف ويا اخوانها وحاولت ترقد..
أشرقت شمس الاربعا بكل دفء وسعادة ونش عبدالله من فراشه الساعة ثمان وهو حاس بكسل من زمان ما حس به.. وعرف انه جو الخمول اللي كان عايشنه هاليومين اثر عليه.. وعقب ما غسل ويهه و-على غير عادته- طلب الريوق في الغرفة.. طلع ووقف ع البلكونة ويلس يراقب الناس اللي يتمشون تحت.. كان مقرر ما يطلع من غرفته اليوم ويخلص كل الشغل اللي اجله هاليومين.. وكانت أوراقه كلها منثرة على أرضية الغرفة وتترياه بس يشلها ويقراها.. بس للأسف . .كانت افكاره ترد تاخذه لأفق ثانية بعيدة تماما عن الشغل والاوراق.. كان يفكر بأحمد وكلثم.. بنورة.. وكل اللي فقدهم في حياته.. واخرهم فاطمة اللي طلت عليه مثل النسمة وغادرت حياته بكل هدوء.. رحيلها المفاجيء حسسه بإحباط كبير وخلاه يتذكر اشخاص ما فكر فيهم من فترة طويلة.. وفي النهاية ما يدري شو اللي ياب ياسمين على باله وابتسم عبدالله وهو يتذكر تصرفاتها الطفولية وهز راسه بحزن وقال في خاطره: لو كانت الامور مختلفة ونورة بعدها عايشة.. بتكون عندي بنت في عمر ياسمين بالضبط.. بس.. .......
استغفر عبدالله ربه ورد الغرفة واتصل بعيال اخوه اللي توله عليهم ويحس انه أهملهم في هاليومين اللي طافوا.. وما لحق التيلفون يرن الا ورد عليه مايد..
مايد: ألو؟
عبدالله: السلام عليكم..
مايد (بفرح): عمي عبدالله؟؟ وعليكم السلام.. متى بترد؟
عبدالله: هههههههه انزين اسألني أول عن اخباري ..
مايد: هلا عمي شحالك شخبارك عساك بخير؟ عمي وانته راد العين مر وافي وييب لي بقلاوة من Goodies الله يخليك الله يخليك عمي..
عبدالله (وهو يبتسم): ان شالله اذا ما نسيت..
مايد: بذكرك .. بدق لك وانته طالع من دبي..
عبدالله: ههههههه خلاص ذكرني وان شالله بمر وبييب لك اللي تباه..
مايد (بصوت واطي): عمي تعرف من عندنا؟
عبدالله: منو؟
مايد: خالوه صالحة..
حس عبدالله بظيج من سمع اسمها.. وقال: وشو يايبنها من الصبح؟
مايد: لا من امس عندنا..
عبدالله (مصدوم): باتت عندكم؟؟؟؟؟؟؟
مايد: هى..
عبدالله: ليلى وينها؟
مايد: اصبر بزقرها..
تريا عبدالله ثواني لين ما يت ليلى وردت عليه بصوت تعبان ومبحوح..
ليلى: هلا عمي..
عبدالله: ليلى؟؟ شو بلاج؟
ليلى: ما فيني شي..
عبدالله: من صوتج مبين انج وايد تعبانة..
ليلى: لا عمي بس مزجمة.. مب تعبانة ولا شي..
ما اقتنع عبدالله برمستها . مول ما تعود منها هالبرود وأول شي يا على باله انه صالحة أكيد مظايجتنهم.. بس اذا ليلى ما تبا تخبره ما بيجبرها..
عبدالله: خالوتج عندكم ؟
ليلى : هى .. بس بعدها فوق ما طلعت من غرفة امايه..
عبدالله انصدم ووقف من كثر القهر اللي فيه وسألها: شو تسوي في غرفة المرحوم؟؟
ليلى ارتبكت وقالت: باتت فيها .. ما طاعت ترقد في مكان غير هالغرفة..
عبدالله: وكيف تسمحين لها ترقد هناك؟؟؟
ليلى: عمي شو تباني اقول لها .. يوم يدوه ما قالت شي..
عبدالله: وينها امايه عطيني اياها..
ليلى: ان شالله..
نزلت ليلى السماعة وتنهدت بتعب .. من الصبح وهي تتجنب يدوتها وما تباها تشوفها وهي ويهها تعبان جذه.. ما تبا تزيد همومها .. وتخليها تحاتيها.. وقالت لأخوها مايد: أنا بروح فوق اشوف خالد نش ولا بعده.. روح ناد يدوه عمي يباها..
مايد: أوكى..
ركبت ليلى الدري وشافت خالوتها لابسة عباتها وبتنزل تحت.. فاستغربت وسألتها: خالوه؟؟ ليش لابسة عباتج؟
صالحة: بسير مشوار قبل لا أروح البيت.. اخوانج كلهم تحت؟ بسلم عليهم؟
ليلى: لا .. سارة وأمل وخالد بعدهم راقدين..
صالحة: وانتي بتنزلين تحت؟
ليلى شافتها فرصة تتهرب منها وقالت: لا انا بسير اقعدهم الحين من الرقاد وبلبسهم..
صالحة: عيل تعالي بسلم عليج الحين..
اقتربت ليلى منها وباستها بسرعة وراحت غرفتها عشان تقعد اخوانها.. واستغربت من خالوتها .. كانت مستعيلة وترمس ليلى وهي مرتبكة.. بس ليلى ما حطت في بالها شي وسارت عنها وهي مستانسة انها اخيرا بتروح بيتها..
--------------

ي بيت علي بن يمعةة .. كانت ياسمين متنرفزة ومن كثر ما هي متوترة كانت مب قادرة تقعد في مكان واحد.. اليوم الاربعا وهي ما تدري عبدالله روح العين ولا بعده.. وعقب تردد كبير.. قررت تنفذ خطتها اللي يالسة تفكر فيها من أمس..وركضت غرفتها وقفلت الباب.. وشلت سماعة التيلفون وتنفست بعمق عشان تخفف من دقات قلبها.. واتصلت فندق جميرا بيتش هوتيل.. وغمضت عيونها وهي تتريا الreception يردون عليها .. وردت عليها وحدة شامية عقب ما رن التيلفون لفترة بسيطة..
الموظفة: Jumairah beach Hotel can I help you?
ياسمين: مرحبا اختي..
الموظفة: يا هلا.. تفضلي..
ياسمين: اختي بغيت أعرف عبدالله بن خليفة قاعد في أي غرفة..؟؟
الموظفة: اسمحيلي اختي ما بقدر خبرك.. هيدي المعلومات سرية..
ياسمين: بس انا مرته.. وتيلفونه مغلق أبا اعرف رقم غرفته..!!!
الموظفة: اسمحيلي مدام بس ازا انتي مرته للأستاز عبدالله اكيد بتعرفي رأم غرفته..
عضت ياسمين على شفايفها عشان لا تسبها وقالت ببرود مصطنع: الأستاذ عبدالله على قولتج طلع من البيت معصب وما خبرني وين بيروح وانا أبا اراضيه؟؟؟ فهمتي..؟؟ ولا تبيني افهمج بأسلوب ثاني؟؟
الموظفة حست بإحراج وقالت: أنا ما بقدر اديكي رأم الغرفة بس بدي حولك على غرفته.. و انتي تفاهمي انتي وياه..
ياسمين (بظيج): ياللا بسرعة..
حولتها الموظفة على غرفة عبدالله اللي كان توه مبند عن أمه ومعصب ع الآخر على سالفة صالحة اللي باتت في بيت أخوه أمس وهو آخر من يعلم.. حاس انه وجوده في دبي خلى صالحة تتجرأ وتسوي اللي تباه بس أول ما يوصل العين بيتصرف وياها بنفسه.. ويوم رن التيلفون رد عليه من دون نفس.. بس انصدم يوم سمع صوت ناعم يستقبله..
ياسمين: ألو؟
عبدالله (باستغراب): هلا.. منو؟
ياسمين: أنا ...مممممم.. وحدة.. !!
عبدالله (بجفاف): لا والله؟ .. وأنا واحد مشغول .. اسمحيلي
ياسمين: لا والله ما تبند لحظة..
عبدالله حس انه يعرف الصوت بس سكت وما قال شي..
عبدالله: منو انتي؟
ياسمين: أنا ياسمين..
عبدالله: اها..
ياسمين: سوري.. اكيد كنت مشغول..
عبدالله: بصراحة هى كنت مشغول شوي.. خير يا ياسمين؟
ياسمين: عبدالله ممكن آخذ من وقتك ثواني بس؟
عبدالله: ممكن..
حطت ياسمين إيدها على قلبها وقالت دامه مشغول خل ادش في الموضوع على طول..: عبدالله.. أنا بصراحة .. معجبة فيك..
عبدالله ضحك على طول ما قدر ايود عمره.. مب مصدق جرأة هالبنية والطريقة اللي ترمسه فيها.. وقال لها وهو بعده يضحك : معجبة فيني؟ ياسمين شو هالرمسة؟؟
ياسمين عورها قلبها.. ليش يستخف بها ؟: انت تتحراني ياهل.. صح؟
عبدالله: بالعكس انتي ماشالله كبيرة وعاقلة..
تنرفزت ياسمين وكان هالشي مبين من صوتها: لا تجاملني عبدالله.. ولا تقص عليه.. انته تكلمني مثل ما تكلم وحدة ياهل..
عبدالله: استغفر الله العظيم.. بالنسبة لي انتي فعلا ياهل.. أنا وايد كبير .. أكبر عن ابوج حتى..
شهقت ياسمين: لا .. أبويه اكبر عنك.. أكبر عنك بوايد..وبعدين انا مب ياهل أنا عمري 19 سنة..
عبدالله (بهدوء): وأنا عمري 43 سنة.. شفتي الفرق؟؟ لو عندي بنت بتكون كبرج الحين ويمكن اكبر..
ياسمين: هالتلميحات مالها داعي.. انته مب أبويه ولا عمري بعتبرك أبويه..
ضحك عبدالله وقال: والله اتمنى لو كنت ابوج..
ياسمين: لا تكذب عبدالله..
عبدالله: شو؟؟ شو قصدج؟
ياسمين: لا تنكر احساسك.. انته معجب فيني.. ليش تحس بالذنب؟؟
عبدالله انصدم من رمستها وقال لها بكل ثقة: لا يا ياسمين انتي غلطانة.. انا مب معجب فيج وما ادري شو اللي خلاج تفكرين جذي وانا اسف اذا لمحت لج بهالشي..
ياسمين: لا .. انته خايف لأني بنت علي بن يمعة.. ولأنك كبير في السن.. هذا سبب خوفك بس انته تحبني..
عبدالله: يا سلام.. توني معجب فيج والحين حبيتج؟؟؟ ياسمين ما تشوفين انج زودتيها.. .؟؟
ياسمين: عبدالله لا تخرب ..
عبدالله: شو اللي ما اخربه؟؟ ياسمين ليش تضيعين على عمرج فرصة انج تقابلين شخص من عمرج يفهمج ويقدرج؟؟ هالمشاعر اللي تحسينها صوبي انتي وايد اكبر عنها..
ياسمين: كلهم تافهين.. انته لك شخصيتك واحترامك ومركزك.. منو من الشباب عنده كل هذا؟؟
ابتسم عبدالله ومرة ثانية صدمته بكلامها.. كل اللي تهتم به المادة والمركز الاجتماعي والمظاهر وبس.. وياسمين بروحها كانت مصدومة.. كانت واثقة انه معجب فيها مثل ما هي معجبة فيه.. كيف ما ينعجب فيها شو ناقصنها هي.. ؟؟ ليش ما استانس يوم خبرته او على الاقل جاملها؟
عبدالله: لا تحاتين.. بيكبرون.. وبيي يوم بيكونون فيه أكبر مني ومن كل اللي اعرفهم..
ياسمين: عبدالله ..
عبدالله: اسمعيني يا ياسمين.. أنا ما اصلح لج..
ياسمين: عبدالله..
عبدالله (بحنان): انا مشغول الحين.. وانتي لا تشغلين بالج بهالشغلات لنج صدقيني بتوصلين وياي لطريج مسدود..
قبل لا تتكلم ياسمين بند عبدالله التيلفون.. ويلست هي تطالع السماعة ودموعها ترست عيونها في نفس اللحظة.. مب مصدقة اللي سوته وكل اللي ممكن تسويه عشان واحد شافته أمس بس.. واليوم تحس انها مب متقبلة فكرة انه حياته تستمر من دونها.. مب متقبلة انه هالانسان اللي اقتحم قلبها مب راضي حتى يسمعها؟؟ ليش؟؟ وهل هاذي هي نهايتها وياه؟؟
-------------
ليلى في هالوقت كانت بعدها يالسة ويا اخوانها اليهال في الصالة اللي فوق ومايد يا ويلس عندهم.. كانت ليلى ميمعتنهم كلهم حذالها مثل ما كانت أمهم تيمعهم قبل.. ويالسة تخبرهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم هاجر وكيف الصحابة ساعدوه.. مايد يا ويلس وياهم ورغم ابتسامته وايده اللي كل اشوي تنمد على وحدة من خواته حس بحزن كبير.. وهو يتذكر امه وصوتها الهادي يوم كانت تتكلم وتنصحهم وتخبرهم بأمور الدين..
اطالع مايد ليلى بحنان .. ليلى استوت أمه.. من دون ما يحس.. بدت تنسحب شوي شوي من دور الاخت وتلعب وياهم دور الام..
ليلى: والله سبحانه وتعالى.. نجاه هو وأصحابه من الكفار ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة ومحد قدر يلحقه..
سارة: والكفار ماتوا؟؟
ليلى: أكيد ماتوا..
سارة: وراحوا النار؟؟
أمل (تطالع سارة بطرف عينها): هى لأنهم كفار..
سارة: انتي سكتي..
طلعت لها أمل لسانها وقالت: دبة
واطالعتها ليلى بنظرة حادة.. : لوله..!! شو هالحركات؟؟ مب عيب؟
شهقت أمل وحطت ايدها على حلجها: عيب عيب.. أبييييييه.. خلاص..
ليلى: شطووورة..
مايد: لا مب خلاص.. تعالي لازم نغسل حلجج بالصابون عشان يتنظف من هالالفاظ..
قام مايد بسرعة عشان يشل لولة اللي صرخت وانخشت في حظن ليلى.. بس مايد قدر يسحبها ويلست تصارخ وتقول : والله اخر مرة مابا اكل صابون... اخر مرة..!!!
ليلى: ههههههههه مايد والله تودرها آخر مرة خلاص ما بتقول هالكلمة مرة ثانية..
مايد: على مسئوليتج ليلى؟
ليلى: هى وإذا قالتها مرة ثانية أنا بنفسي بغسل لها حلجها..
نزل مايد أمل غصبن عنه وهي أول ما نزلت يلست تضحك ويوم يلست مكانها حذال سارة اطالعتها سارة بنظرة انتصار وهمست في اذنها وقالت: دواج..
أمل كانت بترد عليها وبطلت حلجها بس شكلها تذكرت مايد وليلى اللي كانوا يالسين حذالها وسكتت..
خالد كان يالس يدور حواليهم وكل شوي ينط على حد ويقعد في حظنه وفي النهاية يوم مل .. ركض بسرعة كبيرة صوب الدري وهو يضحك ونشت ليلىبسرعة وركضت له عشان تزخه ولحقت عليه قبل لا ينزل وشلته وهو ميت من الضحك .. أما مايد .. فقام عنهم وروح صوب غرفته بحزن.. خلاص اخوانه نسوا امه .. كلهم نسوها.. ليلى الحين استوت أمهم وما عادوا يحسون بالفراغ .. حتى سارة اللي كانت في البداية متأثرة.. تخلصت من حزنها الحين.. معقولة ايي اليوم اللي هو بعد بينسى فيه أمه؟ معقولة بتمر عليه أيام بيضحك فيها وبيسولف ويا اخوانه وبيقتنع انه هاذيلا بس هم اهله وما عنده اهل غيرهم؟؟
دش مايد غرفته وقفل الباب وراه.. ما كان يبا أي حد يتبعه.. يبا يتم بروحه.. وعقب ما وقف دقيقة عند الباب.. راح وطلع صورة أمه من الدرج ويلس يطالعها.. ملامح ليلى نفس ملامح امه.... وصوتها ساعات يرد نفس صوت أمه.. ساعات يوم تزقره من تحت ينسى.. للحظة انه امه ماتت ويتحراها هي اللي تزقره وتكون جملة " انزين امايه.." على طرف لسانة بس يتراجع في آخر لحظة ويصحح عمره..
انقطعت أفكار مايد فجأة وانتفض وهو يسمع اخته سارة تصرخ في الصالة.. حس بشعر جسمه كله وقف وتحرك من دون ما يحس وبطل الباب.. شو استوى الحين؟؟ شو بلاها سارونا؟؟ ركض مايد برى الممر ويوم دش الصالة شاف سارونا طايحة على الارض وحاظنة دانة وتصيح بصوت عالي وتزاعج.. وليلى يالسة حذالها تحاول تفهم منها شو بلاها.. مايد على طول شاف أمل واقفة بعيد هي وخالد.. وفي عيونها نظرة خوف .. وسار لها وهو معصب وقال: شو قلتي لها؟
أمل اطالعته بخوف وهي مبوزة وقالت: ما قلت لها شي.. والله
ودرها مايد وركض صوب ليلى وسارة وكانت ليلى تحاول ترمس سارة اللي كانت تصيح من الخاطر..
مايد: ليلى شوفيها يمكن شي عضها..
ليلى: سارونا وين يعورج؟؟
سارة حاولت تتكلم بس مب قادرة من كثر ما كانت تصيح.. وتفاجئ مايد يوم شاف يدوته تركب بصعوبة كبيرة على الدري لأول مرة.. وقام بسرعة ويودها وويهها كان معتفس..
أم أحمد: شو بلاها البينة ؟؟ شو سويتوا بها؟
ليلى: ما اعرف يدوه .. انا كنت يالسة هني واشوفها طلعت من الممر وهي تصارخ..
اقتربت منها أم أحمد ويلست ببطئ وحظنتها سارة ودفنت ويهها في صدر يدوتها وتعلقت فيها وهي تصيح..
أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم عليج يا بنيتي.. بس حبيبتي عيب ما يصيحون.. عيب..
سارة (بصوت مخنوق): ماماه..
أم أحمد وليلى اطالعوا بعض ومايد دمعت عيونه..
أم أحمد: شو فيها غناتي؟
سارة: ماماه محد.. كل شي.. وينه؟؟
ليلى عقدت حياتها وهي تحاول تفهم اللي اختها تقوله وحظنتها أم أحمد بقوة وهي تقرا عليها وفجأة وقفت ليلى وهي تشهق.. سارة كانت طالعة من الممر .. صوب......... تغيرت ملامح ويه ليلى وركضت غرفة أمها وتبعها مايد بسرعة وبطلت الباب بقوة واتوسعت عيونها على الاخر وهي تطالع الغرفة؟؟؟ كيف؟؟ ومتى ؟؟؟
مايد ما قدر يستوعب اللي شافه وركض بسرعة للكبت.. فاضي... بطل الادراج وعيونه تدمع... كلهن فاظيات.. الثياب.. العطور.. ما بجى شي غير أوراق أبوهم وذهب أمهم وبيزاتهم اللي في الغرفة والاثاث.. حتى الشراشف والفرش اللي على الشبرية ماشي.. التفت مايد على ليلى وهو يسألها بعيونه... وين ثياب أمه وابوه؟؟ وين اغراضهم؟؟؟ وين راحوا؟؟ وين راحت اخر ذكرى لهم من اغلى الناس على قلوبهم؟؟ وحط إيده على ايدها وهو يسألها: وين راح كل اللي كان هني؟؟؟
بس ليلى انسابت من بين ايديه مثل الماي وطاحت ع الارض بقوة.. ووقف مايد يطالعها بذهول.. وخوف.. ويوم رد لوعيه.. ركض بسرعة عشان ينادي الباجين..
نهاية الجزء الخامس

غرربه
02-05-2013, 04:21 PM
الجزء السادس
حركت سارة عيونها بين يدوتها اللي كانت ترش الماي على ويه ليلى وبين مايد اللي كان واقف حذالها مرتبك وخايف.. واستقرت عيونها على أمل وخالد اللي كانوا يالسين في صوب وهم ساكتين، ما يعرفون شو اللي قاعد يصير جدامهم ولا شو سبب هالعفسة اللي استوت قبل شوي..
سارة اللي كانت تصيح سكتت أول ما شافتهم يركضون صوب غرفة أمها ويوم شافت ليلى طايحة حست بخوف كبير.. وطلعت من غرفة أختها العودة وراحت تقعد في الصالة وشلت دانة من الارض وتمت تطالعها بحزن وتركز في ملامحها.. سارة ما تعرف وين راحت أغراض أمها ولا تعرف منو اللي خذاهم.. كل اللي تعرفه انه كل اللي كان في الغرفة.. ثياب امها وعطورها وحتى ريحتها الحلوة .. كل اللي كان باجي لهم من ذكريات.. كله راح خلاص.. وراح معاه آخر أمل في انه سارة تحس بوجود أمها في هالبيت مرة ثانية..
مشت سارة لغرفتها ويلست حذال الشبرية.. وخشت دانة تحتها.. هني ع الاقل محد بيقدر يوصل لها وياخذها.. هني بتم دانة على طول.. بعيد عن يدوتها وليلى واخوانها كلهم.. بعيد عن الايد اللي حرمتها من ذكريات عزيزة على قلبها..
وعقب ما تأكدت انه دانة بعيد عن عيون الكل.. طلعت من غرفتها وردت غرفة ليلى وشافتها قاعدة تصيح ومايد وخالد وأمل ما كانوا موجودين.. اللي كان موجود محمد ويدوتهم.. ووقفت سارة عند باب الغرفة تطالعهم وويهها خالي من كل تعبير.. ويوم شافها محمد مشى صوبها وخذها من إيدها وطلعها من الغرفة وابتسم لها وقال قبل لا يصكر الباب : سارونا سيري في الصالة عند مايد ولولة..
ليلى كانت تصيح ومن كثر ما كانت مقهورة من خالوتها كانت تزاعج : والله ما اسكت لها.. والله..
أم أحمد اللي كانت خايفة عليها وما يهمها صالحة ولا أي شي غير بنت ولدها في هاللحظة.. تنهدت بتعب وقالت لها: هدي اعصابج مب زين اللي تسوينه في عمرج.. عمج بيتصرف .. وبيرد الاغراض كلهن..
ليلى: مابا اشوفها في هالبيت مرة ثانية... هاذي مب خالوتي .. أكرهها.. أكرهها!!!
محمد: ليلى شو هالرمسة؟؟ ما يستوي .. هاذي مهما كانت خالوتج..
اطالعته ليلى بقهر: قلت لك مب خالوتي.. وانا ما بسكت لها..
تنهد محمد: انا بتصل بعمي عبدالله وبخبره.. وهو بيتخبرها عن الموضوع كله..
أم أحمد: وليش عبدالله؟؟ أنا موجودة هني وانا اللي بتصرف..
قالت أم أحمد هالجملة ووقفت بسرعة.. كانت ملامحها تعكس كل القهر اللي في داخلها ووقف محمد وياها وهو يقول: يدوه خلج بعيده عنها.. مب زين تعصبين..
أم أحمد: اتصل بها الحين .. هكوه التيلفون جدامك..
محمد: ما اعرف رقمهم..
ليلى نزلت من فوق الشبرية بتعب وقالت: أنا اعرف الرقم.. وانا اللي بدق لج يدوه..
اطالعهم محمد بقهر وطلع عنهم وهو يتأفف.. ما يعرف ليش أصلا يابوه من المكتب وهم مب ناوين يسمعون كلامه او يسوون له أي اعتبار .. مب جنه ريال البيت.. دوم يسون اللي في راسهن وبس.. ونزل الصالة ويود موبايله يبا يدق لعمه عبدالله.. بس مايد نط جدامه فجأة وقال: شو استوى؟
اطالعه محمد بطرف عينه وقال: غريبة.. تكلمني أنا يا أخ مايد؟؟ أحيدك متبري مني وما تدانيني..
ضحك مايد وقال: تصدق نسيت؟
يود محمد عمره عشان لا يبتسم واطالع مايد باحتقار وقال: شو تبا الحين ؟؟؟
مايد: شو قررتوا فوق في الاجتماع؟
محمد: مب شغلك..
مايد: ليلى نشت؟
محمد: هى نشت.. خلاص عاد فارج..
مايد: يا ربييييييه انته على منو طالع جي وغد؟؟
محمد: محد وغد غيرك يالهرم .. يالله عاد اذلف من جدامي خلني ارمس..
سار عنه مايد بكل بساطة ويلس محمد ع القنفة ودق لعمه عبدالله وقبل لا يرد عليه عبدالله انتبه محمد انه مايد يا ويلس حذاله هو وخالد وسارة وأمل.. بس ما قدر يقول شي لأنه مايد حط خالد في حظنه وعمه رد عليه في هاللحظة واضطر انه يرمس جدام اخوانه كلهم..
عبدالله قبل لا يدق له محمد كان يالس يطالع أوراقه ويحاول انه ما يفكر بياسمين وتصرفها وياه في هاليومين.. رغم طيشها وحركاتها اللي مالها داعي بس بعد يحس انه فيها براءة كبيرة .. مشاعرها شفافة وايد وعبدالله كان متأكد من اعجابها به من أول مرة شافته فيها..كل شي كان مبين من عيونها.. حتى هو يذكر انه استحى يحط عينه في عينها.. وغمظته لأنها تبا تسوي عمرها قويه وما تعرف انه اوراقها كلها مكشوفه جدامه.. بس على الرغم من جمالها وشخصيتها الحلوة مستحيل يسمح لنفسه انه يفكر في وحدة ياهل وهو في عمر ابوها.. أصلا مجرد التفكير فيها يخليه يرتبك..
في هاللحظة سمع رنة موبايله واستانس يوم شاف رقم محمد لأنه أول مرة يدق له ورد عليه وهو يبتسم
عبدالله: هلا محمد..
محمد (بارتباك): اهلين عمي.. شحالك؟
عبدالله: الحمدلله ربي يعافيك.. انته شحالك؟ وشحال اخوانك ويدوتك؟
محمد: الحمدلله كلهم بخير بس.. ليلى..
عبدالله حس انه قلبه انقبض.. من الصبح وهو يحاتيها وبسرعة سأل محمد اللي كان متردد يخبره ولا لاء: خير؟ بلاها ليلى؟
محمد: عمي ليلى تعبانة شوي... أعصابها تعبانة.. مب إلا هي .. كلنا ..
عبدالله: من شو؟؟ شو اللي صار عليكم؟
محمد: عمي انته تعرف انه خالوه صالحة كانت بايتة عندنا؟
عبدالله: هى اعرف والمفروض كنتوا تخبروني..
محمد: أنا ما يخصني .. ومب هذا هو الموضوع..
عبدالله: شو عيل؟
محمد (بصوت واطي عشان اخوانه لا يسمعونه): الظاهر انه خالوه لمت أغراض أمي وأبويه كلهن من الغرفة وشلتهن وياها..
عبدالله من سمع هالجملة حس انه يبل انهد فوق راسه.. : صالحة؟؟؟
محمد: وليلى تعبت و..
عبدالله: ساعة ونص وبكون عندكم... لا ترد المكتب ايلس ويا اخوانك في البيت..
محمد: ان شالله..
بند عبدالله وهو يحس انه الدم يفور في عروقه.. خلاص صالحة ما خلت أي مجال للتفاهم.. لازم يرمسها وينهي هالوضع في الحال.. وعلى طول لم اغراضه وسوى check out من الفندق وقبض خط العين..
محمد يوم بند عن عمه.. التفتت لاخوانه وشافهم يطالعونه.. وأمل تقربت منه لأنها كانت من الصبح متحرقصة تبا تعرف شو السالفة بس تعرف بعد انه محد بيعبرها والحين يوم شافت محمد ساكت استغلت الفرصة..
أمل: حماده.. ؟؟
محمد: حماده في عينج .. اسمي محمد..
اطالعته أمل ببلادة وردت تسأله: حماده ليلى تصيح؟
محمد: لا ما تصيح.. سكتت خلاص.. وقلت لج اسمي محمد مب حمادة..
خالد اللي كان في حظنه كان يطالعه وهو يبتسم.. وابتسم له محمد وقال له: خلودي قول محمد
بطل خالد حلجه.. بس كالعادة ما قال شي لأنه اسم محمد كان صعب عليه.. ورد محمد مرة ثانية يحاول وياه : حبيبي قول محمد.. محمد..
ضحك خالد وقال بعد مجهود كبير: أنّم..
أمل أول ما سمعت الكلمة اللي قالها خالد انفجرت من الضحك ومايد ضحك وياها..
مايد: هلا والله أنّم.. من وين الاخ؟؟ من بنجلاديش؟؟
أمل: أنّم... أنّم..
محمد سوى عمره معصب: جب انزين.. مالت عليكم..
بس يوم شافهم يضحكون ضحك وياهم وحظن خالد اللي كان يضحك مب عارف انهم يطنزون عليه.. ومحمد ارتاح لأنه أمل خلصت من اسألتها بس خاب ظنه لأنها تذكرت وردت تسأله..
أمل: ليلى منو ظربها؟
محمد: محد ظربها بس هي كانت مريضة شوي..
قبل لا ترد أمل وتسأله سؤال ثاني .. تقربت منه سارة وهي تطالعه بخجل..
سارة: خالوه شلت ثياب ماماه؟
نزل محمد خالد وشل سارة ويلسها على ريوله وقال لها وهو يبتسم: هى شلتهن وبتردهن اليوم لا تحاتين..
أمل يوم شافت سارة يالسة على ريول محمد استغلت الفرصة ويلست على ريوله الثانية.. وضحك محمد واطالع مايد وهو يقول: دخيلك الحقني هالدبة بتكسر لي ريولي..
أمل : انته دبة..
مايد: ماشالله يحبونك... خلاص عيل انا بطلع الحين .. بسير العب ويا نواف.. وانته ايلس عندهم حرام والله يحبونك..
محمد: والله ما تروح ما اعرف لهم .. تعال!!!
بس مايد ركض بسرعة وطلع من الصالة ورد محمد يطالع خواته بقهر ونزلهن اثنيناتهن وشغل التلفزيون وهو يقول في خاطره: مالت عليه اوني ريال البيت..
ويلسوا كلهم يطالعون space toon ومحمد يتريا عمه يوصل من دبي..



* * *
فوق في غرفة ليلى كانت أم أحمد ميودة السماعة بكل قوتها من القهر وليلى يالسة حذالها تطالع ويهها واثنيناتهن يترين حد يرد على التيلفون بس رغم انهن اتصلن 3 مرات محد رد عليهن..
نزلت أم أحمد السماعة واطالعت ليلى وقالت: محد يرد..
تنهدت ليلى: يدوه شو بنسوي؟ الله يعلم وين ودت اغراضهم..
أم أحمد: بتطلعهن لو من تحت الارض.. هاذي سرقة .. تتحرانا بنسكت لها؟
اطالعت ليلى يدوتها بحنان.. وحست فجأة بالذنب.. مول ما فكرت فيها وفي اعصابها ومرضها.. ما فكرت انه يدوتها حرمة عودة وانها بتتعب أكيد من طلعتها على الدري ومن كل اللي صار.. وبدل لا تهديها زادتها وخلتها تعصب اكثر.. تصرفها كان وايد أناني.. واستحت من عمرها..
ليلى: يدوه.. عمي عبدالله بيتصرف وياها.. شو رايج ننزل تحت عند اخواني؟
أم أحمد: لاء.. تعالي اتصلي بها مرة ثانية.. يمكن ترد هالمرة..
ليلى: خلاص يدوه برايها ..
أم أحمد: لا يا ليلى انا ابا اكلمها.. صالحة زودتها.. تتحرى ما عندكم حد يوقف وياكم؟ اليوم شلت اغراض امكم وابوكم وباجر بتبدا تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في هالبيت .. عنبوه انا بعدني حية ما مت..
ليلى: بسم الله عليج ..
أم أحمد: ياللا اتصلي بها مرة ثانية.. بحشرها لين ترد..
ابتسمت ليلى واتصلت مرة ثانية وهالمرة ما لحق التيلفون يرن ورد عليهم فهد من أول رنة..
فهد: ألو؟
أم أحمد: السلام عليكم ورحمة الله..
فهد: وعليكم السلام..
أم أحمد: منو ؟ فهد؟
فهد: هى نعم فهد.. منو ويايه؟
أم أحمد: انا خالوتك ام احمد.. وين امك؟
فهد: هلا خالوه.. أمايه بعدها ما ردت من عندكم..
أم أحمد: هيييييه.. أنزين يوم بترد خبرها اني اتصلت وخل ترد تتصل بي اترياها..
فهد: خير خالوه شو صاير؟
أم أحمد: خير ان شالله .. انته بس خبرها وخلها ترد عليه أول ما توصل..
فهد: ان شالله..
بند فهد التيلفون وهو مستغرب.. شو يبون في امه توها رادة من عندهم.. يمكن نست شي في بيتهم؟؟ تنهد وراح غرفته.. ليش يهتم اصلا؟
* * *
عبدالله كان يشتعل في داخله .. ويسوق بسرعة 220 من كثر ما هو مقهور من صالحة.. كيف تتجرأ توصل لغرفة المرحوم وتتصرف على هواها جنها في بيتها هي .. واذا في شي مب عايبنها ليش ما تكلمه هو؟؟ مب هو ولي امرهم والمسئول عنهم؟؟ كان عبدالله متأكد انه صالحة متعمدة تسوي هالشي عشان ترسخ سيطرتها على عيال اختها وعشان تبعده هو عنهم.. الله يستر بس ويعينهم على عمايلها..
عقب ساعة الا ربع كان عبدالله في العين وما حس بعمره الا وهو في زاخر.. ووصل في نفس الوقت اللي وقف فيه دريول صالحة سيارته في الحوي..
نزلت صالحة من السيارة ويوم شافت عبدالله نازل من موتره قالت بصوت واطي: شبعت من الهياتة في دبي والحين ياي تخرب علي؟
وقف عبدالله جدامها وكانت ملامحه متغيره من القهر اللي في داخله.. وصالحة كانت تطالعه ببرود وقالت : حيا الله عبدالله.. ما شالله متى رديت من دبي؟
اطالعها عبدالله باحتقار وقال بنبرة حادة: وين اللي خذتيه من غرفة اخويه؟؟؟؟
صالحة: الناس يسلمون قبل..
عبدالله: صالحة ردي على سؤالي..
صالحة: إذا ياي تسألني عن اللي خذته من غرفة أختي...
عبدالله: قصدج اللي سرقتيه... وين تبين انتي داشة بيت اخويه وتتصرفين فيه على هواج؟؟
صالحة: هذا بيت اختي مثل ما هو بيت اخوك...
عبدالله: بيت اخويه يعني بيتي ومالج خص تتدخلين وتغيرين فيه على كيفج...
صالحة: وانته عندك بيتك بعد وما يخصك في عيال اختي..
عبدالله: الزمي حدودج يا صالحة ولا تخليني اغلط عليج..
صالحة: تخسي الا انته تغلط عليه...
عبدالله: وبأي حق تفضين الغرفة ووين وديتي اللي خذتيه؟
صالحة: انته لو صج هامينك عيال اخوك جان ما خليت اغراض ابوهم وامهم جدام عيونهم اربعة وعشرين ساعة.. والا انته هذا اللي تباه.. تحرق قلوبهم وخلاص..
سكت عبدالله ونزل راسه.. كلامها كان فيه شي من الصحة وحس عبدالله للمرة الثانية في هاليوم انه صج مقصر وياهم .. وصالحة يوم شافته ساكت قالت: الاغراض جان تباهن بتحصلهن في الهلال الاحمر.. تقدر تروح وتردهن.. أنا قلت بسوي خير في هاليتامى اللي انته مب سائل عنهم..
عبدالله انقهر من كلامها وحس إنها تتعمد تستفزه.. وقال: انا اروم اسير واشتكي عليج واقدر اطلع امر من المحكمة انج ما تطبين بيت اخويه مولية.. بس بعد بكون احسن عنج..
صالحة: سو اللي تباه.. بيت اختي وعيال اختي محد يروم يمنعني عنهم..
اطالعها عبدالله بنظرة باردة وسار عنها ووقفت صالحة تطالع سيارته وهي تطلع من البيت وقالت بصوت عالي: في اللي ما يحفظك ان شالله
* * *
ليلى كانت يالسة في الصالة في هاللحظة .. اخوانها محتشرين حواليها ومايد توه راد من برى وهي مب وياهم.. افكارها ماخذتنها لعالم ثاني.. تحس انه الدنيا ضدها وانها كل ما حاولت تجمع شتات افكارها ومشاعرها.. يصيبها شي يشل تفكيرها تماما ويهز قوتها اللي تتظاهر بوجودها جدام الكل.. قوتها وهم.. وبرودها وهم.. وحتى ابتسامتها والفرحة اللي تحس بها ساعات.. مجرد وهم.. من شهر ونص وهي حاسة انه حياتها كلها سراب.. كل ما حاولت توصل لهدف يختفي بمجرد ما تتقرب منه.. كيف بتستمر وكيف بيستمرون وياها وهي حاسة بهالضعف في داخلها؟؟
حست بإيد على خصرها وكان خالد يبا ينخش عن أمل ومسحت على شعره من دون اهتمام وتنهدت ويت بتوقف عشان تروح فوق بس الباب تبطل في هاللحظة ودش عمها عبدالله.. ملامحه كانت تقول انه تعبان وظايج ومن دون ما يتكلم عرفت ليلى انه مر على خالوتها صالحة.. وراحت له عشان تسلم عليه وحبته على راسه وتيمعوا اليهال كلهم عليهم.. ومايد يلس يتلفت حواليه جنه يدور شي..
مايد: افااااااااااااا.. وين البقلاوة؟؟؟ انته وعدتني..
عبدالله: اوووووووه والله نسيت انا قلت لك تذكرني..
مايد: وانا شدراني انك بترد اليوم..
عبدالله: ههههههههه خلاص حقك عليه ان شالله بييب لك اللي تباه المرة الياية..
مايد: ما ينفع .. المرة الياية لازم توديني وياك.. خلاص الثقة انعدمت من بيننا..
عبدالله: هههههههه لهالدرجة.. ؟
مايد: اسولف وياك عمي..
أمل كانت تطالع عبدالله اللي كان طويل وايد بالنسبة لها وكانت رافعة راسها وشكلها يجنن وعبدالله يوم انتبه لها شلها وباسها ويلس وشل سارة ووداهن الصالة وياه وأمل تسأله: عمي شو يبت لي؟؟
نزلهن عبدالله ع القنفة وحس بألم في قلبه.. مر اسبوع من دون ما يشوفهم.. ما كان متوقع انه يتوله عليهم هالكثر ولا كان متوقع انه بيحس بهالالم كله اول ما تطيح عينه عليهم.. غامظينه وايد .. كلهم من أكبرهم لأصغرهم.. نظرة الحزن اللي في عيون ليلى .. براءة اليهال وصمت سارة.. مايد اللي يخبي ورا ضحكته انهار من الحزن ومحمد اللي يحاول قد ما يقدر يكون ريال البيت.. كلهم معورين له قلبه وكلهم يحسسونه من دون قصد انه مهما سوى بيتم مقصر وياهم.. كيف نسى اييب اللي طلبه مايد منه وكيف انسى انه هاليهال يتوقعون منه يرد لهم وايده مليانة هدايا حقهم؟؟ صح انه مب متعود على اليهال ولا على المسئوليات بس بعد المفروض انه يفكر بهالشي ..
تبخرت هالافكار من راسه يوم شاف عبدالله أمه يايتنه من صوب الممر .. تمشى بخطواتها الثجيلة وابتسامتها منورة ويهها رغم اللي استوى اليوم وفز من مكانه بسرعة وراح لها وباسها على راسها وايدها وساعدها في المشي..
أم أحمد: حيا الله بو حميد.. متى وصلت غناتي؟
عبدالله: توني الحين ياي من دبي..
يلست أم أحمد ويلس عبدالله حذالها ويا محمد وسلم على عمه ويلس وياهم وليلى يلست حذال يدوتها .. ومايد خذ سارة وأمل وخالد وراحوا صوب التلفزيون يلعبون بلاي ستيشن..
أم أحمد: محمد خبرك عن اللي سوته صالحة؟
عبدالله: أنا توني ياي من بيتهم..
ليلى: والله؟
أم أحمد: لقيتها؟
عبدالله (ويهه اعتفس): هى لقيتها ورمستها.. لسانها طويل .. ظبعة مب حرمة هاذي.. مدري كيف ريلها كان متحملنها .. ألله يرحمه مب من شوي انجلط ومات..
ليلى استحت ونزلت راسها وهي تبتسم ومحمد ظحك بس أم أحمد تمت تطالع ولدها بحدة وسألته: وشو قالت لك؟ ووين اللي خذته؟
عبدالله: امايه صالحة تبرعت بكل شي للهلال الاحمر
شهقت ليلى والتفتت بسرعة لعمها: شو؟؟؟؟؟ تبرعت بهم؟؟
محمد: كيف تتبرع بشي ما يخصها؟؟
أم أحمد: وليش ما رحت الهلال الاحمر عشان تردهم..
عبدالله: ما اقدر امايه .. تبيني ارد شي وصل للهلال الاحمر..
نزلت أم أحمد عيونها وسكتوا كلهم يوم شافوها تمسح دموعها بشيلتها.. صالحة جرحت كرامتها .. وحرمتها من شي كان يخص ولدها اللي كانت تموت فيه.. رغم انها كانت مول ما تسير غرفته بس كانت مطمنة انه محد بيمس أي شي يخصه.. كانت مطمنة انه هالبيت بخير دامها موجودة فيه وانه محد يروم يتقرب من عيال ولدها أو يمس شعره منهم.. بس هذا كله تغير ويت صالحة في لحظة وخربت كل شي وكشفت لها انه وجودها في البيت مثل عدمه وانه اللي يبا يضرهم بيضرهم مهما حاولت تحميهم..
عبدالله: أمايه؟
أم أحمد (بصوت واطي): حسبي الله عليها..
اطالع عبدالله ليلى وشافها منزلة راسها وويهها احمر.. كانت حابسة دموعها وحزنها في داخلها .. والله حرام كل اللي يالس يستوي لهم.. عقد عبدالله حياته وعقب تفكير قال لهم: شو رايكم نسير العزبة؟
رفعت ليلى راسها واطالعت عمها بلهفة.. وردت تطالع يدوتها وهي تترجاها بنظراتها وابتسمت ام احمد بتعب وقالت: وين اروم للعزبة انا .. تعرفني اتعب بسرعة..
عبدالله: عن الدلع يا ام احمد.. باجر بنسير وبنستانس.. وانا عندي شغل هناك وما اروم اودركم هني بروحكم..
ليلى: يدوه الله يخليج ابا اسير اشوف العزبة ولا مرة سرت لها..
محمد: حتى انا الله يخليج يدوه
ابتسمت أم احمد لمحمد اللي كان يطالعها ببراءة كبيرة وقالت: خلاص بنسير.. متى تبانا نزهب؟
عبدالله: انا بودي نجمة وتاميني اليوم هناك عشان ينظفون البيت وانتوا الحقوني باجر ويا الدريول..
وقفت ليلى بسرعة وباست عمها على راسه وركضت لاخوانها وهي تقول بصوت عالي: قوموا بسرعة ودروا عنكم اللعب .. باجر بنسير العزبة..
اطالعها مايد ببرود ورد يلعب بلاي ستيشن و سارة وأمل مول ما ردوا عليها ولا حتى اطالعوها لآنهم ما يعرفون اصلا شو يعني عزبة .. ووقفت ليلى وهي حاسة بإحراج والتفتت على عمها وضحكت بخجل وشلت خالد وراحت غرفتها فوق..
* * *
في بيت علي بن يمعة.. وبالتحديد في غرفة ياسمين.. كانت الليتات كلها مبندة والغرفة يخيم عليها جو مظلم وحزين.. وياسمين من الصبح وهي مقطعة عمرها من الصياح ومشغلة اغنية " ليه خليتني احبك" وتعيدها الف مرة وتصيح.. تحس بكرامتها انجرحت واللي يقهر انها ولأول مرة مب مهتمة.. عادي عندها انه يذلها او يجرحها .. بس انها تخسره ؟ هذا اللي مب قادرة تتحمله او حتى تسمح لنفسها انها تفكر فيه.. عبدالله مختلف.. متميز في كل شي .. عمرها ما احترمت ريال في هالدنيا مثل ما تحترمه هو.. حتى ابوها عمرها ما اعتبرته متميز لهالدرجة.. بس عبدالله.. عبدالله اذهلها.. خلاها تحس انها وهو حذالها انها ترمس شخص مهم.. شخص له وزنه في المجتمع وله مكانته.. وهي وياه كانت تحس انها هي بعد مهمة وانه الكل يحسدها انها يالسة ترمسه.. كانت واثقة جدا من نفسها وواثقة بعد من جمالها وقدرتها على انها تجذب وتحبب الكل فيها.. بس ليش عبدالله بالذات هو اللي نفر منها؟؟ ليش؟؟
ليش الانسان الوحيد اللي تمنته هو اللي ابتعد عنها؟ ومعقولة ما في أي مجال انها تعرف اخباره بعد اليوم او انها تشوفه؟؟
تنهدت ياسمين وقامت عن فراشها وبندت المسجل.. راسها كان يعورها وعيونها تحرقها والاغاني الكئيبة اللي كانت تسمعها زادت من كآبتها وخربت مزاجها بزيادة.. ويوم اطالعت عمرها في المنظرة ضحكت من دون نفس.. شعرها الطويل كان صاير كشة وعيونها منفخة من الخاطر.. وراحت الحمام وغسلت ويهها وردت تمشط شعرها.. ولفته وغيرت بيجامتها ونزلت الصالة وشافت لافي يالس بروحه.. وراحت تيلس وياه من الظيج مع انها ما تحب تسولف وياه بالمرة..
اطالعها لافي بطرف عينه وهو يقرا المجلة وقال: ما لقيتي غير هاللبس تنزلين فيه الصالة؟
اطالعت ياسمين بيجامتها وقالت: شو بلاه لبسي؟؟
لافي : ظيج وايد... ولا مب حاسة بهالشي؟؟
رفعت ياسمين حاجبها اليمين واطالعته باحتقار ويابت شعرها جدام وغطت به بيجامتها وقالت: اسفة.. اسمح لي جرحت مشاعرك ما دريت انه لبسي بيظايجك هالكثر..
لافي ما اطالعها ولا حتى كلف نفسه ورد عليها وتم مركز في المجلة مع انه ياسمين متأكدة انه ما كان يقرا .. بس يبا يقهرها.. واصلا هي ما اهتمت وتمت يالسة وهي ساكتة بس افكارها ردت بها لعبدالله وهي ما تبا تفكر به.. فتنهدت وقالت: لافيييييييي.. لافي!!!
لافي: شو تبين؟
ياسمين: لافي انا متظايجة.. طلعني..
لافي: عندج سيارتج اطلعي بروحج..
ياسمين: انا اباك انته اتطلعني...
نزل لافي المجلة واطالعها ببرود وقام وراح غرفته فوق من دون ما يرد عليه وتمت ياسمين تطالعه وهي مصدومة وهو على الدري قالت له بصوت عالي: تعرف انك سخيف؟
بس لافي ما رد عليها ويلست ياسمين مقهورة بروحها وعقب دقايق راحت وشلت التيلفون عشان تتصل بنهلة اللي ردت عليها عقب فترة..
نهلة: هلا بطالش والرش وماي الو....
ياسمين: بس لا نهلوه مب متفيجة لثجل دمج..
نهلة: بسم الله الرحمن الرحيم.. انزين يوم مب متفيجة لي ليش متصلة؟
ياسمين: نهلة انا ايجة وايد بموت ..
ومن خلصت جملتها ردت تصيح من الخاطر وانصدمت نهلة .. عمرها ما سمعتها تصيح جذه .. ودرت انه الموضوع كبير.. وتمت ساكتة لين هدت ياسمين شوي وقالت لها: ياسمين؟ شو بلاج حياتي؟
ياسمين: نهلة .. انا ليش حبيته؟؟ ليش؟.؟
نهلة: قصدج عبدالله.. صح؟
ياسمين: شو دراج؟
نهلة: هههههههه ياسمين انا من اول ما رمستيني عنه وانا اعرف انج بتحبينه..
ياسمين: كيف عرفتي؟ انا ما بينت لج أي شي..
نهلة: من نظرة عيونج يالغبية..
ياسمين: اااااااااااااااااخ يالقهر .. ما يباني يا نهلة.. قفطني..
نهلة انصدمت وسألت ياسمين بحذر: وشو دراج انه ما يباج غناتي؟ يمكن هو بعد معجب بج..
ياسمين: لا.. هو قال لي.. انه..
حست ياسمين انها غلطت وسكتت بس نهلة كملت عنها وقالت: شو قال؟؟ اصلا متى قال لج؟؟ متى رمستيه يا انسة ياسمين؟
ياسمين: اووووووهووو.. نهلة لا تحسسيني بالذنب..
نهلة: شو ما احسسج بالذنب .. ؟؟ انتي تعرفين شو سويتي؟؟ ومن وين يبتي رقمه؟
ياسمين: ما اعرف رقمه.. ليتني كنت اعرفه بس ما اعرفه..
نهلة: عيل وين رمستيه..
ياسمين: دقيت له على غرفته في الفندق.. وقال لي اني ياهل وانه قد ابويه وبند في ويهي تخيلي..!!!!
نهلة: هههههههه دواج..
ياسمين: شو؟؟؟ ليش تضحكين؟؟؟
نهلة: ياسمين يا غناتي انتي منبهرة فيه صدقيني هذا مب حب.. انتي تحسين انه صعب المنال عشان جذه متولعة به وتبين تمتلكينه بأي طريقة..
ياسمين: لا ...لا .. انتي مب فاهمة أي شي..
نهلة: هزرج؟
ياسمين: هى.. أنا اعرف مشاعري.. انا مب ياهل.. اوكى؟
نهلة: أوكى...
سكتت ياسمين شوي وعقب ردت ترمس: نهلة؟
نهلة: عيون نهلة..
ابتسمت ياسمين: تسلم لي عيونج. .المهم.. اسمعي.. فكري لي بخطة الحين.. ابا اشوف عبدالله.. ابا اوصل له بأي طريقة..
نهلة: لا لا لا .. انا ما يخصني.. ليش اوهق عمري وياج.. تصرفي بروحج..
ياسمين: هاذي وانتي ربيعتي جي تقولين..
نهلة: ياسمين انتي مثل اختي ويمكن اعز عن خواتي بعد.. وانا ما اباج تتوهقين..
ياسمين: عبدالله ما بيوهقني.. انا اعرف انه اكبر عن هالحركات..
نهلة: يوم تعرفين هالشي ليش ترخصين بعمرج جدامه..
انقهرت ياسمين من رمستها وبندت التيلفون في ويهها من دون نقاش.. وانقهرت اكثر يوم ما ردت نهلة تتصل ويت بتوقف بس أبوها دش الصالة وركضت له ياسمين وحظنته بقوة..
علي: هههههههههه هلا والله .. وينج انتي اليوم؟ حتى ما نزلتي تتغدين..
ياسمين: وانته طبعا كلت وشبعت ولا سألت فيني..
علي: امج قالت لي انج راقدة..
يرته ياسمين من ايده ويلسته ع القنفة وقالت له: أبويه.. بطلب منك طلب بس اذا ناوي تردني خبرني من الحين ما فيه اتفشل..
علي: انتي تامرين امر ... انا ما اقدر ازعلج..
ياسمين: أبويه ابا اسير العين..
علي: العين؟ شو تسوين هناك؟؟ انا رايحنها اكثر عن مرة وما فيها مكان بيعيبج..
ياسمين: ما يخصني انا ولا مرة رحت.. وانته قلت انك ما بتردني..
علي: يا ربيييييه.. انزين ما بردج بس وين بتروحين..
عظت ياسمين على شفايفها وقالت بدلع: اتصل بربيعك المقاول وخبره انه بنتغدى عنده..
علي (بهبل): أي مقاول..
ياسمين (ونها ما تعرف اسمه): المقاول العيناوي.. اللي كان متغدى عندنا امس..
علي: اها .. عبدالله بن خليفة..
ياسمين: هييييييييييه هو هذا.. مب احسن نتعرف عليهم اكثر عشان عقب دوم يتعامل وياك..؟؟
علي: والله انا مب محتاي له هو اللي محتاي لي وهو اللي لازم يدور رضاي..
ياسمين: ابويه!!!!
علي: انزين انزين.. بس عبدالله مب معرس...
ياسمين: يعني معقولة ما عنده خوات؟؟
علي: يمكن عنده..
ياسمين: انا ما يخصني ابا اسير العين يعني ابا اسير .. الحين تدق له.. وتخبره..
علي: الحين؟؟
ياسمين: هى الحين... ياللا باباه!!!!
تنهد علي وقال: استغفر الله العظيم وطلع موبايل واتصل بعبدالله وياسمين لصقت اذنها بالموبايل وابوها يطالعها ويضحك.. وهي تبتسم له بدلع..
في هالوقت كان عبدالله في دربه لليوا.. وكان يبتسم وهو يفكر بالعزية اللي من زمان ما راح لها.. وعنده فرصة يستانس فيها على راحته الخميس والجمعة وهالمرة اكيد بتكون غير لأنه عيال اخوه وياه.. ويوم رن تيلفونه وشاف رقم علي بن يمعة .. ابتسم ورد عليه..
علي: الو السلام عليكم..
عبدالله: وعليكم السلام ورحمة الله ..
علي: شحالك يا خوي..
عبدالله: الحمدلله يسرك الحال انته شحالك؟
علي: لحمدلله بخير ربي يعافيك..
عبدالله: والله توك على بالي كنت اقول في خاطري انك بتزعل عليه..
علي: ليش؟
عبدالله: روحت العين ولا خبرتك بس والله ظروف..
علي: لا بالعكس هذا اللي كنت ابا اسمعه..
عبدالله: هههههههه افاا.. كنت تترياني اظهر من دبي؟
علي: هههههههه لا والله مب جي قصدي ... ممممم... بقول لك شي بس اخاف اثجل عليك..
ياسمين اطالعت ابوها باستغراب وبطلت عيونها ع الاخر اونها تهدده.. وعلي ابتسم لها وهو يسمع عبدالله يقول له: تفضل يا بو لافي ..
علي: والله الاهل يبون ايون العين وقلت بنمر نتغدى عندك..
ابتسم عبدالله وعرف انه "الأهل" هم ياسمين ما غيرها.. وقال: ان ما شلتكم العين تشلكم عيوني يا بولافي.. متى بتون باذن الله؟
اطالع علي ياسمين وحط ايده على التيلفون وسألها: متى تبين تسيرين؟
ياسمين: اليوم!!!
ضحك علي وقال لعبدالله: بما انه باجر الخميس واجازة .. أشوفه انسب وقت..
عبدالله: اها... همممممم ... انا الحين ساير العزبة في ليوا .. وبتم هناك ليوم الجمعة.. شو رايكم اتون تتغدون عندنا هناك..
علي: مدري والله انا ما ادل درب ليوا..
شهقت ياسمين وهي تحس انه الفرص بتضيع من ايدها وتمت تسوي حركات لأبوها وتأشر له وتقول بصوت واطي: أنا ادل الدرب .. أنا أدله!!!
ابوها ما سوالها سالفة وقال لعبدالله: خلاص عيل ما بنخرب عليك الاسبوع الياي ان شالله..
عبدالله: لا لا .. لا بتخربون عليه ولا شي.. انتوا من توصلون العين بالسلامة انا بطرش لك مالدريول يمشي جدامكم بموتره وبيدلكم ..
ابتسم علي وهز راسه وهو يطالع ياسمين عشان يطمنها وقال: خلاص عيل بنتلاقى باجر..
عبدالله: على خير ان شالله..
علي: ما تقصر يا بوحميد..
عبدالله: أفا عليك يا بولافي..
علي: ياللا عيل في حفظ الرحمن..
عبدالله: في امان الله..
بند عبدالله التيلفون وتم يفكر شو اللي تباه ياسمين ولشو تبا توصل بالضبط؟؟؟ عبدالله كان متوقع انه عقب رده الجاف والجاسي عليها امس خلاص ما بترد تفكر فيه.. بس الظاهر انها تعلقت فيه اكثر لدرجة انها تلحقه للعين.. اطالع عبدالله عمره في جامة السيارة وظحك.. من سنين وهو مبتعد عن الحريم ومشاكلهن والحين في خلال اسبوع واحد بس.. طلعن له ثنتين وجلبن له حياته فوق حدر.. وبحزن تذكر نورة.. واختفت ابتسامته.. محد يسواها ولا وحدة بتوصل لمكانتها.. لا ياسمين .. ولا عشرة من امثالها.. وكمل دربه لليوا وهو يعيد هالفكرة في باله عشان تترسخ اكثر في تفكيره.. وعشان لا يفكر للحظة انه يشغل نفسه بالتفكير في غيرها..
* * *

* * *
أول ما وصل عبدالله ودش الفيلا .. حس انه نسى شي .. بس ما يعرف شو هو بالضبط .. وراح غرفته وهو يفكر ويحاول يتذكر..بس صوت التيلفون قطع عليه افكاره ورد عليه وهو يبتسم..
عبدالله: هلا غناتي..
ليلى: هلا عمي.. أقول.. مب جنك نسيت شي؟؟
ضحك عبدالله وهو يتذكر اللي نساه وقال: نجمة وتاميني.. نسيت اييبهن ويايه.. وانا اقول يا ربي شو اللي نسيته؟ الحين لازم ارد اخذهن..
ليلى: لا لا لا .. لا ترد ولا شي.. نحن باجر بني كلنا وبنظف البيت بروحنا..
عبدالله: لا يا ليلى انا مب يايبنكم هني تشتغلون .. أنا اباكم تستانسون وبعدين تراني عزمت عرب من دبي ع الغدا باجر واباهم يشوفون البيت نظيف يوم بيوصلون..
ليلى: عمي ما خبرتنا انك بتعزمهم.. منو هاذيلا؟
عبدالله: علي بن يمعه .. ريال اعرفه .. بيي هو واهله..
ليلى: أها.. مممممم انزين عيل بطرش البشاكير ويا الدريول..
عبدالله: لا لا .. انا بروحي بيي اخذهن.. انتي تعرفين البشاكير ومصايبهن ما فيه اهد بهن ويا الدريول بروحهن..
ليلى: عمي والله حرام اتعب عمرك وترد من ليوا ..
عبدالله: ما عليج انتي.. ساعة زمان وبكون عندكم..
ليلى: خلاص..
عبدالله: مع السلامة..
ليلى: في أمان الله. .
بند عبدالله التيلفون وطلع من البيت وركب موتره.. ما كان عنده وقت يتمشى في العزبة مع انه هالشي في خاطره.. وعلى طول رد العين عشان اييب البشاكير.. بس قبل لا يوصل العين دق له سهيل المحامي .. وقال له يمر عليه في المقهى لأنه متوله عليه وما شافه من يوم راح دبي.. وقرر عبدالله يروح المقهى قبل وعقب يمر على بيت أخوه..
* * *
ياسمين كانت في غرفتها ومطلعة كل ثيابها من الكبت.. ما تعرف شو تلبس باجر.. كل ما اختارت شي.. ترد وتغير رايها.. وفي هاللحظة دخل ابوها وابتسم يوم شافها معتفسة ويا الثياب.. وما حب يزعجها وطلع عنها.. بس أول ما لف بيسير صوب غرفته نطت له مرته مريم جدامه وشهق علي بخوف..
علي: عوذ بالله.. انتي من وين طلعتي؟
اطالعته مريم ببرود وقالت : انا هب سايرة العين باجر.. سير انته وبنتك..
علي: أفاااا.. أسير من دونج؟
مريم: هى سير من دوني.. ترا انته محد يهمك الا ياسمين.. تسدك هي ش تبا فيه انا..؟
علي: هههههه الحين هذا كله عشاني ما رديت ياسمين في اللي طلبته؟؟
مريم: تذكر قبل يوم اقول لك بنسير صوب العين .. ما كنت تطيع وتقول لي مالنا حاية نسير هناك..
علي: هى هذاك قبل بس الحين شغلي كله ومستقبلج ومستقبل عيالج متعلق بهالزيارة ..
اطالعته مريم بحيرة .. وابتسم علي وخذها من ايدها وراح وياها غرفتهم.. ويوم صك الباب وراه..
علي: اسمعي.. بنتج طلعت اذكى عني وعنج..
مريم: تكلم عن عمرك ما احيدها اذكى عني..
علي: يا ربيييييييييه !!!.. بتسمعين ولا؟
مريم (من دون نفس): اسمعك .. ارمس..
علي: تعرفين عبدالله بن خليفة؟ اللي كنت عازمنه ع الغدا أمس؟
مريم: هى وين بلحق انساه وهو امس في بيتنا..
علي: انزييييين.. عبدالله هذا تدرين كم ثروته؟
مريم (بدون اهتمام): كم ؟
علي: بالملايين!!!..
بطلت مريم عيونها وفجأة صارت كل كلمة تطلع من حلج ريلها بمنتهى الاهمية بالنسبة لها.. وعلي لاحظ هالشي وابتسم ..
علي: أول شي عنده عزبة في ليوا .. وعنده أكبر شركة مقاولات وعقارات في الدولة كلها.. وهو اللي تعاقدت وياه عشان يبني لي الفندق اليديد..
مريم: انزين؟ وشو يخصنا نحن ببيزاته؟؟ ناوي يوزعهن علينا ولا شو؟
علي: لا يا غناتي.. بس عبدالله... للحين.. ما عرس..
فكرت مريم بكلامه وابتسم هو ابتسامة عريضة يوم حس انها فهمت اللي يبا يوصل له..
مريم: يعني ما عنده عيال ولا حرمة تورثه.. وكل هالثروة وين بتروح؟
علي: هني.. ايي دورج ودوري .. وأهم شي.. دور ياسمين..
مريم: شو؟ ياسمين شو يخصها؟
علي: ياسمين متعلقة في عبدالله وايد..
وقفت مريم واطالعت ريلها بنظرة حادة: شو؟؟؟ متعلقة فيه؟؟ وين شافته هي عشان تتعلق به؟؟
تأفف علي وير مرته من ايدها ويلسها غصب..
علي: اسمعيني.. شافته قبل امس يوم كان ياي بيتنا العصر..
مريم: لا والله؟؟ وانت عادي عندك؟؟ تقولها بكل برود.. والله لأكسر راسها جليلة الحيا هاذي..
وقفت مريم وطلعت من الغرفة وعلي وراها يحاول يهديها.. بس هي كانت معصبة وتدور أي شي على ياسمين عشان تطلع حرتها فيها..
كانت تمشي في الممر بسرعة وعلي يمشي وراها وايرها من ايدها بس من دون فايدة..
مريم: أنا اصلا كنت شاكة فيها من البداية واقول لك بنتك مب هينة... بس انته اللي مب راضي تقتنع..
علي: تعالي لا بارك الله فيج من حرمة... تعالي لا تخربين اللي ابا اسويه..
مريم: شو تبا تسوي؟؟؟ شو....؟؟؟ وليش تسكت عنها؟؟ باجر بتفتح لك مرقص في البيت وانته بتوقف تطالع؟؟
علي عصب من رمستها وقبل لا تبطل باب غرفة ياسمين يرها بقوة وقال لها: ان دشيتي الغرفة ولا قلتي لها شي والله بتندمين..
اطالعته مريم بدهشة وهو اللي عمره ما عصب عليها وسكتت .. مب لأنها تحترمه او تبا رضاه.. بس صج انصدمت من اسلوبه وياها وما عرفت كيف تتعامل وياه وهو معصب جذه..
علي (بصوت واطي عشان لا تسمعه ياسمين): انا ابا عبدالله ياخذ ياسمين .. أول شي بيعيشها احسن عيشة وما بيبخل عليها بشي.. وبعدين ياسمين متعودة على الدلع وواحد في عمر عبدالله بيدلعها حتى اكثر عني..
مريم:.............
علي: وطبعا عيال بنتج بيورثون حلاله كله عقب وفاته .. وين بتحصلين مثل هالريال لبنتج؟؟ خبريني؟
ابتسمت مريم بمرارة وقالت: وشو دراك انه ياسمين مب يالسة تلعب؟؟ انته تعرفها بنتك تتخبل على كل شي وبسرعة تمل.. والاهم من هذا شو دراك انها ما ترمسه او انها متعرفه عليه..؟؟
علي (بثقة): بنتي اعرفها زين .. واعرف انها مستحيل تنزل راسي الارض..
تنهدت مريم وقالت وهي تمشي سايرة عنه صوب الدري: سو اللي تباه بس يوم بتخرب عليك بنتك لا اتي تشتكي لي انا..
في هاللحظة طلعت ياسمين ويوم شافت ابوها واقف عند الباب ضحكت وقالت له: شو تسوي واقف هني ابويه ليش ما دخلت؟
علي: هاذي امج غثتني .. واقفة ساعة هني تتشكى لي..
ياسمين: قلت لك الف مرة عرس وخذ لك وحدة لبنانية تدلعك بس انته اللي ما رضيت..
علي (يبتسم لها بحنان): لا مهما كان .. أمج ما تهون عليه..
ياسمين: بس " انته " .. تهون عليها..
علي: لا تظلمينها..
ياسمين: مب مهم.. أبويه تعال اختار ويايه شو بلبس باجر والله احترت ما اعرف شو اختار..
وقبل لا يرد عليها علي.. دخلته غرفتها وفرت جدامه ثيابها كلها ووقف علي يطالعها وهي معتفسة ويا الثياب وابتسم وهو يتخيلها عروس ... ومب أي عروس.. هاذي ياسمين.. ومحد يستاهلها الا عبدالله.. وفجأة تكونت في عقله آلاف الصور .. صورة فيلتها الفخمة اللي بيبنيها لها عبدالله.. فيلا في جميرا وفيلا في العين.. وبيخليه ياخذ لها مزرعة في دبا.. ويعيشها احسن عيشة.. وفي هاللحظة ابتسمت له ياسمين ببراءة كأنها حست باللي يدور في باله وقالت له من خاطرها: والله والله يابويه انه محد يسواك في هالدنيا كلها..
ضحك علي وقام يطلع عنها يوم شافها ردت تنشغل بثيابها .. وهو يفكر.. معقولة عقب كل هالتخطيط.. يفاجئني عبدالله وما يخطبها؟؟
* * *



* * *
يوم وصل عبدالله المقهى شاف سيارة مبارك موقفة هناك وتردد يدش ولا لاء.. لأنه عقب ما تلفت بين السيايير ما شاف سيارة سهيل.. وما فيه يجابل مبارك بروحه.. وهو اللي ما شافه من يوم الحادث .. أكيد لو شافه بترد له كل ذكريات اليوم المشئوم وفوق هذا مبارك ما بيقصر ولسانه ماشالله ما بيقصر بعد.. وأكيد بيخرب عليه مزاجه.. وعقب تفكير اتصل بسهيل ..
عبدالله: سهيل وينك الله يهديك خليتني أوصل لك المقهى وانته مب موجود؟
سهيل: اسمح لي والله الأهل أخروني في السوق .. ألحين بوديهم البيت وبرد لك.. انته ايلس ترياني شوي..
عبدالله: مابا ايلس بروحي داخل..
سهيل: هههههه .. شو هالمنكر اليوم بعد؟
عبدالله: مب منكر .. بس مبارك هني..
سهيل: ومبارك شو بيسوي لك؟
عبدالله: ما فيه على نغزاته اروحي متظايج..
سهيل: مبارك تغير يا عبدالله مب هو مبارك الاولي .. لا تحاتي..
عبدالله: انزين ما ينفع نسير مقهى ثاني؟
سهيل: ليش تغير المقهى؟؟ عشان مبارك؟؟ والله ما يرزى.. والله ربع ساعة بالكثير وبكون عندك .. ما بتأخر..
بند عبدالله عنه وتنفس بعمق قبل لا ينزل من موتره ويدش المقهى.. وأول ما دش.. غصبن عنه كانت عيونه تفتش بين الطاولات وتدور ويه مبارك المألوف بالنسبة له.. وعقب ما تجول بنظراته في المكان.. لمحه يالس في الزاوية ويا ربعه والشيشة في ايده.. وحمد ربه انه ما كان منتبه له بس وعبدالله يمشي ساير صوب الطاولة الفاظية في الجهة الثانية وقفوا شلة شباب يسلمون عليه وسووا حشرة وانتبه مبارك انه عبدالله موجود.. وتم يطالعه باستغراب.. كانه مندهش من وجوده هني وفي هاللحظة بالذات.. شو الللي رده من دبي؟ المفروض حسب كلام سهيل انه بيتم هناك ليوم الجمعة..
عقب ما يلس عبدالله على طاولته يتريا سهيل.. تنهد وطلع موبايله بملل يطالع المسجات اللي فيه .. وعقب دقيقة حس بحد واقف على راسه ويوم رفع عيونه تفاجئ.. مبارك كان واقف ويبتسم.. ولو انها ابتسامة مصطنعة .. بس كانت ابتسامة وعبدالله عمره ما حصل له الشرف وتلقى ابتسامة من مبارك..
وقف عبدالله بذهول وسلم على مبارك اللي كان يسلم عليه بهدوء.. ويلس وياه على نفس الطاولة.. وهالشي صدم عبدالله أكثر ويلس وهو بعده يطالعه باستغراب..
مبارك: هههههه مستغرب مني صح؟
ابتسم عبدالله: بصراحه هى..
مبارك: من زمان ما شفتك ومهما كان اللي بيننا نتم اخوان يا عبدالله ولا انته شو رايك..؟
عبدالله: والله يا مبارك هذا ما كان كلامك قبل ولو انك تعتبرني اخوك جان سمعتني وعاملتني بشوية احترام من قبل..
ابتسم مبارك وسكت لأنه الجرسون يا ويايب وياه ماي وقهوة لعبدالله.. وطلب مبارك نسكافيه وراح الجرسون اييب الطلب..
مبارك: عيال اخوك ما خبروك اني ييت لك البيت ادورك يوم السبت؟
عقد عبدالله حياته وهو يتذكر وقال: لاء.. محد خبرني.. خير يا مبارك؟
مبارك: لا .. خير ان شالله.. كنت اباك في موضوع بس الحين ماله داعي خلاص..
عبدالله: شو هالموضوع؟
مبارك (وهو يغير السالفة): انته تتريا سهيل.؟
عبدالله: هى اترياه .. شو الموضوع اللي بغيتني فيه؟
اطالعه مبارك بحدة وقال: انته تعرف الموضوع زين.. يا أخ عبدالله انته استغليت فترة ابتعادي عن الشركة وخذت مشروع علي بن يمعة من بين ايديه..
عبدالله كان متوقع انه مبارك بيفاتحه في هالموضوع وجوابه كان جاهز: انا ما خذت أي شي منك يا مبارك ومب بس انته اللي كان عندك عزا.. حتى انا فقدت اخويه ومرته في هالفترة.. وابتعدت عن الشركة اسابيع.. ويوم رديت.. علي بن يمعة دق لي انا واتفق ويايه انا..
حس مبارك بألم في قلبه وهو يتذكر الحادث.. ورغم انه هالالم بيّن في عيونه للحظة بس اختفى بسرعة وقال وهو يرد قناع البرود على ويهه: هالموضوع منتهي يا عبدالله بس حقي اكيد باخذه..
عبدالله (يبتسم ): وكيف ناوي تاخذه..؟
مبارك: هذا مب اخر مشروع ينطرح وان شالله ببطل عيوني عدل المرة الياية وبعرف كيف ارد لك الحركة..
عبدالله: ههههههه .. انزين انا ما عندي مانع.. بس نصيحة وخذها من "أخوك العود" يا مبارك..
مبارك: شو؟
عبدالله: يوم تبا العملا يكثرون عندك.. اهتم بعمالك وتابعهم.. انته تعرف انه عمالك يبدون شغلهم الساعة عشر الصبح ويخلصونه ثنتين الظهر؟؟ وتعرف انه المهندسين يوم يدوامون وعشرة لاء؟؟ كيف تبا مشاريعك تخلص في وقتها وهم يهملون في شغلهم جذي؟ ليش ما تسير لهم في موقع البناء واتابعهم هناك بنفسك؟؟
انقهر مبارك من كلام عبدالله وهالمرة بين هالشي في عيونه وقال بنبرة حادة: ماشالله عليك يا عبدالله .. من متى وانته تراقبني؟؟
عبدالله: انا ما راقبتك بس..
مبارك: هى انته ليش اصلا تنزل من مكانتك وتراقبني.. كافي الجواسيس اللي مشغلنهم في شركتي وكل ما رسيت على مشروع يخبرونك وتلهفه مني..
انصدم عبدالله من كلامه وقال : انا عمري ما تعاملت بهالاسلوب ولا افكر في يوم اني اتعامل به..
مبارك: هه.. يكون في علمك.. عمالي يبدون ويخلصون شغلهم بمعرفتي انا.. انا مب ظالم شراتك اكرف العمال من الساعة سبع الصبح لست المغرب.. مصلحتهم عندي فوق كل اعتبار..
اطالعه عبدالله بنظرة اشفاق.. كان يعرف انه يتحجج بأي شي عشان يخفي ظعفه ويعرف انه ما يبا يعترف بغلطته .. طول عمره وهو عنيد ومستحيل يسمع نصيحة عبدالله.. وعبدالله حس بعمره صج غبي.. يعني في المرة الاولى يوم نصحه كانت ردة فعله نفس الشي.. ليش رد يتدخل في شغل مبارك الحين؟؟
مبارك: ع العموم انا بس حبيت اسلم.. وتمنيت تكون تغيرت في داخلك شوي يا عبدالله بس الظاهر انك بتم جي على طول..
عبدالله: قولها يا مبارك .. قول اني بتم حسود طول عمري.. عادي..
مبارك: انته اللي قلتها مب انا..
وقف مبارك وسلم على عبدالله وراح عنه .. وأول ما يلس مبارك على طاولته ويا ربعه.. دش سهيل المقهى وسلم ع الشباب ويلس حذال عبدالله اللي خبره باللي دار بينه وبين مبارك قبل شوي..
* * *
في غرفة أمل وسارة، كانت ليلى يالسة تطلع ثيابهن اللي بيلبسنهن باجر وهن سايرات العزبة.. وطلعت لهن بنطلونات جينز وقمصان بيض.. بس أمل شهقت أول ما شافتهن وركضت صوب الكبت وقالت: لا لا لا .. مابا هذا..!!!
ليلى: عيل شو تبين؟
يلست أمل على ركبها وابتدت تفتش في الكبت وتطلع ثيابها وفي الاخير لقت تنورة قصيرة لونها ازرق فاتح وعلى طرفها ورود صغيرة وطلعت وياها قميصها الابيض اللي بدون اكمام وابتسمت وهي تعطيه حق ليلى..
ليلى: بتحترق كتوفج من الشمس اذا لبستي هذا..
أمل: والله ما بسير في الشمس..
ليلى: اااخ منج ..انزين خلاص.. وسارة انتي شو بتلبسين؟
سارة: نفس أمل..
ليلى: زين خلاص ياللا تحركن سيرن الحمام واغسلن اسنانكن.. ومابا سهر ارقدن من وقت باجر بنسير العزبة من الساعة 11 الصبح..
عقب ما غسلن اسنانهن واتأكدت ليلى انهن رقدن.. طلعت عنهن وسارت تحت وخذت خالد عن يدوتها وردت غرفتها فوق عشان ترقد.. خالد ما عذبها اليوم ورقد بسرعة وتمت ليلى مبطلة عيونها مب قادرة ترقد.. وتتحسس المصحف بإيدها في الظلام وتفكر بحميد.. متى اشترى لها اياه.؟؟ ومتى كان ناوي يعطيها هديته هاذي؟؟ وردت تسأل نفسها السؤال اللي تم يتردد في بالها طول الايام اللي طافت.. وبيتم في بالها على طول.. هل كانت هي اخر شخص طرى على باله قبل لا يموت؟؟
حست ليلى بكتلة من الحزن في قلبها ودفنت ويهها في المخدة عشان لا ينش خالد على صوت صياحها.. وصاحت بحرقة لين حست انه كل الالم اللي في قلبها راح وتبخر ويا دموعها.. وانجلبت صوب خالد وباسته على خده وهو راقد..
كانت تتمنى ما ترد تفكر بحميد.. تتمنى تفقد الذاكرة وتضيع كل ذكرياتها وياه.. حرام تتعذب جذي وهي تحس انه كل يوم يمر تنمسح ملامحه شوي شوي من مخيلتها.. ليش؟ ليش ما عندها حتى صورة تذكرها فيه؟؟ معقولة بتمر سنين وبيي اليوم اللي بتحاول فيه تتذكر ملامح هالانسان اللي يعني لها اكثر من حياتها .. وبتكتشف انها نسته؟؟
ترددت هالفكرة في خيالها وهي تحاول ترقد وفي النهاية رقدت .. وكالعادة تمنت تحلم به بس ما تحقق لها هالشي.. انحرمت منه حتى في الاحلام..
* * *

الساعة سبع المغرب.. طلع مبارك من المقهى لأنه ابوه دق له يباه يوصله بيت يده.. ومبارك اصلا كان متظايج وماله نفس يقعد ويا الشباب ويسمع سوالفهم.. كل شي بالنسبة له صار من دون طعم حتى سوالف ربعه اللي كان يموت عليها الحين صارت تسبب له الملل.. وأول ما ركب موتره.. حس برهبة كبيرة يحس بها دوم وهو يشغل الموتر.. ويحس انه اللي صار يمر في خياله مثل الشريط السينمائي يعذبه ويعذبه ويعذبه بدون رحمة.. متى بتبرد ذكرياته ومتى بيقدر يتغلب على حزنه؟ صور مرته وعياله شالهن من كل مكان .. ما يبا يشوفهم ولا يبا يعيش ذكراهم.. ولا يعيش ذكرى الحادث وشعوره بالذنب على اللي صار في احمد ومرته وفي حميد..
محد يدري انه مبارك يشتعل في داخله ويحس بالذنب في كل ثانية تمر عليه.. محد يدري شكثر يتمنى انه عبدالله يزاعج عليه ويطلع حرته كلها فيه.. سكوت عبدالله عنه وتجاهله للي صار وتحمله له ولإهاناته يزيد من عذابه ويزيد من القهر اللي يحس به..
رن تيلفون مبارك وهو يشغل الموتر وتم ثواني يطالع الرقم وهو مستغرب.. ورد عليه عقب ما قال: توه كان في المقهى وما سوى لي سالفة شو يبا الحين؟
مبارك: الو؟
سهيل: هلا مبارك.. شحالك؟
مبارك: الحمدلله بخير.. انته شحالك؟
سهيل: الحمدلله.. بخير ..
سكت مبارك وهو بعده مستغرب.. ويوم لاحظ سهيل سكوته قال: مبارك انته مشغول باجر؟
مبارك: ليش هالسؤال؟
سهيل:ابا اكلمك في موضوع مهم.. وقلت لو ما كان عندك شغل.. بنتغدى ويا بعض وبنسولف..
مبارك: بفضي لك عمري لو انه الموضوع يستاهل .. بس اذا عادي تأجله.. ؟؟
سهيل: أنا اشوف انه مب في صالحك يتأجل هالشي..
استغرب مبارك وقال: وليش ما ترمس الحين؟
سهيل: مب وقته..
مبارك: أها.. خلاص.. باجر نتلاقى .. بس وين؟
سهيل: في الانتركونتيننتال.. الساعة 1 ونص..
مبارك: تمام..
سهيل: مع السلامة..
مبارك: حياك..
بند مبارك وهو يحس بنغزة في قلبه.. شو يبا سهيل منه؟؟ وشو هالموضوع اللي يبا يرمسه فيه؟؟ من متى كانت من بينهم مواضيع؟ شو اللي ناوي عليه يا عبدالله؟؟ هو بجى شي للحين ما خذته مني؟؟
حرك مبارك سيارته وروح البيت ويوم وصل ودش الصالة سلم على امه وتخبرها عن ابوه..
ام ظاعن: بطيت عليه فديتك خلاص سار ويا الدريول..
تظايج مبارك: انزين جان ترياني شوي..
ام ظاعن: تعرفه ابوك مول ما يادني يتريا.. انزين ايلس فديتك ليش واقف؟
يلس مبارك وما قدر حتى يبتسم كمجاملة لأمه من الظيج اللي يحس به.. واللي زاده انه عيال اخوه ظاعن يو ويا امهم ودشوا الصالة في هاللحظة .. ويت مي بنت اخوه الصغيرة وركضت صوبه ومدت ايدها بتسلم عليه..
سلم عليها مبارك وهو يبتسم من خاطره لأنها دبدوبه واسنانها اللي جدام كلهن طايحات وشكلها يوم تبتسم وايد يضحك.. فشلها مبارك ويلسها في حظنه عقب ما سلم على فاخرة مرة ظاعن وبسمة بنته العودة..
فاخرة: مي من الصبح تسأل عنك وأذتني كل شوي تنشدني متى بيرد عمي مبارك..
حظنها مبارك بقوة وباسها على خدها وهو يقول: فديتها يا ربيه .. ميوه.. تولهتي عليه؟
اطالعته مي بأرف وقالت وهي عافسة ويهها وحاطة ايدها على خشمها: انته غتلت اتنانك اليوم؟
انصدم مبارك منها وضحك من خاطره وقال: هى غسلتهن .. مرتين بعد.. ليش؟؟
مي: ماماه ليحة ليحة..
ضحكوا كلهم عليها وقال مبارك: اسمحيلي بنت اخويه العزيزة هاذي ريحة الجيكارة .. ما دريت اني لازم اعقم حلجي قبل لا ابوسج..
أم ظاعن: شو تبا بهالسم تشفطه كل يوم؟؟
مبارك: خليني امايه على الاقل احصل لي شي يريحني..
اطالعته فاخرة بحنان وحست بتعاطف وياه .. وايد يعيبها مبارك وتعرف انه الالم اللي يحس به يوم يشوف بناتها وايد كبير وتعرف انه يتذكر عياله بس مع هذا ما فكر في يوم انه يعامل مي وبسمة بجفاء او ببرود ومع انه مي تتلصق به وايد عمره ما حاول يوضح لهم انه متظايج منها مع انه لو وضح هالشي فاخرة وظاعن بيتفهمون مشاعره ..
مي: ترت اللودة اليوم
اطالع مبارك فاخرة اللي قالت وهي تضحك: ميوه عن الجذب متى سرتي الروضة؟؟
مى: والله ترت..
ابتسم مبارك لفاخرة وقال لمي: ومنو شفتي هناك ؟ الابلة؟
اطالعته مي وهي مستانسة وقالت: هى.. ابلة متلية ليحتها خايتة..
مبارك: هههههه خلق الله كلهم ريحتهم خايسة عندج انتي..
يلست مي تخربط عليه وهو يحاول يركز على رمستها ويفهم اللي تقوله .. وأم ظاعن تطالعهم وهي مبتسمة وسرحانة في افكارها الخاصة.. تتمنى وتدعي في داخلها انه الله يزيل الهم والحزن من قلب مبارك ويعوضه عن عياله ومرته.. بس واحد عنيد مثل مبارك صعب حتى انها تفتح وياه هالموضوع.. فكيف بتقدر تقنعه في يوم انه يرد يعرس ويكون اسرته من اول ويديد.. ؟
* * *
يوم الخميس الصبح الساعة ثمان.. بطل محمد عيونه وابتسم بكسل وهو يعرف انه الحين بيرن تيلفونه.. كل يوم الساعة ثمان بالضبط تتصل به غناته وتقعده عشان يروح يداوم..
غمض محمد عيونه وعد من الواحد للثلاثة وعلى طول رن تيلفونه ورد عليه وهو يبتسم .. وحس بقلبه يدق بقوة وهو يسمع صوتها الناعم..
وفاء (بكسل): صباح الخير
محمد: هلا حبيبتي.. صباح الورد والياسمين..
وفاء: ياللا نش بسك رقاد..
محمد: لا اليوم ماله داعي انش من وقت ما بسير الدوام..
وفاء: ليش؟
محمد: بنسير ليوا..
وفاء (بدلع): لالالالا لا تسييييير..
محمد: ههههه .. ليش؟
وفاء: مدري.. يوم تطلع من العين أحس انك بعيد وايد عني..
محمد: فديت روحج والله محد يسواج..
وفاء: انزين لا تسير وياهم..
محمد: ما اقدر.. عمي ما بيطيع..
سكتت وفاء.. وردت قالت : خلاص عيل بدق لك عقب..
محمد: زعلتي؟
وفاء: لاء.. بعدين برمسك .. اختيه نشت .. ياللا باي..
محمد: باي..
بند عنها محمد وابتسم وهو يرد يغمض عيونه.. وصورة وفاء كالعادة ما فارقت خياله..

نهاية الجزء السادس

غرربه
02-05-2013, 04:24 PM
الجزء السابع
الساعة 11 الصبح طلعوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة من البيت وراحوا ليوا.. وطول الدرب وهم يضحكون ويسولفون.. محمد يالس جدام حذال الدريول وورا ليلى ويدوتها وخالد وسارة .. ووراهم مايد وأمل اللي كانوا يالسين يلعبون game boy .. وكانوا حاطين الاف ام رغم اعتراضات أم أحمد اللي ما تداني تسمع أغاني وخصوصا في السيارة..
أم أحمد (بظيج): خافوا ربكم حطوا لكم قرآن بدل هالاغاني..
مايد: يدوه مب زين نسمع قرآن ونرمس وانتي تعرفينا نحن ما نروم نصك حلوجنا..
ليلى: ههههه ميود دومه عذره جاهز..
مايد: ليلى.. الاغنية اللي بيحطونها عقب هاذي.. إهداء حقج..
اطالعته ليلى وابتسمت: فديت روحك ما تقصر..
مايد: عاد اذا طلعت اغنية فيها ذم انا ما يخصني..انتي وحظج..
ليلى: هههههه انا متأكدة انه حظي حلو والاغنية اكيد بتكون حلوة..
مايد (بغرور): أكيييييد بتكون حلوة.. مب اهداء مني؟
سكتوا كلهم يوم خلصت الاغنية وابتسمت ليلى من الخاطر وهي تسمع الاغنية اللي اهداها اياها مايد.. كانت اغنية محمد عبده "مذهلة" ومايد ما فهم منها ولا كلمة.. بس استانس انه اهدائه عيب ليلى اللي حست انه قلبها انقبض وهي تسمع كلماتها.. " مذهلة.. تملأك بالأسئلة .. هي حقيقة أو خيال.. هي ممكنة ولا محال.. هو سهلها صعب المنال .. أو صعبها تستسهله.. ليه كل شي فيها تظن انك تعرفه تجهله.. وليه كل لا معقول فيها ورغم هذا تعقله؟ " حميد كان دايما يقول لها انها غامظة وانه مهما حاول يفهمها ما يقدر.. وهالمقطع ذكرها فيه.. وحست بالدموع تترس عيونها وتمت ترمش بعيونها لين حست انها ردت طبيعية والتفتت على يدوتها اللي كانت ترمسها..
أم أحمد: لو خليتوني في البيت أنا وخالد مب احسن؟
ليلى: ليش عاد يدوه؟ نهون عليج نتم في العزبة بروحنا؟
أم أحمد: والله ما اروم ايلس في الموتر ركبتي الحين ردت تعورني..
ليلى: أنا بهمزج أول ما نوصل وبعطيج فولتارين.. وبيروح الالم..
أمل: نحن وين رايحين؟
مايد: كم مرة قلت لج يالبقرة ياللي ما تفهمين.. إنا رايحين العزبة..
أمل (وهي مب فاهمة شي): اهااااااا
مايد: لولة شو يعني عزبة؟
اطالعته أمل بتركيز وقالت عقب فترة صمت وهي تبتسم: ما أعرف..
مايد: يوم اقول لكم بقرة..
ليلى: مايد اسكت عن اختك..
مايد: دومكم تزعلون من كلمة الحق..
يوم وصلوا ليوا.. اليهال اللي كانوا مب مهتمين للعزبة.. ولا يبون يروحون.. أول ما شافوا الزرع والمناظر الحلوة اللي هناك وربشة العمال والجو الحلو استانسوا وايد.. ومن نزلوا من السيارة ركض مايد صوب الزرع وركضت سارة وأمل وراه رغم انه كان يسبهن وما يباهن يتبعنه.. وحتى ليلى كانت وايد مستانسة لأنها هاي اول مرة تروح فيها العزبة .. ويدوتهم هي الوحيدة اللي كانت تبتسم غصبن عنها .. بسبب سالفة صالحة اللي بعدها منغصة عليها عيشتها.. بس ما حبت تبين هالشي لعيال ولدها عشان لا تظايجهم وهم يايين هني يستانسون.. وخالد كان راقد ولا حاس بشي وأول ما نزلوا من السيارة رفع راسه عن كتف ليلى واطالع يدوته ورد يرقد على طول ..
دشت ليلى البيت وشافت عمها يالس يتقهوى في الصالة ويوم شافهم داشين عليه ابتسم ووقف وسلم عليهم وخذ خالد عن ليلى اللي راحت تحط أغراضهم في غرفهم.. ومحمد وأم احمد يلسوا ويا عبدالله في الصالة..
عبدالله: ها محمد؟ شو أخبار الشغل وياك؟
ابتسم محمد بفخر وقال: الحمدلله كل شي ماشي اوكى..
عبدالله: الحمدلله انا كنت احاتيك .. حسيت اني وايد ثجلت عليك .. توك بادي في هالسوالف وما تعرف لهن..
محمد: لا عمي لا تحاتي.. كل شي تحت السيطرة..
أم أحمد: الله يوفجك ويحفظك يا ولدي..
عبدالله: يوم السبت بسير وياك المكتب وبساعدك
محمد: ما تقصر عمي .. انا بطلع اتمشى برى شوي.. تامروني بحاية..
ام احمد وعبدالله: لا ..تسلم ما تقصر..
وقام عنهم محمد وطلع يتمشى بروحه برى.. وأول ما طلع شاف موتر دريول عمه ووراه موتر ثاني غريب وعرف انه ظيوف عمه وصلوا ومشى بسرعة قبل لا يشوفونه لأنه ماله نفس يسلم على احد او يقعد ويا عمه في الميلس..
* * *




* * *
ياسمين أول ما وصلت العزبة حست انه قلبها بيطلع من بين ظلوعها .. وكانت من كثر فرحتها بتدش البيت قبل لا ابوها ينزل من السيارة.. بس أمها اطالعتها بنظرة واضطرت غصبن عنها تتريى.. ولمحت عبدالله طالع من داخل وياي صوب الموتر وابتسمت ..
مريم: تغشي.. !
اطالعتها ياسمين بأرف وقالت: شو؟؟؟ تغشي انتي أول وعقب انا بتغشى..
مريم: أنا لابسة برقع ولا ما تشوفينه..
ياسمين (بعناد): مب متغشية...!! (وتلتفت على ابوها بدلع).. أبويه قول لها..
بس ابوها لبسها ونزل يسلم على عبدالله ونزلن ياسمين ومريم ودشن الصالة على طول وسار عبدالله هو وعلي الميلس.. وأول ما دشت ياسمين وأمها نشت لهن أم أحمد وسلمت عليهن ويلست وياهن.. تتخبرهن عن احوالهن وتتعرف عليهن.. وخالد اللي كان راقد حذالها نش ويلس يطالعهن وهو ساكت..
مريم: ماشالله الجو حلو عندكم هني.. غير عن جو دبي..
أم احمد: هى انتوا اللي مخرب عليكم في دبي الرطوبة ..
مريم: صدقتي والله .. وأنا عاد ما اتحمل الرطوبة مول احس بعمري بختنق..
ياسمين: العزبة بعد وايد حلوة .. ومرتبة..
أم أحمد: هى.. عبدالله وايد متعبل منها وكل ما ايي هني لازم يغير فيها شي..
ياسمين: أهاا..
مريم: من سنين وانا احن على بو لافي عشان ياخذ لنا عزبة بس مب طايع..
أم أحمد: يمكن ما عنده وقت يجابلها..
مريم: برايه هو.. انا بجابلها بروحي..
أم أحمد: خلاص عيل خليه ياخذ لج مزرعة في الذيد ولا في حتا..
مريم: هى بس الحين هو مشغول في الفندق اليديد اللي يسويه.. يوم بيخلص منه برمسه في هالسالفة..
تنهدت ياسمين بملل وقالت في خاطرها " أنا ياية هني اتسمع سوالف هالعيايز؟؟ متى بظهر.؟؟؟"
في غرفتها فوق.. ليلى كانت واقفة جدام المنظرة تمشط شعرها وهي تبتسم.. من زمان ما حست بهالراحة النفسية .. يمكن لأنها ابتعدت عن جو البيت وغيرت المكان المشحون بذكرياتها الحزينة.. نزلت المشط واطالعت شعرها الأسود الفاحم الطويل وملامحها الطفولية الحلوة.. وابتسمت بفخر.. كانت وايد تحب تهتم بعمرها ووين ما تنزل موضة يديده هي وراها.. بس كل شي تغير بعد ما راحوا اهلها.. وصارت مول ما تهتم بعمرها.. يمكن لأنه ربيعاتها اللي كانوا وياها قبل ما فكروا حتى ايون يعزونها أو يتصلون مجرد الاتصال فيها وهي في أمس الحاجة لهم.. ولأنه حميد اللي كانت تلبس وتكشخ له خلاص راح.. ما كان عندها حد يرد لها الدافع في انها تهتم بنفسها .. بس اليوم ومن دون سبب قررت انها تلبس وتهتم شوي بكشختها.. اذا مب علشانها.. عشان عمها اللي ظيوفه بيوصلون عقب شوي..
وراحت وطلعت لبس كانت يايبتنه وياها من لندن وما لبسته أبد .. تنورة جينز وبودي لونه خمري من Miss Sixty .. وعقب ما لبست اللبس ابتسمت ورفعت شعرها بمشبك لونه نفس لون البودي ونزلت شوية خصلات من جدام وجحلت عيونها بجحال بني وحطت lip gloss وردي.. وعقب ما تأكدت انها تجنن تعطرت بعطر Versace ونزلت الصالة تحت ..
ياسمين اللي كانت ملانة وغصبن عنها تبتسم لأم أحمد وتحاول انها ما تسرح .. ما انتبهت في البداية لخالد اللي أول ما شافها استانس عليها وسار صوبها وابتسم لها وهو حاط صبعه في حلجه ويطالعها ببراءة.. كان باين من حركاته انه يباها تشله بس ياسمين اللي ما تعرف تتعامل ويا اليهال بالمرة.. ابتسمت له ببرود وقرصته على خده وردت تتلفت حواليها.. تدور صورة عبدالله على الجدران أو أي شي يدل على انه كان موجود ويالس في الصالة قبل لا تدشها.. بس للأسف ما لقت شي وفي هاللحظة يت عينها على الدري وشافت ليلى وهي نازلة من فوق..
حست ياسمين انه انفاسها انحبست وهي تطالع هالملاك اللي نازل بكل بطئ من فوق .. وبخوف تسارعت الافكار في بالها وفكرت في عبدالله.. منو هاذي وشو اللي يايبنها هني؟؟ وشو علاقتها بعبدالله؟؟ واللي زاد قهرها انه ليلى كانت تنافسها في الجمال وهي تقريبا مب حاطة شي على ويهها بعكس ياسمين اللي كانت يالسة ساعة كاملة جدام المنظرة وهي تتجهز لهالزيارة اللي تعتبرها فرصتها الاخيرة ويا عبدالله..
أول ما شافت ليلى ياسمين ابتسمت لها بعفوية واستانست من خاطرها.. ما كانت متوقعة تكون من بين الضيوف بنت تقريبا في نفس عمرها.. وحست انه قلبها يدق بقوة وهي تسلم على مريم بسرعة ومدت ايدها لياسمين اللي استقبلتها بكل برود.. ويلست ليلى وياهم وأم أحمد تطالعها بفخر وهي تبتسم من خاطرها.. من زمان ما شافتها كاشخة جذي..
أم احمد: هاذي ليلى بنت ولدي المرحوم أحمد.. أخو عبدالله..
مريم: هى ماشالله عليها.. في أي صف انتي يا ليلى؟
ابتسمت ليلى وقالت: أنا مخلصة الثانوية من سنة الحين.. بس ما رحت الجامعة..
ياسمين (اللي ابتسمت ابتسامة عريضة أول ما عرفت انه ليلى بنت اخو عبدالله): حتى انا ما رحت الجامعة..
ليلى: ليش؟
ياسمين: برتاح هالسنة والسنة الياية بروح..
ليلى: أها .. ووين ناوية تدرسين؟
اطالعت ياسمين امها بطرف عينها وقالت: أنا خاطريه ادرس في الامريكية بس امي مب راضية..
أم أحمد: مب هاي هي الجامعة المختلطة؟
مريم: هى.. هي هاذي عسب جي انا ماباها تدرس هناك..
اطالعتها ياسمين بحقد وقالت ليلى اللي حست بالتوتر بين ياسمين وامها: ياسمين؟ شو رايج نطلع برى نتمشى في الحديقة؟
ياسمين (اللي كانت تتريا هالفرصة): فكرة حلوة..
ليلى: دقيقة بس بروح اييب شيلتي من فوق..
ياسمين: بترياج هني.. لا تبطين..
ركضت ليلى فوق بسرعة وهي حاسة بسعادة كبيرة .. من كثر ما كانت وحيدة وبعيدة عن ربيعاتها، كانت ليلى متلهفة تتعرف على ياسمين وتسولف لها.. من زمان ما فتحت قلبها لحد ولا عبرت عن الي في خاطرها وتمنت انه ياسمين تكون ربيعتها.. وشلت شيلتها ونزلت وطلعت هي وياسمين برى يتمشون لأنه الجو كان مغيم ووايد حلو..
* * *


محمد كان يالس بعيد عن البيت.. في أبعد بقعة قدر يوصل لها .. صوب ملعب كرة الطايرة.. أول ما وصل هناك استغرب من وجود الملعب في العزبة لأنه عمه مب معرس.. ليش مسوي ملعب هني؟؟ يمكن لربعه يوم كان بعده صغير؟ عيبه وايد تصميم العزبة .. كان فيها حمام سباحة وأماكن الزرع منظمة.. وكل شي مرتب.. الظاهر انه عمه يحب هالمكان.. وتمنى لو انه اللي في باله تقدر تشوف هالمناظر الحلوة وياه.. تمنى لو انه وفاء وياه في هاللحظة وفكر يتصل بها بس يدري انه ماشي ارسال هني.. ويلس يطالع الزراع وهو يسقى أشجار الياسمين اللي تارسة البقعة .. وابتسم وهو يفكر بوفاء..
أول مارة شافها فيها كانت في المحل.. كان محمد رايح هناك ياخذ الفواتير وكشوف الحسابات مال الشهر اللي طاف وكانت هي توها داشة المحل .. ومحمد ما اهتم ابد وكعادته ما يحب يطالع الحريم.. وراح المكتب ولم اوراقه وقبل لا يظهر.. دش واحد من اللي يشتغلون في المحل اسمه ديليب وقال له: مستر محمد.. مدام برى يبي يسوي كلام ويا انته..
اطالعه محمد باستغراب وسأله: منو هاذي؟
ديليب: customer
محمد: انزين ال customer تفاهم وياها انته شو يخصني فيها انا؟
ديليب: she wants to talk to you
قطب محمد حياته وتأفف وهو يقول له:لا حول ولا قوة الا بالله.. انزين بلم اوراقي وياي الحين..
طلع ديليب وحط محمد كل الفواتير في الملف البني اللي كان يايبنه وياه وطلع.. وشاف مجموعة حريم يطالعن الcollection اليديد مالهم والحرمة اللي كانت تبا ترمسه كانت يالسة في صوب وديليب يايب لها قهوة وتمر..
ارتبك محمد وهو يشوفها وفي البداية مول ما عيبته.. كانت حاطة مكياج كامل مع انه الساعة 10 ونص الصبح والغشوة اللي على ويهها خفيفة لدرجة انه أدق ملامحها كانت تبين.. ومشى محمد غصبن عنه صوبها وسلم عليها ووقفت هي يوم شافته ياي..
محمد: تفضلي اختي.. أي خدمة؟
اطالعته الحرمة باستغراب وسألته: انته صاحب المحل.؟
محمد (بنبرة حادة): هى أنا.. أي خدمة؟
الحرمة: لا بس ما توقعتك تكون صغير هالكثر..
سكت محمد وهو يقول في خاطره : وبعدين؟؟
الحرمة حست انها احرجته وقالت وهي تبتسم: انا سمعت انه هالمحل عنده مصممين مجوهرات .. وانا اريدهم يسوون لي عقد..
محمد: انزين اختي تفضلي رمسي مدير المحل في هالموضوع هو أدرى عني في هالشغلات..
الحرمة: رمسته وقال لي ما يقدرون لأنه التصميم انا بروحي راسمتنه..
محمد: لحظة اختي..
راح محمد للمدير وسأله: ليش ما طعت تاخذ التصميم عنها؟ يمكن الصايغ يروم يسويه..
المدير: استاز محمد انا خبرتها انه العقد هايدا راح يكون غالي كتير.. والتصميم اللي هي عاملته لازم ندخل فيه أكتر من 20 قطعة من حجر العقيق وهايدا لوحده ما بيقل عن الخمسة عشر ألف درهم..
محمد: وين التصميم عطني اياه بشوفه..
عطاه المدير التصميم ويوم شافه محمد عيبه وايد.. وسأله: يعني سعره النهائي كم بيوصل؟
المدير: تقريبا 30 ألف درهم..
محمد: خبرتها بالسعر؟
المديرك لما الت لها انه هيك بيكلف آلت بدها تكلم صاحب المحل..
تأفف محمد : يا ربيه شو هاللوث؟؟ يوم ما تروم على اسعارنا ليش تدش المحل من الاساس؟
المدير: ما بعرف .. تفاهم معها انته..
رجع محمد التصميم للمدير وراح للحرمة اللي كانت بعدها واقفة تترياه.. وقال لها: اختي المدير فهمج كل شي .. شو المطلوب مني الحين؟
اطالعته الحرمة وهي ترمش بعيونها بدلع وقالت: والله يا ريت تراعيني شوي بالسعر..
محمد (بجدية): آسف اختي .. انا ما اقدر انزل السعر ..
الحرمة: بس بصراحة وايد غالي..
محمد: اختي نحن ما نظلم حد في اسعارنا وانتي تعرفين انه تصميمج كله احجار كريمة وألماسات وأكيد سعرها بيكون غالي..
الحرمة: انزين خلاص.. عشانك انته بس انا موافقة على هالسعر..
استغرب محمد منها وحس بإحراج.. هاذي أول مرة يتعامل فيها ويا وحدة جي وجها لوجه .. وهاذي شكلها وايد جريئة..
ابتسمت له الحرمة وراحت للمدير واتفقت وياه ودفعت له خمسة الاف عربون ومحمد طلع بسرعة وركب ويا الدريول وراح المكتب..
كانت هاذي أول مرة يشوف فيها محمد وفاء.. وما حس اتجاهها بشي أبد غير الاحراج بسبب اسلوبها وياه.. بس بعد تم يفكر فيها بين فترة وفترة .. ويوم كان يسير المحل .. كان يسأل المدير عن العقد ومتى بيخلص.. وهاذي كانت بداية معرفته فيها..
قطع على محمد أفكاره صوت ليلى وهي تضحك والتفت صوب الصوت بسرعة واستغرب يوم شافها تتمشى ويا وحدة حلوة .. ونش من مكانه وسار الصوب الثاني عشان لا يحرجهن..
ليلى وياسمين كانن يسولفن وبسرعة اندمجن ويا بعض.. ياسمين خبرتها عن ربيعاتها وسوالفها وياهن وعن سفراتهم وأبوها واخوها.. وليلى خبرتها عن حميد وعن كل اللي صار لهم في الفترة اللي طافت.. وانصدمت ياسمين وايد وتعاطغت وياها..
ياسمين: يا ربيييييييه ما اتخيل انج مريتي بهذا كله في هالفترة البسيطة..
ابتسمت ليلى بحزن ونزلت راسها..
ياسمين: بس صدقيني بتندمين عقب.. انتي وايد صغيرة وحرام تظيعين عمرج كله على اخوانج..
ابتسمت ليلى واستانست انه ياسمين كانت مهتمة فيها هالكثر وقالت: اظيع عمري؟ انتي تشوفين اللي اسويه عشانهم خسارة وقت ؟
اطالعتها ياسمين بحنان وقالت وعيونها في عيون ليلى: مب خسارة وقت.. بس بعد ما فيها شي لو انج اهتميتي بعمرج واهتميتي فيهم في نفس الوقت.. يعني ماله داعي تهملين عمرج.. انتي مالج ذنب في اللي صار.. عيشي حياتج..
ليلى: حياتي كانت ويا حميد.. وانتهت بوفاته..
ياسمين: حرام عليج والله حرام.. مب زين تغرقين في الحزن وتحرمين نفسج من السعادة اللي تستحقينها..
ليلى: لا تحاولين ويايه يا ياسمين.. أنا مالي رغبة في العرس ومستحيل أي شخص ثاني يملا قلبي عقب حميد..
ياسمين: حتى الارملة تعرس عقب وفاة ريلها... كيف تحرمين انتي عمرج من هالحق؟؟
ابتسمت لها ليلى: كلامج صح.. يمكن مع مرور الوقت اقدر اتقبل هالفكرة.. بس الحين مستحيل..
ياسمين كانت بعدها مركزة نظراتها في عيون ليلى وحست انها مب مقتنعة باللي يالسة تقوله..
ليلى: بس تبين الصراحة؟ ما اعتقد اني بعرس في يوم من الايام..
ياسمين: شو هالخبال؟؟
ليلى: انا مب خبلة.. بس حرام اظلم الريال اللي بياخذني .. انا اخواني ماخذين كل وقتي وما في ريال بيرضى ياخذ وحدة تربي خمسة.. حياتي مب ملكي عشان اتصرف بها على هواي..
ياسمين: عمرج ما بتكونين سعيدة في حياتج من دون ريال يوقف وياج..
ليلى: صدقيني انا سعيدة وراضية بحياتي واخواني الله لا يحرمني منهم بيكبرون ومستحيل يتخلون عني.. وعمي عبدالله ما يقصر ويانا ابد..
ترددت ياسمين وقالت عقب دقيقة صمت: ليلى.... بخصوص عمج عبدالله..
ليلى (باستغراب): شو فيه عمي؟
اطالعتها ياسمين بخوف وقالت مرة وحدة وبدون تفكير: ليلى انا احبه..
بطلت ليلى عيونها ع الاخر وما عرفت شو تقول..كانت صج مصدومة من اللي تسمعه .. مستحيل كانت تفكر انه ياسمين تعرف عمها او انها تكون شايفتنه .. فكيف انها تحبه؟؟؟ كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها .. وياسمين بروحها كانت مصدومة انها قالت هالمعلومة لليلى وهي توها تعرفها.. بس ليلى شكلها طيوبة وايد وبتساعدها.. وياسمين حبت تستغل هالشي..
ياسمين: ليش ساكتة؟
ليلى: بصراحة صدمتيني..
احمرت خدود ليلى ونزلت عيونها .. كانت منحرجة مع انه ياسمين اللي المفروض تستحي بس ليلى ما عرفت كيف تتعامل وياها او كيف المفروض تكون ردة فعلها..
ياسمين: آسفة .. أحرجتج .. بس والله ابا اكلم حد في هالموضوع لأني تعبت منه وانا بصراحة ارتحت لج وايد..
حاولت ليلى تتكلم بس كل اللي طلع منها همسة: لا تعتذرين.. انتي ما غلطتي عليه..
اجبرت ليلى نفسها انها تطالع ياسمين وشافت في عيونها نظرات توسل فظيعة ..
ياسمين: ليلى انا اباج تساعديني.. الله يخليج لا ترديني انا صج محتاجة مساعدتج..
ليلى: بشوف غناتي بس والله ما اوعدج بشي.. عمي اعرفه شايل فكرة الزواج من باله نهائيا..
ياسمين: انزين ليش؟؟
ليلى: ما يبا.. يقول انه تعود على حياته بروحه..
ياسمين: هذا مب عذر..
ليلى: ياما حاولنا معاه.. حتى يدوتي زعلت منه أكثر من مرة ورغم هذا تم مصر على عناده..
ياسمين: يعني ما بتساعديني؟
ليلى: شو تبيني أسوي؟
ياسمين: حاولي تقنعينه ..
ليلى (وهي تبتسم بارتباك): بحاول .. بس والله ما اوعدج بشي..
بوزت ياسمين وحست انه مالها أمل.. وحتى ليلى اللي كانت معتمدة على مساعدتها لها الظاهر انه ما منها فايدة بالمرة.. وليلى حست انها وايد مرتبكة وعقب ما غيرن الموضوع ما قدرن يرمسن ويا بعض بصراحة.. لأنه ياسمين تكدرت وليلى كانت بعدها مصدومة..





مايد يوم سار يتمشى لحقته أمل وسارة .. بس يوم التفت وشافهن عصب وقال لهن: شو تبن؟ ليش لاحقاتني لين هني؟؟
سارة: خذنا وياك..
مايد: لاء.. أنا بسير مكان بعيد .. تموا هني..
سارة: الله يخليك ميودي..
مايد: لا انا ما يخصني فيكن بسير استكشف على كيفي.. ما فيه تخربن عليه..
اطالعته سارة بنظرة توسل بس مايد رد عليها بنظرة حادة.. واضطرن غصبن عنهن يروحن عنه.. وهو وقف لين تأكد انهن مشن وراحن عنه وابتسم بانتصار وقرر يتبعهن.. ويراقبهن من دون ما يحسن..
مشت سارة ويا أمل بروحهن وأمل ترمس وسارة مب وياها.. ووصلن مكان كله حصى والحصى اللي فيه وايد حلو.. يلمع وضوء الشمس يوم ايي عليه يخليه يلمع اكثر.. ووقفن أمل وسارة جدامه يطالعنه بانبهار.. عمرهن ما شافن حصى شراته.. وتقربت أمل منه ولمسته بإيدها وابتسمت لسارة وهي تقول.. : حلووووو
في هاللحظة وصل لهن مايد وابتسم يوم شافهن مستانسات وسار لهن..
مايد: شو عندكن يالسات هني؟
سارة: شوف ميودي حصى حلو..
يود مايد حصاة صغيرة وجلبها في ايده .. وابتسم بخبث وقال: يا حظكم!! لقيتوا ذهب..
بطلت سارة عيونها ع الاخر وقالت: ذهب؟
مايد: هى ذهب.. أصلا الذهب حصى و هم يحطونه ع النار ويسوونه خواتم وشغلات حق الحريم..
سارة: جذاااااااااااااب
مايد: والله اني مب جذاب.. هذا ذهب..
سارة: اذا وديته لليلى بتستانس؟
مايد: وااااااايد وبتعطيج بيزات بعد..
أمل: أنا ما ابا بيزات.. أبا حلاوة..
مايد: بتييب لج كل اللي تبينه.. هالحصى اذا بعتي وحدة منهن.. عادي تشترين الدكان كله..
قال مايد جملته هاذي وراح عنهن وهو يضحك عليهن .. وأمل تمت واقفة حذال الحصى وسارة تطالعه وهي تفكر بعمق.. وعقب دقايق التفتت على أمل وقالت: نشله ليدوه؟
بس أمل من دون ما تستشير اختها كانت حاطة كمية كبيرة من الحصى في ثبانها ويت بتوقف عشان ترد البيت ..
سارة شهقت يوم شافتها محملة بالحصى ويلست ع الارض بسرعة وترست ثبانها بالحصى.. ووقفت وركضت عشان تسبق أمل اللي كانت متلعوزة وكل خطوة تمشيها بصعوبة لأنه الحصا يطيح من جوانب ثوبها..
مرت سارة حذالها وهي تضحك وسارت عنها وصارت أمل ورا وهي تحاول تتبعها وتزاعج عليها: صبري... ترييني.. سارووه.. !!!!
بس سارة كانت تركض ومن القهر وقفت أمل وفرت الحصى كله ع الارض وشلت حصاة عودة ومن دون تفكير فرتها على اختها ..
سارة ما كانت منتبهة ويتها الحصاة في راسها وصرخت بحيل قبل لا تطيح .. حست انه الدنيا ظلمت جدامها .. وحست بألم كبير في راسها من ورا .. ويوم حطت ايدها على مكان الالم حست بشي لزج فوق شعرها ويوم اطالعت ايدها كانت مليانة دم .. ومن الخوف والألم ابتدت تصيح وتصارخ بأعلى صوتها..
أمل أول ما يت الحصاة على سارة.. وطاحت.. وقفت وهي مبهتة ما تعرف شو تسوي.. وتلفتت حواليها ويوم ما شافت حد ركضت الصوب الثاني.. كانت متأكدة انها بتنظرب.. ولازم تنخش في مكان عن اختها ويدوتها..
* * *
ياسمين كانت بعدها تحاول تقنع ليلى انها تساعدها يوم سمعوا صرخة سارة وليلى من الخوف نست ياسمين وركضت بسرعة صوب صوت اختها.. وياسمين في البداية انصدمت ويوم استوعبت اللي صار مشت بسرعة للمكان اللي سمعت منه الصرخة.. وشافت ليلى معتفسة هي واختها اللي كان راسها يصب دم.. وحست بظيج وهي تشوف محمد ياي يشل سارة اللي كانت تصيح بتعب.. وقالت وهي تتأفف: هذا وقتج الحين انتي بعد ؟؟ ما لقيتي تطيحين الا اليوم وتخربين عليه؟
يوم شل محمد سارة التفتت ليلى على ياسمين وقالت: اسفة غناتي.. تعالي بنرد داخل .. اختي شكلها تعورت وايد..
ابتسمت ياسمين ببرود وقالت: اسبقيني انتي .. بتبعج عقب شوي..
ليلى: لا ما يستوي اخليج هني بروحج..
ياسمين: والله عادي ابا اتمشى شوي..
ليلى: عادي؟
ياسمين: هى والله..
ليلى: دقايق وبرد لج..
ياسمين: خذي راحتج..
راحت ليلى ورا محمد وتنهدت ياسمين من الملل وهي تتمشى بروحها في الحديقة.. الظاهر خلاص مالها أمل ولازم تنسى عبدالله.. ما تعرف ليش تعلقت فيه هالكثر بس اللي تعرفه انه عمرها ما حبت حد كثر ما حبته.. معقولة هالنحاسة اللي هي عايشة فيها؟.؟
في هاللحظة طلع لها مايد جدامها وابتسم ابتسامة عريضة يوم شافها.. وهي ابتسمت له نفس الابتسامة .. كان ويهه كله رمل وقالت ياسمين وهي تضحك: شكلك كنت تسبح في الرمل..
مايد : لا ..بس .. إحم.. طحت قبل شوي..
ياسمين: هههههه.. يحليلك.. شو اسمك؟
مايد: مايد أحمد خليفة.. عمري 12 سنة.. وانتي؟
استانست ياسمين على اسلوبه ورديت عليه بنفس طريقته: ياسمين علي يمعة.. عمري 19 سنة..
مايد: الله اسمج حلو..
ياسمين: حتى انته..
مايد: انتي ياية ويا ضيوف عمي عبدالله؟
ابتسمت ياسمين : هى.. أنا بنت ربيع عمك..
مايد: أهااا..
ياسمين: بتتمشى ويايه؟
مايد: عادي؟
ياسمين: هى .. ليش لاء؟
ابتسم مايد ومشى وياها.. وقال لها : تبيني أوديج مكان عجيب؟
ياسمين: لا مابا.. أنا متظايجة..
مايد: ليش؟
تنهدت ياسمين: مب لازم تعرف.. (بس عقب ما فكرت.. ابتسمت بخبث وقالت لمايد): مايد أبا منك خدمة.. عادي تسويها؟
لمعت عيون مايد بإثارة وقال: أكيد!!!
ياسمين: والله؟
مايد: هى والله انا اصلا كنت ملان..
ياسمين: اسمعني عدل ونفذ اللي بقول لك اياه.. وصدقني أي شي تباه بتحصله..
مايد: مابا شي.. بس المهم يكون اللي بسويه حلو..
ياسمين: أكيد حلو.. مب انا اللي فكرت به.؟
اطالعها مايد بإعجاب وغمزت له ياسمين بخبث وخبرته بخطتها كلها..
* * *





في الصالة كانت ليلى تنظف جرح سارة اللي كانت تزاعج من الالم وكل ما حطت ليلى المطهر مكان الجرح تصرخ بأعلى صوتها.. وأم أحمد لاحظت بطرف عينها انه مريم متظايجة وانقهرت منها.. أصلا من أول ما يلست وياها وهي مب عايبتنها سوالفها.. كل اللي رمست عنه وكالاتهم وفنادقهم والناس اللي يعرفونهم.. خقاقة من الدرجة الأولى وأكيد مب من النوع اللي تستلطفه أم أحمد.. بس نظرتها وهي تطالع سارة بأرف قهرتها وتمنت لو تقدر تيودها وتهزبها وتقول لها كل اللي في خاطرها.. بس احترمتها لأنها ظيفتها وفي بيتها..
خالد يوم شاف سارة تصيح صاح وياها وحست ليلى انه راسها بينفجر واطالعت يدوتها بظيج وقالت: يدوه سكتي خالد الله يخليج
شلت أم أحمد خالد ويلست تلاعبه لين ما هدا شوي..
ليلى: انتي كيف طحتي؟
سارة (وهي تصيح): لولة ظربتني..
ليلى: كيف ظربتج؟؟
سارة: بحصاه..
ليلى: مسودة الويه.. بتشوف يوم بترد .. وين بتسير يعني؟
أم أحمد: شو تبين فيها .. ياهل ما تفتهم..
ليلى: ما تشوفينها كيف فتحت راس اختها؟؟
سارة (وهي تتحسس راسها): يعورني..
ليلى: فديتج غناتي لا تصيحين .. يوم تصيحين يزيد الالم..
وعقب ما لفت ليلى راس سارة شلتها فوق ورقدتها غصب .. وغيرت ثيابها اللي كانت مليانة دم وردت تنزل تحت تدور ياسمين اللي للحين ما ردت لهم في الصالة ويوم طلعت تدورها برى شافتها تبطل باب سيارتهم وطلعت منها شي وعطته لمايد..
استغربت ليلى من حركتها وراحت صوبهم وأول ما شافها مايد ابتسم لها وراح عنهم بسرعة.. وياسمين ابتسمت بارتباك ونزلت راسها وهي تقول: نرد داخل عندهم؟
ليلى (اللي ما حبت تتدخل بس قررت تسأل مايد عقب عن كل شي) : هى..
وردت هي وياسمين داخل..
أمل اللي كانت منخشة وتطالعهم من بعيد، استغلت الفرصة يوم شافت ليلى دشت الصالة ويا ياسمين وركضت بأقصى سرعتها للميلس وبطلت الباب وهي تلهث من التعب.. عبدالله يوم شافها ابتسم ومد لها ايده
عبدالله: تعالي غناتي دشي..
علي: هاي بنت اخوك؟
عبدالله: هى.. أمولة تعالي..
دشت أمل وهي منزلة راسها ولصقت في عمها .. على الاقل هني محد بيظربها .. واستغرب عبدالله من تصرفها ورد يسولف ويا علي وهي تمت صاخة وعيونها ع الباب تتريا يتبطل في أي لحظة ويدش محمد يخبر عليها.. بس من حسن حظها انهم حطوا الغدا ومحد خبر عليها.. وتغدت ويا عمها وعلي بن يمعة وعقب الغدا رقدت في الميلس من التعب ..
* * *
محمد عقب ما اتأكد انه سارة بخير.. رد يتمشى بروحه صوب البيوت الزجاجية.. العزبة وايد عايبتنه وفكر يخبر عمه انه بيعزم ربعه هني يوم الخميس الياي.. أكيد عمه ما بيرده.. وبالصدفة اتصل به عمه وابتسم محمد وهو يرد على التيلفون..
محمد: سبحان الله .. توني افكر فيك عمي..
عبدالله (بظيج): والله؟ وبشو كنت تفكر؟؟
محمد استحى وقال: لا ما شي .. خير عمي ؟؟
عبدالله: وينك انته ؟ دورتك في كل مكان.. ليش ما ييت تتغدى ويانا؟
محمد: مالي نفس والله.
عبدالله: شو بعد هاذي مالك نفس؟؟ الريال يالس في الميلس ولا فكرت حتى تدش تسلم عليه؟؟ شو تبا يقول عنا ؟ ما عرفنا نربي عيالنا؟؟
محمد: اسف عمي بس والله ما حسيت بالوقت..
عبدالله: تعال الحين تقهوى ويانا..
محمد: ان شالله..
بند محمد عن عمه واستانست انه الارسال رد للتيلفون وعلى طول اتصل بوفاء.. بس تيلفونها كان مشغول وتم مشغول فترة ومحمد يحاول ويحاول يتصل بها.. وفي الاخير رن.. وابتسم محمد وحس بقلبه يغوص بين ظلوعه وهو يترياها ترد عليه.. ويوم ردت..
وفاء (بصوت واطي): ألو؟
محمد: هلا بغناتي ..
وفاء (وهي تهمس): حبيبي بدق لك عقب انا مب يالسة بروحي..
محمد: خلاص اترياج..
وفاء: دقايق وبرد ادق لك..
محمد: أوكى..
بندت وفاء وتنهد محمد وهو يعرف انها ما بترد تدق له الا عقب ساعتين أو أكثر.. دوم اهلها يكونون يالسين وياها أو انها تكون مشغولة أو في الدوام.. ومحمد يا دوب يقدر يرمسها خمس دقايق على بعضهن.. وبظيج .. مشى محمد للميلس عشان يقعد ويا عمه.. وردت به ذكرياته للأيام الاولى اللي عرف فيها وفاء..
عقب المرة الاولى اللي شافها فيها في المحل.. مروا ثلاث اسابيع اختفت فيهن وفاء .. وفي اليوم اللي المفروض العقد يخلص فيه كان محمد يالس في المحل الصبح لأنه مخلص شغله في المكتب.. ومر يشوف المجموعة اليديدة اللي طرشها الصايغ حقهم.. وأول ما دش محمد.. دشت وفاء وراه.. وهالمرة ما كانت متغشية ولاحظ محمد انها قمة في الجمال بس شكلها كبيرة شوي في السن..وهي أول ما شافته ابتسمت له وقالت: صباح الخير ..
محمد (بارتباك): صباح النور..
وفاء: الحمدلله اني لقيتك.. كنت متوهقة وادعي ربي طول الدرب اني احصلك في المحل..
محمد: خير اختي؟
وفاء: انته تعرف انه عقدي بيخلص اليوم صح..؟
محمد (يبتسم): لا والله ما اعرف..
وفاء: أها.. المهم انه عقدي اليوم بيخلص وانا محتاجتنه ضروري عشان عندنا مناسبة هالاسبوع لازم البسه فيها..
سكتت وفاء واطالعها محمد باستغراب يبا يعرف شو اللي تبا توصل له..
وفاء: اخويه ممكن اكلمك داخل في المكتب؟
محمد: لا اختي اذا عندج شي قوليه هني..
وفاء: بس ما يستوي اتم واقفة جي..
محمد: تفضلي ايلسي
وأشر لها ع الكراسي الموجودة على صوب وراحت وفاء ويلست وهي متظايجة.. ويلس محمد بعيد عنها بكرسيين..
وفاء: أخويه انا ما عندي المبلغ كله.. انا دفعت عربون خمسة آلاف وبصراحة الحالة صعبة شوي وما اقدر ادفع الباجي الا الشهر الياي..
محمد (بحزم): خلاص اختي تفضلي استلميه الشهر الياي ما في أي اشكال بهالخصوص..
تنهدت وفاء: بس انا محتاجتنه هالاسبوع وقلت لك عندنا مناسبة..
محمد: اختي هاذي مب مشكلتي ..
نزلت وفاء عيونها بحزن وتلوم فيها محمد على طول.. حس انه غلط عليها مع انه كل اللي قاله من حقه انه يقوله.. بس بعد غمظته وهو بروحه ما كان يعرف ليش؟... ويوم رفعت وفاء عيونها كانن حمر.. كأنها تحاول تحبس الدموع اللي في عيونها..
وفاء: اسفة ...
محمد: ليش تعتذرين.؟؟
وفاء: اسفة لأني احرجتك.. المفروض ما كنت اطلب منك هالطلب.. بس قلت بما انك صاحب المحل بتساعدني.. وصدقني انا مب حرامية وكنت بدفع كل اللي عليه الشهر الياي.. بس ياللا .. الله مب كاتب اني البسه في هالمناسبة مع انها عزيزة عليه وايد..
سكت محمد ويت عينه في عينها .. ووقفت وفاء وقالت: في امان الله..
وراحت.. بس قبل لا توصل للباب ما حس محمد بعمره الا وهو يناديها..
محمد: لحظة اختي...
التفتت وفاء وراها بأمل وارتبك محمد .. ما كان يعرف ليش ناداها اصلا .. وراح ووقف حذالها..
محمد: خلاص اختي تقدرين تاخذين العقد الحين وتدفعين الشهر الياي.. بس لازم تخلين لنا شي هني يظمن انج بتردين..
ابتسمت وفاء بفرح وقالت: والله؟
محمد: هى..
وفاء: يعني اعطيك ليسني؟؟
محمد:لا لا .. مابا الليسن يمكن تحتاجينه.. ما عندج أي شي ثاني..؟؟
ابتسمت وفاء وطلعت ورقة من شنطتها وكتبت عليها شي بسرعة وعطته اياها
وفاء: هاذا رقم موبايلي.. اذا تأخرت ولو يوم واحد عن الدفع تقدر تتصل بي وتطالبني بالبيزات..
تمت وفاء مادة ايدها بالرقم ومحمد مستغرب منها وما خذ الورقة.. فحطتها وفاء على الكاونتر حذاله وابتسمت له وراحت للمدير تكلمه.. ووقف محمد يطالعها والمدير يطلع لها العقد ويعطيها اياه وشاف المدير يطالعه باستغراب وأشر له محمد انه عادي يعطيها العقد ويكتب لها فاتورة..
وقبل لا يطلع محمد من المحل.. التفتت للرقم .. وما يعرف ليش شله وخشه في مخباه.. مع انه وفاء مول ما كانت جاذبتنه.. رغم هذا خذ رقمها وهو اللي عمره ما سواها.. وروح المكتب وتم يفكر في حركتها اليوم بطوله..
تنهد محمد وهو يشيل ذكريات وفاء من باله .. وبطل باب الميلس ودش على عمه وعلي بن يمعة وسلم عليهم وابتسم يوم شاف أمل راقدة حذال عمها..
محمد: هاذي هني؟
عبدالله: هى امولة عندي من قبل الساعة وحدة ومتغدية ويانا بعد..
محمد: هههههه كلهم يدورونها .. وهي هني..
اطالعها عبدالله بحنان وابتسم وسكت محمد ما بغى يخبر عليها الحين.. يوم بيروحون ظيوف عمه يصير خير..
* * *

مايد اللي محد شافه ع الغدا.. ظهر فجأة الساعة ثلاث الظهر وويهه أحمر من الشمس وايده وثيابه كلها رمل.. وأول ما شافته ليلى داش الصالة شهقت وافتشلت جدام ياسمين وأمها واطالعته بنظرة حادة.. بس اللي استغربت منه انه رد يطلع في نفس اللحظة اللي دش فيها وعقب ما طلع بشوي قالت لهم ياسمين انها تبا تتمشى .. وقامت ليلى وياها.. وطلعن برى..
ليلى (وهي تمسح على خصلة من شعر ياسمين اللي كان ظاهر من الشيلة): وايد حلو اللون اللي صابغة فيه شعرج.. كستنائي صح؟
ياسمين: المفروض يطلع أشقر بس انا كنت صابغة شعري من قبل وطلع لي هاللون الارف في النهاية..
ليلى: بالعكس لا أرف ولا شي والله انه يجنن..
ياسمين: وانتي ليش ما تصبغين شعرج؟
ليلى: ما ادري عمري ما جربت..
ياسمين: شو رايج اصبغ لج اياه؟؟
ابتسمت ليلى : متى ؟
ياسمين: ممممم تعالي عندي دبي ولا انا بزورج هني وبصبغ لج شعرج بلون احمر ناري.. حلو بيظهر عليج..
استانست ليلى من خاطرها .. ياسمين من الحين تعتبرها ربيعتها وتفكر انه بتكون بينهم زيارات.. ومن الفرحة ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول: خلاص موافقة.. تعالي زوريني في أي وقت..
ياسمين: عطيني رقمج..
نقلتها ليلى رقم بيتهم وخزنته ياسمين في موبايلها وهي تسأل ليلى: ليش ما تعطيني رقم موبايلج؟
ليلى: ما عندي موبايل..
ياسمين (بأرف): معقولة؟؟
ليلى: هى مب محتايتنه..
ياسمين: بس انتي كنتي مخطوبة..
ليلى (وهي تحس بنغزة في قلبها وبإحراج ماله تفسير): ما كنت أرمسه في التيلفون..
ياسمين: وتقولين انج كنتي تحبينه ؟؟؟ وما ترمسينه؟؟ ما اصدق..
ليلى: كنت ارمسه جدام اهليه يوم ايي يزورنا في البيت.. بس عمري ما فكرت ادق له وارمسه في التيلفون..
ياسمين: انتي غريبة..
اطالعتها ليلى وحاولت تبتسم بس ابتسامتها ما كانت من الخاطر.. واستغربت انه ياسمين ما ردت ترمسها في موضوع عمها عبدالله وقررت تسألها: شو بتسوين الحين بخصوص عمي؟
اطالعتها ياسمين ببرود وقالت: بترياج ترمسينه وترمسين يدوتج في الموضوع وبرضى بأي قرار يتخذه..
ليلى: يحليلج يا ياسمين.. والله انج تستاهلينه واتمنى يوافق.. بصراحة حبيتج واتمنى تكونين جريبة مني..
ابتسمت ياسمين وسكتت .. وأول ما وصلوا للحديقة طلع لهم مايد وقال لليلى: سارونا تصيح تباج..
ليلى: ميود سير ايلس عندها شوي .. أنا مشغولة..
ياسمين: لا.. حرام.. سيري لها.. يمكن اليرح يعورها..
ليلى ما كانت مطمنة وحست انه هالاثنين يخططون لشي.. وقالت : انزين.. بشوفها وبرد لكم على طول..
وعقب ما راحت ليلى.. اقتربت ياسمين من مايد وقالت: ياللا؟
غمز لها مايد وقال: ياللا..
* * *
الساعة ثنتين الظهر كان مبارك حاط راسه على مكتبه وراقد من التعب.. وسكرتيرته دقت عليه الباب ويوم محد رد عليها بطلته بهدوء وانصدمت يوم شافته حاط راسه على الدرج وابتسمت بعطف وعرفت انه راقد.. وطلعت بهدوء وروحت عقب ما بندت الليتات في مكتبها ومبارك ولا حس فيها.. بس عقب دقايق رن تيلفونه وبطل مبارك عيونه بتعب وظيج وحس كأنه سكين انغرزت في راسه من الالم ..
ورد على التيلفون من دون ما يشوف منو المتصل..
مبارك: الوووو
سهيل: السلام عليكم..
مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. اوووووه سهيل نسيتك والله..
سهيل: ههههه وانا هني اترياك من نص ساعة..
مبارك : الله يهديك جان دقيت لي قبل لا تروح..
سهيل: ما توقعتك تنسى .. ما احيدك شيبة..
مبارك: يالله جان انا مب شيبة..
سهيل: ها؟ متى بتوصل.. ؟
مبارك: مسافة الطريج وبكون عندك..
سهيل: خلاص..
بند مبارك عنه وعدل غترته وخلى اوراقه وشغله كله في المكتب وقفل عليه وطلع .. من أمس وهو متحرقص يبا يعرف شو سالفة سهيل .. وفي شو يبا يرمسه..
ويوم وصل الانتركونتننتال ، راح بسرعة للمطعم وشاف سهيل يالس عند الباب الزجاجي.. وسار وسلم عليه..
سهيل: شكلك كنت مشغول وانا عطلتك ..
مبارك: لا والله توني مبند المكتب وياينك..
سهيل: خلاص عيل خلنا نتغدى تراني بموت من اليوع..
سار مبارك ويا سهيل وحطوا لهم من البوفيه ومبارك يحترق ومقهور من برود سهيل ورسميته الزايدة اللي تخليه يتغدى قبل لا يرمسه في الموضوع.. وفعلا طول فترة الغدا وسهيل يرمس في مواضيع عادية وتافهة .. وما حس مبارك بعمره الا وهو يسأله: شو الموضوع المهم اللي كنت تبا ترمسني عنه؟؟
ابتسم سهيل ابتسامة بطيئة وقال: كل شي في وقته حلو.. خلنا نتغدى وخلني اعرف اخبارك..
مبارك: اخباري كلها تعرفها والغدا خلص تقريبا وتبا الصراحة انا على اعصابي من امس وابا اعرف شو الموضوع..
سهيل: ليش عاد..؟؟ صح انه الموضوع مهم.. بس مب مسألة حياة أو موت..
مبارك: سهيل.. انته ناوي تييب لي الجلطة؟؟؟
سهيل: هههههه مب زين الفضول بزيادة يا مبارك..
مبارك: مب فضول بس انته اسلوبك امس ونبرة صوتك كانت تقول انه الشي اللي بترمسني فيه مب هين..
سهيل: يا مبارك قبل لا ارمسك في هالموضوع اباك تتقبله بصدر رحب وتفكر فيه عدل .. لا تعطيني جواب متسرع ممكن تندم عليه بعدين..
مبارك: ان شالله ..
سهيل: مبارك انته لازم تدمج شركتك بشركة عبدالله بن خليفة..
اطالعه مبارك باندهاش وتحولت نظرته عقب دقيقة لنظرة احتقار وأرف.. وقال وهو يبتسم: سهيل انته تخبلت؟
سهيل: انا قلت لك لا تتسرع.. خلني اكمل رمستي..
مبارك (باستخفاف): كمل كمل..
سهيل: مبارك قبل لا تستخف بكلامي فكر بمستقبلك وبمصلحتك.. عبدالله بيفيدك وايد.. خبرته في هالمجال محد يقدر ينكرها.. ومعارفه وايدين.. وفكرة الدمج هاذي انا افكر فيها من سنة تقريبا..
مبارك: عمري ما احتجت لعبدالله ولا بحتاج له في يوم..
سهيل: ان شالله ما راح تحتاج لأي شخص يا مبارك بس اتمنى تسمعني للأخير..
تنهد مبارك واطالع سهيل بتعب: ألحين انا .. من أمس مب راقد.. وطالع من الدوام بدل لا اسير احط راسي وارقد .. ياي ومجابلنك هني.. واخرتها يطلع هذا موضوعك المهم؟؟
سهيل (وهو يطالعه بنظرة حادة): الشرهة علي انا اللي ابا اساعدك..
مبارك: يوم بتشوفني يالس في الشارع اشحت من خلق الله.. تعال ساعدني.. بس الحين الحمدلله انا مب محتاج للمساعدة وخصوصا منك انته وعبدالله..
سهيل: مبارك انته على وشك الافلاس تعرف هالشي؟؟؟
مبارك: شو؟؟؟ شو هالخبال؟؟ انته شو يالس تخرف؟؟
سهيل: خبرني كم دفعت وكم خسرت شركتك في مشروع المجمع التجاري اللي اونك لهفته عن عبدالله.؟؟؟
مبارك: رجاءا لا تتدخل في شغلي..
سهيل: صاحب المجمع طلع من البلاد... وكل حد يدور عليه.. خبرني منو اللي بيعوض خسايرك؟؟
مبارك: شو هاللعبة اليديده اللي تلعبها علي انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله ما يعرف اني رمستك وانا بعدني ما رمسته في هالموضوع بس متأكد انه بيرحب بالفكرة..
وقف مبارك وقال: سهيل.. توقعتك اكبر عن جذي.. طلعت والله شرات الباجين.. للأسف..
سهيل (اللي كان واقف ومجابل مبارك): الحق نفسك يا مبارك ووافق على عرضي وانا مستعد ارمس عبدالله في هالموضوع من اليوم .. لا تهدم مستقبلك بإيدك انته خسرت الملايين في هالمجمع..
مبارك: واذا فرضنا انه كلامك صدق.. شو بتستفيد انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله مب صغير.. وكل بيزاته بتروح لعيال اخوه في الاخير وعيال اخوه يهال.. وانا ادري انه بيحتاج لشخص كبير يدير شركته من عقبه وفي نفس الوقت يظمن انه ما ياكل حقوق عيال اخوه..
مبارك: وهالشخص انا اكيد..
سهيل: هى..
مبارك: عندك شي ثاني تقوله؟
سهيل: مبارك ..
مبارك: مع السلامة..
طلع مبارك من بوكه اربعمية درهم وفرهن على الطاولة وطلع بسرعة وتم سهيل واقف يطالعه بنظرة إشفاق.. ماشي بيدمر هالانسان الا عناده وكبريائه اللي ماله داعي.. بس والله خسارة انه واحد بطموحه وحماسه يطيح بسبب لحظة سها فيها وما حسب حساب باجر..
* * *


* * *
اقترب مايد من باب الميلس وهو يضحك .. ورفسه بريوله بقوة وركض بأقصى سرعته واختفى عن الانظار..
عبدالله استغرب من الظربة القوية على الباب وقال لمحمد: اطلع شوف منو برى؟
بطل محمد باب الميلس ووقف وتلفت حواليه بس ما شاف حد.. وقال لعمه: محد برى..
عبدالله : منو هيل اللي دق الباب قبل شوي؟
محمد: ما ادري والله.. يمكن قطوة؟
عبدالله: يمكن..
مايد يوم شاف محمد دخل وصك الباب وراه .. طلع من المكان اللي انخش فيه ومشى صوب الميلس .. بس ليلى شافته من بعيد ونادت عليه وتأفف وهو يشوفها يايه صوبه وقال في خاطره " الحين ليلوه بتخرب كل شي" ..
ليلى كانت شالة خالد في ايدها ويوم شافت مايد سألته: وين ياسمين؟
مايد (بارتباك): شدراني!!!
ليلى: يوم ودرتكم انته كنت واقف وياها..
مايد: انزين.. تبيني اتم واقف وياها للأبد؟؟
ليلى: وانته شو تسوي هني؟
مايد: بدش الميلس عند عمي ..
شهقت ليلى وهي تطالعه برعب: بتدش عندهم وانته بهالمنظر؟؟
مايد: شو فيني؟
ليلى: طاع شكلك والله اللي يشوفك يقول ولد الزراع..
ابتسم لها مايد من دون نفس وسارت عنه ليلى وهي تضحك ولقت ياسمين يالسة في الحديقة اللي حذال الميلس .. كانت مبطلة شعرها وعاطية ليلى ظهرها ويالسة بهدوء كأنها سرحانة وتفكر بعمق.. وابتسمت لها ليلى وقالت: بشو تفكرين؟
ياسمين شهقت بقوة والتفتت بسرعة صوب ليلى.. ومن الارتباك ما عرفت شو تقول..
ليلى: هههههه سوري غناتي زيغتج؟؟
ياسمين: هاا؟؟ لا لا .. بس كنت سرحانة..
يلست ليلى على الكرسي الابيض اللي كان موجود هناك ووقفت ياسمين مجابلتنها وخالد كان يطالع ياسمين ويضحك ويسوي لها حركات وياسمين كل شوي تتلفت حواليها بارتباك..
مايد يوم سارت عنه ليلى رد اقترب من باب الميلس ورفسه بقوة وركض ورد ينخش في المكان اللي انخش فيه المرة الاولى..
طلع عبدالله يشوف منو اللي كل شوي يدق الباب ويشرد .. بس ما شاف حد.. وقال في خاطره: ما عليه يا ميود ان ما زخيتك اليوم ما اكون عبدالله.. ومشى صوب الزرع.. وحس انه في حد موجود صوب الكراسي البيض بس الاشجار كانت مغطية عليه وما يشوف بوضوح..
وبين أشجار المانجا.. وقف عبدالله وحس انه قلبه وقف وياه... حاول يشيل عيونه عن المنظر اللي جدامه بس ما قدر.. كأنه عيونه مب عيونه هو.. مب قادر يسيطر عليهن .. ولا قادر يحركهن في أي اتجاه ثاني..
ياسمين كانت جدامه.. مبطلة شعرها الطويل الكستنائي والهوى يحركه بكل نعومة على ويهها الطفولي الجميل.. وحذالها يالسة ليلى وفي ايدها خالد وتسولف لياسمين اللي كانت تطالعها وتبتسم.. ليلى كانت عاطتنه ظهرها .. وياسمين تقريبا ما تشوفه.. بس هي تعرف انه وراها وتعرف انه يطالعها وتأكدت انه ابتسامتها اختفت من ويهها يوم التفتت له بحركه (تمنت انها تبين عفويه) ومثلت انها مصدومة وهي تشوفه واقف وعيونه في عيونها..
ليلى ما كانت حاسة بأي شي وتلاعب خالد بكل براءة وعبدالله.. مع انه شايف عيون ياسمين من قبل.. بس هالمرة بهرته.. كانت متجحلة بالجحال الاخضر اللي تعرف كيف تأثيره على عيونها.. وكيف يخلي لونها أقرب للون البرتقالي.. وبحركة بطيئة.. شلت شيلتها اللي كانت على كرسي الحديقة وغطت بها شعرها ونزلت عيونها تحت اونها مستحية منه.. وفي هاللحظة انتبه عبدالله لعمره ولوجود ليلى وخالد ورد الميلس.. وهو عقله مب عنده.. مب قادر يشيل هالمخلوقة من خياله.. ولا قادر يفهم السبب اللي يخلي قلبه يدق بهالعنف لوحدة ياهل .. أصغر حتى من انها تكون بنته.. ما يدري شو اللي استوى له او شو اللي حس به في هاللحظة.. بس اخوه أحمد الله يرحمه طرى على باله وتذكر كيف كان يحسده على الحياة اللي عايشنها وعلى عياله وكيف انه دوم كان يتمنى في داخله يكون عنده ياهل.. تذكر فاطمة في هاللحظة ونورة يت في باله وحس للحظة انه يخونها بمجرد تفكيره بياسمين.. بس مهما حاول.. صورتها وهي واقفة مثل الحورية بين الشير وتطالعه بعيونها الناعسة كانت مطبوعة في جفونه.. كل ما حاول يتخلص منها كان يشوفها بوضوح اكثر..
وقف عبدالله عند باب الميلس وايده على مقبض الباب.. وفكر ببيته في العين .. ولأول مرة .. حس انه حياته فارغة.. بدون هدف وبدون طعم.. وانه يبا ياسمين هناك .. في بيته.. تعطر المكان بوجودها فيه.. وهو اللي عمره ما حس بهالاحساس من يوم نورة.. يمكن حس بانجذاب كبير لفاطمة بس ياسمين.. ما يعرف يوصف شو اللي جرفه لهالدوامة وياها . . بس اللي يعرفه انه توهق بشي كبير ما يعرف كيف بيطلع منه..
أما ياسمين .. فوقفت مكانها تبتسم بانتصار ومن فرحتها يلست على ركبتها وباست خالد بقوة على خده.. بس خالد استغل فرصة قربها منه وشبك أصابعه في شعرها وشده بكل قوته ودخله في حلجه.. وخلى ياسمين تصرخ من الالم لين ما قدرت ليلى عقب مجهود كبير انها تحرر خصلات شعرها من بين مخالب اخوها الصغير..
* * *


عقب صلاة العصر.. روحوا قوم ياسمين دبي وطلع مايد بسرعة غرفة عمه عبدالله وحط له الامانة اللي سلمته اياها ياسمين على شبريته.. وطلع بسرعة ومن دون محد يشوفه..
في الصالة تحت ، كانت ليلى مرتبكة وتفكر كيف تبدا بموضوع ياسمين ويا يدوتها .. وفي هاللحظة دشت أمل بهدوء وكانت توها قاعدة من الرقاد وطلعت من الميلس وردت الصالة وهي ميتة من الخوف.. ويوم دشت وشافت يدوتها واختها في الصالة ، نزلت عيونها وراحت بسرعة فوق..
ليلى ابتسمت وخلت عمرها ما شافتها والتفتت ليدوتها اللي كانت ترمسها..
أم احمد: ويه زين روحوا ما بغيت افتك من هالعيوز..
ليلى (مصدومة): منو تقصدين يدوه؟
أم أحمد: مريم منو غيرها بعد.. ذبحتني ما عندها رمسة غير البيزات والاسواق..
ليلى: هههه .. يحليلها
أم أحمد: بس ياسمين ماشالله حلوة ..
ليلى: الا قمر مب بس حلوة ..
أم أحمد: والله لو انها بعمر محمد جان خطبتها له..
ليلى: ممممممم .. اعتقد انه في واحد هني أكبر من محمد ولازم تفكرين تخطبين له..
أم أحمد: منو؟
ليلى: عمي عبدالله
أم أحمد: منو؟؟ لا انا هذا غسلت ايديه منه .. ادري به ما بيعرس..
ليلى: يمكن يرضى بياسمين..
اطالعتها ام أحمد باندهاش وقالت: ياسمين وايد صغيرة عليه اهلها ما بيرضون ياخذها عبدالله..
ليلى: وانتي شو دراج؟؟
أم احمد: حتى لو رضوا عبدالله ما بيطيع..
ليلى: خلي عمي عليه انا بقنعه..
ابتسمت أم أحمد بحزن وقالت في خاطرها : ان شالله..
* * *
الساعة عشر المسا.. دش عبدالله غرفته وفصخ كندورته وفرها على الكرسي.. وتنهد بتعب.. كان مرهق بشكل فظيع واللي متعبنه اكثر افكاره المتناقضة عن ياسمين.. ومشاعره اللي ابتدت تخونه هاليومين.. بس الارهاق اللي يحس به والصداع اللي ذبحه منعه من انه يفكر في هالموضوع اكثر من جذي وكان كل اللي يباه في هاللحظة هو انه يرقد .. بس يوم سار صوب الشبرية شاف شريط كاسيت صوب المخدة وجلبه في ايده من دون اهتمام .. وفي النهاية فره في الزبالة وبند الليت ورقد..
نهاية الجزء السابع

غرربه
02-05-2013, 04:31 PM
الجزء الثامن
" يوم الجمعة الصبح، انتشر الخبر في الجرايد بسرعة كبيرة.. والكل عرف انه التاجر عبد الكريم محمد طلع من البلاد لوجهة غير معروفة.. وترك وراه عشرات الدائنين اللي يتريون استرجاع حقوقهم منه عبر محاكم دبي.. الجريدة كانت مسوية تحقيق كامل عن هالتاجر وممتلكاته وجميع أعماله ومشاريعه ولا زال البحث مستمرا عن الوجهة اللي رحل إليها.. "
كانت الصدمة الناتجة عن هالخبر قوية جداً وخصوصا على مبارك اللي نش اليوم الصبح وهو يفكر بكلام سهيل اللي قاله امس ع الغدا.. معقولة كلامه يكون صح؟ ومبارك آخر من يعلم.. ؟؟ وكان مقرر يتصل بمحاميه عقب صلاة الجمعة وعقب ما يتغدى ويا أهله ويسأله عن هالموضوع وكان مقرر بعد اذا طلع الموضوع صج يروح بسرعة ويرفع قضية ضد عبد الكريم.. بس يوم شل الجريدة اللي كانت في الصالة وشاف اللي مكتوب في أول صفحة وبالخط العريض حس انه يبل انهد فوق راسه..
ما عرف كيف يفكر وحس بالدم كله يتيمع في ويهه.. كلام سهيل كان صح.. عبدالكريم خلاص راح.. باع كل أسهم المجمع التجاري لشركة أجنبية وخذ البيزات وسافر من دون ما يدفع ولا درهم للناس اللي تعامل وياهم..
والشركة الأجنبية أعلنت إنها غير مسئولة عن أي عمل قام به عبد الكريم قبل لا يغادر البلاد..
نزل مبارك الجريدة من ايده ويلس يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية.. ليش جذي؟؟ وين ما يطقها عويه.. ؟؟ العمال اللي هلكوا وهم يبنون المجمع عشان يسلمونه في موعده المحدد.. من وين بيدفع لهم أجورهم؟؟ وشركة الصقر اللي زودته بكل معدات البناء .. من وين بيدفع فواتيره لهم ؟؟ وشركة الخرسانة والمهندسين وغيرهم وغيرهم؟؟ شو بتسوي يا مبارك ..؟؟ من وين بتييب كل هذا؟؟ من وين؟؟
تم مبارك يالس في مكانه يفكر وأكثر من مرة كانت الدموع تتيمع في عيونه .. ودش عليه ابوه الصالة وهو على حالته هاذي وسلم عليه ووقف مبارك وحبه على راسه .. وأول ما يلس بوظاعن انتبه لملامح ويه مبارك وعرف انه في شي مستوي..
بوظاعن: مبارك؟؟ شو فيك ؟؟
اطالعه مبارك بيأس : أبويه انا انتهيت خلاص.. فلست .. انتهيت..
بوظاعن (باستغراب وخوف): هاه!!!.. شو تقول انته .. ارمس عدل..
تنهد مبارك وخبره السالفة كلها .. من أول الغدا امس ويا سهيل للخبر اللي قراه في الجريدة اليوم ..
مبارك: هالحيوان التعن في ستين الف داهية وانا هني متوهق ابويه ما اعرف شو اسوي..
بوظاعن كانت اعصابه باردة مب شرات مبارك اللي كان يغلي في داخله: هدى اعصابك يا مبارك واسمعني عدل..
مبارك : اسمعك ابويه..
بوظاعن: أول شي تسويه .. تروح وتقدم شكوى ضده وشرطة دبي ما بتقصر وبترد لك حقك.. ياما استوت قبل وحقك ما بيضيع ان شالله..
مبارك: ان شالله ابويه انا اول ما قريت الخبر قلت بقدم شكوى..
بوظاعن: وبعدين انا ما بقصر وياك وبساعدك.. حتى لو اضطريت اني ابيع العزبة والمزرعة..
اطالع مبارك أبوه بنظرة حزن وحنان.. وقال له: لا يا بوظاعن.. مهما تردت الحالة ما توصل لأنك تبيع العزبة والمزرعة.. انا مستحيل ارضى بهالشي..
بوظاعن: شو بسوي بهن .. إذا ما بنفع بهن عيالي شو فايدتهن عيل.؟؟؟
مبارك: أبويه لا تناقشني في هالموضوع .. الله بيفرجها ..
بوظاعن: وانته عندك بيزاتك في البنك تقدر تسد بهن ديونك لحد ما يلاقونه..
مبارك: أنا استثمرت ملايين في هالمشرروع.. مهما كان المبلغ اللي عندي كبير مستحيل يغطي هالتكاليف..
بوظاعن: الله يعينك يا ولدي..
مبارك: مدري والله اذا الشكوى اللي بقدمها بعد بتنفعني ولا لاء.. ولا عشرين واحد مشتكي عليه..يا ربي شو هالمصيبة اللي حلت على راسي؟؟
استأذن مبارك من أبوه وراح يقعد في غرفة المكتب.. معقولة يخسر كل شي؟؟ عقب ما خسر مرته وعياله ما بجى له غير شغله يلهيه عن التفكير بهم والحسرة عليهم.. والحين حتى شغله بيخسره.. ما يعرف اذا الله يختبره أو انه يكفر بكل اللي يستوي له الحين ذنوبه في الماضي.. بس في شي واحد مبارك متأكد منه.. إنه بيحتاج حاليا لكل مساعدة يقدر يحصلها .. وغصبن عنه فكر بعبدالله.. يا ترى بيشمت فيه ولا بيشفق عليه؟؟ حس مبارك بالحزن وهو خلاص يحس انه هاذي هي بداية النهاية .. كل شي في حياته بدى ينهدم.. كل شي ابتدى ينهار..
في هالوقت عبدالله وأهله كانوا بعدهم في ليوا وكان عبدالله يالس في الصالة وأمه تحن على راسه ومن الصبح فاتحة له سيرة الزواج..
أم أحمد: شو اللي يمنعك؟؟ ما تم حد ما رمس عنك .. وكل حد يزيد رمسة من عنده..
عبدالله: يعني طول هالسنين وهم يرمسون.. شو اللي بيتغير الحينه؟
أم أحمد: ما بيتغير شي.. بس بذمتك.. ما تبا تشوف عمرك؟؟ ما تبا وحدة تظويك وتداريك؟؟ معقولة ما تفكر بهالشي؟؟
عبدالله: أفكر أمايه .. منو قال اني ما افكر..؟ بس خلاص العمر راح وانا كبرت.. خلاص يا أم أحمد لا ترمسيني في هالموضوع.. لا أنا ابا اعرس ولا حد بيرضى يزوجني بنته عقب هالعمر كله..
أم أحمد (وعلى ويهها ابتسامة أمل): أنا لقيت اللي تباك وصدقني يا عبدالله انها شاريتك وما تبا أي حد غيرك..
عبدالله حس انه امه ترمس عن ياسمين وسكت وقرر ما يرد عليها.. ياسمين صح عايبتنه بس مستحيل يتخلى عن مبادئه عشان أي حد.. عبدالله ريال عاش عمره كله بروحه على ذكرى مرته اللي حبها من قلبه .. ليش يغير عادته وحياته الحين؟؟
وفي هاللحظة دشت تاميني وفي إيدها الجريدة وخذها عنها عبدالله بلهفة وهو يبا أي شي يشغله عن رمسة أمه اللي كانت مصرة تقنعه برايها..
أم أحمد: البنية هاذي ياسمين بنت علي بن يمعة .. بنية ما عليها قصور .. جمال وأخلاق.. ولو انه أمها مول ما تنحب بس انته بتاخذ البنية مب أمها.. وأبوها ربيعك..
عبدالله كان ساكت ولاحظت أمه انه ويهه تغير .. ما كانت تعرف السبب وانه توه يقرى خبر عبد الكريم في الجريدة وقالت بدون اهتمام: طول عمرك وانته تفكر بنفسك وبس.. متى بتفكر فيني أنا وبتحاول ترضيني؟؟
اطالعها عبدالله بعصبية وقال: أمايه الله يخليج اسكتي عني هالسالفة مابا حد يفتحها وياي مرة ثانية.. وان طريتوا لي سيرة العرس بسير وباخذ لي مغربية وبييب لكم اياها في البيت!!!
انصدمت أم أحمد من أسلوبه وقام عنها عبدالله وسار برى في الحديقة عشان يقرى على راحته الخبر اللي صدمه.. معقولة عبد الكريم سواها؟؟ عبدالله يعرفه زين وعمره ما توقعها منه .. !! وفجأة شهق عبدالله وهو يتذكر إنه مبارك متعاقد وياه في مشروع كبير وهو مشروع المجمع التجاري.. وحس بقلبه يخفق بقوة .. مسكين يا مبارك.. ما ادري كيف بتواجه هالكارثة اللي حلت عليك .. وطلع عبدالله موبايله من جيبه واتصل بسهيل عشان يخبره..





سهيل كان يالس يتريق ويا مرته سلامة وبناته الثنتين موزة اللي كانت هالسنة ثانوية عامة ولطيفة اللي توها داشة الاعدادي.. ومع انه قرى الخبر في الجرايد وكان متظايج من أول ما نش من الرقاد بسبة الرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس بس عمره ما حاول اييب شغله وهمومه وياه البيت .. ولا حاول انه يضيج بمرته وبناته عشان شغلات ما يخصهن بها..
لطيفة : أبويه.. احم.. ابويه..
ابتسم لها سهيل وهو يعرف انها تبا بيزات وسألها: ها لطوف؟؟ شعندج متلخبطة ومب عارفة ترمسين؟؟
لطيفة: أبويه انا هالمرة مابا بيزات..
سهيل: لا والله؟ غريبة..
اطالعت لطيفة اختها موزة اللي نزلت عيونها على طول وما بجى جدامها الا امها اللي تنهدت وقالت لسهيل: البنات يبن انترنت.. يقولن انه ضروري لدراستهن..
اختفت الابتسامة عن ويه سهيل وقال: انا قلت رايي في هالموضوع من قبل.. أي موضوع يحتاجنه بييب لهن عنه كتب بس الانترنت ما يدش بيتي..
لطيفة: ليش ابويه ربيعاتي كلهن عندهن انترنت..
سهيل: انتي غير عنهن.. أنا ادش محاكم واشوف يوميا مصايب يشيب لها شعر الراس وكله بسبة الجات..
موزة: أبويه نوعدك انا ما بنحدر الجات.. والله..
سلامة: يعني انته ما تعرف تربيتك يا سهيل؟
سهيل: بناتي والنعم فيهن ماشي مثلهن في هالدنيا كلها.. بس والله انه اللي اسويه عشانكن انتن..
لطيفة: ابويه لا تجبرنا نسوي شي من وراك.. انته بروحك تقول لنا انه كل ممنوع مرغوب..
ابتسم لها سهيل بحنان وقال لها: معقولة تسوينها من ورايه؟
استحت لطيفة وقالت: لاء.. مستحيل أسوي هالشي بس بعد ما نبا نحس انه محرومين من شي خاطرنا فيه انته ما عودتنا على جذه..
سهيل: خليني افكر.. وبرد عليكم باجر..
لطيفة: برد اسألك باجر في نفس هالوقت..
سهيل: هههههه يصير خير..
يوم خلص سهيل جملته اتصل به عبدالله ونش عنهن وسار يرمس في الصالة الثانية..
سهيل: صباح الخير عبدالله .. والله كنت اتريى اتصالك..
عبدالله: يعني قريت الخبر..
سهيل: أنا من امس اعرف.. ربيعي اللي في التحريات مخبرني..
عبدالله: وليش ما خبرتني.؟؟
سهيل: ما بغيت أخرب عليك وانته في ليوا..
عبدالله: ومبارك ما تعرف عنه شي؟
سهيل: رمسته أمس.. وحذرته.. ما صدقني..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل .. سويت اللي عليك.. اذا عرفت أي شي يديد خبرني.. والله ما هقيتها من عبدالكريم..
سهيل: عبدالكريم من يومه جبان وما يعرف يتصرف في الازمات.. ويوم زادت ديونه جمع اللي عنده وباع الباجي وهج من البلاد.. أنا كنت متوقع هالشي وعشان جذي ما خليتك تتعامل وياه..
عبدالله: يحليله مبارك..
سهيل: عبدالله متى بترد العين؟
عبدالله: عقب الغدا بنرد .. اليهال باجر عندهم مدارس..
سهيل: خلاص نتلاقى عقب صلاة المغرب..
عبدالله: على خير ان شالله. .
بند سهيل عنه ويلس بروحه يفكر بمبارك بحزن.. اليوم بيرمس عبدالله في موضوع الدمج.. لازم ينقذ مبارك من هالورطة.. سهيل يحب مبارك وايد.. يحب حماسه وغروره وكبريائه.. يحب قناع القسوة اللي على ويهه والطيبة اللي رغم كل شي تشع من ويهه.. يعتبره ولده اللي انحرم منه ويحس انه من واجبه يشوفه ويرعاه.. هو بنفسه ما يعرف سبب هالاحساس.. كل اللي يعرفه انه اذا يقدر يساعد مبارك مستحيل يقصر في هالشي..
رد عبدالله الصالة وابتسم يوم شاف امه يالسة بروحها وشكلها مهمومة .. يحليلها وايد قسى عليها بس الله يهديها يوم تحن على الواحد ما تودره الا وهي مطلعة روحه..
اقترب منها عبدالله ويلس حذالها وهي يوم شافته لفت بويهها الصوب الثاني.. وضحك عبدالله بصوت عالي..
أم أحمد: بعد تضحك؟؟
عبدالله: اشوفج تدلعين..
أم أحمد: أنا ما اتدلع .. تراني صج زعلت.. مب انا اللي تفتن عليه وترمسني جني أصغر وحدة من عيالك..
عبدالله: اسمحيلي يا أم احمد .. انتي تعرفين مكانتج عندي بس بعد تعرفين انه هالسالفة تظيج بي وايد..
أم أحمد: خلاص ما بنرمسك مرة ثانية..
ابتسم لها عبدالله بحزن وقال: وين العيال؟؟ بعدهم رقود؟؟ الساعة الحين عشر..
أم أحمد: ليلى نشت وسارت تقعدهم.. بينزلون عقب شوي..
ليلى كانت فوق تطالع خواتها اللي كانن بعدهن راقدات وتفكر تقعدهن ولا لاء.. أمل كانت راقدة غلط وريولها في بطن سارة وليلى عدلتها مرتين في الليل ويوم ترد تنتبه تشوفها ردت لحالتها الاولية.. وسارة يحليلها من يوم رقدت المغرب ما انتبهت للحين من التعب اللي فيها.. محد أذاها غير خالد اللي كانت ريوله تعوره لأنه مشى وهو حافي ع الحصى ورغم انه ليلى همزت له ريوله بس كان بعده يصيح ويمسح بإيده عليهن ومن كثر ما انكسر خاطر ليلى عليه راحت وصخنت له ماي وسوت له كمادات حارة ويلست تمسح على ريوله لحد ما ارتاح ورقد..



ابتسمت ليلى وهي تطالعهم.. وفكرت بكلام ياسمين أمس يوم تقول لها تزوجي ولا تضيعين عمرج .. ليلى كانت مقتنعة انه هالخمسة هم مستقبلها وعمرها.. مستحيل ترضى بأي شي ثاني.. تبا تكون لهم الأم والأخت والصديقة.. تبا تشهد كل مرحلة في حياتهم .. كل حدث مهم أو غير مهم يمر عليهم.. تبا تكون موجودة في أي لحظة يحتاجون لها فيها.. يوم يحتاجون حد يفرح وياهم .. حد يصيحون على جتفه.. تبا تكون هي أول وحدة يلجأون لها ..
كيف تضيع هذا كله عشان ريال أكيد ما بيتقبلهم وبيفرق بينها وبينهم.. ؟؟
في هاللحظة رفست أمل سارة بريولها وهي مب حاسة وشهقت ليلى وهي تشوف سارة تقعد وتتحسس بطنها بألم.. ويوم شافت ليلى قامت من مكانها ويت وحطت راسها على ريولها وابتسمت ليلى وشلتها ويلستها في حظنها..
ليلى: نشيتي؟
سارة (بكسل): هى..
ليلى: راسج بعده يعورج..؟
سارة (اللي توها تذكرت الالم اللي في راسها): هى يعورني..
ليلى: حبيبتي انتي.. باجر بتسيرين الروضة ويا لولة..
سارة: ماباها تسير وياي..
ليلى: هههههه .. حرام ليش؟
سارة: بس خليها اتم في البيت اروحها..
أمل (اللي نشت وسمعتهم): بسير غصبن عنج..
التفتت لها سارة بحدة وقالت: ما بتسيرين..
أمل: بسير ودواج يوم انكسر راسج..
ونشت أمل بسرعة وركضت برى الغرفة كانت تتحرى انه سارة بتركض وراها بس سارة كانت تعبانة وافتشلت أمل وردت توايج في الغرفة ويوم شافت سارة يالسة مكانها ردت ويلست ع الشبرية بهدوء وتمت تتلفت حواليها..
ليلى: لولة...؟
أمل: هااااااااااااا
ليلى: مب حرام جي تقولين حق سارونا؟؟ يحليلها بروحها راسها يعورها..
مدت أمل شفايفها وما قالت شي.. ونزلت ليلى سارة من حظنها ويلستها على الشبرية وراحت تشوف خالد وتقعده من الرقاد.. ويوم طلعت عنهن انسدحت سارة على الشبرية واقتربت منها أمل وضغطت على راسها من جدام.. واطالعتها سارة بصمت..
أمل: يعورج يوم أهوس هني؟
سارة: لاء..
أمل: وين يعورج عيل؟؟
يلست سارة وحطت ايدها على مكان الالم.. وحطت أمل إيدها عليه بخوف وبسرعة نزلتها .. وراحت وشلت شي من تحت المخدة وحطته في إيد سارة ويوم اطالعته سارة ابتسمت.. كانت حصاه صغيرة من الحصى الذهبي اللي شافوه أمس وتسبب في هالأزمة كلها..
يوم شافت أمل سارة تبتسم ضحكت وسألت أختها العودة: انتي ترمسيني؟؟
سارة: هى ارمسج..
أمل: باجر بسير وياج الروضة؟
ابتسمت سارة: هى تعالي اخاف اسير روحي..
اطمنت أمل على مستقبلها وراحت الحمام تغسل ويهها وتتريى اختها تطلع لها ثيابها من الشنطة.. وتبعتها سارة للحمام ويلسن يسولفن سوالف يمكن اذا سمعها حد كبير يعتبرها سوالف سخيفة بس بالنسبة لهن هن الثنتين كانت سوالف مهمة وايد..
دشت ليلى غرفتها اللي رقدت فيها أمس هي وخالد وشافته راقد مثل الملاك.. من بينهم كلهم ما تنكر ليلى انه خالد أكثر واحد تحبه وأكثر واحد متمكن من كيانها ومشاعرها.. هالطفل بالذات هو اللي تحبه ليلى .. هالملاك اللي كانوا بيخسرونه في الحادث ويا باجي حبايبهم.. كل ما تشوفه ليلى تحمد ربها على رحمته وتشكره من كل قلبها على فضله يوم انه ترك لهم خالد.. وما حرق قلب ليلى أكثر وأكثر..
مسحت ليلى على ريوله الصغيرة بحب وتذكرته أمس يوم يصيح ويترجاها بعيونه الكبار اللي كلهن دموع ويقول لها : لولي (ريولي)
باسته ليلى على ريوله وما انتبه لها خالد.. وقررت تخليه راقد.. ما يهون عليها تقعده.. وقامت عشان تشوف خواتها الصغار.. وأول ما بطلت باب غرفتهن وسمعتهن محتشرات في الحمام كانت مقتنعة تماما بقرارها.. مستحيل تتخلى عنهم عشان ريال.. بتم طول عمرها وياهم .. ويا أغلى الناس على قلبها..
في آخر غرفة في الممر.. رن تيلفون محمد فترة بس من التعب ما انتبه له.. وتأفف مايد وهو يترياه يرد عليه ويقول في خاطره: متى برد البيت وبرد غرفتي ارقد فيها بروحي بدل هالمذلة والحشرة..
رد التيلفون يرن مرة ثانية ويلس مايد في فراشه وهو يزاعج على محمد: إييييييييه.. رد على تيلفونك حشرتنا!!!
بطل محمد عيونه الوساع بكسل ومد إيده عشان يشل الموبايل من فوق الكمودينو.. وابتسم يوم شاف الرقم ورد عليه: ألو؟
وفاء (بعصبية): ليش ما ترد؟
محمد: سوري كنت راقد ما انتبهت..
وفاء: الظاهر انه ليوا نستك وفاء.. أمس ما دقيت لي قبل لا ترقد..
محمد: والله اتصلت بس تيلفونكم مغلق..
وفاء: لا ما كان مغلق..
محمد: والله انه كان مغلق..
ارتبكت وفاء وكأنها تذكرت شي وغيرت الموضوع على طول: المهم حبيبي.. أنا تولهت عليك موت أبا اشوفك اليوم..
محمد: خلاص انتوا حددوا الوقت والمكان وأنا بييكم..
وفاء: ويا دريولكم؟
محمد: هى
وفاء: متى بتاخذ لك سيارة ان شالله؟
محمد: جريب ان شالله عمي قال بياخذ لي..
وفاء: عمك شكله ماخذنك على قد عقلك.. رد ذكره بهالموضوع الظاهر انه نسى..
محمد (بظيج): ان شالله برد ارمسه بالموضوع اليوم..
وفاء: زين ياللا قوم بسك رقاد..
محمد: قمت خلاص..
وفاء: دق لي أول ما توصل العين..
محمد: ان شالله..
وفاء: ياللا مع السلامة..
محمد: ف امان الله..
بند محمد التيلفون وشاف مايد يطالعه بعين وحدة والعين الثانية مغمظنها..
محمد: بسم الله ليش جي تطالع؟
مايد: ما اروم ابطل عيوني اثنيناتهن.. فيه رقاد وانته ما خليتني ارقد ويا تيلفونك الحشرة..
محمد: محد كلف عليك.. انخمد..
مايد: منو ترمس؟
محمد: انته شلك؟
مايد: والله لأخبر..
محمد: تخبر على شو؟
مايد: عليك انته .. طلعت تغازل ما عليه يا حمود..
محمد: شو تخرف انته؟؟
ابتسم مايد وانجلب الصوب الثاني.. زين يوم انه لقى شي يبتز فيه محمد في وقت الحاجة.. ومحمد ما اهتم وقام يتسبح عشان يلحق يروح يصلي ويا عمه عبدالله.. وحاول يفسر شعوره تجاه وفاء.. بالرغم من انه ما جرب الحب في حياته بس بعد ما يقدر يسمي اللي بينه وبينها حب.. محمد كان وحيد في الفترة الاخيرة.. خصوصا انه ربعه اثنيناتهم دشوا كلية الطيران وهو من الفشلة انه ما انقبل ابتعد عنهم تماما وما قام يرد على تيلفوناتهم.. كانت في داخله جبال من الهموم والمشاعر اللي يضطر يكتمها وما عنده حد يطلعها جدامه ويشكي له.. ما عنده حد يشيل عنه الحمل الكبير اللي على جتوفه.. ووفاء دشت حياته في فترة كان فيها محمد في قمة الوحدة والحزن..
تذكر محمد أول مرة قرر انه يتصل بوفاء.. كان ماخذ السيارة منن ورى اخته ليلى ورايح يتمشى في شارع خليفة عقب ما خلص شغله في المكتب.. كان يوم الاربعا وهو في الشارع مر بسيارته صوب الكنتاكي وكانوا ربعه توهم رادين من الكلية وهم بعدهم باللبس واقفين حذال الكنتاكي ويضحكون ويا شلة شباب ثانيين.. ما يدري محمد ليش حس بالوحدة يوم شافهم.. حس بإحساس بشع.. احساس الحزن الممزوج بالغيرة.. كان بكل وضوح يحسدهم.. يتمنى يكون مكانهم.. يكون واحد منهم.. حس انه ولا شي.. انه مب ريال.. ما قدر يحقق الشي الوحيد اللي كان يحلم به.. حس انه مخنوق.. ودور له أقرب مكان وقف فيه سيارته واتصل بها.. ومن يومها ووفاء الوحيدة اللي يشكي لها.. الوحيدة اللي يطلع لها محمد الجانب الأضعف في شخصيته .. الجانب اللي مول ما يحب يطلعه في البيت وجدام اهله..
بس في الفترة الاخيرة تغيرت وفاء تغير جذري.. صارت تنشغل عنه وايد.. من بعد ما كانت ترمسه بالساعات في اليوم صارت مكالماتهم ما تتجاوز الدقايق.. ومن بعد ما كان يشوفها كل يوم تقريبا صار يشوفها في الاسبوع مرة.. واحيانا ما يشوفها.. أسلوبها وياه صار جاف واستوت غامظة وايد من عقب ما عرف عنها شغلات وايدة... انه عمرها 24 سنة وانها تشتغل مدرسة رياضيات .. وانها للحين مب معرسة.. في البداية كانت ترمسه بحنان وتقول له انها تحبه وانه حياتها وغناة روحها.. ومحمد رغم انه ما كان يبادلها الشعور بس كان يعزها وايد.. وساعات يلقى نفسه يفكر فيها وهو بين اهله..ويستغرب من عمره.. ما يقدر يحدد مكانتها في حياته بالضبط.. بس يعرف انه هالمكانة دوم تكبر.. وما يعرف وين بتوصل في النهاية..


في هالوقت كانت ياسمين توها ناشة من الرقاد.. وبعدها ما بطلت عينها.. حاولت تبطل عيونها بس من التعب حست كانه حد ملصق جفونها بsuper glue .. مول مب راضيات يتبطلن.. وتحسست الموبايل بإيدها وبطلتهن غصب.. واتصلت على ربيعتها نهلة اللي كانت بعدها راقدة..
نهلة (بتعب): ألووووو
ياسمين: خس الله هالحس..
نهلة: عوذ بالله ليش جي انتي؟
ياسمين: نهلوه انا مقهورة تعالي بيتنا..
نهلة: ماروم اليوم اليمعة ولا نسيتي؟
ياسمين: انا حتى اسمي عادي انساه.. والله انيه مهمومة..
يلست نهلة في فراشها وقالت وهي عاقدة حياتها: من شو حبيبتي؟
ياسمين: عبدالله..
نهلة: أوهووووو.. ياهالعبدالله اللي ما بنخلص منه..
ياسمين: نهلوه تخيلي ما دق لي..
نهلة: نعم؟؟؟ شو تقولين انتي؟؟ الظاهر انج مسوية مصيبة..
ياسمين: تدرين قبل لا نسير ليوا سويت له شريط مقاطع.. والله خمس ساعات يالسة اسوي له اياه.. وفي نص المقاطع كنت حاطة له همسات بصوتي.. ااااخ يالقهر .. وفي نهاية الشريط حطيت همسة واخرها رقم موبايلي.. ولا فكر يتصل..
نهلة: دواج.. مسودة الويه.. ترومين تعطينه رقمج..؟؟؟ ياسمين شو استوى بج انتي عمرج ما كنتي جيه..
ياسمين: ما ادري والله ما ادري .. يوم يتعلق الامر في عبدالله انسى كل شي..
نهلة: والله صدمتيني.. مب انتي ياسمين اللي اعرفها.. معقولة ريال يخليج ترخصين بعمرج وتنحطين لهالمستوى؟؟
دمعت عيون ياسمين.. وسكتت فترة طويلة.. مب عارفة كيف ترد عليها ..
نهلة: ياسمين؟؟
ياسمين: اللي يقهر اني لأول مرة اتجرأ وانزل كرامتي القاع عشان واحد.. و في الاخير هو اللي ما يباني.. ليتني ما طرشت له الشريط ولا حتى سويت له سالفة من البداية..
نهلة: الحمدلله يوم بديتي تفكرين جذه..
ياسمين: نهلة.. تعالي عندي.. تعالي تغدي عندي .. والله مالي نفس اتغدى وياهم..
نهلة: امايه ما بتخليني .. دقي لها وخبريها انج تبيني هي ما تحب تفشلج..
ياسمين: خلاص غناتي.. بدق لها وبخبرها.. ياللا قومي البسي..
نهلة: ياللا..
بندت ياسمين عنها واتصلت في ام نهلة واستأذنت منها عشان تتغدى نهلة عندها ويوم وافقت حست ياسمين بالراحة وبندت عنها .. ونزلت تحت بس ما لقت حد.. كل حد كان راقد.. ولا كأنه اليوم الجمعة.. ويتها سيتا الخدامة وسألتها: مدام you want to eat something?
ابتسمت ياسمين بسخرية.. المفروض امها اللي تسألها هالسؤال.. مب الخدامة.. بس كل شي في هالبيت غير عن بيوت خلق الله..
ياسمين: no
راحت سيتا تشوف شغلها ويلست ياسمين بروحها وفي عيونها نظرة حزن.. تحاول تتخيل يوم الجمعة في بيت عبدالله.. أكيد ربشة وكلهم الحين يتجهزون عشان يتغدون ويا بعض يوم بيردون الرياييل من صلاة الجمعة.. أكيد ريحة البيت بخور.. وعبدالله مزاجه top
حست ياسمين بخدودها تحترق وهي تفكر بعبدالله. .امس كان تصرفها اللي تصرفته وياه طبيعي بالنسبة لها .. بس اليوم كل ما تذكرت الموقف كانت تحتقر نفسها وتحس بخجل فظيع.. حتى انها صارت تكره تفكر فيه من كثر ما كانت منحرجة. . أكيد عبدالله الحين يقول شو هالياهل؟ أكيد يحتقرها وما بيفكر يطالعها مرة ثانية..
نزلت دموع ياسمين من القهر وانسدحت على القنفة وضغطت على بطنها بكل قوتها عشان تخفف من حركة الفراشات اللي كانت تطير في داخله كل ما تفكر بعبدالله..
لازم تشيله من بالها خلاص خطتها فشلت.. ليش تعذب عمرها وتفكر بسراب؟؟ عبدالله كان شعاع الامل اللي اخترق حياتها المملة.. كان أملها في انها تطلع من هالبيت وتعيش حياة المغامرة والاثارة.. بس كل هذا راح وحلمها الوردي انتهى.. انهته لحظة طيش منها خلتها تفكر انه كل الرياييل واحد وانها بجمالها تقدر تملك الكون..
ما حست ياسمين بالوقت يمر وهي منسدحة في مكانها ويتها نهلة وهي بعدها في الصالة على حالتها .. نهلة كانت تشفق على ربيعتها اللي تعرف كل ظروفها وكل صغيرة وكبيرة في حياتها.. تعرف انه ياسمين تتصرف بعفوية وانه غيرها يفسر تصرفاتها هاذي بشكل خاطئ.. ويوم شافتها بروحها في الصالة راحت لها ويلست جدامها وابتسمت لها ياسمين بحزن يوم شافتها وباستها نهلة على خدها وخوزت شعرها عن ويهها.. وقالت: تعالي بنسير غرفتج..
ياسمين: غرفتي عفسة..
نهلة: بنرتبها .. وبنتصل بالكافتيريا وبنطلب غدا.. شو رايج؟؟
ياسمين : تمام..
وقفت نهلة وسحبت ياسمين وطلعن اثنيناتهن فوق وهن يسولفن عن كل شي وأي شي إلا عبدالله واللي صار وياه أمس..
--------
قب ما تغدوا ولموا اغراضهمم كلها .. روحوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة وعمهم عبدالله ويدوتهم وبشاكيرهم العين.. هالمرة كانت ليلى وسارة وأمل في سيارة عبدالله ويا تاميني.. وأم أحمد ومايد ومحمد ويا الدريول ونجمة في السيارة الثانية.. وأول ما وصلوا العين طلعت ليلى السوق ويا عمها ويدوتها واشترت لهم اللي ناقصنهم من أغراض المدرسة و عقب ما وداها عبدالله السوق روح بيته وياها وويا أم أحمد عشان أم أحمد كانت بتييب باجي اغراضها اللي خلتها هناك.. ومحمد راح صوب مغافة عشان يشوف وفاء وهالمرة راح لها بروحه من دون الدريول.. وما تم في البيت الا مايد وخالد وسارة وأمل والبشاكير..
وعقب ما ردوا من برى.. خذ لهم عبدالله عشا وسار المقهى يشوف سهيل اللي كان يترياه عشان يرمسه في موضوع الدمج..
أول ما دش عبدالله المقهى فتش بعيونه على مبارك بس ما لقاه .. لا هو ولا ربعه اللي دوم يقعدون وياه.. بس شاف سهيل يالس على طاولتهم المعتادة وراح له وسلم عليه ويلس وياه..
عبدالله: ما وصلتك أي اخبار يديده..؟
سهيل: لا والله ما عرفت شي.. حتى مبارك ما شفته هني ويوم دقيت على موبايله ما رد عليه..
عبدالله: تتوقع يأثر عليه هالموضوع؟؟
سهيل: مبارك غلط يوم وافق انه يستلم بس 20 % من مبلغ المشروع في بدايته.. المفروض كان يستلم نص البيزات قبل لا يبدون في البناء والنص الثاني يوم يخلصون..
عبدالله انصدم يوم درى انه مبارك تنازل لعبدالكريم وخذ منه بس 20% .. معقولة مبارك يكون ساذج لهالدرجة؟؟
سهيل: تدري يا عبدالله؟ مبارك سوى هالشي عشان لا يخسر عبدالكريم كزبون.. كان يبا يكسبه وكان خايف انه عبدالكريم بحكم انه ربيعك يتعامل وياك انته.. عشان جذي رضى ب20% بس كبداية..
عبدالله: يحليله.. والله اني افكر فيه من الصبح .. ابا اساعده بس اعرف مبارك ما بيرضى..
سهيل تشجع يوم سمع رمسة عبدالله وقال بدون تردد: عبدالله انته بالنسبة لي أخ عزيز.. وانا برمسك بكل صراحة..
عبدالله: تكلم يا سهيل..
سهيل: ليش ما تمدج شركتك ويا شركة مبارك؟؟
عبدالله: شو؟؟؟ انته يا سهيل اللي تقول هالرمسة؟؟ تبا توهقني ويا مبارك؟؟
سهيل: وليش تتوهق وياه؟؟ مبارك ريال ما عليه كلام ..
عبدالله: ما قلنا شي بس بعد مبارك الحين مديون .. وديونه يمكن توصل للملايين.. اذا دمجنا الشركتين بضطر اني انا اسدد عنه مبالغ كبيرة بحكم شراكتنا..
سهيل: وعندك شك في انه مبارك بيرد لك هالمبالغ؟؟
عبدالله: ما عندي شك بس صعبة وايد يا سهيل.. ما اقدر اوافق على هالشي .. اسمح لي..
سهيل: اوقف ويا مبارك في محنته هاذي يا عبدالله وصدقني ما راح تندم..
عبدالله: اتمنى اساعده بس ما بإيدي شي..
سهيل: انته بإيدك كل الحلول.. أول شي عبدالكريم بيحصلونه أكيد لأنه وبكل بساطة غبي .. ما يعرف يتصرف وما بيعرف يتم متخفي على طول.. وحتى لو ما حصلوه بيبيعون بيته وكل اللي عنده هني وبيسددون بالبيزات ديونه.. يعني مبارك بيسترد حقه أكيد.. بس انته لازم تستغل فرصة ضعفه الحين واهتزاز ثقته بنفسه وتعرض عليه الدمج..


عبدالله عيبته الفكرة بس في باله تكونت فكرة ثانية عيبته أكثر: وليش ما اشتري عنه الشركة كلها؟؟
سهيل: وتدمر مستقبله؟؟ ما اعتقد تقدر تسوي هالشي.. مبارك بيفيدك.. صح انه متهور ومندفع وما عنده خبرة بس ما تقدر تنكر انه شاطر ويجذب العملا بسرعة.. مبارك يقدر يدير عنك انت الشركة وعقب كم سنة بتحتاج لشخص يعلم عيال اخوك كيف يديرون ممتلكاتك ومنو احسن من مبارك عشان يسوي هالشي؟؟
سكت عبدالله وتم يطالع عيون سهيل بتركيز.. وسأله بعد تفكير: ليش مبارك؟
سهيل: شو؟
عبدالله: ليش مبارك بالذات هو اللي تهتم له هالكثر؟
ابتسم سهيل: ظروفكم متشابهة.. محد بيفهمك مثل مبارك ومحد بيفهمه هو غيرك انته..
عبدالله: خلني أفكر.. أنا مبدئيا موافق.. هذا اذا وافق مبارك على اقتراحك..
اتسعت ابتسامة سهيل .. كان مستانس انه قدر يقنع عبدالله وقال له بفرح كان واضح في صوته: انا بقنع مبارك.. وان شالله اقدر اخليه يوافق..
مبارك كان يالس في المكتب ويا أخوه العود ظاعن.. ومطلعين كل الفواتير وأوراق الحسابات ومبطلين اللاب توب وللحين طلعت ديون مبارك فوق ال 7 ملايين درهم..
تأفف مبارك وحط إيده على ويهه بتعب..
مبارك: والحين؟؟؟ شو بسوي؟؟
ظاعن: بيع بناياتك اللي في بوظبي..
مبارك: بنايتين كل وحدة أجدم عن الثانية.. من سنتين أقول بسوي فيهن صيانة وأنسى.. اذا بعتهن ما بييبن لي أكثر عن مليون وخمسمية ألف..
ظاعن: والبنك ما بيرضى يسلفك فوق الخمسمية ألف ..
مبارك: ما عندي الا اني استعيل منصور بن فاهم وأخليه يدفع لي بيزات قاعة الافراح اللي سلمناه اياها الشهر اللي طاف..
ظاعن: كم باجي عليه..ما دفعه؟
مبارك: مب وايد .. 200 ألف بس..
ظاعن: انته كيف جي محافظ على أعصابك ابا اعرف.؟؟
ابتسم مبارك بحزن وحط إيده على جتف أخوه.. وقال: تعودت وانا اخوك.. انا خسرت اللي اهم من هذا كله.. خسرت نجلا وخسرت عيالي.. تباني اتحسر على بيزات؟؟ أنا بس مابا حد يرمس ويقول اني غلطت.. هذا كل اللي احاتيه.. مابا حد يشمت فيه..
ابتسم ظاعن لأخوه وحسده على قوته.. لو كان مكانه اكيد بينهار .. وما بيعرف يفكر بأي شي: محد يروم يشمت فيك.. كلهم يدرون انك مب مقصر في شغلك..
مبارك: لا يا ظاعن.. منو قال لك انه محد بيشمت؟؟ وايدين اللي يتصيدون هالفرصة عشان يشترون الشركة مني.. ووايدين اللي يتريوني اتعثر واطيح عشان يرفسوني بريولهم..
ظاعن: ووايدين بعد اللي ودهم يتلقفونك ويتمون وياك عشان توقف على ريولك مرة ثانية..
مبارك: قصدك عبدالله؟
ظاعن: هى..
تنهد مبارك وقال وهو يفكر بعبدالله: الله يستر منه هو بالذات..
الساعة 10 فليل مر عبدالله بيت أخوه المرحوم قبل لا يرد بيته عشان يرقد .. وما لقى حد قاعد الا ليلى اللي كانت في الصالة تطالع التلفزيون وخالد في حظنها.. وقع ديسولف وياها شوي..
ليلى استغلت الفرصة عشان تكلمه في موضوع ياسمين.. كانت تفكر بهالموضوع طول اليوم.. واذا كانت ياسمين مناسبة لعمها ولا لاء.. وعقب تفكير قررت انه هالشي مب هي اللي تقرره.. عمها بس اللي يقدر يقرره.. وعقب ما شل عبدالله خالد عنها ويلس يلاعبه وحست ليلى انه مزاجه حلو..
ليلى: عمي..؟
عبدالله: ها غناتي..
ليلى: عمي أبا أرمسك في موضوع بس ما أباك تنفعل ولا اباك ترد عليه من دون تفكير.. كل اللي اطلبه منك انك تسمعني للأخير..
ابتسم لها عبدالله : ارمسي يا ليلى وانا ما راح اقاطعج..
ليلى: عمي انته في عيوني أنا اعظم ريال في هالدنيا كلها.. من أيام ما كان أبويه المرحوم عايش وانا دوم أقول له محد ينافسك في قلبي إلا عمي عبدالله ..
ابتسم عبدالله بسعادة.. كان يعرف مكانته في قلب ليلى وتمنى يعرف شو اللي تبا توصل له ..
ليلى: أبويه كان دوم يقول لنا عبدالله بيعرس.. أصبروا عليه وبتشوفون..
تغيرت ملامح عبدالله وكان بيبطل حلجه بس تذكر انه ليلى كلبت منه يسمعها للأخير وسكت..
ليلى (بحزن): حتى في آخر يوم في حياته.......... كان واثق انك ما بتخيب ظنه.. كان واثق انك بتعرس..
عبدالله: ليلى..
ليلى: عمي خلني اكمل كلامي.. عمي نحن محتاجينك.. يمكن نكون أنانيين في هالشي بس انا واخواني نعتبرك ابونا ..ونعرف انك تعتبرنا عيالك.. صح عمي؟؟
عبدالله: أكيد غناتي..
ليلى (والدموع تتيمع في عيونها): عمي لا تحرمنا من حقنا في انا نفرح.. حياتنا صارت كلها حزن في حزن.. انا ما عندي شي أعيش له الا اخواني .. حياتي تحددت ملامحها خلاص.. بتم طول عمري عايشة على ذكرى حميد.. بتم طول عمري خطيبته وبس.. هذا حقه علي..
عبدالله (بعصبية): ليش هالتفكير؟ منو اللي دخل هالافكار في راسج؟؟
ليلى (بحزم): انته.. هاذي أفكارك.. انا بكون شراتك عمي.. بكبر بروحي.. بكابر احساسي بالوحدة والغربة وانا اشوف غيري يبني مستقبله ويربي عياله.. بدفن مشاعر الغيرة اللي فيني مثل ما انته دفنتها .. بعتبر اخواني عيالي مثل ما انته تعتبر عيال اخوك عيالك.. ليش اكون مختلفة عنك..
ما يدري عبدالله ليش جرحه كلامها.. بس حس بجرح فظيع في داخله .. وحس بحزن كبير .. وهو يتخيل المستقبل المظلم اللي رمسته ليلى لنفسها... وابتسم بسخرية وهو يتذكر انه الصورة اللي رسمتها ليلى هي صورة عن حياته هو ..
اقتربت ليلى منه ويلست تحت جدامه وهي تترجاه بعيونها: عمي .. انا واخواني ويدوتي .. كلنا نترجاك.. تخلص من عنادك شوي.. ووافق انا نروح نخطب لك ياسمين..
حس عبدالله كأن حد صفعه على ويهه.. : ليش ياسمين بالذات؟؟
ليلى: ما بتلاقي أحسن عنها عمي.. ياسمين شاريتك.. عمي أرجوك..
حس عبدالله بظيج كبير وعطاها خالد ووقف.. ما كان يعرف كيف يرد عليها وطلع من عندها من دون ما يرد عليها .. أما ليلى فتمت واقفة في مكانها تطالع الباب اللي تسكر وراه.. تتمنى انها ما تكون جرحته.. تتمنى تكون أقنعته.. على الاقل بفكرة الزواج..
* * *




صباح يوم السبت كان غير بالنسةب لسارة.. غير عن أي صباح مر عليها.. اليوم أول يوم لها في الروضة.. أول يوم تلبس فيه اللبس الازرق الحلو.. أول يوم تحط فيه الشرايط البيضة في شعرها.. اليوم بتدش مجتمع غريب تماما عليها .. مجتمع مب متعودة عليه.. ومن الساعة 6 كانت سارة ناشة ويالسة في الصالة تحت تتريا اختها ليلى تنزل من فوق.. بس يدوتها طلعت قبل ليلى وضحكت يوم شافت سارة يالسة تتريى بترقب ..
أم أحمد: سارونا؟
التفتت سارة عليها وهي تبتسم : ها
أم أحمد: شو ميلسنج هني بروحج.. تعالي بنسير المطبخ نسوي الريوق..
قامت سارة وسارت ويا يدوتها صوب المطبخ .. لأنه أم أحمد تعودت خلاص تسوي الريوق بروحها وما تعتمد ع البشاكير.. ووقفت تسوي الجاهي والسندويتشات وهي لابسة دلاغ صوف في ريولها عشان أرضية المطبخ الباردة.. وسارة يالسة على الكاونتر تطالعها.. وعقب دقايق يتهم ليلى وسلمت على يدوتها وشلت سارة عشان تلبسها وكانت أمل متعلقة في جلابية ليلى عشان تتأكد انها بتسير وياهم الروضة..
لبست ليلى سارونا لبس الروضة ورفعت لها شعرها كله فوق وحطت لها ربطة شعر كلها ورود بيض لأنها ما تروم تشد شعرها بسبب الجرح اللي في راسها.. كانت سارونا حلوة وايد باللبس وعندها شنطة صغيرة حق الاكل لونها ازرق فاتح نفس لون لبس الروضة..
أمل طلعت حق عمرها شورت جينزل وبودي وردي.. بس يوم يت بتلبس الجينز ما رضى السحاب يوصل لفوق لأنه وزنها زاد شوي.. وحاولت ليلى وياه بس ما شي فايده ..
ليلى: طلعي لج لبس ثاني..
أمل (وفي عيونها نظرة رعب): أنا ابا هذا..
ليلى: ما ايوز عليج .. مب منج من هالبيبسي اللي تغرينه كل يوم..
أمل: ما يخصني أنا أبا هذا!!!
ويلست أمل ترافس وما رضت تغير ثيابها لين هددتها ليلى انها اذا ما غيرت ثيابها ما بتسير وياهم الروضة واضطرت في النهاية انها تلبس بنطلون ثاني بس ما رضت تغير البودي..
وعقب ما تأكدت ليلى انهن لبسن ودتهن تحت وراحت للمصيبة العودة مايد وهي تقول في خاطرها: الله يكون في عوني.. الحين هذا شو بيقعده من الرقاد؟
بس تفاجأت يوم دشت غرفته وشافته متلبس وواقف جدام المنظرة يتسفر..
ليلى: الله الله..!! شو هالكشخة.. ؟
مايد (وهو يبتسم): بس أول يوم والا عقب ما بتفيج..
ليلى: انزين تعال تحت تريق .. انا بظهر وياكم اليوم عشان اوصل سارة الروضة..
مايد: أوكى.. دقايق وبنزل..
في هالوقت كانت صالحة يالسة في الصالة تسحي شعر مزنة بنت بنتها فواغي.. فواغي ريلها مسافر يدرس في الخارج وهي يالسة عند امها في فترة غيابه.. ومع انه اليوم اول يوم دوام لبنتها في الروضة ، بس فضلت انها تكمل رقادها وتخلي مهمة تجهيز البنية ولبسها على امها .. اللي كانت منقهرة من حركات مزنة وعنادها..
حاولت صالحة تربط شعر مزنة بالشباصة بس مزنة كانت متمللة ومالت بجسمها على جدام وهي تتأفف .. فضربتها صالحة بالمشط بقوة على راسها
صالحة: وقفي اقول لج.. خليني اخلص..
مزنة: آآآآآآآي... يدوه !!!!
صالحة: دواج..
مزنة: انزين لا ترصين الشباصة على شعري والله يعورني ..
صالحة: احسن جذه عيل تبينه يتبطل وتردين لي البيت مبهدلة...؟؟؟
وشدته بقوة وثبتته حقها بالشباصة وبدت تعقصه..
مزنة: أي أي.. ما اروم اصكر عيوني يدوه وايد شديتيه!!!
صالحة: تراج وايد تهذربين حسبي الله عليج من بنية كلتي فوادي..
مزنة: لا تعقصينه اباه مبطل.. أفففففف... سيري ماباج انتي تسوين لي شي..
صالحة: والله لو تموتين ما اخليه مبطل..
مزنة: امااااااااااايه ... امايه تعالي!!
صالحة: أمج منخمدة انا اللي بوديج الروضة.. امج هالبطرانة ما سجلتج في الروضة الجريبة من بيتنا.. بتركضني اخر الدنيا .. مالت عليكن ما خذت منكن إلا التعب وعوار الراس..
سكتت مزنة واستسلمت ليدوتها اللي لبستها واجبرتها تتريق وودتها الروضة بسرعة عشان تلحق ترد وتروح العزبة..
* * *



* * *
مايد اللي كان بيبدا دراسته في الصف السادس الابتدائي اليوم كان خايف انه الاولاد يردون يرمسونه في سالفة موت امه وابوه.. خايف من نظراتهم ومن رمستهم.. ما يبا حد يرد يضغط ع الجرح اللي في قلبه.. وأول ما بطل باب الصف بطله وهو متوتر.. بس من شافوه ربعه ضحكوا بصوت عالي وسووا له حشرة.. وابتسم مايد وهو يحس براحة شوي وراح ويلس حذال مترف أعز ربعه .. وكل واحد يخبرهم شو سوى في الاجازة ويخرط عليهم شوي واللي يقول انه سار المكان الفلاني وسافر وهو طول الاجازة يحاوط في الحارة ..
مترف: بس ميود انته الصراحة من عقب الضرابة اللي استوت هذاك اليوم غطيت ومحد قام يشوفك..
هزاع: لا يكون محمد حبسك في البيت..
مايد: يخسي الا هو.. بس انا انشغلت ..
مترف: اسمع!!.. بشو انشغلت. .؟
مايد: رحت ليوا..
مترف: طول الاجازة في ليوا..
مايد (بدون تفكير): هى.. طول الاجازة في ليوا..
مترف: يحيك والله انا طول الاجازة مجابل التلفزيون..
مايد: قوموا قوموا نطلع.. بنشوف ربعنا في الصفوف الثانية..
طلع مايد ويا مترف وهزاع وساروا يسلمون على ربعهم سالم وأحمد في الصف اللي حذالهم .. هم الخمسة كانوا أشهر شلة في المدرسة.. واللي دوم يبدون بالمشاكل ويختارونهم حق المسابقات على مستوى المنطقة لأنهم رغم مشاغباتهم عليهم مخ وشطار.. وعقب ما سلموا على بعض وتواعدوا يشردون من الحصة الثانية ويقعدون في الملعب يسولفون رد كل واحد صفه عشان يشوفون منو اللي بيدرسهم هالسنة..
نهاية الجزء الثامن

غرربه
02-05-2013, 04:37 PM
الجزء التاسع
الساعة ثمان الصبح كانت ليلى واقفة في ساحة الروضة ويا خواتها أمل وسارة اللي كانن هاديات على غير العادة.. كل شي بالنسبة لهن كان مبهر ويديد.. حشرة اليهال.. الديكورات والألوان المشرقة.. الأبلات اللي كانن يتمشن بين اليهال.. أمل كانت منبهرة وسارة بتموت من الخوف.. وليلى تتلفت حواليها وتفتش بعيونها على أي أبلة عشان تسألها عن الصف اللي سجلوا فيه سارة اختها..
بس بدل لا تشوف الأبلة جدامها، شهقت ليلى من الصدمة وهي تشوف خالوتها صالحة تتمشى وتسحب وراها مزنة ..
استغربت ليلى من وجود خالوتها هني.. شو اللي يايبنها من زاخر لهالروضة بالذات؟ شو هالنحاسة؟؟
سارة اللي كانت لاصقة في ليلى من الخوف حست بشوية راحة وهي تلمح خالوتها ويا مزنة وابتسمت لأختها العودة وهي تقول: ليلى.. شوفي.. خالوه هناك..
ليلى: هى حبيبتي شفتها.. تعالوا بنسير الصوب الثاني..
أمل: مزون بعد وياها..
ليلى: هى بعدين بترمسنها .. ياللا تحركن الحين..
بس للأسف قبل لا تتحرك ليلى شافتها صالحة ونادتها من بعيد.. وتأففت ليلى وهي تلتفت لها وترسم على ويهها ابتسامة مصطنعة.. وغصبن عنها راحت لها وسلمت عليها ويا أمل وسارة اللي وقفن ويا مزنة يسولفن وياها..
صالحة: ماشالله سارونا مسجلينها في هالروضة؟
ليلى: هى.. تدرين هالروضة جريبة من بيتنا.. بس مزنة ليش مسجلينها هني؟
صالحة: هاذي فواغي ما تسمع الرمسة.. أونه هالروضة أجرب لبيتها.. مب جنها يالسة وياية في زاخر..
ليلى: هى.. بس زين سارة حصلت لها مزنة ترابعها..
صالحة: وزين يوم اني انا حصلتج .. ما اعرف وين اضرب براسي من الصبح وانا احوط بين اليهال ما اعرف وين اروح..
ليلى: تعالي بنسير صوب الادارة وبنشوف وين مسجلينهم..
صالحة: ياللا انتي تجدمي وانا وراج..
راحت ليلى هي وخالوتها صوب الادارة وعقب مفاوضات طويلة قدروا يحطون مزنة وسارة في نفس الصف.. وصالحة يوم اطمنت على مزنة وانها بتكون ويا ليلى ارتاحت وقالت: عيل انا بخليهم عندج .. بسير العزبة اشوف حلالي..
ليلى: خالوه اصبري لين نوديهم الصف.. وبنشوف متى بيظهرونهم من الروضة عشان تمرين تاخذين مزنة..
صالحة: الدريول بياخذها الساعة 12..
ليلى: بس يمكن يطلعونهم من وقت اليوم أول يوم..
صالحة: برايها ما بيضرها تتريا الدريول شوي..
ما عرفت ليلى شو ترد عليها وقالت في خاطرها أمري لله .. وسارت الصف ووراها مزنة وسارة وأمل..
* * *
في هالوقت كان محمد يالس في مكتبه في الفرع الرئيسي لمجموعة محلات المجوهرات .. وبما انه ما عنده شغل اليوم كان يفكر يرد البيت يتريق ويا يدوته واخته ليلى.. وابتسم وهو يتذكر خواته اللي كانن متلبسات اليوم الصبح وبيسيرن الروضة .. وتوله فجأة على البيت بس أول ما قام عشان يطلع دش عمه عبدالله المكتب على غير عادته وتفاجئ محمد يوم شافه.. لأنه من شهر تقريبا ما يا المحل..
عبدالله (وهو يبتسم لولد اخوه): صباح الخير..
محمد: صباح النور .. يا هلا والله .. نور المحل..
عبدالله: منور باصحابه ..
اقترب محمد من عمه وحبه على خشمه وراسه وطلع وطلب من واحد من الموظفين اييب لهم قهوة .. ورد المكتب وقعد مجابل عمه ..
عبدالله: اسمح لي يا محمد ابتعدت وايد عن المحل والمطاعم في هالفترة اللي طافت.. اكيد الشغل كان كله فوق راسك بس ان شالله بحاول اعوض عن تقصيري في الفترة الياية..
محمد: افا عليك يا عمي .. اصلا الشغل خفيف والموظفين ما يقصرون .. الحمدلله ما شي مشاكل..
عبدالله: عاد انا قلت بمر اليوم اراجع عنك الفواتير والحسابات ..
محمد: ما تقصر يا عمي.. تباني اساعدك؟
عبدالله: لا لا .. ما يحتاي .. انته جان عندك شغل تبا تخلصه ولا عندك مشوار سير ولا تحاتي .. انا بيلس هني للظهر..
محمد: ما عندي شغل بس قلت برد البيت اتريق..
عبدالله: خلاص .. وسلم على يدوتك واختك..
محمد: ان شالله يبلغ..
وقف محمد وسلم على عمه وطلع وهو يحس براحه انه عمه بيفكه من الشغل اليوم ويلس عبدالله على المكتب وطلع ملف الفواتير وملف الحسابات مال الشهر اللي طاف ويلس يراجعهن ورقة ورقة..
* * *

في الروضة، دشت سارة الصف بتردد وعيونها تتنقل في المكان بخوف.. كانت غرفة الصف صغيرة والجدران كلها رسومات واشكال حلوة.. بس اللي خوف سارة انه اليهال اللي في الصف كانوا وايد حشرة وغير هذا ما كانت تعرف أي حد فيهم .. الا مزنة واختها أمل.. ويت عينها في عيون الابلة (أبلة خولة) اللي كانت كل شوي تروح لحد من اليهال عشان تتعرف عليه.. واستقبلتها أبلة خولة بابتسامة حنونة..
أبلة خولة أول ما شافت سارة انبهرت بجمالها.. جمال يمكن يكون كبير وايد على طفلة بعمر سارة.. عيونها العسلية الواسعة ورموشها الكثيفة وبشرتها البيضة.. ونظرتها الهادية .. كل هالملامح خلت أبلة خولة تنجذب لهالطفلة اللي دشت الصف من ثواني بس وقالت في خاطرها.. : "ماشالله عليها.. الله يحفظها من كل عين.."
ليلى يوم شافت الابلة ابتسمت لها وسلمت عليها
أبلة خولة: بنتج شو اسمها؟
ارتبكت ليلى يوم تحرتها الابلة ام سارة وقالت: هاذي اختي .. اسمها سارة..
أبلة خولة: ماشالله عليها .. والثانية؟
ليلى: بنت خالوتي بعد مسجلة في هالصف ..
اطالعت أبلة خوله مزنة وهي تبتسم وسألتها: شحالج حبيبتي؟
مزنة: أنا اسمي مزنة..
أبلة خولة: ههه هلا والله بمزنة.. أنا أبلة خولة..
ضحكت مزنة ولحقت أمل اللي كانت واقفة صوب الرسومات وتمت سارة واقفة حذا ليلى..
اطالعت أبلة خولة سارة وسألتها : ليش زعلانة يا سارة؟
ما ردت عليها سارة ولصقت أكثر في اختها ليلى اللي قالت: سارة مب متعودة تطلع برى البيت ولا متعودة ترمس أي حد غريب.. ممكن اختها الصغيرة أمل اتم وياها؟
أبلة خولة: هو عادي هالشي.. بس أنا ما انصحج تعودينها .. من الأفضل تخلينها تتأقلم على باجي اليهال..
ليلى: بس اليوم.. لأني وعدتها انه أمل بتم وياها..
أبلة خولة: خلاص اليوم عادي اتم وياها أمل.. بس وينها؟؟
أمل كانت في هاللحظة في آخر زاوية في الصف تطالع الرسومات اللي على اليدار ومزنة لقت لها شلة يهال وتمت تركض وياهم على شكل دائرة في الصف .. وشكلها اندمجت وياهم .. واستووا ربع..
ابتسمت ليلى وقالت في خاطرها " الله يعينج يا أبلة خولة على مزنة وأمل "
وعقب ما وافقت أبلة خولة انه أمل اتم وياهم في الروضة اليوم.. روحت عنهم ليلى وهي مطمنة .. وقررت ترد البيت تخلص أشغالها وترد تاخذهم من الروضة الساعة 11 ونص..
----
في المدرسة كان مترف يالس ويا مايد يتريون الحصة الأولى تخلص عشان يروحون موعدهم ويا ربعهم في الملعب.. وكل شوي يطالعون الساعة والأستاذ رغم انه ما عنده شي يدرسهم اياه في أول يوم دوام بس كان يالس يكتب شي ومهددنهم انه اذا سمع أي نفس بيطرشهم عند المدير..
مايد: والله مليت .. متى بتخلص هالحصة..؟
مترف: اصبر باجي خمس دقايق..
مايد: استاذ العربي هذا مصخها.. شو يكتب من أول يوم؟؟
مترف: ما ادري به مالت عليه..
ما كمل مترف جملته إلا ورن الجرس وأول ما خلصت الحصة الأولى ركض هو ومايد وهزاع صوب الملعب قبل لا يشوفهم الاستاذ ووصلوا هناك وهم يلهثون من التعب ويضحكون على عمارهم..
مايد : والله اذا زخنا المشرف بقول له انك انته غصبتني اشرد..
مترف: والله يا النذل؟؟
مايد: هى ما فيه ع المشاكل من بداية السنة..
هزاع: شوفوا شوفوا منو ويانا في الملعب..
التفت مايد ومترف وشافوا مانع وشلته يالسين بعيد في الطرف الثاني من الملعب ... مانع هو نفسه الولد اللي تظارب وياه مايد في الاجازة.. وعلى الرغم من انه مترف وهزاع تموا يطالعونهم باحتقار ويسبونهم واحد واحد ويحشون فيهم.. بس مايد ما اهتم لوجوده وياهم في الملعب ولا فكر يسير يسلم عليه لأنهم متعودين على العداوة اللي بين شلتهم وشلة مانع.. ومب شي يديد انهم يتظاربون ومايد متوقع انهم يردون يتظاربون هالسنة بعد..
بس مانع يوم شافهم حس بقلبه يحترق والتفت لربيعه ناصر وسأله: هاذا مايد ووياه هزاع ومترف صح؟
ناصر: هى هم هاذيلا .. الظاهر شاردين من الحصة الثانية.. نسير نخبر عليهم؟؟
مانع: عشان يزخوننا قبلهم!! انته تخبلت... ؟؟
مروان: شو تبون بهم .. خلوهم..
عبدالرحمن: وليش نخليهم؟؟ نسيت اللي استوى في الاجازة؟؟
نزل مانع راسه وهو يتذكر تفاصيل الظرابة اللي استوت في الاجازة وكيف ظربه مايد جدام الاولاد كلهم ومحد من ربعه تحرك عشان يساعده.. ورغم انه السالفة وصلت للشرطة ومايد انظرب جدامهم بس بعده يحس بفواده يغلي كل ما شاف مايد جدامه..
ناصر (وهو يطالع مانع): ما بترد لهم الحركة ؟؟
مانع (وهو مركز نظراته على مايد اللي كان يضحك بصوت عالي ويا ربعه):اكيد بردها وجريب ان شالله انته اصبر علي اشوي..
_____



-----------------------------------------------------------
الساعة تسع ونص وصلت ليلى البيت عقب ما مرت على كارفور عشان تييب شوية شغلات للبيت وأول ما نزلها الدريول في الحوي شافت من بعيد خالد واقف بروحه في الحديقة وابتسمت وهي تقترب منه.. خالد كان حافي ولابس بيجامة زرقة مخططه بوردي وويالس على ركبه وجدامه قطوة برتقالية ليلى أول مرة تشوفها في البيت..
ضحكت ليلى وهي تشوف القطوة تنخش بين الاشجار بخوف وخالد يتجدم لها ويمد ايده حقها .. وكان شال في ايده ورق قاصنه من الشجرة اللي حذاله ويطالع القطوة وهو معصب لأنها مب راضية تاكل ورق الشير..
تفاجئ خالد يوم حس انه حد شله من ورا وحظنته ليلى وهي تبوسه وتتفداه..
ليلى: شو تسوي بروحك برى وين يدوه ؟؟
اطالع خالد القطوة بحزن وقال: امباع؟؟
ليلى: هههههه هاذي قطوة ... مب بقرة.. فديت روحك من وين يايب هالذكاء الخارق..؟؟
خالد اللي ما فهم ولا كلمة رد يطالع القطوة وهو يبتعد عنها لأنه ليلى دخلته في الصالة وصكت الباب عدل عشان لا يرد يطلع برى مرة ثانية .. ونزلته ع الارض وسارت تشوف وين يدوتها..
ليلى (بصوت عالي): يدووووووه... يدووووه؟؟؟
سمعت ليلى صوت يدوتها من غرفتها : ليلى انا هني تعالي..
شلت ليلى خالد ودشت على يدوتها الغرفة وشافتها يالسة على السيادة وشكلها توها مخلصة صلاة..
ليلى (وهي تبتسم وتحب يدوتها على راسها): دعيتي لي؟؟
أم أحمد: دعيت لكم كلكم من أكبركم لأصغركم..
ابتسمت لها ليلى بحب وقررت ما تخبرها انه خالد كان واقف برى بروحه وانه المفروض يكون عندها هني في الغرفة.. يدوتها حرمة عودة وطبيعي تسهى عن خالد..
ليلى: فديت روحج والله.. تريقتي؟؟
أم أحمد: لا .. كنت اترياج تردين.. ومحمد اتصل وقال بيرد يتريق ويانا..
ليلى: زين عيل انا بسير احط الريوق ..
أم أحمد: هاتي خالد انا بيوده عنج..
عطتها ليلى خالد وسارت المطبخ تحط الريوق ويوم ردت شافت يدوتها يالسة ع الارض وخالد حذالها ونزلت صينية الريوق وصبت لهم جاهي ..
ليلى: يدوه تعرفين منو شفت في الروضة؟
أم أحمد: منو؟
ليلى: خالوه صالحة..كانت يايبة مزنة مسجلتنها في نفس صف سارونا..
أم أحمد (بدون اهتمام): زين
ليلى (وهي مستغربة): شو بلاج يدوه؟؟
أم أحمد: متظايجة من عبدالله.. من أمس وانا افكر فيه..
ليلى: ليش؟؟ شو بلاه عمي؟؟
أم أحمد (وهي تشوف محمد اللي توه دش الصالة ): ماشي ماشي.. بعدين برمسج..
دش محمد وسلم عليهم ويلس يتريق وياهم .. وتمت ليلى تطالع يدوتها بفضول تبا تعرف شو السالفة وليش يدوتها متظايجة من عبدالله..
* * *



--------------------------------------------------------------
في الروضة كانت أبلة خولة ميلستنهم كلهم على شكل دائرة وتسأل كل واحد ووحدة فيهم أسئلة عن نفسهم عشان تتعرف عليهم..وكل اليهال يلسوا والتزموا وكانت وايد مستانسة عليهم .. بس فرحتها ما اكتملت لأنه أمل نشت ويلست في نص الدائرة وضحكوا اليهال وقام ولد مشاغب من الصبح وهو مأذي أبلة خولة اسمه حمدان ويلس حذال أمل وتموا يضحكون واليهال يضحكون وياهم..
أبلة خولة: أمل .. حمدان.. ردوا ايلسوا مكانكم..
أمل: انتي ايلسي مكانج..
أبلة خولة (بعصبية): أمل.. عيب..
حمدان: احنا بنيلس هنا وانتوا ايلسوا هناك.. (وأشر على ربيعه وهو يقول) عبود تعال ايلس ويانا..
أمل: ساروه تعالي انتي ومزنة..
قام عبيد ويلس حذالهم ونشت مزنة وسحبت ربيعتها وياها وسارة تمت يالسة في مكانها وهي مستحية وارتبشوا كلهم وابلة خولة يحليلها تحاول تردهم اماكنهم ..
نشت سارة ويلست بعيد ع الكرسي.. كانت مستحية منهم كلهم وخايفة في نفس الوقت.. تحس انهم كلهم يعرفون بعض الا هي ما تعرف حد منهم مولية.. كلهم يلعبون ويا بعض .. حتى امل اندمجت وياهم.. وابلة خولة تخوف وتزاعج على اليهال.. مع انها ما زاعجت على سارة بس بعد كانت مخوفتنها وايد.. كانت تحس انها بروحها وان بيتهم بعيييييييد وليلى ويدوتها تفصل بينها وبينهم مسافات كبيرة وطويلة.. متى بترد البيت؟؟
قطع على سارة افكارها احساسها بألم فظيع على ظهرها وشهقت وهي تتلفت وراها عشان تشوف منو اللي ظربها..
كان حمدان واقف وراها ويطالعها بتحدي.. ومكور ايده جنه ناوي يعطيها بوكس ثاني .. وقبل لا تبطل سارة حلجها لكمها حمدان بقوة على جتفها وطاحت سارة عن الكرسي وهي تتنفس بصعوبة..
ابلة خولة شافت حمدان وهو يضرب سارة ويت صوبه بسرعة بس حمدان ضحك وانخش بين ربعه .. واقتربت ابلة خولة من سارة وهي تطالعها بحنان.. كانت تتوقع تشوفها تصيح بس سارة كانت تطالع الارض اللي تحتها بحزن وهي ساكتة..
أبلة خولة: سارة؟ حبيبتي قومي تعالي ايلسي حذالي..
تمت سارة تطالع تحت وما ردت على الابلة .. ويلست ابلة خولة حذالها خمس دقايق بس بعد ما ردت عليها.. فخلتها بروحها وسارة اول ما راحت أبلة خولة عنها تنفست لأنها كانت كاتمة انفاسها من الخوف ونزلت دموعها بحرارة وتمت تدور أمل بعيونها وشافتها واقفة ويا حمدان ومزنة وعبيد .. ومع انها كانت تبا تروح لها بس خافت.. وتمت يالسة مكانها لين رتبتهم الأبلة كلهم مرة ثانية في الدائرة وسارت سارة بهدوء ويلست حذال أمل ..
* * *
في المدرسة وبالتحديد في صف مانع.. كان مانع يالس يخطط ويا ربيعه ناصر .. كيف بينتقمون من مايد باجر .. ورغم اعمارهم الصغيرة اللي ما تتجاوز ال 12 سنة.. بس أفكارهم كانت كبيرة وايد ومانع بالذات .. كان فيه خبث فظيع وشكله ناوي يطلع إبداعه وخبثه كله في مايد .. ويرد له الصاع صاعين ..
* * *
في المحل كان عبدالله مندمج في مراجعة الاوراق والفواتير اللي جدامه .. كان في شي غريب في الفواتير ورغم انه راجعهن مرتين بس للحين وهو محصل عجز بقيمة 50 ألف درهم في الميزانية.. وعقب ما راجع الفواتير كلهن للمرة الثالثة ورد راجع الحسابات .. شاف انه المفروض المحل يدخل عليهم هالشهر فوق ال 120 ألف .. بس مجموع الدخل كان تقريبا 75 ألف بس... وين راحن ال 50 ألف؟؟
نش عبدالله من مكانه وهو معصب وطلع المحل وشاف كم حرمة واقفات على صوب يتشرن وأشر على ديليب بإيده ورد يدش المكتب.. ودش ديليب وراه على طول..
عبدالله: ديليب تعال ايلس..
ديليب: yes sir
يلس ديليب وشرح له عبدالله كل اللي كان مستغرب منه وقال له انه في عجز بقيمة 50 ألف مب مذكورة في الفواتير..
ديليب أول ما خبره عبدالله بالموضوع هز راسه وتغيرت ملامحه وقال: listen Mr. Abdulla ,, I was worried about telling you of what was happening here in the shop in the last month.. but you made it easier for me when you started the topic yourself
(اسمعني استاذ عبدالله انا كنت ابا افتح وياك هالموضوع من زمان وكنت ابا اخبرك باللي يستوي في المحل بس انته الحين ريحتني يوم فتحته ويايه.. )
عبدالله استغرب وقال وهو عاقد حياته: تكلم ديليب شو اللي صاير في المحل؟؟
ديليب: there is this woman .. I think she is Mr. Mohammad's friend.. she comes here every two days ( الموضوع يتعلق بوحدة اعتقد انها ربيعة الاستاذ محمد .. هالحرمة تمر على المحل كل يومين تقريبا)
عبدالله حس انه في شي جايد يالس يستوي من وراه بس ما حب يقاطع ديليب ..
ديليب: at first she ordered a necklace worth 30 000 Dirhams and she paid only DHS 5000 .. the rest Mr. Mohammad had said not to ask for it.. then two weeks later Mr. Mohammad himself took another necklace and a ring with him and when I asked him about them he said that it was none of my business , but I think that he gave it to that woman
) في البداية هالحرمة طلبت من المحل عقد بجيمة 30000 درهم وما دفعت منهن الا 5000 بس.. والاستاذ محمد قال لنا ما نطالبها بالمبلغ .. وعقب اسبوعين رد استاذ محمد وخذ عقد ثاني وخاتم ويوم سألته وين ماخذنهن قال لي مب شغلك.. )
عبدالله حس بالدم يفور في عروقه وما قدر يتحمل يتم ساكت: منو هالحرمة؟؟؟؟ ومن وين عرفها؟؟؟
ديليب: ( from the shop.. she was a customer) من المحل .. كانت زبونة عندنا..
عبدالله: انزين كمل في شي ثاني بعد؟؟؟
ديليب: yes.. two days ago he took a watch worth 15000 dirhams
)هى من يومين خذ لها ساعة بجيمة 15000 درهم )
نزل عبدالله الملف من ايده على الطاولة بكل قوته ولا اهتم بالمكتب وانه تم مبطل وديليب داخل وطلع بسرعة وكان بيسير بيت المرحوم أخوه بس تذكر انه الوقت الحين وقت غدا واليهال اول يوم لهم رادين من المدرسة وما بغى يخرب على ليلى وامه غداهم.. ورغم انه كان يغلي في داخله بس قرر يصبر للمسا ويسير لهم عقب عشان يتفاهم ويا محمد..
الساعة 11 ونص سارت ليلى تييب اليهال من الروضة ويوم ركبوا السيارة كانت أمل بتطير من الوناسة وسارة كانت كالعادة هادية..
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): ها شو سويتوا في الروضة؟؟
أمل (وهي تطالع ليلى بدلع): الابلة لاعبتنا وقالت ييبوا فرشاة ومعجون باجر..
ليلى: عاد اللي بيخليج تسيرين الروضة باجر..
ما فهمت أمل على ليلى وضحكت بهبل وسارة تمت تطالع من الدريشة وهي مب منتبهة عليهم.. كانت متظايجة وايد ويومها الاول في الروضة من أسوأ ما يكون.. مع انها كانت وايد متحمسة انها تروح الروضة الصبح بس اللي شافته خيب آمالها الكبيرة ودمر فرحتها..
ليلى: وانتي سارونا؟؟ شو سويتي؟؟ شو كلتوا في الفسحة..
تمت سارة تطالع من الدريشة وما التفتت حتى لأختها.. وابتسمت ليلى بهدوء وما اهتمت لأنها متعودة على سارة ومتعودة انها ما تكلمها او ما ترد عليها.. وردت ترمس أمل اللي كانت محملة بالأخبار والسوالف..
ليلى: يعني انتي ناوية تسيرين باجر؟؟
أمل: ممممممم.. ما بسير الروضة خلاص..
ليلى: هههههه ليش؟؟
أمل : بس .. ما بسير..
ليلى: الحمدلله يوم انها يت منج .. ما فيه ع الحشرة باجر الصبح..
أمل (تقول للدريول): يوعانة .. يوعانة بسرعة سوق بسرعة ..
ليلى: اخ عليج .. لولة!!! عيب!!
أمل: يوعانة
ليلى: انزين عن اللقافة الحين بنرد البيت شوفي سارونا كيف شطورة ويالسة هادية.؟؟
أمل: ما بشوفها..
ليلى: ليش؟؟
أمل: هي ما تلعب وياي ..
ليلى: سارونا ليش ما لعبتي ويا اختج؟؟
سارة كانت بعدها تطالع من الدريشة ولا كانه الرمسة اللي تنقال تعنيها بشي.. وأول ما وصلوا البيت نزلت بهدوء من السيارة وطنشت يدوتها اللي كانت يالسة في الصالة تترياها بشوق عشان تعرف شو سوت في الروضة وراحت فوق عنهم... ويوم دشت ليلى الصالة عقبها ويا أمل استغربت يوم شافتها وامل ركضت وعقت عمرها في حظن يدوتها وتمت تدلع عليها..
* * *



في مكتب مبارك، كانت مي يالسة ع الارض وفي إيدها أوراق مبارك ما يباهن وقلم رصاص ويالسة تشخبط وتكتب.. ومبارك يالس على مكتبه سرحان ويفكر كيف يطلع من الورطة اللي هو فيها.. اليوم الصبح راح للعمال اللي يشتغلون في المركز التجاري ووقف الشغل وعطاهم اجازة.. وراح المحكمة يشوف شو استوى على سالفة عبدالكريم وشاف كم واحد يعرفه هناك وكلهم قالوا له انه عبدالكريم للحين ماله أثر.. تنهد مبارك ويلس يطالع مي وهي مندمجة في لعبها وشخابيطها.. وابتسم بحزن.. ما يعرف كيف بيطلع من هالورطة .. مبارك مستحيل يتسلف بيزات من أي حد .. حتى لو كان هالشخص أقرب الناس له وهو ابوه.. ما يحب يحرج أي حد او يبين لأي شخص انه محتاج له.. بس هالكارثة اللي حلت عليه كيف بيتخلص منها؟؟ شو الحل؟؟
وفي نص أفكاره وهمومه رن تيلفونه وكان سهيل المتصل.. تم مبارك يطالع شاشة الموبايل ثواني ورد عليه عقب تفكير..
مبارك: ألو؟
سهيل: السلام عليكم ورحمة الله..
مبارك: وعليكم السلام والرحمه .. هلا سهيل.. شحالك؟
سهيل: بخير وسهالة.. شحالك انته؟
مبارك (وهو يبتسم بسخرية): الحمدلله على كل حال..
سهيل: مبارك... انا اعرف انك تمر بظروف وايد صعبة..
مبارك: مابا ارمس في هالموضوع..
سهيل: بس هذا هو الموضوع اللي انا متصل عشان ارمسك فيه..
مبارك: أنا مابا بيزات عبدالله ... سهيل ارجوك هالموضوع انتهينا منه..
سهيل: مبارك... عبدالله هو اللي محتاجنك ..
مبارك: هههههههه .. نعم؟؟ عبدالله محتاجني انا؟؟
سهيل: هى.. لا تغتر بالمظاهر يا مبارك.. عبدالله ريال كبير وانا قلت لك انه عنده ايتام يرعاهم.. وتقريبا كلهم يهال.. من بيمسك حلالهم اذا لا سمح الله استوى به شي؟؟
مبارك: ما اعرف وهالشي ما يخصني.. انا تكفيني مسئولياتي .. اسير اتحمل مسئوليات غيري بعد؟؟
سهيل: انا كلمت عبدالله.. وهو يرحب بالفكرة.. وكان متاكد انك انته اللي ما راح توافق..
مبارك: متأكد؟؟ وشو اللي خلاه يتأكد من هالشي..
سهيل: عبدالله يعرفك زين ويعرف انك عنيد..
مبارك: الحين يوم اني افكر بمصلحتي استويت عنيد؟
سهيل: ومصلحتك في انك ترفض الفرصة اللي ممكن تخليك تطلع من هالازمة كلها؟؟
تنهد مبارك .. كيف بيفهمه انه اذا دمج شركته ويا شركة عبدالله بيتم طول عمره خاضع له؟؟
مبارك: انته مب فاهم..
سهيل: أنا فاهمنك زين يا مبارك.. يعني بذمتك ما تعرف عبدالله؟؟ ما تعرف انه مستحيل يذلك في يوم؟؟ ومستحيل يعايرك باللي يالس تمر به الحين..
مبارك: انا ما قلت انه راح يسوي هالشي..
سهيل: لا تنكر انه هذا هو اللي مخوفنك..
مبارك : .......... صح.. هذا هو اللي مخوفني... يا سهيل انا ما تعودت يكون لي رئيس في شغلي يأمرني واطيعه... أنا طول عمري اشتغل بروحي واتخذ قراراتي بروحي..
سهيل: ومنو قال انه هالشي راح يتغير..؟؟ مبارك انته بتدخل ويا عبدالله شريك.. مب موظف..!!
مبارك: بس بعد بتكون له سلطة عليه..
سهيل: عبدالله كل فلس بيدفع لك اياه بيرد وبياخذه من هالناحية لا تحاتي.. مثل مانته رجل أعمال عبدالله بعد رجل أعمال..
سكت مبارك.. يحس انه مضغوط وايد.. ويحس انه كل شي ضده.. بس في وسط مشاكله ومتاعبه سهيل وعبدالله مصرين يوقفون وياه.. الضغط النفسي اللي عايشنه وحالته المادية ترغمه يسوي شي هو مول مب مقتنع به..
مبارك (بارتباك): سهيل؟ خلاص انا موافق.. متى بنرمس عبدالله؟
سهيل تم ساكت من فرحته مب عارف شو يقول.. مب مصدق انه مبارك وافق.. وعقب ما تأكد انه فعلا سمع هالجملة منه قال: باجر الصبح نسير له المكتب.. أنا متأكد انه عبدالله بيستانس وايد..

في هالوقت كان محمد يالس ويا وفاء في واحد من المطاعم الراقية في العين.. اليوم العصر دقت له وقالت له انه خاطرها تتعشى وياه.. ومحمد بروحه كان مزاجه حلو ومن فترة ما شاف وفاء..
ويوم شافها اليوم حس بظيج ما يعرف له سبب.. مع انها اليوم وايد كانت محلوة ولابسة عنابي وهاللون محمد يتخبل عليه.. بس بعد كان حاس بظيج..
وفاء: شو فيك؟ سرحان في شو؟
محمد (وهو يبتسم): انا مب سرحان..
وفاء: لا والله؟؟ عيل قولي انا عن شو كنت ارمس توني؟؟
محمد: مممممم ... هههههه ما اعرف..
وفاء: شفت انك مب ويايه.. حياتي انته وايد متغير.. مب محمد اللي كنت اعرفه..
محمد: انا متظايج.. ما اعرف شو فيني جي بروحي متظايج ومن دون سبب بعد..
وفاء (وهي تعفس ويهها): أخاف تكون متظايج مني..
محمد: لا والله مب منج انتي.. بالعكس استانست يوم شفتج..
وفاء: محمد... ابا اسألك ..
محمد: شو؟؟
وفاء: محمد انته تحبني؟؟
ارتبك محمد : ليش هالسؤال؟؟
وفاء: لأنك وايد متغير احس اني فارضة عمري عليك.. جنك ترمسني غصبن عنك..
محمد: والله يا وفاء انتي اللي مول ما تتفيجين لي وكل ما ادق لج قلتي لي مشغولة.. أنا اللي حاس اني راز بويهي..
وفاء (وهي تشهق): انا ما اتفيج لك؟؟ وطلعتي وياك الحين شو تسميها؟؟ مودرة اهليه ومضحية بسمعتي وطالعة وياك وتقول اني مب متفيجة لك؟؟
نزلت وفاء عيونها وسوت عمرها زعلانة ومحمد يقول في خاطره " يا ربيييه.. زعلت !! والله مالي نفس اراضي حد.."
محمد: وفاء انا اسف.. خلاص عاد لا تزعلين..
وفاء: تذكر اول ما تعرفت عليه؟؟ كنت وايد تدلعني .. والحين حتى كلمة حلوة ما تسمعني..
محمد: خلاص بسمعج رمسة حلوة ولا تزعلين..
ابتسمت وفاء وقالت بدلع: حبيبي.. تعرف انه عيد ميلادي عقب اسبوعين..؟
محمد: والله؟؟
وفاء: هى.. وبنحتفل به ويا بعض..
ابتسم محمد ببرود: ان شالله..
وفاء: انزين ما فكرت شو بتييب لي هدية؟؟
انصدم محمد من قوة ويهها.. وقال: هدية؟؟؟ يصير خير ان شالله..
وفاء: انزين انا في شي خاطري فيه من زمااااااان..
محمد: شو هالشي؟؟
وفاء: شفت خاتم عندك في المحل..
قاطعها محمد قبل لا تكمل وقال: لا يا وفاء.. اختاري أي شي من برى المحل وبييب لج اياه بس من المحل اسمحيلي.. انا ما صار لي شهر من يبت لج الساعة..
اطالعته وفاء باحتقار وقالت: يعني مستكثرنها عليه؟؟؟ محمد شو ياك؟...
محمد: انا مب مستكثر عليج أي شي بس ..
وقفت وفاء بعصبية وقالت: على العموم انا رايحة الحين.. .
محمد: وين رايحة؟
وفاء: مب مهم... باي..




طلعت وفاء من المطعم وهي مقهورة ويلس محمد يفكر بينه وبين نفسه شو اللي وهقه ويا وحدة مثلها.. في البداية كانت علاقته بها حلوة وكان دوم يسلوف لها وهي تنسيه همومه ومشاكله.. بس الحين صارت وايد تحن عليه وتطلب منه شغلات ما يقدر يوفر لها اياها.. وفوق هذا كله بعد ما تفضى له ولا تسوي له سالفة الا يوم تكون محتاجته بشغلة..
قام محمد من مكانه وهو يتنهد بظيج ودفع الحساب ورد البيت .. كان متظايج من نفسه.. للحين ما حدد شو اللي يبا يسويه بالنسبة لمستقبله.. وحتى لو كان يبا يرد يقدم في الكلية ما يقدر.. اخوانه محتاجينه.. يحس انه حياته خلاص مب ملكه.. مثل ما تخلت ليلى عن حياته هو بعد مضطر يتخلى عنها عشان خاطر اخوانه ..
وهالاسابيع اللي عرف فيهم وفاء.. كانت بالنسبة له ملجأ لهمومه.. وتاليتها هي بعد انجلبت ضده..
أول ما وصل محمد البيت.. شاف سيارة عمه عبدالله موقفة عند الباب.. ودش الصالة وهو حاس بتعب.. ويوم شاف عمه يالس ويا ليلى ويدوته ابتسم لهم بتعب.. بس يوم راح بيحب عمه على راسه.. ابتعد عمه بعصبيه ووقف عشان يجابله..
محمد انصدم من اسلوب عمه وياه واطالع ليلى بارتباك.. بس ليلى عيونها كانن حمر وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وصد تصوب يدوتها اللي كانت بعد منزلة عيونها..
عبدالله (وهو يطالع محمد بنظرة حادة): محمد... قبل لا تسلم عليه اباك تخبرني شو هالمصخرة اللي مسونها في المحل...
محمد (وهو يرمش بعيونه بارتباك): مصخرة؟؟؟ عمي شو مستوي؟؟
عبدالله: خمسين ألف ربية عجز في ميزانية المحل.... هالخمسين الف وين راحن؟؟
احمر ويه محمد ونزل عيونه ... حس انه قلبه يدق بعنف ولا إراديا حط ايده على صدره وقال: خمسين ألف؟؟
عبدالله: هى.. خمسين الف.. تراك يوم تشل الشي من المحل عشان توصله لوحدة بنت شوارع ما تحس بجيمته...!!!
رفع محمد عيونه وواجه عمه.. بس الغضب اللي في عيون عبدالله خلاه غصبن عنه يرد ينزل عيونه ويسكت..
عبدالله (وهو يزاعج): ليش ساكت...؟؟؟ وين وديت البيزات؟؟؟
محمد: انته تعرف...
عبدالله: انا ما اعرف شي خبرني منو هاذي اللي صرفت عليها خمسين ألف في شهر واحد...؟؟ شو مسوية لك عشان تصرف عليها هذا كله؟؟؟؟ لا يكون ماخذنها بالسر من ورانا.؟؟
محمد: عمي ماله داعي هالاسلوب.. وبيزاتكم جان تبيونها
عبدالله (يقاطعه): جب ولا كلمة.. والله ان قلت كلمة ثانية لأسطرك بكف... مسود الويه ... بعد لك عين تتكلم؟؟
حس محمد بغصة وانه اذا قال كلمة ثانية بيصيح... فسكت وتم واقف ومنزل راسه.. وعمه طلع من البيت وصك باب الصالة وراه بكل قوته.. وأول ما طلع التفت محمد على ليلى وهو متردد وشافها تطالعه بنظرة يديده عليه... كانت عيونها حمر وملامحها صج معصبة
وقفت ليلى واقتربت منه ببطئ وهي تتنافض بكبرها وقالت له بقهر: الله يسامحك على اللي سويته يا محمد... بس انا عمري ما راح اسامحك..
محمد: ليلى...
ليلى (ودموعها تنزل من عيونها): أموال اليتامى هاذي كانت أمانه في رقبتك .. وانته خنت الامانة.. لا تتوقع مني ارد اوثق فيك بيوم..
قالت ليلى كلمتها هاذي وسارت عنه فوق.. ويوم التفت محمد ليدوته كانت دموعه تحرق عيونه وأم أحمد ما هان عليها محمد يوم اقترب منها وحط راسه على ريولها... وتمت تهوس على جتفه وتقول وسط دموعها: الله يعينك يا ولدي.. الله يعينك ويصلح حالك..

يوم الاحد .. ورغم اللي صار أمس.. ما حاولت ليلى تبين لأخوانها انها متظايجة وحتى محمد نزل عادي وتريق وياهم بس كان ساكت ومول ما حط عينه في عين ليلى .. كان حاس انه غبي وايد.. وانه حقير.. وماله ويه يجابل حد من اخوانه.. وفي نفس الوقت كان خايف يروح المحل.. يخاف يروح هناك ويشوف عمه عبدالله.. كان خايف ومنحرج منه وايد.. أول مرة يشوفه معصب جذي.. وعلى منو؟ عليه هو اللي المفروض يكون ريال البيت.. ويكون قد المسئولية.. بس ما يدري ليش رغم انه يعرف انه غلطان بس بعده حاس انه يحقد على عمه .. يحقد عليه عشانه بين للكل انه محمد غلط.. يحقد عليه لأنه هو من بين كل الناس جرحه بكلامه.. ويحقد عليه لأنه شافه في موقف ضعف.. وكان قاسي جدا وياه..
عقب هالافكار اللي غزت تفكيره ما عرف محمد ياكل وطلع من البيت وراح يتمشى شوي قبل لا يمر على المحل..
مايد يوم شاف محمد طلع من البيت من دون ما ياكل ضحك وقال لليلى: حمادة مسوي ريجيم؟؟
ليلى (وهي تسوي عمرها مب مهتمة): ليش يعني؟
مايد: ما مس الاكل.. بالعادة يخم الصينية وما يخلي لنا شي..
ليلى: على هواه..
أم أحمد (اللي حاولت تغطي على اللي صار أمس): محمد عنده شغل يحاتيه .. بيتريق هناك في المحل..
مايد: وين أمولة؟؟ شمعنى هي راقدة ونحن ناشين من الفير..
أم أحمد: والله البنية ما وراها دوام.. خلها ترقد..
مايد: ما يخصني بسير اقعدها.. اشمعنى انا اسير المدرسة واتعب وهي اتم راقدة للساعة عشر..
ليلى: ميود عن الحركات .. ما فيه على صدعة لولة من الصبح..
بس مايد ما اهتم لها وسار فوق وما رد لهم الا وأمل وياه.. كانت أمل صج مسطلة وتمشي وهي تتمايل ومايد بيموت من الضحك عليها..
مايد: والله شوفوها كيف تمشي.. ههههههههه .. جنها بطة..
ليلى: الله يغربل ابليسك يا مايد.. حرام عليك شو تبا فيها مقعدنها..
اطالعتها أمل بصعوبة وقالت : بسير الروضة.. طلعو لي ثياب..
ليلى: شوف؟؟ الحين توهقت وياها..
مايد: والله هاذي مشكلتج انتي حليها
ليلى (وهي تبتسم): والله انك نذل..
شل مايد كتبه وسلم عليهم وطلع عشان يمر على ربيعه مترف وياخذه وياه المدرسة.. وأمل حطت راسها على ريول يدوتها ورقدت على طول .. واستغلت ليلى الفرصة وراحت تييب عباتها وودت اختها سارة الروضة قبل لا تنتبه أمل..




محمد قبل لا يسير الدوام راح اتصالات وقطع الرقم اللي يستخدمه وطلع له رقم يديد.. خلاص كره وفاء عقب اللي صار وما يباها تدق له أبد.. ومثل ما توقع .. أول ما راح المكتب شاف عمه عبدالله يالس هناك بروحه لأنه دوام الموظفين يبدا الساعة 9 ونص.. ومحد كان موجود هناك الا هو..
محمد يوم شاف عمه داخل لف عشان يروح بس عمه نادى عليه..
عبدالله: تعال يا محمد.. ايلس برمسك..
تم محمد واقف عند الباب وما رضى يدش المكتب وتنهد عبدالله وقرر يرمسه حتى لو كان برى المكتب..
عبدالله: اسمعني يا محمد.. أول شي انا ادري اني جسيت عليك امس .. بس اللي سويته مب شويه.. وانا اباك تعرف انك غلطت..
محمد: ..................
عبدالله: أنا عرفت منو هالحرمة أمس طول الليل وانا ادور في الفواتير وشفت فاتورة العقد وعرفتها.. اسمعني يا محمد انته بعدك صغير وما تعرف كل شي يستوي في البلاد.. وانا هالحرمة سمعت عنها شغلات وايدة وما ادري كيف قصت عليك... انته تعرف انها معرسة؟؟
انصدم محمد وغصبن عنه اطالع عمه بدهشة.. وتعاطف عبدالله وياه وايد.. رغم انه عمره تقريبا 18 سنه بس بعده ساذج وما يعرف شي عن الدنيا اللي حواليه..
عبدالله: انته مب أول واحد تلعب عليك هاذي تعرف وايدين وللأسف ريلها يشتغل في بوظبي وما يعرف عن سوالفها البطالية.. وأنا اقدر اشتكي عليها بس ما اريد افضحك..
دش محمد المكتب بخطوات بطيئة ووقف جدام مكتب عمه وقال بصوته اللي كان يرتجف: عمي... انا اسف.. سامحني..
عبدالله: لا يا محمد.. لا تعتذر لي انا.. المفروض تستسمح من ليلى.. هى اللي غلطت عليها .. وع العموم في شغلات وايدة بغيرها هني.. عشان اطمن..
محمد: اللي تشوفه عمي..
وقف عبدالله وقال : انا بروح الشركة الحين.. وانته شوف شغلك..
محمد: ان شالله..
روح عبدالله وتم محمد يالس مكانه وهو يفكر بكل اللي استوى له.. ويتساءل اذا ممكن ليلى تسامحه في يوم من الايام او تنسى الغلطة الكبيرة اللي ارتكبها في حقهم كلهم..
في الروضة.. أول ما روحت ليلى تم قلب سارة يدق بقوة.. ورغم انها ما صاحت بس كانت وايد خايفة من إنها اتم بروحها في الصف.. ويوم شافت مزنة ياية من برى راحت لها ويلست حذالها ..
مزنة ابتسمت لها وحطت على الطاولة شنطة صغيرة..
سارة: شو في الشنطة؟؟
مزنة: كاكاو وجبس وماي .. عندي وايد .. يوم تبين خذي لج..
سارة: مابا..
مزنة: انتي تمي يالسة حذاية اليوم ... حتى يوم بنيلس دائرة لا تروحين بعيد
سارة استانست وايد وقالت: زين..
بس أول ما وصلت شما ويا حمدان وعبيد.. نست مزنة رمستها وراحت تلعب وياهم وتمت سارة يالسة بروحها.. لين يت أبلة خولة ويلستهم أماكنهم.. ووقفت في نص الصف وقالت: اليوم كلنا بنلون وبنرسم لوحة كبيييييرة وحلوة..
حمدان: انا ما برسم..
اطالعته ابلة خولة وهي تبتسم: ليش يا حمدان؟؟
حمدان: بس مابا.. البنات بس هم اللي يرسمون..
مزنة: انا برسم ابلة خولة.. أنا برسم شجرة عوووووووودة..
أبلة خولة: كلنا بنرسم.. حتى انا برسم وياكم..
راحت أبلة خولة وطلعت من الدرج أوراق ووزعتها عليهم وطلعت لهم ألوان ويلسوا كلهم يرسمون
شما: أبلة خولة شو نرسم؟؟
أبلة خولة (وهي توزع الألوان) : أي شي.. ارسموا شجرة.. أو بنت.. او كرة.. أي شي.. اللي تحبونه..
يوم وصلت أبلة خولة عند سارة ابتسمت لها وقالت: شو بترسمين حبيبتي؟
اطالعتها سارة بخجل وابتسمت وباستها أبلة خوله على خدها وعطتها الألوان وراحت عنها.. ويلسوا كلهم يرسمون وأبلة خولة تمر عليهم واحد واحد تشوفهم شو سووا.. وسارة ابتدت ترسم وردة كبيرة بالقلم الاخضر.. بس قبل لا تخلص ياها حمدان وشل عنها كل الألوان...
سارة (بخوف): رد الألوان... أبا أرسم..
حمدان: هاذي ألواااااااني ..
سارة: مابا.. ردهم الحين...!!
فر حمدان الالوان كلها تحت وخذ اللون الاخضر عن سارة وشخبط على خدها وهي تزاعج..
أبلة خولة انتبهت له وركضت له بسرعة .. وشلت القلم من إيده..
أبلة خولة: حمدان!!!!! ما يخصك بسارة..
ضحك حمدان وسار مكانه يكمل لوحته وتمت سارة تطالعه بقهر وردت تلون وهي مقهورة من دون ما تكلم أبلة خولة اللي كانت مستغربة منها .. لو وحدة غيرها بتم تزاعج وتصيح ويمكن تضرب حمدان.. بس سارة كانت وايد تطنش.. أول مرة تشوف ياهل شراتها..
الساعة عشر الصبح كانت ليلى يالسة تطالع التلفزيون في الصالة وأمل وخالد كانوا برى في الحديقة يلعبون بدراجاتهم .. ويدوتها راحت تصلي الضحى.. ليلى كانت تطالع التلفزيون بس افكارها ويا اخوها محمد اللي مول ما توقعت منه الحركة اللي سواها.. يعني اخر واحد توقعت انه يخونهم هو محمد.. لأنها صج كانت تعتمد عليه وتوثق فيه.. ورغم انه كسر خاطرها وايد بس بعد الجرح اللي في قلبها واللي سبب لها اياه محمد تحس به كبير وصعب يبرى..
عمها عبدالله بعد غمظها.. كان وايد محرج وليلى كانت خايفة عليه.. يحليله رد بيته امس والله يعلم رقد ولا لاء.. ما عنده حد يشكي له همومه ولا حد يخفف عنه .. يرد البيت يجابل اليدران والغرف الفاضية اللي هناك..
أفكارها هاذي يابت ياسمين على بالها وقررت تتصل بها على موبايلها وتكلمها .. يمكن تقدر ياسمين تونسها شوي.. ويوم اتصلت رن التيلفون فترة طويلة وقبل لا تبند ليلى بثواني ردت عليها ياسمين ..
ليلى (وهي تبتسم) : صباح الخير..
ياسمين (اللي كان قلبها يدق بقوة ): صباح الورد والياسمين هلا والله..
ياسمين كانت هاليومين اللي طافوا تحاول قد ما تقدر انها تتجاهل مشاعرها وما تفكر بعبدالله ونهلة كانت واقفة لها على راسها كل ما شافتها اكتئبت ودتها السوق او يت عندها البيت.. ويوم دقت لها ليلى توها خافت وترددت قبل لا ترد عليها.. كانت خايفة تكون ليلى يايبة لها الخبر اللي ممكن يقطع كل احلامها وامالها بخصوص عبدالله.. وفي نفس الوقت كانت تبا تطمن.. يمكن تكون الاخبار اللي عندها حلوة؟؟
ليلى: شحالج غناتي؟؟
ياسمين: الحمدلله على كل حال .. انتي شحالج؟؟ وشحال خوانج ويدوتج؟؟
ليلى: الحمدلله كلهم بخير ويسلمون عليج..
ياسمين: الله يسلمهم.. انتي بعد سلمي عليهم..
ليلى: يبلغ ان شالله..
ياسمين (وهي تحاول تلطف الاجواء): عاد انتي اليوم حظج حلو .. انا عادة انش الساعة وحدة الظهر بس اليوم ما ادري ليش حسيت بنشاط ونشيت الساعة ثمان..
ليلى: ههههه يمكن حسيتي اني بدق لج هالحزة,, انا عاد كل يوم انش الساعة ست ..
ياسمين: هى عشانج اخوانج..
ليلى: هى..
ياسمين: ميودي اشحاله؟؟
ليلى: الحمدلله بخير .. راح المدرسة..
ياسمين:في أي صف هو الحين..؟
ليلى: سادس ابتدائي..
ياسمين: الله يوفجه ان شالله..
ليلى: ان شالله..
ياسمين (بارتباك): وشو اخبارج بعد؟؟
ليلى استغربت وكانت تتريى انه ياسمين ترمسها عن عمها عبدالله بس الظاهر انها مب ناوية لأنها كانت ترمسها في أي شي وكل شي الا عبدالله وياسمين بعد كانت تتريا بفارغ الصبر انه ليلى تنطق بإسمه بس للأسف ما استوى هالشي..
ليلى: مممممم خلاص عيل ..كنت بس ابا اطمن عليج..
ياسمين (اللي حست بخيبة أمل كبيرة): فيج الخير والله ما تقصرين..
ليلى: ياللا غناتي تامريني بحاية؟؟
ياسمين: تسلمين..
ليلى: مع السلامة..
ياسمين: ف امان الله..
بندت ياسمين وتمت تطالع شاشة موبايلها فترة طويلة وهي تحس انه الدموع تتيمع في عيونها من القهر.. ليش دقت لها اذا كانت مب ناوية ترمسها عن عبدالله؟؟ يعني بس تبا تقهرها وتحرق لها قلبها؟؟ ومن قهرها فرت التيلفون على شبريتها ونزلت الصالة تطالع التلفزيون يمكن تقدر تخفف من الالم اللي تحس به في صدرها..




في الروضة كانوا اليهال كلهم طالعين في الفسحة وسارة تبعت اليهال صوب المقصف عشان تشتري لها شي لأنها كانت بتموت من اليوع.. مزة اللي قالت لها بتعطيها من الكاكاو والجبس تراجعت عن رمستها ووزعت كل اللي في الشنطة على ربعها اليدد حمدان وعبيد وشما.. وحتى يوم كان حمدان يتحرش بسارة في الصف كانت مزنة واقفة وياه وقالت لسارة انها ما ترمسها..
وصلت سارة للمقصف ووقفت في الطابور اللي كان تحت اشراف المدرسات .. ولسوء حظها انه حمدان يا ووقف وراها.. وأول ما حست سارة انه واقف وراها تمت ترتجف من الخوف ... خصوصا انه حمدان كان يحاول يبطل ايدها عشان ياخذ بيزاتها..
حمدان: بطلي ايدج..
رصت سارة على ايدها وهالمرة انترست عيونها بالدموع ... بس رغم انها رصت على ايدها بكل قوتها ما قدرت توقف جدام حمدان وفي النهاية قدر يبطل ايدها وخذ البيزات عنها.. وركض..
وقفت سارة تطالعه وعقب شوي طلعت من الطابور وسارت تيلس على الكراسي بروحها ... وإحساسها بالوحدة رد لها مرة ثانية.. ولأول مرة من أسابيع ردت تفكر بأمها.. تسترجع كل ملامحها وتحاول تسترجع صوتها في مخيلتها.. ونزلت دموعها بحرارة ومر حذالها ياهل ويوم شافها تصيح قال لربعه: تعالوا شوفوها تصيح .. babyyy .. تصيييح
نشت سارة من مكانها وراحت الصف ويلست في الزاوية وحظنت ركبها بإيدها وتمت تصيح من خاطرها.. كانت تحس انها بروحها وكلهم يبون يظربونها ويتحرشون فيها.. وقررت يوم بترد امها ويا ابوها تخبرهم على حمدان وتقول لهم انا تكره الروضة وما تبا ترد هني مرة ثانية...
يوم حست سارة انه اليهال ابتدوا يردون الصف لفت ويهها صوب اليدار وحاولت تركز فيه يمكن اذا تمت هادية وما تحركت تقدر تغافل حمدان وما يشوفها ولا يأذيها.. ورغم حشرة اليهال كانت سارة في عالمها الخاص .. ترسم على اليدار ألف صورة وصورة لأمها .. وهالشي خلاها تحس براحة كبيرة..
أبلة خولة يوم شافت سارة يالسة بروحها غمظتها وايد وسارت ويلست جدامها وحاولت تلف بويهها صوبها بس ما قدرت.. وابتسمت لها وهي تقول: سارة؟؟
بس سارة ما ردت عليها ونادتها ابلة خولة اكثر عن مرة من دون فايدة.. وفي النهاية تنهدت بيأس وقامت عنها عشان تجابل باجي اليهال..
* * *
ردت سارة البيت الساعة 12 الظهر وهي تعبانة ويلست في الصالة بلبس الروضة ويت أمل وحاولت تكلمها وليلى ويدوتها بس من دون أي فايدة.. وفي النهاية قامت عنهم بدون سابق انذار وراحت فوق.. ويابت دانة من تحت شبريتها وطلعت من الغرفة ووقفت في الصالة مترددة قبل لا تدش الممر وتبطل باب غرفة أمها..
من يوم شلت صالحة الأغراض من الغرفة وسارة مبتعدة عنها نهائيا.. بس اليوم حست بشي يدفعها انها تدش هالغرفة.. ويوم دشتها حست براحه كبيرة رغم انه ما فيها شي غير الاثاث .. ويلست عند شبرية أمها وابوها ويلست دانة جدامها وبطلت شعرها ويلست تلعب فيه بروحها..
وعقب دقايق تبطل باب الغرفة ودش مايد اللي ما كان يبا حد يشوفه وهو يدش هني.. مايد ما انتبه لسارونا .. كان متعود دوم يدش غرفة امه وابوه ويقعد فيها شوي.. يحس بروحه تتجدد وقلبه يصير اصفى عن الثلج بمجرد ما يدش ويتذكر امه وابوه.. للحين صورة ابوه تحت مخدته.. للحين يفتقد حنانه وللحين ينش من رقاده الصبح ودموعه ع المخدة ويعرف انه كان يحلم به .. مشى مايد للمكان اللي صدق يحبه.. المكان اللي تعود ابوه يصلي فيه قيام الليل.. اكثر من مرة كان مايد يدش الغرفة فليل عشان يبين لأبوه انه بعده مب راقد ويشوفه يصلي في هالبقعة.. يلس مايد ع الارض وقال بصوت مسموع.. " والله ولهت عليك.. "
وعقب ما يلس شوي وتم يفكر .. طلع من الغرفة وهو مب حاس أبدا بسارة اللي كانت مغطتنها الشبرية ويالسة تلعب ويا دانة وهي بعد ما حست به..
* * *
في الصالة تحت كانت أمل تتجلب وهي تضحك على سوالف يدوتها اللي كانت تخبرهم شو كانت تسوي وهي صغيرة..
أم أحمد (وهي تضحك): لولة بس مب زين تضحكين جي ..
ليلى: يدوه انتي اللي تضحكينها
مايد: بعد خبرينا شو كنتي تسوين ويا اختج ؟؟ والله انكم سوالف..
أم أحمد: شو اخبركم والله ناسية..
مايد: خبرينا عن المدرسة..
أم أحمد: أي مدرسة ما كان عندنا مدارس قبل..
مايد: عيل توج تقولين انه يدي كان يعرف يقرا..
أم أحمد: هى الاولاد كانوا يسيرون عند المطوع يعلمهم يقرون بس نحن البنات انتم في البيت..
اطالع مايد أمل وقال لها: تسمعين؟؟ ماشي مدرسه حقج انتي بتمين في البيت.. البنات مكانهن البيت..
اطالعته أمل باحتقار وقالت: انا ما بسير المدرسة اصلا.. بسير الروضة..
أم احمد: ليلى ما رحتي تشوفين سارونا؟؟
ليلى: بعدها فوق مب راضية تنزل ولا راضية حتى ترد عليه والله تعبت منها يدوه..
أم أحمد: انزين قومي رقدي اخوانج الساعة استوت تسع ونص ..
مايد: انا مابا حد يرقدني اعرف ارقد بروحي..
ليلى: ودك انته ايلس اسولف لك عشان ترقد.. بس ده بعدك..
مايد: والله لو اطلب منج تسولفين لي ما بتقولين لاء..
ابتسمت ليلى وشلت اخوانها وساروا كلهم فوق .. وقامت أم أحمد تمشي على الرخام البارد.. خطواتها ثجيلة ومع كل خطوة تحس انه ركبتها تتكسر.. بس سارة كانت غامظتنها ومن الظهر وهي تحاتيها.. وركبت على الدري بصعوبة وهي ترص على اسنانها ويوم وصلت فوق كانت تتنفس بصعوبة من المجهود اللي بذلته ووقفت عند الدري فوق شوي عشان ترتاح.. وعقب دشت الممر وسارت صوب غرفة ولدها المرحوم أحمد..
فتحت أم أحمد الباب لجروحها وآلامها.. ولذكريات تحرق جفونها كل ليله وهي تحاول تتناسى الألم اللي خلفوه حبايبها برحيلهم عنها.. ولدها أحمد كان نظر عينها وذكراه ما غابت عن بالها ولا ثانية وحدة.. كل شي يذكرها فيه.. ضحكة أمل وحزن سارة.. شطانة مايد اللي كان يحبها وهدوء ليلى.. خجل محمد وعناد عبدالله يوم انه مب راضي يعرس.. كل شي .. بدون تحديد .. بس هالغرفة تمت المكان الوحيد اللي خافت أم أحمد تدشه وما دشتها الا يوم اغمى على ليلى هني..
مشت أم أحمد بكل صعوبة وهي مب حاسة بالآلام اللي تخترق روحها مع كل خطوتها.. وشافت سارة متكورة في طرف الغرفة ودانة جدامها تمسح على شعرها بكل هدوء واستغربت كيف انه طفلة مثلها ما تخاف اتم بروحها في هالوقت المتأخر.. سارة معروف عنها انها تخاف.. من وين لها هالشجاعة؟؟
أم أحمد: سارة؟؟
ما ردت سارة ولا حتى تحركت من مكانها او التفتت لها مع انه عيونها كانت مبطلة.. وتذكرت أم أحمد انها ما كلت أي شي طول اليوم.. وسارت لها وحاولت تحركها ما رامت..
أم أحمد: قومي حبيبتي لا تعذبين ما اروم اوخي وايد.. مدي لي ايدج..
لو رمست أم أحمد الكبت كان ممكن انه يرد عليها.. بس سارة كانت متجمدة في مكانها وما يتحرك فيها شي الا ايدها الللي كانت تمسح على شعر دانة.. وعقب ما يأست أم أحمد منها راحت صوب الباب عشان تطلع وفي هاللحظة دشت ليلى عشان تشوفهم وقالت لها يدوتها: سيري هاتي لنا الفراش هني ..
ليلى (وهي متفاجئة): بترقدون هني؟؟؟
أم أحمد: امري لله شو اسوي باختج..
طلعت ليلى وراحت تييب الفراش ليدوتها اللي حطت المخدة تحت راس سارة ولحفتها وحطت مخدتها حذالها ورقدت.. وطلعت عنهم ليلى وهي تفكر بسارة اللي مب راضية تودر عنادها... كل هذا دلع..؟؟
أم أحمد اطمنت يوم شافت سارة مغمظة عيونها وراقدة.. وغمظت هي بعد عيونها يمكن تقدر ترقد..
دومها تعاني بصمت.. محد يدري عن النار اللي تكوي قلبها .. ولا حد في الدنيا يقدر يتحمل اللوعة اللي في داخلها عشان تقدر تشكي له وتبوح له بمعاناتها... منو في هالدنيا يقدر يخفف عنها هموم أكبر واثقل من جبال الدنيا.. ؟؟ منو يقدر يرد لها ظناها او يقص عليها على الاقل ويجاملها ويرد يسمعها ضحكته ولو ثواني...؟؟ منو يقدر يرد لليتامى كرامتهم وعزة نفسهم.. يرد لهم ابوهم ؟؟ منو يقدر يمسح دمعة سارة ويطمن أمل انه امها بترد.. ؟؟ ومنو يقدر يرد لليلى فرحة عمرها اللي انسرقت منها في ثواني... منو يقدر يرد لأم أحمد راحة البال..؟؟ محد.. حتى في الاحلام مب قادرة تشوفهم.. لهالدرجة كانت محرومة منهم..
وبصمت نزلت دموعها ومسحتهن أم أحمد بشيلتها واستغفرت ربها وحاولت بكل طاقتها انها ترقد..
--------

يوم الاثنين ابتدى مثل اللي قبله .. واللي محير ام أحمد انه سارة نشت الصبح وسارت بروحها حق ليلى عشان تلبس ثيابها ونزلت وكلت شوي وراحت الروضة بدون ما تقول ولا كلمة.. ومايد بعد كان هادي على غير عادته ومحمد ما تريق وراح المكتب ومر في الصالة ولا حتى سلم عليهم ..
مر الصباح كئيب وممل للكل.. وخصوصا لمايد اللي مول ما كان له نفس يسوي شي .. وأول ما رن جرس الفسحة قال له مترف: اسمع ميود... انته حالك مب عايبني بالمرة اليوم.. !!
مايد: والله ملان .. وفيه رقاد امس مول ما رقدت..
مترف: انزين قوم بنسير عند قوم سلوم بنطفر بهم..
مايد: بعدين بنسير عند الوكيل يبانا نعلق له لوحة..
مترف: خلاص اوكى .. ياللا ..
طلع مايد ويا مترف بكل براءة وهو ما يدري باللي يخططون له من وراه وأول ما طلع دش ناصر ربيع مانع الصف واستغل انه الكل كان طالع من الصف وكان شال في ايده شي ملفوف في كيس بلاستيك وخشه في درج مايد.. وطلع بسرعة من الصف قبل لا حد يشوفه..
وعقب ثلث ساعة يوم ردوا كلهم الصف عشان يدشون للحصة الرابعة.. تفاجئوا بالاخصائي الاجتماعي يفتش في الطاولات والادراج..
مترف: شو السالفة؟؟
مايد: ما ادري.. ليش مسوين تفتيش؟؟
يوم وصل الاخصائي عند طاولة مايد ودخل ايده في الدرج وشاف الشريط.. اطالع الأولاد بنظرة حادة وقال: درج منو هذا؟؟
مايد (بخوف): درجي..
الاخصائي: تعال وياي المكتب..
مايد: ليش؟؟
الاخصائي: مابا اسمع ولا كلمة ياللا جدامي اشوف..
اطالع مايد مترف بخوف ويره الاخصائي من ايده ووداه وياه المكتب وتموا الاولاد كلهم يرمسون واللي يسأل شو السالفة واللي يخمن من عنده ومترف واقف عند الباب مصدوم من اللي صار ..
* * *
الساعة 11 كان عبدالله واقف عند مكتب سكرتيرته يخبرها شو يباها تسوي بالملفات الجديمة اللي عنده .. وتفاجئوا اثنيناتهم بسهيل ومبارك يدشون عليهم .. السكرتيرة من الصدمة ما خوزت عينها عن مبارك لدرجة انه مبارك استحى ونزل عيونه وعبدالله يوم استوعب انهم فعلا في مكتبه ابتسم لهم وسلم على مبارك ودخلهم المكتب ..
كانت مفاجأة حلوة بالنسبة لعبدالله اللي ما توقع ابدا انه مبارك يدش مكتبه في يوم من الايام.. ومبارك كان مرتبك وايد وسهيل شوي وبيطير من الوناسة..
عبدالله (وهو يطالع مبارك): شو هالمفاجأة الحلوة؟؟
سهيل: مبارك وافق على فكرة الدمج ونحن يايين هني عشان نتناقش وياك ونخلص كل شي..
استانس عبدالله من خاطره وقال لمبارك: كنت واثق من عقلك وحكمتك يا مبارك وان شالله يرد علينا هالقرار بالمنفعة والفايدة..
مبارك: ان شالله.. يكون فاتحة خير علينا بس اهم شي نخلي كل اللي فات ورانا..
عبدالله: أنا عن نفسي نسيت كل شي..
مبارك: تسلم يا عبدالله .. وما تقصر..
سهيل: أول شي لازم نروح المحكمة والبلدية عشان نسجل الشراكة اليديدة..
عبدالله: ان شالله باجر الصبح بنسير..
مبارك: وأهم شي نتفق على اسلوب الادارة اليديد..
عبدالله (وهو يبتسم): تطمن ما شي راح يختلف.. كل واحد فينا راح يكون له مشروع خاص فيه يديره على كيفه والربح بس هو اللي يتوزع من بيننا..
ابتسم له مبارك وحس براحة.. عبدالله سهل جدا انه الواحد يتفاهم وياه وفوق هذا كله يحس انه فيه هدوء فظيع ممكن يفيده وايد خصوصا في المواقف الحرجة.. واللي مول ما يعرف مبارك يتصرف فيها.. واللي فعلا ريح مبارك انه عبدالله مول مب حاقد عليه عشان الحادث اللي توفى فيه اخوه ورغم انه مبارك من يوم الحادث وهو يتريى عبدالله ينفجر في ويهه في أي لحظة ويتهمه بأنه هو اللي جتل اخوه بس هالشي ما استوى ولا عمره بيستوي..
في إدراة المدرسة كان مايد مصدوم من اللي يسمعه.. الاخصائي الاجتماعي حط الشريط في الفيديو وكان يحتوي على فلم خليع.. والشريط كان طبعا في درج مايد .. واصابع الاتهام كلها كانت موجهة له.. وهو اللي عمره ما حاول يقترب من هالشغلات ولا همته أصلا..
مايد (وهو يزاعج): والله العظيم اني اول مرة اشوف هالشريط.. انته ليش مب راضي تصدقني!!!
الاخصائي: جب ياللا .. يعني الشريط بيمشي بروحه وبيدش درجك.. والله انك ما تستحي .. تجذب في ويهي بعد؟؟
مايد: انا مب جذاب... اقول لك هذا مب شريطي..
الاخصائي: يعني شو بتسوي غير انك تنكر؟؟ مالقيت غير المدرسة تييب لها وصاختك هاذي؟؟
مايد (وهو خلاص حاس بيأس): أستاذ والله والله اني ما اقص عليك... اسأل ربعي كلهم .. أنا مستحيل أسويها..
اطالعه الاخصائي باحتقار واتصل البيت ومايد جدامه يرتجف من القهر وده يفره بأي شي جدامه..
ردت ليلى على التيلفون واستغربت يوم سمعت صوت ريال غريب
ليلى: الو
الاخصائي: السلام عليكم اختي..
ليلى: وعليكم السلام والرحمة..
الاخصائي: اختي وياج الاخصائي الاجتماعي في مدرسة مايد..
ليلى (وهي مستغربة): هلا اخويه .. خير ان شالله ؟؟
الاخصائي: اختي مايد ولدج؟؟
ليلى(بخوف): لا .. اخويه الصغير.. بس انا المسئولة عنه.. شو مستوي؟؟؟
الاخصائي: احنا لقينا فلم خليع في درج اخوج مايد.. وبغينا ولي امره يتفضل عندنا المدرسة..
انصدمت ليلى وتمت مبطلة حلجها.. مب مصدقة اللي تسمعه وردت تسأل الاخصائي بهبل: شو؟؟ ما فهمت .. كيف يعني فلم خليع؟؟
الاخصائي: اختي كان في درجه فلم فيديو .. محتواه خليع..
ليلى: مستحيل.. أخويه مايد ما يعرف لهالشغلات انته شو اللي يالس تقوله؟؟
الاخصائي: الفلم كان في درجه .. ع العموم اتمنى تخبرين ولي امره لأني ما بخليه يرد الصف الا اذا رمست ولي امره..
ليلى (وهي مقهورة منه): ان شالله ..
بندت ليلى وترددت وايد قبل لا تتصل بعمها عبدالله.. كانت خايفة من ردة فعله خصوصا انه كان امس محرج على محمد.. شو بتكون ردة فعله الحين لو خبرته عن مايد؟؟ وغصبن عنها دقت الارقام واتصلت بعبدالله اللي كان بعده يالس ويا مبارك وسهيل..
عبدالله يوم شاف رقم بيت أخوه استأذن منهم وطلع برى عند السكرتيرة يرمس..
عبدالله: ألو؟
ليلى: السلام عليك عمي..
عبدالله: وعليج السلام هلا ليلى.. خير؟؟
ليلى: عمي...
عبدالله: ارمسي ليلى بلاج؟؟
ليلى: عمي طالبينك في مدرسة مايد..
عبدالله: طالبيني انا؟؟ ليش شو صاير؟؟؟
ليلى اضطرت تكذب لأنها كانت وايد منحرجة من عمها وقالت: ما أدري ما قالو لي بس قالوا انه ضروري الحين اييهم ولي امره..
عبدالله: بس انا الحين في وسط اجتماع..
ليلى: عمي ظروري قالوا ما بيخلونه يرد الصف الا اذا رحت له..
عبدالله: ليش شو مسوي مايد..
ليلى: ما ادري..
عبدالله: خلاص لا تحاتين .. الحين بسير اشوفه..
ليلى: طمني اول ما تعرف السالفة عمي لا تنسى..
عبدالله: ان شالله..
بند عبدالله عن ليلى ودش يستأذن من مبارك وسهيل وراح المدرسة بسرعه.. ويوم دش شاف مايد يالس على صوب وشكله معصب والاخصائي سلم عليه..
الاخصائي: تفضل اخوي..
عبدالله: خير ياخوي.. شو مسوي مايد؟؟
الاخصائي: انته ابوه؟
عبدالله: ابوه متوفي انا عمه.. وولي امره
الاخصائي: ياخوي ولدكم شفنا هالشريط في درجه.. (وعطاه الشريط) .. وعقب ما شفنا محتواه تبين انه فلم خليع..
فر عبدالله الشريط من إيده بأرف وقال: شو؟؟؟
مايد اللي كان ساكت طول هالفترة وقف في هاللحظة وقال: عمي لا تصدقه..والله انه مب شريطي .. والله
عبدالله (بنبرة حادة): اسكت يا مايد خلني افهم شو السالفة
الاخصائي: هاذي هي كل السالفة .. اول شي ممنوع انه يدش المدرسة ومعاه افلام من الاساس.. بس انه يدخل وياه فلم اباحي.. هاذي فيها فصل ونحن مضطرين نعاقبه.. وانا للحين ما وصلت السالفة للمدير..
عبدالله (وهو يتنهد بقهر): خلاص ماله داعي توصل السالفة للمدير ونضيع على مايد دروسه.. أنا بتصرف وياه بمعرفتي وان شالله ما بيعيدها..
الاخصائي: خلاص انا بحاول اخبي اللي صار عن المدير عشانك بس يا اخ عبدالله .. بس مايد بيكون تحت المراقبة واذا صدر منه أي شي مخالف انا ما يخصني فيه..
عبدالله: مشكور اخويه .. انا بوديه البيت الحين..
الاخصائي: الله وياك اخويه..
التفت عبدالله لمايد وكانت نظرته باردة مثل الثلج ولأول مرة يخاف مايد من عمه عبدالله اللي يوده من ايده بقوة ويره برى المكتب من دون ما يرمسه حتى..
مايد: عمي اصبر بروح اييب كتبي..
بس عبدالله ما رد عليه ومشى وياه للسيارة وبطل الباب ودزه داخل بقوة.. وقال: جب ولا كلمة ما ابا اسمع حسك ..
مايد: عمي لا تصدقه والله انه مب شريطي..
عبدالله: قلت لك ما ابا اسمع حسك انته ما تفهم؟؟؟
سكت مايد وتم يالس في الكرسي اللي ورا يطالع عمه اللي كان ويهه احمر من كثر ما هو مقهور.. كيف بيشرح له انه ما سوى شي وانه مظلوم.. وهو مب راضي يسمعه من الاساس؟؟ منو بياخذ له حقه وهم كلهم مب مصدقينه؟؟ وفجأة ادرك مايد انه يتيم.. أبوه لو كان موجود مستحيل يرضى انه هالرمسة تنقال عن مايد.. بس عمه مهما كان طيب وياهم للحين مب واثق فيهم وما يحبهم لدرجة انه يدافع عنهم جدام خلق الله ويرد عنهم كلام الناس..
مايد اللي الضحكة ما تفارق ويهه ما لقى غير الدموع تواسيه وهو يتذكر ابوه.. ويتمنى لو كان وياه في هاللحظة بالذات.. ورد يطالع عمه وتم يطالعه بحقد لين وصلوا البيت ثنيناتهم ونزل مايد وهو خايف من اللي بييه في البيت بسبة شي ما له خص فيه..

* * *



------------------------------------------------------------
محمد في هالوقت كان في جبل حفيت .. الصدمة اللي انصدمها اليوم الصبح هزت كيانه كله وجرحت له مشاعره بشكل ما يقدر يوصفه.. أول ما راح المحل الصبح تفاجئ انه عمه عين المدير اللبناني عشان يكون مسئول عن الحسابات والفواتير وكل شي.. ويوم دش محمد وتفاجئ به داخل المكتب حس بعمره غبي وايد.. وحس في عيون المدير نظرة شماتة واشفاق..
خلاص محمد يحس انه ما منه فايده وماله داعي يتم وياهم في البيت.. من البداية ما كان قادر يفرض احترامه عليهم والحين صار حاله حال خالد قي البيت .. ما منه فايدة ابد.. كل شي كان ضده.. كلهم وقفوا ضده.. صح انه يستاهل .. بس بعد حاس بوحدة فظيعة.. وانهم المفروض ما يتخلون عنه في وقت حاجته لهم..
تنهد محمد ونزل من سيارته ويلس يتمشى .. الجو كان روعة ورغم انه الوقت كان بعده مبكر بس المكان كان زحمة.. وهو يتمشى استغرب يوم شاف موتر يوفق حذاله ويوم نزل الجامة كان ربيعه منصور اللي درس وياه في الثانوية.. علاقتهم ما كانت قوية في ايام الدراسة واستغرب محمد يوم انه منصور نزل من موتره عشان يسلم عليه..
منصور: هلا والله .. شحالك محمد؟؟
محمد (وهو يسلم عليه): الحمدلله بخير ربي يعافيك.. انته شحالك؟
منصور : الحمدلله. .وينك يا ريال.. مول ما تنشاف..
محمد: والله مشغول..
منصور: ها وين تدرس الحين؟؟
محمد: ما ادرس والله .. ماسك شغل ابويه الله يرحمه.. ما عندي وقت للدراسة..
منصور: الله يعطيك العافية ياخوي..
محمد: وانته؟ وين تدرس؟؟
منصور: هني في جامعة الامارات..
محمد: أها .. ومنو وياك..
منصور (يتنهد): والله محد من الربع ويايه.. كلهم اللي راح المشروع واللي سجل في الكلية.. تعرفت على شوية شباب في الجامعة بس والله الشباب اللي كانوا ويايه في الثانوية محد يسواهم..
محمد: صدقت والله ..
وقف محمد يسولف ويا منصور شوي وخذوا ارقام بعض عشان يكونون على اتصال..
* * *

في هالوقت كانت سارة في الصف منطوية على نفسها بشكل فظيع لدرجة انها ما شاركت وياهم في لعبهم ولا تجاوبت ويا الأبلة مولية.. وحتى يوم كان حمدان يأذيها او يضربها ما كنت تلتفت له بالمرة.. كل اللي سوته من يوم يت الصبح انها مسكت ورقة بيضة وتمت ترسم فيها خطوط ودوائر مالها معنى..
أقتربت أبلة خولة من سارة .. كانت هالمرة صج خايفة عليها لأنه حمدان فرها بقلم وياها على راسها بس مووول ما تحركت ولا حتى بينت انها تألمت..
ابلة خولة: سارة حبيبتي.. شو فيج؟؟ منو مزعلنج؟؟ (ويوم ما ردت عليها سارة).. سارة شو بلاج والله خوفتيني .. ارمسي!!! شو هالدلع؟؟؟
ويوم ما طاعت سارة ترمس قررت أبلة خولة تروح وتتصل بليلى عشان تسألها شو سالفة اختها..

دش عبدالله البيت ويا مايد مثل الاعصار.. أعصابه خلاص تعبت ما قدر يتحمل اللي يسوونه عيال اخوه فيه.. وطلع حرته كلها في ليلى وامه اللي كانن يالسات في الصالة ويا أمل وخالد..
عبدالله (من دون ما يسلم.. ير مايد من ايده وفره على اخته العودة ): يودوا ولدكم ولا تخلونه يطلع الا يوم بتعرفون تربونه عدل..
أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم.. شو مستوي؟؟؟ طيحت لي قلبي!!!
عبدالله (وهو يطالع مايد بقهر): أنا ريال معروف والكل يحترمني.. تسير وتنزل راسي جدام واحد ما يسوى وتخليه يعلمني كيف اربي عيال اخوي؟؟؟؟
أم أحمد(وهي تزاعج بقهر): أنا ارمسك عبدالله رد عليه شو مستوي؟؟
مايد كان يصيح من خاطره جدامهم ووقف لعمه وقال له بنبرة حادة: انا مب جذاب ومتربي عدل... واذا ما تبا تصدقني انا ما يهمني... برايك..
ليلى: مايد عيب عليك !!!
مايد: انا ما سويت شي غلط ليش مب راضين تصدقون؟؟؟
عبدالله فر الشريط اللي في ايده تحت وقال لليلى وأمه: الادارة لقوا فلم خليع في درج مايد.. فشلتوني كل يوم طالعين لي بمصيبة...!!!
مايد: حد حاط لي اياه هاذا مب شريطي!!!!
ليلى ما شلت عيونها عن عمها لحظة... من يوم قال انهم فشلوه وهي مب مصدقة انه هالكلمة طلعت من شفاته.. لهالدرجة ليلى واخوانها مشكلين حمل ثقيل على عمها عبدالله؟؟؟ لهالدرجة غاثينه ؟؟ وقفت ليلى من دون ما تتكلم ويرت أخوها مايد بقوة وركبت وياه فوق وهو يحاول يهد ايده من ايدها بس مب قادر .. وأمل وخالد من البداية يوم سمعوا عمهم محتشر ركضوا ينخشون في الممر..

يوم ركبت ليلى فوق وقفت أم أحمد وقالت: ليش تظلمه يحليله يمكن مب شريطه..
عبدالله (بتعب): لين متى بنتم نتستر على عيالنا وما نصدق فيهم شي؟؟؟ ونغض الطرف عن سوالفهم ونقول عيالنا مستحيل يختربون أو ينحرفون؟؟؟ شو تبين اكثر من هذا دليل؟؟؟ لقوه في درجه .. وطبيعي مايد بينكر..
أم أحمد: الله يستر علينا وعلى عيالنا..
عبدالله: أنا برد الشركة عندي شغل .. ومايد ومحمد بشوف شغلي وياهم عقب..
أم أحمد: بسهم يا عبدالله اللي ياهم مب شوية..
عبدالله: دواهم ويستاهلون اكثر بعد..
طلع عبدالله من البيت وهو محرج ووقفت أم أحمد تطالعه بحزن وتتريا ليلى ترد تنزل من فوق عشان تطمنها على مايد..

نهاية الجزء التاسع

غرربه
02-05-2013, 04:41 PM
الجزء العاشر
وقفت ليلى جدام المنظرة تمشط شعرها وتبتسم لانعكاسها في المنظرة وهي تشوف شعرها ينساب بكل نعومة على ويهها.. تسريحتها اليديدة كانت وايد عايبتنها.. وما ندمت أبدا انها قصت شعرها كاريه .. رغم اعتراض يدوتها بس في نظرها هالتسريحة وايد تناسبها.. خصوصا عقب ما نزل وزنها وايد في الفترة الأخيرة وويهها صار شاحب شوي..
وعقب ما تجحلت لبست شيلتها وشلت الديجيتال كاميرا وقررت تطلع مثل كل يوم تتمشى في ال " بيازا دي فارنيز" وتصور الشغلات اللي تجذب انتباهها..
بس قبل لا تطلع اتصلت في يدوتها عشان اطمنها عليهم.. وابتسمت وهي تسمع صوتها الحنون يوصل لها عبر أسلاك التيلفون..
ليلى: السلام عليكم..
أم أحمد (بلهفة وبصوت عالي): وعليكم السلام والرحمة هلا والله بغناتي.. شحالج حبيبتي؟؟
ليلى(وهي تبتسم): الحمدلله بخير والله تولهنا عليكم مووووت..
أم أحمد: حتى انا والله وايد متولهة عليكم.. رحتوا وخليتوني بروحي هني..
ليلى: ما عليه يدوه .. شهر وبنرد البلاد.. صدقيني بيمر بسرعة.. وبعدين خالد عندج.. لا يكون بس مأذنج..؟؟
أم أحمد: لا وين مأذني فديته لا يهش ولا ينش.. كله قابض هالاوراق والالوان ويشخبط بروحه..
ليلى (وهي تغمض عيونها): فدييييت روحه يا ربيييه والله متولهة عليه.. وينه هو حذالج يدوه؟؟
أم احمد: صبري بزقره.. (وسمعتها ليلى تنادي عليه وعقب لحظات وصلها صوته ودمعت عيونها وهي تحط ايدها على قلبها.. كان صوته كالعادة يخترق كل الحواجز ويوصل رأسا لأعماق قلبها.. )
خالد (بصوت ناعم): ماماه وينج؟؟ متى بتردين؟؟
ليلى (بصوت مخنوق): حبيبي!!! شحالك؟؟ ليش ما تتصل بماماه؟؟
خالد: يدوه ما تعرف تتصل..
ليلى: هههه.. ما عليه انا كل يوم بتصل..
خالد: تعالي بسرعة ماماه انا محد عندي هني..
ليلى: ويدوه؟؟؟ منو بيتم عندها.؟؟
خالد: انتي ردي وكلنا بنتم عندها..
ليلى: ما عليه حبيبي انا ما بتأخر.. برد بسرعة..
خالد: لا تنسين تييبين لي هدية..
ليلى: ما بنسى حبيبي.. بييب لك هدايا وااااايد..
في هاللحظة خذت أم احمد السماعة عنه وقالت: ليلى؟
ليلى: هلا يدوه..
أم احمد: عبدالله رد لكم ولا بعده في هاذيج البلاد؟؟
ليلى (وهي تبتسم): لا بعده ما رد.. خليه يستانس مب كافي انا غاثينه ومخربين عليه شهر العسل؟؟
أم أحمد: بس ما يستوي يخليكم بروحكم انتوا يهال ما تعرفون تتصرفون؟؟
ليلى: وين يهال ما شالله محمد ومايد رياييل.. ونحن ساكنين في احسن بقعة هني في روما .. يعني لا تحاتين.. يوم بيشبع عمي من فينيسيا بيرد لنا ..
أم أحمد: لا لا .. انا يوم بيدق لي بهزبه.. والله اني حتى الرقاد ما رمت ارقد يوم خبرتيني انه سار عنكم..
ليلى: يدوه البطاقة خلصت بيبند التيلفون..
أم أحمد: انزين تحملي على عمرج وعلى اخوانج.. لا تطلعون من الشقة..
ليلى: ههههههه.. ان شالله يدوه.. بس نحن مب يايين هني عشان ننحبس في الشقة..
وقبل لا تقول أي كلمة ثانية انقطع الخط ونزلت ليلى السماعة وهي تبتسم..
......
اشيا وايدة استوت لهم في الثلاث سنوات اللي طافن.. اشيا غيرتهم .. خلتهم أقوى.. وخلت علاقتهم ويا بعض تقوى وايد.. ثلاث سنوات ونص مرت على الحادث المشئوم اللي يتم ليلى واخوانها.. ثلاث سنوات ونص قدروا ينجون فيها من شغلات وايدة واجهتهم.. وقدروا يستمرون بروحهم ومن دون مساعدة أي حد..
ليلى اللي كملت من شهرين 23 سنة، تعودت انها تكون لاخوانها الام والاخت والصديقة.. تعودت انه سارة وخالد وأمل ينادونها ماما.. وتعودت انهم يلجأون لها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم.. ورغم انه الكابوس انتهى تقريبا وحياتهم ردت طبيعية .. ورغم انه ليلى صارت تهتم بنفسها أكثر وصار عندها وقت تمارس هوايتها في التصوير وعشقها اليديد واللي هو الweb designing بس للحين مصرة انها ما تعرس ورفضت خلال هالسنوات أكثر من اربع اشخاص تقدموا لها وكلهم امل انها توافق.. بس ليلى حددت مصيرها وأعلنته للعالم كله.. اخوانها بس هم مستقبلها..
طلعت ليلى من غرفتها ومشت بسرعة للصالة عشان تخبر اخوانها انها بتطلع.. بس ما لقت حد هناك.. الشقة اللي اشتراها لهم عمها عبدالله في روما كانت كبيرة وفخمة.. اشتراها هدية لهم.. محاولة منه انه يرد يكسب رضاهم عقب فترة جفا دامت بينه وبينهم وتعدت السنتين.. في البداية عيال اخوه ما تقبلوا هالهدية بس أول ما سافروا وابتدوا يرتبشون في الطيارة .. نسوا كل شي وردوا سمن على عسل..
وقفت ليلى جدام المنظرة اللي في الصالة وتحجبت عدل .. ونادت بصوت عالي: سارة؟؟!! سارة!!!
وعلى طول طلعت لها سارة من البلكونة وهي بعدها بالبيجامة.. واطالعتها باستغراب وشعرها الكستنائي الطويل يتمايل وراها ..
التفتت لها ليلى وهي تبتسم وسالتها: سارة انا بظهر .. وين اخوانج؟؟
سارة (بهدوء): مايد ومحمد طلعوا.. ولولة تطالع التلفزيون في الغرفة..
ليلى: عيل تلبسي حبيبتي واطلعي ويايه انتي وأمل.. بنسير صوب النافورة..
سارة: مابطلع الحين.. بعدين بطلع ويا ميودي..
ليلى: على راحتج حبيبتي بس لا تبطلون الباب لأي حد.. اوكى؟؟
سارة: ما بنبطله..
اقتربت منها ليلى وباستها على خدها.. وابتسمت سارة ابتسامة خفيفة قبل لا ترد تقعد في البلكونة وتكمل مراقبتها للشارع اللي تحت شقتهم.. وقفت ليلى تطالعها شوي قبل لا تروح تشوف أمل.. سارة اللي صار عمرها هالسنة 7 سنوات طلعت من سنتين من تجربة مريرة ويا الاطباء النفسيين وليلى للحين مب مصدقة انها بعدها بعقلها.. عرضتها ليلى على أكثر من 3 دكاترة نفسيين وكلهم قالوا لها انه اللي تعاني منه سارة اكتئاب حاد وانها كانت معرضة لمرض التوحد.. واستمرت ليلى وياها على العلاج فترة طويلة وايد قبل لا ترد لهم سارة الأولية اللي كلهم يعرفونها..
دشت ليلى غرفة سارة وأمل وشافت أمل محطية جدامها البرنجلز وأنواع الكاكاو ويالسة تطالع رسوم ايطالي ومركزة في الشاشة جنها تفهم على كل كلمة يقولونها..
ليلى: أمولة.. الحين هذا ريوقج؟؟
اطالعتها أمل وهي تبتسم: انا تريقت..
ليلى: مب زين والله وزنج وايد زايد من هالخرابيط اللي تاكلينهن.. تبين تستوين دبدوبة؟؟
أمل: انتي وين بتسيرين؟؟
ليلى: بطلع اتمشى..
أمل: احنا بنطلع العصر ويا ميودي..
ليلى: خبرتني سارة.. وين بتسيرون؟؟
أمل (وهي تطالع ليلى بطرف عينها): ميودي قال لي ما اخبر حد..
ليلى: ههههههه يا ويلي على الاسرار .. انزين برايكم.. تبين شي من برى؟؟
أمل : لا ما نبا..
ليلى: ياللا عيل باي..
أمل: ماماه؟؟
التفتت لها ليلى: ها؟؟
أمل: لا تقفلين علينا الباب..
ليلى: لازم اقفله.. انتوا إذا احتجتوا تطلعون بتحصلون المفتاح في غرفتي فوق الكمودينو.. اوكى؟؟
أمل (وهي ترد تطالع التلفزيون): أوكى..




----------------------------------------------------------
طلعت ليلى من عمارتهم وابتسمت وهي تحس بانتعاش فظيع.. كل شي حواليها يجبرها انها تستانس وتفرح.. الشوارع اللي من الساعة 11 الصبح وهي مزدحمة ع الاخر.. نادرا ما تشوف سيارة هني.. الكل يتمشى والكل يضحك ويسولف باللغة الايطالية اللي رغم انه ليلى ما تفهمها بس وايد حبتها.. كانت تحب تطلع كل يوم وتتشرى بنفسها الخضروات من السوق اللي تحت عمارتهم .. ورغم انه البياعين ما يفهمون انجليزي وهي ما تعرف تتفاهم وياهم الا بالحركات .. ورغم انهم هني من اسبوع بس.. بس كل حد تعود عليها ويوم يشوفونها يسلمون عليها وليلى تستانس وعشان جذي قررت يتمون شهر هني..
مشت ليلى وهي تبتسم.. وكل ما شافت شي لفت انتباهها كانت تصوره.. حلمها كان انها تعرض اجمل صورها في معرض.. وعشان جذي كانت ما تطلع أبدا من دون كاميرتها عشان لا يفوتها أي مشهد حلو.. ووقفت فترة عند واحد من المقاهي تصور ياهل ياكل ايس كريم .. كانت مستانسة.. من زمان ما حست بهالوناسة.. من زمان ما حست انها حرة.. من مسئولياتها وروتين حياتها.. روما كانت بالنسبة لها مدينة الاحلام.. تتمنى من صغرها تزورها.. والحين يوم زارتها ما ندمت أبدا.. وما ندمت انها قبلت الشقة هدية عمها لأنها متأكدة انها بترد هني أكثر من مرة..
وبينما ليلى مشغولة بالتصوير وعدستها تتجول من مكان لآخر.. شافت مايد واقف يبيع ويا واحد من بياعين الفواكه وضحكت من خاطرها.. من أول يوم وصلوا فيه ايطاليا ومايد مندمج ويا الكل وصار عنده ربع وايدين .. حتى البياعين ما سلموا منه.. نادت عليه ليلى وابتسم لها وهو يلوح بإيده وردت هي تصور المناظر اللي حواليها..
وفجأة .. ومن بين الزحام .. يت عيونها في عيونه.. عيون ما تقدر ليلى توصفهن الا بأنهن أقرب للخيال من الحقيقة.. نظرة حادة وفي نفس الوقت فارغة.. نظرة فيها كل التناقضات اللي ممكن تنوجد في الدنيا.. بعدت ليلى عدسة الكاميرا عن عيونها وحاولت تحول نظرتها عن الريال اللي يفصل بينها وبينه شارع.. بس ما قدرت..
كان يالس في المقهى مجابلنها.. عيونه في عيونها .. وفي نفس الوقت ما كان مهتم لها ابدا.. لا ابتسم ولا بين لها انه منتبه لها.. يمكن سرحان؟؟ سرحان في منو؟؟ يتريى حد؟ ولا بروحه يالس هني؟؟
تفاجأت ليلى من نفسها وصحت من خيالاتها على صوت بياع الجرايد اللي وقف يرمسها ويحاول يقنعها تشتري منه.. بس ليلى ابتسمت وهزت راسها له ومشت بعيده عنه.. وصورة الغريب اللي سحرتها عيونه ما فارقت خيالها ولو للحظة..
اللي جذب ليلى فيه انه كان ملتحي ومعظم اللي شافتهم هني للحين مب جذي.. كانت ملامحه شرقية مع انه مستحيل يكون هالشي صحيح.. اللي تعرفه ليلى انهم العرب الوحيدين هني.. عمها أكد لها هالشي.. يا ترى من يكون؟؟
.....
..
....
في بلكونتها كانت سارة يالسة مثل عادتها من اسبوع.. تراقب كل شي حواليها بصمت.. من الساعة خمس ونص الفجر وهي يالسة هني.. نشت وشلت دانة ويلست تراقب الراهبات اللي طلعن من الدير ومشن لآخر البيازا صوب الكنيسة.. كان شكلهن وايد حلو وسارة استغربت منهن ليش طالعات الفجر ووين سايرات؟؟ عقلها الصغير ما بين لها انهن راهبات ولازم يحضرن للقداس قبل لا تطلع الشمس.. ما كانت اصلا تعرف انهن راهبات بس حبتهن لأنهن كانن متحجبات ولابسات نفس بعض..
وعقب ما اختفن عن انظارها تجولت بعيونها في المكان وشافت بياع الحليب اللي كان يمر بسيارته على العمارات وينزل الحليب ويروح.. كان منظر مريح بالنسبة لها وكملت مراقبتها للساعة 11 يوم دش مايد من برى وسار لها البلكونة على طول..
مايد اللي صار عمره 15 سنة من 4 أشهر.. كان مثل عادته شيطان ويمكن اكثر عن قبل بعد.. طويل وعريض واللي يشوفه يتحرى عمره فوق ال 17 سنة.. بس رغم هذا ملامحه الطفولية بعدها موجودة وابتسامته الحلوة ابد ما تفارق ويهه..
دش مايد البلكونة وشاف سارة يالسة على ثلاث مخدات وحاطة دانة على مخدة بروحها .. وابتسم لها بحنان.. سارة كانت اقرب وحدة لقلبه.. سارة اخته الهادية الحساسة.. اللي مستعد يذبح أي حد يفكر يأذيها..
يوم حست سارة انه في حد موجود عندها في البلكونة التفتت له بكل هدوء وابتسمت ابتسامة عريضة يوم شافت مايد واقف يطالعها..
سارة: ميودي ييت؟؟
مايد (وهو يعطيها دانة ويقعد على المخدة): هى توني داش البيت..
سارة: وين سرت؟؟
مايد: سرت استكشف المكان.. لقيت محطة قطار جريبة من هني.. انا وانتي وأمولة بنركبه العصر بس اياني واياج تخبرين ليلى ومحمد..
سارة: ما بخبر حد..
مايد: وعد؟؟
سارة: وعد..
في هاللحظة يتهم أمل ودشت شوي شوي وحطت ايدها على عيون مايد اللي سوى عمره يستهبل واونه ما يعرفها..
مايد: أويه!!! منو؟؟؟
أمل: ما بخبرك..
مايد: يالغبية عرفتج من صوتج..
ويرها مايد من ايدها ويلسها جدامه وهي تضحك..
أمل: ياللا نطلع مليت.. نسير الملاهي..
مايد: أي ملاهي انتي الثانية؟؟ الملاهي وايد بعيدة ..
أمل: انزين خبر ماما ليلى تودينا..
مايد: بشوف.. محمد وينه؟؟
سارة: بعده ما رد من برى..
مايد: أنا بسير اتسبح وبزقر ليلى من تحت عشان نتغدى .. ياللا قومن غيرن هالبيجامات.. عفنتن فيهن..
قام مايد وقامت سارة وامل وراه وكل واحد فيهم راح غرفته..
..
مايد أول ما دش الغرفة شاف صورة ابوه اللي حاطنها على الكمودينو حذال شبريته وابتسم.. عقب ثلاث سنوات ونص خف احساسه بالالم والوحدة.. وتحولت صورة ابوه لشي يبعث في نفسه الراحة والهدوء .. في البداية استغرب كيف انه الالم يبرد والحزن ينطفي.. وكيف مرت عليه اسابيع وشهور من دون ما تنزل من عيونه دمعة على ابوه وامه.. فعلا الحياة تستمر والانسان ينشغل باشيا وايدة تنسيه همومه واحبابه.. بس رغم هذا للحين وجود امه وابوه في حياتهم كبير ومستحيل يختفي .. الشي الوحيد اللي يتحسر عليه مايد هو انه خالد وأمل ما عرفوهم.. ما عرفوا امهم وابوهم .. بيكبرون وبيتم الاب والام بالنسبة لهم مجرد صورة يشوفونها ويحاولون يتذكرون فيها ملامح ناس كانوا في يوم جزء من حياتهم..
مايد تعود يخفي مشاعره ويخلي الفرح قناع يخفي فيه الامه.. تعود انه خلاص ما يشكي لأي حد ولا يفكر في يوم انه في واحد في هالدنيا يصلح يحل محل ابوه.. علاقته ويا عمه عبدالله عمرها ما تصلحت.. حتى عقب ما وافق انه يسافر ويا خواته ايطاليا.. سوى هالشي لأنه يبا يسافر مب عشان خاطر عمه..
ابتسم مايد وهو يتذكر اليوم اللي صج كره فيه عمه عبدالله.. احساسه ما تغير.. من ثلاث سنين وهو شايل عليه .. هذاك اليوم .. ابتعد مايد تماما عن عمه .. بس في نفس الوقت اقترب من محمد بشكل كبير.. وصاروا دوم يتفاهمون ويسولفون .. وللحين يتذكر كلمته يوم قال له" انت واثق من نفسك وتعرف انك ما غلطت.. خلاص.. ما عليك من أي حد ثاني ولا تهتم الا بأقرب الناس لك.. اخوانك ويدوتك وبس"..
يلس مايد على الشبرية وابتسم وهو يتذكر هذاك اليوم .. يوم الكل وقف وياه .. الا عمه.. ما عاد يهمه هالشي.. اللي يهمه انه عرف من يومها انه ماله الا اخوانه وبس..
..
....


....
..
في مكان بعيد عن روما.. وفي مدينة الرومانسية والحب.. وبالتحديد في فينيسيا .. كان عبدالله يتغدى ويا مرته ياسمين في فندق الريتز اللي ساكنين فيه..
ياسمين كانت وايد محلوة .. وسعادتها بحياتها اليديدة وبعبدالله مبينة على كل جزء من ملامحها.. كل شي بالنسبة لها كان مثير .. صار لها شهرين وهي متزوجة عبدالله ومول ما ردوا البلاد.. لفوا على أوروبا كلها من لندن لألمانيا وفي النهاية استقروا في إيطاليا.. كل شي كان بالنسبة لها مثل الحلم وعبدالله وايد مدلعنها.. وما ابتعد عنها ولا لحظة .. وكل يوم تتفدى عمرها لأنها اختارت الريال الصح.. كانت ياسمين مستانسة وايد لأنها قدرت تملكه.. قدرت تخليه يفكر فيها هي وبس.. خلاص عبدالله فعلا صار لها هي وبس.. لدرجة يودر اشغاله كلها في البلاد ويقعد وياها هني شهرين ..
عبدالله اللي كان يالس وياها كان باله مشغول بالشركة اللي من شهرين وهو مبتعد عنها .. السنوات الثلاث اللي مرت كانت ناجحة جدا بالنسبة لعبدالله ومبارك اللي حققت شراكتهم أرباح خيالية وقدر مبارك في خلال 9 أشهر انه يعوض عن الخسارة الفادحة اللي خلفها هروب عبدالكريم من البلاد.. وفي نهاية السنة وتحديدا في شهر 12 تم العثور على عبدالكريم في البرتغال واسترد معظم الدائنين ومنهم مبارك حقوقهم.. وبالرغم من هذا استمر مبارك في شراكته ويا عبدالله حسب اتفاقهم..
بس كل واحد فيهم كان يدير شركته الخاصة واللي يتجاسمون فيه هو الارباح وبس.. يعني علاقة عبدالله ومبارك للحين رسمية بشكل فظيع.. ورغم هذا عبدالله مطمن انه مبارك بيدير باله على الشركة وسهيل بعد.. بس بعد توله على الشغل وخاطره يرد البلاد..
تذكر عبدالله أول أيام خطوبته ويا ياسمين.. كانت فترة صعبة بالنسبة له حس فيها بوحدة فظيعة خلته يفكر جديا بالزواج.. عبدالله كان تفكيره كله عند عيال أخوه اللي صاروا يبتعدون عنه يوم بعد يوم لدرجة انه ما صار يشوفهم الا كل يوم جمعة بس .. مايد ما يرضى يكلمه وليلى ترمسه برسمية ومحمد التهى بشغله في اتصالات وسارة كالعادة ساكتة وأمه الوحيدة اللي استمرت طبيعية وياه.. وهي الوحيدة اللي كانت تشوف في عيونه ألم محد يروم يوصل له بسبب العلاقة اللي اختربت بينه وبين عيال أخوه.. كانت أمه تشوفه وهو يتنقل بين العين ودبي وتحس بمعاناته كل ما يا يزورهم ومحد يقعد وياه إلا خالد وأمل .. بس بعد لاحظت انه ملامحه ترتاح كل ما رمس عن ياسمين وحمدت ربها انه هالطفلة قدرت ترد لولدها بعض السعادة اللي كان محروم منها..
فيلا ياسمين في جميرا كانت تقريبا مخلصة وعبدالله كان يشرف عليها بنفسه ويروح دبي اسبوعيا عشان يشوف خطيبته اللي تعلق بها بشكل كبير.. كانت محلوة بشكل فظيع وكل ما ايي عبدالله يزورهم كانت تكشخ له وتلبس أحلى جلابياتها.. وكان عبدالله يحس انه قلبه يخفق لها هي بس في كل مرة يشوفها فيها.. كانت تخطف أنفاسه بشكل عمره ما حسه لشخص ثاني في حياته..
والحين وهي يالسة جدامه .. مرته وحبيبته.. غصبن عنه نسى عبدالله همومه وما انتبه الا لها هي وبس.. وهي بعد ابتسمت له بخجل ونزلت الشوكة من ايدها ..
ياسمين: عبدالله؟؟
عبدالله (وهو يبتسم): عيون عبدالله وقلبه وروحه..
ياسمين (وهي تحس انه خدودها محترقة): عبدالله ما بنرد روما؟؟
عبدالله: ليش حبيبتي مب عايبنج المكان هني ؟؟
ياسمين: لا بس خاطري ايلس في شقتنا هناك..
عبدالله: ان شالله بنسير عقب باجر بس خلي عيال اخويه يستقرون هناك وعقب بنلحقهم..
ياسمين: اها.. عيال اخوك..
عبدالله: ياسمين؟؟
ياسمين: همم؟؟
عبدالله: قولي الصراحة .. انتي متظايجة لأني عزمتهم ايون ويانا صح؟؟
ياسمين: عبدالله لا تفهمني غلط بس هذا المفروض يكون شهر العسل يعني حقي انا وانته وبس.. اعتبرني انانيه بس انا مابا حد يشاركني فيك خصوصا انك بتنشغل عني يوم بنرد البلاد..
عبدالله: يا غناتي يا ياسمين.. كبري عقلج شوي.. هاذيلا عيال اخويه يعني لازم اجابلهم بعد..
ياسمين: وليش ما تجابلهم في البلاد يعني لازم ايون لين هني؟؟
عبدالله: انتي نسيتي انهم ما ظهروا من العين من 3 سنين؟؟ ويحليلهم مول ما شتكوا مع انهم متعودين على السفر في كل اجازة..
نزلت ياسمين عيونها وهي معصبة.. لين متى بيتمون هاذيلا يوقفون في دربها هي وعبدالله؟؟ مب ناقص الا اييبهم ويسكنهم وياها في نفس البيت.. ارتجفت ياسمين من هالفكرة وتنفست بصعوبة..
عبدالله (اللي حس بظيجها): ياسمين؟؟
ياسمين (وهي تتنهد): ياللا نطلع مالي نفس اتغدى..
عبدالله: اللي يريحج وين تبين تسيرين؟؟
ياسمين: نتمشى برى..
عبدالله: انزين ممكن سؤال؟؟
ياسمين: شو؟
عبدالله: زعلانة؟؟
ياسمين (وهي تبتسم): انا اقدر ازعل عليك؟؟
ابتسم عبدالله وعقب ما دفع الحساب طلع يتمشى وياها برى .. يدري انها دلوعة ولازم يتحملها .. بس في نفس الوقت يعرف بعد انها تحبه وتدور رضاه..
..
الساعة أربع العصر كانت ليلى في الصالة يالسة تسوي لاخوانها سندويتشات لأنهم ما تغدوا اليوم.. ودش محمد اللي كان توه ياي من برى .. اطالعته ليلى وابتسمت وهي تسأله: وينك انته من الصبح طالع..؟؟
محمد: سرت اشوف منصور.. وصل اليوم الصبح هو واهله وفاجأني.. وطلعت له بسرعة.. سوري ما خبرتج..
ليلى: عادي حبيبي.. بس كنت احاتيك..
ردت ليلى تحط المرتديلا في الصمون ومحمد يلس يساعدها .. علاقته ويا ليلى مستوية وايد اقوى عن قبل.. وليلى من شهر وهي كل ما تطالعه تحس بفخر كبير.. فخر أكبر من فخر الام بولدها.. محمد من ثلاث سنوات وهو يشتغل في اتصالات وودر المحلات وحلال ابوه كله حق عمه عشان يديره.. وقبل شهر راح لعمه وعطاه شيك بقيمة خمسين ألف درهم.. وطلب منه يحطه في حساب محل المجوهرات.. الكل انصدم وخصوصا عمه اللي ما كان متوقع منه هالشي.. محمد رد كل اللي خذاه واستقال من شغله في اتصالات وطلب من عمه يلغي الوكالة اللي بإسمه وقال له بصريح العبارة انه هو اللي يبا يدير حلال ابوه..
ابتسم محمد وهو يتذكر علامات الصدمة على ويه عمه يوم سأله: بس يا محمد انت متأكد انك تقدر تجابل الحلال بروحك؟؟
محمد: أنا خلال هالسنة خذت دورات ادارة اعمال في جامعة عجمان وعندي شهادة.. واعتقد اني مب بحاجة للمدراء اللي انته حاطنهم...
عبدالله: والله كبرت في عيني يا محمد.. وريحتني وايد.. أنا كنت شايل هم كل هالمحلات ..
محمد: يعني انته مب متظايج مني؟
عبدالله: وليش اتظايج؟؟ بالعكس يا محمد انا فخور بك .. وكنت اتمنى من زمان انك تعتمد على نفسك..
محمد: محمد الاولاني تغير يا عمي.. وان شالله راح اكون قد المسئولية..
عبدالله: ان شالله..


ابتسم محمد .. هذا كله بتشجيع من منصور اللي مول ما قصر وياه وما ندم محمد لحظة على انه صار ربيعه..
ليلى كانت تحاول تركز على اللي في ايدها بس تفكيرها كان مشغول وصورة هالغريب ما غابت لحظة عن خيالها.. ليش هالكثر مسيطر على تفكيرها؟؟ وليش من مجرد جزء من ثانية التقت فيها عيونه بعيونها حست انها انجلبت فوق تحت وانها ندمانة لأنها ما يت هالمكان امس واللي قبله وقبله عشان تشوفه..؟؟ ليش انهارت جبال الثلوج اللي في داخلها ؟؟ وبأي حق انهارت؟؟ وليش تتمنى تنزل الحين للمقهى وتيلس هناك وتتريا يمر جدامها بس عشان ترد تعيش هاللحظة؟؟ ليلى عمرها ما فكرت بهالتفكير وعمر افكارها ما كانت بهالجرأة.. شو اللي تغير الحين؟؟
محمد: ليلى؟؟؟ ليلى!!!!
ليلى : ها؟؟
محمد: بسم الله شو فيج ؟؟ وين سرحتي؟؟
ليلى (وخدودها تحمر من المستحى): كنت افكر بخالد ويدوه.. وايد تولهت عليهم..
محمد: شو رايج نييبهم هني؟؟
ليلى: لا والله؟؟ نسيت انه يدوه ما تروم تسافر؟؟
محمد: همممممم.. لو يبتي خالد وياج..
ليلى: يدوه ما طاعت..
محمد: انزين بتطلعون انتوا العصر؟؟ تبوني اوديكم مكان؟؟
ليلى: لا حبيبي .. مايد بيطلع ويا امل وسارة وانا بتم هني في الشقة بسوي لكم العشا.. انته اذا تبا تطلع برايك..
محمد: منصور يباني ايلس وياه في المقهى العصر بس عقب المغرب غصبن عنج بتين ويايه السينما..
ليلى: هههههههه ان شالله بسير وياك.. لا تاكلني..
محمد: وين ميود؟
ليلى: يالس يطفر بخواته داخل..
محمد: بسير اشوفهم
ليلى: شغل لي التلفزيون..
محمد: اوكى..
قام محمد وشغل لها التلفزيون ويلست ليلى تسوي لهم العشا وهي تسمع الاخبار على قناة Cnn .. أما محمد فدش غرفة مايد وشافه يالس ع الارض وخواته حذاله وكلهم مركزين على شي بين يدين مايد.. اقترب منهم محمد وهو يسألهم: شو عندكم؟؟
مايد: تعال حمادة..
محمد: حمادة في عينك.. شو شايفني ياهل جدامك؟؟
أمل (وهي تطالعه وعيونها مبطلة ع الاخر): حمادة شوف.. فار!!!!
مايد: ألف مرة قلت لج اسمه سنجاب.. انتي ما تفهمين؟؟
وقف مايد وكان في ايده سنجاب صغير شكله وايد قبيح ووصخ من الخاطر.. وكان هو وخواته حاطينه في قدر ويسبحونه..
محمد : أرف يأرفكم..!! من وين يايبينه هذا؟؟
مايد: انا يبته الصبح .. لا تخبر ليلى.. بنسير عقب شوي نرده بيته..
محمد: وليش يبته يوم انك تبا ترده؟؟
مايد (وهو يطالع سارة ويبتسم): كنت ابا سارة تشوفه..
ابتسمت سارة بخجل وعظت على شفايفها .. واطالعته أمل بعصبية وقالت : حتى انا شفته مب بس ساروه..!!
مايد: يا ربييييي يهالبنية.. انتي ايه .. مب زين جي تغارين من اختج..
أمل: وما بسير وياكم!!!!!
وطلعت من الغرفة وهي معصبة ووقف محمد ومايد يطالعونها باستغراب.. وعقب شوي قامت سارة بهدوء وطلعت وراها .. وشافتها يالسة في الصالة حذال ليلى وساكتة.. ويلست سارة حذالها.. وهمست لها في اذنها..
سارة: لولة تعالي بعطيج شي حلو..
أمل (بدلع): مابا
سارة: والله شي حلو..
أمل: شو هو؟؟
سارة: تعالي داخل بتشوفينه..
ليلى: شو عندكن؟؟
سارة: ماشي ماماه..
قامت أمل وقامت وراها سارة ودشن غرفتهن.. كانن متلبسات وجاهزات عشان يطلعن ويا مايد عقب شوي.. وكالعادة كانن مطقمات في لبسهن لأنه أمل على الرغم من انها اصغر من سارة بسنة بس كانت نفس طولها ..
يلست سارة تحت وطلعت شنطة ثيابها من تحت الشبرية وأمل منسدحة على الشبرية ومنزلة راسها عشان تشوف شو بتطلع اختها من الشنطة..
سارة طلعت شنطة صغيرة وردية كان داخلها ثياب دانة ومشطها واكسسواراتها.. ووياهن شي سارة تحبه وايد ورغم كل شي تمت محتفظه فيه.. شي كانت دوم تحطه في ايدها وترص عليه وهي راقدة.. ابتسمت سارة وحطت هالشي في ايد أمل اللي شهقت يوم شافته وبطلت عيونها ع الاخر..
أمل: الذهب!!!!!!!!!!!!
سارة: هذا مب ذهب يالغبية.. ميود كان يقص علينا..
أمل: من وين يبتيه؟؟
سارة: انتي عطيتيني اياه..
أمل: متى؟؟
سارة: يوم فلعتيني بالحصاة..
اطالعتها امل باستغراب وسألتها: انا فريتج بحصاه؟؟ متى...؟؟ ليش تكذبين؟؟
سارة: والله العظيم.. حتى اسألي ماماه..
أمل: والله ما ظربتج..!!!
هزت سارة كتفها بعدم اهتمام وقالت: عادي لا تصدقين..
أمل: انزين عورج يوم ظربتج؟؟
سارة: هى وطلع دم بعد..
أمل: وين؟؟
سارة (وهي تحط ايدها على راسها): هني
ابتسمت أمل : الحين هالذهب حقي.؟؟
سارة: هى.. انتي زعلانة..؟؟
في هاللحظة دش مايد وقال: ايه ياللا طلعن بنسير .. القطار يتحرك عقب نص ساعة..
شهقت أمل ونطت على الشبرية: الله بنسير رحلة!!!! بنسير رحلة!!!
مايد: عن الحشرة ياللا طلعن بناكل وبنظهر..
طلع مايد وقالت سارة لأمل..: تعالي بنشل ويانا شنطة.. بنحط فيها دانة وشيبس وكاكاو وعصير..
أمل: حطي فيها الذهب بعد..
سارة: اوكى
حطوا اغراضهم في شنطة صغيرة وطلعوا برى يشوفون مايد اللي عقب ما كلوا واداهم محطة القطار الجريبة من البيازا..
..
طلعت أمل وسارة ويا مايد من الشقة عقب ما يلست ليلى ساعة توصيهم على عمارهم وتوصي مايد عليهم..
ليلى: مايد .. دير بالك عليهن.. اياني واياك تغفل عينك عنهن..
مايد: أووووهوو.. الحين كم مرة قلتي هالجملة.. سبع مرات!! ليلى والله ما باكلهن ولا ببيعهن.. بردهن ويايه البيت عقب المغرب..
ليلى: هههه.. انزين شو رايكم اسير وياكم؟؟
مايد وسارة وأمل في نفس الوقت: لا لا لا لا ..
مايد: والله والله ما ببتعد عنهن.. بتم وياهن طول الوقت ليش اتين ويانا؟؟
ليلى (في عيونها نظرة شك): انتوا متأكدين انكم بتسيرون الملاهي اللي حذال البيازا؟؟
أمل: هى والله العظيم ما بنسير في القطار..
شهق مايد وبطل عيونه من الصدمة وسارة ضحكت وهي تطالع ملامح ويه أمل البريئة.. وملامح ليلى اللي كات تطالع مايد بعصبية..
ليلى: أي قطار هذا؟؟
مايد (وهو يقرص أمل ): القطار اللي في الملاهي..
أمل: آااااااااي.. شيل ايدك..
ليلى: ماشي طلعة تموا في الشقة.. تعرف تجذب بعد استاذ مايد..
مايد: ليلوه حراااااااااااااااااام.. والله حرام انا شاري التذاكر..
ليلى (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): محد قال لك تتصرف من دون ما تشاورني..
سارة: ماماه الله يخليج.. ابا اركب في القطار..
ابتسمت ليلى وتمت تطالع سارة.. كانت مستانسة وايد.. وهالشي نادرا ما يستوي .. وعشان جذي قالت: خلاص.. عشان خاطر سارونا بس بخليكم تسيرون..
مايد: فديت سارونا يا ربي.. ساروه حبيبتي يوم بسير الديسكو بعد باخذج عشان تتوسطين لي..
ليلى : ميود!!!!
مايد: أسولف بلاج؟؟
وعقب ما طلعوا من الشقة ونزلوا تحت في البيازا.. وقفت ليلى تراقبهم من البلكونة وهي تبتسم.. لين غابوا عن عيونها.. أحلى شي في اخوانها انهم وايد ويا بعض .. ومحد فيهم شال في قلبه على اخوه.. وتمنت ليلى من كل قلبها انه هالشي ما يتغير أبد..



مايد كان وايد مستانس لأنه المكان اللي راح له بالقطار الصبح كان وايد حلو وكان خاطره خواته يشوفنه.. واستانس يوم وافقت ليلى انه ياخذهن.. وهن بعد كانن وايد مستانسات ..
أمل: وين القطار؟؟
مايد: صبري انتي ما فيج صبر..؟؟ الحين بنوصل..
وعقب ما مشوا لمدة دقيقتين.. ردت أمل تسأله: وين القطار؟؟
مايد : أفففف.. قلت لج اصبري..
أمل: انته تقص علينا..
مايد: لولة عيييييب.. عيب..
أمل: انا ما اشوف قطار وريولي تعورني..
مايد: والله انج أذية.. شوفي اختج مول ما تنطقت من طلعنا من البيت.. ليش ما تستوين شراتها..
أمل: انزين وين السنجاب..؟؟
شهق مايد وهو يتذكر السنجاب اللي كان خاشنه في شنطة سارة وخذ عنها الشنطة وابتسم يوم شافه بعده حي .. وتم ميودنه في ايده.. ويوم وصلوا القطار تمت أمل مبطلة عيونها ع الاخر وهي مب مصدقة انها اخيرا بتركب قطار نفس الرسوم المتحركة.. وسارة كانت منبهرة باللي حواليها وتطالع كل شي وكل حد يمر من جدامها.. ومن بين اللي مروا ريال وقف فترة يطالعها وتم واقف وسارة مب منتبهة له.. بس مايد انتبه وعلى طول ير سارة من ايدها وقربها له .. وتم يطالع الريال بنطرة حادة لين ابتعد عنهم.. مايد كان يعرف انه اخته جميلة والكل ينبهر يوم يشوفها.. بس هذا ما يعطيهم الحق انهم يوقفون يتأملونها..
ليلى أول ما نزلوا اخوانها دشت غرفة محمد بس ما لقته، وراحت تطالع التلفزيون بس ملت لأنه القناة الانجليزية الوحيدة اللي عندهم في الشقة هي CNN والباجي ايطالي وما تفهم عليه.. وقفت في البلكونة وهي تفكر شو تسوي لهم ع العشا.. وسرحت وهي تطالع الشارع اللي تحت.. أفكارها غصبن عنها ردت تاخذها للغريب اللي شافته في المقهى .. وترددت قبل لا تلبس وتنزل البيازا.. يمكن تشوفه.. وإذا شافته؟؟ شو بتسوي؟؟ وليش وايد هامنها هالشي؟؟ تبخرت أفكار ليلى وهي تنزل الشارع وتمشي صوب المقهى.. بس رغم انها لفت البيازا مرتين ما شافته.. وحست بإحباط كبير وهي رادة الشقة.. وشافت من بعيد اخوها محمد يالس اكيد ويا ربيعه منصور في المقهى.. واستأذن محمد من منصور يوم شافها وسار لها..
محمد: شو بلاج ليلى .. شِكلج متظايجة وايد..
ليلى: لا بس مليت وانا بروحي في الشقة ونزلت اتمشى.. بس حتى البيازا ملل..
محمد: انزين تريي دقايق برمس منصور وبيي اتمشى وياج.. بنسير المول اللي في البيازا الثانية.. شو رايج؟
ابتسمت ليلى من دون نفس وقالت: خلاص بترياك..
ووقفت تطالع اخوها وهو يرمس ربيعه.. كانت حاسة بإحباط كبير .. ليش ما شافته؟؟ وين راح؟؟ الصبح كان يالس في هالبقعة.. وين اختفى؟؟ ويا ترى بتشوفه مرة ثانية ولا لاء؟؟
اقترب منها محمد وهي سرحانة ومشت وياه وهي عقلها مب عندها.. كانت تتظاهر انها تسمع رمسته وتبتسم وتهز راسها بس هي كانت ما تسمع ولا حرف من اللي يقوله.. كانت تحاول تفسر مشاعرها وتتغلب عليهن.. بس لأول مرة في حياتها تحس بقلبها عنيد لهالدرجة..
محمد: أووهووو..!!!
ليلى: ها؟؟
محمد: الحين صار لي ساعة أسألج وين بالضبط تبين تروحين.. ليلى شو بلاج متأكدة انه ما في شي مظايجنج؟؟
ليلى: ما فيه شي.. تعال نسير السينما..
محمد: ياللا..
وداها محمد السينما ولفترة بسيطة من الوقت قدرت ليلى تنسى طيف الانسان اللي ملا عليها قلبها وحياتها وروحها..

في القطار كان مايد يالس ويا أمل وسارة على كرسي واحد.. وجدامهم بنتين انجليزيات يايات ايطاليا سياحة.. رحلتهم كانت مدتها نص ساعة لين يوصلون جنوا.. وأمل وسارة كانن يطالعن الانجليزيات باستغراب وهن يطالعن مايد ويتغامزن ويضحكن ومايد يطالعهن ويبتسم وفي النهاية يوم شاف مايد انه ما منهن سالفة ومب ناويات يرمسن.. ابتدى هو وسولف وياهن.. وعرف انه وحدة فيهن اسمها كلير والثانية جنيفر..
مايد: you're going to Genoa too? (بتسيرون جنوا؟؟)
كلير: No.. we're heading to Napoli.. But.. if you want us to come with you?? (لا .. نحن سايرات نابولي.. بس.. إذا تبانا نسير وياكم عادي..)
مايد (وهو يضحك): I wish.. but am babysitting my two little sisters (والله اتمنى هالشي بس انا مب فاضي اليوم.. ويايه خواتي الصغار)
جنيفر: That's a lovely thing to do.. you're a really nice person ( بصراحة شي حلو انك تهتم بخواتك.. الظاهر انك انسان حنون)
مايد: yeah.. I think so.. e7m.. (هيه.. يمكن.. إحم)
كلير: it's ok.. we'll come with you and help you take care of them (انزين نحن بني وياك وبنساعدك.. وبنيلس ويا خواتك)
مايد (وهو مستانس من الخاطر): Great.. !! (الله!! وناسة)
أمل: ميودي شو يقولن..؟؟
مايد: وانتي شلج ؟؟
أمل: شو يقولن.. خبرني..
مايد: يبن يسيرن ويانا..
سارة: لا.. ما نباهن..
مايد: حبيبي عادي ما بيسون شي والله فنانات..
سارة (وهي مبوزة): مابا.. أبا أرد البيت..
مايد: ياللا عاد سارونا.. لا تزعلين بخليهن يمشن بعيد عنج..
سكتت سارونا وتمت أمل تطالع البنتين بفضول.. كيف جي لابسات قصير؟؟ وليش ليلى ما تخليها تلبس مثلهن؟؟ هن أكبر عنها ولابسات .. اشمعنى هي لاء؟؟
مايد: خيبة خيبة خيبة..!! كلتيهن بعيونج لولة .. عيب..
أمل (وهي تهمس له): شو اسمائهن؟؟
مايد: كلير وجنيفر..
أمل: هيه تذكرت..
ضحك مايد عليها وتم يسولف ويا كلير وجنيفر لين وصل قطارهم جنوا ونزلوا هم الخمسة ويا بعض..




-------- الإمارات ---------
أم أحمد اللي من اسبوع ما طلعت من البيت ، خذت وياها خالد اليوم وراحت تزور صالحة اللي كانت طايحة في الفراش من يومين ومريضة.. وخالد كان مستانس انه بيطلع من البيت وما يهمه وين يروح.. المهم يطلع..
أول ما وصلت أم أحمد بيت صالحة دشت الصالة ونادت عليهم بس محد رد.. مع انها يوم اتصلت فواغي اللي ردت عليها.. وعقب ما يلست في الصالة.. طلعت لها مزنة من الممر وسلمت عليها..
أم أحمد: حيا الله مزنة شحالج..؟؟
مزنة : انا بخير.. تبين امي؟؟
ام احمد: هى وينها امج؟؟
مزنة: داخل عند يدوه صبري بزقرها..
دشت مزنة غرفة يدوتها اللي كانت تكح من خاطرها وفواغي يالسة وياها مصخنة لها ماي وحاطة فيه فيكس عشان تستنشقه.. بس صالحة كانت مصرة انه هالطريقة ما بتنفعها..
صالحة (بصوت مبحوح): عطيني قوطي الفكس..
فواغي: ما بعطيج ادريبج تبين تاكلينه..
صالحة: أقول لج عطيني اياه.. انتي تبين تذبحيني تمنعين عني الدوا؟؟؟
فواغي: امايه مب زين تاكلينه هذا كله كيماويات.. مصارينج بيتقطعن..
صالحة: ما بيخوز هالكحة الا الفكس.. عطيني اياه حسبي الله عليج من بنية..
في هاللحظة دشت مزنة.. وقالت: امايه .. حرمة تباج في الصالة..
فواغي: هاذي اكيد ام احمد..
صالحة (وهي تكح): هاذي شو يايبنها بعد.. ؟؟
فواغي: أمايه !!!!.. الحرمة ياية تزورج فيها الخير مسكينة..
صالحة: ماباها تزورني ولا يكون تدخلينها عندي هني..
تنهدت فواغي وقامت وهي تستغفر ربها وطلعت برى في الصالة عند أم أحمد.. اللي كانت يالسة وخالد يالس في حظنها.. وسلمت عليها ويلست وياها..
فواغي: شحالكم وشو اخبار ليلى واليهال؟؟
أم أحمد: الحمدلله بخير ... اليوم الصبح متصلين فيه..
فواغي: متى بيردون بالسلامة؟؟
أم أحمد: بعدهم مطولين شوي..
فواغي: والمعاريس شحالهم؟؟
أم أحمد: والله من يومين ما رمستهم..
فواغي: يحليلهم..
أم أحمد: طمنيني على امج.. اهون اليوم؟؟
فواغي: الحمدلله بس الله يهديها ما تسمع الرمسة طلعت لي قرون..
أم أحمد: هاذي صالحة. .راسها يابس استحميلها فديتج ..
فواغي: والله اني احاتيها .. خواتي مول ما يزورنها وهاذي النسرة مرت فهد مب جنها وياها في نفس البيت.. كله يالسة في جناحها فوق وما تنزل حتى تطمن عليها..
أم أحمد: بذمتج؟؟
فواغي: هى والله.. انا صار لي 3 ساعات هني ما شفتها نزلت ويوم دشيت على امايه كانت هلكانة يحليلها تبا حد يقربها الما وما عندها حد ..
أم أحمد: انزين ايلسي عندها انتي ليش تودرينها؟؟
فواغي: بتصل لريلي وبخبره اني ببات هني الليلة.. انا كنت مطمنة انه عندها شيخة هني.. بس الظاهر هاذي ما يهمها غير عمرها..
أم أحمد: هاذي ياهل شدراها .. قومي بندش عند امج..
فواغي: ياللا..
دشت أم أحمد وفواغي على صالحة اللي كانت تظارب مزنة تبا تاخذ عنها قوطي الفكس ومزنة مب راضية تعطيها.. ويوم دشوا عليها يلست مكانها وعدلت شيلتها وسلمت عليها أم أحمد ويلست تتخبرها عن صحتها.. ومزنة سارت صوب خالد وخذته وياها برى عشان يلعبون بروحهم..
صالحة كانت تطالع فواغي بحقد وفواغي تطالع أم أحمد اللي حست انه صالحة ما كانت تباها تدش عليها..
أم أحمد: فواغي ما بتزقرين شيخة؟؟ ما شفتها من يوم العرس..
فواغي: بسير ازقرها..
أم أحمد: الله يعطيج العافية يا بنيتي..
وعقب ما طلعت فواغي.. التفتت أم احمد على صالحة وقالت لها: ما تشوفين شر يام فهد..
صالحة (من دون نفس): الشر ما اييج...
أم أحمد: وليش جي تقولينها بنفس خايسة؟؟
صالحة: جبدي لايعة من المرض..
أم أحمد: هيه.. زين..
صالحة (اللي مول ما تستغنى عن فضولها): عبدالله ما اتصل من يوم سافر؟؟
أم أحمد: امبلى اتصل.. لازم بيتصل وبيطمني..
صالحة: وشو مسوي هو ومرته هاذيج.. نسيت اسمها..
أم أحمد: اسمها ياسمينا..
صالحة: بذمتج هذا اسم؟؟
ام احمد: بلاه اسمها حلو ما فيه شي..
صالحة: ما قلنا شي.. انزين متى بيردون؟
أم احمد: جريب ان شالله..
صالحة: وانتي ليش ما سافرتي وياهم؟؟ ما بغوا ياخذونج؟؟
أم أحمد: الله يهديج يا صالحة.. وين اروم اسافر انا وهالروماتيزم والضغط مأذني..؟؟ الا ما خبرتيني.. شو مسوية ويا مرت ولدج فهد..
صالحة: الله لا يبارك فيها ولا في الساعة اللي خذها فهود..
أم أحمد (مصدومة من لهجتها): استغفر الله العظيم.. جى عاده؟؟
صالحة كانت متعودة تستر على بيتها ومهما سووا عيالها لازم بتدافع عنهم جدام الناس.. واستغربت أم احمد انها كانت ترمس بهالجرأة جدامها.. يمكن من تأثير المرض؟
صالحة: فهود طول الاسبوع في دبي وهي فوق في غرفتها ما تنزل ولا اشوفها مول.. وحتى العشا والغدا مخبرة الخدامة تطلعه لها فوق.. مب جنه وياها حرمة في البيت.. شو من مذهب عندها هاذي؟؟
أم أحمد: يمكن تستحي منج..
صالحة: هاذي تستحي؟؟ هاذي لو تستحي ما بتسير المستشفى اروحها.. جان ع الاقل خبرتني ولا خبرت امها تسير وياها.. مب من بعده بيتهم.. حتى السوق تظهر بروحها..
أم أحمد: انزين جان خبرتي ريلها.. هو بيعرف يأدبها..
صالحة: يوم اخبره تيلس تصيح وهو مول ما يصدق فيها شي.. أنا يجذبني ويصدقها هي.. تقولين مسوية له عمل..
أم أحمد: الله يهديهم ان شالله..
صالحة: انا ما بسكت عنها لين اشوفه مطلقنها..
ام احمد: استغفري ربج يا صالحة مب زين اللي تسوينه في عمرج.. خليها تولي عنج.. ليش ترفعين ضغطج عسبة وحدة ما ترزى..
تنهدت صالحة وردت تكح بصوت عالي.. ولأول مرة حست أم أحمد بالشفقة عليها.. صالحة كبرت وايد ومحد عندها من عيالها الا هالرحومة فواغي.. حتى فهد اللي ساكن وياها في نفس البيت ما يسأل عنها. . وبناتها الباجيات مول ما يزورنها الا في الاعياد.. ولا يوم يبن منها بيزات..
فوق .. في جناح شيخة وفهد.. كانت شيخة مثل عادتها يالسة ع النت وتسولف في المسنجر ..
راعي الx5 : شواخي والله بموت ابا اشوفج.. هاذي مب حالة من شهر مب شايفنج..
ريانة العــــود: وتتحرى هالشي بإيدي.. أنا اتمنى اشوفك بعد .. متولهة عليك من خاطريه.. بس هالعيوز المعفنة ترقد في الصالة... جنه ما عندها غرفة.. ما اروم اظهر..
راعي ال X5 : ما يخصني .. أبا اشوفج الليلة وبييج وبتم واقف عند بابكم لين باجر ..
ريانة العــــود: انته تخبلت؟؟؟ ريلي باجر الصبح بيرد من دبي.. والله بيذبحني انا وياك..
راعي ال X5 : مالت عليه.. هذا بعد تسمينه ريال..؟؟
ريانة العــــود: مروان بس عاد.. بحاول الليلة اظهر..
راعي ال X5 : فديت روحج والله انج عسل.. متى بالضبط بشوفج؟؟
ريانة العـــــود: عقب الساعة 12 ..
راعي ال X 5 : يا ويل حالي والله ما فيه صبر.. بدق لج عقب..
ريانة العـــود: أترياك..
راعي ال X5: احبج
ريانة العــــود: أموت فيك انا..
طلع ربيعها من المسنجر ويلست شيخة تشوف ايميلاتها والمواضيع اللي مشتركة فيها في المنتدى.. هاذي شغلتها من يوم عرست وركب لها فهد النت عشان لا تحس بملل.. ما خلت منتدى ما اشتركت فيه.. وكل شي من مشاركاتها للصورة الرمزية اللي حاطتنها شجعت وايد من الشباب انهم يتعرفون عليها.. واغترت وايد بعمرها وهي تتحرى انها ملكت العالم بسبب لعبها وخرابيطها.. عندها اكثر من ثلاثة يحبونها.. أو بالاحرى يلعبون عليها وهي تتحرى عمرها مسيطرة ع الوضع وانها بجمالها هي اللي يالسة تخدعهم.. وفهد مثل الكل مخدوع فيها ومستحيل يصدق فيها أي شي..
سمعت شيخة حد يدق على باب غرفتها وكانت تعرف انه فواغي هني.. وتأففت وهي تبند الكمبيوتر وقامت تبطل لها الباب..
فواغي أول ما شافتها نزلت عيونها وقالت باحتقار: ما تعرفين تسترين عمرج قبل لا تبطلين الباب؟؟
شيخة ( وإيدها على خصرها وعلى ويهها نظرة تحدي): والله ما احيد انه شي رياييل في البيت..
فواغي (وهي لافة بويهها الصوب الثاني): انزين انزلي عموتي ام احمد هني وتبا تسلم عليج..
شيخة: اووهوو.. قولي لها اني راقدة..
فواغي: شو بتقول عنج اذا خبرتها انج راقدة لهالحزة.. ؟؟
شيخة: تقول اللي تقوله انا مب متفيجة لخرابيطكم..
قالت جملتها هاذي وصكت الباب بقوة في ويه فواغي اللي وقفت برى وهي تتنافض من القهر وقالت لها بصوت عالي من ورا الباب: والله انج قليلة ادب... مني انا اللي متعنية ويايتنج لين فوق..
بس شيخة ما همها وردت للكمبيوتر وهي تدعي على فواغي اللي خلتها تبنده وقطعت عليها شغلها..



------------ إيطاليا -----------
أول ما نزلوا مايد وأمل وسارة من القطار ويا جنيفر وكلير.. راحوا للمنتزه اللي كان رايح له ميود الصبح.. وردوا السنجاب مكانه وكانت أمل هي اللي ردته ودخلته بإيدها داخل بيته في الشجرة.. وعقب ما خلصوا راحوا الملاهي ويا بعض وكان مايد وايد مستانس ويا كلير وجنيفر.. مب عشانهن حلوات .. بس مجرد وجود حد بنفس عمره وياه خلاه يرتبش.. وكلير وجنيفر بعد كانن مستانسات ويوم وصلن الملاهي .. قالت كلير لمايد: let's go and play that game ( تعال نلعب هاللعبة)
اطالع مايد المكان اللي تأشر عليه.. كانت اللعبة قطار الموت.. وأمل وسارة أكيد ما يرومن يتحملنها.. عشان جي قال لها: no I can't .. my sisters can't play this game ( ما اقدر.. خواتي ما يرومن يركبن هاللعبة)
جنيفر: so they don't have to.. I'll stay with them and you go and have fun ( مب لازم يلعبن انا بيلس وياهن وانتوا روحوا واستانسوا)
ارتبك مايد وخذ خواته على صوب وقال لسارة: حبيبي انا بسير العب في هاذيج اللعبة العودة ويا كلير.. انتي تمي هني انتي وامل وجنيفر .. دقايق وبرد لكم..
أمل: ونحن متى بنلعب؟؟؟
مايد: بتلعبين والله .. بس اصبري شوي..يوم بخلص هاللعبة بوديج وين ما تبين
سارة: لا تخلينا هني بروحنا.. خذنا وياك..
مايد: حبيبي هاللعبة وايد تخوف .. عادي تصيحين..
سارة: مابا اتم هني بروحي..
مايد: جنيفر بتم وياكن..
أمل (بأرف): ريحتها خايسة.. هاذي ما تتسبح؟؟
مايد (وهو يضحك من خاطره): الله يغربل ابليسج.. هاذيلا جي ريحتهم .. استحمليها لا تقتربين منها وايد.. اوكى؟؟
أمل: انزين
سارة: خلاص ميودي سير العب بس لا تتأخر..
مايد: فديتكن والله باخذ لكن ايس كريم يوم برد.. ما بتأخر
سار عنهن مايد ويا كلير ووقفت جنيفر وياهن وسارة وأمل واقفات بروحهن على صوب بعيد عنها.. وشكلهن صج منأرفات منها ومتروعات.. ومايد كان كل شوي يتلفت وراه ويشوفهن.. بس يوم ابتعد وراح صوب اللعبة اقتربت منهن جنيفر وهي تبتسم وقالت: come on honey.. give me you bag ياللا حبيبتي عطيني شنطتج)
سارة اطالعتها بخوف وهي مب فاهمة اللي تقوله ولصقت في أمل اللي كانت تطالع جنيفر بعصبية..
مدت جنيفر ايدها وحاولت تاخذ الشنطة من ايد سارة بس أمل تمت تزاعج وتقول لها هدي الشنطة .. وسارة واقفة مب راضية تتحرك وراصة ايدها على الشنطة بقوة..
بس جنيفر كانت اقوى منهن ودزت أمل بقوة وسحبت الشنطة من ايدها وراحت عنهن تمشي بشكل طبيعي ولا كأنها سرقت الشنطة عنهن.. وأمل من خوفها ما تحركت بس سارة كانت تزاعج وتقول لها: ردي الشنطة!!!! حرامية... رديها!!!!
بس للأسف محد كان يفهم عليها وتمت تطالعها بقهر والدموع ترست عيونها .. دانة كانت في الشنطة.. دانة!!!.. وهي واقفة في مكانها مب قادرة حتى تتحرك من الخوف.. ومحد يقدر يرد لها اياها..
عقب 10 دقايق نزل مايد من اللعبة وهو يضحك وقالت له كلير انها بتسير تعدل شعرها وبترد.. وهو سار صوب خواته ويوم شافهن واقفات بروحهن زاغ وركض لهن بسرعة..
مايد: وين جنيفر...؟؟؟ سارونا شو فيج تصيحين؟؟
أمل (وهي تصيح): هاذي حرامية خذت شنطة سارونا...
مايد: شو؟؟؟ منو؟؟؟ وين جنيفر...؟؟
سارة: جنيفر سرقت شنطتي.. دانة داخلها..!!!!
مايد: شو؟؟؟؟؟؟؟ كيف خليتوها تسرقها؟؟؟ ما فيكم حلج تزاعجون؟؟
أمل: والله زاعجنا محد سمعنا..
ويلست أمل ع الارض تصيح وهو يتلفت حواليه وعرف انه كلير مستحيل ترد لهم وتم يدعي على عمره اكثر من مرة لأنه خلى وحدة مثل هاذي تخدعه هي وربيعتها.. شو يبون بشنطة الياهل؟؟؟ ما فيها شي غير العاب وخرابيط؟؟ لهالدرجة يسرقون أي شي وكل شي؟؟
سارة: ميودي ابا دانة!!!!
مايد: انزين تعالوا بندورها..
أمل: انا ما اروم امشي..
مايد: ياللا عاد لولة والله مب متفيج لج بروحي متظايج...!!! تحركي
لف مايد وخواته الملاهي كلها وما حصلوا جنيفر ولا كلير.. وفي النهاية ردوا البيت عقب المغرب وهم متظايجين ولا واحد فيهم رمس الثاني .. ومايد كان حاس بالذنب .. وقرر يروح باجر من الصبح ويدور لها لعبة ثانية تشبه دانة.. بس ان شالله ترضى فيها سارونا..
***




في جناح شهر العسل بفندق الريتز، كانت ياسمين يالسة تمشط شعرها جدام المنظرة وعلى ويهها ابتسامة رضا.. عبدالله اشترى لها عقد رائع اليوم وما بخل عليها بأي شي طلبته.. وكان قلبها يدق بعنف وهي تتخيل نفسها لابستنه في المناسبات..
عبدالله كان في الصالة يطالع الاخبار وياسمين عقب ما خلصت وخلت شعرها مبطل.. راحت له الصالة وقفت جدامه وهو أول ما شافها ابتسم لها ويرها من إيدها عشان تيلس حذاله..
ياسمين (وهي تبتسم بدلع): عبدالله؟؟
عبدالله (اللي كانت عيونه على التلفزيون): ها غناتي؟
ياسمين: متى بتخلص فلتي اللي قي جميرا؟؟
عبدالله: الفيلا مخلصة.. بس اتريا نرد عشان تختارين لها الاثاث..
ياسمين: وليش ما ناخذ الاثاث من هني؟؟
عبدالله: خلاص ما في أي اشكال.. يوم بنرد روما بناخذه..
ياسمين (وهي تبتسم): أوكى..
سكتت ياسمين فترة وحاولت تركز على الاخبار .. بس طبعا تمللت لأنه هالسوالف ما تعيبها وردت تدلع على عبدالله..
ياسمين: عبدالله؟؟
عبدالله (وهو يضحك): ما بتخليني اطالع الاخبار؟؟
ياسمين: لا .. بند التلفزيون..
عبدالله: خلاص بندته.. ها حبيبتي .. آمري..
ياسمين: ماشي بس أباك تجابلني..
عبدالله: ان شالله.. ما طلبتي..
ياسمين: عبدالله كيف شكلها الفيلا؟؟
عبدالله: همممممم.. وايد شاغلة تفكيرج..
ياسمين: لازم.. تراها المكان اللي بسكن فيه طول عمري..
عبدالله: بس نحن بنسكن في العين وفيلا جميرا بتكون حق الاجازات وقعدات دبي بس..
شهقت ياسمين وبطلت عيونها ع الاخر: شو؟؟؟ لا لا لا .. أنا ما بطلع من دبي..
عبدالله: ههههه حبيبتي انا شغلي كله في العين .. تبيني اودره واقعد في دبي..؟؟
ياسمين: تصرف.. عين مدير.. انته صاحب الشركة مب لازم تسير الشغل..
عبدالله: عندنا فيلا شكبرها في العين.. والله بتحبينها .. وايد حلوة..
ياسمين: ما يخصني انا ما بطلع من دبي.. انته تم في العين وانا بتم في دبي..
عبدالله: هههههههه... يصير خير خلنا نرد البلاد وبنتفاهم..
ياسمين (بحزم): لا... عبدالله خلنا نتفاهم من الحين..
عبدالله (اللي كان يبتسم وكأنه يرمس ياهل صغيرة): انزين .. نتفاهم.. ليش لاء؟
ياسمين: أول شي ابا اسكن في جميرا.. وثاني شي.. مممم... عبدالله... انا... انته طبعا تبا عيال..
رفع عبدالله حواجبه وهو منصدم منها.. جملتها الاخيرة احرجته وايد.. ما توقع انها تكون بهالجرأة خصوصا انهم توهم معاريس يدد.. وذكر عمره انها بعدها صغيرة وما تفتهم لهالشغلات..
عبدالله: أكيد.. واحد ولا اثنين.. ليش انتي ما تبين؟؟
حس عبدالله انه يشفق عليها .. ياسمين بروحها ياهل .. والخوف كان مبين بوضوح في عيونها وهي ترمسه.. بس عبدالله كان خاطره باليهال .. والسبب الأول اللي خلاه يتزوج هو انه لازم يكون له وريث.. بس ياسمين كانت متظايجة من هالشي والدموع تيمعت في عيونها على طول..
ياسمين (وهي منزلة عيونها): ربيعة ماماه ماتت وهي تربي..
عبدالله (اللي كان متوتر وما يعرف بشو يرد عليها): هاذي ارادة رب العالمين ومب كل حرمة تموت وهي تربي.. ياسمين شو صار عليج؟؟ المفروض ما تحاتين هالشي..
ياسمين: مب بس هالشي اللي مخوفني .. أنا مابا يهال.. انا بعدني صغيرة..
عبدالله (بنبرة حادة): ياسمين!!!!
كان مقهور من رمستها وقام ودش الغرفة وقامت ياسمين بسرعة ولحقته.. وحاولت تكلمه بس عبدالله تلحف ورقد وهو صاد الصوب الثاني.. وحاولت ياسمين ترقد بس ما قدرت ونشت ويلست في البلكونة.. تفكر بالحوار اللي دار بينها وبين ريلها .. وتحاول تتوصل لطريقة تقنعه فيها عشان يغير رايه ويتخلى عن فكرة اليهال.. وفكرة انه يسكن في العين..
* * *
* * *
في بيت صالحة.. كانت شيخة متلبسة وكاشخة ع الاخر الساعة 11 ونص.. توها كانت نازلة الصالة وما شافت حد.. فواغي راقدة وصالحة اليوم راقدة في غرفتها.. محد كان في الصالة وهاذي كانت فرصتها انها تطلع .. دقت لمروان وتواعدت وياه اييها في الفريج بس بعيد شوي عن باب بيتهم.. ونزلت شوي شوي للصالة..
في نفس الوقت كانت مزنة نازلة من غرفتها بكل هدوء.. الحين يحطون اعادة عالباب يا شباب في ال Lbc وهي خاطرها تشوفه.. كانت تمشي وتطالع وراها خايفة من انه امها تنش وتشوفها.. وفجأة وهي تمشي في الظلام دعمت في شي وسمعت صرخة خفيفة.. وشهقت مزنة بقوة وهي تبطل عيونها عدل عشان تشوف.. ويوم اتضحت لها الصورة ردت تشهق..
مزنة: شيخوه؟؟؟؟
شيخة (اللي كانت ميتة من الخوف): الله ياخذج .. انتي شو مقعدنج الحين؟؟
مزنة: انتي وين رايحة؟؟؟
شيخة: وانتي شلج؟؟
مزنة: والله بخبر.. صبري..
يرتها شيخة من ايدها وقالت: وين تخبرين وتخبرين على شو؟؟
مزنة: وين رايحة؟؟
شيخة: بلتعن ايلس في الحديقة .. ملانة...
مزنة: وليش لابسة عباتج؟؟
شيخة: واذا طلع لي حرامي؟؟؟ تبينه يشوفني من دون عباة؟؟
مزنة (وهي تبتسم بقناعة): أهاااااااا.. صح..
شيخة: انتي شو مقعدنج الحين..
مزنة: انا بشوف التلفزيون.. بس امي ما تخليني..
طلعت شيخة مفتاح من شنطتها وعطته لمزنة وهي تقول: سيري غرفتي شوفي محد بيسمعج..
مزنة: والله؟
شيخة: هى.. انا ما بخبر اذا انتي ما قلتي شي..
مزنة: انا ما بقول شي..
شيخة: شطورة .. ياللا سيري..
ضحكت مزنة وركضت صوب غرفة شيخة اللي خذت نفس عميق ونزلت الصالة وطلعت من البيت من دون ما حد يشوفها..
***



اليوم اللي عقبه.. الساعة 11 الصبح ، وعقب ما سوت ليلى الريوق لاخوانها وحطت لهم اياه على طاولة الصالة.. نزلت تحت تتمشى لنهم كلهم كانوا رقود..
كانت ليلى تتلفت حواليها بلهفة.. تتمنى فعلا انه آمالها ما تخيب هالمرة وتشوفه.. هالشخص صار بالنسبة لها هاجس.. كل ما ترمش بعيونها يتخيل لها إنها بتشوفه.. من دونه، صارت البيازا خالية .. ما فيها أي شي يستحق إنها تكتشفه أو تشوفه.. فقدت كل الإثارة يوم اختفى هالغريب فجأة من حياتها مثل ما دخلها فجأة وبدون أي مقدمات.. استمرت ليلى تمشي حتى وصلت للمقهى وهي تتمنى من كل قلبها تشوفه..
ومثل الطيف.. تحققت امنيتها.. ووقفت مبهتة وهي تطالع المقهى.. في نفس المكان وفي نفس الوقت اللي شافته فيه أمس كان موجود.. يالس على نفس الطاولة وفي عيونه نفس النظرة الحالمة اللي شافتها أمس.. شو سر هالعيون؟ وشو اللي يخليها تغرق في بحرها بهالطريقة؟؟ وبدون أي تحفظات؟
تنهدت ليلى وقررت تستجمع كل شجاعتها وجرأتها وتقترب منه.. ما تبا شي الا انها تحس بقربه.. وفي نفس الوقت يمكن تسمع صوته.. ضحكت ليلى وهي تقترب من طاولات المقهى اللي كانت مصففة برى في الشارع كالعادة في كل المقاهي الايطالية.. حست بعمرها مراهقة وما همها.. جرأتها ولهفتها كانت يديده عليها .. ما جربتها من قبل وما كانت متوقعة انها بتجربها في يوم.. اليوم الصبح كانت تلوم نفسها وهي تغسل ويهها في الحمام .. كانت تحاول تقنع نفسها انه اعجابها بشخص غريب حركة مب حلوة خصوصا انها مسئولة عن يهال والمفروض تكون قدوة لهم.. بس في نفس الوقت كانت تحس بداخلها بانفعال غريب.. وانتعاش واحساس وايد حلو.. وما هان عليها ابدا تفقده.. عشان جذه يلست في الطاولة اللي ورا طاولته وعيونها كانت عليه.. ما انتبه لها ابدا.. ولا حتى اطالعها او التفت لها.. وهالشي استانست عليه ليلى.. يعيبها الريال الثجيل العاقل.. ومن أول ما شافت هالانسان وهي تعرف انه مب شرات غيره.. شي في نظرة عيونه كان يبين لها انه غير.. انسان متميز ومتفرد.. ومستحيل يكون شرات غيره.. مستحيل.. !!
اطالعته ليلى عدل ودققت في ملامحه وهو يطالع الشارع مب منتبه لها.. خشمه كان طويل وعيونه وساع .. عيونه لونهن رمادي غريب.. ويوم تطالعهن تحس انه ينظر في فراغ.. نظرة حالمة في عيونه كانت تميزه عن كل اللي حواليه.. وملامحه كانت عربية .. يا ترى من يكون؟؟
في هاللحظة اقترب منها صاحب المقهى وهو يبتسم ابتسامة عريضة ومال بجسمه العريض على الطاولة ورمسها بلهجة انجليزية مكسرة..
صاحب المقهى: Good morning Seniorita,
ليلى (اللي استانست انها اخيرا لقت حد يرمس انجليزي): Good morning
صاحب المقهى: would you like something to drink?
ليلى (وهي تبتسم): what do you have??
صاحب المقهى: I suggest you try our avocado juice.. it's delicious
ليلى: sure.. why not?
صاحب المقهى: Sei Arabian??
ليلى: yes
صاحب المقهى (وهو يغمز لها): By the way, my name is Tony
حاولت ليلى تخبى ضحكتها بصعوبة وهي تقول: Hi Tony.. am Laila
طوني: Bella Seniorita.. just two minutes and the best juice in Rome will be at your lovely hands
ضحكت ليلى من خاطرها وهي تشوف طوني يغني ويتمايل في مشيته وهو رايح يحضر لها العصير بنفسه.. وردت تطالع الشخص اللي سلب لها عقلها وشافته بعده يالس على نفس حالته.. وطلعت ليلى كاميرتها من الشنطة ويلست تغير العدسات وتغير الديسك اللي فيها.. ويوم ردت تطالعه كان واحد من اليهال اللي يلعبون في الشارع مقترب منه ويالس يلعب جدامه بالضبط.. بس الريال ما كان منتبه له.. كل اللي سواه انه رمش بعيونه وغمضهن فترة ورد يبطلهن.. الولد الصغير كان في ايده عصا ومسونها نفس السيف ويتظارب هو وولد ثاني من نفس عمره.. ابتسمت ليلى وهي تطالعهم كان شكلهم وايد cute وهم يتحرون عمارهم فرسان والعصا سيف.. وتمنت لو انها تقدر تصورهم بس وجود الريال الغريب حذالهم منعها من هالشي.. ما فيها بعد يتحرى انها تبا تصوره هو..
وفجأة والولدين يتظاربون بالعصا رد الولد بعصاه على ورا واقتربت من ويه الريال الغريب بشكل فظيع.. شقهت ليلى ووقفت في مكانها وهي متأكدة انه العصا ظربته في ويهه.. كانت قريبة من ويهه بشكل كبير .. بس صدمتها كانت أكبر هي والولد يوم اطالعوا الريال وشافوه ما تحرك مول من مكانه.. ولا سوى أي حركه تبين انه انصدم او حتى تظايج من الحركة.. كانت ملامحه عادية وكأنه ما انتبه للي صار.. كأنه كان في عالم ثاني.,.
الولد هو وربيعه قالوا شي بصوت عالي وركضوا وهم يضحكون ويطالعون الريال .. وليلى تمت واقفة تطالعه بصدمة.. معقولة؟؟
في هاللحظة يت بنية جميلة لابسة شيلة لونها بني فاتح وتنورة وقميص لونهم بيج .. واقتربت منه بسرعة وحطت ايدها جتفه وهي تيلس جدامه وسألته والخوف واضح على ملامح ويهها: أحمد تعورت؟؟ العصا كانت وايد جريبة من ويهك!!
ابتسم أحمد : أي عصا؟؟
البنية: كانوا جدامك اثنين يهال يلعبون بعصا وواحد منهم فلتت من ايده ويت صوبك.. والله زغت وانا اشوفك من بعيد .. كنت اتحراك تعورت..
أحمد: لا غناتي.. لا تحاتين ما ياني شي.. حتى ما حسيت بهم..
البنية: أحمد.. دير بالك على عمرك .. انا مالي غيرك..
تنهد أحمد بحرقة وما قال شي.. وابتسمت البنية وهي تحط ايدها على ويهه وقالت له: شو اللي خلاك تتظايج الحين؟؟
أحمد: نوال انا تعبت من هالوضع.. متى بسوي العملية وبفتك؟؟
نوال: خل ايمانك بالله قوي.. وهذا اختبار من رب العالمين .. عقب اسبوعين بنرد المانيا وبتسوي العملية.. وان شالله بترد شرات قبل واحسن..
أحمد: ان شالله..
نوال: ياللا انا بروح اكمل المشتريات من السوق وبرد لك عشان نرد الفندق.. خلاص؟؟
أحمد: ههههههه كيف بتخلصين وانتي كل شوي رادة هني عشان تشيكين عليه..
نوال: كيفي .. أخويه الوحيد وما اروم على بعدك.. عندك مانع؟؟
أحمد: ياللا خلصي بسرعة مليت من اليلسة هني بروحي..
نوال: مليت؟؟ يبالي اخبر طوني ..
أحمد: لا دخيلج ما فيه على حشرته هالخبل..
نوال: هههه.. ياللا دقايق وبرد لك..
راحت عنه نوال وردت النظرة الحالمة على ويه احمد .. وليلى يالسة وراه ودموعها تنزل من عيونها بشكل لا إرادي.. ووقفت بتعب واقتربت منه من دون ما تحس.. ما كان يهمها انه بيحس بها ولا لاء.. ولا همها انه الكل في المقهى ممكن يشوفها.. اقتربت منه.. كانت تبا تتأكد.. وكأن كل اللي شافته وسمعته مب كافي..
وقفت جدامه وحركت اصابعها جدام عيونه ببطئ ويوم ما رمش بعيونه ولا تحرك اتأكدت ليلى وطلع منها صوت يشبه الانين من كثر ما كانت مقهورة وحزينة ومصدومة.. احمد انتبه انه حد واقف جدامه وسألها: نوال؟؟
ابتسمت ليلى بحزن وقالت: لا.. أنا مب نوال..
تغيرت ملامح احمد واحمر ويهه.. وسألها بارتباك..: منو انتي؟؟
ليلى: مب مهم.. مب مهم..
سألها احمد سؤال ما سمعته ليلى لأنها شلت كاميرتها وطلعت من المقهى وطوني ينادي عليها " Seniorita your juice!! "
مشت ليلى في الشارع اللي يوصل لشقتهم وهي ما تشوف أي شي من الدموع اللي في عيونها.. أعمى.. طلع أعمى.. ليش؟؟ ليش الانسان الوحيد اللي خفق له قلبها .. الانسان الوحيد اللي حست به غير عن الكل .. يطلع معاق.. !! وليش نظرتها له تغيرت أول ما تاكدت انه معاق.. ليش راحت اللهفة وراح الانبهار..؟؟
كرهت ليلى عمرها ويلست على طرف النافورة وهي تحاول تجمع افكارها.. وشافت نوال من بعيد شالة في ايدها كيسين كبار.. وعلى ويهها ابتسامة حلوة.. وحست بألم كبير في قلبها .. اسمه أحمد.. أحمد اسم ابوها الله يرحمه.. تنهدت ليلى ومسحت دموعها.. وحطت كاميرتها في الشنطة وردت الشقة وهي تحاول للمرة الثانية تشيله من أفكارها.. بس هالمرة كان قلبها محمل بالهموم.. ليش حتى لحظات السعادة البسيطة ما تقدر تعيشها؟؟ وليش كل شي وكل حد تحبه تفقده؟؟ هل بيستمر هالشي ؟؟ ولا بيي اليوم اللي تلاقي فيه الانسان اللي تحبه؟؟ وأحمد... معقولة بتقدر تشيله من بالها؟؟ معقولة؟؟
***

نهاية الجزء العاشر

غرربه
02-05-2013, 04:52 PM
الجزء الحادي عشر

كان مبارك يحاول يشغل موترة وأكثر من مرة يدخل السويتش ويحركه بس الموتر مب راضي يشتغل.. تنهد بخوف وهو يطالع الطريج المهجور اللي واقف فيه والظلام والصمت المخيف برى السيارة.. كان لازم ينزل عشان يشوف شو السالفة وحس بخوف وهو يبطل الباب.. بس أول ما وقف برى وحط ريوله ع الارض اطمن شوي وبطل بونيت السيارة عشان يجيك ع الماي والبطارية.. واستغرب وايد يوم شاف انه الوضع طبيعي ..
بس في اللحظة اللي نزل فيها البونيت شهق مبارك من خاطره وتم قلبه يدق بعنف.. أبواب السيارة كانت مسكرة والجامات تصب دم.. وفي ايد صغيرة تحاول تمسح الدم اللي على الجامة اللي جدام.. حط مبارك ايده على قلبه وهو حركات الايد البطيئة.. كان خايف من اللي بيشوفه بس في نفس الوقت مب قادر يشيل عيونه عن المشهد اللي جدامه.. وما يدري شو اللي خلاه يتجدم.. رغم الدموع اللي حرقت عيونه وقلبه اللي كان يدق بعنف من الخوف.. تجدم من السيارة .. وفي كل خطوة كانت الايد تمسح مساحة اكبر من الدم المتميع ع الجامة.. ويوم اقترب مبارك من الموتر.. وضحت الصورة جدامه .. وطل عليه ويه ولده الصغير ناصر ودموعه تنزل بصمت وعيونه تطالع أبوه باستعطاف..
انفجرت دموع مبارك من عيونه ولصق خده على الجامه وهو مب مصدق انه ولده داخل السيارة .. ناصر حبيبه جدامه.. كان ويهه شاحب.. حزين..وشفايفه تتحرك كأنه يرمس من دون صوت.. وحاول مبارك يفهم اللي يبا يقوله بس ما كان في مجال انه يسمعه.. وتحرك بسرعة لباب السيارة يحاول يبطله من دون فايدة.. كأنه شي عالق فيه ويمنعه من انه يتبطل..
وفي النهاية ويوم استمر مبارك يشد فيه.. تبطل بقوة وتناثر الدم اللي كان تارس السيارة على ويه مبارك اللي صرخ بقوة ورد على ورى.. وتم يمسح الدم عن ويه بظهر ايده.. ويوم رد يبطل عيونه كانت مها منسدحة على السيت اللي جدام وتطالعه وتبتسم ببراءة.. لابسة بيجامتها الوردية اللي كان يتخبل يوم يشوفها بها..
تم مبارك واقف مبهت وهو يطالعها.. وهي استندت على ايدها واشرت له يقترب منها ويوم تم واقف مكانه عفست ويهها وجنها زعلانة وقالت: باباه تعال عاااااااد..!!!
تنفس مبارك بصعوبة وهو يقترب منها وهي كل ما اقترب تبتسم اكثر وفي النهاية مدت له ايدها وركض مبارك عشان يشلها في حظنه بس قبل لا يوصل لها بثانية اصطدم بشي وتعثر وطاح بقوة ع الارض.. وحس بشي يسحبه من ريوله ويوم التفتت كانت حرمة ملتفة بعباتها وايدها راصة على ريوله بقوة.. مبارك تروع منها وتم يدز ايدها بريوله الثانية بس الحرمة كانت قوية وتمت ترص على ريوله اكثر .. فيلس في مكانه ونزلت دموعه وهو يحاول يبطل ايدها عن ريوله وتخيست ايده دم.. وفجأة رفعت الحرمة راسها ويوم شافها مبارك صرخ بأعلى صوته..ولف بويهه الصوب الثاني.. نجلا.. نجلا جدامه ومب قادر يطالع في ويهها اللي كان متشوه وكله دم.. وسمعها تناديه: مبارك .. مبارك..
ورد عليها بعصبية : شتبين فيني ..؟؟ لين متى بتمين تلاحقيني؟؟ خليني في حالي !!!! حرام عليج... خليني في حالي..!!!
وقام من مكانه يحاول يركض بعيد عنها بس ايدها كانت راصة على ريوله ويوم شدها بقوة تبطلت ايدها عنه واصطدم بالسيارة بقوة .. وتنفس بصعوبة وهو يبطل عيونه ويتعوذ من ابليس.. ويطالع حواليه في الغرفة.. السيارة اختفت وعياله ونجلا محد.. غطى مبارك ويهه بإيده وحاول يخفف من الرجفة اللي يحس بها.. من يوم قررت امه تخطب له ميثة بنت عموته وهالكوابيس تزوره في منامه يوميا.. صار يكره النوم ويكره الساعة اللي يحط فيها راسه ع المخدة.. لهالدرجة احساسه بالذنب يلاحقه حتى بعد هالسنين؟؟؟
نش مبارك وهو متظايج ودش الحمام يغسل ويهه ولاحظ انه عيونه حمر.. وملامحه صج مرهقة.. وعقب ما خلص ولبس بيجامته طلع يقعد في الصالة ويا امه وابوه واخوه ومرته وعيالهم.. الساعة كانت سبع ونص الصبح والعيال رقود .. محد كان موجود الا امه وابوه وظاعن.. واستغرب الكل انه مبارك مب متلبس عشان يروح الدوام..
ام ظاعن (وهي حاطة ايدها على قلبها): شو بلاك حبيبي؟؟ لا يكون مزجم ؟؟
مبارك: لا امي ما فيه شي..
بوظاعن: ما بتسير الشركة؟؟
مبارك (وهي يحب امه على راسها): يمكن عقب .. مالي نفس ..
ظاعن: خلاص مب لازم تروح.. انته وايد اتعب عمرك .. ارتاح اليوم..
مبارك: ظاعن انته مشغول اليوم؟؟
ظاعن: عادي حتى لو مشغول بفضي عمري عشانك..
مبارك: تسلم ياخوي.. شو رايك نسير دبي ؟؟
ظاعن (وهو يبتسم): اكيد موافق.. متى تبانا نظهر؟؟
مبارك: عقب المغرب..
ظاعن: خلاص.. صار.. عقب المغرب بنظهر.. الحين اسمحولي تأخرت ع الدوام..
بوظاعن + ام ظاعن+ مبارك: في امان الله..
يوم سار ظاعن يلس بوظاعن يسولف ويا مرته شوي ومبارك يقرا الجريدة وعقبها راح العزبة ويا الدريول.. ويلست أم ظاعن بروحها ويا مبارك اللي استغل الفرصة عشان يرد عليها بخصوص سالفة خطوبته..
مبارك: امايه بخصوص ميثة..
ام ظاعن (وهي تبتسم): بلاها ميثة؟
مبارك: ما اريدها لا تخطبولي اياها..
اعتفس ويه ام ظاعن .. كانت متوقعة انه يوافق ومتأكدة انه بيرمسها وبيقول لها اخطبولي اياها في اقرب فرصة.. وقالت له بظيج: ليش يا مبارك؟؟ امس كنت موافق .. شو اللي تغير اليوم؟؟
مبارك: بس ما اريدها.. ميثة وايد صغيرة .. توها داشة ثالث ثانوي.. اذا بعرس باخذ لي حرمة مب ياهل اربيها..
ام ظاعن (اللي ارتاحت انه للحين ما شال فكرة الزواج من باله): وانت في حد في بالك؟؟
ضحك مبارك بمرارة: حد في بالي؟؟ منو يعني بيكون في بالي.. لا والله امايه المغازل ودرته من...... (كان بيقول من يوم خطبت نجلا بس سكت وقال) من ايام الثانوية..
ام ظاعن: محشوم يا ولدي انا قصدي يمكن سمعت عن وحدة من الاهل وتباها..
مبارك: امايه يوم بتدش وحدة خاطريه ما بتريا.. على طول بخبرج..
ام ظاعن: هى جي اباك فديتك.. لا تحط شي في خاطرك مولية.. حتى لو تبا اربع بخطب لك اياهن..
مبارك: لا لا لا. .وحدة تسد.. ما فيه على عوار الراس..
ابتسمت ام ظاعن وتمت سرحانة في ملامح مبارك اللي رد يقرا الجريدة .. ويلست تستعيد صور بنات العايلة كلهن في مخيلتها وتشوف منو منهن اللي تناسب مبارك.. ومنو اللي ممكن تطلعه من دوامة الهم اللي عايش فيها.. ؟؟
في هاللحظة التفت مبارك عشان يرمس امه ويوم شافها سرحانة فيه عرف اللي في بالها وضحك وهو حاس بإحراج كبير..
ام ظاعن: يعل هالظحكة ما تفارق محياك.. قول امين..
مبارك: آمين يا رب.. الا امايه بتخبرج ليش تطالعيني جي؟؟
ام ظاعن: أنا؟
مبارك: هى.. جني عانس وانتي متحسرة عليه وتجلبين في هالمخ الحلو تدورين لي على عروس..
ام ظاعن: هههههههه مب هين ثرك ..
مبارك: امي واعرفج زين.. لين ما تيوزيني ما بترتاحين..
رن تيلفون مبارك وقطع عليه سوالفه ويا امه وكان سهيل هو المتصل.. مبارك وايد استانس يوم شاف رقمه.. هو وسهيل استووا ربع من يوم اندماج الشركتين ودوم يتلاقون في المقهى.. رد مبارك على التيلفون وهو يبتسم ونشت أم ظاعن تشوف شغلها في البيت..
سهيل: السلام عليكم والرحمة
مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. هلا والله.. عاش من سمع صوتك..
سهيل: هههههه ادري اني مقصر عن النغزات.. بس عبدالله كان موصني اسوي كم شغلة وما ارتحت الا يوم خلصتهن..
مبارك: افا عليك يا سهيل.. والله انيه عاذرنك واعرف انك مشغول ما له داعي تتعذر مني..
سهيل: انزين انا ياينك الشركة الحين..
مبارك: مر عليه في البيت انا ما داومت اليوم..
سهيل: ليش ؟؟ عسى ما شر؟؟
مبارك: متظيج شوي ومالي نفس اسير الشركة..
سهيل: خلاص اتلبس وانا بمر عليك بنسير نشوف شو سووا بفيلا عبدالله ..
مبارك: همممم.. خلاص.. تم..
سهيل: نص ساعة وبكون عندك..
مبارك: أترياك..
سهيل: مع السلامة
مبارك: في امان الله..
ابتسم مبارك وهو يبند التيلفون عن سهيل.. ابتسامته كان فيها نوع من المرارة.. عبدالله كان دوم يتصل بمبارك عشان يعرف اذا المفاجأة اللي كان محظرنها لياسمين خلصت ولا لاء.. من ستة اشهر وهو يحضر لها هالمفاجأة.. تم شهر كامل يدور أرض مناسبة وفي النهاية حصل لها مساحة كبيرة في العين واشترى الارض بسعر خيالي .. وتعاقد مع ثلاثة مهندسين عشان يرسمون له الخرايط والتصاميم.. كان يبا يبني لها فيلا فخمة في العين.. كهدية زواج.. وناوي يقدم لها الهدية اول ما يردون من شهر العسل.. في البداية المهندس قال له مستحيل الفيلا تخلص خلال ستة اشهر.. بس يوم كلم عبدالله مبارك.. أكد له انه اذا عمالهم اشتغلو فيها ويا بعض بيخلصونها بسرعة... مبارك كان دوم يسير ويجيك ع الفيلا بنفسه أيام سفر عبدالله.. وكل ما شاف التطورات اللي استوت فيها يبتسم ويتمنى لو كان عبدالله موجود عشان يشوف بعينه شكثر صارت الفيلا فخمة .. أكيد بيستانس وحياتهم هني بتكون حلوة هو ومرته وعياله.. يحليله عبدالله.. يستاهل كل خير..
عبدالله كان مقرر يخلي الغرفة اللي حذال غرفتهم حق البيبي اللي يتمنى يوصل بسرعة.. ووصى سهيل يروح بنفسه ويختار له الاثاث.. وصمم البيت على انه تكون فيه 6 غرف نوم اضافية.. الله يعلم يمكن ياسمين تييب له اكثر من خمس يهال؟؟؟..
وفي نفس الوقت رد وأثث بيته الجديم .. ما يدري ليش .. بس جي اثثه يمكن يحتاجه في يوم.. أو بيعطيه لواحد من عيال اخوه لأنه من أرقى البيوت في المنطقة كلها..
مبارك كان مستانس عشان عبدالله اللي قدر حتى في فترة متأخرة من حياته انه يستقر ويبني اسرة.. وتسائل في داخله اذا هالشي ممكن يتحقق له في يوم..
***
في الفندق كان عبدالله رايح يحجز لهم عشان يردون روما.. وياسمين داخل ترتب شنطتها.. اليوم بيردون روما عند ليلى واخوانها. . وهالشي مظايجنها.. ما تبا حد يشاركها شهر عسلها ورحلتها لايطاليا.. اف منه عبدالله يعني كان لازم يعزمهم؟؟؟
بس في نفس الوقت كانت مستانسة لأنه عبدالله نسى الحوار اللي دار بينهم امس أو تناساه لأنه يوم نش اليوم الصبح كان طبيعي وياها وما ذكرها باللي قالته أمس وياسمين تعتبر هالشي انتصار بالنسبة لها.. وعقب تفكير يودت التيلفون واتصلت بربيعتها نهلة.. كان لازم تلاقي حد وتشاركه فرحتها..
نهلة أول ما شافت في موبايلها مكالمة دولية ضحكت من خاطرها وقالت: فديتها يا ربي اللي توها تذكرتني..
بس يوم ردت على التيلفون سوت عمرها زعلانة: ألو؟.؟ منو؟؟
ياسمين: ههههههههه ونج زعلانة؟؟؟
نهلة: يحق لي ازعل..
ياسمين: لا ما يحق لج..
نهلة: مالت.. من يوم عرستي خلاص صرتي ما تفكرين بحد الا ريلج..
ياسمين: فديت روحه والله مول مب مقصر عليه في شي.. ليش ما افكر فيه؟؟ الا بخليه يشغل كل تفكيري بعد..
نهلة: شعليج تلاقينه مسونج اميرة..ومدلعنج ع الاخر..
ياسمين: طبعا.. اصلا انا مستواي أكبر عن جذي بس عبدالله يحاول وانا اقدر له هالشي..
نهلة: ههههه .. شو هالغرور..؟؟
ياسمين: وتدرين شو بعد؟؟ عبدالله بيسكن في فيلتي في جميرا.. وبيودر بيته اللي في العين..
نهلة: مستحيل..
ياسمين: امبلى والله.. وبناخذ الاثاث مني..
نهلة: تستاهلين يالغالية.. تستاهلين اكثر بعد..
ياسمين: بس...
نهلة: شو؟؟
ياسمين: عبدالله يبا يهال.. وانا ماباااااااا..
نهلة: وليش ما تبين؟؟ عيل ليش معرسة عشان تسافرين وتكشخين وتأثثين بيتج وبس؟؟ لازم تكونين لج اسرة وتيبين عيال..
ياسمين: عموما انا قررت.. حاليا مابا عيال.. عقب خمس سنوات ممكن..
نهلة: بس ريلج ريال عود.. حرام عليج ياسمينوه..
ياسمين: اف لا.. بس بلا أرف.. ما فيه على لوعة اليهال.. بروحي ما اطيقهم..
نهلة: أي أرف انتي ما تعرفين النعمة اللي انتي فيها.. والله غيرج ينذلون ذل عند رياييلهم وعبدالله يحليله مب مقصر وياج كافي انه هاد شغله ويالس وياج من شهرين الحين في ايطاليا..
ياسمين: نهلوووووه.. قولي ما شالله ما فيه تحسديني..
نهلة: ههههههه ... ماشالله ماشالله ..
ياسمين: أقول ببند عنج الحين شكله عبدالله رد..
نهلة: متى بتردين البلاد؟؟
ياسمين: ما ادري يمكن عقب اسبوع.. أو اثنينه.. بشوف عبدالله
نهلة: دقي لي اول ما توصلين..
ياسمين: اكيد حبيبتي .. ياللا عاد فارجي..
نهلة: باي
بندت ياسمين التيلفون ودش عبدالله الغرفة في نفس اللحظة وابتسم يوم شافها تطالعه بترقب عشان تعرف اذا بعده زعلان ولا لاء..
ياسمين: حجزت لنا؟؟
عبدالله: هى بنظهر عقب الغدا..
ياسمين: وحجزت لنا بفندق هناك؟؟
عبدالله: ليش فندق بعد؟؟ عندنا الشقة..
ياسمين: عبدالله!!!!! ما اريد ايلس في الشقة.. بنتم في فندق..
عبدالله (بحزم): هالموضوع ما فيه نقاش . بنيلس في الشقة عند العيال.. ابا اعوضهم عن يلستهم بروحهم..
اطالعته ياسمين بحقد وتمت مبوزة وحاطة ايدها على خصرها بس عبدالله ما سوالها سالفة وراح يتصل بعيال اخوه في روما عشان يخبرهم انه بيسير لهم اليوم..
في هالوقت كانت ليلى منسدحة في الصالة و مالها بارض ترمس حد.. مايد وسارة طلعوا من الصبح وأمل كانت منسدحة حذال ليلى لأنها تعبانة ومن يوم نشت من نص ساعة وهي تصيح من بطنها.. ومحمد طالع اييب لهم غدا..
كانت تفكر بحظها.. بحميد .. بأمها وابوها.. واخيرا بأحمد.. شو اللي رماه في دربها؟؟ وليش انجذبت له بهالطريقة؟؟ والأهم من هذا.. ليش ابتعدت عنه وخافت يوم درت انه اعمى..؟؟ من متى ليلى تفكر بهالاسلوب؟؟
رن التيلفون وتنهدت ليلى وهي تمد ايدها عشان تشل السماعة.. كانت متأكدة انه عمها لأنه محد يعرف الرقم غيره.. وردت وهي متوترة كعادتها يوم ترمس عمها هاليومين..
ليلى: ألو؟
عبدالله: السلام عليكم..
ليلى: وعليكم السلام هلا عمي..
عبدالله (اللي كان صج مستانس لأنه سمع صوتها): شحالج يا ليلى ؟ وشحال اخوانج؟
ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة.. انتوا شحالكم؟؟ ومتى بتونا؟؟
عبدالله: اليوم ان شالله.. بنتغدى وبنظهر.. يعني بنكون عندكم ع شالساعة اربع العصر..
ليلى: تمام برتب لكم الغرفة..
عبدالله: لا اتعبين عمرج حبيبتي..
ليلى: لا تعب ولا شي يا عمي.. سلم على ياسمين..
عبدالله: ان شالله يبلغ وانتي سلمي على اخوانج..
ليلى: ان شالله..
بندت ليلى وردت تنسدح حذال لولة اللي ردت ترقد من التعب.. وعقب فترة نشت وسارت توقف في البلكونة.. وغصبن عنها كانت عيونها العسلية تفتش الشارع .. وافكارها تاخذها وتوديها وهي تجول بنظراتها بين المباني .. يمكن الاعاقة اللي فيه مؤقتة.. يمكن ياي هني يتعالج اخته كانت ترمس عن موعد العملية.. انزين وهي ليش هامنها هالشي؟؟ هي اصلا ما تعرف عنه أي شي.. ولا حتى تعرف وين ساكنين؟؟ مع انها متأكدة انه في وحدة من هالعمارات.. معقولة يكون في نفس عمارتهم؟؟ وايد تستوي في القصص والافلام.. ابتسمت ليلى على سخافتها.. وراحت حق لولة وقعدتها..
ليلى (وهي تهزها): لولة.. .لولة..؟؟
لولة (وهي مغمضة عيونها): هااااااااا..
ليلى: قومي نطبخ.. بنسوي كيكة كاكاو..
لولة من سمعت كلمة كيكة بطلت عيونها ووقفت بتعب.. وقالت وهي حاطة ايدها على بطنها: بتخليني اكل الكريما..؟؟
ليلى: هى بخليج..
لولة (وهي تضحك بخبث): بناكلها قبل لا يردون سارونا وميودي من برى..
ليلى: هههههههه والله انج زطية.. ياللا تعالي المطبخ..
سارت ليلى ويا أمل المطبخ وابتدوا يسوون الكيكة في نفس الوقت اللي كانت سارة ويا مايد في السوق يلفون من محل لمحل.. يدورون بديل لدانة.. بس سارة كانت محبطة وتعرف في داخلها انها ما بتحصل أي عروسة تشبهها.. ومايد كان مقهور وايد من عمره لأنه كان غبي لهالدرجة.. ومقهور لأنه للحين مب قادر يقنع سارة تشتري وحدة ثانية.. والساعة 12 كانوا اثنيناتهم تعبانين.. ويالسين على الكرسي في المول يتريون محمد
يطلع من المطعم ويا السندويتشات عشان يروحون البيت..
مايد (وهو يطالع سارة بطرف عينه): سارونا تحيدين هاذيج الباربي اللي شفناها تونا؟؟ اللي شعرها احمر؟؟
تنهدت سارة اللي كانت منزلة عيونها وتطالع جوتيها وقالت: مب حلوة..
مايد: والله انها احلى عن دانة..
سارة: دانة مغززة وخدودها حمر..
مايد: انزين تونا شايفين وحدة خدودها حمر ودبدوبة وحلوة ليش ما خذتيها..؟؟
سارة (وهي تطالعه بنظرة جنه ما يفتهم): عيونها زرق.. ودانة عيونها خظر..
مايد (بقهر): يا ربييييييييييه.. تعرفين انج ترفعين الظغط؟؟
ردت سارة تطالع تحت وقالت بصوت واطي اقرب للهمس: انا ابا دانة... ماشي مثلها هني..
سكت مايد وتم يطالع محمد اللي اقترب منهم وقال: ياللا نروح الشقة..
مايد (وهو يوقف): ياللا..
مشى محمد ومشى وراه مايد وسارة اللي كانت تسحب ريولها ع الارض ما تبا تروح من دون ما تاخذ وياها بديل لدانة.. كانت تتلفت حواليها ومايد نفس الشي وقبل لا يظهرون من البوابة.. شهقت سارة ويرت مايد من ايده وهي تقول: عروسة حلوة هناااااااااااك.. تعالوا تعالوا.. !!!
مايد تنهد بارتياح ومحمد ابتسم وتبعوها اثنيناتهم للمحل اللي كان صغير وايد ..
محمد كان مفتشل من ريحة السندويتشات اللي انتشرت في المحل ووقف عند الباب وهو يطالع سارة اللي شلت العروسة وحظنتها على طول .. عقب ما دفع عنها مايد.. ويوم يت بتظهر شافت وحدة واقفة عند الكورنر صوب البطاقات واقفة وتطالعها.. كانت متحجبة .. ولبسها وايد محتشم.. وفي ويهها نور رائع.. ملامحها قريبة وايد من ملامح سارة.. الشبه بينهم كان كبير.. وعشان جذي كانت هالبنية واقفة تطالع سارة بدهشة.. وسارة أول ما شافتها تطالعها ردت لها النظرة رغم خجلها المعتاد.. والادهى من هذا انها ابتسمت لها.. وهذا اللي خلى محمد ينصدم ويتبع نظراتها لين استقرت عيونه على الملاك اللي جدامه.. وحس فجأة انه راسه ثجييل.. وعيونه بتغمض.. وخدوده يحترقن ليش ما يدري.. هي ما كانت جميلة.. بس آية من الجمال.. ويوم يت عينه في عينها نزلتها بسرعة ولفت الصوب الثاني وقلبها يدق بقوة..
محمد تم مبهت يطالعها ومايد واقف يطالعهم اثنيناتهم ويبتسم ويوم انتبه محمد وشافها لفت بويهها الصوب الثاني كره عمره لأنه سبب لها الاحراج.. وطلع من المحل ووراه اخوانه الصغار..
مايد كان يبتسم ويصفر بلحن اغنية.. ويوم شاف محمد ما عبره رفع صوته وهو يغني : يا سلام يا سلام .. أد ايه حلو الغرام.. يا سلام يا سلام .. أد إيه حلو الغرام..
اطالعه محمد باحتقار وسأله: شقصدك يعني؟؟
مايد (وهو يضحك بخبث): ماشي.. أغني.. حرام؟؟
محمد: لا مب حرام.. بس دور لك اغنية غير هاذي .. عن هالحركات اللي مالها معنى..
مايد: ان شالله.. بندور اغنية ثانية.. ممممممم... مممممممممم ..
محمد كان مخبي ابتسامته .. مايد خبيث وذكي.. وعلى طول لقطها وهي طايرة.. وعرف انه انبهر بهالبنية اللي شافها جدامه..
مايد اللي حس انه محمد رد يسرح قرر يلعوزه مرة ثانية وقال له: حمادة؟؟ حمادة.؟؟
محمد: حمادة في عينك..
مايد: شفت البنية اللي كانت في المحل.؟؟ كانت تطالعك.. انته تعرفها...؟؟
محمد: أي بنية؟؟ ما انتبهت لها..
مايد: والله؟؟ اهاااا... عيل يمكن كنت تطالع اليدار اللي وراها.. ؟؟
محمد(وهو يبتسم): هى كنت اطالع اليدار.. لونه وايد حلو..
مايد: اسميييييه يدار عجيب.. والله لو تلف الدنيا كلها ما تحصل يدار بحلاته..
محمد: عجيب وبس؟؟ انا ما اظن برضى بيدار غيره عقب اليوم..
سارة (اللي كانت تطالعهم وهي محتارة): ابا اشوفه ردوني المحل..
مايد: ههههههههههه.. باجر بوديج تشوفينه.. (وهو يكلم محمد) انزين حماااااادة..
محمد: ميود عاد احترمني اسمي محمد..!!!
مايد: محمد.. انا اعرف هالبنية..
محمد: هههه .. هيه صح..
مايد: والله اني اعرفها.. والله العظيم.. وغلاة ليلى اني اعرفها..
محمد (وهو يطالعه بنظرة شك): من وين تعرفها؟؟
مايد: ما يخصك.. المهم انها ساكنة في العمارة اللي مجابلتنا..
محمد (بلهفة): أي عمارة.. انزين .. من متى هي هني؟؟
مايد: لا يا حبيبي.. ما شي ببلاش..
محمد: كم تبا؟؟
مايد: يوم بقرر اخبرك.. بحدد لك المبلغ..
محمد: لين هذاك الوقت بروحي بعرف..
مايد (وهو يبتسم بثقة): بنشوف..
محمد (بقهر): بنشوف..
وكملوا دربهم لين وصلوا الشقة وكانت ليلى ولولة مخلصين الكيكة ويلسوا كلهم يتغدون ويتريون العصر لأنه عمهم عبدالله وياسمين اخيرا بيقعدون عندهم..

في هالوقت كانت مريم بعدها واقفة في محل البطاقات تتريا اخوها منصور يطلع من عند الحلاق.. عندهم شي مهم وايد لازم يسوونه ومريم متظايجة بسبة هالشي.. كانت واقفة هني تتسلى لأنها تحب الدباديب والبطاقات وهالسوالف.. ويوم شافت محمد ويا اخوانه داشين المحل انخشت ورا اكبر بطاقة في المحل لأنها تعرف انه ربيع اخوها منصور.. شايفتنه اكثر من مرة من دريشة غرفتها يوم كان ايي يتغدى عندهم في البيت.. واستحت وايد يوم شافته هني.. طبعا ما كانت متوقعة انه يعرفها.. بس مجرد كونه ربيع اخوها خلاها تستحي منه..
بس يوم شافت سارة انصدمت.. الشبه اللي كان بينهم كبير وايد.. يوم شافتها مريم حست انها ردت لأيام طفولتها وكانها واقفة جدام نسخة من نفسها يوم كانت طفلة.. .. وايد عيبتها هالطفلة وتمنت لو تروح وتكلمها .. بس محمد واخوه الثاني خربوا عليها..
في هاللحظة شافت اخوها طالع من الحلاق ومشت صوبه وهي تبتسم.. وهو اول ما شافها ابتسم بحزن وحس بقلبه بيتقطع.. بس ما بين لها ولو انه هالشي مرسوم على ويهه.. وقال لها : تبين شي من هني ولا نروح؟؟
مريم (بصوتها الناعم الموسيقي): لا.. نروح.. مابا أتأخر.. امايه بتحاتيني..
هز منصور راسه ومسكها من ايدها وطلع هو وياها من المول.. رغم سحر هالمدينة وجمالها وروعتها بس اللي يابهم هني خلا كل لحظة يستمتعون فيها يتبعها على طول لحظات من الالم والخوف..
***
وصل عبدالله هو ومرته ياسمين روما العصر ونزلت ياسمين من القطار وهي حاسة عمرها بتطير من الفرحة.. عيونها كانت تلمع من الوناسة وويهها يشع ببريق غريب .. إحساسها كان مزيج من الإثارة والسعادة.. طول الوقت في القطار وهي تحاول تقنع عبدالله يسكن في دبي وفي الأخير وافق.. كانت مستانسة انها قدرت تفرض رايها وما تدري انه عبدالله يسايرها ويترياها تشوف الفيلا اليديدة على أمل إنها تغير رايها وترضى تسكن في العين.. قبل العرس كانت مقتنعة انها اتم في العين.. شو ياها الحين انجلبت مرة وحدة..؟؟ كان يعرف انها ما بتسكت عنه وبتأذيه عشان جي سايرها يبا يرتاح من حنتها..
أما ياسمين فكانت تفكر بالشقة اللي أكيد بيعطيها اياها عبدالله أول ما تطلبها منه.. كانت تحب تتدلع عليه وعبدالله يعرف كيف يدلعها ويغمرها بالهدايا ويلبي لها كل طلباتها حتى قبل لا تطلبها.. وهالشي يخليها دوم ترد تفكر انها محظوظة يوم انه تزوجها.. كانت تحس بعمرها أميرة وتتريى اللحظة اللي ترد فيها لقصرها اليديد في جميرا..
وأول ما ركبوا التاكسي وخبر عبدالله الدريول بالانجليزي يوديهم البيازا.. التفتت له ياسمين بدلع ..
ياسمين: حبيبي؟؟
عبدالله : همم؟؟
ياسمين: بنسير الشقة على طول؟؟
عبدالله: هى عشان الشنط والأغراض..
ياسمين: بس انا ما لي نفس ارد الشقة.. أبا أتمشى في روما..
عبدالله: ان شالله خلينا نوصل ونسلم ع العيال ونرتاح شوي وعقب بنطلع نتمشى..
ياسمين: انته روح فوق ود الشنط وسلم عليهم وانا بتم تحت اترياك..
عبدالله: وليش اتمين تحت؟؟ طلعي ويايه فوق سلمي عليهم.. ليلى يحليلها وايد تسأل عنج
ياسمين (وهي تتنهد بظيج): بسلم عليهم فليل..
عبدالله: حبيبتي أنا متوله على عيال أخويه وابا ايلس وياهم واخذ علومهم.. وعقب ان شالله بنظهر..
ياسمين: أووهووووووو..
عبدالله (وهو يضحك): ياللا عاد ودري عنج الدلع.. لاحقين ع الطلعة..
ياسمين: ادري انك بتنشغل وياهم وبتنساني..
عبدالله: ههههه.. صدقيني انتي اللي بتنشغلين وياهم وبتنسيني.. وبتشوفين..
سكتت ياسمين وهي حاسة بظيج.. ويوم وصلوا الشقة كانت واصلة حدها ومقهورة من الخاطر..
حاسة انه ليلى واخوانها خربوا عليها شهر عسلها.. وتدخلوا في حياتها اليديدة ويا عبدالله.. وتمت تتساءل في داخلها شو اللي يبون يوصلون له بالضبط؟؟
أول ما دشوا الشقة.. وأول ما شافت ليلى عمها عبدالله استانست من خاطرها.. ورغم الجفوة اللي كانت بينهم من قبل، حست انها صج متولهة عليه .. متولهة على عمها اللي كان أغلى انسان على قلبها من عقب ابوها الله يرحمه.. وراحت له ولوت عليه بقوة.. وعبدالله اللي انصدم من تصرفها كانت سعادته اكبر وهو يضحك ويسلم عليها..
ليلى: عمي!!!!!! .. ما توقعت توصلون بهالسرعة..
عبدالله (وهو يبتسم لها ويمسح على شعرها): طلعنا عقب الغدا على طول عشان جي وصلنا بسرعة..
ليلى: عمي صج تولهنا عليك..
عبدالله: تولهت عليج العافية غناتي.. اشحالج وشحال اخوانج؟؟
ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة.. (وفجأة شهقت وهي تشوف ياسمين تدش من باب الشقة..).. ياسمين!!! حبيبتي !!!
راحت ليلى تسلم عليها وابتسمت لها ياسمين ابتسامة باردة وسلمت عليها بدون نفس.. واطالعت عبدالله وهي تقول: أنا تعبانة ودايخة من اليلسة في القطار.. وين غرفتي؟؟
ليلى استغربت من اسلوبها وعبدالله فقط ويهه.. معقولة تتصرف ويا ليلى جي؟؟ دلتها ليلى على غرفتها ويت بتروح عنها بس ياسمين زقرتها..
ياسمين: ليلى؟؟
ليلى: ها حبيبتي؟؟
ياسمين: ليلى انا صج تعبانة .. شو رايج تساعديني .. وتطلعين الاغراض وياية من الشنط؟؟
ليلى: ان شالله..
ياسمين (وهي تنسدح على الشبرية): حطي الاغراض اللي في هالشنطة هني.. واللي في هالشنطة علقيهم هني في هالكبت.. والاغراض اللي في الاجياس حطيهم على صوب .. اوكى؟
رفعت ليلى حاجبها اليمين وهي مصدومة من ياسمين..قالت لها بتساعدها بس ما قالت انها بتسوي عنها شغلها.. شو تتحراها خدامتها؟؟ اطالعتها ليلى وهي تبتسم بقهر ..
ليلى: أوكى يصير خير ان شالله.. انتي الحين شكلج تعبانة وبترقدين.. يوم بتنشين ازقريني وبنرتب الاغراض ويا بعض.. أوكى حبيبتي؟؟
ياسمين (اللي انحرجت وانصدمت في نفس الوقت): أوكى..
طلعت ليلى وهي تبتسم لنفسها .. وتقول في خاطرها " مب انتي اللي تستغلين طيبتي يا ياسمين"
وتمت ياسمين منسدحة على الشبرية والشرر يتطاير من عيونها العسلية .. كيف تجرأت وعاملتها بهالاسلوب.. هذا وهي مرت عمها ما احترمتها.. ما عليه.. بترد لها الحركة بإذن الله.. اذا مب اليوم باجر.. واذا مب باجر اللي عقبه.. وين بتروح منها يعني؟؟
***


ليلى طلعت الصالة وشافت عمها يالس ولولة يالسة في حظنه تتشكى من بطنها وسارة لاصقة فيه تراويه عروستها اليديدة اللي سمتها ماروكو.. واثنيناتهن حكن له اللي صار وياهن في الملاهي وكل شي سووه من يوم وصلوا روما..
عبدالله يوم شاف ليلى ياية قال لها وملامح القلق مبينة على ويهه: ليلى.. كيف تخلين اليهال يطلعون بروحهم؟؟
ليلى: والله يا عمي حاولت وياهم.. حتى لو قلت لهم لا تظهرون .. من أدش المطبخ بيتسحبون وبيظهرون وانا مب حاسة.. شياطين ما اروم لهم..
عبدالله: خلاص عقب اليوم البنات ما بيطلعن الا ويايه..
لولة (وهي تمسح على لحيته): وين بنروح؟؟
عبدالله (وهو يبتسم لها بحنان): وين تبين تروحين؟؟
لولة (وقلبها يدق بسرعة من الوناسة): بروح المر... المر... مممم.. سارونا شو اسمه هذاك المكان؟؟
سارونا: اللي ميودي خبرنا عنه؟؟
لولة: هى اللي فيه مهرج..
سارونا: اسمه مرهاجاان..
عبدالله (وهو يضحك): شو؟؟ والله ما فهمت عليكن..
ليلى: هههه.. عمي باجر العصر بيبدا المهرجان هني في البيازا.. اليوم الصبح يابولنا الاعلان .. بيسوون مسابقات واحتفالات ورقص والعاب ومن هالسوالف..
لولة: ومهرج..
ليلى: هى مهرج بعد..
عبدالله: وتبون تروحون باجر؟؟
لولة + سارونا: هى نبا نسير..
عبدالله: خلاص باجر انا بوديكم كل مكان تبون تسيرون له..
لولة: وبتاخذ لي عروسة احلى من عروسة ساروه؟؟
سارونا (وهي تبطل عيونها ع الاخر): هاذي احلى وحدة في السوق كله..
عبدالله: ههههههه.. أكيد شي وحدة احلى عنها..بوديج السوق باجر وخذي لج وحدة..
لولة: وشو بسميها؟؟
عبدالله: لازم تسمينها؟؟
لولة: هى لازم عيل شو بزقرها؟؟
ليلى: سميها لولو.. عشان انتي تكونين لولة وعروستج لولو..
شهقت لولة يوم سمعت اقتراح ليلى واحتشرت عليهم تبا تنزل الحين تشتري لولو .. وتبا تشتري لها بيت وثياب وعروسة ثانية تسويها خدامة حقها..
عبدالله: ههههه ليلى الحين شو بيسكتها لولة؟؟
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): لولة اسكتي عن عمي تراه ما بيوديج باجر السوق..
لولة (وهي ترص على رقبته بقوة اونها لاويه عليه): عمي الله يخليك الحين بنسير..
عبدالله: انزين ذبحتيني خلاص.. روحي بدلي ثيابج والحين بنروح ناخذ لج لولو..
ليلى: لا يا عمي انته توك واصل وتعبان.. لولة عن الدلع والطفاسة.. باجر بتروحين .. اليوم ما شي طلعة..
نزلت لولة ايدها عن رقبة عمها وتنهدت بعمق .. وقالت وهي تطالع ليلى بطرف عينها: اففففف
ليلى (اللي حاولت تسوي عمرها محرجة): وتتأففين بعد.؟؟
عبدالله: حرام عليج تكسرين بخاطرها..السوق جريب ما بيستوي شي لو وديتها..
ياسمين: وانا؟؟؟؟ !!!! عبدالله انته وعدتني تعشيني برى!!!
انصدموا كلهم يوم سمعوا صوت ياسمين واطالعوها فترة جنهم مب مستوعبين انها موجودة وياهم.. عبدالله كان وايد مستانس وفرحته بعيال اخوه نسته ياسمين تماما.. وأمل وسارة أول ما شافوا ياسمين سكتوا لأنهم مب متعودين عليها.. تمت ياسمين واقفة وعيونها في عيون عبدالله اللي ابتسم لها وقال: شو رايج ناخذ العيال ويانا؟؟
ياسمين (بظيج): بس انا..
قاطعتها ليلى وقالت: لا عمي نحن أصلا متفقين اليوم نسوي عشا في البيت ويايبين المقادير من السوق.. اطلع انته وياسمين واستانسوا ونحن بنترياكم وبنسهر رباعة..
عبدالله حس انه ليلى تبا تغطي على تصرف ياسمين الوقح وابتسم لها وهي عرفت مغزى ابتسامته وعقب ما يلس يسولف وياهم شوي اضطر يدش الغرفة ويا ياسمين ويبدل ثيابه عشان يطلع يتعشى وياها.. وأول ما دش الغرفة تم ساكت وهو مغيض على ياسمين..
ياسمين اللي حست انه معصب ما اهتمت ولبست ويوم خلصت قالت له: ياللا؟؟
اطالعها عبدالله بنظرة حادة وقال: قبل لا نظهر... ايلسي أبا ارمسج..
يلست ياسمين وتمت تطالعه ببراءة تعرف انه هالنظرة تحنن قلبه عليها .. بس عبدالله كان صج معصب وما اهتم لنظرتها وقال وهو يقعد على طرف الشبرية: أنا قلت لج من البداية وارد اقول لج مرة ثانية.. عيال اخويه اهم شي في حياتي.. واهم حتى من روحي.. ياسمين انتي غالية ومكانتج في قلبي كل يوم تزيد عن اللي قبله.. بس بعد ما يرضيني تتصرفين وياهم بهالطريقة..
شهقت ياسمين بحدة وقالت وهي مبطلة عيونها ع الاخر: ليش انا شو سويت؟؟؟ عبدالله ليش ترمسني جي؟؟ مب كافي انهم مشاركيني في شهر العسل اللي المفروض اتهنى فيه بروحي؟؟ متى اشتكيت انا او بينت لهم اني مب متحملتنهم؟؟
عبدالله: واللي سويتيه توج شو تسمينه؟؟
ياسمين: شو سويت أنا؟؟؟ ما سويت شي.!!
عبدالله: يوم يت ليلى تسلم عليج رديتي عليها ببرود.. ويوم قلت لج بناخذ اليهال ويانا ما طعتي.. على الاقل جامليهم ووافقي جدامهم..
ياسمين (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): والله انا ما احب حد يحطني في هالمواقف البايخة..
عبدالله: أي مواقف بايخة..؟؟ ياسمين ارمسي عدل!!!
ياسمين: يعني انا وانته مقررين نتعشى بروحنا.. المفروض قبل لا تغير رايك وتعزم اهلك كلهم ايون ويانا.. تخبرني.. صح والا لاء؟؟
عبدالله: وطي صوتج.. ماله داعي تسمعين اللي في الشقة كلهم رمستج..
اطالعته ياسمين بتحدي وعلت صوتها اكثر وهي تقول: ما بوطي صوتي.. وخلهم يسمعون.. ما يهمني!!
تم عبدالله يطالعها وهي ترد له نظرته بكل تحدي وفي الاخير بدت خدودها تحمر ودمعت عيونها ويلست على الكرسي تصيح وهي مغطية ويهها بإيدها.. كانت تصيح من خاطرها وبصوت عالي وعبدالله غصبن عنه تعاطف وياها واقترب منها ويلس جدامها ورفع ايدها عن ويهها .. بس ياسمين لفت بويهها الصوب الثاني وكملت صياحها..
عبدالله: ممكن اعرف ليش تصيحين؟؟
ياسمين: ........
عبدالله: ياسمين؟؟ ارمسج انا..
اطالعته ياسمين وويهها كان احمر وعيونها حمر ومنفخة من الصياح وقالت له من بين دموعها: هاذي أول مرة ترمسني فيها بهالاسلوب وما تباني اصيح؟؟
عبدالله كان مصر انه ما يخضع لها مهما حاولت وقال لها وهو يجبرها تطالعه: انتي اللي يبتي الرمسة لعمرج.. المفروض تكونين اكبر من هالحركات..
ياسمين: يعني انا ياهل؟؟
عبدالله: اذا استمريتي تتصرفين بأسلوب اليهال هذا شو تبيني اسميج؟؟
مسحت ياسمين دموعها بظهر ايدها يوم حست انه عبدالله ما بيسايرها مثل كل مرة وقالت وهي منزلة عيونها: حبيبي لا تزعل مني.. انا كنت محرجة ويوم احرج ما اعرف شو اقول..
عبدالله: انا مب زعلان عليج غناتي .. (وابتسم وهو يمد لها ايده) تعالي..
عطته ياسمين ايدها ويلست جدامه ع الارض وهي تبتسم بخجل.. ومسح عبدالله دموعها اللي كانت للحين تنزل من عيونها وقال لها: ياسمين ادري الكمال لله سبحانه بس انا اباج تكونين كاملة في كل شي.. ما اريد حد يرمس ويقول عنج ما تعرفين تتعاملين ويا الناس.. ولا اريد اعطي لأي حد المجال انه ينتقدج في يوم.. انتي مرتي وانا مستحيل اشوفج تغلطين وما اوجهج.. صح..؟؟
ابتسمت ياسمين وهزت راسها.. بس ما قالت شي.. كانت مستانسة .. رغم كل اللي استوى من قبل نص ساعة بس ياسمين كانت مستانسة.. هذا هو اللي حبته في عبدالله .. دومه يقابل طيشها وتهورها بعقله وحكمته.. ويوم قال لها تقوم تغسل ويهها عشان يطلعون.. فاجئته بردها وقالت: لا خلاص بنتعشى هني في البيت ويا عيال اخوك..
عبدالله(وهو يبتسم): لا ...انا ابا اتعشى برى..
ياسمين: صج؟
عبدالله: هى.. بنتعشى بروحنا.. وباجر بنطلع ويا اليهال..
ياسمين: اللي يريحك حبيبي..
وعقب ما تجهزت ياسمين.. طلعوا اثنيناتهم وراحوا يتعشون في واحد من مطاعم البيازا ..

***

غرربه
02-05-2013, 04:52 PM
في هالوقت كان مايد ومحمد واقفين ع الجسر اللي يفصل بين الجزء الشرقي والجزء الغربي من المدينة.. ويسولفون وهم يطالعون السفن اللي تمر من تحت الجسر والناس اللي يمرون حذالهم .. الجسر في هالوقت كان مزدحم بس هادي.. الكلام كان كله همس وحتى الضحكات هادية ومخنوقة.. كأن المكان يفرض على الكل احترام الصمت اللي فيه.. حتى مايد ومحمد وين ما يروحون يرتبشون كانوا هاديين وكل واحد يرمس وعلى ويهه ابتسامة حلوة..
مايد: أخييييه.. باجي شهر وبرد المدرسة.. حمادة توسط لي عند ليلى عشان ما اكمل دراسة..
محمد: وليش ما تكمل؟؟ وين بتروح؟؟
مايد: الجيش..
محمد: حلو.. تبا تدش الجيش دش .. بس عقب ما تخلص ثانوية.. ما فينا عقب يوم تكبر تلومنا وتقول انا دمرنا مستقبلك وما نصحناك..
مايد: يا ربيييه.. بدينا في التفلسف..
محمد: وانته ليش كاره المدرسة هالكثر..؟؟ أنا احيدها حلوة والله كانت احلى الايام ايام الثانوية..
مايد: انته ربعك كانوا وياك.. اكيد ايامكم بتكون حلوة..
سكت محمد وابتسم وهو يحس بالتعاطف ويا اخوه.. مترف انتقل ويا اهله دبي في بداية الصيف واكيد مايد مستصعب سالفة انه يتم في المدرسة من دونه.. رغم انه مترف وعده اييه العين في كل ويك اند ومايد اكيد بيسير له دبي.. بس في داخله.. كان مايد متأكد انه المسافة بتباعد من بينهم وفي النهاية كل واحد بينشغل بحياته وربعه..
مايد (وهو يبتسم بحزن): تذكر يا محمد يوم سالفة الشريط؟؟
ابتسم محمد وهو يطالع اخوه: مترف ظرب مانع في ثاني يوم صارت فيه هالسالفة .. ما اتحمل يشوفك مظلوم ويسكت..
مايد: ظربه في الساحة وجدام الكل.. ومانع حتى ما راح يشتكي.. يدري بعمره غلطان..
تنهد مايد وسكت محمد ما يدري شو يقول او كيف يخفف عنه..
مايد: بتوله عليه وايد..
محمد: بوديك دبي كل ويك اند .. وما بتلحق تتوله عليه..
ابتسم مايد وقال له: وعد؟؟
محمد: وعد..
مايد: غريبة ما احيدك طيب.. شو استوى عليك؟؟
محمد: من يومي طيب.. وينقص عليه بسرعة بعد..
مايد: هههه.. هيه صح.. احم..
محمد: جب انزين ادري شو اللي تلمح له.. الله ياخذها ان شالله ..
مايد: ما شفتها من هذاك اليوم..؟
محمد: لا ما شفتها..
مايد: انا بس ابا اعرف شو اللي حبيته فيها؟؟
محمد: ومنو قال لك اني حبيتها؟؟
مايد: علينا؟؟
محمد: ميود!!!..
مايد: انزين انزين.. خلها تولي هاذي.. نرد لمحور حديثنا..
محمد : اللي هو؟؟
مايد: مريم..
محمد: مريم؟؟ مريم منو؟؟
ابتسم مايد ابتسامة خبيثة وراح صوب بياع الايسكريم وخذ له ايس كريم هو ومحمد.. ومحمد واقف يطالعه يدري به يبا يحرق اعصابه .. ويوم رد ميود وعطاه الايس كريم سأله محمد مرة ثانية: منو مريم؟؟
مايد: مريم؟؟؟ منو مريم؟؟
محمد: مايد تراك وايد مصختها... خبرني عاد..
كان مايد يطالعه ببراءة: انته خبرني منو مريم لأني انا ما اعرفها..
محمد: ادري انك ترمس عن البنية اللي شفناها اليوم وادري انه اسمها مب مريم.. وانك مألفنه بس تبا تحرق اعصابي..
مايد: يمكن.. ليش لاء..
محمد: وعلى كل حال انا نسيتها.. ما فيه اتوهق ويا أي بنية.. البنات ما وراهن الا ويع القلب والراس..
مايد: حرام عليك .. هاذي غير عن كل البنات..
محمد: والله يا استاذ مايد.. ؟؟ اشوف قمنا نقول اشعار.. لا يكون عايبتنك؟؟
مايد: للأسف وايد عودة عليه .. وانا بعدني صغير ع الحب..
محمد: ههههههههه.. انته؟؟؟ اه منك انته والله انك تخوف..!!
مايد: مب انا اللي اخوف.. أنا اللي في قلبي ع لساني .. انتوا اللي ينخاف منكم.. طول الوقت ساكتين والله وحده يعلم شو اللي تخططون في هالعقول..
اطالع محمد ساعته وقال: اقول.. خلنا نرد الشقة .. الساعة ثمان وليلى اكيد خلصت العشا..
مايد: بنظهر عقب العشا؟؟
محمد: انا مواعد منصور.. بظهر وياه..
مايد: متى؟
محمد: الساعة 11
مايد: اهاااا.. منصور والساعة 11.. حلو..
محمد: عن الافكار الوصخة .. ما بنسير بارات .. عندنا مشوار..
مايد (وهو يبتسم): معروفة مشاوير الساعة 11 وفوق..
محمد: ميود!!!!
مايد: بليز لا تحاول تدافع عن نفسك..
محمد: والله فكر على كيفك.. ليش ادافع عن نفسي جدام واحد مراهق..
مايد: تدري؟؟ صح اني مراهق.. بس عقلي اكبر عن عقلك..
محمد (باحتقار): هه
مايد: وأنا الوحيد اللي اقدر اوصلك لمريم.. وبييك يوم وبتترجاني يا حمادة.. وساعتها بذكرك اني مراهق وعقلي صغير..
محمد: بنشوف..
مايد (وهو يضحك): بتشوف..
***
في العمارة المجابلة لعمارة قوم ليلى.. كانت مريم يالسة في البلكونة ودلة الجاهي حذالها.. واخوانها التوأم الصغار سالم وسعيد (9 سنين) يالسين وياها وكلهم ميودين في ايدهم اقلام ليزر ومنخشين ورا الحدايد مالت البلكونة ويأذون خلق الله .. كل ما يشوفون حد طالع في البلكونة او يطل من الدريشة يصوبون الليزر عليه.. ويضحكون وهم يشوفونهم مستغربين ويدورون مصدر الضوء اللي عليهم..
سعيد: مريامي شوفي هاذيج الدريشة.. صوبي ع القطوة اللي راقدة على طرفها..
شهقت مريم: لا لا لا.. الا القطاو.. خلوهن على صوب..
سالم: حرام بشوفها وهي تنقز من مكانها..
مريم: اصلا ما بتحس لأنها راقدة.. وبعدين اخافها تطيح من فوق ويستوي بها شي..
سعيد: انزين تشوفين الريال اللي يمشي تحت في الشارع؟؟
مريم (وهي توايج تحت): هذاك الاصلع؟؟
سالم: هى.. وجهي الليزر على صلعته..
ضحكت مريم ووجهت القلم على صلعته وبعدين نزلته على ايده.. وانتبه الريال وانتفض من الخوف وتم يطالع حواليه يبا يعرف مصدر الضوء.. ومريم واخوانها يضحكون من الخاطر..
سعيد: هههه شوفوا كيف يربع والله انه تروع..
مريم: حرام بيدعي علينا..
سالم: عادي كافر الله ما يستجيب دعائه..
مريم: إيه.. مب على كيفك تقرر اذا الله بيستجيب لدعائه ولا لاء.. استغفر ربك..
في هاللحظة بطل منصور باب البلكونة وخشت مريم القلم تحت ريولها بسرعة قبل لا يشوفه منصور ويسوي لهم سالفة..
منصور ابتسم لهم وقال: ما شالله انتوا هني تسولفون وامايه وابويه يحليلهم بروحهم يالسين داخل..
مريم: تونا كنا وياهم من ربع ساعة بس دشينا البلكونة..
منصور: انزين مريوم مرة ثانية يوم بتيلسين في البلكونة حطي شي على راسج.. ترا العمارة اللي مجابلتنا يشوفون..
استحت مريم وقالت وهي منزلة عيونها: ان شالله.. والله ما انتبهت..
منصور: خلاص تراني نبهتج الحين.. انا بظهر.. سيروا ايلسوا داخل..
قامت مريم ويا سعيد وسالم وطلعوا من البلكونة.. منصور طلع عشان يتلاقى ويا محمد وسعيد وسالم راحوا صوب التلفزيون ومريم راحت على طول صوب امها وابوها ولصقت في ابوها اللي حبها على يبهتها وحط راسها على جتفه.. مريم كانت غير عن الكل ومعزتها في قلوبهم كلهم تختلف عن معزة أي شخص ثاني من عايلتهم.. وأبوها بالذات كان يحبها بشكل جنوني.. خصوصا في الفترة الاخيرة..
بومنصور: ها يا مريم.. بعدج ظايجة ومتمللة..؟
مريم (وهي تبتسم له): لا ابويه.. منصور ما قصر ويايه .. وداني المول وعشاني على حسابه..
ام منصور: منصور حليله ما يقصر.. بس انتي بعد لا تظيجين بعمرج و متى ما تبين تظهرين بنظهرج..
مريم: أمايه انا شفت عرب في العمارة اللي مجابلتنا.. تعرفونهم؟؟
ام منصور: مدري والله حبيبتي ما شفتهم.. يمكن نعرفهم.. بس ما احيد حد من معارفنا ياي هالبلاد..
بو منصور: وين شفتيهم؟؟
مريم: دوم اشوفهم من البلكونة واليوم شفت عيالهم في المول.. أمايه اذا شفت بنتهم العودة مرة ثانية بسير اسلم عليها..
ام منصور: هى واعزميها هي وامها بيونسني .. تراني الا يالسة اروحي هني..
بومنصور: أفا يا ام منصور.. وانا ما اسدج؟؟
ام منصور: هههههه انته الله يهديك الصبح راقد والعصر راقد وفليل من تستوي الساعة تسع رقدت.. وانا اتم مجابلة هالتلفزيون مب فاهمة منه شي..
مريم: هههههه.. ولا يهمج امايه .. أنا باجر بظهرج.. بوديج مكان حلو..
بومنصور: وين بتودينها..
غمزت مريم لأمها وقالت وهي تبتسم: سر..
بومنصور: وانا؟
مريم: ما بناخذك ويانا.. بس انا وامايه بنسير..
ام منصور: لا لا .. انا ما اظهر الا وبو منصور ويايه..
مريم: هههههه يا عيني ع الحب..
ام منصور (تسوي روحها معصبة): عيب عليج .. شو هالمنكر بعد؟؟
ضحكت مريم وابوها على ام منصور ويلسوا يطفرون بها شوي.. وعقب ساعة تقريبا قاموا الشواب يرقدون ونشت مريم تشوف اخوانها التوأم وشافتهم مندمجين يطالعون فلم في التلفزيون.. وتمت تمشي بين الصالة والممرات من دون هدف.. في عيونها نظرة خضوع.. وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى.. رغم كل الهموم اللي في قلبها تعودت تختفي ورى هالابتسامة.. تخبي احباطها.. تعاستها واحساسها بالظلم والقهر..
وين ضحكتها ووين ساعات فرحها؟؟ وين مريم الأولية اللي الكل وده يعرفها والكل يتمنى نظرة منها.. صارت تخاف حتى من مجرد النظر في عيون أي شخص يمر جدامها.. تخاف تحلم.. تخاف تفرح.. وتخاف من اللي ياي.. يوم يكون المستقبل مجهول.. والشي الوحيد اللي تعرفه عنه هو انه يمضي بك للأسوأ .. وانه مستحيل الأمور تتصلح.. ومستحيل في يوم ترد تبتسم من قلبك.. فجأة تفقد الحياة طعمها.. وكل شي يكون من دون معنى.. وهاذي حياة مريم.. تخلت عن كل شي كان يونسها.. عن دراستها .. وعن ربعها.. حتى الكتابة اللي كانت تريحها وتدفن فيها همومها.. تخلت عنها.. تحس انها انخذلت وانظلمت.. وانها مهما حاولت محد بيتقبلها.. وشو اللي يجبر أي حد يحب وحدة مثلها.. أو حتى يتمنى يقعد وياها؟؟
تنهدت مريم بصوت عالي واختفت الابتسامة عن ويهها.. وحست بدمعة تحرق عيونها وتقاوم بشدة انها تنزل لخدها.. ردت بها ذاكرتها لليوم العصر في المول .. مريم فهمت نظرة محمد وكانت تعرف انه منبهر بجمالها.. بس تعرف بعد انه مستحيل يتقبلها اذا عرفها عدل.. مثل الكل بيبتعد.. فليش تبني قصور في السحاب؟؟ وليش تفكر مجرد التفكير فيه؟؟
مشت مريم لغرفتها.. وغصب عنها ردت تلجأ لدفترها.. انسدحت على بطنها فوق الشبرية وبطلت صفحة عشوائية من دفترها وتمت تطالع السطور الوردية الباهتة وهي تسمع صوت ضحكة من البلكونة في الشقة اللي حذالهم.. وكتبت..
" تشوف هناك؟؟
ورى بسمة على شفاتي؟؟
تشوف هناك؟؟
كيف أخفي ملفاتي؟؟
هناك..البسمة تخفي حزن..
تخفي حـــزن..وتخفي حزن..
تعال وناظر الدمعه..اذا سالت..
وأنا أضحك.. وهي سالت..
تجر دموع همّالة...وأنا بحالة..
ولكن مادروا بالجرح..
يظنوها دموع الفرْح..
آآآآآآآآآآه وما خفى أعظم..
ألا ياصاح دنيانا قليل الخير فيها!!
أنا اذكر..كنت أحاكيها..
بليلة ظلمة نتسامر..
نتحاسب على مامر..
يا دنيتي..أبسألج..
أنتي تحبي لي المرار..؟؟
ولاّ أنا حظي معاج..ماذوق طعم الانتصار؟؟
ولاّهو طيب قلبي..جرني للانحدار؟؟
حني علي يادنيتي.. واعطيني لو منج خذيت..
ماأكسر الخاطر وانا..دمعي سكيب وأرتجيج؟؟
ودي الفرح يادنيتي..يرويني بليلة ظمى..
ودي قبل لا دمعتي تسقي عيوني بالعمى..
أفرح...ولو مرة..ومن فرحتي اطير..
واصرخ من الفرحة..صرخة أبكم.. نطق بحروف وتعابير..
يادنيتي...ماهوكثير....
وربي ما أطلب كثير....
وكانت حروفي الأخيرة..
بتشبث بخيط الأمل..
وبنتظر يومج تجيني...وتاخذيني..
وتأكديلي يا دنيتي..إنج مازال فيج الخير.." *
انجلبت مريم على ظهرها وتمت تطالع سقف الغرفة فترة.. تبا تفرح ولو لمرة وحدة.. تبا تحس انه لوجودها معنى ولحياتها هدف.. تبا ترد لأيام أول.. لبطولات الجمباز وأيام الثانوية.. حتى الثانوية العامة انحرمت منها.. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل؟؟ ليش؟؟ بس كل ما تعمقت في هالفكرة اكثر كل ما حست بعبرتها تخنقها وتجبرها توقف حتى مجرد التفكير في الموضوع..
***

في الطرف الثاني من البيازا.. وبالتحديد في العمارة اللي تطل على الكاتدرائية .. كانت نوال وأحمد وخالوتهم فاطمة يالسين يقنعون في أحمد انه يأجل العملية ويروح ألمانيا عشان يستشير دكتور ثاني..
فاطمة اللي كانت تكمل دراسات عليا في بلجيكا أول ما عرفت انه عيال اختها وصلوا ايطاليا عشان عملية أحمد لحقتهم على طول .. ما كانت تعرف اللي استوى في أحمد ولا توقعت في يوم انه مرض السكري ممكن يسبب له العمى.. واللي زاد ظيجها انه نوال اخته مالها غيره .. وطول الدرب من بلجيكا لإيطاليا وهي تجهز في بالها محاظرة طويلة عريضة عن الاهتمام بصحته وانه مسئول عن اخته وكانت تبا تقول له اياها أول ما تشوفه.. بس يوم شافته ما قدرت تتحمل وعلى طول نست كل شي..
والحين عقب ما يلست تسولف وياهم ساعتين .. خبروها انه موعد العملية باجر.. وكانت يالسة تحاول بكل طاقتها انها تثني أحمد عن قراره هذا.. وأحمد مستغرب منها..
أحمد: خلوني اسوي العملية وافتك.. ليش أءجلها..؟؟
فاطمة: أحمد حبيبي انا مب مقتنعة باللي قاله هالطبيب.. ليش من الاساس يسوي لك عملية في الشبكية؟؟ انته مشكلتك أساسها السكري.. وعلاجها لازم يكون مبني على هالشي..
نوال: خلنا نروح ألمانيا مثل ما قالت خالوه.. يمكن هناك اخصائيين يعرفون أكثر من اللي هني..
أحمد (وهو متنرفز من الخاطر): أنا مليت.. تعرفون شو يعني مليت؟؟؟ 3 اشهر وانا على هالحالة.. وقفت أشغالي وحياتي .. وأجلت عرسي بسبة هالمصيبة اللي حلت عليه... خلوني أسوي هالعملية .. ابا اعرف شي أمل في علاجي ولا لاء.. اذا ماشي امل ليش اعيش ف وهم؟؟؟
اقتربت فاطمة منه وحطت ايدها على جتفه وقالت له بهدوء: أحمد.. انا ادري انك عنيد ومستحيل تسوي الا اللي في راسك.. بس فكر قبل كل شي بنوال.. وبلميا اللي تنتظرك في الدوحة.. ترضى تخرب على عمرك الفرصة الأخيرة لشفائك.. وتخرب عيونك بهالعملية؟؟
أحمد: وانتي ليش متأكدة انه هالعملية بتخرب لي عيوني..؟؟
فاطمة: لأنه مشكلتك أساسها السكري.. .كم مرة بعيد عليك هالجملة؟؟
نوال: أحمد ارجوك ...
أحمد: تدرين خالوه؟؟ اليوم الصبح أول ما نشيت من الرقاد حسيت بالنور اللي في الغرفة.. بس مول ما كنت اميز الاشكال اللي اشوفها..
فاطمة: عشان تصدق يوم اقول لك انك مب محتاج للعملية هاذي..
أحمد: ما ادري..
نوال: شو بعد ما تدري.. ياللا اشوف وافق انا نسير المانيا.. !!
تنهد أحمد بظيج: خلاص.. بنروح ألمانيا...
شهقت نوال من الوناسة وحظنته فاطمة بقوة.. وابتسم أحمد غصبن عنه وسألهن: متى تبون تروحون؟؟
فاطمة: أنا الحين بحجز لنا أون لاين.. خلنا نطلع باجر ليش نأجل الموضوع..؟؟
نوال: والحجز ف المستشفى؟؟
فاطمة: جراح العيون اللي هناك صديقي وما بيطالبني بموعد..
نوال: خلاص عيل .. باجر عقب المغرب نروح..
***
في الإمارات.. وبالتحديد في مدينة العين .. كان الوقت العصر.. وسهيل ومبارك يتفقدون آخر التشطيبات في فيلا عبدالله اليديده.. وعقب ما جيكوا على كل شي في الفيلا من داخل.. انتقلوا للحديقة برى.. والعمال كانوا في كل مكان ينظفون الحديقة ويشلون بقايا الخشب والاسمنت من المكان.. خلاص الفيلا خلصت وحتى الأثاث وصل أمس.. ما بجى الا الحديقة وان شالله بيخلصونها قبل لا يرد عبدالله..
مبارك كان وايد مستانس على الفيلا خصوصا انه هو اللي اشرف على كل شي فيها.. وكان واثق انها بتعيب عبدالله ومرته وبتبهر كل حد يشوفها.. بس في نفس الوقت وهو يتجول في الحديقة كان حاس انه في شي ناقص.. والتفت على سهيل وسأله: احنا شو كنا مقررين انحط هالصوب؟؟
اطالع سهيل المكان اللي يأشر عليه مبارك .. كانت بقعة فاظية ما فيها شي.. وسهيل كان يفكر اييب الزراع اللي عنده في البيت ويخليه يترسها ورد..
سهيل: ماشي.. ما قررنا نحط فيها شي. .أنا قلت بزرع فيها ورد..
مبارك: همممم.. انزين شو رايك.. نحط نافورة هني.؟؟
سهيل : والله فكرة حلوة .. أنا عندي نافورة في البيت وشكلها وايد حلو..
مبارك: وين مسونها؟؟
سهيل: تعاقدت ويا شركة عشان يعدلون لي في الحديقة.. وتفاجأت يوم شفتهم مسوين النافورة..
مبارك: وعيبك شغلهم؟؟
سهيل: تعال ويايه جان تبا تشوف شغلهم بس الصراحة ما عليه كلام..
مبارك: خلاص عيل بسير وياك وإذا عيبني شغلهم بتعاقد وياهم عشان يعدلون حديقة هالفيلا..
سهيل: ياللا تعال بنسير في موتريه..
طلعوا اثنيناتهم ويا بعض وراحوا بيت سهيل عشان يشوفون تصميم الحديقة..
في هالوقت وفي بيت سهيل.. وبالتحديد في الحديقة .. كانت موزة.. بنت سهيل العودة اللي استوى لها شهرين وهي متخرجة من التقنية..طالعة من الصالة ورايحة صوب الأستوديو اللي أبوها مسوي لها اياه في نص الحديقة.. خلال السنوات الثلاث اللي مرن.. تغيرت موزة بشكل كبير.. والمراهقة اللي كانت توها بتخلص ثانوية عامة اختفت ويت في مكانها انسانة ناضجة في شكلها وتفكيرها.. تخرجت من التقنية بامتياز ولوحاتها الفنية انعرضت في أكثر من معرض دولي.. سهيل كان فخور ببنته وأي شي تباه يوفر لها اياه على طول.. بس موزة بطبعها ما كانت طماعة وتكتفي باللي موجود عندها.. ويوم أصر أبوها انه يسوي لها أستوديو في البيت.. اقترحت عليه تستخدم البيت الزجاجي اللي في الحديقة لأنه محد يستخدمه.. ووافق سهيل وجهز لها اياها ومن يومها وهي طول النهار هناك.. ترسم وتشخبط على كيف كيفها..
مشت موزة صوب الأستوديو وهي لابسة أجدم جينز في الكبت وقميص أبيض طويل وواسع .. وفي ايدها شنطة الألوان والفرش.. كل تفكيرها كان في اللوحة اللي ناوية ترسمها.. هاذي لازم تكون لوحة خاصة لأنه أعز ربيعاتها طلبت منها ترسمها عشان تعلقها في مكتبها في الدوام..
وهي تمشي.. سمعت أصوات من بعيد .. ووقفت وهي تتلفت حواليها.. ويوم تأكدت انه صوت أبوها وريال غريب شهقت بقوة وما عرفت وين تنخش.. أبوها أمس هازبنها لأنه شافها في الحديقة بدون شيلة.. ومنبه عليها اكثر من مرة تتغطى يوم تظهر للأستوديو عشان لا تتفاجئ بالزراع أو الدريول في ويهها.. شو بتسوي الحين ووين بتنخش؟؟ وبسرعة ركضت موزة صوب اليدار وانخشت ورا أكياس السماد اللي كان الزراع مكدسنهن فوق بعض.. انخشت وراهن بدون ما تحس وتخيست ثيابها وريولها بالرمل اللي تحتها وما انتبهت للريحة إلا يوم وصل أبوها للبقعة اللي هي يالسة فيها..


مبارك وسهيل يوم وصلوا للنافورة تموا واقفين حذالها ومبارك يتأملها ومستانس وايد من شغلهم المرتب.. وأكياس السماد كانت شوي بعيد عنهم بس مجابل النافورة بالضبط..
مبارك: يا سلالالالام.. لا ..بصراحة شغل مرتب.. !! حتى الزخارف اللي داخل روعة.. والفتحات اللي يظهر منها الماي أول مرة اشوف مثلهن..
سهيل: ها شو رايك؟؟ نتعاقد وياهم؟؟
مبارك: هيه ليش لاء؟؟ وهم بعد اللي مسوين لكم هالبيت الزجاج؟؟
سهيل: هيه.. تعال تيا تشوفه من داخل؟؟
مبارك: لا.. ما يحتاي.. انا بخبرهم يسوون اللي يبونه في الحديقة ..أهم شي إني أبا نافورة نفس هاذي بالضبط..
سهيل (وهو يبتسم): ياللا عقبال ما تعدل بيتك وحديقتك ..
مبارك: ان شالله..
سهيل: وبيتك الجديم ما تفكر تعدل فيه؟؟
مبارك كان متظايج من هالسالفة بس ما حب يبين لسهيل: بيتي مب جديم .. وما يحتاي لأي تعديلات..
سهيل: عيل ليش طلعت منه؟؟
مبارك: هذا سؤال يا سهيل؟؟
سهيل (وهو يأشر على كراسي الحديقة اللي كانت مجابلة للنافورة): ايلس يا مبارك.. خلني اعرف شو سالفتك..
يلس مبارك وهو يبتسم وموزة كانت بتموت من الأرف وهي ورا أكياس السماد وحاطة ايدها على خشمها مب قادرة تتنفس وتحس انه الريحة دشت في حلجها .. وفوق هذا كله أبوها الله يهديه يلس ويا ربيعه هذا.. وشكلهم مطولين..
سهيل (عقب ما يلس ويا مبارك على الكرسي): اسمعني يا ولدي يا مبارك.. أنا كنت ناوي ارمسك في هالموضوع من زمان... بس كنت خايف ما تفهمني..
مبارك: أي موضوع؟؟
سهيل: انته المفروض ترد بيتك .. مب عشان تسكن فيه.. بس ع الاقل تمر عليه من فترة لفترة..
مبارك (وهو يتنهد): أمر على منو هناك..؟؟ اذا كنت ناسي بذكرك انه البيت مهجور..
سهيل: أدري انا ما قلت شي.. بس يا مبارك.. اللي ما يقدر يواجه ماضيه.. مستحيل يستمر في حياته.. ويقدر يتكيف مع مستقبله..
سكت مبارك فترة طويلة.. وسهيل ما استعيله وتم ساكت يترياه يرمس. وفي النهاية طلع موبايله من مخباه وقال وهو يبتسم لسهيل بمرارة..: يود موبايلي وجيك على الاسامي اللي فيه.. للحين رقم مرتي مخزن عندي.. وللحين اغلط واتصل على رقمها بدون احساس.. قبل لا أواجه ماضيه خلني اتعود على فكرة انهم راحوا .. وخلني اجهز نفسي عشان اواجه كل ذكرياتي وياهم..
سهيل: وبتم جي على طول؟؟
مبارك: الكل يطمني ويقول انه الألم عقب فترة يخف والشوق يبرد.. واني في النهاية بنسى..
سهيل: وانت شو رايك.؟
مبارك في خاطره " كيف انسى وانا قلبي لليوم يحترق من شوقي لهم وعيوني ظميانة حتى في الاحلام ما ترتوي بشوفتهم؟؟" (لسهيل): مع مرور الوقت.. بتعود.. ويمكن انسى..
سهيل: أكيد بتنسى..
مبارك: ان شالله.. على فكرة.. حديقتكم وايد حلوة.. ذكرتني بأيام أول يوم كنت طول يوم الجمعة ايلس اعابل في الزراعة في بيتنا..
ابتسم سهيل لمبارك واحترم رغبته في تغيير الموضوع وقال: أنا مول ما اتفيج لها .. لولا البنات والزراع ولا هالزراعة كلها من زمان منتهية..
مبارك: ياللا قوم بنرد المكتب .. أبا اتصل بهالشركة بتعاقد وياهم..
سهيل: الحين؟؟
مبارك: هيه ليش نأجل لباجر.. خلنا نرمسهم من الحين..
سهيل: على هواك.. ياللا ..
قاموا اثنيناتهم وتجدم سهيل مبارك عشان يتأكد انه محد من أهله برى .. مبارك تم واقف يتلفت حواليه ويدقق في التصاميم الحلوة اللي صوب الزرع.. ويوم يت عينه على اجياس السماد.. عقد حياته وهو يركز على اللي يشوفه.. كان متأكد انه في حد منخش ورا الاجياس .. ويوم شاف موزة توايج عليه.. لف بويهه الصوب الثاني بسرعة وحاول يخبي الابتسامة اللي ارتسمت على شفايفه.. معقولة طول هالفترة وهي منخشة ورا الاجياس ومتحملة الريحة؟؟ وتتحرى انه محد بيشوفها..؟؟؟
عطاها مبارك ظهره .. صج غمظته من الخاطر .. خصوصا انه هو وسهيل يلسوا يسولفون وايد .. أكيد كرهته..
في هاللحظة يا سهيل وطلعوا من البيت وهم يسولفون ومبارك كل ما يتذكر اللي شافه يضحك غصبن عنه .. وموزة يوم تأكدت انهم طلعوا من البيت نشت من مكانها وتمت تطالع ثيابها بأرف.. ألوانها والفرش تخيسوا رمل.. بس كان هالشي عادي عندها.. ولأول مرة ما اهتمت.. كل اللي كانت تفكر فيه هو الرمسة اللي سمعتها ... ومبارك.. هاذي مب أول مرة تشوفه ومب أول مرة تسمع ابوها يرمس عنه ويا أمها.. بس هالمرة .. شافته بنظرة ثانية وحست انها تعمقت في دنياه.. كل هالحزن والضعف معقولة يجتمع في شخص انسان بهالقوة والجبروت.؟؟ شي غريب..!!
مسحت موزة ايدها على الجينز اللي صار كله رمل وركضت عشان تخبر اختها لطيفة عن اللي سمعته.. واللي استوى لها قبل شوي.. غرفة لطيفة في الطابق الثاني وشي دري من رخام في الحديقة يوصل على طول لبلكونة غرفتها.. ركبت موزة على الدري بسرعة ووقفت في البلكونة تدق على الباب الزجاجي بقوة وتتريا لطيفة تبطل لها..
لطيفة اللي هالسنة بتدش مرحلة الثانوية كانت يالسة على شبريتها تقرا رواية من روايات عبير وأول ما سمعت حد يدق على باب البلكونة بقوة زاغت وخشت الرواية تحت المخدة .. ونشت تبطل الباب .. بس يوم بطلت الستارة وشافت موزة واقفة برى عصبت وقالت لها من ورى الباب: لازم تكسرين الباب؟؟ ما تعرفين ادقين شرات باجي خلق الله؟؟
موزة: بطلي بسرعة بخبرج شو استوى...
لطيفة (وهي تطالع اختها من فوق لتحت): لا وحافية بعد..!!! مستحيل ادشين غرفتي وانتي جي.. شو متسبحة بالرمل؟؟
موزة: أووهووو.. لطووف بطلي الباب ترى والله ما اخبرج.. !!!
لطيفة: لحظة..
راحت لطيفة صوب شبريتها ويابت نعالها الوردي اللي تلبسه في الغرفه وحطته جدام موزة.. وقالت لها: البسي النعال.. وسيري الحمام اغسلي ريولج قبل لا تخبريني بسوالفج..
دشت موزة وغسلت ريولها وهي مقهورة من لطيفة وتتحرطم عليها ..
لطيفة: ها .. خبريني شو استوى..؟؟
ابتسمت موزة وخبرتها بكل اللي استوى واللي سمعته.. ولطيفة تخبلت وقالت لها ردي عيدي لي السالفة مرة ثانية..
موزة: لطوف والله هالانسان كتلة من الاحساس والمشاعر الراقية..
لطيفة (وهي تبتسم بخبث): أهاااا..
موزة : ما شفتيه وهو يرمس .. لا ولاّ حسه.. يخبل والله!!.. اسلوبه .. كلامه..
لطيفة: ابتسامته..
موزة: للأسف ما شفته وهو يبتسم.. أنا يا دوب لمحت ويهه..
لطيفة: اقول انسة موزة ما تحسين انج زودتيها شوي..؟؟ اللي اعرفه اني انا المراهقة مب انتي..؟؟
اطالعتها موزة باستغراب : شو قصدج يعني؟؟
لطيفة(وهي تضحك): يعني احس انج كبرتي على سوالف الاعجاب..
موزة: هه؟؟ اعجاب؟؟ تدرين؟؟ مب منج.. مني انا اللي ياية اخبرج باللي استوى لي..
لطيفة: موزوه لا تزعلين بس والله ابا اكون صريحة وياج.. يعني هذا ربيع ابويه عود .. ومتعقد.. اهله كلهم متوفين في حادث..
موزة: انزين وشو يخصه هذا في موضوعنا؟؟
لطيفة: يعني اذا حبيتيه بيع1بج وبيطلع عقده كلها فيج..
موزة: لطوف انتي تخبلتي؟؟ انا قلت لج الحين اني حبيته ولا يبت طاري الحب أو الاعجاب على لساني؟؟ كل اللي سويته اني حكيت لج موقف صار ويايه وقلت لج رايي بهالانسان..
لطيفة: بس من رمستج لمحت شوية اعجاب وحبيت انقذج قبل لا تتوهقين..
موزة(بقهر): ارتاحي غناتي .. أنا مب ناوية لا احب ولا اتوهق.. يعني ما بتضطرين تنقذيني من أي شي..
لطيفة: الحب ما بيستأذنج يوم بيي يا ذكية
وقفت موزة واطالعت لطيفة بتكبر وقالت: أقول لج شي لطوف..؟؟ تمي ويا رواياتج وخرابيطج .. وانا اسمحيلي بعيش في الواقع..
لطيفة : هههه.. اللي يريحج..
طلعت موزة عن لطيفة وهي مقهورة منها .. وندمت انها خبرتها.. وراحت تبدل ثيابها عشان تروح الاستوديو.. خلاص غيرت رايها وما بترسم اللوحة اللي كانت تبا ترسمها قبل.. بتغيرها وبترسم شي ثاني.. شي بدا يشد انتباهها .. ومشاعر حلوة بدت تتكون في داخلها .. وبتترجمها كلها في هاللوحة اليديدة اللي بترسمها الحين..
***


اليوم هو يوم المهرجان .. وشوارع روما من الصبح متزينة بأحلى الشرايط واللوحات.. التماثيل كانت تارسة الساحات وخلق الله من الساعة تسع الصبح متيمعين في كل صوب عشان يشوفون العروض والفعاليات.. كان مهرجان كبير وبيستمر لمدة أسبوع.. وفوائده بتعود في الأخير للبلدية عشان يسوون صيانة وإصلاحات في المدينة.. مايد كان ناش من الصبح وواقف ويا واحد من البياعين في سوق الخضرة.. ما يبا أي شي يفوته ويبا أول ما يبدا المهرجان يكون موجود.. ومع انه محمد وعده ينش وياه الصبح ويتم وياه للعصر بس ما قدر مايد يقعده من الرقاد لأنه كان سهران أمس ويا ربيعه منصور لويه الفير..
مايد كان كاشخ من الخاطر اليوم.. لابس شورت تحت الركبة لونه كحلي وقميص أبيض واسع شوي وكت.. يدري انه هذا آخر يوم له في ايطاليا ويبا يستانس من الخاطر.. وعشان جذي ما كان يبا يظيع أي لحظة في الرقاد.. وسار بسرعة صوب المقهى اللي تحت عمارتهم أول ما شاف طوني ياي يبطل الباب.. ووقف حذاله يخورط عليه بالانجليزي ..
طوني (اللي كان يستانس على مايد): Oh, Mayed.. Good morning
مايد: Good morning?? What did I teach you?? Didn't you learn it in Arabic?? (شو ها؟؟ أنا مب معلمنك تقول صباح الخير بالعربي؟؟)
طوني: hahahaha.. okay okay.. Sabaah Al kair (هههه .. أوكى أوكى .. صباح الخير)
مايد (وهو يضحك من الخاطر): صباح النور والسرور.. يا ويلي عليك..
طوني: This is your last day here right? (هذا آخر يوم لك هني صح؟)
مايد: yeah.. we're leaving tomorrow (هى.. باجر بنرد البلاد..)
طوني: come inside.. I'll get you hot chocolate .. it's on me.. (تعال داخل.. بسويلك hot chocolate .. على حسابي)
مايد: Great..
دخل مايد ويا طوني في المقهى وعقب ما سووا لهم hot chocolate يلسوا ع الكراسي اللي برى واللي كان لونهن أخضر نفس لون الزرع اللي مزروع عند باب المقهى.. ويلسوا يطالعون الناس والزحمة وطوني كل ما تمر وحدة من جدامه يتغزل فيها بالايطالي ومايد يضحك عليه.. وطافت وحدة حلوة ويوم شافت مايد ما شلت عيونها عنه ومايد تم يطالعها بنفس نظرتها وطوني مستانس عليه ويقول له: Go after her ( الحقها)
مايد (وهو يبتسم له): no.. I learnt my lesson.. no foreign girls for me ( لا خلاص أنا تبت.. ما يخصني بالاجنبيات)
وفجأة اتسعت ابتسامة مايد وهو يشوف مريم تمشي من بعيد سايرة صوب محل الورد.. كانت لابسة تنورة بيج وقميص بني غامج وشكلها وايد مرتب وحذالها اخوانها التوأم سالم وسعيد.. مايد من أسبوع وهو يراقبها ويوم عرف انها اخت منصور تعلق فيها وايد.. دوم يتخيلها في بيتهم وانها مرت محمد.. من اول ما شافها وهو حاس انها شي خاص فيهم .. وما يبا يفرط بها.. بس محمد الغبي مول ما يتحرك.. لازم مايد يسوي له شغل وياها..
مايد أول ما شافها قال لطوني: I have something to do.. bye.. see you later (عندي شغل.. باي.. بشوفك عقب)
طوني (وهو يضحك): She's much older than you (هاذي وايد عودة عليك)
مايد( وهو يغمز له): She's not destined for me.. but I'll try my best (ومنو قال لك انها حقي؟؟ )
ركض مايد بسرعة من جدام عمارتهم عشان يلحق على مريم واخوانها وأول ما اقترب منهم خفف من سرعته ومشى حذال سعيد وسالم اللي اطالعوه باستغراب..
مريم يوم انتبهت له اطالعته وهي مستغربة منه.. وهو ابتسم لها ابتسامة حلوة وغمز لها وهو يقول: صباح الورد..
ابتسمت مريم واطالعت سعيد وسالم وقالت له: صباح النور..
سعيد (اللي اونه عصب): إيه انته... شو تبا؟؟
سالم: ياللا ياللا مناك.. مالت..
مايد : بلاكم؟؟ هاذي يزاتي يوم اني ياي اخبركم عن السباق؟؟
سعيد (اللي كان يطالعه بنظرات شك): أي سباق؟؟
مايد: بيسوون سباق في نص البيازا الساعة 12 الظهر.. واللي يبا يشارك يروح يكتب اسمه عند طوني في المقهى..
سالم: انزين ويوم انك ياي تخبرنا ليش تسلم على اختي؟؟
مريم كانت تطالعهم وهي تبتسم ..so cute!! .. يعيبها يوم اخوانها يحرجون عشانها.. وهالصبي وايد شيطان.. ويعرف يتصرف ويخلص عمره من المشاكل.. مريم دوم تشوف مايد يتحوط في البيازا .. ما شالله عليه مول ما يقر في مكان واحد.. وهالشي كان يعيبها فيه.. تعرف انه اخو محمد بس ما تعرف شو اسمه.. ولاحظت انه كل ما يشوفها يبتسم ولازم يسوي لها حركة عشان يلفت انتباهها.. معقولة يكون معجب بها؟؟
مايد: لأنها العودة.. عيب ما اسلم عليها..
سالم: ونحن مب تارسين عينك؟؟
مايد: لو مب تارسين عيني جان ما ييت اخبركم..
سعيد: انزين خلاص مشكور ..
مايد (وهو يطالع مريم ويبتسم ): ها ما خبرتوني.. بتشتركون؟؟
سعيد: اقول اطالعني أنا يوم بترمس اوكى؟؟
سالم: ما اعرف اذا بغينا نشترك بنسير نكتب اسمائنا.. ياللا فارج..
مايد: مب على كيفك انا بوقف في المكان اللي يعيبني..
مريم : خلاص سعيد .. سالم.. خلوه يوقف هني لين ما يشبع.. تعالوا بنسير نحن ورانا مشاوير..
راحت مريم عنه هي واخوانها وتم مايد واقف يطالعهم ويبتسم.. والله انها عجيبة هالبنية.. وتناسب محمد.. شكلها شيطانة وبتعلمه يرتبش شوي بدل البرود اللي فيه..
ويوم شافهم داخلين محل الورد ابتسم ودخل وياهم.. مب عشان شي.. بس كان يبا يلعوز سالم وسعيد..
***
في الشقة كانت ليلى يالسة تلبس خواتها الصغار .. سارة كانت لابسة ومخلصة ويالسة على الشبرية تطالع أمل اللي كانت مول مب محصلة شي على قياسها..
ليلى : قلت لج خفي من الاكل.. ماشي بنطلون على قياسج يالدبة..
أمل: وأنا شو تبيني اسوي يوم انج ما اشتريتي لي ثياب على قياسي؟؟
ليلى: من اليوم ورايح ما شي لا كاكاو ولا بيبسي.. تفهمين؟؟
تأففت أمل ويلست تنبش في ثيابها لين حصلت لها شي تروم تلبسه وسارت صوب الكواية اونها بتكويه بروحها..
ليلى: هى بعد هذا اللي قاصر.. انتي الحين وين تعرفين تكوين؟؟
أمل (بعصبية): أعرف..
ليلى: هاتي الثياب انا بكويهن.. ولا تسوين عمرج زعلانة مب لايق عليج..
بس أمل كانت صج معصبة .. كله يقولون عنها دبة ويهزبونها.. وسارة محد يهزبها ولا احد ايي صوبها.. طلعت من الغرفة يوم خذت ليلى عنها ثيابها ويلست في الصالة بروحها تلعب بشعرها.. وعقب شوي طلع عمها عبدالله من غرفته ويوم شافها بروحها يالسة ابتسم وسار يبوسها على خدها .. وهي يوم شافته تذكرت العروسة اللي وعدها يشتري لها اياها ونست على طول انها محرجة..
أمل: عميييييه.. لا تنسى..
عبدالله: ههههه.. مستحيل أنسى.. من أمس وانتي تحنين عليه تبينها..
أمل: متى بنسير نشتريها؟؟
عبدالله: الحين بس خلي خواتج وعموتج يظهرن من داخل .. وانتي نشي تلبسي..
أمل: زين..
ركضت أمل داخل وتلبست بسرعة وطلعت ويا خواتها في الصالة وسلمن على عمهن ويلسن يسولفن وياه وهن يترين ياسمين تطلع من غرفتها..
عبدالله (وهو يطالع كاميرا ليلى): أشوف كاميرتج..؟
عطته ليلى الكاميرا وراحت تيلس حذاله وهي مبتسمة .. وسألها عبدالله عقب ما يلس يتفحصها: هاذي سوني صح؟
ليلى: هى .. محمد ياب لي اياها من بوظبي..
عبدالله: غاوية والله.. شو تسوين في الصور؟؟
ليلى: ماشي .. ايلس اتعبث بهن في الكمبيوتر .. أسوي شعارات وشغلات ..
عبدالله: حلو والله.. شو رايج تسوين شعار لشركتنا عشان نحطه ويا الاعلانات في الجريدة؟؟
ليلى استانست من الخاطر وسألته: صج عمي؟؟ تباني اسوي لكم شعار؟؟
عبدالله: هى.. يوم انه عندج خبرة خليني استغلج شوي..
ليلى: من عيوني والله ..
عبدالله: تسلم لي عيونج.. وطبعا اذا عيبني الشعار بدفع لج المبلغ اللي تبينه... بس عاد لا تكسرين ظهري..
ليلى: هههههه.. فديت روحك عمي مابا عليك شي.. هالشعار بيكون هدية مني لك..
في هاللحظة طلعت ياسمين من الغرفة وكانت وايد محلوة ولابسة شيلة وردية على لون ثيابها ومظهرة شعرها شوي من جدام وهاذي أول مرة تسويها من يوم خذها عبدالله.. وكانت حاطة ميك اب وردي خفيف زايدنها حلاة.. ومول ما كان مبين عليها أي ارتباك وهي تحط عيونها بعيون عبدالله.. وهالشي خلى ليلى تستغرب.. معقولة هالشي عادي عند عمها ؟؟
ابتسمت ياسمين يوم شافتهم وليلى اطالعت عمها تبا تشوف ردة فعله وشافته يرمس أمل وسارة.. كان محرج من الخاطر بس ما حب ايبين هالشي جدام البنات.. عشان لا يحرج ياسمين ولا يزيغ أمل وسارة اللي مالهم ذنب.. بس ياسمين تتعمد تحرجه وما يعرف شو سبب حركاتها هاذي..
ووقف وهو يقول لهم: ياللا نظهر عشان لا نتأخر .. لولة تبا تشوف المهرج..
ليلى (اللي حست بالتوتر ): عمي نحن بنسبقكم تحت يمكن نشوف مايد..
عبدالله: خلاص نحن بنلحقكم عقب شوي..
أول ما طلعوا قوم ليلى من الشقة التفت عبدالله على ياسمين وقال لها: انتي ناوية تطلعين جي؟؟
اطالعته ياسمين ببراءة: كيف يعني جي؟؟
عبدالله: ليش مظهرة شعرج؟؟
ياسمين: انزين ما فيها شي.. انته بروحك قايل لي انه ماشي عرب وايد هني..
اطالعها عبدالله بنظرة حادة وما رد عليها وتأففت ياسمين وهي تتحجب ..
عبدالله: وليش تتأففين؟؟
ياسمين (بنبرة حادة): لأنك أخس عن امايه..
عبدالله: ياسمين هذا آخر يوم لنا هني .. تعوذي من ابليس وخلينا نستانس..
ياسمين: يا سلام .. وألحين أنا اللي بخرب وناستك؟؟؟
عبدالله: يا غناتي انا ما قلت جي.. بس هالحركة اللي سويتيها مالها معنى.. انتي تعرفين اني مستحيل اخليج تظهرين جي من الشقة.. ممكن أعرف ليش تعنيتي وحطيتي هذا كله على ويهج؟؟
ياسمين: عشانك انته..
عبدالله (وهو يبتسم ويحاول يكون هادي وياها): حبيبتي .. مب لازم اتعبين عمرج .. انتي عايبتني جي.. من دون أي شي..
ياسمين (وهي تبتسم وتطالعه بدلع): ممكن .. لو سمحت يعني.. تفضى لي شوي اليوم عشان نيلس بروحنا..؟؟ هذا آخر يوم لنا هني.. أبا أتم أتذكره على طول..
عبدالله: ان شالله.. عقب المغرب بنظهر اروحنا... نشي بننزل لهم الحين وايد تأخرنا عليهم..
ياسمين: أشيل المكياج؟؟
عبدالله: لا برايه خليه..
ابتسمت ياسمين بسعادة وطلعت وياه من الشقة وشافوا ليلى وأمل وسارة يتريونهم تحت عند باب العمارة .. ومشوا كلهم للمكان اللي كانوا حاطين فيه الألعاب.. عبدالله شل البنات ووداهن يلعبن وليلى كانت مستانسة وهي تصورهم .. حاسة بجو عائلي افتقدته من زمان.. وغصبن عنها ردت بها ذكرياتها لآخر سفرة سافرتها ويا أمها وأبوها.. ذكريات لندن يوم أبوها كان يشل أمولة على جتفه وسارة بإيده اليمين ويوديهن يلاعبهن في الحديقة.. تذكرت أمها وندمت انها ما يابت خالد وياهم.. كانت متولهة عليه موت.. مب متعودة ترقد وهو مب حذالها وحست بألم في قلبها وهي تفكر فيه.. كيف ودرته في البلاد ويت عنه..؟؟ بس باجر ان شالله بترد له وبترد لبيتهم ويدوتها.. توها بس تحس بحجم شوقها لهم..
حست ليلى بإيد على جتفها ويوم التفتت شافت ياسمين واقفة تبتسم لها ..
ياسمين (بدلع) : ليلى صوريني..
ليلى (وهي مب مستوعبة): تبيني اصورج؟؟
ياسمين: هى صوريني..
ليلى: ياللا سيري العبي وياهم وبصورج..
ياسمين: لا لا .. صوريني وانا واقفة هني عند النافورة..
ليلى: انزين ايلسي على طرف النافورة واطالعي الصوب الثاني.. وانا بصور ويهج على صوب.. بتطلع الصورة احلى..
ياسمين: أوكى..
راحت ياسمين ويلست مثل ما قالت لها ليلى وتمت ليلى تصورها.. ويوم شافت ياسمين صورها في شاشة الكاميرا استانست وايد.. وتمت مأذية ليلى.. كل ما بغت ليلى تصور مكان من الاماكن.. تطلع لها ياسمين في ويهها وهي تبتسم.. وفي النهاية عشان تتخلص منها.. راحت ليلى صوب خواتها وعمها وقالت لهم انها تبا تلعب وياهم ..
***


في هالوقت كانت فاطمة بعدها راقدة يوم رن موبايلها وتم يهتز بقوة على الكمودينو.. وبطلت عيونها بصعوبة وردت عليه من دون ما تشوف الرقم..
فاطمة (بكسل): ألووو..
نوال: صباح الخيييييير..
ابتسمت فاطمة : صباح النور.. ليش دقيتي على موبايلي ..؟؟ جان دشيتي الغرفة..
نوال: والله يا خالتي العزيزة انتي قافلة الباب.. وصار لي ساعة ادق عليج وما بطلتي.. شو تبيني اسوي يعني؟؟
فاطمة: اسمحيلي حبيبتي الظاهر اني كنت وايد تعبانة..
نوال: ياللا انا جهزت الريوق.. ولا تقولين ما تبين.. وما لج نفس.. لأنه الريوق اجباري..
فاطمة: هههه.. ان شالله دقايق بس بغسل ويهي وبلبس وبظهر لكم..
نوال: نترياج..
بندت فاطمة عن نوال ويلست تتمدد على الشبرية بكسل.. كانت فعلا تعبانة من رحلة أمس وفوق هذا كله تمت تشتغل على اللاب توب وتراجع بحثها للساعة 3 فليل.. عقب شهرين موعد تقديم بحثها جدام الهيئة اللي بتقيمها وفاطمة كانت متوترة وايد .. والدكتور اللي يشرف على بحثها كان وايد محرج لأنها سافرت وما خبرته.. بس يوم يتعلق الأمر ببنتها أو بعيال اختها.. فاطمة مستحيل تبدي أي شي عليهم..
عقب ما لبست فاطمة بيجامتها ولفت شعرها بمشبك.. طلعت الصالة وابتسمت وهي تشوف نوال يالسة تقرا الجريدة لأحمد اللي كان منسدح على القنفة وحاط كمادات باردة على عيونه ..
فاطمة: صباح الخير..
أحمد + نوال: صباح النور.. هلا والله..
فاطمة: كيف أصبحتوا؟
أحمد: الحمدلله بخير وعافية.. وانتي خالوه.. شحالج؟
فاطمة: الحمدلله.. مع اني مصدعة شوي..
نوال: سويت لج filter coffee
فاطمة: يزاج الله ألف خير حبيبتي..
عطتها نوال القهوة ويلست تسوي سندويتشات حقهم كلهم..
فاطمة: ها .. شو خططكم اليوم؟؟
أحمد: مب اليوم السفر؟؟
فاطمة: هى بس الرحلة الساعة 6 ونص المغرب.. شو ناوين اتمون في الشقة لموعد الطيارة؟؟
نوال: أكيد لاء.. أنا بصراحة شفت كم شغلة في السوق وخاطري امر واخذهم اليوم..
أحمد: لازم؟؟ انا مالي نفس اطلع..!!!
فاطمة: بتطلع غصبن عنك مب بكيفك أصلا..
أحمد: خالوه والله ما احب اطلع.. أمشي بصعوبة ونوال لازم اتم ويايه.. ما احب أعبل على حد..
نوال (اللي انجرحت من كلامه): أفا يا أحمد.. تتوقع انك ممكن في يوم تثقل عليه؟؟
أحمد: مب جذي.. بس.. أحس الكل يطالع..
فاطمة: خلهم يطالعون.. وانته شعليك؟؟
أحمد: ما احب حد يشفق عليه..
فاطمة: محد بيشفق عليك.. انته يا أحمد ما فيك شي.. هاذي مرحلة انتقالية وان شالله بتخف جريب.. ياللا عاد عن الدلع..
نوال: خلاص خالوه اذا احمد ما يبا يظهر أنا بعد ما بظهر..
فاطمة: يا سلام؟؟ وانا ياية هني عشان اطلع بروحي؟؟
أحمد: لا يا نوال اظهري وياها..
نوال: أنا مستحيل اظهر من دونك..
ابتسم أحمد.. نوال عنيدة ومستحيل يقدر يأثر عليها.. : خلاص آنسة نوال.. بظهر وياكم استانستي؟؟
نوال: حبيبي والله.. ادري ما اهون عليك اتم قاعدة في الشقة..
فاطمة: ياللا عيل خلصوا بسرعة .. سمعت انه اليوم عندهم مهرجان ومابي أي شي يفوتني..
تريقوا بسرعة ونشت فاطمة تتلبس وعقب ساعة الا ربع ظهروا هم الثلاثة يتمشون ويتشرون قبل لا يروحون ألمانيا اليوم المغرب..
وفي نفس الوقت.. كانت ياسمين وايد متمللة .. وتحس انه الوقت يمر ببطئ شديد.. خصوصا انه عبدالله كان واقف بعيد عنها.. منشغل تماما ويا هالوغدة لولة.. اللي كانت تلعب ويا اليهال وعبدالله واقف جريب منها ويشجعها وكل شوي كانت أمل تطالعه وتضحك.. ياسمين كانت تعرف ومتأكدة امية بالمية انه بينشغل عنها.. وهاذي ليلى بعد استغلت الفرصة ولصقت في عمها هي وسارة.. تأففت ياسمين.. شو ذنبها اذا هي ما تحب سوالف اليهال وألعابهم؟؟ ليش يجبرونها توقف هني وتتحمل هذا كله.. ؟؟
في هاللحظة التفت لها عبدالله وهو يضحك على هبل أمل اللي سارت بتشل وحدة من الكرات الصغيرة وتعثرت وطاحت على واحد من اليهال.. وفوق هذا سبته..
بس يوم التفت على ياسمين وشافها متظايجة راح لها وسألها: شو بلاج غناتي؟؟
ياسمين: عبدالله انا متمللة.. متى بيخلصون لعب؟؟
عبدالله: بعدهم شوي .. وسارة للحين ما لعبت..
ياسمين: بس انا ابا اسير اتشرى..
عبدالله: حبيبتي عقب المغرب يوم بنظهر بروحنا بوديج السوق واشتري اللي تبينه..
ياسمين: لا والله؟ انته تعرف انه اسواقهم تبند بسرعة.. يعني ما بلحق اشتري شي عقب المغرب..
ليلى (اللي سمعتهم وما هانوا عليها خواتها الصغار ينحرمون من عمهم): ياسمين انا بعد ما اشتريت لي شي.. شو رايج اسير وياج الحين ونتشرى؟؟
ياسمين: ممممم... عبدالله عادي؟؟
عبدالله: أكيد عادي.. عندكم بيزات..
ليلى: هى انا عندي..
ياسمين: وانا عندي بطاقتك..
عبدالله: خلاص عيل روحوا وانا بتم هني عند البنات .. واذا احتجتوا أي شي دقوا لي..
ليلى: ان شالله عمي..
ياسمين: ياللا حبيبي مع السلامة..
عبدالله (اللي فقط ويهه): الله وياكم..

غرربه
02-05-2013, 04:53 PM
الساعة عشر ونص الصبح قعد محمد من الرقاد ونش بسرعة لأنه تذكر انه مواعد ميود تحت في البيازا.. ويوم يود موبايله شاف 4 missed calls منه وتلبس بسرعة ونزل له ما فيه على حشرته.. يبا يتخلص منه بسرعة عشان يقعد شوي ويا منصور..
ويوم نزل محمد وطلع من بوابة العمارة.. كان أول شخص يت عيونه عليه مريم اللي كانت واقفة تطالع اخوانها وهم يلعبون بالسيارات الكهربائية في الشارع الثاني.. ابتسم محمد ولبس نظارته وتردد قبل لا يقرر انه يقترب منها شوي.. ما كان مقرر يرمسها بس يبا يطالعها .. كانت وايد عايبتنه وأمس كان خاطره يرد يشوفها مرة ثانية بس هالانسانة مثل ما طلعت له فجأة ردت واختفت فجأة وما شافها الا الحين وما كان يبا يظيع على عمره الفرصة في آخر يوم له في ايطاليا..
يوم اقترب محمد من المكان اللي فيه مريم شافها تبتسم.. وابتسامتها كانت روعة.. وتم محمد مبهت وهو يطالعها ويطالع مايد اللي كان واقف وراها بالضبط..
انصدم محمد اللي توه استوعب انه اللي كان واقف ورى مريم هو مايد اخوه.. هذا شو يسوي هني؟؟ وطلع موبايله بسرعة ودق له لأنه كان يستحي يروح له ومريم هناك..
مريم يوم سمعت صوت الموبايل التفتت وراها خصوصا انه النغمة كانت نغمة غرشوب وأكيد اللي حاطنها واحد عربي.. ويوم شافت انه اللي وراها هو مايد رفعت واحد من حواجبها واطالعته باستغراب وهي مبتسمة.. هذا ليش لاحقنها لين هني؟؟ ما يخاف من منصور؟؟
مايد ابتسم لها واطالع موبايله ويوم شاف رقم محمد رد عليه..
مايد: صح النوم...!!
محمد: انته ما تستحي؟؟
مايد: انته وين؟؟
محمد: هني مجابلنك..
التفت مايد حواليه وشاف محمد واقف جريب منهم وبند التيلفون في ويهه وراح له.. وأول ما وصل له زخه محمد من إذنه بقوة..
مايد: أي أي أي..
محمد (بصوت واطي): انته ما تستحي ؟؟؟ شله لاصق في البنية؟؟؟ متى بتودر عنك هالحركات؟؟
مريم كانت تطالعهم واستانست وايد يوم شافت محمد وما رامت تخوز عيونها عنه.. ويوم شافته يهزب مايد ضحكت من خاطرها.. وهو يوم انتبه لها استحى وهد اخوه..
مايد: هذا وانا يحليلي يالس اسوي لك شغل وياها واحاول اتقرب منها عشان اعرفك عليها..
محمد: ما أباك تساعدني.. ولا اباك تعرفني عليها.. شو تتحراني ما اعرف اتصرف بروحي؟؟
مايد: لو تعرف تصرف جان ما خليتها تروح من ايدك.. يا حلو .. باجر انته بترد البلاد . . ويمكن هاذي اخر مرة تشوفها فيها.. ما اشوفك تحركت وسويت شي..
محمد: مابا... مابا اتعرف عليها ..
مايد: والله انك بتموت بس عشان تحصل نظرة منها..
اطالعه محمد باحتقار وقال: وشو رايك انها الحين صار لها ربع ساعة وهي تطالعني؟
التفت مايد وراه ويوم شافته مريم يطالعها قفطت وردت تطالع اخوانها.. كان قلبها يدق بقوة وخايفة منصور يكون هني مع انها متأكدة انه بعده راقد.. وليش اصلا تطالع محمد وتشجعه بنظراتها؟؟ مع انها ما تقصد هالشي بس محمد وايد cute وتصرفاته وايد بريئة.. يوم كانت تشوفه ويا اخوها قبل كانت تتوقع انه واحد لعين ومغازلجي.. بس في المرتين اللي شافته فيهم حست بإحساس كبير بالراحة.. احساس نساها .. ولو للحظة.. همومها ومصيرها المحتوم.. ابتسمت مريم لسعيد وسالم اللي خلصوا لعب في هاللحظة ويوا صوبها عشان ياخذون عنها coins لأنهم يبون يلعبون مرة ثانية..
مايد ابتسم بفرح يوم شاف مريم تطالع اخوه.. يعني في أمل.. بس حب يغلس على محمد وقال: ومنو قال لك انها تطالعك انته؟؟ ليش ما تكون تطالعني انا؟؟
محمد: شو تبا في واحد اصغر عنها؟؟
مايد: هي بعد صغيرة..
محمد: كم عمرها؟؟
مايد: ما بخبرك..
محمد: عادي..
ابتسم مايد وتم يطالع محمد اللي رد يسرح في مريم.. مايد خلاص قرر ما يخبر محمد انه مريم اخت منصور.. لأنه يدري به لو عرف انها اخته مستحيل يفكر فيها.. ومايد مصر ما يرد البلاد الا وهالاثنين متفاهمين ويا بعض .. كيف .؟؟ بعده ما يعرف بس يتمنى الحظ يحالفه اليوم ويسوي اللي في باله..
عقب ربع ساعة خلصوا اخوان مريم من اللعب وراحت هي وياهم صوب الايس كريم.. ومايد شرد عن محمد عشان يتبعهم.. بس في نص الدرب شاف عمه عبدالله ويا أمل وسارة ووقف شوي يسولف وياهم..
محمد فجأة لقى عمره بروحه وكان رايح صوب المقهى يوم شاف منصور نازل من عمارتهم وأمه وأبوه وياه.. وطبعا راح يسلم عليهم.. لأنه يعرفهم عدل ووايد يعز أبو منصور..
أبو منصور: منصور ما خبرتنا انه محمد هني..
منصور: امبلى ابويه خبرتك بس انته الظاهر نسيت..
بو منصور: ما احيدك خبرتني..
أم منصور: ووين اهلك؟؟
محمد: هناك صوب الالعاب.. عمي عبدالله هني بعد..
بومنصور: عيل نحن بنسير نسلم عليه .. وخلاف بنسير صوب المستشفى..
منصور: ما تبوني اوصلكم ابويه؟؟
بومنصور: لا ابويه انته تم هني ويا اخوانك .. ونحن بنسير بروحنا..
منصور: الله يحفظكم..
عقب ما ساروا اهل منصور صوب عبدالله .. يلس محمد ويا منصور في المقهى ..
محمد: منصور؟ ليش ابوك يبا يسير المستشفى.. خير ان شالله؟
منصور: عنده موعد عشان كليته..
محمد: يحليله.. عشان جي انتوا يايين ايطاليا؟؟
منصور: لا لا .. مب هذا هو السبب..
سكت محمد شوي يتريى منصور يخبره بالسبب الثاني بس يوم ما خبره ما حب يضغط عليه وغير الموضوع
محمد: ولين متى بتمون هني؟
منصور: بعدنا بنتم شهر هني..
محمد: ول!!! شهر.. ؟؟
منصور: هى .. يحيك انته بترد البلاد باجر..
محمد: هييييه.. ما كنت اعرف اني بتوله ع البلاد هالكثر...
منصور (وهو يأشر بإيده ): هذا ميود اللي ياي صوبنا؟؟
محمد: هى هو .. الله يستر ..
دش مايد المقهى ويلس وياهم عقب ما سلم على منصور
مايد: ابا حد يشترك ويايه في السباق..
محمد: والله انك متفيج..
منصور: أي سباق..؟؟
مايد: بيسوون سباق عقب ساعة هني في الساحة وجوائزهم غاوية.. والله ابا اشترك.. بس مابا اشترك بروحي..
منصور: أنا بشترك وياك..
مايد: والله؟
محمد: خلاص عيل انا بعد بشترك..
مايد: لا لا .. انته لاء..
محمد: شو على كيفك هو؟؟
اطالعه مايد بنظرة لها مغزى وقال له: ماله داعي تشترك.. !!
استغرب محمد.. شو عنده هذا؟؟ وحس انه الموضوع يتعلق بمريم وعشان جي سكت وقام مايد ويا منصور عشان يكتبون اسماءهم عند طوني ..
***


في مدينة العين وبالتحديد في بيت صالحة.. كانت شيخة يالسة تتريا ريلها فهد يرد من برى .. وكانت كالعادة يالسة في جناحهم في الطابق الأول.. وصالحة يالسة تحت بروحها تطالع التلفزيون.. عقب ما تحسنت صحتها وخف المرض عنها .. ردت صالحة ترقد في الصالة.. بس رغم هذا ورغم انها حاولت تشغل عمرها بالتلفزيون كانت حاسة بالوحدة.. ولدها فهد من يوم رد من دبي وهو فوق ويا مرته ما نزل يقعد وياها.. حتى قبل شوي كان طالع وسلم عليها ع السريع وما كلف نفسه يقعد وياها..
وفواغي ومزنة روحوا بيتهم أمس .. والبشاكير يرقدن من وقت.. من بيجابلها ؟؟ ما لها الا التلفزيون والتلفزيون ما فيه شي غير هالاغاني..
حطت صالحة قناة ميلودي ويلست تطالع.. وعقب دقيقة كتمت الصوت وتمت تطالع الصور اللي تتحرك على الشاشة.. كانوا حاطين اغنية يوري مرقدي برسم البيع وصالحة مستغربه منه ومن شعره وحركاته.. وفي هاللحظة دش فهد ويوم شاف امه تطالع الفيديو كليب انفجر من الضحك واقترب منها وهو يسألها: أمايه انتي شو حاطه؟؟
صالحة (اللي استانست في داخلها انه فهد رمسها): تعال شوف هالمنكر .. والله ما ينعرف هذا ريال ولا حرمة..
فهد: امايه هذا ريال ما تشوفين لحيته..؟؟
صالحة: ليش هو ينشاف منه شي؟؟ اخ عليه..
فهد: ههههه.. انتي ليش رافعة ضغطج وحاطة هالقناة.. ؟؟
صالحة: شو أسوي تراني الا يالسة اروحي.. ما لي غير هالتلفزيون..
فهد: ولا يهمج امايه .. بسير ازقر شواخي وبني نسولف وياج..
صالحة: الا يوم هالوغدة ماباها تسولف لي.. تم وياها فوق..
فهد: أفااا.. ليش عاد؟؟
صالحة: مرتك هاذي ما تدانيني..
فهد: ليش تظلمينها؟؟؟ هي قالت لج انها ما تدانيج؟؟
صالحة: ما قالت بس يبين عليها..
فهد: شيخة تحبج وايد وانا الحين بسير لها وبخليها تنزل تسولف وياج.. مشكلتكن انكن اثنيناتكن دلوعات.. ما اعرف ارضي منو ..
راح فهد فوق عشان يخبر شيخة تنزل وياه تحت وأول ما بطل باب الغرفة بندت شيخة التيلفون وابتسمت له بارتباك: هلا حبيبي.. متى ييت ما انتبهت عليك وانته تدش..
فهد: انتي منو ترمسين هالحزة؟؟
شيخة: هاذي اختي .. متظاربة ويا ريلها ويالسة تشكي لي..
فهد: أهاا.. انزين حبيبتي تعالي بنيلس تحت عند امايه..
شيخة: ها؟؟؟ لازم؟؟
فهد: يحليلها زعلانة.. تتحراج ما تدانينها .. تقول كله يالسة فوق وما تسوين لها سالفة..
شيخة: يا سلام.. ماصدقت تشوفك عشان تتشكى لك..
فهد: انزين ياللا قومي بنيلس عندها يحليلها هالاسبوع بتم بروحها..
شيخة: بروحها؟؟ ليش وانا وين رحت؟؟
فهد (وهو يبتسم لها بحنان): انتي باخذج ويايه دبي لين اخلص هالدورة وافتك..
شيخة انصدمت من قراره وقالت بعصبية: وانته متى قررت تاخذني وياك؟؟ وليش ما خبرتني؟؟
فهد: وليش اخبرج.. شواخي ما احيدج تشتغلين او عندج التزامات عشان اخبرج..
شيخة: لا بس المفروض تخبرني .. أنا ما ابا اسير دبي..!! وخصوصا هالاسبوع..!!
فهد: وليش ما تبين تسيرين؟؟ شيخة أنا توقعت تستانسين يوم اخبرج..
شيخة: حبيبي.. والله اني مستانسة واللي مظايجني اني فعلا ما اروم اسير هالاسبوع.. مرت عبدالله بترد من السفر باجر هي وعيال خالوتك.. ويوم الثلاثا لازم اسير اسلم عليهم..
فهد: يعني ما ترومين تأجلين هالزيارات؟؟
شيخة: لا حبيبي ما اروم.. أنا اول ما رديت من شهر العسل كلهم يوا يشوفوني.. شو تباهم يقولون عني ؟؟ ما اريد اقصر وياهم..
تنهد فهد بتعب وقال: خلاص امري لله.. بيي يوم الثلاثا وباخذج خلاص؟؟
ابتسمت شيخة : خلاص.. بس عاد لا تبوّز..
فهد: مب مبوز.. قومي بنيلس عند امي تحت..
شيخة: حبيبي انزل انته ايلس وياها .. أنا هلكانة ما فيه على لسانها..
حاول فهد وياها وفي النهاية تعب ونزل بروحه يقعد ويا امه .. بس يوم نزل شافها متلحفة وراقدة وغصبن عنه حس انه يشفق عليها وانه وايد مقصر وياها.. ورد فوق عند مرته وهو حاس بظيج فظيج..
****
في بيت سهيل المحامي.. كانت موزة يالسة تحفظ الجزء اللي محددين لها اياه من سورة البقرة لأنه باجر عندها تسميع.. ودشت عليها أمها سلامة وابتسمت يوم شافت المصحف في إيدها .. وتمت واقفة فترة عند الباب تطالعها بحنان لين ما انتبهت لها موزة ووقفت عشان تحبها على راسها..
موزة: امايه جى ما تدشين؟؟ من متى انتي واقفة هني؟؟
سلامة: توني داشة الغرفة.. حفظتي الجزء كله؟؟
موزة: لا.. باجي لي صفحتين..
سلامة: الله يرضى عليج ويوفقج ان شالله.. ويهدي لطوف هاذي اللي مطلعة لي قرون..
موزة : هههههه ان شالله يا رب.. يحليلها لطوف..
سلامة: انا بخليج تكملين حفظ بس بغيت أخبرج اننا يوم الثلاثا بنسير بيت عبدالله بن خليفة ربيع ابوج.. الظاهر انهم مسوين عزيمة..
موزة: هممم.. سمعت ابويه يرمس عنهم بس ما اعرفهم..
سلامة: بنتهم ليلى اكبر عنج بسنتين او ثلاث.. يعني بتستانسين وياها..
موزة: ان شالله امايه.. بس ذكريني يوم الاثنين..
سلامة: خلاص فديتج.. تصبحين على خير..
موزة: وانتي من اهله حبيبتي..
طلعت سلامة وردت موزة تكمل حفظ الصفحتين اللي كانوا باجين لها.. ويوم خلصتهن حطت المصحف حذالها وتلحفت عشان ترقد.. وأول ما غمضت عيونها يت صورة مبارك في خيالها وابتسمت وهي تتذكر الموقف اللي صار لها أمس ..
***

***
راحت ياسمين ويا ليلى يتمشون صوب البوتيكات ومحلات الهدايا والخياييط اللي تارسة البيازا.. الأرض تحت ريولهم كانت مرصوفة وحلوة والأجواء كلها مبهجة.. وحتى ليلى استانست ويا ياسمين واكتشفوا اثنيناتهم انهم مهووسات ثياب وتشرن شغلات واايدة وأصحاب المحلات وعدوهم يطرشون لهم أغراضهم للشقة قبل الساعة 7 فليل.. ويوم يت الساعة 12 الظهر كانت ياسمين بتموت من اليوع..
ياسمين (وإيدها على بطنها): ليلى بمووووت من اليوع بسرعة بسرعة نسير ناكل في أي مكان... !!!
ليلى: لا ما بتغدى عن اخواني.. بنتغدى كلنا ويا بعض..
ياسمين: وان شالله تبين تردين صوب اخوانج وعمج؟؟
ليلى: هى اكيد.. يحليلهم يتريوننا وتبينا نتغدى عنهم..
ياسمين: اووه.. تلقينهم الحين متغدين وشبعانين.. أقول لج خل نتغدى بروحنا احلى..
ليلى: مابا.. ياسمين خل نرد لهم..
ياسمين (بقهر): إنتي!!!.. أف منج...!!!
ضحكت ليلى واستانست انها قهرت ياسمين بس عقب ما مشوا شوي حست ليلى بعطش فظيع وقالت لياسمين: انا عطشانة.. خل نيلس في هالكوفي شوب نشرب لنا شي..
ياسمين (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): وبناكل كيك..
ليلى: زين ياللا.. والله انج ياهل
راحت ياسمين ويا ليلى ويلسوا في المقهى يشربون عصير برتقال ويطالعون الناس في الشارع.. وكان من بين اللي مروا فاطمة ونوال وأحمد.. ليلى في البداية ما انتبهت عليهم.. بس يوم شهقت ياسمين وقالت: " شوفي شوفي.. " التفتت ليلى بسرعة وعلقت عيونها في أحمد واخته نوال.. صار لها فترة مب جايفتنهم وكانت تتحرى انهم خلاص روحوا البلاد.. وتفاجأت الحين وهي تشوفهم يمشون جدامها ووياهم حرمة عودة بس وايد أنيقة وحلوة..
ياسمين: شكلهم خليجيين.. بس هاذي العيوز اللي وياهم مب متحجبة..
ليلى: ما ادري..
ياسمين: هذا شكله أعمى.. شوفي العصا اللي في إيده وشوفي كيف هالحرمة اللي وياه ميودتنه..
ليلى (وهي سرحانة): هى.. أعمى..
ياسمين (تبتسم): بس غاوي..
ما انتبهت ليلى لرمستها لأنها يودت الكاميرا وخبت ويهها ورى العدسة.. تحججت انها تبا تصور المكان اللي هم واقفين فيه.. وتعمدت تطلع أحمد على طرف الصورة.. تدري انه أحمد طيف عابر في حياتها.. مجرد وجه انعجبت فيه ومعاناة انسانية حست بها وعايشتها ولو لثواني معدودة.. بس بعد تبا تحتفظ بهالذكرى.. وتحتفظ بالمشاعر الحلوة اللي صاحبتها.. تبا تتذكر للأبد اليوم اللي نست فيه مآسيها وخفق قلبها لإنسان ثاني غير حميد..
ياسمين (اللي كانت طول الوقت تراقبها): ليش صورتيهم؟؟
ليلى (بارتباك): ما صورتهم..
ياسمين: أشوف الصورة..
ليلى: شو مب مصدقتني؟؟
ياسمين: أصلا عيب تصورينهم..
ليلى: قلت لج ما صورتهم.. انتي ما تفهمين؟؟
ياسمين: كيفج.. بس انا متأكدة انج صورتيهم..
ليلى: ما يهمني..
ابتعدوا فاطمة وعيال اخوها عن المكان اللي كانت ليلى يالسة فيه وتمت ياسمين يالسة فترة طويلة وهي تاكل على اقل من مهلها لأنها تعرف انه ليلى متحرقصة وتبا ترد عند اخوانها.. وفي النهاية نشن اثنيناتهن وروحن صوب شقتهن..
***
أهل منصور يوم شافوا عبدالله سلموا عليه ووقفوا يسولفون وياه شوي وعقب راحوا عنه عشان يلحقون على موعد أم منصور في المستشفى.. وفي هاللحظة يت أمل حق عبدالله ويرته من إيده..
أمل: تعال عمي .. تعال بنسير عند المهرج..
عبدالله: تونا يايين من عنده شو تبين تسيرين له مرة ثانية..؟
أمل: البالونة اللي عطاني اياها طارت.. أبا غيرها..
سارة: هي طيرتها.. وتقول انها مب حلوة وتبا غيرها..
أمل: والله العظيم قسما بالله انها طارت بروحها..
عبدالله: انزين انزين بس مب لازم تحلفين.. تعالي بسير اخذ لج وحدة ثانية..
أمل (وهي تطالع سارة بقهر): يالفتانة..!!
سارة: أحسن منج يالكذابة..
عبدالله: هههه .. بس بابا .. بس .. عيب!!
اطالعت أمل سارة باحتقار ومشن اثنيناتهن ويا عمهن صوب المهرج في اللحظة اللي وصلت فيها فاطمة وعيال اختها صوب الالعاب.. وأول ما اقتربت فاطمة من الالعاب حست انها تعرف هالريال اللي واقف ويا اليهال عند المهرجين.. عقدت حياتها وتمت تطالعه باستغراب.. متأكدة انها تعرف هالطول وهالابتسامة.. وهالعيون الحنونة.. ردت بها ذكرياتها ثلاث سنين ورا.. يوم كانت رايحة دبي.. وشافته في الفندق ويلست تسولف له وفتحت له قلبها .. تذكرت عرضه عليها بالزواج واللحظة المجنونة اللي كانت بتوافق عليه فيها.. يا ترى تزوج ولا بعده حاس بالوحدة؟؟ .. وهاليهال اللي وياه منو؟؟ تذكر انه خبرها عن حادث.. وعن عيال اخوه اللي صار مسؤول عنهم.. أكيد هاذيلا هم.. مع انها كانت تتمنى تشوف عياله اللي وياه مب عيال اخوه..
نوال: خالتي شو فيج؟ منو هاذيلا اللي صار لج ساعة تطالعينهم وتبتسمين..
فاطمة: هذا صديق كنت اعرفه من زمان.. واللي وياه بنات اخوه..
أحمد: دارس وياج؟؟
ابتسمت فاطمة: تقدر تقول جذي..
نوال: بتروحين تسلمين عليه؟؟
فاطمة: أكيد.. ما بتون وياي؟؟
أحمد: لا خالتي روحي بروحج.. أنا تعبان ابا اقعد شوي ..
نوال: تعال حبيبي بنقعد في هالمقهى لين ما ترد خالتي..
فاطمة: خلاص عيل انا بسلم عليه وبرجع لكم..
نوال (وهي تبتسم لها): نترياج خالتي.. خذي راحتج..

كانت فاطمة تمشي وهي تبتسم.. قلبها يدق بقوة وهي للحين مب مصدقة انه اللي جدامها عبدالله.. عبدالله اللي كان دوم ايي على بالها ويروح.. اللي كانت تتفاجئ احيانا وهي في نص شغلها ودراستها تسمع صوت ضحكته أو تتذكر ابتسامته وجملته وهو يقول لها: فاطمة.. تتزوجيني؟؟
عبدالله اللي اضطرت تشرد وترد الكويت من دون ما تخبره بس عشان لا توافق في لحظة طيش على عرضه المجنون.. بس لو وافقت.. هل كانت بتندم؟؟
التفت عبدالله وراه وهو يضحك ويوم شافها اختفت ضحكته وحلت مكانها نظرة صدمة كبيرة.. وتغيرت ملامحه من المفاجأة للاستيعاب وابتسم ابتسامه من خاطره وهو يمد لها ايده ..
عبدالله: فاطمة؟؟؟ معقولة؟؟
حست فاطمة بعمرها مراهقة وسعادتها كانت كبيرة وهي تسلم عليه وتقول: إي فاطمة.. عبدالله انا مب مصدقة اني مرة ثانية جمعتني الصدفة وياك..
تم عبدالله يطالعها فترة وهو مبتسم وهي نفس الشي .. فرحتها كانت اكبر من انها تتكلم.. ما تدري ليش القدر جمعها وياه مرة ثانية.. بس تعرف انه عبدالله انسان مميز ورائع وانها مستحيل تخسره مرة ثانية.. ع الاقل كصديق..
عبدالله: ما تغيرتي أبدا يا فاطمة..
ابتسمت فاطمة: بس انته تغيرت..
عبدالله: هههههه .. أكيد بتغير.. أنا مب صغير
فاطمة: وايد صغرت.. رديت شباب يا عبدالله والظاهر انك عرست.. صح ولا انا غلطانة؟؟
عبدالله: لا مب غلطانة يا فاطمة.. أنا فعلا تزوجت ومرتي كانت توها هني.. بس راحت تاخذ لها شغلات من السوق ..
فاطمة غصبن عنها حست بنغزة في قلبها.. يوم قالت له انه رد شباب كانت تبا تيريره في الرمسة عشان يخبرها اذا كان معرس ولا لاء.. وما توقعت ابدا انها توقعاتها تطلع صح.. ورغم انها كانت تتمنى انه يكون عرس وتوفق في حياته. .بس بعد حست بإحباط أول ما اكد لها شكوكها..
فاطمة: الله يهنيك ويوفقك في حياتك يا عبدالله.. ومنو هالأمورة اللي وياك؟؟
سارة كانت واقفة حذال عبدالله وتطالع فاطمة بفضول كبير..
عبدالله: هاذي بنت اخويه المرحوم.. اسمها سارة.. واللي مخبلة بالمهرج هناك اختها الصغيرة أمل..
________________________________________
فاطمة: الله يحفظهم يا رب..
عبدالله: ما خبرتيني يا فاطمة.. شو تسوين هني؟؟
فاطمة: هاذي سالفة طويلة ويبالها قعدة.. بسولف لك عنها بعدين ان شالله.. بس للأسف انا بسافر ألمانيا اليوم المغرب..
عبدالله: وانا بعد برد البلاد باجر..
فاطمة: للأسف ما شفتك الا في اخر يوم لي هني..
عبدالله: ما بتين دبي؟
فاطمة: حاليا ما اعتقد لأني أكمل دراستي هني.. تقدر تقول عقب 3 أشهر جي ممكن أيي..
تردد عبدالله قبل لا يقول: اتصلي بي يوم بتكونين في دبي..
فاطمة: أكيد يا عبدالله هاذي ما يبالها كلام.. ممكن تعطيني رقم تيلفونك؟؟
عطاها عبدالله رقمه وخزنته فاطمة في موبايلها في نفس اللحظة اللي وصلت فيها ياسمين وليلى لمكان الألعاب..
ياسمين أول ما شافت فاطمة.. شافتها وهي تخزن شي في موبايلها وعبدالله كان يالس يبتسم لها.. ما تدري شو استوى لها في هاللحظة.. حست بقهر الدنيا كله يتيمع في قلبها.. منو هاذي..؟؟ هي نفسها اللي شافتها قبل شوي تتمشى في البيازا.. كيف عرفها عبدالله وشو تسوي واقفة وياه؟؟
ليلى بعد ما توقعت تشوف هالحرمة واقفة ويا عمها بس قالت في خاطرها أكيد في سبب منطقي للي قاعد يصير.. وما يا على بالها أبدا ردة فعل ياسمين اللي كانت واقفة تغلي حذالها الا يوم قالت ياسمين بقهر: منو هالوقحة؟؟؟
ليلى: ياسمين هدي اعصابج أكيد في تفسير ...
اطالعتها ياسمين بكره وقالت: أي تفسير..؟؟ لا تيلسين تتفلسفين لي وما يخصج باللي يالس يستوي أوكى؟؟
ليلى: ياسمين..
ياسمين: أصلا انا كنت شاكة.. ومتأكدة انه يغازل من ورايه..
ليلى: ياسمين احترمي نفسج.. انتي ترمسين عن عمي..
بس ياسمين لبستها وانطلقت بسرعة للمكان اللي كان واقف فيه عبدالله ويا فاطمة وعبدالله أول ما شافها ياية والشرار يطاير من عيونها ما يعرف ليش ارتبك.. مع انه كان متحمس ويبا فاطمة تشوفها..
وفاطمة يوم شافتها ابتسمت لها وسألت عبدالله: هاذي بنت اخوك العودة؟؟
عبدالله (بارتباك): لا.. هاذي مرتي..
انصدمت فاطمة وتمت تطالع ياسمين وهي مب مصدقة.. شكلها وايد صغيرة.. مستحيل يكون عمرها فوق ال17 سنة.. معقولة عبدالله يتزوج وحدة صغيرة هالكثر؟؟ بس ما حبت تبين الصدمة عليها عشان خاطر عبدالله ما كانت تبا تجرحه وقابلت ياسمين بابتسامة حلوة وردت عليها ياسمين بنظرة احتقار..
عبدالله: ياسمين هاذي..
قاطعته ياسمين وقالت بنبرة حادة: ما يهمني... ممكن أعرف شو تسوين هني؟؟؟
فاطمة بطلت عيونها ع الاخر واطالعت عبدالله اللي صج عصب وقال لياسمين: مالها داعي هالنبرة اللي ترمسين فيها .. فاطمة ما غلطت عليج..
ياسمين: ما غلطت؟؟؟ وهاللي خزنته في تيلفونها شو يكون؟؟ مب رقمك؟؟ تنكر انه رقمك؟؟؟
فاطمة (وهي تبتسم بطولة بال): لا ما بينكر هالشي.. عبدالله مجرد صديق يعني لا تخافين من هالناحية عزيزتي .. من حقج تشكين وتغارين بس غيرتج مالها داعي..
ياسمين: أشوفج واقفة ويا ريلي وما تبيني انفعل؟؟
عبدالله كان وايد محرج وفي نفس الوقت منحرج وايد من فاطمة.. ياسمين يالسة تتصرف شرات اليهال وهو اللي هو ريلها مب قادر يتحكم بها.. بس فاطمة ما راحت ابتسامتها عن ويهها ولو لثانية.. سبق وانها ربت يهال ومراهقين وتعرف حركاتهم وانفعالاتهم.. وتعرف انه افضل طريقة تتعامل فيها وياهم هي انها تطول بالها.. وياسمين شكلها وايد دلوعة وعصبية..
عبدالله (بصوت واطي): ياسمين بنتفاهم عقب..
ياسمين: ما بتفاهم وياك انته.. خلني اتفاهم ويا الانسة اللي هني..
في هاللحظة يت ليلى من صوب الالعاب ووياها أمل وسارة ووقفت وياهم وسلمت على فاطمة وهي تبتسم.. بس سارة يوم سمعتهم محتشرين خافت.. وخصوصا انه ياسمين اللي كانت محتشرة وهي تتروع منها ..
فاطمة (لياسمين): حبيبتي انا ما عندي شي اتفاهم وياج عليه.. كل اللي عندي قلته واتمنى ما تفهمين الموضوع غلط.. عبدالله انا استأذن الحين..
عبدالله: اسمحيلي يا فاطمة..
فاطمة: ما يحت...
ياسمين: وليش تستسمح منها؟؟ وانتي.. اذا تبين تروحين امسحي رقم ريلي من موبايلج الحين!!!
عبدالله (وهو يشدها من ايدها بقوة): ياسمين بس!!!
سارة يوم شافت عمها محرج تظايجت وايد ومن دون محد يحس فيها ابتعدت عنهم وراحت صوب المهرجين.. وحطت في بالها انها بتم هناك لين ما يهدون ويسكتون وعقب بترد لهم.. وسمعت ياسمين تقول لعمها: عبدالله هدني مب كافي اللي شفته؟؟
تنهدت فاطمة بظيج وقالت لعبدالله وليلى: مع السلامة..
ياسمين (بعناد): قلت لج امسحيه ..
ما ردت عليها فاطمة وراحت صوب عيال اختها وهي صج منزعجة من اللي استوى.. معقولة عبدالله ينزل مستواه لهالاشكال وياخذ وحدة ما عندها احترام ولا أي تقدير للي أكبر منها؟؟؟ معقولة ياخذ وحدة وعشان شو؟؟ عشان شكلها؟؟ كانت في داخلها تتحرى عبدالله أكبر من جذي.. تتحرى انه مستحيل ينجذب ورا المظهر وانه يدور ع الجوهر. بس الظاهر انه مثله مثل غيره من الرياييل.. همه الوحيد الجمال وبس..
بس عبدالله كان بروحه مصدوم من ياسمين وقال لها وهو ميود عمره بالقوة عشان لا يصفعها: شو هالوقاحة اللي تعاملتي فيها ويا الحرمة؟؟ انتي ما تستحين؟؟
اطالعته ياسمين بنظرة حادة وكان ويهها أحمر من كثر ما هي معصبة وقالت له: أنا ما بتفاهم وياك الحين.. حسابي معاك بعدين..
عبدالله: أي تفاهم وأي حساب..؟؟ انتي تردين الشقة الحين وماشي طلعة تفهمين؟؟؟
ياسمين: واله شرات ما انته واقف هني وتسولف ويا الحريم على كيف كيفك.. أنا بعد بتمشى وبطلع على كيف كيفي..
عبدالله حس بعمره بينفجر وقال لليلى: شوفي البنات غناتي ..
ليلى : ان شالله عمي..
وير ياسمين من ايدها وهي تحاول تسحب ايدها بس مب قادرة ووداها الشقة غصبن عنها.. مب كافي انها فشلته جدام فاطمة.. بعد تطول لسانها عليه وجدام عيال أخوه..
ياسمين: عبدالله هدني.. قلت لك مابا اروح الشقة..
عبدالله (بصوت عالي): جب!! .. مب انتي اللي تقررين هالشي .. تفهمين؟؟
سكتت ياسمين عشان لا يصفعها.. وراحت وياه الشقة وهي مصرة اتم على موقفها وما تعتذر منه..
***

ليلى تمت تطالعهم وهم رايحين الشقة وحست بالشفقة على عمها اللي مضطر يستحمل هالانسانة الانانية والوقحة.. عمرها ما شافت عمها ضعيف بس ويا ياسمين شافته إنسان ثاني.. صح انه طيب بطبعه بس ياسمين كانت تخليه يتنازل عن وايد من مبادئه اللي كان مستحيل يتنازل عنها من قبل.. تنهدت ليلى والتفتت على خواتها وهي تقول: تعالوا بنتغدى عند طوني..
بس يوم انتبهت انه أمل واقفة بروحها وهي تاكل ايس كريم زاغت وسألتها: وين اختج؟؟
أمل: أي وحدة؟
ليلى: عن الاستهبال أي وحدة بعد..؟؟ سارة!!
أمل: وانا شدراني!!
اتلفتت ليلى حواليها وهي تدور سارة بس ما لقتها وقالت بظيج: هذا وقته انتي بعد تختفين؟؟
سارة اللي ودرتهم وراحت صوب المهرجين.. تمت واقفة هناك شوي .. بس يوم شافت مريم تمشى من بعيد وهي رايحة صوب المكان اللي بيسوون فيه السباق.. ابتسمت بفرح ولحقتها من دون ما تحس.. وشافت مايد من بعيد يسولف ويا ربيع اخوها محمد وما اهتمت له ولا حتى بغت تروح له.. ويوم وصلت لمريم يرتها من تنورتها وابتسمت لها ومريم شهقت م نالوناسة يوم شافتها وحطت ايدها على قلبها.. وهي تقول: حبيبة قلبي.. فديت هالويه يا ربيييييييه..
استحت سارة ويلست مريم على ركبها عشان ترمسها على راحتها.. وسألتها: شو تسوين هني بروحج حبيبتي؟؟
ابتسمت سارة بخجل وما ردت عليها .. وردت مريم تسألها..: شو اسمج؟؟
سارة: اسمي سارة أحمد خليفة..
مريم: هههه .. فديت سارونا .. وين اختج العودة؟؟
أشرت لها سارة على مكان ليلى وقالت: هناك صوب الأيس كريم..
مريم: حبيبتي وانتي شو تسوين هني بروحج؟؟
سارة: ما شي..
مريم: تبين وردة؟؟
سارة: وردة؟؟
مريم: هى.. هني يبيعون وااااااايد.. تعالي باخذ لج وحدة ..
سارة: زين..
راحت مريم ويا سارة صوب محل الورد.. وفي هالوقت كان مايد واقف ويا منصور يتريون دورهم عشان يشتركون في سباق الجري.. ومن بعيد شاف مريم ميودة سارة من ايدها وداشين المحل.. وجان يضحك من خاطره..
منصور: ليش تضحك؟؟
مايد: مستانس..
منصور: ان شالله دوم..
مايد: أقول منصور سجل اسمي واسمك.. بسير ارمس محمد بطرشه الشقة عمي عبدالله يباه..
منصور: وانته من متى ترمس عمك عشان تعرف اذا يباه ولا لاء؟؟
مايد: اختي دقت لي وخبرتني .. ياللا بروح..
منصور: لا تتأخر.. عادي تسويها وتشرد عن السباق..
التفت له مايد وهو يضحك باستهبال : أنا اشرد.. ليش؟؟ يوم انه اللي بيركضون ويايه كلهم من نفس حجمك عيل الفوز مضمون..
منصور: جب انزين .. شو تتحرى عمرك رشيق؟؟
مايد (وهو يركض صوب اخوه محمد): بعدين بنتفاهم..
ضحك منصور على سخافة مايد ويا دوره يسجل اسمه وسجل اسمه هو مايد ويلس ع الكرسي يترياه لين يرد عشان يبدون السباق..
مايد أول ما وصل عند محمد كان يلهث من الخاطر ومحمد ما كان متفيج له لأنه يالس يرمس يدوته في التيلفون..
مايد: بند التيلفون حمادة عندي خبر مهم..
محمد: اصبر ما تشوفني ارمس.. ؟؟
مايد: منو ترمس؟؟ ما احيدك تعرف حد هني غيري..
محمد: أرمس يدوه ياللا اذلف ابا ارمس..
سحب مايد التيلفون من ايد محمد وقال ليدوته: يدوه احنا مشغولين بعدين بنتصل بااااااااي..
ير محمد التيلفون من ايده وهو محرج.. وقال له: أنا كم مرة قايل لك ما تير التيلفون من ايدي؟؟؟
مايد: عادي الا هي يدوه ما بتزعل.. اسمعني انته الحين.. مريم مريم..
محمد: منو مريم؟؟
مايد: منو يعني ؟؟.. مريم .. الحب اليديد..
محمد: مب متفيج لخرابيطك انا أوكى؟؟ كنت يالس اخبر يدوه انا بنوصل باجر واباها تطرش لنا الدريول وانته بندت عنها عشان تخبرني عن سوالفك البطالية؟؟
مايد: اسمعني.. توني جفت سارونا ويا مريم ودشن محل الورد..
محمد: وسارونا شو تسوي وياها؟؟
مايد: ما اعرف.. شكلها هي بعد تبا تسوي لك شغل.. ههههه
محمد: عن السخافة ميود.. ترى والله ما يضحّك!!
مايد: مب مهم .. المهم اني انا ضحكت.. أسمع.. هاي فرصتك.. أنا ومنصور بنكون في السباق وانته سير المحل اونك تدور سارونا ورمسها..
محمد (بارتباك): لا لا ... ميود ما اروم..
مايد: شو ما تروم؟؟ بسرعة ما شي وقت.. السباق بيبدا..
محمد: ميود انا مب جريء شراتك ما اروم اسير وارمسها.. أخافها تفشلني..
مايد: ما بتفشلك.. أصلا هي متخبلة عليك..
محمد: جب انزين؟؟
مايد: الله يغربل ابليسك جوفها طلعت من محل الورد .. بسرعة الحقها.. !!
محمد: انزين انزين..
مشى محمد صوبها وهو كل شوي يتلفت وراه ويشوف مايد ومايد يأشر له انه بسرعة .. مايد كان مستعيل بس ما يبا يفوت على عمره هالمشهد ومحمد كان وايد مرتبك ويحس عمره بيموت من المستحى وقبل لا يوصل لها كان ويهه مولّع من المستحى.. وخصوصا انه مريم صدت صوبه ويوم شافته استحت ونزلت راسها.. ومحمد أول ما شافها تطالعه وقف في مكانه ما عرف كيف يتصرف وسمع مايد من وراه يقول له: تحرك!!!
بس أول ما تجدم لها تحطمت كل آماله لأنه ليلى يت في هاللحظة ومريم اقتربت منها وسلمت عليها وهي تقول لها: شو ما تبون بنتكم؟؟
ليلى: هههه... بنتنا شيطانة ما نروم نغفل عنها دقيقة..
مريم: فديت روحها وايد حبيتها.. انتي اختها العودة صح؟؟
ليلى: هى..
محمد تم واقف يطالعهم وهو مقهور بس في نفس الوقت مرتاح لأنه ما رمسها.. ما يبا يرمسها يخاف يطيح من عينها.. أو تطيح هي من عينه.. بس مايد صج انقهر من اللي صار وركض صوب السباق وهو يقول في خاطره : والله انك مول ما تنفع يا حمود..!!
في هالوقت كانت ليلى يالسة تقنع مريم انها اتي تتغدى وياهم عند طوني بس مريم مب راضية.. : بسير اشوف السباق وعدت أخويه.. ممم أول ما يخلص السباق بلحقكم في المطعم شو رايج؟؟
ليلى: حلو.. تعرفين وين المطعم ؟؟
مريم: هى أعرف.. اللي حذال عمارتكم بالضبط..
ليلى: عليج نور.. خلاص نترياج..
سارة: لا تتأخرين.. ما بتغدى عنج..
يلست مريم وحظنتها بقوة وباستها على خدها وهي تقول: ما بتأخر..
ليلى: ياللا عيل نحن بنسير..
مريم: في امان الله..
مايد كان صج مقهور وحتى يوم وقف على يمين منصور عند خط البداية ما رام يبتسم ويفرفش كالعادة.. ومنصور استغرب منه..
منصور: بسم الله ..ليش مبوز؟؟ شو استوى لك ..؟؟ توك تضحك..
مايد: انسدت نفسي..
منصور: من شو؟؟
مايد: افففف.. ماشي ماشي..
وقف مايد يمد جسمه .. أونه يتجهز للسباق ويوم تلفت صوب الجمهور شاف وحدة حلوة واقفة في أول الصف وصفر لها ويوم ابتسمت له غمز لها وهو يضحك.. ولاحظ انه في وحدة متحجبة وراها ويوم دقق فيها اكتشف انها مريم.. واللي خلاه صج ينجلط انه محمد في هاللحظة بالذات كان ساير لها عشان يكلمها..
مايد حس انه بيغمى عليه.. منصور هني وبيشوفهم وبتستوي الكارثة.. وكله منه هو.. وهذا محمد ما اختار يرمسها الا في هاللحظة بالذات؟؟ التفت مايد صوب منصور وشافه يطالع الجمهور من الصوب الثاني وشكله يدور مريم.. ما عرف شو يسوي خصوصا انه السباق الحين بيبدا.. ويوم اطالع صوب مريم شاف محمد واقف يرمسها وفي هاللحظة صفر الريال عشان يبدون السباق ولا إراديا التفت منصور الصوب الثاني عشان يشوف اذا اخته هناك ولا لاء..
و ..
و..
مايد يوم شاف منصور صد صوب مريم ومحمد تصرف بشكل عفوي ودزه بكل قوته ع الارض.. وطاح منصور وهو بيموت من القهر من مايد اللي ركض وهو يضحك عليه..
منصور (وهو ينش عشان يلحقه): والله بتشوف يالحيوان.. وين بتسير يعني؟؟
مايد: ههههههه .. هذا اذا رمت تلحقني..
ركض منصور بسرعة بس مايد كان اسرع عنه وكان خلاص مرتاح انهم ابتعدوا عن المكان اللي وقف فيه محمد ويا مريم.. خلاص مايد لازم يخبر محمد انه هاذي اخت منصور.. اللي كان بيستوي اليوم مب شوية.. وبصراحة ضميره بدى يأنبه... شوي..!!
***


محمد يوم اقترب من مريم وهي واقفة صوب جماهير السباق ما كان عارف شو يقول لها أو شو يبا منها بالضبط.. وهي يوم شافته يقترب منها كانت متأكدة انه ياي يرمسها.. وكانت مرتبكة وايد وتتمنى يغير اتجاهه ويروح أي مكان ثاني.. بس محمد وقف حذالها وكان خدوده حمر من التوتر.. وتم فترة واقف يطالعها وهي ترتجف من الخوف ومخلية عمرها انها ما شافته.. وتمنت اخوانها التوأم يردون في هاللحظة وينقذونها من هالموقف اللي هي فيه.. بس محمد استجمع كل قوته وتكلم.. خصوصا انه قربه منها خلاه يشوف شكثر هي جميلة وملامحها صافية وبريئة..
محمد: م... مرحبا..
التفتت مريم بهدوء واطالعته بسرعة ونزلت عيونها من دون ما ترد عليه..
محمد: مريم أنا..
مريم (بنبرة حادة ومن دون ما تطالعه): كيف عرفت اسمي؟؟
لبس محمد نظارته ورد يفصخها من كثر ما كان متوتر.. ليش مب راضية تطالعه؟؟ يحس بعمره اهبل يالس يرمس روحه..
محمد: أنا.. أخويه.. أخويه مايد خبرني..
مريم: انزين شو تبا؟؟
محمد: شو أبا؟؟
اطالعته مريم وقالت: هى.. شو تبا؟؟
محمد: لا تفهميني غلط.. أدري انه اخويه اذاج ومن فترة وهو يلاحقج بس مب انا اللي مطرشنه..
مريم: وانا ما اتهمتك..
محمد: خليني اكمل..
مريم:........
محمد: اسمعي يا مريم.. مايد نيته صافية واتمنى تعذرينه .. يمكن حس اشكثر انتي ...... عايبتني.. و..
مريم: أهااا... أقول لك شي؟؟ انا مب محتاجة اسمع هالرمسة.. ومنك انته بالذات.. اسمحلي..
يت مريم بتتحرك بس محمد وقف جدامها وقال لها: لحظة.. مريم انا مب غرضي اتعرف عليج .. أو اني العب واقضي وقت.. انتي صج عايبتني وانا ... أبا أخطبج..
انصدمت مريم وبطلت عيونها ع الاخر وتمت تطالعه من دون ما ترمس.. ومحمد اللي ما يعرف كيف طلعت منه هالجملة ما قدر يسكت أو ايود عمره .. مجرد وقفتها جدامه خلته يحس انها فعلا الانسانة اللي كان يحلم بها وانه مستحيل يرضى بوحدة ثانية غيرها.. يمكن ليلى لو درت بتظايج وبتقول له انه المفروض ما يتسرع ويتعلق بأي وحدة عشان شكلها ويمكن تجربته الماضية والفاشلة ويا وفاء بتخلي الكل يشك بصحة قراراته .. بس محمد كان متأكد من شي واحد.. إنه اذا ظيع هالفرصة من ايده بيتم ندمان عليها طول عمره..
محمد: أنا ما كنت ابا اكلمج انتي وترييت وايد اجوفج ويا اهلج عشان اهليه يرمسونهم ويتعرفون عليهم.. بس طول هالفترة كنت ادورج وما شفتج الا اليوم واليوم اخر يوم لي انا في ايطاليا.. وكل اللي اباه منج تخبريني بس وين اهلج ووين قاعدين انتوا حاليا وانا اليوم بخلي اهليه ايونكم.. صدقيني لو ما كنت مقتنع باللي أقوله ما كنت..
قاطعته مريم وقالت بقوة: خلاص..
سكت محمد وحط عينه في عينها .. مريم كانت شاحبة ومبين عليها انها وايد متظايجة.. وحس محمد بتأنيب الضمير من دون سبب..
مريم: لا تبني آمالك عليه.. أنا مستحيل أتزوجك.. وحتى لو ييت وخطبتني انا اللي برفض هالشي..
راحت مريم عنه وتم محمد واقف يطالعها وهو مصدوم وحزين.. ما كان يتوقع ولو للحظة انها ترفضه وترد عليه بهالرد.. كان يتوقع انها تسكت أو تسوي أي شي الا انها ترفضه.. ومريم ما قدرت تيود دموعها وما راحت المطعم مثل ما وعدت ليلى.. وراحت على طول الشقة خلاص مالها نفس تطلع اليوم..
في هالوقت كان مايد راد صوب نقطة البداية في السباق وكان شاق الحلج لأنه خلاص بيفوز.. بس في آخر لحظة لحق عليه منصور وعثر له وطاح مايد على ويهه بقوة وخسر في السباق.. ووقف منصور على راسه وهو يضحك من الخاطر..
مايد: إيييه.. شو حركات اليهال هاذي.. ياخي حرام عليك كنت بفوز..
منصور: تستاهل مسود الويه.. !!!
وقف مايد ويلس ينظف الرمل عن قميصه واطالع منصور اللي كان يضحك بنظرة حادة وشاف محمد يالس ع الكراسي بروحه وسار له ويلس حذاله وهو يتأفف..
محمد (وهو منزل عيونه ويلعب بموبايله): ليش تتأفف..؟؟
مايد: خسرت والسبة ربيعك الأرف هذا..
محمد: هممم..
مايد: شو فيك؟؟
محمد: ماشي..
مايد: ليش جي متظايج؟؟ أنا توقعت يوم ارد اشوفك طاير من الفرحة..
محمد: على شو يا حسرة.. ؟؟
مايد: ليش شو استوى؟؟
محمد (بظيج): ماشي ماشي.. يا ليتني ما رمستها ولا رحت لها..
مايد: حمادة شو استوى؟؟
محمد: كله منك انته!!!.. انته يلست تلعب لي بمخي وخليتني اسير وارمسها ..
شهق مايد بقوة : الحين انته بترد كل شي عليه انا؟؟ وعشان شو؟؟ عشان ما خبرتك انها اخت منصور؟؟
وقف محمد وتم مبطل حلجه مب عارف يرمس ومايد حس انه توهق وكشف عمره وابتسم لمحمد بخوف..
محمد: أخت منصور؟؟؟؟ مريم اخت منصور؟؟ انته شو تقول؟؟
مايد: هاا؟؟ هى.. ليش انته ما تعرف؟؟ ياللا عاد اكيد نت تعرف..
محمد: ومن وين بعرف.. وانته يالنذل يوم انك تعرف ليش ما خبرتني؟؟
مايد: أنا..
محمد: انته نذل.. ميود والله عمري ما بسامحك على هالحركة اللي سويتها ..
مايد: محمد..
محمد: جب!!!..
انقهر محمد من الخاطر وراح عن اخوه اللي تم يالس يطالعه ويتأفف من الظيج..
مايد: شو هالحالة.. الحين هاذي بعد ما يندرى شو قالت له.. يحليلك يا محمد.. طول عمرك بتم منحوس..*
أول ما دشت ياسمين الشقة فرت شنطتها على القنفة وصك عبدالله الباب بكل قوته لدرجة انه ياسمين ارتجفت من شدة الصوت.. وتمت تطالع ريلها بنظرة حادة ..
عبدالله: تخبلتي انتي؟؟ وين تتحرين عمرج في بيتكم ؟؟
ياسمين: انته اللي وين تتحرى عمرك وكيف تسمح لنفسك توقف وياها في نص الشارع وتعطيها رقمك بعد..
عبدالله: مهما كان اللي استوى ما يحق لج تتصرفين وياها بهالاسلوب..
فصخت ياسمين شيلتها لأنها كانت صج حاسة انها بتحترق وصرخت على عبدالله بأعلى صوتها: عبدالله أنا بتصرف على كيفي ومب انته اللي بتي وبتتحكم فيني .. أنت فاهم.؟؟
عبدالله: بتحكم فيج وغصبن عنج مب بكيفج.. واياني واياج ترفعين صوتج عليه مرة ثانية...
ياسمين: صوتي برفعه بكيفي.. ومهما سويت بتم احسن عنك.. يمكن أنا أكون عصبية بس انته ما عندك احساس..
عبدالله: ياسمين!!
ياسمين: لو كنت صج تحس جان غازلتها من ورايه مب تييبها جدامي وفي شهر عسلي انا!!!!... آخرتها بتييبها لي هن..
بس قبل لا تكمل ياسمين جملتها سكتها عبدالله بكف قوي خلاها تطيح بكبرها ع القنفة.. وتمت تطالعه وهي منصعقة من اللي استوى واللي صدمها اكثر انه كان واقف يطالعها بكل برود وقال لها : إياني واياج ترمسين عن فاطمة بهالاسلوب.. قالت لج انها مجرد صديقة وانا برد وبقول لج انه علاقتي وياها رسمية.. ولو اني ابا اتعرف على وحدة من وراج بعرف اخش هالشي عنج وعمرج ما بتعرفين عنها.. بس انا استاهل يوم اني احترمتج وخليتها تترياج عشان اعرفج عليها ولا انتي مب ويه احترام..
نزلت دموع ياسمين من عيونها وهي تشوفه رايح صوب الغرفة وعبدالله كان يحس بعمره بينفجر من الظيج .. الموقف اللي صار كان سخيف ولأول مرة يحس انه تسرع يوم خذ ياسمين.. ريال شكبره شو يبا يبلي عمره ويتوهق ويا ياهل.. وفاطمة اللي في يوم الايام طلب منها انها تكون زوجته اليوم اكتشتف انه ريال ما يروم حتى يتحكم في مرته.. شو بيكون موقفها منه وشو الفكرة اللي بتحطها في بالها عنه؟؟
يلس عبدالله على الكرسي اللي مجابل الدريشة وتم يطالع السما بحزن.. وسمع صوت باب الغرفة يتبطل بس محد دخل وعرف انه ياسمين واقفة عند الباب تطالعه بس ما كان له نفس انه يرمسها ولا كان حتى يبا يشوفها.. بس ياسمين كانت مصرة تنهى هالسالفة الحين ومصرة اكثر انها تنتهي لصالحها هي.. فدشت ووقفت جدامه وقالت بتكبر: هاذي أول وآخر مرة أسمح لك تمد فيها ايدك عليه.. ويكون في علمك.. بما إني بنت أكبر تجار دبي ومرت أغنى رجال الاعمال في الدولة كلها.. بسوي اللي انا اباه ومحد يروم يمنعني.. واذا صادفت أي وحدة ممكن تهددني او تفكر مجرد التفكير انها تستولي على أي شي يخصني .. مستحيل أسكت لها..
عبدالله كان يطالعها بتعب وقال يوم خلصت كلامها وتمت واقفة تترياه يرد عليها: وانا هالشي اللي يخصج ؟؟ اخرتها انا استويت شي تمتلكينه؟؟ تدرين؟؟
ياسمين: شو؟؟
عبدالله: بهالاسلوب وهالتفكير.. كل اللي يعرفونج بيكرهونج.. هالتكبر والغرور ماله داعي أنا ريال متواضع وكل اهليه متواضعين مثلي.. ودري عنج هالتصرفات .. ترى اللي يشوفج يقول صج مب شايفة خير..
ابتسمت ياسمين وتمت تطالعه بتحدي.. صح انها تحبه بس بعد تحب كل اللي يقدر يعطيها اياه.. مجوهراتها وفيلتها في جميرا والسيارة اللي بياخذلها اياها وثيابها وكل شي.. عندها كل اللي تتمناه ويقول عنها مب شايفة خير؟؟
ياسمين: من هالناحية لا تحاتي.. أنا بفرض احترامي ع الكل.. ببيزاتي.. الكل بيحترمني لأنه الكل بيحتاجني..
عبدالله: تفكيرج غلط .. واللي شفته منج اليوم مول ما عيبني وماله داعي تزيدين.. لا تحسسيني انج خذتيني عشان بيزاتي.. لا تنسين انه الله قادر على كل شي وهالبيزات كلها اروم اخسرها في لحظة..
ياسمين: أنا اعرف وانته تعرف انه هالشي مستحيل يستوي..
عبدالله: للأسف.. البنية اللي اخترتها وحبيتها كانت تختلف تماما عن اللي اشوفه جدامي الحين.. ما ادري كنت مخدوع ولا كنت من البداية اتغاظى عن اخطائج.. بس اللي اعرفه اني خلاص مب قادر اتحملج اكثر عن جذي..
تغيرت ملامح ياسمين وردت عيونها تدمع .. وقالت بصوت ناعم: عبدالله؟؟
عبدالله: اطلعي ياسمين .. ابا اتم بروحي..
ياسمين: ليش بتم بروحك؟؟
عبدالله: أبا أفكر..
ياسمين: بشو؟؟
عبدالله (بصوت عالي): خلاص ياسمين اطلعي ..
مشت ياسمين صوب الباب وهي تصيح .. كانت متأكدة انه يبا يفكر اذا بيطلقها ولا لاء.. وحست ولأول مرة بخوف كبير من هالشي.. بخوف من انها تفقد كل شي وتفقد عبدالله اللي كان احلى شي في حياتها كلها.. ولا إراديا ردت من عند الباب ولوت على عبدالله بقوة وتمت تصيح من خاطرها وهي ملصقة خدها بخده.. وعبدالله انصدم منها.. توها كانت محرجة ومقهورة منه والحين شو اللي غيرها بهالسهولة؟؟
ياسمين: حبيبي أنا اسفة والله ما اروم اعيش من دونك وما اتخيل انه وحدة اتي وتاخذك مني.. وكل اللي سويته اني غرت عليك .. ليش تحاسبني على هالشي؟؟
ابتسم عبدالله ورد عليها وهو يمسح على شعرها: ادري انج تغارين بس في فرق بين انج تغارين عليه وانج تتحكمين فيني وتعتبريني شي تملكينه.. وفي فرق بين انج تتصرفين بدافع الغيرة وانج تتعاملين ويا غيرج بوقاحة..
ياسمين: أدري اني غلطانة وانا اعترف بهالشي.. بس ما اروم اجامل وحدة انا كرهتها من اول ما شفتها.. عبدالله انا احبك.. تعرف شو يعني اني احبك؟؟ يعني مستحيل أسمح لأي وحدة غيري تقترب منك.. أنا مرتك وهالشي يحق لي.. يحق لي ولا ما يحق لي؟؟
عبدالله: يحق لج غناتي..
ياسمين: بعدك زعلان..؟؟
عبدالله: هى بعدني زعلان.. ياسمين انتي فشلتيني جدام الكل.. جدام عيال اخويه والناس اللي في الشارع..
ياسمين: آسفة عبدالله والله اوعدك انه هالشي ما بيتكرر.. بحاول قد ما اقدر اني اسيطر على اعصابي..
عبدالله: وعدتيني بهالشي من قبل وما نفذتي وعدج..
حطت ياسمين عينها في عينه وقالت: عبدالله .. صدقني هالمرة بحاول ..
تنهد عبدالله وهو يبتسم بتعب.. وقال لها: بنشوف.. آااخ منج انتي..
اطالعته ياسمين بدلع اونها زعلانه وقالت : شو بلاني انا؟؟
عبدالله: انتي ؟؟ انتي حبيبتي وغناتي.. بس خفي من الدلع شوي..
ياسمين: هههه.. كيفي بدلع عليك بكيفي.. واللي عنده اعتراض خل يتكلم وبيشوف شو اللي بييه مني..
***

***
مر اليوم بسرعة وكانت ليلى مستانسة وهي ترتب شنطتها وشنط اخوانها الساعة 8 المسا.. تولهت وايد ع البلاد وعلى خالد ويدوتها .. كانت تفكر أنه المدارس بتبطل بعد اسبوع ولازم تسير تتشرى حق اخوانها واتابع دراستهم.. وعندها وايد اشغال لازم تسويها.. ما عندها وقت حق أي شي ثاني.. وعقب ما رقدت خواتها الصغار ومرت على غرفة مايد وشافته راقد من الخاطر ، راحت ويلست في الصالة ويودت التيلفون عشان تتصل بيدوتها.. الساعة عندهم الحين بتكون 3 الظهر.. ويدوتها راقدة.. بس من شوق ليلى لها ما قدرت تتريا وقررت تدق لها.. وتخبرها شكثر كانت متولة عليها.. ورن التيلفون وايد قبل لا ترد عليه أم أحمد بصوتها الخشن اللي تحبه ليلى..
أم أحمد: ألو؟؟
ليلى: السلام عليكم
أم أحمد اللي كانت حاطة راسها وبترقد يوم سمعت صوت ليلى يلست وقامت ترمس بصوت عالي: ليلى.؟؟ وعليكم السلام ورحمة الله .. شحالج حبيبتي وشحال عمج ومرته واخوانج؟
ليلى: الحمدلله بخير الله يسلمج انتوا شحالكم؟
أم أحمد: الحمدلله فديتج تولهنا عليكم ..ما شبعتوا من الهياتة؟؟
ليلى: ههههه يدوه ترانا باجر رادين بإذن الله.. ليش محمد ما خبرج؟
أم أحمد: ومحمد لحق يرمسني؟؟ هالشيطان ميود ير من ايده السماعة وبند التيلفون في ويهي..
ليلى: ميود الهرم!!!.. ما عليه فديتج انتي تعرفين سوالفه لا تزعلين منه..
أم أحمد: مب زعلانة غناتي.. ومتى بتطلعون من هناك؟؟
ليلى: بنظهر الصبح الساعة سبع يعني الساعة ثنتين فليل عندكم وبنوصل عندكم الساعة تسع الصبح..
أم احمدك الله يحفظكم ان شالله.. وعمج وينه عطيني اياه بهزبه.. من يوم سافر هو ومرته ما تصل بي..
ليلى: عمي عبدالله من العصر ما شفته.. في غرفته هو مرته.. حتى ما تعشوا ويانا..
أم أحمد: ومرته شحالها؟؟
تنهدت ليلى وقالت: خليني بس أوصل البلاد.. وبخبرج بكل شي..
أم أحمد: هى امي ما بخسركم .. سلمي عليهم كلهم وتحملي على عمرج وعلى اخوانج ما اوصيج عليهم..
ليلى: ان شالله حبيبتي.. ااا.. يدوه.. وين خلودي؟؟
ابتسمت ام احمد.. : راقد فديته..
ليلى: تولهت عليه .. بموت ابا اسمع صوته..
أم أحمد: ياللا شدوا حيلكم ووصلوا بسرعة وبتشبعين منه
ليلى: خلاص يدوه عيل بخليج ترقدين خربت عليج رقادج.. وان شالله أول ما بنوصل المطار بدق لج اطمنج..
أم أحمد: هى دقي لي غناتي .. ياللا امي مع السلامة...
ليلى: مع السلامة..
نزلت ليلى السماعة وراحت بتوقف في البلكونة شوي بس شافت محمد يالس فيها وشكله متظايج.. من الظهر وحاله مب عايبنها .. ما رمس حد ولا حتى مايد قدر يغير له مزاجه.. ومن الساعة 6 ونص وهو يالس في البلكونة.. بلاهم اهلها كلهم على اخر يوم في السفر تظايجوا وكل واحد يالس بروحه؟؟ تمت واقفة فترة تطالعه وتفكر اذا تروح ترمسه ولا لاء.. وفي النهاية قررت تروح ترقد.. أحسن شي تخليه بروحه ويوم هو يبا بيرمسها وبيخبرها شو فيه ..
محمد كان يالس في البلكونة يرمس منصور اللي دق له فوق العشر مرات ومحمد يتجاهله .. وفي النهاية ما هان عليه ورد..
منصور: السلام عليكم...
محمد: وعليكم السلام هلا منصور..
منصور: شحالك ؟
محمد: بخير الحمدلله.. انته شحالك؟
منصور: الحمدلله بخير.. ما بغيت ترد عليه.. !! وينك عن التيلفون؟
محمد: اسمح لي حبيبي كنت حاطنه ع الsilent وما انتبهت له..
منصور: محمد ؟؟ انت متظايج مني؟؟ زعلتك في شي؟؟
محمد: لا منصور انته ما سويت شي..
منصور: محمد احنا كنا مخططين انتم طول اليوم ويا بعض.. وانته من العصر منخش في شقتكم .. شو السالفة؟؟
محمد: ما فيني شي .. بس حاس بشوية تعب .. وأبا أرقد ، رحلتنا باجر الصبح..
منصور: والله؟.
محمد: هى..
منصور: أهاا.. أوكى عيل ما بعطلك.. تصبح على خير..
محمد: منصور لا تزعل ..
منصور: مب زعلان.. برايك مع السلامة..
تنهد محمد : مع السلامة..
بند محمد عنه وهو متظايج.. كان بيموت من القهر.. رفضها له كان صفعة كبيرة ما قدر يتحملها.. ثقته بنفسه ما كانت وايد كبيرة بس بعد ما توقع ابدا انها ترفضه.. وتقولها له في ويهه.. شو اللي ناقصنه وشو اللي يخليها هي تشجعه بنظراتها وابتساماتها وتخليه يتجرأ ويكلمها وفي النهاية تصده.. اللي كان مخلنه متظايج اكثر انه يحس انه خان اعز ربعه.. منصور اللي عمره ما قصر وياه وطول عمره وهو واقف وياه ومتحمل همومه.. يجازيه بهالطريقة؟؟ يتعرض لأخته ويحاول يرمسها ؟؟ يدري انه مريم مستحيل تخبره بس بعد احساسه بالذنب مب مخلنه يجابله أو حتى يرمسه..
بس إحساسه بالقهر ما كان يساوي ربع اللي تحس به مريم من الحسرة والقهر والألم.. من يوم الموقف اللي استوى لها وياه الظهر وهي على شبريتها تصيح.. كلمات اغنية عبدالحليم حافظ "سواح" علقت في مخيلتها من كثر ما كانت تعيدها .. وصوته الحزين كان مخلنها عايشة في جو فظيع من الكآبة والحزن.. وفي الأخير نشت وبندت المسجل وبطلت دريشة غرفتها عشان تخفف من شعورها بإنها مخنوقة ومقيدة.. الحر الليلة فظيع ومجرد انها بطلت الدريشة لفحها الهوا الحار على ويهها.. وتنفست بعمق وهي تطالع الناس اللي تحت.. كانوا يايبين فرقة تانغو أسبانية وخلق الله كلهم متمعين ويرقصون.. عادة مريم ما كانت بتفوت هالاجواء وأكيد بتنزل تطالع كل شي عن كثب.. بس الحزن اللي كان فيها اليوم خلاها تعاف كل شي.. اطالعت مريم عمارة محمد اللي كانت مجابلتنهم وقالت: " يا ربي أنا مؤمنة بقدرك وبحكمتك.. بس ليش في الوقت اللي خلاص يأست فيه من كل شي وعفت الدنيا وما فيها .. ليش في هالوقت بالذات يطلع لي محمد؟؟ "
طلعت مريم من غرفتها وراحت البلكونة ويلست تحت تطالع العمارة الثانية من بين الحدايد.. ولأنه بلكونتها فوق بلكونة محمد كانت تشوفه عدل وشافت انه يالس وهو متظايج وشكله وحيد!! ووايد كسر خاطرها.. بس ما بإيدها شي تسويه.. هذا واقعها ولازم تتقبله ومحمد حتى لو انه أكيد ما بيفهمها واكيد بينجرح منها .. بس بعد ما تروم تغير شي..
تحسست طرف البلكونة بإيدها في الظلام ولقت قلم الليزر اللي دوم تلعوز به الناس الي مجابلين عمارتهم.. وابتسمت بحزن وهي تبطله وتحركه صوب محمد..
حركته جدامه اكثر من مرة لين انتبه واطالع فوق بسرعة.. بس مريم كانت منخشة بين حدايد البلكونة وما رام يشوفها.. استانست مريم على شكله وهو يدور بين الدرايش والبلكونات عن مصدر الضوء وردت تصوبه عليه مرة ثانية وتمت تسوي هالحركة اكثر من مرة لين انتبه لها وتم واقف مجابل بلكونتهم وهو مبتسم.. وهي ابتسمت غصبن عنها وسط دموعها.. عمرها ما حست انها منحوسة كثر هاللحظة .. في يوم واحد وفي ظرف ساعات.. لقت فارس أحلامها وخسرته بكل سهولة..
***

في العين .. وتحديدا في المقهى كان مبارك يالس ويا ربعه وبيموت من ريحة الشيشة اللي ما يحبها بس ربعه تعودوا عليها.. وعقب ما روحوا ربعه كلهم يلس ويا مروان اللي كان يحبه رغم انه اطباعه ما تعيبه ساعات.. مروان كان يالس يطالع موبايله ومبتسم ومبرك سرحان ..
مروان: مبارك.. شوف شوف.. شوف هال mms اللي واصلني والله انه عذااب..
مبارك: على طاري ال mms .. ممكن ما تطرش لي قلت لك اني مب مشترك في الخدمة متى بتفهم؟؟
مروان: وليش ما تشترك.. يا ريال استغل الفرصه دامه ببلاش..
مبارك: ما عندها سالفة اتصالات يوم انها حطت لكم الخدمة ببلاش..
مروان: الا عندها سالفة ونص بعد.. شوف .. شوف اللي فاتك وبيفوتك بعد اذا ما ااشتركت..
خذ مبارك موبايل مروان وتم يطالع الصورة اللي واصلتنه.. كانت صورة بنية وايد حلوة ومتمكيجة وكاشخة والمرسل اسمه شواخي..
مبارك انصدم وسأل مروان: منو هاذي؟؟
مروان: حلوة صح؟؟
مبارك: مب مشكلة حلوة ولا لاء.. ليش مطرشة لك صورتها؟؟
مروان: هاذي يا طويل العمر ربيعتي اليديدة.. شو خبااااااال.. !!! شكلي بطول وياها..
مبارك: مالت عليك وعليها.. انته متى ناوي تعرس وتبطل هالسوالف..؟؟
مروان: مب الحين.. بعدني صغير..
مبارك: وهاذي وين اهلها عنها؟؟
مروان: هاذي معرسة.. قول وين ريلها عنها..
مبارك: استغفر الله العظيم اقول لك .. لوعت لي بجبدي .. غير الموضوع..
مروان: ما تبا تعرف منو ريلها؟؟
مبارك: ما يهمني.. مروان قلت لك غير الموضوع..
مبارك: انزين انزين.. بغيره.. بلاك جي حياتك كلها نكد في نكد..
اطالعه مبارك بطرف عينه وتنهد.. ما يدري ليش مروان تعيبه هالسوالف مع انه مبارك وايد تلوع جبده من مجرد الرمسة عنها.. وهاذي اللي معرسة وتخون ريلها.. وين تبا؟؟ ووين الوازع الديني اللي عندها؟؟ ما تعرف انه مجرد التفكير بريال ثاني غير ريلها هو أكبر حرام؟؟ ع العموم مب منها.. من ريلها اللي غافل عنها.. ضحك مبارك بسخرية وقال : وانا شلي؟؟
مروان: شو قلت؟؟
مبارك: ما شي..
***
في اليوم الثاني .. الساعة 6 الصبح طلعوا قوم عبدالله كلهم وراحوا المطار.. وليلى كانت رغم انها ويا اخوانها بس افكارها مب عندها.. ولا عندهم.. كانت حاسة بإحساس غريب.. كأنه التاريخ يعيد نفسه.. قبل ثلاث سنوات كانت رادة من السفر ويا امها وابوها وكانت تستعد لحياة يديدة ويا حميد.. بس بدل لا تواجه السعادة .. انصدمت بأكبر مأساة مرت عليها في حياتها كلها.. مأساة غيرت لها نمط حياتها.. وتساْلت وهي تركب الطيارة .. يا ترى شو اللي يترياها ؟؟ وشو مخبية لها الأيام؟؟ هل بتواجه السعادة وبيكون للرومانسية دور في حياتها؟؟ ولا بتم طول عمرها أم لأخوانها ؟؟ وبتنتهي أيامها وحيدة عقب ما كل واحد فيهم يعرس ويروح في طريج؟؟

من كلمات المبدع موت عيناوي
نهاية الجزء الحادي عشر..

غرربه
02-05-2013, 04:57 PM
الجزء الثاني عشر


في الطيارة، خلال رحلتهم من روما لدبي.. وعقب مرورع 3 ساعات على اقلاع الطيارة.. الكل كانوا رقود من التعب.. ليلى كانت يالسة ع اليمين ومحمد حذالها .. وعقب ما سولفت وياه ساعة ونص عن خططهم وشو بيسوون الاسبوع الياي رقدت عنه وخلته لأفكاره اللي طيرت النوم من عيونه..
محمد كان مب قادر يغمض عيونه.. يحس بداخله حسرة فظيعة.. حسرة على مريم اللي ظاعت منه حتى قبل لا يعرفها.. ما يدري ليش تعلق بها هالكثر.. واذا كان شعوره هذا غلط أو مجرد اعجاب او نزوة نفس اللي مر به يوم كان يعرف وفاء... معقولة في النهاية بيكرهها مثل ما كره وفاء.. وبيمل منها وما بيرد يفكر فيها؟؟
لا ..لا.. مريم غير.. مريم مب شرات وفاء.. يوم عرف وفاء كان بعده صغير وما عنده خبرة بالحياة.. ومحمد تغيرت شخصيته تماما من عقبها .. مريم غير.. مريم من أول مرة حط عينه في عينها عرف بالضبط شو اللي يباه منها.. يباها اتم وياه العمر كله.. عشان جذي يوم رمسها قال لها وبكل عفوية عن اللي في قلبه.. يدري بها ما صدقته ويمكن تحرته مغفل أو لعاب يوم قال لها انه يبا يخطبها.. بس فعلا هذا اللي كان يحس به .. وهذا اللي يباه.. صح انه تظايج يوم درى انها اخت منصور وانه الموقف اللي صار له وياها مب حلو في حق أعز ربعه.. بس بعد حس براحة .. لأنه للحين في أمل انها تكون من نصيبه.. هذا اذا ما طلع لها ولد عم مني ولا مناك.. عصر محمد مخه وهو يحاول يتذكر .. وابتسم ابتسامة خفيفة يوم تذكر انه عيال عم منصور كلهم يهال.. عيل ليش؟؟ ليش قالت له انها مستحيل تتزوج.. ؟؟ شو من أسرار مخبية في داخلج يا مريم؟؟
تنهد محمد واطالع اخته ليلى اللي كانت حاطة مخدتين تحت راسها ومتلحفه ومب ظاهر منها الا عيونها واطالع الصوب الثاني.. جهة عمه وياسمين اللي كانوا يالسين ع الشمال..
عمه كان يقرا مجلة وياسمين حاطة السماعات وشكلها مندمجة في الفيلم اللي تشوفه.. وفي النهاية غمض عيونه يمكن يرقد ولو لثواني..
ياسمين صح انه عيونها كانت ع الفلم اللي عارضينه بس أفكارها كانت بعيد تماما عن الطيارة والاجواء اللي فيها.. كانت تفكر بالعزيمة اللي بتسويها يوم الثلاثا.. ربع عبدالله واهله كلهم بيوون .. وربيعتها نهلة وربيعاتها من المدرسة.. مع انه ياسمين ما ادانيهن بس لازم تعزمهن عشان يشوفن العز اللي هي عايشة فيه.. اللي قاهرنها انها كانت تبا تسويها في جميرا بس اهل عبدالله المعقدين ما فيهم يوصلون لدبي.. اف منهم.. بعد بيتغدون ببلاش ويتشرطون.. شو هالناس؟؟ ياللا ما عليه بتسويها في العين وأمرها لله.. ويوم بتستقر في فيلا جميرا بتسوي فيها حفلة عيد ميلادها.. وبتعزم كل حد..
بس شو بتلبس؟؟ ما ينفع تلبس أي شي من اللي يابته من ايطاليا.. لازم تروح ويا عبدالله وتخليه ياخذ لها شي يخلي كل ربيعاتها واهله كلهم يموتون من الغيظ.. تباهم يعرفون هي منو .. ومنو ريلها.. باختصار .. تباهم كلهم يعرفون انها وايد احسن عنهم.. وانهم بالمقارنة وياها .. ولا شي.. !!
ابتسمت ياسمين وهي تفكر بهالفكرة والتفتت على عبدالله اللي كان بعده يقرى المجلة وسألته وهي تشيل السماعات عن اذنها..: عبدالله حبيبي شو يالس تقرا؟؟ من ساعة وانته مبطل هالصفحة..
عبدالله (وهو يفصخ نظارته ويلتفت لها): تبين تعرفين شو يالس اقرى؟؟
ياسمين: هى .. أبا اعرف.. عيل ليش سألتك؟؟
عبدالله: بس ما اظن انه هالموضوع بيعيبج..
ياسمين: جربني.. أنا متأكدة انه أي موضوع يعيب حبيبي أكيد بيعيبني..
بطل عبدالله صفحة المجلة عدل وحطها جدام ويه ياسمين اللي أول ما شافت الموضوع اعتفس ويهها وبعدت المجلة عنها وهي تتأفف..
ياسمين (بظيج): كيف نربي أطفالنا؟؟؟ انته شلك بهالمواضيع؟؟
عبدالله: هالمواضيع تستهويني .. تدرين ليش؟؟ لأنه اليهال هوس عندي..
ياسمين: ما عندك سالفة.. مفتك من الصدعة وعوار الراس.. وبعدين عندك عيال اخوك.. ماشالله جيش.. شو تبا بعد؟؟
عبدالله: انتي قلتيها .. عيال اخويه.. مب عيالي.. (ابتسم).. بس ما عليه.. أنا متأكد انه سلطان ياي في الطريج..
ياسمين: ما شالله!!! ومسمنه بعد!!!..
عبدالله: هى.. انا مختار الاسماء من زمان.. اذا ولد بسميه سلطان .. واذا كانت بنوتة حلوة شراتج.. بنسميها عايشة.. أو فطيم..
اطالعته ياسمين بطرف عينها وقالت: فطيم هاا؟؟؟
عبدالله: هههههه ... هى فطيم.. ولا تخلين افكارج تروح لبعيد..
ياسمين: ع العموم انا متأكدة ما شي لا سلطان ولا عايشة ولا فطيم في الطريج.. الحمدلله..
عبدالله: بيوون ان شالله.. اذا مب اليوم باجر..
ياسمين: ممكن تغير الموضوع؟؟
عبدالله: ما عندي موضوع غير هذا.. ياسمين انا خايف.. العمر يمضي.. وانا
ياسمين (وهي تقاطعه): هالمشهد من الفلم ما شفته من قبل.. اسمح لي حبيبي انا بتابع الفلم..
وحطت السماعات وعلى طول اندمجت ويا الفلم وعبدالله يطالعها باستغراب .. وعقب دقيقة رد يقرى المجلة وهو يقول في خاطره " عنيده.. بس بعد ما بتكون اعند مني.."
في الكراسي الثلاثة اللي في الوسط.. استقرت أمل وسارة ووياهم مايد.. مايد كان مسوي عمره راقد عشان يتسمع سوالف خواته الصغار على راحته.. وكان ميود عمره عشان ما ينفجر من الضحك.. ويكشف عمره انه يالس يتجسس عليهن.. يعرف اذا درن انه يسمعهن ما بيرمسن بهالحرية.. أمل كانت هلكانة بس مصرة انها ترمس وسارة نفس الشي وكانن يرمسن بهمس بس للأسف صوتهن كان وايد عالي ومايد كان يسمع كل شي بوضوح..
أمل: يوم بتكبرين تبين بنت ولا ولد؟؟
سارة: أبا ولد.. شعره برتقالي وعيونه عسلية..
أمل: وع مب حلو..
سارة: امبلى حلو... نفس حسان اللي في سلام دانك..
أمل: هممم.. صح حسان حلو.. إذا ولدج طلع نفس حسان بيتزوج بنتي..
سارة: وبنتج تشبه منو..
أمل: تشبه ماروكو..
سارة: عيل مابا ولدي يتزوجها ماروكو مب حلوة.. فلبينية
سكتت أمل وغمضت عيونها شوي.. وردت تفتحهم عقب ما حست انها بترقد وقالت: سارونا؟
سارة (بتعب): هاا
أمل: يدوه شو اسمها؟؟
سارة: هه؟؟
أمل: يدووووه.. اسمها .. شو؟؟
سارة: ممممممم.. اسمها يدوه..
أمل: والله؟؟؟
سارة: هى.. ما تشوفين كل حد يزقرها يدوه؟؟
أمل: هى صح..
هني ما قدر مايد ايود عمره وانفجر من الضحك.. حتى انه ليلى نشت على صوت ضحكته واطالعته بعصبية وردت ترقد.. أمل وسارة يحليلهن زاغن وتمن يطالعنه باستغراب وهو من يشوف النظرة اللي على ويوهن يتجلب من الضحك..
سارة: ليش تضحك؟؟
مايد: انتن غبيااااااااات.. والله لازم ينكتب في جوازكن " غبية وسخيفة" بدل إماراتية..
أمل: جب جب جب.. انته غبي ..
سارة: وليش تسمعنا يوم نرمس.. ما يخصك فينا
مايد: شو اسوي مجبور... ملصقينكم فيه جني الbaby sitter مالكم
اطالعته أمل باحتقار وقالت لسارة: انا برقد..
سارة: وانا بعد..
مايد: فكرة حلوة انا بعد برقد..
اطالعنه اثنيناتهن بنظرة خلته يرد يظحك بصوت عالي ومرت المظيفة حذاله وابتسمت له ابتسامة ذات مغزى .. وقال لها مايد وهو يغمز لها: ان شالله.. بصك حلجي.. انتي تامرين امر..







غمض مايد عيونه وعلى طول رقد.. ومرت ساعة تقريبا كانت سارة راقدة فيها رقاد متقطع.. كانت تعرق بشكل فظيع وتونّ ومايد أكثر من مرة ينتبه على صوت أنينها.. ويطالعها باستغراب.. وبعدين رقد لأنه كان متأكد انها مجرد كوابيس وما حب يخرب عليها رقادها..
سارة كانت تتعذب .. هالكوابيس مب متعودة عليها.. تحس بعمرها مخنوقة.. مخنوقة!!.. كانت تشوف عمرها في الطيارة.. بس مب هالطيران.. كان طيران الامارات.. وكانت راقدة في حظن امها .. وكانت مستانسة وكل شوي تطالع فوق عشان تتأكد انه الويه الحنون اللي يطل عليها هو ويه امها.. ويوم تشوف ويهها تبتسم وترد تدفن راسها في حظن امها ..
وفجأة يوم ردت تطالع امها.. شافت ويه اخوها مايد.. وشهقت وهي تدزه بعيد عنها.. وسألته: ماماه وين؟؟
بس مايد ما رد عليها واطالع صوب الباب.. ويوم التفتت سارة شافت أمها واقفة هناك .. عند الباب وإيدها في إيد ابوها.. كانوا يطالعونها وعلى ويههم ابتسامة هادية.. وسارة ابتدت اتصيح من الخاطر.. وتحاول تتقرب منهم بس ما تروم.. تحس بجسمها ثجيل.. ويوم التفتت على ريولها كانت مربوطه بريول مايد.. ونزلت تحت بسرعة تهد الحبال وركضت بأقصى سرعتها صوب امها وابوها اللي من شافوها يايتنهم بطلوا باب الطيارة ... وطالعوها بنظرة أخيرة... ونطوا اثنيناتهم..
سارة تمت واقفة تطالعهم وهي خايفة تقترب من الباب المفتوح ودموعها كانت تنزل بغزارة من عيونها ويوم استوعبت انهم طاحوا من الطيارة انتفضت بكبرها وصرخت بأعلى صوتها ..
وفي هاللحظة شهقت ونشت من رقادها.. كانت عرقانة وحاسة بحر فظيع وتتنفس بسرعة وريقها ناشف.. تمت تتلفت حواليها تدور حد يكون قاعد من اخوانها بس كلهم راقدين.. بعدها مب مستوعبة اللي شافته شو..؟؟ كانت خايفة.. خايفة تنش من مكانها وتروح صوب ليلى.. خايفة تمشي وتحصل الباب بعده مبطل.. خايفة!!.. ليش محد قاعد؟؟؟ ليش كلهم رقدوا وخلوها.. ؟؟ ولا شعوريا .. ودموعها تنزل من عينها.. بطلت جيس الاغراض اللي تحت عند ريولها وهي تدور دانة.. في غمرة مشاعرها وخوفها نست تماما انها انسرقت وانها اشترت غيرها.. ويلست تدور ودموعها تطيح ع الجيس ويوم لقت عروستها اليديده انصدمت.. وتمت تطالعها ببرود.. وفرتها من ايدها وردت تيلس ع الكرسي وهي حاظنة عمرها.. وحاسة بخوف كبير..
مرت المظيفة وشافتها ترتجف ويت صوبها وسألتها: did you have a bad dream honey??
بس سارة ما سوت لها سالفة وتمت يالسة في مكانها وعيونها على ظهر الكرسي اللي جدامها .. والمظيفة تمت واقفة فترة تطالعها ويوم عيزت سارت عنها..
عقب دقايق قررت سارة ترد ترقد وكانت بعدها حاسة بخوف.. وتلحفت بكبرها ولصقت في مايد..
بس.. يوم غمضت عيونها .. حست بوجود حد حذالها.. وتمت ترتجف بكبرها.. خصوصا يوم سمعت صوت يشبه صوت الهمس.. يقول لها: سارة؟ سارة..
حاولت سارة تميز الصوت.. بس متاكدة انها ما تعرفه.. ويوم رد الصوت يناديها خوزت اللحاف عن راسها وتمت تطالع حواليها بس ما شافت حد.. وهالمرة ما قدرت تتحمل وقعدت مايد..
سارة: مايد.. مايد.. نش.. ميود..
مايد (وهو يبطل عين وحدة بصعوبة): بتسيرين الحمام؟؟
سارة (وهي تصيح): لا .. ميود ..
مايد: شو فيج عيل.. حبيبي ليش تصيحين؟؟
ما عرفت سارة تفهمه او شو تقول له وتمت تصيح واعتدل مايد في يلسته وقال لها: سويرة حبيبتي هذا حلم انتي كنتي تحلمين.. لا تخافين.. تعالي .. تعالي ارقدي على ريولي..
يلست سارة على ريوله ويلس مايد يمسح على شعرها لين رقدت.. ونزلها بهدوء على كرسيها ورد يرقد..
***
في هالوقت .. كانت الساعة في البلاد ثمان الصبح.. ومبارك كان توه داش مكتبه يوم رن موبايله وكان المتصل اخوه العود ظاعن..
ظاعن: صباح الخير..
مبارك (وهو يفر مفاتيحه على الطاولة): صباح النور والسرور.. وينك انته اليوم؟ ليش ما ييت تتريق ويانا؟
ظاعن: ظهرت من الصبح ..الشغل متراكم عليه هني في الشركة لازم اخلصه..
مبارك: ترى مي مريضة.. امايه سارت توديها المستشفى..
ظاعن: أدريبها طول الليل كانت تصيح .. بس مب هذا موضوعنا..
يلس مبارك على مكتبه وتم يجلب في الملفات اللي حاطتنهن السكرتيرة حقه وقال : انزين تعال عندي المكتب بنسولف ..
ظاعن: اليوم ما اقدر.. مبارك اسمعني انا ترييتك لين تظهر من البيت عشان ارمسك في هالموضوع..
مبارك: أي موضوع..؟؟
ظاعن: موضوع شراكتك ويا عبدالله..
ودر مبارك الأوراق من ايده وسأله: شو بلاها هالشراكة؟؟
ظاعن: مبارك ياخوي.. انته دشيت في هالشركة وانته مجبور.. وعبدالله ما قصر وساعدك.. بس عاد خلاص.. ديونك وسددتها لين اخر فلس .. والحمدلله بدت الامور تتحسن والأرباح زادت.. ما تشوف انه المفروض.. تفضون الشراكة؟؟
مبارك: بس نحن مب متفقين على جذي.. عبدالله ما قصر ويايه وساعدني ووثق فيني.. تباني الحين اسير له واقول له خلاص انا مب محتاينك .. وبرد اشتغل بروحي؟؟
ظاعن: ما فيها شي.. عبدالله طول عمره يشتغل بروحه وانته بعد..
مبارك: ما اقدر يا ظاعن.. صعبة.. نحن بيننا اتفاق ولازم التزم به..
ظاعن: عيال أخو عبدالله رياييل مب يهال.. وعبدالله كبير في السن وما عنده عيال.. باجر يوم بيوزعون ورثه.. شو دراك انهم ما بيحاولون يبيعون اسهمهم في الشركة لأي شخص يعرض عليهم هالشي؟؟ ساعتها بتلاقي عمرك تشتغل ويا ناس انته حتى ما تواطنهم..
مبارك: أولا عبدالله مب كبير لهالدرجة عشان يموت اليوم والا باجر.. وثانيا.. ليش ما تطالع الموضوع من وجهة نظر ثانية.. ليش مااعرض عليهم انا اني اشتري اسهمهم .. ساعتها الشركة كلها بتكون حقي بروحي..
تنهد ظاعن: ما ادري.. الوضع مول مب عايبني..
مبارك: ظاعن انا مرتاح جذي.. واذا بدر من عبدالله أي شي يظايجني صدقني محد يروم يجبرني اشتغل وياه..
ظاعن: مدري.. اللي تشوفه ياخوي..
مبارك: بنكمل هالسالفة عالغدا .. اتفقنا؟؟
ظاعن: اتفقنا..
مبارك: ياللا.. فمان الله..
ظاعن: مع السلامة..
بند مبارك التيلفون وتم يفكر بالرمسة اللي قالها اخوه.. يعرف عمره مستحيل يسويها مع انه خاطره يرد يشتغل بروحه ويرد ينافس عبدالله.. الشغل قبل كان له طعم ثاني.. طعم المنافسة والانتصار على عبدالله يوم كانت المشاريع والمناقصات ترسي عليه هو .. كل شي كان له طعم مميز.. بس الحين استوى الشغل روتيني وهذا اللي كان مظايج بمبارك.. بس بعد.. مستحيل يسويها.. مستحيل يتخلى عن عبدالله عقب ما وقف على ريوله وصار يروم يعتمد على نفسه من أول ويديد..
***






وصلت طيارة قوم عبدالله البلاد الساعة تسع الصبح.. ونشوا كلهم وهم يحسون بتعب فظيع.. وشلوا اجياسهم وال hand bags اللي عندهم عشان يطلعون من الطيارة.. وفي هالوقت.. كانت سارة بعدها متظايجة من اللي استوى أمس وبعدها متأكدة انه اللي صار مب حلم وانها عاشت الموقف كله.. وقبل لا تظهر.. اطالعت جيسها بأرف.. وطلعت عروستها اليديدة ماروكو وفرتها ع الكرسي.. وسارت عنها.. بس مايد شافها ولحق سارة وهو يقول لها.. : ساروه يودي ماروكو .. نسيتيها..
اطالعته سارة بعصبيه وقالت: كيفي ما اباها..
مايد: ليش ما تبينها؟.؟ تعرفين كم دافع فيها؟؟
سارة: ماباها.. فرها بعيد..
ومشت بسرعة عشان تلحق أمل ومحمد.. وتشرد عن مايد..
ليلى: شو فيكم محتشرين؟؟
مايد: هاذي يالسة تدلع.. فرت عروستها ع الكرسي ونها ما تباها..
تنهدت ليلى: عطني اياها بحطها عندي لين عقب.. أكيد أول ما نوصل البيت بترد تاخذها..
مايد: يودي..
يوم وصلت سارة لباب الطيارة حست انه ريولها تشللت.. ما رامت تتحرك وقامت تنتفض.. وتعلقت بعباة ياسمين اللي مرت حذالها في هاللحظة وياسمين تنهدت وقالت لها: ساروه عن الدلع هدي عباتي..
سارة: شليني خالوه..
يرت ياسمين طرف عباتها من ايد سارة وقالت لها بصوت واطي وبنبرة حادة: تخلخلت عظامج.. لا تزقريني خالوه.. شو شايفتني عيوز.؟؟ وسيري خلي حد من اخوانج يشلج..
اطالعتها سارة بخوف وتمت ترمش بعينها وشافت اخوها محمد ياي صوبها وهو على طول فهم شو السالفة وساألها: للحين تخافين تنزلين من الطيارة..؟؟
سارة: حمادة شلني..
محمد: تعالي..
مدت سارة ايدها لاخوها اللي شلها ونزل وياها من الطيارة.. وعقب مانزلوا كلهم و خلصوا اجراءاتهم كلها في المطار وسط حشرة مايد والبنات ردوا ليلى واخوانها العين .. أما عبدالله ومرته فبيباتون في دبي لأنه ياسمين تبا تسلم على اهلها وبيردون العين باجر الصبح..
***
في بيت سهيل المحامي.. وبما انه شغله اليوم خفيف ويدري انه عبدالله ما بيرد العين على طول.. قرر اييب الملفات البيت ويشتغل عليهن هني وهو مرتاح.. كان يالس في الصالة ومندمج في اللي في ايده ومرته سلامة يالسة حذاله تشرب جاهي وتطالعه وهي مبتسمة.. من يوم صغرها وهي تحبه وعمرها ما ندمت على حبها له.. رغم انه زواجهم سبقته مشاكل لا تحصى .. واضطرت سلامة تفصخ خطوبتها من ولد عمها عشان سهيل (اللي كان ولد خالة أمها ) ياخذها.. وايدين عارضوا زواجهم وسلامة تمت متمسكة فيه لآخر لحظة.. قالوا لها بتندمين وردت عليهم بثقة انها متأكدة من اختيارها.. سهيل طول عمره وهو واقف وياها وما تخلى عنها ولو للحظة..
ما رزقته بالولد اللي كان يتمناه واقتنع ورضى بنصيبه وما فكر يتزوج عليها.. بناتها عرف يربيهن عدل وفي نفس الوقت ما حاول يتحكم فيهن .. ويحاول قد ما يقدر انه يتابعهن وينمي مواهبهن..
التفت سهيل لها وشافها تطالعه وهي مبتسمة وشكلها سرحانة.. وابتسم لها وسألها: سرحانة في شو؟
سلامة: فيك انت.. أتذكر ايام خطوبتنا..
سهيل: بعدج تذكرين..؟؟
سلامة: وعمري ما بنسى.. كانت ايام على الرغم من قسوتها.. بس بعد لها مكانة خاصة في قلبي..
سهيل: الحمدلله كانت فترة وعدّت غناتي..
سلامة: سهيل.. بسألك سؤال.. ادري اني اعرف اجابته.. بس عشان ارتاح..
سهيل: شو هالسؤال؟
سلامة: سهيل ما فكرت تعرس؟؟ من حقك هالشي.. ومن حقك تجاوبني بصراحة.. ما ودك يكون عندك ولد؟؟
ابتسم سهيل وتم يطالعها فترة.. كان مب مصدوم من سؤالها . .هاذي مب اول مرة تسأله.. بس اللي كان مستغرب منه انها للحين تشك بغلاتها عنده: انتي قلتي لي اجاوبج بصراحة وانا هذا اللي بسويه.. اسمعيني غناتي.. أنا راضي بنصيبي والله رزقني ببنتين عن عشرين ريال.. الحمدلله رفعن راسي فوق.. وشو دراج؟؟ يمكن لو انه الله رزقني بولد كان بيأذيني وبينغص عليه عيشتي.. الله سبحانه وتعالى قال: (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) ..
ابتسمت سلامة.. وقبل لا ترد عليه دشت موزة وويهها كله ألوان.. وشالة في ايدها لوحة اكبر عنها.. ونزلتها جدام ابوها..
اطالع سهيل اللوحة.. كان مرسوم فيها أمواج هادية وسما صافية ومركب من بعيد يقترب من المينا.. وعلى طرف اللوحة صورة الرمل والشاطيء وشوية خيام متناثرة عليه.. وتحتهم كلهم توقيع موزة البسيط ..
سهيل: ماشالله .. ماشالله.. ِو هاللوحة الغاوية.. بصراحة هاذي احلى وحدة رسمتيها للحين..
ابتسمت موزة وهي تمسح الألوان عن خدها بطرف قميصها: غلط.. معلوماتك غلط .. احلى لوحة رسمتها كانت صورة امايه.. لو سمحت لا تقارن بين اللوحتين..
سهيل: هههههههه.. انا ما اقارن.. اصلا صورة امج خارج نطاق المنافسة..
سلامة: حلوة وايد اللوحة حبيبتي.. متى رسمتيها..
موزة: من شهرين ابتديت ارسمها واليوم خلصتها.. امايه نحن يوم الثلاثا بنسير عند اهل ربيع ابويه صح؟
سلامة: هى غناتي..
موزة: خلاص هاللوحة بنشلها هدية لهم.. وايد سمعت عن بنتهم ليلى وخاطريه اتعرف عليها..
سهيل: بارك الله فيج يا بنيتي .. خلاص لفي اللوحة وانا بوديها ابروزها اليوم العصر.. ومتأكد انهم بيتخبلون عليها..
ضحكت موزة ويلست ع الارض جدام ابوها وقالت: وبرسم لك وحدة بعد تعلقها في مكتبك..
سهيل: عاد انا ابا لوحة سبيشال..
موزة: أروع لوحها برسمها لأروع أبو في الدنيا.. انته تامر امر فديتك..
سلامة: انزين قومي اغسلي اللي على ويهج وتعالي ايلسي ويانا شوي.. طول النهار وانتي في الاستوديو.. مول ما اجوفج..
موزة: ان شالله.. دقيقة بس بروح اغسل ويهي..
راحت موزة تغسل ويهها وبدلت الجينز والقميص اللي لابستنه ولبست جلابية بسيطة لونها سماوي.. وردت تقعد وياهم في الصالة.. ويوم يلست سمعتهم يرمسون عن اهل عبدالله وانهم بيردون البلاد اليوم..
سهيل: الساعة 11 بتصل بمبارك وبسير وياه نجيك على فيلتهم اليديدة..
موزة من سمعت اسم مبارك يلست حذال ابوها وبطلت اذنها عدل عشان تسمع السوالف كلها.. وصبت لعمرها جاهي ولاحظت انه ايدها ترتجف..
سلامة: خاطريه اجوف الفيلا.. من كثر ما تمدحها..
سهيل: بصراحة شوية فيها كلمة روعة.. عبدالله صرف ملايين عليها.. ومبارك وحليله مول ما قصر .. متابعنها خطوة خطوة في غياب عبدالله..
سلامة: الا مبارك بعده رافض فكرة العرس؟؟
سهيل (وهو يبتسم): للحين معاند..
سلامة: لين متى ؟؟ مب زين جي.. ليش ما تكلمه وتنصحه.. ؟؟
سهيل: كلمته وايد وعيزت منه.. ما شي فايدة..
تجرأت موزة وسألت أخيرا لأنه الموضوع انقال جدامها..: ليش ابويه ربيعك مبارك جم عمره؟
سهيل: ما اعرف والله بس اظن فوق الثلاثين بشوي..
موزة: يعني عود .. ليش ما عرس للحين؟؟
مع انها سمعت السالفة قبل وكانت تعرف كل شي بس حبت تسمعها مرة ثانية من ابوها.. أي شي تسمعه عن مبارك يرضيها.. ويخليها اتم تفكر فيه طول الوقت..
سهيل: كان معرس.. بس مرته ماتت الله يرحمها..
موزة: وحليله.. بس بعد هذا مب سبب يمنعه من الزواج..
سهيل: مبارك مدمن شغل.. عادي عنده ما يحس بالوقت وهو يشتغل..
موزة: معقولة ابويه.؟؟ معقولة ما يحس بالوحدة يوم يجوف عيال اخوانه؟؟
سهيل: مدري.. مدري فديتج..
تنهدت موزة.. وتمت ساكتة وأمها تذكرت شي كان في بالها من الصبح وسألتها: مواز حبيبتي .. خبرتي أبوج عن المعرض؟؟
سهيل: أي معرض؟؟
موزة: أبويه أنا عندي في الاستوديو 12 لوحة صالحة للعرض.. وبصراحة اللوحات قامت تتكدس عندي.. وبما انك مب راضي تخليني اشتغل في بنوك.. قلت.. اااا..
نزلت موزة راسها واطالعت امها بطرف عينها بس امها سوت روحها مب فاهمة وانشغلت بدلة الجاهي..
سهيل: كملي يا موزة.. شو قلتي؟؟
موزة: أبويه أنا أريد اعرض لوحاتي في معرض.. وابيعهن بسعر مناسب..
سهيل: موزة حبيبتي اذا انتي محتاجة للبيزات انا مستعد أعطيج بدل الألف عشرة..
موزة اعتفس ويهها وقالت وهي مبوزة: أبويه انا كنت متأكدة انك بتقول هالرمسة.. السالفة مب سالفة بيزات ابويه انا ابا احس اني معتمدة على نفسي..
سهيل: انزين انا ما قلت اني معارض الفكرة.. خلاص.. وين تبين تسوين المعرض..
موزة: ما ادري ابويه جوف لي أي قاعة واحجز لي اياها لمدة اسبوع.. وانا بشوف حد من ربيعاتي يصمم لي إعلان انزله في الجريدة .. وأوزعه في الجامعة والتقنية.. وان شالله الجمهور بيكون اوكى والأرباح بتغطي تكاليف الحجز..
ابتسم سهيل وقال لبنته : تكاليف الحجز لا تحاتينها تراها عليه انا.. وانا متأكد انه لوحاتج كلها بتنباع.. مب لأنج بنتي.. لاء.. لأني متأكد وواثق انج انسانة موهوبة..
ابتسمت موزة من خاطرها والتفتت لأمها اللي كانت مستانسة وقالت: فديتكم.. فديتكم والله اني اموت فيكم.. انتوا اروع اب وام في هالدنيا كلها ..!!!!
***



الساعة 11 الصبح وصلت ليلى واخوانها البيت.. وأول ما تبطل باب السيارة ركض مايد ووراه أمل عشان يفرغون شنطهم في غرفهم ويطالعون الشغلات اللي اشتروها .. وسارة نزلت بهدوء وجيسها في إيدها وقبل لا تدخل قالت لها ليلى: سارة ذكريني اعطيج ماروكو عقب.. تراني فريتها فواحد من هالاجياس..
اطالعتها سارة بحزن وقالت لها: ماباها..
ليلى (باستغراب) : ليش؟
ما ردت عليها سارة ودشت وانسدحت ع القنفة في الصالة.. ومحمد دخل الشنط ويا الخدامات وراح غرفته يرتاح شوي قبل لا ينزل يسلم على يدوته..
ليلى يوم اطمنت انهم كلهم دشوا دشت هي بعد وراحت على طول غرفة يدوتها.. ويوم بطلت الباب شافت الغرفة مظلمة والنور الوحيد اللي فيها هو نور الشمس اللي داش من الدريشة.. ومن ورا الستارة..
يدوتها كانت واقفة تصلي الضحى وحذالها خالد متلثم بشيلة الصالة ويقلد حركات يدوته ونه يصلي.. ابتسمت ليلى وحطت ايدها على قلبها.. عيونها غصب دمعت.. حست انها ودرت البيت من زمان .. وانها صج متولهة عليهم.. وتمت واقفة وراهم تترياهم يخلصون صلاة..
أول ما سلمت ام أحمد.. قلدها خالد وسلم شراتها ويوم التفت وراه شاف ليلى واقفة وكان شكله يجنن وهو متلثم بالشيلة وانفجرت الدموع من عين ليلى وهي تحظنه وتقطعه من البوس..
أم أحمد ابتسمت من الوناسة ودمعت عيونها هي الثانية بس كانت مب قادرة تنش ومدت ايدها لليلى وهي تقول: ماشالله .. وصلتوا؟؟ الحمدلله على سلامتكم.. فديت روحج تعالي بسلم عليج..
هجمت ليلى على يدوتها وحظنتها بكل قوتها ويدوتها تضحك..
ليلى: فديتج يامي الغالية والله انه شوفتج ترد الروح..
أم أحمد ( وهي تدخل اصابعها بين شعر ليلى): ماشالله شعرج طول..
ليلى: هههههههه يدوه توني واصلة البيت .. لحقتي تعلقين على شعري؟؟
أم أحمد: عشان تحرمين تقصينه مرة ثانية..
ليلى: والله انه شكلي جي أحلى ..
تنهدت ام احمد وسألتها: وين اخوانج.؟؟
ليلى: توزعوا في غرفهم وعقب شوي بينزلون يسلمون عليج..
أم أحمد: بسير ايلس لهم في الصالة..
ليلى: ياللا انا بيلس وياج عندي سوالف شكثر حقج..
خالد اللي طول هالفترة كان متلعق برقبة ليلى ويطالعها اتظايج لأنها ترمس يدوته ومطنشتنه وقرصها بقوه على خدها..
ليلى: آااااااااااي.. خلودووه؟؟؟ شو ياك؟؟
خالد : شوفيني برمسج..
ليلى: هههههههه فديته يا ناس عسل والله انه عسل.. رمسني.. أروم ما اطالعك انا؟؟
خالد: وين الهدية؟؟
ليلى: في الغرفة تباها الحين؟؟
خالد: ألحين.. ألحين..!!!
أم أحمد: سيري عطيه هديته وانا بترياكم في الصالة.. بس لا تبطين وييبي اخوانج وياج متولهة عليهم ..
ليلى: ان شالله يدوه..
أم أحمد: والله البيت من دونكم مول ما يسوى..
ليلى: فديت روحج يدوه انتي الخير والبركة .. نحن اللي ما نسوى شي من دونج..
قامت أم أحمد ويا ليلى وراحوا الصالة وسارت ليلى فوق تطلع هدايا خالد اللي من شاف الالعاب انشغل عن اخته بهن.. ولمت ليلى اخوانها ويلسوا تحت كلهم يسولفون ليدوتهم ويخبرونها شو صار وياهم في إيطاليا.. وهي تخبرهم باللي استوى في البيت في غيابهم..
***
في دبي.. وصلت ياسمين فيلتها اليديدة في جميرا وطارت من الفرحة يوم شافت انه الاثاث اللي طلبته في ايطاليا وصل.. وانه خبراء الديكور اللي وظفهم عبدالله كانوا مرتبين كل شي في البيت.. كل شي كان مرتب وجاهز.. عبدالله كان مهتم بكل صغيرة وكبيرة.. وياسمين من يوم وصلت وهي حاسة بنفسها أميرة..
دشت ياسمين غرفة النوم وشافت الديكور والاثاث والشراشف كلها لونها عنابي.. وشهقت وهي حاطة ايدها على حلجها..
ياسمين: كيف عرفت؟؟ كيف عرفت انه هذا لوني المفضل.. ؟؟
عبدالله: ههههههه انتي مرتي لازم بعرف..
ياسمين: حبيبي.. والله ما توقعت تفاجئني جي.. دوم فاجئني .. مفاجآتك وايد حلوة..
ابتسم عبدالله وهو يشوفها تتنقل من مكان لمكان في الغرفة.. وفكر كيف بتكون ردة فعلها يوم بتشوف الفيلا اللي في العين.. وفي هاللحظة اطالعته ياسمين وهي شاقة الحلج من الوناسة وقالت: عبدالله أبا ثلاث بشاكير.. وطباخة ودريولية..
عبدالله: ان شالله حبيبتي هذا كله بيكون عندج واي شي ثاني تبينه بيوصلج بس خلنا نرتاح قبل..
ياسمين: بس انا ابا اسير اسلم على امايه..
عبدالله: بنسير لهم العصر..
ياسمين: اوكى.. اللي تشوفه حبيبي..
راح عبدالله يبدل ثيابه عشان يرقد وياسمين تمت يالسة على طرف الشبرية وهي تفكر تعزم نهلة الليلة هني عشان تشوف بيتها..
***
في نفس الليلة .. وعقب ما رقدوا اخوانها كلهم.. ورقد خالد وياها كالعادة.. يلست ليلى وشغلت اللاب توب ودشت النت.. ونزلت الصور اللي صورتهن في إيطاليا كلهن في موقعها .. وابتسمت وهي تنزل آخر صورة.. كانت هالصورة هي اللي صورتها في آخر يوم لهم هناك وأحمد كان واضح على طرفها.. وعقب ما خلصت حست بثقل في صدرها.. وبندت اللاب توب وراحت تنام.. وتحسست بإيدها المصحف اللي بعده في مكانه حذال مخدتها.. وردت دموعها تنزل مرة ثانية على اللي راح منها .. وعلى حالتها.. عقب ما ردت البلاد وعقب ما فكرت بالموضوع عدل حست انها وايد تحتقر عمرها.. لهالدرجة عندها فراغ عاطفي؟؟ انها قامت تدور الحب والرومانسية في أي مكان؟؟ لهالدرجة الخوف من باجر .. الخوف من انها اتعيش عمرها كله في جفاف عاطفي وتمضي باجي ايامها وحيدة؟؟
عمرها 23 سنة.. والكل قام يرمس.. ووايدين فقدوا الأمل فيها ومحد قام ايي يخطب.. يدرون بها بترفض وعذرها اخوانها.. ووايد ناس خاطرهم يخطبونها بس اللي يمنعهم وجود اخوانها في حياتها.. منو يبا يتحمل مسئولية خمس يهال؟؟ أوكى محمد وكبر ومايد سنتين بالكثير وبيبدا يعتمد على نفسه.. بس بتم سارة وأمل وخالد مسئولية كبيرة ليلى اللي لازم تتحملها..
في هاللحظة انجلب خالد وظربها بإيده على جتفها.. كانت حركة غير مقصودة بس خلتها تبتسم.. ومسحت على شعره وهي حاسة بالراحة.. ما عليه.. مهما صار.. مستحيل اخوانها يتخلون عنها.. مستحيل ليلى تكبر وحيدة.. اخوانها دوم بيكونون حواليها.. وعمرها ما راح تندم على قرارها..
***



مروا اليومين بسرعة وخلالهم ما يلست ليلى بالمرة.. طول الوقت في السوق تتشرى لأخوانها في المدرسة.. هذا غير انها راحت تسجل اخوها خالد في الروضة .. ومحمد ما قصر وياها وكان يوديها كل مكان.. ويوم الثلاثا .. اليوم الموعود عشان حفلة ياسمين.. ردت ياسمين ويا ريلها من دبي وراحت فيلا عبدالله الجديمة وما فكرت حتى انها تمر تسلم على امه في بيت المرحوم أخوه..
عبدالله: ياسمين لازم تسلمين عليها هاذي أمي .. وبعدين هي ما شافتج من يوم تزوجنا.. وحتى قبل ما كانت وايد تشوفج..
ياسمين (بظيج): عبدالله انا مشغولة.. الساعة الحين 12 الظهر وبتيني راعية الصالون تعدلني .. يعني ما عندي وقت اسير اسلم عليها..
عبدالله: وشله تعدلج راعية الصالون؟؟ نحن ما عندنا عرس..
ياسمين: يا سلام؟؟ يعني هاذي أول مرة اهلك يشوفوني فيها.. تباهم يقولون عني خسفة؟؟
عبدالله: بس انتي يا ياسمين مب خسفة .. ما شالله عليج جميلة..
ياسمين: انته تقول جي لأني مرتك.. بس هم لهم راي ثاني.. وانا اعرف الحريم واعرف رمستهن..
عبدالله: خلاص اللي يريحج.. تدرين؟ انا بسير اسلم عليها وبسلم على ربعي في المقهى وبرد لج آخذج عقب صلاة المغرب..
ياسمين: بتتغدى بيت امك؟؟
عبدالله: هى .. وانتي؟؟
ياسمين: بطلب لي بيتزا..
عبدالله: خلاص حياتي.. تبين شي من برى؟؟
ياسمين: لا حبيبي .. مابا شي.. لا تتأخر عليه عقب المغرب..
عبدالله: ان شالله..
طلع عبدالله ويلست ياسمين تتريى راعية الصالون بروحها وخلال هالفترة كانت ليلى معتفسة ويا يدوتها في البيت وترتب كل شي في الميالس والصالة.. ويوم وصل عبدالله البيت شاف امه يالسة في الصالة وعيال اخوه كلهم مرتبشين في كل مكان.. إلا سارة اللي كانت منسدحة حذال امه وحاطة راسها على ريولها وشكلها صج تعبانة..
سلم عبدالله على امه وحبها على راسها وشافها وهي تعفس ويهها وتطالعه بطرف عينها وما رمست مول من يوم دخل..
عبدالله: هههههههههه .. ادري.. أدري انج زعلانة..
أم أحمد: ويوم تدري.. شله ياي تسلم عليه؟؟؟
عبدالله: تولهت عليج.. انتي أمي مالي غنى عنج..
أم أحمد: الا استغنيت عني ونص بعد.. ِغلتك الحرمة عني خلاص نسيتني..
عبدالله: أفا يام احمد.. انا انساج؟؟؟ .. وبعدين انتي اللي كنتي حاشرتني تبيني اعرس وانا نفذت أوامرج وعرست..
أم أحمد: بس ما قلت لك انسى امك يوم بتعرس..
عبدالله: أنا اسف وحقج علي يالغالية..
أم أحمد: يومين؟؟ يومين ترد البلاد ولا تفكر حتى تتصل بي؟؟ ما تعرف شكثر احاتيك؟؟
عبدالله: انشغلت والله يام احمد .. اعذريني..
ام احمد: ومرتك وينها؟؟
عبدالله: بتي ان شالله عقب المغرب..
ام احمد: وليش ما يت وياك الحين؟؟
نزل عبدالله عيونه وعشان يغير الموضوع رمس سارة اللي كان ويهها مصفر وهالات سودة بدت تظهر تحت عيونها ..
عبدالله: سارونا حبيبتي شو فيج؟؟ مريضة؟؟
أم أحمد: سارة ما ادري شو فيها .. من يومين مب راضية ترقد ولا راضية تاكل.. ومن تغفل شوي.. تفز من نومها جنها شايفة يني.. وتصيح..
عبدالله: بسم الله عليها.. اقري عليها امايه ودخنيها يمكن عين صابتها..
أم أحمد ( وهي تمسح على شعرها): ما اعرف والله..
سارة كانت تسمعهم يرمسون عنها ومن تعبها مب قادرة حتى ترد عليهم.. الكوابيس اللي تشوفهن والأصوات اللي تسمعها تحس انها تطلع من داخل راسها.. بس مب لايقة لها أي تفسير ومحد راضي يفهمها.. معقولة ما يسمعون اللي هي تسمعه؟؟ وليش يسوون عمارهم عادي ولا كأنهم سمعوا شي؟؟ وليش هي بس اللي تشوف هالاحلام المرعبة كل ليلة..؟؟ ليش؟؟
***
عقب ما ظهر عبدالله من بيت أخوه راح على طول المقهى لأنه مواعد سهيل هناك.. وأول ما دش المقهى قاموا الرياييل كلهم يسلمون عليه.. وحس عبدالله بإحراج كبير خصوصا انهم كانوا ينادونه ب " المعرس" .. وشاف من بعيد مبارك يالس ويا سهيل وعقب ما خلص من الرياييل سار لهم وسلم عليهم .. كان صج متوله على سهيل وسوالفه ومتوله بعد على مبارك اللي تعود على وجوده في حياته.. وعقب ما سلموا على بعض يلسوا ثلاثتهم يسولفون..
عبدالله: توني مريت على الفيلا وتبون الصدق؟؟ ما توقعت ابدا انه الشغل يكون مرتب لهالدرجة.. بارك الله فيكم مول ما قصرتوا..
سهيل: لا تشكرني انا يا عبدالله .. اشكر مبارك .. هو اللي كان متابع الشغل كله ..
مبارك: انا ما سويت الا الواجب.. عبدالله بعد ما قصر ويايه..
سهيل: خلاص هي تقريبا خلصت ما بجى الا الزرع اللي بنزرعه في الحديقة..
عبدالله : هذا دوره بيي عقب.. أنا باجر ان شالله ببدا انتقل للفيلا اليديدة.. (التفت لمبارك) .. شخبار الشغل يا مبارك؟؟
مبارك: الحمدلله كل شي ماشي تمام.. مشروع المجمع التجاري في حتا خلاص شركتنا هي اللي خذته .. وناصر بن درويش أمس دفع فاتورته كاملة..
عبدالله: والله أحلى خبر سمعته اليوم.. والله متوله على الشركة.. باجر من الصبح بسير اشوف شو اللي فاتني ..
سهيل: لاحق ع الشغل.. روان ترست لك المكتب أوراق لازم تراجعها وتوقعها..
عبدالله: يحليلها روان. الظاهر اني بزيد معاشها هالشهر.. وايد تعبتها في غيابي ومرتين هزبتها في التيلفون..
سهيل: ههههههههه ما عليك روان طيبة وما تزعل..
عبدالله: والله هذا اللي مخلني متمسك فيها.. ما فيه اوظف وحدة من اقول لها كلمة صاحت..
كملوا ثلاثتهم سوالفهم ويوم أذن المغرب افترقوا وساروا يصلون..
***

عقب صلاة المغرب.. بدوا الحريم يتيمعون في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. صالحة يت ويا بناتها فواغي وطيبة وشريفة.. فواغي كانت يايبة وياها مزنة بنتها وطيبة يايبة بناتها سلمى وهند اللي في الجامعة.. وشريفة ما كان عندها الا بنت وحدة والباجين كلهم رياييل.. وبنتها هاذي اسمها عليا وعمرها 15 سنة.. جميلة ومستخفة من يومها.. راسمه حواجبها رسم مع انها توها داشة الثانوية.. وشعرها مصبوغ بألف لون.. وتطالع كل حد بنظرة خايسة.. وما تداني حد من اهلها الا شيخة مرت خالها فهد.. وعشان جذي يوم دشت يدوتها ويا خالاتها .. كانت عليا وراهم تمشى على أقل من مهلها ويا شيخة ..
عليا: بيتهم مش بطال..
شيخة: ياللا عاد بيتهم وايد حلو.. لا تنسين انهم تجار مجوهرات.. يعني الخير كله عندهم..
عليا: مع انهم اهلنا بس هاذي أول مرة ايي بيتهم..
شيخة: ليش امج ما تزورهم؟؟
عليا: امايه تزورهم بس انا دوم مشغولة ولا مرة تفرغت اني ازورهم..
شيخة: يا ويل حالي.. وشو اللي شاغلنج؟؟
عليا (وهي تطالعها بنظرة حادة): اقول لا تطنزين... انا مشغولة بدراستي. . صح انه شكلي ما يوحي بهالشي بس انا متفوقة..
شيخة: أخبرج.. خل ندش تراهم كلهم دشوا داخل..
بس قبل لا يدشن الميلس كان مايد ياي من برى ويوم شافهن ابتسم وابتسمت له شيخة ابتسامة عريضة.. وهالشي شجع مايد واقترب منهن عشان يسلم عليهن.. خصوصا انه شاف وحدة مزيونة حذال شيخة..
مايد: السلام عليكم.. شحالج شيخة؟؟
شيخة: الحمدلله .. بخير انته شحالك؟؟
مايد (وعيونه على عليا): الحمدلله بخير وسهالة ربي يسلم غاليج.. وين ؟ من زمان ما شفناج؟
شيخة: والله اللي يبا يشوفني يتفضل ايي البيت يسلم عليه.. أنا حرمة ما اروم دوم اظهر..
مايد: انزين شيخة ما بتعرفينا ع الاهل؟؟
شيخة: ههههههه وشدراك انها من الاهل؟؟ يمكن تطلع اختي؟؟
عليا كانت مستحية ومن قال مايد هالجملة حست انه خدودها احترقن وما عرفت وين تودي ويهها.. منو كان يتوقع انه في واحد بهالجمال هني عندهم.. بس شكله صج شيطان..
مايد: حتى لو كانت اختج بتكون من الاهل. .مب انتي مرت ولد خالوه؟؟
شيخة: هاذي عليا.. بنت شريفة..
بطل مايد عيونه ع الاخر من الصدمة وسألها: شريفة بنت خالوه صالحة؟؟
شيخة: هى شريفة بنت الظبعة صالحة..
اطالعتها عليا بنظرة حادة وقالت لها : انتي الظبعة.. هاذي يدوتي!!
مايد (اللي استغل الفرصة): شيخة عيب!! شو ظبعة.. تراها خالتي ما اسمح لج.. وبعدين خالوه صالحة ما شي اطيب عنها ونحن كلنا نحبها..
عليا اطالعته باحتقار وقالت له: صح اني احب يدوتي بس بعد اعرف عيوبها.. ماله داعي للمبالغة..
ولفت بويهها الصوب الثاني ودشت الميلس ووقفت شيخة تضحك على مايد اللي اتقفط وتقول له: تستاهل.. عنبوه ما صدقت على طول وقفت ضدي..
مايد: أف منها والله انها قوية.. أقول شيخة. .انا بعدني مب مصدق اللي قلتيه. .ألحين هالديناصورة شروف.. تنتج إنتاج بهالجمال؟؟ كيف؟؟ استنسختها من أشواريا راي؟؟
ابتسمت شيخة وقالت له قبل لا تدش الميلس: السبب معروف.. أبوها غاوي.. ولا امها مول ما تتشاهد..
وقف مايد يطالع الباب اللي تسكر في ويهه وهو مبتسم ويقول في خاطره.. زين يوم طلعت في عايلتنا وحدة أحلى عني ومن نفس عمري بعد.. شكلي يوم بكبر ما بتوهق في زواجي.. ياللا الحمدلله.. !! وعقب ما دش مايد الصالة وصلوا ربيعات ياسمين وعقبهن مرت سهيل وبناتها لطيفة وموزة.. وكم حرمة من نفس فريجهم ومن معارفهم..
***
محمد في هالوقت كان في غرفته يتلبس عشان يسير يسلم على منصور اللي اليوم رد من السفر.. خلاص محمد كان مقرر يرمسه اليوم.. بيحاول بأي طريقة يبعد منصور عن الشباب وبيسير وياه أي مكان هادي وبيخبره انه يبا يخطب مريم.. منصور مستحيل يرده ومحمد من يومين وهو يفكر في هالموضوع اللي كان شاغل تفكيره ليل نهار..
يوم خلص محمد وتعطر .. دش مايد غرفته وهو يغني " حبيت غرشوب ولعني ولوعني.. واسقاني الحب في كاسه وأشقاني.. دلوع مدري وش اللي فيه ولعني .. كل ما تركته اعود لدنيته ثاني.."
محمد: ههههه .. شعندك تغني؟؟
مايد: محمد انا بعرس.. سيروا اخطبولي..
محمد: والله انك مستخف انا مب متفيج لك..
مايد: حمادة شو هالكشخة.. وين رايح.؟؟؟
محمد: منصور رد من السفر بسير اسلم عليه..
مايد: بسير وياك..
محمد: وانته شلك تسير ويايه.. ربيعك ولا ربيعي؟؟
مايد: منصور ربيعي انا بعد..
محمد: مايد... انا برمسه بموضوع مريم..
مايد: أي موضوع.؟؟
محمد: شو بعد أي موضوع؟؟ بخطبها!!
رفع مايد حاجبه اليمين وقال: بتخطبها؟؟
محمد: هى.. ليش لاء؟؟ أنا عمري 22 سنة.. اشتغل ومب ناقصني أي شي.. ليش ما اعرس؟؟
مايد (وهو يبتسم لأخوه): وما بتحصل احسن من مريم صدقني..
اطالعه محمد باستغراب.. هاذي أول مرة يحس فيها انه مايد يرمس بجدية وسأله: شو اللي مخلنك متأكد من هالشي.. ؟؟
مايد: لي نظرتي في الناس.. وهالنظرة عمرها ما خابت..
تنفس محمد بعمق وقال: متوتر. وخايف..
مايد: لا تخاف وتوكل على الله.. منصور يحبك ومستحيل يردك..
محمد: ان شالله..
طلع محمد من البيت وركب سيارته وهو يحس بريقه ناشف وكل شي فيه كان يرتجف من الخوف.. اليوم بيتحدد مستقبله ويا مريم وبيعرف صج اذا له أمل وياها ولا لاء..
***









-------------------------------------------------------------
في هالوقت دشت ليلى الميلس ويا يدوتها وسلمت على الحريم الموجودات وبناتهن.. وتيمعن الحريم الكبار في صوب يسولفن ويا أم أحمد والبنات يلسن في شلل بانتظار وصول ياسمين اللي للحين ما شرفت..
ويلست ليلى ويا موزة اللي من أول ما شافتها حست على طول انها مختلفة عن الكل.. خصوصا انها أمس كانت مطرشة لهم لوحة من رسوماتها وكانت تهبل وليلى علقتها في الصالة..
ليلى: لوحتج رائعة ما شالله عليج مبدعة..
موزة (وهي تبتسم): لا انا لا مبدعة ولا شي.. الرسم مجرد متنفس لي .. شغلة اعبر فيها عن مشاعري واشغل فيها وقتي .. لا أكثر ولا أقل..
ليلى: أنا ما اعرف ارسم بس احب اتابع معارض الرسم ودوم اسير لهن..
موزة: أنا بعرض صوري جريب ان شالله.. عاد ما اوصيج تعالي..
ليلى: والله؟؟ يا حظج..!! .. أكيد بيي مستحيل افوت هالشي..
موزة: وانتي ما عندج هواية.؟؟
ليلى: أنا احب التصوير الفوتوغرافي وعندي موقع انشر فيه صوري.. واحب بعد أصمم المواقع والعب ساعات ع الفوتوشوب..
موزة: وشو اسم موقعج؟؟
ليلى: اسمه laila.net
شهقت موزة وبطلت عيونها وهي تطالع ليلى بصدمة: هذا موقعج انتي؟؟
ليلى: هى موقعي..
موزة: تدرين اني اتابع هالموقع باستمرار.. تصويرج مبهر.. والصور اللي تحطينهم صور محترفين..
استحت ليلى وقالت وهي تبتسم: مب لهالدرجة عاد..
موزة: لهالدرجة واكثر بعد.. والله يا ليلى اني كنت اتحرى الموقع صاحبته مصورة محترفة.. ما شالله عليج.. خصوصا صور ايطاليا اللي حطيتهن اخر مرة كانن روعة..
ليلى: تسلمين غناتي..
موزة: مممم .. انزين انا عندي فكرة.. بتفيدج وبتفيدني انا بعد..
ليلى: شو هالفكرة.؟؟
موزة: شو رايج تشاركيني في المعرض.. يعني يكون معرض للرسم والتصوير الفوتوغرافي.. تدفعين انتي نص بيزات الحجز وانا النص الثاني.. ونعرض اعمالنا فيه.. وطبعا كل وحدة تاخذ أرباح شغلها.. هاا؟؟ شو قلتي؟؟
ليلى: والله انا ما عندي مانع بس صج اشوف انه تصويري مب لين هناك..
موزة: صدقيني تصويرج روعة ووايد ناس بيشترون الصور اللي انتي مصورتنهن.. لازم تكون عندج شوية ثقة بنفسج حبيبتي..
ليلى: خلاص.. انا مواقفة وعمي بعد ما بيكون عنده مانع..
موزة: الله وناسة!!!.. يعني ما بكون بروحي..!! انزين عيل عندنا شغل وايد لازم نسويه..
ليلى: شو مثلا.. ؟؟
موزة: يعني مثلا لازم نحصل حد يصمم لنا اعلان حق الجريدة..
ليلى: هاذي مقدور عليها. .أنا بسوي الاعلان..
موزة: والله؟؟ الحمدلله والله هالموضوع كان شاغل بالي..
يت ليلى بترد عليها بس في هاللحظة دشت ياسمين الميلس ويا امها وقاموا كلهم يسلمون عليها
***
مبارك كان يالس في الصالة في بيتهم يلعب أونو ويا مي بنت اخوه ظاعن.. ومندمج وياها في اللعبة ويضحك من خاطره على حركاتها.. ورن تيلفونه فترة طويلة ومبارك مطنشنه ما يبا يخرب اللعبة على عمره.. بس يوم طولت الرنة اطالع الرقم وشاف انه المتصل ناصر بن درويش فاستغرب ورد عليه..
مبارك: ألو؟؟
ناصر: السلام عليكم
مبارك : وعليكم السلام والرحمة.. يا هلا والله..
مي: عميييييييي.. بند التيلفون أبا ألعب..!!!
مبارك: صبري صبري برد لج..
وقام عنها ويلس ع القنفة عشان يرمس ع راحته..
ناصر: شحالك يا مبارك؟
مبارك: الحمدلله ربي يعافيك انته شحالك؟؟ ووينك ما شفناك اليوم في المقهى..
ناصر: سرت اشوف البيت اليديد ويا الاهل وانشغلنا هناك.. بس بصراحة.. اشكر فنكم البيت ما عليه كلام..
مبارك: أفا عليك يا ناصر.. انته عزيز وغالي.. واذا ما عطيناك احسن ما عندنا ما بنكون وفيناك حقك..
ناصر: بس عاد بصراحة تراكم ظلمتونا شوي في الاسعار..
مبارك:لا لا لا عاد في هاذي مالك حق .. انا معطنك سعر خاص ..
ناصر: الله يهديك وين سعر خاص؟؟ تحيد فيلا خميس بن دلموج؟؟ كانت اكبر عن فيلتي وسويتوا له اياها ب 800 بس..
عقد مبارك حياته وقال في خاطره " هذا شو يخربط؟؟" : ناصر انزين نحن ما خذنا عليك الا 700 ألف بس..
ناصر: هههههههه مبارك شو ياك ياخوي.؟؟ انتوا ماخذين عليه 980 ألف درهم...
وقف مبارك وضحك بعصبية: ناصر الفاتورة عندي.. وأمس مراجعنها.. المبلغ 700 ألف درهم..
ناصر: وانا متأكد اني امس كنت دافع للمحاسب اللي في شركتكم 980 ألف..
مبارك: قصدك المحاسب اللي في شركة عبدالله..
ناصر: هى.. شو السالفة؟؟
مبارك: ها؟؟ لا ماشي ماشي.. أقول ناصر أنا برد ادق لك عقب زين؟؟
وقبل لا يرد عليه ناصر بند مبارك التيلفون وطلع حتى من دون ما يلبس غترته ومي تركض وراه بس صك باب الصالة في ويهها وركب موتره بسرعة.. يبا يروح المكتب يتأكد من الفاتورة.. معقولة؟؟؟ معقولة في تلاعب في الموضوع؟؟
***





------------------------------------------------------------
في بيت أحمد بن خليفة وبعيد عن حشرة الحريم في الميالس.. محد كان في البيت الرئيسي الا خالد وسارة وأمل والبشاكير..
سارة كانت طايحة في الصالة تطالع التلفزيون وأمل يالسة حذالها ترسم على إيدها بالألوان.. وخالد...
خالد كان يتسحب بين الصالة والمطبخ وفي الاخير انتهز الفرصة انه الخدامة طلعت من المطبخ وركض بسرعة ومد ايده على الطاولة وشل علبة الكبريت وراح غرفة يدوته من دون ما حد يشوفه..
وأول ما دش الغرفة صك الباب وقفله بالمفتاح بشكل عفوي.. أكثر من مرة شايف يدوته تقفل الباب وتعلم منها.. وابتسم ابتسامة عذبة وهو يقترب من الستارة وييلس حذالها.. وبدا يطلع أعواد الكبريت واحد ورا الثاني ويولعهم ويقربهم من طرف الستارة.. وأول ما اشتعل طرف الستارة.. ضحك خالد بصوت عالي من الوناسة وولع عود ثاني

نهاية الجزء الثاني عشر

غرربه
02-05-2013, 04:58 PM
ملخص الجزء الثاني عشر

بعد الاجازة في إيطاليا واللي كانت مليئة بالأحداث.. ردت عايلة المرحوم أحمد بن خليفة ويا عمهم عبدالله وياسمين البلاد... وابتدت وياهم احداث من نوع ثاني..

محمد رد البلاد وهو محمل بالهموم.. مريم .. البنية اللي خطفت عقله من أول نظرة.. واللي خلته يفكر بمستقبله وياها.. رفضته بكل برود.. واللي كان مظايجنه اكثر انها اخت ربيعه منصور.. ومايد كان السبب في انه يتعرض لموقف سخيف وياها.. وعقب صراع نفسي وتردد كبير.. قرر محمد في نهاية الجزء انه يفاتح منصور بالموضوع ويخبره انه يبا يخطب اخته مريم..

ياسمين تستمر بحركاتها الطفولية.. وترفض رفض قاطع انها تحقق حلم عبدالله وتييب له الياهل اللي ينتظره.. وتطلب من عبدالله يسوي لها عزيمة كبيرة في العين تعزم فيها اهله كلهم واهلها وربيعاتها عشان يشوفون العز اللي هي عايشة فيه وتقدر تخق عليهم عدل. .

سارة ترجع لها الكوابيس اللي كانت مأذتنها قبل ثلاث سنوات.. وهالشي يخليها تمرض وحالت النفسية ترد للأسوأ مرة ثانية.. وذكرياتها عن أمها وابوها تعذبها ..

مبارك بن فاهم.. يفكر في موضوع شراكته ويا عبدالله واخوه العود ظاعن يحاول يقنعه انه ينهي الشراكة ويرد يشتغل بروحه بس مبارك يرفض هالشي ويرد على اخوه بأنه مستحيل ينسى فضل عبدالله بن خليفه عليه يوم انه كان مديون بالملايين وعبدالله ساعده .. ومستحيل يتخلى عنه الحين..

في بيت سهيل المحامي.. سلامة مرت سهيل تسأله اذا كان ندمان لأنه ما تزوج عليها وخذ له وحدة تقدر تييب له الولد اللي يتمناه.. بس سهيل يرد عليها ويأكد لها انه يحبها ويحب بناته موزة ولطيفة .. وان هالثنتين عوضوه عن وجود الأولاد في حياته.. بس سلامه تحس انه اهتمام سهيل بمبارك بن فاهم هي طريقة يعوض فيها غياب الولد من حياته..

موزة بنت سهيل.. اللي كانت فنانة ورسامة محترفة.. تطلب من ابوها يأجر لها قاعة تسوي فيها معرض للوحاتها.. وسهيل الفخور ببنته يوافق .. وفي وقت ثاني من الجزء.. تسمع موزة ابوها وامها يرمسون عن مبارك بن فاهم وتستغرب من نفسها لأنها فعلا كانت مهتمة بتفاصيل حياته وبأي شي ولو صغير تسمعه عنه. .

ليلى...وهي تنزل الصور اللي صورتهن في ايطاليا في موقعها على النت.. تفكر بأحمد .. الأعمى اللي شافته في إيطاليا وعيبها .. وابتسمت وهي تنزل آخر صورة.. كانت هالصورة هي اللي صورتها في آخر يوم لهم هناك وأحمد كان واضح على طرفها.. وعقب ما خلصت حست بثقل في صدرها.. وبندت اللاب توب وراحت تنام.. وتحسست بإيدها المصحف اللي بعده في مكانه حذال مخدتها.. وردت دموعها تنزل مرة ثانية على اللي راح منها .. وعلى حالتها.. عقب ما ردت البلاد وعقب ما فكرت بالموضوع عدل حست انها وايد تحتقر عمرها.. لهالدرجة عندها فراغ عاطفي؟؟ انها قامت تدور الحب والرومانسية في أي مكان؟؟ لهالدرجة الخوف من باجر .. الخوف من انها اتعيش عمرها كله في جفاف عاطفي وتمضي باجي ايامها وحيدة؟؟
عمرها 23 سنة.. والكل قام يرمس.. ووايدين فقدوا الأمل فيها ومحد قام ايي يخطب.. يدرون بها بترفض وعذرها اخوانها.. ووايد ناس خاطرهم يخطبونها بس اللي يمنعهم وجود اخوانها في حياتها.. منو يبا يتحمل مسئولية خمس يهال؟؟ أوكى محمد وكبر ومايد سنتين بالكثير وبيبدا يعتمد على نفسه.. بس بتم سارة وأمل وخالد مسئولية كبيرة ليلى اللي لازم تتحملها..
في هاللحظة انجلب خالد وظربها بإيده على جتفها.. كانت حركة غير مقصودة بس خلتها تبتسم.. ومسحت على شعره وهي حاسة بالراحة.. ما عليه.. مهما صار.. مستحيل اخوانها يتخلون عنها.. مستحيل ليلى تكبر وحيدة.. اخوانها دوم بيكونون حواليها.. وعمرها ما راح تندم على قرارها..

مع اقتراب المدارس انشغلت ليلى وايد ويا اخوانها .. ويوم الثلاثا.. كان اليوم الموعود اللي بيسوون فيه العزيمة حق ياسمين.. وكل حد كان مشغول.. وعبدالله كان متحمس يبا ياسمين تشوف هديته لها .. واللي كانت عبارة عن فيلا فخمة يتمنى تقنعها وتخليها اتم في العين بدل فكرتها المجنونة بأنها تعيش في جميرا..

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. كل حد كان حاظر العزيمة.. صالحة يت ويا بناتها فواغي وطيبة وشريفة.. فواغي كانت يايبة وياها مزنة بنتها وطيبة يايبة بناتها سلمى وهند اللي في الجامعة.. وشريفة ما كان عندها الا بنت وحدة والباجين كلهم رياييل.. وبنتها هاذي اسمها عليا وعمرها 15 سنة.. جميلة ومستخفة من يومها.. معدلة حواجبها مع انها توها داشة الثانوية.. وشعرها مصبوغ بألف لون.. وتطالع كل حد بنظرة خايسة.. وما تداني حد من اهلها الا شيخة مرت خالها فهد.. وطبعا عرفنا من الاجزاء الماضية انه شيخة مب ملاك ..!!

مايد شاف عليا وعيبته وايد .. وعليا بعد.. رغم انها حاولت ما تبين هالشي.. بس مايد عيبها..

قبل لا توصل ياسمين .. يلست ليلى ويا موزة بنت سهيل وتعرفت عليها.. وتكونت صداقة من بيناتهن.. وعرضت موزة على ليلى انها تشاركها في المعرض اللي بتسويه.. موزة تعرض لوحاتها وليلى تعرض صورها الفوتوغرافية.. وليلى وافقت..

مبارك.. يكتشف وبالصدفة.. انه في شوية تلاعب بالفواتير اللي توصله من الزباين.. ربيعه ناصر يتصل به ويتذمر من السعر الخيالي اللي دفعه في فيلته اليديده.. واللي شركة عبدالله ومبارك هم اللي بانينها.. ويدور بينهم الحوار التالي:

ناصر: سرت اشوف البيت اليديد ويا الاهل وانشغلنا هناك.. بس بصراحة.. اشكر فنكم البيت ما عليه كلام..
مبارك: أفا عليك يا ناصر.. انته عزيز وغالي.. واذا ما عطيناك احسن ما عندنا ما بنكون وفيناك حقك..
ناصر: بس عاد بصراحة تراكم ظلمتونا شوي في الاسعار..
مبارك:لا لا لا عاد في هاذي مالك حق .. انا معطنك سعر خاص ..
ناصر: الله يهديك وين سعر خاص؟؟ تحيد فيلا خميس بن دلموج؟؟ كانت اكبر عن فيلتي وسويتوا له اياها ب 800 بس..
عقد مبارك حياته وقال في خاطره " هذا شو يخربط؟؟" : ناصر انزين نحن ما خذنا عليك الا 700 ألف بس..
ناصر: هههههههه مبارك شو ياك ياخوي.؟؟ انتوا ماخذين عليه 980 ألف درهم...
وقف مبارك وضحك بعصبية: ناصر الفاتورة عندي.. وأمس مراجعنها.. المبلغ 700 ألف درهم..
ناصر: وانا متأكد اني امس كنت دافع للمحاسب اللي في شركتكم 980 ألف..
مبارك: قصدك المحاسب اللي في شركة عبدالله..
ناصر: هى.. شو السالفة؟؟
مبارك: ها؟؟ لا ماشي ماشي.. أقول ناصر أنا برد ادق لك عقب زين؟؟

ويروح مبارك الشركة في الليل عشان يكتشف شو اللي يالس يستوي من وراه؟؟

في نفس الوقت .. وبينما الكل مشغولين .. وفي اللحظة اللي دشت فيها ياسمين تسلم على الحريم وابهرت الكل بجمالها.. كان خالد في غرفة يدوته.. قافل على عمره الباب.. ويولع في الستارة وهو مب مستوعب انه هالشي ممكن يكون خطر على حياته..

غرربه
02-05-2013, 04:59 PM
+ :: الجزء الثالث عشر :: +
كانت النار تلتهم قماش الستارة بسرعة كبيرة.. وخالد يالس جدامها وحاط ايده على ركبته يطالع اللهب بانبهار.. كان لون النار زاهي وشكلها وهي تتمايل جدامه وايد مغري.. وكل ما كانت النار تكبر كان ابتسامته تزيد.. وكان خاطره يلمسها.. مد إيده صوبها بس الحرارة منعته وخلته يرد ايده على ورا بسرعة.. وتم على حالته هاذي وهو يشوف الستارة تحترق بشكل عمودي.. وللحين مب مستوعب انه هالشي ممكن يضره بأي طريقة..
وعقب شوي يوم مل من اللي سواه.. يلس يفكر كيف ممكن يطفي النار عشان لا احد يهزبه أو يكتشفه.. وتم يتلفت حواليه يدور شي يفره على الستارة ويت عينه على الشال اللي كانت يدوته تلبسه ساعات يوم تبرد.. وركض صوبه عشان يطفي به النار بس في اللحظة اللي ابتعد خالد فيها عن الدريشة انفجر الزجاج بقوة خلته ينتفض بكبره وتم يطالع الزجاج اللي تناثر من الدريشة وعيونه مبطلة ع الاخر من الخوف.. وركض صوب الباب يحاول يبطله بأي طريقة.. بس خالد اللي قفل الباب بكل عفوية ما كان يعرف كيف يبطله.. ورغم انه حاول ويا المفتاح بس انصدم انه مب راضي يتحرك.. وانترست عيونه دموع وهو يدق الباب وينادي بصوت مخنوق: بطلوا...!!! لولة بطلي الباب... بسرعة!!!
أمولة وسارة اللي كانن في الصالة سمعن صوت الزجاج وهو يتكسر .. وكان الصوت ياي من الممر..
أمل: سارونا شو ها؟؟
سارة (بتعب): شي انكسر..
أمل: خلوود وينه؟؟
شهقت سارة: قومي بنشوفه لا يكون كسر شي هناكي..
وركضت أمل بسرعة صوب غرفة يدوتها وسارة تحاول تركض بتعب وراها.. وأول ما وصلوا الممر شموا ريحة الدخان وسمعوا صوت خالد وهو يصيح من خاطره.. وكانت سارة هي اللي هجمت على الباب تبا تبطله بس ما رامت.. ونادت بصوت عالي: خلوووود؟؟؟؟
سمعها خالد اللي كان ملصق اذنه بالباب ويلس يصيح أكثر ويترجاها تبطل الباب: ساروه بطلي الباب.. بسرعة.. أبا أطلع..!!!
أمل: منو قفل عليك الباب؟؟؟
سارة: بروحه قافلنه من داخل.. .خالد .. خالد.. شو هالريحة... انت حرقت شي داخل؟؟؟
خالد: انا ما سويت شي.. طلعوني... بسرعة... !!!
اطالعت سارة أمل وهي بتموت من الخوف وزاعجت عليها: سيري ازقريهم .. خالد قافل على عمره الباب والحجرة تحترق.. !!!!
أمل ( ودموعها تنزل):ما بسير... ببطل عنه الباب.. بسرعة... وخري عني..
حاولت أمل تبطل الباب من دون فايدة وسارة محتشرة عليها تباها تروح تزقرهم.. وركضت لولة بسرعة صوب الصالة عشان تزقر أي حد يساعدهم..
***
في الميلس.. كانت ياسمين توها داشة وقامن الحريم كلهن يسلمن عليها وهي تتمخطر من بينهن مثل الطاووس المغرور.. بنات صالحة عيبتهن ياسمين وايد وقررن على طول انها تكون من أعز ربيعاتهن.. وسلامة أول ما دشت ما عيبتها أبدا.. وهذا بعد كان احساس لطيفة اللي همست لأمها: كم قوطي كريم أساس حاطة على ويهها هاذي؟؟
سلامة (وهي تبتسم): لطوف عيب..
لطيفة: بس حرام جي .. حد يخبرها انه هاذي عزيمة عادية مب عرس ولا حفل تتويج..
سلامة (وهي تطالع بنتها بنظرة حادة): لطوف صخي.. !!
لطيفة: هههه.. امايه جربي حطي صبعج على خدها أكيد بيغوص في الكريم أساس..
سلامة( وهي تحاول تخبي الابتسامة اللي على ويهها): لطوف!!!!
ابتسمت لطيفة وصدت صوب اختها موزة اللي كانت تضحك وتهمس بشي في إذن ليلى وراحت صوبهن.. وأول ما شافتها موزة قالت لليلى: هاذي لطيفة .. اختي اللي في الثانوية..
ابتسمت ليلى للطيفة ووقفت تسولف وياها شوي قبل لا يروحن هن الثلاثة ويسلمن على ياسمين اللي كانت ترمس أم أحمد وتبتسم لها بخجل.. ويوم وصلت ليلى صوبهم سمعت ياسمين تقول لأم أحمد: ان شالله عمتي .. بتشبعون مني ومن عبدالله.. وإذا تبين بعد ببات عندكم الليلة..
أم أحمد: الله يعطيج العافية يا بنيتي..
سلمت ليلى على ياسمين ببرود.. بعدها متظايجة منها بسبة الحركات اللي كانت تسويها في السفر.. وعرفتها على لطيفة وموزة.. وبعدين يت سلامة وبنات صالحة وربيعات ياسمين يسلمن وياسمين شوي وبتطير من الوناسة بسبة الاهتمام اللي محصلتنه منهم.. ويوم يا دور شيخة مرت فهد ، ابتسمت ياسمين بإعجاب.. هاذي بالذات مبين عليها مب سهلة..
شيخة: الحمدلله على السلامة.. ومبروك.. ولو انها يت متأخرة وايد
ياسمين (تبتسم): الله يبارك فيج غناتي.. انتي مرت ولد صالحة صح؟
شيخة: هى انا مرت ف...
قبل لا تكمل شيخة جملتها بطلت الخدامة نجمة الباب بكل قوتها وكلهم التفتوا صوبها بخليط من الخوف والانزعاج..
نجمة (وصوتها يرتجف): ماما.. ماما... هريجة.. هريجة داكل غرفة ماما كبير..
أم أحمد اللي وقفت بصعوبة أول ما دشت نجمة.. مشت لها بسرعة الحين يوم سمعت رمستها وسألتها بعصبية: شو تقولين؟؟؟؟ ارمسي عدل نجموه..!!! شو مستوي؟؟
بلعت نجمة ريقها وابتدت الدموع تنزل من عيونها .. كانت خايفة وتعرف انه خالد داخل بس خوفها وارتباكها مب مخلنها تفكر عدل..
نجمة: ماماه غرفة مال انتي في حريجة عودة!!! بسرأة ماماه.. !!
ليلى كانت أول وحدة تحركت من الميلس.. أول ما سمعت الرمسة اللي قالتها نجمة ما حست بعمرها الا وهي تركض بكل سرعتها صوب البيت.. وإيدها على قلبها وعيونها زايغة .. وهي تدعي ربها انه يحفظ اخوانها اليهال..
أمل أول ما وصلت للصالة وزاعجت ع الخدامات عشان يسيرن يخبرن يدوتها واختها.. تمت واقفة في الصالة تصيح ما تعرف شو تسوي.. ويت عينها على التيلفون وتذكرت انه ليلى مخزنة لهم رقم مايد ومحمد في التيلفون.. إذا ضغطت على رقم واحد بيوصلها لمايد.. ورقم 2 لمحمد.. وبدون تردد يودت السماعة واتصلت بأخوها مايد اللي كان طالع من البيت قبل نص ساعة ورايح يلعب كورة ويا عيال حارتهم.. وسمع تيلفونه يرن مرتين بس ما سوى له سالفة لأنه كان منمدج في اللعبة ..
سالم : ميود تيلفونك...
مايد (وهو يشوت له الكورة): يود الكورة بجوف منو متصل وبرد لكم..
طلال: ياخي قلنالك بند تيلفونك قبل لا تلعب..
ركض مايد صوب التيلفون .. ورد بسرعة يوم جاف انه الاتصال من بيتهم..
مايد : Hello!!>> who's speaking??
أمل: ها؟؟ مايد وين؟؟
مايد: ههههههه.. لولة يالسبالة ليش تلعبين في التيلفون؟؟
أمل اول ما سمعت صوت مايد انفجرت من الصياح.. واختفت الابتسامة عن ويه مايد..خصوصا انه سمع حشرة حواليها وصوت الخدامة الثانية تاميني وهي تزاعج.. وسألها بعصبية: أمولة شو فيج؟؟؟ شو مستوي؟؟ بلاها هاذي تزاعج.. ؟؟
أمل: ميودي بسرعة تعال.. خالد في غرفة يدوه والباب مقفول.. وفي شي يحترق داخل..
مايد: شو؟؟؟ شو اللي يحترق؟؟
اطالعت أمل الممر.. وشافت السواد اللي تيمع على السقف من الدخان الاسود وتمت تصيح بصوت عالي وهي تقول له: ما اعرف الحجرة احترقت ميودي خالد داخل.. ما اعرف ابطل الباب.. تعال!!!!!!!!
أول ما استوعب مايد السالفة ركض بسرعة للبيت وربعه يزقرونه مستغربين منه.. وسالم من الخوف ركض وراه يشوف شو استوى به..
مايد كان مب عارف يفكر.. أفكاره كلها متلخبطة.. وكل اللي كان في باله انه يوصل للبيت بأسرع وقت.. ما يبا يتخيل شكل خالد وهو داخل ولا فكرة انه ممكن يفقد أي احد ثاني من عايلته.. فكرة الموت مخيفة .. وايد مخيفة.. خصوصا لمايد اللي بعده ما برت جراحه اللي تنزف بسبة موت امه وابوه ..
***



أول ما طلعت ليلى من الميلس ركضوا كلهم وراها.. حتى نهلة وربيعات ياسمين سارن يشوفن شو استوى.. إلا ياسمين وشيخة.. هن الوحيدات اللي تمن واقفات في الميلس... ياسمين على ويهها نظرة قهر وشيخة نظرة تعاطف مصطنعة..
شيخة: ليش ما رحتى وراهم؟؟
اطالعتها ياسمين بنظرة وقالت: أكيد الخدامة تبالغ.. تلاقين العشا احترق وهي مسوية هالحشرة كلها ع الفاضي..
شيخة: خربوا عليج ..
ياسمين (بنبرة حادة): نعم؟؟
شيخة: خربوا عليج.. هالليلة المفروض تكون ليلتج .. وفي لحظة كلهم ابتعدوا عنج وخلوج هني بروحج..
سكتت ياسمين.. وابتسمت شيخة وهي تقول: مب لازم تتصنعين جدامي أو تجامليني.. أنا ادري انج ما تحبين اهل ريلج..
ياسمين: شو هالرمسة؟؟ منو قال لج هالشي.. ؟؟ انا مب من هالنوع..
شيخة: قلت لج لا تحاولين تغيرين شخصيتج وياية.. انا وانتي من نفس النوع..
يلست ياسمين ع القنفة واطالعت شيخة بنظرة شك: أي نوع؟؟
شيخة: النوع اللي يحس انه كل اللي حواليه سخيفين وأفكارهم واهتماماتهم مب من مستواه.. ياسمين انا وانتي مستوانا وايد اكبر عن اهل ريلي واهل ريلج.. صح.. ولا انا غلطانة؟؟
ياسمين: ما ادري.. انتي خبريني.. أنا بعدني يديدة في هالعايلة..
شيخة: شو أقول لج عنهم.. هاذيلا ناس متشددين.. أو بالأحرى متعقدين.. كل شي عندهم عيب ومنقود.. أنا عن نفسي من زمان تمردت عليهم وعلى عاداتهم..
ابتسمت ياسمين وهي تأشر على الكرسي اللي حذالها: وكيف تمردتي عليهم؟
يلست شيخة وقالت: يعني مثلا.. عندي سيارتي الخاصة وأسوقها بروحي واطلع في أي وقت اباه وويا ربيعاتي ومحد يروم يقول لي شي.. أنا مشترطة هالشي على ريلي من البداية وهو موافق..
ياسمين :: هممممم.. يعني ريلج cool
شيخة: هى.. فهد وايد متحرر.. مب شرات امه اللي منغصة عليه حياتي..
ياسمين: ووين تروحين ويا ربيعاتج؟
شيخة: كل مكان.. نقعد في الكوفي شوب.. نتمشى في السيارة.. امممم.. واشيا وايدة بتعرفينها عقب..
ياسمين: بعرفها عقب؟؟
شيخة: هى.. هذا اذا كنتي تبين صداقتي؟؟
ابتسمت ياسمين: وليش لاء؟ انا ما عندي ربيعات هني.. عطيني رقمج..
عطتها شيخة رقمها وسمعوا حشرة برى وصوت ناس يصرخون.. وكل اللي سوته ياسمين انها تنهدت وقالت لشيخة: خبريني.. شو الكوفي شوبات الحلوة هني في العين؟؟
***
في الغرفة اللي ابتدت تحترق بسرعة فظيعة.. كان خالد منخش ورا شبرية يدوته يطالع بخوف الباب اللي ابتدا يحترق.. خلاص ماله أمل انه يظهر من اهني.. صوب الدريشة نار وصوب الباب نار.. وين بيروح؟؟ عيونه كانت تدمع من الدخان الكثيف في الغرفة وخدوده صارن حمر من الحرارة الفظيعة.. وفوق هذا كله كان يعرف انه يوم بيظهر بيهزبونه عشان اللي سواه.. خصوصا انه يسمع صوت ليلى تصرخ وتزاعج برى وأكيد بتظربه..
حس خالد بجفونه تثجل وبتعب انسدح حذال الشبرية وغمض عيونه وتكور على نفسه وابتدا يصيح بهدوء..
برى الغرفة كانت سارة لاصقة في الباب .. ويوم يت ليلى شافتها تصيح وملصقة خدها واياديها ع الباب تحاول تسمع صوت خالد اللي صار له دقيقتين ما طلع له حس.. وحاولت ليلى تبعدها عن الباب بس سارة كانت عنيدة وتمت متعلقة في مقبض الباب اللي كان حار من الخاطر... وشدتها ليلى بكل قوتها وحاولت تبطل الباب.. بس طبعا من دون فايدة.. وتمت واقفة عند الباب تنادي أخوها الصغير : خالد!!! خالد!!!..
وقربت اذنها من الباب اللي ابتدى يحترق ويتفحم بس ما سمعت أي صوت وسمعت يدوتها وراها تصيح وسلامة تحاول تهديها وسمعت صوت موزة تقول لهم انها اتصلت بالمطافي ..
تنفست ليلى بصعوبة وحست بدموعها تنزل بغزارة من عيونها.. خالد داخل.. ماله حس.. وهي هني برى مب عارفة شو تسوي.. مب قادرة تدش عنده داخل.. تخفف عنه.. اطمنه انه بيكون بخير.. وانه ما بيستوي به شي.. هذا اذا كان بخير؟؟
حست ليلى بضعف فظيع.. حست انها مشلولة مب قادرة تتحرك ولا تسوي شي ولا حتى تفكر.. وغمظت عيونها حيل وهي تدعي ربها من كل قلبها: يا رب تحفظه.. إلا خالد.. يارب!!!
وفي وسط ذهولها تحركت بسرعة للتيلفون واتصلت بمحمد .. رغم انها تعرف انه بعيد ويمكن يوصلهم متأخر بس لازم يكون وياها.. لازم حد من اخوانها يكون وياها.. ما تقدر تواجه هالشي بروحها.. خلاص ما عاد فيها حيل ..
***
في هالوقت كان مبارك في باركنات العمارة اللي فيها شركته.. وقف سيارته بسرعة ومشى بخطوات سريعة للبوابة.. وما اهتم للبواب اللي حاول فضوله يخليه يعرف ليش مبارك ياي الشركة هالحزة..
مبارك يعرف انه شكله يوحي بإنه عنده مصيبة.. عيونه حمر ومب لابس غترته وحتى كندورته ما غيرها قبل لا يظهر.. وكل القهر والغضب اللي في داخله مبين في ملامح ويهه.. والبواب قبل لا يبطل حلجه شاف النظرة اللي اطالعه فيها مبارك وقرر انه يتم ساكت احسن له..
دش مبارك المصعد وضغط على الطابق الخامس.. وتم يطالع انعكاس ويهه في الجامة وأول ما وقف المصعد طلع بسرعة وبطل باب مكتبه ودش.. وكل ما كان يقترب من أدراج مكتبه ، كان يحس انه قلبه يدق بعنف أكثر.. الحين بيكتشف كل شي.. الحين.. كل شي بيتوضح..
بطل مبارك الدرج عقب ما شغل ليت المكتب.. وتم يفتش بين الملفات.. وحصل من بينهن ملف فواتير الشهر اللي طاف.. ومن كثر ما هو متلهف يبا يعرف شو السالفة .. يلس ع الارض وطلع الفواتير كلهن وكانت فاتورة ناصر بن درويش أول فاتورة.. وفعلا المبلغ المسجل عليها كان 700 ألف درهم.. وناصر خبره انه دفع للشركة 980 ألف درهم.. يعني 280 ألف درهم زيادة وين راحت؟؟
طلع مبارك الفاتورة الثانية.. كانت فاتورة خلفان بن عبدالله.. الشهر اللي طاف سلموه بنايته اليديده ومن دون ما يطالع مبارك الفاتورة كان متذكر عدل انه دفع لهم خمس ملايين.. مليون دفعة أولى .. والاربع ملايين اتفقوا تنخصم من إجارات البناية سنوياً ..
اطالع مبارك ساعته.. كانت الساعة ثمان ونص.. وفتش بين الأرقام في موبايله على رقم خلفان بن عبدالله.. واتصل به بدون أي تردد.. يمكن فاتورة ناصر بن درويش تكون غلطة من المحاسب.. ما يقدر يظلم عبدالله من فاتورة وحدة.. وعقب الرنة الرابعة رد عليه خلفان..
مبارك: السلام عليكم..
خلفان: وعليكم السلام والرحمة.. مبارك؟؟
مبارك (وهو يبتسم بدون نفس): هى نعم عمي .. شحالك.؟؟ ربك الا بخير..
خلفان: بخير ربي يعافيك .. انته شحالك وشحال ابوك واهلك؟؟
مبارك: الحمدلله كلهم بخير ونعمة.. عمي بغيت اتخبرك عن شي..
خلفان: تفضل يا مبارك.. خير ان شالله؟
مبارك: عمي تذكر كم دفعت لنا عشان البناية اللي سوينا لك اياها؟؟
خلفان: هى بلاني ما اذكر؟؟ دفعت لكم مليون.. وباجي اربع ملايين وامية..
مبارك : 100؟ امية ألف؟؟
خلفان: هههههههه.. عيل امية ربية؟؟
سكت مبارك... شو اللي يالس يستوي.. رد يطالع الفاتورة.. خمس ملايين.. من دون الامية ألف.. شو السالفة..
خلفان: ألوو؟؟؟ مبارك؟؟
مبارك: هلا عمي.. عندك نسخة من الفاتورة؟
خلفان: هى عندي
مبارك: ومسجل فيها خمس ملايين و 100؟؟
خلفان: هى مسجل فيها والمحكمة بعد عندهم نسخة.. بس ليش تتخبر عن الفاتورة؟؟
مبارك: ها؟؟ لا .. ماشي.. بس يالس اراجع الحسابات وبغيت أتأكد ..
خلفان: هييييييه.. تحريت بعد بتزيدون علينا الفاتورة..
مبارك: هههههه لا يا عمي اطمن .. خلاص دام انه العقد تسجل في المحكمة محد يروم يغير شي..
خلفان: الحمدلله... يعني اطمن؟؟
مبارك: هى عمي لا تحاتي.. بخليك الحين عمي مشكور وما قصرت..
خلفان: أفا عليك يا مبارك.. ما سوينا شي
مبارك: ما تقصر عمي.. مع السلامة..
خلفان: مع السلامة..
بند مبارك عن خلفان وتم يطالع شاشة التيلفون فترة.. هاذي سواتك يا عبدالله؟؟ تقص عليه؟؟ تقص عليه انا؟؟ وانا طول هالفترة شرات الأهبل ما ادري عن شي.. اذا هالصفقتين بس ربح من وراهن 380 ألف درهم.. عيل السوالف اللي ما اعرف عنهن أكيد أدهى وأكبر.. وسهيل.. مشترك وياه في هاللعبة ولا لاء؟؟
وقف مبارك وفي عيونه نظرة حادة وقوية.. وقال بصوت مسموع وهو ياخذ الملف وياه ويطلع من المكتب: هيّن يا عبدالله... أنا بعلمك شقايل تلعب على مبارك بن فاهم.. إن ما خليتك تعض صبوعك ندم ما أكون مبارك..!!
***

محمد – اللي ما كان يعرف عن كل اللي يستوي في البيت- كان يالس ويا منصور في ميلس بيتهم يسولفون في كل شي الا الموضوع اللي كان محمد ياي يرمس فيه.. لأنه من شاف منصور.. راحت عنه كل الشجاعة وما قدر يتنطق بحرف واحد.. ومنصور لاحظ ارتباكه هذا..
منصور: محمد؟؟ شو فيك؟؟
محمد: أنا؟؟ شو فيه؟ ما فيه شي!
منصور: كيف ما فيك شي وانته من يوم يلست كل شوي تتنهد وتنافخ.. ؟
نزل محمد عيونه وفكر يخبره ولا لاء.. منصور ربيعه ويمكن يتفهم وضعه.. بس المشكلة انه كل ما يبطل حلجه عشان يرمس.. غصبن عنه يرمس في موضوع ثاني..
محمد: ما فيني شي منصور لا تحاتي.. بس شوية ارهاق من الشغل..
منصور: على طاري الشغل.. خلاص استلمت محلات ابوك الله يرحمه؟
محمد: هى .. قدمت استقالتي في اتصالات وابتديت من يوم الأحد أدير محلات ومطاعم ابويه.. وأول شي أفكر فيه اني ابطل محل يديد في الامارات الشمالية..
منصور: ما شالله عليك يا محمد.. ربي يوفجك في كل خطوة تخطيها
محمد: تسلم والله .. انته بعد ما قصرت ويايه..
في هاللحظة رن موبايل محمد وكان الرقم رقم بيتهم.. استأذن محمد من منصور اللي قام اييب لهم شي ياكلونه وأول ما طلع منصور رد محمد على التيلفون..
محمد: ألو؟؟
ليلى (وسط دموعها): محمد!!!!
محمد يوم سمع صوتها زاغ : ليلى؟؟ ليش تصيحين؟؟
ليلى: محمد تعال بسرعة.. ألحين تعال!!
محمد: شو مستوي ليلى؟؟
في هاللحظة سمعت ليلى صوت يدوتها تصرخ بأعلى صوتها وفرت السماعة وركضت تشوف شو استوى بهم ومحمد من كثر ما اتروّع طلع بسرعة وركب موتره عشان يرد البيت.. ويوم رد منصور الميلس ما حصله واستغرب من هالشي.. ويوم اتصل على تيلفونه انصدم انه ناسي التيلفون في بيتهم..
منصور شل التيلفون وهو مستغرب.. شو اللي ممكن يخليه يطلع جي من دون ما يخبره؟؟
ليلى يوم فرت السماعة ركضت صوب يدوتها وشافت مايد يركض صوب المطبخ ووقفت تبا تزقره بس غيرت رايها وسارت ليدوتها اللي كانت طايحة عند باب غرفتها وهي تصيح بكل قوتها.. الباب احترق بكبره وتفحم والدخان الاسود اللي يطلع من داخل الغرفة مستحيل يوحي بأنه اللي داخلها بعده على قيد الحياة..
ليلى أول ما شافت الدخان خلاص فقدت الأمل وتمت تطالع الباب وعلى ويهها نظرة مصدومة.. خلاص خالد أكيد راح.. راح خالد منها.. أمها خلته حقها وهي فرطت فيه.. أمها ظحت بحياتها عشان تحميه وهي بكل غباء خانت الأمانة اللي في رقبتها.. وأهملته وراح..
حاولت تشيل من بالها الصور الفظيعة اللي بدت تتكون.. صورته وهو يحترق.. وعلامات الخوف كلها مرسومة على ويهه.. وتذكرت ملامحه العذبة وابتسامته الرائعة وحست بألم فظيع في قلبها.. اطالعت اخوانها .. أمل كانت حاظنة سارة بقوة واثنيناتهن يصيحن وعيونهن على الباب اللي فرقهن عن اخوهن الصغير.. ويدوتها كانت يالسة ع الارض ..تلطم بإيدها على ويهها وتصيح بأعلى صوتها.. سلامة وبناتها .. صالحة وبناتها.. كلهن كانن يصيحن.. كلهم يأكدون لليلى حقيقة انه اخوها راح منها.. كلهم واقفين عاجزين جدام الباب المقفول..
..
...
..

إلا مايد...
مايد كان الوحيد اللي ما فقد الأمل فيهم..
وهو الوحيد اللي فكر يتصرف..
***

نهاية الجزء 13.....

غرربه
02-05-2013, 05:01 PM
:: الجزء الرابع عشر::

بدون تردد، راح مايد صوب المغاسل اللي حذال المطبخ وصب على عمره ماي لين ما حس انه متبلل بكبره.. وركض بسرعة برى عشان ينفذ اللي في باله.. وطبعا كان لازم يلف البيت بكبره عشان يوصل لدريشة يدوته اللي اطل على الحديقة الخلفية للبيت.. وهو يركض، شاف عليا واقفة برى بروحها وشكلها متنرفزة وتذكر فجأة شي راح عن باله ونادى عليها بأعلى صوته: عليا!!! قولي لهم يبندون كيبل الكهربا..
عليا اطالعته وهي مصدومة .. فاجأها بصوته وهي ما كانت منتبهة لوجوده من قبل وتمت واقفة مكانها قبل لا يرد مايد يصرخ عليها وهو رايح صوب الدريشة: ما تسمعين؟؟؟ ياللا بسرعة روحي!!!
شهقت عليا وركضت بسرعة صوب البيت وجافت جدامها سيارة المطافي اللي توها الحين وصلت وقبل لا تقول شي كانوا بروحهم سايرين صوب كيبل الكهربا عشان يبندونه..
دشت عليا داخل عند الحريم اللي كانن يصيحن ولاحظت انه الممر بكبره دخان ومحد يروم يوقف فيه وكلهن ظهرن للصالة .. وحست بظيج كبير وإحراج ما تعرف شو سببه .. ويوم شافت أمها تطالعها سارت صوبها ولصقت فيها.. وتمنت في داخلها انه مايد ما يصيبه شر..

وقف مايد عند دريشة الغرفة ويوم شاف كمية الدخان الأسود اللي ظاهر من الدريشة حس انه قلبه بيوقف.. هل هو فعلا مستعد انه يدش ويواجه المنظر اللي بيشوفه جدامه داخل؟؟ وإذا لا سمح الله كان خالد........ ؟؟ " لا .. !! خالد ما فيه شي" حاول مايد يطمن عمره بهالافكار وتذكر انه مستحيل يسامح نفسه اذا فوت فرصة انه ينقذ خالد من اللي هو فيه.. وقبل لا يحط ايده على طرف الدريشة، لاحظ الزجاج المتناثر عليها والحرارة الفظيعة المنبعثة من داخل الغرفة.. وفصخ القميص اللي كان لابسنة ولف به إيده قبل لا يتسلق الدريشة ويعق بعمره داخل..

في هالأثناء كانوا المطافي واصلين بس مايد ما يدري عنهم وحط قميصه على خشمه وحلجه عشان لا يختنق من الدخان الفظيع اللي داخل وابتدت عيونه تدمع وتحمر وهو يحاول يطالع في الغرفة ويدور خالد.. المشكلة انه الدخان والسواد اللي في الغرفة كان مغطي على كل شي.. ورغم انه المنطقة اللي حذال الدريشة كانت متفحمة ومايد يحس انه جلده بدا يحترق من الحرارة اللي في الغرفة.. بس ع الاقل كانت النيران هني أخف.. المكان اللي كان يحترق بقوة كانت الزاوية اللي عند باب الغرفة وابتدت النار توصل شوي شوي لمكان الشبرية..
تلفت مايد حواليه بسرعة.. خالد ماله أي أثر.. وهو كل ما يمشي خطوة يحس انه نعاله تلصق بالأرض تحته.. وبمحاولة يائسة منه نادى على أخوه: خالد؟؟؟ خالد!!!..
................... ومثل ما توقع ما سمع أي رد.. بس... تهيأ له انه شاف شي يتحرك في الزاوية الثانية من الغرفة ويوم دقق أكثر تأكد من اللي شافه.. كان لحاف يدوته يتحرك من فوق الشبرية والظاهر انه خالد منخش هناك ويسحب اللحاف عشان يتغطى من النار.. أو يحاول يمنعها من انها توصل له..
مايد ما كان عنده وقت انه يحس بالسعادة او الراحة من اللي شافه.. لازم يوصل لأخوه بسرعة بس المنطقة اللي حواليه كلها تحترق.. كيف بيوصل له.. ؟؟ هالمرة نادى مايد بأعلى صوته على اخوه خالد وخالد أخيرا قدر يسمعه وطل عليه بويهه من ورا الشبرية وهو خايف.. وشاف مايد شفايفه تتحرك بس ما قدر يسمعه هو شو يقول..
مايد (وهو يأشر بإيده لأخوه): خلود لا تتحرك من مكانك انا الحين ياينك.. تم واقف في هالبقعة لا تتحرك..

خالد اللي كان حاس بتعب فظيع تم يطالع أخوه مايد ودموعه تنزل بغزارة.. دموع خليط من التعب والراحة انهم أخيرا بيطلعونه من هني.. وبينتهي هالكابوس اللي كان عايشنه ولو لدقايق بسيطة.. خالد رغم صغر سنه الا انه وبكل عفوية عرف كيف يحمي عمره من النيران والحمدلله انه اختار ابعد زاوية عن المكيف اللي سبب انفجاره حريج كبير في الزاوية الثانية من الغرفة.. وبعفوية كبيرة وبسبب الحرارة سحب لحاف يدوته وتغطى به بكبره وبهالطريقة قدر انه يتنفس عدل في الدقايق اللي طافن..

مايد كان يشق طريقة لأخوه بين النيران وطبيعي جدا انه كان حاس بخوف فظيع.. خصوصا انه أول ما تحرك من المكان اللي كان واقف فيه طاحت قطعة من ديكور السقف وراه بالضبط ولو كان واقف مكانه جان طاحت عليه وجتلته على طول.. في كل خطوة كان يسمي بالله ويذكر نفسه انه ما بيصيبه الا اللي الله كاتبنه له.. وشوقه الفظيع انه يلم خالد في حظنه كان أقوى من كل الخوف اللي بداخله وكانت الخطوة الاخيرة اللي بتوصله لخالد انه يركب على الشبرية ويوصل له بكل سهولة.. بس المشكلة انه طرف الشبرية ابتدا يحترق ومستحيل يمر مايد من دون ما يجازف انه يحرق ريوله.. وحتى لو وصل لأخوه بينحبسون اثنيناتهم في الزاوية ولا واحد فيهم بيطلع من الغرفة حي.. بس غصب عنه كان لازم مايد يقبل هالتحدي وهالمجازفة وفي لحظات الخوف واليأس الشديد تنعدم احاسيس الألم والتردد عند اللي مثل مايد.. وهذا اللي خلاه يتجدم بسرعة ويركب فوق الشبرية رغم الألم اللي حس به في ريوله وحمد ربه انه كان لابس شورت عشان لا تعلق النار فيه وأول ما وصل عند خالد عق نعاله اللي ابتدت تحرق ريوله وحظن اخوه اللي تعلق فيه بكل قوته ودفن ويهه في جتف مايد وابتدا يصيح بصوت عالي ويغرس اصابعه في شعر مايد عشان لا يبتعد عنه.. وحس مايد بدموعه تنزل من عيونه غصب وهو يحس بنبضات قلب أخوه الصغير على صدره.. ومثل الياهل ابتدا مايد يصيح .. وهو يفكر .." الحين شو؟؟ شو اللي بيظهرنا من هني؟؟ معقولة تكون هاذي هي النهاية؟؟ "
..
... وفي هاللحظة ياهم الفرج ووصلوا رجال الاطفاء وحس مايد برشة ماي قوية على ظهره ويوم التفت كان بيصيح من الوناسة.. أخيرا وصلوا؟؟
وبسرعة فظيعة انتشروا في الغرفة.. واثنين منهم كسرو الباب ودشوا منه.. وبلمح البصر كان كل شي منتهي.. وضحك مايد هو وخالد والمطافي يرشونهم بالماي.. ويوم طلعوهم برى عند اهلهم وتأكدوا انه ما بجى شي من الحريجة الا وانظفى.. حس مايد فجأة انه جسمه كله يحرقه.. في الحرارة اللي داخل ما حس بهالشي بس أول ما طلع من الغرفة حس بألم فظيع في كل أنحاء جسمه.. ويوم اطالع خالد كان ويهه احمر وجسمه بعد وقبل لا يوصلون لأهلهم تلقفوهم الفريق الطبي اللي يايين ويا الاسعاف وخذوا خالد عن مايد عشان يشوفون شو اللي ياه .. وليلى كانت ويا الحريم مستحية تتقرب منهم بوجود الرياييل هناكي بس أول ما لمحت خالد من بعيد يلست ع الارض وغطت ويهها بإيدها وتمت تصيح وتحمد ربها على سلامتهم اثنيناتهم.. وموزة يلست حذالها ولوت عليها من الخاطر وهمست لها في إذنها: " الحمدلله على سلامتهم.. خلاص حبيبتي مالها داعي دموعج.. "
اطالعتها ليلى وعيونها متروسة دموع وقالت لها بصوت واطي: "أنا السبب.. ما كان المفروض اني اهمله واخليه بروحه هني.. هاذي ثاني مرة يتعرض فيها خالد للموت .. ولو انه..."
موزة: "خلاص.. خلاص يا ليلى .. اللي استوى استوى وما بيتغير وانتي مالج ذنب.. اذكري ربج واشكريه انه اخوانج ما ياهم شي.."
ابتسمت لها ليلى وقالت: "الحمدلله.. الحمدلله على كل حال"



أم أحمد ما رامت تتريا وشلت جسمها الثجيل بصعوبة وسارت صوب الفريق الطبي وشافتهم يلفون إيد خالد ويحطون له مرهم على خدوده وخالد أول ما شافها حاول يبتعد عنهم بس الممرض كان ميودنه عدل والظاهر انه المرهم يحرقه لأنه كل ما حط الممرض ايده على خده كان يصرخ بحيل.. وأم أحمد كانت دموعها تنزل من ورا برقعها وحاولت تتكلم وتسأل عنه بس فرحتها بشوفته بخير هو ومايد خلتها تسكت وتكتفي بدموعها..
وكأنه الممرض حس فيها وابتسم لها وهو يقول: "ما تخافيش يا حجة.. العيّل ما فيهوش حاجة.. هي شوية حروق بسيطة وحتخف بعد يومين.. الحمدلله على سلامتهم."
غطت ام احمد ويهها بشيلتها وردت عليه بصوت مبحوح: "الحمدلله.. مشكور يا ولدي ما قصرت.."
شل الممرض خالد وعطاه ليدوته اللي لمته بقوة في حظنها وتمت تبوسه على راسه وخشمه وعيونه وكل مكان في ويهه.. وهو عيونه كانت ادور ليلى اللي كان خايف انها تهزبه ويوم ما شافها ارتاح بس الحروق اللي في جسمه كانت تعوره والتعب اللي فيه ما خلاه حتى يبتسم..

مايد أول ما خلصوا منه الفريق الطبي وقالوا له انه الحروق اللي فيه بسيطة ولفوا له ريوله سار صوب عمه عبدالله اللي كان يرمس الشرطة وقبل لا يوصل له تلقاه محمد وحظنه بقوة وهو يقول له: " ما قصرت يا مايد .. الحمدلله على سلامتك انته وخالد.."
ابتسم مايد بتعب وتم ساكت.. كان يدري انه اذا رمس بيرد يصيح.. وتجنب يطالع أي احد من اهله.. ما يبا يصيح جدامهم خصوصا انه البيت متروس ناس غرب.. واذا اطالع في عيون أي واحد فيهم بينهار وبيصيح.. التجربة اللي مر فيها وايد كانت قاسية عليه وخلته يفكر بشغلات ما كان حاسب لها حساب من قبل.. الموت.. وحقيقة انه ممكن في أي لحظة يفقد شخص ثاني يحبه.. محد يقدر يتنبأ باللي ممكن يستوي في هالدنيا ومحد يقدر يشرد من مصيره.. واليوم مايد حس انه لازم يراجع كل حساباته .. وغصب عنه حس انه مقصر.. وحس انه مسئول عنهم كلهم.. عن اخوانه اليهال والكبار.. عن يدوته وحتى عن عمه .. حس انه اللي استوى في خالد اليوم مب غلطة اهمال من ليلى ويدوته ولا غلطة شطانة خالد.. اللي استوى غلطته هو.. ما يدري ليش بس كان يحس بالذنب وبينه وبين نفسه قرر انه هالشي ما يتكرر مرة ثانية.. وانه خالد وأمل وسارة بيكونن في عيونه ومحد ولا أي شي في هالدنيا بيمسهم بسوء..

***

وقف عبدالله يرمس الشرطي اللي قال له انهم بيحققون في سبب الحريجة واذا كانوا بيعوضونهم عن الخساير ولا لاء.. وعقب ما تفاهم عبدالله وياه تنهد بتعب والتفت يدور عيال اخوه..
عبدالله كان يالس في المقهى ويا سهيل يوم عرف بالخبر من واحد من ربعه.. ويا البيت بسرعة هو وسهيل عشان يلحق عليهم.. بس الحمدلله كل شي انتهى والكل بخير وسلامة.. واكيد كان محرج انهم ما دقوله ولا خبروه عن اللي استوى بس أهم شي انهم كانوا بخير وهذا هو المهم..
يوم شاف عبدالله مايد ومحمد واقفين على صوب سار لهم ووقف وياهم.. وضغط على جتف مايد وحبه على راسه وخده.. وقال له:"تستاهل السلامة يا مايد.. بيضت ويوهنا وما قصرت."
مايد تم منزل راسه في الارض وساكت وويهه احمر بزياده..
اطالع عبدالله محمد بنظرة تساؤل ومحمد رد عليه بنفس النظرة وودرهم ويا بعض وسار يشوف اخوه خالد.. وأول ما راح محمد رفع عبدالله راس مايد وسأله: " مايد. .شو فيك فديتك؟"
كان صوته مليان حنية ونبرته دافية وسؤاله عنه خلى مايد ينفجر ويصيح وعلى طول ادّارك عبدالله الموقف ودش هو وياه في غرفة الطعام اللي كانت وراهم وصك الباب.. ومايد يلس ع الكرسي وريح راسه ع الطاولة وتم يصيح من الخاطر وعبدالله يلس حذاله ومسح على شعره من دون ما يقول له ولا كلمة..

كان يالس يطالعه وهو يصيح ويتمنى يحظنه ويطمنه ويهديه.. بس عبدالله مب متعود على هالشي واكتفى بإنه يكون وياه .. ومايد رغم كل الحساسية اللي كانت بينه وبين عمه عبدالله اليوم حس به قريب منه .. حس انه صج محتاج له.. محتاج انه يوقف وياه ويخفف عنه ورفع راسه واطالع عمه وفي عيونه نظرة حيرة فظيعه.. وقال له بصعوبة بين دموعه: عمي؟؟ أنا...
اقترب منه عبدالله وسأله بحنان: شو يامايد؟؟
مايد (وهو يرد يصيح): أنا ابا ابويه.. عمي ابا ابويه .. نحن ما نروم نعيش من دونه .. جوف اللي استوى في خالد .. وسارة كل يوم حالتها تزيد ومحد حاس بها.. محد فينا مرتاح من دونه .. لا أنا ولا ليلى ولا محمد .. نحن ما نسوى شي من دونه .. والله ما نسوى شي من دونه "

حس عبدالله بكلام مايد صفعة قوية على ويهه .. كان يطالعه وهو ساكت وحس برجفه فظيعه في جسمه.. دوم يحس بعمره مقصر وياهم بس في هاللحظة حس انه مجرم.. ظالم.. حس انه وايد اهملهم ووايد قسى عليهم .. بقصد وبدون قصد.. وير مايد من ايده ولوى عليه بقوة.. وقال له: "وأنا وين رحت يا مايد.. انا وين رحت؟؟"
ولأول مرة من سنين طويلة.. حظن مايد عمه عبدالله.. ولأول مرة من ثلاث سنين.. يحس بالراحة بوجوده.. وانه مب وحيد .. وانه كل شي بيتعدل ...
برى غرفة الطعام بدت الأوضاع تهدا.. المطافي روحوا والخدامات كانن يحاولن ينظفن الأثاث اللي كان كله ماي وباب الممر صكوه عشان يخففون من الريحة اللي انتشرت في البيت كله.. وصالحة كانت يالسة ويا أم أحمد تهنيها بسلامة عيال ولدها وتحاول اطمنها انه كل شي بيتعوض بإذن الله.. وبنات صالحة عقب ما سلمن على ليلى وعرضن عليها انهن يساعدنها وعقب ما شكرتهن ليلى واستسمحت منهن عن اللي استوى، ما طاعن يتعشن عندهم وروحوا.. وعليا قبل لا تروح كانت تتلفت بشكل واضح وهي ادور مايد بس من عقب ما طلع من عند الفريق الطبي اختفى فجأة وما شافته.. وحست بكآبة كبيرة وهي تركب سيارتهم اللي مروحة بوظبي.. وتتساءل في داخلها اذا كانت بيتذكرها عقب هاليوم ولا لاء؟

ياسمين اللي يابها فضولها للصالة هي وشيخة كانن واقفات على صوب يطالعن الاحداث اللي استوت وياسمين تتمنى في داخلها انه عبدالله ما يعرض عليها يباتون هني عندهم أو أسوأ من هالشي .. يعرض على عيال اخوه ايون بيتهم.. ويتمون عندهم جمن يوم.. وشهقت وقالت بصوت مسموع: "لا ان شالله ما يستوي هالشي"
التفتت لها شيخة وسألتها وهي تبتسم:" أي شي؟؟ "
ياسمين: "ها؟؟ لا ما شي.. بس فكرة يت في بالي واتمنى ما تتحقق"
شيخة: " تخافين تتوهقين وياهم؟"
ياسمين: "لا طبعا.. هاذيلا قبل كل شي أهل ريلي ولازم نقوم بالواجب."
شيخة (وهي تبتسم): "بس انتي ما تبين هالشي.. "
ياسمين: " شيخة شو هالرمسة اللي مالها معنى؟"
شيخة: " جوفي ليلى.. مستغلة الوضع وكاسرة خاطرهم كلهم .. ما تعيبني أبدا.. تسوي روحها الأخت الطيبة اللي ضحت بكل شي عشان اخوانها.. وهي من اهمالها كان اخوها بيموت اليوم."
ياسمين كانت حذرة في كلامها ويا شيخة.. بعدها ما تعرفها عدل وتخاف تكون من النوع اللي بس يبا يسحب منها رمسة وقالت بكل دبلوماسية: " ليلى طيبة.. ويمكن انتي فاهمتنها غلط."
شيخة: "وانتي اللي فاهمتنها صح؟"
ياسمين: " أنا ما اعرفها عدل عشان احكم عليها.. يوم بحتك بها وبعرف اطباعها.. بخبرج رايي فيها.."
وقبل لا ترد عليها شيخة ودرتها ياسمين وراحت صوب عمتها أم احمد ويلست وياها.. بس شيخة ما اهتمت .. تدري انه ياسمين بتحتاجها وبتتصل بها هي بنفسها.. ياسمين من هالنوع .. بتحس انها مخنوقة هني ومالها حد يسليها.. وساعتها بتدش شيخة في الصورة.. ما عليها الا انها تتريى وبتوصل للي تباه..

من جهة ثانية كانت موزة واقفة ويا امها واختها لطيفة على صوب وتحاول تقنعهم بشي..
موزة: أمي الله يخليج.. ببنات عندها اليوم .. جوفي كيف حالتها .. البنية محتاجة حد يتم وياها
سلامة: انتي تخبلتي موزوه؟؟ ابوج ان درى بيذبحج ومستحيل يخليج تباتين هني.. ياللا ودري عنج هالسوالف..
لطيفة: انزين ما فيها شي .. ابويه يعرفهم عدل وواثق فيهم ليش ما يخليها تبات هني..؟؟
سلامة: غريبة.. من متى ادافعين عن موزة؟؟
لطيفة: أنا ادافع عن الحق.. وموزوه ما غلطت في اقتراحها بالعكس المفروض تستانسين انها تفكر بهالطريقة..
موزة: أمي الله يخليج..!!!
تنهدت سلامة واطالعتهن بتعب: "انتن الثنتين قاصات عليه.. مول ما اروم اقول لكن لاء.. صبرن برمس ابوكن بجوفه اذا بيطيع "
ضحكت موزة بسعادة وقالت لها: " مشكووووووووورة وما تقصرين امايه حاولي تقنعينه .."
سلامة: ان شالله بحاول.. دقايق وبرد لكن..

سارت سلامة عنهن عشان ادق لسهيل وترمسه وردت موزة ويا اختها لطيفة صوب ليلى ويدوتها وخواتها الصغار.. وعقب شوي ردت لهن سلامة وخبرتهن انه سهيل ما عنده مانع وتقرر انه موزة تبات الليلة عند ليلى اللي بغت تطير من الوناسة يوم درت بهالشي..

خلال هالاحداث كلها اللي استوت كان مبارك طول الوقت يالس في موتره في باركنات الشركة.. من أول ما ظهر من مكتبه وهو يالس يفكر.. خايف يتسرع ويطلع الموضوع كله سوء فهم.. وفي نفس الوقت عنده أدلة قوية ضد عبدالله توديه في ستين ألف داهية.. مب قادر يصدق انه عبدالله كان يخدعه ويخدع الزباين.. حتى في الايام الاولى يوم كانوا يتنافسون كان مبارك رغم كل شي يحترم عبدالله ويقدر فيه نزاهته وصدقه.. بس اللي يشوفه جدامه الحين شي ثاني .. ويا خوفه انه تكون هاي كلها مؤامرة كبيرة ضده وانه في سوالف ثانية أدهى هو ما يعرف عنها..
عقد مبارك حيّاته وهو يطالع الأوراق اللي في إيده.. وسهيل؟؟ سهيل يعرف عن هالموضوع ولا لاء؟ مشترك ويا ربيعه في هالمؤامرة؟؟ سهيل اللي اقنعه من البداية يتعاون وياهم.. هو اللي ياه المكتب وكان مصر انه مبارك يدمج الشركة ويا عبدالله.. شو كانت مصلحته من هالشي؟؟ معقولة حتى سهيل كان يخدعه؟؟ معقولة؟؟

قرر مبارك يكتشف هالشي بنفسه ويفاجئ عبدالله ويسأله بنفسه وعشان جي سار المقهى وهو متأكد انه عبدالله وسهيل هناك.. ويوم بركن سيارته عند المقهى تردد قبل لا ينزل.. ربعه كلهم داخل والرياييل اللي هناكي ما تعودوا يشوفون مبارك بهالمنظر.. وعقب تفكير اتصل مبارك في ربيعه مروان اللي جاف سيارته موقفه عند المقهى الشعبي..

مروان: ألوووو..
مبارك: هلا مروان شحالك؟؟
مروان: الحمدلله تمااااااام.. وينك يا ريال؟؟ تعال المقهى..
مبارك: مروان .. عبدالله بن خليفة بعده في المقهى ولا ظهر؟
مروان: ليش ما دريت؟؟
مبارك: عن شو؟؟
مروان: الشيبة روّح بيت اخوه محترق..
مبارك: محترق؟ شو حرقه؟؟
مروان: شدراني.. طلع هو وسهيل من نص ساعة تقريبا..
مبارك: هممم... أوكى مشكور مروان..
مروان: ما بتي المقهى؟
مبارك: لا مب اليوم..
مروان: ياللا عاد مبارك تعال .. مجهز لك سهرة حلوة..
مبارك: ما عليه مروان اسمح لي مرة ثانية ان شالله..
مروان: خلاص.. اذا غيرت رايك دق لي..
مبارك: أكيد.. ياللا مع السلامة.
مروان: الله يحفظك..

بند مبارك التيلفون وتنهد بعمق.. هذا وقته الحين؟؟ خلاص بيأجل هالموضوع لباجر مع انه يعرف انه ما بيقدر يكتم القهر اللي في داخله ورغم هذا بيحاول.. لازم يفكر عدل.. وقبل لا يسوي أي شي بيستشير شخص معين في باله..
***

في مكان ثاني في العين وبعيد عن الاحداث اللي استوت .. كانت مريم.. يالسة في الصالة والهالات السودا تحت عيونها بارزة بشكل يعور القلب.. وأبوها حاط ايده على جتفها واثنيناتهم يطالعون جابر عبيد وهو ينقل لهم نشرة الاخبار.. أبوها عيونه على شاشة التلفزيون بس باله عند بنته اللي عايفة الأكل وحالتها في انحدار مستمر..
مريم من يوم ردت من السفر وهي حاسة بتعب فظيع.. رفضت العملية الجراحية اللي المفروض تخضع لها ورغم محاولات اهلها وياها وتوسلات منصور بس مريم كانت مصممة انها ما تخضع للجراحة.. وكلهم استغربوا منها لأنها هي اللي خبرتهم عن هالمستشفى وهي اللي كانت متحمسة انها تتعالج فيه..
اللي ما يعرفونه اهلها انه مريم من يوم جافت محمد وهي يالسة تعيد حساباتها في كل شي متعلق بحياتها.. رغم انها رفضته رفض قاطع يوم رمسته هذاك اليوم في المهرجان ورغم انها ما تعرف شو فايدة اللي تسويه بس بعد ما تبا تقبل بأي مجازفة.. وكل ما احد رمسها كانت تقول لهم خلوني على راحتي وما يخصكم..

عقب فترة التفتت مريوم على ابوها وسألته: بسير اييب لي شي اشربه .. أبويه تبا شي من المطبخ؟؟
بومنصور: لا فديتج .. صبري بزقر الخدامة..
مريم: لا لا لا لا .. ليش الخدامة انا بقوم اييب العصير..
بومنصور: يا بنت الحلال يلسي بروحج مب قادرة تشلين عمرج..
مريم: أبويه انا ما فيني شي .. بس شوية تعب.. لا تحاتي..
اطالعها بومنصور وهي تمشي ببطء صوب المطبخ .. وتنهد بحزن.. وهو مب بإيده شي يسويه غير انه يراقبها بصمت وهي تذبل كل يوم أكثر عن الثاني..

مريم دشت المطبخ وشافت أمها يالسة تزهب لهم العشا ويا الخدامات.. وابتسمت لها وبطلت الثلاجة عشان اطلع الجزر وتعصره حقها وحق أبوها..
أم منصور: شو بتسوين حبيبتي؟
مريم: عصير جزر.. تبين أمايه اسوي لج؟
أم منصور: لا الغالية مابا.. انزين ليش معبلة على عمرج ؟ جان زقرتي سيتا تسوي لج اياه..
مريم: ملانة امايه .. عادي بروحي بسويه..
ردت ام منصور تقطع الطمام.. ومريم شلت السكين عشان تقشر الجزر قبل لا تعصره..
قشرت الجزرة الأولى والثانية وحطتهن في صحن بروحهن ويوم يت بتقشر الثالثة حست بتشنج في إيدها اليسار.. وتغيرت ملامحها من الألم .. بس ما حبت تبين لأمها هالشي .. تعرفها اذا حست انها تتألم بتوديها غرفتها وبتجبرها ترقد وترتاح ومريم شبعت من فراشها ومن غرفتها.. وتبا تعيش حياتها بشكل طبيعي..
بس التشنج اللي كانت تحس به فظيع.. تحس بأشواك فصبوعها وكل ما تضغط على السكين تحس انه الألم يتحرك من أصابعها لكوعها.. وفي النهاية طاحت السجين عنها وفقدت الاحساس فإيدها اليسار تماما..
أم منصور اول ما سمعت صوت السجين وهي اطيح شهقت ونشت من مكانها عشان تساعد بنتها بس مريم اطالعتها بعصبية وقالت: " أمايه ما فيني شي .. السجين بروحها طاحت"
ام منصور: " يا بنيتي ريحي عمرج مب زين عليج جي تسوين.."
مريم: "وانا شو سويت؟؟ قلت لج السجين بروحها طاحت" ووخت عشان تييبها بس الألم رد لها ووقفت وفي عيونها نظرة ألم فظيعة.. هالمرة أمها سارت لها وحاولت اطلعها من المطبخ بس مريم ابتدت تصيح وخوزت ايد امها عنها وقالت لها: " شو تبين فيني؟ خليني في حالي.. انتي بس لو تخليني بروحي شوي انا بعرف اتصرف..!!"
ام منصور: " كيف بتتصرفين وانتي ايدج ردت تتخدر؟؟ مريوم سمعي الرمسة وسيري ارتاحي تراج ذبحتيني.. تعاندين في عمرج وانا اللي اهلك من كثر ما احاتيج.."
مريم: " ان شالله... !!! بسير غرفتي وما بظهر منها ابد.. عشان ترتاحون بس!!"
أم منصور: " مريم.."
بس مريم ظهرت قبل لا تكمل امها رمستها وجافها أبوها وهي سايرة فوق تصيح.. هاذي حالتها وياهم كل يوم.. تتحسس من كل كلمة وكل حركة يسوونها .. تتحرى الكل يشفق عليها والكل يتجنبها ويخاف منها.. مب قادرة تتقبل لا حالتها ولا مساعدة اللي حواليها لها.. كانت عندهم آمال كبيرة بنوها على مريم.. بس كل شي انهدم .. وهي بنفسها ادمّر عمرها اكثر واكثر..

***

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. أم احمد سارت ترقد ويا أمل وسارة في غرفتهم.. ومحمد سار عند منصور ومايد من التعب رقد وليلى كانت يالسة في غرفتها ويا موزة.. عقب ما رقدت خالد يلست تطالعه وهي تبتسم.. وموزة يالسة حذالها تراقبها وتراقبه..
موزة: وحليله عمج .. احسه زعل يوم ما طعتوا تسيرون وياه بيته..
اطالعتها ليلى وابتسمت وهي تقول: عمي عبدالله يحبنا ووده كلنا نعيش في بيت واحد بس ما يستوي نفرض نفسنا عليه خصوصا انه توه معرس ويحتاج لشوية خصوصية..
موزة: بس هو بنفسه اللي عرض عليكم هالشي.. يعني ما كنتوا بتفرضون عماركم عليه..
ليلى: امممممم.. ما ادري.. احسن لنا نتم هني.. وبعدين البيت ما احترقت منه الا غرفة يدوه ..
موزة: اسمحيلي ليلى.. أدري اسئلتي ما تخلص ويمكن ظايجتج..
ليلى (وهي تبتسم): بالعكس.. أنا وايد مستانسة انج ويايه.. تدرين يا موزة؟؟ من زمان ما رمست ويا وحدة من نفس عمري.. الوحيدة اللي اسولف لها هي يدوه.. ويدوه ما تتقبل كل شي .. تعرفين مهما كان هي افكارها غير..
موزة: انا ارتحت لج وايد يا ليلى واتمنى من كل قلبي نكون خوات واكثر بعد..
ابتسمت موزة ومدت ايدها لليلى وقامن اثنيناتهن عشان يرقدن بس أول ما حطن راسهن ع المخدة ردت السوالف مرة ثانية .. وما كان مبين أبد انهن ناويات يرقدن..
موزة: بعدج حاسة بالذنب؟؟
ليلى: تبين الصراحة؟؟
موزة: أكيد..
ليلى: يوم يتعلق الامر باخواني.. احس دوم بالذنب.. واني مسئولة عن كل تحركاتهم واي غلط يصدر منهم احس اني انا السبب فيه..
موزة: هالشي غلط..
ليلى: أدري.. بس هالاحساس مب بإيدي..
موزة: ليلى؟؟
ليلى: ها حبيبتي..
موزة: تحسين انج مقتنعة بحياتج؟؟ راضية عن نفسج؟
ابتسمت ليلى: من ناحية راضية عن نفسي انا الحمدلله وايد راضية.. بس تدرين؟؟ أحس انه في شي ناقصني.. دوم احس انه في شي ابا اسويه.. بس ما اعرف شو هالشي..
موزة: يمكن تفتقدين للحب.. لوجود ريال في حياتج..
حست ليلى بخدودها تحترق وقالت وهي تضحك : أنا؟ لا ما اعتقد ..
موزة: لا تنكرين هالشي.. ومهما حاولتي تنكرين ما بصدقج.. ليلى انتي تعطين كل اللي عندج لاخوانج.. وفي المقابل ما عندج احد يعطيج الحنان اللي تحتاجينه.. ما عندج احد يرد لج الثقة في نفسج ويحسسج انج محبوبة..
ليلى: خلاص يا موزة الكلام في هالموضوع ما عاد له أي قيمة.. انا قررت وبتم على قراري للنهاية..
موزة: ليلى انتي حبيتي؟؟
ليلى: قصدج حميد؟
موزة: خطيبج كان اسمه حميد؟؟
ليلى: هى .. الله يرحمه.. ما ادري.. كنت صغيرة.. وهو الانسان الوحيد اللي عرفته وكنت ادري انه بيكون ريلي .. عشان جي حبيته.. وحميد كان فعلا رائع.. وينحب..
سكتت ليلى فترة وكانت مبتسمة واحترمت موزة صمتها وتمت تطالعها وهي متأكدة انه ليلى يالسة تستعيد ذكرياتها ويا حميد..
ليلى: ما كنت اعرفه عدل.. لا ارمسه في التيلفون ولا اقعد وياه وايد.. بس بمجرد ما كنت اشوفه كنت احس في عالم ثاني.. وانسى انه فيه في هالدنيا ناس غيري انا وهو.. وامايه الله يرحمها كانت دوم تقول لي اني يوم اسمع اسمه خدودي تحمر بشكل عفوي.. ما ادري يا موزة.. ما اعرف اذا كان هالاحساس حب ولا لاء.. ما اعرف..
موزة: انا اسفة اذا كنت رديت لج ذكريات أليمة ما تبين تستعيدينها..
ليلى: لا غناتي .. قبل كنت أتألم يوم اتذكرهم وتدمع عيوني اذا يبت طاريهم.. بس الحين ما اقول لج انه ذكراهم تمر عليه بشكل عادي.. بس أحس انه الالم اللي في داخلي راح.. خلاص تقبلت الحياة من دونهم.. وراضية بقضاء الله وقدره..
اطالعتها موزة وللمرة الثانية ما عرفت شو تقول.. وليلى كملت بروحها وقالت: " احيانا صج افتقدها.."
موزة: "أمج؟"
ليلى: "هى.. افتقدتها يوم مرضت سارة .. وأول يوم وديت فيه خالد الروضة.. افتقدها دايم في الاعياد.. ويوم توصلني بطاقة دعوة لعرس.. وكل مرة احط راسي ع المخدة عشان انام.. اتذكرها يوم تطل عليه في الليل وتيلس تسولف لي لين ارقد.."
موزة: "الله يرحمها.."
ليلى: " الله يرحمهم كلهم.. "
مدت موزة ايدها ومسحت على خد ليلى اللي ابتسمت لها وسألتها: "وانتي؟ ما حبيتي؟؟"
موزة انصدمت من السؤال ورمشت بعينها مرتين قبل لا تجاوبها: " انا مب مخطوبة.."
ضحكت ليلى وقالت لها: "أدري.. "
موزة: " الحب مرفوض نهائيا بالنسبة لي .. ومأجلتنه لعقب الخطوبة"
ليلى: "عين العقل.."
موزة:"بس.........."
ليلى: "بس؟؟؟"
موزة: "بس ما انكر اني.. معجبة بشخصية انسان.. أحس انه متميز وايد عن غيره.."
اتساندت ليلى على ايدها واطالعت موزة وهي مبتسمة ابتسامة عريضة.. وموزة ضحكت وهي تسألها: "ليش هالنظرة؟؟"
ليلى: " منو هالشخص؟"
موزة: " ما تعرفينه.."
ليلى: "يمكن اعرفه.."
موزة: "اسمه مبارك.. شريك عمج وربيع ابويه.."
ليلى: "قصدج مبارك بن فاهم؟؟"
موزة: "هيييييييييه.. هو هذا.. تعرفينه؟؟"
ليلى: "ما جد جفته بس سمعت عنه وايد.. دوم عمي يطريه.."
موزة: "أنا جفته مرة وهو ياي بيتنا .. "
ليلى : "وكيف جفتيه؟؟"
ضحكت موزة وهي تتذكر وحكت السالفة كلها لليلى اللي ضحكت من خاطرها على موزة وبرائتها..
موزة: " عيبني فيه اخلاصه لذكرى مرته.. عيبني الالم اللي جفته في عيونه والقوة اللي تغلف شخصيته.. حسيت بداخله براكين من الغضب والقهر والألم.. بس ع السطح برود الدنيا كلها متيمع فيه."
ليلى: "كل هذا جفتيه في عيونه؟؟"
موزة: "وكل هذا ترجمته في لوحة رسمتها وبتكون هي في قلب المعرض اللي بسويه.."
ليلى: " رسمتي عنه لوحة؟؟"
موزة: "هى.. سميتها أغلال.. وانتي طبعا اول وحدة بتشوفينها .."
ليلى: " وآخرة هالاعجاب؟"
موزة: "ما ادري.. بيتم اعجاب.. لا بيزيد ولا بينقص.."
ابتسمت ليلى وقالت لها: "خبريني بعد شو سمعتي عن مبارك هذا؟"
ابتسمت موزة بسعادة واستانست انه عندها حد تخبره عن مبارك ويشاركها سوالفها عنه.. ويلست تخبر ليلى كل المعلومات اللي عرفتها من امها وابوها عن هالشخص اللي بنالسبة لها كان غامض جدا.. وليلى بدورها كل ما سمعت شي عنه كان اعجابها بشخصيته يزيد.. وطبعا موزة كانت حريصة انها ما تلمح لليلى ابدا انه مبارك كان الطرف الثاني في الحادث اللي راح ضحيته خطيبها وأبوها وأمها..

:: نهاية الجزء الرابع عشر::

غرربه
02-05-2013, 05:03 PM
الجزء الخامس عشر::
الساعة وحدة الظهر.. بطلت ياسمين عيونها العسلية الناعسة وحست انه راسها بينفجر من الصداع اللي فيها.. عبدالله ما كان موجود ، كالعادة نش الصبح بروحه وتريق من ايد الخدامة وطلع الشركة حتى قبل لا يبدا الدوام.. ياسمين تسهر بروحها على التلفزيون وعبدالله يرقد من وقت وهاذي حالتهم من اسبوع.. من يوم ردوا العين ورد عبدالله لحياته المعتادة..
تنهدت ياسمين وشلت عمرها بصعوبة وهي عاقدة حياتها من الألم اللي تحس به في راسها.. ويلست تفتش في الدرج اللي حذال الشبرية لين ما حصلت البندول.. وقامت ولبست جلابية خفيفة وراحت المطبخ الصغير اللي مسوينه فوق حذال غرفتها.. وشربت ماي.. ويلست ع القنفة في الصالة وتساندت وغمضت عيونها عشان يخف الألم.. وعقب عشر دقايق تقريبا ابتدت تحس انه فعلا خف..
قامت ياسمين وتمشت في الصالة اللي فوق .. كانت ملانة من خاطرها.. اسبوع بس هو اللي يلسته هني وتحس انه روحها بتطلع.. عبدالله مب طايع يخليها تسوق.. وسيارتها مخلتنها ديكور في الكراج برى.. ويوم تقول له بتسير تيلس في الكوفي شوب يصر انه لازم هو يسير وياها وانه مالها سيرة بروحها.. ياسمين حاسة انها مخنوقة.. ما تحب تيلس ويا ليلى واخوانها ومالها حد هني تزقره يقعد عندها.. وايد تولهت على نهلة وتتمنى لو كانت جريبة منها عشان تسولف وياها وتتسلى شوي ..
وشلت التيلفون عشان تتصل بها.. وأول ما سمعت صوتها ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت: "نهوووووولتي صج متولهة عليج!!"
نهلة بعد وايد استانست يوم سمعت صوت ياسمين.. هي بعد كانت متولهة عليها بس ياسمين اللي ابتعدت عنها من يوم عرست وصارت مول ما تتصل.. وحاولن نهلة تخبي فرحتها عن ربيعتها وقالت: " نعم؟؟ ليش متصلة؟؟"
ياسمين: "ههههههههه.. أفاااااااا... نهولة زعلانة من حبيبتها وحياتها ياسمين؟؟"
نهلة: " وبعد ما تبيني ازعل؟؟؟ يوسي انتي مول ما تنشدين عني.. ما اعتقد انج مشغولة لدرجة انه ما عندج وقت حتى اطرشين لي مسج.."
ياسمين: " أدري.. أدري حبيبتي اني مقصرة .. ياللا عاد نهلة سامحيني .. .تدرين انه مالي غيرج وانا وايد متظايجة."
نهلة: " شو اللي مظايجنج حبيبتي؟؟"
ياسمين: " كل شي.. كل شي يا نهلة (تنهدت)... ابا ارد دبي.. "
نهلة: " انزين تعالي.. عندج فلتج هني"
ياسمين: " ماروم آي دبي اللا في الويك اند.. عبدالله مشغول.. تبين الصدق حتى في الويك اند يكون مشغول.. "
نهلة: "لا لا لا ياسمين لازم اتين دبي الاسبوع الياي.."
ياسمين:" لازم؟؟ ليش؟؟"
نهلة: " احم.. أحممممم... الاسبوع الياي بتكون حفلة خطوبتي.."
ياسمين كانت يالسة ووقفت يوم سمعت جملتها.. كانت مفاجأة بالنسبة لها.. ومفاجأة مول مب حلوة.. نهلة كانت ربيعتها وياسمين تحبها بس انها تنخطب؟؟ هالشي وايد ظايجها.. حست انه نهلة ابتعدت عنها خلاص.. بمجرد ما قالت هالجملة حست انها مب ربيعتها.. وعمرها ما بتتفيج لها ولا حتى بتهتم لها عقب اليوم.. وحاولت ما تبين هالمشاعر اللي تراكمت كلها في داخلها وهي تقول: "خطوبتج؟؟ كيف ومتى استوى هالشي؟؟ وليش ما خبرتيني؟؟"
نهلة : "فجأة استوى هالشي.. أخو مناية هو اللي خطبني.. تعرفينه سالم.. المحامي الغاوي اللي جفناه مرة في المجلة وعقب عرفنا انه اخوها.."
ياسمين: "هى اذكره... هو اللي خطبج؟؟"
نهلة (وهي تبتسم بسعادة): "هييييييييييييييه هو!!!"
ياسمين: "ووين شافج؟؟ كيف عرفج؟"
نهلة: "لا شافني ولا عرفني .. وبيشوفني في حفلة الخطوبة.. مناية خبرته عني وهو وثق بذوقها.. تدرين بعد ربيعتج الف من يتمناها..ههههههههه"
حست ياسمين بالدموع تتيمع في عيونها وقالت بصوت واطي اقرب للهمس:" الف مبروك.. تستاهلين غناتي ... "
نهلة: "ها بتين الحفلة؟"
ياسمين: "أكييد.. ما اروم افوت هالشي.."
نهلة: " يوسي انا وااااااااايد مستانسة وااااااااايد... والله خاطريه ايلس وياج الحين واحظنج حييييييييييييل من وناستي.."
ياسمين (بكآبة): "ههه.. ياللا ما عليه بجوفج ان شالله في خطوبتج.."
نهلة: "ان شالله.."
ياسمين: "ياللا نهلة بودرج احينه.."
نهلة: "وين؟؟ بعدني ما شبعت منج.."
ياسمين: "عبدالله بيرد الحين وابا اسير اجوف الغدا.."
نهلة: "أوكى حبيبتي ... لا تقطعيني عاد اتصلي بي.."
ياسمين: " ان شالله غناتي من عيوني.."
نهلة: "تسلم لي عيونج ياللا في امان الله.."
ياسمين: " مع السلامة.."
نزلت ياسمين السماعة بهدوء وهي ترتجف وتتنفس بسرعة.. وفجأة ابتدت تصيح بقوة ومن قلبها.. حست بغيرة فظيعة وقهر ماله حدود... ليش تغار؟؟؟ هي عرست قبلها واللي خذته اغنى واشهر من ريل نهلة... عيل شو اللي يخليها تنقهر هالكثر؟؟؟ شو اللي يخليها تحس بهالكره لنهلة بدل لا تفرح لها؟؟
نشت ياسمين وهي تمسح دموعها ودشت غرفتها واطالعت عمرها في المنظرة.. في داخلها .. ياسمين ما تقدر تنكر اللي محسسها بهالغيرة والقهر كله.. خطيب نهلة صغير.. شاب.. وتوه مليان طموحات واندفاع وحياة.. نهلة بتعيش عمرها كله وياه وهي مستانسة.. رغم المشاكل وكل شي بس تفكيرهم متقارب وبيعرفون يتفاهمون .. بس هي.. اختارت تعيش ويا كهل.. ريال عود شبع من الدنيا وهمه انه يستقر وبس.. وياسمين حاسة انها بعدها ما عاشت.. تبا تطلع وتستانس وتلعب وعبدالله حابسنها هني لأنه عنده التزاماته اللي ما يروم يتخلى عنها..
" معقولة اكون استعيلت في قراري؟؟؟ " فكرت ياسمين في داخلها.. "لا لا .. انا ما استعيلت.. ريلي ما يتحصل.. وثروتي هي اللي بتخليني اتفوق على نهلة وغيرها... والدليل اني في الخطوبة بكون احلى حتى منها هي.. وبتشوف.. ما في أي شي يمنعني اني اعيش حياتي طول بعرض.. حتى هني .. انا ياسمين... ومحد يروم يمنعني.. حتى عبدالله ما يروم!!"
وبسرعة شلت موبايلها ودورت بين الارقام عن رقم شيخة مرت فهد.. شيخة الوحيدة اللي فاهمتنها .. وهي اللي بطلعها من هالمستنقع اللي عايشة فيه..
***


مزنة بنت فواغي.. قررت اليوم انها تتغدى عند يدوتها صالحة.. ويوم ياها الدريول ياخذها قالت له وبكل حزم: " ودني بيت يدوه.."
كريم: "ماماه يقول روه بيت.."
مزنة (بعصبية): "وأنا يقول سير بيت يدوه!!"
كريم: " ماماه يقول لا يوقف مني مني.. أنا يودي انتي بيت!!"
مزنة(وهي تزاعج): "مب على كيفك.. ودني بيت يدوه...!!! كريموه لا تنرفزني.."
طنشها كريم ومزنة من قهرها أول ما وصلت البيت سارت على طول لأبوها اللي صار له بس شهرين راد البلاد من دراسته في الخارج و بقدرة قادر توظف في منصب وايد راقي وبمنتهى السهولة..
مزنة دشت الصالة والشرر يتطاير من عيونها وشافت أبوها يالس يسولف ويا أمها..واقتربت منهم وفرت الشنطة ع الارض وحطت ايدها على خصرها وقالت بأعلى صوتها: "كريم ما نباه.. سفروه وحطولنا دريولية فلبينية احسن"
سلطان (أبو مزنة) ابتسم ورد عليها: "ليش شو مسوي كريم؟"
مزنة: "ما طاع يوديني بيت يدوه.. وانا متولهة عليها.."
فواغي: " جان خبرتيني الصبح انج تبين تسيرين وانا بخبره عشان يوديج.."
مزنة: " عصبن عنه لازم يسمع كلامي.."
سلطان: " عيب يا مزنة .. مهما كان هذا ريال واكبر عنج.."
مزنة (بدلع) : "أنا ابا اسير بيت يدوووووووووووووه.."
سلطان: " خلاص انا برمسه عشان يوديج.. كله ولا زعلج انتي عاد.. بتحشرينا لين ما تسيرين.."
قامت فواغي ويرت بنتها الوحيدة وراها وغسلت لها ويهها وريولها وغيرت ثيابها وحطت لها فرشاتها ومعجونها وبيجامتين وبدلة مدرسة نظيفة حق باجر وقالت لها: "سيري وباتي عند يدوتج وفكيني من حشرتج.."
مزنة: "ليش انتوا وين بتسيرون؟؟"
فواغي:" نحن بنسير دبي وبنتم هناكي لين باجر العصر.. ويوم بنرد بنمر عليج وبناخذج"
مزنة: " هييييييييييه هييه هيييييييييه هيه.. بسير عند يدوه صلوووحة..!!"
فواغي :" مزنوه عيب.. شو صلوحة؟؟"
مزنة: "عادي يدوه ما تقول شي.. "
فواغي: " ياللا نزلي تحت الدريول يترياج.. ولا تخبلين بيدوتج .. ولا تسهرين على التلفزيون.."
مزنة: " انزين انزين برقد من وقت.. "
باستها فواغي على خدها وقبل لا تظهر مزنة طلت على امها براسها وقالت: "ييبولي شي وياكم من دبي.."
فواغي (وهي تضحك): "زين زين.. ياللا سيري!!"
مزنة كانت بتطير من الوناسة.. من زمان ما سارت عند يدوتها والحين مرة وحدة بيخلونها تبات عندها.. وتمت تناقز من فرحتها وهي تنزل من الدري.. وفرت شنطتها من فوق وركضت تحت بسرعة وشلتها وركبت سيارتهم ويلست وعلى ويهها نظرة انتصار وقالت حق كريم وهي تطالعه باحتقار: "ياللا يا سواق.. ودني بيت يدوه.."
كريم اطالعها باحتقار شديد وسكت عنها... هالياهل مب هينة.. وهو مب متفيج يحط راسه براسها.. عمره ما شاف بنية شراتها.. طول اليوم وهي يالسة في الحوي تصلح في دراجتها.. وتراوغ القطاو اللي في البيت.. واذا لحقت على وحدة فيهن ما تسلم المسكينة منها.. يا انها ترفسها بكل قوتها أو تيلس عليها أو تدعمها بدراجتها.. وحديقة البيت متروسة مصايد حق العصافير.. عشان جي فضل كريم انه يسكت.. يدري بها لسانها طويل واذا رد عليها ما بترحمه..
يوم وصلت مزنة بيت يدوتها ركضت بسرعة داخل وما شافت حد في الصالة.. كالعادة فهد في دبي وما يرد الا في الويك اند ويدوتها في غرفتها.. وشيخة فوق.. والخدامات يسرحن ويمرحن على كيف كيفهن في البيت.. وبرى البيت..
سارت مزنة غرفتها وحطت شنطتها على الشبرية وفصخت نعالها ونزلت تحت ودشت غرفة يدوتها اللي كانت راقدة عقب ما تغدت وتقهوت.. وبطلت الباب بكل قوتها لدرجة انه صالحة المسكينة نقزت من رقادها وهي حاطة ايدها على قلبها..
"بسم الله الرحمن الرحيم... شو استوى؟؟" قالت صالحة وعيونها على الباب.." مزنوه؟؟"
ضحكت مزنة وركضت ونطت على الشبرية وحظنت يدوتها بحيل وقالت لها " يدوه انا ييييييييييت.. وببات عندج اليوم امايه وابويه بيسيرون دبي وبيردون باجر العصر وبياخذوني وبعد بييبون لي شي من هناكي.."
خوزتها صالحة عنها بصعوبة وهي تقول: "أمج هاذي مستخفة وهياتة.. شو مودنها دبي؟؟؟ كل ما سار ريلها مكان ظهرت وياه.. جى ما تقر في بيتها وتيلس؟؟"
مزنة: " ما اعرف.. هي تحب تطلع.. يدوه قولي لهم يحطولي غدا انا يوعانة.."
صالحة: " حسبي الله عليج من بنية... موعتني من رقادي تبيني انا اسير اقول للخدامة تحط لج غدا؟؟ ما فيج ريول تسيرين لها انتي؟؟"
مزنة: "ما اعرفها وين.. محد في الصالة.."
صالحة: "سيري بتحصلينها صوب المطبخ برى.. ولا تردين هني انا بحط راسي شوي لين ما يأذن العصر.."
مزنة: "أوعيج العصر يدوه؟؟"
صالحة: " هى وعيني يوم بتسمعينهم يصلون في المسيد.. مب أول ما يقول الله اكبر احصلج فوق راسي.."
مزنة: "انزين انزين.. ياللا يدوه رقدي.. تعالي بحبج.."
ابتسمت صالحة وعطتها خدها وباستها مزنة بقوة وبصوت مسموع وطلعت من الغرفة وهي تركض.. وصالحة تمت تطالع الباب وهي مبتسمة قبل لا ترد ترقد.. صح انه مزنة خبلة وما تنطاق.. بس وجودها في البيت يسلي صالحة وفي داخلها استانست انها بتبات عندها الليلة..
في غرفتها فوق.. كانت شيخة يالسة ع المسنجر .. وحذالها صندوق حلويات باتشي أمس كان واصلنها بال DHL مطرشنه حقها واحد يقول انه معجب بها.. بس شيخة ما تعرفه ولا تعرف عنه أي شي غير انه من بوظبي.. وهي عطته رقم تيلفونها عشان يطرش لها هدايا من هناك بال DHL .. اللي يخلي شيخة تستغرب انه هالشخص ما يبا يرمسها في التيلفون ولا حتى يبا يسمع صوتها عشان يتأكد انها بنية ولا واحد.. وما طاع يعطيها رقمه.. كل علاقتها وياه علاقة عادية ع المسنجر.. وهو يقول انه يحبها بس شيخة شاكة في هالشي.. وحاسة انه هالشخص وراه شي كايد.. بس حاليا ما تعرف شو هو..
وحتى نك نيمه في المسنجر كان غريب.. تنهدت شيخة وكلت حبة ثانية من الحلاوة اللي جدامها وهي ترمسه اون لاين..
ريــــ العود ــانة: ياللا عادي خبرني منو انته...
Undercover : مب لازم تعرفين.. المهم اني انا اعرفج زين يا شيخة..
ريــــ العود ــانة: انته جذي تنرفزني.. واخرتها بسوي لك بلوك..
Undercover : بكل سهولة بدش عليج بإيميل ثاني..
ريــــ العود ــانة : انزين ممكن اعرف شو تبا مني بالضبط؟؟
Undercover : حاليا؟؟ ولا شي..
ريــــ العود ــانة: وعقب؟؟
ما شافت شيخة رده عليها لأنه موبايلها رن وما صدقت عمرها وهي تشوف الرقم " ياسمين" منور شاشتها..
نشت شيخة من صوب الكمبيوتر ويلست على شبريتها وردت على التيلفون بكل دلع: "ألو؟؟"
ياسمين: " السلام عليكم.."
شيخة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا هلا والله وغلا.. ما بغى هالرقم ينور شاشة موبايلي.."
ياسمين: "هههههههه.. اسمحيلي حبيبتي والله انشغلت وايد في هالاسبوع اللي طاف.. بس كنتي دوم ع البال.."
شيخة: "ما اظن .. ولا جان ع الاقل طرشتي مسج.."
ابتسمت ياسمين وهي تتذكر ربيعتها.. الكل يعاتبها.. شو السالفة؟
ياسمين: " المهم انتي شخبارج؟"
شيخة: "أنا الحمدلله بخير.. انتي شحالج؟"
تنهدت ياسمين: "ملانة والله يا شيخة.. مب عارفة شو اسوي بوقت الفراغ اللي عندي.."
ابتسمت شيخة ابتسامة ذات مغزى وقالت: "كنت متأكدة انج بتملين.. هذا حالنا كلنا.. "
ياسمين: "حتى انتي تملين؟؟؟"
شيخة: "أكيد.. بس انا اعرف كيف اشغل وقتي.."
ياسمين: "كيف.؟؟"
شيخة: "اممممم شو رايج اليوم العصر اتين عندي وانا بكسر حاجز الملل اللي عندج.."
ابتسمت ياسمين وقالت: "يا ريت والله.. عبدالله يدل بيتكم؟"
شيخة: "هى يدله.. خبريه وخليه اييبج عندي.."
ياسمين: " خلاص اتفقنا.. الساعة خمس بكون عندج.. شو رايج؟"
شيخة: "حلو... أترياج يا حلوة.."
ياسمين: "مشكورة شيخة.. مع السلامة"
شيخة: "في امان الله.."
بندت شيخة عنها وهي تبتسم.. زين يوم لقت لها ربيعة يديدة.. ربيعتها الجديمة خلاص ما عاد يربطها فيها أي شي.. الملل قضى على كل شي من بينهم.. وهاذيج حصلت لها شلة يديدة تطلع وياهم وتخلت عن شيخة.. بس ياسمين الظاهر انها بتكون فال خير على شيخة.. خصوصا انه ملكة جمال..
تنهدت شيخة وقامت عشان تشوف شو فاتها ع المسنجر.. بس أول ما التفتت بغت تموت من الخوف وهي تشوف مزنة يالسة جدام الكمبيوتر وعيونها ع الشاشة وإيدها في صندوق الباتشي.. وعقب ما استوعبت اللي جدامها تحركت بسرعة وعصبية ويرت مزنة من ايدها بقوة وخوزتها عن الكمبيوتر.. ومزنة اطالعتها باعتراض وقالت بصوت عالي: إييييييييييه.. شوي شوي .. جلعتي جتفي..
شيخة: انتي متى دشيتي هني؟؟ عنبوه ينّية؟؟ مول ما حسيت بج..
مزنة: هههههههه انا متعمدة ادش شوي شوي كنت ابا افاجئج..
شيخة: وشو يايبنج هني؟؟ امج ياية وياج؟؟
مزنة (وهي تبطل حبة باتشي ثانية): لا.. ياية بروحي وببات هني بعد..
لاحظت شيخة انه مزنة تارسة مخباها باتشي ويلست تتظارب وياها وهي تحاول اطلعهم من مخباها بس مزنة كانت اسرع عنها وركضت بسرعة صوب الباب وهي تقول: " شيخوه لا تأذيني بخبر يدوه انج ترمسين واحد في الكمبيوتر.. "
انصدمت شيخة ونادت عليها: " مزنوه.. مزنوه تعالي.. انتي شو يالسة تقولين؟؟"
بس مزنة كانت خلاص مبتعدة عن الغرفة وقررت شيخة تيلس وياها عقب وتفهم منها بالضبط شو اللي قرته في المسنجر وشو اللي فهمته من السالفة كلها.. مب ناقص الا هالياهل تفضحها..
***

--------------------------------------------------------------------------------
في بيت أحمد بن خليفة الله يرحمه.. الأجواء كانت هادية.. غرفة يدوتها والممر خلاص صبغوهن وعدلوهن وسارت ليلى بنفسها واشترت الاثاث اليديد حق يدوتها.. وأم أحمد لقتها فرصة تسير تتشرى لها قطع وتفصل لها جلابيات يديده.. وكله على حساب عبدالله ولدها ..
وخالد الحروق اللي في ايده وجسمه بدت تخف وكذلك مايد بس الحرق اللي في ريوله هو اللي كان مأذنه للحين.. وحياتهم تقريبا ردت طبيعية..
ليلى كانت يالسة برى في الحديقة لأنه الجو وايد حلو.. وحواليها أشجار الورد اللي تزين البقعة الشرقية من حديقة بيتهم.. ويالسة على كرسي لونه بني فاتح ومصنوع من الخيزران والطاولة اللي جدامها نفس الشي.. وعلى الطاولة كان اللاب توب الابيض مالها ودلة جاهي وصحن فيه فطيرة تفاح..
وع الكرسي الثاني يالس خالد ومندمج في دفتر التلوين اللي في ايده والألوان متناثرة فوق الطاولة وتحتها.. وليلى كل شوي تودر شغلها وتروح له تشوفه وتسولف وياه وترد تشتغل في الموقع مالها.. وكل تفكيرها في المعرض اللي بتفتتتحه هي وموزة يوم الثلاثا الاسبوع الياي وبيفتتحه شخصية هامة جدا في الدولة.. وكل ما فكرت ليلى بهالشي .. تسارعت دقات قلبها.. شغلها وشغل موزة بيطلع عليه ناس محترفين وفاهمين وهم اللي بيقيمون مواهبهم وبهالطريقة يمكن تكون لها فرصة انها تحترف.. بس ان شالله يكون هالشي اكثر من مجرد حلم..
ابتسمت ليلى وهي تتذكر موزة وحوارها وياها اليوم الصبح في التيلفون..
موزة: ابويه حجز لنا في قاعة فندق روتانا.. وانا جهزت 12 لوحة للعرض.. انتي شو سويتي؟؟
ليلى: عطيت عمي كل الصور اللي بعرضهم ووداهن دبي عشان يظهرون الصور بحجم كبير ..
موزة: خلاص.. يوم الاثنين لازم انا وانتي بنفسنا نسير القاعة ونشرف على كل شي هناك..
ليلى: ويوم الافتتاح؟؟
موزة: أبويه ما طاع يخليني احضر الافتتاح..
ليلى: وانا متأكدة انه عمي ما بيخليني احضر بعد..
موزة: بس قدرت اقنعه اني احضر في الايام اللي عقب يوم الافتتاح..
ليلى: خلاص وانا بعد بخبر عمي..
موزة: وعندي ربيعتي صحفية ووعدتني تسوي ويانا لقاء عشان تعطي المعرض شوية دعايا.. اممم على طاري الدعايا شو اخبار الاعلان اللي تصممينه؟؟
ليلى: خلصته.. وطرشته للجريدة وعمي بيتكفل بالباجي..
تنهدت موزة بارتياح واضح وقالت: تقريبا خلصنا كل شي.. مب باجي الا اننا نتريا يوم الثلاثا..
ليلى: ان شالله كل شي بيكون تمام..
موزة: ان شالله.. المهم شو اخبارج انتي حبيبتي؟؟
ليلى: أنا الحمدلله بخير... انتي شو مسوية؟
موزة: طول اليوم في الاستوديو.. حتى نسيت شكل امايه ولطوف..
ليلى: ههههههههه... تصدقين ؟ وايد متولهة عليج.. ليش ما اتين عندي؟؟
موزة: تولهت عليج العافية حبيبتي.. امممم.. لا ما يخصني مب ياية عندج..
ليلى: أفا!!!.. ليش؟؟
موزة: المرة اللي طافت كنت عندج.. هالمرة دورج.. انتي تعالي..
ليلى: بس؟؟ ولا يهمج.. متى تبيني اييج؟
موزة: ألحين يستوي؟؟
ليلى: ههههههههه لا لا .. خليها باجر احسن.. شو رايج؟؟ العصر ؟
موزة: أوكى خلاص اتفقنا.. بترياج حبيبتي عاد لا تغيرين رايج..
ابتسمت ليلى بارتياح وهي تتذكر هالمكالمة.. هي وموزة صاروا ربع وما يصبرن عن بعض .. وهالشي ريح ليلى اللي اخيرا حصلت حد تحس به جريب منها.. حتى حالتها النفسية تحسنت من يوم رابعت موزة.. وفي هاللحظة ياها خالد يراويها الصفحة اللي لونها وردت افكارها عند اخوها وهي حاسة بسعادة كبيرة..
وفي غرفة سارة وأمل كان مايد يالس يلعب بلاي ستيشن وهن ثنتيناتهن يالسات حذاله يطالعن بانبهار كيف اخوهن يقتل الوحوش اللي في اللعبة كلهن وكل وحدة فيهن خاطرها تتعلم تلعب شراته..
وأم أحمد كانت في الصالة عندها حريم ويسولفن..
الوحيد اللي ما كان موجود في البيت كان محمد.. منصور كان عازمنه بيتهم ع الغدا.. ومحمد عاهد نفسه انه يفتح الموضوع ويا منصور اليوم.. بس في داخله كان عارف انه بيوصل هناك وبيتم ساكت .. كالعادة..
***
في الصالة .. يالسة ويا اخوانها التوأم سالم وسعيد.. كانت مريم حاسة انها نشيطة على غير العادة.. ومستانسة في داخلها انه محمد ربيع اخوها منصور بيتغدى عندهم اليوم.. ولو انها تعرف انها ما بتشوفه بس مجرد وجوده في البيت خلاها تستانس.. وكل شوي تسير المطبخ تشوف امها شو يالسة تسوي له هي والبشاكير.. وفي الاخير راحت غرفتها فوق ويلست تسحي شعرها الطويل.. اطالعت انعكاسها في المنظرة وفجأة خيم عليها حزن عظيم.. تذكرت ربيعاتها في المدرسة.. شو أخبارهن الحينه؟؟ رقم تيلفونها للحين ما غيرته.. ليش ما يدقن لها؟؟ هل الشي اللي تمر به الحين غلطتها هي؟؟ ليش يحملونها مسئولية قدرها؟؟ وليش يبتعدون عنها وهي في أمس الحاجة لهم؟؟ ليش الدنيا مليانة بهالناس اللي يمثلون دور الصديق.. ويتخلون عنا في أول مشكلة تواجهنا..؟؟
نزلت مريم المشط من ايدها وسارت صوب الدريشة.. كانت تحاول تقص على عمرها وتقول انها مب محتاجة لهم.. بس هي فعلا محتاجة لربعها.. محتاجة تعرف وتتأكد انه مهما صار بتم هي مريم اللي الكل كان يحبها ويتمنى يعرفها.. وبطريقة أو بأخرى.. محمد.. اللي يالس في الميلس الحين.. يرمس اخوها منصور.. رد لها هالاحساس بالحب والثقة والأمان.. ومع ذلك مريم متأكدة انه أول ما يعرف عن حالتها اكيد بيودرها وبيروح.. حاله حال غيره.. محد يبا يتحمل مسئوليتها.. ولا احد اصلا يبا يجابلها وهي جي.. الا اهلها.. وهم بعد مجبورين فيها لأنها بنتهم..
يلست مريم تحت عند الدريشة وابتدت تصيح.. وحظنت عمرها عشان توقف الرجفة العنيفة اللي حست بها فجأة .. وتمت تهمس لنفسها : " لا .. مب وقته الحين.. مب وقته......."
****



في هالوقت.. كان مبارك بن فاهم يالس يتغدا ويا المحامي راشد سليمان.. واحد من أشهر المحامين واكثرهم كفاءة في الدولة كلها.. طبعا اللي يتعامل وياه لازم يكون عنده سيولة مادية كبيرة لأنه اتعابة دوم تتجاوز العشرين ألف.. ومبارك كان مستعد انه يضحي بهالمبلغ في سبيل انه يطلع حقه من عبدالله.. المسألة بالنسبة له مب مسألة بيزات.. هاذي مسألة رد اعتبار .. وعبدالله بن خليفة لازم يدفع الثمن.. ورغم انه مبارك ما يحب هالشكليات بس اضطر انه يتغدى ويا راشد بن سليمان عشان يخلص الاجراءات الاولية بسرعة.. بعيد عن زحمة المكاتب وعوار الراس اللي تسببه..
المحامي: " اذا كانت القضية مثل ما خبرتني يا اخ مبارك.. ثق انه التعويض اللي بيدفعه عبدالله بن خليفة بيكون بالملايين.. هذا غير العقوبة والتشهير.. "
مبارك: " عشان جذي حبيت اتأكد من كل شي قبل لا أرفع عليه القضية"
المحامي: " أكيد.. هاذي مب تهمة بسيطة.. اذا ثبت عدم صحتها انته اللي بتتوهق"
مبارك: "الفواتير جدامك وتقدر تحكم بنفسك.."
المحامي: "انا ما عندي الا فواتيرك انته وأقوال الزباين.."
مبارك: "وشو اللي تحتاجه غير هالشي.؟؟"
المحامي:" بحتاج لنسخة من الفواتير اللي عندهم.. ولازم يكونون على استعداد انهم يشهدون في المحكمة."
مبارك: "هالشي مقدور عليه وما اظن انه واحد فيهم بيبخل عليه بمساعدته.. معظمهم ربعي.."
المحامي: " ولا تنسى انهم بعد من معارف عبدالله بن خليفة وانه ريال ومقاول معروف والكل يحترمه.. وما اعتقد انه في حد يبا يظره.."
مبارك: "بس اللي بيكتشف انه هالمقاول المعروف خدعه وسرق بيزاته.. ما بيتردد لحظة في انه يوقف ضده.."
المحامي: "في شي ثاني بعد بحتاجه.."
مبارك: "آمر.."
المحامي:" أبا نسخ من الفواتير الموجودة عند محاسبين شركة عبدالله.. عشان تثبت التهمة عليه ولا يقدر يفلت منها او يخبي أي ادلة ممكن تكون ضده.."
مبارك: "هاي صعبة شوي.. أنا ما اعرف احد من الموظفين اللي عنده.."
المحامي: "ما تقدر بأي طريقة تييب لي الفواتير..؟؟"
مبارك: "لا .."
المحامي: "همممم... خلاص خلها علي انا.."
مبارك: "شو بتسوي؟؟"
المحامي: "أكيد في شركة تأمين تتعامل معاها الشركة.."
مبارك: "هى شركتي انا وياه تتعامل ويا شركة الرائد للتأمين"
المحامي: " حلو.. صديقي يشتغل في هالشركة وأكيد ما بيقصر ويايه.."
مبارك: "وشو بيكون دوره؟؟"
المحامي: " بخليه يروح عند المحاسبين ويخبرهم انه شركة التأمين محتاجة لنسخ من بعض الملفات.. ومن بينهن ملفات الفواتير.. وبأسرع وقت بتكون النسخ موجودة عندي.."
مبارك: "والله فكرة حلوة.. بس يا اخ راشد لا تنسى تنبه عليه .."
المحامي: "ادري ادري يا اخ مبارك.. اكيد بنبه عليه انه ما يبطل حلجه ولا يخبر احد بالموضوع.. سرية المعاملات بالنسبة لي ضرورية جدا.. والناس اللي يساعدوني يعرفون هالشي عدل.. ويعرفون العواقب اللي بتترتب على كلامهم.."
مبارك: " خلاص انا جي اطمنت.. وبخلي هالقضية بين ايديك وانته تصرف فيها وخبرني باللي بتسويه أول بأول.."
المحامي: " لا تحاتي يا اخ مبارك.. وادعي ربك نحصل في الملفات اللي بننسخها شي مني ولا مناك يساعدنا في هالقضية.. "
مبارك : "شي مثل شو؟؟"
المحامي: "يعني.. تلاعب في الحسابات ولا شي من هالقبيل.. "
مبارك : "أنا ما يخصني في هالسوالف. .أهم شي اطلع حقي وخلاص.."
المحامي: " بس بعد اذا حصلنا شي ثاني ممكن يفيدنا.."
مبارك (وهو يتنهد): " سو اللي تشوفه عدل وانا ما بتدخل في شغلك.."
ابتسم المحامي وكمل اكله ومبارك يلس يحرك الاكل وهو سرحان.. ما يدري ليش حاس بالذنب وانه يالس يتآمر على الانسان الوحيد اللي ساعده في وقت حاجته. .بس بعد لازم ما يكون مغفل ويسكت عن حقه.. واجبر نفسه انه يشيل احساس الذنب تماما من قلبه.. وينشغل بالقضية اللي بيواجهها في وقت قريب جدا..
***
محمد عقب ما خلص غدا يلس هو ومنصور يسولفون عن شغلات وايدة.. وفي النهاية حاول محمد يقرب مواضيعهم من سالفة خطوبته لمريم..
محمد: " منصور ما فكرت تعرس؟؟"
استغرب منصور من السؤال وابتسم: "أعرس؟؟ اممممممم لا انا بعدني صغير ع العرس.."
محمد: "ههههه .. صغير؟؟ منصور انته عمرك 22 سنة..!!"
منصور: " انزين؟؟ بعدني ما عشت حياتي.. وبصراحة للحين ما اشوف عمري قد المسئولية عشان اييب لي حرمة ابتلي بها.."
محمد: "أهاا.."
منصور: "ليش انته تفكر تعرس؟؟"
محمد (اللي لقاها فرصة مناسبة عشان يبدا الموضوع): "بصراحة.. .هى.."
منصور: " احلف!!.. ومن متى هالفكرة في بالك؟؟"
محمد: " من شهرين تقريبا.. "
منصور: " وفي حد معين ولا اهلك بيختارون لك.."
انحرج محمد وابتسم قبل لا يقول له: "لا .. في وحدة في بالي.."
منصور: "هههههههههه.. آ يالمكار.. ولا يبين عليك بالمرة انك تحب.. من وين تعرفت عليها؟؟"
محمد : " لا لا لا .. انا ما اعرفها وهي حتى ما تعرفني .. أنا بس شفتها مرة .. مرة وحدة بس.. حتى بالغلط.. لا تروح بأفكارك لبعيد.."
منصور: "هههههههههه انزين بلاك جي تروعت.. "
محمد: "ها؟؟ لا .. .بس .."
قطع رمسة محمد صوت شي يتكسر برى وتبعه صوت صرخة قوية.. وشي طاح ع الارض.. منصور بسرعة نش وطلع يشوف شو استوى ومحمد حاول ايود عمره وفضوله ويمنع نفسه انه ينش ويطالع شو استوى.. بس الحشرة برى كانت فظيعة .. سمع حد يركض وصوت ابو منصور يرمس بسرعة وبصوت عالي.. وسمع ام منصور تصيح والخدامة تزاعج.. وغصبن عنه راح صوب الدريشة.. يدري انه اللي يسويه غلط وانه منصور لو شافه بيذبحه بس فضوله كان كبير ويبا يعرف شو هالحشرة اللي مستوية برى.. وبعدين يمكن يحتاجونه في شي..
وقف محمد عند الدريشة وحرك الستارة شوي.. وحرك وياها عيونه يمين ويسار عشان يحدد وين مكانهم بالضبط.. وعلى الطرف اليمين من الدريشة قدر يشوف بوضوح اللي كان مستوي برى.. منصور كان يالس ع الارض وفي حد طايح ع الارض وهو يحاول يقعده.. وحذالهم صينية وأكواب متكسرة أكيد هي اللي طاحت وسمعوا صوتها في البداية.. ودلة الجاهي طايحة حذالهم ومنصب كل اللي فيها ع الارض والخدامات يحاولن ينظفن المكان.. أم منصور كانت يالسة حذاله وعقب نشت وركضت داخل بس منو هاللي طايح ؟؟ لا يكون بو منصور؟؟ حاول محمد يطالع بس المكان اللي واقف فيه مول ما يساعد انه يعرف.. وما يدري شو اللي خلاه يظهر من الميلس ويقترب منهم.. هو بنفسه عقب يوم تم يفكر في الموضوع استغرب من نفسه ومن اندفاعه العجيب صوبهم هذاك اليوم..
اقترب محمد من منصور وأول ما وصل صوبهم تمنى لو كان تم مكانه داخل في الميلس وما طلع أبدا.. وتم يرتجف من الخوف والصدمة من اللي شافه جدامه..
مريم كانت طايحة ع الارض.. عيونها مبطلة ع الاخر والظاهر انها جالبتنهن لأنه مب مبين منهن الا البياض وراصة على حلجها بقوة كبيرة ومنصور يحاول يبطل حلجها ومب قادر.. وجسمها يرتجف بعنف وراصة على شي في ايدها ومن القوة اصابعها صاير لونهن أبيض.. وشعرها الطويل مبطل ومفروش ع الارض وراها.. ويطلع منها صوت أنين حاد يخوّف وفي نفس الوقت يقطع القلب..
محمد بطل عيونه ع الاخر وشهق بصوت عالي وهو يشوف هالمنظر.. وعلى طول انتبه له منصور واطالعه بنظرة نارية وهو يقول له: " شو موقفنك هني؟؟؟ شو يالس تطالع؟؟؟"
محمد اطالعه بذهول وما رد عليه ورد مرة ثانية يطالع مريم.. ورد منصور مرة ثانية يصرخ عليه بأعلى صوته: "محمد اطلع برى!!!! برى....!!!"
انتبه محمد لنفسه وقفط من الخاطر وبسرعة مشى صوب باب الحوي وطلع برى... كان قلبه يدق بعنف فظيع وركب سيارته وانطلق بها بسرعة فظيعة.. ما يدري شو اللي خلاه يسرع لهالدرجة... يمكن يكون الخوف.. او هروبه من المنظر اللي شافه .. أو انه مب مصدق اللي شافه جدامه.. مب مصدق انه الانسانة اللي حبها واللي فكر فيها طول هالشهرين.. تطلع له بهالصورة..
شو ممكن يستوي..؟
شو فيها مريم؟؟
هل بيستمر الحب...؟؟ والا المنظر اللي شافه محمد بيتم في باله على طول..؟؟

غرربه
02-05-2013, 05:06 PM
الجزء السادس عشر::

في أحد المقاهي الراقية في قطر.. وفي أجواء رائعة عصر يوم من أجمل أيام الخريف.. كانت فاطمة تبتسم ابتسامتها الحنون وجدامها صديقتها المقربة منها " لمياء".. وبين أكواب القهوة اللي على الطاولة الصغيرة جدامهم.. وبين صحون الكيك وبعض المجلات.. كانت فاطمة تجلب صفحات مجلة إماراتية بدون اهتمام.. وعيونها على لمياء اللي كانت تحكي لها بأسلوب جدا مشوق عن موقف استوى لها اليوم الصبح.. وتحرك ايدها وهي تحاول تمثل الموقف وفاطمة تضحك بسعادة على حركات ربيعتها.. اللي كانت من أبرز كاتبات التلفزيون في الخليج..
لمياء: ويوم درت انه المنتج اختارني انا عشان اكتب السيناريو .. ماتت من القهر..
فاطمة: إي من حقها تموت من القهر.. يلست تنافق المنتج شهر وتاليتها انتي تاخذين عنها المسلسل؟
لمياء (وهي تنزل كوب القهوة اللي في إيدها): وأنا أكلم المخرج كنت متأكدة إنها بعدها تراقبني ويا نظراتها الشريرة.. وكان ودي اطالعها وابتسم لها ابتسامة تخليها تعرف اهي منو وأنا منو.. بس في النهاية كبرت عقلي وسكت عنها..
فاطمة: هههههههه.. هالمنافسة اللي بينج وبينها مستحيل توصل لطريج مسدود.. بتم مستمرة على طول.. ولازم تتوقعين منها شوية مؤامرات مثل ما آنه متوقعة انج تتآمرين ضدها أحيانا..
ابتسمت لميا وهي تعدل شيلتها وغمزت لفاطمة وقالت: هاذي حياة الكتاب والأدباء.. المجاملات والطيبة ظاهرة على السطح.. والمؤامرات تضفي بعض المتعة على الأجواء.. أنا اعترف اني أحيانا أتآمر ضد بعض الكاتبات.. هههههههه .. يعني لو وحدة منهن كانت غبية وقالت لي شوية من أحداث القصة اللي تكتبها .. تلاقيني اليوم الثاني متصلة لصديقتي في الجريدة وخبرتنها بكل تفاصيل قصتها..
ضحكت فاطمة من خاطرها وفجأة يا على بالها سؤال وسألت ربيعتها : لموي خبريني.. شو اللي يعطيج الدافع عشان تكتبين؟؟ يعني مرة آنه حاولت أكتب مذكراتي.. بس يلست الورقة جدامي يومين وآنه اطالعها وعقلي مليء بالفراغ والفراغ وبس!!
لمياء (وهي تبتسم): شو تبيني أقول لج؟؟ تعرفين انه مب كل حد يروم يكتب.. ومب كل حد يقدر يواجه الفوضى اللي في داخله ويعيد ترتيبها عن طريق الكتابة..
فاطمة: ههههههه لا تبدين بالفلسفة يا لميا لأني صج ما بروم أسكتج عقب..
لمياء: لا لالا .. أنا مب قاعدة أتفلسف.. هذا هو الواقع.. تنكرين انه في داخلج ذكريات ومشاعر تتمنين لو انج تقدرين تتخلصين منها؟؟
فاطمة: اممم لا أكيد ما انكر هالشي.. أحيانا احس انه راسي بينفجر من كثر الأفكار اللي فيه.. الهموم والتأملات والذكريات.. أحس بها كلها تتراكم فوق بعضها وتييب لي صداع وعوار قلب ..بس هذا مب معناته اني اتحول لكاتبة..
لميا: كل انسان يملك الطريقة اللي تخليه يتخلص من هالفوضى اللي في داخله.. سواء بالرسم.. بالصراخ.. بالتجارب الجديدة اللي يحاول يصحح فيها أخطاء ماضيه.. او بالنسبة لي أنا .. بالكتابة..
ابتسمت فاطمة للميا باهتمام وأشرت لها بعيونها انها تكمل رمستها ولميا كانت مستعدة تسوي هالشي..
لميا: أنا أكتب وفي داخلي أعرف انه إنسان معين راح يقرا اللي أكتبه أو يشوفه في التلفزيون.. وانه اللي أكتبه بيكون رسالة موجهة حقه هو بالذات.. يا إني أحطمه بهالرسالة .. أو اني اخبره شكثر هو عزيز عليه..
فاطمة: يا خوفي في يوم من الأيام تكون هالرسالة موجهة حقي أنا ..
لميا: وليش الخوف؟ انتي صديقتي وحبيبتي ومن دونج أحس انه الحياة مملة.. شي أكيد بتكون وحدة من رسايلي موجهة لج انتي.. بس اتأكدي انها بتكون رسالة مليئة بالحب والتقدير..
فاطمة: بس محد يعرف شو ممكن يصير باجر.. في لحظة تتغير كل المشاعر.. واتحول أنا من اعز صديقة لعدوة جدا لدودة..
لمياء: ساعتها بعد بكتب عنج صدقيني..
فاطمة: وتتوقعين بستحق هالشي؟؟
لمياء: وبجدارة بعد.. بكتب وبخلّد قصة الانسانة الوحيدة اللي قدرت تخدعني.. وبخلي كل اللي يقرون لي يكرهونج.. لا تنسين انه الكاتبة مثل ما قالت أحلام مستغانمي " إمرأة من ورق.. تحب وتكره على ورق.. وتهجر وتعود على ورق.. وتقتل وتحيي بجرّة قلم.."
فاطمة: هههههههه خلاص يختي لا بحاول اخدعج ولا بتضطرين في يوم انج تكتبين عني.. اذا كنتي تملكين كل هالسلطة على جمهورج انا مب مستعدة اني اواجههم..
لمياء: ههههههههههههههه احسن لج تحترسين...
في هاللحظة رن موبايل لمياء والظاهر انه كان المخرج مرة ثانية .. وابتسمت لها فاطمة وردت تجلب في المجلة الإماراتية اللي بين ايديها عشان توصل للصفحة اللي شافت فيها جريمة كانت تبا تقراها..
وبينما هي تجلب الصفحات بسرعة.. تهيأ لها إنها شافت صورة شخص تعرفه.. وردت بكل بطئ صفحتين ورا.. وفاجئتها صورته من بين الحروف المطبوعة.. ورفعت عيونها لأعلى الصفحة وقرت العنوان " عبدالله بن خليفة يتولى بناء أضخم مجمع سكني في أبوظبي"
وفي اللحظة نفسها نزلت عيونها وتجمدت على الصورة المعروضة جدامها .. ابتسامته المألوفة .. ويهه الرجولي وكل ملامحه الدقيقة كانت بارزة في هالصورة.. وابتسمت وهي تفكر بينها وبين نفسها " صدفة جديدة جمعتني بك.. وللمرة الثالثة.. مرة في دبي .. ومرة في ايطاليا.. والحين هني.. تبعتني لقطر يا عبدالله.. يا سبحان الله.. اشتريت المجلة صدفة.. وشفتك فيها.. "
وللمرة الثالثة حست فاطمة بخفقات قلبها تزيد وبعنف.. وكأن اللي جدامها مب صورة عبدالله.. كأنه عبدالله بنفسه واقف يطالعها.. الريال اللي اقتحم حياتها .. الريال اللي كان مختلف عن الكل.. اللي كان يعرف متى يبتسم.. ومتى يغضب.. متى يتكلم ومتى يكتفي بابتسامة.. الابتسامة اللي في كل مرة.. تعطي لملامح ويهه شكل يديد.. ولعواطفه انعكاسات مدهشة..
تنفست بعمق ويوم رفعت فاطمة عيونها عن المجلة كانت لميا مبندة التيلفون وتشرب قهوتها..
فاطمة (وهي تناول ربيعتها المجلة) : لموي شوفي هالصورة..
خذت لميا المجلة واطالعت صورة عبدالله وردت تطالع فاطمة وهي تسألها: منو هذا؟
فاطمة: شو رايج فيه؟
لمياء: عادي.. ليش؟
فاطمة: هذا عبدالله بن خليفة..
ابتسمت لمياء ابتسامة عريضة وقالت: تاجر دبي؟؟
فاطمة: هو مب تاجر...........
لمياء: تاجر أو مب تاجر مب هذا موضوعنا.. ليش وايد مهتمة للصورة؟؟
فاطمة: مب اهتمام.. بس مجرد شخص اعرفه وشفت صورته في مجلة .. فلازم يلفت انتباهي..
لمياء: وليش قلبي يقول لي انه مب مجرد شخص تعرفينه؟
فاطمة: يمكن لأنه قلبج متعود على القصص الرومانسية وعوالم الخيال اللي تعيشينها
لمياء: ههههههه قولي اللي تبينه يا فاطمة.. هاذي انتي .. شردتي من الريال ولحقج لين هني في مجلة.. تمي عاندي في عمرج .. بس انا أعرفج عدل..
كانت فاطمة تطالعها بنظرة تأملية وقالت وكأنها ترمس نفسها: كل ما أحس انه بدا يغيب عن بالي.. يطلع لي فجأة ويذكرني انه موجود.. عمري ما توقعت انه كلمات قليلة مع انسان في ساعات معدودة شفته فيها ممكن تأثر فيني شهور طويلة ويمكن سنين.. بس هذا اللي صار.. عبدالله ريال من القلة اللي ممكن نطلق عليهم لقب الرجل المثالي.. في حظوره كنت احس اني في حظرة فارس.. أو رجل فعلا عظيم.. تعودت من زمان اني اتعامل ويا الرياييل بحكم دراستي وشغلي.. وأصبح الأمر بالنسبة لي عادي.. وعقب وفاة ريلي تعودت أني الغي مشاعري تماما يوم اتعامل ويا الرياييل.. عشان لا يحاولون يحسون بأي ضعف من صوبي.. وتميت على هالقوة لليوم اللي قابلته فيه.. يومها بس حسيت إنه الخجل رد لي.. والعواطف اللي كانت مدفونه في داخلي ردت تطفو للسطح.. يومها بس حسيت انه اللي جدامي مب أي ريال.. بس..
سكتت فاطمة وهي تطالع لميا بحيرة .. وحثتها لميا تكمل كلامها: "بس شو؟؟"
فاطمة: بس في إيطاليا.. حسيت بهالنظرة تتغير.. وملامح العظمة تختفي شوي شوي.. حسيت به رجل عادي.. مثل أي رجل آخر .. قدرت مراهقة تغويه بجمالها وتستولي عليه..
لميا كانت تطالعها باستغراب .. أول مرة ترمس عن عبدالله بهالدرجة من الانفتاح واستغلت هالفرصة وسألتها: تغارين منها؟؟
فاطمة (وهي رافعة واحد من حواجبها): من منو؟؟ من ياسمين؟
لمياء: إي من مرته..
فاطمة: لا .. طبعا لاء.. امبلى.. يمكن.. اعترف انه فيني نوع من الأنانية .. واني كنت اتمنى احافظ على عبدالله في خيالي مثل ما هو.. من دون ما يدش احد في حياته ومن دون ما تأثر فيه أي انسانة.. وياسمين كانت إضافة مب حلوة بالمرة لعبدالله وهذا اللي خلاني انزعج يوم شفته آخر مرة..
لمياء (وهي تتنهد): خلاص.. هالفرصة انعرضت عليج وراحت من بين ايديج.. ما عرفتي تستغلينها.. ماله داعي الندم الحين..
فاطمة: ومنو قال لج اني ندمانة.. أنا حرمة عودة مب بنية عشان ارد اعرس مرة ثانية.. أنا فاهمة هالشي ومتأكدة من قراراتي اللي اتخذتها.. كل ما في الامر اني كنت محتاجة صديق.. وفي نفس اليوم اللي لقيته فيه .. فقدته..
لمياء: وأنا وين رحت؟؟
فاطمة: انتي ؟ .. لميا انتي غير.. انتي صديقة الطفولة.. في كل نظرة من عيونج اشوف نفسي وماضي عشت فيه.. وفي كل ابتسامة تنعكس احداث مرت علينا انا وانتي.. لا تقارنين نفسج بأي صديق.. انتي اغلى من الصداقة وحتى من الاخوة..
ضحكت لميا بفرح وضغطت على ايد فاطمة وهي تقول: يا حبيبتي يا فطوم.. والله وايد اتوله عليج وانتي في أوروبا.. يعني لازم تسافرين؟؟
فاطمة: خليني اخلص الدكتوراه.. وعقبها بتشبعين مني ومن شوفتي..
***

عبدالله كان توه مخلص دوام الساعة ثنتين ونص وراد البيت وهو مصدع.. ويعرف انه ياسمين بعدها راقدة والغدا بيتغداه بروحه مثل كل يوم.. تنهد وهو يبطل باب البيت وقرر انه اليوم هو اليوم المناسب عشان ياسمين تشوف الفيلا اللي مسونها مفاجأة حقها.. يدري بها وايد متمللة ويمكن الفيلا تخفف من هالملل شوي.. ملل؟ حتى هو يحس بالملل مب بس ياسمين.. حاس بالملل والضياع.. والروتين اللي بدا يسيطر على تفاصيل حياته.. يا ترى.. هل هالاحساس هو الظريبة اللي يدفعها الشخص نتيجة وصوله للأربعين؟؟
اليوم الصبح في الشركة كان تفكيره كله عند ياسمين.. يفكر كيف انها صج تغيرت.. العيون اللي أسرته وانهزم جدامها وتخلى عن عزوبيته عشانها.. هالعيون يطالعها الحين بتعجب ويدور عن ذكرى الحب والشوق فيهن.. شو اللي تغير؟؟ وشو اللي يخليها تتصرف جذي؟
عبدالله مستغرب جدا من نفسه وكيف انه في يوم من الايام كان يتخيل بكل جنون وبكل حماقة انه ياسمين بتتغير للأفضل عقب العرس وبتودر دلعها وسخافاتها.. اللي اكتشفه انها فعلا تغيرت عقب الزواج.. تغيرت ملامحها وضحكتها الطفولية ولبست ويه يديد عليه.. ويه ما يعرفه.. غريب عليه..شعاره العبوس والهم والنكد طول اليوم.. حتى انه وهو داش البيت.. يحس انه داش ساحة المعركة.. هذا اذا كانت ناشة في هالوقت عشان تواجهه..
بس يوم دش تفاجئ انه ياسمين يالسة في الصالة تطالع التلفزيون وابتسم لها من خاطره رغم التعب اللي يحس به واقترب منها ويلس حذالها .. كانت كالعادة آية من الجمال بخصلات شعرها الذهبية الطويلة المفروشة وراها وهي يالسة ع القنفة.. وجلابيتها الذهبية تنافس بشرتها البرونزية وصفاء العسل اللي في عيونها.. وهي أول ما شافته باسته على خده بكل رسمية وابتسمت له وهي تسأله بدون اهتمام وترد تطالع التلفزيون: رديت حبيبي؟
عبدالله اللي تعود على هالترحيب البارد : هى رديت.. تغديتي؟
ياسمين (وعيونها ع التلفزيون): لا.. كنت اترياك..
عبدالله: غريبة اليوم ناشة من وقت..
التفتت له ياسمين ورمشت بعيونها بدلع وقالت وهي مادة بوزها شرات اليهال: كنت مصدعة وما رمت اكمل رقاد
اطالعها عبدالله بحنان ورفع ايدها لشفايفه وباسها : "ما تشوفين شر حبيبتي .. هذا كله من السهر جدام التلفزيون.."
تنهدت ياسمين وقالت بعصبية: والله كنت متأكدة انك بتقول هالشي.. شو أسوي يعني؟ حياتي مملة.. كله قاعدة في البيت..
عبدالله: ياما قلت لج قومي نظهر بس انتي ما اطيعين..
ياسمين: ابا اظهر ويا ربيعاتي .. عبادي مابا احس اني مرتبطة فيك انته وبس!!
انجرح عبدالله من رمستها بس كالعادة ما حب يبين لها هالشي.. ومسح على خدها بظاهر ايده وهو يقول: ربيعاتج كلهن في دبي.. وانتي لو ما ظهرتي هني وتعرفتي على اهليه .. مستحيل تحصلين لج ربيعه..
ياسمين: بس انا قلت لك من قبل خلنا نسكن في دبي..
عبدالله: انتي تعرفين انه هالشي مستحيل يستوي.. الشركة محتاجة وجودي الدايم هني..
ياسمين: يعني هالملل بيستمر على طول؟
عبدالله (وهو يبتسم): أنا عندي لج مفاجأة حلوة..
ياسمين (وعيونها تلمع من الاثارة): اشتريت لي سيارة؟؟
عبدالله: هههههههههههههه لا لا .. موضوع السيارة تناقشنا فيه من قبل وقلت لج رايي..
ياسمين (وهي تتنهد): قصدك أمرتني اني ما اسوق..
عبدالله: لا يا ياسمين.. هذا مب أمر.. أنا شرحت لج وجهة نظري وقلت لج اني أغار.. وانه الشباب ما يصدقون تخطف جدامهم وحدة تسوق وحتى لو كانت محترمة بيحفطون رقم موترها وبيقولون انها سوت لهم حركات أو اطالعتهم بنظرة أو انها سارت المكان الفلاني.. ليش تييبين لعمرج الرمسة وانا اروم احط لج بدل الدريول الواحد عشرة..
ياسمين: خلاص خلاص.. أنا ما ابا ارد ارمس في هالموضوع لأنه صج يظيج بي.. شو هي المفاجأة؟
عبدالله: ما بتكون مفاجأة لو خبرتج عنها الحين
ابتسمت ياسمين وقالت له: ومتى بشوفها؟
عبدالله: اليوم اذا تبين؟؟
ياسمين: ما يستوي الحين؟
عبدالله: لا .. ألحين أنا تعبان.. أبا اتغدى وارقد.. والعصر يصير خير..
تذكرت ياسمين شي وقالت: لا لا لا. العصر ما ينفع..
عبدالله: ليش؟
ياسمين: عندي موعد..
عبدالله: ويا منو؟
ياسمين: بسير عند شيخة مرت فهد..
عبدالله (وهو عاقد حياته): شيخة؟؟
ياسمين: هى.. بتوديني عندها صح؟
عبدالله: هى ليش لاء.. بس متى لحقتي تتعرفين عليها ؟
ياسمين: في العزومة الكئيبة اللي استوت الاسبوع اللي طاف.. رمستها وخذت رقم تيلفونها واليوم قررت اسير لها .. وايد حبوبة.
عبدالله: والله انا ما اعرفها بس زين يوم حصلتي لج ربيعة تونسج..
ياسمين: خلاص عيل حبيبي قوم نتغدى الحين ويوم بتنش العصر بنسير لها..
وقف عبدالله وعقت عنه ياسمين غترته وبطلت عقمة الكندورة من جدام عشان يحس براحة ولفت إيدها على ايده ومشوا اثنيناتهم صوب غرفة الطعام وعبدالله يبتسم لها وهو يفكر انه ياسمين صج محد احسن عنها يوم انها تسوي الشي اللي في بالها.. بس عاد ينخاف منها يوم تحصل لها حد يعاندها..أو يخالفها الراي..
وتأكد الحين من الشي اللي كان يخليه يحبها هالكثر.. كان في تواجدها وياه أطنان من المرح والحياة.. بدلعها وقوتها.. كانت تختصر السنوات اللي بينها وبينه.. وتنقل شبابها وحيويتها له.. ويعيش عبدالله وياها ولو لحظات من شبابه اللي ضاع..
عبدالله(وهو يبتسم لها بحب): شو الغدا اليوم؟؟
اطالعته ياسمين بصدمة وقالت: وأنا شدراني؟؟ شو شايفني الطباخة؟؟
***


ليش ما واجهت عبدالله قبل لا تروح للمحامي؟؟"
سؤال ظاعن له فاجأه.. وخلاه يطالع صفحات الجريدة اللي في إيده بذهول.. هو بنفسه ما يعرف شو اللي خلاه يتسرع ويلجأ للمحامي.. وكأنه في داخله واثق من انه عبدالله مذنب.. كأنه يبا يعاقبه على التعاسة اللي هو يحس بها ويسرق منه شوي من السعادة اللي يتوقع انه عايش فيها..
مبارك .. وبكل بساطة كان يحس بالخذلان.. من عبدالله.. ومن ظروفه اللي عايش وسطها.. ومع هذا كان جوابه جاهز.. يخبي فيه ملامح الخوف والارتباك اللي كادت ترتسم في ويهه..
مبارك: "وليش أواجهه؟؟ كل الأدلة موجودة عندي.."
ظاعن: "بس بعد المفروض ما تتهمه قبل لا تسمعه وتخليه يدافع عن نفسه.."
مبارك (وعيونه على صفحة الجريدة اللي جدامه): " بيكون عنده فرصة يدافع عن نفسه"
ظاعن: "متى؟"
مبارك: "في المحكمة.."
اعتفس ويه ظاعن وهو يسمع صوت أخوه البارد ونبرته الهادية.. ولا كأنه هالشي يعنيه.. وسأله: "مبارك شو اللي تغير فيك؟؟ هذا عبد الله اللي كنت قبل أسبوع رافض تماما فكرة انك تتخلى عنه.. استوى فجأة واحد من أعدائك؟؟"
مبارك (يحط عينه في عين أخوه): " هو اللي يابه حق عمره.."
ظاعن: "بس لازم تخبره.. اللي بيسويه المحامي يعتبر تلاعب وتجسس.."
مبارك: "ليش تباني أواجهه؟؟ عشان يروح ويخش كل الأدلة والملفات اللي بحتاج لها في هالقضية؟؟"
ظاعن: "وليش ما يكون من الحين خاشنهن؟؟ تتوقع لو كان عبد الله يتلاعب بالفواتير.. انه بيخليهن وبكل بساطة في الارشيف؟"
مبارك: "يمكن... ليش لاء؟ "
ظاعن: " يا مبارك وفر على عمرك هالتعب كله وتفاهم ويا الريال .. بينك وبينه بتحلون كل مشاكلكم بدون فظايح.. ليش تعور راسك ويا المحاكم؟؟"
مبارك(بنبره حادة وهو يوقف): " حقي ما بتنازل عنه.. ومثل ما هو استغفلني.. أنا بعد بستغفله.. ويستاهل كل اللي بييه.."
فر مبارك الجريدة ع الطاولة وطلع غرفته فوق بدون ما يشرب قهوته اللي بردت حذال الجريدة.. وظاعن اللي كان يعرف عدل شكثر أخوه يتسرع وهو معصب.. ويعرف بعد انه ممكن يقنعه ويخليه يغير رايه..
***
أول ما صك مبارك باب غرفته، حس بتعب كبير.. مصدره مب جسدي.. تعب سببته الهزات النفسية اللي تعرض لها اليوم.. والأشواك اللي تنغرس كل يوم في قلبه من أول ما اكتشف انه عبدالله يخدعه.. للمرة الأولى من 3 سنوات.. كان مبارك مأمن للي حواليه.. وبالذات لعبدالله وسهيل.. وكانت الحياة مشرقة في عيونه وكان حتى يفكر انه يبني حياته من أول ويديد.. بس للأسف.. فاجأه اللي استوى وخلاه يحس بالخذلان.. عبدالله خذله..
للمرة الثانية في حياته يحس بهالاحساس... متى كانت المرة الأولى؟؟
نجلا.. نجلا خذلته في المرة الأولى.. وتخلت عنه..
تنهد مبارك وحس بيأس كبير.. دايما يوم يكون متظايج تهجم عليه ذكرياتها مثل الشلال وتجرفه لمنحدرات تعب وهو يخوض فيها.. وعرف انه إذا ما توقف عن التفكير فيها وألحين.. بيتحطم أكيد على الصخور اللي تحمل ملامحها.. ملامح حب انتهى بسببه هو.. حب في نهايته طلع مبارك من دائرة الحياة.. ودش في دوامة ما بين الموت والحياة.. دوامة ما فيها مكان إلا للألم وبس..
***
في غرفته.. كان كل شي معتفس.. البلاي ستيشن والشرايط منثرة على الشبرية .. طاولة التلفزيون ملصقة بالشبرية وأفلام الدي في دي ع الأرض.. تحت الشبرية بقايا من بيتزا صار لها يومين وهي في كرتونها .. وأكياس الجبس والكاكاو مخششة في كل ركن وزاوية.. وثيابه كلها برى الكبت.. وفراشه نصه ع الشبرية ونصه مفرور تحت.. الشي الوحيد اللي كان نظيف في الغرفة ويلمع من النظافة كانت علبة الزبالة.. لأنه ما كلف نفسه أبدا يستخدمها في يوم..
حطت ليلى ايدها على خصرها بقهر وهي تطالع الفوضى اللي في الغرفة ومايد بكل براءة ابتسم لها وهو يقول: "تعالي العبي ليلوه.. والله هالشريط عجيب.. Need For Speed تعرفينه؟؟"
ليلى (بنبرة حادة): " لا ما اعرفه.. ميود بذمتك هاذي غرفة؟"
مايد (وهو يطالع حواليه): "هيه غرفة.."
ليلى: " شو هالريحة الأرف.. ؟؟ انتوا جاتلين قطو هني؟؟ وعع.. "
تحركت ليلى بسرعة صوب الدريشة وبطلتها.. وبندت المكيف وبطلت الباب.. ومايد يطالعها بقهر..
مايد: "ليش بندتي المكيف؟؟؟"
ليلى: "ودر عنك هالخرابيط اللي في ايدك ونش رتب الغرفة ويايه"
مايد: "غرفتي ما فيها شي .. مرتبة وعايبتني.."
قال كلمته هاذي ورد يلعب ولا هامنه..
يرته ليلى من ايده وهي تزاعج: "قوم ميود لا ترفع لي ضغطي.."
مايد: " يا ربيييييييييييييه انتي شو اللي سلطج عليه اليوم؟؟ أنا مرتاح جي وان رتبتي الغرفة برد اعفسها اليوم.. ليش اتعبين عمرج؟"
ليلى: "يا قذر الحشرات تتيمع على هالوصاخة واللوث اللي هني.. بتمرض وبتييب لنا المرض وياك.."
طبعا مايد طنشها وكان مركز ع اللعبة وليلى واقفة على راسه وهي تغلي من القهر اللي فيها .. وبكل بساطة سارت صوب البلاي ستيشن وبندتها وبندت التلفزيون وشلت ال memory card وحطتها في مخباها واطالعت مايد بنظرة تحدي..
مايد (وهو يمد ايده لها ويحاول يخبي القهر اللي في عيونه): "ليلوه عطيني ال memory card "
ليلى: "ما بتشوفها لين ما ترتب الغرفة وتحل واجباتك"
مايد: "عطيني اياها.."
ليلى: "انت ما تفهم؟؟ قلت لك رتب غرفتك وحل واجباتك.. وقوم تسبح وغير ثياب الرياضة اللي أرفتنا بسبتها وعقب بعطيك خرابيطك"
تنهد مايد: "أوكى.. انتي اللي جنيتي على عمرج.."
ليلى (وهي ترفع حاجبها اليمين بتحدي): "في راسك شي؟؟ ظهره جان فيك خير.."
وفجأة.. نقز مايد من فوق الشبرية وصرخت ليلى بأعلى صوتها وركضت برى الغرفة وهو وراها .. وهي تضحك من الخاطر وسبقته للدري بس للأسف يرها مايد من شعرها اللي كان مبطل ووقفت غصبن عنها وهي مغمظة عيونها من الألم..
ليلى: "أي أي ميود ما يصير جي.. يا غشاش.. !!!"
مايد: " ردي البطاقة.."
ليلى: "هههههههه ما بردها.. "
مايد: "ليلوه والله ما اداني ارتب الغرفة خليها جي احلى.."
ليلى: " لازم تتعلم النظافة.. ما شي لعب الا عقب ما ترتبها وتحل واجباتك وتتسبح"
مايد: "اففففففف... انزين خلاص.. بنرتبها.."
ليلى: " ياللا اشوف جدامي.."
مايد: "ليش بتساعديني؟"
ليلى(وهي تبتسم): "لا.. بس براقبك وانته ترتب.."
في هاللحظة.. تبطل باب الصالة والتفتت ليلى ومايد وراهم وشافوا محمد يدش ويركب الدري بخطوات سريعة .. كان ويهه احمر وغترته على جتفه .. ولا سوا لهم سالفة او حتى اطالعهم .. ومر حذالهم بسرعة وكمل دربه لغرفته..
مايد اطالع ليلى باستغراب.. وسألها: " شو فيه هذا؟"
ليلى: "علمي علمك.. بسير اشوفه.."
مايد: "لا لا .. ما بيخبرج.. انتي بنية.. أنا بسير اشوف شو فيه"
ليلى: " لا والله؟؟ متعود هو يخبرني بكل شي.."
مايد: "صدقيني ما بيخبرج.. انا اعرفه.."
تنهدت ليلى: "أوكى خلاص.. شوف شو فيه وطمني عليه.."
مايد: "أوكى.. ليلوه انا مشغول بسير اشوف محمد شو فيه يعني ما اروم ارتب الغرفة .. انتي رتبيها.. عفيه ع الشطوووورة.."
ليلى بغت تتكلم بس مايد غمز لها وهو يبتسم وابتسمت هي غصبن عنها وقالت له: "أوكى.. بس لا تطلع من عنده إلا وانته عارف شو فيه.."
مايد: "اوكى.."

يوم بطل مايد باب غرفة محمد.. ما شاف حد جدامه.. ودخل وهو مستغرب.. عيل وين بيكون؟ وقف يتلفت في الغرفة وضحك على عمره وهو يدوره في الكبت.. وقبل لا ييأس ويظهر من الغرفة سمع صوت الماي في الحمام وتبطل الباب وطلع محمد وويهه أصفر وحاط الفودة على حلجه.. ويوم رفع عيونه شاف مايد واقف يطالعه باستغراب.. ونظرته يشوبها شوية حزن ويمكن.. تعاطف؟
تنهد محمد بتعب وسأل اخوه: "ها مايد؟ بغيت شي؟"
مايد: "محمد شو فيك.. ؟ انته كنت ترجع؟؟"
محمد (وهو يطالع ايده): " هى.. حاس بلوعة.."
اقترب منه مايد وحط ايده على يبهة اخوه : "حرارتك وايد مرتفعة.. محمد شياك؟؟ ما كان فيك شي.."
محمد: " حاس بتعب فظيع.. ميود ابا ارقد.. ودرني بروحي .."
انسدح محمد ع الشبرية وتلحف وغمض عيونه وهو يتوقع انه مايد بيطلع عنه بس مايد كان حاس انه في شي محمد خاشنه عنه وعشان جي يلس على طرف الشبرية وسأله: "محمد شو فيك؟؟ ارمس عاد"
محمد: "ما فيني شي ميود لا تأذيني.."
مايد: "ألحين انا استويت أذية؟؟"
محمد:" يا ربيييييه.. "
مايد: "انزين خبرني شو فيك .. ليش جي انته؟"
يلس محمد وكان التعب مبين على ويهه.. واطالع مايد بنظره حايرة.. عورت قلبه.. مايد رغم انه محمد أخوه العود.. بس بعد يحس انه هو المسئول عنه.. يعرف انه اخوه ضعيف ووايد حساس.. وانه مجرد نسمة ممكن تكسره.. عشان جي ضغط على جتفه بحنان وسأله: "استوى شي في الشغل؟"
محمد: "لا لا .. الموضوع ما يخصه بالشغل.. أنا كنت عند ... منصور.."
مايد: " شو؟ خبرته انك تبا مريم؟؟"
محمد: "لا "
مايد: "عشان جي متظايج؟"
محمد: "لا .. امم .. تقريبا.. "
مايد: " شو بعد هاي تقريبا؟؟ "
محمد: "ميود.. أنا شفت مريم اليوم.."
مايد تم يطالعه بهبل وعقب ثواني انفجر من الضحك.. ومحمد يطالعه بعصبية.. : "ممكن أعرف شو اللي يضحك؟؟"
مايد: "هههههههههه.. الحين انته جفتها بس وييت البيت تركض .. وحرارتك مرتفعة وحالتك حالة.. وزيغتني وطيرت قلب ليلى.. عيل لو وافقت عليك وخذتها شو بيستوي فيك؟؟"
محمد: "تعرف انك سخيف؟؟ "
مايد حط ايده على قلبه : "أفا!!.. ليش؟"
محمد (بنبرة حادة): "خلني اكمل رمستي وعقب عطني تعليقاتك السخيفة.."
مايد: "أوكى أوكى.. سوري.. كمل.."
محمد: "ااااااه مايد اللي شفته اليوم عمري ما بنساه.. شفت منظر بيتم محفور في ذاكرتي على طول.."
مايد (بعصبية): "شو شفت خبرني..!!.. ليش هالتفلسف؟؟"
محمد: " ميود مريم كانت غيييير... بيني وبينك .. أحس انه فيها الصرع.."
مايد انصدم.. وتم ساكت.. وهو عاقد حياته ويتريى اخوه يكمل..
محمد: "يعني كانت متمددة ع الارض وراصة على اسنانها و إيدها وترتجف بكبرها... ميود والله شكلها وايد يزيغ.. انا يوم شفتها ما اعرف استوى فيني .. بس كنت ابا ابتعد من المكان اللي هي فيه.."
غمض محمد عيونه وهوّس بإيده على يبهته لأنه كان حاس بألم فظيع في راسه.. ومايد هالمرة كان يطالعه بنظرة خالية تماما من التعاطف..
مايد: "وانته كيف شفتها؟"
محمد: "كانت طايحة في الحوي.."
حس مايد بنغزة في قلبه.. وبإهانة.. جنه مريم اخته .. ومحمد هو الغريب اللي شافها على هالحالة.. وخذله صوته حتى انه طلع هالكلمة بصعوبه: "وحليلها.."
محمد: " الحمدلله اني ما رمست منصور.."
مايد: "شو؟"
محمد: "ولا جان توهقت.."
مايد اطالعه بنظرة حادة وقال له بصوت عالي: "محمد انته شو تقول... ؟؟؟ لا يكون غيرت رايك؟؟"
محمد: "عيل تباني اخذ وحدة فيها الصرع؟؟ ميود انته تخبلت؟؟"
مايد: "انته قلت لي انك تحبها.."
محمد: " أحبها صح بس اني اتزوجها عقب اللي شفته لاء.."
مايد (وهو يوقف): " شو هالتفاهة؟؟"
محمد: " ميود احترم نفسك.. !!"
مايد: "انا محترم نفسي زين.. انته اللي لازم تراجع نفسك شوي.. في ايطاليا كنت تحوم حواليها وتشوفها احلى وحدة في الدنيا واللي مول ما تبا غيرها.. والحين يوم انك اكتشفت انها مريضة تخليت عنها.. شو تسمي هالشي اذا ما كان سطحية وتفاهة؟؟"
محمد: " انته اصلا ياهل شو دراك؟؟ عمره الزواج ما انبنى على التعاطف أو الشفقة"
مايد: "وعمره بعد ما انبنى على مجرد ويه حلو تشوفه وتنعجب به.."
محمد: "اطلع برى.."
مايد: " ما يحتاي تقول لي .. بروحي طالع.."
اطالعه محمد بنظرة نارية ورد عليه مايد بنفس النظرة وهو يطلع من الغرفة.. وقبل لا يبطل الباب التفت له وقال: " أحسن يوم غيرت رايك.. مريم تستاهل واحد احسن عنك.."
محمد: "منو مثلا ؟؟ انته؟؟"
مايد: "هى انا.. بكبر وبتزوجها .. وانته موت قهر أوكى؟؟"
محمد: "أوكى!!!!"
صك مايد الباب بكل قوته وكان بيسير غرفته بس تذكر انه ليلى هناك ترتبها واتنهد بعمق وهو يتجه للمكان الوحيد اللي بيكون فيه بروحه فوق.. غرفة أبوه وأمه..
دش مايد الغرفة اللي من يوم ما عرّتها صالحة من كل اللي فيها محد فكر يرد يأثثها.. وحس بحزن كبير يغلف روحه.. وهو يوايج من الدريشة ويطالع الجو الخريفي الرائع برى.. الساعة الحين كانت بعدها 3 ونص الظهر.. والمفروض انه هالوقت بالذات مايد يكرهه ويكره يطلع فيه برى لأنه الجو يكون وايد حار.. بس اليوم كان الجو فيه شي حلو.. الأشجار كلها خالية من الاوراق.. اللي اختارت انها تفترش الارض بدل لا تحتمي بأغصان الشير.. كل شي برى كان لونه برتقالي زاهي.. حتى الهوا .. يتهيأ لمايد انه كان متلون باللون البرتقالي..
بس رغم الجمال الرائع اللي برى واللي ممكن في أي يوم ثاني انه كان يخلي مايد يطلع ويطلع خواته ويعفسون الدنيا برى.. رغم كل هذا كان مايد متظايج وحاس بغصة كبيرة..
مايد من أول مرة شاف فيها مريم وهو يتمنى تكون وياهم هني في البيت.. يتذكر بوضوح يوم كان نازل من شقتهم في روما وبيسير عند طوني الصبح عشان يطمش وياه على اللي يمرون صوب المقهى.. كانت الساعة بعدها تسع الصبح والشوارع توها بادية تزدحم.. وكانت مريم نازلة من عمارتهم وتوها مبطلة الباب يوم يت عينها في عينه..
ساعتها ما يدري ليش تذكر امه.. رغم انهم ما يتشابهون بس يمكن نظرتها ذكرته بالطريقة اللي كانت امه تطالعه فيها.. ويوم ابتسم لها وردت له الابتسامة وكملت دربها.. تمنى من خاطره انه محمد يشوفها وانها تكون من نصيبه.. والحين اخترب كل شي..
ليش يحس مايد انه اليوم تيتم مرة ثانية؟؟ كانت محاولته انه مريم تكون هني وياهم نوع من التعويض عن شي افتقده من زمان.. ومحاولة سرية منه للتخلص من شي ينحر فيه من الداخل ويحاول شوي شوي انه يقضي عليه.. مايد يتيم.. وكان مدرك لهالشي في كل لحظة تمر عليه.. شفافيته واحساسه المرهف خلاه صج يتأثر بحالة مريم.. الجوع للحنان فعلا احساس مخيف.. وهو يدري انها مثله.. تفتقد هالحنان.. وتفتقد الأمان.. بس شو بإيده يسويه؟؟ ومحمد شو اللي بيخليه يفهم انه مريم فعلا جوهرة.. وانه مرضها أو أي شي ثاني المفروض انه يعيبها هو مجرد قشور للكنز اللي في داخلها..
شو اللي بيخليه يفهم؟؟

في بيت المحامي سهيل.. كانت موزة يالسة تراقب اختها لطيفة اللي عقب ما خلصت كل روايات عبير اللي عندها، بطلت الكمبيوتر ويلست تلف بين المنتديات ادور قصة حب تقراها.. وموزة متمللة ورغم انها يالسة وياها في الغرفة من نص ساعة بس للحين ما رمستها..
موزة: "بسج لطفوه والله انج مملة.."
لطيفة: "أفففففففف... استوى لي ثلاث ساعات أقرا هالقصة.. وفي النهاية يتزوجون؟؟؟"
موزة: "عيل شو اللي تبينه؟؟"
لطيفة: "النهايات السعيدة مليت منها.. حفظتها.. أبا نهاية تصيحني.. تخليني احس بعذابهم.."
موزة: "أف منج والله انج مملة.. شو تحصلين من هالقصص اللي تقرينها؟؟"
لطيفة: "نفس المتعة اللي تحصلينها من هالشخابيط اللي تسمينهن لوحات.."
موزة: "لطوف انا اباج تسمعيني.. أبا ايلس وياج ونسولف مثل أي اختين.. انتي طول الوقت منعزلة في هالغرفة.. يا تقرين. .أو يالسة ع النت.. حتى التلفزيون ما قمتي تنزلين وتطالعينه ويانا.. والغدا تاكلينه بسرعة وحتى قبل لا تشبعين تردين تطلعين غرفتج.. تعرفين ابويه اليوم شو سألني؟؟"
لطيفة (وهي تتنهد بملل): "شو سألج ؟"
موزة: "قال لي لطوف تحب؟"
بطلت لطيفة عيونها ع الاخر وارتبكت وهي تسأل اختها: "ليش؟؟ ليش يسأل هالسؤال؟؟ مبين عليه اني احب؟؟"
موزة: "ليش انتي تحبين؟"
لطيفة: "وين تبين انتي؟ لو كنت احب بخبرج.."
موزة: "عيل ليش جي ارتبكتي؟"
لطيفة: "أبويه يشك فيني وما تبيني ارتبك؟؟ "
موزة: "هو ما يشك فيج.. بس انتي عزلتج هاذي تقهر.. ودوم سرحانه"
لطيفة: "والله عندي أشياء أهم أفكر فيها مب لازم اكون احب.. انا حتى موبايل ما عندي.. وتيلفون البيت ما اجيسه.."
موزة: "ليش مفهومج عن الحب غبي لهالدرجة؟؟ لازم تربطين الحب بالتيلفون؟"
لطيفة: "عيل كيف يكون حب؟"
موزة: "ماشي مأثر فيج غير هالقصص اللي تقرينها.. يا غبية الحب أسمى من هالعلاقات المادية.. (نزلت عيونها وابتسمت وهي تقول) الحب .. ما اعرف كيف افسر لج.. بس .. في شخص محدد .. يوم تلتقين فيه.. تحسين انج التقيتي بقدرج.. ومن يومها حبه يكون قدرج اللي مستحيل أي قوة توقف جدامه.."
لطيفة كانت تطالعها وتبتسم.. ومنزلة نظارته لطرف خشمها ويوم خلصت اختها رمسة قالت: "الله.. موزان كلامج وايد حلو.. وين قارتنه؟"
موزة: "هذا إحساس حسيت به يوم شفت..."
لطيفة: "موزوووووووووه... انتي تحبين مبارك؟؟"
شهقت موزة وحطت ايدها على حلج اختها: "الله يغربل ابليسج... انجبي!!.. بيسمعونج"
لطيفة (وهي تبعد أيد اختها عنها): "ردي عليه انتي تحبينه؟؟"
موزة: "لا لا ما احبه.. بلاج انتي؟؟ افف منج!!"
لطيفة: "عيل ليش جي قلتي؟"
موزة: " حتى لو كنت احبه شو الفايدة؟؟"
لطيفة: "شو بعد؟ يمكن تكونين من نصيبه؟"
موزة (باستخفاف): "مشكلة الخيال الواسع والرومانسية اللي مالها داعي.."
لطيفة: " والله الصدفة اللي خلتج تشوفينه أول مرة ويأثر فيج هالتأثير.. ممكن تخليج تشوفينه مرة ثانية وثالثة ورابعه.."
موزة: "هزرج؟"
لطيفة: هى بعد شو.."
موزة: "لطووووووف.. يعني انا احبه؟؟"
لطيفة: "أنا بنية في الثانوية وما عندي خبرة في الحياة.. انتي العودة وانتي اللي مريتي بهالتجربة.. وهالسؤال .. اسإليه حق عمرج.."
تنهدت موزة ونشت وبطلت باب البلكونة ونزلت من الدري رأساً للحديقة.. ومشت صوب الاستوديو وهي حاسة بإحباط فظيع.. وأول ما بطلت الباب ما تدري شو اللي خلى دموعها تنزل..
اقتربت من اللوحة اللي رسمتها لمبارك وخلدتها فيه وتمت واقفة جدامها تتأملها.. كانت لوحة غريبة.. يغلب عليها اللون الرمادي والاسود.. عبارة عن إيدين مقيدة بأغلال حديدية.. وكل إيد متكورة بقوة وكأنها قبضة من فولاذ.. ليش تحس انه هالصورة ترمز لمبارك؟؟ وليش تحس انها ما بتشوفه مرة ثانية؟ وليش هالحاجة الملحة لأنها تشوفه؟ والشوق اللي تكون في داخلها لكل اللي بعده ما استوى من بينهم؟؟
..
...
..
بعد ساعة وربع قضتها موزة في الاستوديو ، تلثمت بالشيلة البيضا عدل لأنه هالوقت الزراع يكون يالس يشتغل في الحديقة وطلعت بهدوء ومشت صوب الملاحق عشان تييب شتلات ورد تحطهن في الاستوديو.. وفجأة سمعت صوت خطوات وراها ويوم التفتت شافت أبوها ووياه..... الإنسان الوحيد اللي كان في بالها من الصبح.. معقولة من كثر ما تفكر فيه تخيلت انها تشوفه وراها؟ أو انه خيالها تجسد جدامها في صورة انسان؟ معقولة؟؟ كان لابس كندورة غامجة وغترة حمرا.. وسمارته هي نفسها اللي تتذكرها من قبل اسبوعين تقريبا.. وعيونه نزلهن بسرعة للأرض يوم لاحظ وجودها .. معقولة مبارك واقف جدامها؟؟
صحت موزة من تخيلاتها على صوت أبوها وهو يتنحنح وبسرعة ردت بالشيلة على ويهها ومشت صوب الملاحق وهي تحس انها ويهها احترق.. ومبارك رغم انه كان معصب واللي يايبنه هني موضوع متعب له اعصابه بس ابتسم غصبن عنه من شكلها وهي واقفة ومبهتة واطالعهم.. وحليلها.. اتفاجأت فيهم وما عرفت شو تسوي.. بس ملامحها وايد بريئة.. أكيد مراهقة..
سهيل تنهد وسار ويا مبارك صوب الميلس.. زين انها هالمرة كانت لابسة شيلتها.. أكثر من مرة شايفنها طالعة من الاستوديو بدون شيلة.. بس هاذي غلطته هو بعد .. ألمفروض كان يمر عليها في الاستوديو ويخبرها انه يايب وياه ريال.. بس ما عليه حصل خير.. والحمدلله انها كانت متسترة..
***


مبارك عقب ما رمس أخوه ظاعن ويلس في غرفته وفكر عدل.. حس انه وايد تسرع يوم رمس المحامي.. وانه احتراما لعبدالله لازم يخبره باللي استوى.. وبشكوكه..وأول ما طلع من المسيد عقب صلاة العصر اتصل براشد سليمان المحامي عشان يعتذر منه.. وكان مبين من نبرة صوت المحامي انه معصب..
المحامي: "ليش؟؟ شو اللي خلاك تغير رايك؟؟ يا اخ مبارك انته عندك قضية رابحة 100%"
مبارك: "ما ادري احس اني استعيلت.."
المحامي: "استعيلت في شو؟؟ بالعكس انته المفروض تحمد ربك انك كشفت الموضوع في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان"
مبارك: " انا ما اقول لك كنسل كل شي.. بس ابا فترة أفكر فيها واتفاهم ويا عبدالله ومحاميه.. وعقب برد أرمسك في الموضوع"
المحامي: "وليش ترمسهم؟؟ كل شي المفروض يتم بسرية.."
مبارك:" مالها داعي السرية.. اذا لي حق عندهم باخذه جدام الكل.."
المحامي: " وملفات المحاسبين خلاص ما تباهم؟"
مبارك: "لا .. حاليا ما اباهم.. عقب ما اسمع اللي عند عبدالله وسهيل.. بتصل فيك وبنتفاهم.."
المحامي: " ما أظمن لك اني بكون فاظي لهذاك الوقت."
مبارك: "ساعتها بضطر اني اتعامل ويا محامي ثاني.."
المحامي:" هييييه... خلاص اللي تشوفه.. أنا ما بجبرك على شي انته ما تباه.. بس من واجبي انبهك انه عبدالله ومحاميه اذا دروا انك شاك فيهم ممكن يخبون مستندات جدا ضرورية ونحن بنكون في أمس الحاجة لها.."
مبارك: "هذا مب من صالحهم قانونيا وانا وانته نعرف هالشي.. سهيل محامي قدير وما اعتقد انه بيخلي عبدالله يسوي هالشي.."
المحامي:" خلاص متى ما تشوف نفسك تبا اتابع القضية أنا بكون موجود."
مبارك: "اسمحلي يا اخ راشد.."
المحامي: "أفا عليك يا اخ مبارك.. "
مبارك: "في امان الله.."
المحامي:" مع السلامة"
مبارك كان يدري انه راشد سليمان مقهور منه وانه ظيع له وقته اليوم.. بس في شي في داخله كان يقول له انه لازم يعرف السالفة من عبدالله.. وبما انه سهيل اقرب له بوايد من عبدالله بن خليفة.. اتصل فيه هو أول وخبره انه يبا يخبره بموضوع شاغل باله.. وسهيل طلب منه يتفضل عنده في البيت عشان ياخذون راحتهم في الرمسة.. ويعرف منه بالضبط شو اللي مكدرنه..
..
...
..
موزة في هاللحظة حست انه روحها بتطلع.. وصلت عند الملاحق وبسرعة سارت صوب النافورة ومسحت ويهها بماي بارد.. كانت حاسة انه خدودها تحترق.. ولازم تبردهن شوي.. وفجأة ابتسمت وتمت تتنفس بقوة وبدون سبب كانت تضحك بصوت عالي.. أخيرا شافته.. أخيرا!!.. لطيفة كان معاها حق..عمرها ما توقعت انه هالمراهقة اللي ما فيها عقل ممكن تقول شي ويطلع صح.. وابتسمت بخجل وهي تفكر في ملامحه.. وقررت تسير بسرعة وتتصل بليلى وتخبرها.. في داخلها بركان من الفرح لازم تشارك فيه أعز ربيعاتها..
***
الساعة خمس العصر.. وصلت ياسمين بيت صالحة وترجت عبدالله عشان ينزل وياها ويسلم عليهم .. ما تبا ادش بروحها.. بس عبدالله اعتذر لها وقال: "صالحة هاذي انا مول ما ادانيها.. وان دشيت وشفتها بيعتفس مزاجي"
ياسمين: "أنا استحي ادش بروحي..!!"
عبدالله: "اتصلي لشيخة وخليها تطلع لج.."
ياسمين: "هي تعرف اني ياية.. انزين خلاص برايك حبيبي.. تعال خذني الساعة ثمان.."
عبدالله: "بل!!.. شو بتسوين هالكثر عندها؟ يسدج لست ونص.."
ياسمين: "شو؟؟؟ لا لا لا ... ما يسد.. أنا متمللة.. خلني ايلس اسولف وياها.."
عبدالله: "والمفاجأة اللي اباج تشوفينها؟"
ياسمين: "بشوفها الساعة ثمان.. وع العموم اذا حسيت بملل بدق لك عشان تاخذني.."
عبدالله: "خلاص.. أنا بمر بيت اخويه شوي اشوف العيال وعقب بييج.."
ابتسمت ياسمين بعذوبة وباسته على خده بسرعة وهي تنزل وتلوح له بإيدها مثل اليهال.. وضحك عبدالله عليها وهو يشوفها تمشي صوب الصالة من خلال باب الحوي اللي كان مشرع طبعا..
وفي هالوقت داخل البيت كانت صالحة يابسة في غرفتها ويا مزنة اللي كانت تلاعبها Uno وشيخة يالسة في الصالة ترمس ريلها فهد.
فهد: "ساعتين وتيلفونج مشغول؟؟"
شيخة: "والله قلت لك جدد لي البطاقة عشان اسوي خط ثاني بس انته اللي ما طعت.."
فهد: "سواء عندج خط أو خطين.. ليش التيلفون ينشغل هالكثر؟؟"
شيخة: " يعني ما تباني أرمس ربيعاتي؟؟"
فهد: "ربيعاتج ترمسينهن ساعتين وانا اللي هو ريلج.. ما تتحملين ترمسيني دقيقة؟؟"
شيخة: "ربيعاتي عندي مواضيع وايدة ارمسهن فيها.. انته عن شو ارمسك؟؟"
فهد (باستخفاف): "جربي مرة وحدة تقولين لي كلام حلو.. أنا معرس ولا جني معرس.. حتى الكلمة الحلوة تستكثرينها عليه.."
شيخة: "أفففففففف... أقول حبيبي.. ربيعتي ياية تزورني لازم ايلس وياها.. عقب بنكمل هالنقاش اللي ما يخلص."
بند فهد التيلفون في ويهها بدون ما يرد عليها وهي ولا انقهرت ولا شي.. غلقت الموبايل عشان لا احد يزعجها وياسمين عندها وتقربت من الباب عشان تستقبلها..
ياسمين أول ما دشت شافت شيخة تترياها في الصالة واستانست وايد لأنها ما اضطرت تترياها.. واقتربت منها شيخة بسرعة وحظنتها وهي تسلم عليها وبسرعة استغربت منها ياسمين قالت لها: "تعالي نسير فوق.."
ياسمين: " فوق؟"
شيخة: "هى .. بنسير نقعد في جناحي.. أحسن عن الازعاج.."
ضحكت ياسمين بارتباك وقالت: "خلاص اللي يريحج."
وسارت وياها فوق وهي مستغربة ليش ما خلتها تسلم على صالحة.. ويوم وصلت جناح شيخة وفهد وايد استانست عليه.. كان وايد مرتب واثاثه حلو.. بس شيخة ما خلتها تيلس في الصالة وودتها وياها لغرفة النوم.. وقالت وهي تصك الباب وراها: "مزنة بنت فواغي هني.. واذا شافتج ياية بتلصق فيج وبصراحة دمها وايد ثجيل وشيطانة لأبعد الحدود هالبنية.."
ياسمين: "أهاا.. عشان جي ما خليتيني ايلس في الصالة.."
ابتسمت شيخة وهي تاخذ عباة ياسمين وتعلقها في الكبت: "هذا سبب واحد من الأسباب.. السبب الأهم هو اني ما أبا عمتي تشوفج.."
يلست ياسمين على الكرسي الهزاز وسألتها: "ليش؟؟ وشو فيها لو شافتني؟ مانعة عنج الزيارات؟"
نزلت شيخة مخدة عودة عن الشبرية وحطتها ع الارض جدام الكرسي اللي يالسة عليه ياسمين ويلست عليها وقالت لياسمين: "هه.. انتي ما تعرفينها هالنسرة.. بتسوي وياج تحقيق.. وبتكرهج في حياتج.. وعقب ما تروحين.. بتقبضني أنا وما بتخليني في حالي لين ما تعرف كل كلمة قلتي لي اياها.."
ياسمين: "لهالدرجة؟؟"
شيخة: "وأكثر بعد.."
ياسمين: "ويييييه.. الحمد لله انه عمتي بعيدة عني.."
شيخة: "أم أحمد مب شرات صالحة.. هاذي غير عن الجنس البشري.. مخلوقة غريبة عجيبة.."
ياسمين: "ههههههههه.. "
شيخة: "الا ما قلتي لي.. بعدج حاسة بالملل؟؟"
ياسمين:" الملل استوى حالة مستديمة عندي.. "
شيخة (وعيونها تلمع بإثارة): " الحل عندي وانا ام هندي.."
ياسمين:" بتطلعيني؟؟"
شيخة: "مب الحين.. بس اكيد بيكون فيه طلعات.. بس في البداية.. إقضي على الملل وانتي داخل بيتج.."
وخت ياسمين وهي تقرب ويهها من ويه شيخة وسألتها: "كيف؟؟"
التفتت شيخة وراها وأشرت على الكمبيوتر اللي كان يشتغل واطالعته ياسمين باستخفاف وهي تقول: "الكمبيوتر؟؟"
شيخة: " مب قصدي الكمبيوتر.. قصدي اللي ممكن تحصلينه في داخله.."
ياسمين (بملل): "افففف.. كان عندي كمبيوتر في بيتنا.. ومول ما فكرت اجيسه.."
شيخة: "تعالي.. أنا اليوم بخليج تعيدين اكتشافه.."
وقفت شيخة ويرت ياسمين من ايدها وياسمين تطالعها بظيج وهي تقول: "شواخ اقول لج مول ما اداني اقترب منه.. لا تزيديني ملل.. تعالي نطلع احسن.."
شيخة: "صدقيني ما بتندمين انتي بس اسمعي كلامي.."
يلستها شيخة على الكرسي جدام الكمبيوتر ووقفت وراها تعلمها شوي شوي.. أسرار يديده ما خطر على بالها في يوم انها تخوض فيها أو تستكشفها
***


في هالوقت.. كانت مريم حاطة راسها على المخدة وتصيح من خاطرها.. أخوها الصغير سالم خبرها انه ربيع منصور شافها يوم كانت طايحة برى وانه منصور هزبه وروح.. آااااااااه يالقهر.. الله يعلم في أي حالة شافها.. مع انه مريم متوقعة انه منظرها مول ما كان يسر.. كانت حاسة بإحراج قاتل.. وكره كبير حق عمرها وحالتها الميؤوس منها.. ليش محمد شافها وهي بهالحالة؟؟ ليش ؟؟
سمعت مريم دقات خفيفة على الباب ومن دون ما ترد تبطل الباب ووايج عليها منصور بتردد.. وهي أول ما شافته حست بطعنة في قلبها.. فشلته جدام ربيعه وهي ما تدري.. شو اللي خلاها تودي لهم العصير؟؟ كانت يالسة في غرفتها .. شو اللي خلاها تنزل؟؟
منصور ابتسم لها يوم شافها مبطلة عيونها وبطل الليت واقترب منها ويلس حذالها على الشبرية.. بس مريم ما ردت له الابتسامة .. نظراتها كانت وايد حزينة ووايد مقهورة..
منصور: "ممكن اعرف الحين انتي ليش تصيحين؟"
تمت مريم اطالعه.. كيف تخبره انه محمد وايد يهمها وانه من يوم شافها بهالوضع وهي تحس انه جزء كبير في داخلها مات.. ؟
مريم: " خايفة.."
مسح منصور على شعرها وسألها: "من شو حبيبتي؟"
مريم: "منصور انا نهايتي قربت.. حاسة بهالشي.."
منصور (بنبرة حادة): "مريم شو هالرمسة البايخة؟؟"
مريم: "الدكتور قال اني محتاجة العملية عشان اعيش.. وانا ما سويتها"
منصور: "إذا تبين .. من اليوم بحجز لنا تذاكر وبتسيرين وبتسوينها.. مريامي ودري عنج هالتشاؤم.."
مريم: " ما اقدر.. انا جي ولا جي بموت.. ليش أشوه عمري وأسوي عملية جراحية في راسي..؟؟ مجرد تفكيري في هالشي يخوفني.. ما اقدر.. ما عندي الشجاعة اللازمة عشان اسوي هالشي.."
منصور: "مريم...."
مريم (بهمس): "مليت.. الموت دومه ويايه.. أحس به.. يمشي ويايه.. يتنفس هوايه وينام هني في نفس الفراش اللي انام عليه.. كل يوم يمر عليه يشبه اللي قبله.. كل يوم أحس به هو الاخير.. "
تجمدت الدموع في عيون منصور وحس بصوته يخذله .. يبا يتكلم بس ما يقدر.. شو بيقول لها؟ انه هذا احساسه هو بعد؟؟
مريم: "قبل.. كنت اتحرى عمري بعيش للأبد.. ما كنت اعرف انه نهايتي جريبة لهالدرجة.. والحين اكتشفت انه الموت يوم يكون فجأة يكون وايد أرحم من اننا ننتظره بكل هدوء .."
التفتت مريم عنه الصوب الثاني وتمت تصيح بصمت أم منصور فحس انه قلبه ينزف.. وانه الألم اللي فيه ينتقل تدريجيا لجسمه كله.. ويتوقف في حلجه غصة فظيعة سببها الخوف والحسرة على اخته الوحيدة..
شو ممكن يسوي لها؟؟ باسها على شعرها وطلع عنها.. وراح غرفته واتصل بأقرب انسان له .. بمحمد.. وعقب ما تردد محمد وخاف انه يرد على التيلفون.. تنهد بعمق واستجمع شجاعته ورد.. وكان أول شي سمعه صوت منصور وهو يصيح.. وكان هالشي كافي انه يخليه يتخذ قرار كان حاسم بالنسبة له..
محمد: "منصور.."
منصور (وهو يصيح): "ما اعرف شو اسوي... أشوفها تضيع من بين يديه ومب عارف كيف اتمسك بها.."
محمد كان يعرف انه يتكلم عن مريم.. ما عنده اخت غيرها.. وحاول يدور في عقله من بين الكلمات عن شي يقدر يطمنه ويهديه فيه.. بس للأسف في هالمواقف.. تنعدم الكلمات.. ويصبح الصمت هو سيد الموقف..
منصور: "ماباها تموت.. "
محمد (وعيونه تدمع): "ان شالله ما بتموت.. منصور حالتها مب خطيرة لهالدرجة"
منصور: "قلبها ضعيف.. وهالنوبات ممكن تسبب لها سكتة في أي لحظة.. "
تنفس محمد بصعوبة ورد منصور يصيح بقوة .. لأول مرة في حياته يصيح جدام حد ولو على التيلفون ومحمد ستغرب من نفسه يوم نزلت دموعه هو الثاني وبصمت.. حتى هو ما كانن يباها تموت.. ولا كان يباها تتعذب .. بس شو اللي بإيده عشان يسويه؟؟
***
نهاية الجزء السادس عشر

غرربه
02-05-2013, 05:10 PM
الجزء السابع عشر::
" أمايه أنا حامل..!!"
عقت ياسمين قنبلتها على أمها اللي كانت ترمسها في التيلفون وحبست أنفاسها وهي تتريى ردة الفعل اللي بتصدر منها.. كانت توها مسوية اختبار الحمل والنتيجة اللي طلعت بها واللي أكدت شكوكها خلتها حبيسة لمشاعر متناقضة ومتعبة.. من ناحية كانت متظايجة وايد ومقهورة أنها حملت وهي اللي كانت مصرة انها ما تبا يهال وللحين بعدها ما تبا يهال.. بس في شي في داخلها مخلنها من يوم عرفت بهالخبر وهي مبتسمة.. كانت حاسة انها سوت انجاز.. الكل الحين بيهتم فيها.. الكل بيبارك لها.. وبيدلعها.. وخصوصا عبدالله.. بس يوم يت تبا تعلن هالخبر.. ما تدري شو اللي خلاها ادق رقم بيتهم في جميرا قبل لا تفكر حتى تخبر عبدالله.. كانت تبا امها تكون أول وحدة تعرف بهالخبر.. تباها تفسر لها هالمشاعر اللي في داخلها وتنصحها شو تسوي.. وعشان جي كانت وبكل ترقب تتريا رد امها عليها..
مريم على الطرف الثاني كانت أكيد مستانسة لبنتها بس البرود اللي بينهم وعلاقتهم اللي دومها وهي متأزمة خلت ردها يطلع بدون أي مشاعر حقيقية ..وابتسمت وهي تقول: "ألف مبروك يا ياسمين.."
ياسمين (وهي تبتسم بارتباك): " الله يبارك فيج امايه.."
مريم: " بس مب جنه وايد مبجّر؟؟ انتي وايد صغيرة .."
ياسمين: "أدري امايه بس مب بإيدي هالشي.. انا بروحي جان تبين الصدق متظايجة.."
مريم: "انتي تعرفين الرياييل وما يحتاي اخبرج إنه عيونهم زايغة وما يترسها الا التراب.. باجر بتلهين انتي ويا الياهل وهو بيشوف له وحدة ثانية تهتم فيه.. المفروض كنتي تأجلين هالموضوع شوي.."
تنهدت ياسمين بقهر وقالت لأمها: "أمايه انا ببند الحين اوكى؟؟"
مريم: "شو ما عيبتج الرمسة؟؟"
ياسمين: "انا بروحي متروعة ومتظايجة وانتي زدتيني.. شو تبيني اقول بعد؟؟"
مريم: "على هواج.. "
ياسمين: "مع السلامة.."
مريم: "في امان الله.."
بندت مريم التيلفون ويوم التفتت وراها شافت ريلها "علي بن يمعة" نازل من فوق بسرعة ويبا يطلع ونادت عليه..
مريم: "علي؟؟ متى رديت من الشركة؟؟"
علي: "أنا ياي دقايق بس آخذ ملف نسيته هني وبروح.."
مريم: "أها..."
علي: "منو كنتي ترمسين؟؟"
مريم: "هاذي ياسمين .. "
علي: " فديتها .. شحالها؟؟ تولهت عليها عنبو هذا مول ما اييبها هني نشوفها.."
مريم: "كانت متصلة تخبرني انها حامل.."
اطالعها علي وهو مب مصدق ومستانس في نفس الوقت وأشر لها بإيده انه بيطلع واتصل ببنته الوحيدة واللي يحبها أكثر من أي شي وأي حد ثاني في الدنيا.. عشان يبارك لها وبالمرة يخبرها عن شي كان يباه من عبدالله.. بس للأسف تيلفونها كان مشغول وقال بيتصل فيها أول ما يوصل الشركة..
.
.
ياسمين يوم بندت عن أمها حست بظيج فظيع.. اليوم كانت بس تتريا عبدالله يطلع ويسير الدوام عشان تنش وتسوي الاختبار.. تبا تتأكد من هالشي قبل لا تخبره والحين يوم تأكدت مول ما حست بالراحة.. بالعكس كانت بعدها مكتئبة ومتظايجة.. وتوها دقت على عبدالله في الشركة وسكرتيرته قالت لها انه نازل يسوي جولة على أقسام الشركة .. ويوم دقت على موبايله لقته مغلق.. شو هالنحاسة؟؟
وتنهدت وهي تفكر بمنو تتصل.. مب قادرة تخبي هالمشاعر كلها في داخلها تبا حد يشاركها فرحتها وامها مول ما قدرت توصل لهالشي وتخليها ترتاح.. لدرجة انه ياسمين تمنت لو انها ما دقت لها ولا خبرتها.. وفي النهاية تذكرت أم أحمد وقالت بتتصل بها وبتشوف ..وعقب ما رن التيلفون دقايق.. ردت عليها أم أحمد بصوتها المبحوح واللي كل ما تسمعه ياسمين تبتسم..
أم أحمد: " ألو؟؟"
ياسمين (وهي تبتسم): "هلا عمتي .. شحالج؟"
أم أحمد وايد استانست يوم سمعت صوت ياسمين خصوصا انه هاي هي أول مرة تفكر تتصل بهم فيها.. وقالت لها بسعادة حقيقية: "ياسمين؟ يا حيا الله بنيتي.. أنا بخير ربي يعافيج .. شحالج انتي وشحال عبدالله؟؟"
ياسمين: "الحمدلله عموه كلنا بخير .. "
أم أحمد: "تبين الصدق يا ياسمين انا زعلانة عليج.."
ياسمين: "أفاا.. ليش عموه؟؟"
أم أحمد: "عبدالله دومه في بيتنا بس انتي مول ما تنشافين.."
ياسمين: " هو الله يهديه يوم اييكم ما يخبرني.. والله انا ودي اظهر كله يالسة هني بروحي.."
أم أحمد : "انا اليوم برمسه وبخليه اييبج عندنا .."
ياسمين: "فديت روحج عموه.. أممم.. عموه بخبرج بشي.."
أم أحمد: "ها فديتج خبريني.."
ياسمين (وهي تحط ايدها على قلبها): "امممم.. عموه انا حامل"
أم أحمد من سمعت بالخبر حست انها بتطير من الفرح.. هالكلمة كانت تترياها من سنين .. سنين طويلة وهي تتمنى تشوف عيال عبدالله وتتمنى تشوف الفرحة في عيونه... وتمت ساكتة ثواني وهي مب رايمة تتكلم من الدموع اللي تيمعت في عيونها وياسمين تترياها ترمس .. وفي النهاية قالت بصوت متقطع وخانقتنه العبرة..:" فديييييييتج يالغالية .. ألف ألف مبروك.. والله فرحتي قلبي الله يسعدج ويهنيج دنيا واخرة.. " وما رامت تكمل لأنها ابتدت تصيح وياسمين من الوناسة اللي فيها ما ردت بأي كلمة وصاحت وياها..
ألحين بس حست ياسمين انه في حد شاركها فرحتها .. وفي هاللحظة حست أنه أم أحمد هي أمها وما قدرت تتمالك نفسها من الوناسة يوم سمعت ام احمد تقول لها: "أنا الحين يايتنج ويا ليلى .."
ياسمين: "هههههه خلاص اترياكم.. !!"
بندت ياسمين التيلفون ومسحت دموعها اللي نزلت على عيونها ومسحت على بطنها وفي عيونها نظرة رضا وقناعة.. تدري انها بهالحمل تحقق حلم عبدالله اللي كان يراوده من سنين.. ورغم انه هالشي استوى بدون رغبة منها بس هذا ما يمنع انه الاهتمام اللي حصلته من ام احمد خلاها تستانس..
تنهدت ياسمين وقامت تغير لبسها ولبست جلابية بيت خفيفة ورفعت شعرها.. وردت الصالة اللي فوق عشان ادق على عبدالله .. بس موبايله للحين مغلق ويوم دقت ع المكتب هالمرة حتى السكرتيرة ما ردت عليها.. وأول ما حطت السماعة رن موبايلها وكان ابوها المتصل..
ياسمين (بدلع): "باباااااااتي!!!.. حبيبي!!"
علي: " ياسمينتي حبيبتي!!!"
ياسمين: "باباتي وينك عني؟؟ "
علي: " ادري فديتج ادري اني مقصر وياج.."
ياسمين: "واااااااااااااااايد مقصر.. والله جنك الا كنت تبا الفكة مني.."
علي: " أفا يا ياسمين... جي تقولين عن شيبتج؟؟"
ياسمين:"مول ما تتصل فيه ولا مرة فكرت تزورني ولا حتى تنشد عني امايه.."
علي: "إنزين أول شي خليني اقول لج مبرووووووك وعقب بفهمج بشو انشغلت.."
ياسمين (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "الله يبارك فيك باباه.."
علي: "تحملي على عمرج عاد.. لازم تهتمين بنفسج وبالجنين.."
ياسمين: "ان شالله ابويه.."
علي: " هى كله ولا ياسمينة الصغيرونة .. نباها تطلع healthy "
ياسمين: " هههههههههه.. يا ويلي ع الانجليزي.. ابويه من متى ترمس انجليزي؟ ما احيدك!!"
علي: " هههههه ما عليج اتعلم والقط لي جم كلمة مني ومني.."
ابتسمت ياسمين بسعادة.. واستمر الصمت بينهم ثواني لين ما قطعه علي بسؤاله.." وين عبدالله؟"
ياسمين: "في الشركة.."
علي: "خبرتيه؟؟"
ياسمين: "ليش انا محصلتنه عشان اخبره؟؟ تيلفونه مغلق وفي المكتب ما يردون عليه.."
علي: "ما عليه بيرد ان شالله عقب وبتخبرينه.."
ياسمين: "ان شالله.."
علي: "واباج بعد ترمسينه في موضوع يخصني.."
ياسمين: "شو هالموضوع ؟"
علي: "ااا.. اباه يساعدني شوي .. هو عنده معارف وايدين وما شالله يحترمونه وودهم يخدمونه بعيونهم.."
ياسمين:" انزين؟؟"
علي: "ياسمين البلدية تبا تبند عني فندقين .. وانا متوهق تعرفين انه هالثلاث فنادق اللي عندي هن راس مالي .."
ياسمين: "وتبا عبدالله يكلمهم عشان يغضون النظر عن هالموضوع؟؟ صعبة شوي ابويه.."
علي: "لا صعبة ولا شي.. إذا على نظافة المطابخ انا بحط طباخين يدد وبحط فريق تنظيف يديد.. بس لا يبندون عني الفنادق.. تراني صج بخسر.. "
ياسمين: "وانته ابويه الله يهديك ليش ما تهتم بهالشي من البداية؟؟ انته تعرف انه الاخبار بسرعة تنتشر وهالشي بيأثر على سمعة الفنادق اللي عندك.."
علي: "ياللا عاد غلطة وما بتتكرر ان شالله.. ها بترمسينه؟؟"
ياسمين: "هى ان شالله برمسه ابويه لا تحاتي.."
علي: "ما تقصرين غناتي.."
سمعت ياسمين صوت الجرس تحت وقالت لأبوها: "ابويه عموتي ياية تزورني بسير اشوفها اوكى؟"
علي: "خلاص الغالية برايج سيري.."
ياسمين: "مع السلامة.."
علي: " مع السلامة.."
بندت ياسمين عنه وهي تتنهد بعمق.. ونزلت تحت عشان تجابل عمتها أم احمد وليلى..
***
الساعة عشر الصبح.. في شركة عبدالله بن خليفة للمقاولات.. المكاتب نشاطها غير طبيعي.. أكواب القهوة تتوزع في كل مكان.. وسكرتيرة عبدالله تعبت من كثر ما يطرشها للأرشيف ولغرفة الطباعة.. وباجي الموظفين اليوم بالذات ملتزمين بالشغل التزام فظيع.. لأنه عبدالله من الساعة ثمان وهو مسوي جولة في الشركة عقب التخاذل اللي صار يوم كان مسافر.. ومن كثر ما كان مزاجه معتفس ومحرج بسبة الشغلات اللي اكتشفها اليوم اغلق موبايله ومحد كان يتجرأ يرمسه او يوقف جدامه..وبسبب جولته هاذي اكتشف موظف شركة التأمين اللي كان يالس ويا المحاسبين يراجع فواتيرهم وقال له يتفضل عنده المكتب فوق..
ويوم يلس موظف التأمين في مكتب عبدالله كان مبين عليه انه مرتبك وكل شوي يطالع ايدينه وكأنه مكتوب على يبهته كلمة مذنب..
عبدالله كان يطالعه بقهر. ما يحيد انه غلط بشي عشان شركة التأمين اطرش موظفينها يراجعون الحسابات وحتى لو كان غلطان المفروض اييبون إذن من المحكمة بهالشي مب يطرشون هذا يتطفل عليه..
عبدالله (وهو يطالع الموظف بنظرة حادة): "شو قلت لي اسمك اخوي؟؟"
الموظف (وهو يطالعه بارتباك): " خليفة طال عمرك.."
عبدالله: "خليفة شو؟؟"
خليفة: "ها؟؟ خليفة .. خليفة محمد.."
عبدالله: "شو تشرب يا...اخ خليفة؟؟"
خليفة: "مشكور طال عمرك ما يحتاي تييب لي شي.."
عبدالله: "همممم.. انزين... على هواك."
وبدون أي كلمة ثانية رفع عبدالله السماعة ودق الأرقام وعيونه على خليفة اللي كان يراقبه بصمت وهو مب عارف ليش يابه هني وشو يبا منه.. خليفة حس انه طفل في المدرسة ومسوي شي غلط وفي داخله كان يقول " حسبي الله عليك يا راشد!!.. وهقتني .. صدق وهقتني!!"
عبدالله اطالع خليفة بخبث وقال له: "ليش جي عافس ويهك؟؟ تعرف وين متصل؟؟ لمديركم غانم بن رحمة.. بتخبره عنك.." وابتسم له عبدالله باستخفاف..
خليفة أول ما سمع هالجملة راح اللون من ويهه وحس انه خلاص انتهى.. وحتى الحوار اللي دار عقب بينه وبين المدير مول ما كان يسمعه .. كان يفكر شو اللي بيطلعه من هالورطة وكيف بيقنع مديرهم انه ما يشتكي عليه في الشرطة؟؟ وعبدالله كان يرمس وعيونه على خليفة وشوي شوي كانت عيونه تظيج من القهر اللي فيه وبند التيلفون وتنهد وسأل خليفة: "انزين خليفة .. هذا مديركم شكله ما يبا يشوفك في الشركة مرة ثانية.. وأنا إن شفتك حاولت بس انك تظهر من هني من دون ما تخبرني شو سالفتك. .بتصل بالسكيورتي يزخونك لين ما توصل الشرطة تحقق وياك.. يعني خلها بيننا احسن لك واعترف.."
خليفة حس انه مب رايم يتنفس وبطل حلجه عشان يرمس بس ما قدر ..ويهه كان يحترق من الاحراج والخوف.. وعبدالله يطالعه بكل برود رغم انه شاب ظو في داخله ..
عبدالله: " أترياك.. مب ناوي ترمس؟؟ اييب لك ماي؟؟ شكله ريجك ناشف.."
خليفة (بصوت واطي): "لا لا.. ما يحتاي.. انا بخبرك .. بس.. دخيلك انا ما يخصني بالموضوع.. لا توهقني وياهم.."
عبدالله: "منو طرشك؟؟ بسرعة ولا تكثر رمسة!!"
خليفة: "راشد.. المحامي راشد سليمان هو اللي طرشني.."
عبدالله: "راشد سليمان؟؟ وهذا شو يخصه بشركتي؟؟ ليش مطرشنك؟؟"
خليفة: "انا بخبرك بكل شي بس اوعدني إني اطلع من السالفة بدون ما اتوهق.."
عبدالله: "انته جي ولا جي بتعترف .. واذا ما رمست بالطيب الشرطة يعرفون شقايل يطلعونها الرمسة منك.. اللي سويته يا اخ يعتبر تجسس واستغلال سيء لسلطتك في شركة التأمين وما يحتاي اقول لك شو عقوبة هالشي.."
خليفة: " انزين خلاص.. خلاص عمي بخبرك بسالفة راشد سليمان بالتفصيل.."
اطالعه عبدالله باحتقار وسمع سالفة راشد سليمان ويا مبارك وسالفة الفواتير والحسابات كلها ويوم خلص خليفة من رمسته كان عبدالله يغلي في داخله من الخاطر..
***
في مدرسة مايد .. كانوا الطلاب كلهم مجبورين يحظرون الحصة الخامسة وأكيد ولا واحد فيهم منتبه حق الاستاذ.. ومايد طبعا ما بيختلف عنهم.. كان ميود الجيم بوي وخاشنها في الدرج ويلعب بما انه يقعد في آخر كرسي.. وربيعه فارس يالس حذاله ويلعب بموبايله ويطرش لربعه في الصفوف الثانية mms وربعه يردون عليه.. وكل شوي يقول لمايد: "شوف شوف هال mms والله انه طررر..!!"
ومايد يطالعه بملل ويرد يكمل لعبته.. والاستاذ مول مب هامنه..
مايد كان يفكر كيف بيقنع عمه انه يبا موتر.. مب لازم يشتري له موتر يديد .. عندهم في البيت كروزر من أيام العزبة قبل لا يبيعها أبوهم الله يرحمه.. ومحد يستخدمه ومايد يبا ياخذه.. بس المشكله انه بعده ما كمل 16 سنة وحتى لو عمه وافق اخته ويدوته مستحيل يوافقن.. تنهد مايد بظيج وهو يفكر بربعه اللي كل واحد فيهم يروم يسوق على كيف كيفه ومتى ما يبا.. الا هو الوحيد اللي ما يتجرأ يطلب من اهله هالطلب.. وفي هاللحظة قطع عليه فارس أفكاره وهو يعطيه موبايله ويقول له: "ميود والله تشوف هالصورة.. افففففف!!! والله انها قطعة..!!!"
تنهد مايد بملل واطالع ربيعه بنظرة مغزاها انه متى بتفكني من حشرتك؟؟ وخذ عنه الموبايل واطالع الصورة وهو رافع حاجبه اليمين يبا يعرف شو المميز فيها.. وفعلا.. كان فيها شي مميز.. كانت صورة بنية حلوة.. بس شو المميز فيها؟؟ دقق مايد في ملامحها ومن صدمته كان ما يبا يستوعب انه اللي في الصورة هاذي وحدة يعرفها.. ويعرفها عدل بعد.. حس مايد بويهه يحترق.. كان فعلا مب مصدق.. وعلى طول مسح الصورة من الموبايل قبل لا ايره ربيعه من ايده وهو يشهق ويطالعه بنظرة حادة..
فارس: "ليش مسحتها ؟ انته تخبلت؟؟"
مايد (بهمس): "ها؟؟ لا بس والله عيب اللي تسوونه .. كل ما وصلتكم صورة بنية طرشتوها لكل اللي تعرفونهم.."
فارس: "والله البنات يستاهلن.. !! هن اللي يطرشن صورهن للشباب.."
مايد: "بس في بنات والله يكونن مظلومات.. صورهن تكون عند ربيعاتهن وهن اللي يوزعنها عند الشباب.."
فارس: "جي ولا جي ما يحق لك تمسح الصورة من موبايلي.."
مايد: "اففف.. ياخي اسف غلطت .. خلاص؟؟"
اطالعه فارس باستغراب وسكت عنه ورد يتعبث في موبايله وهو يتأفف من الحركة اللي سواها مايد.. ومايد بند الجيم بوي عقب ما انسدت نفسه وتم يطالع السبورة وهو باله مب عند الدرس.. يبا يعرف هالحيوانة شيخوه كيف وصلت صورتها لموبايل ربيعه فارس..
***
في نفس الوقت وفي مدرسة البنات الابتدائية كانت سارة يالسة في حصة الفنية ترسم ومزنة يالسة حذالها تنقل نفس رسمة سارة في دفترها.. بس كانت في نفس الوقت مستغربة من الرسمة اللي سارة راسمتنها وقالت لها: "ساروه شو ها؟؟ رسمتج مول مب شي.."
اطالعتها سارة ببرود وقالت: "ما يخصج هاذي رسمتي انا.. "
مزنة: "بس انا ما اعرف ارسم هالحرمة اللي تطير.."
تنهدت سارة وقالت لها وكأنها يالسة تفهم وحدة ياهل اصغر عنها: "هاذي مب حرمة .. هاذي شبح.. ويالسة تطير فوق راس البنية اللي راقدة.."
مزنة: " الابلة قالت ارسموا غرفتكم.. مب أشباح!!"
سارة: "انزين انا راسمة غرفتي.."
اطالعتها مزنة بنظرة غريبة وقالت لها: "والشبح؟؟"
سارة: "وياية في الغرفة.."
مزنة: "ههههههه والله انج جذابة!!!"
ردت سارة تلون وهي تتنهد وقالت: "كيفج.. لا تصدقين.."
مزنة تمت تطالع الرسمة وتفكر باللي قالته ساروه .. وفي النهاية قصت الورقة وردت ترسم من أول ويديد.. وهالمرة رسمت غرفتها اللي في بيت يدوتها صالحة.. وقالت وهي ترسم: "ساروه اليوم العصر بيي بيتكم.."
ساروه: "انزين تعالي.."
مزنة: "طرشو لي دريولكم.."
ساروه: "ليش وين دريولكم؟"
مزنة: "أنا بيت يدوه .. امايه وابويه في دبي وما اعرف اتصل ع الدريول.."
سارة: "ما ادري اذا ما نسيت بخبر ليلى.."
مزنة: "اذا ما طرشتي الدريول بتصل بيتكم وبذكرج.."
سارة: "أوكى.."
مزنة: "امممم.. ساروه ساروه.."
سارة (بانزعاج): "هاااا.."
مزنة: " صدق عندج شبح في الغرفة؟؟"
سارة: "هى عندي.."
مزنة: "عادي اشوفه..؟؟"
سارة: "ما يطلع لكل حد.. حتى أمل ما شافته.. وبعدين لا تخبرين حد لأنه سر.."
مزنة: "والله ما بخبر.. بس يوم باي بيتكم اليوم ابا اشوفه.."
تجاهلتها سارة وردت ترسم.. وتذكرت الاصوات اللي تسمعها في غرفتها.. وخصوصا فليل يوم تكون راقدة.. تحس انه حد يناديها.. حد موجود في غرفتها وياها.. وهالاحساس ابتدا من يوم ردت من ايطاليا وسارة كانت أبدا مب خايفة.. بالعكس.. في داخلها تحس انه هالشي وايد طبيعي.. والصوت اللي تسمعه وايد مريح.. تماما مثل صوت امها.. يمكن عشان جي ما فكرت ابد انها تخبر ليلى او باجي اخوانها عن هالموضوع؟؟
***

سهيل كان توه طالع من المحكمة عقب ما خلص شوية شغل كان عنده هناك ورايح صوب الشركة عشان يخبر عبدالله بالرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس العصر.. كان وده يخبره من امس بس عبدالله طول اليوم وتيلفونه مغلق وما رام يوصل له.. والحين انسب وقت عشان يرمسه.. الموضوع ما يقبل تأجيل اكثر من جي ومبارك معصب وايد ويحق له.. وحتى سهيل انصدم من سالفة الفواتير هاذي وهو بروحه يبا يعرف اللي استوى من عبدالله..
بس يوم وصل للشركة ودش على السكرتيرة لقاها تصيح.. وحاطة ايدها على ويهها.. واقترب منها وهو مستغرب ووقف عند درجها وسألها: "روان؟؟ شو فيج؟؟ ليش تصيحين؟"
روان يوم سمعت صوته رفعت راسها ووكان ويهها كله متخيس من المسكرة اللي ساحت على خدودها ووقفت له وهي تترجاه بين دموعه: "دخيل الله استاز سهيل تشوف استاز عبدالله شو فيه... انا ما عملت شي عشان يطردني.. دخيل الله تكلمه .. بليييز استاز .. اعمل معروف.. أنا من وين بدي عيش ازا خسرت هالوظيفة؟؟"
سهيل: "شو؟؟؟؟؟!!.. طردج؟؟ ليش؟؟ خير شو استوى؟؟"
روان: " ما بعرف.. طردني انا وخمس موظفين غيري.. وآل بدو يعمل تحقيق مع موظفين الحسابات وبدو يطرهم هم التانيين.."
سهيل: "استغفر الله العظيم.. شو استوى عليه؟؟ ليكون بس عرف بالموضوع.. انتي هدي اعصابج وانا بشوف شو السالفة وبرمسه عشان يردج الشغل.."
يلست روان وحطت راسها ع المكتب وردت تصيح.. ما تتخيل انها بتفقد هالوظيفة اللي صدق حبتها.. الراتب كان وايد كبير وعبدالله احسن ريال اشتغلت عنده في حياتها المهنية كلها .. وخسارتها لهالوظيفة معناته انها بترد بلادها وبترد لحياة الفقر اللي كانت عايشتنها هناك..
سهيل دخل المكتب على عبدالله وشافه يرمس في التيلفون ويوم سمع صوت الباب يتسكر التفت وأشر لسهيل بإيده عشان ييلس.. ويوم خلص من التيلفون قال له: "تعال يا سهيل شوف المصيبة اللي انا فيها.."
سهيل: "شو استوى؟؟ وليش رغت روان من الشغل؟؟"
عبدالله: "خلها تستاهل.. وأي حد ثاني بحس انه متهاون في شغله عقب هاليوم على طول بروغه.."
سهيل: "ليش شو استوى؟؟"
عبدالله: "الأستاذ مبارك اللي تمدحه دوم.. مطرش جواسيس عشان ينسخون الفواتير اللي عندي.. على باله اني اخدعه واكل حقه من المشاريع.."
سهيل: "مبارك؟؟ لا لا .. عبدالله انته فاهم الموضوع غلط.. مبارك أمس كان.."
عبدالله (يقاطعه): "أنا فاهم الموضوع صح وبنفسي شفت الجاسوس عند المحاسبين ويبته هني وطلعت السالفة كلها منه.."
سهيل: "بس مبارك.."
عبدالله: "انته دومك ادافع عنه.. بس هالمرة خلاص ماله عذر وربيعه راشد سليمان توني مرمسنه وما رام ينكر انه مبارك رمسه عشان يطرش لي موظف التأمين.."
سهيل كان صج معصب ومتلخبط.. وقال لعبدالله: "غريبة.. مبارك أمس كان عندي وخبرني عن سالفة الفواتير كلها وانا ياي هني اسألك انته يا عبدالله عن هالتلاعب اللي صاير لأنه الريال عنده حق.. والمفروض من انته اللي تحرج.. هو اللي لازم يحرج ويهدد بعد.."
عبدالله: "انته واقف وياه ولا ويايه انا يا سهيل؟؟"
سهيل: "انا واقف ويا الصح.. وللحين في رايي مبارك هو الصح.. وانته الغلط.. واللي اباه منك الحين توضح لي الصورة اكثر عشان اعرف احكم عدل.."
عبدالله: " مهما كان اللي سويته .. لو مبارك صج راعي حق المفروض ايي يكلمني انا.. مب يطرش ناس اييبون له المعلومات من تحت لتحت..!!"
سهيل: "وليش ما تتفاهم وياه..؟؟"
عبدالله: "ومنو قال لك اني ما بتفاهم وياه.. ؟؟ انا الحين ساير له الشركة.."
سهيل: "بس قبل لا تسير خبرني انا شو سالفة هالفواتير.."
عبدالله: "الحين من بين هالناس كلهم ما لقيت تشك بحد غيري انا يا سهيل الله يهديك!!"
سهيل: "أنا مب شاك فيك ولا شي .. انته محشوم عن هالسوالف يا عبدالله واعرفك ريال حقاني وما ترضى بالغلط بس بذمتك ما استغربت من هالشي اللي استوى؟؟"
عبدالله: "أكيد وانصدمت بعد.. واستوى لي ساعة وانا مستدعي هالهرم المحاسب وجيه وللحين ما شرّف.. "
سهيل: "ولا بيشرف بعد اذا كان هو اللي ورا هالفواتير المزيفة .. أحسن لك تبلغ الشرطة من الحين .. قبل لا تتوهق ويا مبارك.."
عبدالله: "أنا بلغت الشرطة وبيون يحققون بس مبارك لازم ارمسه..واباك وياية يا سهيل.."
سهيل: "ياللا قوم بنسير.."
عبدالله: "هاذي بعدها برى تصيح؟"
سهيل: "هى والله كسرت لي خاطريه ما بتردها؟؟"
عبدالله: " لا الحين مب متفيج لها.. باجر بردها ان شالله.."
ابتسم له سهيل وعبدالله رغم القهر اللي فيه ابتسم وطلعوا اثنيناتهم متجهين لشركة مبارك..
***





في غرفة مريم اللي للحين ما طلعت منها من أمس.. كانت تحس بعمرها اليوم وايد أحسن.. حتى ويهها كان منوّر والسواد اللي تحت عينها خف لأنه أمها أمس غصبتها تاكل واليوم بعد تريقت .. راحة نفسية فظيعة كانت تحس بها وهي اطلع دفتر خواطرها من الدرج.. وتتصفحه.. تقرا أشعار جديمة ونثر وخواطر كتبتها في مناسبات وتواريخ محددة.. كان خاطرها تكتب.. بس خلال الأسبوعين اللي طافوا ما كان في أي شي يشجعها انها تكتب.. بس اليوم غير.. تحس في خاطرها شعر تبا تكتبه .. وتدري أول ما تيود القلم بتنساب الكلمات منها بدون أي معاناه.. بس بعد ما كان لها نفس.. جلبت الصفحات ويت عينها على خاطرة كانت كاتبتنها من زمان.. أول ما ابتدت النوبات العصبية تزيد عليها وهي في الثانوية العامة.. وابتسمت وعيونها تقرا الكلمات اللي من كثر ما قرتهن حفظتهن..
" أنـا..احساس مغرور000 خالى شعور ..يمشى بين الناس محطممكسور..أنـا روح000 ميته بروح ..وجروح000تنزف جروح وعالمى 000 كله مهدومالصروحأنـا حرف 00 بدفاتر منسيه ..بعد ماكنتقصيده 00 بامسيه شعريه .. أنـا اسيره خيالى.. مفتاح قيدى 00 فى سلاسل امالى ..وامالى 000 مفقوده بين وديان همومجبالى .. أنـــا .. ورده دمعها 00 بيدينكوعطشها 00نزف ريقك .. وألمها 000 ببعدك وجفاك.. أنا.. لحنغريب00بمزمار السنين .. فيه من الحنين 00 وفيه من نغمات الانين.. وفيه كسرات عودبلحن حزين.. أنـا إبتهال00فى يدينحاير .. ضاقت به الدنيا000وثاير .. ماجنا بحياته غيرالخساير.. يطلب من ربه 00 ويرتجيهيستجيب لدعاه 00ويرضيهأنـا .. وجه الربيع 00 الشاحب منالظما.. عطشان 00 والمارد جفـاء.. خايف 00 من برد الشتاءفىنهاره 00والمســاء..أنــا ذكرىقديمة .. مبتور صاحبـها.. يقتلها الماضي.. ويحييهـا حاضرها.. أنا روح 000هنيهفى رحم الدنيا 00 الشقيهمكتوب ساعه ولادتىبلحظه من دقايقوفاتى .. أنا خياليه 00 بدنيا واقعيه..احزانىبقلبى 00 شاعريه.. تعجبنى رسمات الحروفالابجديه.. أنـا النهايه 00 فى الفرحوالبدايهبالاحزان.. وانا كل الــجرح..تغنى لى باعذب اللحان.." *
تنهدت مريم وهي ترد الدفتر في مكانه بالدرج وأول ما وقفت عشان تبدل ثيابها وتنزل تحت في المطبخ عند أمها سمعت صوت دق على باب غرفتها وسارت تبطله.. كان منصور واقف عند الباب يطالعها وعلى ويهه ابتسامة عذبة..
منصور: "صباح الخير.."
مريم (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "صباح النور يا هلا والله.. تفضل منصور.."
دش منصور الغرفة ويلس ع الشبرية وسألته مريم وهي تيلس حذاله: "ليش راد من الدوام هالحزة؟"
منصور: "بس جي. . مزاج.. المدير العام وكيفي.."
مريم: "هههههه.. معقولة تولهت عليه ورديت عشان تشوفني؟؟"
منصور: "هي هاذي.. تصدقين؟؟ والله تولهت عليج.."
اطالعته مريم بنظرة وقالت: "ما اصدقك.."
منصور: "أفااا.. انزين عشان اثبت لج.. قومي اتلبسي.."
مريم: "أتلبس؟؟ وين بنسير؟"
منصور: "بوديج دبي.. بنتغدى هناك .. وبنسير نتشرى لج من هالكتب اللي تحبينهن.."
مريم: "صدق؟؟ صدق منصور ؟؟"
منصور: "هى بلاج جي تطالعيني.. صدق والله قومي تلبسي.. أنا وانتي بس.. "
مريوم من الفرحة وقفت وركضت صوب الكبت.. وهي تقول: "دقايق وأكون جاهزة.. ياللا منصور اطلع ابا اتلبس.. "
منصور: " ههههههه زين زين.. بطلع.. اترياج تحت.."
مريم: "بخلص وبنزل الصالة.."
طلع منصور من الغرفة ويلست مريم تبدل ثيابها بسرعة وهي مستانسة انه منصور ودر الدوام وبيفضي عمره حقها اليوم .. بس عشان خاطرها هي..
***
عبدالله وسهيل وصلوا مبنى شركة مبارك عقب عناء طويل وعقبات عديدة كان أولها روان اللي أول ما شافت عبدالله طالع من المكتب انهدت عليه وهي تصيح وتترجاه يتراجع عن قراره.. وآخرها سكرتيرة مبارك اللي رفضت تماما انها ادخلهم عليه .. وفي النهاية ما سوى لها عبدالله سالفة ودش مكتب مبارك من دون حتى ما يدق الباب وشافه يالس ويا المحامي راشد سليمان اللي انصدم يوم شاف عبدالله داش عليهم..
مبارك (وهو يوقف ويطالع عبدالله بتحدي): "أظن السكرتيرة قالت لك انه عندي اجتماع"
عبدالله (وهو يرد له نفس النظرة): "اجتماعكم هذا أنا أول واحد لازم اكون موجود فيه.. "
سهيل: " يا جماعة ما له داعي هالاسلوب .. عينوا من الله خير وايلسوا وخلونا نتفاهم.."
مبارك: "اسمع يا عبدالله من دون مقدمات ورمسة فاضية.. أنا ابا حقي.."
عبدالله: "مالك حق عندي.."
المحامي راشد: "بس الفواتير اللي عندنا تقول غير هالشي.."
مبارك: "راشد ممكن.."
عبدالله (لراشد): "انت بالذات تسكت وما يخصك .. هالمسألة بيني وبين مبارك.."
مبارك: "راشد محاميه.. ومثل ما دخلت سهيل في السالفة انا دخلته هو.. "
وقف سهيل جدام عبدالله وعطى ظهره لمبارك وقال بنبرة حادة: "عبدالله ايلس وخلنا نتفاهم.. وانته يا مبارك.. عشان خاطري هدي اعصابك.. "
كانت النظرات اللي بين عبدالله ومبارك مشتعلة ولو الواحد فيهم يروم يجتل الثاني بعيونه ما بيتردد في هاللحظة أبدا.. بس احتراما لسهيل يلسوا اثنيناتهم متجابلين.. وتنهد سهيل بارتياح مؤقت وهو يطالع المحامي راشد سليمان ويقول له: "ممكن تتفضل تيلس ؟"
يلس المحامي ويلس سهيل حذاله.. وقال: "خلونا أول شي نتفاهم على سالفة الفواتير.. عبدالله.. مبارك عنده أدلة تثبت انك شركتك كانت تاخذ النصيب الأكبر من الأرباح وبدون علمه.. يعني حصل تلاعب في الفواتير.. وانا فهمتك كل شي واحنا يايين هني.. "
عبدالله: "أنا ما لي علم بهالموضوع .. ومب قاصر من البيزات عشان اتلاعب بكم ألف مالهن أي جيمة.. يمكن الغلطة تكون من المحاسبين اللي عندي ويمكن بعد تكون غلطة مب مقصودة أنا ما اروم اظلمهم.. بس المفروض هالشي تتناقش فيه ويايه أنا .. بدل لا تسير وتتآمر عليه من ورايه يااا.. مبارك.."
مبارك: "والله عاد سواء كانوا المحاسبين هم الغلطانين ولا انته الغلطان. .ألتلاعب استوى وانا عندي ادلة.. وهالقضية بتحلها المحاكم يااا .. عبدالله.. "
سهيل: "مبارك!!"
مبارك (وهو يتجاهل سهيل): "وعن سالفة التآمر أنا خبرت المحامي عن القضية بس ما طلبت منه يتصرف وهو تصرف بنفسه وانا ما يخصني باللي استوى.."
المحامي راشد: "فعلا يا أخ عبدالله انا اتحمل كامل المسئولية عن اللي استوى.."
اطالعه عبدالله باحتقار وقال: "صدقني بتتحمل المسئولية عدل انته وربيعك خليفة.. وانا قدمت البلاغ ضدكم.."
مبارك: "والبلاغ ضدك انته باجر بقدمه.."
اطالعه عبدالله ببرود ورد له مبارك نظرته بنظرة حادة .. وسهيل كان يشوف الوضع يتأزم جدامه ومب عارف شو يسوي.. وفي النهاية قرر يلجأ للوسيلة الاخيرة وقال للمحامي راشد سليمان: "ممكن اخوي تخلينا بروحنا شوي؟؟ "
مبارك: "لاء.. راشد يتم هني.. "
سهيل: "أبا ارمسكم انتو الاثنين بروحكم.."
مبارك: "اعتقد ما بجى شي نقوله.."
عبدالله: " أنا كنت ياي هني اتفاهم وياك.. وكنت اتمنى نحل هالمسألة بعيد عن المحاكم.."
مبارك: "لو كنت صج تبا تتفاهم ما بتهجم عليه في المكتب بهالطريقة.. وما بتقدم بلاغ على محاميه من دون ما تخبرني.."
عبدالله: " أهاااا... خلاص.. مثل ما قلت يا مبارك.. ما بجى شي نقوله او نتفاهم عليه.. (ووقف واطالع سهيل بحزن وهو يوقل).. ياللا يا سهيل.. نش خلنا نروّح.."
تنهد سهيل وهو يطالع مبارك بحزن ومبارك نزل عيونه عشان لا يواجه نظرته.. كان يحترم سهيل وايد بس هالمرة ما يقدر ينفذ كلامه او يراعي مشاعره. وقبل لا يطلع عبدالله وسهيل من المكتب.. وقف مبارك وقال: "عبدالله.."
التفت له عبدالله وعلى ويهه نظرة تساؤل..
مبارك: " اعتقد انه الثقة انعدمت من بيننا.. على الاقل من صوبي أنا.. تقدر تعتبر هالشراكة خلاص انتهت.. والأخ سهيل اكيد ما بيقصر وبيسجل هالشي في المحكمة.."
***



الساعة الحين وحدة الظهر وياسمين من عقب ما روحوا عنها أم أحمد وليلى ومن عقب ما دقت لعبدالله ألف مرة ولا حصلته وهي يالسة ع النت.. عبدالله وعدها يشتري لها كمبيوتر هالاسبوع وشيخة ما قصرت وعطتها اللاب توب الجديم مالها.. والuser name والباسوورد مالها.. وتمت ياسمين تتصفح المواقع وهي ما تعرف بالضبط على أي بر ترسي.. الجات مول ما عيبها ولا تعرف ليش شيخة متخبله عليه وكل يوم ادشه.. وحتى المنتديات حست انها ما تستهويها.. ياسمين ما تحب السوالف الثقافية ولا يهمها انها ترمس ناس ما تشوفهم ومعظمهم يهال من اللي يدشون الجات.. وعشان جي دشت واحد من مواقع البطاقات المشهورة في النت واللي كانت شيخة حاطتنه في المفضلة وتمت تتصفح البطاقات الموجودة فيه.. كان الموقع وايد حلو وياسمين عيبتها التصاميم الموجودة فيه وانبهرت بالدمج العجيب بين الصور والكلمات.. وكان خاطرها تعبر لصاحبة الموقع عن اعجابها بالبطاقات.. بس طبعا ما كانت تعرف شو تسوي.. واتصلت بشيخة اللي كانت توها ناشة من الرقاد وردت عليها بصوت خشن..
شيخة: "ألووو"
ياسمين: "صباح الخير.."
شيخة: "هلا والله صباح النور.. شحالج غناتي؟"
ياسمين: "الحمدلله انا بخيييير.. انتي شحالج؟؟"
شيخة: "تماام والله.. شو الاخبار؟"
فكرت ياسمين تخبرها عن سالفة الحمل ولا لاء.؟؟ بس في شي في داخلها منعها من انها تخبرها.. خصوصا انه ما تعرفها عدل للحين.. ولو انه شيخة تحب تتصرف وكأنها ربيعة ياسمين من زمان بس ياسمين ما يعيبها تاخذ وتعطي وياها وايد.. وللحين مرابعتنها بس عشان تبعد الملل عنها شوي..
ياسمين: "أنا يالسة ع النت.."
شيخة: "ههههههههه .. ما شالله عليج ما تظيعين وقت.."
ياسمين: "لا والله بس ملانة.. وما عندي شي اسويه.. وريلي بعده ما رد من الدوام.. عشان جي قلت ادش.."
شيخة: "ووين دشيتي؟ الجات؟"
ياسمين: "لا لا .. دشيت موقع بطاقات.. واااايد حلو.. اسمه موقع.............."
شيخة: "أهااا.. هالموقع غاوي دوم اطرش منه بطاقات لربيعاتي.."
ياسمين: "انزين شيخة بغيت أسألج.. "
شيخة: "امري غناتي.."
ياسمين: "أنا ابا اخبر صاحبة الموقع انه الموقع عيبني.. وين اسير؟؟"
شيخة: "ههههههههه وشله تكتبين لها؟؟"
ياسمين: "ما ادري..بس جي.. اباها تعرف انه الموقع عيبني.."
شيخة: "يا ويلي عالطيبة والبراءة..!!"
ياسمين: "هههههههه ما يخصه.. انزين بتخبريني ولا؟؟"
شيخة: "هى بخبرج.. سيري صوب مكتوب للتواصل معنا.. شفتيه؟؟"
ياسمين: "امممممممم.. هى شفته.. اهوس عليه؟؟"
شيخة: "هيه.. شو طلع لج؟"
ياسمين: "سجل الزوار.. معاينة.. توقيع.."
شيخة: "أوكى هوسي على توقيع.."
ياسمين: "أهااا.. طلع لي الاسم والبريد والرسالة.."
شيخة: "أوكى في الاسم اكتبي اسمج او لقبج.. "
ياسمين: "عادي اكتب اسمي؟؟"
شيخة: "كيفج.. انتي حرة .."
ياسمين: "امممم.. لا لا مب حلوة.. بحط لقب.. "
شيخة: "شو كتبتي اللقب؟"
ياسمين: "ياسمينة "
شيخة: "ههههههههه شو الفرق؟؟"
ياسمين: "ما فيه افكر بلقب.. انزين وعند البريد شو احط؟؟"
شيخة: "حطي بريدي.. (ونقلتها شيخة ايميلها).. المرة الياية يوم بجوفج بعلمج شقايل تسوين لج ايميل.."
ياسمين: "أوكى خلاص.. وعند الرسالة اكتب اللي اباه صح؟"
شيخة: "هى.."
ياسمين: "انزين ياللا مشكورة.. باي.."
شيخة: "افااا.. بتبندين؟؟"
ياسمين: "هى عقب بدق لج.."
شيخة: "أوكى اترياج.."
بندت ياسمين وهي تتأفف.. مول ما كانت اداني شيخة بس مجبورة اتم وياها مالها غيرها هني في العين.. وردت افكارها ع الموقع اللي جدامها وعصرت مخها لين طلعت كلمات شكر وتقدير لصاحبة الموقع وطرشتهن حقها.. وعقب دقايق ملت وبندت النت وردت اللاب توب في شنطته وسارت تحت تطالع التلفزيون..
***
في السيتي سنتر في دبي .. وبالتحديد في المجرودي.. كانت مريم يالسة ويا منصور يشربون hot chocolate عقب ما حست مريم انها شبعت من كثر الكتب اللي اشترتهن.. وكانت تدري انه منصور رغم مشاغله يايبنها هني عشان تستانس وقدرت له هالشي وايد.. ومنصور كان بعد وايد مرتاح لأنه مريم اليوم حالتها وايد تحسنت عن الاسابيع اللي طافن وتمنى انه اللي بيقول لها اياه ما بيأثر على مزاجها ..
منصور: "مريامي؟؟"
مريم: " عونك.."
منصور: "عانج ربج غناتي.. بغيت اخبرج بموضوع.. وقبل لا تعرفينه.. تأكدي انج مب مجبرة تردين عليه الحين وحتى مب لازم تردين .. اذا تبين اطنشين الموضوع عادي طنشيه.. خلاص؟؟"
مريم (وهي تطالعه باستغراب): "أوكى شو هالموضوع؟؟"
منصور: "واحد من ربعي... رمسني امس.. وو.. يبا يخطبج.."
كان منصور يرمس ومع كل كلمة يقولها يطالع الانفعالات اللي على ويه اخته مريم.. بس ملامح ويهها كانت غير مقروءة .. وتمت تطالعه بنفس النظرة ولا كأنها سمعت شي وفجأة ابتسمت وضحكت بنعومة..
منصور: "ليش تضحكين؟؟"
مريم: "ربيعك هذا تخبل؟؟ وانته يا منصور المفروض كنت ترفض من دون ما ترمسني.."
منصور: "وليش ارفض؟؟"
مريم (باستخفاف): "منصور الحين انا ويه زواج؟؟"
منصور (بثقة): "هى نعم والف من يتمناج.."
مريم: "في نظرك انته بس.."
اطالعها منصور والابتسامة تختفي من ويهها وقالت له وهي تركز نظراتها عليه: "خل ربيعك يدور له وحدة تنفع تكون له زوجة.. مب وحدة بيتم يخدمها ويهتم فيها لآخر يوم في حياتها.."
تنهد منصور بحزن وكان باين عليه انه معصب ومريم اجبرت نفسها انها تبتسم وقالت له: "قوم خلنا نسير نتغدى.. تراني من الخاطر يوعانة.."
منصور (بدون نفس): "ياللا قومي.."
اطالعته مريم بدلع وقالت وهي توقف: "لا ترمسني جي.."
منصور (يبتسم): "ان شالله.. ياللا غناتي نسير نتغدى.."
مريم: "هى جي احسن.."
وطلعوا اثنيناتهم عقب ما دفع منصور الحساب وساروا يدورون لهم مطعم غاوي يتغدون فيه..
***



يوم رد عبدالله البيت الساعة ثنتين ونص كانت ياسمين تتمشى في الحديقة وهي خلاص تحس انه صبرها نفد.. تبا تخبره الخبر الحلو بسرعة ومقهورة منه لأنه تيلفونه للحين مغلق.. عبدالله وايد كان متكدر وأعصابه تعبانة.. وكل اللي يبا يسويه هو انه يرقد ويكون بروحه.. يبا يفكر عدل وبهدوء بكل الأحداث اللي استوت له اليوم الصبح عشان يعرف يقرر شو يسوي بخصوصهن.. بس كان لازم يعترف لنفسه انه منظر ياسمين وهي واقفة تترياه في الحديقة وعيونها تطالعه بنظرة حادة ولابسة جلابيتها الزرقا اللي يموت فيها خلاه يبتسم من خاطره وينسى ولو للحظة المشاكل اللي يعاني منها..
وقبل لا يوصل لها اقتربت منه ياسمين وحطت اياديها على خصرها وقالت : "ممكن اعرف ليش تيلفونك مغلق من الصبح لين الحين؟؟"
عبدالله: " هههههه فديت روحج تيلفوني مفضي نسيت اجرجه امس.. جان اتصلتي ع المكتب.."
ياسمين: "اتصلت بس هالسكرتيرة الحيوانة قالت لي انك مب موجود.."
عبدالله (وهو يحط ايده على جتفه ويمشي وياها لباب الصالة): "هى انا اليوم وايد كانت عندي اشغال برى الشركة..سويت جولة على ال.."
ياسمين: "مابا مابا مابا اسمع عن الشركة..!!.. أنا عندي خبر وايد مهم.."
عبدالله: "شو هو؟؟ "
بطلت له ياسمين الباب وقالت: "دش بخبرك ما ينفع هني.."
دش عبدالله وهو يتنهد بتعب ويلس ع القنفة ويلست ياسمين على ريوله واطالعته بدلع وقالت: "عبادي انته اليوم لازم تكون اسعد انسان في الدنيا.."
عبدالله (باستهزاء): " هييييييه اكيييد!!"
ياسمين: "أوووهووو.. أنا ما يهمني شو استوى في الشغل.. هني البيت.. يعني جو ثاني.. لا تخرب عليه فرحتي!!"
عبدالله: "هههههههه... خلاص خلاص فديتج ما بنخرب عليج فرحتج.. ارمسي.. شو هالخبر اللي مخلنج مفرفشة جي اليوم.."
ياسمين: "عبااااااادي.. أنا....حاااااااااامل.. "
محد في هالدنيا يقدر يتصور السعادة اللي غمرت أحاسيس عبدالله في هاللحظة.. سعادة خلته ما يشوف ولا يحس بأي شي حواليه.. غير هالانسانة اللي منحته أغلى أمنية على قلبه.. وحققت له حلم كان يراود قلبه من سنين.. كل الهموم اختفت وكل المشاكل والمشاغل انركنت على صوب جدام هالخبر اللي بالفعل خلاه اسعد انسان في الدنيا في هاليوم..
***

" You will Always Remember this.. as the day you ALMOST caught Jack Sparrow"
بهالجملة خلص فلم Pirates of the Caribbean اللي كان مايد يالس يتابعه هو ومترف في الميلس في بيتهم.. وعقب ما خلص الفلم نقز مايد من مكانه وفي ايده عصا وفي نفس اللحظة وقف مترف وهو يصرخ ويصوب العصا اللي في إيده صوب مايد : "أين ستهرب مني أيها القرصان ؟؟ سوف أقطعك إربا إربا وأرمي بلحمك لأسماك القرش المفترسة!!"
مايد (وهو يعفس ويهه ويحاول يخلي نظرته شريره): " لن تتمكن من النيل مني أيها البحار.. ها ها ها.. سوف أيوّدك بيديه هاتين وافرّك في البحر لتغرق وحيدا بائساً"
مترف ما تحمل وانفجر من الضحك .. : "إييييييييه شو هاللغة الخربانة؟؟"
مايد: "ههههههه تعال نشوفه مرة ثانية.. والله عجيب الفلم"
مترف: "لا لا بسنا.. شفناه مرتين.. يكفي.. أنا مب ياي هني عشان انحبس في الميلس قوم بنسير نهيت في العين مول.."
مايد: "امممم الهياتة خلها حق عقب المغرب.. تعال الحين بنسير نزيغ قوم ساروه احيدهم يلعبون في الحديقة صوب المسبح.."
مترف (بتردد): "وين تبا؟ وأختك؟"
مايد: " لا لا محد أختي سارت عند ربيعتها.. وما بترد إلا عقب المغرب. .الساعة الحين أربع ونص بعده وقت قوم ياللا والله وناسة بنزيغهم..هي هي هي.."
مترف (وهو يبتسم ابتسامة شريرة): " ياللا .."
طلع مايد ويا مترف من الميلس وكل واحد شال عصاته في ايده وسارو صوب الحديقة.. اليوم مترف فاجأ مايد ويا يزوره في العين.. اتصل به وقال له انه عند باب بيتهم ومايد طار له بسرعة عشان يشوفه لأنه صج كان متوله عليه.. وأيامه هالكورس في المدرسة وايد مملة ومالها طعم من دونه.. واليوم يوم شافه حس انه كل الشطانة اللي فيه ردت له وكل الخمول اللي كان فيه هاليومين راح عنه.. وهم في دربهم للحديقة كان مايد سرحان وأفكاره غصب ردته للصورة اللي شافها في موبايل ربيعه ومب عارف كيف يتصرف بخصوصها .. وفي هاللحظة سأل مترف مايد: "شو أخبار مانع؟"
مايد: "للحين نذل.. وطول عمره بيتم نذل.."
مترف: " ليش سوالك شي بعد؟؟"
مايد: "يخسي الا هو.. من هذاك اليوم اللي ظربته فيه وهو ما يتجرأ يحط عينه في عيني.."
مترف: "ههههههه... "
مايد: " بس بعدني مب مطمن له.. "
مترف: " ما عليك منه.. كلها سنتين وبتفتك من المدرسة وصدعتها.."
مايد: " صدقت.."
سارة وأمل وخالد كانوا يالسين في الحديقة صوب المسبح.. وشكلهم صج مشغولين.. مسوين دائرة وفي نصهم جدر صغير وعلبتين حليب مركز وثلاث اجياس جوز الهند .. وأدوات تشكيل البسكويت على شكل نجمة وقلب ومربع ودائرة ومثلث ووردة.. وخالد يايب الحمسة مالته في حوضها الصغير وحاطنها حذاله ويطالع خواته اللي قررن اليوم يسون حلاوة جوز الهند اللي شافن طريقتها على قناة سبيس تون.. وليلى قبل لا تسير بيت موزة رفعت شعورهن فوق وربطت لهن اياه بسكارفات وردية كانت عندها وعطتهم قفازات بلاستيك عشان النظافة وهم يشتغلون ووصتهم على خالد وسارت..
بطلت سارة واحد من الاجياس اللي حذالها وصبت جوز الهند في الجدر.. واطالعت أمل وهي تقول: "أنا بحط جوز الهند.. وانتي صبي الحليب.. وخالد.. انته حركهم عشان يستوون عجينة.."
أمل + خالد: "أوكى.."
صبت سارة جوز الهند وسووا أمل وخالد نفس ما قالت لهم اختهم .. وشوي شوي ابتدت العجينة تتماسك وارتسمت البسمة على ويوههم وهم يحسون بنشوة الانتصار..
أمل: "الله!!!.. استوت!!.."
سارة: " نحط بعد حليب؟؟"
أمل: "لا لا .. هم قالوا بس علبتين.."
سارة: "ياللا هاتي ادوات التشكيل.."
خالد: "عادي اعطي سلحفاتي؟؟"
اطالعته أمل بنظرة حادة وقالت وهي تشدد على كل كلمة: "لاء.. هذا أكل أوادم.. حمستك الوصخة هاذي أكلها حشيش!!"
خالد (وهو مبوز): "ما اطيع تاكله.. وحتى الخس ما تباه.. انزين بس بعطيها حبة وحدة..!!"
بكل هدوء سوت له سارة كرة صغيرة من جوز الهند وعطته عشان يعطي الحمسة وأمل تمت مقهورة بس سكتت وكملت شغلها.. وفي داخلها تتحلف لهالسلحفاة اللي من يوم يابها خالد وهي منأرفة منها.
أمل: "بعدين شو نسوي نحطها في الفرن؟؟"
سارة: "هم قالوا عادي جي ناكلها.. بس نحطها في الثلاجة عشان تتماسك أكثر.."
أمل: " أوكى.."
في هاللحظة.. ومن دون سابق انذار هجم عليهم مايد ويا مترف من ورا الشير وهم يصرخون :" هجوم القراصنة!!"
تمت أمل مبطلة عيونها وعقب ما استوعبت الموقف صرخت ونشت بسرعة هي واخوانها وكل حد يشل أغراضه وياه.. بس مايد ومترف كانوا اسرع وشلوا عنهم الجدر وحوض السلحفاة.. ووقف مترف يطالعهم ويبتسم.. صار له شهرين مب شايفنهم وفي هالفترة القصيرة تغيروا وايد.. أمل ماشالله كل مرة يشوفها فيها يحس بها تطول أكثر ووزنها يزيد.. والحين وهي تطالعه وتبتسم غمازاتها كانت وايد واضحة وشكلها وايد كيوت.. وخالد ويهه بعده متورد من الحروق اللي كانت فيه وعيونه وايد ناعسة .. بس سارة هب اللي صج جذبت انتباه مترف.. هالطفلة كل ما يشوفها ينبهر ويتم في داخله يسمي عليها بالرحمن عن يحسدها.. جمالها مب طبيعي وشعرها اللي تعود يشوفه مبطل، الحين رافعتنه ورابطة سكارف وردي على راسها ولونه منعكس على بشرتها الصافية.. وعيونها اللي نادرا ما يشوف البسمة توصل لها هالمرة كانت تطالعه بسعادة حقيقية وهالشي خلاه يبتسم لها من الخاطر..
خالد (بعصبية): "ردوا سلحفاتي!!!.. ميود ردها.."
مايد: " جااب ولا كلمة .. ما ابا اسمع نفس.. انتو رهائن عندنا وهالحلاوة هي الكنز.. ولازم ناخذه.. والسلحفاة بعد"
أمل (وهي مستانسة ): " وشو بتسوون فينا؟ بتذبحوننا؟؟"
مترف: "بنوديكم السجن.."
اطالعه مايد باستغراب:" ليش القراصنة عندهم سجن؟؟"
مترف (وهو يبتسم بخبث) : "وهم شو دراهم؟؟ تعال نسجنهم.."
بس اللحظة اللي رمسوا فيها هم الاثنين عطت خالد وأمل وسارة الفرصة انهم يشردون وفي ايدهم الصينية اللي شكلوا فيها الحلاوة.. ومايد على طول ركض وراهم وهو يزاعج عليهم: "وقفوا!!.. ما يستوي تشردون انتو رهائن عندي!!!.."
مترف في البداية تردد انه يدش وياه الصالة من باب الحديقة الزجاجي بس عقب قال بما انه اخته العودة محد .. يعني عادي وركض وراهم داخل.. بس أول ما وصل عند الدري تفاجئ بطفلة أول مرة يشوفها وهي يوم شافتهم راكضين فوق فرت نعالها ع الارض وركضت وراهم.. ودزت مترف وسبقته ع الطابق الثاني.. ومترف وحليله فقط ويهه ورد ويلس تحت في الصالة..
***



في مكان ثاني من العين.. وجدام باب الفيلا اليديدة اللي كان عبدالله باننها لياسمين.. كان عبدالله موقف سيارته ويطالع ياسمين اللي كانت مغمظة عيونها ومبتسمة وقلبها يدق بسرعة من الاثارة اللي حاسة بها.. وعبدالله عيبه شكلها وتم يطالعها ثواني قبل لا يبطل باب السيارة وينزل ويبطل الباب من صوبها ويمد لها ايده عشان تنزل وهي بعدها مغمظة عيونها وتضحك ..
وعقب ما اتأكد انها مواجهة الفيلا جان يقول لها: "ما بتبطلين عيونج؟؟"
ياسمين: "أبطل؟؟"
عبدالله: "هى بطليهن..وشوفي المفاجأة.."
بطلت ياسمين عيونها واطالعت الفيلا وهي مب مستوعبة اللي يصير.. كان اللي جدامها قصر.. الحديقة وايد عودة.. والبوابة حديدية سودا ومزخرفة بشكل رائع.. تنفست ياسمين بشكل متقطع وحطت ايدها على قلبها واطالعت عبدالله اللي كان واقف حذالها يراقب كل ردة فعل تطلع على ملامحها ويبتسم لها بحنان.. ومن دون ما تسأله عرفت.. عرفت في داخلها انه هالقصر قصرها.. وانها هي الاميرة اللي بتعيش في داخله.. كانت هاي أكبر وأعظم هدية ممكن انه ياسمين تتخيلها.. ومشت ببطئ باتجاه البوابة وقلبها يدق بعنف.. وعبدالله كان يمشي وراها..
دشت ياسمين الحديقة اللي كانت النافورة في نصها.. وعلى الجوانب احواض المفروض يكون فيها ورد بس بعده ما انزرع والشجيرات الصغيرة اللي توهم زارعينها.. وعلى اليمين الميالس وع اليسار ملاحق.. وغرفة أكيد بتكون للزراع يحط فيها اغراضه.. ومشت مسافة طويلة لين وصلت لباب الصالة وبطلته.. وأول ما دشت حطت ايدها على حلجها وهي مب مصدقة.. الفيلا كانت فخمة لأبعد الحدود.. الأثاث من أرقى ما يكون وعمرها ما تخيلت او دشت مكان بهالفخامة.. وغصبن عنها نزلت الدموع من عينها وهي واقفة حذال طاولة عودة في نص الصالة عبارة عن حوض من الاسماك الذهبية .. وقبل لا تكمل باجي الاثاث التفتت وراها وشافت عبدالله واقف يتأملها وعلى ويهه ابتسامة رضا..
ياسمين اقتربت منه بسرعة وحظنته حيل وهي تقول له : " حبيبييييييييييي... والله روعة روعة روعة الفيلا عمري ما تخيلت اني بسكن في مكان بهالروعة.. فديت روحك الله لا يحرمني منك ان شالله.."
وقبل لا يرد عليها باسته بسرعة على خده وركضت صوب الممر وهي تفر عباتها على القنفة وتقول له: "بسير أشوف الغرف كلها.. تعال عبادي تعال!!!"
عبدالله ما رد عليها.. حس انه صوته راح.. وهو يتذكر خيالات جديمة وصور لماضي رد يتكرر جدام عينه من أول ويديد.. قبل ثلاثة وعشرين سنة.. كان واقف في وسط الصالة في فيلا تشابه هالفيلا وجدامه حبيبة قلبه وعروسه نورة.. نفس فرحة ياسمين كانت في عيون نورة.. ونفس الحركة اللي سوتها نورة يوم فرت عباتها وركضت تشوف باجي الغرف تكررت اليوم جدام عينه بس بدل نورة كانت اللي جدامه ياسمين.. ويا كبر الفرق اللي بين هالثنتين.. نورة .. يااااااااه شكثر كان يحبها.. مجرد انها تبتسم له كان يخليه يحس انه ملك الدنيا وما فيها.. وقبل لا يطلب منها الشي كانت تسوي له اياه كأنها تحس به وتفهمه من نظرة عيونه.. مع انها كانت وايد تتعب ومع انه ما عاش وياها إلا شهر بس خلته يحس انه أكثر ريال محظوظ على وجه الكرة الأرضية.. بس بعد ياسمين منحته شي كان طول عمره يتمناه.. شي حتى نورة ما قدرت تعطيه اياه.. أخيرا بيكون أبو وبيحس بطعم انه يكون عنده عيال يحبهم وعايلة حقيقية ومتكاملة..
" عبادي تعال ليش يلست هني؟؟"
صوت ياسمين وشعرها الذهبي اللي طاح على جتفه خلاه يرد للحاظر ويخلي أشباح الماضي وراه.. بس هالذكرى هزته بنعف وحتى الابتسامة اللي ابتسمها لياسمين وهو يوقف ويمشي وراها كانت ابتسامة باهتة مالها أي معنى
***
في مبنى مسرح البلدية.. كانت ليلى وموزة واقفات في نص قاعة المعارض يطالعن التجهيزات حق المعرض اللي بيفتتحونه باجر.. والدريول اشفاق يترياهن برى متى ما خلصن بيظهرن له عشان يروحن.. كل شي كان مرتب والعمال اللي استأجرهم عبدالله لبنت اخوه كانوا مب مقصرين .. لوحات موزة خذت المساحة الأكبر من القاعة وكانت بتعرض 12 لوحة للبيع ولوحتين بس للعرض.. وفي زاوية صغيرة ع اليمين كانت ليلى تعرض 4 من الصور اللي تحس انها ابدعت فيهن.. ومع انها مول ما كانت متوقعة انه حد يشتريهن بس مجرد فكرة العرض كانت تخليها تحس بالإثارة..
موزة: "خبرتي مايد عشان يوقف هني باجر في الافتتاح؟"
ليلى: "ما طاع الهرم.. محمد وعدني يشرف ع المعرض في أول يوم بس باجي الايام ما اعرف شو بنسوي.."
موزة: "بشوف ابويه اذا بيطيع.."
ليلى: "هههههه عمي سهيل؟؟ معقولة؟؟"
موزة: "أدريبه ما بيرضى بس بحاول وياه.. يعني أول شي ما يخليننا نحن نشرف ع المعرض وبعد ما يبا يساعدنا؟؟"
ليلى: " الله يستر.. أهم شي الافتتاح باجر يكون اوكى.."
موزة: "لا تحاتين.. ربيع ابويه شخصية وايد مهمة.. ووعده باجر هو اللي يفتتح المعرض.."
ليلى: "حلو والله.. بيسوي لنا دعايا.."
موزة: "على طاري الدعايا شفت الاعلان اليوم في الجريدة بصراحة ومن دون مجاملات غناتي صج عيبني.. وعمج ما شالله ما قصر مخلنه في الصفحة الأولى وماخذ نص الصفحة بعد.."
ليلى: "عمي وايد مستانس على سالفة المعرض وحليله مول ما يقصر.. "
موزة: "وكم يوم بينزلونه في الجريدة؟؟"
ليلى: "عمي منزلنه في ثلاث جرايد لمدة ثلاثة ايام.. "
موزة: "والمعرض مدته اسبوع.. اممم حلو.."
اقترب منهم واحد من العمال في هاللحظة وخبرهم انهم خلصوا شغل.. واقتربت موزة من اللوحات عشان تتأكد انهم ما عفسوهن أو خربوا شي منهن وعقب اطالعت ليلى وهي تبتسم..
موزة: " خلاص الظاهر انهم خلصوا شغلهم .. وين نسير الحين؟؟ بيتنا ولا بيتكم؟"
ليلى: "لا .. نسير بيتكم احسن.. أبا اسلم على امج.."
موزة: "خلاص.. ياللا.."
وفي السيارة كانت موزة مرتبكة وقالت عقب تردد..:"ليلى؟"
ليلى: "ها حبيبتي؟"
موزة: "أنا طرشت له بطاقة دعوة.."
ليلى: "منو؟"
موزة (بهمس): "مبارك.."
ليلى: "نعم؟؟ بطاقة دعوة حق المعرض؟؟"
موزة: "هى.. طرشتها على بريد شركته.."
ليلى: "بإسمج؟؟"
موزة: "لا... بدون اسم.. ليلى زعلتي؟؟"
ليلى: "شو هالخبال يا موزة ؟؟ هذا تصرف تتصرفينه؟؟"
موزة: "انزين شفيها؟؟ هو ما بيعرف منو اللي مطرش له البطاقة.."
ليلى: "انزين خلاص غيري هالموضوع ما فيه اشفاق يسمع ويخبر عمي.. اول ما بنوصل البيت بنتفاهم.."
موزة: "يعني زعلتي؟؟"
ابتسمت لها ليلى بحنان وقالت: "وانا اقدر ازعل عليج؟؟"
***




شيخة كانت في عالم ثاني.. هالانسان المجهول اللي يكلمها على المسنجر قدر في اسابيع معدودة يستحوذ على كل افكارها ومشاعرها.. حتى مروان اللي كانت تموت فيه خلاص طبته وما عادت تكلمه .. واللي صج استغربت منه شيخة انها ما عادت تهتم انها تتعرف على حد يديد.. بس هو اللي صار محور حياتها كلها..
شيخة الحور: "متى بسمع صوتك؟"
UnderCover : "جريب ان شالله.."
شيخة الحور: "معقولة مب متلهف انك تسمع صوتي؟؟"
UnderCover : "أكيد حبيبتي.. بس كل شي في وقته حلو.. بيي الوقت اللي انا بشبع فيه منج.. وانتي بتشبعين مني.."
شيخة الحور: "ما اظن في يوم من الايام اشبع منك.. أنا ارمسك هني بالساعات واحس اني بعدني متولهة عليك.."
UnderCover : "فديتج والله.. !!"
شيخة الحور: " انزين ع الاقل قول لي شو اسمك.. صار لي ثلاث اسابيع وانا مسمتنك على كيفي.. (جاسم).. مع اني متأكدة انه اسمك وايد احلى.."
UnderCover : "امممم.. جاسم بعد حلو.."
شيخة الحور: "يعني ما بتخبرني شو اسمك؟؟"
UnderCover : "خليني افكر.. اممم.. لاء.. يكفي اني انا اعرف اسمج بالكامل.. "
شيخة الحور: "تعرف؟؟ ساعات احس بالخوف منك.. "
UnderCover : "مني انا؟؟ "
شيخة الحور: "هى.."
UnderCover : "تبين الصراحة؟؟ يحق لج تخافين.. انتي بس لو تعرفين الأفكار اللي في راسي بيشيب شعر راسج.."
حست شيخة انه شعر ويهها وقف من الخوف.. كلماته مول ما كانت اطمن وكتبت له بسرعة: "شو قصدك؟؟"
UnderCover : "مب مهم شو قصدي.. خبريني شواخي.. حبة الخال اللي في رقبتج .. طبيعية ولا بس وشم؟؟"
شهقت شيخة من الصدمة وهي تحط ايدها على خبة الخال اللي في رقبتها.. مستحيل هالانسان ما يكون يعرفها.. مستحيل.. ويت في بالها الف فكرة وفكرة.. منو هذا.. ليكون بس فهد؟؟ ولا واحد من اخوانها ويبا يختبرها.. وقبل لا تسأله هالسؤال اكتشفت انه سوى log off وتمت تطالع الشاشة بحيرة وهي مب عارفة شو تسوي..
***
:: نهاية الجزء السابع عشر::

غرربه
02-05-2013, 05:12 PM
الجزء الثامن عشر::
تمت شيخوه اون لاين 3 ساعات تتريا المجهول يدش المسنجر ويرمسها بس الظاهر انه خلاص ما بتشوفه اليوم.. كانت ميتة من الخوف تبا تعرف منو هذا وليش تعرف عليها بهالطريقة الغامضة؟؟ وشو بيستفيد من هالحركات اللي يلعوزها بها؟؟ ومن خوفها اتصلت باخوانها الكبار كلهم وكانت ترمسهم بكل حذر بس كلهم كانوا يرمسونها بشكل طبيعي .. حتى مروان اتصلت به رغم إنها استوى لها أسبوعين من آخر مرة رمسته فيها وبعد كان يرمسها عادي وأصلا مروان غبي مستحيل يكون عنده طولة البال هاذي ويقدر يخدعها.. ما بجى إلا فهد.. وهو اللي اتصلت به شيخة الحين.. وعقب ما رن التيلفون فترة طويلة وانقطع ردت واتصلت مرة ثانية وثالثة لين رد عليها فهد وكان مبين من صوته انه راقد..
فهد: "ألو؟؟"
شيخة (بدلع): "هلا حبيبي.."
فهد: "غريبة!!"
شيخة: "ههه شو الغريب؟"
فهد: "أحيدج زعلانة.. وأحيد انج يوم تزعلين ما تتصلين ولا حتى تردين على مكالماتي.."
شيخة: "شو أسوي فديتك تولهت عليك.. وبعدين أنا كبرت على سوالف اليهال هاذي.."
فهد: " فديت روحج.. شخبارج ؟"
شيخة: "الحمد لله حبيبي.. شو ؟ كنت راقد؟؟"
فهد: "هى والله رديت من الدوام هلكاااان.. ورقدت حتى من دون لا اتغدى.."
شيخة :"أهااا.. عيل سوري حبيبي خربت رقادك.."
فهد: "لا لا عادي امبوني بنش الحين.. عشان اصلي العشا.."
شيخة: "بعده ما أذن حبيبي.. رد ارقد ويوم بيأذن بدق لك وبوعيك للصلاة.."
فهد: "بتسوين خير الصراحة.."
شيخة: "خلاص عيل .. Sweet Dreams "
فهد:" باي حبيبتي.."
بند فهد وتنهدت شيخة براحة.. فهد مبين انه صج كان راقد.. تعرف صوته يوم يكون ناش من الرقاد وما تعتقد انه ممكن يمثل عليها.. أصلا هو ما يعرف لسوالف النت ولا يداني الكمبيوتر..يا ربي!! عيل منو هذا اللي يرمسها ع المسنجر ويعرف أدق تفاصيل ملامحها؟؟
ومن ظيجتها حست انها بتختنق وتمت ادور في موبايلها على أرقام ربيعاتها .. ما بجى لها حد .. كلهن ابتعدن عنها.. اللي راحن يدورن مصالحهن في مكان ثاني.. واللي عرسن وخلاص ما يبن يرمسنها.. ما بجالها إلا ياسمين.. هي الوحيدة اللي تروم ترمسها .. عشان جي دقت لها..
ياسمين في هالوقت كانت في بيت عبدالله الجديم يالسة تحط ثيابها في الشنطة لأنها قررت إنها من باجر بتبدا تنتقل لقصرها اليديد.. خلاص الحياة في هالبيت استوت ما تنطاق.. وبالمقارنة مع الفخامة اللي شافتها في فيلتها اليديدة ، صارت تشوف هالبيت صغير وباهت جنه كوخ.. ويوم رن تيلفونها وشافت انه شيخة هي اللي متصلة ردت وهي تبتسم.. هاي فرصتها عشان تخق عليها..
ياسمين (بدلع): "ألووووووووووه.."
شيخة (وهي تتصنع الفرح): "مرحباااا.."
ياسمين: "مرحبتين.. كيفك شيخة؟"
شيخة: "أنا منيحة انتي كيفك.؟؟"
ياسمين: "منيحة يختي.. شواخي!!!!.. ما بتصدقين اللي استوى!!"
شيخة: "شو استوى؟"
ياسمين: "عبادي اليوم فاجأني من الخاطر!!"
شيخة: "والله؟ شقايل؟"
ياسمين: " طلع باني لي فيلا عووووووودة ومأثثنها وكل شي.. هدية حقي انا!! واليوم وداني هناك وصج تفاجأت. . باجر بنقل كل اغراضي وخلاص بنسكن هناك.."
شيخة (بدون نفس): "أهاا.. حلو.. مبروك.."
ياسمين: "الله يبارك فيج!!.. حلوة المفاجأة صح؟؟"
شيخة: "هى وايد حلوة.. بصراحة انتي محظوظة بعبدالله (وفي خاطرها تقول مالت عليك يا فهد).."
ياسمين: "فديته مول مب مقصر ويايه.. ما بتين تشوفينها؟؟"
شيخة: "أكيييد باي.. هاي ما يبالها كلام.."
ياسمين: "يااااي..!!!!"
شيخة: "انزين شو رايج تعزميني بهالمناسبة..؟؟"
ياسمين: "cool .. بس وين؟؟ ومتى؟"
شيخة: "وين هاذي خليها عليه أنا .. أعرف وايد مطاعم راقية.. ومتى؟؟ ما يبالها كلام.. ألحين طبعا..!!"
ياسمين: "ألحين صعبة شوي.. أنا وايد مشغولة وعبدالله اليوم متظايج وما بيطلع.. شو رايج نخليها باجر؟"
شيخة: "وليش مب الحين؟؟ أنا ملانة!!"
ياسمين: "انزين اطلعي ويا وحدة غيري اليوم وباجر اطلعي ويايه.. "
شيخة: "اااه.. خلاص اوكى... نتلاقى باجر.."
ياسمين: "عاد انتي مري عليه أنا ما عندي موتر.. "
شيخة: "ما عليه بنتفاهم عقب ان شالله.. "
ياسمين: "أوكى.. باي.."
شيخة: "باي.."
ويوم بندت عنها ياسمين تنهدت شيخة بملل وتمت تفكر شوي وعقب اتصلت بمروان..
مروان: "هلا وغلا.. "
شيخة: "مرواني انته مشغول؟؟"
مروان: "أفضي عمري عشانج.."
شيخة: "خلاص مر عليه أنا ملانة أبا اطلع.."
مروان: "أحلى كلام.. وين بشوفج..؟؟"
شيخة: "في المكان المعتاد.. بند ليتات الموتر يوم بتدش الفريج اوكى؟؟"
مروان: "اوكى.."
شيخة: "ياللا باي.. لا تتأخر.."
مروان: "ثواني وبكون عندج يا قمر.."
بندت عنه شيخة ونشت بسرعة تتلبس .. بتخليه يوديها العين مول.. وبتتنقب عشان محد يعرفها.. بس أهم شي تعدي دائرة الخطر واللي هي الصالة اللي أكيد صالحة معسكرة فيها.. ومزنة العلة محد عشان تسليها وتشغلها عنها.. وتمت شيخة تفكر.. شو بتسوي الحين؟؟ بس ما كان له داعي تشغل بالها لأنها وهي توايج من الدريشة شافت صالحة متلبسة ووياها حرمتين وكلهن ركبن السيارة وطلعن ويا الدريول .. وضحكت شيخة من خاطرها وهي تنزل بسرعة وتطلع من الباب الصغير اللي في الطرف الثاني من البيت.. متجهة لموعدها ويا مروان..
***


في هالوقت في بيت أحمد بن خليفة كان مايد في الميلس هو ومترف عقب الحشرة اللي سووها ويا اليهال في البيت.. وكانوا متزهبين بيسيرون يلفون شوي في العين مول وبيتعشون هناك.. و كانوا يتريون الدريول إشفاق يمر عليهم ويوديهم.. مايد كان يلعب بموبايله ويغني بصوت واطي ومترف كل شوي يسكت ويرد يضحك..
مايد: "بس عاد مصختها!!.. "
مترف: "ههههههههه .. ما اروم والله ميود كل ما أتذكر شكلها اضحك..ههههههههه"
مايد: "ترى مزنة من هليه وما ارضى عليها.. صح انها عقربة ولسانها طويل بس بعد ما تهون.."
مترف: "سوري ميود والله مب قصدي بس ههههههههههههههههه... شو مب قصدي؟ والله انها تستاهل .. كانت تبا تعقني من فوق الدري بس الله رواها !!"
ميود: "هههههههه.. مزنوه الهرمة مب هينة.. طالعة على العفريتة العودة يدوتها.."
اللي صار انه قبل ساعة يت مزنة عشان تلعب ويا سارة بس من اللحظة اللي وصلت فيها وهي عافسة البيت فوق راسها.. ومترف وحليله كان يبا ينزل تحت وتفاجئ بها تركض صوبه تبا ادزه وتعقه من فوق.. وبكل بساطة ابتعد عن دربها وخلاها اطيح عشان يبرد فواده .. من يوم شافها وهو مقهور منها..
مترف (وهو يرمس مايد): " بس انته مب طبيعي .. كل شوي تسرح.."
مايد: "أنا؟؟ ما فيني شي.."
مترف: "انزين عادي مب لازم تخبرني.."
مايد: " عادي لو فيه شي بخبرك.. "
مترف: "أهم شي طمني... انت ما تحب.. صح؟؟"
مايد: "أحب شو؟"
مترف: "شو يعني؟ بنت طبعا!!"
مايد: "ههههههه شو هالسؤال الغبي؟؟ أنا بعدني صغير على هالسوالف.."
مترف: "عادي نص ربعي عندهم حبايب.."
مايد: " وهاذيلا ناس ترابعهم؟؟ "
مترف: "كل الشباب الحين جي.. يعني غصب برابعهم .. ولا تباني ايلس طول الوقت بروحي"
مايد: "يقول لك {راعي الردى يا خوك بالك تخاويه.. من رفقته لازم تشوف البلاوي.. عليك باللي يرفع الراس طاريه.. وإن ما حصل.. ما هو ضروري تخاوي..} ولا انته شو رايك؟؟"
مترف: "يا سلاااااااااااااام... من متى الاخ استوى شاعر؟؟"
مايد: "هههههه لا شاعر ولا شي.. بس من كثر ما عمي عبدالله يعيد هالمقطع عليه حفظته.. كل ما يشوفني يعطيني محاظرة .. يتحراني أول ما بشوف وحدة في المول بعشقها"
رن موبايل مايد وكان اشفاق اللي متصل وطلع هو ومترف من الميلس وساروا صوب الباب بس قبل لا يطلعون دش محمد ويت عينه في عين مايد قبل لا يسلم على مترف ومايد تم يطالعه بنظرة باردة.. من أمس وهم ما يرمسون بعض ومحمد يحس انه مول مب مرتاح لهالوضع.. تعود على مايد وتعود كل يوم يسولف وياه.. واليوم يبا يخبره انه رمس منصور عشان يخطب مريم.. بس بعد ما يبا يحسسه انه سوا هالشي نتيجة للحوار اللي دار بينهم أمس.. يباه يعرف انه هالشي هو اللي قرره وهو اللي بيتحمل مسئوليته بنفسه.. طلع مايد ويا مترف وتنهد محمد وهو يتمشي في حديقة بيتهم.. يدري انه اللي سواه غلط.. ومتأكد انه رمس منصور بدافع الشفقة على مريم.. وعلى منصور بعد.. من عقب ما عرف عن وضعها وهو يحس بعمره نفر منها خلاص.. ورغم هذا لو ما خطبها بيتم دوم يحس بالذنب..
***
في بيت المحامي سهيل كانت ليلى يالسة ويا موزة ولطيفة في غرفة موزة ومن ساعة وهن يسولفن ويخططن حق باجر وكل شوي وحدة منهن تقول "آااخ يالقهر ليش ما نروم نحظر الافتتاح..!!" .. ولطيفة في النهاية ملت منهن ونشت عشان تنزل تحت عند أمها وأول ما طلعت قالت موزة: "أدري انج زعلانة"
اطالعتها ليلى باستغراب : "الله!!.. كم مرة قلت لج اني مب زعلانة.. ليش ما تصدقين؟؟"
موزة: "ليلى اعرف انج مب راضية عن اللي سويته.."
ليلى: "تبين الصراحة.. هى مب راضية.. بس هذا مب سبب يخليني ازعل منج.. انتي حرة وسوي اللي تبينه.. أنا ما اروم اتحكم فيج.."
موزة: "لا تقولين جي ..أحس بالذنب.."
ليلى:" دامج مقتنعة بتصرفج ما عليج مني.."
موزة: " انزين يا ليلى هي مجرد بطاقة دعوة.. وبدون اسم بعد.. يعني ما بيعرف منو اللي طرشها.."
ليلى: "بس جرأتج اللي خلتج تتصرفين هالتصرف اليوم.. بتخليج تتجرأين أكثر باجر وساعتها الله يعلم شو بتسوين.."
موزة: "ليلى!!!"
ليلى: "آسفة على لهجتي اللي يمكن تكون جاسية.. بس حتى لو كنتي تحبينه المفروض ما تبتدين وياه غلط.."
نزلت موزة عيونها وقالت بهمس: "آخر مرة اسويها.. أوعدج ما بكررها.."
ليلى (تبتسم): "فديت قلبج الطيب.. أنا ما ابا إلا مصلحتج.. واذا كان في نصيب بينج وبين مبارك .. الله بيسهل لكم كل اموركم.. وما له داعي تلجئين لهالاساليب..."
موزة: "معاج حق.. يا ربييييه شكثر احس اني سخيفة..!!"
ليلى: "انتي مب سخيفة.. بس مشاعرج تحكمت فيج.. وانا كنت مثلج قبل.. بس تعودت اتحكم بمشاعري واتصرف بعقلي وبس.."
موزة: "تدرين يا ليلى انا وايد احترمج.. صج لا تضحكين.. اتمنى اكون قوية شراتج.."
ليلى: "أنا مب قوية.. صدقيني وايد ضعيفة واحيانا اخاف من ضعفي هذا.. بس قبل لا اسوي الشي.. أفكر باخواني وبعمي ويدوتي اللي حاطين كل ثقتهم فيه.. "
موزة: " عندج مسئولية كبيرة الله يعينج عليها.. "
قبل لا ترد ليلى بطلت لطيفة الباب ووايجت عليهم وقالت: "ما بتون تحت؟"
موزة: "امايه تبانا؟؟"
لطيفة: " ام جابر هني.. ودرسها اليوم وايد حلو.. امايه تباكم تحظرونه..."
موزة: "ان شالله دقايق وبنكون عندكم.."
اطالعتها ليلى بحيرة وسألتها: "منو ام جابر؟؟"
موزة: "هاذي ربيعة امي .. ماشالله عليها ثقافتها الدينية وايد كبيرة ..وحبت انها تفيد غيرها من الحريم.. وكل يوم اثنين يجتمعن حريم الحارة هني وام جابر تعطيهن دروس في الدين.. وتسوي بعد دروس تحفيظ للقرآن"
ليلى: "ما شالله عليها.. "
موزة: "أنا احضر وياها دروس التحفيظ.. شو رايج تحظرين انتي بعد؟؟"
ليلى: "اتمنى هالشي.. "
موزة: "شو رايج ننزل تحت عندهم؟"
ليلى: "هى أحسن من يلستنا هاذي.."
ونزلن اثنيناتهن الصالة تحت ويلسن يسمعن المحاظرة اللي كانت ام جابر تلقيها.. وكانت تتكلم عن رحمة الله بعباده وكيف انه مهما كان الإنسان مذنب .. وظالم لنفسه انه ما ييأس من رحمة رب العالمين.. وإنه المفروض الواحد يتوب عن ذنوبه لأنه ما يعرف متى بيفاجأه الموت..
أم جابر: " جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكةصوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررهافى الرابعة فيقول الله عز وجلإلى متى تحجبون صوت عبدىعنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى" .. ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ("ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت إلى تبتعليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم ".."عبدى أخرجتك منالعدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل..عبدى أسترك ولا تخشانى،أذكرك وأنت تنسانى، أستحى منك وأنت لا تستحى منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذىيقرع بابى فلم أفتح له ومن ذا الذى يسألنى ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدى؟ ( ..يا سبحان الله !! شوفن خواتي شكثر نحن مقصرات في حق ديننا وربنا.. وشكثر الدنيا شغلتنا بتفاهاتها عن العبادة.. "
واستمرت ام جابر تتكلم وليلى مندمجة وياها في كل كلمة تقولها وتحس بقشعريرة تسري في جسمها.. تحس بعمرها صج مقصرة .. تمر عليها أيام تنشغل وتنسى حتى تقرا صفحة وحدة من المصحف.. الصلاة تصليها وبالها مشغول بألف شي وشي.. تحاول تركز فيها وما تقدر وأحيانا تنسى حتى إنها تركز في اللي تقوله.. والأغاني في كل مكان ووين ما تروح تسمعهن.. وقررت بينها وبين نفسها تحاول قد ما تقدر إنها تعدل من أسلوب حياتها.. وتأدي واجباتها اتجاه ربها بشكل أفضل..
ويوم روحت البيت روحت وهي مرتاحة وقررت تقنع يدوتها تحظر وياها هالدروس في المرات الياية..
***




عبدالله بن خليفة كان يالس في مكتبه في البيت وجدامه كل الفواتير وملفات الحسابات ويراجعهن.. ويتريا سهيل يوصل عشان يراجعهن وياه ويخبره اذا الشرطة قدروا يوصلون للمحاسب اللي فل بعمره واختفى مرة وحدة.. كان وايد متظايج من هالسالفة ومن مبارك اللي خذله.. بس يعرف انه حتى لو رفع عليه قضية مستحيل يربح لأنه عبدالله واثق من عمره وهو ما غلط.. وعقب دقايق كان مندمج فيها عبدالله ويا شغله، دشت عليه ياسمين ويلست على الكرسي اللي مجابلنه.. ورفع عبدالله راسه وابتسم لها وهي تمت تطالعه فترة وهي مبتسمة وفي الأخير قالت: "عبادي؟"
عبدالله (وعيونه ع الفواتير ): "عيون عبادي.."
ياسمين: "تسلم لي عيونك حبيبي.. بغيت استأذن منك.."
عبدالله: "في شو؟؟"
ياسمين: "باجر بظهر ويا شيخة .. بنتعشى برى.. عادي؟؟"
اطالعها عبدالله باستغراب وقال: "ياسمين انتي تعرفين اني ما بوافق على هالشي.. فليش تسألين؟"
ياسمين (بظيج): "وليش ما توافق؟؟ انته مب واثق فيه؟"
عبدالله: "مب مسألة ثقة.. بس انا ما ارضى انه مرتي تتعشى في مكان عام ومن دوني.."
ياسمين: "يعني شو؟ ما أروح؟؟"
عبدالله: "لا ما تروحين.."
ياسمين: "لا .. بروح!!!.. أنا ما بتم حابسة عمري في هالبيت جني عيوز.. أنا مب متعودة على هالشي وانته يوم خذتني كنت تعرف عاداتي ومتقبلنهن.."
تنهد عبدالله بتعب وفصخ نظارته وقال: " ياسمين نقاش في هالموضوع مابا.. قلت لج ما بتروحين وياها.. وخلاص.. "
دمعت عيون ياسمين واطالعته بنظرة حادة وقالت: "أوكى.. ما بروح.. بس اذا تظايجت وتصرفت بتهور واستوى شي بالياهل اللي في بطني .. والله يا عبدالله.. والله ما اييب لك غيره.. انته فاهم؟؟"
انصدم عبدالله من رمستها ووقف واقترب منها وقال: " شو معناة هالرمسة؟؟ تهديد؟"
ياسمين (وسط دموعها): "اعتبره تهديد.. أنا كنت رافضة تماما فكرة اليهال بس عشان خاطرك تراجعت عن قراري.. وانته حتى ساعتين وناسة ويا ربيعتي مستكثرنهن عليه؟؟"
عبدالله: "إنتي تعرفين مجتمعنا هني.. وت.."
ياسمين: "وانته تعرف انه اللي في راسي بسويه..وما عليه من حد.."
عبدالله: "أوكى عيل ليش ياية تستأذنين مني بعد؟؟"
ياسمين: "خلاص اخر مرة أستأذن.. وباجر بطلع ويا شيخة.. أنته فاهم؟؟"
وعطته ياسمين ظهرها وطلعت من المكتب وتم عبدالله يطالعها وهو يرتجف من القهر.. بس بعد يعرف انها ما بتسويها وتطلع وهو مب راضي.. ورد يجابل شغله بس حس بألم فظيع في راسه وفي صدره .. وغمض عيونه وريّح راسه ع الطاولة دقايق عشان يخفف من الألم.. شو هالحالة؟؟ كل المصايب تنزل على راسه مرة وحدة؟؟ تمنى لو يروم يسير ليوا ويقعد في العزبة كم يوم.. بس يعرف انه ياسمين ما بطيع.. حس انه حتى حياته ما يروم يتحكم فيها.. كل شي خرج عن سيطرته .. وما عنده مكان يروم يرتاح فيه
***
في العين مول .. وبالتحديد في الباركنات.. نزلو مايد ومترف من السيارة وخبروا اشفاق انهم يوم بيشبعون بيدقون له عشان يمر عليهم.. والتفت مايد لمترف وسأله: "وين تبانا نسير قبل؟"
مترف: "أبا آخذ لامايه هدية.. استوى لها يومين زعلانة ما ترمسني.."
مايد: "أوكى بس عقب بنسير نلعب Sniper وبنتعشى"
مترف: "خلاص تم.. "
مايد: "شو رايك بعد نتصل بسلّوم وهزاعوه ونتلاقى وياهم هني؟؟"
مترف: "ههه ..ما يحتاي ادق لهم .. أنا متأكد انهم هني في الكوفي شوب.. اصلا هاذيلا حياتهم كلها في هالمول.."
مايد: " خلاص عيل خلنا نخلص اشغالنا قبل وعقب بنسير لهم.. "
مترف: " أوكيييييه.."
ودشوا اثنيناتهم المول في نفس الوقت اللي وصلوا فيه شيخة ومروان.. وبركن مروان موتره في مكان جريب من البوابة .. وقال لشيخة: " شو اييبنا المول؟؟ خلنا نسير مكان اهدى.. شو رايج اعزمج ع الغدا في الهيلتون؟"
شيخة: "مابا.. شبعت من الفنادق.. أبا اتمشى في المول.. وبعدين انته نسيت انك ما خذت لي هدية في عيد ميلادي؟؟"
مروان: "ههههههه انتي بعدج هالهدية تبينها؟؟ انا قلت نسيتي..!!"
شيخة: "لا مانسيتها .. وبعدني مصرة عليها.. واليوم بتاخذ لي اياها.."
مروان: "انزين انزين بس من الحين اقول لج .. ما بردج البيت قبل الساعة عشر.."
شيخة: "عادي عادي.. ياللا خلنا ننزل.."
مروان: "شيلتج وايد خفيفة.. ما تخافين حد يعرفج من ورا الغشوة؟؟"
شيخة: "أنا عن نفسي ما اخاف بس ادري بك انته تخاف حد يشوفك ويايه.. "
مروان حس بعمره قافط وابتسم ومال قال شي.. وشيخة ابتسمت له باستخفاف وطلعت نقابها ولبسته.. ونزلوا اثنيناتهم المول وشيخة كانت مصرة انه أول مكان تسير له يكون محل المجوهرات..
.
.
في هالوقت مايد ومترف كانوا في محل المجوهرات ومأذين الحرمة اللي من سوء حظها اتجهت لهم وقررت تساعدهم.. أكثر من خمسة أطقم كانت جدامهم وسبع ساعات وثلاث خواتم.. وبعدهم ما قرروا شو يشترون..
مترف: "شو رايك بهالساعة؟"
مايد: "الحين امك شو تبا فيها الساعة؟؟ ما احيدها تعرف للوقت.."
مترف: "شو تتحراها عيوز؟؟ أمايه متعلمة فديتها وتعرف.. وعندها سوع من كل الماركات.. عشان جي محتار شو اخذ لها.."
مايد: "أنا اقول تاخذ لها خاتم احسن.."
مترف: "ما ادري.. اذا خذت لها خاتم بتكون الهدية وايد صغيرة.."
مايد: "ليش الهدية بحجمها ولا بقيمتها؟؟"
مترف: "عند امايه؟ بحجمها طبعا.."
مايد: "هههههه احلى كلام.. سير خذ لها دبدوب من هالدباديب الكبار.. "
مترف: "ايييييييه !!!.. ميود لا تطنز..!!"
اللبنانية: "طب شو رايك تاخد لها هالعقد؟؟ عليه طلب كبير.. وكل حد بياخد منه.."
اطالع مترف العقد اللي في ايدها باحتقار واطالعها بنفس النظرة وقال: "كل حد ياخذ منه وتبيني اخذه لامايه؟؟ قلنا لج نبا شي special .. انتي ما تفهمين؟"
مايد: " أقول تشوفين الخاتم اللي هناك؟؟ والله انه غاوي.. هاتيه.."
اطالعته اللبنانية ببرود وقالت: "هايدا سعره شوي غالي.."
مايد: "وانتي شلج؟؟ قلت لج هاتيه.. (وهمس لمترف عقب ما سارت اللبنانية تييب الخاتم ) عندك بيزات صح؟"
مترف: "هى عندي ال credit card مال امايه.."
مايد: "والله حالة .. بيشتري لامه هدية ومن بيزاتها بعد.."
مترف: "هههههههه.. ترى جي ولا جي انا اخذ مصروفي منها.."
يابت لهم اللبنانية الخاتم وكان فعلا شكله مميز ومترف تخبل عليه.. وتم يطالعه من كل الزوايا هو ومايد والبياعة مقهورة منهم.. وفي هاللحظة دشت شيخوه المحل ويا مروان وسارت لهم وحدة من البنات اللي يشتغلن هناك عشان تساعدهم.. شيخوه ما انتبهت لمايد ولا يا في بالها اصلا انها بتشوف حد تعرفه هني.. ونقابها كان عاطنها حرية التصرف .. ووقفت هي ومروان صوب العطور والمكياج وتمت تتنقى.. في الوقت اللي كان فيه مايد ومترف خلاص قرروا انهم ياخذون هالخاتم .. ويروحون.. بس قبل لا يطلعون تذكر مايد شي وقال لمترف: "لحظة لحظة.. تذكرت شي.."
مترف: "شو؟"
مايد: "هذاك اليوم شفت عطر روعة في موتر عمي عبدالله ورشيت منه شوي.. وكل حد تخبل ع الريحة.. بشوف اذا عندهم منه هني.."
مترف: "شو اسمه؟؟"
مايد: "ما اعرف .. بس اعرف شكله.. "
مترف: "هههههه انته ناوي نية شينة عليها هاللبنانية الليلة.."
مايد: "هى بخليها اطلع لي كل العطور اللي عندها.."
أشر مترف بإيده لنفس البنت اللي عطتهم الخاتم ويت وحليلها عشان تشوفهم شو يبون وساروا هم الثلاثة صوب العطور ووقفوا جريب من شيخة ومروان.. بس شيخة للأسف ما انتبهت لهم وكانت كل شوي ترش عطر وتشمم مروان.. ومايد يدور بين العطور على العطر اللي يباه واللبنانية كل شوي تقترح عليه ياخذ العطر الفلاني وهو مب مسوي لها سالفة.. وأخيرا شاف العطر اللي يباه وأشر للبنانية.. "هذا هذا.. "
اللبنانية: "أهاااا.. Chanel !!"
مايد (وهو يبتسم لها ابتسامة عريضة): "هى هو هذا.."
في هاللحظة كانت شيخة صادة الصوب الثاني ونادت على وحدة من البنات: "لو سمحتي..!!.. تعالي هني شوي.."
مايد بشكل تلقائي التفت لها.. وفي باله يقول "شيخوه؟؟" .. كان متأكد انه سمع صوتها ومحد في المحل غيره هو ومترف وهالحرمة وريلها.. وتم مايد يطالعها .. في شي في داخله خلاه يشك فيها.. بس بعد ما يروم يتقرب منها عشان ريلها واقف وياها.. وتذكر انه عنده رقمها لأنها دوم يوم تبا شي من السوق وما تروم تظهر كانت ادق له عشان اييب لها اياه.. ومع انه عمره ما اتصل فيها بس قرر هالمرة يجرب .. وتم يدور بين الارقام واصابعه ترتجف ..
مترف: "بس هذا العطر اللي تباه؟"
مايد (وعيونه ع الموبايل): "هى.."
مترف: "ياللا عيل بندفع وبنسير نلعب.."
لقى مايد رقمها وقال لربيعه: "لحظة مترف .." واتصل بها وعيونه ع الحرمة اللي واقفة جدامه.. ويوم رن موبايلها وشلت شنطتها عشان ترد عليه يت عينها على مايد اللي كان واقف على يمينها ويطالعها بنظرة ناريّة..وتيبست في مكانها.. وبندت التيلفون بدون ما تشوف الرقم واطالعت الريال اللي كان واقف وياها وقالت له شي وبسرعة طلعوا من المحل وسط استغراب اللبنانية اللي كانت واقفة حذالهم تترياهم يشترون.. وهني مايد تأكد انها هي شيخة وتم يغلي في داخله وعيونه استون حمر من القهر بس للأسف مترف وياه وما يروم يسوي شي.. وقال في خاطره: "هيّن يا شيخوه.. هيّن.. دواج عندي انا.. وبتشوفين شو بسوي بج.."
مترف: "ميووووود.. ياللا.. بلاك؟؟"
مايد: "اففف.. هااا.. شفيك محتشر..؟"
مترف: "عوذ بالله!!!.. تعال بندفع.. كلتنا هاذي بعيونها.."
مايد: "زين ياللا.."
مترف: "شو فيك؟ ليش جي متغصص؟؟"
مايد (بعصبية): "ماشي ماشي.. شو بيكون فيني يعني..!!"
مترف: "خيبة خيبة!!.. انزيييين .. خلاص.. برايك.."
ساروا اثنيناتهم يدفعون وشيخة أول ما طلعت من المحل كانت ترتجف بخوف كبير وقالت لمروان: "ودني البيت.. بسرعة يا مروان.."
مروان: "نعم.. نعم نعم؟؟ لا حبيبتي.. قلت لج ما بردج الا عقب العشر.. ما فيه حد يشوفج وانتي نازلة من موتريه هالحزة.. "
شيخة: "مروان الله يخليك.. اللي كان في المحل من هليه وشكله شك فيني.."
مروان: "والله مشكلتج انا قلت لج ما بني المول انتي اللي يبتيه حق عمرج.. "
شيخة: "خلاص اذا ما بتردني برد في تاكسي.."
مروان:" كيفج والله .. الله يحفظج.."
وسار عنها مروان وهو مطنجر وتمت شيخة واقفة ومصدومة من تصرفه.. لهالدرجة ما يحترمها؟؟ عادي عنده تروح في تاكسي؟؟ الحيوان!!..ما عليه.. اللي يطلع وياه مرة ثانية.. بس الحين مايد.. معقولة عرفني؟؟ أكيد عرفني ليش عيل كان يطالعني بهالنظرة؟؟ بس مايد مقدور عليه.. بعده ياهل وبتقص عليه بكم كلمة.. وبعدين هو يعزها وايد..لا لا.. مستحيل مايد يفضحها.. المهم الليلة بتدق له وبتشوف ردة فعله ..بس الحين لازم ترد البيت بسرعة..
نزلت شيخوه وسارت بسرعة صوب الباركنات ومن حسن حظها انها لقت تاكسي منزل هنود في نفس اللحظة اللي وصلت فيها للبوابة وركبته وروحت البيت..
***

نهاية الجزء الثامن عشر

غرربه
02-05-2013, 05:13 PM
الجزء التاسع عشر::



شو بتسوين لو اكتشفتي انه ريلج يخونج؟؟
بتصيحين؟
تواجهينه؟؟
تفرين ثيابه من الدريشة وتروغينه من البيت؟؟
تسكتين وتستمرين في حياتج ولا كأنج عرفتي شي؟
أو يمكن تطلبين الطلاق؟؟
.
.
عايشة فكرت بكل هالاحتمالات واستبعدتها تماما من خيالها، عقاب ريلها بيي في الوقت المناسب.. وبيكون عقابه بطيء ومؤلم جدا.. اللي فكرت فيه عدل وخططت له وبدت تنفذه من شهر تقريبا.. هو عقاب الإنسانة اللي سلبتها راحة البال وحاولت تنزل كرامتها الأرض.. عقاب اللي خذت منها زوجها وفكرت تهدم بيتها .. مب عشان شي.. بس عشان تستانس.. من دون ما تفكر بعايشة وبعيالها الثلاثة اللي كانت تعرف بوجودهم..
بالنسبة لعايشة، خليفة كان أكثر من مجرد زوج.. كان حياتها وأبو عيالها وعالمها كله.. كانت تثق فيه ثقة عمياء.. وحتى لو انه تغير عليها من سنة تقريبا وصار وايد يسافر ووايد يتأخر برى البيت كانت دوم تقول في خاطرها انه يسافر في شغل وانه تأخره برى البيت كله لمصلحتها ومصلحة عيالها.. عمرها ما توقعت انه ممكن يخونها..
كانت تتحمل سهره في غرفة المكتب على الكمبيوتر طوال الليل في الأشهر الأخيرة.. ولاحظت أكثر عن مرة المكالمات الهامسة والسرية وتوقعت انه يرمس ربعه في سوالف خاصة بينهم وما يباها تسمع.. وعمرها ما حاولت تتدخل أو تسأله منو يرمس.. واستمر كل شي على حاله إلى اليوم اللي اكتشفت فيه عايشة شكثر كانت مغفلة وغبية..
.
.
تتذكر عايشة هذاك اليوم عدل، كان خليفة مسافر البحرين في الويك اند وهي سيارتها خربانة، واضطر انه يعطيها مفاتيح سيارته عشان تودي اليهال المدرسة الصبح.. وكالعادة ودت عايشة عيالها وليد (10 سنين) وميسون (8 سنين) ومروى (5 سنين) مدراسهم، وردت البيت.. كانت حاسة بحزن كبير تعرف شو سببه بس تحاول تتجاهله.. هي وخليفة حبوا بعض بشدة وتزوجوا نتيجة هالحب.. والسنوات الأولى لزواجهم كانت مليانة ذكريات حلوة وأوقات تفتخر بها عايشة وتبتسم كل ما فكرت فيها.. بس الحال تغير طبعا وابتدا البرود يخيم على حياتهم.. روتين الحياة اليومي ومشاكل اليهال ومشاغل عايشة في البيت وانهماك خليفة في شغله جتل كل الإثارة والرومانسية في حياتهم .. تنهدت عايشة وتمنت لو انها تقدر تروح في اجازة هي وياه.. بروحهم.. وتخلي اليهال عند امها .. يسافرون ويجددون الحب اللي كان في يوم من الايام منور حياتهم.. ابتسمت عايشة لنفسها وهي يالسة في سيارة ريلها في كراج البيت.. وهي سرحانة، بطلت درج السيارة عشان تشوف الشرايط اللي فيها وفي هاللحظة.. شافت الدليل اللي جلب حياتها فوق تحت.. كان مخبى تحت كومة الأوراق والشرايط اللي في الدرج وفي البداية ما انتبهت له عايشة.. بس يوم مدت إيدها عشان تتأكد وطلعته برى حست بالدم كله يتسرب من ويهها..
في درج سيارة ريلها لقت عايشة نقاب صغير.. على أطرافه آثار احمر شفايف.. وريحة العطر اللي فيه وايد قوية.. كان متكور ومخبى في نهاية الدرج والظاهر انه خليفة نساه هناك..
حست عايشة بقلبها يدق بسرعة وهي تحاول اطمن نفسها انه الموضوع مب نفس ما هي متصورتنه.. خليفة مستحيل يخونها .. وبهالطريقة البشعة.. مستحيل.. بس غصبن عنها يلست عايشة تفكر.. هي عن نفسها ما تتنقب ولا تحط مكياج.. وخليفة ما عنده خوات عشان تفكر انه هذا ممكن يكون نقاب وحدة فيهن.. وعماته كلهن ما يتنقبن.. وبنات اخوانه يهال.. من وين له هالنقاب؟؟
غمضت عايشة عيونها يوم حست بالدموع تتجمع فيهن وانقهرت من نفسها.. ليش تصيح ؟؟ خليفة مستحيل يخونها.. بس غصبن عنها تمت تطالع السيت اللي حذالها وتتخيل البنت اللي كانت يالسة في هالمكان ويا ريلها .. وكل اللي دار من بينهم.. كل شي تخيلته عايشة بمزيج من الرعب والاشمئزاز وما حست بنفسها الا وهي ترجّع وبقوة في السيارة .. ما كانت قادرة تتحكم في عمرها ويلست تصيح من كل قلبها وهي ترتجف من الصدمة واحساسها المفاجئ بالبرد والضعف.. وتمت هذاك اليوم بطوله وهي مريضة.. واللي تعبها أكثر انها ما كانت تروم تصيح جدام عيالها أو تبين لهم انه في شي مكدرنها..
في اليوم اللي عقبه، وعقب تفكير عميق طول الليل قررت عايشة انها ما تكون فريسة شكوكها وتحاول تتأكد اذا كان خليفة فعلا يخونها ولا لاء.. ويلست في الصالة وموبايلها في ايدها ما تعرف لمنو تتصل أو شو تسوي بالضبط عشان تتأكد.. وفجأة حست بالدموع اللي تجمعت في عيونها من أمس تنهمر وبقوة ..كانت تدري انه مب لازم تتأكد وانها فعلا كانت غبية.. وأخيرا قدرت تفسر كل السفرات المفاجئة والهمسات في التيلفون والليالي اللي تأخر فيهن برى البيت.. أخيرا لقت تفسير لليلسة جدام الكمبيوتر طول الليل.. مع انه ربيعتها حذرتها من التعارف في النت بس عايشة عمرها ما توقعت انها تكون ضحية لعلاقة رخيصة وقذرة مثل هاذي.. وعقب تفكير طويل اتصلت بآخر شخص توقعت انها تلجأ له في هالظروف.. أخوها الصغير حمدان..
حمدان اللي عمره 18 سنة كان خبير في سوالف الكمبيوتر والنت.. وعايشة ما تعرف حتى تشغله.. وفي هالظروف عرفت انه الوحيد اللي ممكن يساعدها وكانت متاكدة بعد انه مستحيل يخبر احد باللي استوى لها.. وحمدان فعلا ما قصر وياها .. سمع كل اللي عندها بدون ما يقول ولا كلمة.. ما حاول يزيد من قهرها او يحسسها انه يشفق عليها او انها هي الغلطانة.. سمعها وهو ساكت ويوم سألته وسط دموعها: "حمدان شو اسوي الحين؟؟" تنهد وقال لها: "لا تواجهينه.. ساعتها بتتواجعون وبيعق اللوم كله عليج وبيقول انج انتي اللي اهملتيه ودفعتيه انه يسوي هالشي.. أنا عندي حل ثاني.."
عايشة: "شو هو؟"
حمدان: "أول شي خليني اشوف كمبيوتره يمكن نحصل أدلة فيه.."
عايشة: "أوكى.. إنته اطالع الكمبيوتر وانا بفتش في أدراج المكتب.. "
مرت دقايق طويلة وعايشة تفتش في الادراج وفي كل زاوية من زوايا المكتب وما لقت شي .. كل شي كان طبيعي .. ملفات الشغل وفواتير البيت وأوراق عادية جدا.. الشي الوحيد اللي لقته وخلاها تتأكد من شكوكها هو فواتير بطاقة الماستركارد اللي تأكد انه اشترى من باريس جاليري هدايا بالآلاف خلال الشهرين اللي طافوا.. ومن بين هالهدايا مستحضرات تجميل وشنط نسائية..
تنهدت عايشة بتعب وراحت للطرف الثاني من غرفة المكتب عند اخوها حمدان اللي كان يطالع كل ملف في الكمبيوتر بحذر شديد.. ويوم يلست حذاله اطالعها حمدان بهدء وقال: "متأكدة انج تبين تعرفين شو اللي في الكمبيوتر؟"
عايشة: "لقيت شي؟؟"
حمدان: " للأسف هى.."
عايشة: "أبا أجوف.. "
بطل لها حمدان ملف وقعد يشرح لها: "ريلج يستخدم برنامج اسمه المسنجر عشان يرمس ربعه والناس اللي تعرف عليهم من النت.. طبعا يروم يرمسهم بالميكروفون أو عن طريق الكتابة .. ومن حسن حظنا انه ريلج ما عنده ميكروفون.."
عايشة: "إنزين؟؟"
حمدان: "المحادثات الكتابية تتخزن في ال received files على الكمبيوتر وأنا يلست أقرى كل محادثة وتقريبا معظمهن عاديات بس في أكثر من محادثة كانت ويا بنات.." اطالعها حمدان عشان يشوف تأثير كلامه عليها بس عايشة كانت أقوى من انها تكشف مشاعرها جدام أي حد ثاني حتى لو كان اخوها وهزت راسها بهدوء عشان يكمل..
حمدان: "وحدة من المحادثات جذبتني وقريتها كلها.. أنا بروح في أيلس في الصالة شوي وانتي اقريها بروحج.. جوفي اضغطي هني وبتنزل الصفحة لتحت عشان تقرينها للنهاية.. أوكى؟"
عايشة: "أوكى.. مشكور حمدان.. يوم بخلص بييك في الصالة.."
حمدان: "خذي راحتج.. انا بيلس اطالع التلفزيون.."
تريته عايشة لين طلع من المكتب ونفست بعمق عشان تستعد للي ممكن تقراه.. ويلست تقرا المحادثة وتعيد قراءة السطر الواحد اكثر عن مرة.. اللي يرمسها ريلها لقبها ريانة العود.. ومن أول سطر قرته عايشة وهي حاسة بكره كبير لهالانسانة اللي سرقت منها أغلى انسان في حياتها.. حاولت عايشة ما تحس بالإهانة وهي تقرا رمسة ريلها اللي في كل محادثة تتطور أكثر وأكثر.. كان يخبرها بكل تفاصيل حياته.. اعترف لها انه متزوج وعنده عيال وهي قالت له انه هالشي ما يهمها .. اسلوبها وايد كان رخيص وسوقي وما تعرف عايشة كيف انعجب ريلها بوحدة مثل هاذي.. بس الجرح اللي خلا عايشة تقرر تنتقم كانت الفقرة اللي قرتها مرة وحدة وانحفرت في ذاكرتها على طول ..
(خليفة: "دوم احس بالوحدة شواخي.. ما عندي حد أشكي له ويخفف عني"
ريانة العود: "ومرتك وينها عنك؟"
خليفة: " مرتي مالها وجود في حياتي.. حبي لها انتهى من سنين طويلة.. اقدر اقول لج اني احترمها هي مول مب مقصرة ويا اليهال بس .. ما احس تجاهها بأي عاطفة ثانية.. حتى ما اقدر اعتبرها صديقة.. مجرد انسانة اشوفها جدامي كل يوم وارمسها بدون أي احساس..")
عقب ما قرت عايشة هالرمسة عرفت في داخلها انه كل شي تغير .. وانها مستحيل تكن لخليفة عقب اليوم أي مشاعر غير الاحتقار ومستحيل تخليه يلمسها في يوم من الايام.. كانت صدمة قوية لها .. وصفعة ما توقعتها من إنسان وثقت فيه وطعنها في ظهرها.. حقرها وأهانها جدام وحدة ما يعرف عنها إلا حروف على شاشة كمبيوتره..
استجمعت عايشة قواها وكملت المحادثة.. وعرفت انها عطته رقم تيلفونها وطرشت له صورتها.. وعقب رمسة طويلة أقل شي ممكن توصفها عايشة بإنها رمسة مفرقة وبعيدة تماما عن الأخلاق.. وعدته ريانة العود أو "شيخة" انها تقابله وقال لها خليفة انه بيبات في العين عشانها في الويك اند وبيخبر مرته انه مسافر.. ونزلت الدموع من عيونها وهي تقرا اخر جملة في المحادثة:
" ريانة العود: لووول.. وحليلها مرتك.. زي الأطرش في الزفة.."
خليفة: "ما عليه .. اللي ما تعرفه ما بيضرها.. وبعدين لا تفكرين فيها الحين.. فكري فيني انا.. "
ريانة العود: "فديت روحك خليفة .. أترياك على نار.."
وقفت عايشة بقوة وطلعت الصالة وفي ايدها ورقة سجلت فيها رقم شيخة وقالت لأخوها حمدان: "خلصت.."
اطالعها حمدان بتعاطف وسألها: "شو بتسوين الحين؟"
عايشة: "أول شي بغيت أسألك صورتها بعدها موجودة في الكمبيوتر؟"
حمدان: "هى .. شفتها.. تبين.. تبين تشوفينها؟"
عايشة: "هى.. وعقبها أباك تساعدني باللي ناوية أسويه.."
حمدان: "أكيد عويش .. لا تحاتين من هالناحية.."
عايشة: " لازم انتقم من هالحيوانة.. ومنه هو بعد.. حمدان هالإهانة مستحيل أفوتها له.."
حمدان: " خليني اراويج صورتها وعقب بنتفاهم على اللي بنسويه."
.
.
.



.
.
مرت أيام على عايشة نست فيها طعم الراحة وهي تفكر شو بتسوي.. ودت العيال عند امها وحمدت ربها انه ريلها بيتم اسبوع في البحرين وما بتضطر انها تواجهه على طول.. في هالفترة حمدان يلس عندها في البيت وياب لها اللاب توب ماله وعلمها بإتقان كيف تستخدم النت وبرنامج الماسنجر.. وطلع لها بطاقة تيلفون يديدة عشان تقدر تنفذ خطتها .. وعن طريق ربيعه في العين عرف بعض المعلومات عن شيخة اللي شوي شوي كان بادية سمعتها تخترب أكثر وأكثر في هالمدينة الصغيرة..
وعقب ما اتقنت عايشة استخدام المسنجر اضافت ايميل شيخة عندها في اللست وسوت لها ايميل ريال وابتدت انتقامها البطيء.. اللي كان يحسسها براحة فظيعة.. كانت تدري انها تستفز شيخة اللي بتموت وتعرف منو اللي يكلمها ومنو هالشخص اللي يعرف عنها كل شي..
بعد شهر من هالمحادثات والهدايا اللي اطرشهن عايشة عن طريق ال Dhl كانت متأكدة خلاص انه شيخة قطعت علاقتها بريلها خليفة.. وقطعت علاقتها تقريبا بكل الرياييل اللي تعرفهم.. استوت عايشة (أو حارب) دنيتها كلها..و في يوم من الأيام يوم كان خليفة سهران برى وعايشة سهرانة ع المسنجر ويا شيخة .. انصدمت عايشة باللي قالته لها شيخة..
ريانة العود: "أقول حارب؟"
حارب: "هلا شواخي.."
ريانة العود: "أنا ادري انك شخص تعرفني وما ادري شو دافعك بالضبط.. بس بصراحة انا عمري ما حسيت بهالمشاعر تجاه أي شخص ثاني.."
حارب: "أي مشاعر؟"
ريانة العود: "الحب.. حارب انا احبك.. صج من قلبي احبك.."
انصدمت عايشة وما عرفت شو تكتب لها.. وعقب دقيقة ضحكت من خاطرها .. أخيرا قدرت تستدرجها..
حارب: " شواخي الحب مب كلمة تلعبين بها.. خبريني بصراحة كم واحد قبلي قلتي له هالكلمة وكم واحد عقبي ناوية تقولينها حقه؟؟"
ريانة العود: "إنته بس.. صدقني يا حارب.. صح اني عرفت شباب من قبل بس كلهم ودرتهم.. حتى مروان ودرته.. صدقني.. ولا واحد فيهم سمع مني كلمة احبك.. انته الوحيد اللي حسيت تجاهك بهالمشاعر.."
حارب: "بس انا ما احبج.. انتي تعجبيني صح بس تأكدي اني ما احبج.."
عايشة كانت تتعمد تقول لها هالرمسة وتعرف انها كل ما تغلت على شيخة كل ما تمسكت فيها شيخة اكثر..
ريانة العود: "ادري انك ما تحبني بس عطني فرصة عشان اخليك تحبني.. انته تعرف رقم تيلفوني.. رمسني في التيلفون بدل هالحالة اللي نحن فيها.. صدقني ما راح تندم."
حارب: " كل شي في وقته حلو.. لا تستعيلين.. "
ريانة العود: "لى متى بتريا؟"
حارب: "جريب.. جريب بينتهي انتظارج.. ... وانتظاري.."
أول ما كتبت عايشة هالجملة بندت النت وخشت اللاب توب تحت الشبرية وراحت ترقد.. فعلا.. جريب كل شي بينتهي.. وبتكمل عايشة انتقامها .. من شيخة.. ومن ريلها..
.
.
عقب كل أحداث يوم الأثنين .. أشرقت شمس يوم الثلاثا بشكل ثاني.. كان يوم يحمل في طياته الكثير من الوعود والأماني.. وللبعض.. كان يوم مثله مثل باجي الأيام.. الحزن واحد عندهم ومهما كانت الشمس اليوم دافية والجو حلو ، إلا انه ايامهم اللي يغطيها السواد كانت تمر عليهم بكل بطئ وملل..
الساعة سبع ونص الصبح وعقب ما راحت سارة وأمل المدرسة ويا الدريول إشفاق وردت ليلى من الروضة عقب ما وصلت خالد .. نش مايد من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عريضة ونزل الصالة عند يدوته ومحمد وليلى اللي كانوا يالسن يتريقون بهدوء..
ليلى (وهي تبتسم له): " منو قدك اليوم غايب عن المدرسة وبتفتتح المعرض وبيصورونك وبيحطونك في الجرايد.."
مايد: "شوفي ليلى انا سويت هالشي بس عشان خاطرج.. والا انتي تعرفين اني ما احب اغيب عن المدرسة ولا احب انه احد يصورني.."
ليلى: "ههههههه.. يحليلك.. اسمع ميود ما اوصيك.. لا تفشلني اليوم.."
محمد: "انا بكون وياه لا تحاتين.."
اطالعه مايد بنظرة استغراب.. للحين الجو بينهم كان متوتر ومحمد قرر يروح وياه المعرض بس عشان ينهي هالخلاف السخيف اللي استمر أكثر من اللازم..
ليلى: " وشغلك؟"
محمد: "الموظفين في محلات المجوهرات ما يبون اشراف ما شالله عليهم مب مقصرين.. والمطاعم يبتدي الدوام فيها الساعة 12 الظهر.. يعني عندي وقت.."
أم أحمد: " وانتي متى بتسيرين؟"
ليلى: "ما اعرف.. يمكن العصر نمر نشوف شو الأوضاع هناك.. بتصل بموزة وبنتفق.."
مايد (وعيونه على السندويتشة اللي في إيده) :" بس انا مب محتاي حد يوقف ويايه في المعرض.."
محمد: "أدري.. بس انا أبا أكون موجود.. مب كل يوم ليلى بتسوي لها معرض عشان نفتتحه.."
ابتسمت له ليلى بحب وتأفف مايد وهو ياكل بسرعة .. بس في داخله كان مستانس انه رمس محمد .. ولو بطريقة غير مباشرة.. ويمكن الخلاف اللي بينهم ينتهي اليوم..
أم أحمد: "مترف رد دبي؟"
مايد: "لا بعدهم هني.. وبيمر عليه الساعة تسع وبنسير المعرض رباعة.. (واطالع محمد بطرف عينه ) يعني مب محتاي حد يوصلني.."
ابتسم محمد وسكت عنه ..
أم أحمد (وهي ترمس محمد): "عيل قوم فديتك ودني بيت خالوتك صالحة "
محمد: "ان شالله.."
وعقب ما تريقوا نش محمد يوصل يدوته وليلى راحت فوق ويا مايد اللي كان يباها تكوي له غترته..
.
.
في شركة مبارك بن فاهم انتشر خبر فض شراكة عبدالله ومبارك وسبب خلافهم بسرعة واليوم الصبح الكل كان يرمس في هالموضوع وكل واحد من الموظفين خايف في داخله من عواقب هالخبر.. خايفين انه فض الشراكة يؤدي لنقص في الميزانية ويخسرون وظايفهم.. بس مبارك ما فكر بهالشي ولا كان ناوي يستغني عن أي واحد من الموظفين أو العمال اللي عنده.. بالعكس ، كانت هالفترة بالنسبة له فترة يحتاج فيها لكل شخص ممكن يوقف وياه.. لازم يثبت للكل .. ولنفسه.. انه يقدر يشتغل بروحه. .مثل أول واحسن بعد.. وانه مب محتاج لعبدالله بن خليفة.. وانه بيرد ينافسه وياخذ عنه مشاريعه..
دش مبارك المكتب الساعة ثمان الصبح.. ومن النظرة اللي اطالع فيها سكرتيرته هيفاء.. عرفت على طول انه معصب وما يبا حد يرمسه.. بس غصبن عنها نشت هيفاء من مكانها عقب ربع ساعة ودشت مكتبه بهدوء عشان تحط له البريد على الطاولة..
يوم بطلت هيفاء الباب شافت مبارك منزل الملفات كلها من الأدراج اللي فوق وحاطنهم ع القنفة ويالس يدور شي من بينهن.. ويوم شاف هيفاء اطالعها بنظرة حادة وبسرعة حطت اللي في ايدها على الطاولة وطلعت ..
مبارك كان يدور بين الملفات على شي محدد.. مشروع ضخم بيحدد مصيره ومصير شركته.. قبل شهر تقريبا كانت في مناقصة كبيرة وكل شركات المقاولات والبناء قدمت عروضها عشان تفوز بهالمناقصة.. المشروع هو بناء منتجع سياحي في دبا.. عبارة عن فندق فخم وشاليهات وحدائق.. وصاحب المشروع مليونير سعودي اسمه سلمان بن تركي.. ومبارك سوى كل اللي يقدر عليه عشان ترسي المناقصة على شركته هو وعبدالله.. ومستحيل الحين يتخلى عن هالمشروع لعبدالله .. وعقب بحث طويل لقى أوراق المشروع واتصل بنفسه بمحامي سلمان عشان يخبره انه العقد بيتغير وبينكتب بإسم مبارك بس.. وعقب ما بند التيلفون راح صوب المكتب وبسرعة قعد يطالع البريد.. وشاف بطاقة الدعوة اللي مطرشتنها موزة.. واستغرب ويوم قراها وعرف انها دعوة لحضور معرض فني.. ضحك باستخفاف وفرها على الطاولة وشل ملف المشروع وراح المحكمة بنفسه.. مبارك مب محتاج لمحامي.. بيخلص شغله بروحه .. بيفض الشراكة وبيغير العقد.. وطبعا القاضي بيتصل بعبدالله عشان يوقع على الأوراق.. وبتخلص هالأزمة ..
بس طبعا هالشي مب بالسهولة اللي تصورها مبارك.. عبدالله أول ما اتصل به الموظف في المحكمة وخبره عن الإجراءات اللي لازم يسويها حس انه بيجتل مبارك.. واتصل بسهيل عشان يخبره..
عبدالله: "راح المحكمة يفض الشراكة وبياخذ مشروع بن تركي كله!!"
سهيل: " ما بيروم ياخذ المشروع إلا بتوقيعك.. هدي اعصابك.."
عبدالله: "مجرد انه راح المحكمة بدون ما يخبرني أو حتى يخبرك انته اعتبرها اهانة لي.. "
سهيل: " مبارك متسرع.. بس بعد ما تروم تلومه يا عبدالله.. اللي استوى أمس مب شوية.."
عبدالله: " بس انا مالي ذنب.. المحاسبين زخوهم في المطار أمس واليوم يحققون وياهم.. واكيد بيعترفون بكل شي.."
سهيل: "بس انته سرت له الشركة وشرشحته أمس.. ومن حقه يحرج.."
عبدالله: "وهو بعد ما قصر .."
سهيل: "مبارك عصبي ومتهور.. وانته أعقل منه يا عبدالله والمفروض كنت تتعامل وياه بعقل.."
عبدالله: "انته واقف ويا منو؟؟"
سهيل: "اثنيناتكم تهموني وأنا مب منحاز لأي واحد فيكم بس احاول اوضح لك انه اثنيناتكم غلطانين.. انتو شركا .. المفروض تتفاهمون على خلافاتكم.. مب تسوون زوبعة وتخلون الكل يشمت فيكم.. "
تنهد عبدالله وقال عقب دقيقة صمت: "معاك حق.. معاك حق يا سهيل. .أنا غلطت.. شو رايك تمر عليه ونسير له المحكمة ونتفاهم وياه؟"
ابتسم سهيل وقال: " خلاص.. الحين ياينك.."
عبدالله: "ف أمان الله.."
بند عبدالله التيلفون وتنهد بتعب.. أمس ما رام يرقد وهو يفكر بهالموضوع.. هذا غير ياسمين اللي رفعت له ضغطه.. كانت مصرة تطلع ويا شيخة اليوم ومع انه رفض بس في شي في داخله يقول له انها بتسوي اللي في راسها وبتطلع من دون موافقته.. مب عارف يتصرف وياها.. من يوم حملت وهي تبالغ في دلعها ومحاولتها للسيطرة عليه.. بس عبدالله رغم انه ساكت عنها ، ما كان ناوي يخليها على هواها.. مهما كان ما بيخلي حرمة تسيطر عليه..





عقب ربع ساعة اتصل سهيل بعبدالله وقال له ينزل له تحت في الباركنات، ويوم طلع عبدالله من المكتب شاف روان يالسة تخلص شغلها على الكمبيوتر.. رغم انه عبدالله فنشها أمس.. بس وحليلها يت الشركة اليوم وكملت شغلها ولا كأنه شي استوى والحين يوم شافت عبدالله طالع من المكتب ارتبكت ونزلت راسها.. كانت خايفة يقول لها تروح ويهزبها .. بس عبدالله ابتسم واقترب من مكتبها وقال: "روان؟"
رفعت روان عيونها واطالعته بخوف: "نعم استاز عبدالله.."
عبدالله: "أنا آسف لأني عصبت عليج أمس.. مهما كانت أسبابي المفروض أسلوبي يكون احسن من جذي."
روان: "لا تعتذر استاز عبدالله .. أنا فعلا كنت مقصرة في الشغل وانته كان معك حق.. "
عبدالله: "يعني مب زعلانة؟"
روان: "ولو استاز عبدالله.. أكيد مش زعلانة.. "
ابتسمت روان عشان اطمنه وتمت تطالعه وهو طالع من المكتب وحست براحة فظيعة.. يعني تروم تستمر في الشغل..أمس كانت تفكر كيف انه عبدالله تغير وايد من عقب العرس وصار ما يهتم وايد بالشغل وبموظفينه.. وأسلوبه الجارح معاها أمس كان اكبر دليل و ألحين بس تأكدت انه عبدالله ما تغير وبيتم طول عمره مثل ما هو .. مؤدب وحنون.. وهالشي هو اللي خلاها من البداية تستمر وياه من بداية أيام الشركة للحين.
نزل عبدالله للباركنات ورمب ويا سهيل وساروا هم الاثنين المحكمة على طول وعند باب مكتب القاضي كان مبارك يالس على واحد من الكراسي وعيونه على الأوراق اللي في إيده.. سهيل أول ما شافه حس بقلبه يعوره.. ما كان المفروض كل هذا يصير بينه وبين عبدالله .. سهيل يحبهم اثنيناتهم ويبا مصلحتهم وحرام الشركة اللي صار لها ثلاث سنين وهي من أنجح شركات الخليج تنقسم اليوم بسبب عنادهم هم الاثنين..
مبارك يوم سمع صوت الخطوات تقترب منه رفع راسه ويوم شاف عبدالله يطالعه أجبر نفسه انه يرد له نظرته بنظرة كلها تحدي، ووقف يسلم عليهم – عشان خاطر سهيل بس- ويلسوا هم الثلاثة يتريون الناس اللي كانوا داشين قبلهم عند القاضي .. بس سهيل كان عنده أمل كبير انهم ممكن يحلون خلافاتهم من دون أي حاجة لتدخل القاضي.. وعشان جذي خذ مبارك على صوب وابتدى رمسته وياه وقال: " مبارك يا ولدي.. خلنا نحل هالمسألة من بيننا .. يمكن نروم نتفادى المحاكم وهالعفسة كلها..ترى مب حلوة في حقك ولا في حق عبدالله انه الكل يعرف عن مشاكلكم.."
مبارك (وعيونه على عبدالله): "أنا كنت ناوي أسوي هالشي وأتفادى كل هالعفسة.. وعشان جذي ييتك البيت هذاك اليوم وخبرتك بكل شي.."
سهيل: "وشو اللي تغير الحين؟"
مبارك: "اللي تغير انه عبدالله أمس وايد غلط عليه.. وكان واضح من رمسته انه الثقة من بيننا معدومة.."
عبدالله كان يطالعهم وخاطره يعرف شو اللي يدور من بينهم.. ومبارك كل شوي يطالعه ويرد يطالع سهيل اللي كان واقف جدامه ويحاول يقنعه بوجهة نظره..عبدالله في داخله كان يعرف ومتأكد انه مبارك مستحيل يتنازل بس سهيل دومه متفائل ويمكن يروم يقنعه هالمرة..
سهيل: "لازم بيحرج .. انته تسرعت يا مبارك.. وطرشت له واحد يتجسس على شغله"
مبارك: "لو خليتوني أرمس أمس كنت بخبركم انه المحامي تصرف من دون ما يشاورني.. والجاسوس اللي رمست عنه انا ما يخصني به.."
سهيل: "أنا فهمت عبدالله الوضع كله وهو اعترف انه غلطان بس انته بعد غلطت يا مبارك ولا تنكر هالشي.."
مبارك: "أنا ما أنكر .. بس الحمدلله انه سالفة الحسابات ما وصلت للمحاكم وخلونا ننهي هالإشكال كله هني واليوم أحسن لنا.."
سهيل: "يعني مصر انك تشتغل بروحك؟"
مبارك: "هى نعم مصر.."
سهيل: "وما في مجال تغير رايك؟"
مبارك: "لا .. أنا مقتنع باللي بسويه.."
تنهد سهيل واطالعه بحزن وقال: "خلاص على راحتك.. خلني أرمس عبدالله وعقب تفاهموا بروحكم.. "
سار عنه سهيل ويلس يرمس عبدالله اللي كان باين من ويهه انه تظايج من الرمسة اللي قاله اياها سهيل.. ويوم اقترب منهم مبارك قال له عبدالله وهو يوقف: "خلاص اللي تشوفه يا مبارك.. بنفض الشركة وكل واحد يشتغل بروحه.."
حس مبارك بإحراج فجأة بس حاول انه يخبي هالشي وقال بثقة: "جذي أحسن لي وأحسن لك يا عبدالله.."
عبدالله: "بس المشروع اللي ناوي تغير عقده هذا مشروع مشترك بيني وبينك.. وما يستوي تاخذه بروحك.. هالشي بيتسبب لي بخسارة كبيرة.."
مبارك: "التوقيع اللي على المناقصات توقيعي أنا بس .. انته كنت مسافر.. يعني ما في أي شي يمنعني من إني آخذ المشروع.. أنا اللي دفعت رسوم المناقصات وانا اللي كنت كل يوم أنش من الصبح وأسير غرفة التجارة في دبي وأتفاوض ويا باجي المقاولين عشان يتنازلون وترسي المناقصة علينا نحن.. وفي النهاية تباني أعطيك المشروع جاهز؟؟"
عبدالله: "بس أنا يبت المهندسين وخليتهم يرسمون الخرايط والتصاميم .. وكل خريطة كلفتني فوق الثمانين ألف!!.. "
اطالعه مبارك بهدوء: " أنا يبت مهندسين غيرهم وابتدوا يرسمون تصاميم يديدة للمشروع .. عبدالله هذا مشروعي أنا.. سلمان بن تركي يعرفني ونحن متفقين.. اجتمعت وياه أربع مرات من يوم استلمت المشروع.. وانته للحين حتى ما كلفت نفسك واتصلت به.. واليوم رمسته ووافق انه شركتي هي اللي تستلم المشروع.."
عبدالله (بعصبية): "وكيف تتصل به من دون ما تخبرني؟؟"
مبارك: "أنا آسف.. بس المفروض تنتبه لشغلك أكثر.. هذا إذا كنت ناوي من اليوم وطالع انك تتكفل بأي مشروع يديد.. لأني دوم بكون موجود.. ومستعد أنتهز أي فرصة عشان أرد الأول في السوق.. وبروحي.."
اطالع عبدالله سهيل اللي كان يطالع مبارك بنظرة غريبة وكأنه يشوفه لأول مرة وفي هاللحظة طلعوا الناس اللي كانوا عند القاضي ودش مبارك واضطر عبدالله يدش وراه هو وسهيل.. وكل واحد فيهم ساكت .. احساسهم بالحزن والصدمة من نوايا مبارك ثجل عليهم وخلاهم ما يقدرون حتى انهم يناقشونه.. عبدالله كان يعرف في داخله انه فعلا مقصر في شغله.. وخصوصا في الاسابيع الأخيرة.. والفضل في هالشي طبعا يعود لياسمين اللي وحتى وهو في الشركة ادق له في اكثر عن ثلاث مرات .. تنهد عبدالله بحسرة.. كيف ما فكر يتصل بسلمان بن تركي ويرمسه عن المشروع؟ كيف سمح لمبارك يسحب منه مشروع ضخم مثل هذا ويخليه يخسر أكثر من 300 ألف درهم في يوم واحد؟؟
وبهدوء فظيع وقع عبدالله أوراق التنازل عن المشروع وفض الشراكة ويا مبارك وطلعوا من المحكمة وعقب ما وصل سهيل عبدالله للشركة رد مكتبه وهو يحس بإحباط فظيع
***
في مدرسة البنات الثانوية في بوظبي.. وبالتحديد في الحصة الثانية.. كانن أربع بنات منخشات ورا الدري وكل وحدة فيهن حابسة ضحكتها وكاتمة نفسها عشان الوكيلة اللي كانت تركض وراهن ما تكتشف مخبأهن السري..
عليا كان قلبها يدق بقوة وراصة على إيد ربيعتها ناهد عشان تخفف من الرجفة اللي في جسمها.. ما توقعن أبدا انه الوكيلة ممكن تركض بهالسرعة خصوصا انها لابسة هالكعب العالي.. بس طلعت راعيتها وما خلت شبر في المدرسة ما فتشته وهي ادورهن.. وألحين يسمعون خطواتها السريعة وهي تركب الدري عشان ادورهن فوق..
عليا: " إن شالله يعدي هاليوم على خير.."
ابتسام: " يعني كان لازم نشرد من الحصة؟ لو يلسنا في الصف مثل باجي البنات مب احسن؟"
ناهد: "بلاكم انتوا؟ استمتعوا .. هذا كله للذكرى.. عقب سنة بتتذكرون وبتضحكون.."
عليا: "بس أنا زايغة.."
عذاري: "إنتي دوم زايغة.. أنا مستغربة كيف اقتنعتي وييتي ويانا.."
عليا: "ابتساموه قصت عليه.. يلست تغريني وتقول لي بنستانس.."
ابتسام: "ألحين الوكيلة أكيد عرفتنا... مب من شي.. من كشة نهوود الحمرة.. تزقر الوكيلة من بعيد.. أحسن لنا نستسلم وما نخليها تحرج أكثر.."
ناهد: "لا .. تعالو بننخش في المسرح.. هي فتشت هناك ما بترد تفتش مرة ثانية.."
عليا: "أنا تعبانة.. ما اروم اركض.."
ناهد: "انزين بنسير نيلس في المسرح ومحد بيزخنا.. بنرتاح هناك.."
طلعن البنات من ورا الدري ومشن بكل هدوء للمسرح وأول ما اقتربن منه ركضن بسرعة ودشن داخل وكل وحدة فيهن تطالع الثانية وتضحك ضحكة انتصار.. ويوم تأكدن انهن بأمان يلست ناهد ويا عذاري يسولفن على صوب وراحت عليا ويا ابتسام ويلسن في زاوية بروحهن..
ابتسام: " انزين علايه ياللا كملي.."
عليا: "عن مايد؟"
ابتسام: "عيل يدوه؟؟ أكيد مايد!!.. والله من وصفج له تمنيت اكون وياج هذاك اليوم.. خاطريه اشوفه علايه.."
ابتسمت عليا وقالت: " ما شالله عليه وايد حبوب.. وفوق هذا اللي عيبني فيه انه صج ريال.. مب شرات هالمراهقين اللي كل واحد فيهم همه البنات والمغازل وبس.."
ابتسام: "بس انتي قلتي انه تحرش فيج أول ما شافج.."
عليا: "ما تحرش.. بس كان يسلم.. "
ابتسام: "حظج والله يا علايه.. أنا ما عندي لا عيال عم ولا عيال خال.. وحتى اخواني الشباب ما يسوون لي سالفة.."
اطالعتها عليا بحزن وسألتها: "عشان جي تعرفتي على خليل؟؟"
احمر ويه ابتسام وتغيرت ملامحها.. : "وانتي شو دراج؟"
عليا: "إنتي غلطتي يوم خبرتي ناهد.. تعرفين انها مشخلة.."
ابتسام: "والله انها ما تستحي على ويهها الحيوانة.. أنا اراويها.."
وقفت ابتسام عشان تسير تظارب ويا ناهد بس عليا يرتها من إيدها ويلستها حذالها.. : "تعالي وين سايرة؟ شو الفايدة يعني؟ تراها خبرتني وخلاص.. بس تحملي المرة تخبرينها عن أي شي ثاني.."
ابتسام: "خلاص توبة.. اممممم.. أكيد طحت من عينج.."
عليا: "أنا الصراحة انصدمت.. خصوصا انه زلمة.."
ابتسام: "انزين هو مجرد صديق.. ما بيننا أي شي ثاني.. مجرد شخص أشكي له همومي.."
عليا: " ونحن وين سرنا؟ ليش ما تشكين لنا نحن؟؟ ترانا ربيعاتج"
ابتسام: "ما ادري.. لا تسأليني.."
عليا: "ع العموم أنا ما بتدخل في هالموضوع.. انتي حرة.."
ابتسام: " يعني يا عليا لو يتج الفرصة انج ترمسين مايد في التيلفون .. معقولة تفوتينها؟"
اطالعتها عليا باستغراب: " هذا شي أكيد.. مجرد اني ارمسه في التيلفون معناتها اني عطيته الحق في إنه يشيل كل الحواجز من بيننا .. حتى حاجز الاحترام .. وأنا بعدني ما رخصت بعمري لهالدرجة .."
كانت هاي نغزة لابتسام اللي حست انه خدودها بتحترق وابتسمت بارتباك لعليا وندمت انها سألتها هالسؤال
***
نهاية الجزء التاسع عشر

غرربه
02-05-2013, 05:14 PM
الجزء العشرون
لا زلنا نعيش أحداث يوم الثلاثاء.. يوم افتتاح معرض ليلى وموزة.. وفترة الصباح اللي شهدت افتتاح المعرض بنجاح باهر على حسب كلام مايد .. الساعة عشر ونص الصبح كان موعد افتتاح المعرض، ومترف ومايد ومحمد ما قصروا.. تكفلوا بكل شي.. كان يوم حلو بالنسبة لهم.. أربع جرايد ومجلتين صورتهم والتقوا بشخصيات وايد مهمة في هالافتتاح من دبي وبوظبي والشارجة.. وتفاجئوا وايد انه في الساعتين اللي عقب الافتتاح.. انباعت ثلاث لوحات من رسومات موزة وصورة من صور ليلى وعلى طول اتصل مايد بليلى عشان يبشرها.. وفي هالوقت كانت ليلى يالسة عند التيلفون تتريا مايد يتصل بها عشان تتصل بموزة واطمنها.. وأول ما رن التيلفون شهقت ليلى وشلت السماعة بسرعة. .
مايد: "ألوووووو.."
ليلى: "وينك انته؟؟ اتصلت بك أربع مرات.. ليش ما ترد؟؟"
مايد: "هى صح.. اشعندج انتي؟؟ حرقتي تيلفوني .. بلاج ملقوفة ليلوه.. ترى مب من حلاته معرضكم هذا..!!"
ليلى: "شو؟؟ ميود طمني.. شو استوى؟؟ "
مايد: "شو استوى بعد.. الناس يدشون.. يلفون لفة وحدة بس ويطلعون.. "
حست ليلى بإحباط فظيع وقالت له: "ليش؟؟ والصحافة؟؟ أنا توني متصلة بالجريدة وقالوا لي انهم مطرشين صحفي ومصور عشان يتابع المعرض.."
ابتسم مايد واستغل الفرصة عشان يرفع ضغطها: "هى شفتهم.. بس تصدقين.. ما صوروا شي من اللوحات..صوروا التاجر اللي كان موجود وظهروا.."
ارتفع صوت ليلى وهي منفعلة وقالت وإيدها على قلبها: "ليش؟؟؟؟ هم أكدوا لي انهم بيحطون نص صفحة باجر عن معرضنا في الجريدة.."
مايد: "تبين الصراحة؟؟ ... انتوا وايدين مبالغين في الاسعار.. عشان جي اعتقد ماشي أمل انه أي حد يشتري وحدة من اللوحات"
تمت ليلى ساكتة وتفكر شو تقول لموزة اللي يالسة عند التيلفون ومرتبشة وتتريا اتصالها.. كان خاطرهن يحضرن الافتتاح ويتابعن بنفسهن كل اللي يستوي..وكانن يتوقعن انه المعرض بينجح نجاح باهر.. بس الحين مايد حطم معنوياتها تماما..
مايد: " ليلوه.."
ليلى (بدون نفس): "شو؟"
مايد: " قبل لا تصيحين بقول لج شي.. اشتروا ثلاث لوحات وصورة .. "
ليلى في البداية ما استوعبت بس يوم فهمت اخيرا وشهقت .. سمعت صوت مايد وهو يضحك عليها وقبل لا تسبه أو حتى تبطل حلجها سمعته يقول: " ليلوه في شي ثاني بعد.."
ليلى: " مهما قلت ما بصدقك.."
مايد: "كيفج.. انتي الخسرانة.. ما بخبرج"
ليلى: "ياللا ارمس ميود.. حرام عليك اللي تسويه فيه"
مايد: "أوكى.. لا تصيحين.. الجامعة اتصلوا وقالوا انهم بييبون بنات التربية الفنية العصر رحلة للمعرض.. "
ليلى: "صدق؟؟"
مايد: "هى والله.. المهم.."
ليلى: "شو؟"
مايد: "إذا بييون العصر انا ما فيه اجابل البنات بروحي.. تعالي انتي وربيعتج وتصرفي وياهن.."
ليلى: "لا عمي ما بيخليني.."
مايد: "وعمي شدره.."
ليلى: "يا سلام؟؟ تباني اسير وما اخبره ؟؟"
مايد: "انتي رمسيه يمكن يخليج.. وبعدين منو بيي المعرض يعني عشان يشوفج هناك؟ من حلاته؟؟"
ليلى: " هههههههه.. يا ويلي ع اللي يغارون.."
مايد: "هه.. تحلمين انا اغار منج..ياللا برايج.. اشوفج بعدين.."
ليلى: "باي.. ميود .."
أول ما بند عنها ميود اتصلت ليلى بموزة بسرعة عشان تخبرها بكل شي وتشوف اذا تروم تسير المعرض وياها العصر
.
.
في هالوقت.. في بيت بو منصور.. كان منصور يالس هو وأمه وابوه في الصالة ومب منتبهين لمريم اللي كانت في المطبخ الصغير المتصل بالصالة تدور لها شي تاكله من الثلاجة.. كانوا يرمسون عنها وهي للحين ما انتبهت لهالشي.. كل اللي كانت تسمعه أصوات وهمسات مكتومة وكان بالها مشغول بكتاب يالسة تقراه في غرفتها وتبا ترد بسرعة فوق عشان تكمل قرايته.. وعقب ما خذت لها تفاحة من الثلاجة .. مشت بسرعة عشان تطلع فوق بس أول ما حطت ريولها على الدري تجمدت في مكانها.. كان منصور يرمس والحاجز اللي بين المطبخ والصالة خلاها تختفي عن أنظارهم .. ويلست مريم بهدوء على طرف الدري وهي تسمعهم يرمسون لأنه اللي سمعته للحين شد انتباهها.. وايد..
منصور: "ابويه الريال يباها.. وما يهمه مرضها.. هاي ثاني مرة يرمسني في هالموضوع.."
بومنصور: " بس اختك مريضة.. حرام نبلي بها الريال.."
حست مريم بوخزة في قلبها وهي تسمع رمسة ابوها واتنفست بصعوبة.. بس حاولت تتجاهل هالشي وتركز على رمستهم..
منصور: "يعرف.. يعرف كل شي عنها.. وأنا شرحت له بالضبط شو فيها .. قلت له انه قلبها تعبان وانه عندها نوبات صرع.. بس بعده مصر انه ياخذها وما يبا غيرها.."
تفاجئت مريم.. منو هذا اللي رغم كل شي يباها؟؟ وليش؟؟ ليش يضيع عمره ويا وحدة أيامها معدودة وهو حتى ما يعرفها.. وتقربت أكثر من الحاجز عشان تسمع بوضوح..
منصور: "بصراحة محمد من يوم شافها في إيطاليا وهو يباها.. يعني حتى قبل لا يعرف انها مريضة.. ومستعد يوديها بنفسه عشان تتعالج عقب العرس.. شو رايك ابويه؟"
مريم ما وقفت عشان تسمع راي ابوها.. كانت صدمتها كبيرة وبسرعة التفتت وركبت الدري وطارت لغرفتها.. وهناك بس قدرت تفكر وتستوعب اللي سمعته.. محمد خطبها؟؟ ليش؟؟ عقب اللي شافه هذاك اليوم شو اللي يجبره يخطبني؟؟
تذكرت مريم موقفها وياه في إيطاليا وحست بالدمع يحرق عيونها.. معقولة؟؟ معقولة كان صادق هذاك اليوم يوم قال لها انه يحبها؟؟ معقولة تكون ظلمته؟؟
بس بعد .. لازم ما تتسرع.. وفي داخلها عرفت شو اللي لازم تسويه عشان تتأكد..
.
.
الساعة 4 العصر كانت ياسمين تحط آخر لمسات الميكياج على ويهها وردت تتصل بشيخة اللي وعدتها تظهر وياها اليوم.. وقبل لا يكمل التيلفون رنته الأولى ردت عليها شيخة..
ياسمين: "خلصت.."
شيخة: "انزين بمر عليج عقب شوي.."
ياسمين: "أوكى بس ما بنظهر الا عقب ما يظهر عبدالله.."
شيخة: "ليش ما قلتي له انج بتظهرين؟؟"
ياسمين: " خبرته وما طاع.. بس أنا جي ولا جي بظهر.. ما بحبس عمري في البيت عشانه"
شيخة: "ههههههه.. أسميج بتأدبينه.. "
ياسمين: "قررتي وين بتوديني؟؟"
شيخة: "هى حجزت لنا في مكان حل بنتعشى فيه.. وعقب بنسير السينما"
ياسمين: "أوكى خلاص.. اترياج لا تبطين"
شيخة: "ان شالله"
بندت ياسمين التيلفون ونزلت الصالة اللي تحت وشافت عبدالله يالس يرمس في التيلفون ويلست حذاله تطالعه وهو يوم شافها تقترب منه ابتسم لها بحنان ورد يسولف ويا سهيل اللي كان متصل به.. تنهدت ياسمين وهي تطالع ملامح ريلها الوسيم.. كل شي في عبدالله كان يفيض بالرجولة.. صوته.. تفاصيل ويهه وحتى أقل حركة ممكن يسويها.. كانت تستغرب منه.. من جاذبيته اللي خلتها تتحمل كل شي.. وتضحي بكل شي وتتزوجه.. هالجاذبية اللي للحين تسيطر عليها.. بس رغم هذا كانت لها شخصيتها المستقلة وما تقدر تخلي عبدالله يتحكم فيها ويلغي وجودها.. ما تدري ليش هاليومين تحس انها مخنوقة.. وأحيانا وجوده في البيت وياها يخليها تتريا اللحظة اللي بيظهر فيها وبتم بروحها في قصرها هذا.. متناقضة... هي تعرف هالشي.. تدري انها تحبه بس في نفس الوقت تباه بعيد عنها في معظم الاوقات.. تبا تعيش بروحها .. ولو ليوم واحد.. وتكون هي سيدة نفسها.. هي اللي تتخذ قراراتها وهي اللي تحاسب نفسها.. ما تبا تحس انها تعيش في ظله .. أو انه مصيرها مرتبط بمصيره.. وعشان جي يوم بند عبدالله التيلفون قالت له
ياسمين: "عبدالله ..؟"
اطالعها عبدالله بإعجاب.. كانت حاطة آي شادو كحلي وعيونها طالعه تجنن .. وقال لها وهو يرد بشعرها ورا اذنها: "شو هالحلاة كلها؟؟"
ياسمين: " شيخة بتمر عليه عقب شوي .. تبا تشوف الفيلا.."
عبدالله: "يعني هالكشخة كلها حق شيخة مب حقي انا.."
ياسمين: " ههههه لا حقك ولا حقها.. هاي حقي انا.. كنت ملانة وقلت بلعب بويهي شوي.."
عبدالله: "فديت روحج.. أتمنى اظهرج وابعد الملل عنج بس سهيل يباني اسير له المكتب.."
ياسمين (بدلع): "انزين حبيبي بظهر ويا شويخ.."
ابتسم عبدالله وباسها على خدها بسرعة وهو يوقف وقال: "لاء.. احنا تناقشنا في هالموضوع وقلت لج رايي فيه.."
ياسمين: "بس انا متمللة.."
عبدالله: "باجر ان شالله بوديج دبي.. شو رايج؟"
ياسمين:" هذا باجر.. وانا الحين ملانة.. عبدالله حرام عليك..!!!"
اطالعها عبدالله بطرف عينه قبل لا يبطل باب الصالة وقال لها: "باجر بوديج وين ما تبين.. بس طلعة ويا شيخة لاء.. "
وقبل لا ترد عليه ياسمين صك الباب وراح وتمت ياسمين واقفة تطالع الباب ببرود .. وفي النهاية ركبت فوق عشان تلبس عباتها وشيلتها.. إذا كان يفكر انها ممكن تخضع له فهو غلطان.. بتظهر ويا شيخة واذا عنده كلام يبا يقوله .. يتفضل..
.
مع مبارك صوت الزجاج اللي تكسر في الطرفف الثاني من القاعة ، والتفت بنظرته الحادة ، وشاف أخيرا.. ملاك واقف جدامه..
اللوحة والظيج.. وتعب اليوم كله، ومشاكل حياته وهمومها تبخرت تماما من راسه.. بسببها، بسبب البنية اللي تحركت بسرعة من طرف الغرفة ووقفت حذال ربيعتها المنقبة عشان تطمن عليها.. وانتبه مبارك انه كان حابس أنفاسه وهو يطالعها ويشرب كل تفاصيل ويهها..
كانت ليلى..
وكانت هاذي لحظة عمره مبارك ما بينساها..
.
.



عقب ما استوعبت ليلى الموقف اللي صار ما قدرت تيود عمرها ووقفت تضحك على موزة اللي كانت متلخبطة وقافطة.. موزة يرتها من إيدها وخذتها على صوب وقالت: "ليلوه .. مبارك هني..!!"
ليلى: "مبارك؟؟ مبارك هذاك اللي خبرتيني عنه؟؟"
اطالعتها موزة بغيظ وقالت: "ومنو غيره؟ "
اطالعتها ليلى بحقد: " ومستانسة حظرتج؟؟ "
موزة: " ليلوووه.. حرام عليج لا اتمين متظايجة وتخربين عليه"
ليلى: " الحركة اللي سويتيها وايد غلط"
تنهدت موزة وقالت: " احنا ما بنخلص من هالسالفة؟"
تموا هم الثنتين واقفات يطالعن بعض بعناد وعقب ثواني ابتسمت ليلى ابتسامة عريضة وقالت: "يعني وصلته بطاقة الدعوة ..!! وينه أبا اشوفه!!"
رغم معارضتها بس الظاهر انه هالشي وايد يهم موزة وما تبا تخرب عليها فرحتها
أشرت لها موزة بعيونها صوب كان مبارك واقف وعاطنهم ظهره
ليلى: " ما اشوفه عدل.. تعالي أونا بنسير نطالع البنات اللي هناك .. وبشوفه بوضوح.."
موزة (وهي تضحك ): "أوكى.. ياللا"
مشت ليلى هي وموزة للزاوية الثانية عشان يشوفنه بوضوح وموزة من الوناسة كل شوي تلتفت لليلى وتقول لها: " رغم مشاغله يا المعرض.. he is soo sweet !!"
ليلى: " خلاص عاد موزوه حشرتيني!!"
موزة: " هذا أحلى يوم في حياتي.. ليلووه احس اني بنفجر من الوناسة.."
ابتسمت لها ليلى بحنان والتفتت عشان تشوف مبارك هذا اللي مخبل بربيعتها ويت عينها في عينه لأنه هو بعد كان يطالعها.. وعلى طول تغيرت ملامح ويهها.. وتبدلت سعادتها ظيج فظيع.. ويوم ردت تطالع موزة كانت عيونها باردة ونظرتها حادة.. وهالشي خلا موزة تستغرب وسألتها: " ليلى شو بلاج؟"
ليلى: " هذا هو مبارك ؟؟"
موزة: "هى.. بس ليش ترمسين بهاللهجة؟"
ليلى: "موزة هاي مب أول مرة اشوفه فيها.."
انصدمت موزة: "شو؟؟ "
ليلى: " هاي ثاني مرة يحصل لي الشرف والتقي به.. أول مرة كانت أيام العزا.. عقب الحادث بكم يوم.."
موزة: " وليش ما خبرتيني؟؟"
ليلى: "وانا شدراني انه هذا هو مبارك؟؟"
في هالاثناء خلصت خلود ويت هي وفاخرة صوب مبارك عشان يروحون.. وطلعوا هم الثلاثة بهدوء من المعرض وتمت موزة تطالعهم بحزن وهم رايحين..
موزة: " انزين وشو اللي يخليج متظايجة جي؟"
تنهدت ليلى وخبرت موزة عن الموقف اللي صار لها ويا مبارك.. وكيف كان وقح وياها وويا محمد أخوها.. وتمت موزة تطالعها بصدمة وما قدرت حتى تعلق على الموضوع..
ليلى: "يعني بصراحة عمري ما شفت وقاحة جذي.. وفي النهاية يطلع هو نفسه اللي انتي ميتة عليه؟"
موزة (بظيج): "خلاص ليلى .. خلاص.. انتي ما تعرفين ظروفه.. كان هو بعد يمر بفترة صعبة.. ويمكن ما كان يفكر عدل."
ليلى: "كلنا نمر بفترات صعبه في حياتنا.. بس هذا ما يعطينا الحق اننا نعامل غيرنا بقلة احترام.."
سكتت موزة وصدت صوب اللوحة المعلقة جدامها وتمت تتأملها بحزن، كانت مب عارفة كيف تتجاوب مع اللي قالته ليلى، مع انها صديقتها بس هي غصب عنها بتم تكن هالمشاعر لمبارك، ما تدري ليش تحس انها دوم تبا تتقرب منه.. تبا تكشف القناع اللي فارضنه على حياته وتكسر الحاجز اللي بناه بينه وبين الناس .. مشاعرها تجاهه خليط من الحب والفضول بالإضافة لمشاعر يديدة تماما عليها.. مشاعر تملك .. كانت تبا تكون هي كل شي في حياته وهو كل شي في حياتها.. تبا تعطيه كل اللي عندها وفي نفس الوقت تاخذ منه كل مشاعره وحبه.. بس .. كيف بتفهم ليلى وهي بروحها مب فاهمة احساسها؟؟
وليلى على طول ندمت على الرمسة اللي قالتها.. موزة تحب مبارك.. وهي حاولت تشوه صورته جدامها من دون قصد.. بس النفور والاحتقار اللي تحس به صوب مبارك خلاها تسوي هالشي.. بس آخر شي تباه هو انها تسبب الحزن لموزة.. موزة ما تستاهل هالشي.. عقب كل اللي سوته عشانها المفروض انها ما تجازيها بهالطريقة.
ابتسمت ليلى وحطت ايدها على كتف موزة وهمست لها في إذنها: "بس تصدقين؟ "
موزة (وعيونها على اللوحة): " شو؟"
ليلى: " طلع ذوقج حلو.. مبارك غاوي.."
ضحكت موزة والتفتت بسرعة لليلى وحظنتها وهي تقول: "هييييييييه.. أدري.. "
ليلى: " وانتوا الاثنين لايقين على بعض.. الحين لازم نفكر كيف نخليه يحس بوجودج.."
موزة: " ما ادري.. هالشي وايد صعب.. "
ليلى: "لا تحاتين.. بنفكر بشي.. "
موزة: " يعني انتي مب متظايجة ؟"
ابتسمت ليلى وقالت لها : " وليش اتظايج؟ ما في انسان كامل .. وبعدين هالموقف صار من ثلاث سنين.. المفروض انساه.."
بس ليلى كانت تعرف انها ما بتقدر تنساه.. وتعرف انه رايها في مبارك ما بيتغير ورغم اللي قالته لموزة بتم تحتقره في داخلها ..
.
.
ارك فيي هالوقت كان توه واصل البيت وعقب ما نزلت فاخرة ويا خلود يلس في السيارة شوي.. عيونه كانت على الولاعة اللي في إيده .. ملامح ويهه مرتبكة.. وأفكاره كلها تتعلق بليلى.. ليش اطالعته بهالنظرة ؟ كانت نظرة غريبة.. مزيج من الكره والظيج والاحتقار.. بس هي ما تعرفه ... هاي أول مرة يشوفها فيها.. ليش اطالعته بهالنظرة؟ وليش يهمه هالشي؟
حس مبارك بحزن فظيع يسيطر عليه.. حزن تسرب من داخل اعماقه وانتشر في الهوا اللي يتنفسه.. وفجأة.. كل شي حواليه صار ميت وبدون أي طعم أو لون.. كل شي تغير عقب هالنظرة من عيونها..
.
في الجانب الآخر من العين.. وفي مطعم واحد من الفنادق الراقية كانت ياسمين يالسة ويا شيخة.. يتريون الجرسون اييب لهم العشا اللي طلبوه.. الأجواء كانت شاعريه هني.. الموسيقى الهادية .. الهمسات الخفيفة من الناس اللي يتعشون.. ومنظر المسبح اللي يطل عليه المطعم .. كل شي كان حلو.. ورغم هذا كانت ياسمين على وشك انها تنفجر وتصيح..
عبدالله كان قاهرنها.. ومعاملته لها خلتها تحس انها ملكه.. وهالاحساس تكرهه ياسمين.. حتى ابوها ما حسسها بهالشي من قبل.. ولا حتى امها اللي كانت تحاول تسيطر عليها.. والحين عبدالله ينجلب مرة وحدة يحاول يكتم انفاسها؟
شيخة بعد كانت سرحانه.. كانت مقهورة من ياسمين.. الفيلا اللي شافتها اليوم احلى من الخيال.. وياسمين ما تستاهلها.. في شو تختلف عنها ياسمين عشان تحصل كل هذا وهي ما عندها غير غرفة في بيت أم فهد.. ؟
ياسمين: " شويخ .. انتي ما تبين يهال؟"
كان السؤال مفاجئ جدا لدرجة انه شيخة بطلت عيونها ع الاخر وهي تطالع ياسمين باستغراب وقالت لها في النهاية وهي تبتسم: "ما في حرمة في العالم ما تبا يهال"
ياسمين: "امبلى في.. أنا مثلا ما ابا هالشي.."
شيخة: "بس انتي حامل.."
ياسمين: " صدقيني هالياهل بيكون الوحيد.. عمري ما حبيت اليهال.. وما اعرف اتعامل وياهم.."
شيخة: " يوم يكونون هاليهال عيالج بتحسين بإحساس ثاني.. وبتتعاملين وياهم بشكل طبيعي وعفوي.. صدقيني باجر يوم بتجربين هالشي بتتمنين تييبين الثاني والثالث والرابع بعد.."
ياسمين: " شكلج تحبين اليهال.."
شيخة: "مب سالفة اني احبهم.. بس.. يوم تكبرين، محد يبجالج الا عيالج.. وبعدين انا عندي نظرية.."
ياسمين: "شو هي؟ "
شيخة: " أكيد في يوم من الايام بموت.. وعيالي هم اللي بيحيون ذكراي عند الناس.. يعني أي حد يشوفهم بيتذكرني.. بس إذا مت وانا ما عندي عيال.. صدقيني في يوم من الايام بتنمحي ذكراي من الدنيا تماما.."
ابتسمت ياسمين.. وسألتها: " عيل ليش للحين ما حملتي؟"
للحظة تهيأ لياسمين انها شافت لمحة حزن في عيون شيخة.. بس هاللمحة اختفت بسرعة لدرجة انه ياسمين شكت اذا كانت فعلا شافتها وابتسمت لها شيخة بشجاعة وقالت: " الله ما كتب لي هالشي.. "
تنهدت ياسمين.. ما في حد مرتاح في هالدنيا.. كلٍ له همومه.. حتى شيخة ..
مرت الدقايق ويابو العشا واندمجت ياسمين في سوالفها ويا شيخة ونست سالفة عبدالله .. وعقب فترة .. اتفاجأت انها كانت تضحك من خاطرها على سوالف شيخة .. بس كانت ملاحظة انه الطاولة اللي مجابلتنهم واللي كانت فاضية قبل شوي.. يلسوا عليها شلة شباب.. أربعة بالتحديد.. وكانوا يرمسون ويطالعونهن وواحد منهم أشر عليهن بكل وقاحة..
شيخة انتبهت لنظرة ياسمين والتفتت وراها عشان تشوف منو اللي يالس هناك وعلى طول ردت تصد جدام وويهها كان احمر من الخاطر.. وفي خاطرها كانت تقول هذا شو يابه هني الحين؟
ياسمين انتبهت لملاح شيخة اللي تغيرت وسألتها : " شو فيج تلخبطتي؟ تعرفينهم؟ من اهلكم ؟؟"
اطالعتها شيخة بتوتر ولاحظت ياسمين انه ايدها ترتجف وقالت وهي عاقدة حياتها: " ها؟ لا لا .. ما اعرفهم.."
ياسمين: "عيل شو ياج؟؟"
شيخة: "ما شي.. ماشي.."
بس الريال الوقح اللي أشر عليهم اقترب من طاولتهم وسحب الكرسي ويلس وياهم وهو يطالع شيخة ويبتسم.. ومن كثر ما انصدمت ياسمين من حركته وقفت بقوة وردت على ورا وهي مبطلة عيونها ع الاخر.. والطاولة اللي حذالهم – واللي كانوا يالسين عليها اثنين اجانب- اطالعوهم باحتقار وردوا يكملون أكلهم..
ياسمين: "شو قلة الادب هاذي؟؟ انته منو تتحرى عمرك؟؟"
ابتسم لها الريال بعذوبة وقال: " ماله داعي تحرجين غناتي.. ردي ايلسي انا ما بطول .."
شيخة كانت منزلة راسها وعيونها على صحن السلطة اللي جدامها .. وياسمين كانت تطالعها وهي مصدومة وردت قالت للريال : " لو سمحت رد مكانك.. ولا بخبر السكيوريتي يتصرفون وياك.."
الريال تجاهلها وصد صوب شيخة وقال: " شواخ خبري ربيعتج تيلس احسن لها.. انتي تعرفين شو اللي ممكن اسويه.."
اطالعته شيخة بنظرة توسل وقالت له: "مروان بلييز .."
مروان: "قولي لها تيلس.."
انصدمت ياسمين يوم سمعته يقول اسم شويخ واطالعتها بحقد.. : " مب توج تقولين انج ما تعرفينه؟"
شيخة: " ياسمين بليز ايلسي بفهمج كل شي عقب شوي.. الله يخليج..!!"
انقهرت ياسمين منها .. وكانت بتذبحها يوم طرت اسمها جدامه.. بس رغم هذا يلست وهي ساكتة وتمت تطالعهم ببرود..
مروان: "حيا الله ياسمين.. اسم على مسمى الصراحة.."
ياسمين: "احترم نفسك.."
ابتسم مروان وتجاهلها وقال لشيخة: " اسمعي انتي.. لا تتحرين اني زغت من هذا اللي مطرشتنه يهزبني .. ترى هالحركات معروفة وإذا هو صج ريال خل يجابلني.. وصورج ما بتشوفينهن إلا يوم أنا بقرر هالشي.. تفهمين؟؟"
سكتت شيخة وكانت الدموع بادية تتجمع في عيونها..
اطالعها مروان باحتقار وغمز لياسمين ووقف وهو يقول لها: " يوم بتهدى أعصابج وبتفكرين عدل.. ترى رقمي عند هالعنز اللي يالسة حذالج.. أوكى غناتي؟"
ياسمين: "سافل!!"
مروان: " هلا والله!!.. ما يبتي شي يديد.."
راقبته ياسمين وهو يضحك ويرد طاولته ويا ربعه اللي كانوا يطالعونهم وعلى ويوههم ابتسامة خبيثة.. وحست انها رخيصة .. ووصخة ومغفلة.. ويوم اطالعت شيخة شافتها تمسح دموعها بطرف شيلتها..
ياسمين: "قومي بنرد البيت.."
هزت شيخة راسها من دون ما تطالعها وقامت هي وياها عقب ما دفعوا الحساب وردوا البيت.. ياسمين بتحاسبها عقب.. وبتخبرها شو رايها فيها بالضبط.. الحين ما تبا تفقد اعصابها لأنها عادي تذبحها.. شيخة ما كانت قادرة تسوق ، وعشان جي ساقت ياسمين بدالها.. وفي الدرب .. وهي تسمع صوت صياح شيخة.. حست ياسمين بخوف كبير.. خوف من المستقبل اللي يترياها.. إذا كانت من الحين طفرانة وعايشة حالة ملل فظيعة في زواجها وعلاقتها ويا عبدالله.. هل في احتمال ولو بسيط انها في باجر تصير شرات شيخة؟؟ ادور الإثارة والحب في مكان ثاني غير بيتها؟
كانت فكرة مخيفة..
ومقرفة..
بس كان لها تأثير كبير على ياسمين..
وهي غرقانة في بحر أفكارها، ما انتبهت ياسمين للسيارة اللي مرت حذالهم عند الدوار.. ولا انتبهت لعبدالله اللي كان يطالعها بصدمة من جامة سيارته.. وهو يغلي في داخله من القهر اللي حس به يوم شافها..


الساعة تسع فليل ، كان مايد يالس غرفته يفكر.. في فهد ولد خالوته صالحة.. هل هو مغفل؟ أو مجرد انه انسان طيب؟ مايد ما يعرف جواب هالسؤال بس اللي يعرفه انه ما يستاهل كل اللي تسويه فيه شيخوه.. تنهد بتعب .. صار له كم يوم وهو يفكر شو ممكن يسوي بكل المعلومات اللي يعرفها عنها.. لازم يلقى له حل وبسرعة.. شيخوه بعدها ما انتشرت سوالفها في كل مكان ومايد ما عنده وقت.. لازم يتصرف بسرعة قبل لا تصير سيرتهم على كل لسان
قطع عليه حبل أفكاره صوت دق خفيف على باب غرفته.. انجلب مايد على بطنه والتفت صوب الباب وهو يسأل بصوت عالي: "منو؟"
تبطل الباب ووايجت سارة من وراه وهي تبتسم بتردد..
مايد: "ها سارونا؟ شو عندج؟"
سارة: "ما اعرف احل الواجب.."
مايد: " وين كتابج؟"
مدت سارة إيدها جدام عشان يشوف مايد الكتاب والقلم اللي في إيدها .. كان كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي.. وهالكتاب صج يرفع ضغط مايد.. بس شو يسوي .. لازم يساعدها..
مايد: "تعالي.. بحاول افهمج.. أنا ما اعرف ابلتج هاذي شو شغلتها.."
سارة: " أبلتنا قالت حلوه في البيت.."
مايد (بعصبية): " هى تراها يوم ما تعرف تفهمكم فرت المسئولية علينا نحن.. الحين انتو يهال صف ثاني.. وين بتحفظون جدول الظرب؟"
اطالعته سارة باستغراب وهي تتمدد عداله ع الشبريه وتنهد مايد وابتدا يفهمها المسائل .. بس في داخله كان مستانس انه سارة تلجأ له هو يوم تتوهق في أي شي.. بس سارة كانت فعلا متوهقة.. شغلات وايدة تستوي لها هاليومين ومب لاقية لها أي تفسير .. وعمرها الصغير يخلي مواجهتها لهالشغلات مواجهة ضعيفة.. وعشان جي كانت تحس بمزيج من الخوف والراحة.. كل ما تتعرض لموقف من هالمواقف..
سارة: "مايد؟"
مايد (وهو يحاول يفهم المسألة المعقدة): "هممم؟"
سارة: "بقول لك شي بس بتصدقني؟"
مايد: "وليش ما أصدقج؟ قولي.."
سارة: " والله العظيم اني مب جذابة.."
مايد: " محد قال انج جذابة سارونا لا تحلفين.. شو فيج؟"
قربت سارة ويهها من ويهه وقالت وهي تحط عينها في عينه: "في حد يرمسني فليل.."
اطالعها مايد بعبط في البداية وعقب ابتسم وقال لها وهو يطالعها بذكاء: " منو يرمسج؟"
سارة: " ما اعرف.. ما أشوفهم.. بس أسمع صوتهم.."
مايد: " يا غبية هذا يسمونه حلم.. انتي تحلمين ويتهيأ لج انه هالشي صج"
سارة: " لا لا .. مب حلم.. حقيقة!!.. أنا متأكدة.."
مايد: "لا تحاولين.. هذا حلم.. منو مثلا بيرمسج فليل؟؟ اليني؟؟"
سارة: " ما اعرف.. "
مايد: " انزين وشو يقول لج الصوت اللي يرمسج؟"
سارة: " ما اعرف.. نسيت.. بس يسولف ويايه.."
مايد: " يسولف؟ ليش انتي تردين عليه؟؟"
سارة: "قبل كنت اخاف.. بس الحين ارد عليه.. ونسولف واااايد.."
مايد: " هذا اللي ما احبه في اليهال.. تيلسون تتخيلون انه عندكم ربع خياليين.. انتي مب أول وحدة.. حتى انا يوم كنت صغير كان عندي صديق خيالي.. صديقي كان من سلاحف النينجا.."
سارة: " بس انا ما اتخيل.. مايد والله انه يرمسني.."
مايد: " انزين خلاص صدقتج.."
سارة: "بس لا تخبر احد.."
مايد: " ما بخبر احد.. هذا سرنا اوكى؟"
ابتسمت له سارة وقالت: "اوكى"
وردوا اثنيناتهم يحلون المسائل.. سارة في داخلها كانت مرتاحة انها خبرت مايد بالشي اللي كان شاغل تفكيرها.. ومايد في داخله شوي وبينفجر من الضحك على سخافة اخته.. وتخيلاتها.. واللي ما يعرفه انه هاذي كانت صرخة استنجاد من سارة اللي كانت تايهة في دوامة الخوف والحيرة.. وانه مصارحتها له بالاشياء اللي تدور في حياتها يمكن ما تتكرر في المستقبل.. وانه هالحوار اللي استخف به الحين.. يمكن يرد له بعدين ويفكر فيه عدل..
.
.
الساعة 11 فليل ، كانت ياسمين توها بتحط راسها ع المخدة يوم دش عبدالله الغرفة وصك الباب وراه بكل قوته.. غمضت ياسمين عيونها بألم.. الصداع كان ذابحنها واللي استوى لها اليوم خلاها مهزوزة ولايعة جبدها..
عبدالله اطالعها والشرر يطاير من عيونه وقال لها بنبرة حادة وصوت عالي: " يعني سويتيها وظهرتي من دون شوري.."
تنهدت ياسمين وقالت له بتعب: " ممكن نرمس في هالموضوع باجر؟؟ أنا راسي يعورني وابا ارقد.."
عبدالله: " بترمسيني الحين وبتخبريني شو اللي خلاج تظهرين رغم اني قلت لج ما شي طلعة.."
ياسمين: " عبدالله قلت لك ما اروم أرمس الحين.."
عبدالله كان يزاعج الحين: " مب بكيفج تحددين اذا بترمسيني ولا لاء.. غصبن عنج بتسمعين اللي بقوله "
وقفت ياسمين جدامه واطالعته بقهر: " لا فديتك.. أنا حرة في اللي اسويه.. ومب عشانك ريلي تتحرى انك بتتحكم فيني.. انته يوم خذتني كنت تعرف اني اطلع بروحي وانه محد يتحكم فيني.. والحين يوم خذتني اونك بتغير عاداتي؟؟ الحين استقويت عليه؟؟ بقول لك شي.. احمد ربك يوم انه وحدة شراتي خذتك انته اوكى؟"
يرها عبدالله من أيدها ورص عليها بقوة . كانت في عيونه نظرة غضب ما شافتها من قبل بس هالنظرة واجهتها نظرة برود فظيعة من ياسمين.. عبدالله ما رمس.. ولا رد عليها.. تم بس يطالعها بهالنظرة وفجأة هد إيدها وظهر من الغرفة .. وسمعت ياسمين صوت باب غرفة النوم الثانية يتبطل وقالت في خاطرها: "أحسن بعد.. " وتنهدت بتعب وحطت راسها ع المخدة وبدون أي تفكير رقدت.. بينما عبدالله في الصوب الثاني كان يالس على الشبرية يطالع الفراغ.. وكلام ياسمين اللي قالت له اياه يقطع قلبه بكل بطء وألم..
.
.
يوم الأربعا.. كان يوم هادي جدا.. ومحمد اللي كان يالس في المكتب، كان ملان.. واتصل بمنصور..وسأله إذا يروم يمر عليه المكتب.. ويسولف وياه..
منصور: " أنا في الصناعية الحين.. بمر عليك عقب نص ساعة أوكى؟"
محمد: " خلاص.. أترياك.. "
عقب نص ساعة كان منصور عنده ويخبره عن موتره اللي ما يعرف شو ياه فجأة قام يطلع صوت غريب.. واتفقوا اثنيناتهم يسيرون بيت منصور عشان اييبون ماكينة السيارة اللي اشتراها منصور أمس وعقب يسيرون الصناعية عشان يركبونها حقهم في الموتر..
وعلى طول طلعوا اثنيناتهم من المكتب وساروا بيت منصور ودش محمد وياه في الحوي وهني التفت له منصور وقال: " انا يوعان.. شو رايك نتريق وعقب نسير الصناعية؟"
ابتسم له محمد : " ما عندي مانع .. أنا بعد بموت من اليوع.."
منصور: "اوكى عيل.. انته سير الحديقة اللي ورا وايلس على الطاولة اللي صوب الحوض.. وانا بسير اشوف شو مسوين ريوق وبخليهم يحطون لنا..وبييب الماكينة عشان تشوفها.. "
محمد: " محد هناك؟"
منصور: "في الحديقة؟ لا لا محد.. "
محمد: " خلاص.. لا تبطي.."
منصور: "أوكى.."
مشى محمد وهو منزل راسه ويوم وصل لمكان الطاولة يلس يتريا منصور.. وعقب دقيقة.. حس بحركة وراه بس ما قدر يصد عشان يشوف منو اللي كان واقف هناك.. بس يوم سمع صوت حد يرمسه تيبس في مكانه وتم قلبه يدق بقوة..
كان صوت مريم..
وكانت تناديه..
تلفت محمد حواليه باستغراب وخوف بس ما شافها.. وهني سمع صوتها تقول له: "لا تحاول.. ما بتشوفني.. ع العموم انا بس ابا اسألك سؤال واحد.. واباك تجاوبني بصراحة وبسرعة قبل لا يرد منصور.."
محمد: "سؤال؟"
مريم: "هى .. يمكن هالفرصة ما تتكرر مرة ثانية وانا محتاجة اسمع الجواب منك انته.."
سكت محمد وحاول يقرر من وين الصوت ياي.. وعقب انتبه انه سيارة منصور الستيشن مبركنة وراه وهي أكيد واقفة وراها.. ويوم انتبه انها ساكتة سألها: " شو هالسؤال؟"
مريم: "انته شو تبا مني بالضبط؟ ليش مصرّ انك تخطبني؟؟ انت تعرف اني مريضة.. صح ولا لاء؟"
محمد تم ساكت.. كان متوتر وقلبه يدق بسرعة.. واللي كان قاهرنه انه كان مستحي.. مستحي منها وقافط ومب عارف يرد عليها..
تنهدت مريم وقالت له بحزم: " أرجوك ودرني في حالي.. اخر شي احتاجه هو انك تشفق عليه محمد.."
هني محمد صج حرج.. ولو كانت جدامه جان اطالعها بنظرة تستحقها.. بس رغم هذا رمسها بصوت هادي عشان لا يجرحها وقال لها: " اسمعيني مريم.. مب انا اللي أظيع عمر بحاله ويا وحدة بدافع الشفقة.. أنا مب مغفل.."
تنفست مريم بصعوبة وسألته وهي تحس بغصة في حلجها: "عيل ليش؟؟"
محمد: " تذكرين يوم قلت لج اني احبج في روما؟؟؟ يومها قلتي لي انه كلمة حب مب لعبة.. وانا يومها كنت جاد بكلامي .. للأسف انتي ما انتبهتي لهالشي.. وما ادري متى بتنتبهين له"
مريوم تمت ساكتة عقب ما سمعت هالرمسة.. ومحمد كمل كلامه بسرعة قبل لا يرد لهم منصور.. وقال: " الحين دوري انا أسالج.. انا برمس اهليه ايونكم الخميس الياي.. بس قبل لا ارمسهم ابا اعرف انتي شو رايج؟؟"
مريوم استحت وتمت ساكتة وفي داخلها ابتدت تتكون مشاعر مختلطة من الراحة والفرح..
محمد (برقة): " مريم.. بليز ردي عليه.."
ضحكت مريم ضحكة خفيفة وما وعت الا وهي تقول له بصوت واطي: " هييه.."
هني وصل منصور وصينية الريوق في إيده ومريوم تمت متجمدة في مكانها وهي تعرف انه منصور ممكن يشوفها في أي لحظة وهي واقفة ورا السيارة..
محمد وحليله حس فيها وعلى طول قال لمنصور..: "انا غيرت رايي قوم بنتريق في المول"
منصور: "نعم.؟؟؟ ليش ان شالله؟؟ "
محمد: " بس جي.. من دون سبب.. حسيت بظيج.. ياللا عاد منصور "
منصور: "وهالريوق شو بسوي به؟"
وقف محمد وابتدا يمشى ومنصور غصبن عنه لحقه وهو يسأله: "بلاك انجلبت مرة وحدة؟؟ تخبلت محمد؟؟"
اطالعتهم مريم وهم سايرين وتنفست براحة وعلى طول ركضت صوب باب الصالة وعقت عمرها على القنفة.. وابتسمت ابتسامة حالمة وهي تفكر بمحمد.. يحبها.. ما كان يقص عليها.. محمد يحبها..
.
.
نهاية الجزء العشرين

غرربه
02-05-2013, 05:15 PM
قبل الجزء ال واحد والعشرين واللي بيوصلكم الليلة ان شالله
استوت احداث افضل اني ما اذكرها بالتفصيل.. لعدم أهميتها
المهم هذا ملخص الاحداث اللي بتأدي للجزء الواحد والعشرين
-----------------
مرت أشهر حمل ياسمين بطيئة.. ومتعبة.. ومملة.. كانت كارهة كل شي حواليها.. عبدالله من الليلة اللي علت صوتها عليه في غرفتهم وهو متجاهلنها تماما ولا كأنها موجودة.. يتغدى ويتعشى في بيت أمه أو ويا ربعه برى البيت وينام في الغرفة الثانية عقب ما نقل ثيابه واغراضه كلهن هناك.. الرمسة اللي سمعها من مرته جرحته وايد واللي جرحه أكثر انها ما فكرت تعتذر أو حتى تبين له انها ندمانه.. كانت عايشة حياتها بشكل طبيعي وعبدالله يشك في داخلها انها مستانسة ومرتاحة جي وهي بعيدة عنه.. كل شي كان يمشي بعكس اللي خطط له.. حياته كلها كانت معتفسه فوق حدر.. مبارك من يوم طلع من الشركة وخذ وياه أكبر مشاريعها وعبدالله مب مطمن.. كان قاعد في مكتبه يراقب الزباين والمستثمرين وهم يعتذرون له ويعطونه الف سبب وسبب يخليهم يلغون عقودهم وياه.. وعقب اسبوع بالضبط يوصله خبر انهم تعاقدوا ويا مبارك..
كان متوتر وحياته الخاصة ويا مرته متعبتنه أكثر.. كان متوله عليها من الخاطر.. كل ما يشوفها يتمنى يقعد وياها ويلوي عليها .. يتمنى يطمن عليها.. بس هي بنت حاجز بينها وبينه.. وبينت له أكثر من مرة انه هالحاجز مريحنها.. أكثر من مرة يا دريول أهلها وخذها دبي .. وكانت اتم هناك بالأسابيع.. وفي الشهر التاسع من حملها استوى هالأمر عادي عند عبدالله.. حتى لو ما كان مرتاح من الوضع الا انه تعود عليه خلاص..
تعود يعيش بروحه.. مثل ما كان متعود على هالشي طول عمره..

وياسمين فعلا كانت مرتاحة للوضع.. رغم انه الحمل ملوع لها بجبدها ورغم انها كانت خايفة انه جسمها يخترب عقب الولادة.. بس كانت في داخلها تعرف انه هالياهل بيغير اشيا وايدة في حياتها وبيفيدها أكثر مما كانت تتوقع..
عبدالله رغم انه كان مطنشنها إلا انه كان حاط لها مبلغ كبير في حسابها وكانت تطلع وتشتري لها اللي تباه ..

محمد في هالاشهر خطب مريوم.. ورغم انه عبدالله كان رافض هالشي لأنه مريم مريضة إلا انه محمد كان مصر على رايه وفعلا تمت الخطوبة على خير .. وعقب 3 أشهر تزوجوا وسافروا شهر العسل نيويورك لأنه محمد يبا يودي مريوم عند دكتور متخصص هناكي..

وتمر الأيام وشيخة على نفس حالتها.. حبها لحارب (عايشة) كل يوم يكبر ويزيد.. احساسها بالفضول تجاه هالشخص اللي قدر يقاوم كل إغراءاتها وما حاول للحين انه يستغلها أو حتى يسمع صوتها.. احترامها له .. وقوته اللي فرضها عليها خلت شيخة تتخلى عن كل شي وعن كل حد وتعيش أيامها بس على أمل انها في يوم من الايام ممكن توصل له وتخليه يحبها مثل ما هي تحبه.. ريلها فهد كان كالعادة غافل عنها .. أيام الاسبوع يقضيهن في دبي ونهاية الاسبوع تمر بسرعة وما يلاحظ فيها التغيرات اللي بدت تطري على زوجته.. ما لاحظ أو تجاهل انها دوم سرحانة.. وانها تنزعج منه يوم يرد في الويك اند..

واستمرت الأمور على حالها..

لكن اللي صار في آخر أسبوع من حمل ياسمين غير الأحداث كلها

.
.

غرربه
02-05-2013, 05:17 PM
الجزء الواحد والعشروووون


كان يوم مشمس وحار جدا جدا في نيويورك والحرارة مرتفعة لدرجة 41 الساعة 12 الظهر رغم انه شهر 3 .. محمد كان توه ناش من الرقاد وواقف عند دريشة غرفة النوم يطالع الشارع المزدحم في هالساعة ويتريا مريم تنش عشان يطلعون يتغدون..
اسبوعين مروا على زواجهم ومحمد عمره ما توقع السعادة اللي كان يحس بها في هاللحظة.. وكأنه فراغ كبير في داخله امتلا قناعة ورضا.. في هاللحظة.. وهو في شقتهم في ويست سايد ، نيويورك.. كان محمد أسعد انسان في الدنيا.. التفت محمد صوب مرته وابتسم بحنان.. مريم تحب الرقاد.. شرات القطوة إذا خليتها راقدة مستحيل تنش.. اقترب منها محمد وتمدد حذالها على الشبرية وقرب ويهه من ويهها.. وتم يطالع ملامحها وهي راقدة.. ومن هالمسافة الجريبة شم محمد ريحة شعرها اللي يموت فيها .. كانت محنية شعرها قبل يومين ومحمد يتخبل على ريحة الحنا في الشعر... شعرها كان في كل مكان.. ع المخدة وعلى جتفها وعلى طرف اللحاف.. ومحمد كان خاطره يلعب به ويمسح عليه. بس ما كان يباها تحس به وهو يطالعها.. شكلها كان وايد حلو.. وملامحها هادية ومرتاحة.. ما كان يبا يخرب على عمره هاللحظة..
بس عقب دقيقتين.. ما قدر يتحمل وحط ايده على خدها وحاول يوعيها..
محمد: "مريامي... مريامي.."
بس مريوم ما اتحركت.. ورد محمد يمسح على خدها.. : " مرياااامي.. نشي !!"
انتبهت مريم بس ما بطلت عيونها واعتفس ويهها وهي تمد شفايفها بدلع..: "هممممم؟؟"
محمد: " ياللا عاد نشي .. مليت وانا اترياج تنشين.."
مريم (وهي بعدها مغمظة عيونها): "ما اروم.. رد ارقد حماده.."
استند محمد على كوعه واطالعها بقهر وقال: "حمادة؟؟ مريوم لا تزقريني حمادة!!!"
هني مريم ابتسمت وهي مغمظة عيونها وتذكرت قبل لا تسير المطار ويا ريلها انه سارة زقرته حمادة وتظايج وايد.. ومن ساعتها وهي ما تزقره الا حمادة.. ويوم سمعته يتحرطم ضحكت غصبن عنها وبطلت عيونها واطالعته بكسل..
مريم: "نعم؟ شو تبا؟ ليش مقعدني من الفير؟"
محمد: "الحين الفير؟ مريوم الساعة 12.. يوعااان ابا اتغدا"
ابتسمت له مريم وردت تتلحف وقالت له عقب ما غمظت عيونها: " وليش مقعدني ؟ منو قص عليك وقال لك اني اعرف اطبخ؟"
محمد: "أدري ما تعرفين.. قومي بنظهر .. بنتغدى في 21"
بطلت مريم عيونها: "وين؟؟"
محمد: "21 .. هذا المطعم اللي مجابلنا.."
مريم: " مابا.. هالمطعم من اسمه مبين عليه مب شي.."
محمد: " ياللا عاد قومي..!!"
طنشته مريم وتمت راقدة وتنهد محمد باستسلام وهو يطالعها.. وفجأة يته فكرة وابتسم بشطانة وير عنها اللحاف بقوة.. وعلى طول شهقت مريوم واطالعته بنظرة معناتها "إذا ما رديت اللحاف بتنجتل" بس محمد تجاهل هالنظرة وشل مريوم عن الشبرية وهي تزاعج وتضحك في نفس الوقت ووداها الحمام عشان تغسل ويهها وتتنشط.. ويوم وصلوا للحمام كانت مريوم ميتة من الضحك واعلنت استسلامها ..
مريم: " خلاص خلاص بسير وياك والله تنزلني محمد والله.."
محمد: " بنزلج.. بشرط.."
حطت مريوم عينها في عينه وسألته وهي تبتسم: "شو الشرط؟"
محمد: "أبا بوسة.."
ابتسمت مريوم ابتسامة عريضة وقربت ويهها من ويه محمد .. وفي هاللحظة نزلها محمد وقال وهو يضحك: "اغسلي اسنانج قبل..! هههههههه"
انقهرت مريوم منه وشلت المجلة من فوق الطاولة الصغيرة اللي حذالها وفرتها عليه بس للأسف ما صابته ويوم شافته بعده يضحك دشت الحمام وصكت الباب وراها بقوة ويلس محمد نص ساعة يحاول يراضيها.. ويوم سامحته طلعوا اثنيناتهم وراحو المطعم وطول الوقت ومحمد ميود إيدها وكل ثلاث دقايق يرفع ايدها لشفايفه ويبوسها..
كانت جميلة.. مرحة.. وقلبها صافي..
وفي لحظات مثل هاذي..
كان ينسى تماما انه حبيبته مريضة.. وانه في نيويورك عشان يوديها عند الطبيب المختص

في المطعم، وعقب ما طلبوا الغدا وقبل لا اييبون لهم طلبهم.. سلت مريم نفسها وهي تطالع اللوحات المعلقة جدامها على اليدار.. والحرمة العيوز اللي كانت مجابلتنها في الطاولة الثانية وتطالعها باستغراب (أو يمكن باحتقار) لأنها متحجبة. كانت مريوم بترد عليها بنفس النظرة بس صوت محمد خلاها تشل عينها عنها وتطالعه هو بدالها..
محمد: " كيف كان شكلج وانتي ياهل؟"
تفاجئت مريم من سؤاله وابتسمت وهي تقول: " كنت ضعيفة وقصيرة وشعري كان دوم كشة.. "
ابتسم محمد وهو يتخيلها وكملت مريوم: " وكنت استحي وايد.. وأخاف من كل شي.. وكنت اكره الروضة"
محمد: " منو كان يحبها؟ أنا سرت يومين أو ثلاثة بس وعقب ما طعت أسير.. أمي وحليلها كانت توديني وتيلس ويايه للفسحة بس عشان اتعود ع الوضع من دون فايدة"
مريم: " هههههه.. أنا كنت كل يوم الصبح اصيح.. امايه تيرني عشان اطلع برى والحق ع الباص وانا ارافس وازاعج جني خبلة ما أبا اركب.. واتم متعلقة في الباب ولاصقة فيه .. وفي النهاية سواق الباص يدخلني بالقوة ويسير "
محمد: " هههههههههههههه.. وحليلج مريوم!"
مريم: " وانته؟ كيف كان شكلك ؟"
محمد: " أنا كنت دبدوب وأبيض جنى زلمة.. وكنت البس نظارة.. نظري ضعيف من يوم كنت ياهل.. وكنت هادي وما ينسمع لي حس في البيت.. وكنت استحي العب ويا البنات"
ابتسمت له مريم بحنان ومدت ايدها وحطتها على ايده فوق الطاولة.. ورد لها محمد الابتسامة وهو يفكر انه عمره ما كان على طبيعته ويا أي شخص في هالدنيا إلا وياها هي.. في هالاسابيع الاخيرة اللي عاشها وياها كان يكتشف في داخله انسان يديد يتكون على ايدها.. انسان ثاني له هدف في الحياة .. إنسان يحب.. ومع انها للحين ما قالت له انها تحبه بس محمد كان يحس بمشاعرها تجاهه.. وكل ما يتأمل عيونها ويشوف حبه منعكس فيهن.. كان يحس بفخر كبير انها مرته.. وحبيبته هو..
عقب ما تغدوا وخلصوا.. طلعوا من المطعم وانصدموا من الحرارة الفظيعة اللي برى.. صيف نيويورك كان اشد عن صيف العين والرطوبة كانت رهيبة لدرجة انهم كانوا يتنفسون بصعوبة ورغم هذا مريوم ما كانت تبا ترد الشقة وتمشوا هم الاثنين في الشارع وفي دربهم مروا على واحد يعزف موسيقى الجاز ووقفت مريم تسمعه وهي مستغربة انه يعزف في الشارع والناس يمرون ولا جنه شي غريب جدامهم .. لو كانوا في البلاد كل حد بيتيمع عليه..
كملوا دربهم وساروا الحديقة وشافوا مجموعة يهال عندهم قوارب خشبية صغيرة تتحرك بالرموت كنترول يالسين عند البحيرة يلعبون وسارت مريوم ووقفت على الجسر اللي فوق البحيرة تطالعهم من فوق وهم يتسابقون.. وفي داخلها كانت تفكر بعيالها اللي بعدهم ما انولدوا.. تباهم يكونون حلوين.. شرات هالولد اللي ميود القارب الحين.. وتبا عيونهم تكون نفس عيون محمد بالضبط..
محمد كان يطالعها بإعجاب.. خدودها صار لونهن وردي بسبة الحر.. وابتسم وهو يفكر انه شكلها وهي واقفة هني ووراها هالبنايات والأشجار والبحيرة.. وفي عيونها هالنظرة الرومانسية الحالمة.. كأنها صورة في مجلة أو مشهد من فيديو كليب .. وهالشي خلاه يحس برغبة كبيرة انه يغني لها وحدة من هالاغاني السخيفة اللي كل كلماتها " حبيبي " و"أحبك" .. عمره ما حس بهالاحساس.. انه مب قادر يشبع منها مهما اطالعها ومهما كان جريب منها .. وكان متأكد انه حتى لو صبها في كوب وشربها بعده ما بيشبع منها.. إحساس غريب.. ولذيذ في نفس الوقت.. هذا كان احساسه في هاللحظة..
اطالعته مريم وعيونها كانت تلمع وهي تسأله: "من متى وانته تعرف منصور ؟"
وهني ابتدا محمد يغني.
محمد: " يسألووووني ليه أحبك.. حب مااااا حبه بشر.. وليييييييه انتي في حياتي.. شمسهاااااا وانتي القمر.. وليه صوتك لو وصل.. صحراي يملاها الزهر.. علميييهم يالحبيبة.. آاااه ياااا أغلى حبيبة"
بطلت مريم حلجها واطالعته بعبط..
اقترب محمد ويود ايدها: "يسألوني ليتهم مثلي يعيشون الهوى.. الاصابع في الايدين الواحدة ما هي سوى.. عندهم حبك طبيعي وعندي فوق المستوى.. فهميييهم يالحبيبة.. آاااه آاااه يا أغلى حبيبة"
مريم: "أنا.. محمد.. آاا" ما عرفت مريم شو تقول وتمت تتلفت حواليها بس محد كان مهتم لهم.. فردت تطالعه وابتسمت وهو ولا هامنه ... يطالعها ويكمل الاغنية.. : "يسألوني وفي شفاتي يرتعش حر الجواب.. ما دروا انتي بحياتي راحتي وانتي العذاب.. وانتي حلمي اللي عشقته وطار بي فوق السحاب.. خبريهم يالحبيبة. آااه يا أغلى حبيبة"
وهني باسها محمد على طرف خشمها ولوى عليها بقوة وهي تضحك.. وفي هاللحظة طلعت منها الكلمة اللي كان خاطره يسمعها من زمان.. وهمست له في إذنه بكل رقة: " محمد....أحبك.."
في الإمارات الساعة كانت 12 في الليل.. وكل حد في بيت أحمد بن خليفة كان راقد.. البيت مظلم والهدوء فظيع.. وفي الطابق الأول .. في أول الممر.. كان باب غرفة أمل وسارة مبطل عشان لا يزيغن وهن راقدات.. أمل كانت راقدة على طرف الشبرية وأي حركة ممكن تخليها اطيح ع الارض.. ولحافها سبقها وطاح تحت ورغم البرد إلا انها ما كانت حاسة وتمت راقدة في مكانها بدون حركة..
وفي الطرف الثاني من الغرفة.. بعد كومة الدباديب اللي على الأرض وشنط المدرسة وبيت العرايس.. كانت سارة راقدة رقاد متقطع في فراشها .. لحافها ملتف عليها شرات المومياء وكانت راصة على عيونها حيل .. كانت خايفة تبطل عيونها.. في ظلام الغرفة كانت خايفة اذا بطلت عيونها انها تشوفهم.. تشوف الناس اللي يرمسونها دوم.. كانوا دوم يرمسونها في الليل.. يوم يكون كل حد راقد وهي بروحها تسمعهم.. وفي شي في داخلها متأكد انها اذا بطلت عينها وشافتهم بياخذونها.. وبيودونها مكان بعيد هي ما تبا تسير له..
ارتجفت سارة وهي تسمع الهمس المعتاد في إذنها: "سارة.. سارة.."
كان الصوت ياي من داخلها وعشان جي مب قادرة تحدد مصدره. تحسه ينبع من راسها والصوت يبتدي خفيف وبهمس شرات صوت اليهال..
" سارة.. سارووووونا.."
رصت سارة عيونها حيل ورفعت لحافها لخشمها .. وفي هاللحظة تذكرت يدوتها يوم تقول انه اسم الله يطرد الشياطين.. بس ما تجرأت تبطل حلجها عشان تسمي .. و في داخلها كانت تردد "بسم الله الرحمن الرحيم" مرة ورا الثانية.. ورغم هذا تكرر الصوت مرة ثانية وهالمرة كان أوضح.. " سارونا نشي.. نشي"
بطلت سارة عيونها بشكل عفوي.. بس محد كان جدامها.. من وين ايي هالصوت؟؟ انجلبت الصوب الثاني واطالعت الغرفة في الضوء اللي ياي من الممر.. محد .. كل حد كان راقد في هالوقت..
هي بس اللي كانت واعية..
هي .. وهالاصوات اللي تسمعها..
في هاللحظة ياها الصوت شرات ظربة قوية على ويهها " قومي!!!"
شهقت سارة بصوت عالي ويلست في فراشها وهي تتلفت حواليها.. وابتدت عيونها ادمع من الخوف وبصعوبة حاولت تتكلم: "م.. ممـ.. منو؟"
بس اللي رد عليها كان صمت فظيع استمر دقايق طويلة وسارة تتلفت في الغرفة.. وتحس بحبات العرق تتجمع على طرف ويهها رغم برودة الغرفة.. كان قلبها يقول لها ردي ارقدي.. خلاص.. كانت خايفة وفي نفس الوقت فضولها كان كبير.. تبا تعرف من وين ايي هالصوت.. ويمكن.. يمكن لو ركزت عدل.. بتعرف..
وفي الظلام.. نزلت سارة ريولها الصغيرة من فوق الشبرية .. التي شيرت الطويل اللي كانت لابستنه كان يوصل لركبتها وتحته ريولها كانت ضعيفة وترتجف بقوة وهي واقفة عند شبريتها.. وشعرها الطويل الذهبي مغطي ظهرها كله.. كان الخوف ساكن ملامح ويهها في هاللحظة.. وبإصرار كبير حبست سارة انفاسها وهي تتريا الصوت.. اللي في النهاية سمعته.. وحددت مكانه..
كان الصوت هالمرة صغير.. وناعم.. صوت ياهل.. وكان ياي من الكبت اللي جدامها .. يناديها ..: "سارة.. تعالي.. بتين؟؟ سارة؟؟"
..



من كثر خوفها اندفعت سارة صوب الكبت بسرعة وبطلت الباب بكل قوتها .. كانت عيونها زايغة.. وويهها ابيض من الخوف وكان الكبت مليان ثياب وجواتي .. وبس.. ما كان فيه أي شي ثاني..
حست سارة براحة وحطت إيدها على خدها وهي تلتفت عشان تمشي صوب الشبرية.. وهني كانت الظربة القوية بالنسبة لها.. يوم سمعت الصوت مرة ثانية وكان هالمرة صوت مألوف.. صوت تعرفه عدل وكبرت وهي تسمعه.. صوت أمها.. وراها تماما.. " ليش ما تسمعين الرمسة سارونا قلت لج تعالي!!"
صرخت سارة بصوت عالي خلا أمل تنتبه واطيح من فوق الشبرية وركضت برى الغرفة من دون ما تطالع وراها.. كانت تركض بكل سرعتها في الظلام والدموع تنزل من عيونها بسرعة وحست انها دشت في غرفة ثانية.. وفجأة.. ألم فظيع كان يخترق راسها وقبل لا تحس بأي شي ثاني.. كانت طايحة في غرفة مايد .. فاقدة الوعي.. عقب ما اصطدم راسها بقوة بالتلفزيون اللي كان جدامها..

مايد كان راقد طبعا يوم سمع صوت الظربة القوية في غرفته وعلى طول انتبه ويلس يطالع الظلام اللي جدامه.. بس ما شاف شي.. واقتنع انه حلم.. بس قبل لا يرد يرقد دشت أمل غرفته وهي تركض وقالت له: " مايد.. مايد نش.."
اطالعها مايد باستغراب وقبل لا يسألها قالت له: "سارونا كانت تزاعج في غرفتنا وطلعت تركض.. ما ادري وين سارت.."
مايد: "امولة انتي تحلمين؟؟"
أمل: "لا لا .. صدق ميود ما اعرف وين سارت"
نش مايد من فراشه وهو يتأفف .. ويتحرطم وشغل الليت عشان يشوف اخته عدل وفي هاللحظة يت عينه على سارونا اللي كانت طايحة تحت.. وخيط كثيف من الدم ينزل على طرف ويهها..

الساعة ثمان الصبح .. في جامعة الكويت وبالتحديد في مكتب الدكتورة فاطمة.. كل شي كان مرتب ومشرق.. الستاير كلها مبطلة والملفات وأوراق البحوث والامتحانات مرتبة بشكل منظم على طاولة عريضة في طرف المكتب وكان في مكتبه صغيرة فيها بعض الكتب اللي تحتاجها فاطمة في محاظراتها.. وعلى مكتبها .. كان برواز فيه صورة بنتها إيمان وبرواز ثاني فيه صور عيال إيمان .. وبرواز كبير فيه صورة أحمد ونوال.. عيال اختها نادية.. وحذال هالبراويز الثلاثة كان كوب مليان قهوة أمريكية وجريدة وبطاقة دعوة..
بطاقة الدعوة هي اللي كانت شاغلة بال فاطمة وهي سبب الابتسامة الخفيفة اللي تكونت على أطراف شفايفها.. بيعقدون مؤتمر مخاطر العولمة في دبي عقب ثلاث أسابيع.. فاطمة كانت مدعوة انها تقدم ورقة عن مظاهر العولمة ضمن فئة المراهقين في المجتمع الخليجي.. وهي تعرف انها تقدر تجهز هالورقة في اسبوع واحد .. رغم هذا كانت تفكر ترفض الدعوة.. في أعماق نفسها كانت تعرف إنها تتمنى تشوفه.. تتمنى تكون وياه.. على الرغم من السخافة اللي تحس بها يوم تفكر فيه.. إلا انها فعلا كانت تحس بشوق كبير له.. وعلى الرغم من انه الوقت مبجر.. بس كانت تعرف انه ربيعتها لميا قاعدة وفي الاستوديو الحين.. عشان جي اتصلت بها عشان تستشيرها.. ويوم ردت عليها وسلموا على بعض خبرتها فاطمة عن المؤتمر..
لميا: "وشو اللي يمنعج من انج تروحين؟"
فاطمة: "انتي تعرفين شو اللي يمنعني لموي"
لميا: " لا تخلين غبائج يوقف حاجز بينج وبين سعادتج يا فاطمة.. لا تحاولين تنسين انج تحبينه وتتظاهرين انج قنوعة بحياتج من دونه"
فاطمة: "أنا ظيعت فرصتي.. الريال عرس خلاص.."
لميا: " وانتي ما بتاخذينه من مرته .. سيري دبي.. احضري المؤتمر.. وإذا حسيتي انج تبين تشوفينه لا تترددين.. شوفيه كصديقة.. يمكن تلاقين جواب للأسئلة اللي في داخلج"
فاطمة : " أسئلة؟"
لميا: " ليش تزوج هالمراهقة؟ ليش ما ترياج وحاول يدورج ويوصل لج؟ والأهم .. ليش سكن افكارج طول هالفترة؟؟ يوم بتشوفينه.. بتلقين الجواب لكل هالاسئلة صدقيني .. وساعتها بتقررين .. يا انج تعيشين من دونه.. أو انج اتمين مسكونة بطيفه للأبد.."
عقب ما بندت فاطمة عن لميا.. حست انها محتارة اكثر عن قبل.. مهما كانت فاطمة تحبه إلا انها في داخلها انسانة عندها كبرياء ومشاعرها جدا مرهفة.. بتحظر المؤتمر.. لكنها مستحيل تحاول تتصل به أو تشوفه..
عبدالله بالنسبة لها ماضي.. ولازم يتم في الماضي
ويوم اتخذت هالقرار ، تنهدت بعمق ولبست نظارتها ووقفت وشلت بعض أوراق البحوث اللي على الطاولة العريضة وطلعت من المكتب بسرعة عشان تلحق على محاظرة الساعة 8 ونص..



في الإمارات كانت الساعة تسع ونص.. وليلى يالسة في غرفة اختها سارة تطالعها بحزن وهي راقدة.. أمس كانت ليلة طويلة بالنسبة لهم كلهم.. الساعة وحدة ودوا سارة الطوارئ وخاطوا لها الجرح اللي في يبهتها ومن ساعتها وهي راقدة رقاد عميق.. الدكتور قال لهم انها بخير وما ياها شي من الظربة.. بس اللي كان شاغل بال ليلى هو شو اللي خلا سارة توصل لغرفة مايد وهي تركض بهالسرعة ؟ معقولة مجرد كابوس ممكن يخوفها هالكثر؟؟
تنهدت ليلى والتفتت على أمل اللي كانت بعدها راقدة وطلعت من الغرفة..
تحت في الصالة كانت أم أحمد ترمس صالحة في التيلفون..
أم أحمد: "مب زين عليج يا صالحة لا تظلمين البنية."
صالحة: "أنا مب ظالمتنها.. ولو مب متأكدة من اللي قلته جان ما خبرتج"
أم أحمد: " انتي ما ادانين شيخة.. بس بعد هاذي مرت ولدج.. ما يستوي جي ترمسين عنها"
صالحة: " أمس سمعت صوت باب الحوي يتبطل الساعة أربع الفير.. ويوم وايجت من الدريشة شفتها داشة ولابسة عباتها.. أقول لج تطلع فليل انا متأكدة"
أم أحمد: " انزين وشو دراج انها شيخة.. يمكن ينية.. !!"
صالحة: "لا لا سلامتج.. هي شيخة ما غيرها.. أعرفها انا.. ويوم بيي فهد هالاسبوع بخبره"
أم أحمد: "لا تخبرينه ولا شي.. البنية عندج تخبريها اذا كانت هي ولا لاء. ليش تسوين مشاكل بين الريال ومرته؟"
صالحة: " وتتحرين لو سألتها بتصدق؟؟ "
أم أحمد: "بس انتي تعرفين فهد.. ما بيصدق عليها شي.. ولدج هذا وتعرفينه"
صالحة: "بيصدقني انا امه.. والله ودي اخبره الحين هالحزة بس اخاف عليه يحرج وايي الحين من دبي .. تعرفينهم ايوون مشتلين وما يشوفون الدرب وهم محرجين.. "
أم أحمد: " استغفري ربج يا صالحة وعيني خير.. البنية عندج اسأليها ولا تظلمينها"
تنهدت صالحة وقالت في خاطرها انا شو اللي خلاني اخبر ام احمد ؟
أم أحمد: " ها يا صالحة؟ شو قلتي؟؟ شو بتسوين؟"
صالحة: "انزين انزين بسألها.. بسير لها الحين فوق"
أم احمد: "هى زين تسوين.. "
بندت صالحة عن أم أحمد ويلست في مكانها .. لا بتسألها ولا شي.. وبتخبر فهد يوم بيرد هالاربعا.. هاي كانت فرصتها عشان تنتقم من شيخوه النسرة.. وما بتكون صالحة لو ظيعتها من إيدها..
ايشة في هالوقت كانت ترتب شنطة ريلهاا خليفة اللي قال لها انه بيسافر مصر اسبوع وبيرد.. كانت مليانة غضب ومرارة ورغم هذا كانت ملامحها هادية وإيدها ثابتة وهي ترتب ثيابه وتحطهن في الشنطة.. أمس تأكدت من علاقته اليديدة.. وحدة عربية ساكنة في خورفكان.. وعايشة سمعته أمس وهو يحجز لهم في الشاليه في دبا.. إجازة الربيع ابتدت وبدل لا يشلها هي وعياله ويوديهم دبا عشان يستانسون.. بيسير هناك ويا هالسافلة .. خلاص ما عادت تحس بحزن ولا بشفقة على نفسها .. هالمشاعر ماتت من زمان.. كل اللي تحس به الحين هو إصرار فظيع انها تنفذ خطتها أخيرا.. وهالسفرة اللي المفروض تحطم قلبها.. خلتها تحس براحة كبيرة.. أخيرا بتقوم بخطوتها.. أخيرا بتنفذ انتقامها
دش خليفة الغرفة واطالعها ببرود.. أما عايشة فرفعت عيونها واطالعته .. نظرة أخيرة قبل لا يروح.. ريلها وايد وسيم ويعرف يتعامل ويا الحريم عدل ويمكن هذا اللي يخليهن يتعرفن عليه ويتمن وياه رغم انه متزوج.. ويمكن بعد هذا اللي خلاها تصبر للحين عشان تنفذ اللي خاطرها فيه من زمان.. وتمت تراقبه وهو يلبس ثيابه ويطلع جوازه ويخليه في مخباه وفي النهاية التفت لها وابتسم وهو يقول: " ما توصين على شي من مصر حبيبتي؟"
عايشة: " سلامتك.. هذا بس اللي اباه.."
خليفة: " لا ما يستوي.. بييب لج احلى هدية.. "
ابتسمت عايشة وقالت في خاطرها" عشان تكفر عن ذنبك اللي بترتكبه في حقي؟" بس يوم تكلمت كل اللي قالته كان: "تحمل على عمرك.. ولا تتأخر"
اقترب منها خليفة عشان يبوسها بس عايشة التفتت بسرعة وشلت الشنطة وعطته اياها.. ما عادت تتحمل لمسته وهو ما اهتم وخذ الشنطة وطلع.. وبطلوعه من البيت.. عطاها الضوء الأخضر عشان تتحرك..
سارت بسرعة صوب موبايلها واتصلت بأخوها حمدان..
عايشة: "ألو؟"
حمدان: "هلا عايشة.. ها؟ راح؟"
عايشة: "هى توه طلع.."
حمدان: " أوكى.. ثواني وبكون عندج.."
عايشة: " لا تنسى البطاقة اليديدة..."
حمدان: " ويايه هني.. مب ناسنها.."
عايشة: "خلاص.. أترياك."
بندت عايشة عنه وتنهدت وهي حاطة إيدها على قلبها.. وبسرعة قامت تلم باجي أغراض ريلها اللي في الكبت وتحطهن في أكياس زبالة كبيرة.. اليوم بتكون وايد مشغولة.. لازم تلم أغراض خليفة كلها .. وتفرها بيت أمه.. ولازم تغير قفل باب الحوي وباب الصالة.. وباب الحديقة.. خلاص هذا ما عاد بيته.. وهي عقب ما تطلب منه الطلاق.. ما بيكون لها أي صلة ثانية وياه..
في بيت أحمد بن خليفة ، كانت مزنة ياية تلعب ويا سارة وأمل مثل عادتها كل يوم العصر.. ويايبة وياها عرايسها وحلاوتها في كيس كبير.. وكانت لابسة بنطلون وردي وتي شيرت أبيض ونظارة شمسية لونها وردي ..و أول ما نزلها الدريول دشت الصالة وسلمت على أم أحمد وحبتها على راسها وركبت فوق عند أمل وسارة.. وهي تمشي شافت خالد في الممر يالس يطالع مجلة فتيات witch وقالت: "إن شفتك داخل عندنا في الغرفة بظربك.. فاهم خلّود؟؟"
اطالعها خالد بعصبية وقال: " مب على كيفج..!! هذا بيتنا"
مزنة: " انزين دش وبتشوف.."
وقبل لا تسير عنه شلت المجلة اللي في ايده ..
روحت عنه مزنة وتم هو واقف يطالعها بحقد.. ويوم دشت الغرفة صكت الباب وراها وعقت عمرها على شبرية أمل .. سارة كانت يالسة على شبريتها تطالع التلفزيون وأمل منسدحة حذالها.. وكانن ياكلن كوكيز ويشربن حليب.. مزنة يوم شافت راس سارة شهقت وقالت: " شو استوى لج ساروه؟؟"
أمل هي اللي ردت عليها وقالت: " أمس كانت تمشي وهي راقدة ودعمت التلفزيون في حجرة مايد.."
مزنة: "ههههههههههه… ها؟؟ تمشي وهي راقدة؟؟ ساروه كيف؟؟"
سارة: " أنا ما كنت راقدة.."
أمل: "امبلى مايد يقول انتي كنتي راقدة وتحلمين"
سارة: "لا ما كنت راقدة.. مزنة والله ما كنت راقدة.. أنا سمعت حد يرمسني هني في الغرفة وعشان جي ركضت برى"
مزنة اللي من زمان وهي مقهورة من سالفة هالشبح اللي يطلع لسارة وما يطلع لها قررت انها ماتصدق السالفة وقالت وهي تعق نظارتها وتتنهد بصوت عالي: " أحسن لج ما تشوفين بافي سارونا.. تراج ياهل . .أي شي تشوفينه في التلفزيون تصدقينه.."
اطالعتها سارة باستغراب وطلعت مزنة عرايسها من الكيس وقامت امل بعد اطلع عرايسها.. ونشت سارة ويابت الباربي مالها ويلسوا كلهم تحت ع الارض يلعبون..
أمل: " مزنة وين شعر باربيتج؟؟ ليش استوت قرعة؟؟"
مزنة: "أنا حلقت شعرها.. كنت ابا ريال حق باجي العرايس.."
سارة: "حرام عليج شعرها كان وايد حلو.. ليش ما سويتي الدبدوب ريال؟؟"
مزنة: "ما ينفع.. لازم ريال آدمي.. مستحيل أزوج باربي لدبدوب.. تخيلي عيالهم كيف بيطلعون؟؟"
قبل لا ترد عليها سارة بطل مايد الباب بقوة وقال: "أهاا!!.. أنا قلت أكيد مزنوه الدبة هني.."
اطالعته مزنة بحقد وقالت: " دب انته وخواتك.."
مايد: " تعالي أباج.."
مزنة: "مابا"
طلع لها مايد عشرين من مخباه ولوحهن جدامها.. وعلى طول نشت وركضت صوبه.. ويوم خذت البيزات يرها مايد من ايدها وطلعها عن أمل وسارة ووداها غرفته وصك الباب.
مزنة: " نعم؟؟"
مايد: "اسمعيني زين انا اباج تساعديني."
مزنة: " شو عندك؟ "
مايد: " انتي بتباتين عند يدوتج اليوم؟"
مزنة: "هى امايه في دبي ويا ابويه.."
مايد: " انزين اباج تسوين لي شي.. اوكى؟؟"
اطالعته مزنة بنص عين وقالت: "خطة؟"
مايد: " أحلى خطة بعد.. ومحد يروم ينفذها غيرج انتي.. شو قلتي؟"
ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: "أوكى أوكى.."
مايد: "بس هاااا… لا يكون تخبرين ساروه وأمل.. أو أي حد ثاني.."
مزنة: " لا لا هاذيلا يهال شدراهن..؟؟"
مايد: "خلاص اسمعي اللي بقول لج اياه واحفظيه عدل"




في هالوقت كانت ياسمين طالعة ويا شيخة وسايرات باريس جاليري يتشرن.. رغم انه علاقتهن كانت وايد مختربة بسبب عصبية ياسمين الزايدة هاليومين .. بس في سوالف الطلعة كانن متفقات تماما.. ياسمين كانت حاطة مكياج كامل على ويهها.. آي شادو اسود ويا رمادي وروج وردي .. ومظهرة نص شعرها من الشيلة.. وشيخة شراتها .. ورغم انه ياسمين كانت في شهر حملها الاخير الا انه ملامح التعب على ويهها كانت مختفية تماما ورا طبقات المكياج اللي على ويهها.. وعقب ما لفن ساعة كاملة في المحل وهن يدورن شي ياخذنه أخيرا لقت ياسمين اللي كانت تباه..
ياسمين (وهي تشهق): "شيخوه شوفي!!"
اشرت ياسمين على ساعة شانيل سودة شكلها رائع جدا.. وأول ما شافتها شيخة ابتسمت وقالت: " ما تبينها صدقيني"
اطالعتها ياسمين باحتقار وقالت: "انا اللي اقرر هالشي.. مب إنتي .. أوكى؟"
شيخة: "هالساعة بخمسة وستين ألف درهم.. ها؟؟ بعدج تبينها؟"
اعتفست ملامح ويه ياسمين وقالت والاحتقار ينقط من بين حروفها: " هه.. يكون في علمج اني الاسبوع اللي طاف اشتريت عقد من الفردان بخمسة وعشرين ألف.. انتي نسيتي انا مرت منو؟؟"
ابتسمت شيخة وهي مستمتعة بعصبية ياسمين: " لا ما نسيت.. بس يمكن انتي نسيتي "
ياسمين: "شو قصدج شيخوه؟؟ "
شيخة: " ما شي.. ما قلت شي.."
ياسمين: "هه!!"
صدت ياسمين عنها ونادت البياعة وقالت لها انها تبا هالساعة .. وعلى طول استوت ياسمين أميرة في عين البنات اللي يشتغلن في المحل.. وكأنها يوم قالت بتشتري هالساعة نطقت بالكلمات السحرية.. وفجأة كلهن كانن عليها.. اللي تباها تيلس وما اتعب عمرها.. واللي تباها تشم آخر عطر.. واللي تبا تبيعها آي شادو وعلبة ميكياج.. وياسمين طبعا مستانسة بكل هالاهتمام وتطالع شيخة بغرور..
ياسمين (للكاشير): " تفضل هاي الماستركارد مالتي.. "
ابتسم لها الكاشير ومرر البطاقة على الآلة.. وتريا شوي لين ما طلعت له الورقة .. وبابتسامة ثانية رجع البطاقة على ياسمين وقال لها: " آسف مدام.. البطاقة ما بتشتغل.."
عقدت ياسمين حيّاتها بحيرة وقالت: " مستحيل.. جرب مرة ثانية.. أنته غلطان"
رد الكاشير ومرر البطاقة مرة ثانية على الماكينة بس طلعت له نفس الورقة .. وقال لياسمين: " البطاقة ما بتشتغل . أنا متأكد مدام.."
انقهرت ياسمين من اللي استوى وحست انه خدودها تحترق من الفشلة .. وقالت له وهي راصة على أسنانها: " مستحيل!!.. انت شو دراك.. ؟؟ بطاقتي تشتغل.. أنا امس مستخدمتنها.. "
هز الكاشير راسه وقال: "سوري مدام.. " وأشر لها عشان تبتعد لأنه في وراها ناس بيدفعون..
حست ياسمين انها دايخة وهي تلتفت وتشوف الحرمة اللي وراها تطالعها .. والعاملات نفس الشي.. واللي يقهر اكثر انه شيخة كانت واقفة وراها تترياها وعلى ويهها ابتسامة خبيثة ويوم يت عينها في عين ياسمين قالت: " ها ياسمين؟ بتردين البيت؟؟"
تنفست ياسمين بصعوبة وطلعت من المحل بسرعة والدموع تحرقها في عيونها .. ما كانت تبا تروح ويا شيخة.. أول ما طلعت في الشارع لقت تاكسي موقف وركبت فيه وقالت له يردها البيت.. كان هذا أكثر موقف محرج تعرضت له في حياتها كلها.. مستحيل ترد باريس جاليري اللي هني مرة ثانية.. خلاص.. بيتذكرونها للأبد.. بيتحرونها مفلسة وتقص عليهم.. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل تعرضت لهالموقف؟؟ وكيف بطاقتها ما تشتغل؟؟ عبدالله مسوي لها هالبطاقة عشان تشتري اللي تباه.. وهي يوم سألت البنك قالوا لها انه ال limit فوق ال100 ألف في الشهر.. ورغم انها ما كانت تبا تكلم عبدالله.. بس يوم ردت البيت اتصلت فيه على طول عشان تعرف شو السالفة..
عبدالله كان في مكتبه ويا سهيل.. يراجعون حسابات الشهر اللي طاف.. وروان يالسة في زاوية من المكتب تطبع رسالة للبلدية .. كانت روان حاسة انه في مشاكل كبيرة في حياة عبدالله. وهالمشاكل كانت بعيدة تماما عن حالة الشركة المالية هاليومين.. أكيد السبب من المدام اللي قد بنته.. تنهدت وهي تطبع وقالت في خاطرها " رجّال ما بيهمهم إلا الجمال وبس.. !!"
قطع عليها حبل أفكارها صوت التيلفون وهو يرن ونشت عشان ترد عليه بس عبدالله أشرلها بإيده عشان ترد تيلس ورد على التيلفون بنفسه..
عبدالله (وهو يفصخ النظارة ويمسح على عيونه بظهر إيده): "ألو؟"
ارتبكت ياسمين وما رامت ترمس في البداية.. من زمان ما رمسته .. وبطلت حجلها وردت صكته..
عبدالله: "ألو؟؟؟"
ياسمين: " ألو عبدالله"
رفع عبدالله حاجبه اليمين واطالع السماعة بنظرة .. وفي النهاية قال: " يا هلا .."
ياسمين: " عبدالله أنا أبا أسئلك عن شي استوى اليوم"
عبدالله: " أهاااا.. أكيد عن البطاقة"
ياسمين: "يعني تعرف؟"
عبدالله: "أكيد أعرف.. أنا قطعتها.."
سهيل ما كان يعرف شو السالفة بس حس انه هاي ياسمين اللي متصلة وشل أوراقه وسار ييلس في الزاوية عند روان..
ياسمين حست الدنيا ادور بها من كثر القهر اللي في داخلها.. وقالت بهمس : "إنته قطعتها؟؟"
عبدالله: "إممم.. بالأحرى.. لغيتها.. خلاص يا مدام انتي ما عندج بطاقة.."
ياسمين ما قدرت تتحمل تهدي أعصابها اكثر عن جي واختارت اسلوب المزاعج كأفضل حل: "وليش ان شالله؟؟ بأي حق تلغي البطاقة؟؟ كيف تتوقع اني بعيش من دونها يا أستاذ؟"
عبدالله: "لا تزاعجين.. وبعدين انا ريلج وبصرف عليج.."
ياسمين: " أنا ما يخصني ماباك انته تصرف عليه.. إنته اصلا ما يخصك فيه.. وبترد لي البطاقة غصبن عنك.. أنا لازم اخبر ابويه باللي سويته. لازم.."
تنهد عبدالله وبند التيلفون في ويهها.. ولبس نظارته وقال لسهيل: " سهيل اتصل بغرفة التجارة وشوف المناقصة رست على منو؟؟"
سهيل: "إن شالله.."
رفعت روان عيونها واطالعت عبدالله من ورا شاشة كمبيوترها وشافت على شفايفه ابتسامة خفيفة.. كانت ملامح ويهه كلها مسترخية .. الظاهر انه هالمكالمة كانت حلوة.. لأنها غيرت مزاجه تماما..
ابتسمت روان وحمدت ربها على هالشي.. عبدالله وايد يهمها.. لأنه قبل لا يكون رئيسها في الشغل.. كان إنسان رائع ساعدها في مواقف وايدة في حياتها .. ومستحيل تنسى له هالشي..
أما عبدالله فكان فعلا مستانس.. ويحس بنشوة الانتصار.. عقب شوي بتسير ياسمين غرفتها وبدور العقد اللي اشترته الاسبوع اللي طاف.. بس ما بتحصله.. لأنه عبدالله رده المحل اليوم الصبح.. من اليوم وطالع هالانسانة لازم تتعلم كيف تحترمه.. كان غلطان وايد يوم كان متسامح وياها من البداية.. رغم دلعها وكل مساوئها كان يصبر ويقول انها ياهل.. بس الشهور الاخيرة علمته انه يتغير وانه الطيبة ما تنفع في زمن أغلبية اللي عايشين فيه عقارب وثعابين.. بدون أي تردد اتصل عبدالله في البنك اليوم وقال لهم يلغون بطاقة ياسمين .. الحين بيشوف كيف بتتجاهله وبتتجاهل وجوده في حياتها.. وعقب ما تربي.. معاملته لها بتتغير نهائيا..
هني سمع صوت سهيل يقول له: "مبرووك مبروك يا عبدالله.. المناقصة رست علينا نحن.. وفوق هذا استلمنا مشروع مبنى البنك اليديد.."
ابتسم عبدالله بسعادة واطالع روان وشافها تبتسم له وتقول له : "ألف مبروك"
وحمد ربه انه الأمور بدت تتحسن شوي..




أما ياسمين فكانت هي بعد تفكر.. ومن قهرها كانت تصيح .. واتصلت بأبوها وخبرته باللي استوى وأبوها مات من الغيظ يوم سمع صوت بنته وهي تصيح..
ياسمين: "أبويه أكرهه.. أكرهه.. برد البيت وأباه يطلقني.. خلاص مابا اعيش وياه!!"
علي (اللي كان يالس في مكتب إدارة الفندق وراص على إيد الكرسي من القهر اللي فيه): " طلاق؟؟ هى بتطلقين ولا يهمج. أنا اصلا ماباج اتمين وياه عقب اللي صار.. بس اصبري شوي.. مب الحين.. اصبري.."
ياسمين (وهي تصيح): "ما بصبر.. مابا.. انا اليوم برد البيت.. ما بيلس له هني.. إذا شفته عادي اجتله.. !!"
علي: " اسمعي كلامي فديتج وما بتندمين.. اصبري ما بجى عن موعد ولادتج شي.. عقب ما تربين بيرد يدلعج شرات قبل وأكثر.. انتي نسيتي انه يحبج..؟؟"
ياسمين: "مالت عليه"
علي: "خليه يكتب لج الفيلا بإسمج.."
ياسمين: "حاولت وياه ما طاع ابويه.."
علي: "يوم بيشوف الياهل بيغير رايه.. وعقب ما تنكتب الفيلا باسمج.. بيطلقج غصبن عنه"
سكتت ياسمين وتمت تفكر عدل بالموضوع.. وتكونت ابتسامة باهتة على شفايفها وهي تقول: " صح.. كلامك صح"
علي: "ههههههههه ومتى كان كلامي غلط؟ طول عمري صح"
ابتسمت ياسمين وتمنت تربي الحين عشان تفتك.. بس هالياهل المؤرف اللي في بطنها شكله ناوي يتأخر.. ويغثها زيادة فوق ما هو غاثنها طول هالشهور..
شيخوه يوم وصلت البيت ودشت الصالة شافت صالحة يالسة تطالع ستار أكاديمي وضحكت باستخفاف وقالت لها: "عموه انتي شو تطالعين؟"
صالحة: " وانتي شلج؟؟ "
شيخة: " انا ما يخصني بس هذا مب برنامج للعيايز.. انتو حدكم الاخبار وشعراء القبائل.. "
صالحة: "بعدني يالسة في بيتي ومحد اييب طاريه بشين.. مب شراتج"
شيخة: "والله عاد انا بطلع بكيفي.. ريلي ما عنده مانع.. "
ابتسمت صالحة ابتسامة ذات مغزى وركبت شيخة الدري وهي تغني.. وقبل لا ادش قسمها فوق رن تيلفونها وكان الرقم غريب بس حلو.. ابتسمت شيخة قبل لا ترد وقالت: "هلا والله!!!.. رقم شيوخي..!"
ويوم ردت رققت صوتها وقالت: "ألوووووووووه.."
........ : "السلام عليكم"
شيخة حطت إيدها على قلبها.. صوته يخبل!!.. وقالت بدلع: "وعليكم السلام ورحمة الله"
.........: " شيخة؟"
استغربت شيخة وقالت: " هى.. منو ويايه؟"
.......: " انا حارب.."
شيخوه هني تلخبطت.. طاحت المفاتيح من إيدها .. ومشت بسرعة من عند الباب للدريشة.. وإيدها على قلبها.. وكل اللي قالته كان: "هاا؟؟؟"
حارب: "أنا حارب.. حارب اللي ترمسينه في المسنجر.. حارب .. اللي تحبينه"
شيخة حست انه قلبها بيوقف من الوناسة.. معقولة؟؟ معقولة أخيرا الدنيا بتكون حلوة وأيامها بتمتلي حب وسعادة؟؟ معقولة حارب اتصل بها؟؟
شيخة: "هلا.. هلا والله ملايين ولا يسدن.. هلا بالشيوخ.. "
حارب: "هلا فيج شيخة.. امممم.."
شيخة: "لحظة.. لحظة لا تقول شي.. خلني انا بعدني مب مصدقة انك متصل بي.. انته ما تعرف شكثر ترييت هاليوم حبيبي.. والله والله.. اني.."
حارب: "شيخة لحظة.. انا مستعيل.. بس كنت بقول لج شي واحد.."
شيخة: "آمر فديتك"
حارب: "أبا أشوفج.."
شيخة على طول صرخت من الوناسة .. مستحيييل..!! شو هاليوم الحلو.. أول شي ياسمين تنحرج جدامها.. وبعدين تشوف صالحة وتتحرش فيها وعقب يتصل بها حارب والحين يبا يشوفها؟؟ شو هالحظ!!!
حارب: " بسم الله بلاج؟؟"
شيخة: "مب مصدقة والله مب مصدقة.."
حارب: "يعني موافقة؟؟"
شيخة: "أكيييد.. أكيد موافقة فديتك.."
حارب: "خلاص عيل.. الليلة.."
شيخة (وهي حاسة بإحباط): "الليلة؟؟ بس انا لازم اتجهز و.."
حارب: " ما ينفع.. الليلة لازم اشوفج.. باجر الاربعا وريلج بيرد من الدوام.. وانا ما اروم اصبر ليوم السبت.."
شيخة: "بس..."
حارب: "مب لازم تتعدلين.. انا ما يهمني. أنا احبج وما يهمني شكلج.."
ابتسمت شيخة وقالت: " خلاص عيل.. الساعة 12؟"
حارب: "12 بيكون اوكى.. بمر عليج .. وين فريجكم؟"
وصفت له شيخة منطقتهم وقالت له يوم يوصل الفريج يدق لها وهي بتوصف له البيت.. ونبهت عليه يبند ليتات السيارة وهو داش الفريج.. وعقب ما اتفقوا ركضت بسرعة عشان تتزهب وما انتبهت انه مزنة كانت طول الوقت منخشة ورا القنفة وتسمعها.. وعقب ما دشت شيخة قسمها.. طلعت مزنة الموبايل اللي عطاها اياه مايد وضغطت على رقم واحد شرات ما علمها واتصل التيلفون بموبايل مايد.. وعقب ثواني رد عليها مايد..
مايد: "ها؟؟ بشري!!"
مزنة: "اليوم بتطلع الساعة 12.. توها كانت ترمس سمعتها"
مايد: "عاشت مزنووه والله انج اشطر عن جيمس بوند.. اذا نجحت المهمة تذكري انه هالموبايل بيكون حقج.."
مزنة: "هيه هيه اعرف.. لا تحاتي بتنجح المهمة.. ياللا ببند والساعة 12 بدق لك"
مايد: "خلاص اتريا.."
مزنة: "باي"
بندت مزنة وركضت تحت عشان تيلس تطالع ستار أكاديمي ويا يدوتها وحبيبتها صالحة..
وفي بوظبي ، أول ما بند حمدان عن شيخة تنهد براحة وابتسم لاخته عايشة اللي كانت تطالعه بترقب..
عايشة: " ها؟ بشر!!"
حمدان: " كل شي تمام.. الليلة الساعة 12 بطلع وياها.."
عايشة: "بس تحمل على عمرك حبيبي أخاف حد يشوفك .."
حمدان: "لا تحاتين.. أنا مرتب السالفة ويا ربيعي عادل.. هو ساكن في فريجهم ويعرفها زين.. واذا استوى أي شي بيغطي عليه"
عايشة: "انزين واغراض خليفة؟؟"
حمدان: "خلينا نخلص سالفة شيخة قبل وعقب بنوديهن بيت امه.. ماباه يشك بشي ويخبر شيخة وننكشف"
عايشة: "معاك حق.. الله يستر بس"
حمدان : " الله يستر"
في بوظبي ، في وحدة من الفلل المتجاورة في منطقة المشرف.. كانت عليا لابسة بيجامة وردية متروسة بقر ورافعة شعرها الأحمر بمشبك.. ولابسة نظارتها وتتمشى في الحديقة وفي إيدها موبايلها.. وفي إيدها الثانية حبة مشمش.. وأمها كانت توها داشة بسيارتها من برى ويوم نزلت من السيارة ركضت لها عليا ووقفت جدامها..
شريفة: "ها علاية.. أكيد ملانة..صح؟"
عليا: "هى امايه.. أنا ملاااانة!!!"
شريفة: " رمست ابوج عن السفر وقال انه ما يروم يسافر لين ما يسدد ديونه.. راعي ظروفه فديتج.."
عليا: "لا لا .. امايه انا خلاص مابا اسافر.."
شريفة: "الحمدلله.."
عليا: "بس ابا اسير بيت يدوتي صالحة"
اطالعتها شريفة وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على ويهها.. وسألتها: "من متى ؟ ما احيدج ادانين العين.."
عليا: "دخيلج امايه ابا اسير.. آخر مرة يوم سرنا حسيت اني وايد مقصرة وياها.."
شريفة: "بتملين هناك ما عندهم حد من سنج.."
عليا: "لا تحاتين .. يوم بتملل بسير عند ليلى بنت خالوتج"
شريفة: " هييه ليلى وحليلها بعد ما عندها حد يسليها.. تدرين؟ بخبر ابوج وبخليه يوديج.. متى تبين تسيرين؟"
عليا: "يوم الخميس.."
شريفة: "خلاص.. كلنا بنسير.. انا بعد من زمان ما شفت امايه"
ضحكت عليا وباست امها بقوة على خدها .. وركضت بعيد عنها عشان تتصل بربيعتها وتخبرها.. أخيرا اخيرا اخيرا بتشوف مايد.. ويمكن تحصل فرصة وترمسه بعد.. !!



في بيت المحامي سهيل.. كان الجو هادي.. لطيفة اللي اكتشفت فجأة انه عندها موهبة التأليف وانه اللي يكتبون في المنتديات مب أحسن منها.. كانت مستغلة الاجازة بكل لحظاتها ويالسة في غرفتها أربعة وعشرين ساعة تكتب في القصة وترد على تعليقات الأعضاء ونقدهم.. وتحاول انها ما تنفجر من الغرور بسبب رسايل المعجبين.. وموزة كانت يالسة حذالها تطالعها واطفر بها..
لطيفة: "موزان موزان شوفي هاذي شو كاتبة لي.. "
موزة: "أنا بقرا.. ( المبدعة سوالف ليل... أعجز تماما عن وصف مدى سعادتي بردك المتواضع على رسالتي السابقة.. والله يشرفني انه انسانة عظيمة مثلج ردت عليه.. انتي ما تعرفين شكثر احترمج واحب كتاباتج.. أنا من أشد المعجبات بج ..إنتي غير تماما عن باجي الكاتبات اللي في المنتدى.. والله بعدني مب مصدقة انج رديتي عليه.. توقعت تلبسيني.. أو تردين عليه بكلمة وحدة.. بس اني احصل منج هالرسالة؟؟ هذا بصراحة شي يشرفني.. واتمنى ما تتأخرين علينا بالجزء الياي).."
ابتسمت لطيفة ابتسامة عريضة وموزة كانت تطالعها بانبهار..
موزة : "ألحين انتي.. لطوووف.. تحصلين هالرمسة كلها وكل هالمعجبين؟؟ "
لطيفة: "هااااه. هى نعم.. خلي لوحاتج تنفعج ما اشوف عندج معجبين.."
موزة: "بس هالرمسة المكتوبة وايد فيها مبالغة.. بصراحة اذا انغريتي بنفسج ما الومج.."
لطيفة: "وليش انغر بنفسي؟؟ أنا عارفة انا شو .. انا مجرد مراهقة اكتب من بيتنا .. لا أميرة ولا رئيسة وزراء.. وكل اللي اكتبه شخابيط هاوية"
موزة: " بس انتي موهوبة .. قصتج ما شالله وايد حلوة.. وتعرفين شو احلى شي فيها؟ "
لطيفة: "شو؟"
موزة: "انه البطل اسمه مبارك.. والبطلة موزة"
لطيفة: "اصلا هذا هو السبب الوحيد اللي خلاج تقرين القصة.. والله اشك انج تقرين أي شي عن باجي الشخصيات.."
موزة: "ساعات يوم اتلخبط .. ارد اقرا عنهم .. ههههههه .. "
لطيفة: "يالسبالة.. مب منج مني انا يوم شرفتج وخليت اسمج في قصتي.."
موزة: " جب انزين.. مب على كيفج أصلا.. يكفي اني ساترة عليج للحين ومب مخبرة ربيعاتج.."
لطيفة: "أويييه والله لو دروا ربيعاتي اني اكتب قصة بستوي أكبر مصخرة في المدرسة"
موزة: "هههههههه عيل يوزي عني ولا تراني بخبرهم.. واحسن لج تزوجين موزة ومبارك في نهاية القصة"
لطيفة: "ما ادري. أفكر ازوجه عوشة.."
موزة: "ومنو عوشة هاي؟؟"
لطيفة: "والله اقري القصة عدل وبتعرفين منو عوشة.."
انقهرت منها موزة ومطت شعرها ويلسن اثنيناتهن يتظاربن ويضحكن وصوتهن واصل للصالة تحت .. وسهيل يسمعهن ويبتسم.. كان يحب أيام الاجازات.. يحب يسمع صوت ضحكهن في البيت ويحب يشوفهن فاضيات ومتمللات لأنه هالشي يخليهن اين تحت ويقعدن يسولفن وياه..
سلامة كانت يالسة حذاله تشرب جاهي وتقرا الجريدة وياه.. ويوم رن موبايله.. لاحظت سلامة انه ملامحه تغيرت وعرفت انه اللي متصل هو مبارك..
سهيل نش وسار بعيد عن مرته ورد على التيلفون.. من زمان ما رمس مبارك.. من يوم ما فض الشراكة ويا عبدالله.. هو ما حاول يتصل به ومبارك ما كلف نفسه واتصل فيه.. والحين كان سهيل يحس بخليط من مشاعر الفرح والظيج لهالاتصال المفاجئ.. وعقب ما رد عليه وسلموا على بعض..
سهيل: "وين هالغيبة يا مبارك.. لا تتصل ولا تسأل"
مبارك: " انته تعرف اني مشغول بالمشروع اللي في دبا"
سهيل: "هى اعرف.. تتوقع اني بنسى هالشي؟"
تجاهل مبارك النغزة وقال: " سهيل انا بدش في الموضوع على طول.."
سهيل: "حلو.."
مبارك: " سهيل انا اباك تكون محاميه انا.. وتخلص لي كل اشغالي في المحكمة.."
سهيل ما تفاجئ من هالعرض. .بالعكس كان متوقعنه من زمان.. هو يعرف انه مبارك يعزه ويباه جريب منه بس اللي ما يعرفه مبارك انه بالنسبة لسهيل.. محد ايي قبل عبدالله بن خليفة.. وانه اللي بينهم عشرة أكثر من 20 سنة..
سهيل: "وليش انا بالذات؟"
مبارك: "ما اروم اوثق بحد غيرك.. انته متعود على الاجراءات وبعدين انا اعرفك زين.. ها شو قلت؟"
سهيل: "اسمح لي.. اسمح لي يا مبارك.. انا الحمدلله عندي شغلي في شركة عبدالله ومب محتاج وظيفة ثانية"
مبارك: "أنا بدفع لك ضعف اللي يدفعه عبدالله.. وبعدين انته تعرف انه شركتنا عندها مشاريع أكثر بمرتين من مشاريع شركة عبدالله"
سهيل: " مب مهم.. المهم ضميري يكون مرتاح.. وانا ضميري ما بيكون مرتاح الا ويا عبدالله.."
فهم مبارك قصد سهيل وتنهد وهو يقول له: "اللي يريحك.. بس إذا غيرت رايك خبرني"
سهيل: " اطمن من هالناحية مستحيل اغير رايي"
بند سهيل عن مبارك ورد يقرا الجريدة ويا مرته.. بس هالمرة ما كان منتبه لأي شي مكتوب فيها وما كان حتى يشوف الحروف..

مرت الثواني
والدقايق
والساعات
وخلص اليوم..
وقبل لا تحس شيخة كانت الساعة 11 و55 دقيقة
اطالعت شيخة عمرها في الجامة .. وابتسمت بإعجاب.. أكيد حارب بيتخبل عليها. بس يا ترى هو كيف شكله.. وسيم ولا؟؟ مب مهم.. شيخة تحبه ومهما كان شكله بيتم حارب..
لبست عباتها وشيلتها ع السريع واتصلت فيه..
شيخة: "ألو؟"
حارب: "أترياج برى.. سيارتي موقفنها تحت السدرة"
شيخة (بإغراء): "ثواني وبكون عندك"
بند حارب عنها وتنفس بصعوبة.. قلبه كان يدق بسرعة وبأصابع ترتجف.. نزل طرف غترته وتلثم.. ما كان مبين منه إلا عيونه.. ما يباها تشوفه عشان لا تشهد ضده عقب.. وحتى السيارة اللي ياي فيها كانت سيارة اجار..
شيخة طلعت من قسمها بهدوء وتلفتت حواليها قبل لا تنزل الدري.. كان البيت هادي.. وهالسبالة مزنة شكلها رقدت اليوم مع انها بالعادة تسهر وهي تطالع ستار اكاديمي.. بس هذا يوم الحظ بالنسبة لشيخة.. مستحيل أي شي يخترب اليوم..
بطلت شيخة باب الصالة وطلعت من دون صوت وعلى طول بطلت مزنة باب حجرة يدوتها وضحكت.. ووراها .. صالحة كانت توايج .. ومستندة على جتف مزنة..
مزنة: "آااااااي يدوه!!!.. شلي ايدج عني.."
صالحة: "طلعت؟؟"
مزنة: "هى طلعت.. "
صالحة: "ياللا بسرعة اتصلي بولد كلثم.."
مزنة:" بتصل بس يدوه اياني واياج تخبرينه اني انا مخبرتنج.. تراه مهددني اذا خبرت حد بيذبحني.. مابا اموت"
صالحة: "مابخبر حد .. اتصلي فيه بسرعة لا تخربين علينا.."
مزنة: "انزين انزين.."
اتصلت مزنة بمايد اللي كان يالس على شبريته ويطالع الموبايل اللي كان جدامه .. يترياه يرن.. وأول ما رن نقز بسرعة وشله ..
مايد: "ها مزوون بشري."
مزنة: "توها طلعت.."
مايد: " هلا والله!!.. خلاص انتي سيري ارقدي.."
مزنة: "انزين انته شو بتسوي؟"
مايد: "ما يخصج انتي.. سيري ارقدي.. ولا تنسين.. مابا أي حد يعرف.."
مزنة: "محد بيعرف.."
مايد: "خصوصا صلووحة"
مزنة: "صلووحة ما تعرف.. خبلة انا اخبرها؟"
بطلت صالحة عيونها ع الاخر يوم سمعت هالجملة ورفست مزنة بريولها وعشان جي بندت مزنة بسرعة قبل
لا تطلع الصرخة من حلجها.
صالحة: "أنا صلووحة ياللي ما تستحين؟؟"
مزنة: "مب انا هذا مايد اللي قال.."
صالحة: "مبونه مايد ما يستحي.. بس هزرج بيتصل بفهد؟؟"
مزنة: "ما اعرف يدوه انا بسير اشوف بشار وصوفيا.."
صالحة: " هى قومي انا بعد بشوفه وياج.. خربت علينا هالسبالة ما خلتنا نتهنى بشوفة"



طلعت شيخة من البيت وتلفتت حواليها في الظلام.. وشافت رنج اسود موقف عند السدرة.. وبسرعة مشت صوبه وبطلت الباب اللي جدام عشان تركب بس اللي داخل السيارة كان واحد متلثم وأشر لها بإيده انها تركب ورا.. استغربت شيخة وصكت باب السيارة وبطلت الباب اللي ورا.. وركبت.. وأول ما صكت الباب شغل الريال السيارة وطلع من الفريج.. شيخة كانت مستغربة منه.. ليش متلثم؟؟ وليش للحين ما رمسها؟ ليش ما خلاها تيلس جدام..؟؟
ابتسمت شيخة وقالت وهي تتعمد تعق الشيلة عن راسها: " حارب؟؟ انته حارب صح؟"
بس حمدان ما رد عليها وتم يطالعها من الجامة وهو ساكت ويسوق..
شيخة: "ليش ما ترمس؟؟ وليش متلثم؟؟ اذا انته حارب خلني اشوف ويهك"
ومرة ثانية طنشها الريال ولا رد عليها.. هني بدت شيخة تحس بالخوف. . اطالعت الشارع وحست انه في شي غلط.. هذا وين مودنها؟ وليش ما يرد عليها؟؟
وحست بحالة هستيرية من الخوف والرهبة في داخلها.. وصرخت في الريال اللي يسوق: "انته ليش ما ترد؟؟ أقول لك شل اللثام عن ويهك!!"
في هاللحظة رن تيلفونها .. وشلته شيخة وهي اصابعها ترتجف.. كان رقم ما شافته من قبل .. ردت عليه وهي عيونها على حمدان وقالت: "أ.. ألو؟؟"
عايشة: " مرحبا شيخة.."
شيخة: "اهلين .. منو انتي؟"
عايشة: "انا؟؟ همم .. كنتي تعرفيني بإسم حارب.. طبعا ها في المسنجر.. "
انتفظت شيخة بكبرها وحست ببرودة تسري في جسمها كله واطالعت حمدان بخوف.. ويوم اطالعت الجامة اكتشفت في وقت وايد متأخر انهم طلعوا من العين..
حست شيخة بالدموع تتيمع في عيونها وسألت الحرمة اللي متصلة فيها: "منو انتي؟؟"
عايشة بروحها كانت شوي وبتصيح .. بس صوتها كان قوي وثابت وكله مرارة..
عايشة: "الحين بتعيشين جزء بسيط من الالم اللي عيشتيني فيه.."
شيخة: " شووووو؟؟؟؟؟ انتي شو تقولين؟؟؟ "
عايشة: " سافلة... وتستاهلين كل اللي بييج.."
بندت عايشة عن شيخة ووقف حمدان سيارته في مكان مهجور تماما على طريق العين بوظبي.. واطالع شيخة بنظرة خلتها تحس انه عظامها كلها ذابت في جسمها

نهاية الجزء الواحد والعشرين

غرربه
02-05-2013, 05:21 PM
الجزء الثاني والعشرون


كانت نظرته حادة، مخيفة.. وعيونه حمر تعكس كل الغضب اللي في داخله.. حمدان كان بروحه خايف ومتوتر بس ما يبا يبين لشيخة هالشي.. في داخله كان يعرف انها تقدر توصل له، تعرف اسمه وكل شي عنه من رقم التيلفون اللي دق لها منه. بس عشان اخته، كان مستعد انه يجازف ويضحي ويرد لها كرامتها بأي طريقة.
اطالع شيخة من الجامة وقال لها بصوت رجولي قوي: " انزلي!!"
شيخة كانت تنتفض بكبرها من مجرد النظرة اللي عطاها إياها حمدان وأول ما سمعت صوته شهقت بأعلى حسها.. وقالت بتردد: " لي.. ليش؟؟"
حمدان: " قلت لج انزلي ولا تراني بيرّج من شعرج وبفّرج في الشارع!!"
كانت كل أنواع الأفكار الشريرة والمخيفة تجول في خاطر شيخة، وتخيلات مرعبة عن الأشياء اللي ممكن يسويها فيها هالريال اللي يالس جدامها إذا نزلت من السيارة.. يقدر يدوسها ويجتلها.. أو يسوي فيها اللي أفظع من جذي.. عشان جي تمسكت بالسيت اللي يالسة عليه وقالت بقوة ما تحس انها موجودة فيها: " مب نازلة.. "
تنهد حمدان بتعب ورص على السكان بقوة.. وفجأة التفت لها وصرخ عليها بأعلى صوته: "إنتي ما تفهمين؟؟ التعني و انزلي من السيارة الله ياخذج!!"
هني خافت شيخة صج وبطلت الباب ونزلت وأول ما صكت الباب وراها تحركت سيارة حارب ومشت بسرعة وتمت شيخة واقفة في وسط الشارع المهجور بروحها وهي مبطلة حلجها من الصدمة..
كانت في بالها فكرة وحدة تتردد باستمرار.. ودرها!!.. ودرها وراح.. ودرها هني بروحها.. شو بتسوي الحين؟؟
غمظت شيخة عيونها المجحلة وحاولت تهدي أعصابها عشان تفكر عدل بس ما قدرت.. وغصبن عنها انفجرت ويلست تصيح من الخاطر وهي مغطية ويهها بإيدها.. كان الشارع يخوف.. والظلام فظيع.. الأشجار المتناثرة على جوانب الشارع شكلها مرعب في الليل.. والصمت اللي يلف المكان مخلنها تحس بوحشة رهيبة..
شو اللي ممكن ينقذها الحين؟
.
.
حمدان كان يتنفس بصعوبة..
كان يحاول يتجاهل الإحساس الفظيع بالذنب اللي بدا يتيمع في داخله، وينسى انه قبل ثواني بس ودر حرمة بروحها في شارع مهجور وفي نص الليل عشان تواجه مصيرها. بس ليش الإحساس بالذنب وهالشي هو كان مقتنع به من البداية؟؟
من كثر ما كان مندمج في أفكاره انتبه حمدان أخيرا انه بعده متلثم بغترته وبعصبية وبأصابع ترتجف فج الغترة وفرها ع السيت اللي حذاله وشل الموبايل عشان يتصل باخته عايشة.. اللي كانت يالسة على أعصابها تتريى هالمكالمة.. وأول ما رن الموبايل شلته بلهفة..
عايشة: "حمداني؟؟؟ بشر!!"
تنهد حمدان وقال وهو يركز ع الدرب: " خلاص.. فريتها في الشارع عقب الهير على طول والحين راد بوظبي.."
عايشة: " ما قالت شي؟؟ ما شكت بخليفة؟؟"
حمدان: " لا لا .. ما اظن انه يا على بالها.. "
عايشة:" أهااا"
مرت لحظة صمت طويلة بينهم.. أنهتها عايشة بسؤالها: "وانته؟؟ شحالك؟"
حمدان كان محتاج لهالسؤال وايد.. :" انا بخير.. بس قولي لي انه اللي سويته صح.. وساعتها برتاح"
عايشة كانت بعد حاسة بالذنب.. مب عشان شيخة .. شيخة في نظرها تستاهل اكثر عن جذي.. كانت حاسة بالذنب لأنها دخلت أخوها في هذا كله وطرشته في هالمهمة اللي كانت ممكن تنهي مستقبله تماما.. كانت تعتبر نفسها أنانية ومجرمة.. كان المفروض تحل مشاكلها بروحها ويا ريلها بس كبريائها خلاها تحاول تنتقم من ريلها ومن الإنسانة اللي خذته منها..
بس رغم احساسها بالذنب، كانت عايشة تحس براحة فظيعة وإحساس لذيذ بالسعادة عقب اللي استوى.. أخيرا انتصرت ، وبتعيش حياتها بدون شكوك وذل.. حتى لو كانت هالحياة تتضمن انها تكون مطلقة..
ابتسمت عايشة وقالت لأخوها: " اللي سويته صح.. ولا يكون تحس بالذنب حمدان.. انته ما سويت هالشي لنفسك.. انته سويته عشاني وأنا اتحمل كامل المسئولية .. انته ما قصرت ويايه وانا مستحيل انسى لك هالخدمة طول عمري.."
اطالع حمدان الجامة ولاحظ انه ويهه صار احمر من كثر ما كان يقاوم دموعه عشان لا تنزل.. وبند التيلفون عن عايشة وتنهد براحة.. سواء كانت شيخة تستاهل اللي ياها ولا لاء.. المهم الحين انه راد البيت وبينسى كل اللي صار هالليلة..
.
.
شيخة في هالوقت كانت واقفة على طرف الشارع تنتفض من البرد والخوف.. والأفكار تاخذها وتوديها.. مرت عليها خمس ربع ساعة وهي واقفة هني تتريا تاكسي أو أي سيارة عشان تردها العين.. بس الموترين اللي مروا حذالها طنشوها وراحوا.. وشيخة ما تقدر تلومهم.. منو ممكن يوقف لوحدة في الشارع وفي نص الليل.. منو ممكن يكون غبي لهالدرجة ويوهق عمره وياها؟ محد!!.. كانت متأكدة انه هاي نهايتها .. أكيد أكيد بتنفظح إذا ما ردت البيت بأسرع فرصة.. كان لازم تتصرف بس شو بتسوي؟؟
حاولت شيخة تركز في الظلام.. ادور في الأفق البعيد محطة بترول .. أو كابينة .. أو أي شي ممكن توصل له أو يدل على المكان اللي هي فيه.. بس مالقت شي.. وطلعت موبايلها وشغلته عشان يعطيها شوية ضوء يساعدها وهي تفتش حواليها ..
وفجأة..
تذكرت انه مروان يسهر ويا ربعه للفير..
وقررت ادق له.. وتخبره باللي استوى لها، مروان رغم كل شي طيب ومستحيل يتخلى عنها في هالمحنة.. دقت له شيخة مرتين بس ما رد عليها وردت ادق له مرة ثانيةوعقب ما رن التيلفون لفترة طويلة رد عليها مروان ومن نبرة صوته كان مبين انه معصب..: " شو تبين انتي؟؟ ليش مأذتني؟؟"
شيخة: "مروااان.. أنا في ورطة.."
مروان: "وأنا شلي؟؟ بتعقين بلاويج عليه؟؟"
شيخة: "اسمعني مروان .. انا صج في ورطة أباك تردني البيت.. الله يخليك.."
مروان: "أردج البيت؟؟ يعني انتي طالعة ويا واحد وتبيني انا اردج ؟؟ انتي تخبلتي..؟؟"
شيخة: "أنا مب طالعة ويا واحد.. آااا.. سيارتي اختربت هني ووقفت .. وما عندي حد يساعدني غيرك .. مروان الله يخليك.. والله ما بنسى لك هالشي طول عمري مروان!!"
مروان: " جاااااااااااب.. شو تتحريني متفيج لج انا؟؟ اتصلي بواحد من هالسبلان اللي تطلعين وياهم وخله هو يردج البيت.. "
شيخة: "حراام عليك.." بس قبل لا تكمل رمستها بند مروان في ويهها وخلاها تطالع شاشة الموبايل بحزن.. هي عمرها ما تخلت عنه وكل ما يقول لها انه متظايج وانه محتاج حد يكون وياه تطلع له وتيلس وياه للفير.. يوم كان مديون قبل شهرين دبرت له المبلغ وعطته اياه.. ويوم كان يبا واسطة عشان يدخل اخوه كلية الطيران سوت كل اللي تقدر عليه عشان يقبلونه. . والحين وبكل سهولة تخلى عنها.. كان هالشي هو اللي حاز في خاطرها أكثر من كل شي ثاني.. اكثر من وقفتها هني في الشارع وأكثر من إحساسها بالغباء لأنها انخدعت في وحدة سمت عمرها حارب..
حست بالتعاسة وبالأرف وهي ادور بين الأرقام على رقم واحد ثاني ممكن يردها البيت..
اتصلت بثلاثة.. ولا واحد فيهم سوا لها سالفة.. وكل واحد فيهم كان عذره جاهز..
راشد ما يروم يطلع من البيت هالحزة ولا مرته بتجتله..
سلطان مريض وما يروم ينش من الفراش
وناجي بكل وقاحة قال لها حطي راسج وارقدي في الشارع والصبح يصير خير..

تنهدت شيخة بتعب وحست بثجل فظيع على قلبها.. كان خيارها الأخير انها تتصل بياسمين.. ومن كثر ما كانت متظايجة ما كانت قادرة تتذكر رقمها ويلست ادور عليه بين الأرقام المخزنة في موبايلها .. وساعتها بس. شافت رقمه!!
الأسبوع اللي طاف كان الرصيد مخلص عن ياسمين واضطرت انها تتصل لشيخة من موبايل ريلها عبدالله.. وشيخة خزنت رقم عبدالله عندها في الموبايل وفي هاللحظة كانت صج مستانسة انها سوت هالشي.. منو غير عبدالله ممكن يفكر يساعدها؟ ياسمين بتشمت فيها لو درت بس عبدالله طيب.. عبدالله مب شرات ياسمين.. عبدالله بيساعدها.. وعبدالله يرقد بروحه يعني ياسمين ما بتمنعه.. هى.. بتتصل بعبدالله.. ليش لاء؟
تنفست شيخة بعمق واتصلت به وغمضت عيونها بحيل وهي تتريا تسمع انه الموبايل مغلق.. بس من حسن حظها انه كان يرن..
.
.
عبدالله كان راقد يوم حس بموبايله يهتز تحت المخدة.. وبدون ما يبطل عيونه مد إيده وشل الموبايل وحطاه على إذنه بدون ما يشوف الرقم..
عبدالله: "ألوو"
شيخة : " ألوو.. مرحبا.."
عبدالله استغرب من الصوت واستند على كوعه وهو عاقد حيّاته.. واطالع الساعة.. كانت وحدة وربع.. هاذي منو؟ وشو تبا متصلة الحين؟ هذا وقت مغازل؟؟
سألها عبدالله: "منو انتي؟"
شيخة: "عبدالله انته تعرفني .. أنا شيخة مرت فهد.."
عبدالله بعده ما استوعب السالفة.. منو شيخة ومنو فهد.. ورد يسألها: " منو انتي؟؟ وكيف عرفتي اسمي؟؟"
شيخة (بعصبية): " فهد ولد صالحة.. عبدالله ما تعرفني؟؟ أنا شويخ مرته.. ربيعة ياسمين!!"
عبدالله:" هييه هيييه عرفتج عرفتج.. " ورد يطالع الساعة مرة ثانية.. هاي شو تبا منه متصلة الحين.. " تبين ياسمين؟؟ "
تنهدت شيخة وقالت بتوتر: " لا ... لا. مب ياسمين.."
عبدالله: "ما تبين ياسمين؟؟ اااه عيل... ليش متصلة؟؟ هالحزة؟؟"
شيخة (بصوت أقرب للهمس): "عبدالله انا متوهقة.. ومحد غيرك يقدر يساعدني.." وما كملت جملتها لأنها ردت تنفجر من الصايح.. وهني عبدالله يلس على فراشه وتم يسمعها وهو يطالع الساعة.. يفكر متى بتبند وبيرد يرقد.. وعقب ثواني ما سمع فيهن الا صياحها .. قال لها بظيج: " شو فيج انتي الحين؟؟ شو مستوى؟؟"
خبرته شيخة بالسالفة كلها .. عن حارب والحرمة اللي دقت لها وكيف انهم فروها في الشارع وسارو عنها.. وانها الحين مب عارفة تتصرف ولا عارفة ترد البيت..
عبدالله كان مصدوم.. يسمعها بدون ما يرد عليها ولا حتى يتنفس.. كل هذا يطلع من شيخوه؟؟ وهو كان مأمن على مرته ويا هالانسانة ومخلنها تطلع وياها وترابعها؟؟ شو من البلاوي مسوية أكثر عن جذي وفهد معقولة ما يعرف؟؟ وبكل جرأة يايتنه تخبره وتتوقعه بيساعدها؟؟
عبدالله: " حسبي الله عليج من حرمة!!!!.. انتي لج ويه بعد تتصلين وتخبريني؟؟ شو تبيني اسوي لج؟؟ انا جان بسوي شي تراني بتصل الحين بفهد وبخبره"
شيخة (برعب): " لااااااااااا... لا دخيلك عبدالله انا مالي غيرك.. استر عليه الله يستر عليك دنيا وآخرة عبدالله استر عليه الله يخليك.. انا مالي غيرك.. الله يخليك..!!"
عبدالله: " شو مالج غيري؟؟ شو تخربطين انتي؟؟ عندج اخوانج واهلج خلهم هم يسترون عليج .. انا ما يخصني فيج"
شيخة: "أخواني لو دروا عني بيذبحوني!! الله يخليك .. استر عليه وساعدني.. "
عبدالله: " لا لا انا ما يخصني فيج.. دبري لج حد ثاني يساعدج.."
شيخة ردت تصيح وكانت نبرتها مليانة توسل: "أنا ما عندي حد.. منو بيردني البيت؟ عموتي صالحة؟؟ ارجووووك عبدالله الله يخليك لا تتخلى عني.. انا بموت من الزياغ هني والشارع ما فيه حد .. عبدالله الله يخليك!!"
سكت عبدالله واستمرت هي في توسلاتها له.. وغصبن عنه انكسر خاطره عليها.. غمظته.. وتنهد وقال لها : " وين انتي الحين؟؟"
من الوناسة شهقت شيخة وقالت له بصوت عالي: " أنا في مكان عقب الهير بشوي.. بس مب متأكدة.."
عبدالله: "انزين انا بييج عقب شوي.. بس لا تطرين هالسالفة جدام حد "
شيخة: "أكيد اكيد.. مشكور عبدالله .. مشكور والله ما بنسى لك هالمعروف طول عمري.."
عبدالله: "الله يستر بس.. يوم بطلع من الهير برد اسوي لج"
شيخة: "خلاص.. أتريا"
بند عنها عبدالله ويلس ع الشبرية يفكر شو هالبلوة اللي حلت عليه في هالليل.. وهو شو ياه عشان يقول لها انه بيردها البيت؟؟ شله فيها ؟؟ ليش ما خلاها تلتعن بروحها برى بدل لا يوهق عمره وياها؟؟ بس هالمثالية اللي فيه هي اللي بتييب أجله وعبدالله يعرف هالشي زين.. إذا استوى فيها شي ما بيقدر يعيش ويا فكرة انها كانت بروحها هناك وما ساعدها .. رغم انه كان متأكد انه اللي بيسويه غلط بس غمظته شيخة.. وقام يلبس ثيابه بسرعة وطلع عشان ايسير لها..
.
.
ياسمين كانت مبندة الليت وتطالع التلفزيون في الظلام في غرفتها وهي يالسة ع الشبرية.. حذالها كانت صينية كلها كيك وسندويتشات.. وعصير برتقال.. وكانت عيونها مركزة على شاشة التلفزيون وبالأحرى على شاروخ خان اللي كان في هاللحظة يواجه أبوه بالتبني أميتاب ويخبره انه بيتزوج كاجول الفقيرة.. كانت لحظة حاسمة في الفلم وياسمين تترياها من البداية، وكان قلبها يدق وهي تشوف الاحداث كلها تتغير.. بس استوى شي خلاها تودر الفلم نهائيا وما تهتم له بالمرة..
كانت درايش الحجرة مبطلة..
وياسمين سمعت صوت سيارة تشتغل برى وقامت بصعوبة من فوق الشبرية عشان تطالع منو اللي بيطلع في هالحزة.. لا يكون بس حرامي بيسرق سيارة ريلها!!.. يوم وايجت.. ما قدرت تشوف منو في السيارة بسبب المخفي وبسبب الظلام.. بس كان باب الحوي مبطل .. وعقب ما طلع السيارة برى.. رد عبدالله داخل عشان يصك باب الحوي عدل قبل لا يرد يطلع وينطلق بسيارته للمجهول..
ياسمين كانت واقفة في بلكونتها.. تطالع اللي يستوي جدامها.. وعلى ويهها نظرة ذهول.. هذا وين رايح الحين؟؟ وشو مستوي عشان يطلع في هالحزة؟؟ أكيد شي جايد.. لا يكون امه ماتت؟؟ ولا حد من عيال اخوه سوى حادث؟؟ وليش ما يخبرها؟؟ كيف يطلع جي من البيت وما يخبرها؟؟ ياسمين كانت بتموت من الفضول وكانت تغلي من القهر لأنه عبدالله تجاهلها ولا فكر يخبرها.. وقالت بصوت عالي: " حتى لو كان يتحراني راقدة.. المفروض يوعيني ويخبرني!! "
وبندت التلفزيون من قهرها ومشت صوب الدري عشان تنزل للصالة تحت.. كانت معصبة من الخاطر ومع كل خطوة تمشيها تحس بألم فظيع في أسفل بطنها .. وفي ظهرها.. ويوم وصلت للدري حست بنفسها بينقطع خلاص وكانت تعرق بشكل فظيع.. واستغربت من عمرها.. هي كانت تتعب من قبل بس مب لهالدرجة.. هالمرة كانت كل حركة تتحركها تسبب لها ألم ماله حدود..
اتساندت ياسمين على حدايد الدري عشان تيلس بس في هاللحظة حست بألم مثل السكين يقطع مصارينها وصرخت بأعلى صوتها : "عبدالله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
برعب فظيع أدركت ياسمين انه هاذا هو وقتها .. بتربي خلاص..
بتربي.. ومحد في البيت.. غيرها هي والخدامة..
وحتى الخدامة كانت في الملحق بعيد وايد عن البيت..
يلست ياسمين على طرف الدري وتساندت على اليدار وراها وغمضت عيونها بألم.. وعقب دقيقتين حست بنفس الألم الفظيع وردت تصرخ مرة ثانية..
خلاص.. كانت متأكدة انها بتموت!!.. وقالت وهي تصيح بمرارة: "الله ياخذك!!..الله ياخذك يا عبدالله ليش خليتني بروحي؟؟ ليش؟؟؟"
.
.



.
.
في هالليلة.. ثمانية أشخاص نسوا طعم النوم..
شيخة اللي كانت واقفة في شارع مجهول تتريا منقذها وتفكر بكل اللي سوته..
عبدالله اللي رايح لها ويفكر باندهاش شو اللي مطلعنه من البيت في هالحزة
ياسمين اللي تصارع الألم في البيت بروحها وتغسل مخاوفها بدموعها
مايد اللي مب قادر يرقد من كثر ما يحس بالإثارة ويتريا بلهفة نتيجة اللي سواه
حمدان اللي توه واصل بوظبي ويالس في الموتر جدام باب بيتهم.. وإحساسه بالذنب بعده متعبنه
عايشة اللي غرقت دموعها المخدة وهي تفكر كيف خلتها أنانيتها تعرض اخوها للخطر
وصالحة اللي يالسة في الصالة تتريا عشان تشوف مايد شو ناوي يسوي
والشخص الثامن
كان يسوق بأقصى سرعته الساعة وحدة ونص من ليلة الأربعا.. وكان العنف والغضب اللي يشتعل في عيونه ينذر بمصيبة على وشك انها تتفجر في داخله..
.
.
يوم وصل عبدالله للمكان اللي عقب الهير على طول اتصل بشيخة وهي كانت يالسة تحت في الرملة ويوم سمعت موبايلها فزت من مكانها وردت عليه وقلبها يدق بسرعة. .
شيخة: " هلا.."
عبدالله: " انا وصلت للمكان اللي دليتيني عليه وما اشوف حد.."
شيخة: " تجدم بعدك شوي.. وبتشوفني.. أنا اشوف ليتات موترك من بعيد.."
عبدالله: " هييه هييه شفتج.. "
بند عنها عبدالله ووقف موتره حذالها ويوم يت بكل جرأة بتركب جدام زاعج عليها: "لا وين تبين؟ اركبي ورا.."
كان يعاملها بأرف.. ما يقدر يرمسها عدل عقب كل اللي سمعه منها وعقب اللي يالس يمر به الحين.. ركبت شيخة السيارة وهي تفكر في داخلها: "بلاهم هاذيلا اليوم ؟ كلهم يبوني ايلس ورا!!" واطالعت عبدالله بفضول وهو على طول لف بالسيارة عشان يرد العين.. كان طول الطريج ساكت وحاس بظيج فظيع.. ندمان انه سار لها .. بصراحة هي ما تستاهل حد يساعدها.. بس هو اللي يابه لعمره.. وشيخة كانت بعد سرحانه في عالمها الخاص.. تفكر بكل اللي مرت به.. بكل اللي تخلوا عنها وهم من قبل وعدوها يعطونها عيونهم لو تبا.. وعقب تفكير قالت: "عبدالله مشكور.. والله ما بنسى لك هالمعروف ابد.."
سكت عنها عبدالله ولاحظت من انعكاس صورته في الجامة انه معصب وردت ترمس مرة ثانية وقالت: " بس الله يخليك لا تخبر ياسمين.."
ضحك عبدالله باستخفاف وقال: "ليش هي ما تعرف عن بلاويج؟"
شيخة:" امبلى تعرف.. بس ما اباها تشمت فيني.."
رد عبدالله يسكت عنها.. شو بيرد عليها؟ وهي تتوقع انه ممكن يخبر حرمته باللي مر به هالليلة؟ شو هالذكاء اللي فيها..؟؟
مرت الدقايق بطيئة وشويخ كانت شوي وبترقد في السيارة من التعب.. كانت تحس بعمرها وصخة من الرمل والغبار اللي علق بها.. وكانت كل اللي تفكر به هو انها تترس لها البانيو ماي حار وعقبها ترقد.. وعبدالله كان يفكر بياسمين.. في الفترة الاخيرة كانت تطلع وتدخل على كيف كيفها وساعات تسير بيت اهلها في دبي وتيلس وياهم.. ويوم انه شيخة ربيعتها هاذي هي سوالفها وياسمين ساكتة عنها وراضية تطلع وياها.. معقولة هي بعد تكون بادية تسوي سواياها؟؟ لا لا لا حرام يظلم ياسمين وهو يعرفها زين.. رغم دلعها وعنادها بس بعدها اتم محترمة ومتربية عدل.. حسبي الله عليج يا شيخوه.. انتي اللي خليتي هالافكار السودة ادش مخي..
.
.
يوم وصل عبدالله الفريج اللي فيه بيت صالحة.. تردد.. يوصلها للباب ولا يفرها هني وهي تكمل دربها؟ بس شيخة سبقته وقالت له: " ماله داعي توصلني للباب .. نزلني هني.."
وقف عبدالله موتره ونزلت شيخة وهي تلوح له بإيدها.. وما وحالها تصك الباب الا وهو متحرك بموتره بعيد عن الفريج.. تنهدت شيخة بتعب وراحة واطالعت الدرب اللي جدامها.. كانت تسمع صوت خطواتها على الطريق المرصوف في الفريج .. خطوات كعب نعالها.. ومن تعبها.. فصخت النعال وشلته في إيدها ومشت بهدوء للبيت.. كانت صج تعبانة وقررت تتخلى عن فكرة البانيو وتعق عمرها وترقد بدون تفكير.. وبدون حتى ما تشل الميك اب عن ويهها.. ويوم وصلت لباب البيت وقفت تفتش عن المفاتيح في شنطتها بس قبل لا تحصل المفتاح، تبطل باب الحوي بروحه.. وانصعقت شيخة وهي تشوف ويه ريلها يطل عليها من ورا الباب..
ما في كلمات ممكن توصف شعورها في هاللحظة.. لو كان ممكن انه الخوف يتجسد بيكون هو شيخة في هاللحظة بالذات.. جفت كل الكلمات في حلجها وماتت كل المشاعر في قلب فهد وهم واقفين اثنيناتهم يطالعون بعض وسط عتمة الليل.. وفي ثانية، مد فهد إيده ويرها بقوة داخل البيت من رقبتها وفرها في الحوي.. وعقب ما صك الباب وراه فصخ عقاله وطاح فيها ظرب من الخاطر ..
شيخة كانت مصدومة وتصيح وهي ع الارض وتحس بضرباته تلسعها بقوة .. كانت الظربات قوية ومؤلمة بس اللي كان صج يجرحها مع كل ظربة انه فهد كشفها.. فهد أخيرا عرف هي شو.. وكانت حاسة بخجل غريب.. خجل من نفسها ومن اللي سوته.. وهذا اللي خلاها تستسلم لظرباته وما تحاول أبدا انها تقاوم إلا بدموعها..
أما فهد فكان العنف والقهر اللي يحس به ما له حدود.. وكان يظربها بكل قوته ويحس انه مهما ظربها ما بيشبع ولا بيطفي النار اللي في داخله.. وما وقف إلا عشان ياخذ نفس ويقول لها وهو يحس ويهه بيحترق من النار اللي تشب داخله..: " يالسافلة يالزبالة!!.. طول هالفترة وانا مخدوع فيج ومأمن لج.. وانتي .. وأنتي.. " وما قدر يستحمل ورد يظربها مرة ثانية ويرفسها وهي تصارخ .. ويتها لحظة حست بطعم الدم في حلجها لأنه ريوله يت تحت ويهها على طول ، وهني نشعها فهد من شعرها وغصبن عنها واجهته بعيونها وسألها: " منو ؟؟ منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟؟ "
حاولت شيخة ترمس بس ما قدرت.. دموعها كانت تنزل بغزارة فظيعة والألم اللي تحس به في بلعومها يمنعها من انها اطلع أي صوت.. ورد فهد ينشعها بقوة من شعرها وهي تصرخ..
فهد: "تكلمي منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟"
كيف تقول له انه واحد ما تعرفه؟؟ واحد عمرها ما شافته ولا سمعت صوته؟ وانه عقب اتصال واحد قررت تطلع وياه؟؟ بيذبحها .. فهد أكيد بيذبحها اذا خبرته.. غمظت شيخة عيونها وردت تصيح بقوة وفهد مقهور منها وهالمرة يوم رمس كانت متأكدة انه بيذبحها ..
فهد: " شيخوه تكلمي!!!"
شيخة: " عبدالله.. عبدالله بن خليفة.. هو اللي كنت طالعة وياه.. "
.
.



.
صالحة في هاللحظة كانت توايج من دريشة الصالة.. فهد ما شافها ولا يعرف انها واعية وهي يوم سمعت صوت سيارته وشافته يدخل البيت.. عرفت انه مايد ولد كلثم هو اللي اتصل به وقالت في خاطرها: " حسبي الله عليك يا ميود جان يايب ولدي من دبي هالحزة.. الحمدلله انه ما ياه شي في الدرب!!"
وطول الفترة اللي كان فيها فهد يمشي في الحوي يمين ويسار ويتريا شيخوه ترد.. كانت صالحة تراقبه من دريشة الصالة في الظلام.. وتدعي على شيخوه في خاطرها..
بس اللي ما تعرفه صالحة، انها هي بعد كانت مراقبة.. مزنة كانت تراقبها ويوم شافتها لاصقة في دريشة الصالة عرفت انه فهد وصل البيت وعلى طول اتصلت بمايد وخبرته.. ومايد استغرب يوم شاف رقمها..
مايد (بهمس): " خيبة تخيبج انتي بعدج ما رقدتي؟؟"
مزنة: " ما اروم ارقد.. راح الرقاد خلاص.."
مايد: "وليش متصلة؟؟ شو عندج بعد الحين؟؟"
مزنة: " عمي فهد يا البيت.. اختربت الخطة!!"
ابتسم مايد وقال لها: "وانتي شو دراج بالخطة اصلا.. سيري ارقدي احسن لج.. والله يهال ومسوين عمارهم فاهمين!!"
مزنة: " هاي يزاتي يوم ييت ابا اخبرك.."
مايد: " بندي مزنوه بيخلص رصيدج.."
شهقت مزنة وبندت في ويهه.. وردت مكانها على طرف الدري تطالع يدوتها وتتريا فهد يدش داخل عشان تعرف شو بيستوي..
.
.
" عبدالله.. والله انه هو اللي كان ويايه.."
ما تدري شيخة ليش قالت هالشي.. بس كانت تبا فهد يخفف من عنفه وغيظه تجاهها ويطلعه في أي حد ثاني.. حتى لو كان عبدالله.. ويوم يت عينها في عين ريلها لاحظت انه يطالعها بحتقار.. وقال لها: " بعد؟؟ ما يهون عليج تخبريني باسمه وتبين توهقين عبدالله بن خليفة وياج يالحيوانة؟؟ "
شيخة انصدمت .. توقعت انه يصدقها بس فهد كان مقتنع انه اللي طالع وياها واحد ثاني ومب عبدالله وبدون أي كلمة ثانية يرها من إيدها وتبعته شيخة باستسلام ووداها عند السدرة اللي في الحديقة وسار صوب السامان اللي حاطنه الزراع عدال الشير وشيخة تطالعه وتمسح الدم والدموع عن ويهها بطرف عباتها.. كانت مب متأكدة شو اللي يفكر يسويه فيها.. ويوم شافته راد وفي إيده حبل.. بطلت عيونها ع الاخر وسألته بخوف: " شو ها؟؟"
اطالعها فهد بنظرة نارية ودزها ع الشيرة.. وما وعت بعمرها الا وهي مربوطة في السدرة..
شيخة (وهي تصيح): "فهد حرام عليك.. فهد الله يخليك اسمعني.. بخبرك بكل شي .. والله بخبرك .. فهد انا غلطت وندمانة والله اني ندمانة.. حرام عليك.. فهد بليييز"
عقب ما ربطها فهد حس انه خلاص مب قادر يسمع صوتها.. حاس بأرف فظيع منها وعشان يسكتها عطاها كف قوي خلاها تصخ تماما وقال لها: " لا تتحرين اني بردج بيت ابوج عشان تطلعين وتدخلين على كيف كيفج.. أنا بخليج هني تحت عيني.. وبعرف كل حركة تتحركينها.. ومن اليوم وطالع.. بعلمج معنى السنع.."
ودرها فهد مربوطة في السدرة وسار عنها.. وهي من التعب والألم اللي تحس به في كامل جسمها سكتت واكتفت بدموعها.. ويوم دش فهد الصالة من باب الحديقة شاف امه بعدها واقفة عند دريشة الصالة ادوره برى وتبا تعرف وين سار هو ومرته .. ويوم ياها صوته من وراها زاغت ونقزت في مكانها..
فهد: "أمايه..!!"
صالحة (وإيدها على قلبها): " بسم الله الرحمن الرحيم!!!"
فهد (وهو يأشر عليها بالعقال اللي في إيده): " هالعلة مربوطة في الحديقة.. وخبري البشاكير .. ترى اللي بيهدها بينربط مكانها.. تفهمين؟؟"
صالحة (وهي تهز راسها): "أفهم أفهم.. ان شالله.. حاضر.. ان شالله فديتك.. زين سويت فيها .. أدبها.. زين سويت فيها"
كان فهد يسمعها وهو يمشي صوب الدري وركب الدري وهو يحس بالنار بعدها شابة في صدره وما انتبه لمزنة اللي كانت متكورة في الظلام جدامه وكمل دربه للقسم اللي كان مخصص له هو وشيخة ويوم دخل وصك الباب وراه.. حس بنفسه مخنوق.. غبي.. مغفل.. وكل الصفات الشينة فيه.. وين بيودي ويهه من الناس الحين؟؟ أكيد الكل يعرف.. أكيد.. يعرفون وساكتين.. وهو نايم في العسل ولولا فاعل الخير اتصل به اليوم وخبره وطرش له صورة مرته جان عمره ما درى.. هاذي هي؟ هاذي هي مرته اللي عارض الكل وعادى امه بسبتها؟؟ هاذي هي اللي يكد كل شهر في الشغل عشان يعطيها الراتب كامل في النهاية؟؟ تاليتها تخونه؟؟ ومب ويا واحد أو اثنينه.. اااااخ يالقهر.. ااخ..
كان فهد مصمم انه يعيشها في عذاب.. ويرد ولو جزء بسيط من كرامته اللي انمسحت في الأرض
.
.

.
.
عبدالله كان بعده متظايج.. اللي استوى الليلة كان شي كبير.. وفي داخله كان يالس يقرر شو الشي الصح اللي لازم يسويه.. هل يخبر فهد عن مرته؟ ولا يخلي الأمور على ما هي عليه؟.. ودش البيت وهو بعده يفكر بهالشي.. دخل موتره ووقف في الحديقة يفكر .. ويفكر ويفكر.. مرت عليه دقايق طويلة وهو واقف في الحديقة في الظلام.. وفي النهاية قرر انه لو هو مكان فهد من حقه يعرف باللي تسويه مرته.. بس بعد هو وعد شيخة انه يستر عليها وما يروم يخلف بوعده لها..
بطل عبدالله باب الصالة ودش وقفله وراه.. كانت الساعة ثنتين وعشر.. وعبدالله راح عنه الرقاد خلاص ما في أمل انه يرد يرقد.. عشان جي كان يفكر انه يسير المكتب ويخلص الشغل اللي هناك..
بس وهو متجه للممر اللي يؤدي لغرفة المكتب.. سمع أنيين خفيف.. والتفت عفويا لمصدر الصوت اللي كان ياي من فوق..
في الظلام ما قدر يشوف عدل وهو يمشي للدري شغل الليت وانصدم يوم شاف ياسمين طايحة فوق وعلى طول ركض لها وهو ينادي عليها: "ياسمين غناتي شو ياج؟؟"
يلس عبدالله حذالها ولاحظ انها تعرق بشكل فظيع.. والهالات السودة تحت عيونها عميقة وواضحة.. كانت تقريبا غايبة عن الوعي وكل اللي يصدر منها هو صوت الأنين الخفيف اللي عبدالله سمعه قبل شوي..
عبدالله كان بيموت من الخوف.. ومب عارف كيف يتصرف.. وأول شي فكر فيه هو انه يشلها من هني.. بس أول ما حط إيدها عليها وحاول يشلها تأوهت بشكل قطع له قلبه وردها مكانها وهو يرتجف.. ويمسح العرق اللي على ويهها بغترته.. وهني ردت ياسمين لوعيها ويوم شافته قالت بصوت ضعيف: " عب.. دالله... بمووت.. ابا اماييه.. ابا اماييه.."
عبدالله : "لا تقولين جي حبيبتي انا الحين بتصل بالاسعاف.. "
اتصل عبدالله بالاسعاف وعينه على مرته اللي ردت وغمضت عيونها مرة ثانية.. كان حاس بالذنب .. بسبة هالعلة شيخوه طلع من البيت وودر مرته وهو يدري انه هذا اسبوعها.. كيف غاب هالشي عن باله.. كيف؟؟ اذا استوى لها شي أو للجنين كيف بيقدر يسامح نفسه؟ وهي مستحيل تسامحه..
تخيلها عبدالله وهي تتألم هني وتنادي عليه.. وتخيل الفترة الصعبة اللي مرت بها وهو بعيد عنها.. في أكثر وقت كانت محتاجة له فيه خذلها وكان بعيد عنها..
يوم بند عن الاسعاف اتصل بيت اخوه وردت عليه أم أحمد اللي ترقد والتيلفون عند راسها .. ويوم سمعته يرن زاغت ونشت عشان ترد عليه وهي تقول: " بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم اجعله خير.. منو متصل هالحزة؟"
ردت على التيلفون ويوم سمعت صوت عبدالله قلبها بغى يوقف..
أم أحمد: " عبدالله؟؟ خير فديتك شو صاير؟؟"
عبدالله: "خير امايه .. خير.. ياسمين بتربي وتعبانة وايد.. وانا ما اعرف اتصرف.. "
أم أحمد: " ماشالله ماشالله.. لا تحاتي فديتك.. انت ودها المستشفى وانا الحين بوعي ليلى وبني .. "
عبدالله: " اترياكم امايه لا تبطون.."
ام احمد: "لا ان شالله ما بنبطي .. دير بالك على مرتك.. ودها المستشفى واحنا الحين يايين"
بند عنها عبدالله وتم يالس ويا ياسمين يحاول يخفف عنها ويهديها ويمسح العرق عن ويهها .. في هاللحظة نسى كل خلافاتهم.. وكل مشاكلهم وكل الكلام الجارح اللي قالت له اياه. .ردت هي ياسمين مرته وحبيبته وكان قلبه مليان خوف عليها وع الجنين اللي في بطنها.. وياسمين في غمرة ألمها وخوفها كانت متعلقة فيه وايد وكانت تهلوس وتناديه اكثر عن مرة.. بس يوم تبطل عيونها وتحس باللي حواليها كانت تحس بحاجة كبيرة لأمها وترد مرة ثانية تسأل عبدالله عنها.. وفي النهاية اضطر عبدالله ان يتصل بأمها.. بس عقب ما يت الاسعاف وشلوا ياسمين..
اتصل على تيلفون البيت ومحد رد واتصل عقب على موبايل علي بن يمعة ابو ياسمين.. وعقب ما يأس عبدالله رد عليه علي وخبره عبدالله انه ياسمين بتربي وانها تعبانة وايد وتبا أمها.. ووعده علي انهم مسافة الدرب وبيكونون عندهم
ويوم بند علي عن عبدلله.. وعا مرته مريم وقال لها: " ام لافي.. ام لافي نشي بنتج بترتبي.."
اطالعته مريم بعصبية وقالت: " منو؟؟؟ ياسمين؟؟"
علي: " هى ياسمين.. ياللا قومي البنية تعبانة.."
مريم: " انزين الصباح رباح.. "
علي: " أنا بسير الحين.. هاذي بنتي.. ما بخليها بروحها.. جان انتي بتريين للصبح برايج.. خلي الدريول اييبج"
ردت مريم ترقد وقالت له: "زين عيل انته الحين سير وانا الصبح بلحقك"


نهاية الجزء الثاني والعشرون

غرربه
02-05-2013, 05:24 PM
الجزء الثالث والعشرون
كانت الساعة 3 ونص الفير
وعبدالله كان بيموت من التوتر
كان خايف على ياسمين، ويحس بالذنب.. شكلها قبل لا اييبونها المستشفى بعده في باله.. يحليلها كانت وايد تعبانة وتتألم.. وكل شوي يذكر نفسه انه خذلها في الوقت اللي كانت صدق محتاجة له فيه.. خذلها وخلاها وحيدة عشان شيخوه.. بس الحمدلله انه أمه وصلت بسرعة ويا ليلى .. لأنه لو تم هني بروحه يتريا عادي يتخبل..
أمه الحين كانت داخل ويا ياسمين .. وهو كان يالس يتريا وليلى يالسة حذاله وراصة على ايده.. والنيرس كل شوي تطلع من الغرفة .. وترد تدخل وهي ساكتة .. وهالشي اللي خوف عبدالله.. ليش ما اطمنهم؟؟ ليش ما تخبرهم شو حالتها الحين؟
ليلى بعد كانت على اعصابها وتشوف عمها مرة ييلس حذالها وهو ساكت ومرة يمشي في الممر وهو يتريا ويتنهد.. كان وايد وايد متلوم في ياسمين.. ومب عارف كيف يخفف هالاحساس الفظيع بالذنب والخوف من انه شي يستوي بمرته..فقرر انه يسولف ويا ليلى يمكن يروح عنه هالتوتر او جزء بسيط منه..
اطالعها عبدالله وشافها تبتسم ورد لها الابتسامة وهو يسألها: "أكيد تتذكرين هاذيج الليلة.."
ليلى: " هيييه.. الله يرحمهم .. كانت احلى ليلة.."
نزلت ليلى عيونها وهي تتذكر الليلة اللي كانت امها بتربي بخالد.. كانو كلهم مجتمعين هني.. هي وابوها وعمها عبدالله واخوانها محمد ومايد .. ويدوتها داخل ويا امها .. وكانوا يسولفون وهم يتريون وأبوها كان ذابحنهم من الضحك هو ومايد.. ويوم طلعت لهم النيرس تخبرهم انه خالد وصل.. كانت احلى لحظة في حياتهم.. وترسوا القسم بصوت صريخهم وضحكهم..
عبدالله: " الله يرحمهم.."
ابتسمت له ليلى بحنان وهي تغير الموضوع: " عمي ؟؟ شو ناوي تسميها؟؟"
عبدالله: " ههههههههه وشو دراج انها بنية؟"
ليلى: " ما ادري.. احساس.. انته شو تتمنى؟؟ بنية ولا ولد؟"
عبدالله: " الله يهديج يا ليلى هذا سؤال؟ أكيد ما يهمني..بنت ولا ولد كله واحد.. اللي ايي من الله حياه الله"
ليلى: " انزين بس اذا كانت بنية شو بتسميها؟ واذا ولد شو؟؟"
عبدالله: " إذا بنت بسميها شمسة.. هالاسم وايد يعيبني.. وإذا ولد.. أكيد احمد.."
رصت ليلى على ايده وقالت: " فديتك عمي اكيد مستانس.."
عبدالله: "وايد والله.. بس بعد خايف على ياسمين.. "
ليلى: " الله يسهل عليها ان شالله.. لا تحاتي عمي. . مرتك صح دلوعة بس قوية.. وان شالله بتكون ولادتها سهلة"
عبدالله (وهو يمسح على راسها بإيده): " ان شالله"
حطت ليلى راسها على جتفه وهي تبتسم.. كانت وايد فرحانه عشانه.. عمها وايد صبر وأخيرا الله بيرزقه بالياهل اللي كان دوم يحلم به.. كان قلبها يدق بسرعة كأنه هالياهل ولدها هي.. أو اخوها.. صح انها ما تستلطف ياسمين.. بس في هاللحظة وايد حبتها.. يكفي هالنور اللي يشع في ويه عمها من الوناسة.. وتكفي ابتسامته الحلوة اللي اشتاقت لها ليلى وايد..
كانوا كل شوي يسمعون صوت ياسمين وهي تصرخ.. أو تئن .. وكان عبدالله كل ما يسمع صوتها يحس بعمره بيموت.. وايد كانت غامظتنه وهو متحرقص مب عارف كيف يساعدها .. واحد غيره كان ممكن يدش ويوقف حذال مرته بس عبدالله يعرف انه مستحيل يقدر يتحمل هالموقف.. عشان جي فضل انه يتم برى ويتريا..
عقب ربع ساعة وصل علي بن يمعة وعلى طول سار لعبدالله وسلم عليه.. ويلس يتخبره عن ياسمين وحالتها .. ووقفوا هو وياه حذال باب الغرفة يسولفون.
عبدالله: " عيل عمتي وينها؟"
علي: " بتي الصبح ان شالله."
عبدالله: " بس ياسمين تباها .. وسألت عنها اكثر عن مرة.."
علي: " شو اسوي يا عبدالله امها شوي تعبانة ما تروم اتي الا باجر.. وياسمين..... "
سكت علي ونزل عيونه وتنهد.. ويلس يدعي لها بصوت واطي..
عبدالله: " الله يسهل عليها ان شالله!"
عقب ساعة تقريبا طلعت النيرس مرة ثانية وويهها معتفس.. وهالمرة زخها عبدالله وسألها..: " طمنيني.. شحالها ياسمين؟"
النيرس: " لسّه لسّه.. انتو ادعو لها بس.."
اقتربت ليلى منهم وسألتها: " ليش طولت هالكثر؟؟"
النيرس (وهي تطالع عبدالله): " الولادة متعسرة.. وزوجتك ضغطها مرتفع جدا.. "
عبدالله من سمع هالجملة حس انه حد صب عليه سطل ماي بارد... وبصوت اقرب للهمس سألها: " والياهل؟؟"
النيرس: " ما تخافش ان شالله الأم والجنين حيكونو بخير.. "
قبل لا يسألونها أي سؤال ثاني دشت النيرس داخل وصكت الباب وراها.. ولاحظت ليلى انه علي بن يمعة ويهه صار ابيض من الخوف.. وعمها نفس الشي.. هي بروحها كانت خايفة.. والتفاؤل اللي حست به من قبل ابتدى يتسرب من قلبها.. الياهل حياته في خطر.. الياهل اللي عمها كان يحلم به.. بس ان شالله ما يستوي به شي.. ان شالله..!!
.
.



.
استمرت معاناة ياسمين خمس ساعات .. واستمر وياها قلق وخوف اللي كانو برى يتريون.. ليلى من عقب ما ودرتهم النيرس يودت المصحف ويلست تقرا سورة مريم .. وعبدالله وعلي بن يمعة مرة يلفون في الممر ومرة ييلسون وهم يدعون لها.. والساعة ثمان الصبح طلعت أم احمد من غرفة الولادة وهجموا عليها كلهم وهم يسألونها..
عبدالله: "ها امايه بشري.."
علي : " بشري.. ياسمين شحالها؟؟"
ليلى: " يدوه فديتج شو استوى؟"
ام احمد كان ويهها معتفس ومن التعب عقت عمرها على الكرسي اللي حذال غرفة الولادة وقالت لهم وهي تبتسم فجأة: " مبروك.. مبروك يا ولدي.. مبروك يا بولافي.. ياسمين يابت بنت.."
علي بن يمعة من سمع الخبر على طول طار عند باب الغرفة يبا يشوف بنته بس النيرس ما خلته يدش وليلى لوت على عمها عبدالله بقوة وهي تبارك له ويوم هدته لوت على يدوتها اللي كانت تصيح من الوناسة..
أما عبدالله فنسى حتى كيف يتنفس في هاللحظة.. صياح امه وضحكة ليلى وكلام علي كله ما كان يسمعه.. ما كان يسمع الا صوت دقات قلبه من قوتهن.. يابت له بنت.. ياسمين يابت له بنت.. اخيرا بيحس بمعنى الأبوة.. أخيرا بيشل ياهل بين ايديه وبيكون هالياهل ولده.. كان الدموع تنزل وعيونه معلقة على الباب يتريا .. يترياهم يطلعون له بنته.. يا الله محلات هالكلمة.. وهالاحساس!! كان يحس بجسمه يرتعش.. وهو اللي طول عمره كان ينتظر حد يشل اسمه.. أخيرا تحقق الحلم.. أخيرا!!..
عيونه كانت ع الباب .. باب الغرفة اللي شهدت أحلى حلم نّور حياته.. بعد ظلام الوحدة اللي كان يعاني منها..
تحرك عبدالله خطوة صوب الباب وفي نفس اللحظة طلعت النيرس وابتسمت لهم وعبدالله يوم سار بيدش الغرفة وقفت النيرس جدامه وقالت له: " استنى شوي .. "
عبدالله: "ليش .. أبا اشوف مرتي وبنتي؟"
أم أحمد:" عبدالله فديتك البنية شوي تعبانة لازم يعالجونها"
عبدالله حس قلبه وقف وسأل النيرس: " شو فيها بنتي؟؟"
النيرس:" ما تخافش يا اخ عبدالله.. بنتك ان شالله حتكون بخير.. بس هي محتاجة شوية اكسجين لأنه الحبل السري كان ملتف عليها.."
ليلى حطت ايدها على قلبها وعلي سأل النيرس: "ووين وديتوها الحين؟"
النيرس: " حنعالجها ونحط لها اوكسجين وبعدها ترجع طبيعي ان شالله.. "
أم احمد (لعبدالله): " ان شالله البنية ما فيها الا الخير.. لا تحاتي فديتك.."
عبدالله كان ويهه معتفس وبعده يطالع باب الغرفة وقال لأمه : " بس امايه ما خلوني حتى اشوفها.."
أم احمد: " لازم فديتك البنية بيعالجونها وبيغسلونها وعقب بيدخلونا عليها.. اصبر شوية.."
ليلى: " عمي لا تحاتي ان شالله بتشوفها وبتشلها وبتشبع منها بعد.."
عبدالله: " لا انا ما فيه صبر.. امم بسير ارمس الدكتورة وبرد لكم.."
وقبل لا يعترضون كان عبدالله طاير ورا الدكتورة اللي طلعت قبل شوي من الغرفة..
علي: " وبنتي وينها؟؟ طمنينا عليها.."
طلعت النيرس الثانية من الغرفة وهي تبتسم وقالت له: " بنتك زي الفل.. حنوديها غرفتها دلوأتي وتأدرو تشوفوها.."
.
.
ياسمين كانت صدق تعبانة.. وما حست بهم وهم يودونها غرفتها.. ما حست بشي أبدا.. لا حست بأبوها وهو يهوي عليها ويحبها على راسها ويتحمد لها بسلامتها.. ولا حست بأم احمد اللي يلست حذالها ولا بليلى اللي كانت بطير من الوناسة وهي تترياها تبطل عيونها عشان تبارك لها.. كانت مغمظة عيونها من التعب وراقدة.. وكل شوي تبطل عيونها وقبل لا تستوعب اللي حواليها او حتى تشوف منو في الغرفة ترد عيونها تتصكر وترد لغيبوبتها..
وعقب فترة بسيطة سمعت صوت عبدالله يدش الغرفة.. وبكل قوتها بطلت عيونها والتفتت له.. ويوم شافته ياي صوبها ابتسمت له بضعف.. وعبدالله اول ما شافها .. تجدم لها وروحه تسبقه.. ولسانه يسبح ويحمد ربه.. طبع بوسة على جبينها وخدودها.. ولا اهتم لأبوها ولا امه ولا بنت اخوه اللي كانو في الغرفة ولوى عليها وهي لوت عليه وحطت راسها على جتفه.. وليلى طلعت من الغرفة وهي تبتسم وتبعتها أم احمد ووراهم علي.. وخلوا ياسمين ويا ريلها بروحهم داخل..
عبدالله: " فديييييتج والله .. انتي اليوم خليتيني اسعد انسان في الدنيا كلها حبيبتي.."
غمظت ياسمين عيونها وهي تبتسم وردت عليه: " وين الياهل؟"
عبدالله: "ودوها الحظانة حبيبتي.. بييبونها عقب شوي"
ياسمين: " شفتها؟"
ابتسم عبدالله وقال لها بفخر: " هييه شفتها.. قمر.. طالعة على امها.."
ياسمين: " شو ناوي تسميها؟؟"
عبدالله: " شو رايج بشمسة؟"
ياسمين: "وايد حلو.. والله انها صدق عذبتني.. "
عبدالله: "هههههه.. تدلع.. شكلها بتغلب امها في الدلع.."
ضحكت ياسمين بتعب وسألته فجأة: " عبدالله؟؟ .. تحبني؟؟"
رفع عبدالله ويهها بإيده وحط عينه في عينها وقال لها: " أحبج؟؟ والله هالكلمة مستحيل توفيج حقج.. حبيبتي انتي صرتي تعنين لي كل شي في حياتي.. ولو اقول لج اني احبج من اليوم لباجر والله ما بوفيج حقج.."
ياسمين في هاللحظة نست كل الخلافات.. كل الزعل والمشاعر الباردة اللي في داخلها.. في هاللحظة كانت أم وزوجة.. وكانت بكل بساطة.. سعيدة..
.
.
مرت الساعات بسرعة.. ورقدت ياسمين شوي وارتاحت من تعب هالليلة الطويلة.. والصبح ع الساعة عشر تقريبا كانت غرفتها متروسة ع الاخر.. ربيعاتها اللي في دبي عرفن انها ربت وقبل لا يوصلن العين طرشن لها ورد وهدايا.. ومايد استغل الفرصة وخذ هاليوم اجازة ومن الساعة تسع وهو معسكر حذال شبرية ياسمين.. وليلى عقب ما ردت البيت ورقدت شوي .. ردت المستشفى مرة ثانية عشان تزور ياسمين الساعة عشر وتشوف الياهل اللي ما رامت تشوفها الفجر.. وياسمين كانت وايد مستانسة رغم تعبها.. الكل مهتم فيها والكل اييب لها هدايا ومتعبل منها.. وأحلى هدية وصلتها الساعة 11 من ريلها عبدالله اللي كل شوي يطلع من الشركة وايي يطمن عليها.. هديته كانت طقم ذهب وطقم ألماس.. هدية ما توقعتها ياسمين وخلتها طايرة من الوناسة..
بس اللي صدق كان مخرب على ياسمين وناستها هو امها.. امها اللي ما اهتمت ولا يت ويا ابوها في الوقت اللي كانت ياسمين محتاجة لها فيه.. أم أحمد هي اللي ما قصرت وياها.. هي اللي للحين ما روحت البيت عشان ترتاح .. وأمها حتى ما اتصلت تسأل عنها.. ولا يت الا الساعة 11 وربع.. ويوم دشت سلمت على كل اللي في الغرفة وسلمت على بنتها وباستها ويلست حذالها..وعلى طول سألتها ياسمين بصوت واطي: " أمايه ليش ما ييتي امس؟"
مريم: " فديتج كنت تعبانة.. وانتي ما شالله حرمة.. تعرفين تتصرفين.. وعندج هني ام احمد ما بتقصر وياج"
اطالعتها ياسمين بظيج وقالت لها: " عموتي ما قصرت بس... انا كنت اباج انتي.."
ما لحقت مريم ترد على بنتها لأنه في هاللحظة دشت النيرس وهي شالة شمسة بنت عبدالله في ايدها عقب ما يابوها من الحظانة.. وأول ما دشت الغرفة احتشروا كلهم .. اللي يبا يشوفها واللي يبا يشلها.. بس النيرس ودتها لأمها عشان تشلها.. وياسمين أول ما شلتها حست انه السعادة تغمرها.. انها سوت انجاز كبير.. هاي اللي بين ايديها بنتها.. وفي يوم من الايام يوم بتكبر بتكون لها نفس ملامحها.. ويمكن نفس اطباعها.. بس رغم فرحتها ووناستها .. ورغم كل الاهتمام اللي حصلته.. كانت ياسمين تعرف في داخلها انها مستحيل تعيد هالتجربة الفظيعة.. وانها مستحيل عقب هالياهل تفكر انها تحمل مرة ثانية.. خلاص.. مرة وحدة تكفي.. وعبدالله تسده هالبنية..
.
.




.
.
في نيويورك كان الوقت متأخر شوي.. الساعة عندهم كانت 11 فليل.. ومحمد ومريم كانوا في شقتهم .. محمد كان راقد ومريم يالسة في الصالة تطالع التلفزيون.. لأول مرة من يوم سافرت ويا ريلها وهي تحس انها مب قادرة ترقد ولا قادرة حتى تبتسم.. باجر موعدها عند الدكتور المختص.. باجر بيتحدد مصيرها ومريم صدق خايفة من هالشي.. تحس انه ايامها معدودة .. سعادتها محدودة.. وافكارها السودة اللي كانت تغزو ايامها قبل لا ترتبط بمحمد ابتدت ترد لها شوي شوي.. شو بيقول لهم الدكتور باجر؟ انه هاي اخر ايامها؟ انها المفروض ما كانت تعرس؟ وانها دمرت حياتها بإيدها..؟؟
تنهدت مريم وقالت في خاطرها ما يهمني.. مهما قال الدكتور باجر مب مهم.. حتى لو كان باجي لي شهر بس اعيشه.. ادري انه بيكون من احلى ايام حياتي.. مهما كانت الايام الياية مظلمة وحتى لو كان المستقبل مجهول.. مجرد انه محمد بيكون موجود وياها فيه يخليها تحس بوميض من الأمل والتفاؤل.. هذا كان تأثير زوجها عليها وتأثيره على حياتها..
قامت مريم من مكانها ومشت صوب الدريشة، ووقفت تطالع أضواء المدينة.. وبابتسامة خفيفة.. سرحت بأفكارها بعيد.. وتذكرت ليلة عرسها.. قبل لا تدخل القاعة وقبل لا تصير زوجة محمد وحبيبته للأبد..
تذكرت كيف كانت يالسة في غرفة الفندق وهي ترتجف من الخوف، الحرمة مالت الصالون كانت توها ظاهرة عنها وأمها يالسة وياها ترمسها وتوصيها على ريلها، ومريم كانت من الخوف والتوتر مب قادرة تستوعب اللي أمها تقوله.. عيونها كانت كل شوي ترد تدمع وهي تحاول تقاوم دموعها عشان ما تخرب المكياج.. وأمها تلوي عليها وتحاول تهديها.. ويوم يت اللحظة اللي بتدش فيها مريم القاعة .. كانت حاسة انه روحها بتطلع.. كانت خايفة من المستقبل.. عقب ثواني .. كانت بتدش حياة يديدة وبتودع حياتها الاولية.. عقب ثواني بتصير ملك محمد.. وهذا اللي مخوفنها.. كانت تحاتي معاملته لها.. ومتأكدة في داخلها انه بيندم على قراره يوم انه تزوجها.. كانت متأكدة انها بتفشل كزوجة وانها بتخيب ظنه فيها..
واستمر احساسها بالخوف والتوتر وهي تمشي بين الحريم في القاعة.. رغم نظرات الاعجاب ورغم ثقتها انها كانت احلى عن القمر.. بس مجرد انها تتذكر مرضها كانت تحس بلوعة وحزن كبير..
وما راح عنها هالاحساس الا يوم شافت محمد ياي صوبها.. ويلس حذالها ع الكوشة.. ساعتها.. يوم ابتسم لها وباسها على يبهتها.. ابتسمت من خاطرها وحست براحة فظيعة..
ساعتها بس عرفت انه بيحطها في عيونه وما خاب ظنها فيه
باجر بتسير عند الدكتور عشان تسوي الفحوصات .. محمد اليوم الصبح كان عنده وعطاه ملف مريم عشان يدرسه.. وباجر بتسوي الفحوصات عشان يحدد الدكتور الطريقة اللي ممكن يعالجها فيها.. وعقبها يا ترد البلاد ويا ريلها تحمل أمل يديد.. او انها ترد وهي تعد أيامها الاخيرة وياه
.
.
الساعة 4 العصر كانت صالحة تتلبس عشان تسير تزور ياسمين.. وتوها بتحط البرقع على ويهها يوم دشت بنتها شريفة عليها في الحجرة.. ووياها عليا بنتها.. صالحة استانست وايد يوم شافتهن خصوصا انه صار لها شهور من اخر مرة زاروها فيها.. وسلمت عليهن ويلست وياهن في الصالة يسولفن..
شريفة: " اشوفج متلبسة امايه كنتي بتظهرين؟"
صالحة: " هييه فديتج كنت بسير ازور ياسمين مرت عبدالله ربت اليوم الصبح.."
شريفة: " ما شالله ربت!!.. ما كنت اعرف انه ها شهرها.. وشو يابت؟"
صالحة: " يابت له بنت.. ولو اني هلكانة ما اروم اتحرك ولا اروم اسير لها بس ما فيه على لسان أم احمد.. تعرفينها عاد بتقول ما يت تزور مرت ولدي.."
شريفة: " ما عليه امايه هذا الواجب.. وجان بتسيرين الحين بسير وياج بس قبل بنمر السوق ناخذ لها هدية.."
صالحة: " زين عيل يوم بتخاويني قومي.. و في الدرب بخبرج بسالفة استوت عندنا امس هني "
شريفة: " سالفة شو؟؟ خير امايه؟؟"
صالحة: " من وين بيينا الخير وهالنسرة شيخوه في بيتنا؟"
عليا: " ليش شو سوت شواخي؟"
اطالعتها صالحة بنظرة وقالت لها: " ما يخصج انتي ياهل.. شلج بسوالف الحريم؟؟"
عليا: "انتو رمستو جدامي.. وبعدين اذا بتسيرون المستشفى انا ما بتم هني بروحي.. ودوني عند ليلى"
صالحة: " جان بتسيرين عند ليلى سيري فصخي هالبنطلون اللي لابستنه ولبسي لج جلابية.. اسميج يا شروف ما عرفتي تربين بنتج.."
شريفة (وهي تبتسم): "امايه هاذا لبس البنات الحينة وما يخصه بالتربية.. يا حيها بنيتي بعدها ما تلبس هالتنانير القصيرة اللي نازلة موظتها هاليومين."
صالحة: "قصورها بعد تلبس قصير.. جان تباني احش لها ريولها.."
عليا: " هههههه.. يدوه انتي شو دراج؟؟ انا يوم بلبس القصير بلبسه في بوظبي..يعني ما بتشوفيني"
صالحة: " توصلني اخباركن كلها بشوفج لبسي جان ترومين.."
لوت عليها عليا وباستها على يبهتها.. ما كانت تبا تظيع على عمرها فرصة انها تسير صوب ميود عشان جي شلت شنطتها فوق ودشت غرفتها ولبست جلابية وردت تنزل وشافتهن توهن بيظهرن من باب الصالة وركضت وراهن وهي تزاعج: " صبروا وين سايرين عني؟؟"
طلعت صالحة ويا بناتها وخلن البيت لفهد وشيخة اللي كانوا في قسمهم فوق..
فهد كان يالس يطالع التلفزيون ومطنش شيخة اللي كانت يالسة وراه على الشبرية وتطالعه.. ريلها خذ عنها تيلفونها واليوم الصبح سار وقطع خط الانترنت عنها.. ورغم انه امس ما خلاها تبات برى وردها الغرفة عقب ساعتين تقريبا.. إلا انه للحين ما فكر يرمسها او حتى يطالعها.. وهالشي كان محسس شيخة بالذنب ومخلنها مب عارفة تتصرف.. من يوم تزوجت فهد وهي تحس انها اقوى عنه وانها هي المسيطرة عليه.. لأول مرة في حياتها تحس بالضعف جدامه ولأول مرة تحس انه السلطة في إيده هو.. وهالاحساس كان غريب عليها..
قررت شيخة تكسر الصمت اللي هم فيه من الصبح وترمسه.. بس قبل لا تبطل حلجها اطالعها فهد باحتقار وقال لها.. : " لمي ثيابج واغراضج وحطيهن في الشنطة.."
اطالعته شيخة باستغراب.. وانترسن عيونها دموع وهي تسأله: " ليش؟؟"
كانت متأكدة انه بيردها بيت أهلها.. وبيطلقها.. وانها بترد تعيش حياة الكبت والحرمان اللي كانت عايشتنها قبل لا تعرس.. في هاللحظة وعقب ما قال لها فهد هالجملة.. حست شيخة باللي ظيعته من إيدها.. كان ريلها واثق فيها ثقة عمياء.. ومدلعنها آخر دلع ومعيشنها عيشة عمرها ما كانت تحلم بها.. كان يحبها.. وكانت هي عايشة في نعيم.. بس كله ظاع منها.. وهي اللي يابته حق عمرها..
تنهد فهد ورد يطالع التلفزيون وهو يقول لها: " باخذج ويايه دبي.. تتحريني بودرج هني بروحج ؟ لا الغالية.. من اليوم وطالع حتى النفس ما بتتنفسينه الا عقب ما تشاوريني انا.. تفهمين؟؟"
اطالعته شيخة بعبط.. وعقب ما استوعبت رمسته حست انه الدم رد يمشي في عروقها وقالت له بهمس: "إن شالله.. "
فهد: " ياللا اشوف بسرعة لمي اغراضج.. بنطلع عقب المغرب.. "
وقفت شيخة وسارت صوب الكبت تلم ثيابها وتحطهن في الشنطة.. كانت تتحرك بصعوبة من آثار الضرب اللي حصلته أمس.. بس في نفس الوقت الراحة اللي حست بها فجأة عطتها طاقة كبيرة انها تتحرك بسرعة وتنفذ كلام ريلها..
بعدها مب مصدقة انه ما بيطلقها
.




.
.
في المستشفى كانت ياسمين يالسة ويا أمها عقب ما روحت أم احمد عنها عشان ترتاح.. وكانت امها تسولف لها وياسمين مب منتبهة لها.. ياسمين كانت تفكر بكل اللي استوى اليوم.. عبدالله عاملها جنها أميرة.. عقب الهدية اللي ياب لها اياها الصبح واللي طيرت عقل أمها.. طرش لها حرمة ترتب غرفتها وترستها لها ورد.. ياسمين كانت تصارع افكارها.. مرة تحس انها غلطت على عبدالله وانها متولهة عليه.. ومرة تتذكر انه طلع نص الليل بدون ما يخبرها وخلاها بروحها في اللحظة اللي كانت محتاجة له فيها.. كانت بعدها تفكر شو اللي خلاه يظهر ؟ ام احمد كانت وياها وليلى ومايد يو يزورونها.. يعني محد من عيال اخوه كان محتاجنه.. معقولة يكون يعرف وحدة غيرها؟ وانها في الاشهر الاخيرة من حملها يوم كانت مطنشتنه، تقرب من وحدة ثانية وحبها؟؟
مريم: " ياسمين انتي تسمعيني؟؟"
ياسمين: " ها؟؟ شو قلتي امايه؟"
مريم: " أقول لج ابوج سألني بعدج تبين تطلقين؟؟"
ياسمين ما عرفت ترد.. وتنهدت بتعب وهي تطالع بنتها اللي كانت راقدة حذالها .. وقالت لأمها: " ما اعرف.. انا تعبانة ومب قادرة افكر الحين.. "
مريم: " وليش تطلقين؟؟ مب انتي اللي كنتي تبينه من البداية وتخبلتي عشان تاخذينه؟؟"
ياسمين: "امايه انا مب مرتاحة.."
مريم: " ودري عنج الدلع شوفي ريلج مب مقصر وياج في شي.. شوفي غرفتج .. ولا حدة في هالمستشفى مرتاحة شراتج.. وبعده اللي بييج اكثر منه.. ريلج ما بيقصر وياج.. يعني عقب ما يبتي له الياهل اللي كان يترياه وعقب ما ظمنتي انه بيحطج في عيونه ناوية تودرينه؟؟"
ضحكت ياسمين بعصبية وقالت لها: "وانتي من متى يهمج؟؟ انتي مب حاسة باللي انا حاسة به.. حتى الاتصال ما تتصلين بي عشان تطمنين عليه.. وأمس أم احمد هي اللي كانت واقفة ويايه بدالج.. وانتي ..."
مريم (بنبرة حادة): " انا حتى لو كنت هني شو بسوي لج يعني؟؟ ترى جي ولا جي بتربين.. ياسمينوه ودري عنج هالدلع.."
ياسمين: "بس هذا اللي اسمعه منج.. كل ما اقول لج شي قلتي لي دلوعة.. "
مريم: " انتي مب بس دلوعة.. إلا دلوعة وهبلة بعد.."
ياسمين (باحتقار): " مشكورة امايه ما تقصرين.."
مريم: " محد يودر هالنعمة .. الا وحدة هبلة شراتج.."
ياسمين: "والله ابويه يروم يعيشني جي واحسن بعد.."
مريم: "وانتي شو دراج؟؟ "
اطالعتها ياسمين باستغراب وسألتها: "شو قصدج؟"
تنهدت مريم واطالعت الياهل ورمست بصوت واطي وكأن الياهل بتفهم عليها شو تقول وما تباها تسمعها: " أبوج بيصكون فندقين من فنادقه.. كم مرة حذروه عشان نظافة المطابخ بس ماشي فايدة.. هذا غير المخالفات الثانية.. شوفي شكثر بيخسر.. وعقب ارمسي.."
ياسمين انصدمت.. أبوها ليش ما خبرها؟ ما تذكر انه كان يخبي عليها هالسوالف من قبل.. تذكر انه قبل كم شهر خبرها انه محتاج واسطة عبدالله عشان ما يبندون الفندق.. بس كانت تتحرى انه هالشي خلاص انتهى.. وانه الأزمة عدت.. معقولة عشان جي كان يباها تكتب الفيلا بإسمها؟؟
هالسؤال تم معلق في بال ياسمين.. واضطرت ما تفكر فيه اكثر لأنه شريفة دشت في هاللحظة ويا أمها صالحة وانشغلت ياسمين بهم هي وامها
.
.
في بيت المرحوم أحمد بن خليفة كان الجو صدق حلو وربشة.. ام أحمد واقفة في المطبخ تهزب البشاكير.. وليلى واخوانها كلهم في الحديقة برى يلعبون.. ومزنة عندهم .. ومسوين حشرة.
ليلى كانت تحاول تتصل بمريم ومحمد عشان تخبرهم انه ياسمين ربت بس يرن رنتين ويطلع لها صوت واحد يخبرها انه الرقم غلط.. وعقب كم محاولة علق عندها الخط ونشت من مكانها وسارت بعيد عن اليهال عشان تكلمهم..
مايد يوم شاف ليلى سارت عنهم بعيد جمع اخوانه ومزنة وقال لهم: " اسمعوا.. عندي لعبة وااااااايد حلوة.. بتلعبون؟"
كلهم هزوا روسهم واطالعوه بترقب..
مايد: " بنلعب لعبة الملك والجنود.. انا الملك.. وانتو الجنود.."
مزنة: " وليش انته الملك؟؟"
تأفف مايد وقال لها: "لأني الريال.. وبعدين انا العود هني.. عمرج شفتي جندي اكبر عن الملك؟؟"
مزنة (بتحدي): "هييه المستشار اكبر عن الملك.."
مايد: "ولا يكون حظرتج تبين تستوين الملك؟؟"
أمل: "أصلا في كل بلاد العالم ما شي ملك حرمة.."
سارة: "امبلى شي .. في لندن.."
مايد: " ايييييييه ما يخصكم تقررون.. هاي لعبتي تبون تلعبون ولا لاء؟"
امل: " امبلى نبا نبا.. "
مايد: " أوكى.. انا الملك.. وانا بتم يالس هني على هالكرسي.. هالكرسي هو العرش.. وانتو جنودي اطرشكم تسوون مهمات حقي.. واللي تنجح مهمته نعطيه ترقيه.."
خالد كان يطالعه وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على ويهه.. وفي الأخير سأله: " ترقيه؟"
مايد: " هييه يعني بخليه قائد الجنود وبييلس ويايه هني.."
مزنة: "ونحن شو بنستفيد؟؟"
مايد: "اممم اللي بيحصل الترقية بخليه يلعب بالبلاي ستيشن ساعتين.."
كانت هاي هي الجملة السحرية اللي خلت اليهال كلهم ينفذون طلبات مايد .. ومايد ما قصر وياهم وطرش كل واحد في مهمة مختلفة..
مايد: " مزنوه سيري غرفتي انتي وسارة ورتبوها.. "
مزنة +سارة: "حاظر سيدي.!!"
عقب ما ركضت مزنة ووراها سارة داخل البيت التفت مايد على أمل وقال لها: " سيري المطبخ وسوي لي عصير برتقال.. لا تخلين البشاكير يسونه لازم انتي تسوينه.."
أمل: "انا ما اعرف اعصر برتقال.."
مايد: "تعلمي.. تبين تطلعين من اللعبة؟؟"
فكرت أمل بالبلاي ستيشن وقالت: "لا لا .. بسير الحين.."
ابتسم مايد وهو يشوفها تدخل من باب الصالة وتختفي داخل وصد صوب خالد اللي كان واقف يتريا دوره وهو يبتسم ابتسامة عريضة..
خالد: "أنا شو اسوي؟؟"
مايد: " انته؟؟ ما اعرف.. ما عندي لك شي.. تعال ايلس ويايه ويوم بيون بقول لهم انك انته الفايز .. شو رايك؟"
خالد (وهو يضحك): "عجييييب.."
يلسه مايد على الكرسي حذاله ويلس يسولف وياه وفي هالوقت كان دريول صالحة مدخل موتره في بيت احمد بن خليفة عشان ينزل عليا.. وأول ما نزلها لف بالموتر وطلع من البيت عشان يودي صالحة وشريفة المستشفى..
عليا يوم شافت الموتر يبتعد حطت شيلتها على جتفها وبطلت شعرها الأحمر القصير وتمت تتلفت حواليها وسمعت حشرة في الحديقة اللي على يمينها.. كانت الاشجار مغطية عليها وما تشوف من يالس هناك بس كانت تسمع صوت ضحك.. وهي تعرف هالضحكة زين..
عضت عليا على شفايفها ومشت بتردد لمكان الضحك.. بس قبل لا توصل له.. شافتها ليلى اللي كانت ترمس في الموبايل وأشرت عليها.. واضطرت عليا تسير صوبها.. وهي تتحرطم..
ليلى بندت الموبايل ومشت بسرعة صوب عليا عشان تلوي عليها
ليلى: " هلا والله هلا.. فدييت هالويه يا ربييه.."
عليا (وهي تلوي على ليلى وتبتسم): " هلا ليلوتي شحالج؟"
ليلى: "الحمدلله انا بخير.. انتي شحالج؟ ومتى ييتي؟"
عليا: "اليوم كنا يايين من بوظبي بس يدوه كانت بتزور مرت عمج وانا يابوني هني لأنه محد بيتم ويايه في البيت"
ليلى: " ليش شيخوه وينها؟"
عليا: " ما ادري... شكلها طالعة ويا خالي فهد.."
ليلى: " زين سويتي يوم ييتي هني.. متولهة عليج.. المرة اللي طافت يوم ييتينا ما لحقت اسولف وياج.."
عليا: " ياللا هالمرة بتشبعين مني بتم هني اسبوع.. "
رن موبايل ليلى في هاللحظة وردت عليه وأشرت لها عليا انها بتدخل داخل.. وهزت ليلى راسها.. وطارت عليا للحديقة اللي على اليمين.. وعقب ما خفت الاشجار من جدامها شافت ظهر مايد.. كان لابس بيجاما رمادية و عليا حست بقلبها يذوب وهي واقفة في مكانها تطالعه.. بس عينها يت في عين خالد اللي ابتسم لها ولوح لها بإيده.. وهالحركة نبهت مايد انه في حد واقف وراه والتفت عشان يشوف منو..

كانت أحلى مفاجئة لمايد.. شي مول ما توقعه... انه يشوف عليا مرة ثانية.. كانت واقفة وراه تبتسم بخجل.. كل الكبرياء والغرور اللي كان في نظرتها يوم شافها قبل اختفى.. نظرتها هاي كانت غير.. كانت كلها أمل وشوق وشطانة.. وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وابتسمت ..باختصار.. نظرتها ذبحته.. وخلته متلخبط مب عارف شو يسوي ووقف يطالعها ويبتسم بعبط.. لين انتبه لعمره فجأة واقترب منها خطوة عشان يسلم عليها..
مايد: " هلا والله.. شحالج عليا؟ شو هالمفاجأة الحلوة؟"
عليا: "الحمدلله انا بخير.. وانته شحالك؟"
مايد: "بخير ربي يعافيج.. امم.. تعالي .. ايلسي.."
يلست عليا على الكرسي اللي كان هو يالس عليه ومايد كان بيطير من الوناسة يوم شافها تيلس مكانه.. وقرب الكرسي الثاني منها ويلس حذالها .. في هاللحظة يت أمل شالة العصير في صينية صغيرة ويوم شافت عليا يت بترد داخل بس مايد اطالعها بنظرة خوفتها وخلتها تكمل دربها.. وحطت العصير على الطاولة وردت تركض داخل..
عليا ابتسمت لها بحنان وقالت لمايد اللي عطاها العصير: " حظك .. عندك اخوانك يسلونك في البيت.. مب شراتي انا.."
مايد: " وانتي وين اخوانج؟؟"
عليا: "معقولة ما تعرف؟ امايه ما عندها غيري.. أنا وحيدتها.."
مايد كان يحاول يشل هالابتسامة السخيفة عن ويهه بس مب قادر.. يحس انه كل ما يسمع صوتها ابتسامته تكبر بشكل طبيعي.. صوتها كان موسيقى .. ومايد يباها تتكلم بأي طريقة بس عشان يتم يسمعه..
مايد: " انزين يوم بتتمللين من بيتكم تعالي عندنا.."
عليا: " لا ما فيه تملون مني وتقولون هاي شو بلاها كل يوم ناطة بيتنا.."
مايد: " أفااا.. لا تقولين جي بالعكس والله نتمناها شوفتكم.."
ابتسمت له عليا.. كانت وايد مستحية منه.. الا بتموت من المستحى.. قلبها كان يدق بقوة وخدودها شوي وبتحترق.. بس رغم هذا اجبرت نفسها ترفع عيونها وتطالع عيونه.. عيونه اللي اتريت شهور عشان تغرق في بحرهن.. عيونه العسلية ورموشه الكثيفة.. ونظرته الجريئة اللي علقتها في نفس هالمكان قبل عشرة اشهر بالتحديد.. رفعت عليا عيونها والتقت بعيونه وعلى طول اختفت الابتسامة عن شفايفها.. وردت تنزل عيونها على طول.. ما تدري شو ياها بس ما تحملت تشوف نظرته.. ما تحملت مجرد احتمال انها ما تشوف في عيونه ولو جزء بسيط من اللي تحمله عيونها له.. او انه النار اللي في قلبها تنطفي بكلمة باردة من صوبه..
سألها مايد فجأة: "شو فيج؟؟ لا يكون تستحين مني؟؟"
انصدمت عليا من سؤاله واطالعته باندهاش وقالت: "أنا؟؟ ها؟ لا لا . ليش استحي منك.؟"
مايد : " اشوفج صاخة. ما ترمسين الا بطلوع الروح.."
رفعت عليا حواجبها وقالت له: " وشو تباني اقول لك ان شالله؟؟ ما عندي شي اقوله.."
مايد ( اللي كان يبا يسمع صوتها مرة ثانية وثالثة ورابعة): " قولي أي شي.. غني..خربطي.. المهم ارمسي.. لا تسكتين.."
ابتسمت عليا: " ان شالله ما بسكت.. انته علمي ولا ادبي؟"
مايد: " ها؟؟ انا اول ثانوي.."
عليا: "أووه يعني انا اكبر عنك.. أنا ثاني ثانوي.."
مايد (بتحدي): " أنا مدخليني المدرسة متأخر.."
كبرت ابتسامة عليا وسألته بخبث: " متأكد؟"
مايد: " هييه متأكد.. يعني لا تسوين عمرج العودة اوكى؟؟"
عليا: " هههههه بحاول.. انزين شو سويت في امتحاناتك..؟"
مايد: "ما شي الحال.. وانتي؟"
عليا: "ماشي الحال.. بس تعرف العلمي صعب شوي"
خالد كان طول الوقت يطالعهم وهم يسولفون وحس انهم مب وياه ابد ، عشان جي مد ايده وشرب عصير عليا وهي مب حاسة.. ويلس يلعب بالغيم بوي مال ميود وهو مب حاس.. او مب مهتم.. وكان مستانس اخر وناسة.. ومزنة وسارة اللي كانن يراقبنهم من ورا الباب الزجاجي استغلن الفرصة وين يسلمن على عليا اللي استانست عليهن وايد.. وعلى أدبهن..
عليا: " مزوون شحالج؟؟ .. ما شالله انتي دوم هني؟"
مزنة: "هييه احنا دوم نلعب هني.. كل يوم العصر.."
حست عليا بالغيرة من مزنوه الياهل اللي كل يوم مطيحة هني عند مايد واخوانه وابتسمت لها ابتسامة صفرة وسألت مايد: "منو هالأمورة ؟؟"
مايد (بفخر): " هاي سارونا اختي.. "
مزنة: " ميوود احنا بنسير نلعب بلاي ستيشن في غرفتك.."
اطالعها مايد بنظرة نارية .. كان يعرف انها استغلت الفرصة وتعرف انه ما بيروم يرفض جدام عليا .. بس اللي ما كانت تعرفه انه خبيث اكثر عنها وقال لها وهو يبتسم: " عادي سيروا العبوا..!"
مزنة: "نلعب بأي شريط؟"
مايد: "هييه أي شريط عادي.. سيروا.."
ضحكت سارة ومزنة وركضن بسرعة عشان يلعبن.. ومايد ميود عمره عشان لا يضحك.. وحليلهم ما يدرون انه البلاي ستيشن اختربت امس ومستحيل تشتغل.. والحين يوم بيسيرون يلعبون وبيشوفونها خربانة بيحملهم مايد المسؤولية وما بتهزبه ليلى اذا قال لها انه يبا بيزات عشان يصلحها..
وعقب ما سارو وخذوا خالد وياهم التفت مايد على عليا وقال لها: " تحبين السلاحف؟؟"
عليا: " هيييه.."
وقف مايد وقال لها: "عندنا وايدات .. تعالي اختاري لج وحدة.."
استانست عليا ومشت وراه للحديقة اللي ورا البيت.. مايد كان مستانس انه لقى حد من نفس عمره عشان يرمسه.. وعليا كانت مب أي حد.. يوم شافها قبل عيبته وايد وصح انه ما فكر بها وايد في الاشهر اللي طافن.. بس كانت اتي على باله من فترة لفترة.. والحين يته الفرصة انه يتعرف عليها اكثر.. خصوصا انها تخلت عن قناع الغرور الغبي اللي كانت لابستنه قبل.. وداها مايد عند النافورة اللي كان حاط فيها السلاحف الصينية الصغيرة وعليا يوم شافتهن تخبلت عليهن.. كانن صغار وخضر وعليهن خطوط سود وبرتقالية.. مد مايد ايده في الماي وطلع وحدة منهن. كانت اصغر عن كف ايده.. ويوم عطاها لعليا كانت خلاص بطير من الوناسة.. يمكن هو مب مستوعب هالشي وما يهمه.. بس هالسلحفاة كانت أول شي يعطيها اياه مايد.. أول هدية من حبها الأول اللي ما يدري عنها مول.. وشعورها في هاللحظة ابد ما كان ينوصف..
مايد كان يطالع شعرها ويبتسم.. وسألها بخبث: " انتي صابغة شعرج علايه؟"
عليا يوم سمعته ينطق اسمها تفججت وردت عليه بدلع: " هييه.. "
مايد: " وليش صابغتنه هاللون؟؟"
عليا: " ليش ؟ مب حلو؟؟"
مايد: " بالعكس.. وايد مبين لون عيونج.."
رمشت له عليا بدلع وقالت وهي ترد بشعرها ورا اذنها..: " وشو رايك بعيوني؟؟ حلوة؟؟"
ضحك مايد بتوتر واستغرب من جرأتها.. بس رد عليها بكل لباقة وقال: "شو هالسؤال الغبي؟ أونج عاد ما تعرفين انه عيونج حلوة؟؟"
ضحكت عليا بدلع وكانت بتقول شي بس خربت ليلى عليها وناستها يوم يت تدورها وشافتها ويا مايد.. عليا في هاللحظة كانت عادي تجتلها بس غصبن عنها ابتسمت لها ابتسامة مجاملة.. وسارت لها..
ليلى: " ربيعاتي موزة واختها لطيفة بيوون عقب شوي.. فنانات بتستانسين عليهن "
عليا (بمحاولة يائسة): " بس ربيعاتج مب وايد كبار؟"
ليلى: " لا لا .. لطيفة عمرها 16 سنة.. "
مايد: " انزين لازم تيلس ويا ربيعاتج؟؟ خليها عندي انا.. تراني مونسنها"
ابتسمت له عليا واطالعته ليلى بنظرة وقالت له: " لا ما عليه.. بنستغنى عن خدماتك اليوم أخ مايد.."
انتبهت ليلى للسلحفاة اللي في إيد عليا وقالت: "ميود هاي مب سلحفاتك؟"
مايد: "هييه بس انا عطيتها لعليا.."
اطالعت ليلى عليا بنظرة وردت لها عليا النظرة بابتسامة باردة ..
ليلى (وهي حاسة انه في شي يستوي): " ياللا حبيبتي تعالي بنسير داخل.. "
عطتها عليا نظرة حارقة وصدت صوب مايد وابتسمت له ابتسامة اخيرة ومشت هي وليلى بعيد عن النافورة.. وبعيد عن مايد.. وعليا تحترق وصدق في خاطرها تكفخ ليلى..
.


.
يلست عليا في الصالة تتريا ربيعات ليلى والسلحفاة في ايدها وليلى سارت المطبخ تزهب شي حق اللي بيوون.. تمت عليا تتلفت حواليها بملل وتقول في خاطرها يعني يوم انها ليلى تبا تسير المطبخ ليش خذتني عن مايد؟؟ تنهدت عليا والتفتت صوب باب الحديقة وشافت مايد يبطل الباب بيدش.. وابتسمت على أمل انه ايي وييلس حذالها بس مايد مر جدامها وابتسم لها وسار عنها فوق عند اخوانه يشوفهم شو مخبصين في حجرته..
عليا حست بإحباط فظيع.. وتمت تطالعه وهو ساير فوق بكل برود.. ليش ما سوى لها سالفة؟ توه كان اوكى وياها.. توه كان يسولف ويضحك وياها وكانت عليا هي محور اهتمامه كله.. شو اللي خلاه يتبدل مرة وحدة؟؟
مايد بروحه ما كان يعرف ليش طنشها.. كان يبا يرمسها ويبا ييلس وياها بس يحس انه مصخها.. عشان جي وقبل لا يستوعب.. ابتسم لها وسار عنها.. ويوم دش غرفته كان صج مغيظ من عمره واللي زاده انه شاف مزنة مبطلة البلاي ستيشن من ورا وتحاول تصلحها..
مايد: "إيييييييييييه انتي شو تسوين؟؟"
مزنة يوم شفته فرت البلاي ستيشن وحطت ايدها ورا ظهرها واطالعته ببراءة.. وقالت: "ماشي"
أمل استغلت الفرصة انه اخوها ميود يطالع مزنة وطلعت من الغرفة بهدوء..
مايد سار صوب البلاي ستيشن ولاحظ انها كانت ناوية تكسرها يوم ما رامت تبطلها .. وكان بيذبح مزنة بس تلاحقت بعمرها وركضت برى ويا خالد.. محد تم وياه في الغرفة الا سارة اللي كانت تطالعه بفضول وهي منسدحة على الشبرية.. ومايد عاد هالانسانة ما يروم يغلط عليها ولا حتى يطالعها بنظرة تزعلها.. عشان جي ما حاول يطلع حرته فيها او يبين لها انه معصب..
سارة: "منو البنية اللي تحت؟"
مايد: "هاي بنت خالوتنا.. اسمها عليا.."
سارة: " بنت خالوه صالحة؟؟"
مايد: "لا .. بنت بنتها شروف.."
اقترب منها مايد وحط ايده على مكان الجرح اللي في يبهتها.. هالمنطقة كانت كلها خضرا من اثر الضربة وأول ما يت أصابع مايد عليها غمضت سارة عيونها من الألم.. وسألها مايد: " سارونا ؟؟ "
سارة: "شو؟"
اطالعها مايد بحيرة.. شو بيسألها؟ من يوم ما شافها طايحة في غرفته في الليل وهو حاس بالذنب.. رغم انه هالشي يظايجه بس لازم يعترف انه اخته مب طبيعية.. في شي يخليها ساعات تنكمش على نفسها وتبتعد عن كل اللي حواليها.. رغم صغر سنها بس الحزن اللي في داخلها كبير.. وإذا كان مايد ما يروم يسيطر على هالحزن ساعات فكيف بتكون هي الطفلة؟؟
ردت سارة تسأله بفضول: " شو ميوودي؟"
مايد: "ماشي ماشي.. اطلعي ببدل ثيابي.."
نشت سارة بهدوء وطلعت من الغرفة وصكت الباب وراها وما نست تبتسم لمايد قبل لا تختفي ورا الباب.. ومايد اللي وقف يطالع الباب ثواني ، تنهد وطلع ثيابه من الكبت.. ويوم تسبح وبدل ثيابه واتصل بربيعه عشان يمر عليه ، نزل الصالة وشاف اخوانه اليهال يالسين ع الارض يلعبون وعليا كانت يالسة ع القنفة وحذالها لطيفة.. وللحظة يوم نزل مايد يت عينه في عين لطيفة.. وكمل مايد دربه وطلع برى ولطيفة تمت تطالعه وهي
مب منتبهة لين نبهتها عليا وهي تسألها: "شو تجوفين؟؟"
اطالعتها لطيفة وهي مصدومة.. وقالت: "شو؟؟"
عليا (وهي تطالعها بعصبية): "توج الحين شو كنتي تطالعين؟"
لطيفة: "ها؟ ما ادري.. كنت سرحانة.."
عليا (بنقمة): " اسرحي في أي شي ثاني بس هالشي لاء.."
لطيفة عصبت.. : "انتي شو تقولين؟ شو قصدج؟؟"
عليا: "انتي فاهمة قصدي زين.."
قامت عنها عليا وسارت تلعب ويا اليهال.. هي يلست ويا لطيفة فترة بسيطة بس مول ما عيبتها.. ولا قدرت تتقبل أبدا انه مايد اطالعها وهو نازل من فوق وهي اللي كان يسولف وياها مساعة ما سوى لها سالفة.. شو يعني؟؟ لطفووه احلى عنها مثلا؟؟ ولطيفة كانت صدق مقهورة ومصدومة من عليا.. شو تتحراها بتموت في ولد خالوتها؟ لطيفة كانت صدق سرحانة ومب قصدها تطالعه.. وعقب هالحركة اللي استوت بينها وبين عليا.. نشت وسارت ادور اختها وليلى عشان تيلس وياهم بدل هالارف
موزة كانت يالسة هي وليلى في الحديقة.. الجو كان وايد حلو وموزة كانت متظايجة ومكتئبة وشوي وبتصيح.. وليلى تبا تعرف شو فيها..
ليلى: " موزان حبيبتي خبريني شو فيج؟"
موزة: " ولا شي غناتي بس مجرد تفاهات.."
ليلى: "انزين ابا اعرف تفاهاتج .. ممكن؟"
اطالعتها موزة بنظرة كسرت لها قلبها . وقالت وهي تحس انها خلاص بتموت.. : " مبارك.."
ليلى على طول لوت عليها وموزة انهدت ويلست تصيح من الخاطر.. ويوم حست بعمرها هدت شوي قالت لليلى: " ما في أمل خلاص.. مالت عليه يوم حبيت، حبيت وهم.. "
ليلى: "شو هالرمسة موزوه؟؟ امس كنتي متفائلة وتقولين انج بتسوين المستحيل عشان توصلين له. واليوم تقولين ماشي أمل؟"
موزة: "سمعت ابويه امس يقول لامايه انه مبارك وايد تغير.. وانه صار له شهور ما رمسه ولا يفكر يرمسه.. يعني ابويه خلاص ما يدانيه.. حتى لو تحقق المستحيل وحس بوجودي.. شو الفايدة؟ العلاقة بينه وبين ابويه اختربت.."
ليلى: " فديتج موزوه .. ما ادري شو اقول لج.. "
موزة: " اللي صج قاهرني اني دوم افكر به.. استويت مهووسة بهالانسان.. تدرين اني رسمت له 3 لوحات خلال الشهر اللي طاف؟ ارسم ويهه من ذاكرتي وكل ما اخلص لوحة اقطّعها وارسم غيرها.."
ليلى: "وليش تقطعينهن ان شالله؟؟"
موزة: "يعني تبين ابويه يدش الاستوديو ويشوفها مثلا؟؟"
ليلى: "لا.. بس لا تقطعينهن.. (وابتسمت بشطانة ).. طرشي له اللوحة.."
اطالعتها موزة باندهاش.. : "انتي من صجج؟؟"
ليلى: "هيه طبعا..عيل تتعبين ع الفاضي..؟ خليه يحس انه في حد يفكر فيه وهو نايم في العسل.."
مسحت موزة دموعها بظهر إيدها وقالت: "كيف اطرشهم؟"
يوم بتخلصين اللوحة عطيني اياها بطرشها ويا إشفاق.. بخليه يعطيها حق البواب . والبواب بيوصلها للسكرتيرة.. شو رايج؟"
موزة: "لا لا ليلوه بتتوهقين.. تخيلي إشفاق سار وخبر عمج؟"
ليلى: "لا تحاتين.. ما بيخبر.. أعرفه دريولنا كتوم.."
ابتسمت لها موزة وفي هاللحظة يت لطيفة وانتهى الحديث في هالموضوع بين الصديقتين..
.
.



.
.
في المستشفى عقب ما روحت صالحة وبنتها.. كان عبدالله شال بنته شمسة .. خلاص ادمن عليها هالياهل ما يروم يفارق المستشفى اكثر من ساعة.. ولا يروم يركز في شغله .. كان وده يتم في المستشفى وياها وويا ياسمين اربعة وعشرين ساعة .. ومن كثر ما هو مستانس ع الياهل ، ماانتبه عبدالله انه ياسمين كانت متظايجة وسرحانة.. وعاقدة حياتها وتطالع الفراغ اللي جدامها.. كانت تفكر بأشيا وايدة. .بقرارات لازم تتخذها .. وبشغلات لازم تتأكد منها.. تحس انه حياتها تغيرت اليوم.. وانها لازم تتصرف بمسئولية وهالشي ما تروم تسويه.. ما تتخيل عمرها اتم مرتبطة عمر كله بياهل.. هالبنية بتكبر.. كل غلطة بتغلطها وكل فعل يصدر عنها ياسمين هي اللي بتكون المسئولة عنه.. تنهدت ياسمين بظيج وسألت عبدالله : "انته وين كنت امس؟"
عبدالله: "أمس؟؟"
ياسمين: "هييه.. يوم خليتني بروحي في البيت الساعة وحدة.. وين سرت؟"
عبدالله تلخبط.. ما توقع تسأله هالسؤال .. بس الجذبة كانت جاهزة عنده ورد عليها بدون ما يحط عينه في عينها: " كنت متظايج وطلعت اشم هوا.."
ياسمين: "الساعة وحدة ؟؟"
عبدالله: " هييه كنت وايد ظايج.."
ياسمين: "بس انته عمرك ما سويتها من قبل.."
عبدالله: " هييه اول مرة اتظايج جي.. ليش غناتي وين تتحريني سرت؟"
ياسمين: " لا ما حطيت في بالي شي.. بس المفروض ما كنت تودرني بروحي.."
عبدالله: "آسف غناتي.. تدرين اني مب متعمد اسوي هالشي .."
ياسمين (وهي بالها مب عنده): " هممممم..."
رد عبدالله يرمس بنته وياسمين ردت تفكر شو ناوية تسوي.. وقررت عقب ما يروح عبدالله تتصل بأبوها وتتفاهم وياه.. بس من باب الاحتياط قالت لعبدالله: "عبادي؟؟"
عبدالله: " عيونه.."
ابتسمت له ياسمين ابتسامة تذبح وقالت له: " تسلم لي عيونك حبيبي.. ابا منك شي.. بس لا تردني.."
عبدالله: "ادللي حبيبتي.. انتي لو تطلبين القمر ما يغلا عليج.."
ياسمين: " مع اني استاهل القمر.. بس بعد ما تهون عليه وما ابا اكلف عليك.."
عبدالله: " ههههههه.. شو حبيبتي؟ شو اللي في خاطرج؟"
ياسمين (بحذر): " الفيلا.. "
عبدالله: " بلاها ؟"
ياسمين: "أباها حقي.. اباك تكتبها باسمي.."
عبدالله: " أي فيلا تقصدين؟؟"
ياسمين: "الفيلا اليديدة.. و.. فيلا جميرا بعد.."
ابتسم لها عبدالله وهو عاقد حياته.. وسألها: "ليش حبيبتي.. بإسمي او بإسمج شو تفرق يعني؟"
ياسمين: "لا .. تفرق.. ابا احس بغلاتي عندك.. وانته بروحك قلت .. لو ابا القمر ما يغلى عليه.."
عبدالله: " خلاص غناتي ما طلبتي.. بكتب الفيلا باسمج.. ليش لاء؟ كل شي يهون لعيون ام شمسة.."
ياسمين: "باجر..ابا اوراق الملكية تكون عندي باجر."
عبدالله: "بس فديتج الاوراق يبالها كم يوم لين ما تخلص.."
رفعت ياسمين حاجبها اليمين واطالعته باستخفاف وقالت: " إنته عبدالله بن خليفة.. واعتقد انه اللي يخلصونه باجي الناس اسبوع تخلصه انته في يوم.. ولا شو رايك؟"
عبدالله: " ولا يهمج حبيبتي باجر بحاول اخلص الاوراق.. "
ابتسمت ياسمين ابتسامة عريضة واقتربت منه وباسته على خشمه.. مهما كان القرار اللي بتتخذه الحين ظمنت مستقبلها.. وعقب بتتصل لأبوها وبتبشره.
.
.
طلع عبدالله من عند ياسمين وسار المقهى عشان ييلس ويا سهيل اللي كان يترياه هناك.. ويوم دش المقهى التفت بشكل تلقائي وهو يدور مبارك، وما لقاه.. استوى لهم شهور وهم كل يوم يتلاقون هني في المقهى بس ولا واحد فيهم يرمس الثاني.. وهالشي يحز في خاطر عبدالله اللي اكثر من مرة حاول انه يسلم على مبارك بس كبريائه يمنعه من هالشي... مشى عبدالله صوب سهيل وسلم عليه ويلس وياه.. وعقب ما تخبره عن احواله ..
عبدالله: " سهيل اباك تخلص لي شوية أوراق باجر في المحكمة.."
سهيل: " أوراق شو؟؟"
عبدالله: " أباك تحول ملكية فيلا جميرا والفيلا اليديدة من اسمي لاسم مرتي.."
سهيل بطل عيونه على اخرهن من الصدمة وقال له: "ليش عاد؟"
عبدالله: " انا ابا اهديها الفلتين.. "
سهيل: " يا عبدالله يا خوي ادري انك مستانس عشان الياهل .. بس هالهدية وايد عودة.. وانته مب ظامن باجر شو بيستوي.."
عبدالله: " ان شالله ما بيستوي الا الخير.. ليش انته جي متشائم؟"
سهيل: " مب تشاؤم .. بس الواحد يكون حذر.. انزين ليش ما تكتبهن باسم بنتك؟ "
عبدالله: " هممم.. ليش لاء..؟ اكتب فيلا جميرا باسم مرتي والفيلا اليديدة باسم شمسة.. خلاص؟"
سهيل: "خلاص .. متى تباهن؟"
عبدالله: "زهبهن باجر اذا تروم.."
سهيل: "خلاص تم.. "
عبدالله: " مبارك محد اليوم؟"
سهيل: " مب بس اليوم.. استوى لي يومين ما اشوفه هني.."
عبدالله: " ما تعرف شي عن مشاريعه الحالية؟"
سهيل: "امبلى شفته مرة في البلدية وسألته.. المنتجع اللي بيسوونه في دبا ماخذ كل وقته.. شركته ما تاخذ أي مشاريع يديدة حالياً.."
عبدالله: "خلاص هاي فرصتنا.. بخبر روان تشوف لي شو المناقصات اليديدة والزباين تراهم ما بيتريون مبارك لين يخلص مشروعه.. الناس بعد تبا تمشي شغلها.."
سهيل: " صح هذا اللي كنت ابا اقول لك اياه.. شد حيلك الحين والشركة بترد شرات اول واحسن بعد ان شالله.."
عبدالله: "ان شالله.. "
ياب لهم الهندي اللي يشتغل في المقهى طلباتهم ويلسو هم الاثنين ياكلون ويسولفون عن الشركة وشو ناوين يسوون عشان يردونها شرات قبل.. ومرت الساعات وهم يسولفون
.
.




.
.
الساعة عشر فليل وعقب ما رقدوا اخوانها كلهم .. شلت ليلى لاب توبها ويلست في الصالة عشان تسلي عمرها شوي لأنه مب ياينها رقاد.. كانت وايد مفتقدة وجود محمد في البيت.. كانت دوم تيلس وياه عقب ما الكل يرقد ويسولفون.. بس الحين لازم تتقبل انه له حياته الخاصة وانه حتى يوم بيرد من شهر العسل بينشغل عنها.. اللي كان صج مريحنها انه مريم انسانة رائعة وانها مستحيل تحاول تقنع محمد يسكنها في بيت بروحها.. ويطلع عن هله.. ليلى عرفت مريم خلال شهور الخطوبة القصيرة.. وفي هالفترة وايد حبتها.. شافت فيها بنية خجولة وطيبة لأبعد الحدود.. وفي نفس الوقت شيطانة وحبوبة.. وفي فترة قصيرة جدا صارو هم الثنتين شرات الخوات.. وليلى تتريا اليوم اللي بيردون فيه من السفر بفارغ الصبر..
ابتسمت ليلى وهي تفكر بهالشي ودشت النت.. محد كان اون لاين عنده في اللست فقررت ادش موقعها وتيلس تعدل فيه شوي.. كانت تفكر تغير الديزاين مال الموقع وتسويه ابيض بدال اللون الاسود الكئيب.. وبينما هي تجلب بين الصفحات.. يت عينها على صورة وايد حبتها.. صورة أحمد وهو واقف في يالس في البيازا في إيطاليا.. مررت ليلى إيدها على الصورة بحنان.. وتمت تفكر يا ترى شو استوى له؟ وشو اخباره الحين؟؟ كانت مفتقدة هالاحساس اللي حست به هذاك اليوم.. الاحساس بالحرية وهي تتمشى في البيازا والاحساس بالسعادة والحب اللي طغى على مشاعرها.. تذكرت احمد وعيونه الحلوة.. وتذكرت إعجابها به.. وفي داخلها تمنت انه يكون بخير.. وانه احواله تكون تحسنت وايد..
عقب ما بندت الموقع .. بطلت ليلى إيميلها.. ومن بين الرسايل كانت رسالة غريبة.. من وحدة اسمها فايزة عبدالله.. بطلتها ليلى وقرتها..
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت ليلى.. بعد النجاح الباهر اللي حققه معرضج ونظرا لإعجابي الشديد بالصور المعروضة في موقعج.. حبيت اعرض عليج تساعديني في مشروعي اللي بسويه.. أنا صحفية اشتغل في جريدة الاتحاد وأريد اكتب عن المناطق الاثرية في إمارة بوظبي ومدينة العين.. ومحتاجة لمصور محترف.. وأسلوبج في التصوير رائع .. إذا ما كان عندج مانع اتمنى تكونين مصورتي في هالمشروع.. وطبعا الجريدة بتدفع لج لقاء اتعابج..
اتمنى ما ترفضين وتردين عليه
تحياتي لج
فايزة"
قرت ليلى الرسالة مرة ومرتين وثلاث.. كانت مب مصدقة!!.. ها الرسالة هي أول عرض عمل يوصلها.. وإذا انجزته عدل ممكن تحصل عروض ثانية.. بسرعة ردت عليها وقالت لها انها بتشاور الأهل وبتخبرها بس هي موافقة مبدئيا.. وعقب ما طرشت الرسالة بندت اللاب توب وسارت فوق عشان ترقد..
.
.
.
.
في اليوم اللي عقبه كان عبدالله مشغول في الشركة مع انه وده يسير يشوف ياسمين.. بس أمها كانت وياها وهو ما يرتاح لها... وسار الشركة ويلس يخلص اشغاله على امل انه يسير لها الظهر يشوفها..
باجر بترد ياسمين البيت وعبدالله يبا يفاجئها.. يبا يحسسها انه صدق ندمان على اللي سواه يوم ودرها بروحها في الليل.. وضغط ع الجهاز اللي على مكتبه ونادى روان.. ويوم يته المكتب قال لها: " روان اباج ادورين لي مهندس ديكور شاطر.. وتخلينه يتصل فيني.."
روان: "ان شالله استاذ عبدالله.. "
طلعت روان ويلس عبدالله يفكر باللي بيسويه ويبتسم.. بيعدل لها غرفتها في البيت عشان يوم ترد تتفاجئ.. بيغير الاثاث والديكور كله وبيترس لها اياها ورد جوري.. يباها يوم ترد البيت ينور ويهها من الوناسة.. خلاص من اليوم وطالع ايامها كلها بتكون وناسة وبس..
.
.
نهاية الجزء الثالث والعشرون

غرربه
02-05-2013, 05:26 PM
لجزء الرابع والعشرون


كانت الأمواج تعانق رمال الشاطئ بكل حب.. ومنظرها من الطيارة رسم البسمة على ملامح فاطمة الجميلة.. كانت يالسة على الكرسي تطالع البحر تحتها وتحس بسعادة غريبة تتغلغل في داخلها.. أفكارها خذتها للأسبوع اللي بتقضيه هني في دبي.. المؤتمر هي ما تحاتيه بالمرة، لأنه الورقة اللي بتعرضها عليهم كتبتها وراجعتها مرتين.. ومتأكدة انها بتعجبهم.. اللي كانت تحاتيه هو السبب الحقيقي اللي خلاها ترد الإمارات.. كانت تحاتي عبدالله.. شو بيكون موقفه منها إذا عرف انها ردت؟ بيستانس؟ بيحاول انه يشوفها؟ ولا بيتظايج؟ يا ترى طرت على باله في الأشهر اللي طافت ولا نساها تماما وبينصدم من اتصالها به.. هذا إذا فكرت تتصل..
ردت فاطمة بشعرها ورا اذنها.. كانت هالمرة لابسة شيلة وعباة.. تعودت خلاص كل ما ترد قطر او تسافر الإمارات انها تلبسهم.. وهالمرة اذا شافت عبدالله بتكون أول مرة يشوفها بالشيلة والعباة.. يا ترى شو بيقول أول ما يشوفها؟
" Madam, we're going to land in a few minutes. Please don't forget to fasten your seat belt."
طلعتها هالجملة اللي قالتها المظيفة من دوامة أفكارها وابتسمت لها فاطمة وهي تنفذ تعليماتها، وفي اللحظة اللي نزلت فيها الطيارة في مطار دبي الدولي.. حست فاطمة بالدم يندفع بقوة في عروقها.. وتنفست بعمق ولبست نظارتها ونزلت شنطتها من فوق وطلعت من الطيارة..
مشت فاطمة في المطار بثقة وبسرعة، تخلص إجرائاتها وتاخذ شنطها وبالها مشغول ... بنتها إيمان بتي هي وريلها عشان يستقبلونها وعشان جي عقب ما استلمت شنطها , تلفتت وهي ادورهم بين الحشود الكبيرة المتجمعة عند البوابة , وابتسمت بسعادة بالغة يوم شافت إيمان تأشر عليها من بعيد وريلها يتجدم عشان يدل الحمال على مكان السيارة ...
كانت فاطمة شوي وبتركض عشان تحضن بنتها الغالية والوحيدة , صارلها سنة ماشافتها وكانت صدق متولهة عليها وإيمان من كثر وناستها كانت تصيح ...
لوت فاطمة على بنتها بقوة وقالت لها : " يابعد عمري يا إيمان.. والله كنت بموت من الوله عليج " .
إيمان : " اسمحيلي فديتج .. أنا اللي وايد مقصرة وياج "
ابتعدت عنها فاطمة وطالعتها بحنان وهي ترد عليها : " أدري إنه لو هالشي بإيدج ما بتفارقيني ولو ثانية ... بس إنتي مشغولة وعندج ريلج وعيالج "
إيمان : " عيالي من أمس ما رقدوا.. يبون يسلمون عليج أول ما توصلين.. و الحين يتريونج في البيت "
فاطمة : " بعد عمري والله "
في هااللحظة اقترب منهم خليفة ريل إيمان وسلم على عمته وراحوا هم الثلاثة السيارة عشان يروحون البيت .
وفي الطريج كانت فاطمة وبنتها يسولفن ...
إيمان : " أحمد ولد خالتي أمينة شحاله ألحين ؟ "
فاطمة : " قبل يومين متصلة بنوال .. وخبرتني إنه العملية الحمدلله نجحت وأحمد رد يشوف شرات قبل "
أيمان (وهي تحط إيدها على قلبها من الوناسة): " الحمدلله!! أكيد لموي بتستانس الحين"
فاطمة: " إيه أكيد.. عرسهم تأجل فترة طويلة وايد والحين أخيرا بيقدرون يحددون موعد يديد."
خليفة: " ها عمتي.. متى المؤتمر؟"
فاطمة: " عقب باجر.. "
خليفة: " عاد مب من يخلص المؤتمر تروحين.. لا هالمرة نحن بنحبسج هني شهر.."
فاطمة: "ههههههههه.. شهر عاد؟؟ نسيت انه ورايه جامعة وامتحانات منتصف؟؟ "
إيمان: " بس امي نحن مول ما نشوفج.. إلا في المجلات والتلفزيون.. يعني ما تولهتي علينا؟؟"
فاطمة: " امبلى أكيد تولهت عليكم.. والله انكم دوم على بالي وافكر متى أي ازوركم.. بس أشغالي والتزاماتي ما اقدر اتهرب منهن.."
مدت إيمان شفايفها شرات اليهال يوم يزعلون وابتسمت لها فاطمة وباستها على خدها .. وتموا طول الدرب يسولفون لها عن عيالهم وعن التغيرات اللي استوت في حياتهم وفاطمة تبتسم لهم وتسمع اللي يقولونه .. وجزء من تفكيرها كان غصب ياخذها لبعيد.. للعين.. وبالتحديد لعبدالله بن خليفة.. الرجل المثالي اللي غزا افكارها واستعمر قلبها
.
.
في بيت أحمد بن خليفة كان الجو هادي، الساعة الحين 10 الصبح واليهال بعدهم راقدين.. أم أحمد في المستشفى عند ياسمين وسارة وأمل اللي كانن سهرانات أمس على سبيس تون للساعة 12 بعدهن ما نشن من الرقاد.. مايد هو الوحيد اللي كان واعي وواقف في المطبخ يقلي جبن حلوم في شوية زبدة ويسوي له جاهي حليب.. لأنه اليوم البشاكير ماخذات إجازة .. مايد كان مب قادر يرقد أكثر عن جذي مع انه امس كان راقد متأخر بس اليوم يحس بالنشاط.. يمكن لأنه بيسير دبي عند مترف وهو كان يتريا هاليوم من بداية الأسبوع..
شل مايد ريوقه البسيط وطلع يتريق في الصالة، وتفاجئ بليلى اللي كانت يالسة ع القنفة وخالد راقد في حظنها وهي تمسح على شعره.. ابتسم لها مايد وهو يحط ريوقه على الطاولة الصغيرة اللي جدامها وقال لها: " صباح الخير"
ليلى (بتعب): " صباح النور"
مايد: "من متى انتي هني؟ ما انتبهت لج وانا ساير المطبخ."
ليلى: " أنا يالسة هني من أمس.. بعدني ما رقدت.. خالد فديته أسنانه تعوره وطول الليل أنا وياه هني.."
اطالع مايد اخوه اللي كان راقد وقال بحنان: " وحليله خلود.. انزين هو الحين راقد.. سيري ريحي اشوي."
ليلى: "هيه بس ما اروم اشله والله تعبانة.."
مايد: "أنا بشله عنج.."
وقف مايد وشل اخوه الصغير ووداه فوق وليلى تتبعه.. وقبل لا يوصل غرفتها سألته: " متى بتسير دبي؟"
مايد: "الساعة 12 جي.."
ليلى: "لا تتأخر هناك أوكى؟"
مايد: "إن شاء الله ما بتأخر.. أقول ليلوه عادي أشل ساروه وأمولة ويايه؟ "
ليلى: "ليش؟ خلهم هني أحسن.. ما بتاخذ راحتك."
مايد: " قولي انج ما تأمنين عليهم ويايه.."
ليلى (وهي تبتسم له وتحط إيدها على خده): "لا والله حبيبي مب جي قصدي.. بس أنا أباك تستانس هناك.."
مايد: "بستانس يوم بشوف هالثنتين مستانسات.. حرام والله من خمسة أشهر ما طلعتوهم من العين.."
ليلى: "خلاص ميودي اللي تشوفه.. بس دير بالك عليهم.."
مايد (وهو يبتسم ابتسامة عريضة): "أكيد أكيد.."
دش مايد غرفة اخته ليلى ونزل خالد على الشبرية ويلست ليلى حذاله تراقبه وهو راقد وتلحفه عدل.. أما مايد فتنهد بملل وطلع من الغرفة.. شو بيسوي للساعة 12؟ بيتم يالس بروحه؟ طبعا لاء.. بيسير يوعي هالدباديب الصغار ساروه وأموله.. عشان يتلبسن وما يأخرنه..
دش عليهن الغرفة وما لقاهن فوق شباريهن.. ويوم تجدم شافهن يالسات تحت على الأرض في الفراغ اللي بين الشبريتين .. كل وحدة حاطة مخدتها تحتها وتسولف للثانية.. ويوم شافن مايد داش عليهن ابتسمن له وأموله سوت له مكان عشان ييلس حذالها..
مايد: "متى نشيتن؟؟ أنا كنت ياي أوعيكن.."
سارة: "احنا نشينا من ساعة .. بس ما نزلنا تحت.."
مايد: "إنزين اذا بتسيرن ويايه دبي تلبسن بسرعة.."
أمولة بطلت عيونها ع الاخر وقالت بصوت عالي وهي تنط على مايد: "صدق؟؟ صدق؟؟ بتاخذنا وياك؟"
مايد: "هييه.. شو أسوي؟ ابتليت بكن.."
أول ما نطق مايد بهالجملة نشت أمل تركض صوب الكبت وسارة وراها.. ويلسن يفتشن بين ثيابهن على شي حلو يلبسنه.. وعقب ثواني دشت ليلى الغرفة ويلست تساعدهن.. وطلع مايد عنهن وهو يبتسم بسعادة.. وسار غرفته يتلبس وهو ناسي تماما الريوق اللي خلاه تحت في الصالة..
.
.

.
في بيت سهيل المحامي، كانت موزة واقفة في الاستوديو جدام اللوحة البيضة اللي بعدها ما ابتدت ترسم فيها ولا خط واحد.. شعرها اللي لامتنه فوق راسها كان طايح على شكل خصلات مبعثرة حول ويهها.. وعلى كتفها.. وثيابها الفضفاضة المليئة بالألوان كانت تحمل بقعة يديدة من مجموعة الفرش اللي كانت تنظفهن توها.. كل شي كان طبيعي وهالنهار من بدايته هادي وهي كانت بتبدا بلوحتها اليديدة الحين.. بس الغضب اللي كانت تحس به في داخلها كان كبير.. براكين من الغضب كانت تتفجر في صدرها وجزء بسيط من هالبراكين استقر على شكل دواوير حمر في خدودها..
من يوم نشت من الرقاد وهي تحس انها مب متحملة احد.. وما فكرت تتريق أو تكلم امها واختها اللي كانو في الصالة ، على طول نشت ولبست ثيابها وراحت الأستوديو وقفلت على عمرها الباب.. كانت تبا اتم روحها.. هي وهالفراغ الأبيض اللي جدامها..
وفي لحظة غضب فظيعة فرت موزة الفرشاة اللي في يدها على الcanvas بقوة ويلست على الكرسي الخشبي اللي في الزاوية وطلعت موبايلها من جيب البنطلون وطرشت مسج لليلى: " ليلوتي انتي واعية؟"
وتمت تتريا يوصلها الرد وهي تطالع اللوحات المكدسة في الاستوديو.. تبا توصل للسبب اللي مخلنها متنرفزة لهالدرجة بس ما تعرف بالضبط شو هالسبب..
وصلها الرد بسرعة ، كانت ليلى كاتبة لها: "هيه واعية.. شو أخبارج غناتي؟"
ردت عليها موزة: " مب بخير.. متنرفزة.. ولايعة جبدي من عمري.. وأبا اجتل حد"
أول ما استلمت ليلى هالرسالة اتصلت لربيعتها موزة ويوم ردت عليها سألتها: " شو فيج غناتي؟"
موزة: "ما اعرف.. نشيت من الرقاد وأنا مزاجي معتفس.. المهم انتي شحالج؟"
ليلى: "أنا بخير.. بقول لج شو استوى لي امس.."
موزة: " شو استوى؟"
خبرتها ليلى عن عرض الشغل اللي ياها أمس في الايميل واستانست لها موزة من خاطرها بس بعدها كانت حاسة بظيج وتمت ساكتة دقايق وليلى خاطرها تعرف شو فيها..
ليلى: " يعني ما بتقولين شو فيج؟"
موزة: "ليلى تذكرين رمستنا أمس؟ يوم قلتي لي أطرش اللوحات لمبارك؟"
ليلى: "هيه أذكر.. الحين انتي متظايجة عشان هالشي.؟ خلاص لا تسوينه.."
موزة: "مب جي.. بس.. ليلى أنا شو اللي يالسة أسويه ؟"
ليلى: " شو حبيبتي؟"
موزة: "أنا يالسة اركض وراه ركض.. ليلووه. استويت انسانة ثانية بسبة هالهوس اللي اسمه مبارك.. استويت انسانة تستحق الشفقة.. حتى انتي ليلوه.. حتى انتي تشفقين عليه.."
ليلى: "موزوه انتي شو تقولين؟؟"
موزة:" لا تنكرين هالشي.. أمس عرضتي عليه اسوي شي يتنافى تماما مع مبادئج.. غناتي انتي يوم قلتي لي اطرش له اللوحة كنتي مقتنعة بهالشي..؟؟"
ليلى سكتت ..
موزة: "طبعا مب مقتنعة.. بس قلتي هالشي عشان ما رمتي تشوفين دموعي.. لأني أنا.. موزة.. وصلت لحالة تخليني أصيح وأتعذب بسبة ريال مب حاس فيني بالمرة.."
ليلى (بحزن): " موزووه.."
موزة كانت تصيح.. وعقب ما تمالكت نفسها شوي قالت: "شوفي لي حل..!! مب انتي ربيعتي؟؟ ليلوه لا تخليني جي بليييز شوفي لي حل!!"
ليلى: "أنا آسفة موزوه.. ها كله بسبتي أنا.. أنا اللي.."
قاطعتها موزة: "لا لا .. انتي مالج ذنب.. ليلى لا تلومين نفسج.. بلييز"
ليلى: "انزين شو رايج نطلع؟؟ يمكن تحسين انج احسن شوي.."
ابتسمت موزة: "أوكى.. وين بنسير؟"
ليلى: "بنسير العين مول.. أو أي مكان تبينه.. بس بناخذ ويانا خالد لأنه محد في البيت عنده.."
موزة: "خلاص خليني اخبر امايه وارد عليج.. "
ليلى: "أترياج.."
بندت موزة وطلعت من الاستوديو وهي بعدها حاسة بظيج.. فعلا ليلى مالها ذنب.. ليلى كانت بس تبا تخفف عنها.. وما يخصها بهالاحساس الفظيع اللي تحس به موزة في هاللحظة.. الاستوديو.. المكان الوحيد اللي كانت ترتاح فيه صار يظايجها.. صارت تحس انه جزء من مبارك.. كل زاوية وكل ركن فيه مسكون بشبح مبارك.. لوحاتها اللي رسمتها وهي تفكر فيه.. واللي كل لون فيها يعكس جزء من عاطفتها له..اللوحتين اللي ما انباعو في المعرض.. المعرض اللي شافت فيه مبارك.. واللي صدق كان يسكن خيالها ويظايجها اكثر من الكل كانت ذكرى نظرة لاقتها منه في الحديقة.. وخلتها لليوم تتصرف بجنون.. جنون قررت انه ما يستمر اكثر من جذي..
.


.


.
.
"ليش؟؟ ياسمين انتي تخبلتي؟؟"
نهلة كانت تطالع ياسمين بنظرات مصدومة وتحاول ماترفع صوتها اكثر من جذي عشان ما يسمعنها أم احمد وام ياسمين اللي كانن يالسات في طرف الغرفة يسولفن بروحهن.. نهلة يت اليوم من دبي عشان تزور ربيعتها ياسمين والحين يوم يلست تسولف وياها وخبرتها ياسمين بقرارها حست انها شوي وبتذبحها..
ياسمين (وهي تطالع ام احمد بطرف عينها): "وطي صوتج. .انتي تبين تخربين كل شي؟؟"
نهلة: "بس حرام اللي تسوينه.. حرام تحرمين الريال من بنته عقب ما اترياها طول هالسنين.. شو استوى لج اذكر انج كنتي تموتين فيه.."
تنهدت ياسمين واطالعت شمسة اللي كانت في حظن ام احمد.. وردت تطالع نهلة وقالت لها: " بردت مشاعري.. ما اعتقد انه هذا ذنب يجبرني اتحمل عبدالله عمر بحاله.."
نهلة: "ياسمين حبيبتي لا تستعيلين.. طبيعي اللي تربي تكون مشاعرها متلخبطة شوي.. اصبري شوي وفكري زين.."
ياسمين: "أنا افكر بهالشي من شهور الحين.. ومتأكدة منه.. انتي شعليج ريلج توه صغير والعمر كله جدامه.. وبتعيشين وياه احلى ايام عمرج.. مب شراتي انا اللي اندفنت هني ويا واحد شيبة..."
نهلة: "انتي اللي دفنتي عمرج.. لا تنسين هالشي .. انتي مب ياهل.. لمرة وحدة في حياتج تحملي مسئولية قراراتج اللي تتخذينها.."
ياسمين: " ومنو قال لج اني ما بتحمل هالشي؟؟ مب كافي اني بطلق منه وبعيش عمري كله ويا بنته؟؟"
نهلة: " انتي مب صاحية.. محد جابرنج على هالشي.. شوفي ريلج شكثر يحبج.. وترى هاي مب بس بنته هو.. هاي بنتج.. نسيتي؟؟"
ياسمين: " أفففف. .ما نسيت.. بس نهولة افهميني.. "
اطالعتها ياسمين بيأس وردت تطالع ام احمد والياهل اللي في حظنها.. : " ما ابا اظيع عمري جذي.. أنا بعدني صغيرة يا نهلة.. جدامي عمر بحاله استانس فيه.. واحقق فيه شي .. أنا برد اكمل دراستي .."
قاطعتها نهلة: "عبدالله ما بيمنعج.."
ياسمين (بنبرة حادة ): "وانتي شدراج؟؟ ما أبا اعيش وياه خلاص ما احبه.. أكرهه.. تفهمين؟؟ أكرهه"
رصت نهلة على ايد ربيعتها وهي مب عارفة كيف تفهمها أو تقنعها: "ياسمين انا ما اباج تتلعوزين.."
ياسمين: "لا تحاتين.. أنا مخططة لكل شي.. وأبويه بيوقف ويايه للنهاية.."
سكتت نهلة يوم سمعتها تطري ابوها.. ما دام ابوها موافق على هالشي ليش تدخل هي .. خلاص كيفها تسوي اللي تباه.. بس حست بالشفقة على عبدالله .. صدق ما يستاهل اللي بيستوي له.. حظه خلاه يرتبط بوحدة ياهل .. تنهدت نهلة يوم اقتربت منهم أم احمد واجبرت عمرها تبتسم لها وهي تغير الموضوع..
.
.
في نيويورك، وبرى المبنى اللي فيه عيادة الدكتور المختص، كانت مريم تحاول قد ما تقدر تقاوم دموعها وهي تمشي بسرعة باتجاه المحطة.. ومحمد كان يحاول يلحقها بخطواته الواسعة وفي النهاية قبضها من إيدها وخلاها تواجهه غصب..
محمد: "مريامي شو ياج؟ انتي المفروض تفرحين وتحمدين ربج.. "
مريم كانت تطالع إيدها .. ويوم رمست نزلت دموعها غصب..: " الحمدلله .. الحمدلله على كل حال.. بس.."
محمد: "الدكتور قال لج انج مب محتاجة العملية.. وانه هالنوبات بتروح إذا اتبعتي علاجه.. الحين شو اللي يزعل في هالرمسة؟؟"
مريم: " مب هذا اللي زعلني.. "
محمد: " شو عيل؟"
اطالعته مريم بعصبية: "محمد لا تسوي روحك ما تعرف..!!"
محمد: " اوكى.. أعرف.. عشان قال لج ما ترومين تحملي ن؟ عادي انا ما ظايجني هالشي.."
ردت مريم على ورا وهي تطالعه بنظرة حادة: "لا تقص عليه.. أنا مب غبية.. ما في ريال في الدنيا ما يتمنى يكون عنده ياهل.."
محمد: " ومنو قال لج اني ما ابا يهال.. ؟؟ يمكن الدكتور قصده انه في فترة العلاج ما ترومين تحملين.. بس عقب ما تتعالجين ما اعتقد انه في شي بيمنعج.."
مريم: " انته وايد متفائل.."
ابتسم لها محمد: "وليش ما أتفاءل؟؟ كل شي حواليه يخليني غصب اتفاءل.. مرتي احلى انسانة شفتها في حياتي (غمز لها وابتسمت مريم).. والدكتور اليوم عطاني امل يديد في الحياة.. وريحني من شي كان صج مظايجني.. وما تبيني اتفاءل؟؟ انتي اللي ليش جي متشائمة.."
مريم:" أبا اسعدك.. بس .. هذا اللي اباه.. أبا حياتنا تكون مثالية.. انته تستاهل هالشي و أكثر.."
محمد: "يا غناتي انا مستانس وياج.. والله عمري ما حسيت بهالسعادة اللي انا احس بها الحين.. مجرد وجودج ويايه يكفيني.. "
سكتت مريم ومشت حذاله وهي تطالع الأرض المرصوفة اللي تمشي عليها.. ومحمد كان يطالعها بقلق.. ما ينكر انه حز في خاطره هالشي.. انه مرته ما تروم تييب له عيال.. بس بعد اللي ما يبا يظايجها ويزيد حزنها.. والله بيعوضه ان شالله
.
.



.
.
مايد وخواته وصلوا دبي الساعة وحدة الظهر والتقوا ويا مترف في السيتي ، وعقب ما لفوا السيتي بكبره ولعبوا في ماجيك بلانيت شوي، يلسوا هم الاربعة يتغدون في هارديز الساعة أربع العصر.. سارونا وأمولة كانن صدق مستانسات.. من زمان محد طلعهن هالطلعة الحلوة.. ليلى استوت ما تحب تطلع من البيت ومحمد وعمهم عبدالله دوم مشغولين.. بس اليوم مايد ما قصر وياهن وكانت عيونهن تلمع من السعادة وهن ياكلن ويطالعن الناس اللي يمرون حواليهم..
مترف بعد كان وايد مستانس انه مايد ياب خواته وياه.. بما انه ما عنده خوات اصغر عنه، كان يعتبر هالثنتين شرات خواته.. وكان يحبهن وايد، بالذات سارونا.. يحس انه بينه وبينها ارتباط غريب.. وبمجرد ما يشوفها يحس انه يبا يعطيها الدنيا بكبرها بس عشان يشوفها تبتسم.. كان يطالعها وهو يرمس مايد وفي هاللحظة التفتت له وابتسمت ابتسامة سريعة، وردت تطالع الناس اللي يمرون جدامهم.. بس هالابتسامة السريعة خلته يحس بنهر جارف من مشاعر الفرح تندفع في داخله.. وقال لمايد: " ما يستوي اتمون لباجر؟؟"
مايد: " لا ما يستوي.. لو كنت ياي بروحي بدبّر هالشي.. بس بما انه هالثنتين ويايه ما اروم"
مترف: " أهاا.. بس بعد زين يوم يبتهن وياك والله وايد تولهت عليهن.."
ابتسم له مايد ويلس يكمل الهمبرغر اللي في إيده..
مترف: " أووه نسيت اخبرك.. "
مايد: "شو؟"
مترف: " بشتغل مذيع في قناة دبي.."
مايد: "لا والله؟؟"
مترف (بابتسامة عريضة): "هيييييه.. بيجربوني في فترة المهرجان وإذا عيبتهم بتم وياهم.."
مايد: " شي طيب مبروك..!"
مترف: "الله يبارك فيك.. هاا؟ ما تبا تشتغل ويايه؟"
مايد: "أنا ؟؟ لا لا لا.. ما احب هالسوالف.. خلني في المدرسة أبرك لي..."
مترف: "أفاا.. أنا كنت متأكد انك بتوافق .."
مايد: " أولا هالشغل بيربطني بدبي وانا ما اروم اعيش برى العين.. وثانيا المعجبات بيصطفن جدامي وانته تعرفني انا ريال ماشي سيدة وما تعيبني هالحركات.."
مترف:" هههههههه هييه صح.."
أمولة (اللي كانت تسمعهم وهي ساكتة): "أنا بشتغل مذيعة..!!"
مترف: "فدييت روحج تبين تشتغلين مذيعة؟؟"
أمل: "هييه أبا.."
مايد: " على كيفج هو؟؟ "
مترف: "ليش يعني؟ تراها ياهل ما فيها شي.."
مايد: "هي جي من دون شي مب فالحة في دراستها.. بعد نشغلها في التلفزيون؟"
مترف: " صدق ميود إذا طلبوا مذيعة صغيرة بخبرك.. ولا تحرمونها من هالفرصة.."
مايد: "ممم يصير خير.. بس لا ادخل هالافكار في راسها تراها بتحشرني في البيت انته ما تعرفها هاي.."
اطالعته امل باحتقار ومايد رد لها النظرة..
مترف:" ههههههه وحليلها امولة.. والله انها عسل.."
اطالع مايد سارونا عشان يعرف ردة فعلها على هالموضوع وشافها تطالع الطاولة اللي حذالها وشكلها سرحانه ومب وياهم.. تبع مايد نظرتها وشاف ريال ميلس بنته الياهل في حظنه ويأكلها بإيده.. وكل ما يرمس البنية تطالعه وتضحك بدلع.. مايد حس بقلبه يتفتت .. ورد يطالع سارة اللي انتبهت له وسوت عمرها تلعب بالأكل اللي جدامها..
سألها مايد: " شو رايج نسير نتمشى بروحنا؟؟"
سارة: "وين بنسير؟"
مايد: " هني.. بنتمشى. أي مكان يعيبنا بندش وبنطالع شو فيه.."
سارة: " زين.."
أمل: "وأنا..؟؟"
مايد: "تمي هني عند مترف.."
مترف اللي كان فاهم قصد مايد اطالع امولة وقال لها وهو يبتسم: "نحن بنكمل لعب هني.. انتي تبين تلعبين ولا تلفين ع المحلات؟"
أمل: " لا .. نلعب أحسن.."
مترف: " خلاص ميود سير انته وساروه وانا بيلس هني عند هالدبة.."
مايد: "أوكى .."
مشى مايد ويا سارونا بروحهم وكانت ميودة ايده وتمشي وهي ساكتة.. ومايد يرتب الأفكار في راسه ويحاول يقرر شو يقول لها.. وفي النهاية قرر يسألها مباشرة وبدون أي تحفظات.. ودش وياها باسكن روبنز واشترى لها ايس كريم بيستاشيو ويلس جدامها وسألها: " سارونا؟"
سارة (وهي تاكل): "هممم؟؟"
مايد: " يوم كنتي تطالعين الريال اللي يالس حذالنا.. كنتي تفكرين بباباه صح؟؟"
سكتت سارة ونزلت نظرتها عنه وتمت تلعب بالأيس كريم اللي جدامها..
مايد: " ساورنا حبيبتي ما فيها شي لو تولهتي عليه.. وفكرتي فيه.. محد بيزعل منج .. كلنا مشتاقين له.. حتى انا.."
تجمدت إيد سارة في مكانها واعتفست ملامح ويهها من الظيج اللي كانت تحس به في داخلها.. أول مرة حد يفتح وياها هالموضوع وهي مب متعودة أصلا ترمس احد.. ومب عارفة كيف تعبر عن اللي داخلها او تفسر اللي تحس به كل ما فكرت بأمها وابوها..
مايد: " خبريني باللي في خاطرج سارونا.. انتي كله ساكتة وسرحانة.. لو قلتي لي شو اللي تفكرين به يمكن اروم اساعدج.."
اطالعته سارة وكان في عيونها حيرة فظيعة خلت مايد يتمنى صدق انه يفهمها ويخلصها من عذابها..
سارة: "أنا... ما نسيت.. باباه.."
مايد: "فديت روحج ادري انج ما نسيتيه. كلنا نذكره دوم.. مستحيل في يوم ننساه.."
سارة: "بس مابا افكر فيه.."
مايد: " ليش حبيبتي ؟ ما فيها شي .. انتي ما تسوين شي غلط لو فكرتي بأبويه وامايه.. بالعكس .. "
سارة كانت تحس بدموعها اللي تنزل بغزارة على خدودها ومايد نسى تماما انه في مكان عام .. ما همه في هاللحظة الا اخته الصغيرة وسار ويلس حذالها ع الارض ويلس يمسح دموعها.. رغم انها كانت تصيح بس مايد وايد كان مستانس انها عبرت له ولو عن جزء بسيط من اللي في داخلها.. وهي أول ما ابتدت كانت تحس انها خلاص ما تروم تيود عمرها.. وكملت رمستها وقالت: " أنا نسيت صوت باباه.. عشان جي ما احب افكر فيه.. يوم اتذكره وهو يرمسني ما أذكر صوته.. ميودي انا وايد احبه والله العظيم احبه بس ما ادري ليش نسيت صوته.. "
مايد كان يطالعها وشوي وبينفجر هو الثاني وبيصيح.. ويهه كان احمر وراص على الكلينكس اللي في ايده بكل قوته.. بس تم ساكت ويسمعها وهي تشكي له .. ما يبا يقطع عليها حبل أفكارها ولا يبا يضيع على عمره هالفرصة النادرة اللي رمست فيها سارة..
سارة: " وماماه.. ماماه كانت تسولف لي كل يوم قبل لا ارقد.. ويوم اخاف وازقرها.. ترقد ويايه للصبح.. بس الحين .. ميودي انا وايد اخاف فليل ومحد عندي.."
مايد: "وانا وين سرت؟ ليش ما تخبريني ؟؟ ها سارونا؟ ليش؟"
سارة: "انتو ما تصدقوني.. محد فيكم يصدقني.."
مايد: "نصدق شو؟؟"
سارة: " انه ماماه ترمسني فليل.."
قالتها بكل عفوية وبكل بساطة لدرجة انه مايد حس بقشعريرة تسري في جسمه.. ولأول مرة من يوم ابتدت سارة تلمح له عن اللي يستوي لها.. حس مايد بخوف.. وقال لها: " ومتأكدة انه مب حلم؟؟"
هزت سارونا راسها: "لا مب حلم.."
مايد: " انزين.. انتي تعالي ارقدي عندي اليوم.. ومحد بيروم يرمسج.. أوكى؟؟ بيزيغون مني.."
اطالعته سارونا شوي وعقب ابتسمت وقالت: "أوكى.."
مايد" "شو تحسين الحين؟؟ أحسن؟؟"
سارة: "هييه.."
مايد: "مرة ثانية لا تخشين عني شي.. خبريني بكل اللي في بالج.. وكل اللي تبينه.."
سارة: "إن شاء الله.."
مايد: "فديت روحج.. ياللا كملي ايس كريمج بيذوب.."
ابتسمت سارونا بسعادة وكملت ايس كريمها.. وتنهد مايد وهو يرد ييلس مكانه ويوم التفت شاف وحدة واقفة حذال ربيعتها اللي تطلب لهم ملك شيك .. وكانت هالبنية تطالعه وتبتسم بإعجاب..
مايد استحى وابتسم لها ورد يطالع سارونا.. من اليوم وطالع مستحيل يخليها بروحها.. بيردها سارة اللي كان يعرفها قبل المأساة اللي غيرت حياتهم.. يدري انه هالشي صعب بس بيحاول.. لازم سارونا ترد شرات ما كانت..
.
.



.
.
في دبي.. وفي بناية جريبة من السيتي.. كان فهد يالس في شقته في الصالة يطالع التلفزيون و يتريا مرته تحط له الغدا.. شيخوه من يت هالشقة أمس ويا ريلها ما يلست دقيقة وحدة.. ولا ارتاحت الا يوم حطت راسها فليل ورقدت شرات الميتة.. فهد يعاملها معاملة ثانية تماما.. ولا كأنه يعرفها.. خلاها تنظف الشقة كلها امس مع انه يعرف انها تتعب من الدرب في السيارة.. وخلاها تطبخ له العشا وهو يعرف انها ما اداني الطباخ.. وكل ما حاولت تبطل حلجها يطالعها بنظرة تجمد الكلمات في حلجها.. ما كان يرمسها مول ، إلا إذا كان يباها تييب له شي أو ترتب شي في الشقة..
ولاحظت شيخوه شي ثاني بعد، التيلفون اللي كان في الشقة قبل مب موجود الحين.. ونظرة الحب اللي كان يطالعها بها فهد قبل اختفت وحل محلها نظرة احتقار وكره فظيعة.. وفي شي في داخل شيخوه.. يمكن الشعور بالذنب.. ويمكن فقدانها للحب اللي كانت تحس به من زوجها.. بس كان في شي في داخلها يدفعها انها تنفذ كل أوامره بدون نقاش على امل انه في يوم يرد يطالعها بنفس النظرة اللي كان يعطيها اياها قبل.. النظرة اللي كانت قبل ترفضها وتتملل منها.. استوت الحين تتمنى تشوف ولو لمحة بسيطة منها..
جهزت شيخة الطاولة وحطت الغدا حقها وحق ريلها.. وسارت له الصالة عشان تزقره.. وحطت ايدها على بطنها وتنفست بعمق قبل لا تقول له: " الغدا زاهب.."
وقف فهد بدون ما يطالعها وقال: "غيرت رايي.. بتغدى برى ويا ربعي.."
شيخة: "بس انته قلت..."
ما سوى لها فهد سالفة وطلع من الشقة قبل لا تكمل رمستها وقفل عليها الباب بالمفتاح..
حتى شيخة انسدت نفسها عقب اللي سواه.. وتفاجئت بدموعها تنزل من القهر اللي حست به.. وايد تعبت لين طبخت له.. لمتى بيتم يعاملها جي؟؟
.
.
في إمارة جريبة من دبي.. في العاصمة بوظبي.. كانت عايشة واقفة في حوي بيتها ويا اخوانها الكبار سالم وحميد.. واخوها الصغير حمدان.. وجدامهم خليفة اللي كان ينتفض بكبره من القهر اللي فيه.. ولو كانت النظرات تجتل جان حرق عايشة بالنظرة اللي عطاها اياها.. خليفة كان توه راد من الشاليه اللي في دبا.. عقب التيلفون المفاجئ من أمه اللي خبرته انه مرته مطرشة ثيابه وكل اغراضه بيتها.. خليفة يوم سمع هالشي صدق انصدم.. وما يا في باله ابدا انه مرته ممكن تعرف عن علاقته ويا وحدة من البنات اللي يعرفهن.. ويوم اتصل بيته.. رد عليه سالم اخو عايشة العود وهالشي اللي زاد من مخاوف خليفة.. ويوم سأله خليفة شو اللي مستوي. وليش ثيابه اطرشت بيت امه.. شتمه سالم وقال له: "اسأل اللي وياك في الشاليه ليش اختي تبا تطلق منك.."
كانت هاي الجملة ضربة قويه لخليفة اللي تحرك على طول ورد بوظبي وودر ربيعته وراه في دبا تتصرف بروحها.. ومن يوم وصل من ساعة ونص تقريبا وهو واقف في الحوي يتظارب هو واخوان عايشة..
خليفة: "طلاق مب مطلق وبشوف شو بتسوين.."
عايشة: " ياخي طلقني خلاص ما باك.. انته ما تفهم؟؟ ما تحس؟؟ "
خليفة: " أنا اللي ما احس.. يالـ.."
سالم: "خلوووف تأدب ما بمد ايديه عليك مرة ثانية.. واطلع من البيت بالهداوة احسن لك.."
خليفة: "هذا بيتي انا... اختك هي اللي تطلع منه !!"
عايشة : "هذا بيتي وبيت عيالي.. انته سير دور لك شقة تلمك انته وهاللوث اللي ترابعهن.."
خليفة: "عاشووه تأدبي.."
تجدم له حمدان بيظاربه بس عايشة يودته بقوة.. وقال لخليفة بأعلى صوته: " احترم نفسك .. واحمد ربك انه اختي ما بترفع عليك قضية.."
خليفة: "أنا اللي برفع عليها قضية وبشرشحها في المحاكم.. بتشوفين شو بسوي فيج يا عااشوه.. ان ما خليتج تبوسين ريولي وتترجيني اردج لي ما اكون خليفة.."
ما ردت عليه عايشة لأنه اخوانه تحركو وكانو بيجتلونه بس خليفة كان اسرع منهم وركب موتره وطلع من الحوي.. ويوم اختفت السيارة عن أنظارها.. وقفت عايشة لحظات طويلة تحاول تستوعب كل اللي استوى في حياتها.. وتراجع قراراتها وتحاول تميز الصح من الغلط.. بس كل شي كان متلخبط في داخلها .. كل شي.. وفي النهاية اطالعت اخوانها اللي كانو محتشرين بروحهم وتنهدت.. خلاص بتطلق.. أصلا مجرد ما شافت خليفة اليوم حست بكره فظيع له.. وأخوها طمنها انه المحكمة اكيد بتعطيها البيت تسكن فيه هي وعيالها.. وإذا في يوم احتاجت انها تشتغل ، شهادتها الجامعية بتكون موجودة وياها.. وتقدر تقدم في أي وظيفة ..
خلت اخوانها بروحهم محتشرين في الحوي ومشت صوب البيت..
كانت تعرف انها اليوم طوت صفحة من صفحات حياتها.. ولازم تبدا تفتح صفحة يديدة
.
.


.
.
في بيت صالحة كانت عليا بتموت من الملل عقب ما ودرتها امها هني في العين وردت بوظبي.. كانت متوقعة انها بتقضي الاجازة كلها في بيت أحمد بن خليفة.. بس للأسف اليوم يوم اتصلت لهم خبرتها ليلى انه اخوانها كلهم سايرين دبي.. واضطرت علاية انها اتم هني مجابلة مزنة اللي امها وابوها مسافرين وفارينها هني عند يدوتها..
مزنة كانت يالسة ع الارض تصب جاهي لعرايسها في اكواب بلاستيكية صغيرة.. وكل شوي تغير صوتها وهي ترمس بالنيابة عن وحدة من العرايس..
مزنة (بصوت خشن): " تفضلي شاي الياسمين يا خطيبتي العزيزة فلة.. لقد طلبت من الخادمة ان تصنعه لك.. انه لذيذ.."
مزنة (بصوت ناعم): " شكرا يا عماد.. انك رجلٌ نبيل.. انا سعيدة انك خطيبي.."
مزنة ( بصوت خشن): "حتى انا سعيد جدا انك خطيبتي يا فلة.."
عليا كانت يالسة ع القنفة حذالها وتطالعها باستخفاف وقالت لها: "شو هالسخافة؟؟ "
مزنة: "انتي ما يخصج.. حد رمسج؟"
عليا: " انا ما عندي سالفة يوم اني مجابلتنج.."
مزنة: " وانا ما عندي سالفة يوم اني ادر عليج.."
عليا: "سخيفة.."
مزنة: " دبة.."
عليا: " انا دبة؟؟"
مزنة: " لا .. أنا.."
طنشتها عليا ويت بتنش عنها بس تفاجئت يوم سمعت صوت موبايل يرن.. وتفاجئت اكثر يوم شافت مزنة بكل بساطة اطلع موبايل من شنطتها الوردية الصغيرة وترد عليه بكل برود..
مزنة: "ألو.؟؟ .. هههههههههه.. هييه هييه..من وين متصلة؟؟ .. هيييييييه.. ييبي لي وياج هدية.. لا تنسين.. والله اذا ما يبتي هدية بزعل .. اوكى.. وين سارونا؟؟ .... هيييييه.. اوكى... بس بندي.. باي.."
بندت مزنة الموبايل وردته في الشنطة واطالعت عليا اللي كانت واقفة جدامها ومبطلة حلجها ع الاخر..
مزنة: "ليش تطالعيني؟؟ أول مرة تشوفيني؟؟"
عليا : "من وين لج هالموبايل؟؟"
مزنة: "مايد عطاني اياه.."
عليا (وهي شوي وبتذبحها): "نعم؟؟؟؟؟.. مايد؟؟؟ وليش يعطيج موبايل.."
عقدت مزنة حياتها وحاولت تتذكر الكذبة اللي مايد محفظنها اياها .. وعقب ثواني طويلة قالت: "هيييه .. هدية عيد ميلادي.."
عليا: "وأمج تعرف انه عندج موبايل؟؟"
مزنة: "هييه عطيتها الرقم امس يوم اتصلت.. بس انتي لو تموتين ما بعطيج.."
عليا حست انها بتنفجر من القهر.. كانت وايد مستانسة امس ع السلحفاة اللي عطاها اياها مايد.. بس السلحفاة ما اتي شي جدام هدية مزنووه.. يعني مايد يوم عطاها هالهدية ما كانت تعني له شي؟؟ يعني مايد مب معجب فيها.؟؟ ولا حتى يفكر فيها؟؟ ما تحملت عليا هالفكرة ومشت عشان تسير فوق وتعمدت تمر حذال مزنة وادوس على ريولها بكل قوتها .. ومزنة صرحت من الألم وقالت لها: "عمي يعميج يالحيوانة.."
بس عليا طنشتها وركضت فوق.. كل اللي في هالبيت وهالعايلة الغبية يقهرونها.. كلهم.. !!
.
.
مر اليوم بأحداثه كلها وخيم الظلام على دولة الإمارات مثل عادته في كل يوم.. وع الساعة 12 كان كل اللي في بيت أحمد بن خليفة راقدين.. خالد وأمولة رقدوا عن ليلى.. وسارة رقدت عند مايد في غرفته.. كانت ليلة هادية وسارة فعلا كانت حاسة بالأمان.. ولأول مرة من فترة طويلة ترقد بدون ما تسمع ولا حتى صوت واحد.. أو مجر همسة..
كانت تحلم.. وفي الحلم كانت راقدة.. بس مب هني.. كانت راقدة في غرفة أمها وابوها.. الغرفة اللي ما دشتها من سنة تقريبا..
كانت راقدة بروحها والظلام يلفها من كل صوب.. وكانت عيونها تتحرك باضطراب وتسمع صوت همس خفيف يغريها انها تنش من رقادها.. حاولت سارة تركز على الصوت اللي تسمعه وما قدرت تستوعب منه شي.. كان صوت همس.. هذا كل اللي فهمته..
بطلت سارة عيونها وغاص قلبها بين ظلوعها وهي تحس بالظلام المخيف اللي في الغرفة.. بس صوت الهمس كان يدخل في اعماقها وكأنه يستدعيها ويتحداها تعرف مصدره..
يلست سارة في فراشها وشافت دانة .. اللعبة اللي اشتراها ابوها حقها وظاعت في ايطاليا.. شافتها حذالها وشلتها وحظنتها بقوة.. ونزلت عن الشبرية ومشت صوب الباب وشغلت الليت..
أول ما انتثر النور في الغرفة اختفى صوت الهمس.. ووقفت سارة مكانها تحاول بكل تركيز انها تسمع الصوت بس ما وصلها شي.. واضطرت تبند الليت مرة ثانية وعلى طول رد صوت الهمس يملا المكان
وهالمرة عرفت سارة مصدره
تنفست بصعوبة وهي تطالع الدريشة المبطلة.. والستاير اللي يحركها الهوا البارد اللي برى..
وبكل خوف تحركت.. ومشت عشان تصك الدريشة.. بس أول ما حطت إيدها على زجاج الدريشة سمعت بوضوح صوت الخمس اللي ياي من برى: "هنيي.. هني.. بندش من هالباب.."
شهقت سارة وبشكل عفوي وايجت من الدريشة وارتجفت بقوة وهي تشوف اللي كان يستوي تحت في الحديقة
كانوا اربع رياييل واقفين تحت.. طوال وعراض وملامحهم مب واضحة .. وكانو لابسين كنادير سودة.. وواقفين يتهامسون ويأشرون على باب البيت.. وكانهم يبون يدشون داخل..
سارة كانت بتموت من الخوف .. وفي داخلها تفكر منو هالرياييل وشو يبون؟؟
تمت واقفة مكانها تطالع الظلام اللي برى وتطالعهم وهي تحظن دانة بقوة.. وفجأة شافتهم يتحركون وشافت حد يطلع من باب الصالة.. ومالت على جدام شوي عشان تشوف بوضوح اكثر..
كان عمها عبدالله..
كان واقف يرمسهم وهم يتهامسون وعقب شوي قام عبدالله يهمس شراتهم.. وسارة ما كانت تباه يرمسهم.. كانت صدق خايفة منهم .. ودموعها بدت تنزل وهي تشوف عمها يسير وياهم.. كان لابس كندورة بيضة تشع من البياض.. والرياييل اللي كانو في الحديقة التفوا حواليه وهو يبتعد وياهم وسارة تصيييح وتطالعهم.. وقبل لا يختفي عمها ورا الأشجار..
التفت لها..
ووقف يطالعها شوي..
وابتسم..
وراح..
وهني تفجرت دموع سارة ويلست ع الارض تصيح بصوت عالي ودانة في حظنها وانتبه لها مايد وهي تصيح حذاله وتحظن المخدة بكل قوتها .. ووعاها بسرعه عشان يخلصها من الكابوس اللي تشوفه..
وأول ما بطلت عيونها تعلقت فيه وكملت صياحها.. ومن الخوف ما رامت تخبره عن الحلم اللي شافته..
أما مايد فعقب هاللحظة تأكد انه كل اللي تشوفه اخته وكل الاصوات اللي تسمعها هي عبارة عن احلام وبس
.
.
وعدت هالليلة على خير..
وأشرقت شمس يوم الجمعة بقوة وحرارة.. ونشرت أشعتها على أرجاء أرض دولتنا الحبيبة..
وكان هاليوم يحمل في طياته الكثير من الأحداث..
والكثير من التحولات الجذرية..

نهاية الجزء الرابع والعشرون

غرربه
02-05-2013, 05:31 PM
الجزء الخامس والعشرون
يوم الجمعة
بالنسبة لعبدالله بن خليفة، كان هاليوم مميز جدا.. مرته بترد البيت .. وبنته شمسة بدش بيت أبوها للمرة الأولى في حياتها.. كان وايد مستانس وناش من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عذبة.. يحس انه هاليوم بداية حياته اليديدة اللي امتدت جدامه مع ولادة شمسة.. وانه ياسمين الحين أخيرا بتعقل وبتودر عنها تصرفات اليهال اللي كانت مخلتنه كاره حياته وياها..
أول ما نش عبدالله من الرقاد تسبح وتلبس ومر على غرفة ياسمين يتأكد انه كل شي أوكى فيها.. أمس يو محل الورد وعدلوا الغرفة وترسوها ورود.. كان شكلها روووعة وريحتها تجنن.. وكانت تتريا ياسمين عشان ترد تتحرك وتتنفس فيها وتزيدها روعة وجمال..
ابتسم عبدالله وهو ينزل من الدري ويفكر بفرحة ياسمين يوم بتشوف غرفتها بشكلها اليديد.. وعقب ما تريق وقرا الجريدة ، طلع وسار بيت أخوه عشان يسولف ويا امه ويشوف عيال اخوه ويتغدى وياهم قبل لا يسير المستشفى الساعة 4 العصر موعد طلعة ياسمين ..
ياسمين!!
كان عبدالله يفكر بها أمس قبل لا يرقد واليوم كانت هي أول من طرى على باله يوم بطل عيونه الصبح.. دق لها فوق العشر مرات امس قبل لا يرقد وما ردت عليه.. كان يعرف انها زعلانة لأنه ما ياب لها اوراق ملكية الفلل.. بس هالشي مب بإيده.. سهيل كان عنده شغل في البلدية وما رام يسير المحكمة.. وبعدين عبدالله مب قادر يفهم هي ليش مستعيلة هالكثر.. أكيد هذا ابوها هو اللي دخل هالفكرة في راسها.. خصوصا انه فنادقه بدت تحصل انذار ورا الثاني والسالفة وصلت للجرايد..
تنهد عبدالله وهو يسوق سيارته في شوارع العين.. كان الجو روعة والشوارع مب وايد مزدحمة ويوم وصل عبدالله عند الاشارة كانت حمرا واضطر انه يوقف ويتريا.. وما انتبه على الستيشن اللي كان واقف يتريا حذاله.. بس مبارك اللي كان في الستيشن انتبه لعبدالله وكان يطالعه ويفكر بنفس الفكرة اللي كانت مسيطرة عليه من كم يوم.. كان حاس بفراغ كبير في حياته من اليوم اللي ترك فيه شركة عبدالله.. رغم انه شركة مبارك الحين وايد ناجحة وتفوقت اخيرا على شركة عبدالله.. بس بعد كان مفتقد وجود عبدالله وسهيل في حياته.. مفتقد سوالفهم وضحكهم في المقهى.. اجتماعاتهم في الشركة وأفكارهم وطموحاتهم.. كانت ايده ع الهرن يفكر يهوس عليه عشان يسلم على عبدالله ولا لاء.. بس قبل لا يقرر يسوي هالشي استوت الاشارة خضرا وتحرك عبدالله بموتره واضطر مبارك انه يحرك موتره هو الثاني.. وضاعت عليه هالفرصة مثل ما ضاعت فرص وايده قبلها.. واتجه مبارك (اللي كان يالس اسبوع في دبا يتابع المشروع اليديد) لبيت اهله عشان يرتاح من الدرب الطويل اللي هد حيله..
ويوم وصل البيت ودش الصالة شاف امه يالسة تتقهوى بروحها وسار يسلم عليها ويلس يتقهوى وياها..
مبارك: "عيل وين ابويه وظاعن؟"
ام ظاعن: "ابوك برى يرمس الزراع.. وظاعن ما شفته اليوم لا هو ولا مرته.."
مبارك (وهو حاس بتعب كبير): " هييه"
أم ظاعن: " وينك غطيت غطة يا مبارك.. لا تتصل عشان اطمني عليك ولا شي.."
مبارك وهو يتساند على القنفة اللي وراه: " الشغل وايد امايه.. من أنش الصبح لين يأذن المغرب وانا وياهم في موقع البناء.. المهندسين والعمال ومشاكلهم .. وصاحب المشروع اللي كل يوم والثاني قال يبا يغير شي في التصميم.. ما كان عندي وقت حتى اتنفس.."
أم ظاعن (وهي تصب له فنيال قهوة): " شلك بعوار الراس . ؟؟ خل واحد من المقاولين اللي يشتغلون عندك يسيرون هناك ويتابعونهم.."
خذ مبارك الفنيال من إيد امه ورد عليها: " مااقدر امايه هالمشروع وايد كبير.. لازم بروحي اتابعه.."
ام ظاعن: "شوف السواد تحت عيونك.. حرام عليك اللي تسوي في عمرك.."
ابتسم لها مبارك وغمض عينه عشان يخفف من الصداع اللي يحس به.. كان يفكر بشي واحد بس .. فراشه.. يبا يرقد ويعوض سهر وتعب الأسبوع اللي طاف.. بس امه مب هاينة عليه يسير فوق ويودرها هني بروحها.. من زمان ما شافته واكيد تبا تسولف وياه.. كان يسمعها تسولف ومب فاهم هي شو تقول.. كل اللي يسمعه اصوات متداخله.. وعقب ثواني .. ما كان يسمع أي ولا يحس بأي حركة حواليه..
وأم ظاعن سكتت وهي تطالعه وتبتسم بحنان.. مبارك كان متمدد ع القنفة وراقد.. وايد مهمل عمره وصحته.. ودنياه كلها الشغل وبس..هو بس لو يسمع كلامها ويتزوج جان ما صار هذا حاله.. بس على كثر البنات اللي رمسته عنهن وراوته صورهن ولا وحدة دشت مزاجه .. ولا وحده فيهن قدرت تلفت انتباهه..
تنهدت أم ظاعن وهي تنش من مكانها ووخت على مبارك توعيه.. ويوم انتبه لها ونش بيسير فوق عشان يرقد في غرفته ، كانت نظرة أمه له مليانة قلق وخوف.. يا ترى بيتم جي على طول ولا بتستوي معجزة تخليه يغير رايه ويفرحها ويعرس..؟
.
.


.
.
فاطمة في هالوقت كانت يالسة ويا عيال بنتها إيمان.. واللي هم سيف ومحمد ومروة.. كانت يالسة وياهم في الصالة يتريقون ويسولفون لها عن مدارسهم وربعهم.. وفاطمة حاسة بحب وسعادة وراحة صار لها فترة طويلة ما حست بها .. كان هذا تأثيرهم عليها.. من أول دشت البيت وهي حاسة انه مسئولياتها وشغلها وهمومها كلها حياة ثانية بعيدة تماما عنها.. وانه الواقع الوحيد هو الحب والاهتمام اللي لقته في بيت بنتها.. وكانت تفكر بينها وبين نفسها إذا كان المفروض تقضي كل إجازاتها هني وياهم .. العمر يمر بسرعة وهي طول حياتها تدرس وتشتغل .. ولا مرة انتبهت لنفسها أو اهتمت بشي اسمه راحة وإجازات.. عطلاتها كانت عبارة عن فرصة تقرا فيها وتخلص بحوثها وتشارك في المؤتمرات الدولية.. ليش تحرم نفسها من أبسط متعة ..؟ متعة انها تكون ويا عايلتها وحبايبها؟ وانها تأدي دورها كأم وجدة؟؟
ابتسمت فاطمة ابتسامة حزينة وهي تشوف مروة.. أصغر عيال إيمان .. تحاول تقلد لها أبلتهم في الروضة..
كانت في داخلها تعرف انه اجابة هالتساؤلات كلها هي نفس اجابة السؤال الأهم اللي منغص عليها حياتها.. كيف خلت عبدالله يضيع من ايديها في المرة الأولى اللي شافته فيها؟؟
" أمي فاطمة .. انتي تسمعيني؟؟"
اطالعها سيف بعصبية وغصبن عنها تلاشت أفكار فاطمة وضحكت وهي تقول له: " إي حبيبي أسمعك.."
سيف: " انزين ياللا خبريني شو كنت اقول.."
فاطمة: "هههههههههه كشفتني.. سوري كنت سرحانة شوي.."
سيف: " الحين ارد اعيد كل اللي قلته..؟؟"
فاطمة: "لو سمحت يعني.."
سيف: " كنت أقول لج اني بطلب منج طلب.."
فاطمة: "شو هو حبيبي..؟"
سيف: "أبا أسير وياج الكويت"
فاطمة: " الكويت؟؟ بس ؟؟ هذا اللي تباه.. من عيوني حبيبي انته بس حدد متى تبي تزورني وانا بطرش لك التذاكر.. ولا أقول لك.. بييك بروحي وباخذك وياي.."
ابتسم لها سيف بسعادة واقترب منها محمد وهو يقول بلهفة: "أنا بعد بسير وياكم.."
مروة: "حتى انا !!"
فاطمة: "ههههههه وامكم وابوكم بعد جان يبون.. "
في هاللحظة دشت إيمان الصالة وابتسمت يوم شافتهم ويا بعض وقالت: "لا يكون مأذين يدوتكم؟"
سيف: "أمي فاطمة قالت بتودينا وياها الكويت.."
إيمان (وهي تبتسم لأمها): "هي اللي قالت لكم ولا انتو اللي حنيتوا عليها؟؟"
فاطمة: " لا انا اللي قلت لهم.. صدق إيمان .. ليش ما تزوريني انتي وخليفة والعيال؟"
يلست إيمان حذال امها وقالت : " فكرنا بهالشي أكثر من مرة .. بس للأسف كل ما نقرر نزورج في الاجازات.. تكونين برى الكويت.. "
فاطمة: " لا هالمرة ما لكم عذر.. انا بتم في الديرة طول فترة الصيف.. ولازم تزوروني.."
إيمان: "ان شاء الله امايه .."
كملوا سوالفهم وضحكهم وهم يتريقون وعقب دقايق نزل خليفة ويلس وياهم.. ونشت فاطمة تتمشى في الحديقة شوي.. كانت تبا دقايق تكون فيهن بروحها.. وتقرر إذا المفروض تتصل بعبدالله ولا لاء.. أصابعها كانت تتحرك على ازرار موبايلها وتفتش بين الأرقام عن رقم صار له اكثر من ثلاث سنين مخزن في هالبطاقة.. من كثر ما اطالعت الرقم حفظته.. ومن كثر ما فكرت تتصل به طول هالسنوات كانت حافظة الحوار اللي بيدور بينه وبينها.. كانت بتتصل.. بس في آخر لحظة ترددت..
ليش تتصل به؟ عبدالله معرس الحين.. ولاهي بحياته ويا مرته.. منو هي عشان تدخل في حياته الحين؟ وشو دراها انه ما بيحتقرها لو اتصلت؟ شو دراها انه ما بيضحك عليها وبينصدم من انها للحين مهتمة فيه..
لا لا .. ما بتتصل به.. بتخلي الأمور مثل ما هي.. ما له داعي تتصل به..
.
.


.
.
في الولايات المتحدة.. كانوا محمد ومريم يالسين في الطيارة لأنهم بيتمون في فلوريدا اربعة ايام لين موعد المراجعة الثاني ويا الدكتور اللي يعالج مريم.. وعقب بيردون نيويورك .. وكانت الطيارة متروسة وبطلوع الروح حصل محمد مكان ييلس فيه حذال مرته. مع انه مول مب مقتنع بالطيارة اللي بيسافرون فيها وكل شوي يطفر بمريم وهو يسألها إذا كانت مرتاحة ولا لاء..
محمد: " حبيبتي انتي مرتاحة؟؟ تبيني اعطيج مخدتي تحطينها ورا ظهرج؟؟"
رصت مريم على اسنانها عشان ما تصرخ من القهر وقالت له وهي تبتسم : "محمد.. حبيبي .. أنا مرتااااااحة.. مب ناقصني شي.."
محمد:" بس أحس وايد زحمة هني وما بترومين تتنفسين..إذا مب مرتاحة بننزل وبنتريا الرحلة الياية.."
مريم:" ليش ننزل؟؟ ليش؟؟ أنا ما صدقت حصلنا مكان هني.. هلكت وانا واقفة في المطار اتريا.."
اطالعها محمد برعب: "وليش ما قلتي لي انج كنتي تعبانة في المطار؟؟ كنت بيلسج في الكوفي شوب .. والحين بعدج حاسة بتعب؟؟"
مريم: "محمد انته شو بلاك اليوم؟؟ حبيبي انا ما فيه شي والله.. والله ما فيه شي.. "
محمد: "مب حاسة بدوخة ولا تعب ولا شي..؟؟"
مريم: "لا.."
محمد: "مرتاحة في مكانج؟ ولا تبين تبدلين ويايه.."
مريم: "لا انا مرتاحة هني.."
محمد: "يعني انتي مرتاحة؟"
مريم: "تراك صدق صدق تقهر حمادة.."
محمد (وهو محرج): "مريوم لا تزقريني حمادة..!!"
مريم: "اسكت عني وما بزقرك حمادة"
اطالعها محمد وهو زعلان.. وسألها: "حبيبتي تظايجتي مني؟؟"
مريم: " لا ما تظايجت بس انته اليوم تعاملني جني زجاج وبتكسر.. انا ما احب حد يعاملني هالمعاملة.. أدري اني مريضة بس ما احب انه اللي حواليه يذكروني بهالشي.."
محمد: " آسف مريامي والله ما قصدت هالشي.. "
مريم: " أدري والله ادري حبيبي .. بس تأكد اني مرتاحة ولو تعبت أو حسيت بأي شي أكيد بخبرك.. أنا من لي غيرك هني؟"
محمد (وهو يبتسم بفخر): " هني ولا في البلاد.. انتي مالج غيري انا تفهمين؟"
مريم: "ههههه اكيد فديتك.."
ابتسم محمد وهو يستند على الكرسي اللي ما كان مريح بالمرة..ويوم طارت الطيارة حطت مريم راسها على جتفه وهي تطالع الفلم اللي كانوا حاطينه في الطيارة.. ومحمد يحاول يقرا المجلة اللي في ايده بس مب قادر.. هذا طبعه مول ما يعرف يرتاح في الطيارة.. عشان جي شل السماعة عن اذن مرته وقال لها: " لازم تشوفين الفلم؟"
اطالعته مريم بنظرة وردت عليه: "ليش؟"
محمد: "أنا متملل سولفي ويايه.."
اعتدلت مريم في يلستها وجابلته وهي تبتسم وقالت له: "من عيوني.. عن شو تباني اسولف لك.."
محمد (وهو مستانس بالاهتمام): " عنج انتي.. سولفي لي عن حبيبتي مريم.."
مريم: "بس انته تعرفها زين.. شو تباني اخبرك عنها..؟"
محمد: " قولي لي شي ما اعرفه.. سر من أسرارها.."
مريم:" سر؟؟ هههههههه امممم.. "
محمد: " ماشالله اشوفج تفكرين.. الظاهر انه عندج لستة طويلة من الاسرار.."
مريم: " عندي سر واحد.. "
محمد: "شو هو؟؟"
مريم: "يعني هو مب سر خطير.. ومب مهم.. بس مهم بالنسبة لي انا.. انا اكتب خواطر وساعات اكتب شعر.."
ابتسم لها محمد ابتسامة طفولية وسالها: "صدق؟؟ من متى؟"
مريم: "من يوم كنت صغيرة.. عندي دفاتر متروسة اشعار في البيت.."
محمد: "وبتخليني اقراهن؟"
مريم: " تحب الشعر؟؟"
محمد: "أموت فيه.. وحتى لو ما كنت احبه.. دامج انتي اللي كاتبتنه غصبن عني بحبه.."
مريم: "خلاص اول ما نرد البلاد بسير بيتنا وبييب الدفاتر.."
محمد: "اممم وانا؟ كتبتي عني شي؟"
ضحكت مريم بحب وحطت ايدها على خده وهي تقول: "أكيد حبيبي.. اجمل اشعاري انكتبت فيك انته.."
محمد: "بس انتي ما كنتي تعرفيني.. "
مريم: " بس حسيت بك في قلبي من أول مرة شفتك فيها.. تذكر؟ يوم كنا في إيطاليا..؟"
محمد (بإحراج): "ههه هييه.. أذكر.. والله لو مب مايد جان مستحيل ارمسج هذاك اليوم في المهرجان"
مريم: " هههههههههه .. هييه اذكر اللي سواه.. كان مشتط يباني ارمسك بأي طريقة.."
محمد: " قال لي انه اول ما شافج عرف على طول انج بتكونين لي.. وأنا بعد .. أول ما شفتج عرفت اني مستحيل انساج.. واني بعيش عمري كله متندم لو ظيعتج مريامي .."
ابتسمت له مريم وعيونها كانت تشع بالحب اللي تحس به لهالانسان اللي جدامها .. قبل شهور معدودة كانت تنظر للحياة نظرة يأس وتتحرى عمرها انسانة غير مرغوب فيها.. وانه الباجي من ايامها بيكون عبارة عن ألم ويأس ونوبات مرض ما لها نهاية.. فجآة دخل محمد في حياتها وكل شي تغير.. فجأة صارت زوجة وحبيبة وفرد غالي من عايلة ريلها.. وانفرشت دروب المستقبل جدامها ورد وضحكات وسعادة.. وصار المستقبل كله احتمالات وفرص يديده للحياة..
محمد: "بشو تفكرين؟"
مريم: " بأيامي اليايه وياك.. محمد تعرف اني احبك؟؟"
محمد (وهو يرص على ايدها): " أعرف.. بس كل مرة تقولينها احس اني اسمعها لآول مرة.."
مريم: " حلو هالاحساس؟؟"
محمد: "شو رايج انتي؟ شو اللي تحسين به يوم اقول لج اني احبج؟"
مريم (بدلع): " ما ادري والله نسيت.. مب من كثر ما اتقول لي اياها.."
محمد: " نعم؟؟ والله اني دوم اقول لج هالكلمة انتي اللي مول ما اسمعها منج.."
مريم: "حرام عليك محمد .. لا تتبلى عليه!!"
محمد: "والله مريوم.. كل ما اقول لج احبج تقولين لي أنا أكثر حبيبي.. يعني كلمة احبك هاي مول ما اسمعها"
مريم: " خلاص أنا من الحين بحسب كم مرة أقول لك إياها وكم مرة انته تسمعني إياها وبنشوف منو أكثر.."
محمد: " اوكى.."
مريم (وهي تبتسم بشطانة): "محمد احبك احبك احبك احبك احبك احبك احبك.."
محمد: "ايييه انتي يالغشاشة والله ما يستوي جي.. "
مريم: " منو قال؟ أنا اللي بديت التحدي وانا اللي احط شروطه.."
محمد: " ههههههه عادي مب مهم.. حلات الخسارة في تحدي مثل هذا .. انا بيلس هني اطالعج وانتي رددي هالكلمة من الحين لين ما نوصل فلوريدا.. شو رايج؟"
طلعت له مريم لسانها بدلع وهي تضحك وردت تحط راسها على جتفه.. وكملوا الرحلة وهم يسولفون ويضحكون.. ويزيدون على ذكرياتهم الحلوة ذكريات يديدة بيحتفظون بها في قلوبهم العمر كله
.
.


.
.
" يا ربيييه!!!... مزنوه اذيتيني اطلعي برى.. انتي ما تفهمين؟"
عليا كانت شوي وبتنفجر بسبب مزنة اللي مطفرتبها من ساعة الحين.. كانت وايد مقهورة لأنها تبا تسوي شعرها كيرلي ومول مب طايع يضبط وياها ومزنة يالسة ع الشبرية تطالعها و تتجلب من الضحك عليها.. وفوق هذا ما عندها وقت لازم تسير بيت قوم ميود الساعة 12 لأنها معزومة عندهم ع الغدا.. صح انها عزمت عمرها يوم اتصلت بليلى امس.. بس بعد تعتبر عزيمة ولازم تكشخ من الخاطر عشان مايد يتخبل عليها..
عليا: " قلت لج اطلعي..!!"
مزنة (وهي تبطل شنطة الثياب اللي يايبتنها عليا وياها): "أول احلفي انج بتاخذيني وياج.."
تحركت عليا بسرعة وصكت الشنطة واطالعت مزنة بعصبية: " باخذج ويايه مب بكيفي غصبن عني.. يدوه ما خلتني اسير بروحي.. !! ياللا اذلفي برى مب طايقتنج!!"
مزنة: "ما بطلع .. بشوفج شو بتلبسين.."
عليا: " بعدني ما قررت .. مزنووه اطلعي والله انج تقهرين!!"
مزنة: "أنا بختار لج شو تلبسين.. انتي سوي شعرج.."
تنهدت عليا بتعب.. الظاهر انها ما بتتخلص من هالينية.. عشان جي بتسايرها.. وسارت تعدل في شعرها ومزنووه تتعبث في الشنطة.. وطلعت الثياب كلهن برى ويلست تركبهن على بعض عشان تختار من بينهن.. وهني رن موبايل عليا وكانت ابتسام ربيعتها هي اللي متصلة.. بندت عليا السشوار وردت على الموبايل..
عليا: "بسوومتي.. هلا والله.."
ابتسام: " علاية حبيبتي تولهت عليج.."
عليا: " تولهت عليج العافية.. شحالج دبووه؟"
ابتسام: "ملانة.. الاجازة هاي وايد مملة.. شو رايج نسير السينما؟؟ "
عليا: "ما اروم ..أنا في العين.. بيت يدوه.."
ابتسام: "صدق؟؟؟ متى سرتي ؟؟ وليش ما خبرتيني..؟؟"
عليا: "فجأة قررت.. كنت وايد ملانة.. وبعدين ما صدقت امايه وافقت .. على طول حطيت ثيابي في الشنطة وطرت هني.."
ابتسام: " هيييييييييه لازم بتطيرين.. مب من شوية.. الشوق يلعب دور في هالسوالف."
عليا (وهي تحط ايدها على قلبها): " فدييت روحه بسووم شفته يوم الاربعا.. ويلست وياه وسولفنا.."
مزنة تجمدت في مكانها وقطعت النفس عشان تسمع كل حرف تنطق به عليا..
ابتسام: "احلفي؟؟؟؟ شو استوى؟"
عليا: " خبل بي والله انه خبل بي.. وااااااايد متغير عن أول مرة شفته فيها.. ووايد محلو!!"
ابتسام: "وشو قال لج؟ شو استوى ابا االتفاصيل..!!"
عليا (وهي تلف خصلة من شعرها على صبعها وتتمشى بدلع في الغرفة): " قال لي انه صبغة شعري وايد حلوة.. وانها تبرز لون عيوني الحلو.. يعني كان يتغزل فيني بسووم"
مزنة (بهمس): "هلا والله!!"
ابتسام: " وااااااااايه..!! بعد بعد شو قال لج اياني واياج تحذفين شي.."
عليا: " عطاني سلحفاة.. بسوووم اول هدية يعطيني اياها.. سلحووفة صغيرة تجنن.."
ابتسام: " الله!!! حظج علايه.. وما عرفتي اذا كان يحبج ولا لاء؟؟"
عليا: "اممم ما بين لي.. انتي تعرفين الشباب .. ما يحبون يبينون عواطفهم .. بس لا تحاتين .. أنا وراه وراه.. وإذا ماحبني اليوم بيحبني باجر.. وإذا مب باجر.. اللي عقبه.. المهم انه مايد في الاخير بيحبني..!"
ضحكت مزنة يوم سمعت اسم مايد والتفتت لها عليا اللي توها انتبهت انها ترمس جدام المشخلة العودة مزنووه وبسرعة قالت لابتسام: " اووه اقول بسوم بدق لج عقب اوكى؟"
ابتسام: "ليش؟"
عليا: "عقب بقول لج باي.."
ابتسام: " ما ببند .. قولي الحين.."
بندت عليا في ويهها من الخوف وركضت صوب مزنة وقالت لها: "مزوون ليش ضحكتي؟ "
مزنة: "ما علييييييييه.. تحبين ميوود هاا؟؟ بخبر!!"
ركضت مزنة عشان تطلع من الغرفة وركضت عليا وراها ويرتها من ايدها ودخلتها داخل وقفلت الباب بالمفتاح وقالت لها: "مزنوه انتي فاهمة غلط . .أنتي ياهل شو دراج..!!"
مزنة: "أنا سمعتج.. قال لج شعرج حلو وعيونج حلوة وعطاج سلحفاة.. وعقب قلتي انج تحبيينه!! "
عليا (بيأس): "مزنوووه حبيبتي الله يخليج انسي هالسالفة انا كنت اسولف ويا ربيعتي.. لا تخبرين يدووه الله يخليج.."
مزنة: " اذا ما خبرت شو بتعطيني؟؟"
عليا: "اللي تبينه!!"
مزنة: "عطيني السلحفاة.."
دزتها عليا بعيد عنها وهي تقول: "نعم؟؟؟ لو تموتين ما اعطيج اياها..!!"
مزنة: "خلاص كيفج.. بخبر يدوه.. وبخبر خالوه شريفة بعد!"
عليا (وهي خلاص بتصيح): "لا حرام عليج مزوون.. اختاري أي شي من مكياجي.. أي شي بس السلحفاة لاء.."
مزنة:" ما يخصني انا ابا السلحفاة.. انتي اليوم خلي ميود يعطيج وحدة ثانية.."
اطالعتها عليا بحقد كبير وتمت تفكر بموقفها وشافت انه من الافضل انها ما تكون عداوة ويا هالياهل الشريرة.. ونشت وسارت صوب شبريتها وشلت الحوض الصغير اللي فيه السلحفاة وبكل مرارة وحزن سلمته لمزنة.. اللي ماتت من الوناسة وهي تطالع سلحفاتها اليديدة..
عليا: " عطيتج السلحفاة.. انتي وعديتيني ما تخبرين حد."
مزنة: "هييه ما بخبر خلاص.. حبيبتي انتي.."
عليا: "ديري بالج عليها .. والله لو ماتت بذبحج مزنوه"
مزنة: "لا لا ما بتموت بأكلها خس .. وبسميها مزمز.. "
عليا ( تقول في خاطرها) "مالت" بس جدام مزنة ابتسمت وقامت تكمل العفسة اللي في شعرها.. ومزنة تبتسم وتفكر شو تطلب منها المرة الياية عشان ما تخبر عليها..
وعقب ما خلصت عليا لبس ومكياج وضبطت شعرها كانت الساعة 12 ونص.. ونزلت تحت ويا مزنة عشان يسيرون عند قوم ميود.. ومشت لغرفة يدوتها عشان تخبرها انهم بيسيرون.. بس ما لقتها.. ودورتها مزنة في البيت بكبره .. بس ما كان لها أثر.. عشان جي اتصلت بها عليا على موبايلها.. ويوم ردت عليها سألتها: " يدووه وينج؟ "
صالحة: " أنا في الدرب سايرة دبي.."
عليا: " دبي؟؟ متى ظهرتي؟"
صالحة: " وانتي شتبين فيني متى ظهرت ومتى رديت؟ شعندج؟"
عليا: " نبا الدريول وينه؟"
صالحة: "وينه بعد؟ تراه هو اللي مودني .. ولا تتحريني سايرة في تاكسي..؟"
عليا ( بأعلى صوتها): "نعم؟؟؟؟؟ الدريول مودنج دبي؟؟؟ بس انا قلت لج اني بسير عند ليلى!!"
صالحة: " انزين خليهم يطرشون لج دريولهم.. انا دريوليه محتايتنه اليوم.. "
عليا: "يدوه حرام عليج!!."
صالحة: " اسميج تحبين الهذرة انا اروحي ما اداني ارمس فيه هالموبايظ.."
وقبل لا ترمس عليا بندت صالحة في ويهها ومن القهر عقت عليا عمرها على القنفة وهي شوي وبتصيح .. شو بتسوي الحين؟ مستحيل تقول لليلى اطرش لها دريولهم. . شوبيقول عنها مايد؟ أكيد بيحتقرها.. ليش جي يدوتها تسوي فيها ؟ ليش؟؟
مزنة: " بلاج؟"
اطالعتها عليا باحتقار ونشت وركضت فوق في غرفتها عشان تصيح على راحتها.. أما مزنة اللي استغربت من حركة عليا فقررت تتصل بدريول بيتهم وتخليه يوديها عند سارونا وامولة.. وقالت في خاطرها " علاية شكلها غيرت رايها وما بتسير.. ياللا..!! بسير بروحي"
.
.



.
.
الساعة وحدة ونص الظهر
في بيت أحمد بن خليفة كلهم كانو متيمعين ع الغدا.. وهالمرة الغدا كان وايد مميز لأنه عمهم عبدالله يالس على راس الطاولة في مكان أبوهم الله يرحمه.. وعلى يمينه كانت أمه وحذالها ليلى وخالد وع اليسار مايد وسارونة وأمولة.. ومزنة ..
ليلى هي اللي طبخت لهم اليوم .. كانت مسوية برياني دياي وفتوش وسلطة مايونيز ومسوية سمج مشوي لمايد اللي ما يحب الدياي.. هذا غير الكيك والأيس كريم اللي مزهبتنه حق عقب الغدا.. وكانت وهي تاكل تطالع اخوانها وتبتسم وهي تشوفهم متلذذين بالأكل.. قبل كانت تطبخ ومحد يروم ياكل اللي تسويه.. بس الحين استوت عندها خبرة من دروس أم أحمد اليومية.. واللي كان صدق مخلنها مستانسة انه عمها مدح طباخها ووايد عيبه الأكل..
ليلى: "عمي دوم تعال تغدى عندنا.. والله ما تعرف شكثر نستانس بدخلتك علينا.."
ابتسم لها عبدالله وحس بقلبه ينقبض.. وايد يحس بعمره مقصر وياهم رغم انه يتوله عليهم ويتمنى يشوفهم دوم بس ينشغل بالشركة وببيته.. وياسمين مول ما كانت ترضى تزورهم وياه..
عبدالله: " وليش ما اتون انتو تتغدون عندي؟ من يوم سكنت الفيلا اليديدة ومحد فيكم فكر يزورني.."
ليلى: " في هاذي معاك حق.. نحن وايد مقصرين .. وان شاء الله بنزوركم .. بس انته حدد الوقت اللي يناسبك.."
عبدالله: "أفاا يا ليلى.. تبين تزعليني منج؟ هذا بيتكم في أي وقت تبون تفضلوا.. "
أم أحمد كانت تسمع وهي ساكتة.. ما تروم تقول له انه مرته نفسها خايسة وما تعتقد انها تباهم يزورونها.. ولا تروم تعاتبه وتذكره انه من يوم ما خذ ياسمين نسى مسئولياته تجاههم.. كانت ما تبا تخرب عليهم الغدا خصوصا انه هاي أول مرة من فترة طويلة وايد يتغدى فيها عبدالله عندهم في البيت..
مايد اللي كان مشغول بالسمجة اللي جدامه وايج فجأة على مزنة وسألها: " اووه صح.. علاية وينها؟ ردت بوظبي؟؟"
مزنة (وحلجها متروس عيش): " لا عليووه في البيت"
عبدالله (يسأل امه): " منو عليا؟"
أم أحمد: "عليا بنت شريفة.."
عبدالله: " هييييه.. "
ليلى: " ليش ما يت وياج؟؟ نسيت اسألج عنها.."
مزنة: "ما ادري بها.. تلبست وعقب قالت خلاص ما بسير.."
ليلى: " وحليلها يمكن حست بتعب ولا شي.. "
مايد: "ومنو عندها هناك في البيت؟؟ لا يكون يالسة بروحها؟"
اطالعته مزنة بنظرة طويلة وضحكت بخبث وردت تكمل أكلها وليلى استغربت من هالضحكة بس ما علقت.. وقالت لمايد: " بدق لها عقب شوي وبطمن عليها.."
أمل (وهي فجأة تتذكر رمسة مترف أمس): " ميوودي خبرهم اني بستوي مذيعة.."
مايد: "انتي صدقتي ويا ويهج؟؟ أقول لج شي؟ لا تحلمين وايد "
عبدالله: " شو السالفة؟"
مايد: " مترف ربيعي بيشتغل مذيع في دبي الرياضية.. وقال إذا احتاجو مذيعات صغار للمهرجان بيتصل بنا عشان نودي أمولة.. وهاي عاد ما صدقت .. "
عبدالله (وهو يطالع أمولة بحنان): " تستاهل أمل تستاهل.. بس عاد بتعرف ترمس جدام الكاميرا؟"
أمل: " هييه عمي بعرف.. عقب بتشوفوني في التلفزيون.."
مايد: " من زينج عاد!!"
ليلى: " ميوودي حرام عليك.. أمولة حبيبتي مبروك تستاهلين.."
ابتسمت أمل بفخر كبير واطالعت سارة اللي كانت تبتسم بهدوء..وفجأة حست بألم في ريولها لأنه مزنة رفستها ويوم التفتت لها شافتها معصبة وتطالعها بنظرة حادة
مزنة:" لا تصدقين عمرج أصلا مذيعات المهرجان لازم يكونن كبار..!"
أمل: " شي بنات كبري انا بروحي شايفتنهن..!!"
مزنة: " هيه شي بس لازم تكونين ساكنة في دبي .. منو بيوديج هناك كل يوم؟"
اطالعتها أمل بحقد وردت لها مزنة نفس النظرة
مايد: "مزنوه يا حمارة اسكتي عن اختي.. اصلا انتي غيرانة منها.."
ليلى: "ميوود!!"
مايد: "ما تشوفينها؟ دبة وحدة!!"
مزنة: " إذا أنا دبة انته شتطلع؟ يالكبت!"
مايد: "هاهاهاها وايد يضحك.."
عبدالله كان يطالعهم ويضحك ع خبالهم.. وامه حاسة بسعادته ومظايجة وايد من ياسمين اللي حرمته متعة انه يكون ويا عيال اخوه ويشاركهم مثل هاللحظات.. وابتسمت وهي تدعي له انه الله يعوضه بعياله اللي بيملون عليه حياته ضحك وشطانة وحب..
.
.




.
.
في بيت خليفة، كانوا فاطمة وبنتها إيمان في المطبخ ويا البشاكير يزهبن الغدا.. وكان صوت ضحكهن واصل الصالة .. سوالفهن مستحيل تخلص وكانن يخططن وين بيسيرن اليوم وشو بيشترن .. وعقب ما خلصن الغدا زهبن الطاولة وزقرن خليفة واليهال..
إيمان: " اليوم امايه مسوية لكم غدا سبيشال.."
فاطمة: " بغديكم اليوم غدا مكسيكي.."
خليفة: "أهم شي يكون وياه عيش.. تعرفوني انا ما ايشبعني الا العيش.. "
فاطمة: "إي خبرتني ايمان و سويت لك عيش .. ما ادري شو عندكم كل يوم تتغدون عيش؟ مع انه ما منه فايدة الا انه يكبر الكرشة.."
خليفة: "تعودنا عاد شو نسوي.. خلاص ما نصبر عنه.."
ضحكت فاطمة وسمعت صوت موبايلها يرن وسارت ترد عليه.. كانت ربيعتها لميا متصلة وقبل لا ترد كانت الابتسامة مرتسمة على ويهها..
فاطمة: " هلا والله.."
لميا: " هلا فيج.. شحالج فطوم؟"
فاطمة: "الحمدلله بخير .. انتي شحالج؟"
لميا: " تمااام.. وينج انتي ؟ في الامارات؟"
فاطمة: " إي انا في بيت إيمان.."
لميا: "شحالها ايمان؟؟ وشحال عيالها وريلها؟"
فاطمة: "الحمدلله بخير.. وايد مونسيني .. أخاف من الوناسة استقيل وايلس عندهم هني.."
لميا: " ههههههه عشان اذبحج.. !! لا تتعودين على حياة الكسل تراها ادمان.."
فاطمة: " إي ولله صدقتي.. انتي وين؟"
لميا: "أنا في مصر .. اليوم حفل جوائز الاذاعة والتلفزيون.. لا تنسين تشوفينه بينقلونه ع الهوا.."
فاطمة: "مسلسلج ترشح للجايزة صح؟"
لميا: "مرشحينه لخمس جوائز.. والله ابي المسلسل يفوز مب عشاني.. عشان احسسهم انه الدراما الخليجية لها قيمة مب شرات ما يفكرون .."
فاطمة: " بالتوفيق حبيبتي.. "
لميا: " إن شاء الله ... الا خبريني شو صار على عبدالله؟؟"
فاطمة (وهي تتنهد بإحباط): "ما صار شي.. ما تجرأت اتصل به "
لميا: "إنتي شو ناطرة؟؟ تتحرين عمرج بتمين في الامارات على طول؟؟"
فاطمة: " اتصل به بصفتي شو؟؟"
لميا: " بصفتج وحدة قال لها يوم بتين الامارات اتصلي بي.. بصفتج وحدة أكد لها انه يتمنى اتم صديقته على طول.. عرفتي الحين بصفتج شو؟؟"
فاطمة: "بس هالكلام كان من فترة طويلة.."
لميا: "هاي اللي تبي تذبحني!!.. اسمعي انا حذرتج.. إذا ما عطيتيني خبر في الساعتين اللي عقب هالثانية إنج اتصلتي به.. أنا بروحي بتصل به وبخبره انج في الامارات.."
فاطمة: " لا والله؟ ومن وين بتييبين رقمه ان شاء الله؟"
ابتسمت لميا بثقة: "تتحديني فطوم؟ تتوقعين ما اقدر اييبه؟"
فاطمة: "لا لا اتحداج ولا شي.. خلاص بتصل به.."
لميا: "تذكري انه عندج ساعتين.. "
فاطمة: " طااعوو هاي.. انتي المفروض تفكرين بالحفل . .تفكرين شو بتلبسين ووين بتسوين مكياجج مب تشغلين بالج بمشاكلي العاطفية.."
لميا: " عاد انا موتي وحياتي مشاكلج العاطفية.. شو اسوي.. طبعي جي حشرية.. "
فاطمة: "خلاص ياختي بتصل به.. ياللا انتي بندي وروحي تزهبي للحفل.."
لميا: " أوكيه الغالية ياللا فمان الله.."
فاطمة: "مع السلامة."
تنهدت فاطمة وهي تبند الموبايل ويلست ع القنفة تفكر شو تسوي الحين.. طلعت رقم عبدالله وتمت تطالعه بتردد.. وعقب لحظة تفكير طويلة.. طرشت له مسج..
" مرحبا عبدالله.. تتذكرني؟ أنا في دبي.. عندي مؤتمر لمدة يومين.."
وعقب ما شافت "تم إرسال الرسالة" على شاشة موبايلها ، تنفست بعمق وسارت تتغدى ويا بنتها واحفادها..
.
.



.
.
عبدالله كان يالس في الصالة يلاعب بنات اخوه يوم وصله مسج فاطمة.. بس بسبب الحشرة اللي كانو مسوينها اليهال ما سمع صوت الموبايل اللي كان حاطنه ع الطاولة الصغيرة اللي جدامه.. سارونا كانت يالسة حذاله ع القنفة ولاويه عليه وترمسه بدلع ومزنة وأمل يالسات تحت ع الارض يسولفن ويشربن جاهي.. وخالد لابس بدلة "بز يطير" مال حكاية لعبة ويركض في الصالة اونه يطير.. وأم احمد يالسة ترمس ليلى وتتثاوب.. ومايد مجابل التلفزيون وده يعلي الصوت ويسمع اغنية نانسي عجرم بس يعرف انه ليلى بتهزبه..
سارونا اللي كانت وايد مستانسة انه عمها عاطنها كل اهتمامه كانت تخبره شو سووا امس في دبي..
سارة: " ميودي اشترى لي باربي يديدة ويا سيارتها.."
عبدالله (اللي كان يموت في هالبنية..): " ما يقصر مايد.. ووين سرتوا بعد؟"
سارة: " سرنا ماجيك بلانيت وبعدين مترف ودانا ميركاتو ودخلنا موفي.."
عبدالله: " الله!! استانستو يعني.. شو الموفي اللي شفتوه؟"
سارة: " شفنا نيمو.. السمجة الحمرا.."
عبدالله: " شو سالفتها هالسمجة؟؟"
يلست سارونا تخبره عن سالفة الفلم.. وهو متخبل عليها وعلى دلعها وحركاتها.. وفي الاخير سألته: "انته متى بتودينا نشوف موفي؟"
عبدالله: " أي وقت تبينه حبيبتي.."
سارة: " نسير باجر؟"
عبدالله: "نسير باجر.. ليش لاء.. أنا بعطيج رقمي وانتي متى ما تبين تطلعين اتصلي بي.. شو رايج؟"
سارة: "أي مكان ابا اسير له اتصل بك؟؟"
عبدالله: "أي مكان.. لو ان شالله تبين تسيرين الجمعية.. "
مدت له سارة ايدها عشان يكتب لها الرقم عليها وطلع عبدالله قلم من مخباه وباس راحة ايدها قبل لا يكتب رقمه عليها.. واطالعت سارة الرقم وويهها منور بابتسامتها ونشت وسارت غرفتها عشان تنقل الرقم في مذكرتها.. وأول ما سارت عنه يت ليلى ويلست مكانها وهي تلوي على عبدالله..
ليلى (بدلع): "عمي حبيبي حتى انا اباك ادلعني وتوديني السينما.. ولا كبرت ع الدلع؟"
عبدالله: " ههههههه فديت روحج انتي عمرج ما بتكبرين ع الدلع.. خلاص تم بوديج السينما بس عاد نسير الظهر.."
ليلى: " مب مهم متى نسير .. المهم اطلع ويا عمي حبيبي .."
ضحك عبدالله وهو يمسح على شعرها وهني تذكرت ليلى عرض المشروع اللي قالت لها عنه الصحفية كلثم.. وقالت لعمها: "عمي؟"
عبدالله: "ها حبيبتي.."
ليلى: " وحدة صحفية في جريدة الاتحاد.. طرشت لي رسالة تباني اشترك وياها في تحقيق مصور عن الاثار في العين.. وقالت انها تبا تتعامل ويايه دوم.."
عبدالله: "والله شي حلو.. مبروك غناتي.. "
ليلى : "يعني عادي عمي؟؟ ارد عليها واقول لها موافقة؟"
عبدالله: " أكيد .. والا تبين تضيعين هالفرصة من ايدج؟؟ غيرج يدور الشغل وانتي الشغل ياينج للبيت.. شو تبين بعد؟"
باسته ليلى على خده وابتسم لها عبدالله وفي هاللحظة سمع صوت خالد يالس يترجا مايد وصد صوبهم يشوف شو السالفة..
خالد كان لاصق فميود وعلى ويهه نظرة يائسة
خالد: " ميوودي الله يخليك اتصل بهم.. ماماه ليلى قولي له يتصل.."
ليلى: " شو يبا منك ميود؟"
مايد: "يباني اتصل بهالبرنامج الغبي وأسجل اسمه.. جنه الحين بيعرف يلعب.."
عبدالله: "أي برنامج..؟"
خالد: "سابق ولاحق.."
ليلى: " وتبا ميود الزطي يتصل لك؟ تعال انا بتصل وبسجلك عندك الرقم؟"
ركض خالد صوبها وفي ايده ورقه.. : " هيه سارونا كتبت لي الرقم.."
مزنة : "سجلوني انا بعد.. "
امل: " أنا بعد أنا بعد.."
عبدالله (وهو يمد ايده ويشل موبايله عن الطاولة): "يودي ليلى اتصلي من موبايلي.."
خذت ليلى الموبايل عنه وانتبهت للرسالة وقالت له: "عمي واصلنك مسج"
شل عبدالله الموبايل عنها وبطل المسج وقراه: " مرحبا عبدالله.. تتذكرني؟ أنا في دبي.. عندي مؤتمر لمدة يومين.."
تم عبدالله يطالع المسج باستغراب.. ما يعرف الرقم ولا قادر يفهم الرمسة المكتوبة.. عشان جي اتصل بالرقم اللي ظاهر له.. وتريا ثواني لين ما ردت عليه فاطمة..

فاطمة كانت تشرب جاهي يوم رن موبايلها ويوم شافت اسم "عبدالله" منور الشاشة صبت الجاهي على جلابيتها من الارتباك ونقزت ايمان من مكانها عشان تساعد امها بس فاطمة اللي كانت ترتجف قالت لها : "ايلسي ايلسي فديتج.. أنا بس خفت من صوت الموبايل.. بروح فوق ابدل ثيابي وبرجع.."
نشت من مكانها وردت على الموبايل وهي تمشي سايرة صوب الدري وقبل لا تتكلم خذت نفس عميق وقالت بصوت يرتجف: "ألوو؟؟"
عبدالله استغرب من الصوت اللي سمعه.. مول ما يا في باله انها فاطمة .. وقال: "السلام عليكم والرحمة.."
ركبت فاطمة ع الدري وتمت تمشي بسرعة وردت عليه: " وعليكم السلام والرحمة.. يا هلا عبدالله.."
عبدالله: " هلا اختي.. اممم عفوا منو ويايه؟؟"
فاطمة (وهي تبطل باب غرفتها): " انا كنت متوقعة انك ما تذكرني.. ع العموم انا بس أوفي بوعدي واخبرك اني في البلاد.."
عبدالله تذكر اللهجة.. وتذكر شوي من نبرة الصوت.. وارتسمت الابتسامة على ويهه وهو يسألها بسعادة: "فاطمة؟؟"
على طول التفتت له ام احمد واطالعته بنظرة تعجب وكانت نفس النظرة مرسومة على ويه ليلى .. عشان جي يود عبدالله ضحكته واشر لهم بإيده انه بيسير يرمس في الصالة الثانية وابتعد عنهم عشان يرمس على راحته..
فاطمة: " إيه فاطمة.. شحالك عبدالله؟"
عبدالله: " يا هلا والله.. أنا بخير ربي يعافيج.. انتي شحالج؟ وين هالغيبة كلها؟"
فاطمة: " في الفترة اللي طافت كلها كنت مشغولة وايد ويا الجامعة وما ييت الامارات الا الحين عشان المؤتمر.. "
عبدالله: "إنتي في دبي الحين؟"
فاطمة: "إي في دبي.. وانته؟"
عبدالله: "أنا في العين... انتي لين متى بتمين هني؟"
فاطمة: "اممم بسافر يوم الاربعا.."
عبدالله: "لازم اشوفج قبل لا تسافرين فاطمة.. "
ابتسمت فاطمة : "أكيد ان شاء الله بتشوفني.."
عبدالله: "تدرين ؟ مرتي ربت من يومين.."
فاطمة: "ماشالله!!.. مبروك عبدالله.."
عبدالله: "الله يبارك في حياتج.. والله لو تشوفينها يا فاطمة.. خبلت بي.. "
تم عبدالله يرمس عن بنته ومرته وفاطمة تبتسم بحزن وهي تسمعه .. في يوم من الايام قالت له عبدالله انساني ودور لك وحدة صغيرة تييب منها عيال يملون عليك دنياك .. والحين .. يوم سمع كلامها وتزوج ويابت له مرته الياهل اللي قالت له عنه.. الحين تحس بفراغ كبير في داخلها .. بغباء فظيع ..
فاطمة: " عساك دوم مستانس يا عبدالله.. والله تستاهل كل هذا وأكثر.."
ابتسم عبدالله: "وانتي شو اخبارج؟؟ "
فاطمة: "أنا ما تغير شي في حياتي.. الروتين نفسه.. الجامعة والدراسة.. وسفراتي من فترة لفترة.."
عبدالله: " وايد استانست انج اتصلتي فيه.. توقعت تكونين نسيتي.."
"شرات ما انته نسيت.. " قالت فاطمة في داخلها بس ردها عليه كان صريح جدا: " لا ما نسيت.. إنته تهمني عبدالله وكنت دوم افكر شو استوى في حياتك.."
عبدالله: " حتى انتي كنتي تطرين على بالي من فترة لفترة.. "
من فترة لفترة.. ابتسمت فاطمة لانعكاسها في الدريشة وقالت غبية.. انتي كنتي تفكرين فيه في كل لحظة تمر عليج.. وهو يمكن في الشهور اللي طافن هاذيلا ما فكر فيج غير مرة او يمكن ما فكر فيج ابد..
فاطمة: "عموما انا كنت بسلم بس .. واذا في فرصة اشوفك خبرني.."
عبدالله: " إن شاء الله بشوفج.. أباج تشوفين بنتي شمسة.."
يعني افهمي انه مرتي بتكون موجودة.. فكرت فاطمة بسخرية.. وقالت له: "يصير خير ان شاء الله.. فمان الله عبدالله.."
عبدالله: " مع السلامة.."
بند عبدالله وهو صدق مستانس انه رمس فاطمة.. وبندت فاطمة وهي متندمة من الخاطر انها دقت له.. عبدالله رد يرمس عيال اخوه وابتسامة خفيفة مرتسمة على شفايفه.. وفاطمة ردت تحت تيلس عند عيال بنتها وكل سوالفهم وضحكهم ما قدرت تشيل العبوس اللي اكتسى ملامحها..
.
.

.
.
مايد اللي كان يجلب القنوات يدور شي يشوفه حس بالملل وقال لليلى اللي كانت يالسة حذاله في الصالة الثانية: " ليلوتي اتصلتي تطمنين على عليا؟"
ليلى: "لا ما دقيت لها نسيت.."
مايد: "دقي لها انا ملان.. وطرشي لها الدريول اييبها.."
ليلى: " وانته ليش ان شاء الله مهتم بها جي؟"
مايد: "بنت خالوتي ليش ما اهتم بها..؟؟"
ليلى: " بس لا تزودها وياها.. اخاف تتعلق عقب.."
مايد (بأرف): " نعم؟؟ تتعلق؟؟ ها اللي ناقص بعد..!!"
ليلى: " يا سلام!! وليش يعني هالنظرة؟"
مايد: "لأنه افكاركم وايد وايد غلط.. هاي بنت خالوتي يعني شرات اختي.. لازم ادخلون الحب في كل شي؟"
ليلى: "انا ما دخلت الحب في السالفة بس انته ما شفت تصرفاتها المرة اللي طافت ؟ "
مايد (يطالعها وهو مصدوم): "لا ما انتبهت.. ليش هي قالت لج شي؟؟"
ليلى: "ما قالت شي.. بس انا حسيت.."
مايد: "ارجوج لا تحسين .. انا بعدني صغير ع الحب.. خليني اعيش مراهقتي ويا نانسي عجرم وهيفاء وهبي.. ويوم بكمل عشرين سنة تعالي رمسيني عن الحب.."
ضحكت ليلى اللي عيبتها السالفة وقالت له: "معقولة؟؟ ميودي تبا تقنعني انه ما عندك وحدة ترمسها؟؟"
اطالعها مايد بتحدي وقال لها: "حتى لو كانت عندي وحدة .. انتي ما بتعرفين.. ولا أي حد في الدنيا بيعرف.."
ليلى: "يعني عندك وحدة؟؟"
مايد كان صدق حاس بالاحراج ويعرف انه اخته متعمدة تحرجه.. وقال لها: " لا طبعا ما عندي حد.. أقول لج بعدني صغير انتي ما تفهمين؟.."
ليلى: "يعني الحين تبا تفهمني انه اللي عمرهم 16 سنة ما يتعرفون على بنات؟"
مايد: "امبلى يتعرفون.. بس عاد الشباب مب كلهم واحد.. انا من نوع الشباب اللي عندي اشيا اهم من البنات عشان اسويها.."
ليلى (وهي تطالعه بخبث): "مثل شو؟"
مايد: " انتي شكلج مب ناوية تتصلين بعلايه.. خلاص انا بسير عنج.. مزعجة!!"
ليلى: "هههههههه.. بتصل بها الحين.."
مايد: "لا تتصلين، لوعتي لي بجبدي .. خلاص بسير ارقد.."
ضحكت ليلى وهي تتفداه وقامت تشوف باجي اخوانها شو يسوون
.
.

.
.
الساعة اربع العصر، كان عبدالله ساير المستشفى ويا أمه عشان يطلعون ياسمين.. وكان يعرف انه ام ياسمين ناوية اتم وياها هالاسبوع بطوله.. وكان هالشي منكد عليه لأنه مول ما يداني ام ياسمين.. ومقلل زياراته للمستشفى هاليومين بسبتها.. يوم نزل من السيارة قال لأمه: "امايه اسبقيني انتي لغرفتها وانا بسير اسوي لها اذن خروج.."
أم أحمد: "زين فديتك.. لا تبطي عاد.."
عبدالله : "لا ما ببطي.."
سارت ام احمد صوب غرفة ياسمين وعبدالله سار عند رئيسة الممرضات عشان اييب اذن الخروج من عندها.. ويوم وصل عندها قال لها: " مرحبا.."
النيرس : "يا أهلا..!!"
عبدالله: " الدكتورة وافقت انه مرتي تظهر.. ممكن تعطينا اذن الخروج؟"
النيرس: " اسمها ايه زوجتك؟؟"
عبدالله: " ياسمين علي بن يمعة.."
اطالعته النيرس باستغراب وقالت له: "ياسمين ؟ دي خرجت بقالها ساعة دلوأتي.."
عبدالله: "نعم؟؟ لا انتي اكيد مغلطة.. ياسمين علي يمعة.. تأكدي.."
حطت النيرس الدفتر جدامه وجيك عبدالله ع الاسم.. واستغرب.. وسأل النيرس: "طلعت ويا منو؟"
النيرس: " أبوها خرجها.. "
عبدالله تم يطالعها وهو مصدوم.. ليش ياسمين ما خبرته؟ لا يكون بس للحين زعلانة على سالفة الفيلا؟؟ وبسرعة سار صوب الغرفة عشان يتأكد وشاف امه يالسة هناك بروحها تترياه.. ويوم دش عليها قالت له: "النيرس تقول انه مرتك طلعت.. كيف جي بعد؟"
عبدالله: "هيه روحت ويا ابوها.. ما ادري شو سالفتها.."
أم أحمد: "اتصل بها شوفها وين.. جان خبرتك انها بتطلع ويا ابوها.."
عبدالله طلع موبايله واتصل بمرته ياسمين.. اللي كانت في السيارة ويا ابوها وامها.. بس ما ردت عليه وقال لأمه : "تعالي بنسير البيت يمكن هي سبقتنا هناك ويا امها.."
ياسمين يوم شافت رقم عبدالله تنهدت بملل وحطته ع السايلنت .. وقالت لأمها اللي كانت ميودة البيبي.. : " هذا عبدالله متصل.. أكيد راح المستشفى وما لقانا.."
مريم: " انتي ما عندج سالفة يا ليتج بس تسمعين كلامي.."
ياسمين: " انا مقتنعة باللي بسويه.. امايه بلييز.. ما ابا نقاش في هالموضوع.."
علي: " خلي بنتي تسوي اللي يريحها. وبعدين احسن لها تطلق.. أنا مب معودنها تعيش محبوسة وهذا مول ما يخليها تظهر .. البنية انغرت فيه وايد.. وانا ما احب حد يأذي بنتي.. والمؤخر اللي بتحصله والنفقة اللي بنطلعها من عيونه بتخليها عايشة احسن عيشة هي وبنتها.."
ياسمين كانت وايد متظايجة من كل اللي استوى بس في نفس الوقت مقتنعة انه قرارها هو الصح.. وانه الطلاق هو انسب حل عشان تعيش باجي حياتها مرتاحة.. وبالنسبة لبنتها أبوها إذا يباها يروم ياخذها.. بس قبل لازم يكتب الفيلتين بإسمها.. ومن دون هالشي خل يتحمل يعيش من دونها العمر كله..
تنهدت ياسمين وهي تسمع كلام ابوها واتصلت حق شيخوه بس كان مغلق.. ياسمين كانت وايد مستغربة من هالشي..شِيخوه مول ما سألت عنها ولا يت تزورها.. وتيلفونها مغلق.. شو سالفتها؟؟ لا يكون بس مريضة؟
.
.

.
.
شيخة في هالوقت كانت بتموت من الصياح وهي تطالع اللون البنفسجي والأخضر اللي تحت عيونها.. كانت واقفة تطالع ويهها في جامة الحمام.. أول مرة في حياتها تحس بهالألم اللي تحس به كل ما رمشت بعيونها.. فهد تغير وايد.. بعدها للحين مب مصدقة انه ظربها بهالوحشية.. هو اللي عمره ما مد ايده عليها او غلط عليها بكلمة.. الحين صار يظربها يوميا.. واليوم يوم طفرت منه ومن معاملته وقالت له يطلقها ظربها على عينها بكل قوته.. بعدها تتذكر كلماته عقب ما ظربها.. يوم كانت طايحة ع الارض تصيح.. كان يطالعها بكره ويقول لها: " ان يبتي طاري الطلاق على لسانج مرة ثانية بتشوفين شو بييج مني.. انتي وحدة سافلة خايسة حتى الطلاق ما تستاهلينه.. بتمين عندي وبتخدميني غصبن عنج.. وما ابا اسمع صوتج عقب اليوم.. انتي تفهمين؟؟"
دمعت عيون شيخوه وعلى طول ندمت على هالشي.. لأنه الدموع كانت تحرق لها عيونها بشكل وايد مؤلم.. كانت تحس بشوق غريب لفهد اللي عرفته من زمان.. فهد الطيب الحنون اللي كانت نظراته لها كلها حب وسعادة.. الحين مول ما تشوف البسمة على شفايفه..
متى بيشفي غليله منها وبيرد فهد الأولاني؟؟
متى بيبدا ينسى اللي سوته وبيفتح وياها صفحة يديدة؟؟
تنهدت شيخة بحرقة.. ما تعتقد انه في ريال ممكن ينسى.. وأكيد مب فهد.. بيتم متذكر هالشي على طول.. وبيتم يذلها على طول.. بس شيخة ما تروم تعترض.. كانت تعرف انها غلطانة وتعرف انها يابت هالشي لعمرها..وتعرف انه غلطتها لازم هي اللي تتحمل مسئوليتها..
.
.
عبدالله في هاللحظة كان واصل حده.. عقب ما سار بيته هو أمه وما لقى حد هناك، حرق تيلفون ياسمين اللي مول ما كلفت نفسها ترد عليه.. عشان جي وصل أمه البيت وطلع بسيارته ما يعرف وين يسير.. كان مقهور منها ، حتى لو زعلانة المفروض ترد عليه.. يعني ما تعرف انه يحاتيها ويحاتي الياهل؟ وعقب ما اتصل بها للمرة المليون وما ردت عليه اتصل بأبوها .. اللي رد عليه على طول..
عبدالله : "ألوو.."
علي: "نعم؟"
عبدالله: " السلام عليكم .."
علي: "وعليكم السلام.. "
عبدالله: " عمي ياسمين عندكم؟؟ "
علي: "هيه عندنا.. نعم؟ شعندك؟"
استغرب عبدالله من اسلوب علي بن يمعة وقال له: "وينكم انتو؟ انا سرت لكم المستشفى ما لقيت حد.. الله يهداكم جان خبرتوني انكم بتطلعونها.. ما يستوي جي.."
علي: " وليش نخبرك.؟؟ اسمع عبدالله.. بنتي تبا الطلاق.."
عبدالله: "شوووووو؟؟؟؟؟؟"
علي: "اللي سمعته.. طلقها وبسرعة.. تراها مب طايقتنك.. وانته ما تروم تجبرها تيلس وياك.. "
عبدالله كان يزاعج : " ياسمين وينها؟؟؟ عطني اياها .. انته شو يالس تخربط؟؟"
علي: " بنتي ما بترمسك.. وورقة طلاقها اباها توصلها بأسرع فرصة.. وجان ناوي تاخذ بنتك.. تكتب الفلتين باسم ياسمين.. "
عبدالله: " شو تتحرى انته الدنيا تمشي على كيفك؟؟ مرتي بترد البيت غصبن عنها.. وبنتي محد يروم يمنعني عنها.. انته فاهم؟؟"
علي: " اللي في راسك سوه.. "
وبند التيلفون في ويه عبدالله اللي كان شوي وبينفجر من القهر..
.
.
ياسمين وصلت بيتهم في جميرا وهي صدق تعبانة ، كانت لايعة جبدها من كل اللي استوى.. من ولادتها ومن ريلها ومن ابوها وامها.. ومن سالفة طلاقها.. دشت غرفتها من دون ما تهتم للبيبي اللي كانت عند امها وبدلت ثيابها ولبست بيجامتها ورقدت.. كانت تدري انه عبدالله بيكسر الدنيا فوق راسها وانه مستحيل يتخلى عن بنته.. بس كانت مب قادرة تفكر بهالشي الحين.. كل اللي كانت تبا تسويه انها ترقد.. وعقب ما ترتاح بتفكر شو ممكن تسوي عشان يطلقها عبدالله بهدوء..
بس أي هدوء هذا اللي بيخفف من غضب عبدالله الحين.. كانت نيران قلبه كلها مشتعلة والقهر اللي يحس به خلاه يوقف الموتر على يمين الشارع لأنه كان مول مب قادر يسيطر على الرجفة اللي تسري في جسمه.. كان يعرف انه ما بيرتاح إلا اذا شاف ياسمين ورمسها.. وعشان جي اتصل بسهيل وقال له انه يباه اييه صوب موتره ويسير وياه دبي في شغل ضروري..
سهيل: "شو هالشغل اللي طلع لك مرة وحدة..؟"
عبدالله (بتعب): " انته تعال لي وعقب بخبرك السالفة كلها.. لا تتأخر يا سهيل ما عندي وقت.."
سهيل: "عبدالله انته صوتك وايد تعبان.. متأكد انك بخير؟"
عبدالله: "أنا ما فيه شي انته بس تعال لي .."
سهيل: "دقايق واكون عندك.."
.
.
مرت الدقايق بطيئة جدا على عبدالله وأول ما وصل له سهيل خبره بكل اللي استوى وسارو هم الاثنينة دبي في موتر سهيل.. عبدالله كان محطم ، اعصابه تعبانة وويهه شاحب.. كان يبا يرمس ياسمين يبا يسمع منها هي الرمسة اللي قالها علي.. ليش؟؟ شو استوى؟ خلافاتهم كلها انحلت وياسمين كانت وايد مستانسة عقب ولادتها.. وكانت معاملتها له وايد زينة.. وهو ما قصر وياها بشي.. معقولة عشان الفلل تسوي كل هذا؟
سهيل كان صدق يحاتي عبدالله وكل شوي يطالعه بطرف عينه ويشوف نفس ملامح العبوس على ويهه.. كان يحاول يخفف عنه بأي طريقة وكل شوي يقول له: " لا تحاتي يا عبدالله.. مرتك صغيرة واكيد ابوها قص عليها بكم كلمة.. الحين يوم بتسير وبترمسها بترد لعقلها.."
عبدالله: " ما ادري يا سهيل .. انا مصدوم.. مب عارف كيف افكر.. وأحس بتعب.. تعب كبير.."
وغمض عيونه واتساند على السيت وسهيل يطالعه بقلق.. كانت حالته مب طبيعية أبدا.. أول مرة يشوفه سهيل معصب بهالطريقة.. حتى المرة اللي طافت يوم فقد اعصابه وسار لمكتب مبارك عشان يهزبه ما كان يرتجف بهالعنف.. شو سوت به هالحرمة هاي ؟؟ وشو هاللعبة اللي تلعبها هي وأهلها على عبدالله.. ؟؟
.
.
.




.
.
عقب ساعة
ياسمين كانت راقدة رقاد متقطع ومتعب.. كل احلامها كانت كوابيس.. وكل ما تبطل عيونها تحس انه راسها بينفجر. .الصداع اللي هاجمها اليوم شكله ناوي يقضي عليها.. ومن كثر الألم قامت مرتين ترجع في الحمام.. والحين يوم اخيرا قدرت ترقد بهدوء وبدون كوابيس وصلها صوت صراخ من برى خلاها تفز من رقادها على طول.. وبعصبية فظيعة تأففت وفرت لحافها بعيد عنها وسارت صوب الدريشة تشوف شو اللي يستوي تحت.. ويوم حركت الستارة شافت أبوها واقف تحت في الحوي ووياه عبدالله.. وكان صوتهم واصل لعندها فوق من كثر ما كان عالي..
عبدالله كان يزاعج على علي ويقول له: "خلها تنزل وتقول ليه هالرمسة بنفسها... انته شلك تتدخل بيني وبينها؟؟"
علي: " بنتي ما بتشوفها مرة ثانية انته فاهم ولا لاء؟؟ وقلت لك جان تبا بنتك هات لي أوراق ملكية الفلل.."
عبدالله: "انته اللي لعبت لها بعقلها.. هاي بنتك كيف ترضى عليها تطلق؟؟ انته تخبلت؟؟ وتطلق من دون سبب ليش؟؟"
علي: " انته اللي لعبت بعقلها وخليتها تودر كل شي وتوافق عليك.. وانا ما رمت اقول لها شي.. بنتي الوحيدة وما اروم ازعلها.. بس الحين بصحح هالغلطة وبطلقها يا عبدالله غصب.."
عبدالله لاحظ حركة الستاير فوق ونادى عليها بأعلى صوته: "ياسمين!!.. ياسمين !! انزلي ورمسيني الحين.."
علي (وهو يدز عبدالله في صدره بقوة): "ما يخصك ببنتي انته ما تفهم شو؟؟"
عبدالله طنش علي ورد ينادي على ياسمين مرة ثانية.. كان يباها تفهمه.. ليش ما تنزل له هي وتفهمه؟؟ بس علي رد يدزه مرة ثانية وهالمرة كان عبدالله بيطيح لو ما توازن في اخر لحظة.. كان علي يعامله بشكل مهين ومذل عبدالله كان مستحيل يتحمله في مكان وموقف ثاني .. بس كان حاشم علي لأنه ابو مرته ويد بنته.. وابتعد عنه وهو يطالعه بنظرة حادة .. ورد يطالع دريشة ياسمين..
ياسمين يوم شافت عبدالله يرد على ورا من قوة ظربة ابوها انترست عيونها دموع وعلى طول طلعت من غرفتها وهي تركض وتصيح من الخاطر.. ونزلت من فوق وشافت بنتها في حظن الخدامة اللي كانت يالسة ترضعها في الصالة.. وبدون تردد شلت البنية من حظنها وطلعت برى في الحوي عند عبدالله وابوها وامها وبنتها شمسة في ايدها..
عبدالله يوم شاف ياسمين طالعة من باب الصالة وشعرها الاشقر مغطي نص جسمها .. وملامح ويهها الحلوة مغرقة بدموعها.. وفي ايدها بنتهم شمسة.. حس بقلبه يغوص بين ظلوعه.. هاي ياسمين.. ياسمين اللي حبته وسوت المستحيل عشان توصل له وتنتشله من الحزن اللي كان عايش فيه.. ياسمين اللي عاشت وياه سنة من اجمل ايام حياته.. مستحيل ياسمين تودره .. مستحيل.. علي غلطان.. علي ما يعرف..
اطالعها عبدالله بعيون كلها أمل وشوق واطالعته هي بعيون كلها حزن وتعب.. وقبل لا يحس كانت واقفة جدامه ومن الصدمة ابوها تم يطالعها وهو ساكت..
عبدالله اقترب منها وكل اللي قدر يقوله كان : "ياسمين.."
حاولت ياسمين تسيطر على دموعها واطالعت عبدالله بكل كبرياء وقالت له بصوت حاد وأعلى من اللي توقعته: "شو اللي تباه مني عبدالله؟؟ تبا بنتك؟؟؟ هاي بنتك خذها.. أنا ما أباها.."
علي: "ياسمين!!"
ياسمين (بنبرة حادة): "أبويه انته ما يخصك!!.. لا تتدخل بيني وبين ريلي"
وتفاجئ عبدالله يوم عطته ياسمين بنته بكل جفاف وتلقفها عبدالله في حظنه وهو يطالع ياسمين باستغراب..
عبدالله: " ياسمين شو ياج كل هذا عشان الفلل؟؟ ... جان تبين.. "
ياسمين (وهي تزاعج):" مابا شي.. اباك بس اطلقني.. طلقني عبدالله أبا ارتاااااح.. طلقني.."
نظرة استنكار فظيعة مرت على ملامح عبدالله وهو يشوف ياسمين اتصيح بكل قوتها جدامه.. معقولة هالكثر تكرهه؟؟ معقولة؟؟ ليش؟؟ شو اللي تغير من بينهم؟؟ كان يطالعها ومب قادر يقول لها شي وعقب فترة صمت طويلة وعقب ما هدت ياسمين شوي سالها عبدالله بصوت مبحوح: "ليش؟؟"
ياسمين: "لأني ما أبا اكرهك عبدالله.. طلقني قبل لا اكرهك واكره كل يوم اعيشه وياك.."
غمض عبدالله عيونه بألم وسألها آخر سؤال: " متأكدة انه هذا اللي تبينه؟؟"
ياسمين: "متأكدة.."
حاول عبدالله يتكلم بس ما قدر .. كان يبا يقول لها الكلمتين اللي بيحررونها من ارتباطها وياه بس حس بلسانه ثجيل..
عيونها كانت تطالعه بتعب.. كأنها تترجاه.. تترجاه يعتقها.. ينهي عذابها.. وبمرارة فظيعة.. وهو حاظن بنته بحنان .. التفت عنها عبدالله وعطاها ظهره وقال: "ياسمين.. انتي طالق.. "
نزلت الدموع من عيون ياسمين .. وكمل عبدالله وهو يمشي لباب الحوي..: "طالق... طالق... "
وطلع من بيت علي بن يمعة للمرة الأخيرة.. وهو شال بنته وراه.. وترك ياسمين اللي يلست ع الارض من كثر ما كانت تصيح .. وترك أبوها اللي كان ينتفض من القهر والحسرة على الفيلا اللي ظاعت من إيده..
.
.


.
.

طلع عبدالله من البيت واتجه للسيارة وهو يكافح موجة الهم والتعب الكبيرة اللي بدت تغزو ارجاء جسمه.. وركب السيارة بدون ما يرمس وسهيل اللي فهم السالفة وسمع كل شي يوم كان واقف برى يترياه.. حرك السيارة واتجه لمدينة العين..
كانت شمسة راقدة في حظن عبدالله بسلام.. مب حاسة أبدا بالمصيبة اللي استوت اليوم.. ما تعرف انه في يومها الثاني في هالدنيا ، أمها طلبت الطلاق من أبوها.. وعبدالله كان يطالعها ويقاوم الدموع اللي تيمعت في عيونه.. كان في باله سؤال واحد يتردد مرة ورا الثانية.. ليش؟؟ ليش؟؟؟ ليش؟؟ ليش؟؟
ليش يا ياسمين؟؟

سهيل كان يطالع ربيع عمره واخوه عبدالله ويحاول يركز على الدرب اللي جدامه.. كان الدرب للعين كئيب وصامت وحزين.. ويوم وصلوا العين طلب عبدالله من سهيل انه يوديه بيت أخوه أحمد الله يرحمه.. كانت الساعة تسع فليل. وكان عبدالله تعباان.. ويعرف انه ما بيقدر يتصرف ويا الياهل بروحه.. فراح واشترى لها حليب واغراض من الصيدلية .. وخلى يترياه برى ودش هو وبنته داخل عند امه اللي كانت بتموت من كثر ما تحاتيه..
أول ما دش عبدالله الصالة نشت أم أحمد من مكانها حذال ليلى ومشت بصعوبة بس بسرعة لباب الصالة.. ويوم شافت البنية في حظن ولدها فهمت السالفة ونزلت دموعها وهي تاخذها عنه..
أم أحمد (وهي تصيح): "شو استوى فديتك.؟؟ شو اللي ياكم انتو الاثنين..؟؟"
عبدالله: " ما ادري .. ما ادري امايه.. أنا بروحي مب فاهم شي.."
عبدالله كان شكله تعبان واااايد وليلى كانت واقفة بعيد تطالعه بصدمة وإيدها على قلبها.. عمرها ما شافت عمها جي.. ورغم انها ما تعرف شو السالفة وليش عمها راد البيت ويا بنته بس.. ما تجرأت تسأل من كثر ما كانت خايفة من التعب الواضح على ملامحه.. وأم أحمد شلت الياهل وودتها غرفتها عشان ترقدها ع الشبرية.. وخلت عبدالله واقف مجابل ليلى ..
ليلى (بهمس): " عمي.."
اطالعها عبدالله وقال : " انا بروح الحين.. سهيل يترياني.. ديري بالج على شمسة.. "
ليلى (بصوت مخنوق): "ان شاء الله عمي.. لا تحاتي.. شمسة في عيوني.."
عبدالله: "لا تخلينها تصيح ليلى.. ماباها تصيح.."
ليلى (وهي تصيح): "ان شاء الله عمي.."
ابتسم لها عبدالله بتعب والتفت عنها عشان يطلع لسهيل اللي يترياه برى
بطل عبدالله باب الصالة وقبل لا يطلع منه.. حس انه قوته كلها تسربت منه.. وحس بعمره يرتطم بالأرض بقوة.. ما كان فاهم اللي يستوي ولا كان مستوعب ليش الدنيا ادور به.. وليش فجأة ما قام يشوف شي الا الظلام..
وليلى يوم شافت عمها يطيح عند باب الصالة صرخت بأعلى صوتها وركضت له وحطت راسه في حظنها وهي تصيح.. كان ويهه أبيض وعيونه تطالعها بتعب قبل لا يغمظهن ..
ليلى (وهي ترتجف بكبرها وتمسح دموعها اللي طاحت على خدوده): "عمييييي.. عمي قوووم شو بلاك؟؟؟ عمي؟؟؟ (والتفتت وراها وهي تنادي بأعلى صوتها).. يدوووووووووووووه... يدووه الحقينيي!!!"
في هاللحظة دش سهيل ويوم شاف عبدالله طايح وقف مصدوم وليلى تطالعه وتصيح بكل قوتها.. وعقب ما استوعب الموقف اتصل بالاسعاف.. بس عبدالله كان يشهق بقوة وأم أحمد اللي طلعت من غرفتها في هاللحظة وشافت ليلى حاظنتنه وتصيح عليه ما رامت تتحمل المشهد وطاحت من طولها جدام باب الممر..
عبدالله كان يحس بعمره يشهق ويسمع صوت ليلى وهي تصرخ وتصيح.. بس ما كان مستوعب اللي يستوي.. وسمع صوت سهيل وهو يناديه.. سهيل كان يصيح.. وأمه.. وصوت ثاني بعد بس ما ايعرف صوت منو.. كان ظايع ومب قادر يفهم اللي يستوي..
لين ما حس بالألم اللي قطع له صدره ..
وعقبها..
ما حس بشي..
كان الظلام يلفه..
وهذا آخر شي حس به عبدالله بن خليفة
.
.
نهاية الجزء الخامس والعشرين

غرربه
02-05-2013, 05:41 PM
الجزء السادس والعشرون


" عمي عبدالله.. انا توني مرمس الدكتور.. تعرف شو قال لي ؟؟ قال لي اني لازم ارمسك كثر ما اقدر.. قال انه هالشي بيمنعك من انك تتعمق أكثر في الغيبوبة.. وبيخليك دوم ويانا.. الدكتور يقول انك تروم تسمعنا.. ما ادري إذا كلامه صح ولا لاء.. بس عمي اللي ابا اقوله هو.."

ارتجف صوت مايد وحس بعمره بيختنق.. رغم هذا حاول انه يكمل بهدوء، لأنه اذا كان صج عمه يالس يسمعه الحين ما يباه يسمعه وهو يصيح.. وعقب ما حس بعمره يروم يتكلم قال: " اللي ابا اقوله إنا تولهنا عليك وايد.. خلاص عمي وايد رقدت.. اسبوع بحاله وانته على هالسرير!! .. ياللا بسك كسل.. "

هالمرة ما رام مايد ايود عمره وهو يشوف عمه الممد على السرير جدامه من دون أي حركة.. وانهمرت دموعه بغزارة على خدوده وعيونه تتنقل بين الوايرات الموصلة بجسم عبدالله وبين الاجهزة المثبته على يمين السرير..

مر اسبوع على الليلة المشئومة اللي انهار فيها عبدالله وطاح في بيت اخوه.. ومن يومها للحين وهو في غيبوبة.. الدكتور قال انها جلطة دماغية.. وأكد لهم انه الغيبوبة هاي ما بتستمر اكثر من اربعة وعشرين ساعة.. بس عبدالله استمر في غيبوبته اسبوع كامل.. وليلى وام احمد وصالحة يتناوبن على غرفته في قسم العناية يوميا.. وما يخلونه بروحه ولو ثواني.. بس مايد قدر يقنعهم انه ما يداوم في المدرسة اليوم ، مع انه اول يوم في الفصل الدراسي الثاني.. ويلس ويا عمه من الساعة سبع الصبح للحين.. وطول ما هو يالس وياه كان يسولف له ويراقب ملامح ويهه.. كان يتساءل بينه وبين نفسه إذا كان عمه صدق يسمعه ولا لاء.. بس الدكتور قال لمايد انه الكلام ويا المريض ممكن يعطي عقله الباطن دافع عشان يرد لهم ويستعيد وعيه، وعشان جي كان مايد مستمر في حديثه وياه.. رغم الألم اللي يحس به في قلبه..

" شمووس فديتها تجنن.. وايد عسولة هالبنية.. بس عاد صياحة عودة مول ما تسكت.. أمس بغيت اشلها شوي في حظني وليلوه السخيفة ما خلتني.. مع اني اعرف اتعامل ويا اليهال.. بس ليلوه ما تخلي أي حد يتقرب منها.. واخواني اليهال طول الوقت يالسين حذالها يطالعونها وهم مبهتين.. ههههه وحليلهم اول مرة يشوفون ياهل اصغر عنهم.. خصوصا خالد.. "

ابتسم مايد وهو يحط ايده على ايد عمه.. ويلس يدعي له من كل قلبه الدعاء اللي حفظته اياه ليلى قبل لا ياخذ دوره في اليلسة ويا عمه: " أذهِبِ الباس ..رب الناس..إشف وانت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً"

عبدالله كانت ملامحه نفس الشي.. ما تحرك ولا حتى ارتجفت عيونه.. ولا سوى أي حركة اتدل إنه على قيد الحياة.. الشي الوحيد اللي يثبت انه بعده عايش كان جهاز تخطيط القلب اللي حذاله.. ومايد من خوفه كان كل شوي يطالع الجهاز ويرد يطالع عمه.. في داخله، كان مايد يعرف انه ياسمين هي السبب.. وكان يحس صوبها بكره وايد كبير.. وإذا استوى أي شي لعمه مستحيل يسامحها..

اطالع مايد الساعة.. كانت ثلاث الظهر.. الساعة اربع ونص يدوته بتي تيلس ويا عمه وبيرد هو البيت.. وقرر يستغل هالساعة ونص ويسولف لعمه كثر ما يقدر.. وعشان جي ابتسم وهو بعده ميود ايد عمه وقال: " تذكر قبل اربع سنين؟ يوم كنت في الابتدائي وقالو لك انهم لقوا ويايه فلم في المدرسة وهزبتني؟ هذاك اليوم كرهتك عمي.. وتميت شهور وانا متظايج منك.. وكنت اتمنى لو انه ابويه كان عايش لأني كنت متأكد انه بيصدقني وبيدافع عني.. وانته هالشي ما سويته.. بس تدري؟ هذاك اليوم .. يوم يلست ويايه عقب الحريق اللي استوى في بيتنا.. ساعتها نسيت كل شي .. ولأول مرة حسيت انه ابويه رد لي.."

نزلت دمعة من عيون مايد على ايد عمه عبدالله وقال وهو يمسحها بصبعه..: " ما ابا افقد هالاحساس مرة ثانية.. "

.



.

في بيت أحمد بن خليفة.. كانت ليلى يالسة في غرفة يدوتها وجدامها البانيو البلاستيكي مال اليهال وتسبح شمسة بكل رقة وحذر.. كانت ميودتنها وتمسح بالماي الدافي على ظهرها.. وعلى بطنها.. وسارة يالسة حذالها بانتباه كبير وميودة الفوطة في ايدها.. تتريا ليلى تخلص عشان تلف البيبي بالفوطة.. وخالد يالس ع اليسار مجابل ويه شمسة ويتأمل ملامحها بانبهار.. وعقب ما خلصت ليلى ونشفت البيبي بالفوطة.. ولبستها.. لفتها عدل وشلتها عشان ترضعها وعقب ترقدها .. وسارت ويلست ع الكرسي عشان ترضعها.. وخالد وراها..

انتبهت له ليلى وابتسمت وهي تسأله: " حلوة شمووس صح؟"

هز خالد راسه وقال وعيونه عليها: " بس ما فيها عيون"

ضحكت ليلى وهي تأشر له على عيون شمسة: "وهاذيل شو؟؟"

خالد بارتباك: " هيه ما تبطلهم..!!"

ليلى: "ههههههه حبيبي!!.. تبطلهم بس للحين صغار.. اصبر بتكتبر وبيكبرون وياها.."

خالد: " هيه تسمعنا؟"

ليلى: "لا ما اعتقد.. او يمكن تسمع بس عادي في هالفترة تروم ترقد في الحشرة.. بس عقب شهرين جي

بتنش على أي صوت يزعج رقادها.."

اطالعها خالد بعبط وعرفت انه مب فاهم شي.. فمسحت على شعره وردت ترضع شمسة.. وهو سحب له كرسي من الزاوية ويلس حذال اخته يراقب بنت عمه الصغيرة اللي بهرته من اول يوم دشت فيه البيت..

اليهال ما كانوا متعودين على وجود حد أصغر عنهم في البيت.. عشان جي كانوا وايد مستانسين على الزائرة اليديدة اللي ما يدرون من وين طلت عليهم.. وخالد للحين مب مستوعب انه هاي بنت عمه عبدالله.. وكل شوي يرد يسأل ليلى: " هاي بنت منوه؟"

ليلى: "عيزت وانا اقول لك بنت عمي عبدالله.."

خالد:" من وين يابها؟"

ليلى (وهي متوهقة): " يابها من عند امها.."

خالد: "امها وين؟"

ليلى: "خالد تراك وايد تسأل..!!"

سارة اللي كانت عند يدوتها وتوها تسمع السؤال. .اقتربت من اختها وسألتها: "صح وين ياسمين؟؟"

ليلى (وهي تتنهد) : " في بيتهم في دبي "

سارة: " وليش بنتها عندنا؟"

ليلى: "لأنه عمي مريض .. ونحن لازم نهتم ببنته.. ترى شمسة بنتنا بعد.."

سارة: " عمي بعده مريض؟"

ليلى (بحزن): "هييه"

سارة: "بعده في المستشفى؟"

ليلى: "هييه"

سارة: " متى بيطلع؟"

ليلى: "جريب حبيبتي .. جريب ان شاء الله.. "

سارة(وهي تطالع اختها بارتباك): " يوم بيطلع بيوديني السينما؟"

خالد (بحماس): "انا بعد بسير!!"

ليلى: " إن شاء الله بيطلع وبيوديج السينما حبيبتي.."

خالد: "وأنا؟"

ليلى: "وانته بعد حبيبي.."

ابتسمت لها سارة باطمئنان وردت تيلس صوب شبرية يدوتها اللي كانت تعبانة وتحاول ترتاح شوي ..

أم أحمد كانت تحس بتعب كبير.. ضغطها وايد ارتفع خلال هالاسبوع.. يوم شافت ولدها طايح وسمعت ليلى تصرخ كانت تتحرى انه خلاص راح.. وما رامت تتحمل هالفكرة.. ما رامت تتحمل انه ولدها الوحيد يضيع منها..




تمت منومة في المستشفى يوم لأنه ضغطها وايد ارتفع.. بس رغم تعبها كانت كل يوم تسير وتيلس وياه من الصبح للظهر ومن العصر للساعة 11 فليل.. وفي الاوقات اللي ما تكون فيها موجودة ييلس مايد بدالها.. واحيانا ليلى.. بس ليلى ما تروم دوم تسير لأنها مرتبطة بشمسة بنت عبدالله..

أم أحمد كانت تعيش معاناة نفسية كبيرة.. ولدها في غيبوبة صار له اسبوع كامل.. والدكتور امس قال لهم انه ما يعرف لى متى بتستمر هالغيبوبة.. تنهدت ام احمد وقالت بهمس: " الله يجازي اللي كان السبب"

أمل (اللي كانت منسدحة حذال يدوتها وتقرا مجلة): " شو قلتي يدوه؟؟"

أم أحمد: "ماشي فديتج.. ماشي.."

ليلى: "يدوه حبيبتي اكيد اليهال مب مخلينج ترقدين.."

أم أحمد: " لا والله فديتهن ونسنّي.. ما با اتم بروحي.. هموم الدنيا كلها تتيمع في صدري يوم ايلس بروحي.."

سارة (اللي كانت يالسة ورا يدوتها وتسوي لها مساج): " نحن بنيلس وياج يدوه .. ما بتمين بروحج"

التفتت لها ام احمد وباست ايدها اللي كانت على جتفها.. وسارة باستها على خدها وردت تهمزها..

أمل: " اليوم ما عطونا دروس.. يا ليتني ما سرت.."

ليلى: " مب على كيفج .. "

أمل: "ربيعاتي كلهن ما ين المدرسة اليوم.. محد ياي الا الشطار."

ليلى: " زين بعد.. يمكن تتعرفين على وحدة منهن وتستوين شراتهن.."

اطالعتها امل بنظرة وردت تقرا المجلة..

أم احمد ابتسمت ابتسامة باهتة وردت تفكر بولدها.. كان عايش حياته براحة.. عمره ما اشتكى من مرض ولا من هم.. كان انسان مرتاح ويعيش بهدوء.. هي اللي كانت دوم تحن عليه عشان يعرس.. هي اللي شجعته ياخذ ياسمين.. والحين شو الفايدة؟ شو اللي طلع به من هالعرس؟ الله يخلي له شمسة.. بس وينه هو؟ في المستشفى وفي غيبوبة!..

" وكله مني انا.. أنا اللي سببت له هالشي.." قالت ام احمد بهمس..

أمل : "يدوه شو تقولين؟؟"

تنهدت ام احمد: "قلت لا إله الا الله .. محمد رسول الله.."

أمل: "لا قلتي شي ثاني .. سمعتج انا.."

ليلى: "لولة بس !!.. اذيتي يدوتج!"

ام احمد: "خليها برايها.. ما قالت شي.."

سارة: "يدوه انتي بتسيرين المستشفى العصر؟"

أم أحمد: "هيه فديتج"

سارة: "بسير وياج.. أبا اشوف عميه"

أم أحمد: "ما يدخلون اليهال حبيبتي. ولا باخذج ويايه"

سارة: " بس انا ابا اشوفه"

أم أحمد: "جريب ان شاء الله بيرد البيت وبتشوفينه."

سكتت سارة وما بينت زعلها.. كانت تبا تشوف عمها.. وايد استانست وياه اخر مرة يوم يا بيتهم.. ومن عقبها ما شافته مول.. بس كانت واثقة برمسة يدوتها وكانت تعرف انه بيطلع من المستشفى بسرعة وبيرد لهم البيت..

.

.



.

.

في جميرا.. وفي بيت علي بن يمعة.. وتحديدا في الحديقة.. كان لافي يالس يقرا الجريدة وكل شوي يمد إيده على صحن الكيك اللي على الطاولة وياخذ له قطعة.. ياسمين كانت يالسة وياه على الكرسي اللي مجابلنه.. كانت تطالع شجرة الورد اللي وراه.. بس نظرتها كانت فارغة.. خالية من أي مشاعر.. كانت يالسة في الحديقة بجسدها بس.. روحها وأفكارها وقلبها كانوا في مكان ثاني.. بعيد تماما عن منطقة جميرا..

الهوا كان يمر خلال شعرها ويحرك خصلاته على اطراف ويهها وهي مب حاسة.. إيدها كانت في ثبانها تجلب الموبايل بدون احساس.. والجاهي اللي صبته الخدامة حقها برد وما فكرت ياسمين تذوقه..

اطالعها لافي بفضول وتم يطالعها ثواني طويلة بس ياسمين كانت مب حاسة فيه.. كان مستغرب منها وايد.. ياسمين اللي يعرفها انسانة وايد مرحة ونشيطة.. ومستحيل تيلس في البيت دقيقة..

ياسمين اللي يعرفها مستحيل تسرح وفي عيونها هالنظرة الحزينة.. كانت دوم عندها ثقة انه كل اللي تتمناه بتحصله.. وعشان جي ما كان للحزن مكان في حياتها.. بس ياسمين اللي يالسة جدامه انسانة ثانية.. من يوم الجمعة قبل اسبوع.. تغيرت ياسمين.. صارت حبيسة غرفتها وآمالها وحياتها كلها متعلقة بموبايلها.. ما كانت تاكل ولا تشرب.. الا عقب ما يسير لها ابوها فوق ويأكلها بنفسه.. وغصبن عنها..

حتى لافي اللي ما يحس غمظته اخته واقترح عليها ييلسون في الحديقة شوي يسولفون.. بس من أول ما يلسوا هني وهي سرحانة..

لافي: " ياسمين؟"

اطالعته ياسمين بتعب .. وسألها: " ما بتاكلين؟"

ياسمين: "مالي نفس.."

لافي: " بس انتي ما كلتي شي اليوم مول.."

ابتسمت ياسمين بسخرية: "وانته من متى استويت حنون؟"

لافي: " مب سالفة حنان بس .. مجرد فضول.."

ياسمين (تبرر موقفها): " مابا اكل.. لا تخاف انا مستحيل افكر اجتل عمري من اليوع.. بس وزني زاد عقب الولادة وابا جسمي يرد شرات قبل.."

لافي: "اهاا.. يعني اكل اخر قطعة؟"

اطالعت ياسمين الكيك باشمئزاز وقالت له: " بالعافية عليك.."

مد لافي ايده وشل اخر قطعة ورد يقرا الجريدة.. أما ياسمين فقامت من مكانها ويلست تتمشى في حديقة بيتهم العودة.. جسمها كان وايد بارد والهوا اليوم دافي وتحس بحرارة لذيذة كل ما لامست النسمة ويهها.. كل شي حواليها كان حلو.. حديقتهم وايد حلوة وياسمين كانت تحب تتمشى فيها قبل لا تعرس.. بس رغم كل الجمال اللي حواليها ما كانت ياسمين قادرة تبتسم.. لأنه الافكار اللي ادور في بالها كانت وايد معذبتنها..

كيف قدر عبدالله يتخلى عنها؟ بكل سهولة طلقها.. بكل سهولة.. أول ما حس انه بنته عنده طلقها.. كل اللي كان هامنه بنته وبس.. ياسمين ما كان لها أي اهمية عنده.. لو كان فعلا يحبها ما كان وافق انه يطلقها بهالسهولة.. اطالعت ياسمين موبايلها بيأس وحطته في جيب البنطلون اللي لابستنه.. طول هالاسبوع ما اتصل فيها ولا حتى طرش مسج.. طول هالاسبوع وهو حاقرنها.. ياسمين توقعت يحرق تيلفونها من الاتصال.. توقعت يترجاها ترد له خصوصا انه طلقها طلقة وحدة بس.. بس اللي كان متعبنها انه للحين ما سأل عنها.. وياسمين ما تحب جي.. ما تحب انه حد يلبسها.. ويتجاهل وجودها.. عشان جي دقت له امس.. بس تفاجئت انه تيلفونه مغلق.. وانقهرت اكثر.. اكيد مبند تيلفونه عشان ما تتصل به.. أكيد كان واثق انها بتتصل به.. وكان يبا يبين لها انه خلاص ما يباها

وليش يباها؟؟ خلاص ياسمين يابت له اللي كان يحلم به.. يابت له شمسة.. شمسة.. كل اللي استوى بسببها .. من يوم ما انولدت شمسة وحياتها كلها معتفسة.. عبدالله اختار بينهم واختار بنته.. وهاللي خلى يااسمين في هاللحظة تتمنى لو انها ما حملت من الاساس..

عضت ياسمين على شفايفها بقوة عشان ما تصرخ من القهر.. واتصلت برقم كانت تتصل به باستمرار في الساعات الاخيرة.. رقم شيخووه بس سمعت نفس الرمسة اللي كانت تسمعها خلال الساعة اللي مرت عليها.. كان موبايل شيخووه بعد مغلق..

تنهدت ياسمين بتعب.. حتى شيخة تخلت عنها.. خلاص ما بجى لها حد

يلست ياسمين على طرف الكرسي اللي جدامها وقالت بهمس: "مب هذا اللي كنتي تبينه؟ انتي اللي كنتي تبين الحرية.. وانتي الحين حرة.. استمتعي .. ليش منكدة على عمرج؟"

وبهالفكرة غلقت ياسمين موبايلها وفرته وسط الشير اللي وراها ومشت صوب البيت عشان تتصل بنهلة من تيلفون الصالة.. عقب اليوم ما بتتريا اتصاله.. من اليوم بتعيش حياتها اللي تخلت عنها قبل سنة يوم وافقت تتزوج عبدالله..

ويوم دشت الصالة شافت ابوها يالس ويا امها يتقهوون.. وتنهدت وهي تفكر انه ابوها بعد ظلمها وايد بهالعرس.. وكانت تتساءل بينها وبين نفسها وهي تركب الدري إذا كان ابوها زوجها عشان يلبي لها رغبتها .. ولا عشان يلبي رغباته هو ؟





علي بن يمعة يوم شاف بنته ياية من برى سوى حركة لمرته عشان تسكت وما تكمل النقاش اللي كان داير بينهم.. ويوم تأكد انه ياسمين سارت فوق وما تروم تسمعهم رد وقال لمرته.. " اتصلت به الشركة اليوم وقالو لي انه في المستشفى.. في غيبوبة..!"

أم لافي (بصدمة) : "غيبوووبة؟؟ الحين؟؟ عقب ما طلقها؟؟ يا خوفي يموت وما تحصل ياسمين منه ولا ربية.."

علي: "انتي شو تقولين؟؟ الريال بعده ما مات.. بس حتى لو مات.. محد عنده دليل يثبت انه طلقها.. لا ورقة ولا شي.. يعني ياسمين للحين مرته.. وهي اولى الناس بورثه.."

أم لافي: "هزرك ما خبر حد؟"

علي: " سكرتيرته تقول انه في غيبوبة من يوم الجمعة.. من يوم رد من عندنا .. ما ظن لحق يخبر حد.."

أم لافي: " وانته شو سويت في موضوع الفنادق؟ ما مشيت عمرك؟"

علي: "حاولت .. محد راضي يساعدني.. لازم ادفع عن كل فندق 700 ألف غرامة.. من وين بييب لهم البيزات؟"

اطالعته ام لافي بطرف عينها.. ما تبا تذكره بمغامرة البورصة الخاسرة اللي دش فيها السنة اللي طافت وخلته يخسر نص ثروته.. مع انه كان خاطرها تنغزه بالرمسة الحين بس ما فيها ع المشاكل وياه وعلى عوار الراس..

أم لافي: " خله يموت ويفكنا وبتنحل مشاكلنا كلها ان شاء الله.."

علي : "بس اخاف بنتج ما توافق.."

أم لافي: "ياسمين تموت فيك.. رمسها وتمسكن عليها وبتغمظها.. ساعتها بتسوي أي شي عشانك.."

علي: "يصير خير.."

سكت علي ورد يأشر لمرته عشان تسكت.. ياسمين كانت نازلة من فوق واطالعتهم بنظرة قبل لا تطلع من الصالة وتسير الحديقة..

.

.

عقب ما جلب كل القنوات اللي في التلفزيون فر محمد الريموت كنترول على القنفة حذاله وتنهد بظيج.. وتمدد على القنفة وحط المخدات تحت راسه وركز على التلفزيون بتوتر وهو ما يسمع أي حرف من اللي كانوا يقولونه في المسلسل..

ليلى اتصلت به قبل خمسة أيام وخبرته عن عمه عبدالله.. محمد ما بغى يبين هالشي لمريم بس من يوم سمع الخبر وهو يتمنى يرد البلاد.. يتمنى يكون ويا يدوته في هالفترة ويخفف عنها.. ويكون ويا اخوانه ويحسسهم انهم مب بروحهم.. والأهم من هذا كان يتمنى يكون ويا عمه عبدالله ويتم يالس وياه لين ما ترد له صحته.. هذا اقل شي ممكن يسويه عشانه..

تذكر محمد كيف وقف عمه وياه في عرسه.. وتكفل بكل شي تقريبا.. تذكر فرحته .. وضحكته.. ونظرة الفخر اللي كانت في عيونه وهو يشوفه معرس..

عمه عبدالله اللي كان له الأبو في أصعب مراحل حياته.. واللي حاول قد ما يقدر انه ما يحسسه بأي نوع من أنواع الحرمان..

كان حاز في خاطر محمد انه في اللحظة اللي كان فيها عمه محتاج لهم كلهم بقربه، محمد كان ابعدهم عنه..

مريم كانت حاسة بالألم اللي زوجها يحاول يخبيه عنها.. حاسة بظيجه وحاسة بالذنب لأنها ربطته وياها هني.. تعرف محمد وتعرف كم كثر كان متعلق باهله.. واكيد يوم درى انه عمه في غيبوبه تظايج وايد وتمنى يرد البلاد بأقصى سرعة.. بس علاج مريم مطول.. يمكن ياخذ له شهر زيادة.. وهالشي اللي كان مخلنه يشيل فكرة انه يرد من باله..

مشت مريم للثلاجة وطلعت مرتديلا وخس وطماط وطلعت خلطة الدياي والمايونيز اللي سوتها امس وجبن وخبز .. وحطتهم على الكاونتر عشان تسوي لها ولمحمد عشا خفيف يسدون به يوعهم.. يلست تقطع الخبز وهي تفكر انها دوم جي .. تسبب الازعاج والظيج للي حواليها.. كانت دايما تشغلهم عن كل شي وتخليهم غصب يهتمون فيها.. والحين.. الانسان الوحيد اللي كانت تبا تسعده بكل طاقتها.. محمد.. حاس بالظيج ويتألم في داخله بسبتها هي..

صفت مريم الخبز في الصحن وبدت تحط المرتديلا فيه.. وعقب شلت السكين عشان تقطع الخبز الباجي لسندويتشات الدياي بالمايونيز.. بس يوم يت بتقطعه طاحت السكين من يدها ع الكاونتر.. وحست بتشنج فظيع في صبوع ايدها.. حاولت ترد تشل السكين بس طاحت عنها مرة ثانية.. وغمضت عيونها وهي تحاول تهدي دقات قلبها العنيفة..

كانت هاي اعراض نوبات الصرع اللي ياما عذبتها من قبل.. ومريم كانت حاسة بلوعة وهي تفكر انها ممكن تتعرض لهالنوبات هني وويا محمد.. هو جي من دون نوبات ويحاتيها دوم.. عيل لو درى عن هالاعراض اللي تحس بها شو بيسوي.؟ هذا غير انه يحاتي عمه ..

حاولت مريم تشل السجين مرة ثانية بس ايدها كانت ترتجف وتوهقت.. ما تبا تخبره انها تعبانة بس في نفس الوقت كيف بتسوي له العشا وهي بهالحالة.. وعقب دقيقة من التفكير عرفت كيف تتصرف وطلعت له في الصالة وشافته متمدد ع القنفة يطالع التلفزيون وسارت ويلست جدامه ع الأرض وابتسمت له ابتسامة شيطونية.. وقالت: " شو رايك بدل هالكسل تنش وتسوي العشا ويايه؟"

محمد (وهو يمسح بظهر ايده على خدها): " ما اعرف اطبخ.."

مريم: "ومنو قال لك اني يالسة اطبخ لك..؟"

محمد: " عيل؟"

مريم: "سندويتشات بس.. ياللا تعال ساعدني.."

محمد: " اوكى بساعدج.. بس عشان شي واحد.."

مريم (وهي تنش وتمد له ايدها عشان ينش وياها): " شو؟"

محمد: " لأني صدق ما اروم اتحمل فراقج ولو ثواني.."

مريم: "ههههههههه عيار!!!.. "

ابتسم لها محمد وسار وياها المطبخ ويلست هي ع الكرسي حذاله تدلع عليه وتقول له شو يسوي وهو ينفذ أوامرها بكل سرور.. بس رغم الابتسامة اللي على ويهها كانت مريم وايد خايفة من التشنج اللي تحس به في إيدها.. وتمت تدعي ربها انه يكون مجرد تشنج عادي وما ترد لها النوبات مرة ثانية..

.

.




.

" فديتها يا ربي والله تجنن..!!"

موزة كانت متخبلة على شمسة اللي كانت هادية وهي في حظنها.. وليلى واقفة جدام شمسة وتصورها من كل الجهات..

ليلى: "موزووه شلي ايدج ماباها تطلع في الصورة بتخربها.."

موزة (وهي ترفع ايدها بتكبر مصطنع): "شرف لج اصلا تصورين ايديه.. غيرج يتمنى يشوفها بس.."

ليلى: " عاد غيري صدق ما عندهم سالفة .. ".

طنشتها موزة وردت تطالع شمووس وما رامت تيود عمرها ويلست تبوسها وتتفداها:" فديت هالعيون يا ربيييييه.. فديت العسووولة.. ليلووه جوفي جوفي كيف تطالعني.. تحبني!!"

ليلى: " هههههههه وايد ماخذة مقلب في عمرج.."

موزة: " والله خبلت بي خلاص ليلوه انا بتم وياكم هني اليوم مب رادة بيتنا.. ما اروم اودر هالقمر وأروح.. ولا اقول لج ؟ عطيني اياها"

ليلى: " تحلميين.. أنا بروحي ما روم ابتعد عنها ثواني.."

موزة: "يحق لج.. حد يروم يودر هالعسوولة؟ "

يلست موزة تستهبل وتسوي لها حركات وليلى تضحك.. وسمعت باب الصالة يتبطل.. واتفاجئت يوم شافت يدوتها رادة من المستشفى هالحزة ومايد وياها.. ونشت عن موزة وسارت ليدوتها اللي كانت متساندة على جتف مايد وهي تمشي ببطئ..

حبتها ليلى على راسها ووخذت بإيدها وهي تسألها: " طمنيني على عمي عبدالله.. ان شاء الله احسن الحين؟"

أم أحمد (بتعب وحزن): " على نفس حالته .. للحين ما بطل عيونه.. "

يت موزة وسلمت على أم أحمد وهي شالة شمسة في حظنها ومايد سار فوق عنهم يوم شاف موزة..

يلست ام احمد ع القنفة وقالت: " وهالدكتور ما يعرف شي.. كل ما نشدته عن شي يقول لي للحين ما نعرف.. يوم هو الدكتور ما يعرف عيل منو بيعرف؟"

ليلى: " يدوه الدكتور ما يروم يقول شي غير اللي يعرفه.. وعمي للحين في غيبوبه .. أكيد يتريونه ينش بالسلامة ان شاء الله وعقبها يقررون.."

موزة: " لا تحاتين خالوه ان شاء الله بيقوم بالسلامة بس انتي لا تحاتين.."

ليلى: "يدوه والله مب زين.. انتي عندج الضغط والتفكير بزيادة يضرج.."

أم أحمد: " غصب بحاتي.. انتو لو تشوفون حالته .."

ابتدت ام احمد تصيح وليلى بعد دمعت عيونها.. ولوت على يدوتها وقالت لها: " يدوه ادعي له.. وان شاء الله بيرد لنا جريب وهو احسن عن قبل.. ولا يهمج انا الحين بسير المستشفى وما بخلي الدكاترة اللي هناك الا وانا مطمنة عليه.. "

موزة: "وانا بعد بسير وياج.."

أم أحمد: "وين ترومين تسيرين المستشفى..؟ وشمسة عند منو بتخلينها؟"

ليلى: " برقدها وبخلي مايد يجوفها.. والله يدوه متولهة على عميه ابا اجوفه.. "

أم أحمد: "خلاص فديتج .. اتصلي بالدريول يوديج.. وعطيني شمسة انا برقدها.."

عطتها موزة شمسة وسارن هي وليلى فوق عشان يتلبسن ويسيرن المستشفى.. وأول ما وصلت ليلى غرفتها وصكت الباب لوت على موزة ويلست تصيح من خاطرها.. وموزة مصدومة.. بس عقب حست بليلى وتفهمت انها اكيد كانت كاتمة كل شي في داخلها.. كل الحزن وكل الخوف على عمها وقهرها من اللي استوى له.. كل شي كان في داخلها وساكتة عشان يدوتها وعشان اخوانها.. عشان جي لوت عليها موزة وخلتها تصيح على راحتها.. وتفرغ كل الهموم اللي في داخلها






--------------------------------------------------------------------------------
الساعة كانت 6 المغرب في جامعة الكويت والطلاب والطالبات ابتدوا يروحون عقب ما خلص الدوام اليوم.. وكانت اصوات ضحكهم بادية تتلاشى وهم يفضون المباني والممرات ويتجهون للبوابات الرئيسية.. وعمال التنظيف ابتدوا يقفلون أبواب القاعات الدراسية ويبندون الليتات في الممرات..

معظم الدكاترة والمعيدين روحوا.. محد كان تام للحين في الجامعة الا عمال التنظيف، ودكاترة الفيزيا اللي كانوا يسوون تجربة في مختبراتهم.. وفاطمة..

فاطمة كانت في مكتبها من الساعة اربع العصر.. قافلة على عمرها الباب ويالسة على مكتبها تطالع الفراغ اللي جدامها.. تفكر بكل اللي استوى الاسبوع اللي طاف.. أو بالاحرى.. تفكر بكل اللي ما استوى.. وكل اللي كانت تتمنى انه يستوي..

تفكر بالرحلة اللي تريتها وايد واللقاء اللي حلمت به أكثر.. والحوار اللي تخيلته في بالها آلاف المرات.. تفكر بالنظرة اللي خلتها تسافر من الكويت للإمارات عشان ترد تشوفها مرة ثانية..

كانت تفكر بعبدالله

وتفكر بتجاهله لها الأسبوع بطوله.. عاشت فاطمة اسبوعها في الامارات وهي تتريا اتصاله.. تتريا تلمحه في كل مكان تسير له.. عاشت اسبوع طويل جدا من الانتظار والحزن والشعور بالخذلان.. وفي النهاية سافرت وهي حاسة بالغضب.. منه ومن نفسها ومن ضعفها جدامه..

واليوم ، عقب ما ردت اتداوم وعقب ما خلصت محاظراتها كلهن.. يلست في مكتبها ونقلت الارقام اللي مخزنة في تيلفونها من بطاقتها الجديمة لبطاقتها اليديدة.. وعقب ما خلصت والقت اخر نظرة على رقم عبدالله ، كسرت البطاقة الجديمة وحطت بطاقتها اليديدة في التيلفون

خلاص غيرت رقم تيلفونها..

وغيرت وياه كل قراراتها وأفكارها.. وحاولت تغير بعد مشاعرها..

اليوم تناقشت نقاش طويل وحاد ويا ربيعتها لميا وفي النهاية فاطمة كانت مقتنعة بقرارها.. وكانت متأكدة انه اللي بتسويه هو الصح.. خلاص بتطلع للأبد من حياة عبدالله وبتطلعه هو بعد من حياتها ومن تفكيرها.. وعقب ما فرت فاطمة البطاقة الجديمة في الزبالة.. شلت اوراقها وكتبها وشنطتها وطلعت من المكتب وقفلته وراها.. وهي تفكر انه ما في احلى من راحة البال..

وهي جي بتكون مرتاحة.. بدون وجود أي ريال في حياتها

وبدون مشاعر سخيفة تهدد التوازن والهدوء اللي هي عايشتنه

.

.

--------------------------------------------------------------------------------
.

.

سهيل كان يالس في بيته في الصالة عقب صلاة المغرب وجدامه على الطاولة ملفين.. ملف المشروع اليديد وملف تقرير المحاسبين الاسبوعي.. وبنته لطيفة يالسه حذاله وترتب الفواتير اللي في الملف الثالث على حسب التواريخ.. سهيل كان يعرف لأمور الشغل في شركة عبدالله، كان يشوف ربيعه سنين طويلة وهو يدير الشركة ويتعامل ويا الزباين وويا الملفات والمشاريع بكل برود اعصاب.. بس الحين يوم سهيل حاول انه ياخذ مكان عبدالله ما رام.. هالشي وايد كان صعب.. سهيل ما يعرف يتخذ القرارات الصح ، ما يعرف يتعامل ويا الموظفين ولا يعرف يدير الاجتمااعات واضطر الحين يأجل اجتماعين لأنه ما كان يعرف شو بيقول لهم..

هذا غير انه الموظفين في الشركة استوى لهم يومين وهم يتسربون من الشغل.. الساعة 12 الظهر معظم الموظفين يكونون خلاص مروحين وروان مب رايمة تضبطهم او تخفف من إهمالهم.. والمهندسين والعمال اللي في راس الخيمة يبون حد يسير لهم عشان الشركة اللي تمدهم بالاسمنت والطابوق ما وصلت لهم شي هالاسبوع.. هذا غير المشاكل اللي في البلدية والمحكمة وغير خوف سهيل على عبدالله وقلقه على صحته.. كان حاس بضغط كبير جدا ويعرف انه ما يروم يتحمل ها كله. . عشان جي تنهد بعمق والتفت لبنته لطيفة وقال لها: " تعبت.."

لطيفة (وهي تبتسم له بتشجيع): " عساك ع القوة ابويه.."

سهيل: "الله يقويج غناتي.. ها رتبتيهن؟؟"

لطيفة: "رتبتهن.. تباني اساعدك في هالملفات؟"

سهيل: "لا .. هالملفات لازم اقراهن عشان اجتماع باجر.. "

لطيفة: "وحليلك ابويه وايد متعب عمرك.."

سهيل: " ما عليه كله يهون عشان عبدالله.. هو بعد عمره ما قصر ويايه.."

ابتسمت له لطيفة وسمع سهيل صوت الجرس في هاللحظة ونش عن لطيفة عشان يشوف منو ياينهم.. ويوم بطل الباب تفاجئ صدق . لأنه شاف مبارك واقف وشكله مرتبك وايد ويطالعه بنظرات تردد وحيرة.. سهيل استانس وايد ومشى صوبه وسلم عليه بس مبارك بعده كان متظايج ويوم قال له سهيل يتفضل يدش الميلس.. هز مبارك راسه وقال: " صدق اللي سمعته يا سهيل؟؟ عبدالله .. في المستشفى؟؟"

اطالعه سهيل بحزن وقال له: "هييه.. من يوم الجمعة وهو منوم في المستشفى .. بس للحين في غيبوبة.."

مبارك: "شووو؟؟ غيبوبة؟؟؟"

سهيل: " هييه .. يقولون جلطة دماغية.. وهي اللي سببت له الغيبوبة.. "

مبارك: "يا ربيييه.. سهيل انا ما كنت اعرف والله توني يالس ويا الشباب في المقهى وخبروني.. طول الاسبوع كنت في دبا والحين اول ما سمعت بالخبر اتصلت بك بس تيلفونك مغلق.. عشان جي ييتك.."

سهيل: "تيلفوني فضت بطاريته ونسيت ارد اشحنه.. بس زين يوم ييت لين هني.. أنا بسير له المستشفى الحين.. بتي ويايه؟"

مبارك: " هييه اكيد بيي وياك.."

سهيل: " ياللا عيل ترياني في الميلس بس ابدل ثيابي واييك.."

مبارك: " ان شاء الله.."

دخلوا اثنيناتهم البيت ولطيفة اللي كانت توايج من ورا ستارة دريشة الصالة ماتت من القهر يوم شافت مبارك ياينهم وموزة مب موجودة في البيت.. وركضت بسرعة غرفتها عشان تتصل على موبايل اختها وتخبرها..

.

.


--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في بيت أحمد بن خليفة كان مايد يحس انه قلبه بيتفتت من الوناسة في كل مرة يشوف فيها شمسة تبطل حلجها.. أو تبتسم له.. أو تثاوب.. أو تحرك عيونها.. أو .. بكل بسطاة كان متخبل على كل حركاتها.. ورغم انها كانت راقدة بس مايد تعمد يشلها من سريرها عشان تنش ويلاعبها.. ويوم يت يدوتها قال لها بكل براءة: "يوم دشيت الغرفة شفتها واعية !"

أم أحمد: " ييبها عنك انا بشلها وبرقدها.."

مايد: " لا لا .. يدوه انتي تعبانة خليها عندي والله اعرف اشلها.."

أم أحمد: " حط إيدك تحت راسها !!.. ميود بتعق البنية.."

مايد (وهو يحط إيده تحت راسها): " أعرف انه لازم احط ايدي هني. . يدوه لا تحاتين والله ما بسوي بها شي.."

مدت له أم أحمد ايدها وقالت : " عطني اياها ميود لا تصدع بي.."

مايد (وهو مبوز ويعطي يدوته الياهل): " اللي يشوفج يقول باكلها!!"

خذتها ام احمد وشلتها بعناية وبطريقة تنم عن الخبرة والحنان وتم مايد يطالعها بطرف عينه وهو مغيض ويتبعها للصالة ويتحرطم..

مايد: " يعني انا كنت شالنها جي.. ليش خذتيها عني..؟"

أم أحمد: " ما تعرف تشلها انته بطيح عنك.. "

مايد: "قولي انج بس تبين تشلينها.."

ما سمعته أم أحمد زين والتفتت له وسألته: "شو؟؟"

مايد: " ماشي ماشي.."

خالد كان يالس يلعب بالقطار في الصالة ومركب سكة الحديد ويطالع القطار اللي يدور بسرعة ومايد يوم شافه قال له: " خلوود.. تعال شوف خطيبتك اليوم محلوة بزيادة.."

خالد (يطالعه باحتقار): " منو خطيبتي؟"

أشر مايد على شمسة وغمز لخالد اللي عصب وقال: "هاي خطيبتك انته .. أنا ما اداني البنات.. !!"

مايد: "ما يستوي تكون خطيبتي لأنها ياهل.. وايد اصغر عني.. بس انته تصلح لك.."

عاد هني خالد صدق عصب وبند القطار بعصبية ولم اغراضه عشان يسير فوق يلعب في غرفته في غرفته.. ويوم تأكد انه وصل للدري واستوى بعيد عن مايد قال بصوت عالي: " انته خطيبتك علاية.. وبتتزوجها بعد!!!"

مايد انصدم وسوى حركه انه بيفره بشي وخالد وحليله ركض بسرعه فوق ..ويلس مايد يضحك وهو مستغرب منه.. حتى اليهال يفكرون بهالشغلات؟ ويلس ع القنفة حذال يدوته اللي كانت ترمس شمسة بحنان واستغل مايد فرصة انه اليهال مب موجودين في الصالة وسألها: " يدوه؟؟ عمي طلق ياسمين؟"

أم أحمد ما كانت بتخبره قبل بس عقب قالت ليش؟ مايد ريال وما فيها شي لو عرف.. وردت عليه وهي تطالع شمسة وقالت: " سهيل قال انه طلقها.. حسبي الله عليها.. كل اللي استوى بعمك بسبتها هاذي"

مايد: " مع انها طيبة.. ليش طلقها؟"

أم أحمد (بعصبية): " شدراك انته فيها طيبة ولا لاء؟ ما تشوفها شو سوت بعمك؟؟ من يوم خذاها ونحن ما نجوفه الا مرة في الشهر.. منعته عنا ويوم شبعت من بيزاته اتطلقت.. ويابت لعمك المرض"

مايد (بحزن): " الله يشفيه ان شاء الله.."

أم أحمد: "الله يسمع منك يا ولدي.."

حس مايد انه يدوته ردت تفكر بحالة عبدالله وخاف انها ترد تظايج عشان جي حاول يشل عنها شمسة عشان يشغلها وهي على طول ضربته على ايده وهي تضحك: " اسميك ما تتعب.. ولا تيوز.. شو تبا بالبنية؟؟"

مايد: "أحبها والله احبها يدوه.. خلاص شموس خطيبتي انا من الحين متخبل عليها.. عطيني اياها يدووه شوي بس بشلها.. شوي.. ثوااااني.."

ابتسمت ام احمد وعطته البنية لأنه صدق غمظها.. ومايد شلها بكل حذر وحاول يقلد يدوته في الطريقة اللي كانت شالتنها فيها.. وتم واقف وياها يبتسم لها بحنان ويهمس لها بكلمات دلع وهي تطالعه بذهول وانبهار.. ويدوته يالسة تطالعهم وتبتسم لهم بحنان

وكان هذا هو المشهد اللي شافته عليا أول ما دشت الصالة عشان تودعهم قبل لا ترد بوظبي.. ومن شافت مايد حست بقلبها يطلع من بين ظلوعها ويطير صوبه.. كان شكله صدق يخبل وهو ميود الياهل ومشت علايه صوبه ببطئ وهي تتفداه في داخلها .. ويوم وصلت لأم أحمد سلمت عليها باهتمام مبالغ فيه عشان مايد ينعجب بشخصيتها .. وعقب ما حبت ام احمد على ايدها وراسها ويلست ساعة تسألها عن صحتها واخبارها.. التفتت لمايد ببرود وقالت له: "شحالك مايد؟"

مايد (اللي كان طول الوقت يطالعها ويبتسم): " بخير الحمدلله انتي شحالج علاية؟"

علاية: "الحمدلله بخير.."

مايد (بخبث): " عيل ما رديتي بوظبي.. ولا ما ابتدت الدراسة عندكم هناك؟"

علاية وهي تيلس حذال ام احمد: "امبلى ابتدت بس محد يداوم اول يوم .. عشان جي ما سرت.. بروح الساعة تسع امايه بتي ويا الدريول وقلت لازم آي اسلم عليكم قبل لا اسير.."

أم أحمد: " فيج الخير حبيبتي.. بقوم اخلى البشاكير اييبون الفالة.."

علاية ابتسمت لها ولا قالت لها انها ما تبا شي .. كانت تباها تنش وتخليها روحها ويا مايد بس مايد خيب أملها وقال: "ايلسي يدوه ايلسي أنا بسير لهن.. "

بس قبل لا يرد شمسة على يدوته قالت عليا: "لا لا والله مابا شي.. لا اتعبون عماركم.. "

أم أحمد: "مايستوي فديتج.."

عليا (وهي تبتسم غصبن عنها): "خالوه انا مب غريبة.. ما يحتاي اتييبون لي شي."

أم أحمد: " شحالها يدوتج؟ اتصلت بي العصر وقالت بتيني وخلتني أرد من المستشفى ولا يت.."

عليا: " هيه يدوه قالت لي اخبرج انها بتمر عليج عقب شوي.."

أم أحمد: " وليش ما يت وياج؟"

عليا: "سارت تودي مزنه بيتهم.. وعقب بتي هني.."



هني رن التيلفون وشلته أم أحمد ويلست ترمس ويا اللي كانت متصلة بها.. وعليا استغلت الفرصة عشان ترمس مايد.. خلاص هاي فرصتها الأخيرة لأنها ما بتشوفه إلا في إجازة الصيف.. وطول الأسبوع اللي طاف وهي مزروعة هني في بيتهم من العصر وتتمنى تشوفه بس للأسف كان مايد دوم في المستشفى ويا عمه عبدالله.. وكانت عليا تضطر تيلس ويا ليلى واليهال وتحارب لحظات الملل الطويلة اللي كانت تمر عليها.. والحين كانت مب مستعدة تضيع فرصتها الأخيرة في التأثير على مايد اللي كان واضح جدا انه يموت في هالياهل اللي بين يديه.. عشان جي، ورغم إنها ما أبدت أي اهتمام بشمسة من قبل، إلا انها الحين مدت ايدها لمايد عشان تاخذها عنه وعيونها ونظراتها تقطر حنان وحب لشمسة.. وقالت له: " فدييتها والله خاطري اشلها .. عادي ؟"

مايد (وهو مستانس من اهتمامها بشمسة): "أكيد عادي.. بس لازم تيودينها عدل. إنتي تعرفين اتشلين اليهال؟"

عليا: "هييه اكيد اعرف.. أنا اصلا وايد احب اليهال.. "

عطاها مايد الياهل وتمت تلاعبها وتسوي لها حركات وتتفداها ومايد يطالعهم وهو مستانس.. وحس انه عليا كبرت في عينه وايد.. يحب البنية اللي تهتم باليهال مثل اخته ليلى ويحس انه اللي ما تحب اليهال تكون مشاعرها باردة ويا كل الناس.. وعليا كانت تعرف انه مايد مستانس عليها عشان جي كانت تبالغ بحركاتها ويا شمسة وكل شوي تتفداها.. وعقب دقيقة نش مايد وقال لها: " ياللا عيل علاية.. خلينا نشوفج دوم.. لا تقطعينا.."

عليا (برعب): "وين؟ وين بتسير؟"

مايد: "بسير ارقد.. تعبان وايد وباجر ورايه مدرسة.."

عليا (وويهها معتفس): "بس.. "

اطالعها مايد وهو يترياها تكمل جملتها بس علاية سكتت وابتسمت له بحزن وهي تقول: " خلاص.. نتلاقى على خير ان شاء الله.."

مايد: "إن شاء الله.."

مشى مايد وهو ساير صوب الدري وتمت عليا تطالعه بحزن لين اختفى عن انظارها وردت تطالع ام احمد اللي كانت تسولف في التيلفون وقالت لها: "خالوه.. خالوه.."

أم أحمد: " هلا حبيبتي.."

عليا: "أانا بروح الحين.. "

أم أحمد: "ألو.. ظبية بتصل بج عقب.. زين غناتي؟.. ياللا فمان الله.."

بندت أم أحمد التيلفون وشلت الياهل عن عليا وسلمت عليها ع السريع وعقبها روحت عليا عنهم وهي حاسة بالاحباط..

.

.


.

في المستشفى كانت ليلى يالسة عند عمها عبدالله وموزة واقفة حذالها تطالع ربيعتها بحزن.. والممرضة كانت ياية تطمن عليه وتكتب تقريرها اليومي عن حالته وعقب ما خلصت وطلعت قالت ليلى: " موزة ييبي لج الكرسي اللي هناك وايلسي.."

سارت موزة ويابت الكرسي ويلست حذا ربيعتها.. كانت موزة تتجنب تطالع عبدالله لأنها شايفتنه من قبل أكثر من مرة ويا ابوها وحز في خاطرها تشوفه على هالحالة.. وكانت تتمنى تطلع من الغرفة وتتريا ليلى برى بس كانت تعرف انه ليلى تباها اتم وياها وما رامت تخذلها في هاللحظة..

اطالعت ليلى عمها بحنان وقالت : " فديت روحه.. والله مستعدة أضحي بعمري كله بس يبطل عيونه الحين.."

موزة (وعيونها تدمع من تحت النقاب): "إن شاء الله بينش وبيرد لكم شرات أول وأحسن.."

ليلى (وهي تبتسم لها): "الله يسمع منج غناتي"

كانت موزة مستغربة من قوة ليلى اللي تخليها تبتسم وهي تشوف عمها جي.. واطالعتها باستغراب وليلى ردت عليها وقالت لها بهمس: " ادري.. مستغربة لأني كنت اصيح في البيت وهني لاء.. ما ادري .. يوم شفت عمي وايد ارتحت.. حسيت بتفاؤل.. وانه أكيد بيخف وبيطلع من الغيبوبة.. جوفي ملامحه كيف هادية .. والممرضة توها قالت انه حالته مستقرة.. اممم ما ادري. بس حاسة بتفاؤل.."

ابتسمت لها موزة ورصت على ايدها وقالت: " تفائلي حبيبتي لأنه هذا اللي بيستوي.. وعمج كلها يومين بالكثير وبتشوفينه عندكم في البيت.."

ليلى: " تدرين ؟ من يوم كنت صغيرة وانا مرتبطة بعمي بشكل كبير.. معزته في قلبي من نفس معزة أبويه الله يرحمه.. وكنت دوم احس فيه يوم يكون ظايج ويوم يكون فرحان.. من دون ما يقول هالشي اعرف اللي في داخله على طول.. بس بعد احس اني خذلته.. واني ابتعدت عنه وايد في الفترة الاخيرة.. "

موزة: "ليلى لا تقولين جي.."

ليلى: "امبلى موزووه.. كنت اروم أزوره ع الأقل .. عمي اعرفه بيصارحني بكل همومه.. بس انا تخليت عنه.. قلت انه عنده ياسمين وهي بتهتم به.. وانه دورنا نحن انتهى خلاص.. في الفترة الاخيرة اعتبرت انه حبي له واهتمامي به واجب ونقلته لياسمين عقب ما تزوجته.. بس الحين اكتشفت اني كنت غلطانة يا موزة.. واني كنت وحدة من اللي تسببوا له بالانهيار.."

موزة: "حرام عليج يا ليلى..! ليش تلومين نفسج على شي انتي ما تدخلتي فيه؟"

ليلى: "وايد حاسة بالذنب.. وبحاول قد ما اقدر اني اعوض عن هالتقصير.. " ونشت وسارت صوب عمها وقالت له: "عمي فديتك لا تحاتي شمسة.. تراها في عيوني.. انته بس شد حيلك وخف ورد لنا عشان تكتمل فرحتنا "

في هاللحظة تبطل باب غرفة عبدالله وكان سهيل عند الباب ووياه مبارك.. بس يوم شافوا ليلى وموزة داخل ردوا صكوا الباب.. وتموا واقفين برى .. وموزة أول ما شافتهم بطلت عيونها ع الاخر وقالت لليلى بهمس: "ليلوووه مبارك مبارك.."

ليلى (وهي تتغشى): " هو اللي كان ويا ابوج؟ ما انتبهت له.."

موزة (وهي حاطة ايدها على قلبها): "هييه هو اللي كان وياه.. ليلوه ما ابا اطلع من هني.. أخاف امر حذاله ويتوقف قلبي..!!"

ليلى: " موزووه اثقلي.. شو ياج..؟؟"

موزة: " اوكى اوكى.. بس ليلوه هذا مبارك!!"

ليلى: "مبارك اللي اتفقنا ننساه!! صح؟"

موزة: "افففففففف"

تقربت ليلى من عمها وباسته على يبهته وعلى خشمه وايده.. ومسحت على شعره بحنان وطلعت ويا موزة وهي متغشية وعند الباب سلمت هي على سهيل ومبارك كان واقف بعيد عنهم بس يسمعهم بسبب صدى الصوت في الممر..

سهيل عقب ما سلمت عليه ليلى سألها: " طمنيني على عمج.."

ليلى: "بعده على حالته.. بس إن شاء الله خير.. نحن إيماننا بالله قوي.. "

سهيل: "ان شاء الله بيقوم بالسلامة وبيرد شرات اول واحسن.. ليلى انا بييج البيت عقب صلاة العشا عندي موضوع برمسج فيه.. وانتي يا موزة تمي وياها وانا بردج البيت.."

موزة: " ان شاء الله ابويه.."

التفتت ليلى ومشت عن سهيل هي وموزة وما صدت صوب مبارك اللي كان واقف بذهول في طرف الممر.. يطالع الفراغ اللي جدامه وهو يحس بقلبه بينفجر من كثر ما يدق بعنف..

يوم بطل سهيل الباب قبل شوي شاف مبارك ويه ليلى وكانت هاي هي صدمته الأولى.. أنه الملاك اللي سلب تفكيره قبل شهور في المعرض موجود هني في غرفة عبدالله..

والحين !!

الصدمة الثانية.. والأقوى بالنسبة لمبارك كانت انه هالملاك هي نفسها بنت اخو عبدالله.. بنت احمد بن خليفه.. اللي تسبب مبارك بموته هو ومرته قبل أربع سنوات..

هالملاك اللي اسمه ليلى .. واللي حرك المشاعر المتجمدة في قلب مبارك هي أكثر انسانة تكرهه في هالدنيا.. هي الانسانة اللي تتمنى لو انه هو اللي مات في الحادث هذاك اليوم بدل لا تموت امها وابوها..

هي الانسانة اللي مستحيل تحبه..

ومستحيل تكون له..





" مبارك ؟؟"

التفت مبارك يوم سمع صوت سهيل وعقب لحظة استوعب هو وين وليش كان هني.. ومشى ورا سهيل وهو بعده في حالة ذهول.. ويوم دش وشاف عبدالله ممدد على سرير المستشفى حس انه كل قوته تسربت منه.. كان مشهد ما تمنى في يوم انه يشوفه.. وبصعوبة كبيرة قدر يجبر نفسه انه يتجدم ويوقف حذال سرير عبدالله.. واللي هز له مشاعره أكثر منظر سهيل اللي يلس ع الكرسي يصيح ويمسح دموعه بطرف غترته..

كان شي اكبر بوايد من طاقة مبارك..

المستشفى.. الممرات الضيجة.. وشكل سهيل اللي كان يالس على الكرسي يصيح.. إحساسه بفقدان ليلى حتى قبل لا تكون له.. وشبح الموت اللي كان ينشر ظلاله في هالغرفة.. كلها صور واحاسيس ردت مبارك لأربع سنين ورا..

ردته لليلة فقد فيها كل شي..

المستشفى كان هو نفس المستشفى..

الممر هذا هو ما تغير..

الغرفة اللي كان ولده منوم فيها هي الغرفة اللي في اخر هالممر..

والريال اللي كان يالس مكان سهيل ويصيح..

كان مبارك..

كان يحس انه مخنوق.. محتاج يتنفس.. الغرفة كانت وايد ثجيلة بالنسبة له. .الموقف بكبره كان مشحون بعواطف تمنى لو يقدر ينساها.. عواطف وأحاسيس كانت ساكنة أعماقه وردت تطفو للسطح مرة ثانية.. وبسرعة وبدون ما يطالع عبدالله مرة ثانية.. طلع مبارك من قسم العناية المركزة ومشى بسرعة للاستراحة وفر عمره على أول كرسي شافه جدامه.. كان في داخله نهر من الدموع اللي ما انذرفت ولا راح تنذرف في يوم.. كان في داخله جرح كبير.. كل ما قرب يندمل ويشفى ، يرجع يتعثر بماضيه وينفتح بقوة وعنف..

واليوم.. عقب ما كان متأكد انه تخطى الماضي وأهواله.. طلعت له ليلى وتدفقت في داخله الذكريات لين ما حس انه خلاص بينفجر..

هي دمعة وحدة اللي تحايلت على عيونه وانسلت من بين رموشه

دمعة كانت تحمل وياها جزء بسيط من معاناته.. ومن شوقه وحنينه لماضي ما بيرد..

جزء بسيط جدا من تعاسته اللي يحس بها وآماله اللي تحطمت قبل لا تكتمل..

دمعة نزّلتها ليلى..

الإنسانة اللي كانت تجسد الماضي وكل اللي كان واستوى

والمستقبل.. وكل اللي مستحيل يستوي من بينه وبينها

.

.




.

في وحدة من العيادات النسائية في دبي كانت شيخة يالسة ويا ريلها فهد يتريون الدكتورة تطلع من غرفة الكشف عشان تخبرهم شيخة شو فيها بالضبط.. صار لها اسبوع وهي لايعة جبدها وحاسة بالمرض.. وفهد اليوم صدق غمظته ويابها عند هالدكتورة عشان تكشف عليها .. وصار لهم الحين ربع ساعة يتريونها وأخيرا طلت عليهم من غرفة الكشف وهي تبتسم وقالت لهم وهي تيلس على مكتبها..

" مبروك يا مدام.. مبروك يا استاز فهد.. المدام حامل.."

اطالعتها شيخة وهي متفاجئة والتفتت على ريلها وشافت نفس النظرة على ويهه وردت تطالع الدكتورة وحطت ايدها على حلجها وهي تشهق.. وعقب ثواني.. تفجرت الدموع من عيونها وتمت تصيح بقوة خلت الدكتورة تستغرب وتطالع فهد اللي كان متعجب من مرته.. بس شيخة كانت تصيح ولا مهتمة لهم.. وكأنها نست وجودهم تماما في الغرفة .. معقولة؟؟ معقولة أخيرا بتتحقق امنية حياتها؟؟ أخيرا بتكون أم؟؟ طوال الاسبوع اللي طاف وهي تحس بأعراض الحمل بس ما كانت تعرف.. من وين بتعرف وكيف بتتوقع هالشي وهي اللي فقدت الأمل في حملها من سنين طويلة..

وفهد اللي كان في داخله خليط من المشاعر بين الفرح والذهول والألم.. كان حاس بالارتباك مب عارف كيف يعبر عن فرحته.. علاقته بزوجته تحطمت تماما والخبر اللي سمعه اليوم كان تجسيد لحلم تمنوه وايد ومب مصدق انه تحقق اخيرا.. بس بعد كان يتساءل في داخله وهو يشكر الدكتورة ويدفع لها فاتورتها.. إذا كان هالحمل اللي ياهم على غير توقع علامة لهم ودافع عشان يبدون صفحة يديدة..

مشى فهد بصمت ويا زوجته لين وصلوا للسيارة وهناك أول ما يلست ع السيت اللي حذاله ردت تصيح مرة ثانية ورد فهد يطالعها باندهاش وهو يحرك موتره.. وقبل لا يوصلون البناية اللي فيها شقتهم سألها: " شيخووه..؟"

التفتت له شيخوه ببطئ.. واطالعته بعيونها اللي انتفخن من كثر الصياح..

فهد: "ليش.. ليش تصيحين؟؟ انتي ما استانستي؟؟"

مسحت شيخة دموعها بظهر إيدها وقالت له: "من الفرح.. دموع الفرح.."

فهد: " مبروك يا شيخة.."

شيخة: "الله يبارك فيك.. "

كان فهد بيبتسم لها بس غير رايه ورد يركز على الدرب اللي جدامه.. قلبه كان يدق بقوة .. هو بعد كان فرحان.. ما يروم ينكر هالشي..

وشيخة رغم انه ريلها ارتسمت على ملامحه شبح ابتسامة وهو يطالعها.. ورغم انه ما سوى شي غير انه قال لها مبروك وتم ساكت طول الدرب بس في داخلها كانت تعرف انه استانس حتى لو ما حب يبين لها هالشي..

حطت شيخة إيدها على بطنها وحاولت تتخيل شكل الجنين اللي ابتدا يتكون في داخلها.. خلاص من اليوم ورايح كل شي بيتغير.. هي بتتغير.. وبتكون أحسن أم للبنت أو الولد اللي بيكونون عيالها.. كانت تفكر . تفكر برحمة رب العالمين.. بكل اللي استوى لها .. واللي هي يابته لنفسها

يااا الله!! ما أعظم رحمة الله سبحانه وتعالى..!!.. أنا اللي عصيته وكابرت في معصيتي.. أنا اللي انكرت النعمة اللي كنت عايشة فيها وعشت ايامي في انحراف ومعاصي.. في النهاية الله يرزقني بالياهل اللي طول عمري وانا اتمناه.. ؟؟ في النهاية يعيد لي الأمل لحياتي من عقب ما فقدته تماما؟؟

يا سبحان الله!!..

كانت شيخة حاسة بخجل فظيع.. مستحية من كل اللي كانت تسويه.. من كل شي.. وتتمنى لو تقدر تعوض فهد عن كل اللي راح.. تتمنى لو تقدر ترد ثقته فيها.. كانت تعرف انه اليوم كانت الخطوة الاولى .. ومع مرور الأيام بتثبت له رغبتها في التغيير.. وبتثبت له انه ما غلط يوم رحمها وخلاها وياه

.

.



.

.

ليلى يوم وصلت البيت كانت ساكتة وهادية تماما وموزة حذالها ترمس بحماس عن احاسيسها يوم شافت مبارك.. وشو كانت تفاصيل نبضات قلبها في اللحظة اللي خطفت حذاله.. بس ليلى تبتسم لها بأدب وهي مب وياها.. كان تفكيرها كله عند عمها الغالي.. تتذكره يوم كان واقف بتعب عند باب الصالة ويوصيها على بنته.. وكان همها الوحيد في هاللحظة انها تدخل البيت وتسير لشمسة اللي وحشتها موت.. وموزة اللي كانت طول الدرب ترمس ما انتبهت لهدوء ليلى الا توها الحين يوم وصلوا البيت وقبل لا اتدش ليلى من باب الصالة يودتها موزة من إيدها وقالت لها: "ليلى.."

ليلى: " همم؟"

موزة: "أنا اسفة.."

ليلى: "على شو حبيبتي..؟"

موزة: " توني والله انتبهت للي سويته.. ليلى انا صدق اسفة.."

ابتسمت ليلى وهي مب مستوعبة عن شو ترمس موزة وسألتها: " ليش تعتذرين؟؟ "

موزة: "انتي تحاتين عمج وزيارتنا للمستشفى كانت له.. وانا كالعادة دخلت مبارك في السالفة وبكل أنانية طول الدرب وانا ارمس عنه .. ولا حتى احترمت حزنج ومشاعرج... ليلى والله اسفة.. ما كنت اقصد.."

هني ليلى انترست عيونها دموع.. ويلست على الدجة اللي جدام باب الصالة وهي تصيح وحاطة ايدها على ويهها.. وموزة يلست حذالها بسرعة ولوت عليها من جتوفها..

كانت ليلى تصيح بصوت عالي وصوت صياحها ينسمع جدام باب الصالة من داخل.. في المكان اللي كانت سارة واقفة فيه تتريا اختها العودة ترد من برى عشان تساعدها في الواجب..

سارة يوم سمعت اختها تصيح تجمدت ايدها على مقبض الباب وتمت واقفة تسمع ليلى وهي تشهق وتصيح بكل طاقتها.. كانت تسمع كل شي وتحس بكل كلمة تنغرس في قلبها الصغير مثل السجاجين..

ليلى: " أي تفاؤل هذا اللي انا متفائلتنه؟ ليش اقص على عمري..؟؟ ليش؟؟ أنتي ما جفتيه؟؟ ما جفتي عمي كيف صار؟؟ جفتي شو سوت به هال...!!" ما رامت ليلى تكمل وتمت تصيح وموزة لاوية عليها بقوة.. وهي اطمنها وتقول لها: "حرام عليج يا ليلى.. لا تيأسين من رحمة ربج.. ان شالله عمج بيقوم بالسلامة.. "

ليلى: "محد بجى لي يا موزة.. محد..!!.. مابا اعيش نفس المأساة مرة ثانية.. ما اروووم اعيشها مرة ثانية.. ما ارووم.. ما اروم اعيش الألم والحزن مرة ثانية.. انتي ما تعرفين.. ما تعرفين هالاحساس .. ما تعرفين .."

موزة (اللي ابتدت تصيح): "ادعي له حبيبتي .. ادعيله والله بيستجيب لدعائكم ان شاء الله.. "

سارة كانت تسمع الرمسة كلها وهي واقفة ورا الباب.. وتعض على شفايفها بقوة عشان ما تصيح ويسمعونها ..

عمها بيموت.. عمها عبدالله بيموت..

وقبل لا تسمع باجي رمستهم وقبل لا تنكشف انها سمعتهم ركضت بسرعة فوق.. ولأنها تبا تصيح على راحتها ما رامت تسير غرفتها وركضت للغرفة الوحيدة اللي يت على بالها.. غرفة أمها وابوها الله يرحمهم.. وبطلت الباب بسرعة وصكته وراها وتمت واقفة في الظلام ..تحرك عيونها بين الظلال اللي في الغرفة.. وعقب ثواني مدت إيدها وشغلت الليت.. ويلست تحت ع الارض تصيح..

في الصالة عقب ما هدت ليلى وغسلت ويهها سارت ويلست ويا يدوتها وخبرتها انه سهيل بييهم وانه يباها في موضوع.. ويلسن في الصالة هن الثلاث يترينه.. ليلى وموزة وأم أحمد.. وعقب ساعة تقريبا ياهم سهيل وشكله صدق تعبان وسار الميلس.. وعقب ما سلمت عليه أم أحمد وتخبرته عن ولدها ، وسلمت عليه ليلى اللي دشت الميلس ويا موزة.. قال لهم سهيل: " يا ليلى يا بنتي أنا ياينج هني أباج تساعديني.. انتي تعرفين انه عبدالله ما عنده شريك وما عنده حتى نائب ينوب عنه في الحالات اللي مثل هاذي.. و لين ما يقوم بالسلامة ان شاء الله ما يستوي تتعطل اشغاله ومشاريعه.. ومستحيل نبند الشركة.. "

ليلى: " أكييد.."

سهيل: "عمج طول عمره وهو ملتزم بمشاريعه ويسلمهن لأصحابهن في الوقت المحدد لهن بالضبط.. وهو ريال يعرف يمسك شركته ويدير حلاله.. ويعرف منو يطرش لموقع البناء والموظفين كلهم يخافون منه ويحترمونه.."

ابتسمت له ليلى ونزلت عيونها بحزن..

سهيل: " أنا بدش في الموضوع على طول.. أنا استوى لي اسبوع بحاله احاول اضبط هالشركة ومب رايم.. أنا مهما حاولت بتم محامي وما اعرف للتجارة ولا للمقاولات.. والموظفين محد منهم مهتم بالشغل.. عشان جي أباج تتصلين بمحمد وتخلينه يرد البلاد ويمسك الشركة ويايه.. مابا اللي بناه عمج في سنين طويلة ينهد في هاليومين اللي غاب فيهن عن الشركة.."

أم أحمد: " بس محمد مرتبط هناك ويا مرته ما يروم يودرها.. مرته تتعالج هناك.."

سهيل: " وأنا ما اروم امسك الشركة بروحي.. باجر لازم اسير راس الخيمة اشوف شو مشكلة المهندسين ويا العمال.. والشركة بتم جي محد فيها.. والمحاسبين ما ينوثق فيهم محد يخليهم ارواحهم..هذا غير باجي الموظفين اللي من الساعة 11 يروحون بيوتهم.."

موزة (اللي كانت طول الوقت ساكتة رمست بتردد وهي تطالع ليلى بطرف عينها): "انزين ابويه... اممم.. مب ربيعك .. اممم. .شو اسمه؟؟ اللي كان وياكم في الشركة؟ هييه !! مبارك!!.. "

اطالعتها ليلى بنظرة وكملت موزة بجرأة..: "ليش ما تخلي مبارك يساعدك ويمسك الشركة وياك؟"

سهيل: "مبارك عنده شركته ومشاريعه وما اظن يفضى لنا نحن.. بس محمد هو الحل.. اتصلوا به وشوفوا يمكن يروم يرد البلاد.."

في هاللحظة رمست ليلى بحزم وقالت: " بحاول اقنع محمد يأجل علاج مريم.. وعن مبارك نحن مب محتاجينه في الشركة.. أذكر انه عمي عبدالله قال لي مرة انه هو اللي طلب يفض الشراكة اللي من بينهم.."

سهيل: "هييه.."

ليلى: "خلاص عيل ليش نلجأ له الحين؟؟.. "

موزة اطالعت ليلى بحقد بس ليلى ما اهتمت وكملت كلامها: " عمي سهيل انته سير باجر راس الخيمة ولا تحاتي شي.. وأنا بسير عند روان في الشركة وبيلس وياها وبخليها اطرش حد يلف ع الموظفين كلهم ويتأكد من وجودهم في مكاتبهم.. وبراجع وياها الملفات.. أحيد عمي عبدالله قبل لا يعرس كان اييب ملفاته بيتنا يوم الجمعة ويخليني اشتغل وياه.. يعني يمكن افهم شوي في هالسوالف.."

أم أحمد: "لا لا ماله داعي تسيرين الشركة .. وتدخلين عمرج بين الرياييل.. عمج ما بيرضى بهالشي.."

ليلى: " وعمي بعد ما بيرضى انه يقوم بالسلامة ويشوف شركته منهارة.. وبعدين يدوه انا بس باجر بسير وبشوف شو الوضع في الشركة.. ع الاقل عشان يوم ارمس محمد اعرف اقنعه.."

موزة: "ومريم؟"

ليلى:" مريم علاجها ممكن يتأجل لأي وقت ثاني.. ونحن محتاجين محمد الحين.."

سهيل: " خلاص يا ليلى انا باجر الصبح بخبر روان انج بتمرين عليها.. وعقبها بسير راس الخيمة اشوف المشروع هناك.. واذا شفتي عمرج مب مرتاحة ردي البيت على طول"

ليلى: " إن شاء الله عمي .."

يلس سهيل يتفق وياها على شوية شغلات وعقب خذ بنته وروحوا.. وتمت ليلى يالسة ساعة في الصالة ويا يدوتها تحاول تقنعها انه اللي بتسويه هو الصح.. وفي النهاية سارت ام احمد ترقد وهي زعلانة على ليلى ودشت ليلى الغرفة اللي حذال غرفة يدوتها واللي ترقد فيها من يوم يابوا لها شمسة.. ويابت شمسة من غرفة يدوتها ورقدتها على السرير اللي حذال شبريتها..

كانت متظايجة لأنه يدوتها زعلت عليها.. بس بعد كانت تحس انها لازم تسوي هالشي عشان عمها.. لازم توقف وياه وتساعده.. وفي يوم من الايام بتفهم يدوتها انه اللي بتسويه ليلى هو الصح

.

.



.

فوق.. في الطابق الأول.. الكل كان راقد إلا سارة..

كانت لابسة شيلة الصلاة ويالسة على شبرية أمها وابوها تقرا قرآن .. وعقب ما خلصت رفعت إيدها فوق وابتدت تدعي ربها..

" يارب.. يا مجيب الدعوات.. إشفي عمي عبدالله عشان يرد البيت ويطلع من المستشفى.. يا رب لا تخلي عمي يموت لأنه ما عندنا عم غيره .. وأنا ما اباه يموووت.. عمي عبدالله وايد طيب وانا احبه.. يا رب تشفيه .. ويرد.. ويعيش ويانا هني.. آاااااااااامين.."

وعقب ما خلصت انتبهت انه أمل واقفة عند الباب توايج عليها.. ويوم اطالعتها سارة قالت أمل: "إنتي هني؟"

سارة: "هييه.."

أمل: "شو تسوين؟؟"

سارة: "ادعي لعمي عبدالله عشان يرد البيت.."

أمل:" عادي ادعي له اانا؟"

سارة: "هييه بس يدوه تقول لازم تقرين قرآن قبل.."

أمل وهي تدخل الغرفة وتوقف عند الشبرية: "هييه انا حافظة قرآن.."

سارة: " تعالي ايلسي هني.. واقري قرأن وادعي له يرد البيت.."

أمل: "صبري بييب لي شيلة.."

سارة: " شي هني في الكبت.."

سارت أمل وطلعت لها شيلة صلاة وتحجبت عدل ويلست حذال اختها ..

واستمرت دعوات هالطفلتين لفترة من الزمن.. وبالتحديد نص ساعة.. قبل لا يستسلمن اثنيناتهن للرقاد على شبرية أمهن الله يرحمها..

.

.

نهاية الجزء السادس والعشرون

غرربه
02-05-2013, 05:53 PM
الجزء السابع والعشرين

.

.

في فترة من فترات العمر، تحس انه حياتك تجمدت عند لحظة معينة.. لحظة تستغنى فيها عن حياتك الخاصة وتبدا تعيش حياة الأشخاص اللي حواليك.. أحلامك اللي عشت وانته تبنيها تتهدم في لحظة وتتحول لجريمة ما تتجرأ انك تفكر مجرد التفكير في تحقيقها .. في فترة من فترات العمر، يتساوى عندك الماضي والحاضر والمستقبل، وتضيع حياتك في زحمة الأيام والشهور والسنوات.. وما تحس بعمرك إلا وانته منغمس في روتين كئيب محوره انه كل اللي حواليك بدوا يتغيرون وانته بعدك على نفس حالتك..

في لحظة من لحظات العمر.. بتم مستلقي على فراشك عقب ليلة طويلة من الأرق وانته تفكر وتعيد حساباتك مثل ما كانت ليلى تعيد حساباتها في هاللحظة.. وهي متمددة على فراشها الساعة خمس الفير..

كانت تفكر بحياتها.. بطفولتها ومراهقتها.. بالأيام الحلوة.. أيام ما كانوا أمها وأبوها وياها في كل خطوة تخطيها.. هاييج الأيام كانت متأكدة انهم بيتمون وياها للأبد.. كانت تسير المدرسة كل يوم الصبح وهي تعرف انها بترد وبتحصل امها يالسة تزهب لهم الغدا.. وبتجوف ابوها ياي من المكتب ويايب لهم وياه آيس كريم هي ومحمد ومايد.. كانت ليلى طفلة وببراءة الاطفال كانت تحلم انها تكبر وتصير مدرسة تربية فنية.. أو انها تتزوج ويكون عندها عيال.. وكبرت وهالحلم في بالها.. ما كانت تعرف انه مجرى حياتها بيتغير وانه الأيام ممكن تكشر عن أنيابها لها في أي لحظة وتخذلها..

مسحت ليلى على شعر خالد اللي كان راقد حذالها على الشبرية والتفتت تطمن على شمسة اللي كانت راقدة في السرير الصغير اللي حذال شبريتها وتنهدت وهي تستعيد شريط ذكرياتها وكأنها تتلذذ بتعذيب نفسها.. كانت صغيرة.. عمرها كان 9 او 10 سنوات تقريبا.. وكانت في حديقة بيتهم الساعة ست ونص الصبح ويا محمد .. كانوا يدفنون شي تحت شجرة الزيتون اللي عند النافورة.. شو اللي كانوا يدفنونه؟ حاولت ليلى تتذكر ورصت على عيونها حيل وكأن هالشي بيخلي الذكرى توضح في بالها.. بس ما رامت تتذكر اللي دفنوه.. المهم انه كان شي وكانت ليلى مقتنعة انه "كنز" وانهم بيردون يحفرون في هالبقعة عقب سنين طويلة وبيطلعون كنزهم هي ومحمد.. تتذكر أبوها اللي كان توه ياي من برى تعبان لأنه كان يركض كل يوم عقب صلاة الفير ويوم جافهم يا ويلس حذالهم ع الارض في الحديقة وسأل ليلى: " شو عندكم هني؟"

اطالعته ليلى اللي كان ويهها كله رمل وقالت له بفخر: "كنز.."

ما تتذكر ليلى ملامحه ساعتها واذا ضحك ولا لاء.. بس تتذكر انه بطل الصندوق اللي بيدفنونه عشان يجوف الكنز.. هني تذكرت ليلى شو اللي كان داخل الصندوق.. كانت صورة جماعية مصورينها في المستشفى عقب ولادة مايد اللي كان عمره يومها سنتين.. وكانت ليلى تموت في هالصورة لأنها كانت يالسة في حظن أبوها وتطالعه وهي تبتسم.. وأبوها بدل لا يطالع المصور كان يطالعها ويرد لها الابتسامة..

تتذكر ليلى انه أبوها دفن الكنز وياهم وحط عليه حصاة صغيرة علامة عشان يعرفون مكانه عقب وشل ليلى بإيده اليمين ومحمد بإيده اليسار ودش وياهم الصالة عشان يتريقون .. كانت هاذيج طفولتها هي.. عاشتها بكل تفاصيلها وبكل لحظاتها الحلوة..

انجلب خالد واقترب من ليلى وخلاها ترد للواقع المر اللي عايشتنه.. مسكين خالد.. ومسكينة أمل وسارة.. ليلى تمتلك الشي اللي عمرهم ما بيمتلكونه.. ذكريات أمها وأبوها اللي تقدر تستحضرها في أي لحظة تباها.. يمكن هالشي احسن لهم.. ع الاقل هالذكريات ما بتعذبهم شرات ما كانت معذبتنها هي.. تنهدت ليلى بعمق.. ذكرياتها لازم اتم في الماضي وبس.. المفروض ما تلوثها بالحاضر اللي تعيش فيه.. كانت تعرف انه الذكريات اذا اختلطت بالواقع بتفقد كل شي حلو فيها..

نشت ليلى من فراشها وسارت صوب بلكونتها الصغيرة وبطلت الباب ويلست تطالع الشمس اللي ابتدت ترتفع في السما.. كانت مب فاهمة حياتها.. ما تعرف إذا كانت قراراتها صح ولا لاء.. قبل أربع سنوات، كانت صغيرة .. حياتها عبارة عن طوفان من الاحلام الكبيرة اللي بتحققها ويا حميد.. والحين.. كل شي تلخبط.. تحولت ليلى لإنسانة ثانية.. الحياة تتسرب منها شوي شوي.. والملل والمسئوليات بدوا يطغون على جوانب شخصيتها.. يمكن عشان جي كانت حاسة بالإثارة.. حاسة بإن الحياة بدت تتدفق في شرايينها من اللحظة اللي خبرت فيها سهيل انها بتسير شركة عمها وبتحاول ترتب الأمور هناك.. إثارة غبية كانت تتجمع في صدرها ومثل الأطفال اللي يلاقون صعوبة في النوم ليلة العيد، عاشت ليلى ليلة طويلة من الانتظار وهي تتريا اللحظة اللي بتمسك فيها زمام الأمور وبتكون في موقع قيادي، ولو ليوم واحد بس في حياتها..

اطالعت ليلى ساعتها ونشت بسرعة من مكانها في البلكونة ومشت صوب الشبرية عشان توعي أخوها خالد.. ويوم يأست من انه ينش شلته وهو راقد وودته الحمام وغسلت له ويهه لين بطل عيونه غصب وخلته يغسل أسنانه بروحه وطلعت له ثيابه عشان يتلبس.. وسارت توعي باجي اخوانها.. بس يوم دشت غرفة أمل وسارة ما لقتهن وفراشهن كان مرتب .. استغربت ليلى بس قبل لا تطلع من الغرفة عشان تشوفهن وين دشت سارة من الباب ووراها أمل.. ويوم جافن ليلى جدامهن نزلن عيونهن..

ليلى: " وين كنتن؟؟ "

سارة (وهي تطالع أمل): " هني.."

ليلى: "وين هني ؟ منو رتب لكن فراشكن..؟"

أمل: " محد رتبه .. نحن ما رقدنا هني.."

اطالعتها سارة بنظرة حادة وارتبكت أمل وردت تنزل عيونها..

ليلى: "ماشالله!!!.. ووين رقدتن؟"

سارة: " هني.. "

ليلى: "هني وين؟"

تنفست سارة بعمق وقالت وهي تدري انه اختها بتعصب: " في غرفة ماماه.. كنا نسولف هناك ورقدنا.."

بس ليلى ما عصبت وقالت وهي اطلع لهن ثيابهن من الكبت: " أهاا .. أوكى.. ياللا تلبسن بسرعة الساعة سبع.."

طلعت ليلى من غرفة خواتها وهي تحاول ما تفكر بالموضوع ومشت بسرعة لغرفة مايد وتمت ادق الباب بقوة لين ما سمعت صوت مايد وهو يقول: "خلاص قمنا!!! كسرتي الباب..!"

ليلى (وهي تبتسم): " ياللا بسرعة وايد تأخرت.."

مايد (وهو يفر اللحاف تحت): " الله ياخذ المدرسة وايامها"



نزلت ليلى تحت وسارت صوب البشاكير تشوفهن شو سون للريوق.. وعقب مرت غرفة يدوتها وما لقتها وعرفت انها سارت المستشفى .. وردت فوق تشوف اخوانها واطمنت انه شمسة بعدها راقدة.. وعقب ما يلسوا اخوانها كلهم يتريقون وخلصوا وطلعوا ويا الدريول عشان يوصلهم مدارسهم.. اتصلت ليلى بموزة..

ليلى: " صباح الخير.."

موزة: " صباح النور والسرور.. "

ليلى: " ها ؟ متى بتين؟"

موزة: " اتريا لطوف تتلبس وتخلص وعقب ما نوصلها المدرسة بييكم.."

ليلى: " مشكورة حبيبتي بتعبج ويايه.."

موزة: " ويا ويهج لا تقولين جي.. أصلا انا اللي مستانسة اني بيلس ويا baby شمسة فديتها"

ليلى: " عموما انا ما بتأخر.. بسير ارمس روان واشوف شو السالفة هناك وبرد ع الساعة عشر جي.."

موزة: "عادي حبيبتي خذي راحتج.. وانا ترى ما عندي شي اسويه .."

ليلى: " خلاص عيل بترياج.. بنزل شمسة تحت ويا اغراضها .. "

موزة: " أوكى حبيبي.. ياللا باي.."

ليلى: "باي.."

بندت ليلى عن ربيعتها وسارت فوق تتلبس ومزيج من الشعور بالاثارة والخوف ابتدا يتسلل في داخلها

.

.



.

.

مبارك نزل من غرفته بسرعة وهو شال ملفاته في إيده والهالات السودا واضحة وايد تحت عيونه.. أمس ما رام يرقد وهو يفكر بكل اللي استوى له.. واليوم محتاج لكل طاقته لأنه بيرد دبا عشان يشرف على المنتجع.. كانت خطواته سريعة وهو يمر من الصالة ساير صوب غرفة الطعام.. ناوي يتريق بسرعة ويطلع.. بس يوم دش الغرفة تلاقى هو ومي بنت اخوه ظاعن اللي عمرها 8 سنوات.. وابتسم لها بحب.. وهي ركضت له وحظنته بقوة .. كل ما تشوفه تحظنه لأنها مب دوم تشوفه وصدق تتوله عليه.. ومبارك اللي ما يحب يتقرب من أي حد هالكثر كان وايد يستانس على هالطفلة بالذات.. وهي الوحيدة اللي يسمح لها تحظنه او تدلع عليه..

يلست مي على الكرسي اللي حذال كرسيه ومدت ايدها للصحن اللي فيه الخبز عشان تسوي له سندويتشة جبن.. ومبارك يطالعها ويبتسم وهو يصب له كوفي..

مبارك: " شو تسوين هني ؟ ليش ما سرتي المدرسة؟"

مي: " بس جي.. مابا أسير"

مبارك: " وأمج ما قالت شي؟"

مي: "قلت لها انه راسي يعورني وخلتني اتم في البيت.. ويوم جفتها طلعت من البيت ويا يدوه ييت هني ركض.."

مبارك: " ههههههه يالشيطانة!!.. ما تعرفين يدوتج وين سارت؟"

مي: " لا ما قالو لي.."

مبارك: " انزين يوم بتشوفين يدوه عقب خبريها اني سرت دبا.."

مي (وهي تعطيه سندويشته):" أوكى.. دبا؟"

مبارك: " هيه دبا.."

مي: "عادي آي وياك؟"

مبارك: " يا ليت والله.. ع الاقل بتونسيني.. بس انا ما برد الا يوم الخميس وانتي وراج مدرسة.."

مدت مي بوزها بدلع وقالت: "ما احب المدرسة.. "

مبارك: " ياللا حبيبتي انا بسير الحين.. تبين شي من دبا؟"

مي: " شو عندهم هناك؟"

مبارك: "اممم عندهم بحر.."

مي: " عيل ييب لي وياك محار.."

مبارك: " اوكى فديتج.. ياللا عطيني بوسة قبل لا اسير.."

قربت مي ويهها من ويهه وباسته بقوة على خده ورد لها مبارك البوسة بنفس القوة وطلع من البيت وهو حاس براحة بسيطة..

.

.

.

دشت ليلى البناية اللي فيها شركة عمها عبدالله ويا دريولهم إشفاق ولأنه الشركة كانت في الطوابق السادس والسابع والثامن، اضطرت ليلى تستخدم المصعد، عشان جي تغشت وقالت لإشفاق يمشي جدامها ويدلها على مكتب عمها عبدالله.. ويوم تبطل باب المصعد لاحظت انه الطابق الأخير بس فيه مكتب عمها ومكتب سكرتيرته وقاعتين اجتماعات كبار.. وعقب ما شلت الغشوة عن ويهها قالت لإشفاق: " خلاص انته روح الحين وانا يوم اباك بدق لك.."

هز إشفاق راسه وروح ومشت ليلى في الممر الواسع وبطلت الباب الزجاجي اللي في نهايته ودشت على غرفة واسعة مقسمة قسمين.. القسم اللي ع اليمين كان غرفة انتظار واللي ع اليسار كان مكتب روان..

روان كانت ترمس في التيلفون ويوم شافت ليلى ابتسمت لها وبندت التيلفون وقامت عشان تسلم عليها..

روان: "يا أهلاً يا أهلاً.. إيه المفاجئة الحلوة دي؟"

ليلى (وهي تبتسم لها وتبوسها على خدها): " هلا روان.. شحالج؟"

روان: " الحمدلله بخير وانتي عاملة إيه؟"

ليلى: "الحمدلله على كل حال.. عمي سهيل ما خبرج اني باي الشركة؟"

روان: "لا والله ما آلش حاجة.. بس هوه جوه في المكتب.."

ليلى: " زين عيل تعالي ويايه برمسه.."

دشت ليلى مكتب عمها وانبهرت بالديكور الرائع للمكتب.. أولا المكتب كان أكبر مكتب شافته في حياتها كلها.. ابتسمت ليلى وهي تشوف واحد من اليدران مخصص للصور اللي بالأبيض والأسود واللي اهدتهم ليلى له عقب المعرض اللي سوته.. ما توقعت انه عمها يحطهن هني في المكتب.. تفدته في خاطرها والتفتت لسهيل اللي كان يالس على المكتب ويوم شافها وقف وهو يبتسم لها وهي اقتربت ويلست وهي تقول له: " اشحالك عمي؟"

سهيل: "الحمدلله ربي يعافيج .. انتي شحالج؟"

ليلى: "ألحمدلله .. "

روان يت ويلست مجابل ليلى وسهيل طلع الملفات اللي كان مجهزنهن حق ليلى وحطهن على الطاولة وقال لها: "هاي هي الملفات اللي اباج تشوفينهن يا ليلى.. وروان هني عندج واي شي تبينه اسأليها عنه.. (والتفت على روان وقال لها) روان انا اليوم مشغول وما اروم اتم في الشركة.. وانتي شوفي ليلى شو تبا وساعديها.."

روان: "ان شاء الله .."

سهيل: "ياللا انا بروح الحين.. تامرون عليه بشي؟"

ليلى: "تسلم عمي.. ما قصرت.."

سهيل : "أفا عليج يا بنيتي.. اذا بغيتي أي شي دقيلي.. عندج رقم تيلفوني؟"

ليلى: "هيه عمي عندي.."

سهيل: "خلاص عيل فمان الله.."

ليلى: "فمان الله.."

روان : "مع السلامة."



--------------------------------------------------------------------------------
أول ما روح سهيل ابتسمت ليلى لروان وسارت تيلس على كرسي عمها عبدالله وتطالع الشغلات اللي حاطنها على درج المكتب.. أقلامه وأوراقه وجريدة اليوم.. وبروازين صور الأول فيه سارة وأمل وخالد.. والثاني فيه صورة مايد.. وجدامها بالضبط كانت مجموعة الملفات اللي طلعهن لها سهيل.. بطلت ليلى الملف الأول وشافت في أول صفحة خط عمها عبدالله المميز.. واللي كان وايد يعيبها..

ابتسمت ليلى بحزن واطالعت روان اللي قالت لها: "اشتقناله .."

ليلى: " كلنا تولهنا عليه.. الله يقومه بالسلامة ان شالله.."

روان : "ان شاء الله.."

ليلى: " انزين روان.. خبريني.. شو اخبار الموظفين وياج؟"

تنهدت روان وقالت: " أقول لك ايه ولا ايه.. الموظفين ما بيداوموش.. انتظموا في دواماتهم يومين بس بعد ما دخل الاستاز عبدالله المستشفى.. ومن بعدها خلاص.. كل واحد فيهم بيوقع حضور عن التاني.. والاستاز سهيل مش فاضي يروح يتابعهم وما يقدرش يخصم من معاشاتهم.."

ليلى: " بس أنا اقدر!!.. "

اطالعتها روان باستغراب وقالت ليلى بحزم: " أنا عندي الصلاحية اني اتصرف هالتصرف.. والموظفين ما بيتأدبون الا بهالطريقة.. روان اذا ما بكلف عليج اباج تمرين المكاتب كلهن وتشوفين لي منو اللي مب مداوم اليوم وتكتبين اسمه.. وخبري ربعهم إنه كل يوم غياب معناته خصم 100 درهم من معاشاتهم.. وبنجوف منو منهم بيتغيب عن الدوام عقب اليوم.."

ابتسمت روان بسعادة وقالت: " حاضر.. أنا هروح دلوأتي حالاً.."

ليلى: " في قسم المحاسبين ماشي حريم؟"

روان: "ايوه عندنا 3 محاسبات.. "

ليلى: " طرشي لي وحدة منهن تفهمني شو سالفة هالفواتير.. وخليها تييب وياها ملف الاسبوع اللي طاف.."

روان: " حاضر.."

ليلى: " خلاص مشكورة.."

ابتسمت لها روان وطلعت من المكتب بسرعة عشان تنفذ اوامرها.. أما ليلى فأول ما طلعت عنها روان يودت التيلفون وقررت تتصل بأخوها محمد في أمريكا وتطلب منه يرد بسرعة البلاد اذا يقدر..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

مبارك عقب ما طلع من البيت اتصل به سكرتيره وخبره انه لازم يمر الشركة عشان يوقع على شوية أوراق، واضطر مبارك انه يسير الشركة رغم انه كان يتمنى يوصل دبا قبل الغدا.. ويوم يلس ويا السكرتير ووقع الاوراق يلس شوي في مكتبه لأنه كان متعايز يرد السيارة ويحس بكسل وتعب.. ودش الحمام الصغير اللي في مكتبه وغسل ويهه مرة ثانية عشان يصحصح.. بس أول ما يلس ع المكتب مرة ثانية حس انه عيونه تغمض غصبن عنه.. وصدق تغصص، طول الليل يبا يرقد ومب قادر والحين يوم عنده شغل ياه الرقاد.. !

تنهد وقام عن المكتب وشل وياه كل الملفات اللي لازم يقراهن هالاسبوع عشان يتسلى في دبا.. وطلع من المكتب والشركة كلها وركب موتره واتجه لدبا

بس وهو يسوق مر عند البناية اللي فيها شركة عبدالله بن خليفة ومن دون تفكير لف بموتره وقرر يسير يسلم على سهيل ويشوف اذا كان محتاج أي مساعدة.. خصوصا انه امس كان وايد يشتكي من الشغل اللي في الشركة..

.

.



محمد كان يصك الستارة في غرفة النوم يوم رن موبايله، مريم وايد تعبت اليوم العصر وردت لها نوبة الصرع مرة ثانية.. ومحمد من كثر خوفه اتصل بالدكتور المختص اللي ما قصر وياهم على طول.. وعقب ما هدت مريم واستقرت حالتها ورقدت، يلس الكتور ويا محمد فترة طويلة يفهمه كيف لازم يتعامل وياها خلال النوبات.. وتوه قبل شوي كان الدكتور مروح ومحمد بعده كان مب مستوعب اللي استوى وخايف موت على مريم اللي كانت راقدة رقاد عميق جدا من التعب اللي فيها..

رد محمد على موبايله يوم شاف رقم ليلى وقال لها بهمس: " ليلوتي برد ادق لج اوكى؟"

ليلى: " اوكى.."

بند عنها محمد ولحف مريم عدل وباسها على خدها قبل لا يطلع من الغرفة بهدوء ويصك الباب وراه.. بعدين يلس في الصالة واتصل من تيلفون الشقة على موبايل اخته العودة اللي ردت عليه على طول..

ليلى: " ألووو.."

محمد:" هلا غناتي.. شحالج؟"

ليلى: "الحمدلله حبيبي انته شحالك وشحال مرتك؟"

محمد (بتعب): "الحمدلله على كل حال.. مريوم وحليلها تعبانة اليوم يتها نوبة قوية شوي"

شهقت ليلى وسألته باهتمام: " نوبة؟ والحين ؟ شو حالها؟"

محمد: "الحين الحمدلله وايد احسن.. راقدة فديتها.. يبت لها الدكتور هني.."

ليلى: " وانته؟ "

محمد: "مدري والله.. غمظتني وايد ليلوه.. وانقهرت لأني ما عرفت اتصرف وياها.. الدكتور يقول انه النوبة لها اعراض تمهيدية .. ومريوم اكيد حست بهن وما خبرتني عشان ما احاتيها.. والله انها تقهر!"

ليلى: " ما عليه يا محمد .. هي بعد تحبك وما تباك تحاتيها وتزيد همومك.."

محمد: " اعرف.. اعرف.. بس.."

ليلى: "شو؟"

محمد: " انا عشت هني احلى ايام عمري ويا مريوم.. ايام ما اتمنى ابد انها تنتهي.. بس بعد.. تبين الصراحة ليلوه اريد أرد البلاد.. عمي عبدالله محتاجني في هالفترة ومرتي بعد محتاجتني.. ما اعرف شو اسوي.. ولا عارف حتى اقرر.."

ليلى: " محمد؟ .. ااا.. انا متصلة بك عشان هالموضوع.. تعرف انا وين الحين؟"

محمد: "وين؟"

ليلى (وهي تعض على شفايفها بتوتر): " في الشركة.."

محمد (وهو مب مستوعب): " أي شركة؟"

ليلى: " شركة عمي عبدالله.. "

وقف محمد من الصدمة وقال بصوت عالي: "شوووو؟؟؟ شو تسوين هناك؟"

ليلى: " محمد لا تزاعج..!!"

محمد: "وليش ما ازاعج؟؟ شو مودنج الشركة ليلوه؟؟"

ليلى (بانزعاج واضح): " عمي سهيل وايد مشغول اليوم وما يروم يجابل الشركة ومحد غيره ممكن ياخذ مكانه .. وبعدين انا محد عندي هني غير روان.. بلاك؟"

محمد: "حتى ولو.. يعني محد جافج وانتي نازلة من الموتر وداشة البناية؟؟ معقولة ما جفتي حد في المصعد ولا حد درى انج سايرة الشركة؟؟"

ليلى: "حتى لو دروا بهالشي.. شو فيها يعني؟ أنا ياية شركة عمي مب مرقص!!"

محمد: " ابا اعرف كيف تجرأتي وسرتي هناك؟؟ وسهيل وين مخه؟؟ كيف سمح لج بهالشي؟؟"

ليلى: " محمد..!!"

بس محمد ما عطاها فرصة تتكلم وبند التيلفون في ويهها.. ما كان عنده وقت يبا يتصل بيدوته بسرعة ويخبرها رايه بالضبط باللي استوى من وراه.. كان وايد محرج على ليلى.. هاي اختهم العودة والمفروض تعرف انه سيرتها للشركة ومجابلها للرياييل بيضر بسمعتهم.. بس يوم اتصل على رقم البيت رن التيلفون فترة طويلة وانقطع ومحد رد عليه.. وفر التيلفون بعيد عنه من كثر ما كان مقهور ويلس ع القنفة وهو يتنفس بصعوبة ويحاول يفكر شو ممكن يسوي الحين ..

أما ليلى.. فأول ما بند محمد التيلفون في ويهها تمت تطالع موبايلها بغضب ونزلته على الدرج وهي تنتفض بكبرها.. كانت مقتنعة انه اللي سوته هو الصح، وانه محمد ردة فعله كانت سخيفة ومالها داعي.. يو شو كان يتوقع منها تسوي يوم انه هو برى البلاد وما عندهم ريال غيره عشان يجابل حلال عمهم..؟ يباها تطرش مايد الشركة؟ ولا توكل واحد من هالموظفين الحرامية عشان يدير الشغل؟؟

شلت ليلى الجريدة اللي على الدرج بغضب ويلست تجلب فيها بسرعة وهي مب قادرة تقرى ولا كلمة من اللي مكتوب فيها، كانت تبا تشغل نفسها بأي شي وتبا تخفف من دقات قلبها القوية.. ومن كثر ما هي معصبة ما انتبهت للشخص اللي كان واقف عند الباب يطالعها بذهول..






مبارك كان متجمد في مكانه وهو يطالعها ويتفحص ملامح الغضب على ويهها.. كانت فعلا جميلة.. وفي نفس الوقت كانت اخر وحدة يتوقع انه يشوفها هني في المكتب.. مبارك يوم دش الشركة كان ياي يشوف سهيل ويسأله اذا كان يبا أي مساعدة ويا الموظفين أو المشاريع الثلاثة اللي يشتغلون عليها.. ويوم دش المكتب وما شاف روان موجودة تجدم ودش مكتب عبدالله بدون استئذان لأنه الباب اصلا كان مشرّع.. وفي اللحظة اللي طل فيها داخل المكتب، كانت ليلى تطالع شاشة موبايلها بقهر وعقبها نزلته ببرود على الطاولة وشلت الجريدة وتمت تجلب صفحاتها بسرعة وبعصبية..

ابتسم مبارك وهو يتساءل بينه وبين نفسه شو اللي خلاها تعصب هالكثر ومنو اللي كان يرمسها في التيلفون ويوم حس بعمره انه واقف يطالعها دق الباب بأطراف اصابعه وقال: "السلام عليكم.."

ليلى نقزت من الصدمة يوم سمعت صوته ورفعت راسها بسرعة ويوم شافت انه مبارك واقف جدامها ارتبكت وقالت بصوت متقطع: "وعليكم .. السلام.."

مبارك حس بارتباكها بس ما اهتم وسألها وهو مستمتع بملامح الخوف اللي ارتسمت على ويهها: " وين سهيل؟"

ليلى كانت متلخبطة.. ومب عارفة وين تطالع وفي خاطرها تقول صدق انه ما يستحي.. وفي النهاية استقرت عيونها على الجريدة وردت على سؤاله: " عمي سهيل محد.."

مبارك (بابتسامة): " ادري انه محد.. ما تعرفين وينه؟"

اطالعته ليلى بنظرة حادة يوم حست انه يستخف بها وقالت له: " راح يجوف العمال في راس الخيمة.. في شي ثاني؟ "

مبارك: " هيه.. وين روان؟"

ليلى: " بتي عقب شوي.. تفضل ترياها في مكتبها إذا كنت تباها ضروري.."

مبارك (وهو يبتسم) : " لا ماباها.. بس كنت أسأل.. فمان الله.."

والتفت وطلع من المكتب وخلى ليلى يالسة في مكانها تطالع الباب بقهر.. وقالت بصوت عالي وهي ترد تجلب في الجريدة: " سخيف.. ووقح!!"

أما مبارك فكان بعده مبتسم وهو طالع من المكتب وقبل لا يوصل للمصعد شاف روان ياية من تحت وقال لها بنبرة حادة: " انتي وين كنتي؟"

روان اطالعته باستغراب وقالت: " أستاز مبارك؟"

مبارك (وهو ميود باب المصعد بإيده): " ماباج تتحركين من المكتب تفهمين؟؟ وإياني واياج تخلين حد من الموظفين يدش عليها.. انتي فاهمة؟؟"

هزت روان راسها وهي مذهولة وقالت: "فاهمة .."

اطالعها مبارك بنظرة حادة عشان يأكد لها كلامه ودش المصعد ونزل للطابق الأرضي.. فجأة تغيرت كل الخطط اللي كان يخطط لها وقرر انه ما يسير دبا هالاسبوع.. رغم انه استانس يوم شاف ليلى في المكتب بس ما عيبه انها تيلس هناك وتسير الشركة من الأساس.. وحط في باله انه اليوم بيرمس سهيل وبيعرض عليه يساعده في إدارة الشركة.. ويوم تبطل باب المصعد وطلع منه اتصل بنائب المدير في شركته.. وطلب منه يسير دبا ويشرف ع العمال هالاسبوع بداله..

.

.



.

" الأسرار هي الجانب المظلم من شخصياتنا.. هي ما نخبئه عن غيرنا من الناس وتبقى مكدسة في أحد أطراف قلوبنا.. قد تكبر هذه الأسرار لتتحول إلى غيمة كبيرة تمطر أمطارها السوداء على حياتنا.. وقد يغري الغموض الذي يلفها من حولنا فيحاولون التطفل على تفاصيل أيامنا ليكشفوا الستار عن جزء ولو كان بسيطا من هذه الأسرار.."

تنهد مايد بملل وهو يقرا اللي كتبه في حصة التعبير.. كان ملان ومقهور انه في أول يوم له في المدرسة كان مضطر انه يكتب موضوع تعبير سخيف مثل هذا.. واطالع دفتر ربيعه سالم ونقل منه جملتين زيادة ع اللي كتبه وودى الكراس للأستاذ اللي كان يالس يقرا الجريدة..

اطالعه الاستاذ باندهاش وقال له: "خلصت يابني؟"

مايد: "هيه خلصت.. استاذ عادي أسير العيادة؟"

الأستاذ: " ليه؟؟ خير ان شالله؟"

مايد (وهو يألف كذبة ع الطاير): " حاس بدوخة .. الممرض قال لي انه ضغطي نازل اليوم ولازم اراجعه كل ساعتين"

الاستاذ: " سلامتك يابني.. خلاص روح بس ما تتأخرش.."

سالم : "استاذ استاذ.. ممكن اسير وياه؟"

الاستاذ: "وانته تروح ليه؟؟"

سالم: " مايد تعبان لازم اسير وياه .. تخيل يطيح في الساحة ومحد يدري به؟"

الاستاذ: "خلصت موضوعك؟"

سالم (وهو يرفع الصفحة للاستاذ عشان يشوفها): "هيه كتبت خمس سطور.."

الاستاذ: " طيب كويس.. روح معاه.. "

ابتسم مايد لسالم والأولاد اللي في الصف كلهم كانوا يطالعونهم بحقد لأنهم بيطلعون.. وطبعا أول ما طلع مايد ويا سالم ضحكوا من الخاطر على الاستاذ.. وركضوا صوب الملعب.. واستغلوا فرصة انه استاذ الرياضة ما كان موجود ويابوا لهم كرسي من تحت المظلات وحطوه عند اليدار ونطوا برى المدرسة.. وأول ما حسوا بالحرية في الشوارع سأل سالم مايد: "وكتبنا؟"

مايد: "مروان بيردهن البيت.."

سالم: "وين بنسير الحين؟"

مايد: "بنسير نيلس في أي كافتيريا للساعة عشر وعقب بنسير العين مول وبنتمشى للساعة 11 وعقب بندش فلم.. شو رايك؟"

سالم: " حلو.. "

بس قبل لا يتحركون سمعوا صوت وراهم ويوم التفتوا شافوا مروان ينط من فوق ووراه علي وحميد..

مايد:" هههههههه والله انكم مب هينين"

مروان: " انتو ما تستحون؟ تشردون بروحكم؟ "

مايد: " كيف اقنعتوه يظهركم؟"

مروان: " ما اقتنع الهرم.. ظهرنا عنه جي وهو سار يخبر المدير"

مايد: "شو؟؟؟؟؟؟ انتو تبون توهقونا؟؟"

مروان: " عادي باجر بنتوهق بس المهم اليوم نستانس.. موتريه هناك موقفنه.. بسرعة نسير قبل لا يجكنا الناظر.."

مايد:" أوكى ياللا.. الله يستر بس!!"

.

.





--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في مدرسة البنات الابتدائية كانن بنات الصف السادس 7 يركضن في الملعب للمرة الخامسة لأنهن نسن اييبن اللبس وأبلة الالعاب عاقبتهن بإنهن يلفن ع الملعب 12 مرة.. وكان باين عليهن انهن خلاص تعبن خصوصا انه الملعب وايد عود والشمس قوية.. وطبعا أبلة الالعاب كانت يالسة تحت المظلة ومرتاحة وتطالعهن ولا حاسة بتعبهن.. والبنات اللي يابن اللبس كانن يالسة حذالها وهن يطالعن ربيعاتهن بنظرات شفقة وتعاطف..

مزنة كانت خلاص مب قادرة تركض وكانت مستندة على جتف سارة اللي كانت تركض جدامها.. وسارة وويهها صار احمر من التعب وكل شوي تمسح العرق اللي يتيمع على ويهها..

مزنة (وهي توقف وتحط ايدها على قلبها وتلهث): "بمووت.. بمووت.. خلاص ما اروم اركض.."

وقفت سارة مجابلتنها وقالت بصعوبة: " أبا ماي.."

أبلة الرياضة: " انتي وياها كملي جري.. مش عاوزة اشوف ولا وحدة فيكو واقفة. .كلوو يجري!!"

مزنة (بصوت عالي): " مااااااااروم.. وما بركض.."

أبلة الرياضة: "بتقولي ايه؟؟ "

مزنة: " قلت ما بركض.. أبلة شمس وحر ما نروم نركض انتي تبينا نمووت؟"

عصبت أبلة الرياضة ونشت لهن وهي تزاعج: " تعالي هنا يا أليلة الادب!! تعالي وعيدي الكلام اللي أولتيه!"

اقتربت مزنة منها وسارة وياها والبنات الباجيات كانن يركضن ببطء ويطالعن مزنوه.. وأول ما اقتربت الابلة منها يرت اذنها بقوة..

مزنة: "أي أي أي.. هديني ايييه!!"

أبلة الرياضة: " وبتتجرأي وبتردي عليه كمان يا أليلة الأدب.. ؟ طب والله لتركضي ع الملعب انتي واللي معاكي دي عشر مرات كمان..!!"

سارة (والدموع في عينها): " حرااام.."

مزنة: "ما بنركض وهديني اقول لج..!!"

ابتعدت مزنة عن الابلة وركضت صوب الباب اللي يطلع من الملعب وهي تسحب سارة وراها.. والأبلة من القهر ركضت وراهن.. والبنات أول ما شافن الابلة تبتعد طاحن كلهن في مكانهن من التعب..

مزنة ركضت على طول صوب الادارة.. وسارة تسألها: "وين بتسيرين؟"

مزنة: "بسير عند الناظرة.. بسرعة.. بنخبر عليها قبل لا هي تخبر علينا.."

سارة (بخوف): "لااااا.. مزوون الناظرة ما بتصدقنا.."

مزنة (وهي تطالعها بقهر خصوصا انه ابلة الرياضة شوي وبتوصل لهم): " قلت لج تعالي انتي ليش جي خوافة؟"

أول ما وصلوا لغرفة المديرة دقت مزنة الباب بسرعة وبطلته ودشت هي وسارة داخل وهن يتنفسن بصعوبة ، والمديرة اللي كانت تتريق انصدمت واطالعتهن بعصبية..: " من وين طلعتن انتن؟ وشو هالطريقة اللي دشيتن بها عليه؟ "

مزنة: " أبلة الناظرة احنا يايين نشتكي.."

الناظرة: "على منو؟"

في هاللحظة دشت أبلة الرياضة وهي تزاعج: " آاااه.. ضربني وبكى وسبقني واشتكى!!"

مزنة: "هاذي اللي يايين نشتكي عليها ابلة.."

تنهدت الناظرة بملل ونزلت السندويشة من ايدها ويلست وهي تسأل ابلة الرياضة: "شو مستوي أبلة هناء؟"

أبلة الرياضة اطالعت مزنة بحقد ومزنة ردت لها النظرة بنظرة أقوى وقالت للناظرة: " البنتين دول من أول السنة وهما ما بيجيبوش اللبس.. وانا كل مرة بنبه عليهم وما فيش فايدة.."

مزنة اطالعتها بصدمة وسارة قالت لها: "بس ابلة احنا أول مرة ننسى اللبس.."

أبلة هناء (وهي شوي وبتاكلها): "إنتي بتكدبيني يا بت؟؟؟"

مزنة (وهي ترمس الناظرة): " هاي أول مرة ننسى فيها اللبس.. وابلة هناء تبانا نلف الملعب 12 مرة.. وايد حر برى.. ركضنا خمس مرات وخلاص ما نروم نكمل.."

الناظرة: " أوكى ما تبون تلعبون هاتوا عذر طبي.. وما بتلعبكم.. بس انكم تعاندون فيها وما تييبون اللبس هالاسلوب غلط.."

مزنة: "نحن ما عاندنا والله ناسين اللبس والله.."

الناظرة: "من بداية السنة وانتوا ناسينه.."

مزنة: "هاي جذابة لا تصدقينها .. هاي اول مرة ننسى فيها اللبس.."

الناظرة: " بس ولا كلمة!!.. شو قلة الأدب هاي؟؟ وين احترامج للمدرسة؟؟"

مزنة: " الحين استويت انا الغلطانة؟؟"

الناظرة: "مب مهم منو الغلطان.. هاي مدرسة ولازم تتعلمين فيها الاحترام والانضباط.. "

سارة اللي كانت ساكتة طول الوقت وتطالعهم برعب رمست الحين والدموع في عينها: "مزنة مب قصدها.."

الناظرة: "قصدها ولا مب قصدها.. سيري انتي وياها غرفة الاخصائية عشان تتصل بأهلكم.. أبا اولياء أموركم ايون هني.. ويتفاهمون ويايه.."

اطالعتها مزنة بتحدي وقالت لها: "إن شاء الله"

أول ما طلعت مزنة وسارة من غرفة الناظرة اطالعت الناظرة أبلة الرياضة باندهاش وسألتها: "أبلة هناء .. انتي قلتي انج بتلاعبين البنات داخل في أيام الحر.. صح؟"

أبلة هناء حست انها توهقت وقالت: "آه صح.."

الناظرة: "أنا ما حبيت اقلل من احترامج جدام البنات.. واعتقد انج تعرفين انه اللي سويتيه غلط.. وممكن أي وحدة من البنات تشتكي عليج في الوزارة وهالشي بيظرني انا وبيظر سمعة المدرسة.. "

أبلة هناء (وهي تنزل راسها): " انا متأسفة يا أبلة النازرة"

الناظرة: " اتمنى هالشي ما يتكرر مرة ثانية.. وتفضلي ردي حصتج.."

طلعت أبلة هناء من غرفة الناظرة وشافت سارة واقفة ويا مزنة عند غرفة الاخصائية .. سارة كانت تصيح ومزنة ترمسها.. واطالعتهن بحقد وردت للملعب عشان ادخل البنات داخل في الجيم..






مزنة يوم طلعت من غرفة الناظرة كانت تمشي بسرعة وسارة تمشي وراها وتصيح.. وقبل لا يوصلن غرفة الاخصائية التفتت مزنة لسارة وسألتها: "وانتي ليش تصيحين؟"

سارة( وهي تمسح دموعها): " بيخبرون ليلى وليلى بتحرج عليه.."

مزنة: "ومنوه قال لج انا بنتصل بليلى؟؟"

سارة: " ترى هي ولية أمري.."

مزنة: "لا يا حبيبتي.. نحن بنتصل بال king .."

سارة: "منو؟"

مزنة: " يدوه صالحة فديتها ومنو غيرها؟ .. بعطي الاخصائية رقمها وبقول لها انها ولية أمرنا.. محد غيرها بيعرف يتعامل ويا هالاشكال.."

ابتسمت لها سارة بأمل ودخلن اثنيناتهن عند الاخصائية عشان يتصلن بصالحة







صالحة في هالوقت كانت يالسة هي ويارتها أم حميد في الاستراحة اللي برى قسم العناية المركزة.. وأم أحمد كانت يالسة وياهن ، ترمسهن بأدب وكل شوي تتنهد وهي تتريا اللحظة اللي بيشبعن فيها من الرمسة وبيروحن عشان ترد هي تجابل ولدها في غرفته.. بس كل ما تسكت صالحة كانت ام حميد تبدا في سالفة يديدة وأم أحمد وحليلها مضطرة تجاملهن وتيلس وياهن.. وهني رن موبايل صالحة ويوم ردت عليه سمعت صوت مزنة وهي تصيح..

صالحة: " منو؟؟ مزنووه؟؟ شو فيج تصيحين؟؟"

مزنة: "يدووووه تعالي المدرسة الحين!!.. أبلة الرياضة ضربتني انا وساروه..!!"

صالحة (بصوت عالي ): " يعل ايدها القص الجلبة!!.. ليش ظربتكن؟"

مرت جدامهم نيرس في هاللحظة واطالعت صالحة بنظرة تهديد بس صالحة ما اهتمت لها..

مزنة (وهي تصيح ): " بس عشان نسينا لبس الرياضة.. وقالت عنا مب مربايات.. والحين يبونا نروّح البيت!"

صالحة: " تخسي الا هي تردكن البيت.. أنا الحين ياية المدرسة.. !! "

مزنة: "تعالي يدووه بسرعة.."

صالحة: " الحين يايتنكن .."

بندت صالحة الموبايل ووقفت ووقفت وياها ام احمد وام حميد وهن مستغربات..

أم أحمد: " خير يا ام فهد؟ شو مستوي؟"

صالحة: " هاي الجلبة ابلة الرياضة ضاربة مزنوه وساروه بنت اختي.. وشاتمتنهن والحين تبا تردهن البيت"

أم أحمد ( بصدمة): " جى شو مسويات ثرهن؟"

صالحة: " ما سون شي الا هي الحمارة تبا اطلع حرتها فيهن.. بس انا بأدبها.. ياللا ام حميد بردج البيت وبسير لهن.."

أم حميد:" ياللا سرنا.."

أم أحمد: " عندج اياها صالحة.."

صالحة (وهي تمشي بسرعة): " لا توصين .."

تنهدت أم أحمد براحة وردت تمشي بخطواتها الثجيلة لآخر غرفة في الممر.. ما كانت تحاتي سارونا تعرف انه صالحة بتاخذ لها حقها وزيادة .. أفكارها وخوفها واهتمامها كله هاليومين كان منصب على شخص واحد.. وهو عبدالله.. دشت الغرفة ويلست حذاله ع الكرسي وهي تتأمله.. كانت تتمنى لو انها تعرف تقرا قرآن جان قرت له ليل نهار.. بس للأسف ما تعرف وما بإيدها شي تسويه غير انها تدعي له في كل وقت انه الله يشفيه ويقوم بالسلامة.. وعبدالله كان مثل ما هو، غايب في دوامة من اللاوعي والأطباء يحاولون بكل الطرق انهم يردونه لوعيه..

.

غرربه
02-05-2013, 05:53 PM
.

بعدت الجريدة عنها وتنفست بعمق عشان تهدي أعصابها وقامت عن المكتب ووقفت تطالع الشارع اللي تطل عليه دريشة المكتب العودة.. بس للأسف وهي تطالع الشارع شافت مبارك طالع من البناية وساير صوب موتره الستيشن.. وردت تغلي في داخلها مرة ثانية.. وابتعدت عن الدريشة في نفس اللحظة اللي دشت فيها روان وهي تبتسم لليلى ابتسامة خبيثة..

ليلى: " روان ليش تأخرتي هالكثر؟؟"

روان: " الشركة كبيرة وحضرتك طلبتي مني ألف ع المكاتب كلها.. ليه..؟ في حاجة؟"

ليلى (بعد تفكير): " لا .. ولا شي.."

روان: "ولا يهمك يا ستي.. مش حسيبك هنا لوحدك تاني.. وإزا كان ده بيريحك هجيب أوراقي واشتغل عندك هنا في المكتب"

اطالعتها ليلى باستغراب وقالت: " لا لا ماله داعي.."

روان (وهي تيلس و تتذكر رمسة مبارك): " لا بس شكلك متلخبطة خالص.. "

ليلى: " لا متلخبطة ولا شي.. بس احاتي الشغل.. ها ؟ خبرتي المحاسبة اني ابا اجوفها؟"

روان: "آه حتيجي بعد شوي.. وآدي لستة فيها اسماء كل الموظفين اللي ما داوموش النهاردة.."

ليلى: " عطيني اشوف.. هممم.. خلاص.. اكتبي لي أمر بخصم 100 درهم من معاشاتهم وعطيني اياه عشان اوقع عليه.. "

روان: "حاضر.."

ليلى: " خبرتي باجي الموظفين بالقرار؟"

روان: "أيوه.."

ليلى: "شطورة.. ياللا حبيبتي سيري اطبعي لي ورقة الخصم وييبي لي اياها.."

قامت روان تنفذ اللي طلبته منها ليلى .. وفي هاللحظة رن موبايل ليلى ويوم شافت الرقم رفعت حاجبها اليمين وحاولت اطنشه .. بس ما رامت.. صح انه محمد بند التيلفون في ويهها قبل شوي بس بعد يتم اخوها وبرى البلاد وبعدين اكيد متصل يعتذر لها.. عشان جي ردت على التيلفون وهي زعلانة..

ليلى (بدون نفس): "ألو.."

محمد:" مرحبا.."

ليلى: "هلا.."

محمد: "انتي وين؟"

ليلى: "يعني ما تعرف؟"

محمد: "في البيت؟"

بطلت ليلى عيونها بقهر وقالت له: "طبعا لاء.. أنا في الشركة..!"

رد محمد يزاعج مرة ثانية: " للحين في الشركة؟؟ انا ما قلت لج ردي البيت؟؟"

ليلى: "اعتقد انك ترمس اختك العودة استاذ محمد.. لا تنسى هالشي.."

محمد: "اختي العودة احسن لها ترد البيت الحين!!"

ليلى (وهي خلاص صدق معصبة): " مب رادة البيت !!.. أوكى؟؟ راوني شو بتسوي!"

محمد: " ليلوه ليش تعاندين ؟ والله عيب اللي تسوينه "

ليلى: " لا مب عيب.. انا اجابل حلال عمي عبدالله.. وهذا اقل شي ممكن اسويه عشان ارد له الجميل.."

محمد: "بس عمي لو درى انج سرتي الشركة بيعصب.."

ليلى: "عمي عقله متفتح ويعرف انه اللي انا اسويه مب غلط.. "

محمد: "انزين وشمسة؟"

ليلى: " عندها موزة.."

محمد: "وموزة دوم بتفضى لها؟"

ليلى: " طبعا لاء.. بس انا مب دوم باي الشركة.. ييت اليوم بس لأنه عمي سهيل مشغول.."

محمد: "عطيني رقم سهيل.."

ليلى: "شو تبا فيه؟"

محمد:" انتي عطيني اياه..!"

ليلى: " أول قول لي شو تباه؟"

محمد: " بقول له يدور له حد غيرج عشان يدير الشركة!"

ليلى: " لا والله؟ ما بعطيك رقمه!"

محمد:" يا ربييييييييه!!.."

ليلى (وهي تبتسم ):" حمادة زعلان مني؟"

محمد: "حمادة في عينج..!"

ليلى: " صدق صدق زعلان؟"

تنهد محمد: " أكيد زعلان.. ليلى مابا شي يضرج ولا ابا حد يشوفج ويرمس عنج.. وعمي شركته شركة مقاولات يعني الزباين كلهم رياييل.. شو تتوقعين ردة فعلي تكون غير اني احرج وازعل؟"

ليلى: "انته لو عطيتني فرصة اتكلم من البداية كنت بقول لك اني اليوم ييت الشركة عشان اعاقب الموظفين اللي من يوم دش عمي المستشفى وهم ما يداومون.. ومن باجر بيرد عمي سهيل يدير الشركة وانا بساعده بالحسابات من البيت.. محمد انا كنت متصلة فيك مساعة عشان اطلب منك ترد البلاد.. بس يوم خبرتني عن مريم استحيت اطلب هالشي.. "

سكتت ليلى شوي وقالت بهمس: " أنا وايد محتاجتنك محمد.. حاسة اني بروحي.. ومب عارفة اتصرف.."

محمد: " ليلى.. حبيبتي انتي اقوى من جي.. خليني بس اتأكد اذا ممكن نأجل علاج مريم شوي ولا لاء وبرد عليج خبر باجر ان شالله.. صدقيني بحاول قد ما اقدر اني ارد بسرعة.. بس انتي لا تزيدين همي.. وردي البيت.."

ليلى: " ان شاء الله.. خلني بس اجتمع ويا المحاسبة وعقبها برد البيت.."

ابتسم محمد براحة: "زين.. ممكن تعطيني رقم سهيل؟"

ليلى:" هيه.. هذا رقمه.. *******"

سجله محمد في موبايله وقال لها: "أوكى .. ياللا تحملي على عمرج.. بتصل بج عقب.."

ليلى: "ان شالله.. فمان الله.."

محمد: "مع السلامة.."

بندت ليلى عن محمد وهي تبتسم هالمرة.. وعقب ثواني وصلت المحاسبة رشا ويلست ليلى وياها ساعتين وهي تحاول تفهم نظام الفواتير والدفع والحسابات المتعلقة بشركة عمها عبدالله..

.

.




.

الساعة عشر كان مايد يسوق نيسان مروان الجديم والشلة كلها مرتبشة وأول ما بركنوا عند العين مول لاحظ مايد باص المدرسة اللي بركن حذالهم وضحك بخبث وهو يبند الموتر وينزل من السيارة.. ويوم نزلت الشلة كلها ولاحظوا انه الباص باص بنات الثانوية ارتبشوا.. اللي يتفدى واللي يعق نغزات والبنات وحليلهن زايغات انه الأبلة تغير رايها وتردهن المدرسة.. بس يوم نزلت الأبلة من الباص وطالعتهم بنظرات تهديد صخوا كلهم ودشوا المول وهم يضحكون على خبالهم وعبطهم..

تنهدت لطيفة براحة يوم شافتهم ابتعدوا وقالت لربيعتها حنان: " انا ما صدقت الأبلة طلعتنا رحلة.. صدق هالشباب سخيفين.. كل شي يبون يخربونه!"

حنان: "لطوف جفتي اللي كان واقف ع اليمين؟"

لطيفة: " لا ما جفته.. ليش تعرفينه؟"

حنان: " لاااااااا.. بس حلو.."

ضحكت لطيفة وهي تتحجب زين عشان تنزل من الباص وقالت لربيعتها: " انتي عمرج جفتي واحد وقلتي عنه خسف؟"

حنان: " هاي هي الحقيقة.. الشباب كلهم حلوين، حتى الخسف من يلبس الغترة والعقال على طول ينجلب غزال.. مب شراتناا نحن البنات.. مع انه المفروض يكون العكس.. "

لطيفة: "والله عاد هذا رايج انتي.. أنا اجوف البنات احلى بوايد.. وما أتمنى ابد اني اكون ريال.. تتخيليني بلحية؟"

اطالعتها حنان وهي تمشي وياها عشان يلحقون بباجي البنات: " اممممم.. وعععع.. لا ما تنفعين.. تمي بنية احسن لج"

لطيفة: " مالت.."

هني وقفت أبلتهم وقالت: " لفن في المول على راحتكن بس عن الحركات .. أنا وأبلة منيرة بنسير نتشرى.. واباكن تتيمعن هني عقب ساعة.. واللي بتتأخر ببلغ عليها الإدارة.. مفهوم؟"

البنات بصوت واحد: "مفهوم.."

سارت عنهن الأبلة وانتشرن البنات في أرجاء المول.. ولطيفة استغلت هالفرصة عشان تسير تتشرى البيجامات اللي كان خاطرها فيهن وأبوها ما يطيع ياخذ لها اياهن.. وحنان بعد كانت تبا تسير تاخذ لها مكياج.. في الوقت اللي كان مايد وربعه سايرين ياخذون لهم تذاكر للفلم اللي بيعرضونه الساعة 11

مروان: " ميود شو هالفلم اللي اخترته؟ ما نباه!!"

مايد: " Taking lives عجيب شو تقول انته؟"

سالم: "نحن متفقين ندش Torque"

مايد: "والله عاد ما كنت اعرف انهم يعرضون هالفلم اليوم.."

مروان: " بس Torque احلى.. ريس ودراجات .. رقييص من الخاطر.."

مايد: " وهالفلم فيه انجلينا جولي..!"

مروان: "أم براطم؟"

مايد: " هيييييه.."

سالم: "هلا والله!!.. خلاص عيل Torque بنشوفه عقب.."

مايد: "صدقوني ما بتندمون.. هالفلم فن"

ميد اللي كان يالس في الكوفي شوب ياهم وهو يمشي بسرعة وقال: " ياللا بسرعة خذوا التذاكر وتعالوا.. البنات كلهن يالسات هناك في الكوفي شوب."

مايد: "خلهن يلتعنن.. شو نبا فيهن.."

مروان: " خلنا ندور رزقنا بلاك انته؟"

مايد: " أي رزق هذا انته من يومين مخبرني انك تحب.."

مروان: " عندي وحدة احبها.. ووحدة صديقة.. ووحدة اعاملها مثل اختي.. "

مايد: "و عندك مكان لهالبنات بعد؟"

مروان: "أكييييد.."

سالم: "حشا مب قلب.. فندق!"

مروان: " خمس نجوم طال عمرك.."

مايد: " بنسير الكوفي شوب بس لا تسوون لهن سالفة صدقوني البنات سخيفات.. يوم تركض وراهن يتكبرن عليك.. بس تعال عاد وطنشهن.. والله هن اللي بيتحرقصن عشان تعطيهن نظرة بس.."

سالم: " هههههههههه ما شالله خبرة.."

اطالعه مايد بنظرة وساروا كلهم صوب الكوفي شوب، ورغم نصايح مايد لهم بس ربعه من شافوا البنات نسوا كل شي وطاحوا فيهن طيحة.. ومايد اللي تظايج في البداية من دفاشة ربعه ، عيبته السالفة عقب ويلس يطالع هبلهم ويضحك عليهم .. بس وهو يهمس بشي في إذن ربيعه سالم يت عينه على ثنتين كانن مارات حذال الكوفي شوب ، وحدة فيهن كانت متغشية والثانية متحجبة بس ويوم يت عينه في عين البنية المتحجبة نزل عيونه على طول وهي بعد.. كانت نظرة خاطفة استمرت ثواني بس.. ورغم هذا حس مايد بإحساس غريب جدا كأنه انفصل عن اللي حواليه كلهم وانتقل لعالم ثاني ما يشوف فيه الا صاحبة العيون الناعسة اللي اخترقت نظرتها أعماق روحه..







في الطرف الثاني ، كانت لطيفة تحاول انها تتوازن وترد طبيعية عشان ما تلاحظ حنان اللي استوى لها.. حنان يوم ابتعدوا عن الكوفي شوب عقت الغشوة عن ويهها وقالت: "شفتيه؟؟ الحلو اللي قلت لج عنه كان يطالعنا!"

لطيفة: "ها؟؟ هييه.. أعرفه.. هذا مايد اخو ربيعة اختي.."

حنان: " الله اسمه حلو!!.. تعرفينه؟ ووين شفتيه انتي؟"

لطيفة: "كنت في بيتهم مرة وشفته نازل من فوق.. بس تراه يحب بنت خالوته.."

حنان (بإحباط): "أفاااا.. "

لطيفة (وهي تبتسم ابتسامة باهتة): " هيه.. اسمها عليا.. اثنيناتهم يحبون بعض.. ياللا!.. الله يهنيهم ان شاء الله.."

حنان: " ويوفقنا انا وياج ويرزقنا بعيال الحلال.."

لطيفة: "هههههههه وايد مستعيلة حظرتج.. أنا بعدني صغيرة ع العرس.. "

ضحكت حنان ويلست تهذرب على لطوف اللي كانت تبتسم لها من دون ما تسمع ولا كلمة من اللي كانت تقوله.. لطيفة نست البيجامات اللي كانت تبا تشتريهن.. ونست الهدية اللي كانت تبا تاخذها لموزة اختها.. في هاللحظة نست كل شي الا الاحساس العميق بالألم اللي كان في داخلها.. امس فليل كانت رادة على قصة في المنتدى اللي تكتب فيه.. القصة كانت عن وحدة حبت من أول نظرة.. ولطيفة كتبت رايها وقالت انه هالشي سخيف ومستحيل يستوي.. واليوم.. وهي تتذكر ابتسامة مايد ونظرته العابثة .. ردت تسأل نفسها مرة ثانية إذا فعلا كان هالشي مستحيل؟

.

.




.

في شقتهم بنيويورك ، محمد كان متصل بدكتور مريم ويسأله إذا كان يقدر يأجل العلاج كم شهر.

محمد: We have an emergency in the country and we need to go back immediately, so I was wondering if we could postpone the treatment

( ممكن نأجل العلاج شوي لأنه عندنا ظرف طارئ في البلاد ولازم نسافر حالا)

الدكتور: You don't need to do that Mr. Mohammed. I told you from the beginning that no surgery is needed. Your wife will be treated by a new nutrition system and all I need to give you at the moment is the diet that she should stick to to get better

(مب لازم نأجل العلاج ، انا خبرتك من البداية انه ما في داعي للعملية . مرتك بنعالجها عن طريق نظام تغذية يديد وكل اللي بعطيك اياه حاليا هو جدول غذائي لازم تلتزم به مريم عشان تتحسن حالتها)

محمد:you mean we can go home right away without worrying?

(يعني نروم نرد البلاد على طول وبدون أي خوف؟)

الدكتور: No need to worry at all. I went through all the results and believe me, after a year of treatment, your wife is going to be just fine. The only danger on her life is connected with pregnancy because her heart is very weak.

(ما في داعي للخوف أبدا، أنا راجعت نتايج الفحوصات وصدقني ، عقب سنة من العلاج زوجتك بتكون بخير، الخطر الوحيد على حياتها مرتبط بالحمل لأنه قلبها وايد ضعيف)

محمد: yes, am aware of that doctor. We have discussed it

(هيه اعرف، وتناقشنا في هالموضوع من قبل)

الدكتور: ok then, please come to meet me tomorrow with your wife and I'll give you the diet she should stick to and after that you have to see me every 3 months.

(أوكى عيل باجر مر عليه في العيادة انته ومرتك وبعطيك الجدول الغذائي اللي المفروض تلتزم به مرتك، بس لازم تراجعوني كل 3 اشهر عشان اغيره)

محمد:Sure. Thank you doctor

(أكيد، مشكور دكتور)

الدكتور: Good Bye Mr. Mohammed

محمد: Goodbye

بند محمد التيلفون وهو يبتسم براحة ، وسار الغرفة عشان يشوف مريم اللي كانت بعدها راقدة. كان خاطره يوعيها ويخبرها انهم بيردون البلاد من كثر ما كان مستانس بس غير رايه وسار يطلع بيجامته من الكبت عشان يسبح ويرقد.. بس قبل لا يرقد كان مقرر يتصل بسهيل ..





سهيل كان توه واصل راس الخيمة الساعة 11 ونص يوم اتصل به مبارك، سهيل كان متوقع انه مبارك يتصل به لأنهم امس يلسوا يسولفون عقب ما روحوا عن عبدالله وسهيل شرح له وضعه في الشركة وانه مب عارف كيف يتصرف وكان باين انه مبارك يبا يساعده بس ماله ويه يرمس لأنه هو اللي طلب يفض الشراكة اللي بينهم.. والحين يوم رد سهيل على التيلفون كان متأكد انه مبارك بيعرض عليه مساعدته ..

مبارك: "السلام عليكم"

سهيل: "وعليكم السلام والرحمة .. يا هلا والله"

مبارك: " هلا فيك.. اشحالك؟"

سهيل: "الحمدلله يسرك الحال.. انته شحالك؟"

مبارك: " بخير ربي يعافيك.. "

سكت مبارك شوي.. كان متردد يخبر سهيل انه سار الشركة ولا لاء.. بس عقب قرر ما يخبره وقال له: " سهيل امس يوم كنت تسولف لي عن الشركة حسيت انك متوهق شوي.. "

ابتسم سهيل.. توقعه كان صح: " اكيد متوهق.. أنا محامي شلي بالتجارة.."

مبارك: " انزين.. انته تعرف اللي ابا اقوله.."

سهيل: " ما ادري بك والله.. شو في خاطرك؟"

مبارك: " سهيل اذا تباني اساعدك في الشغل لين ما يقوم عبدالله بالسلامة انا ما عندي مانع.."

سهيل: " ما تقصر يا مبارك.. وهذا العشم فيك."

مبارك: " بس ما اعرف اذا هالشي بيظايج عبدالله.. "

سهيل: "انته تعرف عبدالله زين.. عبدالله مب ريال حقود وينسى بسرعة.. وبيشوفها كبيرة منك انك ودرت شغلك وساعدته.."

مبارك: " أنا ما بودر شغلي.. بس بما انه شركتي الحين عندها مشروع واحد بس .. المدير اللي عندي يروم يتابعه .. وانا متى ما احس عمري فاضي بمر شركة عبدالله وبتابع الشغل.. وانته أي شي تباه لا تتردد واتصل بي على طول.."

سهيل: "ما تقصر .. ما تقصر يا مبارك.."

مبارك (بخبث): " انته وين الحين؟ في المكتب؟ بمر عليك.."

سهيل: "لا أنا توني واصل راس الخيمة .. العمال هني مشاكلهم ما تخلص.. "

مبارك (يبتسم):" انزين تباني امر المكتب واراجع الملفات؟"

سهيل: "لا لا لا.. ما يحتاي.. أنا يوم برد العين بعطيك الملفات كلها.."

مبارك: " خلاص عيل نتلاقى اليوم ان شاء الله.."

سهيل: " على خير ان شالله.."

بند سهيل التيلفون وفي نفس اللحظة رد يرن مرة ثانية.. واستغرب سهيل لأنه الرقم كان طويل.. ويوم رد وسمع صوت محمد فرح من خاطره..و عقب ما سلم عليه وسأل عنه وعن أخباره .. دش محمد في الموضوع.

محمد: " ليلى خبرتني انها سارت الشركة اليوم.. عمي كيف خليتها تسير هناك؟ انته تعرف انه البناية متروسة رياييل.."

سهيل: " انزين وشو فيها؟ ليلى بنية حشيم وماشالله عليها عاقل وتعرف تتصرف.."

محمد:" ادري بس بعد ما يستوي اتم هناك بروحها.."

سهيل: "عندها روان ومحد يروم يدش عليها قبل لا يستأذن.. واليوم ماشي اجتماعات ولا مواعيد ويا الزباين يعني لا تحاتي من هالناحية.. هي طلبت مني تمر الشركة اليوم بس وانا من باجر برد اشوف الشغل بنفسي"

محمد: " الله يعطيك العافية عمي.. ما تقصر.. وانا بحاول ان شالله ارد بأقرب فرصة البلاد.."

سهيل: " لا تستعيل وتودر اشغالك وترد البلاد.. أنا عندي مبارك بن فاهم هني بيساعدني في الشغل.."

محمد: " مبارك؟ مب هو اللي كان بيرفع قضية على عمي هذاك اليوم؟"

سهيل: " السالفة مب جي.. اثنيناتهم كانوا فاهمين الموضوع غلط وكل واحد فيهم غلط على الثاني.. بس الحمدلله ما وصلت السالفة للمحاكم.."

محمد:" وانته تروم توثق فيه؟"

سهيل: "أكثر حتى عن عمري.. مبارك شاطر و بيعرف يمسك الشغل زين.."

محمد: " خلاص عمي اللي تشوفه.. وعمي عبدالله شو صحته الحين؟؟"

اختفت الابتسامة عن ويه سهيل وقال:" الله يشفيه ويقومه بالسلامة ويرد لنا مثل اول واحسن.."

محمد: " ان شالله.. عمي اول ما ارد البلاد ابا ايلس وياك.. واباك تخبرني بسالفة مرت عمي .. ليلى خبرتني انك كنت وياه هذاك اليوم.."

سهيل: "هيه ان شاء الله من ترد البلاد بخبرك بكل شي.. انته لا تحاتي واطمن من ناحية اهلك تراهم في عيوني.."

محمد: " تسلم يا عمي دومك ما تقصر.. ياللا عيل الحين ما بطول عليك.. تامرني بشي ؟"

سهيل: " سلامتك .. تحمل على عمرك .."

محمد: " ان شالله .. فمان الله.."

سهيل: "مع السلامة.."

.

.




.

في مدرسة البنات الابتدائية كانت عاصفة من الغضب داشة غرفة المديرة .. وهالعاصفة أكيد صالحة، اللي أول ما دشت غرفة المديرة شافت سارة ومزنة يالسات على القنفة اللي صوب الباب والتفتت للمديرة اللي أول ما شافتها وقفت وهي تبتسم وتمد ايدها لصالحة..

سارت لها صالحة وسلمت عليها وهي تطالعها باحتقار..

صالحة: " شو مسويات البنيات؟ ووينها الابلة اللي ظربتهن؟"

الناظرة: " أبلة هناء الحين بتي عقب شوي.. تفضلي الوالدة .. انتي ام مزنة؟"

صالحة: " أنا يدوتهن.. و مب يالسة انا مب يايه هني ايلس.. ييبي لي هالابلة بتفاهم وياها.."

الناظرة: " هدي اعصابج الوالدة وتفضلي يلسي.. ترا ابلة هناء ما غلطت عليهن.. هن اللي طولن لسانهن .."

هني دشت أبلة هناء ويوم شافت صالحة واقفة ابتسمت لها بس صالحة ما عطتها مجال انها تسلم وسألتها: " إنتي اللي ظاربتنهن؟"

اطالعتها ابلة هناء بخوف والتفتت على مزنة وسارة وقالت: " ما ضربتش حد.. أنا بس .."

مزنة: " ظربتينا.. ويريتي اذني.. وخليتينا نركض في هالحر 12 مرة..!"

أبلة هناء (وهي تطالع صالحة): " شوفي يا ستي البنتين دول مش متربيات.. "

قبل لا تكمل رمستها هجمت عليها صالحة وهي تزعاج: "مب مربايات.. أنا براويج التربية يالهرمة.. شو تتحريني ما عرفت اربي بناتي؟.. "

أبلة هناء كانت تحاول تتفادى الظربات اللي تيها من نعال صالحة والمديرة ركضت برى عشان تشرد وفي نفس الوقت تييب الوكيلة والاخصائية يساعدونها تهدى الموقف .. ومزنة وسارة واقفات بعيد ويضحكن..

أبلة هناء: " ما تضربيش!!.. انا حشتكي عليكي وحتشوفي.."

صالحة: " انا اللي بشتكي عليج وعلى المدرسة كلها بعد.. عيل يالجلبة تظربين هاليهال وتخلينهن يركضن في هالحر وانتي ميلسة في الظلة؟؟ "

يوا الوكيلة والاخصائية وحاولوا يسحبون ابلة هناء عن صالحة بصعوبة ويوم قدروا عليها طلعت ابلة هناء من غرفة الناظرة وهي تتوعد وتهدد.. وصالحة اجتمعن عليها الابلات وهن يحاولن يهدنها من دون فايدة..

الناظرة: " الوالدة هدي اعصابج.. واحنا اسفين وابلة هناء بنرمسها بس انتي هدي اعصابج.."

صالحة: " شسمج انتي؟؟"

الناظرة: "نايلة.."

صالحة: "شوفي يا نايلة.. هالبنتين مابا حد يتقرب منهن ولا يأذيهن بكلمة.. والا والله العظيم اسير بروحي الوزارة واشتكي عليج انتي.. انا مطرشة بناتي المدرسة يتعلمن الشي اللي بيفديهن.. مب عشان ينظربن ويراكضن في الشمس.. تفهمين؟؟"

الناظرة: " ان شالله.. ان شالله.. الوالدة تحت امرج.. وابلة هناء طيبة ومب قصدها يمكن هي عصبت عليهن اليوم بس صدقيني مب دوم جي.."

صالحة: " طيبة عندج انتي وجدامج بس.. ولا من تطلع عنج وتجابل البنيات ما تعرفينها شو تسوي بهن.. أنا هالمرة ما بشتكي عليها .. لكن المرة الياية بس خليها تغلط عليهن بجلمة وبتشوف.. (والتفتت على مزنة وسارة) سيرن ييبن شنطكن بردكن البيت.."

مزنة وسارة اطالعن المديرة اللي هزت راسها لهن وركضن برى الغرفة بفرح وهن متجهات لغرفة الصف.. وأول ما دشت مزنة الصف كل البنات كانن يطالعنها وهي نافخة صدرها بغرور واستأذنت من أبلة الانجليزي وشلت شنطتها هي وسارة وروحن البيت ويا صالحة اللي فهمت الادارة بأسلوبها الخاص انه تعاملهم ويا الطالبات غلط في غلط وأحسن لهم يعدلونه

الساعة 12 ردت ليلى البيت وفي ايدها ثلاث ملفات وعلى ويهها ابتسامة رضا.. وأول ما دشت الصالة شافت موزة يالسة ع القنفة تطالع التلفزيون وشمسة راقدة في حظنها.. وسارت لها ويلست حذالها..

موزة (وهي تبتسم وتبند التلفزيون): " هلا والله!!.. ها؟ طمنيني؟ شو سويتي؟ شو كانت الشركة؟"

(وهي تعق شيلتها وعباتها): " روووووووعة.. رووعة موزووه.. والله اتمنى كل يوم اسير.. "

موزة: "عاد مب على كيفج.. مب كل يوم عيد.."

اقتربت ليلى من شمسة وباستها على خدها وقالت: "شو أخبار الأمورة شموس؟ ما ادلعت عليج؟"

موزة: "لا فديتها من الصبح وهي ساكتة.. وتوها رقدت.."

ليلى: " حبيبتي والله يا موزة.. تعبتج ويايه.."

موزة: " جب جب.. ودري عنج هالرمسة الماصخة وخبريني شو سويتي في الشركة.."

ليلى ابتسمت بخبث وقالت : " منو تتوقعين شرفنا اليوم بزيارة في الشركة؟"

موزة: " منو؟"

ليلى: " حزري فزري.."

موزة: " بتذليني عاد؟ خبريني منو.."

ليلى: " مبارك!!"

شهقت موزة وبطلت عيونها وهي تسأل ليلى: " احلفي؟؟ صدق ليلوه؟"

ليلى:" هيييييييه.. انا بروحي انصدمت يوم شفته..!!"

موزة: " خبريني.. خبريني بكل شي.. شو كان لابس.. وشو قال.. وشو استوى.. كل شي ليلوه والله ما تنسين ولا شي.."

ليلى: "هههههههه.. انزين انزين بخبرج.."

ابتسمت موزة بحماس ويلست تسمع التفاصيل اللي كانت ليلى تحكيها لها .. وأول ما خلصت ليلى وصل خالد من المدرسة وعقبه وصلت صالحة ووياها مزنة وسارة وانشغلت ليلى وياهم وما حست بالتغير اللي طرى على ربيعتها اللي سارت وتلبست عشان تروح بيتهم وانصدمت يوم شافتها نازلة من فوق وهي لابسة عباتها ونقابها.. وسألتها: " موزوه .. وين سايرة ما بتتغدين ويايه؟"

موزة: " لا حبيبتي حاسة بتعب وبرد البيت.. ان شالله بدق لج العصر.."

ليلى: " كله مني انا.. تعبتج ويايه وايد.."

موزة: " عن السخافة ليلوه .. انا ما سويت شي .. "

مشت ليلى وياها للباب .. واطالعتها وهي تركب الموتر وتروح بيتهم.. وردت عند خالوتها صالحة عشان تشوف شو سالفة مزنة وساروه.. وما حطت في بالها ابد انه موزة روحت من عندها وهي متظايجة

.

.


.

.

في الكويت، فاطمة كانت غارقة في كآبتها رغم انها عاهدت نفسها ما تفكر بعبدالله عقب اليوم بس غصبن عنها كانت ترد وتفكر فيه.. ولميا اللي كانت يالسة وياها هالاسبوع كانت ملاحظة التغير السلبي اللي تمر به ربيعتها وكانت وايد مقهورة من هالشي.. عشان جي سارت واستأجرت لهم كمن فلم اكشن عشان تعدل مزاجها وكانت واقفة في المطبخ تسوي لهم بوب كورن.. وفاطمة يالسة في الصالة بالبيجامة ورافعة شعرها بمشبك ولابسة نظارتها وويهها شاحب من الهم.. بعكس لميا اللي كل ما تمر عليها سنة تحس انها تصغر في العمر اكثر وخصوصا اليوم كانت مغيرة قصة شعرها وطالعة قمر.. ابتسمت لها فاطمة يوم شافتها ياية من المطبخ والبوب كورن في ايدها..

فاطمة: "مب مصدقة انه لميا دشت المطبخ .."

لميا (وهي تيلس حذال ربيعتها وتشغل الفيديو بالريموت كونترول): " شفتي عاد؟ تخليت عن برستيجي ودشيت المطبخ عشانج.. انتي عاد تخلي شوي عن مزاجج الأسود واضحكي عشاني.."

فاطمة (بدون نفس): "هاهاهاهاهاها.. "

لميا: " أطر منج الضحكة انا؟؟ اضحكي عدل ويا ويهج.."

فاطمة: "ههههههههه.. فديتج يا لموي والله مسوية لي جو هني.."

لميا: " ملزومة فيج شو اسوي..؟ اممم.. صدقيني الحزن والتفكير ما راح ينفعج.. انتي مب صغيرة.. وتقدرين تتحكمين بمشاعرج.. هالريال ما بينج وبينه أي شي غير رقم تيلفون وانمسح من موبايلج.. "

فاطمة: "يا ربي على التناقَض.. مب جنه انتي نفس الانسانة اللي نصحتني قبل شهر اني اتصل به واجدد علاقتي وياه.."

لميا (بنظرة بريئة): " أنا؟ متى كان هالحجي؟ "

فاطمة: " ما ادري بج.. اسألي روحج.."

لميا: " اممم ما اذكر.. اللي أذكره اني كنت دوم اعارض هالعلاقة.."

فاطمة: " ههههههه حتى ذاكرتج تشتغل بمزاجج يا لموي؟"

لميا: " هههههههه إي.. امم.. صدق فطوم ليش مسحتي رقمه؟"

فاطمة: "هو قرر انه ما يحتفظ بي في حياته.. فليش انا احتفظ بشي تافه مثل رقم تيلفونه؟"

ابتسمت لميا: " فطوم؟؟"

فاطمة: "عيونها.."

لميا: " عقب هالعمر كله.. وهالتجارب كلها .. بعدني للحين اسأل عمري.. هل في شخص في هالدنيا يستاهل انه نعطيه قلوبنا، ونكتب له كل اشعارنا، ونحلم به ليل نهار؟ هل في شخص يستاهل إنا نحفر اسمه في شرايينا ونوهبه كل المشاعر اللي في داخلنا؟"

فاطمة: " لو سألتيني هالسؤال قبل اسبوع كنت بقول لج اكيد في.. بس اليوم مب متأكدة اذا كان في شخص في الدنيا يستاهل اني حتى اعفس مزاجي عشانه.."

لميا: " بخبرج بشي.. محد ابد يعرفه .. ولا حتى انتي.."

اطالعتها فاطمة باهتمام.. وسألتها : "شو هالشي؟"

لميا: "تذكرين أول سنة لنا بالجامعة؟ "

فاطمة (وهي تبتسم): "أكيد.."

لميا: " تذكرين شكثر كنت دبدوبة هاذيج الايام؟"

فاطمة: "ههههههههه إي.. والله انجاز اللي سويتيه بعمرج الحين.. مستحيل اللي يشوفج الحين يقول هاي هي لميا أيام الجامعة.."

لميا: " الريجيم والرياضة ابتديت اسويهم لسبب .. هاذيج الايام كان في حياتي سر .. وكنت احرص دوم انه محد يعرف عنه شي.. "

فاطمة: "سر؟"

لميا: " إيه.. ببساطة كنت احب.. كان حبي الأول.. استمريت وياه سنتين على التيلفون.. كان يتصل ببيتنا واتم اكلمه بالساعات .. وكان قلبي المراهق متأكد من اني خلاص عشت الحب وهو كان دوم يقول لي انه يحبني وانه مستحيل أي شي في الدنيا يفرق من بيننا.."

فاطمة: "منو هذا؟؟ وليش ما خبرتيني عنه من قبل؟؟"

لميا: " بتعرفين الحين ليش ما خبرتج.. المهم مرت الايام وكان دوم يحاول انه يجوفني وانا ما ارضى.. بس في أول سنة لنا بالكلية قلت له انا موافقة انك تشوفني من بعيد.. ووصفت له شو بلبس وهو كان موجود يوم كنا طالعين من الجامعة وشافني.. "

فاطمة (باهتمام): " وبعدين؟"

لميا ( والدموع ابتدت تتجمع في عيونها): " اتصلت به أول ما وصلت البيت.. كنت مستانسة اني جفته.. غبية صح؟ .. تدرين شو قال لي؟"

فاطمة: "شو؟"

لميا: "قال لي يا ليتني جفتج قبل لا احبج.. كنت ما ضيعت سنتين من عمري عليج.. قال لي انه يفضل يحب وحدة غبية وبدون شخصية على انه يحب وحدة دبة وخسفة شراتي.."

فاطمة لوت عليها ولميا حست انه الجرح ابتدا ينفتح مرة ثانية وبقوة في داخلها.. بس عقب هالسنين كلها وعقب هالتصنع اللي كانت عايشتنه وقناع البرود اللي كانت دوم تواجه به الناس كانت محتاجة للحظة الصراحة هاذي.. عشانها وعشان فاطمة..

لميا:" ساعتها عرفت انه الحب كذبة.. مجرد مشاعر زايفة.. وقصور من وهم نرسمها في خيالنا وبس.. وعرفت انه ما في أي انسان يستاهل نتخلى عن كرامتنا عشانه.."

فاطمة: "يا حبيبتي يا لموي.. "

لميا: " مب شي يديد على الرياييل انهم يجرحونا.. ويعورون قلوبنا.. ومثل ما انجرحتي من عبدالله انا بعد انجرحت في يوم.. خلج قوية وخلي هالشي اللي استوى لج سبب عشان تكونين احسن واقوى.. if it won't kill you, it will make you stronger honey"

فاطمة: " كالعادة حبيبتي.. معاج حق.. "

ضحكت لميا وهي تمسح دموعها وسألت ربيعتها: " بتشوفين الموفي؟"

فاطمة: " إيه أكيد.. حطيه.."

قامت لميا تحط الشريط في الفيديو وابتسمت فاطمة وهي تطالعها.. دام انه ربيعتها وياها ما له داعي تخاف.. أو تحس بالتعب والحزن.. ومهما كان النسيان صعب.. بتواجهه فاطمة وبكل قوتها

.

.



.

.

في دولة ثانية، وبالتحديد في قطر ، كانت لميا (خطيبة أحمد) يالسة ع النت تسمع أغاني وتلعب pool ونوال اخت خطيبها يالسة ع الشبرية تقرا مجلة وتغني بصوت واطي ويا محمد عبده اللي صوته كان يوصلها من لاب توب لموي..

لميا: " نوال؟"

نوال (وعيونها ع المجلة): "همم؟؟"

لميا: " أحمد ما قال لج إذا بيمر بيتنا اليوم ولا لاء؟"

نوال: " لا ما جفته اليوم من الأساس.. طلع الصبح من وقت وراح الدوام.."

لميا: " امس كان زعلان مني ومب راضي يرد على تيلفوناتي.. تكفين نوال كلميه وخليه يتصل بي.."

نوال: " وليش حظرتج مزعلة اخوي؟"

لميا (وهي تبند الpool وتتصفح باجي المواقع): " اخوج دلوع .. قلت له بأجل العرس شهرين زيادة وزعل.."

نوال: " يحق له.. مب كافي يعني انه صبر سنة بحالها وهو يتعالج ؟ خلاص الريال ما يقدر يصبر اكثر.."

لميا: " بس انا محتاجة وقت اتجهز فيه اكثر للعرس.."

نوال: "بتتجهزين عقب ما تعرسين.. بتشترين من اوروبا سوالفهم هناك احلى من اللي عندنا هني.."

لميا: " هممم.. أصلا جي ولا جي أحمد ما بيرضى يأجل العرس.. عنيد وايد اعرفه.."

ابتسمت نوال وردت تطالع المجلة.. ولميا دشت على موقع كانوا حاطينه رقم واحد في قائمة المواقع العربية.. وكان اسمه ليلى.نت .. وتمت تطالع الصور اللي فيه وهي تبتسم.. كانت فيه مجلدات كبيرة متروسة صور .. والموقع مقسم لعدة اقسام ولميا كل شوي تبطل قسم وتطالع اللي فيه.. ويوم وصلت لقسم إيطاليا قالت لنوال: " نوولة تعالي جوفي صور إيطاليا في هالموقع.."

نوال (بدون اهتمام): " جوفيهن بروحج انا شبعت من ايطاليا "

لميا: " كيفج.."

تمت لميا تطالع الصور وحدة وحدة ومتخبلة على ايطاليا .. وحطت في بالها تخلي أحمد يوديها هناك في شهر العسل.. خصوصا انه ما كان يشوف هاذيج الايام واكيد هو بعد ما استانس بروما.. بس من بين الصور اللي شافتهن كانت في صورة خلت لميا تبطل عيونها ع الاخر.. وتطالع الشاشة بكل تركيز..

كانت صورة احمد .. وهو يالس في البيازا في روما.. وصورته كانت وايد واضحة وتعليق المصورة تحت الصورة كانت كلمة وحدة بس " A Dream"

لميا حست بغيرة فظيعة تتدافع في داخلها .. منو هال "ليلى هاذي" وليش بالذات صورت أحمد خطيبها؟ موقعها كان كله صور عن الطبيعة والمباني .. الصورة الوحيدة اللي فيها ادمي كانت صورة احمد.. وشو قصدها من الكلمة المكتوبة تحت الصورة.. ؟

ما حست لميا بعمرها الا وهي ادور ايميل ليلى في صفحة " أتصل بنا" ويوم تبطلت لها صفحة الايميل كتبت لها لميا ايميل طويل عريض طلعت فيه كل اللي في خاطرها..

.

.

ليلى




موزة يوم وصلت البيت على طول سارت فوق في غرفة اختها لطيفة.. كانت محتاجة ترمس احد وما كانت تبا تيلس ويا امها في هاللحظة.. ويوم بطلت باب غرفة اختها شافتها يالسة ع النت بثياب المدرسة وضحكت لها بتعب..

موزة: " والله انج مدمنة.."

التفتت لها لطيفة وهي تضحك وقالت: " وافتخر بهالشي.."

موزة: " قومي بدلي ثيابج مب زين جي.."

لطيفة: "عقب عقب.. ألحين بشوف منو مطرش لي رسايل.."

تنهدت موزة وهي تيلس على الشبرية ومن سمعت لطيفة صوت التنهيدة.. افترت وجابلت اختها وهي تسألها باهتمام: " موزوووه؟ شو فيج؟"

موزة: "ولا شي.."

لطيفة: "ياللا عاد قولي.. شو فيج.."

موزة: "لطوف اشياء سخيفة.. ما عليج مني ردي هذربي ويا ربعج.."

لطيفة (وهي تقوم من مكانها وتتمدد ع الشبرية حذال اختها): " مابا.. خبريني شو فيج"

قربت موزة ويهها من ويه اختها وقالت بهمس: " متظايجة.. وايد.."

لطيفة: "من شو؟"

موزة: "من ليلى.."

لطيفة: "معقولة؟ ليش شو سوت؟"

موزة: " هي ما سوت شي.. بس بعد حاسة بظيج منها.. تدرين هي اليوم سارت الشركة.."

لطيفة: " هيه خبرتيني.."

موزة: " وشافت مبارك هناك.."

لطيفة: " صدق؟"

موزة: "هيه.. ورمسها.. مدري وهي تخبرني.. حسيت بظيج.. لطوف هاي ربيعتي واحبها موت بس بعد حسيت بغيرة منها.."

لطيفة: " اعرف. طبيعي تحسين بهالشي موزوه.. بس بعد لا تخلين ريال يفرق بينج وبين ربيعتج"

موزة: "ما في أي شي ممكن يفرق بيني وبين ليلوه.. ولا حتى مبارك نفسه.. وانا ادري انه ليلى ما ادانيه..بس بعد.. ما قدرت اقاوم احساسي بالغيرة.. واني اتمنى لو كنت مكانها.. وانا اللي شفته ورمسته.."

لطيفة: " موزة.. غناتي لا تعذبين عمرج بهالافكار.. انتي اصلا ما تعرفين اذا كانت مشاعرج تجاه مبارك حب او مجرد اعجاب.."

قاطعتها موزة وهي تنش فجأة وقالت لها بغضب: " نعم؟؟ إعجاب؟؟ لطوف انا احبه وانتي اول وحدة عرفتي بهالشي.. !! كيف تقولين انه مجرد اعجاب؟؟ "

لطيفة وقفت ع الشبرية عشان تجابلها وقالت لها: " بس موزوه الحب ما ينولد من لحظة.."

موزة: "وانتي شو دراج؟ أصلا انا ليش ارمسج انتي؟ صدق ما عندي سالفة.."

نزلت موزة عن الشبرية ومشت بسرعة صوب الباب

لطيفة: "موزووه.."

بس موزة طلعت وصكت الباب وراها بقوة.. ووقفت لطيفة تطالع الباب بظيج. . موزة غبية وهي غبية اكثر عنها.. اثنيناتهم يحبون وهم.. موزة تحب مبارك اللي مستحيل في يوم يلتفت لها.. ولطيفة تحب مايد اللي عنده حبيبة ومب أي حبيبة.. وحدة احلى عن لطيفة بألف مرة..

عضت لطيفة على شفايفها بقوة عشان ما تنزل دموعها وسارت للكمبيوتر وبندته.. فجأة حست انها ما تبا ترمس حد ولا تبا تجابل الكمبيوتر. كل اللي تبا تسويه انها ترقد.. وتنسى همومها شوي

.

.





" غيبوبة؟؟"

ياسمين من الصدمة يلست ع الأرض لأنها حست انه ريولها مب قادرة تشلها.. أبوها توه خبرها عن عبدالله مع انه يعرف الخبر من كم يوم بس ما حب يظايج ياسمين او يحنن قلبها على ريلها.. عشان جي تريا شوي واليوم شاف انه الفرصة مناسبة عشان يخبرها..

ياسمين كانت تطالعه وويهها معتفس .. وسألته وهي حاطة ايدها على قلبها: " منو خبرك؟"

علي:" اتصلت به ع الشركة وخبرتني سكرتيرته.."

ياسمين: " شو قالت ؟ من متى وهو في غيبوبة؟؟ شو استوى له؟؟"

علي: "جلطة دماغية.. من يوم .. احم .. الجمعة.."

ياسمين: "شوو؟؟؟؟ يعني انا السبب!!! انا اللي ذبحته.. أن السبب.. "

انصدم علي من ياسمين اللي غطت ويهها بإيدها وابتدت تصيح بقوة.. ما توقع منها ردة الفعل هاذي.. هو توقع انها تظايج بس مب لدرجة انها تصيح .. ويلس حذالها ع الارض وقال لها: "وانتي ليش تصيحين الحين؟ انتي بروحج قلتي انج ما تحبينه.."

ياسمين: "أبويه ودني عنده ابا اجوفه.. الله يخليك.. ودني المستشفى.. هو في المستشفى الحين؟؟ بتوديني باباه صح؟؟"

علي: " انتي شو تقولين؟؟ نسيتي انه طلقج؟؟ تبين تفظحيني؟؟ "

ياسمين يودت ايد ابوها ورصت عليها وهي تصيح من خاطرها: " باباه الله يخليك.. الله يخليك.. ودني عند عبادي.. الله يخليك.. بس بشوفه من بعيد والله ما بدش عنده الله يخليك.."

علي ير ايده من ايدها وقال لها بنبرة حادة وهو يقوم عنها: " بس !!.. ولا كلمة.. دوم تسوين اللي في راسج ولا عمري خالفتج او رفضت لج طلب.. لكن هالمرة بتتأدبين وبتسوين اللي انا اقول لج اياه.. تفهمين..؟"

بس ياسمين تمت تزاعج بصوت عالي وتضرب الارض بريولها وهي تصيح.. " بشوفه يعني بشوفه وبسير لها باباه.. بسير العين بروحي.. مب لازم انته توديني .. بسير بروحي!!.. مب على كيفك...!!!"

علي كان يطالعها بقهر ومب متحمل صوتها ولأول مرة في حياته يمد إيده عليها حتى انه ياسمين سكتت من الصدمة .. وما قالت شي.. نشعها علي من شعرها وخلاها توقف غصبن عنها وقال لها وهو شوي وبيذبحها: " من اليوم ورايح هالدلع بتودرينه وبتسمعين كلامي وبتنفذينه.. تفهمين؟؟"

ياسمين كانت تطالعه برعب وإيدها على شعرها اللي تحس انه بينجلع من الجذور.. ويوم ما ردت عليه شدها علي من شعرها بقوة اكبر وعاد سؤاله: "تفهمين؟"

ياسمين (بين دموعها): " آاااي!!.. هيه.. ان شالله.."

علي: " عبدالله بتشوفينه يوم انا بقرر هالشي.. وان حطيتي في بالج تردين له بذبحج بيديه الثنتين.. مب ناقص الا انتي بعد تهدمين كل اللي بنيته للحين.."

اطالعته ياسمين بصدمة وهو يطلع من غرفتها ويصك الباب وراه بقوة .. أبوها أول مرة يعاملها جي.. حست بوحدة فظيعة وهي تطالع الباب .. ولأول مرة من يوم تطلقت تحس ياسمين بالندم على قرارها.. وبتعب.. وهي بعدها تصيح تمددت ياسمين على شبريتها وحظنت المخدة وابتدت تصيح بقوة وهي تفكر باللي ممكن يستوي بعبدالله..

.

.

نهاية الجزء السابع والعشرون

.

غرربه
02-05-2013, 06:03 PM
الجزء الثامن والعشرون



" أكره الانتظار! وأكره تيلفوني يوم ما يطيع يرن..! "

تنهدت موزة بملل وطاحت على شبرية لطيفة وهي تطالع شاشة موبايلها بقهر.. وكملت رمستها اللي مأذية بها اختها من ساعة ونص ألحين.. " محد يفكر يتصل بي.. ولا حتى مسج .. إلا من أمارات كول طبعا!!.. وين راحن ربيعاتي؟؟ شو السالفة؟ نسن انه عندهن ربيعة اسمها موزة؟؟"

لطيفة (وعيونها على شاشة الكمبيوتر): " الحين بتظايجين بعمرج عشان شي تافه مثل هذا؟"

موزة: "شي تافه صح.. بس في نفس الوقت يخليني احس بأهميتي عند غيري.."

لطيفة: " قصدج اهميتج عند ليلوه.."

موزة: " أنا ما يبت طاري ليلوه.."

لطيفة : " اااه موزووه انتي هالحفلة كلها اللي مسوتنها بسبة ليلى .. حاسة بالذنب لأنج من يومين ما رمستيها.."

موزة: "وليش أحس بالذنب؟ هي اللي ما كلفت على نفسها وفكرت تتصل بي"

لطيفة: " يمكن انشغلت.."

موزة (وهي تنش وتسير صوب الدريشة): "ويمكن حاسة بغلطتها ومستحية.."

فصخت لطيفة نظارتها واطالعت اختها وقالت: " ليلى ما غلطت.. لا توهمين نفسج بإنج الظحية.."

موزة كانت واقفة عند الدريشة تطالع الجو الربيعي الرائع اللي برى وتحس ببرودة شديدة تسري في ظلوعها.. مهما حاولت تقاوم هالمشاعر اللي في داخلها بس بعدها حاسة بالخيانة من ليلى.. وبعده قلبها ينعصر من الغيرة كل ما فكرت بمبارك وهو واقف في المكتب ويطالع ليلى.. ويسولف وياها.. تعرف انه مشاعرها انانية وسخيفة وتعرف انه ليلى نيتها صافية بس بعد تعرف انه هالاحاسيس اللي استقرت في قلبها من يومين مستحيل تتغير أو تختفي بهالسهولة..

لطيفة اقتربت منها ووقفت وياها تطالع الحديقة وسألتها فجأة: " منو الأهم بالنسبة لج .. ليلى ولا مبارك؟"

موزة تنهدت وجاوبتها بسرعة: "تعرفين اجابتي على هالسؤال .. أكيد ليلى.."

لطيفة: " أنا ما ابا اجابة مني والدرب.. فكري زين.. منو الأهم؟ "

موزة: "قلت لج ليلى هي الأهم.."

لطيفة: "يعني لو يا مبارك وخطبج وفي يوم من الايام قال لج لا ترمسين ليلى لأني ما ادانيها.. بطيعينه؟"

موزة:" على فكرة سؤال غبي بس بجاوبج.. ساعتها بيكون مبارك خطيبي ولازم اسمع كلامه اوكى؟"

لطيفة: "لا مب لازم.. بس انتي الحين بينتي لي انه مبارك هو الاهم في حياتج.."

اطالعتها موزة بنظرة حادة وقالت: " مب على كيفج تقررين هالشي!"

لطيفة: "عيل ليش مب رايمة ترمسين ليلى؟"

موزة: "برمسها الحين وبتشوفين انه عادي!"

سارت موزة صوب الشبرية وشلت موبايلها عشان تتصل بليلى ولطيفة كانت تطالعها بخبث وتبتسم.. كانت تعرف انها اذا استفزت موزة أكيد بتتصل بليلى وبينتهي هالخلاف الغبي اللي من طرف واحد..




ليلى في هالوقت كانت يالسة تراقب شمسة وهي راقدة وتبتسم وتفكر بكل اللي استوى لها في هالأيام اللي مرت عليها.. رغم الساعات القليلة اللي مرت عليها وهي في الشركة إلا انه مجرد وجودها هناك خلاها تحس بأحاسيس مختلفة وحلوة وايد.. حبت كل شي في الشركة.. الديكورات .. روان.. الملفات والشغل وجو الاثارة والتجديد اللي عاشته.. حتى موقف مبارك السخيف وياها حبته.. وضحكت الحين وهي تتذكره.. بينها وبين نفسها اعترفت انه فعلا وسيم وما لامت موزة يوم انها انعجبت فيه.. بس وقاحته وغروره هم اللي مخربين عليه .. في كل موقف جمعها وياه كانت ليلى تقتنع أكثر وأكثر بإنه هالانسان فعلا في منتهى الغرور وقلة الأدب. وتساءلت ليلى بينها وبين نفسها إذا كان هالغرور نابع من داخله.. ولا مجرد قناع يواجه به العالم ويعتمد عليه عشان يكون قوي؟

عقدت ليلى حياتها وضحكت ضحكة عصبية وهي تقول في داخله" الحين انا ما لقيت الا هذا اشغل بالي وافكر فيه؟" وردت تتأمل ملامح الطفلة اللي لفتها بالشال الوردي قبل شوي ورقدتها على شبريتها.. شمسة كانت مثل الملاك.. عمرها 20 يوم بس وملامحها في غاية الجمال وكل اللي شافها أو لمحها على طول حبها .. ومن الحين كان واضح جدا انها تشبه أمها ياسمين وهالشي بدل لا يظايج ليلى بالعكس فرحها لأنه ياسمين رغم كل عيوبها الا انها كانت في غاية الجمال.. والظاهر انه شمسة بتكون حتى أحلى عنها..

انتبهت ليلى من أفكارها على صوت الموبايل اللي اهتز وهو على طرف المخدة وشلته ليلى بهدوء ونشت عن الشبرية وهي تطالع الرقم.. وابتسمت وهي ترد عليه بدلع..

ليلى: " ألوووه؟"

موزة (بتوتر):" مرحبااا.."

ليلى: " لا ترمسيني ولا تحاولين تبررين لي موقفج.."

موزة: "ههههه أفاااا.. ليش عاده؟"

ليلى: " يومين ما تسألين عني ولا حتى تردين على موبايلج يوم ادق لج؟"

موزة: " ليلوه دقيتي لي مرة وحدة بس.."

ليلى: "أوكى وليش ما رديتي ادقين؟"

موزة: " انشغلت.."

ليلى: " في شو؟"

موزة: " أشغال هني في البيت.. انتي شحالج؟"

ليلى: " الحمدلله بخيير متولهة عليج وايد.."

موزة: " حتى انا حبيبتي.."

ليلى: " ما بتين عندي؟"

موزة: "اممم كنت افكر بهالشي.. بس امايه ما بتخليني اتم وايد امس هازبتنا وتقول إنا مول ما نيلس في البيت.. "

ليلى: " ههههه فديتها والله.."

موزة:" اسمعي انا باي جي ربع ساعة لأنه في بالي شي أبا اسويه.."

ليلى: "شو هالشي؟"

موزة: " بصور baby شمسة عشان أرسمها.."

ليلى (بفرح): " صدق؟؟ بترسمينها؟"

موزة: "هيه بتكون هدية حلوة تعطينها لعمج يوم بينش بالسلامة.."

ليلى: " حبيبتي يا موزوه والله you're the best "

موزة: "إحم إحم.. ادري ادري ما يحتاي تقولين.."

ليلى:" ههههههه.. اترياج اتين لا تتأخرين.. "

موزة:" اوكى ساعة بالكثير وبكون عندج.."

بندت ليلى عن ربيعتها وهي تبتسم وقالت لشمسة اللي كانت راقدة بكل براءة.. " منو قدج شموس؟ بيرسمونج.. أنا ربيعتها من سنة وشوي وما فكرت ترسمني وانتي توها تعرفج وشوفي المعاملة الخاصة..!" وباستها على خدها بسرعة وسارت صوب الكبت عشان تبدل البيجاما اللي كانت لابستنها

.

.




.

عيونها كانت على شاشة التلفزيون ودموعها صار لها ساعتين وهي مغرقة ويهها.. وعلى شاشة الإم بي سي حفلة محمد عبده اللي من ابتدت وياسمين تحاول تسيطر على دموعها بس مب قادرة.. عبدالله ما كان يسمع الا محمد عبده وكل اغنية من الاغاني اللي يغنيها في هالحفلة كانت لها ذكرى في بال ياسمين.. وخصوصا الاغنية اللي كان يغنيها في هاللحظة.. " يا ما جددت الأماني في غيابك.. ويا ما رددت الأغاني في عتابك.. كنت من شوقي إليك.. أحسب اني بين إيديك!.. ولما جت عيني عليك.. وبانت الحيرة عليك.. صرت أترجى دموعي.. لا تبين له خضوعي!" هالاغنية وهالمقطع بالذات كان عبدالله وايد يحبه ومن كثر ما كان يحبها تعلمت ياسمين انها تحبه بعد.. كانت مصدومة بهالاكتشاف اللي اكتشفته.. انها تحب تسمع اغاني محمد عبده وهي اللي كانت تظايج منهن قبل وتعتبرهن مملات.. وهذا مب الاكتشاف الوحيد اللي اكتشفته ياسمين من يوم عرفت انه عبدالله في غيبوبة.. فجأة اكتشفت انها متولهة عليه وانها حاسة بالاختناق من دونه.. حاسة بالفراغ والوحدة وبشي ثاني مب قادرة تفهمه..

التفتت ياسمين وراها واطالعت شبريتها وعيونها تبين الجرح اللي تحس به في داخلها.. ونشت من مكانها وتمددت على الشبرية ومدت ايدها تحت المخدة وطلعت الشي اللي احتفظت به تحتها طول الاسبوعين اللي مروا عليها وهي هني.. كان قميص بنتها شمسة اللي لبسته يوم يابتها ياسمين البيت.. لقته في غرفتها عقب ما روح عنها عبدالله يوم الجمعة المشئوم واحتفظت به تحت المخدة بدون تردد..

رفعت ياسمين القميص وحطته على ويهها واستنشقت ريحة بنتها اللي كانت عالقة في القميص وحست بالدموع تتيمع في عيونها مرة ثانية .. رغم انها ما تبا تعترف بهالشي بس بنتها وايد كانت واحشتنها وحاسة بألم فظيع في قلبها من دونها.. مب عارفة ترمس منو أو تعبر عن مشاعرها بأي طريقة.. تعرف انها غلطت غلطة العمر يوم تخلت عنها بس ما في أي مجال انها تصلح غلطتها الحين.. خصوصا انه عبدالله في المستشفى بسببها هي..

تكورت ياسمين على الشبرية ويلست تصيح بكل قوتها وهي حاظنة القميص الوردي الناعم .. كانت تصيح كل اللي ظيعته من إيدها وكل اللي كان ممكن يصير وحطمته بأنانيتها..





تحت في الصالة، كانت نهلة واقفة ترمس علي بن يمعة وملامح ويهها معتفسة من الخاطر والظيج باين عليها

علي (بقلق واضح): " رمسيها وخليها تظهر من الغرفة.. من يومين ما كلت شي ولا طاعت تبطل الباب"

نهلة: " عمي شو تتوقع منها عقب ما صفعتها؟"

علي: " قهرتني .. قامت تزاعج يوم خبرتها انه عبدالله في المستشفى.. انا مب قاصد اظربها هي تعرف مكانها في قلبي وانتي تعرفين بعد .."

نهلة: "أعرف عمي اعرف.. (تتنهد) انا بسير اشوفها بس ان شالله اطيع تبطل الباب "

علي: " انا بترياج هني تحت.."

ابتسمت له نهلة وركبت الدري وهي تفكر بربيعتها اللي انجلبت حياتها 180 درجة في خلال 20 يوم بس.. نهلة كانت وايد مقهورة من ياسمين ومن القرارات اللي اتخذتها في هالفترة وكانت مب ناوية ترمسها عشان تأدبها.. بس يوم اتصل بها علي بن يمعة اليوم وخبرها انه ياسمين تعبانة ما رامت تكابر اكثر ويتها على طول.. ويوم وقفت عند باب غرفتها دقته بهدوء ونادت عليها بحنان: " ياسمين؟؟ حبيبتي بطلي الباب.."

ياسمين يوم سمعت صوت نهلة ترددت تبطل لها الباب ولا لاء.. خلال هاليومين تعودت على عزلتها وما كانت حتى تحس باليوع.. كل اللي تباه اتم بروحها وتجابل التلفزيون بس.. وموبايلها من يوم فرته في الحديقة ما تعرف عنه شي.. حالتها كانت وايد صعبة والحين وهي تسمع صوت ربيعتها حست بدوخة وكأنها وعت من حلم طويل.. ووقفت عند الباب بتردد قبل لا تبطله بأصابع ترتجف.. وأول ما شافت ويه نهلة انفجرت الدموع في عينها ولوت عليها بقوة ودشت نهلة الغرفة وهي تحاول تهدي ربيعتها..

نهلة:" حبيبتي خلاص هدي أعصابج.. والله حرام اللي تسوينه في عمرج!"

ياسمين (تزاعج): " أبا بنتي.. نهلوه أبا بنتي.. وعبادي..مابا اتم هني مابا.. مابا.. مابا!!!"

وردت تصيح مرة ثانية ونهلة لاوية عليها وتمسح على شعرها وهي مب عارفة شو تقول لها عشان تخفف عنها.. لأنها تعرف ومتأكدة انه اللي انهدم في حياة ياسمين مستحيل انه يتصلح..

.

.




.

"وشو دراك انه ولدك يالخديه؟؟"

سؤال صالحة نزل على راس فهد مثل الصاعقة.. رغم انه هذا هو الشي الوحيد اللي كان يفكر فيه طول الاسبوع اللي مر عليه وهو يعرف عن حمل مرته بس لأنه هالافكار كانت في داخله ما كانت وايد مأثرة عليه والحين يوم تجسدت أفكاره في كلمات أمه وسمع سؤالها ما قدر يخبي الغضب اللي بان في عيونه..

فهد: " أمايه انتي شو تقولين؟"

صالحة (تقلد صوته باستهزاء): " "أمايه انتي شو تقولين؟ .. أنا ابا اعرف شو اللي مخلنك تستحملها للحين.. من زينها ولا من زين سمعتها؟ خلها تلتعن بيت اهلها وانا بزوجك ليلى بنت اختي.. "

تنهد فهد بتعب وهو يطالع الصوب الثاني ويحاول انه ما يعصب

صالحة: " يوم قلت لك بخطب لك ليلى ما طعت.. ما بغيت الا هالخايسة شيخوه.. وشوف شو سوت بك."

فهد: " امايه انا ليلى ماباها.. ولا عمري فكرت بها .. وشيخوه غلطت والحين.."

صالحة: " غلطت؟؟؟ بس؟؟ هذا اللي طلع منك؟؟ هيييييييه ظاعوا الرياييل!! ظاعوا الرياييل من عقبك يا بو فهد.. "

فهد: " يعني ما بكون ريال في عينج الا اذا طلقتها؟؟ "

صالحة: " هيه يوم انك ما رمت تذبحها ع الاقل طلقها..!!"

فهد: " بس أنا.."

صالحة: " طلقها شو تبا فيها بعد؟؟ "

فهد: " امي قلت لج شويخ حامل!!"

صالحة: " وعشان جي لازم اطلقها!!.. تراها وياك من اربع سنين .. ما حملت.. انته ما فيك مخ؟؟ ما تفكر؟"

فهد: "حرام اظلمها امايه .. استغفري ربج!!"

قامت صالحة عنه وهي تقول: " هاي مسوية لك عمل.. "

اطالعها فهد بتعب وردت تقول: " هيه نعم مسوية لك عمل.. ولا ما بتسكت عنها هالكثر.. "

فهد: " امايه والله تعبت من هالسالفة كلها ولاعت جبدي.. خلاص عاد والله ابا ارتاح.."

صالحة: " طيعني ولو مرة وحدة في حياتك وصدقني بترتاح.."

وقف فهد وقال لها : " خلاص سوي اللي تبينه تبين تخطبين لي ليلى اخطبيها بس شيخوه ما بطلقها وهي حامل.."

صالحة (وهي مرتاحة جزئيا لأنه وافق ع الطلاق): " خلاص أول ما تربي هالعلة اطلقها على طول.. والياهل أنا بربيه!"

كانت هاي هي الجملة اللي سمعتها شيخة وهي نازلة من الدري عشان تيلس وياهم في الصالة ، ومن كثر ما كانت مصدومة من اللي سمعته ما انتبهت انها داست على طرف جلابيتها الطويلة وما وعت بعمرها الا وهي تتجلب على الدري وتصرخ بأعلى حسها

.

.

.

.

في غرفة البنات، كانت شنط المدرسة الوردية والبنفسجية على الأرض والكتب والدفاتر في كل مكان.. وعلى الطاولة الوردية الصغيرة صحنين كيك وسندويتشات وأكواب عصير فراولة.. وع المخدات الكبيرة اللي عند الطاولة يلست سارة تسولف ويا مزنة وأمولة عن المدرسة والأبلوات والكارتون اللي يتابعونه يوميا..

الساعة كانت خمس العصر والجو ربيعي رائع برى ، رغم هذا فضلوا هالثلاثة هدوء الغرفة عشان يذاكرون فيه وخلوا الحديقة اليوم لخالد اللي كان ربيعه سلطان عنده ويلعبون برى..

سارة: "علينا إملاء انجليزي باجر .. مزنوه لا يكون نسيتي؟"

مزنة: " ما نسيت.. كتبت الكلمات ع المسطرة من ورا.. ما فيه احفظهن.."

سارة: " ما تخافين من مس إلهام؟ "

مزنة: "هاي غبية نحن نمتحن وهي تقرا المجلة.. ما تطالع والله خسارة ندرس ونتعب عمارنا.."

أمل: " أنا بعد عندي إملاء باجر.."

مزنة (باحتقار): " الحين انتي تقارنين صف ثاني السهل بصف ثالث؟؟ والله ما عندج سالفة"

أمل (بنفس اللهجة): " والله انا عقلي بعده صغيرون وصف ثاني صعب عليه أوكى؟"

مزنة: " أنا يوم كنت صف ثاني ما كنت ادرس مول.. كله كان سهل.. "

سارة: " امبلى كنتي تدرسين.. كل يوم اتين بيتنا ونحفظ الكلمات.."

مزنة: " عن الجذب ساروه!"

سارة: " أنا مب جذابة!!"

أمل (وهي تشل قطعة كيك كبيرة وادخلها كلها في حلجها): " مزنوه اصلا انتي أكبر جذابة في الدنيا كلها.."

قبل لا ترد عليها مزنة تبطل الباب فجأة ودخل عليهم مايد وهو لابس كاب وتي شيرت وشورت.. واطالعهن بنظرات خبيثة وردن البنات عليه بنظرات استفهام وتعجب..

مايد: " بسكن من الدراسة يالدحيحات والله أوراق الكتب تقطعت من كثر ما تجلبن فيها.. "

مزنة: "وانته ما لقيت غيرنا في هالبيت كله عشان تتسيخف عليه؟"

مايد: " جب انتي.. كلمة ثانية وباخذ عنج الموبايل.."

اطالعته مزنة بقهر وسكتت.. وضحك عليها مايد وهو يشل صحن الكيك من جدامها وياكل منه وقال: " قومن تلبسن.."

أمل: "بنطلع؟"

مايد: " هيه بنسير نسوي رياضة.. خل نعدل من أشكالكن كل وحدة فيكن مستوية درام.. !"

اعترضت سارة وقالت : "أنا مب وايد دبدوبة!!"

مايد: "فديتج انتي رشيقة مب لازم اتين ويانا بس هالفيلة اللي حذالج لازم يرحمن عمارهن شوي.."

أمل ما اهتمت لرمسته، كانت وايد مستانسة انها بتظهر وركضت صوب الكبت عشان اطلع لها بنطلون وتي شيرت.. ومزنة اطالعته بنص عين وقالت له: " أنا جسمي عايبني !"

مايد (بنبرة حادة): "بس انا مب عايبني .. فزي قومي اشوف !! جدامي ياللا!"




نشت مزنة وهي تتأفف وسارت صوب الكبت ادور لها بنطلون تلبسه ومايد شل صحن السندويتشات والكيك وسار الصالة عشان ياكل ويترياهن يطلعن.. هاي أول مرة يفكر انه يطلع ويركض فيها بس صدق كان محتاج انه يشغل نفسه ويبعد افكاره عن هالبنية اللي احتلت تفكيره من يومين.. لأول مرة في حياته ينشغل بال مايد على وحدة بهالطريقة.. ما ينكر انه عيبته أكثر من وحدة في الفترة الاخيرة ومنهن عليا بنت خالوته.. بس هاي رغم انه جمالها وايد عادي فيها شي سحره على طول..

مايد كان يعرف انه هالبنية هي لطيفة اخت موزة، وجايفنها من قبل في بيتهم بس هالمرة يوم جافها في المول والتقت عيونهم حس انها كانت النظرة الأولى بينهم.. وابتدت تتجمع في داخله كل المشاعر السخيفة اللي كان يضحك على مروان ربيعه يوم يطريها..

تنهد مايد وهو يلتهم كيك الأناناس اللي في إيده وجاف ليلى نازلة من فوق وفي إيدها المدخن.. وقرر يسألها عن هالبنية..

مايد: " ليلوتي؟"

ليلى (تلتفت له): " ها حبيبي.."

مايد: " ربيعتج موزة عندها اخت في الثانوية صح؟"

استغربت ليلى من سؤاله: " هيه.. ليش؟"

مايد (بثقة): " ويايه في ثاني ثانوي؟"

ليلى: " هييه.. بس ليش هالسؤال؟"

مايد: " ولا شي بس إذا كانت ويايه في أدبي كنت أبا ملف الانجاز مال مادة الفيزيا لأني مب عارف شو أسوي وباخذ منها أفكار.."

سارت ليلى صوب المطبخ وهي تقول بصوت عالي: " ما ينفع.. لطوف في علمي وما اظن عندهم ملف انجاز"

ابتسم مايد.. اسمها لطيفة.. حلو!.. وقال بصوت عالي: " هيييه برايها عيل مب لازم.. بخربط أي شي من عندي.."

في هاللحظة نزلن أمل ومزنة من فوق وركضن صوب مايد اللي فر الكاب ع القنفة وطلع وياهن برى عشان يركضون في الفريج.. وأول ما طلعوا شافوا خالد وسلطان في ويوههم.. وخالد كان بيطير من الوناسة.. وشال السلحفاة العودة في حظنه وسلطان وراه وفي إيده بيض كبير..

خالد: " ميود بقول لك شي.."

مايد: "خير؟"

خالد (بابتسامة عريضة): " الحمسة سوت بيض داخل الحفرة وأنا وسلطان شفناها ويبنا البيض.."

مد سلطان ايده بفخر وقال: " أكبر من بيض الدياي.. "

مايد عيونه كانن على البيض اللي في إيد سلطان وماسك اعصابه عشان لا يذبحهم.. وقال بنبرة حادة وهو ياخذ البيض: " أنا الف مرة قايل لك يا خلود لا تقترب من سلاحفي.. وانته سلطوون.. ألحين بيأذن المغرب ياللا روح بيتكم..!"

سلطان عطاه البيض بخوف وهو يفكر انه مايد للحين بعده ما شاف شي وعصب جي عيل لو شاف اللي استوى صوب النافورة شو بيسوي؟ وخالد يوم سمع اخوه محتشر فر السلحفاة ع الارض وركض داخل عند ليلى وسلطان وراه.. ومايد على طول حس انه السالفة فيها إن ويوم سار صوب النافورة انصدم انه نص البيض كان مكسور ووحدة من السلاحف مطلعينها من داخل الدرع العظمي اللي على ظهرها وفارينها ع الارض جي..

مايد أول ما شاف هالمشهد رد البيض في الحفرة وركض بسرعة داخل عشان يأدب هالمجرمين ، في الوقت اللي أمل ومزنة يلسوا حذال السلحفاة المسكينة يطالعونها ويحاولون يفكرون بطريقة عشان يردونها داخل..

مزنة: " والله خلود شاطر.. أنا من زمان خاطري اشوف كيف شكل السلحفاة بدون بيتها.."

أمل: " ههههههههه شكلها يضحك فصخوها مسكينة.."

مزنة (وهي تلتفت لباب البيت): " ميود شكله نسانا.."

أمل: " أحسن بعد .. ما اروم اركض.. بطني متروس.."

بس للأسف ما تحققت امنيتهم لأنهم عقب ثواني سمعوا صوت خالد وسلطان وهم يصيحون داخل وطلع لهم مايد وعلى ويهه ابتسامة نصر وزقرهن من بعيد..

مايد: " ياللا تعالن بسرعة قبل لا تطلع ليلوه.. "

ونشت مزنة ووراها أمل وركضن صوب مايد

.

.

.

.

عقب ما هدت ياسمين وشربت العصير اللي يابت لها اياه الخدامة استسلمت لنهلة اللي كانت تسحي شعرها الطويل وترمسها.. ياسمين كانت تحس بالاسترخاء من عقب ما طلعت حرتها وصاحت في حضن نهلة وتحس انه الافكار اللي كانت تتزاحم في عقلها بدت تخف وتتلاشى شوي شوي.. ونهلة استانست لأنه ياسمين سمعت كلامها وكلت السندويتشات اللي سوتهن لها .. واطمنت يوم حست انه اللون رد لخدودها..

نهلة: " شو تحسين الحين حبيبتي؟"

ياسمين: " راسي يعورني.."

نهلة: "لازم من الصياح وقلة الاكل.."

ياسمين: "بس بعد حاسة براحة.."

نهلة: "انزين ممكن تنزلين ويايه تحت؟ أبوج حليله يحاتيج"

نزلت ياسمين عيونها وقالت بغضب: " مابا اجوفه.. "

نهلة: " ياسمين عاد!!! عن الدلع!"

ياسمين: " انتي ما جفتي كيف ظربني!.. أول مرة يعاملني جي وانا مستحيل أسامحه"

نهلة: "حبيبتي اعذريه.. انتي تعرفين الظروف اللي يمر بها.. أكيد فقد اعصابه.."

اطالعتها ياسمين بقهر ونشت عنها وتمت تمشي في الغرفة بعصبية وهي تقول: " وظروفي انا؟؟ محد هامتنه ظروفي!!.. شو من ظروف عنده ابويه خبريني؟؟ شو هالظروف اللي تخليه يمد ايده عليه ويظربني؟"

اطالعتها نهلة بظيج وقالت: " انتي ما تعرفين؟"

ياسمين: " شو؟؟ "

نهلة: " أبوج يواجه قضية عودة.. وإذا ما دفع اللي عليه .. يمكن 700 ألف درهم وفوق.. بيواجه السجن لمدة 3 سنوات.."

اطالعتها ياسمين بنظرة خالية من الاحساس.. مب مستوعبة اللي يالسة تقوله.. وضحكت بعصبية وهي تقول: "أوكى وين المشكلة؟؟ أبويه مليونير.. ما بيغلبه هالمبلغ البسيط.."

نشت نهلة من مكانها وتمت تطالع ياسمين بظيج.. الظاهر انها ما تعرف أي شي عن وضع ابوها الحالي.. وقالت عقب تردد كبير: " ياسمين.. أبوج .. امم.. انتي ما قريتي الجرايد؟"

ياسمين(وعلامات القلق بادية تظهر على ويهها): " تعرفين اني ما اقرا جرايد شو السالفة؟"

نهلة: " عمي علي.. جريب بيعلن افلاسه.."

يلست ياسمين من الصدمة وتمت تتنفس بصوت عالي وبسرعة.. وما قدرت تحط عينها في عين ربيعتها.. ونهلة قررت تخبرها بكل شي مرة وحدة عشان ما تصدمها مرتين..

نهلة: " تحيدين الأسهم اللي اشتراهن قبل ثلاث سنين؟؟ خسر فيهن.. والفنادق صكوهن وما عنده مصدر ارباح من شهر الحين.. غير انه.."

"شو بعد؟" سألتها ياسمين وهي تطالعها بنظرة حادة

نهلة: " أبوج دخل نص ثروته في شراكة ويا رجل اعمال مصري.. والشهر اللي طاف هالريال اختلس كل البيزات واختفى من الامارات.."

مع آخر كلمة نطقتها نهلة تفجرت الدموع اللي كانت محبوسة في عيون ياسمين مرة ثانية وبسرعة سارت لها نهلة ولوت عليها.. وياسمين تسألها بين دموعها: "ليش؟؟ ليش ما خبرني؟؟ كنت بساعده.. عبدالله كان بيوقف وياه.. ليش؟"

نهلة: " انتي تعرفين ابوج.. ما يحب يبين فشله جدامج.. انتي تعرفين كم كثر يحبج.. ما يحتاي اخبرج بهالشي.."

ياسمين: "شو بنسوي الحين؟؟ شو بنسوي نهلووه.. مابا ابويه يتلعوز.. وانا كيف بعيش؟؟"

تذكرت نهلة رمسة علي بن يمعة وعضت على شفايفها وهي تقول: " اممم... في حل.."

ياسمين: "شو؟؟"

نهلة: " اذا عبدالله عطاج فيلا العين اليديدة.. وباعها ابوج.."

ياسمين: "نعم؟؟ يبيعها؟؟ هاي فيلتي!!.. نهلة انتي شو تقولين؟؟!"

نهلة: " وهذا أبوج.. "

غطت ياسمين ويهها بأياديها وحاولت انها تزاعج على ربيعتها .. كل اللي سمعته توه من نهلة كان صدمة كبيرة بالنسبة لها.. رغم كثرة عيوب ياسمين الا انها تحب ابوها لدرجة الجنون ومستحيل ترضى انه ينسجن او يتلعوز ويا الديون.. وهي تعرف انه الفيلا ويا الأثاث قيمتها اكثر من مليونين درهم.. بس معقولة؟ عقب ما لقت القصر اللي كانت تحلم تكون أميرته طول هالسنين .. معقولة تتخلى عنه بهالسهولة؟

.


.

.

في المستشفى كان الجو متوتر جدا وفهد وأمه يالسين يتريون الدكتورة تطلع واطمنهم على شيخة والجنين.. فهد كان مب عارف يفكر .. كل شي استوى بسرعة.. شيخة طاحت وفقدت الوعي واضطر اييبها هني المستشفى بروحه من كثر خوفه عليها لأنه ما رام يتريا الاسعاف.. وغير خوفه عليها كانت رمسة امه تتردد في باله في كل ثانية.. ونظراتها له الحين محيرتنه أكثر.. مب عارف شو القرار اللي لازم يتخذه..في نظره ، انه يسامح شيخة قوة مب ضعف في شخصيته.. بس في نظر المجتمع والناس ضعف ونقص في الرجولة.. وبينه وبين نفسه.. فهد كان يعرف انه الشكوك بتم دوم حفرة كبيرة وعميقة بينه وبين مرته.. أي حياة اللي كان ناوي يعيشها وياها؟ وأي استقرار اللي بيحس به وهو يفكر بماضيها في كل دقيقة وثانية تمر عليه؟

انتشلته النيرس من أفكاره يوم طلعت من الغرفة اللي في قسم الطوارئ والتعب باين على ملامحها.. فهد أول ما شافها سار لها وبدون ما يسألها قالت له: " Madam is fine.. but the baby is gone.. am really sorry Sir" ( المدام بخير.. بس فقدنا الجنين.. )

اطالعها فهد بألم والتفت على امه اللي كانت يالسة على الكرسي وتطالعه هو والنيرس..

صالحة: " شو قالت لك؟؟ شو استوى بها؟"

تنهد فهد ومشى عن أمه .. كان يحس انه مخنوق ويبا يتنفس ويفكر بهدوء.. وصالحة وقفت ومشت وراه وهي تنادي عليه: "فهد!!.. وين ساير؟ شو قالت لك النيرس؟"

طنشها فهد وطلع من القسم ووقفت صالحة تطالعه باستغراب.. وقررت تتريا النيرس لين ترد عشان تسألها.. أما فهد فأول ما طلع ووصل الباركنات طلع الجيكارة من مخباه ووقف يستنشق دخانها بعمق وبسرعة عشان يهدي من نبضات قلبه المتسارعة.. سنين.. سنين وهو يتريا هالياهل.. يحلم باللحظة اللي يبشرونه فيها انه مرته حامل وبتييب له الطفل اللي يحمل ملامحه وملامحها .. سنين وهو يشتغل ليل نهار عشان يكون نفسه ويوفر لها حياة مستقرة .. وفي الأخير يوم تحقق حلمه ، يتبخر حتى قبل لا يلمسه ويحس به.. وكله بسببها.. بسبب شيخة..

فر فهد الجيكارة ع الارض وداسها بنعاله بقوة.. اليوم اتخذ قراره..

وبدون أي تردد بينفذه

.

.

غرربه
02-05-2013, 06:04 PM
في نفس الفريج اللي كان يلعب فيه وهو ياهل ويا مترف.. وفي نفس الشارع اللي شهد ضحكاتهم وألعابهم ومغامراتهم هو ومحمد وليلى، كان مايد يمشي ويا مزنة وأمل .. كل واحد فيهم ساكت وغرقان في أفكاره.. كانوا يمشون بصمت وهم رادين البيت .. مزنة وأمل ساكتات من التعب عقب ما ركضهن مايد مسافة طويلة جدا.. ومايد ساكت احتراما لأشباح الماضي اللي كانت تتجسد وتظهر له في كل خطوة يمشيها..

التفتت له مزنة وهي تمسح العرق عن ويهها بطرف قميصها وشافت نظرة الألم اللي في عيونه.. وتجمدت الكلمات اللي كانت بتقولهن على شفايفها.. حتى مزنة.. بطفولتها .. عرفت في داخلها انها المفروض ما تكلمه الحين ولا تحاول انها تدخل في افكاره.. وعشان جي ردت تطالع جدامها وكملت دربها بتعب للبيت..

مايد رد بذاكرته لست سنين ورا.. ليوم مثل هاليوم.. وقف فيه هو وأبوه برى يطيرون طياراتهم الورقية .. الحارة كانت متروسة يهال يلعبون برى ومايد كان مستانس وايد انه هو الوحيد اللي كان أبوه متفيج يلعب وياه طول فترة العصر.. تنفس مايد بعمق وهو يمشي بسرعة اكبر.. يذكر ضحكته العالية هذاك اليوم يوم امه عصبت عليه هو وأبوه لأنهم دخلوا الصالة بنعلهم وخيسوا الفراش بالرمل.. يذكر ضحكهم ولعبهم في الفندق في الجاكوزي في آخر يوم شاف في أبوه .. في آخر يوم.. ااخ بس لو كان يعرف انها بتكون المرة الاخيرة اللي يشوفه فيها..

وفجأة

ردت كل الذكريات تدفق وحدة ورا الثانية ..

الضحكات.. والكلمات..

سفراتهم ولعبهم وسهرهم..

كله راح.. ومستحيل اللي راح يرد مرة ثانية..

وصل مايد للبيت وهو مب قادر يتنفس ، وما انتبه أبد للسيارة اللي كانت مبركنة عند باب البيت.. دخل بسرعة داخل . كان يبا يوصل غرفته وييلس بروحه، ومزنة وأمل أول ما وصلن الحديقة عقن عمارهن على الكراسي من التعب..

وفي السيارة برى.. كانت لطيفة يالسة تتريا اختها اللي قالت ما بتطول عند ليلى.. ويوم وصل مايد البيت شافته.. كان شكله يجنن.. شعره طويل شوي ولاصق بويهه ورقبته من الحر اللي برى.. وسمارته خفيفة وحلوة.. وعيونه فيها شي غريب.. ما قدرت لطيفة تكتشفه.. بس حست من مشيته وملامح ويهه انه متظايج وايد.. وتساءلت بينها وبين نفسها اذا كانت عليا هي سبب ظيجه..

هالفكرة يابت لها الكآبة.. وتنهدت بحزن وهي ترد تقرا الكتاب اللي في إيدها

.

.




.

ليلى في غرفتها كانت يالسة تطالع موزة اللي كانت تصور شمسة وهي تبتسم لها بحنان.. وموزة تبتسم وبالها مشغول بأفكار وايدة.. تفكر بسؤال لطيفة لها .. منو الأهم في حياتها .. ليلى ولا مبارك؟ مساعة عصبت وهي تسمع السؤال.. بس الحين.. ردت تفكر فيه مرة ثانية وبصدق.. موزة تحب ربيعتها وايد.. ليلى بالنسبة لها اخت.. وأكثر.. بس الحين.. يوم راجعت أولوياتها.. ورغم كل الحب اللي في قلبها لليلى.. كانت متأكدة انه مبارك لو وقف من بينهم.. موزة بتختاره.. رغم كل شي ورغم انها حاولت تكابر وتبعد هالاحتمال عن بالها بس هي تعرف في داخلها انها لو كان لها الاختيار بتختاره.. مب بإيدها .. موزة كانت فعلا تحبه.. وأمنيتها الوحيدة صارت انها تكون وياه..

ليلى: " بترسمينها بالفحم؟"

انتفضت موزة يوم سمعت صوت ليلى وحست بإحساس غريب يسبه الخيانة.. وما قدرت تحط عينها في عين ليلى وهي تجاوب واخفت عيونها ورا كاميرتها عشان ما تلتقي نظراتهن..

موزة: "ما قررت.. للحين.."

ليلى: " جي ولا جي اكيد بتكون اللوحة ابداع يديد من إبداعاتج.."

ابتسمت لها موزة بتوتر وقالت: " ياللا حبيبتي انا بسير الحين لطيفة تترياني برى.."

ليلى: "حرام ما يلستي.."

موزة: " مستعيلة والله حبيبتي مرة ثانية ان شالله.. بحاول اخلص اللوحة هالاسبوع.."

ليلى: "أوكى.."

تقربت منها موزة عقب ما لبست عباتها وباستها على خدها بسرعة وطلعت وطلعت ليلى وراها توصلها للباب.. وهي مب حاسة بكل اللي يجول في داخل قلب ربيعتها.. وردت غرفتها وعلى ويهها ابتسامة رضا.. وهي تفكر شو ممكن تسوي.. فكرت تبطل النت وتجيك ايميلها بس في اخر لحظة غيرت رايها.. مالها نفس على حشرة المسنجر.. وعقب تفكير اطالعت الساعة وشافتها 5 ونص.. وقررت تتصل بالصحفية جلثم عشان تسألها عن التحقيق الصحفي اللي كانت تبا ليلى تصور لها اياه..

اتصلت ليلى بالرقم اللي طرشت لها اياه جلثم ع الايميل وهي تدعي ربها انه ما تكون الفرصة راحت عليها..

ويوم ردت عليها طلثم ابتسمت ليلى وهي تسلم عليها..

ليلى: "السلام عليكم والرحمة"

جلثم: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.."

ليلى: " شحالج اختي جلثم؟"

جلثم: "الحمدلله ربي يعافيج.. شحالج انتي؟"

ليلى: "ألحمدلله يسرج الحال.. طبعا ما عرفتيني.. وياج ليلى أحمد.. المصورة اللي طرشتي لها الايميل عشان التحقيق الصحفي.."

جلثم: "يا هلا والله!!.. اكيد عرفتج.. ومن زمان اترياج تتصلين بي.."

ليلى: " اسمحيلي اختي استوت لي ظروف منعتني من اني اتصل بج.. "

جلثم:" وان شالله عدت هالظروف على خير؟"

ليلى: "ان شالله تعدي هالايام على خير.. ادعيلنا .."

جلثم: "الله يسهل لج امورج ويسعدج ان شالله.. عموما العرض بعده مفتوح لج وانا فعلا اتمنى انج تكونين ويايه في هالمشروع.."

ابتسمت ليلى بسعادة وهي تقول لها: " تسلمين يالغلا .. كنت متوقعة تغيرين رايج.."

جلثم: "لا عزيزتي.. أنا ما ارضى الا بالافضل وانا شفت عندج رؤية وإبداع مب طبيعي أبدا.."

ليلى: " هذا من ذوقج عزيزتي.."

جلثم: "إنزين متى بتكونين فاضية عشان نبدا انصور؟"

ليلى: "إنتي متى ترومين اتين العين؟"

جلثم: " اممم شو رايج ورا باجر؟"

ليلى: "حلو.. اتصلي بي واكدي لي الموعد وانا بكون موجودة ان شالله.."

جلثم: "ان شالله.. "





بندت ليلى عن جلثم وانسدحت حذال شمسة وهي تبتسم.. وفي هاللحظة بطلت شمسة عيونها الحلوة وتمت تطالع الغرفة بهدوء وهي تتثاوب.. ابتسمت لها ليلى وباستها على خدها.. وراحت أفكارها لعمها اللي ما شافته من يومين.. يا ترى كيف صحته الحين؟

تبطل باب غرفتها ودشت سارة ويوم التفتت لها ليلى اقتربت منها سارة وقالت بهمس: " ماماه ليلى بتسيرين المستشفى اليوم؟"

ليلى: " توني أفكر إذا بسير ولا لاء.. ما اعرف.."

سارة (بنظرة توسل): " خذيني وياج.."

ليلى: " حبيبي ما بيدخلونج انتي صغيرة وايد.."

سارة: "الله يخليج..!!"

ليلى: "مب بإيدي هالشي ما بيدخلونج.."

نزلت سارة عيونها بحزن وقالت: "أبا اجوف عمييه.. !!"

ابتسمت لها ليلى ولوت عليها وهي تقول: " خلاص برمس عمي سهيل عشان يخليهم يدخلونج اوكى؟"

بطلت ساره عيونها وقالت: "يعني بتاخذيني؟"

ليلى: " هيه باخذج بس لا تخبرين أمولة؟ ما فيه على حشرتها.."

سارة: "لا لا ما بخبرها.. متى بنسير.."

ليلى: "اممم.. عقب صلاة المغرب. .أوكى؟"

سارة: "زين.. "

طلعت سارة من غرفة اختها وهي مستانسة وردت ليلى تطالع شمسة وشافتها مركزة نظرتها عليها وتطالعها بنظرة طفولية حلوة..

شلتها ليلى ونزلت وياها تحت في الصالة على أمل انه يدوتها ردت من المستشفى لأنها تولهت وايد عليها.

.

.



.

في ماديسون آفينيو في نيويورك ، وفي محل Billy Martins كانت مريم تحاول تقنع محمد انه ياخذ له من القمصان المعروضه هناك ومحمد رافض الفكرة نهائيا.. اليوم قرروا يتشرون بما إنهم بيردون البلاد خلال هاليومين ومريم اشترت كل اللي كان خاطرها فيه والحين دور محمد .. بس محمد وايد عنيد وكل ما حاولت تاخذ له شي يقول لها انه ما يباه.. والحين يوم يابته هالمحل تهرب منها واتصل بمنصور أخوها.. اللي كان مظايج لأنهم بيردون البلاد وبيقطعون علاج مريم..

منصور: " محمد انا مستعد اييكم نيويورك واتم وياها .. بس ما يستوي تودر علاجها الحين.."

محمد: " أقول لك لا تحاتي الدكتور طمنا انه ما له داعي وجودها هني.."

منصور: " الحين تبا تقنعني انه مريامي بتشفى إذا عدلت أكلها؟؟"

محمد: "هيه هاي طريقة يديدة في العلاج..ومضمونة أكثر عن العملية حتى.."

منصور: "تبا الصدق انا مب مطمن .."

محمد: " يا منصور هالدكتور مختص بالأمراض العصبية .. وصدقني يعرف شغله زين ولا تتوقع انه في حد في هالدنيا يخاف على مريم أكثر مني ولو حسيت للحظة وحدة انه هالدكتور مقصر أكيد بوديها عند واحد غيره"

اطالعته مريم بحب وابتسمت لها وهو رد لها الابتسامة بس يوم شاف في إيدها قميص لونه وردي يره عنها ورده مكانه وهو يعطيها نظرة حادة.. ومريم ضحكت وتمت ادور له قمصان ثانية..

منصور: " اممم.. انزين مريم وينها ؟"

محمد: "هني تبا تكلمها؟"

منصور: "هيه.. عطني اياها.."

اقتربت مريم من محمد وفي ايدها بنطلون جينز وفي عيونها نظرة توسل بس محمد اطالعها بنظرة حادة وقال: "مستحيل!! مستحيل ألبس بناطلين في البلاد.. رديه احسلج.. ويودي هذا اخوج يباج.."

مدت مريم شفايفها بدلع وقالت له: "ما احبك والله البنطلون حلو بيطلع عليك"

ولمنصور قالت: "منصوووووور حبيبي شحالك؟"

منصور: " هلا مريامي.. انا بخير ربي يعافيج انتي شحالج؟"

مريم: "ألحمدلله بخير.. امايه وابويه شحالهم؟"

منصور: "يسلمون عليج امايه وايد متولهة عليج. .ليش ما اتصلتي بها امس؟"

مريم: " رقدت من وقت.. اليوم ان شالله بتصل بها.."

منصور: " امم.. مريامي .. خبريني بصراحة.. انتي مرتاحة؟"

التفتت مريم لريلها.. كان يطالع البيجامات .. وابتعدت عنه شوي وهي تقول لأخوها: "منصور شو هالسؤال؟؟ أكيد مرتاحة.. محمد مب مقصر ويايه في أي شي.."

منصور:" ومب مظايجة انج بتودرين العلاج وبتردين؟"

مريم: " ليش محمد ما قال لك شو قال لنا الدكتور؟"

منصور: "امبلى قال لي ومب مقتنع بالمرة!"

مريم: " بالعكس منصور انا وايد مستانسة اني برد البلاد.. والعلاج اللي عطاني اياه الدكتور وايد مرتاحة له.. من يوم ما عرفت عن هالنظام الغذائي وانا مطمنة انه مب لازم اسوي العملية.. أي شي بالنسبة لي احسن عن العملية"

تنهد منصور : " خلاص على راحتج حبيبتي.. ياللا بخليج الحين.."

مريم: " ياللا حبيبي تحمل على عمرك وسلم على امايه وابويه.. وخبر التوأم اني خذت لهم الإكس بوكس"

منصور: "أن شالله يبلغ.. مع السلامة.."

مريم: "فمان الله.."

بندت عنه مريم وردت تعطي الموبايل لمحمد .. كانت متفهمة خوف منصور عليها وتعرف انه محمد متلوم فيها بس بعد تعرف انه هالعلاج مضمون وانه هالدكتور شاطر ومحمد مستحيل يخاطر بحياتها لأنه يحبها.. يوم شافة محمد ياية صوبه ابتسم لها وهو ياخذ الموبايل وقال: " مريامي ليش اظيعين وقتج هني؟ انتي تعرفين اني ما البس هالخرابيط!"

مريم: "خلاص انا يأست منك.. بس باخذ لك ساعة ولا تقول لاء.. وانته اللي بتدفع"

محمد: " فديتج والله.. خلاص ما بقول لاء.."

ابتسمت مريم بسعادة وطلعوا من المحل وساروا خذوله ساعة كارتير وعقب ساروا مطعم الفصول الأربعة عشان يتغدون..

عقب يومين بيردون البلاد وبيخلص شهر العسل بالنسبة لهم .. وهم رايحين المطعم كانت أفكار وايدة تجول في داخلهم.. محمد يفكر بعمه وبالمسئوليات اللي تترياه يوم يرد البلاد.. ومريم تفكر بأهلها اللي تولهت عليهم وبأهل محمد وهل بتستقر وبترتاح وياهم ولا لاء..

.

.

.


.

.

.

في المستشفى ، كانت شيخة يالسة على الشبرية بتعب وحزن.. مب عارفة شو اللي جرحها أكثر.. الرمسة اللي سمعتها قبل لا اطيح يوم صالحة كانت تقول له يطلقها.. ولا إنه فهد ما كلف على نفسه ولا حتى ترياها لين ما تطلع ويطمن عليها..

كان احساسها بالخسارة مضاعف.. تحس انها اليوم فقدت مب بس جنينها.. فقدت ريلها ومستقبلها كله.. في داخلها كانت تعرف انه الجنين اللي كان في بطنها هو الرابط الوحيد اللي بقى بينها وبين فهد.. بس اللي ما كانت تعرفه انه هالجنين ممكن يكون السبب اللي يبعدها عنه أكثر..

أمها كانت يالسة وياها وتتأمل ويهها وهي سرحانة.. بنتها وايد غامظتنها.. كانت تتريا هالحمل من زمان والحين يوم الله رزقها فقدته على طول.. امها ما كانت تعرف عن سواياها ولا كانت ممكن تتخيل انه بنتها تستحق كل اللي يستوي لها.. كل اللي كانت تشوفه جدامها بنتها الغالية وهي تقريبا محطمة من عقب خسارتها للياهل اللي كانت تتمناه..

نورة (وهي تمد إيدها وتمسح دموع شيخة): " بس فديتج لا تعذبين عمرج.. هذا اللي الله كاتبنه"

اطالعتها شيخة بألم وحست بفراغ كبير في داخلها.. محد بيفهم .. مستحيل حد يفهم هالاحساس الا اللي جربه.. وشيخة ما كانت متحملة تسمع أي كلمة مواساة اليوم..

نورة: " بس انتي يا امي ما كنتي تهتمين بعمرج .. يعني المفروض كنتي تنتبهين وانتي نازلة .."

شيخة: "خلاص امايه.. خلاص.. اللي صار صار.. وما بيتغير الحين.."

نورة: " ريلج وينه ما اتصل بج؟"

شيخة: " لا.. طرشوا لي الخدامة وعطتني الموبايل وشوية ثياب في هاذيج الشنطة.."

نورة: " وعموتج؟"

شيخة: " ما يت.."

نورة: " عاد اميه مب زين جيه.. هاذي مب أفعال عرب.. عنبوه حتى ما افتكروا فيج! جيه شبلاج انتي؟ والله انه محد شراتج! شعنه ما يوج ولا افتكروا فيج؟ هذا تراه الا ولدهم اللي طاح! "

شيخة: " خلاص امايه الله يخليج خلاص...!!"

سكتت نورة أو تمت تتحرطم بصوت واطي وشيخة غمضت عينها وحطت ايدها على ويهها وهي تحاول تخفف دقات قلبها القوية.. ليش؟ ليش ما يوا يطمنون عليها؟ شو قصدهم من الحركة اللي سووها ؟ ليش طرشوا لها اغراضها ويا الخدامة؟؟ شو ناوين يسوون؟؟ شو ناوية تسوين فيني يا صالحة!

.

.


.

في بيت علي بن يمعة ، كان علي يالس في مكتبه عقب ما صلى المغرب وجدامه ملفاته وفواتيره واالاشعارات اللي يته من المحكمة ويحاول يفكر بطريقة اطلعه من الازمة اللي هو فيها.. وفي هاللحظة دخلت ياسمين عليه المكتب واطالعته بنظرة خلته يتلخبط ويطالعها بصدمة.. نظرتها كانت تعكس كل الألم اللي كانت حابستنه في داخلها ممزوج بموجة غضب جامحة.. ما عطته فرصة انه يرمس.. قالت له بكل اندفاع وغضب: " ليش ما خبرتني انك في أزمة ومحتاج البيزات؟؟ كنت بخلي عبدالله يساعدك؟؟ ليش قصيت عليه وخليتني اطلق؟؟"

علي (بذهول): " أنا ما قصيت عليج.. أنتي بروحج كنتي تبين تطلقين منه ومب طايقتنه."

ياسمين: " بس ليش ما قلت لي!!!"

علي: " وليش اخبرج؟؟ ما با اشغل بالج ..."

ياسمين (وهي تقترب منه وتحط إيدها على المكتب بقوة): "لا والله؟؟ والحين مول مب منشغل بالي عليك؟؟ أبويه إذا كنت متوقع انه عبدالله بيحل لك مشكلتك الحين عقب ما طلقني وخذ بنته تكون غلطان!"

علي وقف وهو معصب وقال لها: " كان كل شي بينحل لو حظرتج ما عطيتيه الياهل!"

تغيرت نظرة ياسمين من الغضب للبرود التام وقالت له وهي تبتسم باحتقار: " بس هذا اللي كنت ابا اسمعه.. عشان تنقذ نفسك دمرتني وحرمتني من بنتي.. "

علي (وهو ينزل عيونه ع الاوراق): "أنا ما حرمتج منها ياسمين انتي اللي تخليتي عنها.."

يلست ياسمين بتعب على الكرسي وهي تطالع الفرغ اللي جدامها.. وتراجع أولوياتها.. وأبوها كان واقف جدامها رغم قوته وبروده اللي يحاول يظهره لها الا انه كان يرتجف.. وياسمين في ثورة غضبها كانت تحس بالشفقة عليه.. كانت تعرف انها خسرت كل شي.. وبس خلاص ما تبا تخسر أي شي ثاني.. اطالعت ابوها مرة ثانية وقالت له: " أنا بحل لك مشكلتك ابويه.. بس عقبها ما يخصك فيني.. قراراتي بتخذها بنفسي!!"

وقفت ياسمين عشان تطلع من المكتب ويوم شافت انه ابوها يبا يرد عليها قالت له: " بس إذا استوى شي في عبدالله صدقني باباه عمري ما بسامحك!! "

وطلعت من المكتب وصكت الباب وراها بقوة.. وعلي بن يمعة يلس في مكانه بارتياح.. اخيرا بنته عقلت وقررت تساعده.. هذا هو المهم الحين وعقب ما يطمن على بيزاته بيعرف كيف يراضيها

بطلت عايشة باب الصالة ودخلوا عيالها داخل وهم يركضون ويضحكون.. ودخلت هي عقبهم ووراها حمدان اللي كان شال باجي الاكياس وحطهم جدام الباب عشان يرد السيارة واييب الاغراض اللي هناك.. هاليوم كان وايد حلو.. عايشة شلت عيالها وودتهم هي وحمدان اخوها عشان يلعبون في Kidz play وعقب سارت الجمعية وخذت لهم اغراض للبيت ومرت المول وخذت لها ثياب وعطور وميك اب.. وعقب ما خذولهم عشا واستأجروا لهم كم فلم.. ردوا البيت وهم هلكانين وحاسين بالرضا والسعادة...

على الرغم من أنه عايشة تحمل لقب مطلقة الحين إلا انها في حياتها كلها ما حست بهالراحة والحرية.. صح كانت تحب ريلها بس عقب خيانته لها كرهته وكرهت نفسها لأنها كانت مغفلة لدرجة انها توثق به ثقة عمياء.. الحين تروم تسوي اللي هي تباه من دون ما أي احد يتحكم فيها أو يأذيها.. تروم تقص شعرها أو اطوله على كيفها من دون ما تخاف انه "خليفه " ما بتعيبه القصة اليديدة.. تروم ترقد لوقت متأخر في الاجازات من دون ما " خليفة" يقعدها من الرقاد عشان تسوي له ريوق لأنه ما يطيق اكل الخدامة.. تروم تسافر هي وعيالها واخوها في الصيف ، مب اتم محبوسة في البلاد لأنه ريلها ما يحب يسافر الا ويا ربعه.. بكل بساطة كانت حاسة بالحرية والأغرب من هذا حاسة انها ردت في العمر 10 سنين ورا.. ردت بنية صغيرة وانه هاللي وياها مب عيالها.. لا .. اخوانها الصغار..

اطالعت عايشة اخوها حمدان وهي تبتسم له بحنان وقالت: " باجر بنسير عند مهندس الديكور عشان يغير لك ديكور غرفتك.."

حمدان: "لا اتعبين عمرج .. الغرفة عايبتني جي.."

عايشة: "لا ما يستوي.. لازم غرفتك تكون احلى غرفة.. نسيت انك ريال البيت الحين..؟"

حمدان: " دومج ما تقصرين يا ام راشد.."

يات الخدامة تشل الاغراض عشان توديهم المطبخ ويلست عايشة في الصالة ويا حمدان

عايشة: " رمست حميد عشان شغلي؟"

حمدان: " هيه قال انه رمس ربيعه وبيشغلونج ان شالله شهر تسعة في وحدة من المدارس.."

عايشة:" فظيحة والله عقب هالعمر كله ابدا اشتغل.."

حمدان: "أي عمر هذا؟ عويش انتي بعدج صغيرة!.. عمرج 30 سنة يعني مب من كبرج.. وبعدين انتي مب محتاجة لها هالوظيفة واذا ما تبينها محد بيجبرج تشتغلين.. تعرفين انه ابويه ما بيقصر وياج.."

عايشة:" فديته أبويه أدري به زعل يوم ما طعت اسكن وياه انا وعيالي .. بس يا حمدان انا لازم اعتمد على نفسي.. عيالي مسئوليتي انا ولازم اتحمل هالمسئولية.."

حمدان: " اممم خليفة ما حاول يتصل بج؟"

عايشة: "ما يعرف ارقام البيت اليديدة ولا رقم موبايلي.. بس أمس شفت موتره برى عند الباب .. تم واقف شوي وعقب سار.."

حمدان: " واتظايجتي؟"

عايشة: "ظحكت.. ما عاد يهمني!!"

حمدان: "صدق؟"

عايشة: "هيه والله.. محد يهمني غير عيالي.. وصقدني بربيهم احسن تربية ومب محتاجة أي مساعدة منه او من اهله.. "

ابتسم لها حمدان وهو واثق تماما انها قد كلمتها.. وشل الريموت كنترول عشان يشغل التلفزيون .. أما عايشة فكانت هي بعد واثقة من مقدرتها على تربيتهم بروحها.. وهالوظيفة اللي حصلتها بتساعدها عشان تستقل بروحها وما تحتاج لأي حد.. وعن ربيعاتها، فاللي تحب عويش بتم وياها سواء كانت مطلقة ولا لاء.. واللي كانت تحبها عشان مظاهر اجتماعية وغيره، فعايشة أصلا مب محتاجة لها.. وحياتها من دونها بتكون احسن بوايد..

قامت عايشة وسارت تشوف عيالها اللي صوتهم ينسمع من فوق من كثر ما كانوا محتشرين.. وهي تركب ع الدري القت نظرة على بيتها.. وفي داخلها كانت تعرف.. الحياة بتكون احسن بوايد من دون خليفة.. وهي من الحين بادية تستمع فيها..

.

.


.

في بلكونة الصالة اللي فوق كانت سارة واقفة تطالع الشهب اللي تارسة السما الليلة.. وأمل واقفة وياها ومنبهرة باللي تشوفه.. ومايد كان بينزل تحت بس يوم شافهن سار ووقف وياهن واستانس وايد على منظر النجوم.. كانت ليلة حلوة ومزاجه اللي كان معتفس رد يعتدل وهو ويا خواته.. سارة كانت متلبسة ومستعدة انها تسير المستشفى واستانست أكثر انه أمل ما قالت تبا تسير وياهم.. تعرف انه أمل وايد شيطانة وممكن تسوي أي شي يخلي ليلى تعصب وتردهم البيت على طول..

اطالعت سارة مايد وسألته: " ميودي ليش النجمة اطيح من السما؟"

مسح مايد على خدها بإيده وقال لها وهو يبتسم: " تبا تكون جريبة منج .."

ابتسمت له سارة بخجل وسألته أمل : "وأنا؟؟"

مايد : "إنتي يوم تشوف ويهج تقول يا ليتني تميت مكاني في السما ولا نزلت لهالاشكال.."

ضحكت سارة واطالعته أمل بحقد وهي تقول: "ماااااااصخ.."

مايد: "شكرا شكرا.."

دخلت ليلى عليهم البلكونة وقالت: "ميود حرام عليك..!! ياللا امولة سيري ادرسي وارقدي اوكى حبيبي؟"

أمل (وهي تطلع من البلكونة): " أوكى.."

ليلى: "سارونا حبيبي ياللا نسير.."

مايد: " ليلوه خلوني اسير وياكم الله يخليج ابا اسير!!"

ليلى: "لاء!!.. يدوه وحليلها تعبانة وسارت ترقد.. منو بيجابل شمسة اذا حظرتك سرت ويانا؟"

مايد: " انزين انا بسير وانتي تمي ويا شمسة.."

ليلى: "مابا!!.. استوى لي يومين مب جايفتنه حرام عليك انته امس كنت عنده.."

مايد: " ما عليه بناخذ شمسة ويانا.. "

ليلى: "ميود عن الخبال انزين؟؟"

مايد: " افففف.."

ليلى: " لا تتأفف.. ميود تأدب.."

سارة (بظيج): "بنسير ولا لاء؟"

ليلى: "بنسير حبيبتي.. ياللا إشفاق يتريانا.."

اطالعهن مايد بقهر وسار غرفة ليلى عشان يشل شمسة ويوديها غرفته وأول ما شافها تخبل عليها وشلها بهدوء لأنها كانت راقدة.. ووداها غرفته ورقدها ع الشبرية وشغل البلاي ستيشن عشان يكمل لعب .. وعقب دقايق سمع تيلفونه يرن وشاف رقم مترف وحطه ع السبيكر عشان ما يخرب عليه اللعبة



مايد: " ألوو"

مترف: " افف ميود لا تحطني ع السبيكر !! ما احب.."

مايد: " انزين محد عندي هني.."

مترف: "حتى ولو ما احب.."

مايد:" تعرف انك سخيف؟ "

مترف: "جب"

وقف مايد اللعبة وشل التيلفون وبند السبيكر.. " شليت السبيكر.. نعم شو عندك؟"

مترف: " مليت من الدراسة.. وقلت بتصل اشوفك شو تسوي؟"

مايد: " انا مسويني babysitter اختي سارت المستشفى تشوف عمي وانا يالس هني ويا هالامورة شموس"

مترف: " عمك شحاله الحين؟ ان شالله احسن؟"

مايد: "والله حالته مستقرة مثل ما هو ما تغير .."

مترف: "ألله يشفيه ان شالله.. "

مايد: "امين الله يسمع منك.."

مترف:" ميود صور لي شمسة وطرش لي صورتها ع الام ام اس.. ابا اجوفها.."

مايد: " اسمح لي تبا تشوفها تعال العين .. ما نطرش صور بناتنا ع التيلفونات.."

مترف: "لا والله؟ عيل يوم انه كل شي عندكم عيب ما ينفع اخبرك .."

مايد: "تخبرني عن شو؟"

مترف: " عن البرنامج اللي قلت لك عنه.."

مايد: "اللي تبا أمولة تقدمه؟ مترف تخبلت؟ هاي ياهل وين بتعرف تقدم برنامج؟"

مترف: "ما بتكون بروحها.. أنا بكون وياها وبنتين اكبر عنها بشوي.. يعني دورها بيكون بسيط.."

مايد: "لا توهقني وياها منو متفيج يوديها دبي كل يوم؟ "

مترف: "ياللا عاد هالبرنامج بيكون في الصيف يعني ترومون تيلسون في فيلا عمك عبدالله اللي في جميرا.."

مايد: " ما ادري والله لازم ارمس ليلى وبشوف اذا طاعت برد لك خبر.."

مترف: "ان شالله توافق والله ميود خاطري اتمون الصيف بطوله هني.."

مايد: " ليش ما بتسافرون؟"

مترف: " لا وين نسافر.. اختي بتعرس هالصيف وكلهم مشتطين .. محد ياب طاري السفر"

مايد: " نحن بعد شكلنا ما بنسافر.. اذا قام عمي عبدالله بالسلامة يمكن نفكر بالسفر بس بعد احسهم مب متشجعين.. المهم انته شخبارك؟ "

مترف: " ملان والله كله يالس في البيت.. ويوم الخميس والجمعة اسير التلفزيون عشان البرنامج.."

مايد (بخبث): " والمعجبات؟"

مترف: "بلاهن؟"

مايد:" ما ادري .. انته خبرني.."

مترف: " هههههه والله البنات مشاكل.. وحدة في التلفزيون تخبرني انها كانت في حفلة عيد ميلاد وسمعت وحدة من البنات تقول انها تعرفني واني احبها .. "

مايد: " هههههههه يا عمي منو قدك؟ بعدك 16 سنة وعندك معجبات من كل أرجاء الدولة.. "

مترف: " خلهن يولن والله مب متفيج للبنات انا.."

مايد: "ما فكرت تتعرف على وحدة فيهن؟ جي يعني تجرب بس .."

مترف: " لاحظت انك ثاني مرة تسألني هالسؤال؟"

مايد: "كيفي ابا اشوف تفكيرك تغير في هالفترة ولا لاء.."

مترف: " اممم.. فكرت.. بس كل ما ابا اسوي هالشي اغير رايي.. "

مايد: " ليش؟"

مترف: " إذا بتعرف على وحدة لازم اعطيها وايد من وقتي ومشاعري.. هذا غير السهر ع التيلفون ولا المسنجر وياها. وغير الدلع والزعل وأنا اعرف عمري بمل منها بسرعة.. واذا حبيتها لا سمح الله .. بتم طول عمري متحسر وانا اتذكرها لأني اعرف انه اهليه ما بيختارون لي الا اللي في بالهم هم.. فليش اظلم عمري واظلمها ويايه؟ "

مايد: "عثرة!! كل هذا فكرت به؟؟؟ مترف حبيبي انته بعدك صغير.. مراهق.. عيش حياتك!!"

مترف: "وليش ما تعيش حياتك انته؟ ما اجوفك تعرفت على حد.."

مايد:" امممم.. ما لقيت اللي ممكن انها تجذبني هالكثر.."

مترف:" ولا وحدة؟"

مايد: "امبلى بصراحة في وحدة وايد عايبتني.. بس .. لأنها عايبتني مستحيل اتقرب منها.."

مترف:" غريبة .. ليش؟"

مايد: " دوم جي يوم حد يعيبني.. واتقرب منه.. أحس انه سخيف واني كنت ماخذ عنه فكرة احسن من اللي اشوفه جدامي.. وفي النهاية ابتعد عنه.."

مترف: " والهبنية من اهلكم؟"

مايد: "لا .. أقول مترف برد ادق لك اوكىعندي خط.."

مترف: "زين اترياك.. "

مايد: " باي.."

بند مايد عن مترف ورد ع الخط الثاني.. كان رقم غريب أول مرة يشوفه..

مايد: "ألو؟؟ .. "

: .............

مايد: "ألو!"

: ..............

اطالع مايد التيلفون باستغراب وبنده ورد يتصل بمترف عشان يكمل سوالف وياه

وعلى الطرف الثاني كانت عليا يالسة على شبريتها وتحس بقلبها بينفجر من كثر ما كان يدق بقوة.. رقم مايد يابته من موبايل مزنة يوم كانت في بيت يدوتها .. والرقم تم عندها طول هالفترة بس ما تجرأت انها تتصل به ، ما كانت تعرف شو تقول له ، كل اللي كانت تعرفه هو انها كانت تبا تسمع صوته.. تباه يحس فيها بأي طريقة.. وهاي هي الطريقة الوحيدة اللي خطرت على بالها.. بس يوم دقت له ورد عليها.. تيبست في مكانها وما رامت تبطل حلجها ولا حتى تتنفس..

وبابتسامة خبث ردت عليا ادق الارقام مرة ثانية .. مب لازم تتكلم حاليا بس تبا تسمع صوته مرة ثانية

.

.



.

مشت ليلى ويا اختها سارة في الممرات اللي في قسم العناية المركزة وهي حاطة إيدها على قلبها.. كل ما تمشي في هالممر تحس انه قلبها ينقبض.. وتتمنى صدق انه عمها يقوم بالسلامة ويطلع من هالمكان الكئيب لأنها خلاص مب قادرة تتحمل انها تمشي في هالممر مرة ثانية..

وسارة كانت حاسة بالإثارة لأنه هاي أول مرة تزور فيها حد في المستشفى.. ولولا انه سهيل متصل بهم ومرمسنهم من قبل ولا ما دخلوها.. المكان كان شوي مزدحم لأنه أمس يابوا مريض يديد في قسم العناية واهله كانوا كلهم هني.. تظايجت ليلى يوم مرت صوبهم وعورها قلبها.. وتمنت من الله انه يشفي ولدهم ويشفي عمها عبدالله..

رفعت سارة راسها وسألت اختها: " عميه وينه؟"

ليلى: "في آخر غرفة حبيبتي.."

ابتسمت سارة ومشت ويا اختها لين وصلوا لآخر غرفة في القسم.. وقبل لا تبطل ليلى الباب تبطل بروحه أو حد بطله من داخل وانصدمت ليلى وردت على ورا وهي تشوف مبارك طالع جدامها..

مبارك أول شي يت عينه على سارونا وابتسم لها بعذوبة وسارونا ردت له الابتسامة بدلع.. ويوم رفع عينه وشاف ليلى واقفة تطالعه بصدمة وارتباك ، ابتسم ابتسامة عريضة بس تم واقف مكانه جدام الباب ولا تحرك..

ارتبكت ليلى اكثر ونزلت عيونها وهي تقول بظيج: "ممكن لو سمحت؟ نبا ندخل.."

مبارك انتبه انه واقف جدام الباب وحس بعمره غبي وخاز عن الباب شوي وسارونا استغلت الفرصة ودشت داخل عند عمها اللي كانت بتموت تبا تشوفه.. وليلى اللي كانت تنتفض بكبرها من التوتر والمستحى تحركت من مكانها عشان تدخل وراها.. ومبارك واقف على صوب يطالعها.. ما كان يباها تدخل عنه .. كان وده اتم هني وياه عشان يخبرها بكل اللي في خاطره من صوبها..

ويوم شاف ايدها على الباب وهي تبا تبطله ما رام ايود عمره وقال: "ليلى؟"

التفتت ليلى واطالعته وحس مبارك انه عيونها ونظرتها اخترقت اعماق روحه.. واستقرت في داخل قلبه.. ويوم شافها عاقدة حياتها وتطالعه باستغراب عرف انه لازم يقول لها شي وبسرعة!





--------------------------------------------------------------------------------
داخل في غرفة عبدالله .. وقفت سارة بعيد عن الشبرية وهي محتارة.. ما توقعت ابدا انها ادش وتشوف عمها راقد.. توقعته يكون يالس ويترياها عشان يسولف وياها.. ليش راقد من الحين؟ الساعة بعدها 7 ونص.. وليلى أكيد خبرته انهم بيوون..

اقتربت سارة منه شوي شوي ويوم وصلت عنده لاحظت الوايرات الموصلة بجسمه والاكسجين اللي على حلجه وفجأة حست بخوف كبير.. ليش جي مسوين بعمها عبدالله؟؟

مدت ايدها عشان تلمسه وترددت .. وردت مرة ثانية مدتها ومسحت على خده بحنان.. وقالت بهمس: "عمييه.. أنا هنييه.. قوم.."

تريت شوي وما نش عبدالله.. وردت مرة ثانية تمسح على خده وتحس بملمس لحيته اللي تعودت عليها يوم كان يبوسها ويحط خده على خدها.. واقتربت سارة منه أكثر وباسته على خده.. وهمست له في إذنه: "عمييه قوم.. الله يخليك .. ماماه ليلى يوم بتشوفك راقد بتردني البيت.. "

التفتت سارة على الوايرات اللي على صدر عمها وانترسن عيونها دموع.. وردت تترجاه مرة ثانية وهي تحط خدها على خده مثل ما كانت متعودة دوم : "عمييه؟؟ "

في هاللحظة.. وفي متاهات اللاوعي اللي كان عبدالله ظايع فيها.. كان صوتها يوصل له مثل الحلم.. مثل النسيم اللي يبدد لهيب الحر في الصيف.. وكان يقاوم.. يقاوم بكل قوته عشان يحدد مكان الصوت.. بس مب قادر.. ويوم حس بدمعتها اللي استقرت على خده.. كان يستجمع كل قوته عشان بس يرد عليها .. يطمنها.. ويواسيها.. بس في نفس الوقت كان بجبال ثجيلة تستقر على جفونه وجسمه كله.. كان مب قادر يتحرك.. وكأنه جسمه مب جسمه هو.. مب قادر يتحكم فيه بالمرة..

وفجأة حس بخدها الناعم على خده.. وحس بإيدها تلوى على رقبته بحنان.. وحس بشي قوي يجرفه وياه ويدفعه بقوة لجدام.. لدرجة انه كان مب قادر يتنفس.. مشاعر قوية كانت تحركه وتسيطر عليه وكل اللي كان يفكر فيه هو انه يواسيها.. وعقب ما ركز كل تفكيره وعواطفه وقوته على هالشي..

دمعت عيونه..

وتحركت دمعته ببطئ من عيونه ونزلت على خد بنت اخوه الصغيرة..

كان هذا كل اللي يقدر يسويه عشان يطمنها..

وسارة اللي كانت حاسة ببرد فظيع في الغرفة وهي تحظن عمها عبدالله حست فجأة بشي دافي يستقر بين خدها وخده.. وابتعدت عنه بسرعة وهي تمسح الدمعة عن خدها.. ويوم اطالعت عيون عمها شافت الدمعة الثانية تنزل منها.. وشهقت بخوف واستغراب وهي تركض صوب الباب وتزقر اختها ليلى

" ليلوتي .. تعالي بسرعة.. بلاه عميه عبدالله يصيح؟؟"

.

.

نهاية الجزء الثامن والعشرون

غرربه
02-05-2013, 06:28 PM
الجزء التاسع والعشرون


" ليلى؟"

اطالعته ليلى باستغراب عقب ما سمعته يزقرها وتمت ايدها على مقبض باب غرفة عمها وهي ملتفتة له عشان تعرف شو يبا. كانت مرتبكة وايد ومجرد وقفتها وياه هني تثير الشكوك وفي أي لحظة ممكن حد من أهلها ايي ويشوفها .. أو حتى سهيل ، شو بيقول لو جافها واقفة ترمس مبارك؟ وبعدين عمها كل شوي حد من ربعه يمر عليه ويزوره وهذا اللي كان مخوف ليلى

رفعت ليلى عيونها واطالعته.. ويوم يت عينها في عينه حست بدفء غريب ينبعث من نظراته ومبارك اللي حس بارتباكها نزل عيونه عنها وقال: " لا تحاتين.. عبدالله ريال قوي.. ما بتهزه أزمة بسيطة مثل هاذي.. لا تفقدين ثقتج فيه وفي قوة إرادته.."

بطلت ليلى حلجها عشان ترمس بس ما عرفت شو تقول.. ما كانت تتوقع منه أبدا انه يطمنها على عمها أو يحاول يواسيها.. اللي قاله يخالف تماما الصورة اللي كانت ماخذتنها عنه في بالها.. كانت تعرف من سهيل إنه مبارك ماسك الشركة هاليومين .. توقعت يسألها شو كانت تسوي في المكتب هذاك اليوم أ ويخبرها أي شي عن الشغل.. بس اللي قاله صدمها وما حست بعمرها الا وهي تبتسم له ابتسامة خفيفة وتقول له: " إن شالله.."

ابتسم لها مبارك وهو بيتخبل على ابتسامتها واللون الوردي اللي بدا يتجمع في خدودها من المستحى.. وكان بيروح عنها وهي كانت بتدخل عشان تشوف عمها بس الباب تبطل فجأة وطلعت سارة من داخل وملامح ويهها خايفة وعيونها على اختها وهي تسألها: " تعالي بسرعة ليلوتي.. شوفي.. بلاه عميه يصيح؟"

ليلى ما استوعبت وسألتها : "شو تقولين سارونا؟ منو اللي يصيح؟"

مبارك حس بنغزة في قلبه ووقف يطالعهن وهو عاقد حيّاته.. وسارة يرت ليلى من إيدها وودتها داخل عند عمها عبدالله.. ودخلت ليلى الغرفة وعيونها معلقة بأهم ريال في حياتها كلها.. بعمها اللي كان متمدد على الشبرية وعدد كبير من الأسلاك موصل بجسمه .. كم مرة شافت هالمنظر خلال الاسبوعين اللي مروا عليه وهو هني؟ للحين بعدها مب قادرة تتقبل الوضع وللحين تحس بنفس الألم اللي حست به في أول لحظة يوم طاح عمها عند باب الصالة وتحرت انها فقدته للأبد..

سحبتها سارة وراها ووقفتها عند الشبرية واطالعتها ليلى بحيرة وتعب وهي تقول لها: " هيه حبيبتي عمي مريض شوي عشان جي راقد.. "

بس سارة أشرت على عمها بخوف وقالت: " ما تشوفينه يصيح!"

اطالعت ليلى ويه عمها اللي كانت أنبوبة الأكسجين مغطية نصه وحركت نظراتها لعيونه اللي كانت تدمع في هاللحظة.. وحبست أنفاسها وهي مب مصدقة اللي تشوفه جدامها..

كان الموقف أكبر من إنه ليلى تكون لها أي ردة فعل غير الصمت.. وقفت تطالع عيون عمها وعلامات الذهول كلها مرتسمة على ويهها.. ويوم استوعبت اللي شافته مدت إيدها اللي ترتجف ومسحت دمعته بحنان ودموع عينها تصب بغزارة..

كانت تصيح وتضحك في نفس الوقت.. مب عارفة تفكر ولا قلبها يطاوعها تطلع عشان تزقر الدكتور.. كانت تبا اتم وياه.. ما تبا تطلع وتفوتها اللحظة اللي ممكن ينش فيها من غيبوبته .. ما تبا تفارقه ولو ثواني..

مبارك اللي كان واقف عند الباب يطالع كل اللي يستوي في الغرفة ارتسمت ابتسامة عريضة على ويهه وهو حاس انه ايام غيبوبة عبدالله انتهت.. ويوم رفعت ليلى عيونها وشافته حس بنظرة الرجاء اللي وجهتها له وقال لها : " أنا بزقر الدكتور.."

هزت ليلى راسها وهي تمسح دموعها وطلع مبارك من الغرفة بسرعة عشان يزقر الدكتور.. وصورة ليلى مطبوعة في جفونه.. كل ما يغمض عيونه ثواني.. يشوفها جدامه..

.

.



في مكان ثاني من المستشفى، كانت شيخة مغمضة عيونها وتحاول قد ما تقدر إنها ترقد.. بس كلما حاولت أكثر كانت تحس باليأس وفي النهاية تنهدت ومدت ايدها لموبايلها واتصلت بريلها للمرة المليون.. بس مثل ما توقعت ما رد عليها.. كانت وايد محتارة.. في الأيام الأخيرة، فهد غير معاملته لها بشكل كبير.. كان حنون وياها.. وشيخة متأكدة انها لمحت في عيونه أكثر من مرة نظرات الحب اللي كانت تشوفها قبل لا يكشفها..

ويوم أخيرا ابتدا الأمل يرجع لها في إنه حياتها ترد شرات قبل وأحسن، اخترب كل شيء.. والحين مب عارفة شو مصيرها.. وفهد مب راضي يرد عليها ويريحها.. يا ليته بس يخبرها شو ناوي يسوي؟

اتصلت به شيخة مرة ثانية وما رد عليها.. وفجأة يت ياسمين على بالها.. من زمان ما سمعت عنها شي.. وفهد غير رقم تيلفونها.. عشان جي حتى لو كانت ياسمين تتصل بها أكيد بتلاقي الرقم مقطوع..

اتصلت شيخة على موبايل ياسمين وحصلته مغلق، واتصلت على رقم البيت ومحد رد عليها.. فبندت موبايلها بحزن وردت تغمض عيونها عشان ترقد.. فجأة كانت تحس انها وحيدة في هالعالم..

وحيدة وتنتظر تعرف شو مصيرها بالضبط..

.

.



.

في قسم العناية المركزة، كان مبارك يالس في الاستراحة ووياه سهيل اللي يا بسرعة أول ما اتصل به مبارك وخبره باللي استوى، اثنيناتهم كانوا ساكتين وكل واحد فيهم غرقان في بحر أفكاره.. سهيل يدعي لعبدالله بشكل متواصل ومبارك مب عارف ييلس من كثر ما كان متوتر ويتريا الدكتور يطلع ويطمنهم.. وفي نفس الوقت كان كل شوييسترجع ملامح ليلى وضحكتها.. وشكلها وهي مصدومة.. وتصارع مشاعر الحزن والفرح اللي امتزجت بدموعها.. ما يعرف شو اللي سوته هالانسانة بالضبط.. بس اللي يعرفه انها استحوذت على كل تفكيره.. ومن المواقف القليلة اللي جمعته وياها بدت تتكون في داخله مشاعر عميقة تجاهها.. يمكن يكون انبهر بها.. ويمكن يكون ها كله مجرد إعجاب.. بجمالها.. بإبداعها اللي شهده في المعرض.. بحبها الكبير لعمها.. بقوة شخصيتها اللي لمحها في الشركة وجرأتها.. وذكاءها.. وأخيراً بحساسيتها ودفء الأمومة اللي حس به وهو يشوفها ويا سارة.. ورقتها وشفافيتها يوم شافت عمها عبدالله وعرفت انه تجاوز الأزمة..

مشاعر غريبة.. ما يعرف يفسرها ولا يعرف وين بتوصله بالضبط..

عند باب غرفة عمها، كانت ليلى واقفة ويا سارة يتريون الدكتور يطلع من داخل ويطمنهم.. ليلى اتصلت بيدوتها وخبرتها انه عمها ابتدى يستعيد وعيه.. ويوم تأخر الدكتور داخل.. اتصلت بمحمد ومريم وخبرتهم وقالت لهم انها بتتصل بهم عقب عشان اطمنهم عليه..




وفي اللحظة اللي طلع فيها الدكتور من الغرفة لمحت ليلى بطرف عينها يدوتها وهي تمشى بسرعة في الممر وياية صوبهم.. ووراها كان سهيل بعد ياي يعرف شو بيقول الدكتور ومبارك كان واقف عند الكراسي يطالعهم من بعيد ومب قادر يتقرب..

ابتسم الدكتور لليلى وقال لها : " He's regaining his conscious. His heart beats are a little faster and his brain has started to send msgs to the nerves once more " ( إنه يستعيد وعيه..قلبه ينبض بشكل أسرع وعقله ابتدأ بإرسال رسائل عصبية لباقس أعضاء الجسم مرة أخرى )

ضحكت ليلى بسعادة وقربت سارة منها وهي تقول ليدوتها اللي كانت ملامح الخوف باينة على ويهها: " يدوه عمي بيرد لنا.. الدكتور يقول انه ابتدى يستعيد وعيه.."

ما رامت ام احمد ترمس ويلست تصيح وتحمد ربها وسهيل نفس الحالة.. ومبارك اللي كان واقف بعيد شوي عنهم.. يوم سمع كلام الدكتور ابتسم براحة ورد ييلس ع الكرسي وهو يتريا يرمس سهيل قبل لا يروح..

ليلى: " Thank you Doctor, I will stay with him tonight " (شكرا دكتور، أنا بتم وياه الليلة)

الدكتور: "That's good.. but I have to warn you.." (هذا جيد.. ولكن يجب أن احذرك)

ليلى: " of what? " ( تحذرني من شو؟(

الدكتور: " He might be a little unstable when he wakes up. There is a slight chance that he will be paralyzed or even lose some of his memory.. temporarily or forever. " (عندما يستعيد وعيه، فإنه يواجه احتمال فقدان ذاكرته بشكل مؤقت أو دائم.. وهنالك ايضا احتمال الاصابة بالشلل..)

ليلى: "Oh my God!! "

أم أحمد: " شو قال لج؟"

ليلى: "صبري يدوه"

الدكتور: " Don't worry.. it's only a possibility.. " ( لا تقلقي فهذا مجرد احتمال)

ليلى: " Ok doctor, you will be on duty tonight? " (انزين دكتور انته بتكون موجود الليلة؟)

الدكتور: " yes, I will be in my office.. if you need me or if he by any chance wakes up at night, just tell the nurse to call me " (أجل، سأكون موجودا في مكتبي.. إذا احتجتي إلي أو إذا ما استعاد وعيه، أبلغي الممرضة لتستدعيني)

ليلى: "I will. Thank you doctor "

الدكتور: " You're welcome "

سار عنهم الدكتور وخبرت ليلى يدوتها باللي قاله لها.. وعقب ما صاحت ام احمد ودخلت تطمن على ولدها وتشوف بعينها حالته اللي يقولون انها تحسنت.. طلع عنهم سهيل ورد لمبارك اللي كان يترياه في الاستراحة..

مبارك يوم شافه ياي صوبه وقف له وهو يبتسم ويقول: " الحمدلله على سلامة عبدالله"

سهيل: "الله يسلمك يا مبارك.. بتروح ولا تبا تشوفه قبل؟"

مبارك: " لا أكيد أهله يبون يتمون وياه.. بروح "

مشى مبارك ويا سهيل في ممرات المستشفى وملامح الراحة والفرح واضحة على ويوههم..

مبارك: " شو الحين بالنسبة للشركة؟"

سهيل: " ما ادري والله.. في مشاريع يديدة؟"

مبارك: " قدمت على مناقصتين وما اعرف للحين نتايجها.. اسمع يا سهيل.. انا مستعد امسك شركة عبدالله لين ما يقوم بالسلامة ويرد يستلمها مني.. لا تحاتي من هالناحية.."

سهيل: " مشكور وما تقصر يا مبارك.. وهذا العشم فيك.. "

مبارك: " أفا عليك يا سهيل.. ما مبينا هالرمسة.."

ضغط سهيل على كتف مبارك وهو يبتسم له وكملوا دربهم للباركنات وهم يسولفون عن كل شي.. مهما كانت الظروف اللي فرقتهم عن بعض وخلت صداقتهم تهتز.. بس مرض عبدالله وأزمته جمعتهم مرة ثانية وجددت احترام سهيل لمبارك.. وزادت من معزة سهيل عند مبارك.. ويوم ركب كل واحد فيهم موتره عشان يرد بيته، كانوا متأكدين انه مهما كانت الحياة صعبة.. ولا واحد فيهم بيقصر في الثاني أو بيفكر حتى مجرد التفكير في إنه يخذله..

.

.


.

.

" لا لا لا سلامتج لا يسامحها ولا شي.. شو يبا فيها هالخايسة.. هاي هي الساعة المباركة يوم انه بيطلقها.."

صالحة كانت مصرة على رايها وفواغي اللي كانت ترمسها في التيلفون تعرف هالشي.. بس بعد مرت اخوها غمظتها وما تباها تطلق..

فواغي: " أمي مب زين عليج .. صح انها كانت تعاند فيج ونفسها خايسة بس مب لدرجة انه يطلقها.."

صالحة: " هاهاها.. مسكينة انتي!!.. ثرج ما تعرفين شي.."

فواغي: " شو اللي ما اعرفه امايه.. ؟ تراني كنت يالسة عندكم واشوف طبايعها بس صدقيني بتصطلب.. لو يشد عليها فهد شوي.."

صالحة: " مب عن طبايعها الخايسة.. مسودة الويه لاحق عليها اخوج وهي مواعدة .."

فواغي ما استوعبت اللي قالته امها.. ورصت ع السماعة وهي تسألها: "شو؟؟ "

صالحة: " هيه والله.. ومب اول مرة تسويها .. متعودة الملعونة تطلع ويا الشباب دوم يوم انا اغفل عنها.. انا ما بتم الاحقها من مكان لمكان ومن الساعة تسع احط راسي وارقد.. شدرانيه بها انها تسوي سواياها يوم تحيدنيه راقدة.."

فواغي: " صبري امايه "

التفت فواغي لبنتها مزنة اللي كانت يالسة تطالع التلفزيون وياها وقالت لها: "مزون حبيبتي سيري بعيد ابا ارمس يدوتج.."

مزنة (وعيونها ع التلفزيون): " عادي امايه ارمسي.. أنا اصلا اعرف كل السوالف"

فواغي ( بعصبية): " هاي سالفة ما تعرفينها سيري بعيد شوي.."

صالحة: " منو ترمسين انتي؟ مزنوه.. مزنوه تعرف كل شي.."

فواغي: "شووووو؟؟؟!! مزنة تعرف وانا ما اعرف؟؟؟ وليش ما خبرتيني امايه؟؟" وليش اصلا ترمسون بهالسوالف جدامها؟"

صالحة: " هي كانت في بيتنا هاذيج الليلة يوم فهد زخ شيخوه مواعدة.. وانا ما خبرتج لأنه اخوج وصاني ما اخبر حد.. بس عاد الحين قلت لازم اخبرج ما يستوي ما تعرفين.."

فواغي: " شيخوه يطلع منها كل هذا؟؟ والله على رغم كل اللي شفته منها بس بعد ما توقعت"

صالحة: " انا كان قلبي ينغزني .. من اول ما خطبها اخوج وانا هب مرتاحتلها .. لكن منو يسمع ولا يفهم؟"

فواغي: " ومنو خبرتي بعد امايه؟"

صالحة : "ما خبرت حد غيرج انتي.. عاد انتي لا تخبرين حد ما فينا ع الفضايح.."

فواغي: "لا لا لا لا .. ما بخبر حد .. حتى خواتي ما بخبرهن.. لا تحاتين فديتج.."

صالحة: " ياللا عيل اميه انا هلكانة بسير اصلي لي ركعتين وبحط راسي وبرقد.."

فواغي:" نوم العوافي امايه.."

صالحة: "الله يعافيج.. فمان الله.."

فواغي: "مع السلامة.."

بندت فواغي عن امها وتمت يالسة تفكر بكل اللي سمعته توها.. في البداية كانت شيخوه غامظتنها وايد .. واستنكرت فكرة انه اخوها يطلقها.. بس الحين يوم عرفت انه ها كله طلع منها خلاص اختفت كل مشاعر الشفقة من داخلها.. وتشوف انها تستاهل كل اللي بيستوي لها..

فواغي: " مزنوه ليش ما خبرتيني عن عموه شيخة؟"

مزنة (اللي كانت اتابع كل تحركات المشتركات في miss Lebanon ) : " نسيت"

فواغي: " انزين ترا ها كله مب صدق .. انتي مب فاهمة السالفة زين حبيبتي لا تحطين في بالج انه عموه شيخة مب زينة.."

اطالعتها مزنة وقالت بمنطقية: "يدوه قالت انها مب زينة.. وقالت لي انه خالي فهد بيطلقها.. ويدوه مب جذابة.."

فواغي: " همممم.. ما عليه الله يسامحها.. انتي لا ترمسين بهالسالفة جدام حد.."

مزنة: "ما خبرت حد.. يدوه قالت لي لا تخبرين حد.. حتىانتي ما خبرتج.."

باستها فواغي على خدها وهي تقول لها: "شطورة.." ويلست تطالع التلفزيون ويا بنتها وتحاول تقاوم رغبتها في انها تتصل باختها شريفة وتخبرها عن اللي سمعته، وبين احساسها بالذنب ودافع الحش اللي في داخلها.. تغلبت غريزتها الانثوية على شعورها بالذنب وشلت التيلفون واتصلت بشريفة وخبرتها بكل اللي سمعته من امها..

.

.



.

في غرفته، كان فهد مبند الليت ويالس على الشبرية يفكر في الظلام، يفكر بقراراته وبكل الفوضى اللي اقتحمت حياته.. فهد يحب شيخة وما يروم ينكر هالشي او يحاول يتجنب مشاعره.. رغم كل اللي سوته بعده يحبها.. رغم الجرح الكبير اللي سببته له بعدها ساكنة في أعماق قلبه.. وما قدر أبدا انه يستمر في تعذيبها وتجاهلها.. خصوصا عقب ما حملت وحس انه الأمور بدت ترجع لمسارها الصحيح.. بس أول ما رد البيت ويا مرته ويلس يسمع كلام امه.. كل الهم والشكوك والغضب رد يتدافع في داخله.. والحين عقب ما عقت شيخة الجنين.. زاد احساسه بالغضب والعجز.. امه تتحراه غبي.. او يمكن ناقص الرجولة لأنه للحين متمسك بمرته.. بس فهد في داخله يعرف انه قوي.. وانه مسامحته لها قوة.. يعرف انه سوى الشي الصح وما كان هامنه أي حد ثاني.. عشان قرر يستقر في دبي ويا مرته.. ويبتعد تماما عن جو العين المكهرب.. واذا امه مب عايبنها هالشي ، قرر انه يوم يزورها أي بروحه وما اييب مرته وياه

بكل بساطة فهد ما يروم يتخلى عن شيخة.. حبه الكبير لها هو اللي خلاه في البداية يضحي بكل شي ويعاند امه ويتزوجها.. ومب مستعد الحين انه يطلقها بكل سهولة

ضغط فهد على واحد من أزرار موبايله وكانت اضائته قوية في ظلام الغرفة.. شيخة اتصلت به 9 اليوم، بس للحين مب قادر يواجهها او يمسع صوتها.. ما يبا ينهار جدامها مثل ما انهارت كل احلامه خلال هالاسبوعين.. كان يبا يتخذ قراره بروحه.. باجر بيسير لها المستشفى وبيطمنها انه بيتم وياها..

يعرف انه الكل بيعارض هالشي ويمكن يحتقره .. بس ما بإيده يسوي شي الا انه يستسلم لمشاعره

.

.


.

.

موزة كانت مشغلة الليت في الاستوديو الصغير اللي في الحديقة ويايبة ال table lamp ومقربتنه من اللوحة ومشغلتنه.. كانت وايد مندمجة في رسم شمسة بنت عبدالله وكل ما ترسم لمحة من ملامح ويهها تنغرم في هالياهل اكثر.. ماشالله عليها ملامح ويهها وايد حلوة وعيونها ناعسات ورموشها طوال.. واحلى شي فيها شفايفها الرقيقة الوردية.. ابتسمت موزة وهي ترسم الخط السفلي للشفايف وقالت بهمس: " فديتها!!"

حست بموبايلها يهز في مخبى البنطلون وطلعته وحست بألم في بطنها يوم شافت رقم ليلى.. بس تجاهلت هالاحساس وردت عليها بانشراح: " هلا والله"

ليلى: " اهلييين.. موزوه شحالج.؟"

موزة (وهي تحط الفرشاة على صوب وتمسح ويهها بالمنديل) : "الحمدلله حبيبتي .. انتي شحالج؟"

ليلى: "أنا بخير.. موزووه انا في المستشفى؟"

اطالعت موزة ساعتها .. كانت الساعة عشر ..وقالت باستغراب:" انتي مب قايلة بتسيرين المستشفى الساعة سبع؟"

ليلى: " هيه انا هني من الساعة سبع!!.. عمي عبدالله تحرك.."

وقفت موزة وهي تشهق .. وتمت ساكتة ثواني وعقب ضحكت بصوت عالي وقالت: " صدق؟ ؟؟ ياااااااي ليلوه ها احلى خبر سمعته هالسنة!!.. فديت روحج تستاهلين سلامته.."

ليلى: "الله يسلمج حبيبتي.. توها يدوه مروحة البيت هي وسارة ويابو ميود يتم ويا عمي .. وانا بلحقهم البيت عقب ساعتين جي.. بصراحة مب مرتاحة كل شوي ايون رياييل يزورونه وانا اضطر اطلع في الممر.. والحين ييتي على بالي واتصلت بج.. قلت لازم اخبرج.. ادريبج تحاتينه.."

موزة: "الا احاتيه !.. والله دوم افكر فيه وادعي له.. بخبر امايه ولطوف هن بعد كانن يحاتنه.."

ليلى: " خلاص حبيبتي خبريهم وانا بيلس عند عمي الحين.. وعقب برد اتصل بج.. وبخبرج منو كان هني.."

موزة: " منو؟؟"

ليلى: "عقب بخبرج.."

موزة: " لا لا لا .. الحين تقولين..!!"

ليلى: " ههههههه ياللقافة!!.. اممم منو تتوقعين؟"

موزة: "اففف ليلوه عن الحركات قولي عاد.."

ليلى (بهمس وكأنه حد بيسمعها): " مبارك!!!"

حست موزة ببرود مثل الثلج يسري في عروقها ويلست ع الكرسي وهي مغمظة عيونها وقالت: "مبارك؟"

ليلى: "هيييه.. كان هني يوم ييت انا وسارة عشان نشوف عميه وتم ويانا لين ما اطمن عليه وعقب روح ويا ابوج.."

موزة (بسخرية): " ما شالله كثرت الصدف اللي تجمعكم هاليومين.."

ليلى: "أنا بروحي مستغربة من هالشي.. واحد ما شفته في حياتي الا مرة وحدة.. بس في الفترة الاخيرة وين ما اسير احصله جدامي.."

موزة: "هممم.. فعلا شي غريب.."

ليلى: "المهم حبيبتي برمسج عقب.. سلمي على امج وعلى لطوف.."

موزة: "يبلغ ان شالله.. مع السلامة.."

ليلى: "فمان الله.."

بندت موزة موبايلها وتمت راصة عليه بقوة بإيدها.. شافت مبارك.. اليوم بعد شافته.. ليش تحس انه في شي يستوي من وراها وانه ليلى تخبي عنها شي كبير؟؟ ليكون بس؟؟ لا لا .. ليلى ما تسويها.. وبعدين ليلى تحب موزة وايد.. مستحيل تفكر تخونها.. عيل ليش هالاحساس بالخيانة اللي معذبنها وليش هالظنون اللي شلت تفكيرها؟

نشت موزة وطلعت من الاستوديو وهي بتموت من الغيرة وقالت لنفسها: "إحساسي عمره ما كان غلط.. في شي يستوي من ورايه.. وقلبي مب مطمن.. بس مهما كان هالشي.. ليلى مستحيل تاخذ مبارك مني.. مستحيل.."

مشت بسرعة للصالة ولو كانت المشاعر تتجسد بتكون موزة تجسيد للغضب والغيرة في هاللحظة..





وفي سيارته، كان مبارك.. مصدر غيرتها وغضبها لاهي تماما عنها ولا يعرف حتى بوجودها في هالدنيا.. كان تفكيرهكله منصب على شغله وشركة عبدالله.. وعلى ليلى اللي سلبت له قلبه وتفكيره.. استوى له ساعتين وهو يدور في الشوارع بموتره ويفكر فيها وفي ابتسامتها الخجولة يوم كان واقف وياها عند باب غرفة عبدالله.. ساعات يحس انه يخون عبدالله ويعض الإيد اللي انمدت له بمجرد تفكيره ببنت اخوه بهالطريقة.. بس ما بإيده حيلة.. هالشي كان خارج عن سيطرته.. معقولة يكون حبها؟؟

لف مبارك بموتره ودخل الفريج ومشى ببطء باتجاه بيتهم وهو يحاول يفهم مشاعره.. وفي الأخير يأس من هالشي وبركن سيارته في الكراج ودخل الصالة ولقاهم كلهم متيمعين هناك.. ظاعن ومرته وعيالهم وأمه وابوه.. وابتسم وهو يسلم عليهم وييلس وياهم وعلى طول ركضت مي صوبه ويلست على ريوله..

فاخرة: " ميوه نشي عن عمج.. خلاص كبرتي على هالسوالف.. بتذبحينه.."

مبارك (وهو يلوي على مي ): " خليها فديتها ما عندي حد ادلعه غيرها.. "

اطالعت مي امها بدلع وقالت: " أصلا عميه يمووت فيني"

مبارك : " فديت الواثقة.."

مي: " ويحبني وما يرفض لي طلب.."

مبارك: " أكييد"

مي: "وبيوديني وياه دبا يوم بيسير.."

ظاعن: "ههههههه اه ياللوتية.. بس لو احصل منج نص هالدلع اللي تدلعينه على عمج جان الحين بوديج دبا"

مبارك: " لا تحاول.. ميوه اصلا تحبني اكثر عنك.."

ظاعن: " صدق ميوه؟"

اطالعته مي واطالعت عمها وحاولت تحدد أولوياتها وبما انه عمها احلى عن ابوها بوايد وممكن يوديها دبا قررت انه هو اللي تحبه اكثر وأشرت عليه وهي تضحك وقالت: " احب عمي اكثر.."

ضحكوا كلهم عليها ومد ظاعن ايده عشان يزخها بس هي لوت على عمها ومبارك دافع عنها ويلسوا على هالحالة يضحكون شوي ويسولفون ومبارك يتخيل نفسه يالس وياهم هو وليلى.. ووياهم عيالهم اللي يشبهونه ويشبهونها.. كان هالحلم مستحيل ومحرم بالنسبة له قبل اشهر قليلة.. بس الحين يحس انه ممكن يتحقق.. ولازم يتحقق.. وتنهد بسعادة وهو يتذكر عيونها.. شو سويتي فيني يا ليلى؟؟

التفت مبارك وشاف امه تطالعه وفي عيونها نظرة غريبة وعلى شفايفها ابتسامة أغرب.. وقالت يوم شافته يطالعها: " عسى الله يوفقك ويعطيك على قد نيتك فديتك.."

فاخرة وهي تبتسم نفس ابتسامه امه الخبيثة: "آمين"

استغرب مبارك.. شو هالابتسامة..؟؟ معقولة حسوا باللي يدور في بالي؟ لا لا ما اعتقد..

بس يوم رد يطالع امه كانت بعدها تطالعه وتبتسم وهني تأكد مبارك انه شفاف جدا وانه امه فاهمة السالفة كلها.. وابتسم وهو يكتم ضحكته ورد يطالع اخوه ويحاول يستوعب اللي كان يقول له اياه

.

.



.

كانت سلامة يايه اطل على بنتها لطيفة اللي حابسة عمرها في غرفتها اربعة وعشرين ساعة ومجابلة كمبيوترها.. ويوم دخلت الغرفة وشافتها بمنتهى الفوضى.. قررت تسوي في بنتها معروف وترتبها.. ولطيفة يوم شافت امها ترتب فراشها، انحرجت وقامت ترتب وياها..

سلامة: " ليش ما تخلين كارين تنظف لج الغرفة؟"

لطيفة: "مابا.. اجزء منها ما باها تلمس اغراضي.."

سلامة: "عيل رتبيها انتي تعرفيني ما اداني جي.."

لطيفة: "ان شالله امايه من عيوني.."

تنهدت سلامة وهي ادخل كومة القمصان اللي ع الارض في الكبت.. وسألت بنتها: " متى بتشبعين من مجابل هالكمبيوتر؟ تولهنا عليج .. أبوج نسى انه عنده بنتين.. ما قام يسأل الا عن موزة.."

لطيفة (وهي تضحك وتلقط الكلينكس والاوراق المفرورة على الارض وتحطهن في الزبالة): " افاااااا.. خلاص انا زعلت عليه.. وعقب يوم بشوفه بعد ما برمسه.."

سلامة: " صدق شو محصلة في هالكمبيوتر وعايبنج هالكثر..؟"

لطيفة: "امممم.. أقول لج بس ما تزعلين؟"

سلامة: " وليش ازعل؟ انتي مسوية شي يزعل؟"

لطيفة: " لا طبعا..!! امايه انا ارمس ربيعاتي في المسنجر.. هذا أول شي.."

سلامة : "ترمسينهم في شو؟"

لطيفة: "المسنجر.. هذا شرات التيلفون.. بس بدل لا نرمس.. نكتب اللي نبا نقوله.."

سلامة: "وليش عاد هالعبالة؟ اتصلي بهن وسولفي وياهن.."

لطيفة: " ههههههه امايه مب كلهن يعرفن رقم تيلفوني.. ربيعاتي اللي في المسنجر من قطر والسعودية والكويت.. وشي منهن من الامارات الشمالية .. إذا عطيتهن كلهن رقم تيلفوني ما بلحق ع الاتصالات.."

سلامة: " ماشالله ومن وين عرفتيهن هاذيلا كلهن..؟؟"

لطيفة: " نحن نتيمع كلنا في مكان يسمونه المنتدى.. أوكى؟"

ابتسمت سلامة وهي تيلس ع الكرسي وتسمع بنتها تهذرب وقالت: "أوكييه"

لطيفة: " هالمنتدى انا مثلا اكتب فيه شعر ولا قصة وهالبنات يردن عليه..ومن هني نعرف بعض.."

سلامة: "يعني انتي مب شايفتنهن؟"

لطيفة: "ااممم لاء.."

سلامة: "ولا سامعة صوتهن؟"

لطيفة: " لا لأنه ما عندي مايك.."

سلامة: "شو هذا؟"

لطيفة: " اللي يرمسون به من الكمبيوتر.."

سلامة: " انزين عيل يوم انج لا شفتيهن ولا سمعتي صوتهن.. شو دراج انهن بنات؟؟"

لطيفة: "والله عاد هذا شي راجع لهن.. ولا تحاتين امايه انا ما اوثق بأي حد.. وبعدين ما اعطيهن أي معلومات عني.. مجرد صداقة سطحية وبحدود.."

سلامة: " هممم!.. تحملي ترى البنات هاليومين مب شرات قبل.. "

لطيفة: " أفا عليج يا اميه .. أنا تربيتج !"

سلامة: " فديت روحج.. ياللا غناتي انا بنزل اجوف ابوج وانتي انزلي وايلسي ويانا شوي.."

لطيفة: "ان شالله امايه.. دقايق بس وبنزل لكم.."

طلعت سلامة من عند غرفة لطيفة وهي تبتسم وتدعي لها انه الله يهديها ويوفقها .. واصطدمت بموزة اللي كانت تمشي بسرعة وويهها معتفس.. وموزة يوم انتبهت لأمها قالت: " سوري امايه ما شفتج.."

سلامة: " شو فيج مواز؟"

موزة (وهي تصد بويهها الصوب الثاني وتمشي بسرعة لغرفتها): " ما فيني شي امايه.. "

استغربت سلامة وتمت واقفة في الممر تطالع باب غرفة بنتها العودة .. أول مرة تشوفها متظايجة جي.. موزة من النوع الهادي والبارد تقريبا.. مشاعرها دايما محبوسة في داخلها ومستحيل اطلعها جدامهم..

مشت سلامة صوب الدري وهي تفكر بهالشي.. ويوم نزلت وشافت سهيل في الصالة يالس يترياها وهو يبتسم.. نست موزة وافكارها وابتسمت لريلها اللي من تشوفه تنسى الدنيا وهمومها كلها..

غرربه
02-05-2013, 06:28 PM
لطيفة يوم طلعت امها من الغرفة ردت لكمبيوترها وسوت بلوك لنص الليست اللي في المسنجر وخلت بس اللي تبا ترمسهم واللي ما يرمسون وايد عشان ما يحشرونها.. لفت على المواضيع في المنتدى بس ما لقت شي يلفت انتباهها ومن يوم خلصت قصتها وردت على كل الاعضاء ما استوت وايد تهتم انها ترد ع المواضيع.. كانت حاسة بملل فظيع بس بعد ما تبا تنزل تحت.. مالها بارض.. عشان جي سارت الpool عشان تلعب شوي يمكن يعتدل مزاجها .. دخلت بنك نيم " ELG9EED87" القصيد 87 وتمت تطالع النك نيمات الموجودة في الروم واختارت نك نيم " yaathoom " ياثوم وسوت له انفايت.. ضحكها نك نيمه وقالت بسخرية " أمييه زغت!" وابتدت اللعب بدون حتى ما تسلم عليه.. ويوم دخلت كورتين.. ابتدى هو وسلم عليها..

ياثوم: " السلام لله.. انته مب داش على يهود.."

تنهدت لطيفة بملل وقالت: " هالجملة قريتها مليون مرة من يوم دشيت البوول.. متى بيغيرونها" وكتبت له

القصيد 87: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

ياثوم: "وعليكم السلام والرحمة.."

القصيد: " male of female?"

ياثوم: " male طال عمرك وانته؟"

القصيد: Female "

ياثوم: " أهاا.. اشحالج الشيخة؟"

القصيد 87: " بخير.. وانته؟"

ياثوم: " يسرج الحال .. كم عمرج؟"

القصيد 87: " أقول لك.. بتلعب ولا لاء؟"

سكت ياثوم ولعب وتم يدخل الكرات الوحدة ورا الثانية واظايجت لطيفة وايد. الوضع كان مب طبيعي.. أكيد عنده برنامج هالسخيف..

القصيد 87: " انته تلعب بالبرنامج؟"

ياثوم: " هيه .. عندج مانع؟"

القصيد 87: " والله انك ياهل.. يوم ما تروم للعب ليش راز بويهك وداش البوول"

ياثوم: " عن الغلط ... يعني انتي ما عندج برنامج؟"

القصيد 87: " لا ما عندي.. وما احبه احس انه حق الاغبياء اللي ما يعرفون يلعبون.. "

ياثوم: " خلاص بنكنسل اللعبة وبنرد نلعب من اول ويديد.. وبنشوف منو الغبي اللي ما يعرف يلعب.."

القصيد 87: " أوكى!"

كنسلت لطيفة اللعبة وردت تلعب من اول ويديد.. وياثوم تم ساكت وفي نص لعبتهم الثانية رد يحاول وياها مرة ثانية

ياثوم: " ما قلتي لي.."

القصيد 87: " شو؟"

ياثوم: " كم عمرج؟"

القصيد 87: " يعني مب مبين من النك نيم؟؟"

ياثوم : " همم.. يعني انتي عمرج 16 سنة.. قدي.."

القصيد 87: " اوه.. توقعتك اكبر.."

ياثوم: " لا.. انتي ثاني ثانوي صح؟"

القصيد 87: " هيه.. شو تتحراني راسبة؟"

ياثوم: " انزين شوي شوي لا تعصبين"

القصيد 87: " ومنو قال لك اني معصبة؟"

ياثوم: " علمي ولا أدبي؟"

القصيد 87: " علمي.. وانته؟"

ياثوم: " انا ادبي.. انتي من وين؟"

القصيد 87: " ما يخصك.. انته من وين؟"

ياثوم: " انتي ما خبرتيني وانا بعد ما بخبرج.."

القصيد 87: " شي يرجع لك.."




لعبوا شوي وفازت لطيفة للمرة الثالثة وعقب نص ساعة تقريبا من الصمت رد يسألها مرة ثانية..

ياثوم: " ياللا عاد خبريني من وين انتي؟"

القصيد 87: " ليش وايد مهتم بهالشي؟"

ياثوم: " بس جي.. ابا اعرف.. مجرد فضول.."

القصيد 87: " من العين.. وانته"

ياثوم: " انا بعد من العين.. "

القصيد 87: "أهاا.."

حست لطيفة بإحساس غريب .. صدفة غريبة اللي جمعتها ويا واحد من نفس عمرها ونفس مدينتها.. رغم انها كانت ترد عليه بأسلوب جاف بس في نفس الوقت ما تنكر انها كانت مستانسة انها يالسة تسولف وياه.. وفجأة طرت على بالها فكرة وشهقت وهي تسأله: "في مدرسة انته؟"

ياثوم: " ليش؟"

القصيد 87: " اممم.. أبا اسألك عن واحد.."

ياثوم: "اففف.. شو هالجرأة!!.. "

القصيد 87: " وليش ما اكون جريئة؟ انته ما تعرف انا منو.. يعني ما تروم تظرني.. وانا ما احب اللف والدوران.."

ياثوم: "كلامج صح.. منو هالواحد اللي تبين تسأليني عنه؟"

القصيد 87: " أول خبرني انته في أي مدرسة.."

ياثوم: "أنا في مدرسة الهيلي.."

شهقت لطيفة .. شو هالصدف.. !!.. قوم مايد ساكنين في الهيلي.. يعني اكيد يعرفه..

القصيد 87: " عيل اكيد تعرف اللي بسألك عنه.."

ياثوم: " شو اسمه..؟"

ترددت لطيفة وحست بخوف.. شو اللي يالسة تسويه؟ تخاف توهق مايد وياها .. بس كان خاطرها تعرف عنه اكثر .. واذا طلع هالشخص يعرفه يمكن يخبرها..

القصيد 87: " اسمه مايد أحمد خليفة"

استمرت فترة صمت طويلة من الطرف الثاني وتأففت لطيفة وهي تتريا.. كان قلبها يدق بسرعة من الخوف والترقب.. وياثوم تم ساكت تقريبا دقيقتين .. وفي النهاية رد عليها

ياثوم: " وليش تسألين عن مايد؟"

القصيد 87: " انته تعرفه؟"

ياثوم: "أنا سألتج قبل"

القصيد 87: " اممم.. لأسباب خاصة.."

ياثوم: " خلاص اسمحيلي عيل انا بعد عندي اسباب خاصة تخليني ما اروم اجاوب على هالسؤال"

القصيد 87: " احساسي يقول لي انك تعرفه.."

ياثوم: "وانتي تعرفينه؟"

القصيد 87: "لو ما كنت اعرفه ما كنت بسألك عنه.."

ياثوم: " وشو تبين منه؟"

القصيد 87: " ولا شي.. بس أبا اعرف عنه اكثر.."

ابتسم ياثوم بخبث.. وكتب لها: "اممم.. أنا مايد.."

اطالعت لطيفة الشاشة باستخفاف وكتبت: " عن السخافة اوكى؟"

ياثوم: "برايج جان ما تبين تصدقين.. انتي الخسرانة.."

القصيد 87: " يعني الحين انته تبا تفهمني انه الصدفة جمعتني وياك وطلعت انته الشخص اللي كنت ادوره؟"

ياثوم: " هيه.. شي ما يتصدق.. بس هذا هو الواقع.. بس انتي منو؟"

القصيد 87: " شو الشي اللي يثبت لي انك مايد؟"

ياثوم: " انتي شايفة مايد؟ تعرفين شكله؟"

القصيد 87: "أكيد"

ياثوم: "أوكيه انا بوصف لج شكلي.."




تمت لطيفة تقرا الوصف اللي كتب لها اياه ياثوم وقلبها كان شوي وبيطلع من بين ظلوعها.. فعلا كل هالاوصاف تنطبق على مايد.. معقولة؟؟ معقولة يكون هو.؟؟

ياثوم: "ها ؟ عندج شك اني انا مايد؟"

القصيد 87: " بصراحة لاء.. بس مستغربة من هالصدفة اللي جمعتني وياك.."

ياثوم: "انزين ما قلتي لي ليش كنتي تسألين عني؟"

القصيد 87: " بخبرك في وقت ثاني..لازم اطلع الحين"

ياثوم: " انزين يودي هذا ايميلي وظيفيني عندج"

القصيد 87: " ما اروم .. انا ما اظيف الشباب عندي .."

ياثوم: " خلاص عيل.. مثل ما الصدفة جمعتنا اليوم بتجمعنا في وقت ثاني.."

القصيد 87: " صح.. امم. .فرصة سعيدة مايد.."

ياثوم : " ^^_"

بندت لطيفة الكمبيوتر وهي مب رايمة تتنفس.. كانت تبتسم بعبط وقلبها يدق بعنف.. مب مصدقة انها تجرأت وسألت عنه.. وانه طلع هو مايد!!!.. شو بتسوي الحين؟ واذا شافته مرة ثانية شو بتقول له.. ؟؟ لازم تفكر زين وتخطط.. هذا مب أي واحد.. هذا مايد!!

في الطرف الثاني ، كان مانع يطالع شاشة الكمبيوتر وملامح الانتصار مرسومة على ويهه.. كان متأكد اميه بالمية انه القصيد بترد ادوره اليوم او باجر.. أكيد بترد عشان ترمسه.. لأنه الظاهر انه هالحيوان مايد يهمها وايد.. ابتسم مانع بسخرية وهو مستغرب من حظه الحلو اللي عطاه هالفرصة عشان ينتقم من عدوه اللدود.. للحين يتذكر الظرب اللي انظربه من مايد يوم كانو في صف أول اعدادي.. وللحين يذكر الاهانة وضحكات الاولاد يوم كانوا يشوفونه .. وأخيرا بيرد له الحركة.. أخيرا .. بينتقم

.

.


.

.

في مطار هيثرو، كانت طيارة محمد ومريم موقفة هني ترانزيت لمدة 4 ساعات.. ومحمد اللي ما يحب أبد يلسة المطار كان متنرفز ع الاخر.. ومريم مستغلة الوقت وتتشرى مكياج من السوق الحرة ومتجاهلة ريلها اللي واقف حذالها متحرقص..

محمد: " اففف.. الحين اربع ساعات شو بنسوي فيهن؟"

مريم: " قلت لك نتريا ليوم الاحد ونرد البلاد في طيران الامارات بدون ترانزيت بس انته مستعيل.."

محمد:" ما اروم اتريا ليوم الاحد.. لازم نرد البلاد.."

مريم (وهي تجرب واحد من الروجات): " خلاص عيل.. استحمل.."

محمد: " شو هاللون؟ مب حلو.."

ضمت مريم شفايفها وعطته بوسة في الهوا عشان تقهره وقالت: " بالعكس حلو.. مكبر شفايفي.. وبشتريه"

محمد: " زين.. دوري حد يدفع لج عنه.. انا مستحيل ادفع عن هاللون الارف.."

ردته مريم مكانه واختارت لون ثاني وتمت واقفة عند المكياج فترة طويلة ومحمد متملل.. كان وايد مستانس انه بيرد البلاد.. وفي نفس الوقت متوتر.. ما يعرف على أي حال بيشوف عمه عبدالله وإذا كان صدق أحسن الحين.. كان يحاتي المحلات والمطاعم.. يحاتي مرته اللي ما يعرف اذا هالعلاج اليديد بيفيدها ولا لاء.. يحاتي شركة عمه اللي لازم يهتم بها.. بالرغم من انه سهيل قال له انه مبارك يدير الشركة حاليا.. بس محمد مول ما يرتاح له هالانسان.. يحس انه وراه شي.. وكافي انه خان ثقة عمه مرة وطلع من الشركة عقب ما لهف نص البيزات.. ما يروم يوثق فيه الحين ويخليه يدير الشركة بروحه..

اطالعته مريم وشافت الخوف والتوتر في عيونه وحطت ايدها على جتفه وقالت بحنان: "تعال نيلس في الكوفي شوب.."

تنهد محمد بتعب وقال: "أوكى.."

يلسوا في الكوفي شوب وطلبوا لهم كابتشينو.. وتمت مريم تطالع ملامح ريلها وهي تبتسم له بحب.. ومحمد انتبه لها وقال: " شو؟"

مريم: "ولا شي.. أطالع حبيبي.. عندك مانع؟"

ضحك محمد: " لا ما عندي.. بس احس هالنظرة وراها شي.."

مريم: " أبا اعرف شو اللي مظايجنك هالكثر.. مب معقولة يكون السبب هو تأخرنا بس"

محمد: " ولا شي حبيبتي لا تحاتين.."

مريم: "يعني ما بتقول لي؟"

محمد: " ما عندي شي اقوله.. أنا مب متظايج"

شلت مريم واحد من الtissue الموجود على الطاولة وتمت ادور في شنطتها شي ومحمد يشرب الكابتشينو ويطالعها باهتمام.. وشافها اطلع قلم وترد الشنطة ع الكرسي.. ويوم شافته يطالعها ابتسمت له ويلست تكتب شي على المنديل..

محمد: "شو تسوين؟"

مريم (بدون ما تطالعه): "أكتب"

محمد: "اعرف بس شو تكتبين؟"

مريم: " اششش .. عن الحشرة حماده"

كتبت مريم اللي تباه ولفت المنديل وطبعت عليه بوسة من الروج اللي كان مب عايبنه وابتسمت وهي تعطيه لريلها.. اطالعها محمد باستغراب وهو يبتسم وفتح المنديل وقرا اللي كاتبتنه له..

" عجب كيف اختفى شيخ الصروحي.. من اللي ضيّق بسيد الوسامه؟ ..

من اللي زعل الوجه الصبوحي.. من اللي زاد من غيظه وملامه؟

عجزت أنكر واخفّي ما بروحي.. وربي زاد في قلبي هيامه..

Honey.. smile.. am with you "

ضحك محمد من خاطره وباس ايدها وقال: " فديت روحج مريامي تعرفين اني احبج؟"

مريم (وهي تبتسم بسعادة لأنها غيرت مزاجه) : "أعرف.. وانا اموت فيك بعد.."

محمد: " مريامي مب خايفة لأنج بتسكنين عند اهليه؟ ما تبين تسكنين في بيت بروحج؟"

رصت مريم على ايده وابتسمت له وهي تقول: "لا حبيبي.. صدقني برتاح اكثر وانا بين اهلك.. شو بسوي في بيت بروحي؟؟ "

تنهد محمد براحة.. هذا شي كان مخوفنه والحمدلله ارتاح الحين يوم عرف ردها.. صدق كان محظوظ يوم اختارها.. ما يتوقع انه في يوم من الايام كان ممكن يرتاح ويا أي وحدة غيرها.. أو يفكر يعطي حبه وعواطفه لبنت ثانية غير مريم

.

.



.

.

في السيارة، في طريقها للبيت.. كانت ليلى ساكتة وعلى شفايفها ابتسامة هادية.. اشفاق مودنها البيت ومايد تم ويا عمها وبيبات عنده لأنه أم أحمد ما طاعت تخلي ليلى تبات هناك..

كانت تطالع الشارع من الجامة وتفكر بكل اللي استوى اليوم.. وموقفها ويا مبارك هو اكثر شي كان شاغل بالها الحين.. صحيح انه عمها مستحوذ على تفكيرها بس من اللحظة اللي طلعت فيها من المستشفى وركبت السيارة وهي مب قادرة تشل صورة مبارك من بالها.. كانت حاسة انها متلخبطة.. تصرفه وياها اليوم.. واللحظات اللي شاركها فرحتها فيها.. خلتها تحس انها قريبة منه.. لثواني بسيطة.. حست انها دخلت لأعماق روحه وانها شافت في عيونه صورة لإنسان ثاني.. انسان غير تماما عن مبارك اللي كانت تسمع عنه.. ليش تحس انها كانت فاهمتنه غلط؟ وانه ورا قناع القوة والكبرياء اللي لابسنه نهر من الحنان والمشاعر الرقيقة.. اليوم شافت الجانب الإنساني في شخصية مبارك وعيبها هالجانب وايد.. وغصبا عنها يلست تستعيد ابتسامته لسارة في مخيلتها .. هالابتسامة اللي فاجئتها وانرسمت في بالها على طول..

رن موبايل ليلى فجأة وانتفضت من أفكارها وهي تتخيل انه موزة المتصلة فيها الحين!.. بس يوم شافت الرقم كانت فواغي بنت خالوتها..وتنفست بعمق وهي تحس بخليط من المشاعر المتناقضة في داخلها.. احساس رهيب بالخيانة غمر ليلى وهي تتذكر ربيعتها.. اللي يت في بالها في هاللحظة وكأنها تذكرها بحبها لمبارك.. وكأنها تذكرها انها المفروض ما تفكر فيه أبد.. وانه افكارها هاي كلها غلط في غلط..

تنفست ليلى بصعوبة وهي ترد الموبايل في الشنطة بدون ما ترد على فواغي.. كانت مب قادرة ترد عليها ولا تكلمها.. كانت مشاعرها مهتزة بشكل كبير.. وحاسة بالذنب..كيف قدرت تفكر بمبارك بهالطريقة؟ كيف قدرت تخون ثقة موزة فيها؟ كيف؟



يوم وصلت ليلى البيت دخلت للصالة المظلمة تقريبا وفصخت شيلتها ويودتها في إيدها وهي تمشي ببطء باتجاه يدوتها اللي كانت يالسة ع القنفة وشمسة في حظنها.. شمسة كانت تصيح وأم أحمد تحاول تهديها وتباها ترضع بس شمسة مب طايعة.. اطالعتها ليلى بحزن وتذكرت عمها يوم يقول لها " لا تخلون شمسة تصيح" وشلتها عن يدوتها وعلى طول سكتت شمسة في حظن ليلى..

ابتسمت أم أحمد وقالت: " فديتها تعودت عليج.."

ليلى: "هيه .. وانا بعد وايد تعودت عليها.."

أم أحمد: " شحاله عمج؟"

ليلى: " بعده ما تحرك.. بس الدكتور وايد متفائل.."

أم احمد: " ادعيله يا ليلى.. "

ليلى: " في كل ثانية ادعيله.. الله يعافيه ويقوم بالسلامة ان شالله.. ويرد لنا"

ابتسمت لها ام احمد وقالت لها تصبحين على خير وسارت غرفتها عشان ترقد.. وتمت ليلى في الصالة تمشى بشمسة عشان ترقدها ..

ما تعرف ليش نزلت دمعتها في هاللحظة.. ما تعرف شو مصدرها بالضبط.. أو كانت تعرف وتجاهلت السبب..

المهم انها نزلت.. وكانت الأولى اللي فجرت بحور الدموع في جفونها هالليلة..

كانت تصيح حبها اللي مات في ليلة قاسية وحارة من ليالي الصيف.. تصيح ماضيها اللي صاحته الف مرة من قبل.. ومستقبلها البارد الخالي من الحب.. تصيح حياتها اللي بتمر جدام عيونها وهي محرومة من كلمة " أحبج" .. أي حياة هاي اللي تنتظرها.؟؟ بنت في بداية العشرينات.. أم لخمسة اطفال .. في يوم من الايام كلهم بيكبرون وبيودرونها وبتم هي وحيدة..

هالشي يرعبها فوق حدود الرعب.. وكل ما تفكر به تحس بإحساس بارد يسري في عروقها.. روتين حياتها يرعبها.. الملل والأيام اللي تمر عليها وهي ما تميز من بينهن.. بعد يرعبها..

تنهدت ليلى بحزن وباست شمسة بحنان يوم شافتها راقدة.. وطفت ليتات الصالة وركبت فوق عشان ترقد هي وشموس

في غرفة عبدالله ، كان مايد منمدج في قراءة القرآن بصوت عالي ورائع.. وعبدالله استوى له دقيقة وهو مبطل عيونه ويطالعه بس مايد مب منتبه عليه.. يوم فتح عبدالله عيونه كان أول شخص شافه جدامه هو مايد.. وتم يطالعه بحيرة وهو يتحراه اخوه احمد الله يرحمه.. حاول عبدالله يتكلم بس كان حاس بتعب كبير.. وكأنه نسى كيف يحرك عضلات جسمه.. الشي الوحيد اللي رام يحركه للحين هن عيونه.. وعيونه كانت مركزة على مايد..

أفكار عبدالله كانت كلها متلخبطة.. اضاءة الغرفة رغم انها مب وايد قوية بس أذت له عيونه.. وكان كل شوي يرمش عشان يخفف من حدتها.. كان صدق مصدوم .. ما يعرف هو وين.. وشو يسوي هني؟.. وليش اخوه احمد رد صغير جي؟ هذا اكثر شي كان محيرنه!!.. هذا اللي يالس جدامه يقرا قرآن هو أحمد اخوه.. بس يوم كان بعده صبي.. غمض عبدالله عيونه بتعب وبصعوبة رد يبطلها مرة ثانية..

وشوي شوي .. بدت تهاجمه الذكريات وحدة ورا الثانية..وتدفعه بكل قوة للزمن الحاضر..

زواج أحمد وجلثم.. عيالهم.. الحادث.. امه وهي تصيح في العزا.. ياسمين.. وطفلة صغيرة للحين يتهيأ له انه يشم ريحتها الحلوة .. ياسمين.. مرته.. وابوها.. وشكل ياسمين وهي تزاعج عليه وتعطيه بنته..

يتذكر انه كان واقف في بيت اخوه.. وهذا.. هذا مب أحمد.. هذا ولده مايد..

بطل عبدالله حلجه وبصوت خافت ويرتجف من ورا الاكسجين قال: " مايد؟"

رفع مايد راسه عن المصحف والتفت بسرعة لعمه.. كان الصوت خفيف وايد وما يعرف مايد اذا صدق سمعه ولا لاء.. بس يوم شاف عيون عمه العسلية تطالعه شهق وانترست عيوونه دموع وتم يالس مكانه وهو يطالعه ومب مصدق انه اللي يشوفه جدامه حقيقة .. رغم انه يوم يا هني ويلس ويا عمه كان متوقع انه ينش في أي لحظة .. بس الحين يوم استوى هالشي جدامه كان مايد مب قادر يتحرك من مكانه.. ومب قادر حتى يتكلم.. ويوم خفت صدمته فز من مكانه وهوى على عمه يبوس ويهه وإيده ويصيح بقوة من الفرحة.. وعبدالله ابتسم له بتعب كبير خلت مايد ينتبه لنفسه وركض بسرعة برى عشان ينادي النيرس او الدكتور أو أي حد يشوفه جدامه..

خلاص المأساة انتهت.. والأزمة عدت على خير

خلاص عمه عبدالله اخيرا رد لهم..

أخيرا!!

.

.



.

مر أسبوع

خلال هالاسبوع، استعاد عبدالله وعيه تماما وخلال اقامته في المستشفى في فترة النقاهة كانت غرفته دوم مزدحمة بالزوار من الاهل والمعارف ورجال الاعمال اللي يحترمون عبدالله وتربطهم وياه علاقات عمل وصداقة.. الجرايد المحلية كلها انترست من التهاني ولمدة اسبوع كامل.. وعبدالله خلال هالفترة استعاد ذاكرته وريح بال اهله لأنه نجى من احتمالية الشلل واعلن لهم الدكتور انه صحته تمام.. الكل كان مستانس انه عبدالله رد لهم.. واللي فاجئ الكل انه صالحة كانت اكثر وحدة يلست وياه.. أكثر حتى عن أم أحمد..وما كانت تطلع عنه الا يوم يدشون الرياييل عنده..

محمد ومريم ردوا من السفر ومريم على طول اتأقلمت ويا الوضع اليديد واندمجت ويا الكل في البيت وخصوصا ويا سارة ومايد اللي من أيام إيطاليا وهي متخبلة عليهم.. ومحمد ارتاح انه مرته مستانسة ويا اهله ورد يلتفت لشغله ومحلاته ومطاعمه شوي.. وأكيد ما نسى مبارك والشركة وفي ثاني يوم له في البلاد سار الشركة عشان يشرف على الشغل ويا مبارك.. ومبارك كان يعرف انه محمد ما يدانيه.. هالشي كان واضح جدا من طريقة معاملته له .. بس ما اهتم وحاول قد ما يقدر انه يساعد محمد ويعلمه الشغل..



--------------------------------------------------------------------------------
في عالم ثاني من صنع الإنسان نفسه.. وفي منتصف خيوط الشبكة العنكبوتية.. كانت لطيفة تعيش ويا حلمها اليديد.. لطيفة صارت ادش البوول بشكل يومي وتيلس تلعب ويا مانع بالساعات وتسولف وياه وهي تتحراه مايد وكانت وايد مستانسة بهالوضع بس للحين ما خبرته هي منو أو شو تبا منه بالضبط.. سوالفهم كانت جدا عادية وما تتعدى اهتماماتهم وهوياتاهم ودراستهم وبس.. رغم هذا كانت لطيفة تحس انه في كل مرة تشوفه اون لاين وتسولف وياه يزيد حبها له ويكبر في عينها أكثر.. وتتمنى لو تقدر تعرفه اكثر واكثر..

موزة حاولت تتجاهل مشاعر الغيرة اللي ابتدت تنمو في داخلها وردت لزياراتها اليومية لليلى وعطتها اللوحة اللي رسمتها عشان تعطيها لعمها يوم بيرد البيت وليلى احساسها بالذنب تلاشى تقريبا لأنها قررت ما تفكر بمبارك نهائيا.. ورغم صعوبة هالشي قررت انها لازم تتحكم بمشاعرها.. عشانها وعشان ربيعتها

.

.



.

يوم السبت الصبح، كان محمد ساير ويا مبارك موقع البناء عشان يشوف شو استوى على مشروع عمه عبدالله اليديد.. مبارك كان يعرف انه محمد ياي هني وهو يدور عليه ولو غلطة وحدة بس.. عشان يطلع كل اللي في خاطره .. بس مبارك كالعادة تجاهل وسوى عمره ما يعرف شي ويابه وياه هني في موقع بناء العمارة ويوم نزلوا من موتر مبارك شاف محمد انه العمال بعدهم في البداية ومثبتين عواميد الحديد اللي تشكل هيكل البناء في الارض المحفورة بعمق .. اكوام الاسمنت والطابوق والخرسانة كانت في كل مكان والعمال فوق الخمسين شخص موزعين على كامل الموقع والمهندسين يالسين في الصندقة اللي على صوب يقرون الخرايط ..واحد من المهندسين يوم شاف مبارك طلع من مكانه ويا صوبه هو ومحمد عشان يسلم عليهم..

المهندس: " السلام عليكو .."

مبارك (وهو يمد ايده ويسلم عليه): " وعليكم السلام والرحمة.. شحالك يا حسام"

المهندس: "الحمدلله ازيك انته.."

مبارك: " بخير ربي يعافيك.."

سلم المهندس على محمد اللي كان يتفقد كل شي حواليه وعقب التفت لمبارك وقال

المهندس: " واستاز عبدالله ازيه دلوأتي..؟ والله كنت هروح له المستشفى امس بس ما أدرش أسيب العمال هنا لوحديهم.."

مبارك: " عبدالله الحمدلله الحين وايد احسن عن قبل وان شالله الاسبوع الياي بتشوفونه وياكم هني.. هذا محمد ولد اخوه ياي يشوف شو سويتوا للحين.."

المهندس: " يا أهلا وسهلا.. تفضلوا معايه وشوفوا بنفسكم .."

مشى مبارك ومحمد ويا المهندس واقتربوا من العواميد الحديدية المثبتة في الارض ويلس المهندس يشرح لهم ليش حفروا الارض بهالعمق وانهم بيسوون باركنات تحت البناية بدل لا تاخذ مساحة من المكان الخارجي..

محمد: "انزين وليش يايبين الخرسانة الجاهزة؟؟ مب احسن البنيان كله يكون طابوق؟؟"

المهندس: " أكيد احسن بس كل المباني دلوأتي بتستخدم الخرسانة.. أسرع وأنظف للبيئة وأرخص.."

محمد (وهو يطالع مبارك): " عمي عبدالله يعرف عن هالشي؟"

مبارك: " أنا ما تعاملت في هالمشروع الا ويا الشركات اللي يتعامل وياها عمك.."

محمد: " وشحنات الاسمنت وكل شي مسجل طبعا وفواتيره في المكتب؟"

مبارك (ببرود): " أكيد"

محمد (للمهندس): " هممم.. ومتى بتسلمون المشروع للعميل؟"

المهندس: "إحنا لسا في أول المشوار.. البناية دي مش حتجهز إلا بعد 3 أشهر.."

كان محمد مندمج في حواره ويا المهندس وفي هاللحظة كانت وحدة من الرافعات ترفع عواميد الحديد للعمال اللي فوق والعمال ينزلونها منها ويثبتون العواميد في هيكل الطابق الأول.. بس بينما واحد من العمال ينزل العواميد من الرافعة .. طاحت وحدة من الحدايد عنه وكانت متجهة لراس محمد بالضبط.. ورغم صرخة الهندي اللي حاول يحذرهم الا انه محمد ما انتبه للخطر المتجه له واللي في أي لحظة بيشق راسه نصين..

لولا انه مبارك كان أسرع عنها ودزه بعيد وظربته الحديده هو في إيده وابتدا الدم يصب منها بغزارة.. محمد عصب يوم دزه مبارك وكان مب مستوعب اللي يستوي.. وتوه بيلف عشان يهزبه يوم شاف الدم يصب من إيده..




المهندس والعمال كلهم اجتمعوا يشوفون شو استوى بإيد مبارك ومحمد واقف مذهول بعده من الصدمة ومن واقع انه كان بيموت وانه مبارك هو اللي انقذ حياته من الموت.. مبارك كان يلف إيده بغترته وملامح الألم مرسومة بعمق على ويهه والمهندس كان محتشر ويزقر على أي حد عشان يجهز السيارة ويودونه المستشفى.. وهني تحرك محمد وسار صوبه وقال لهم..: " أنا بوديه المستشفى .. خلاص حصل خير.. ردوا شوفوا شغلكم.."

اطالعه مبارك بنظرة ما فهمها محمد ومشوا اثنيناتهم للسيارة ومحمد كل شوي يطالع مبارك وكان مبين انه راص على أسنانه بقوة عشان يمنع أي صرخة ممكن تطلع منه بسبب الألم اللي يحس به..

وداه محمد الطوارئ ويلس وياه لين ما خاطوه له الجرح اللي في ايده ولفوا له اياها وخبرهم الدكتور انه رغم انتفاخ ايده الفظيع ماشي كسور بس بعد لازم مبارك يريح ايده ويبتعد عن السواقة نهائيا.. بس منو بيقنع مبارك؟ أول ما طلعوا اثنيناتهم من الطوارئ التفت على محمد وقال له: " بردك الشركة وبروح انا البيت ابدل ثيابي .. كندورتي خايسة دم.."

محمد: " انا بوصلك البيت وبتصل بربيعي يوديني الشركة.."

مبارك: " ليش عاد؟ لا تعبل عليه.. انا بوصلك الشركة.."

محمد: " بس الدكتور قال لك لا تسوق.."

مبارك: " ومن متى انا اسمع رمستهم هاذيلا؟ "

محمد: "انزين ع الاقل خلني اسوق انا للشركة وعقب جان ناوي تذبح روحك الله وياك.."

ضحك مبارك وابتسم محمد وهو يركب الموتر وياه .. رغم انه ما شكره بس مبارك كان يعرف انه محمد متلوم وايد فيه.. ورغم الالم اللي يحس به مبارك للحين في ايده بس بعد كان مستانس انه اخيرا قدر يكسب ولو شوي من محبة محمد واحترامه.. في النهاية اذا كان ناوي يخطب ليلى، لازم يكسب ثقة محمد..

انتبه مبارك لأفكاره واتفاجئ بها!

يخطب ليلى؟ من وين يت هالفكرة؟

ابتسم مبارك لنفسه وهو يطالع محمد بطرف عينه وقال في خاطره.. ليش لاء؟ وانا وين بحصل احسن عنها؟

.

.





.

في بيت أحمد بن خليفة، وفي الصالة اللي فوق كانن البنات كلهن متيمعات.. موزة يالسة تحت وشموس في حظنها ترضعها وتتفداها وتهمس لها.. وليلى يالسة ع القنفة واللاب توب على ريولها .. تجيك ايميلها وتعدل شي في موقعها.. وع القنفة الثانية ومجابل التلفزيون كانت مريم يالسة ويا أمل وسارة ومزنة..

مزنة من يوم شافت مريم وهي لاصقة فيها وما تبتعد عنها الا يوم تروح بيتهم.. وسارونا حليلها كل ما تبا تيلس حذال مريم تطالعها مزنة بنظرات تهديد..

كانن محتشرات وكلهن يسولفن في نفس الوقت عشان جي ما كانت ليلى مستوعبة اللي تقراه في ايميلها من وحدة اسمها " لمياء" .. وردت تقراه مرة ثانية وهي تركز على كل كلمة..

" السلام عليج.. اعتقد اسمج ليلى صح؟

المهم انا بدش في الموضوع على طول.. كنت اطالع الصور اللي في موقعج.. ولاحظت انه من بين كل الصور.. صورة وحدة بس كان فيها شخص.. أبا أعرف شمعنى هالشخص بالذات هو اللي صورتيه؟؟؟ مع انه باجي الصور مجرد طبيعة لا أكثر.. يكون في علمج الشخص هذا خطيبي.. واعتقد انج صورتيه بدون لا يدري.. وما يحق لج ابدا تنشرين صورته في موقعج..!!

لو سمحتي شلي الصورة وبسرعة.. وبعدين شو قصدج بكلمة " Dream" اللي كاتبتنها تحت الصورة؟؟ ممكن توضحين لي؟؟"

حست ليلى بالدم كله يتدفق لويهها.. معقولة اللي يستوي؟ معقولة تكون هاي خطيبة احمد ؟؟ ما عرفت ليلى شو تسوي.. وحست انها حرانة ومخنوقة.. ونشت من مكانها وسارت توقف في البلكونة وهي تنتفض.. ونشت مريم وراها يوم حست انها متظايجة وطلعت في البلكونة وسألتها: " شو فيج غناتي؟"

ابتسمت لها ليلى ابتسامة باهتة وقالت لها: " ما فيني شي حبيبتي.. بس ابا اتم بروحي شوي.."

باستها مريم على خدها وابتسمت لها وودرتها بروحها في البلكونة..

وتمت ليلى تفكر شو بتسوي الحين وشو الرد اللي ممكن ترده على لميا




الساعة تسع فليل، يلست ليلى في غرفتها عقب ما رقدت شموس.. وبطلت لاب توبها وخذت نفس عميق.. طول اليوم وهي تفكر شو تكتب للميا وشو ممكن ترد عليها.. كانت وايد مستحية منها ومن اللي سوته.. على أيام إيطاليا تعترف انها كانت معجبة بأحمد.. بس أيام إيطاليا ولت من زمان.. وهالاعجاب انتهى خلاص.. وهي أكيد ما بتخبر لميا بمشاعرها ولا بتحاول تزيد غضبها.. وأخيرا يوم هدت أعصابها وراح عنها التوتر.. قررت شو تكتب.. وبطلت صفحة الايميل.. وابتدت تكتب..

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي العزيزة لمياء

أتفهم سبب غضبك مني.. وأعترف بأنني مخطئة..

ولكن اعتقد انه يحق لي الدفاع عن نفسي وتقديم الأسباب التي قد تشفع لما فعلته

أولا أعتذر منك لما سببته لك من توتر.. وتأكدي بأن الصورة تم حذفها من الموقع بأكمله..

وبالنسبة لكلمة Dream التي علقت بها على الصورة، فلم يكن قصدي منها سوى انه نظرته كانت حالمة.. وكنت أتساءل حينها عما يحلم به.. والآن وبعد أن قرأت رسالتكِ.. تأكدت أنه كان يحلم بكِ إنتِ..

صدقيني لم التقط هذه الصورة إلا لتخليد ذكرى جميلة مرت في ذلك اليوم.. ولا علاقة لها بخطيبك أبدا..

لم أقصد بها أي شيء آخر..

ارجو أن تقبلي اعتذاري..

اختك

ليلى"

وعقب ما طرشت ليلى الايميل حست براحة وابتسمت رغم انها تعرف انها قصت على لميا وتحايلت على الحقيقة.. بس بعد أحيانا الانثى تحتاج لبعض التحايل عشان تنجو من الإحراجات اللي مثل هاذي..

يلست ليلى ترد على الرسايل اللي وصلتها بخصوص الموقع ونست جزئيا سالفة الرسالة عقب ما اطمنت انها ردت عليها.. وعقب ثواني.. سمعت حد يدق على باب غرفتها ويوم التفتت دخل محمد وهو يبتسم لها واستانست ليلى وايد يوم شافته .. وهو اقترب من الشبرية وباس شمسة على خدها الصغير وعقب يلس مجابل ليلى ..

ليلى: " يا ويلي يا ويلي.. منو قدي.. المعرس مودر عروسه وياي يسولف ويايه؟"

محمد: " مريامي يالسة ويا اليهال تحت.. وبعدين تولهت عليج.. حرام يعني؟"

ليلى: " غصبن عنك أصلا تتوله عليه.. مب بكيفك.. "

ابتسم لها محمد واطالع اللاب توب وهو يقول: " شو تسوين..؟"

ليلى: " ماشي.. ألعب في النت.. شو اخبارك حبيبي؟"

محمد: " الحمدلله.. اممم.. تبين الصراحة هاليوم كان فظيع!!"

ليلى: " ليش؟؟ عسى ما شر؟"

محمد: "ماشي.. بس كنت بموت!"

شهقت ليلى وهي تحط إيدها على قلبها: " شوووو؟؟!! حمود انته شو تقول؟؟"

محمد: " صدق والله.. كنت ويا مبارك في موقع البناء وكانت وحدة من الحدايد بتطيح فوق راسي.."

شهقت ليلى بخوف وقالت: " وشو استوى؟؟"

محمد: " والله لولا رحمة رب العالمين ولولا انه مبارك كان هناك في هاذيج اللحظة ولا جان انا ما شفتيني يالس وياج هني.."

لوت ليلى عليه رغم معارضته وهي تتفداه.. : " فدييت روحك والله .. الحمدلله على سلامتك.. وانته شو مودنك هناك؟؟"

محمد: " تبين الصراحة كنت ساير ويا مبارك لأني مول ما كنت اوثق به.. وأبا اعرف شو خبص في الشركة في غيابي.."

ليلى اللي تظايجت من رمسة محمد عن مبارك.. قالت بحزن: " حرام عليك يا محمد .. انته تعرف انه بعض الظن إثم.. ويا حيه مبارك يوم انه ودر شركته وساعدنا في هالمحنة.. "

محمد: " هيه اعرف.. والله انه نظرتي تغيرت فيه تماما.. خصوصا اني دورت عليه غلطة وحدة بس في شغل الشركة وما لقيت.. ما شالله عليه صدق ريال الواحد يروم يعتمد عليه.. وبعدين يا ليلى .. مبارك أنقذ حياتي.. لو شو سويت مستحيل ارد له هالجميل.. "

ابتسمت ليلى وهي تفكر بمبارك.. فعلا كلهم كانوا ماخذين عنه فكرة غلط.. بس هو اللي سبب هالشي لنفسه.. عيوبه الظاهرة جدام الناس كانت تغطي على أي شي حلو في داخله.. وما يعرفه زين الا اللي اقترب منه وفاجئه في لحظة ضعف.. مثلها هي.. ومثل محمد والموقف اللي استوى له اليوم

محمد: " امم.. ليلوتي؟"

ليلى (وهي ترد للواقع): " عيون ليلوتك .."

محمد: " شو اخبار مريم وياكم في البيت؟"

ليلى: " فديت قلبها والله هالبنية شيخة البنات .. محمد انته لازم كل يوم تصلي ركعتين شكر لرب العالمين لأنه وهبك هالانسانة .. صدق يعني كتلة مشاعر متحركة.. من يوم وصلت بيتنا وهي تهتم باليهال وبيدوه.. ولو عطيتها الفرصة جان اهتمت فيني انا بعد.. "

ابتسم محمد بسعادة: " فدييتها!!.. والله كنت خايف انها ما تتأقلم وياكم .. تبين الصراحة مريامي كنز.."

اختفت ابتسامة ليلى وهي تسأله: " شو اخبار صحتها؟"

محمد: " اذا اتبعت النظام الغذائي ونست سالفة الحمل نهائيا.. بتكون بخير.."

ليلى: " وانته يا محمد؟ بتصبر عن العيال؟"

محمد: " ليلى مابا افكر بهالموضوع حاليا.. أهم شي اني مستانس ويا مريم.."

ليلى: " بس لازم في النهاية تفكر.."

محمد: " هاذيج الساعة بفكر بحل.. أو يمكن حالتها في اليوم من الايام تسمح انها تسوي عملية لصمام القلب.. وساعتها ما بيكون في أي مانع انها تحمل.."

ليلى: " ان شالله.."

محمد: " خلاص انا بسير عندهم تحت.. ما بتين؟"

ليلى: " لا ما اروم اودر شموس روحها.. بس عادي بيلس اخلص شغلي في الموقع.."

ابتسم لها محمد وقال وهو ينش عشان يطلع: " عساج ع القوة .."

طلع محمد من الغرفة وردت ليلى تخلص شغلها في الموقع وتكمل رد على الرسايل اللي واصلتنها..





في هالوقت.. كانت لميا خطيبة أحمد أون لاين وتسولف ويا نوال بنت عمها في المسنجر.. وتسمع أغاني وتلعب سوليتير.. ويوم وصلتها الرسالة من ليلى بطلتها على طول ويلست تقراها.. ومع كل كلمة تقراها كانت تحس بالراحة.. اللي يشوبها بعض الشك في صدق كلام ليلى.. ويوم خلصت الرسالة ما ترددت أبدا في إنها تاخذ إيميل ليلى وتظيفها عندها في المسنجر.. لسببين.. أول شي اسلوبها وايد عيبها.. وثاني شي كان عندها فضول وتبا تعرف منو هالبنية وكيف جمعتها الصدفة بخطيبها.. وهل فعلا ما لها أي علاقة ثانية وياه؟

ظافتها لميا عندها في المسنجر وتريت شوي لين سوت لها ليلى accept ويت أون لاين.. وعلى طول ابتدت لميا بالكلام..

لموي: " السلام عليكم ورحمة الله.. "

البنفسج: " وعليكم السلام ورحمة الله .."

لموي: "اشحالج اختي ليلى.."

البنفسج: " الحمدلله طيبة.. انتي شحالج؟؟"

لموي: " بخير ربي يعافيج.. أمم اكيد انتي الحين تتسائلين ليش انا ظفتج عندي.."

البنفسج: " بصراحة هيه.. وإذا كنتي ناوية اتكملين عتابج لي فأحب أٌقول لج اني اعتذرت منج وما عندي شي ثاني اقوله.."

لموي: " لا لا لا .. مب هذا هو سبب اظافتي لج.."

البنفسج: " عيل؟"

لموي: " بصراحة اختي انا وايد منحرجة منج.. اسلوبي وياج كان هجومي.. ولازم اعتذر.."

ابتسمت ليلى يوم قرت رمستها وكتبت لها

البنفسج: " لا بالعكس.. هالشي من حقج.. وانا اللي لازم اعتذر.."

ابتسمت لميا وفكرت تفتح وياها الموضوع الحين ولا عقب؟ وقررت في النهاية انها ما تستعيل وقالت

لموي: " اخت ليلى اذا يزعجج اني ظفتج عندي اتمنى تخبريني لا تستحين ترى عادي.. "

البنفسج: " لا والله لو كان هالشي يزعجني جان ما سويت accept وانتهى الموضوع.."

لموي: " انزين بصراحة حبيت اتعرف عليج اكثر.. ممكن؟"

البنفسج: "أكيد ممكن.. ليش لاء "

لموي: " خلاص عيل انا لازم اطلع الحين بس بنتلاقى مرة ثانية ان شالله وبنعرف بعض أكثر.."

البنفسج : " على خير ان شالله.."

طلعت لميا من المسنجر ويلست ليلى تفكر بها وبالصدفة الغريبة اللي جمعتها فيها.. وحمدت ربها انه السالفة عدت على خير وانه البنية طلعت عاقل وما تهجمت عليها اكثر..

.

.




.

.

غرربه
02-05-2013, 06:31 PM
في سيارتها الميني كوبر الصفرا، كانت ياسمين تسوق وشيلتها على جتفها.. والميكياج اللي حاطتنه وايد غامج ومطلعنها صدق جميلة وكل اللي في المول انبهروا يوم شافوها.. بس كل هذا ما عزز ثقتها بنفسها ولا حتى خلاها تبتسم.. مزاجها كان وايد معتفس وللحين بعدها متنرفزة..

ياسمين توها رادة من ميركاتو ويا نهلة ربيعتها، كانن سايرات يشوفن فلم تروي.. والانسة نهلة من يوم طلعن من السينما وهي للحين تجفف دموعها.

ياسمين: "اففف.. نهلوه بس عاد لوعتي لي بجبدي.."

نهلة (وهي تمسح المسكارا اللي نزلت على خدودها من الصياح): " انتي كيف ما صحتي؟ صدق ما عندج احساس!!"

ياسمين: " ما اداني براد بت. .احسن يوم مات طول الفلم وهو قاهرني.."

نهلة: " قلتها توني.. ما عندج احساس.."

ياسمين: " وين تبينا نسير الحين؟"

اطالعتها نهلة باستغراب: " وين بعد؟ اكيد البيت.. الساعة تسع ونص الحين"

ياسمين: " أففف.. انا بعدني ما شبعت من الطلعة .. تعالي بنتعشى وعقب بنرد البيت.."

نهلة: " ياسمين لا ء.. والله خطيبي بيحتشر لو عرف اني للحين برى البيت.."

ياسمين: " تبين الصراحة انتي من يوم انخطبتي وانتي مستوية مملة"

.

.

اطالعتها نهلة بطرف عينها وقالت لها: " والله انا تامة على حالي.. أنتي اللي ما اعرف شو بلاج"

ياسمين: " تعرفين شو؟ انا بردج البيت بس عشان افتك من رمستج اللي تسم البدن! بس خليني امر شيشة البترول.. موتريه بيوقف في نص الشارع .."

سكتت نهلة ومرت ياسمين شيشة البترول ووقفت تترياهم يعبون لها الموتر بترول.. ونهلة تذكرت انها مب قارية الجريدة اليوم واشرت للفلبيني عشان اييب لها الجريدة.. وعقب ما ردت ياسمين تسوق، كانت نهلة تطالع الصفحة الأولى من الجريدة باستغراب وتحاول تقرا الكلمات رغم ضوء السيارة الخفيف.. وفي النهاية يوم استوعبت اللي قرته اطالعت ياسمين وقالت لها: " تعرفين انه ريلج طلع من الغيبوبة؟"

التفتت لها ياسمين للحظة وهي مصدومة وردت بسرعة تطالع الشارع وقالت بارتباك: " شدراج؟"

نهلة: " الجريدة كلها تهاني بسلامته.. غريبة!! معقولة محد في بيتكم يقرا جرايد؟؟ محد شاف التهاني؟"

ياسمين (وهي تبتسم بمرارة): "أبويه يقراهن.. واخويه بعد.. بس مثل ما اتوقعت ولا واحد فيهم كلف على نفسه وخبرني.."

تيمعت الدموع في عيون ياسمين وحاولت ترمش اكثر من مرة عشان ما تبين لنهلة أنها تأثرت باللي قالته.. حست براحة كبيرة لأنه عبدالله طلع من الغيبوبة.. كانت وايد خايفة عليه.. ورغم انها ما تبا تعترف بهالشي بس الحين يوم طرته نهلة حست بشوق كبير له.. وحز في خاطرها انه مر بهالازمة الكبيرة وهي مب وياه..

يا ترى الحين يوم نش.. بيفكر فيها؟ ولا بعده زعلان منها؟

ابتسمت ياسمين وهي تنزل نهلة بيتهم..

لا ما تعتقد.. عبدالله يموت فيها.. أكيد إذا سارت تزوره في المستشفى بيستانس

شغلت ياسمين الاف ام وهي تردد هالفكرة في بالها

فجأة.. مزاجها اعتدل.. والحياة ردت حلوة شرات ما كانت قبل

فجأة.. رد لها الامل





--------------------------------------------------------------------------------
كان عبدالله يضحك بصوت عالي على سوالف أمه وصالحة اللي كانن يالسات يتلاسنن جدامه من ساعتين الحين.. كل وحدة فيهن تنغز الثانية بالرمسة وعبدالله مستانس لمجرد وجودهن وياه هني ومستانس بعد لأنه الدكتور قال له انه يروم يرد البيت عقب يومين..

حرك عبدالله عيونه في أرجاء غرفته في مستشفى توام.. الغرفة كانت مزدحمة بباقات الورد العملاقة والهدايا وعلب الGodiva والباتشي والPistache .. رغم انه امه مرتين فرغت غرفته منهن ونقلت الباقات والهدايا للبيت بس من كثر الهدايا والباقات اللي وصلته كانت الغرفة ترد تنترس بسرعة.. وغير هذا ليلى حليلها للحين ما شبعت منه ولا يلست وياه لأنه الرياييل كانوا اربعة وعشرين ساعة يالسين عنده وامه وصالحة رغم انهن موجودات في المستشفى طول الوقت وماخذات لهن غرفة ثانية عشان الحريم بس ما يرومن يسولفن على راحتهن وياه الا عقب الساعة 10 فليل وهالحزة عبدالله يكون صدق تعبان من الزيارات ورغم هذا يستانس وايد يوم يشوفهن داخلات عنده ويحس انه التعب كله والهم انزاح عن صدره..

صبت له ام احمد قهوة وعطته الفنيال للمرة الخامسة رغم تحذيرات الدكتور انه القهوة ممكن تظره.. بس منو يسمع؟ .. خذ عبدالله الفنيال وشرب وهو يسمع سالفة صالحة اللي جذبت انتباهه

صالحة: " فضحتنا الله ياخذها ويفكنا منها..وسوتنا مضحكة جدام اللي يسوى واللي ما يسوى.. وهالخدية فهد بعده يفكر يطلقها.. والله خسارة التربية فيه هالصبي.. غادي لي شرات الطرطور.. حرمته تمشيه على شورها وهواها..!!"

أم أحمد: " وليش يطلقها .. هو ريلها وبيعرف يسنعها.. وان شالله بتصطلب.. انتي لا ترفعين ضغطج وتحرقين أعصابج عليها هالخايسة!!"

صالحة: "لو يعرف يسنعها جان سنعها اول ما خذها.. مب الحين!!.. والا انته شو رايك يا عبدالله؟"

عبدالله كان يسمعهن وشوي شوي يتذكر تفاصيل هاذيج الليلة يوم سار يرد شيخة البيت.. في رايه شيخة المفروض كانت تنذبح هاذيج الليلة.. وتفاجئ انه فهد للحين ما طلقها.. واعتبرها قوة تحمل فظيعة منه.. وشي هو بنفسه ما يروم يسويه.. بس يوم سألته صالحة عن رايه رد عليها وقال: " والله الريال حر هو ومرته.. والمفروض محد يدخل من بينهم.."

تفاجئت صالحة من رده .. كانت تتوقعه يوقف وياها.. ويتحرطم على فهد.. وعقب تذكرت انه هو بروحه كانت حالته حالة ويا مرته ومب قادر يسيطر عليها.. عشان جي شربت قهوتها وهي ساكتة..

أما عبدالله فتم يطالع امه ويحاول ينتبه على سوالفها وهو يتظاهر انه مرتاح.. حتى الابتسامة كانت بالنسبة له حمل كبير بس مجبور انه يبتسمها.. للأسف طلع عبدالله من غيبوبته وهو يحس بأمواج الهم واليأس يتغطي الجزء الأكبر من حياته.. وكل اللي يقدر يسويه حاليا هو انه يوصد أبواب قلبه ويتجاهل تماما أصوات الشوق المنبعثه من خلف هالابواب.. لأنه الشوق لإنسانة مثل ياسمين ما بيسبب له الإ الألم .. وهذا آخر شي يحتاج له عبدالله حاليا..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

الساعة ألحين 12 فليل وكل حد في بيت المرحوم أحمد بن خليفة كان راقد.. مايد اللي تعقد من المكالمات الغريبة اللي توصله، أغلق موبايله ورقد .. وليلى بعد كانت راقدة من الساعة عشر ونص ووياها خالد وشموس.. ومحمد ومريم من عقب العشا وهم في غرفتهم وأكيد الحين راقدين.. وأم أحمد باتت في المستشفى .. وأمولة راقدة بعد ..

ركزت سارة عيونها في الظلام على ويه اختها وحاولت تشوف اذا كانت شفايفها تتحرك ولا لاء.. بس أمل كانت راقدة.. مستحيل تكون هي اللي اطلع هالصوت..!!

غمضت سارة عيونها وانخشت بكبرها تحت اللحاف .. بس الصوت بعده يوصلها.. كان صوت خفيف.. يشبه الهمس.. وسارة مب قادرة تحدد مكانه بالضبط ولا حتى شو الكلام اللي تسمعه.. وعقب ما ركزت أكثر.. اكتشفت انه مب صوت شخص واحد.. كانوا مجموعة من الاشخاص ويرمسون في نفس الوقت.. وكان الصوت شوي شوي.. يقترب منها.. ويوضح .. أكثر.. وأكثر..

وكل ما كان يقترب منها كانت الكلمات اللي تنقال تحيرها أكثر..وكأنها بلغة غير مفهومة.. !

ويوم حست سارة انه الصوت خلاص صار قريب منها ما قدرت تيود دموعها وتكورت تحت اللحاف وهي تحظن مخدتها وتمت تصيح .. ومن الخوف كانت راصة على اسنانها بقوة.. تخاف إذا طلعت أي صوت.. يحسون فيها وياخذونها وياهم..

رغم انه محد يصدقها.. وانهم كلهم يقولون لها بأن هاي مجرد احلام.. بس سارة رغم سنواتها القليلة مقتنعة بإن كل اللي تمر به حقيقة.. كانت عايشة حالة خوف دايمة.. تمر عليها الايام بطيئة وهي تتريا وقت الرقاد بخوف وقلق.. تعرف انه الموعد اللي الكل يرقد فيه، هو موعد الرعب والساعات السودا بالنسبة لها.. والأصوات اللي كانت تسمعها تزيد كل يوم.. واللي مخوف سارة أكثر انهم يرمسونها حتى وهي يالسة ويا اخوانها.. ويوم تلتفت لهم سارة عشان تشوف ردات فعلهم، تستغرب انهم طبيعيين ويكملون سوالفهم عادي.. ساعتها بس اكتشفت انها هي الوحيدة اللي تقدر تسمعهم.. وانها اذا خبرت الباجين ما بيصدقونها.. ويمكن حتى يضحكون عليها..

بطلت سارة عيونها بحذر يوم حست انه الصوت ابتدى يختفي تدريجيا.. ومسحت دموعها بطرف بيجامتها وهي بعدها تحت اللحاف.. وشوي شوي طلعت راسها ويلست تحرك عيونها في الغرفة وتجيك كل زاوية عشان تتأكد انه محد موجود وياها.. ويوم تأكدت .. تنهدت براحة والتفتت لأختها أمل اللي كانت راقدة بعمق.. ونشت من مكانها واقتربت من اختها وتمت تهزها اكثر من مرة لين ما بطلت أمل عيونها بصعوبة واطالعت سارة بتعب..

قربت ساره ويهها من ويه اختها وقالت لها: " لوله عادي أرقد عندج؟"

هزت أمل راسها وسوت لها مكان حذالها وبسرعة انخشت ساره تحت الفراش ويا اختها ولصقت فيها وهي تحس بالراحة والأمان لمجرد احساسها بالقرب منها.. وأمل بكل عفويه لفت إيدها على رقبة اختها ولصقت خدها بخدها وردت ترقد.. ورقدت سارونا وعلى ويهها ابتسامه رضا..



--------------------------------------------------------------------------------
في غرفتها، كانت ليلى تراقب الساعة بقلق وهي تحاول بكل طاقتها انها ترقد.. من الساعة عشر ونص وهي على هالحالة.. مب قادرة ترقد من كثر الافكار اللي تمر في بالها.. دريشة البلكونة كانت مبطلة لأنه الجو برى كان بارد وايد وراقبت ليلى الستاير الخفيفة وهي تتحرك بلطف ويا النسيم اللي كان يحمل لها ريحة الياسمين المزروع في الحديقة تحت دريشتها.. تنفست ليلى بعمق وحست انها خلاص ما بتروم ترقد وما شي فايدة اتم في الفراش.. عشان جي نشت وهي تطالع شمسة وخالد .. وعقب ما تأكدت انهم راقدين ، طلعت من غرفتها ومشت على أطراف اصابعها وهي تنزل تحت وتطلع من الباب الزجاجي للحديقة..

أول ما وقفت ليلى في الحديقة حست بالبرد يدخل في عظامها ويتسلل من تحت ريولها الحافية وارتجفت وهي تبتسم وتحظن عمرها عشان تدفى.. وتمت تتمشى شوي في الحديقة وهي تحس بقطرات الندى تتجمع على ويهها بمزيج من البرودة والرطوبة واحساس ثاني يشبه السحر..

كانت تعرف انه مبارك هو واحد من أسباب الأرق اللي معذبنها الليلة.. كانت كل ما تغمض عيونها عشان ترقد، تنرسم صورة ابتسامته في خيالها وترد تتذكر آلاف التناقضات اللي تجمعت في نظرة عيونه وهو يطالعها.. الاندفاع والتردد، الثقة والخوف، الاحترام والنظرات العابثة، كانت عيونه ما تستقر على نظرة معينة لأكثر من ثواني.. صعب انك تقرا معنى نظراته.. صعب تفسر ملامح ويهه.. إلا إذا فاجئته في لحظة ضعف..

مبارك بالنسبة لليلى كان لغز.. كل ما تحاول تحله ترد لنقطة البداية باستسلام.. كانت مب قادرة تفهمه.. مبارك مختلف عن الشخص الوحيد اللي عرفته في حياتها.. حميد..

بالرغم من الصوت القوي اللي في داخلها واللي كان يحذرها من مبارك ويذكرها أكثر عن مرة بموزة.. إلا انه ليلى ما قدرت تسيطر على الإعصار اللي كان يكتسح قلبها كل يوم بشكل اقوى عن اللي قبله.. واختفت ابتسامة ليلى وهي تكتشف انه كل اللي تسويه هو انها تعذب نفسها بأفكار ما بتكون أكثر من مجرد حلم بالنسبة لها..

عقب ما حست ليلى انها ارتاحت شوي، تنهدت بحزن وابتسمت بتعاسه واستسلام.. وردت داخل عقب ما قفلت باب الحديقة الزجاجي وركبت فوق بهدوء.. وقبل لا ترد غرفتها ، بطلت باب غرفة سارة وأمل عشان تطمن عليهن.. وابتسمت وهي تشوفهن راقدات ويا بعض على شبريه وحدة.. وردت تسكر الباب بهدوء وسارت غرفتها وهي تحاول تتفائل واتفكر انه المستقبل شي مب لازم تفكر به الحين.. يوم بيي الوقت المناسب.. بتواجه مستقبلها..


--------------------------------------------------------------------------------
مستقبلها..

ليلى ما كانت الوحيده اللي هجرها النوم الليله، في غرفتها.. كانت لطيفه متمدده على شبريتها، تطالع السقف وتفكر بعمق بنزوتها الحالية ويا الشبح الألكتروني اللي تعرفت عليه.. كانت تحس انها تغوص في دوامه عمرها ما حاولت حتى انها تقترب منها.. عالم غريب جدا عليها.. صحيح انها دوم ادش الجات وتسولف ويا كل حد وفي البول بعد تسولف بس كانت سوالف سطحية واللي يرمسونها ما يعرفون اذا هي بنت ولا ريال.. بس الأمر اختلف تماما ويا ياثوم ولطيفة قامت تسولف وياه بالساعات.. واحيانا كانت تيود عمرها لأنها تنتبه لنفسها في آخر لحظة قبل لا تخبره بأي شي خاص عنها..

في البداية كانت وايد مستانسه انها لقت مايد وانها تتكلم وياه يوميا.. وكانت ترفض تماما انها تضيفه عندها في المسنجر.. على الاقل هني ممكن تحدد فترة سوالفها وياه بفترة تواجدها في البوول.. لكن في المسنجر ما بتروم تسيطر على عمرها وايد وهي تعرف هالشي.. ورغم انها كانت تعتبر نفسها محظوظه انها تقدر ترمس مايد.. بس يوم عن يوم كانت تكتشف اشيا تشككها فيه أكثر.. يعني مرة كانت تلعب وياه الظهر وقال لها " لحظه اسمع امايه تزقرني.." وهالجملة خلت قلب لطيفه يوقف.. ورغم انها يوم سألته برر لها موقفه وقال لها انه يعتبر اخته العوده امه بس لطيفه للحين شاكه بالموضوع..

تأففت بظيج وتمت تظرب المخده بعنف وهي حاسه انها فعلا غبيه.. كيف قدرت توثق فيه؟ أي حد ممكن يوصف لها شكل مايد!!.. يمكن ما يكون هو.. يمكن يكون واحد يعرفه.. وهالشكوك مب اول مرة تمر في بالها بس لطيفه كانت دوم تشيل هالافكار من بالها وترد ترمس ياثوم على امل انه فعلا يكون هو مايد..

تنهدت لطيفه قبل لا تغمض عيونها عشان ترقد وقالت في خاطرها: " لازم اتأكد.. بس كيف؟"

.

.




في غرفتها فوق، كانت ياسمين مصرة انها تسير تشوف عبدالله اليوم، يدفعها له شوق غريب وكبير.. وأمل أكبر بإن الحياة بتكون أحسن بوايد وانه بيسامحها في لحظة لأنه مستحيل يقدر يعيش من دونها.. ياسمين تعرف انها في داخلها تغيرت.. تغيرت وايد وندمت وكل اللي تباه انها ترد للريال اللي اكتشفت- عقب فوات الأوان- انها تحبه..!

فركت وايد قبل لا تختار شو تلبس واستقرت في النهاية على تنورة جينز وقميص أحمر ناري أبرز لون بشرتها البرونزي الحلو.. كانت متوترة وايد ومرتين طاح المشط من إيدها وهي تمشط شعرها.. كانت حزينه على كل اللي استوى بينها وبين أبوها .. حزينة لأنه الأب اللي كانت تعتقد بإنها نور عينه وأهم انسانة بحياته، طلع ما يحب إلا نفسه وما يعتبرها إلا وسيلة يوصل بها لغايته وهدفه اللي رسمه من اول ما خطبها عبدالله..

رسمت ياسمين خط الكحل على منبت الرموش في جفنها وحركته بكل دقة واحتراف عشان تطلع عيونها أوسع واحلى .. وحاولت ما تقارن بين نفسها وبين أمها وأبوها .. بس غصبن عنها كانت تقارن وكانت في كل مرة تفكر فيها بالموضوع تكتشف انها مجرد نسخة من جبلين الجليد اللي تعودت تزقرهم ماما وبابا..

لبست ياسمين شيلتها وهي تحاول انها ما تستلم للدموع اللي ابتدت تحرق جفونها.. بدون ما تعرف أو تحس، تحولت ياسمين لأسوأ نسخة من أبوها وأمها.. وحرمت نفسها من متعة انها تكون جزء من حياة أروع طفلة في الوجود.. طفلتها هي.. متى تحجر قلبها هالكثر؟ .. وشو اللي خلاها تسوي كل هذا، ياسمين ما تعرف !!.. كل اللي تعرفه انها ندمانه .. وانه هاي فرصتها الوحيدة عشان تصلح كل اللي سوته..

قفلت ياسمين باب غرفتها عقب ما تلبست وشلت شنطتها وطلعت بدون ما تسلم على أمها اللي كانت يالسة في الصالة بروحها.. وركبت سيارتها الميني كوبر، وانطلقت إلى مدينة العين عقب ما مرت على ربيعتها نهلة اللي وافقت انها ترافقها في رحلتها هاذي.. طلعن من دبي الساعة تسع وخمس دقايق الصبح، وعلى عكس ياسمين اللي كانت هادية اليوم، كانت نهلة مرتبشة على الاخر وشغلت الاف ام عشان تسمع .. وكانوا حاطين اغنية أصيل أبو بكر سالم " ما وحشتك يا حبيبي .. بعد هالغيبة الطويله.." وابتسمت ياسمين بأمل وهي تلتفت لنهلة اللي بادلتها الابتسامة.. وداست على البترول وفي خاطرها اطير للعين من شوقها له..

عبدالله بيسامحها.. ياسمين متأكدة من هالشي..

.

.



.

الساعة تسع ونص، كانت لطيفة تحاول تنتبه لأبلة الأحياء اللي كانت توزع عليهم درجات امتحان التقويم الثاني، بس أفكارها كانت كل شوي ترد بها ل " ياثوم" بسبب إحساسها الكبير بالذنب لأنها وثقت فيه بكل سهولة.. وحنان ربيعتها كانت حاسة بالتوتر والظيج اللي في ربيعتها من الصبح بس للحين ما قدرت تعرف منها شو السالفة.. وكمحاولة أخيرة كتبت لها على طرف صفحة الكتاب: " لطوف شو فيج؟"

نزلت لطيفة عيونها واطالعت اللي كتبته ربيعتها وبسرعة ردت عليها وكتبت: " ما أروم اخبرج"

ركزت حنان نظرتها على أبلة الأحياء عشان ما تنتبه لهم ويوم شافتها ترمس وحدة من البنات قالت بهمس: " ليش شو مستوي؟"

التفتت لها لطيفة اللي كان ويهها أحمر من التوتر وقالت: " بطيح من عينج حنون!!"

" لطيفة سهيل..!"

شهقت لطيفة ووقفت بسرعة يوم سمعت الأبلة تزقر اسمها ويوم سارت تاخذ الورقة اطالعتها الأبلة باهتمام وقالت: "ليش يا لطيفة؟ ما توقعت هالدرجة منج!"

استغربت لطيفة ويوم اطالعت الدرجة انصدمت انها كانت 59 من 70 وردت مكانها وهي مصدومة.. وتمت تراجع إجاباتها اللي كانت متأكدة مليون بالمية إنها صح!

حنان بعد كانت مقهورة من درجتها بس كانت مهتمة أكثر بربيعتها وتبا تعرف شو السالفة وسألتها: " ما بتخبريني شو استوى؟"

تجاهلت لطيفة سؤالها وقالت: "حنون إجاباتي صح!! ليش منقصتني عليهن؟"

حنان: " مب بس إنتي.. حتى أنا منقصتني..!"

تنهدت لطيفة بظيج وقالت بصوت عالي وهي ترفع إيدها: " أبلة روضة ممكن سؤال؟"

أبلة روضة: " تفضلي لطيفة.."

لطيفة: " أبلة ليش منقصتني درجات على السؤال الخامس والسادس والسابع.. مع انه الاجابات صح!!"

أبلة روضة: " لا حبيبتي.. أنا راجعت التصحيح مرتين.. مستحيل أكون ظلمت حد.."

لطيفة: "بس إجاباتي صح!!.. أبلة انا متأكدة!"

على طول من قلات لطيفه هالجملة احتشرن البنات كلهن وكل وحدة تقول انها هي بعد منقصتنها الأبلة بدون حق.. وفي النهاية رضخت أبلة روضة للأمر الواقع وقالت: " عطيني الورقة أشوف.."

سارت لها لطيفه وعطتها الورقة وتمت واقفة على راسها وهي تترياها تقرا الأجوبة وعقب ثواني اطالعتها أبلة روضة وقالت: " الغلطة اللي انتي غلطتيها هي انج كتبتي الإجابات بأسلوبج.."

انصدمت لطيفة وقالت: " أبلة روضة.. بس المعنى صح!! أنا ما اعرف اصم اللي في الكتاب واحفظه حرف حرف.. مب متعودة على هالشي!.. أنا فهمت المعلومات وكتبتهن هني وما نسيت ولا نقطة.."

أبلة روضة: " هاذي مادة علمية.. لازم تراعين فيها الدقة يا لطيفة.. وما أروم أعطيج درجات على اجابات مثل هاذي.. صدقيني أنا بهالطريقة أدور مصلحتج وأهيئج لامتحانات الثانوية العامة.. لازم تتعودين تحفظين الاجابات من الكتاب.."

سكتت لطيفه وهي تاخذ ورقتها وردت مكانها بدون ما تقول شي.. هي تعرف أبلة روضة زين وإذا ناقشتها أكثر ممكن تنقصها في الدرجات عقب.. وبظيج وأرف، خشت الورقة في ملف الانجليزي وحطت إيدها على خدها وتمت تطالع السبورة وهي حاسة انها شوي وبتنفجر..





--------------------------------------------------------------------------------
حنان كانت متحرقصة، وكل شوي تطالع الساعة وتتريا الحصة تخلص، بس الوقت كان يمر ببطئ شديد وحنان مب قادرة تتريا أكثر، وبدون تفكير مدت إيدها لريول لطيفه وقرصتها بقوة فظيعة ولطيفة من الصدمة نقزت في مكانها وقالت بصوت عالي: " آاااااااي!!"

ويوم انتبهت لعمرها كانت بتنفجر من الضحك بس خشت ويهها بأياديها وتمت تهتز بكبرها وهي تحاول تيود ضحكتها..

أبلة روضة وكل البنات كانن يطالعنها باستغراب، أما حنان فقالت بسرعة: " أبلة روضة.. لطيفة تعبانة.. ممكن أوديها العيادة؟"

أبلة روضة: " بسم الله عليها!!.. شو استوى بها توها ترمسني ما فيها شي!"

حنان: " فجأة حست بألم في بطنها.. وهي عندها القولون ما تتحمل.."

نزلت لطيفة إيدها عن ويهها اللي كان مستوي أحمر بلون الدم بسبب الضحكة اللي حاولت تكتمها ويوم شافت أبلة روضة لون ويهها على طول صدقت كلام حنان وقالت: " خلاص حنان وديها العيادة .. ولا تخلينها بروحها أوكى؟"

حنان وهي تساعد لطيفة عشان تنش: " إن شاء الله أبلة روضة.."

مشت لطيفة ببطء وهي حاطة إيدها على بطنها وتمثل دور المريضة، والبنات كلهن يطالعنها بتعاطف، وطلعت هي وحنان من الصف وعلى طول راحن الحمام وانفجرن هناك من الضحك..

لطيفة: " حنون يا حمارة!!.. ما لقيتي غير القولون تلصقينه فيه.."

حنان (وهي تضحك): " بسم الله عليج حبيبتي.. بس ما عرفت شو أقول لها!!.. وانتي خوفتيني عليج.. أبا أعرف شو السالفة والحين..!"

تنهدت لطيفة بظيج وقالت: " أوكى بخبرج.. بس أوعديني إنج ما تزعلين وتحاولين تفهمين أنا ليش سويت هالشي.."

حنان: إن شالله.. وبعدين أنا مستحيل أزعل عليج"

لطيفة: إمممم.. ما عليه أنا متأكدة انج بتغيرين رايج عقب شوي.. "

حنان (بخوف): " لطوف شو مسويه؟؟"

لطيفة: " إسمعي شو صار.."

.

.



.

ليلى كانت تطالع عمرها في المنظرة بنظرة تقييمية، وقررت عقب ما حست بشحوب ويهها اليوم انها تحط مسكارا بنية وجلوس وردي خفيف.. وعقب ما زادت شوي من الblusher حست انها أخيرا مستعدة تواجه هاليوم المهم بالنسبة لها..

مايد كان راقد على شبريتها وشمسة راقدة جدامه.. اليوم ما سار المدرسة بس عشان يسير ويا ليلى وعقب ما تلبس " ع الطاير" على قولته وشاف ليلى بعدها تسشور شعرها.. استغل الوقت الظايع هذا وفصخ كندورته وتمدد على شبريتها وأول ما حط راسه ع المخدة رقد..

ابتسمت ليلى وهي تشوف ملامح مايد الطفولية.. وفكرت في السنين اللي مرت والتغيرات اللي طرت على اخوها مايد بالذات، ومراحل نموه من الطفل المشاغب اللي يحط مغامراته في المقام الأول.. للريال اللي تشوفه جدامها الحين واللي يحاول قد ما يقدر انه يعوض اخوانه الصغار كلهم عن الحنان اللي افتقدوه برحيل أمهم وأبوهم..

هزته ليلى بلطف وهي توعيه وانتبه مايد بكسل وقال: "خلصتي؟"

ليلى: " هيه.. ياللا نش تلبس.."

مايد: "الساعة بعدها عشر.."

ليلى: " كلثم قالت لي لازم اكون موجودة عند آثار الهيلي الساعة 11.. يعني ماشي وقت.."

نش مايد وهو مسطل ودخل حمام غرفتها عشان يرش على ويهه شوية ماي ويتنشط..

ليلى: " لو حظرتك راقد أمس من وقت.. كنت الحين بتحس بنشاط.."

مايد (وهو يطلع من الحمام وينشف ويهه):" يعني قلتي لي ماشي مدرسة وتتوقعين ارقد من وقت.. هاي كانت الفرصة اللي اترياها من زمان عشان اخلص شريط Suikoden .."

ليلى: " مايد ما تشبع من البلاي ستيشن؟؟"

مايد: "نوو.. تسري في عروقي.."

تلبس مايد وشلت ليلى شموس ونزلت وياه تحت عشان تودي شمسة لمريم اللي بتيلس وياها لين ما ترد ليلى من موعدها ويا كلثم.. ويوم نزلوا شافوا مريم يالسة في الصالة ترمس امها في التيلفون ويوم شافتهم نازلين بندت عنها ووقفت عشان تاخذ شمسة

مايد (وهو يبتسم لها ابتسامة عريضة): " صباح الورد.."

ابتسمت له مريم أحلى ابتسامة عندها وقالت: " صباح الياسمين والفل والجوري.."

مايد: " شحالها احلى مرت اخو في الدنيا؟"

مريم:" بخير ربي يعافيك.. وشحاله احلى نسيب في الكون كله؟"

مايد (بخجل مصطنع): " الحمدلله بخير ونعمة.."

ليلى: "ماشالله ..!! شو هالحب والادب كله ميود.."

مايد: " يا ربييييه ع الغيرة.. ليلوه انا طول عمري وانا ادلعج خليني اغير شوي الحين.."

ليلى: "إنته ادلعني؟؟ متى؟؟ ما احيد والله!!"

مايد: " عاد هاي مشكلتج انا اذكر زين اني دوم ادلعج.. وبعدين مريم توها تتعود علينا لازم اعطيها صورة حلوة عني.."

مريم:" هههههههه .. ما يحتاي ميود انته امبونك قدرك عالي عندي.."

مايد:" غصبن عنج.. هالخدية ما كان بياخذج لولا ذكائي انا.."

ليلى: "ميود يا حمار.. تونا نقول عنك مؤدب.."

مريم:" ههههههههه لا لا برايه خليه ليلى.. أنا ومايد متفاهمين.."

ليلى: " وبعدين كيف يعني ما كان بياخذها لولا ذكائك؟"

توهق مايد واحمر ويه مريم وهي تطالعه .. ولاحظت ليلى هالتغيرات وابتسمت وتريت تفسير من مايد اللي ضحك بارتباك وقال: " يعني محمد يوم بغى يخطب مريم كان متردد ويوم سألني عن رايي قلت له وين بتحصل احسن عن اخت ربيعك منصور.. احم.. اوييه الساعة الحين عشر ونص.. قومي ليلوه بنتأخر.."

نش مايد وطلع من الصالة بسرعة وابتسمت ليلى وهي تغمز لمريم اللي كانت بتموت من المستحى وقالت لها قبل لا تسير: " عقب بيني وبينج رمسة طوييلة.. لا تتوقعين بتشردين مني .."

ضحكت مريم وهي تشوفهم يطلعون من البيت والتفتت لشمسة اللي كانت في حظنها وشافتها مبطلة عيونها وتطالعها.. وبطلت عنها القماط وشلتها في حظنها وهي تتفداها وتبوسها..

كانت سالفة انها ما تروم تحمل وتييب يهال وايد معورة لها قلبها.. وتعرف انها معورة قلب ريلها بعد، بس محمد طيب ومستحيل يبين هالشي جدامها.. وهالاحساس بالألم زاد عقب ما يت مريم هني وسكنت ويا اهل محمد.. اللي هم الحين اهلها هي.. لأنها كل ما تيلس ويا اليهال وويا شمسة بالتحديد، كانت تحس بعاطفة كبيرة في داخلها وشوق أكبر عشان تجرب تجربة الأمومة اللي ما يضاهيها أي شي في هالكون..

مسحت مريم بأطراف اصابعها بحنان على خد شمسة الناعم وقالت بهمس: " كيف تجرأت أمج وودرتج؟ كيف طاوعها قلبها؟ شو من البشر هالياسمين هاذي؟"

.

.



.

في مدرسة البنات الابتدائية، كان هذا هو وقت الفسحة وكل حد برى في الساحة أو عند المقصف.. ومزنة كانت يالسة ع الدري هي وسارة وربيعاتهن هاجر وعنود.. وكعادتها كانت عنود تخق عليهن وهن ياكلن ويسمعنها وبكل براءة الاطفال يصدقن كل قصصها الخيالية اللي تحكيها لهن يوميا.. إلا مزنة اللي كانت دوم ترد عليها وتسكتها.. لأنها بكل بساطة ما تصدق معظم اللي يطلع من بين شفايف عنود..

عنود (وهي تشرب عصيرها): " أبويه قال لي هالصيف بياخذ لي موبايل.. ومب أي موبايل.. موبايل بوكاميرا.. وبيخليهم في الشركة يصنعون لي موبايل خاص فيني وعليه اسمي بعد.."

هاجر (وهي مبطلة عيونها ع الاخر): " الله!!.. أبوج فنان.. أنا ابويه لو قلت له ابا موبايل بيكسر ظروسي عشان ما اطلب منه شي مرة ثانية!"

استانست عنود على انبهار هاجر بها وقالت بغرور أكبر: " هيه انا باباتي ما يروم يرفض لي طلب.. ويعرف اني ابا موبايل عشان جي بروحه بدون ما اقول له كلمة حس فيني وقال بياخذ لي واحد.."

سارة:" حتى مزنة عندها موبايل.."

اطالعتها عنود بحقد وقالت بسرعة وبنبرة حادة: " جذابة!!"

مزنة: "والله عندي.. موبايل فيه كيمره.. والرقم عجيب .. كل رقم يضرب اللي حذاله بوكس.."

ضحكت سارة وهاجر على مزنة اللي كانت تطنز على رقمها المنقع بس عنود ما رامت تضحك وقالت بيأس: " وشو يعني موبايلي انا بيكون وايد احلى!!"

مزنة: " يوم بتييبينه وبيكون عندج وفي إيدج هاتيه وبنشوف منو موبايلها احلى!"

كلت عنود سندويتشتها وهي ساكتة.. وتمت تفكر وتفكر قبل لا تقول: "خبرتكم عن السيكل اللي ابويه خذ لي اياه من فترة؟"

مزنة: " ما اعرف.. وحتى لو خبرتينا بتردين تخبرينا مرة ثانية.."

عنود:" أه!!.. المهم.. ابويه خذ لي سيكل من فرنسا يوم كان مسافر الشهر اللي طاف.. والسيكل كله ذهب.. وعليه الماسات صغيرة وحلوة.. وحتى من كثر ما هو غالي ما اروم اسوقه.. أخاف عليه..!!"

وقفت مزنة وقالت وهي تضحك: "خرااااااااطة!!... خيبة خيبة خيبة!!!.. وين وصل الصاروخ.. سارونا نشي الحين بيرد وبيطيح على روسنا.."

نشت سارة وهي تطالع عنود بتعاطف وهاجر كانت تضحك بصوت عالي وسارن عنها هن الثلاثة وتمت عنود يالسة بروحها وهي مقهورة منهن

مزنة وسارونا وهاجر تمن يسولفن ويتمشن في الساحة ومزنة عندها طباشير ووين ما توقف تكتب مزنة وسارة وهاجر.. صداقة للأبد.. ويوم تعبوا من المشي قالت مزنة: " تعالوا نسير صفوف أول ابتدائي.."

سارة: " ليش؟"

مزنة: "بنلعوزهم.. تعالوا والله من زمان ما ضحكنا عليهم.."

ابتسمت سارة بخبث وقالت : "اوكى.."

هاجر:" هناك أمل ما تخافون تخبر عليكم..؟"

مزنة: "لا يالذكية نحن ما بنسير صوب صف هالفتانة.. بنظارب اخر صف.. هيهيهيي"

هاجر: "أوكييه.. ياللا نسير.."

في منطقة آثار الهيلي، حست ليلى انها دخلت عالم ثاني.. عالم غريب عنها تماما.. الموقع الأثري هذا كان متروس حفريات .. والمنطقة كلها مسيجة.. عشان محد اييها ويحاول يسرق أو يخرب الآثار الموجودة فيها واللي لا تقدر بثمن من الناحية المادية ومن الناحية التاريخية..

الرمل كان مغطي المكان تماما.. ولونه الذهبي الرائع يعكس اشعة الشمس ويتدرج في ألوانه بتدرجات أشبه للخيال.. نقلت ليلى عيونها بين الاماكن المحفورة ولاحظت انهم مسوينه ناعم وايد عشان ما يخرب عليهم الحفر.. الحرارة اليوم كانت شوي مرتفعة والشمس حرقت عيون ليلى اللي كانت تحس انه اشعتها وحرارتها تخترق عباتها.. تنهدت ليلى وقالت في خاطرها : "وينه هذا؟"

كانت هي وكلثم واقفين عند مدخل الموقع الأثري يتريون مايد اللي سار داخل يدور لهم واحد من علماء الاثار عشان يدلهم على المواقع اللي في المنطقة، وعقب دقايق شافوا مايد راد ووراه واحد اجنبي.. ويوم اقترب منهم وسلم عليهم عرفوا انه اسمه بيتر وانه عالم اثار استرالي ياي هو وفريق العلماء الاستراليين عشان ينقبون عن الاثار الموجودة هني..

بيتر: " who's the photographer?" (منو فيكم المصورة؟)

ليلى: " me"

بيتر (وهو يطالع كلثم): " oh, then you must be the journalist" (اوه، وأكيد انتي الصحفية)

كلثم ابتسمت له وقالت: " yes, but I will not be able to stay.. I came here earlier to finish my report.. Laila will continue now and photograph the site " ( هيه بس انا ما بروم اتم هني لأني خلصت شغلي يوم ييت هني في المرة الاولى.. ليلى بتم وبتصور الموقع)

ليلى اطالعتها وقالت: " بتسيرين عني؟"

كلثم: " للأسف حبيبتي عندي اشغال وايد مهمة وما اروم اتم وياج.. بس بيتر بيساعدج وصدقيني بتستمتعين وايد.. "

ليلى: " خلاص.. وانا بطرش لج الصور باجر ان شالله.."

كلثم: "لا اتعبين عمرج انا عقب باجر بطرش لج دريول الجريدة وبياخذ عنج الصور.."

ابتسمت ليلى وهي تسلم عليها وقالت لها: "أوكى.. "

روحت كلثم ووقفت ليلى تطالعها وعقب اطالعت بيتر وابتسمت لها وتمت تتلفت بعيونها وهي ادور مايد بس ما لقته.. ولاحظ بيتر نظراتها وقال: "if you're looking for your brother, he's gone to join the other archeologists .. you'll find him somewhere inside" (إذا كنتي ادورين اخوج ، تراني شفته ساير صوب علماء الآثار اللي داخل.. لا تحاتين بتحصلينه عقب)

تنهدت ليلى وهي تهز راسها ودخلت ويا بيتر داخل صوب الحفريات.. وعقب ما مشوا شوي عطاها بيتر ورقة فيها البيانات الاساسية للموقع، وخريطة.. فيها كل اماكن الحفريات.. وقال لها وهو يبتسم: "Do you want me to show you the way or are you going to work on your own, you have the map" ( تبيني اسير وياج وادلج ع الاماكن والا بتشتغلين بروحج .. عندج الخريطة)

ليلى: " am allowed to walk here alone?" (عادي امشي هني بروحي ؟ مب ممنوع؟)

ضحك بيتر وقال لها: "Of course not! You'll ruin everything and you might step on a treasure without knowing.. I HAVE to be with you " ( طبعا لاء! بتخربين كل شي لو مشيتي بروحج.. واحتمال كبير ادوسين على كنز اثري من دون ما تعرفين.. لازم اكون وياج)

اطالعته ليلى بعصبية بس غصبن عنها ابتسمت.. وشافت من بعيد مايد رافع كندورته وميود في ايده فرشاة ويالس يخوز الرمل عن قطعة اثرية صغيرة ويالسين وياه اثنين من العلماء والكولية الباكستانيين واقفين وراهم يتريون الاوامر..

تنهدت ليلى بتعب وهي في خاطرها تنادي على مايد.. الحين هذا اللي ياي مرافق وياها!!.. بس حرام شكله وايد كان مستانس وياهم وما بغت تخرب عليه.. خصوصا انه عالم الاثار اللي وياه مواطن واستحت ليلى ترفع صوتها وهو موجود..

وهي تمشي كان بيتر يراويها قطع فخار كبيرة مدفونة في الأرض.. هالقطع كان عبارة عن خروس متحجرات.. نصهن مدفون في الارض.. ونصهن ظاهر برى.. وشي منهن خلاص استوى جزء من الارض ومتساوي وياها.. ليلى ما كانت تفوت أي لقطة ويلست تصور كل شي ومن زوايا مختلفة وهي حاسة بالاثارة لأنها متواجدة في هالمكان.. وبيتر كان يشرح لها كل شي ويبين لها القيمة التاريخية لكل قطعة موجودة هناك.. واستمروا جي نص ساعة وليلى كل ما يخلص فلم تغيره وتركب غيره.. ومرتين غيرت العدسات عشان تغير من شكل الصور.. وعقب ما خلصوا من المنطقة اللي هم فيها قال لها بيتر:

" come with me here.. this hole was actually a house thousands of years ago.. " (تعالي ويايه وجوفي.. هالحفرة كانت في يوم من الايام بيت.. طبعا هذا قبل آلاف السنوات)

تبعته ليلى للمكان اللي قال لها عليه وانبهرت وايد باللي شافته.. جدامها كانت حفرة كبيرة وايد.. وهالحفرة هي عبارة عن البيت اللي نقبوا عنه ولقوه.. طبعا سقف البيت كله شلوه عشان يرومون يدشون داخل ويشوفون ارجاء البيت.. الجدران كانت معظمها متهدمة.. بس في أجزاء من الجدران بعدها موجودة..

بيتر دخل في الحفرة واطالع ليلى وهو حاط ايده على عيونه عشان يتجنب اشعة الشمس وقال: " You'll stay there? " (بتمين واقفة هناك؟)

اطالعت ليلى عباتها اللي كانت مستوية زبالة من الرمل والغبار اللي متناثر في الجو.. وتنهدت وهي تفكر انه عباتها خلاص انتهت فما بتخسر شي لو نزلت تحت ويا بيتر.. وأول ما نزلت حست انه قلبها غاص بين ضلوعها من كثر ما كانت منبهرة بكل اللي تشوفه.. وبيتر كان حاس بانبهارها هذا ومستانس وايد..


--------------------------------------------------------------------------------

غرربه
02-05-2013, 06:35 PM
مشت ليلى بين أرجاء الغرف بحرية لأنه اليدرات كانن يوصلن بس لخصرها.. وتمت ليلى تصور الغرف وهي تحس بالحرارة ترتفع وخدودها تحترق من الشمس.. بس ما كانت مهتمة الا بالصور اللي لازم تصورهن وبالتجربة الفريدة اللي ما بتتكرر مرة ثانية..

وعقب ساعة تقريبا وداها بيتر في مكان الحفرة فيه كانت وايد وايد عميقة.. ونزل هو تحت عند اللي كانو في الحفرة عشان يشوف شو حصلوا هناك.. وطلع منها عقب دقايق وفي إيده قطعة معدنية صغيرة ويلس على وحدة من الصخور وطلع من جيبه فرشاه صغيرة ويلس يخوز الرمل والغبار عن هالقطعة بكل حذر وبكل لطف عشان ما يخربها.. وعقب ما خلص تقريبا رفع راسه لليلى وقال لها: " look at this piece.. come and take it's picture" (شوفي هالقطعة.. تعالي صوريها)

تقربت ليلى منه وصورت القطعة اللي في ايده عقب ما حطتها على الصخرة.. ويوم خلصت وداها بيتر وياه لمكان ثاني وقبل لا تدخل وياه شافت مايد يالس بعده ويا العالم الاماراتي ويوم التفت وشافها ابتسمت له ليلى وكملت دربها ورا العالم الاسترالي اللي كان مودنها لمكان اول مرة تشوفه..

تيبست ليلى في مكانها وهي ادش المقبرة الجماعية اللي وداها بيتر لها.. كانوا اربع اشخاص في القبر.. حرمتين وريالين.. ومدفونين وكل واحد فيهم عاطي الثاني ظهره.. مشاعر رهيبة اجتاحتها وهي تشوف هالمنظر جدامها.. هاذي هي نهاية كل انسان.. ونهايتها هي بعد في يوم من الايام.. هالاشخاص الاربعة مر على وفاتهم الاف السنين.. وأكيد اللي دفنوهم ما كانوا متصورين انه ممكن عقب هالقرون كلها حد بي وبيحفر وبيشوفهم.. يا سبحان الله!!.. كل حضارة وكل امة كانت تعيش وتعمر وهي تفكر انها بتم موجودة للأبد.. بس في النهاية يكون مصيرها الاندثار .. تماما مثل هالمدينة الأثرية اللي اضطروا يحفرون عشرات الأمتار تحت الأرض عشان يحصلونها..

خبت ليلى ويهها ورا الكاميرا عشان ما يحس بيتر بالخوف اللي في عيونها.. وتمت تصور المقبرة والجثث المحنطة المدفونة في داخلها..



مايد كان واقف ويا الدكتور حمد .. عالم الاثار الاماراتي اللي كان يالس يعلمه كيف ينظف الغبار عن القطع الاثرية اللي محصلينها في الموقع.. وبسهولة وبسرعة تعلم كيف يتعامل ويا هالقطع وكان ينظفها بدقة وبخبره..

د. حمد: " ماشالله عليك .. ما توقعت تتعلم بهالسرعة.. في أي صف انته..؟"

ابتسم مايد بفخر.. وقال: " ثاني ثانوي.."

د. حمد: " ياللا شد حيلك وخلص وادرس علم اثار عشان تساعدنا هني.."

مايد: " اممم.. انتو شغلكم هني تطوعي صح؟"

د. حمد: " هيه هالفريق اللي هني اليوم يايين من استراليا عشان يسوون دراسات في الاثار الشرقية.. وانا بما اني اعرفهم واحد واحد.. ما حبيت اضيع الفرصة وقلت بشاركهم في هالشي.."

مايد: " والاثار اللي تحصلونها وين تودونها؟"

د. حمد: " في متحف العين.."

مايد: " ما تخافون انه شي منهن ينسرق؟"

د. حمد: " لو ما كنا واثقين من هالعلماء جان ما خليناهم يدشون هني من الاساس صح؟"

ابتسم له مايد والتفت يدور اخته وشافها تتبع بيتر لحفرة ثانية .. وعقب ما خلصت اشرت له انهم بيروحون خلاص.. وقبل لا يسير مايد سلم عليهم كلهم وروح وهو مستانس بهالتجربة اللي مر بها اليوم

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

الساعة 12 الظهر، في نهاية الحصة الخامسة.. كانت حنان بعدها محرجة ومب طايعة ترمس لطيفة.. ويوم حاولت لطيفة ترمسها غيرت حنان مكانها وسارت تيلس جدام.. كانت وايد مقهورة ومب مصدقة انه لطيفة العاقل ممكن تسوي جي.. ومهما كانت الدوافع بتم غلطانة في نظرها..

أول ما خلصت الحصة نشت لطيفة من مكانها وسارت لحنان عشان ترمسها.. ويوم شافتها حنان كانت بتسير عنها بس لطيفة يرتها من ايدها ويلستها غصب ع الكرسي ويلست حذالها وقالت لها: " حنوون لو اعرف انج جي بتعامليني جان ما فكرت ابد اني اخبرج.."

اطالعتها حنان بعصبية وقالت: " وانا لو اعرف انه هاي هي السالفة اللي بتخبريني عنها جان ما طلبت منج تخبريني من الاساس!"

لطيفة (بهمس عشان محد يسمعها): " حنوون.. أنا محتاجتنج.. "

اطالعتها حنان بحزن وقالت: " اللي سويتيه غلط.."

لطيفة: "أعرف.."

حنان: " عيل ليش؟"

لطيفة: " ما اعرف!!.. سميها خبال او أي شي ثاني بس لا تسأليني لأني ما اعرف..!!"

حنان: " والحين شو تبيني اقول لج؟؟"

لطيفة: "أباج تنصحيني ما اعرف شو اسوي..!!"

حنان: "يعني انا اللي اعرف؟؟"

دخلت ابلة الفيزيا الصف وعلى طول تجمعن البنات عند طاولتها عشان يسألنها عن الرحلة اللي وعدتهم بها.. واستغلت لطيفة الفرصة وتسحبت برى الصف هي وحنان.. وأول ما طلعوا شافوا الوكيلة في ويههم وشهقت لطيفة وهي تحط ايدها على قلبها..

الوكيلة: "على وين ان شالله؟"

لطيفة: " ها؟؟ امم.. أبلة حورية طرشتنا نييب الدفاتر من غرفة المدرسات.."

حنان: " الابلة داخل جان تبين تسألينها.."

اطالعتهن الوكيلة بنظرات كلها شك وعقب قالت: " همم.. زين لا تتأخرن.."

لطيفة وحنان (وهن يمشن بسرعة): " إن شالله.."

أول ما ابتعدت عنهن الوكيلة قالت لطيفة: " حنان انا حاسة انه مب مايد.. المرة اللي طافت يوم رمسته قال لي انه امه تزقره .. !!"

حنان: " إنزين وشو فيها؟"

لطيفة: "مايد امه وابوه توفوا في حادث.."

حنان: " أوييه!! الله يرحمهم ان شالله.."

لطيفة: " عشان جي شاكة في السالفة!!.. وأبا اعرف الصدق.."

حنان (وهي تطالعها بنظرة حادة): " ليش ناوية ترمسينه مرة ثانية؟؟"

لطيفة: " هيه.. لازم اكلمه للمرة الاخيرة عشان اطمن!!"

حنان: " إنتي تخبلتي؟؟؟ تبين تستمرين في الغلط؟؟"

لطيفة: "حنوون اخر مرة ..!! لازم اريح قلبي واعرف!!.. "

صدت حنان عنها الصوب الثاني وتنهدت باستسلام.. ولطوف اللي كانت صدق متوترة سألتها : " والحل؟؟"

حنان: "إنتي ربيعتي وما ابا اشوفج متورطة في شي كبير.. انتي تعرفين الشباب هاليومين النذالة تسري في دمهم.. خصوصا المراهقين.. سمعة البنية عندهم ارخص من الرمل.. عشان جي بس وعشان ما تتوهقين اكثر وياه بساعدج.."

حنان: " هممم.. خلاص.. اوكى انتي دقي لي يوم بدشين النت.. بس اسمعي.. ما بدشين بروحج.. أنا بكون وياج.. خبريني متى بدشين؟"

لطيفة: " عقب الغدا.. بس كيف بكتشفه؟"

حنان: " اممم.. إسإليه عن شي محد ممكن يعرفه غيره.."

لطيفة: " مثل شو؟"

حنان: " عاد انتي فكري فيها.. "

لطيفة: " بفكر.. حنان بلييز لا تخليني بروحي.. انا صدق خايفة "

حنان: " لا تحاتين ما بتكونين بروحج.. انا بتم وياج وان شالله تعدلين غلطتج "

ابتسمت لطيفة براحة ويودت ويه ربيعتها وباستها بقوة على خدها.. وحنان ضحكت وتمنت في داخلها انه هالسالفة تخلص وبسرعة..

.

.

--------------------------------------------------------------------------------
.

.

عقب ما سارت العين مول وتريقت هناك ويا نهلة، وخذت لريلها باقة ورد كبيرة، استجمعت ياسمين قواها وسارت المستشفى عشان تواجه عبدالله وتحاول ترد المياه لمجاريها.. من كثر ما كانت متوترة كانت مب رايمة حتى تسوق واضطرت تخلي نهلة هي اللي تسوق بدالها.. ويوم وصلوا المستشفى، تحجبت ياسمين عشان لا يتنرفز عبدالله يوم يشوفها وجيكت على شكلها في جامة السيارة وقبل لا تنزل حطت إيدها على جتف نهلة وقالت وهي تطالعها بارتباك: " خايفة!!"

نهلة: " من شو خايفة؟ .. لا تنسين انه عبدالله يحبج.."

ياسمين: " بس أنا تخليت عنه !!"

اطالعتها نهلة بثقة وقالت: " ياسمين.. عبدالله يحبج.. وصدقيني ما بيروم يعيش من دونج.. وقبل كل شي بيفكر في بنته وفي مصلحتها اللي هي انها تعيش بين امها وابوها.. وبعدين بيشوفها كبيرة منج انج تخليتي عن عنادج وييتيه لين هني!"

ضحكت ياسمين باستخفاف وقالت: " أي عناد وأي خرابيط يا نهلة.. أنا خلاص.. حركات اليهال هاي كلها فريتها ورا ظهري.. ومن اليوم ورايح بسوي كل اللي يطلبه مني عبدالله.. مستحيل اخسره مرة ثانية.."

ابتسمت نهلة لربيعتها وسألتها بحنان:" تحبينه؟"

ياسمين: " ومنو ما يحب عبدالله؟"

نهلة: "إنتي فاهمة قصدي.. تحبينه؟"

نزلت ياسمين عيونها وقالت وهي تطالع الورد اللي في ايدها:" أكثر مما تتخيلين يا نهلة.. أكثر مما انا بنفسي كنت اتخيل.."

نهلة: " عيل لا تحاتين أي شي.. الله يوفقج ويسعدج وياه غناتي.."

ياسمين: "آاامين.. الله يسمع منج يا نهلة"

باستها نهلة على خدها ونزلت وياها من السيارة وتمن يسولفن وهن يمشن في ممرات المستشفى وكل شوي يسألن وحدة من الممرضات عن غرفة عبدالله ويوم وصلن للقسم اللي كانت فيه الغرفة، يلست نهلة في الاستراحة وقالت لياسمين انها بتترياها هني لين ما تخلص وترد لها..

حست ياسمين انه ركبها تحولن لجليد وتثاقلت خطواتها أكثر وأكثر كلما كانت تقترب من باب غرفته.. ويوم يت بتحط إيدها على مقبض الباب عشان تبطله، حست بإيد تسحبها بعيد عن الباب ومن الصدمة طاحت باقة الورد من إيدها والتفتت ورا عشان تشوف منو اللي تجرأ ويرها من إيدها بهالقوة.. وانصدمت يوم شافت صالحة ادزها في الغرفة الثانية اللي كانت حاجزتنها أم احمد للحريم..

دزتها صالحة داخل ودخلت وصكت الباب وراها، الغرفة كانت فاضية وأم احمد يالسة ويا عبدالله في الغرفة المجابلة عشان جي قررت صالحة انها تتصرف ويا ياسمين بروحها.. وياسمين اللي كانت مصدومة من اللي سوته صالحة، حست بموجات الغضب تتصاعد شوي شوي في داخلها وما حست بعمرها الا وهي واقفة جدام صالحة وتزاعج عليها: " إنتي إييييييييه... تخبلتي شو؟؟ "

صالحة (بنبرة حادة وصوت اعلى عن صوت ياسمين): " انا اللي تخبلت والا انتي مسودة الويه!.. ما سدج اللي سويتيه في عبدالله وبنتج! يايتنه لين هني عشان تجتلينه؟؟"

ياسمين: " وانتي شلج؟؟ شو اللي حارنج هالكثر؟ أييه ولا ما اييه كيفي.. هاذا ريلي انا مب ريلج انتي!!"

صالحة: " صدق انج مظيعة المذهب وما تستحين على ويهج.. بس الشرهة مب عليج.. الشرهة على هلج اللي ما عرفوا يربونج.. "

ياسمين: " لا والله؟ يتريونج انتي تربيني يالسوسه!!"

صالحة: "السوسة امج اللي قاصة على هالخدية ابوج ومخلتنه يمشي على هواج انتي وياها!!"

انقهرت ياسمين منها ودزتها بقوة على ورا وفقدت صالحة توازنها وكانت بطيح بس تيودت بطرف الشبرية وكانت ياسمين بتظارب وياها بس غيرت رايها واتجهت صوب الباب عشان ترمس عبدالله وتخبره على هالعيوز اللي مسوية عمرها الكل في الكل .. بس قبل لا تبطل الباب تفاجأت بأم أحمد تدخل عليهم الغرفة عقب ما سمعت صوتهن واصل لغرفة ولدها عبدالله..

--------------------------------------------------------------------------------
ياسمين اول ما شافت أم أحمد قفطت وما عرفت شو تسوي.. وأم أحمد بروحها انصدمت يوم شافتها بس سكرت الباب وراها بهدوء وقالت: " يا هلا والله بياسمين.. شحالج امايه؟"

نزلت ياسمين عيونها وقالت بصوت أقرب للهمس: " الحمدلله بخير.. اشحالج انتي عموه"

أم أحمد: "الحمدلله طيبه.."

تمت ياسمين واقفة ثواني بارتباك مب عارفة هل يحق لها تتجدم وتوايه ام احمد ولا بس هاذي لازم تكون الحدود والمسافة بينهم.. وقطعت عليها صالحة تفكيرها يوم قالت لام احمد وبلهجة هجومية: " خليها تولي ليش تسلمين عليها؟ هاذي يايه ومب يايبة وياها الا المصايب!"

ياسمين: "أنا ابا اعرف انتي ليش تدخلين في الموضوع وانتي اصلا ما يخصج!!"

أم أحمد: " وطن حسكن انتن الثنتين!!.. فضحتنا شو بيقولون الناس عنا!!"

تنهدت ياسمين وقالت وهي تطالع أم أحمد برجاء: " عموه ابا اشوف عبدالله.."

أم أحمد: " عبدالله عنده ريال الحين.. ومن يظهر من عنده تفضلي وادخلي .."

صالحة: " انتي تبينها تجتله؟؟ كل اللي استوى به من تحت راسها!!"

تمت ام احمد مركزة نظرتها على ياسمين وقالت: " هاي مرته وما نروم نمنعها عنه.."

صالحة: " وين مرته وهو مطلقنها؟"

اطالعتها ياسمين بنظرة نارية ولو كانت تروم تجتلها من هالنظرة جان جتلتها وبردت فوادها فيها.. بس عرفت انها اذا حقرتها بتقهرها اكثر وعشان جي ابتسمت لأم أحمد بكل برود وقالت لها.. : " مشكوره عموه.. أنا بترياه برى.."

وقبل لا تسمع ردها طلعت من الغرفة بسرعة وشلت باقة الورد اللي كانت طايحة عند باب غرفة عبدالله.. وكانت بتسير الاستراحة وبتتريا هناك لين ما يطلع الريال من عند عبدالله .. بس قبل لا تتحرك طلع الريال ومشى في الممر وهو مبتعد عن الغرفة.. وتنفست ياسمين بعمق قبل لا ادق الباب وتبطله بسرعة قبل لا تغير رايها..

.

.




--------------------------------------------------------------------------------
عبدالله كان في غرفته يتريااها ادش عليه.. الريال اللي كان عنده هو سهيل ، وما طول كان ياي اييب له اوراق يوقع عليها وبيطلع من عنده.. وطول الوقت عبدالله مرتبك يتريا اللحظة اللي بيتبطل فيها الباب وبتدش ياسمين وبيشوفها.. سمع صوتها أول ما يت يوم كانت محتشرة هي وصالحة وكان متلخبط مب عارف هالصوت وين سامعنه من قبل.. ولا متذكر انه صوت ياسمين .. بس أمه خبرته وقالت بتسير تشوفهن وتخليهن يسكتن .. ومن طلعت عنه ودخل عليه سهيل.. وهو مب قادر حتى يتنفس.. كل الذكريات وخصوصا ذكرى اخر مرة شافها فيها كانت تدفق في خياله وحدة ورا الثانية.. وفي النهاية يوم طلع عنه سهيل ، حس عبدالله بإحساس فظيع ولوعة وتمنى لو انه يستوي أي شي عشان ما تروم ادش وتشوفه..ويوم سمع حد يدق عالباب توقع تكون امه وكان توه بيتكلم وبيقول لها انه ما يبا يشوف ياسمين، يوم تفاجئ انه اللي دخلت عليه الحين هي نفسها اللي كانت محتلة أفكاره في الدقايق القليلة اللي مرت عليه قبل شوي
دخلت ياسمين وهي مخبية نص ويهها ورا باقة الورد الكبيرة اللي شالتنها في إيدها.. كان مب مبين من ويهها الا عيونها اللي كانت تطالع ملامحه بتردد وخوف.. وعبدالله اول ما شافها حس برجفة قوية تسري في كل ارجاء جسمه.. وحس بمزيج فظيع من الشوق والحب والألم والحسرة.. ارتجفت شفايفه للحظة وهو يحاول ينزل عيونه عنها بس مب قادر.. هي هاذي العيون اللي خلته يحبها بكل هالعمق.. وهي نفسها العيون اللي جرحته بسيوف الجليد اللي كانت تصوبها له في آخر لقاء بينها وبينه

نزلت ياسمين الباقة عن ويهها وابتسمت له بحزن وهي تشوفه ممدد على الشبرية وشكله تعبان من الخاطر.. كل مشاعر وكلمات الشوق اللي في العالم مستحيل كانت تعبر عن شعورها في هاللحظة وهي تشوف ريلها اللي حبته بكل قوتها واللي اكتشفت عمق مشاعرها تجاهه .. كان في خاطرها تحط راسها على جتفه وتصيح كل الدموع اللي في داخلها.. تبا تحس بحنانه مرة ثانية وتحس انها حبيبته واهم انسانة في الوجود بالنسبة له.. كانت تبا تستعيد ولو للحظة وحدة بس هالاحساس الرائع بإنها تكون حبيبة عبدالله وانه يكون راضي عليها ومستانس بوجودها وياه..
[/CENTER]


بس نظرته لها أكدت لها انه الجرح بعده موجود ، وانه عبدالله ما نسى .. وانه هاللقاء بيكون صعب.. صعب جدا عليه.. وعليها هي بعد

عضت ياسمين على شفايفها وتمت تنقل نظراتها في أرجاء الغرفة وهي مب عارفة وين تطالع.. المهم انها ما تحس بنظرات عبدالله اللي كانت تحرقها.. ويوم شافت المزهرية الفارغة اللي حذال الشبرية تجدمت من عبدالله ببطئ وقالت وهي تبتسم" عبدالله.. شحالك؟


اطالعها عبدالله وهو عاقد حياته وما كلف نفسه حتى انه يرد عليها.. وهالشي زاد من ارتباك ياسمين اللي وخت عشان تبوسه على خده .. بس عبدالله صدمها وبعد ويهه عنها ولف الصوب الثاني عشان ما يشوف ويهها اعتدلت ياسمين في وقفتها وتمت تطالعه باستغراب وقالت في خاطرها من حقه يزعل.. بس اكيد عقب بيرضى.. وتنهدت وهي ترتب الورود في المزهرية وتفكر شو ممكن تقوله عشان تكسر جبل الجليد اللي انبنى من بينهم.. وفي النهاية ابتسمت وقالت: " عبادي ياللا عاد طمني عليك.. شو صحتك؟ وشو اخبار الممرضات وياك؟؟ هاا؟ تراني صدق اغار.. هن يشوفنك اربعة وعشرين ساعة وانا لاء


اطالعها عبدالله بعصبية ويود عمره اكثر عشان ما يفاتن عليها.. كان صدق مقهور منها ووده لو يقدر يغمض عيونه ويبطلهن وما يشوفها جدامه.. كان مقهور اكثر من نفسه لأنه حاس بشوق كبير لها.. والحين يوم شافها كان كل اللي خاطره يسويه انه يروي شوقه لها ويظمها حيل لصدره.. بس كيف ينسى!!


وقفت ياسمين مثل الطفلة المذنبة تطالع عبدالله وهي متلخبطة.. وبيأس اقتربت منه أكثر ويلست تعدل فراشه وهي تبتسم بارتباك وتتكلم وهي بروحها مب عارفة هي شو تقول.. بس انتبهت على عمرها وهي تقول له: " عبادي وايد ضعفت.. ما يأكلونك هني؟؟ ولا صالحة تاكل عنك الوجبات.. ههه"



يود عبدالله إيدها بقوة ودزها بعيد عن فراشه اللي كانت تعدله.. وشهقت ياسمين من الألم والصدمة وسألته وهي تطالعه بحزن: "ليش؟؟؟"



عبدالله هني ما قدر يستحمل وقال لها : "انا ابا اعرف انتي شو يايبنج هني؟؟ شو تبين مني الحين؟؟"



تحسست ياسمين مكان ايده على معصمها وقالت بنبرة استعطاف: " ياية اطمن عليك عبادي كنت وايد احاتيك!!"



اطالعها عبدالله باحتقار فظيع وكان مقهور لأنه مب قادر يوقف للحين ويراويها انه قوي وانها ما هزته بزيارتها هاذي.. كان حاس بضعفه جدامها.. وهالشي خلاه يعصب اكثر واكثر.. وعقب ما حس انه نظرته أثرت فيها قال لها: " تطمنين عليه؟؟ الحين افتكرتي فيه وحسيتي ؟؟ هه!!.. دخليج ياسمين ودري عنج هالمقدمات والتمثيلية اللي مالها داعي ودشي في الموضوع على طول.."



ياسمين كانت تطالعه بذهول وهي مبطلة حلجها.. لا رمست ولا حاولت حتى انها تتنفس.. وعبدالله أول ما ابتدى في الرمسة ما قدر يوقف وتم يكيل لها الاهانات الوحدة ورا الثانية..



عبدالله: " اللي يابج اليوم هو اللي يابج لي اول مرة يوم سويتي عمرج تحبيني.. تبين بيزات بعطيج.. بعطيج ثمنج وثمن بنتج وثمن السنة اللي عشتيها ويايه.. بس مابا اشوف ويهج هني مرة ثانية.. انتي فاهمة؟؟"



ياسمين: "عبدالله!!"



عبدالله: "ليش اتعبين عمرج وتمثلين عليه تمثيلية يديدة حفظها لج ابوج قبل لا اتين هني.. صدق ما توقعت انج ممكن تنحطين لهالمستوى واتين لين هني بس عشان تاخذين اللي تبينه..!"



كلماته لها كانت خناجر تنغرس في قلبها وحست ياسمين عقبهن انها دايخة وتعبانة وانها استنفدت كل طاقتها في هالثواني البسيطة.. وعبدالله ما توقع في يوم انه ممكن يكون بهالقسوة مع أي انسان بس ما ندم على أي كلمة قالها لها .. وكان يتمنى لو يقدر يجرحها اكثر ويخبرها انه يكرهها ويكره شوقه لها وكل ذكرياته وياها.. بس يوم صدت بويهها الصوب الثاني عنه عرف انه جرحها بما فيه الكفاية وسكت عنها..

أما ياسمين فصدت بويهها صوب الدريشة وتمت تطالع السما الزرقا برى.. وعضت على شفايفها بقوة عشان ما تصيح.. آخر شي توقعته انه عبدالله يجرحها بهالطريقة.. الانسان اللي شافته جدامها اليوم كان نسخة باردة وقاسية من ريلها..في داخلها ضحكت على عمرها لأنها كانت ياية ترد المياه لمجاريها.. كانت ياية تستسمح منه وتقول له انها تحبه وانها غلطانه وتتمنى رضاه عليها.. بس الحين.. ورغم ألمها ونواياها الصادقة اللي يابتها لهني رفعت ياسمين راسها وقالت ببرود مصطنع: " زين.. زين يوم انك وفرت عليه كل اللي كنت ابا اقوله.. أنا بعد وقتي ضيق وما اروم اضيعه في المجاملات.. عبدالله انا ابا الفيلتين .. فيلا جميرا وفيلا العين.."

عبدالله: " بتحصلينهن عقب ما تكتبين لي تنازل عن شمسة .. ومن عقبها.. ما ابا اشوف رقعة ويهج.."

ياسمين (وهي بعدها مواجهة الدريشة): " خلاص تم.. بس انا مستعيلة وابا الاملاك هاي بسرعة.. ويا ريت يكون هالاسبوع.."

عبدالله: " وانا اقول جي بعد.. عشان نخلص من هالسالفة بأسرع وقت ونفتك.."

غمضت ياسمين عيونها بألم وحطت إيدها على قلبها.. لهالدرجة يتمنى يفتك منها؟؟ ليش؟؟ ليش ما يكون كل هذا حلم وتنش منه ياسمين في أي لحظة؟؟ ليش الواقع لازم يكون بهالقسوة والبرود؟

التفتت له ياسمين وقالت: " خلاص عيل ماله داعي اتم هني.. أشوفك على خير ان شالله عبدالله"

اطالعها عبدالله باحتقار وهي تمشي بسرعة وتشل شنطتها عن الكرسي وتطلع من الغرفة بدون أي كلمة ثانية.. وأول ما طلعت وصكت الباب وراها,.. طاح عبدالله بتعب على المخدة وغمض عيونه وهو يحس بالألم يعتصر قلبه.. ليش؟ ليش الانسانة اللي حبها اكثر عن نفسه مب قادرة تحب فيه الا بيزاته وبس؟ ليش؟

.

.


.

.

برى الغرفة وعند الباب بالضبط ، كانت ياسمين واقفة وهي محطمة تماما.. كانت حاطة ايدها على ثمها عشان ما ينسمع صوتها وهي تصيح، حاولت تكتم موجات الدموع اللي اجتاحتها بس ما قدرت.. كل احلامها وامالها لهاليوم تحطمت في ثواني وتحطمت بعنف وقسوة شديدة..

شو يابها هني؟؟ شو كانت تتوقع يعني؟؟ انه ياخذها في حظنه ويقول لها سامحتج.. فعلا كانت غبية يوم قررت تي وتشوفه!! فعلا كانت غبية.. عبدالله خلاص يكرهها ويحتقرها بشكل ما كانت تتصوره.. تمنت ياسمين لو انها ما عرفت هالشي ولا حست بكرهه لها.. تمنت لو تمت بعيد واحتفظت بكل الذكريات الحلوة بدون ما تشوهها بهاللقاء..

مشت ياسمين بسرعة وهي تصيح وما تشوف الدرب من كثر الدموع وحست انها اصطدمت بحد بس ما ميزت منو بالضبط.. وكملت دربها بسرعه لنهاية الممر عشان تشوف نهلة وتروح وياها

أما مزنة اللي كانت ياية ويا الدريول من المدرسة ويايه هني عشان توصل الغدا ليدوتها ولأم احمد وعبدالله، فتمت تطالع ياسمين باستغراب وقالت: " هاي مب ياسمينوه العله؟؟ (واطالعت دريولهم كريم وهي تقول) انته ليش واقف بعد بسرعة بسرعة ادخل بخبر يدوه.."

.

.



.

جلبت القنوات للمرة الأخيرة وتنهدت بملل وهي تبند التلفزيون.. كل شي في هالبيت ممل ومحد فاضي حتى يرمسها.. شيخة استوى لها اسبوع وهي يالسة في بيت أبوها وفهد للحين ما يرد عليها يوم تتصل به ولا حتى فكر انه يتصل ويسأل عنها.. كان يطرش لها مسجات أحيانا ويكتب لها فيهن انه اشتاق لها، بس يوم تتصل به شيخة عشان تكلمه عقب ما تقرا المسج كانت تنقهر لأنه ما يرد عليها.. شو، يلعب بأعصابها ؟؟

نشت شيخة من مكانها وسارت صوب دريشة الصالة تطالع الحوي.. أخوانها وايد متشددين وحتى طلعتها في الحوي ممنوعة عليها.. كانت حاسة بظيج ومتولهة على ريلها.. تبا تكلم أي حد.. أي حد!! وتفضفض له عن اللي في داخلها.. أمس من كثر ما كانت مهمومة كانت بتدق على رقم مروان وبتكلمه.. بس يودت عمرها في آخر لحظة واستغفرت ربها وفرت الموبايل بعيد عنها..

شافت شيخة أمها تنزل من الموتر برى وتمشي صوب باب الصلاة.. أمها كانت طالعة من الصبح وسايرة عزا وحدة من الحريم اللي تعرفهن.. وابتسمت شيخة يوم شافتها تبطل باب الصالة.. على الأقل الحين ما بتم بروحها وبتيلس تسولف ويا امها..

بس يوم اقتربت شيخة من أمها عشان توايهها .. استقبلتها أمها " نورة" بنظرة حادة وقالت لها وهي تفرها بالشنطة اللي في إيدها: " التعني من جدامي.. ما أبا أشوف ويهج يالخايسة يا جليلة الحيا!!"

تجمدت شيخة في مكانها وهي حاطة إيدها على قلبها.. كانت متأكدة انه هاليوم بي وانه أمها بتعرف في أي لحظة عن كل اللي سوته.. وما عرفت شو تقول ولا شو تسوي ونزلت راسها وتمت تطالع الرخام اللي تحت ريولها بدون ما تنطق بكلمة..

اقتربت منها نورة ويت بتظربها من القهر اللي فيها بس إيدها تجمدت في مكانها .. عمرها ما مدت إيدها على بنتها والحين في قمة غضبها خانتها الشجاعة وما رامت تظربها.. بس من قهرها كانت تزاعج عليها بأعلى صوته : " فضحتيني.. وسودتي ويهي بين الحرمات يالخايسة.. الكل يسولف عنج وعن سواياج.. وين أودي ويهي من الناس؟؟ وين اودي ويهي يا ربيه!!.. يا ربي انا شو سويت عشان استاهل هذا كله.. حسبي الله عليج من بنيه!!.. حسبي الله عليج!!"

ما اتحملت شيخة كلام امها وتمت تصيح بقوة وهي تحاول تبوس إيدها وتقول لها : " سامحيني.. سامحيني امايه والله اني ندمانه.. وانا تغيرت وفهد يعرف اني تغيرت.. الله يخليج سامحيني.."

يرت نورة ايدها من إيد بنتها وقالت لها : "هدي ايدي ماباج تزخينها ولا أباج تزقريني امايه!!.. الله لا يسامحج على اللي سويتيه فيه.. الله لا يسامحج.. يا ليتني مت ولا انفضحت هالفضيحة.. يا ليتني مت قبل هاليوم.. حسبي الله عليج .. حسبي الله عليج!!"

طاحت نورة على القنفة وهي تصيح بكل قوتها ونزل " راشد" أخو شيخة العود من فوق يوم سمع صريخ امه.. وأول ما شافته شيخة حست بأطرافها كلها تتجمد وعرفت انه امها بتخبره بالسالفة أكيد وإنه مستحيل يرحمها..

وحطت إيدها على ويهها وهي تصيح وتتريا وابل الظربات اللي تعرف انها بتتلقاهن في أي ثانية

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

ع الغدا في بيت المرحوم أحمد بن خليفه، كان محمد يالس على راس الطاولة ويراقب أفراد عايلته الحبيبه وهم يتغدون ويسولفون ويضحكون بسعادة.. مجرد وجوده وياهم خلاه يحس بالراحة والاستقرار وتمنى انه هالوضع يستمر على طول وما يكدر صفو حياتهم أي شي..

ليلى كانت يالسة على يمينه وحذالها يالس خالد وامل وعلى يساره مرته مريم وعقبها سارة ومايد.. وكانوا اليوم مفتقدين وجود أم أحمد وياهم ووجود مزنة اللي تعودوا تتغدى وياهم بشكل شبه يومي..

ليلى كانت تخبرهم عن اللي سوته اليوم في الموقع الأثري وكانت بعدها متحمسة وتوصف لهم اللي شافته بأدق التفاصيل.. ويوم تسكت يكمل عنها مايد اللي كان متحمس اكثر عنها وأعلن للكل اليوم انه قرر يستوي عالم آثار..

مريم: " الله!!.. شكلكم صدق استانسوا.. ليتني سرت وياكم.."

ابتسم لها محمد وسأل ليلى: " ومتى بطرشين لها الصور؟"

ليلى: " بيلس اليوم العصر اظهرهن وباجر ان شالله هي بطرش الدريول ياخذهن."

محمد: "زين.. وإذا عيبها شغلج بتتعامل وياج دوم؟"

ليلى: "هيه.. إن شالله عاد يعيبها.."

مريم: " إنتي ماشالله عليج فنانه.. أكيد شغلج بيعيبها.. لا تحاتين..."

ابتسمت لها ليلى بامتنان لأنها فعلا كانت محتاجه حد يطمنها.. والتفتت صوب اخوها خالد اللي كان ياكل غداه اليومي المعتاد اللي ما يغيره أبد .. كان شكله متلذذ وايد بأكل العيش والكتشب والسمج المشوي.. وابتسمت له ليلى بحب كبير وهي تسأله: " شو سويت في الروضة اليوم خلودي؟"

اطالعها خالد وعيونه تلمع من الاثارة وقال: " أووه صح!!.. عندنا حفلة ولازم احفظ النشيده عشان اقولها في الاذاعة.."

ليلى: " ومتى الحفلة؟"

مد خالد إيده لعلبة الكتشب وقال وهو يفكر: "إممم.. ما اعرف.. مكتوب في الورقة!"

ليلى: "خلاص عقب عطني الورقة بشوفها.."

في هاللحظة، رن موبايل مايد للمرة الثالثة من يوم يلسوا يتغدون.. واطالعه محمد بنظرة حادة تجاهلها مايد بكل برود وهو يرد على التيلفون..

مايد (وهو يبتسم): " هلا والله بوغنيم.. الحمدلله ربي يعافيك.. لا ما فيني الا العافية.. بس جي بروحي غبت ما كان لي نفس للمدرسة وبعدين انشغلت شوي.. هههههه.. خلاص المرة اليايه ان شالله بخبرك قبل لا اغيب.. أوكييه.. نتلاقى عقب ان شالله.. فمان الله"

بند مايد التيلفون وابتسم لمحمد ابتسامة عريضة بس محمد طنش الابتسامة وقال: " يعني ما تروم تستغنى عن الموبايل دقايق بس لين ما تخلص غدا؟"

مايد: " شو أسوي؟ فديتني Vip لازم موبايلي ويايه دوم وبعدين أنا اليوم ما سرت المدرسة.. يعني ربعي اكيد يحاتوني.."

محمد:" منو ربعك؟ سالم وحميد؟"

اطالعه مايد بنظرة تحدي لأنه يعرف انه ما يدانيهم وقال: " هيه.. سالم وحميد!"

محمد: " لين متى بتم مرابع لي هاذيلا؟ والله الشلة بكبرها تعبانة.. "

مايد: " ما عليه. أنا مب ياهل وادرى بمصلحتي.. أوكيه؟"

تنهد محمد وما قال شي ورد يكمل غداه.. ومريم اطالعت مايد وابتسمت له ابتسامة اعتذار، ورد لها مايد الابتسامة وقال لليلى: " ليلى فكرتي بموضوع برنامج أمل؟ لازم أرد على مترف بسرعة.."

ركزت أمل عيونها على اختها وهي تترجاها بنظرتها انها توافق وابتسمت لها ليلى وقالت لمحمد: " محمد أنا خبرتك عن البرنامج.. شو رايك؟"

محمد: " دام انه في الصيف وما بيأثر على دراستها.. ليش لاء؟"

مايد: " ومنو بيوديها وبيردها كل يوم؟"

محمد: "اممم.. أنا بفتتح فرعين يداد من محلاتنا في دبي ولازم اشرف على كل شي بنفسي يعني بضطر اني اكون موجود هناك الصيف كله.. وأمولة بتم ويايه انا ومريم.."

ليلى: " حلو!.. خلاص مايد خبر مترف عشان يجهز لها كل شي.."

مايد: " إن شالله.."

ابتسمت أمل بدلع واحمر ويهها من الوناسة واطالعت سارة اللي كانت تبتسم لها وهي متحمسة انه اختها بتطلع في التلفزيون..

ليلى: " باجر الصبح ان شالله بسير اشوف عمي .. مريم ما بتين ويايه؟"

مريم: " يا ريت والله.. من كم يوم افكر اسير اشوفه بس (وهي تطالع محمد بنظرة) محد تفيج يوديني.."

محمد: "خلاص سيري ويا ليلى باجر .. وأنا بسير له اليوم العصر لأنه الحين اكيد بيكون راقد.."

مايد: "أنا بعد أبا اسير اشوفه.. تولهت على يدوه مول ما ترد البيت!! "

ليلى: " يدوه فديتها بعد وايد مشغولة.. ما شالله الزيارات ما توقف من عند عمي ولازم هالناس يبون لهم حد يجابلهم.. والله لولا خالوه صالحة ولا جان يدوه حليلها هلكت!"

ضحك مايد بخبث وقال: "هيهيهيهي.. خالوه صالحة شو سالفتها؟ فجأة استوت طيبة وما تفارج المستشفى موليه .. لا يكون حاطة عينها على عمي عبدالله؟!!"

ليلى: "ميود يا حمار!!"

أمل: " شو يعني؟؟ ما فهمت!"

محمدك" ماشي لولة كلي وانتي ساكتة."

محمد اطالع مايد بنظرة ومايد ضحك بخبث ورد ياكل.. وتمت ليلى تطالعه وتضحك وكملوا غداهم وهم يسولفون ويخططون شو بيسوون اليوم وباجر

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في بيت سهيل المحامي ، كانت لطيفة تتغدى ويا أبوها وأمها ومستغلة الوضع انه موزة سايرة تتغدى عند ربيعتها ويالسة تدلع على أبوها وأمها على راحتها بدون ما يشاركها أي حد فيهم.. بس أبوها خرب عليها الدلع كله يوم سألها السؤال القاتل..

سهيل: "ما عطوكم الشهادات للحين؟"

اطالعته لطيفة وهي مرتبكة وقالت: "إممم.. امبلى!"

سهيل: "وينها؟ ما شفتها!"

لطيفة: " باباه انته هذاك اليوم كنت مشغول وايد وترييتك ترد البيت عشان توقعها بس ما رديت .. عشان جي عطيتها لامايه توقعها بدالك.."

اطالع سهيل مرته وسألها:" يعين انتي شفتيها؟"

سلامة: "هيه شفتها ونسيت اخبرك.. مب من زين الدرجات اللي فيها.."

اطالعت لطيفة امها وهي مبطلة عيونها ع الاخر. أمس كانت مترجتنها ما تخبر ابوها عن الدرجات وامها وعدتها ما تخبره والحين نست كل الوعود!

سهيل (وعيونه على لطيفة): " أفاا!!! ليش عاده لطيفة شو استوى عليج؟"

سلامة: " ليش بعد؟ كله مجابلة هالكمبيوتر والدراسة مول ما تعرف لها طريج.."

لطيفة: "حرام عليج اميه..!! أدري بج جي تقولين عشان ابويه يشل عني الكمبيوتر! "

سهيل: " كم ترتيبج في الشهادة..؟"

لطيفة: "أبويه نحن ما عندنا ترتيب.. بس نسبة"

سهيل: " إنزين كم نسبتج؟"

لطيفة: " إممم.. ما اذكر.."

سلامة: "أنا اتذكرها.."

لطيفة: "أمييه حرام عليج!!"

سهيل: "كم؟"

سلامة: " 68%"

اطالع سهيل بنته بنظرة طويلة وحادة لين ما حست انه الدم بيتفجر من ويهها من كثر الاحراج والخوف من انه يشل عنها كمبيوترها الحبيب.. وشافت انه احسن وسيلة لتفادي العقاب هي انها تشل كتبها وتيلس تذاكر في الصالة جدامهم هاليومين..

وعقب صمت استمر دقايق معدودة.. ردت سلامة تسولف ويا ريلها وسألته عن صحة عبدالله..

سهيل: " الحمدلله وايد احسن عن قبل.. ابتدى يحرك ريوله اليوم والدكتور قال انه حركته بتكون صعبة شوي هالايام بس عقب فترة بيرد طبيعي.."

سلامة: " الله يعافيه ان شالله.. عبدالله يستاهل كل خير.."

لطيفة كانت تاكل الدياي اللي جدامها وهي ساكتة بس حبت تشاركهم حديثهم عشان تطمن انه أبوها مب محرج عليها وقالت: " كيف عرفوا انه عبدالله نش من الغيبوبة؟ شو اول شي قاله؟ ابويه انته كنت وياه؟"

اطالعها سهيل وابتسمت له لطيفة ابتسامة بريئة خلته يبتسم لها غصبن عنه وهو يرد عليها: " لا أنا ما كنت موجود للأسف.. مايد ولد اخوه هو اللي كان وياه.. وأول ما انتبه عمه اتصل بهم في البيت وخبرهم.. وليلى اتصلت بي وخبرتني."

لطيفة (بشرود): " أهاا.."

كمل سهيل غداه وكانت سلامة كل شوي تسولف له عن شي.. وحاولت لطيفة تاكل بس ما رامت .. كانت تفكر انه هاي هي المعلومة اللي قالت لها عنها حنان انها ممكن تكشف لها الحقيقة وتخليها تتأكد من هوية ياثوم.. وكملت غداها بسرعة عشان تسير فوق وتدخل البول هي وحنان .. لأنها خلاص تعبت من التفكير

.

.




--------------------------------------------------------------------------------
.

اطالعت نهلة ربيعتها بقلق وهي تسوق السيارة في طريجها لدبي.. ياسمين كانت مختفية ورا نظارتها الشمسية وتطالع الشارع وهي ساكتة.. وبين فترة وفترة كانت نهلة تسمعها وهي تصيح بصوت واطي بس ما تروم تقول شي.. كانت تعرف انه ربيعتها هي اللي يابته حق عمرها.. بس بعد ما تهون عليها تعاتبها الحين وهي مظايجة.. صدمتها كانت وايد قوية اليوم وجرحها أقوى وأكبر..

ياسمين كانت تحس انها خلاص فقدت كبريائها وقلبها وروحها.. كانت تحس بفراغ كبير في داخلها وبإحساس بالفقدان والخسارة ما يظاهيه أي احساس ثاني.. واللي كان يقطع لها قلبها بكل قسوة هو احساسها بالذنب والمسئولية .. لأنها هي اللي سببت هذا كله لنفسها.. ما عندها أي حد تلومه غير عمرها.. حتى ابوها وامها ما تروم تلومهم..هي اللي غلطت وهي اللي المفروض تتحمل نتيجة غلطتها

كانت تفكر وتتخيل حياتها كيف بتكون وهي تعرف انه عندها بنت تخلت عنها في يوم، وريل أقل شي ممكن ينقال عنه انه أروع انسان في الدنيا.. وتخلت عنه هو بعد في لحظة جنون.. فكرت ياسمين كيف ممكن تكون حياتها وهي بعيدة عنهم.. حياة مهما كانت حلوة.. بتم خالية من الاحساس وبيتم شي كبير ناقصنها.. شي أكبر من البيزات والمركز الاجتماعي والمظاهر اللي خدعتها..

كانت ياسمين تعرف انها اليوم كسبت ثروة ريلها، وخسرت راحة البال والاحساس بالحب للأبد..

نهلة( بقلق): " ياسمين؟"

ياسمين (وعيونها على الشارع): " انا بخير نهلة لا تحاتين.. بس .. ما ابا ارمس في الموضوع"

ردت نهلة تطالع الشارع وهي تسوق وتنهدت بحزن.. كانت تعرف انها مب بخير.. بس ما حبت تجبرها انها تتكلم الحين.. وهي بروحها بعد كانت ما تبا ترمس في هالسالفة نهائيا..

.

.



.

اطالعت لطيفة ساعتها للمرة المليون من يوم دشت البول هي وحنان.. كانن يترين ياثوم اللي تأخر اليوم بزيادة.. الساعة استوت 3 ونص الظهر وبعده ما دخل ..

بطلت لطيفة المسنجر وقالت لحنان: " شكله ما بيدش .. أنا بطلع خلاص راسي يعورني.."

حنان: " صبري شوي لطوف يمكن يدش الحين.."

لطيفة: " تبين الصراحة انا جبدي لاعت منه خلاص وما ابا اعرف أي شي.."

حنان: " وباجر بتردين تقولين لي انج متحرقصة وتبين تعرفين الصدق.. لطوف صبري شوي بس للساعة اربع وعقب بنظهر إذا ما تلاقينا وياه.."

لطيفة: " اوكى"

تمت لطيفة تترياه ربع ساعة بعد وأخيرا شافت ايميله موجود في اللست وبسرعة سوت له invite للروم اللي كانت تلعب فيها ويا حنان.. وأول ما دش الروم قفلتها لطيفة وسلمت عليه..

القصيد 87: " السلام عليكم ورحمة الله.."

ياثوم: " وعليكم السلام والرحمة.. شحالج اختي القصيد؟"

القصيد: "الحمدلله بخير.. هاي ربيعتي روح_الإمارات بتلعب ويانا اليوم.."

ياثوم: " هلا والله.. شحالج روح؟"

روح_الإمارات: " بخير "

يلست حنان تلعب ويا ياثوم وهي ساكتة ولطيفة كانت تبا تبدا وياه في الموضوع بس مب عارفة كيف.. وياثوم كان مب عارف يرمسها لأنه حنان موجودة .. وحنان كل شوي اطرش للطيفة رسالة في المسنجر وتقول لها ياللا..!! اسإليه..

لطيفة: " زين بسأله.. بس لازم امهد للموضوع.."

حنان: " شو تمهدين بعد؟؟ اسإليه وخلينا نخلص!!"

لطيفة: "أوكيه!!"

تنفست لطيفة بعمق وكتبت له: " مايد شحاله عمك؟ ما طلع من المستشفى؟"

ارتبك مانع من سؤالها وتم يفكر ويحاول يتذكر شو قال له أبوه اخر مرة يوم سار يزور عبدالله في المستشفى.. واخيرا تذكر انه خبره انه عبدالله بعده بيتم اسبوع في المستشفى

ياثوم: " عمي؟ امم.. لا بعده.. بيطلعونه خلال هالاسبوع.."

القصيد 87: " أهاا.. والله استانست وايد يوم دريت انه نش من الغيبوبه"

ياثوم: " فيج الخير والله.. "

في هاللحظة شافت لطيفة رسالة واصلتنها على الخاص وكانت من ياثوم.. كان كاتب لها: " مب عارف ارمسج على راحتي.. ليش مدخلتنها ويانا؟"

تظايجت لطيفة وكتبت له: " وليش ما ادخلها؟ نحن ما امبينا اسرار.. إذا عندك أي شي قوله على العام!"

وعقب ما طرشت له الرسالة كتبت في الروم: " ابويه اليوم كان يخبرنا ويقول انه عمك حليله يوم نش من الغيبوبة ما كان عنده أي حد .. وتم للصبح ومحد وياه لين ما دخلت النيرس تجيك عليه وشافته واعي.."

تأفف مايد وهو يقرا رمستها وقال : "شو عندها هاذي اليوم ؟ " وكتب لها: " هيه"

القصيد 87: " هيه شو؟"

ياثوم: " هيه حليله كان بروحه في الغرفة وزين يوم انه النيرس مرت عليه الغرفة وشافته.."

تمت لطيفة تطالع شاشة الكمبيوتر وعلى ويهها ابتسامة صفرا.. ونشت عن الكمبيوتر حتى من دون ما تبنده وسارت تتمدد على الشبرية لأنها حست بعمرها انها داخت .. أما ياثوم فتم مرتبك وطرش لها ع الخاص: " أنا بطلع أوكى؟ برد ادش عقب يوم بعرف ارمس وياج شرات كل مرة"

بس لطيفة كانت بعيد عن الكمبيوتر وما ردت عليه.. اللي رد عليه كانت روح_الإمارات اللي قالت له ع العام: " انا ما اعرف منو انته بس اللي سويته في القصيد حركة ما يسويها الا واحد نذل وجبان.. واحسلك تبتعد عنها نهائيا من اليوم ورايح.. انته فاهم؟؟"

انقهر مانع من اسلوبها وقال لها: " ربيعتج القصيد بروحها يتني وهي اللي ركضت ورايه وترجتني ارمسها.. اذا انا كنت نذل وجبان فربيعتج وحدة خايسة وراعية شباب وهني في البوول مسوية عمرها شريفة مكة.."

حنان انقهرت وكتبت له وهي معصبة: " جاااااب يالنذل يالحيوان.. لطيفة اشرف عنك ومحشومة عن كل اللي قلته.. بس الشرهة مب عليك عليه انا اللي يالسة اوصخ لساني وارمس واحد شراتك.."

ومن دون ما تشوف اللي كتبته، بندت حنان الصفحة وطلعت من النت وسارت صوب التيلفون عشان تتصل بغرفة لطيفة..

أما مانع، فكانت ابتسامة انتصار كبيرة مرسومة على شفايفه.. كل اللي كان يباه هو إسمها ووصل له أخيرا.. خلاص ما عادت تهمه لا هي ولا ربيعتها .. وباجر بيكمل خطته وبيحرق قلب هالسخيف مايد

.

.

نهاية الجزء التاسع والعشرون

غرربه
02-05-2013, 07:05 PM
بداية النهايه




كانت عيونه اللّوزية الشكل تتنقل بكل ثقة في أرجاء المكان.. وحواجبه المقرونة زادت من حدة وجمال نظراته.. ملامح ويهه الوسيم صارت معروفة في كل مكان.. وابتسامته البريئة أسرت آلاف المراهقات في الإمارات وفي كل أنحاء الخليج العربي.. مترف عبدالله كان المذيع الذهبي في تلفزيون دبي، اللي على الرغم من صغر سنه، وانعدام خبرته في مجال التلفزيون.. إلا انه تحول لواحد من أشهر المذيعين وأكثرهم شعبية على المستوى الخليجي.. واحتل برنامجه الأسبوعي " المسابقة الرياضية" المراكز الأولى في قائمة أكثر البرامج شعبية بين فئة المراهقين والشباب..

على الرغم من كل هذا كان مترف يحمل في داخله قلب كبير بعيد تماما عن الكبر والغرور، وبراءة انعكست في تعامله مع كل اللي حواليه بعفوية وفي تمسكه بآخر خيوط طفولته اللي ابتدت تنساب من بين أيام مراهقته بسرعة رهيبة.. وكان على الرغم من شهرته قليلا ما يطلع من البيت ومن الصعب جدا انه يكون له صداقات جديدة.. صديقه الوحيد واللي يحبه أكثر من نفسه كان مايد أحمد خليفة.. هو الوحيد اللي يقدر يكون وياه مترف على طبيعته وهو الوحيد اللي تنكسر جدامه كل الاقنعة وكل مظاهر الزيف الاجتماعي.. وهو الوحيد اللي كان يفكر فيه مترف الحين وهو يقدم آخر فقرة من برنامجه الأسبوعي المسابقة الرياضية.. كان يبا يخلص البرنامج بسرعة عشان يتصل به مثل عادته كل يوم في هالوقت..

" هذا كان آخر اتصال ويانا اليوم.. للأسف وصلنا لنهاية حلقة هذا الأسبوع من المسابقة الرياضية.. ألف مبروك لكل اللي فازوا ويانا وهارد لك للي ما حالفهم الحظ.. نلتقي وياكم الأسبوع الياي في نفس الموعد .. وعلى نفس القناة.. قناة دبي الرياضية.. لكم مني أجمل تحية وإلى اللقاء.. "

ابتسم مترف للكاميرا ابتسامة عذبة عقب ما قال الكلمات اللي حفظها أكثر عن اسمه من كثر ما يعيدها كل أسبوع وأول ما أشر له المخرج انه Off air تنهد براحة ومشى صوب معد البرنامج عشان ياخذ عنه نسخة من حلقة الاسبوع الياي.. وعقب ما كلمه وخلص التفت بسرعة للمخرج قبل لا يطلع من الاستوديو وقال له: " بوعلي لو سمحت بغيت أرمسك قبل لا تروح.."

ابتسم له المخرج وحط إيده على جتف مترف وهو يمشي وياه لباب الاستوديو وقال له: " تفضل يا مترف.."

مترف: " تذكر يوم رمستني عن البرنامج الصيفي اللي بتسوونه عشان المفاجئات الصيفية؟ كنت قايل لي انك تبا مقدمين للبرنامج.."

المخرج: " هيه للحين ما لقينا الا ثلاثة.. عندك حد بترشحه.."

مترف: " هيه.. بنيه عمرها 8 سنوات.. بس أضمن لك انها بتقدم البرنامج بشكل حلو .."

المخرج: " بس وايد صغيرة.."

مترف: " على ضمانتي يا بوعلي.. انته خلها تسوي البروفة وعقب قرر.. "

المخرج: " خلاص.. خلها تي الاسبوع الياي الاستوديو وانا بشوفها اذا تنفع ولا لاء.. مع اني متأكد من اختيارك.."

ابتسم له مترف : " تسلم يا بوعلي.. ان شالله دوم اكون عند حسن ظنك.."

ضغط بوعلي على جتفه وهو يبتسم له وطلعوا اثنيناتهم من الاستوديو ومترف على طول طلع وركب ويا الدريول عشان يرده البيت.. وأول ما تحركت السيارة طلع موبايله واتصل بأعز ربعه.. مايد..



عقب ما خلص برنامج المسابقة الرياضية، بند مايد التلفزيون وقال لسارة اللي كانت يالسة تطالع البرنامج وياه: " الساعة عشر، ياللا قومي ارقدي"

مدت سارة شفايفها باعتراض وقالت: " شمعنى أمل محد قال لها ارقدي!!"

صد مايد صوب امل اللي كانت يالسة تلعب الثعبان والسلم بروحها في آخر الصالة وقال لها: " إيه انتي!!.. بسج من اللعب ياللا رقاد تايم!!"

قامت أمل من مكانها وهي تتأفف وسارت هي وأمل فوق وتبعهم مايد عقب ما بند الليتات، وأول ما دخل غرفته جيك على موبايله وشاف 4 مسد كول من الرقم الغريب اللي تعود انه يتصل به بشكل يومي.. طنش مايد الرقم وسار يلبس بيجامته يوم سمع موبايله يرن مرة ثانية.. وهالمرة كان المتصل مترف..

مايد: " هلا والله.."

مترف: " اهلين.. كيفوو"

مايد: " منيح .. كيفك انته؟."

مترف: " نشكر الله.. شو الاخبار؟"

مايد: " ماشي يديد.. نفس كل يوم.."

مترف: " رمست اهلك عشان امولة؟"

مايد: " هيه رمستهم اليوم ع الغدا.. وافقوا .."

مترف: " زين زين.. انا رمست المخرج ويبا يشوف أمل عشان تسوي بروفه.. خلال هالاسبوعين.."

مايد: " اوكيه خلاص بشوف متى اكون فاضي وبييبها.. عادي يوم الخميس؟"

مترف: " هيه عادي.. "

مايد: " وانته حظرتك مب ناوي تي العين؟"

مترف: " لا ميود عندي امتحانات.. بس ابويه قايل بي يزور عمك وكنت افكر آي وياه"

سمع مايد صوت الخط الثاني وقال : " لحظة مترف.." ويوم اطالع الرقم كان نفس الرقم الغريب اللي مأذنه هاليومين.. تنهد مايد وطنشه.. ورد يرمس مترف..

مايد: " هذا نفس الرقم اللي قلت لك عنه.. والله أذوني.. استويت اكره حياتي يوم يرن التيلفون"

مترف: "الله يعينك.. يمكن سلوم ولا حميد مسوين فيك مقلب.."

مايد: " لا ما اظن.. هاذيلا فيهم عقول يفكرون بهالمقالب؟ بس صدق اللي يسويها واحد تافه ما عنده سالفة.."

مترف: " انزين ما فكرت انها ممكن تكون وحدة؟"

مايد: " فكرت بهالشي .. بس عقب قلت لاء.. محد يعرف رقميه ولو بنية بترمس شو مصلحتها اتم ساكته؟؟ "

مترف: " ما اعرف والله.. ميود يوم بتي عشان بروفة أمولة ييب سارونا وياك.. من زمان ما شفتها"

مايد: " هيه أكيد بييبها ان شالله.. "

مترف: " زين .."

ابتسم مترف غصبن عنه وهو يتذكر ويه سارونا الملائكي.. وايد تعيبه هالبنيه.. كل شي فيها حلو.. دلعها وهدوءها وخجلها.. غير ملامح ويهها اللي عمره ما شاف بحلاتهن.. بس اللي صدق يعور له قلبه هو الحزن اللي يمر على ويهها في بعض اللحظات.. ويخليه يتمنى اييب لها الدنيا كلها ويحطها بين ايديها بس عشان ترد لها ابتسامتها مرة ثانية..

اجبر مترف نفسه انه يودر هالافكار ورد يسولف ويا ربيعه مايد ربع ساعة وعقب بند عنه..

وأول ما بند مايد التيلفون سمعه يرن مرة ثانية وكان نفس الرقم .. تأفف مايد وهو يرد بعصبيه: " ألو!!!"

ابتسمت عليا بسعادة يوم سمعت صوته.. وعضت على شفايفها عشان لا تغلط وتقول شي وتفضح عمرها

مايد: " عن السخافة .. إذا مب ناوي ترمس وتقول لي منو انته ماله داعي تتصل!!"

فكرت عليا ترد عليه ولا لاء.. شكله كان صدق معصب وكانت خايفة ما يرد عليها مرة ثانية.. وفجأة يتها فكرة وابتسمت بخبث وهي تقرب التيلفون من شفايفها وتعطيه بوسه قوية..

مايد انصدم يوم سمع البوسه وتم ساكت.. الحين تأكدت له شكوكه انه اللي تتصل به وحدة ومب واحد.. وبارتباك كبير سالها: " منو انتي؟"

فكرت عليا ترد ولا لاء.. وقررت ترد وقالت له بهمس عشان ما يميز صوتها: " وحدة تموت فيك.."

ابتسم مايد باستخفاف وقال: " لا؟؟ انتي أصلا تعرفين انا منو؟؟ "

عليا (بهمس):"مايد"

مايد: " أهاا.. ومن وين يبتي رقمي؟"

عليا : " العصفورة خبرتني.."

مايد: " هاهاهاها.. بايخة!!"

بند مايد التيلفون وفره ع الشبرية وهو مستغرب.. وابتسمت عليا وهي بطير من الوناسة وكتبت له مسج " أحبك" يوم قرا مايد المسج مسحه على طول وقال : " صدق البنات سخيفات"

بس يوم حط راسه ع المخدة عشان يرقد ابتسم مايد .. وراح فكره عند لطيفة.. معقولة تكون هي؟؟ لا لا.. أولا البنية حتى ما تعرفني.. وثانيا هي محشومة عن هالحركات البايخة.. ما اعرف ليش بس احس انها عاقل ومستحيل تسوي هالشي.. غمض مايد عيونه وصورة عيون لطيفة في خياله.. وعقب ثواني كان يغط في سبات عميق..

.

.


.

خلص مبارك سيجارته العاشرة الليلة وحطاها في الطفاية ويوم مد ايده عشان يطلع له وحدة ثانية من العلبة غير رايه وقرر انه يكتفي بهالقدر من السموم الليلة.. حالته النفسية الليلة كانت فظيعة.. مب بس الليلة.. استوى له ثلاث ايام وهو على هالحالة.. مب قادر يرقد وحاس بإرهاق فظيع .. الكوابيس ردت له مرة ثانية ويابت وياها كل الذكريات الحلوة للماضي اللي فقده للأبد.. بطل مبارك درج مكتبه ويت عينه على البرواز المجلوب اللي داخل الدرج.. وبأصابع ترتجف، طلع البرواز وأول ما شاف ويه نجلا يبتسم له من البرواز حس انه روحه بتطلع..

مب من السهل انه يحب.. ونجلا كان يحبها بكل ما في الحب من عنف ومشاعر.. ولأنه حبها.. جزء منه مات وياها.. مبارك عطى قلبه كله لنجلا ولعياله.. وما بجى لأي حد مكان ثاني فيه..

واللي يحس به لليلى كان يعرف انه مب احساس حب.. كان مجرد اعجاب منه واستعداد انه يبتدي حياة يديدة ويطوي صفحة الماضي بكل جراحه وآلامه..

تحسس مبارك البرواز بأصابعه وهو يتذكر ضحكة نجلا اللي بعدها تتردد في خياله كل ما يسمع صوت ضحكة أي شخص ثاني.. كانت وايد عصبية ويوم يتناقش وياها بأي شي يبدا الصريخ وتتفجر براكين غضبها عليه.. بس كان ما يصبر عنها وعقب دقايق يرد يراضيها ولا كأنه شي استوى من بينهم..

اربع سنوات مرت على وفاتها ووفاة ناصر ومها .. وللحين ما تعود على فكرة انهم مب وياه.. متى بيتقبل هالشي؟؟ ومتى بيتابع حياته؟؟

سمع مبارك صوت موبايله يرن وتنهد بملل وهو يرد عليه.. مروان كان متصل به وأكيد يباه يسير لهم المقهى

مبارك: " ألوو"

مروان: " مرحبا السااااع"

مبارك (بدون نفس) : " مرحبتين.. "

مروان: " شحالك؟؟ شخبارك؟؟ وينك انته؟"

مبارك: " أنا بخير الحمدلله.. هني في البيت.. انته شحالك.."

مروان: " تماام والله.. أقوول شو ميلسنك في البيت بروحك؟ تعال المقهى فرفش شوي ويانا.."

مبارك: " مرة ثانية ان شالله.. اليوم عندي شغل.. ولازم اخلصه.."

مروان: " وانته شله مشغل هالموظفين في شركتك؟؟ خلهم هم يخلصون اشغالك وانته عيش حياتك .. والله مب حالة كل ما دقيت لك قلت لي تشتغل.. مول ما تريح عمرك.."

مبارك: " الموظفين مب مقصرين بس بعد لازم اراجع الملفات اللي توصلني.. هذا حلالي ولازم ادير بالي عليه.. "

مروان: " انزين ما تروم تودر هالشغل شوي.. نص ساعة بس .. شو قلت؟"

مبارك: " امممم .. لاء.. باجر ان شالله بتلاقى وياكم.. "

تنهد مروان باستسلام.. : " خلاص على هواك.. الشبيبة يسلمون عليك.."

مبارك: " الله يسلمك ويسلمهم رد السلام .."

مروان: " يبلغ .. ياللا مع السلامة.."

مبارك: " فمان الله.."

بند التيلفون ورد مبارك لأفكاره وللأوراق اللي جدامه واللي لازم يخلصهن الليلة




--------------------------------------------------------------------------------
في المقهى الشعبي، كان صوت الأغاني في قناة روتانا يصدح بالكلمات الرديئة والشاشة الكبيرة للتلفزيون تعرض وبشكل مغري وفاضح رقص "روبي" البذيء والشباب كلهم ودروا سوالفهم للحظات عشان يتابعون هالمشهد من الفيديو كليب.. وعقب ما خلص ، رد مروان يلتفت لربعه والشيشة في إيده وقال: " أنا غسلت ايدي من مبارك خلاص.. الريال تغير وايد من يوم رابع له هالشواب سهيل وعبدالله بن خليفة.."

راشد: " الريال مشغول خله يخلص اشغاله.. مب كل الناس فاضين زي حلاتنا.. "

مروان: " هيه والله بس احلى شي يوم الواحد يكون فاضي ومكيف"

خلفان (وهو يغمز له) : " إلا اقول مروان.. شخبار الغراشيب وياك؟؟"

مروان: " اسكت لا تخّبر.. هاليومين مول ماشي حظ.. تيلفوني مول ما يرن.. "

خلفان: " دق لهن انته انزين.. "

مروان: " ولا وحدة فيهن ترد .. حتى شيخوه العنز مغيرة رقم موبايلها.."

راشد: " هاي بعدها عايشة؟"

مروان: " ما ادري بها والله .. اخر مرة رمستها يوم كانت متصلة بي نص الليل تباني اييبها من الهير الخايسة.. مواعدة واحد غيري وتباني انا اتوهق واردها بيتها!"

خلفان: " هاي وين اهلها عنها؟؟"

مروان: " قول وين ريلها عنها؟؟ هالخدية مودرنها تلعب لعوبها وهو لاهي عنها في دبي.."

خلفان: " ههههههه والله انه حمار!!.."

راشد: " تلاقيه هو الثاني بعد ميمع له كمن وحدة ويتسلى وياهن.."

مروان: "ما يندرابهم والله!!.. كل شي جايز.."

خلفان: " اممم تحيدون يوم كنا سايرين الانتركونتننتال وشفناها هناك ويا ربيعتها؟"

مروان: " أااااااااخ والله انها قطعة!! بس الحيوانة شيخوه ما طاعت تعطيني رقمها.."

راشد: " ههههههه شو كان اسمها؟؟ والله نسيته.. شي جي يضحك.."

مروان: " هههههه هيه اسم ربيعة سندباد.."

خلفان:" ههههههههههههه ياسمين..!! "

مروان: " أيوااااا.. صح ياسمين.. والله خسارة ما رقمتها هذاك اليوم!! راحت عليه.. ولا جان الحين مب مجابلنكم هني في المقهى.."

تفاجئ مروان بحد يسحبه من كندورته من ورى، وأول ما التفت يشوف شو السالفة لقى له بوكس قوي على خشمه وعلى طول قاموا ربعه كلهم عن الطاولة عشان يلحقون عليه والشباب اللي في المقهى كلهم نشوا يشوفون شو السالفة ومروان خشمه كان يصب دم من الثلاث ضربات اللي حصلهن من فهد.

وبصعوبة شديدة قدروا الشباب يبعدون فهد عن مروان وتم فهد يطالع ويه مروان بنظرات تهديد وعيونه حمر من كثر ما كان معصب ومروان يوم حس بعمره يروم يتنفس تكلم وقال : " منو انته؟؟ تخبلت شو؟؟ شو ياك جي انهديت عليه ؟ من وين اعرفك انا؟؟"

اطالعه فهد باحتقار وطلع من المقهى بسرعة والشباب كلهم مستغربين اللي استوى.. يوم انهم ما يعرفون بعض ليش طاح به وظربه بهالعنف.. ؟

راشد: " منو هذا؟؟ أنا اول مرة اشوفه هني!!"

اطالعهم واحد من الشباب بقرف.. وكان من قبل يالس ويا فهد على نفس الطاولة وقال لهم: " هذا اللي لاهي عن مرته في دبي.. عرفته الحين؟؟"

انصدم مروان وحس انه الدم كله تسرب من ويهه.. وراشد وخلفان سكتوا ونزلوا روسهم.. وباجي الشباب اطالعوهم باستخفاف وردوا اماكنهم وهم يرمسون عن هالسالفة.. من زمان كان خاطرهم حد يأدب مروان وربعه ويوقفهم عند حدهم.. سوالفهم عن بنات الناس في المقاهي استوت عادة ما يستغنون عنها.. كل يوم لهم ضحية يديدة يغتالون سمعتها علانية بين الشباب.. وأخيرا يا اليوم اللي انكشفوا فيه على حقيقتهم، مجرد جبناء سلاحهم الوحيد لسانهم اللي يتفاخرون فيه بعلاقاتهم ويجاهرون فيه بمعاصيهم

فهد طلع من المقهى وهو يحس انه محطم ، كان يعرف بخيانة زوجته له وعاش مع هالشي ومع معرفته هاذي شهر تقريبا من يوم الليلة المشئومة اللي فاجئها فيها وهو راد من دبي نص الليل، بس اللي سمعه توه في المقهى قتل آخر ذرة إحساس في داخله.. يوم شاف ويه اللي خانته زوجته وياه حس بكره عميق لها وله ولنفسه لأنه سامحها.. حس انه اكبر غبي في الدنيا وانه والكل يعرف هالشي الا هو.. الكل يأشر عليه والكل يرمس عنه والكل يعرف انه هذا اللي داست مرته على عرضه وكرامته وهو شرات المغفل يضحك وياها ويدلعها ويحبها كل يوم أكثر عن اللي قبله..

وصل فهد لموتره وهو ينتفض بكبره من القهر اللي يحس به في داخله.. بطل باب الموتر وركب وهو يحس انه جبال من الهم والاحساس المهانة انبنت على صدره.. ما بين قلبه اللي كان يحب شيخة حب كبير واللي عارض الكل عشانها من أول يوم عرفها فيه وبين مبادئ المجتمع وقيمه وعاداته اللي تمسك بها أهل العين بالذات من مئات السنين كان الخيار صعب جدا بالنسبة لفهد.. كان لازم يختار بين قلبه وبين كرامته اللي انهانت علانية الليلة.. وفهد في هاللحظة اختار وسواء كان بيندم على قراره هذا في المستقبل ولا لاء .. المهم انه في هاللحظة كان مقتنع بإن اللي بيسويه هو الصح

.

.


.

.

كانت ليلى طايحة على شبريتها وأوراق الورد الأبيض تتناثر عليها من كل جهة وتنشر عبيرها الرائع في أجواء المكان.. وليلى كانت تبتسم بحب وحنان لأبوها اللي كان طايح على الشبرية حذالها.. كان راسه تحت ايدها اليمين.. وبإيدها اليسار كانت تمسح على ويهه بحنان وهي تبتسم له.. في داخلها كانت تعرف انه ميت وكان واضح من ملامحه انه مجرد جثه.. ورغم هذا كانت ليلى مب خايفة .. هذا أبوها .. أخيرا اقترب منها وأخيرا قدرت تحس بملمس ويهه تحت أصابعها.. أخيرا قدرت تشبع عيونها من ملامحه المحببة لقلبها.. هذا أبوها.. ليش تخاف منه..

طبعت ليلى بوسه خفيفه على خشمه وعيونه المغمضة ولصقت خدها بخده وهي تلوي عليه بقوة.. كانت تتكلم بكلام ما تسمعه.. وتقول له أشيا هي بنفسها ما تعرف عنها شي.. المهم انها كانت ترمسه وتحس بوجوده وياها.. وكانت أوراق الورد تتناثر حواليها وتنشر عبيرها في أرجاء المكان..

وقامت ليلى من حلمها فجأة وهي تتلفت حواليها..

وينه؟؟ وين راح؟؟ وين راح أبوها توه كان هني؟؟

اطالعت ليلى اياديها بذهول واطالعت الفراش وفي عيونها نظرة مفجوعة وحسرة رهيبة.. محد كان وياها الا خالد.. وفي سريرها كانت شمسة راقدة..

غمضت ليلى عيونها وهي ترتجف وتحظن عمرها وحست بجسمها كله يهتز بقوة وهي تصيح بعنف على اكتشافها بإنه كان مجرد حلم.. كانت تبا تصرخ بأعلى صوتها واطلع كل اللي في خاطرها.. تبا تقول لهم شكثر كانت مشتاقة له.. ولأمها.. خلاص تعبت من التمثيل.. تعبت من كل شي.. من مسئولياتها واخوانها ومشاعرها اللي توء د وهي بعدها في بدايتها.. ما كانت تبا شي غير انها تكون في حظن ابوها على طول.. وإنها تبتسم لأمها للمرة الأخيرة وتقول لها انها تحبها..

سالت دموع ليلى من عيونها بصمت عشان ما توعي خالد وشمسة.. ورغم محاولاتها انها تكتم عبراتها كانت الدموع تتفجر أكثر وأكثر.. وتغسل كل الحزن اللي ساكن قلبها..

وفجأة ، ردت ليلى طفلة صغيرة.. وردت مشاعرها مشاعر طفلة صغيرة .. طفلة خايفة ومحتاجة حد يوقف وياها ويقول لها انها بخير.. كانت ريولها تاخذها لبرى الغرفة وهي تحس انها مب في وعيها.. الألم اللي في داخلها كان كبير.. ودموعها كانت تحجب عنها أي مجال للرؤية.. بس المكان اللي سايرتنه كانت حافظتنه وبطلت الباب وهي تناهي من الصياح وانتبه مايد على صوت صياحها ويوم التفت شافها واقفة عن باب غرفته تطالعه بخوف وارتباك كبير وتمرر إيدها في شعرها وإيدها الثانية على مقبض الباب..





يلس مايد في فراشه وهو مستغرب وقال: " ليلى؟؟"

أول ما سمعت ليلى صوته ردت تصيح وعقت عمرها في حظنه ومايد لوى عليها بقوة وهو مب عارف شو السالفة..

مايد: "ليلوتي شو فيج؟؟ ليش اتصيحين خوفتيني!!"

ليلى (بصوت مخنوق): " باباه.. أبا باباه واميه.. ليش راحوا عني مايد ليش راحوا وخلوني بروحي.. ما يحق لهم يخلوني هني بروحي ليش ما خذوني وياهم؟؟ ليش؟؟ مابا اتم هني بروحي.. مابا.. خلاص مابا اتم هني بروحي .. !!"

انصدم مايد منها.. أول مرة يشوفها بهالضعف جدامه.. كانت تهتز بكبرها وهي تصيح وحظنها مايد بقوة أكبر وتفاجئ بدموعه تنزل على شعرها وما رام يرمس..

غمضت ليلى عيونها ودفنت ويهها في صدره وهي تصيح.. تعرف انها أنانيه منها توعيه من رقاده وتشكي له بس مالها حد غيره.. هي وياه مالهم الا بعض .. ولمنو بتشكي؟؟ ليلى عمرها ما اشتكت لحد.. عمرها ما حاولت تبين لهم الخوف اللي تحس به كل يوم وهي تحس بالعمر يمضي.. الخوف من أنه واحد فيهم يغلط وهي مب منتبة له.. الخوف من انه خواتها يكبرون وتجرفهم الدنيا بعيد عنها.. وانه اخوانها يكبرون واييهم يوم يرتكبون فيه شي يخلي الكل يلومها هي على تربيتها لهم.. المسئولية كانت عظيمة وكانت ليلى تكره نفسها كل يوم لأنها ما كانت ويا أبوها وأمها في نفس السيارة اللي انهت حياتهم..

خلاها مايد تصيح على راحتها في حظنه وهو يردد الادعية بهمس ويوم حس بها ارتخت واطالعها وشافها راقدة.. غطاها زين وشل المصحف وصورة أبوه اللي كانت على مكتبه وطلع من الغرفة.. خلاص كان مستحيل يرد يرقد مرة ثانية.. اللي استوى له الحين خلاه يفكر بأشيا وايده .. اشيا كان خايف منها واستوت.. مرت الأيام بسرعة والشهور والسنوات.. ومرت وياها ذكرى امهم وابوهم مثل نسمة الصيف العابرة..

اطالع مايد صورة أبوه بحزن وقال له: " إنته تعرف اني احبك وبتم احبك اكثر عن أي مخلوق في هالدنيا كلها.. حتى لو مرت عليه أيام وما ذكرتك فيها .. بعد بتعرف اني احبك صح؟؟"

غمض مايد عيونه وهو يمسح بإيده على البرواز.. كان يتذكر أول يوم له في المدرسة.. أبوه كان مودنه ومايد مول مب متقبل فكرة انه بيتم للظهر بعيد عن امه وابوه وويا ناس ما يعرفهم ولا هم يعرفونه.. خصوصا انه ما سار الروضة لأنه أحمد ما هان عليه ولده يوم يلس يصيح ويرافس ورده البيت وقال لمرته مب لازم ميود يسير الروضه..

يذكر مايد هذاك اليوم زين.. كان أصابعه الصغيرة متشابكة ويا أصابع أبوه العملاقة بالنسبة له وكانت عيونه تطالع الكل بخوف وهو يعرف انه هالمرة لا مفر.. وانه مهما صاح أبوه بيخليه هني وبيسير عنه.. بس ساعتها التفت له أبوه ويلس عشان يواجه ولده ويكون على نفس مستوى طوله.. وقال له بصوت واطي وهو يبتسم.. : " إذا ناوي تصيح خبرني وبردك البيت.. لأنك لو صحت جدامهم هني بيضحكون عليك.. وحتى يوم بتكبر وبتغدي ريال أطول عني.. بيتمون يضحكون وبيقولون هذا ميود الخواف اللي كان يصيح في المدرسة.. تباهم يضحكون عليك؟؟"

التفت مايد على شلة الأولاد اللي كانوا يلعبون ويا بعض جريب منهم ورد يطالع ابوه وقال له: "لاء.."

أحمد: " برد البيت لو تبا ترد.. بس لو تميت هني بتلعب وياهم كلهم.. وترى بيني وبينك..؟"

اطالعه مايد باهتمام وقال: " شو؟"

احمد (بنبرة خبيثة وبهمس): " هالمدرسة فيها كنز.."

بطل مايد عيونه ع الاخر.. وقال: "والله؟؟ وين؟؟"

احمد: " والله!!.. عاد انته لازم ادور هالكنز وتييب لي اياه.. بس لازم ما تخبر أي حد عنه.."

مايد: " ما بخبر حد..!! بس هالكنز وينوو؟"

أحمد: " أنا ما اعرف وما بيخلوني اتم هني في المدرسة عشان ادوره. . ما يخلون حد يتم هني الا الصغار وانا وايد عود.. بس انته بدور لي اياه.. كل يوم بتودره في مكان.. ويوم بتسمع كلام الاستاذ بتحصل الكنز بسرعة.. شو رايك؟"

اطالعه مايد بنظرة شديدة وقال له: " بدوره باباه لا تخاف وبعطيك اياه..!"

احمد: " شاطر فديتك.. انزين وشي ثاني.."

مايد (اللي ابتدا يبتسم براحة): " شو؟"

احمد: " لا تزقرني باباه جدامهم.. باباه هاي في البيت .. هني يوم بتزقرني او بترمس عني قول ابويه.. لا تخليهم يضحكون عليك.."

مايد: " زين ابويه.. محد بيضحك لا تخاف.."

قرصه احمد على خده وهو مستانس منه وعطاه مصروفه وسار عنه.. ودخل مايد الصف بثقة كبيرة والاثارة تلمع في عيونه .. وكان أول واحد خبره عن سر الكنز هو مترف ومن يومها وهم ربع.. والفضل كله يرجع لأبوه اللي عطاه من أول يوم له في المدرسة دافع انه يستمر..

انتبه مايد للدموع اللي ردت تنزل من عيونه مرة ثانية واستغفر ربه وبطل المصحف وتم يقرا قرآن وهو يتريا أذان الفجر..

أبوه وأمه راحوا من الدنيا بدون كلمة وداع.. بدون ما يخبرهم مايد انه يحبهم وانه بيتم يذكرهم على طول.. بس في داخله كان يعرف انهم مب محتاجين لهالكلمات.. وانهم كانوا يحسون بحبه لهم في كل مرة يضحك في ويههم وفي كل مرة يطل عليهم في الصالة وهم يتقهوون ويا عمه عبدالله ويدوته..

قلبه كان يعوره حيل.. حياتهم قبل كانت حلوة.. كان مايد عايش فيها لنفسه وبس.. بدون هم وخوف.. بس في نفس الوقت.. كان يبا ابوه يطمن انه خلف وراه رياييل.. وانه محد بيي صوب اخوانه طول ما مايد موجود وياهم.. وهاذي كانت قناعته..

.

.



.

مرت الليلة هاذي مثل الليالي اللي قبلها وابتدى يوم يديد وفرح يديد لعبدالله اللي قدر اليوم اخيرا انه يحرك عضلات ريوله ويمشي في أرجاء الغرفة بمساعدة الممرض والدكتور اللي كان مستانس من هالتطور السريع في صحة عبدالله..

د. إياد: " ماشالله عليك يا عبدالله.. عندك قوة إرادة .. وصحتك في تقدم مستمر.. "

ابتسم له عبدالله وهو يتساند على جتف الممرض اللي كان يساعده في المشي وقال: " الله يخليك دكتور .. كله بفضل الله ثم فضلك.. انته ما قصرت ويايه.."

د. إياد: " صدقني انا ما عملت شي.. الشفاء بإيد الله وإيد المريض نفسه.. ياما رجال طلعوا من الغيبوبة مشلولين وعاجزين حتى عن التفكير وحالتهم كانت تغوص للأسوأ لأنهم هم مقتنعين انه ما في أمل في علاجهم.. بس انته ما شالله عليك من البداية كنت متمسك بالحياة بكل قوتك.."

ابتسم عبدالله وهو يحاول يتذكر مشاعره وافكاره وهو في الغيبوبة بس ما قدر يتذكر شي.. كل اللي يذكره انه كان يحس بإنه لازم ينش عشان يسوي شي معين.. بس شو هالشي ؟ للحين ما يذكر.. ولا يعتقد انه في يوم من الايام ممكن يتذكر..

عبدالله: " دكتور كم بتم هني في المستشفى؟ خلاص يابوك لاعت جبدي من هالكتمة.."

د.إياد: " والله ما ودنا على فراقك يا عبدالله بس بعد اتمنى لك تطلع من هني بأسرع وقت .. وترد لأهلك بأحسن حال.. وإذا استمرت صحتك تتحسن بهالطريقة ووعدتني تاخذ الادوية بانتظام بنطلعك خلال يومين.."

عبدالله: " ان شالله.. أكيد باخذ الأدوية .. بسوي أي شي ولا اني ارد هني مرة ثانية.. "

يلس دكتور إياد يختبر عضلات عبدالله ويتفحصها وكان وايد مستانس من النتايج وعقب ما طمن عبدالله انه بخير وخبره شو التمارين البسيطة اللي لازم يسويها خلال اليوم وعقب ما شاف عبدالله يطبقها طلع عنه وهو مطمن عليه..

أول ما طلع الدكتور، يلس عبدالله ع الكرسي اللي حذال شبريته وراحت أفكاره لياسمين والموقف اللي استوى له وياها أمس.. كان للحين متلخبط من اللي استوى و يحس بالغضب منها ومن تصرفها الوقح وياه.. كيف تجرأت عقب كل اللي سوته انها تي لين هني وتحاول انها تستميله لها .. لهالدرجة تتحراه غبي ومغفل؟؟ لهالدرجة كانت تتحكم فيه بكل بساطة وهو مب حاس؟؟ ما عليه، كل هذا بيتغير الحين.. عبدالله طول عمره عايش بكرامته وعزة نفسه ومستحيل يتنازل عنهن ألحين عشان حرمة.. حتى لو كانت هالحرمة تحتل مكانة كبيرة جدا في قلبه.. حتى لو كانت ياسمين..!!


مد عبدالله ايده للموبايل واتصل بسهيل ، كان مب قادر يترياه لين ما أي ويزوره العصر.. كان يبا يخلص من هالسالفة بسرعة.. عشان يتابع حياته بهدوء وسلام..

سهيل: " مرحبا السااع"

عبدالله (وهو يبتسم): " مرحبتين .. شحالك يا سهيل؟"

سهيل: " الحمدلله طيب.. شحالك انته؟ كيف اصبحت؟"

عبدالله: " الحمدلله ربي يعافيك.. توه الدكتور طالع من عندي.."

سهيل: " ها بشر؟ شو قال لك؟"

عبدالله: " يقول يومين بالكثير وبطلع من المستشفى.."

سهيل: " ماشالله .. شي طيب والله فرحتني بهالخبر الحلو.. "

عبدالله :" الله يخليك يا سهيل.. اممم.. سهيل بغيت منك خدمة.."

سهيل: " آمر يا بوحميد.. عيوني لك.."

عبدالله: " تسلم والله ما تقصر.. بغيتك تخلص لي شوية أوراق في المحكمة وتييبهن لي هني في المستشفى عشان اوقعهن.. "

سهيل: " إن شالله يا عبدالله.. اليوم بييبهن لك جان تباهن بسرعة.."

عبدالله: " بيني وبينك ابا اخلصهن بسرعة وافتك.. يعني أباهن بأقرب فرصة.."

سهيل: " مافي إشكال .. بس أوراق شو.."

تنهد عبدالله وهو يعرف انه الرمسة اللي بيقولها مستحيل تعيب سهيل اللي كان معارض هالفكرة من البداية وقال بثقة: " سهيل أباك تييب لي أوراق تحويل ملكية.."

سهيل : " ملكية شو؟"

عبدالله: " فيلا جميرا.. وفيلتي اليديدة هني في العين.."

سكت سهيل لثواني طويلة وهو يستوعب اللي سمعه.. وقال عقب تردد: " بتعطيهن لها؟"

عبدالله: " هيه.. أباك تكتبهن بإسم ياسمين.. على شرط انها تتنازل لي عن شمسة وعن تربيتها نهائيا.."

سهيل: " وليش يا عبدالله؟؟ ليش تعطيها الفيلتين؟؟ الفيلا اليديدة بروحها تساوي أكثر عن مليونين درهم ويا الاثاث... يعني ثروة واسمح لي هي ما تستاهل !!"

عبدالله: " أهم شي راحة البال يا سهيل وهذا اللي أدوره.. وإذا راحة بالي بتكون في إني اتخلى عن هالفيلا تراني بتخلى عنها.. " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.." اهم شي تبتعد هالانسانة عن حياتي نهائيا "

سهيل: " وشو يضمنك انها ما بترد اطالبك ببيزات أكثر مقابل انك تحتفظ ببنتها؟؟"

عبدالله: " قلت لك اباك تجهز لي أوراق التنازل عشان توقعهن ام شمسة.."

سهيل: " لازم هي تكون موجودة في المحكمة وتوقع عليهن.. "

عبدالله: " خلاص سير المحكمة في دبي وخلص الاجراءات هناك وخلهم يستدعونها عشان توقع.."

سهيل: " انته متأكد انه هذا هو اللي تباه؟؟ خلاص الطلاق بيكون رسمي.؟"

عبدالله: " هيه متأكد يا سهيل.. بخلص أوراق الطلاق وتحويل الملكية بأسرع وقت .. وبرد اعيش حياتي شرات ما كنت عايشنها قبل.."

ابتسم سهيل وهو يحس بالشفقة على ربيعه واخوه عبدالله.. وقال له: " مستحيل ترد لك حياتك الاولية؟"

عبدالله: " وليش عاده؟"

سهيل: " الحين عندك بنتك.. وعندك هدف عشان تشتغل بجهد أكبر عشانها.. "

ابتسم عبدالله وهو يفكر بشمسة.. وبعيال اخوه وقال: " لا يا سهيل.. أنا عيالي ثمانيه.. والله يقدرني واروم اسعدهم واربيهم التربية الصالحة مثل ما كان اخويه الله يرحمه يتمنى.."

سهيل: " الله يرحمه.. انته دومك مب مقصر وياهم يا عبدالله.. والله يخليك لهم ويعطيك الصحة والعافية.."

عبدالله: "الله يعافيك ويبارك فيك يا سهيل.. لا تنسى الأوراق ياخوي.. "

سهيل: "لا ان شالله ما بنساهن ولو اني مول مب موافق على هالسالفة بس بحاول اني اخلصهن كلهن باجر.. وبخليك توقع عليهن وعقب باجر بسير محاكم دبي وبخلص الإجراءات هناك"

عبدالله: " مشكوور يا سهيل.. بتعبك ويايه.."

سهيل: " أفا عليك يا عبدالله تعبك راحة.."

عبدالله: " ياللا عيل بخليك الحين.. فمان الله.."

سهيل: " مع السلامة.."

بند عبدالله التيلفون عن سهيل وهو يتنهد براحة.. حس انه حمل ثقيل انزاح عن صدره.. وتمدد على شبريته بتعب وهو يفكر بالمستقبل بدون ياسمين.. أكيد هي بتستانس من دونه وبتعيش حياتها بحرية شرات ما كانت تتمنى .. وأكيد كل ما بتتذكره أو بتتذكر شمسة بتحمد ربها انها تخلصت من هالزواج الفاشل اللي كان كاتم على انفاسها ومقيد حريتها.. ابتسم عبدالله بحسرة وهو يتذكر ملامح ويهها الجميل.. وحاول يتذكر شو الشي اللي كان فيها وخلاه يتحول من رجل قيادي إلى رجل أخضعته امرأة لرغباتها وأهواءها الشخصية..

وفي النهاية قرر انه ماله داعي يعذب نفسه بهالافكار اكثر من جذي.. وتبطل باب غرفته ودشت امه عليه وهي تبتسم وشالة في ايدها الريوق اللي طرشوه لهم اياه من البيت

.

.




.

.

غرربه
02-05-2013, 07:06 PM
أول ما بطلت ليلى عيونها الصبح الساعة 8 ونص، اطالعت حواليها وحاولت تتذكر شو اللي يابها غرفة مايد.. وشوي شوي ابتدت تتذكر الحلم واحساسها الرهيب بالوحدة عقبه.. وتنهدت بحزن وهي تنش وتطلع من غرفة مايد.. وفجأة تذكرت انه الوقت متأخر وسارت بسرعة لغرفتها عشان تشوف خالد بعده راقد ولا لاء.. بس يوم دخلت شافت الفراش مرتب والغرفة محد فيها.. ويوم سارت غرفة سارونه وأموله كانت نفس الشي فاضية والفراش مرتب.. وردت غرفتها عشان تغسل ويهها وأسنانها وعقب ما لبست لها جلابية خفيفة نزلت تحت ولقت مريم يالسة في الصالة الثانية تلاعب شمسة.. ابتسمت ليلى وسارت تيلس وياها..

ليلى: " صباح الخير.."

ابتسمت لها مريم وقالت وهي تعطيها شمسة : " صباح الأنوار.. شحالج غناتي؟"

ليلى: " الحمدلله طيبة.. انتي شحالج؟"

مريم: " بخير ربي يعافيج.. شو الحين؟ أحسن؟"

استغربت ليلى: " الحمدلله .. بس انا مب مريضة.."

مريم: " مايد قال لي انج مصدعة وامس ما رقدتي عدل عشان جي ما وعيناج الصبح.."

ليلى: " أهااا.. اخواني ساروا المدارس؟"

مريم: " هيه تريقوا وساروا.."

ليلى: " كنت احاتيهم!!.. مب مصدقة اني تأخرت في الرقاد للحين.."

مريم: " وليش تحاتين وأنا موجودة في البيت.. أنا انش الصبح كل يوم ويا محمد.. وبدل لا ايلس جي بدون لا شغلة ولا مشغلة.. بجابلهم.. "

ليلى: " فديتج انتي ما تقصرين بس عاد انا تعودت خلاص على نشة الصبح كل يوم.. وتعودت ايلس وياهم قبل لا يسيرون مدارسهم.. ما اروم اغير هالعادة.."

اطالعتها مريم بنظرة كلها اعجاب وتقدير وقالت لها: " تدرين يا ليلى؟ كل يوم تكبرين في عيني أكثر.."

ضحكت ليلى بتوتر واحمرن خدودها وهي تطالع مريم بارتباك.. : " ليش يعني؟؟"

مريم: " صدقيني ماشي وحدة في هالدنيا كلها بتسوي اللي انتي سويتيه ويا اخوانج.. وايد ضحيتي عشانهم.."

ابتسمت ليلى بحزن وهي تتذكر مشاعرها وأفكارها امس يوم كانت تتمنى لو انها ماتت ويا امها وابوها ولا تمت هني بروحها.. كانت تعرف في داخلها انها في نهاية الأمر مستحيل تتمنى هالشي من قلبها.. المفروض تحمد ربها اللي وهبها نعمة الحياة وخلاها لاخوانها تداريهم وتطمن على مستقبلهم.. والا الله العالم شو بتكون حالتهم الحين..

ليلى: " صدقيني أي وحدة في مكاني كانت بتسوي اللي انا سويته.. وانا تراني ما ضحيت ولا شي.. مب من كثر العرسان اللي يوني وهاي هي الصراحة.."

مريم: " لأنج رفضتي اثنين من اللي تقدمو لج وبينتي لهم بكل وضوح انج ما تبين تعرسين وتبين تربين اخوانج.. والناس يتناقلون الأخبار وأكيد الكل غسل إيده منج.."

نزلت ليلى عيونها وتمت تتأمل في ملامح شمسة الحلوة وقالت بصوت أعلى من الهمس بشوي: " معاج حق"

مريم: " آسفة إذا كان اللي قلته ظايجج ليلى.."

ليلى: " لا والله غناتي لا تظايجت ولا شي.. نحن خوات والخوات ما يزعلون من بعض.."

أثرت هالكلمة اللي قالتها ليلى في مريم وايد.. كان مهم بالنسبة لها انها تحس بالقبول من الناس اللي حواليها.. لأنها عاشت الفترة الاخيرة من حياتها وهي شبه منبوذة من ربيعاتها والناس اللي تعرفهم.. وكانت تتوقع من الكل انه يحمل لها احساس واحد هو الاحساس بالشفقة فقط لا غير.. بس من يوم تزوجت محمد وهي تكتشف معنى يديد تماما لكلمة الحب.. معنى ما يقتصر على حب محمد وبس لها.. لاء.. كانت تحس بهالكلمة من فرحة اليهال وهم يالسين وياها.. من ابتسامة الرضا اللي تشوفها على ويه ام احمد .. ومن ثقة مايد وليلى فيها وكأنها كانت دوم وحدة منهم وفيهم..

ليلى: " عقب شوي بسير المستشفى اشوف عمي عبدالله.. ما بتين؟"

مريم: " والله ودي آي بس شمسة محد بيتم عندها.. ومحمد وعدني يوديني العصر وياه يوم بيسير.."

ليلى: " خلاص حبيبتي انا بخليج الحين.. بسير ازهب الصور مالت الاثار لأنه الدريول بيمر الساعة عشر ونص عشان ياخذهن.."

مريم: "ما بتتريقين؟؟"

ليلى: " بسوي لي كابتشينو مالي نفس آكل شي الحين.."

مريم:" على راحتج.."

سارت ليلى صوب ال dark room عشان تزهب الصور وتمت مريم تطالعها بحنان لين ما اختفت في الممر..


علقت أبلة العلوم صورة الجراد على السبورة والتفتت للطالبات وهي تسألهن : " منو الشطورة اللي بتخبرني شو اسم هالحشرة؟؟"

قبل لا تخلص الأبلة سؤالها وقفن معظم البنات في أماكنهن وقامن يصارخن بأعلى صوتهن: " أنا .. أنا أبلة.. أنا بجاوب.. أبلة أنا بجاوب.." والبعض منهن، وأولهن مزنة وصلن عندها جدام وهن يترجنها تخليهن يجاوبن وكل وحدة فيهن تتمنى تكون هي اللي بتجاوب عشان تاخذ الدرجة اللي وعدتهن فيها الابلة.. والأبلة المسكينة ردت على ورا وشافت أقرب وحدة منها مزنة وقالت بصوت عالي عشان يسمعونها: " مزنة .. جاوبي.."

ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وردت مكانها بسرعة وقالت: " هاي اسمها...."

الأبلة: "هيه؟؟"

حاولت مزنة تتذكر اسم الجراد بس ما قدرت.. وتمت تجلب الافكار في راسها وهي تحاول تتذكر بس بدون فايدة.. والكل كان يطالعها والابلة تترياها تجاوب..

الأبلة: "مزنة؟؟"

مزنة: " اسمها.. حشرة..!"

الأبلة: " هيه اعرف انها حشرة.. بس شو اسمها؟؟"

ابتسمت مزنة بارتباك واطالعت سارونا اللي كانت سرحانة وما سوت لها سالفة.. وردت قالت للأبلة: " نسيت..!"

ضحكوا البنات كلهم على مزنة وردت الحشرة مرة ثانية في الصف وكل وحدة منهن تحاول تجاوب قبل الثانية.. ومزنة يلست وهي تضحك وقالت لسارة: " ساروه يالعنز ليش ما غششتيني؟"

اطالعتها سارة بظيج وقالت: " ها؟"

مزنة: " بلاج؟ انتي راقدة شو؟"

سارة: "أففف.. سكتي عني مزنووه.."

اطالعتها مزنة بقهر وقالت: " بسكت عنج للأبد.. خلاص لا ترمسيني.."

سارة: "زعلتي؟؟"

مزنة: "هيه زعلت!!.. "

سارة (بدون اهتمام): " زين "

استغربت مزنة من ردها.. سارونا ما اداني حد يزعل منها.. وخصوصا مزنة.. عشان جي كان تصرفها هذا بالنسبة لها غريب.. وسارة كانت مول مالها بارض.. والحشرة اللي في الصف منرفزتنها ع الاخر.. كانت تسمع صوت في داخل اذنها وتحس به يتردد في راسها.. والصوت هو نفسه اللي دوم تسمعه.. صوت أمها.. يردد لها عبارات بصوت اقرب للهمس ويسألها الحين باستمرار : " تسمعيني؟ سارونه تسمعيني؟؟"

كانت سارة قبل تحس انها تقدر تتحكم بهالصوت وتتحكم بالوقت اللي تسمعه فيه لأنها تعرف انه مستحيل يبتدي يرمسها الا يوم تكون بروحها فليل.. بس الحين صار يطاردها في كل مكان ويسيطر على أوقاتها كلها.. واللي منرفزنها أكثر انها مب قادرة تركز ع الدرس ولا على كلام الأبلة ولأول مرة تكون هادية جي وما تجاوب ولا سؤال.. وكل اللي كانت تباه انها ترد البيت وترتاح..

استمرت الحشرة في الصف يوم ردت مزنة تجاوب على سؤال ثاني وتستهبل في الاجابة وارتفعت الضحكات بين البنات وسارونا تسمع الصوت في داخلها بوضوح أكثر.. وبصوت أعلى.. وكل ما كانت الأصوات حواليها ترتفع أكثر كانت سارونا تسمع الصوت اللي في داخلها بوضوح أكثر.. وتحس بالتوتر والظيج أكثر وأكثر.. وفي النهاية ما قدرت تستحمل أكثر وما حست بعمرها الا وهي تحط إيدها على اذنها وتصرخ بأعلى صوتها: " بسسسسسسسسسسسسسسس!!!!!!!!!!"

عم الهدوء المكان .. والتفت الكل لسارة وهم مب مصدقين انه هالبنية اللي دوم هادية وما ينسمع لها حس في الصف وبرى الصف صرخت عليهم بهالجرأة.. وأكثر وحدة مصدومة كانت مزنة اللي عيونها كانت شوي وبتطلع برى وهي تطالع سارة..

أبلة العلوم: " سارة!!!.. شو قلة الأدب هاذي؟؟ ليش جي تزاعجين؟؟"

اطالعتها سارة بتعب وما رامت ترمس لأنها كانت حاسة بعمرها مخنوقة.. بس الأبلة كانت صدق محرجة وما انتبهت لملامحها وقالت لها: " شو ياج مرة وحدة ؟؟ تخبلتي؟"

هاجر حاولت تحمي ربيعتها من غضب الأبلة وقالت: " أبلة، سارونا مب قصدها.. هي اليوم متظايجة يمكن حد مزعلنها.."

أبلة العلوم (لسارة): " حد مزعلنج؟؟ ارمسي شو فيج؟"

التفتت العنود اللي كانت وحدة من البنات اللي يالسات في أول صف وقالت وهي تطالع سارة بحقد: " أبلة ..هاي سارة أصلا مينونه.. مزنة قالت لي انها ترمس الأشباح اللي في بيتهم.. يعني لا تستغربين يوم تشوفينها تسوي شي غريب مثل هذا!"

انصدمت سارة من كلام العنود واختفى اللون من ويهها تماما وهي تلتفت على مزنة اللي كانت تطالعها بخوف وارتباك.. كلماتها جرحتها وكانت في الصميم .. واللي جرحها أكثر انه مزنة هي اللي خبرتها..

ما رامت سارة تتحمل أكثر وطلعت من الصف وهي تصيح.. واحتشرت الأبلة أكثر يوم شافت تصرفها هذا ومزنة واقفة في مكانها تطالع اللي يستوي جدامها وكأنها في حلم.. مب عارفة شو تفكر او بشو تحس بالضبط.. كل شي استوى بسرعة وهي بروحها نست انها خبرت عنود بالسالفة هاذي.. والحين سارة زعلت ويمكن ما ترمسها للأبد..

أبلة العلوم كانت بعدها محتشرة يوم انتبهت لها مزنة وكانت تقول: "أبدا ما توقعت هالتصرف من سارة.. دوم أمدح فيها وأقول عنها عاقل ومؤدبة.. شو ياها جي مرة وحدة؟"

العنود: " أبلة ندى انتي ما تعرفينها زين.. هي دومها جي وتتحرى عمرها أحلى وحدة في المدرسة.. المهم ابلة انتي لا تزعلين .. وإذا تبيني اخبر عليها الاخصائية الحين بسير وبخبرها.."

ما صدقت مزنة اللي سمعته .. لهالدرجة عنود حاقدة على سارونا وتغار منها؟؟ كانوا يالسين يغلطون على بنت خالوتها جدامها وما رامت تيود عمرها لأنها فعلا كانت مقهورة.. ورفعت أكمام قميصها الابيض ومشت من مكانها لمكان عنود ويودتها من شعرها ويرتها عن الكرسي وعقتها ع الارض والعنود تصرخ من الألم.. ويلست مزنة فوقها وتمت تصفعها بعنف أول مرة في حياتها تحس به..

حاولت أبلة العلوم تشلها عنها والبنات نفس الشي ويوم حست مزنة انهم ممكن ينقذونها منها تمسكت فيها أكثر وظربتها لين ما حست انها خلاص بتموت من التعب.. وهني يرتها الأبلة من إيدها بقوة وهي تصرخ عليها: " مزنة!!.. خلاص هديها .. ذبحتي البنية الله ياخذكن كلكن ويفكني منكن ومن أذاكن.."

نزلت مزنة ويهها لأنه الدموع ابتدت تسيل من عيونها وما كانت تبا أي حد يشوفها وهي تصيح وقالت لعنود بصوت مخنوق وهي متجاهلة الأبلة نهائيا: " آخر مرة ترمسين عن سارونه.. إنتي فاهمة؟؟ هالمرة الأبلة هني وبعدتني عنج بس المرة الياية بمسح فيج الارض.. تفهمين!!!؟"

اطالعتها عنود برعب وتمت تصيح والبنات يطالعنها بتعاطف ويحاولن يواسنها ويخففن من ألمها ..

ابلة العلوم كانت ترتجف من القهر وقالت وهي تأشر ع الباب وتطالع مزنة: " اطلعي برى.. انتي وبنت خالوتج اثنيناتكم مب مربايات.. وما ابا اجوفج في حصتي لا انتي ولا هي.. الا عقب ما اتييبين لي ولي أمرج وولي أمرها.. "

طلعت مزنة من الصف وصكت الباب وراها بقوة.. ما كانت مهتمة .. بالعكس كانت تشفق على ابلة العلوم لأنها بتواجه يدوتها صالحة باجر.. اللي كان هامنها الحين ومعور قلبها هي سارونا.. كيف بتسامحها عقب الموقف البايخ اللي استوى في الصف.. وكيف بتفهمها انها قالت هالشي للعنود من زمان وانها حلفتها ما تخبر حد وكانت واثقة انه بيتم سر على طول.. ما كانت تعرف انه العنود ممكن تنشره بين الكل بهالطريقة البشعة..

دورتها مزنة في المدرسة بكبرها وما حصلتها .. سارت الملعب والمسرح وصفوف أول وثاني وما لقتها .. سارت لها صوب المقصف وعند غرف المدرسات كلهم ورغم هذا ما لقتها.. وكل شوي كانت تشوف الوكيلة وتنخش عنها في مكان.. والحين وهي ياية من عند غرفة التربية الفنية شافت الوكيلة تتجول في هالمكان وما لقت إلا انها تنخش تحت الدري.. وهناك شافت سارونه..


--------------------------------------------------------------------------------
سارونا كانت يالسة في الزاوية وحاظنه ركبها وتصيح بصمت.. بس ويهها كان غرقان من الدموع ويوم شافت مزنة صدت عنها الصوب الثاني.. وابتدت تصيح بصوت عالي.. مزنة كانت تتألم وهي تشوفها ومب عارفة شو تسوي او شو تقول لها.. ما كانت متعودة على الاعتذار او على اظهار عواطفها.. وفي الأخير.. سارت ويلست مجابلتنها وقالت لها وهي تمد ايدها لها: " شوفي"

اطالعتها سارونا ونزلت عيونها عشان تشوف شو كان في إيدها.. وشافت خصلات شعر أسود واستغربت وهي تطالع مزنة بتساؤل من ورا دموعها..

ابتسمت مزنة وقالت: " ها شعر عنودوه.. كفختها تكفيخ من الزين.. وما خليت فيها شعر جلعته كله عنها.."

مسحت سارة دموعها وابتسمت بتردد.. وقالت: " والأبلة ما قالت لج شي؟"

مزنة: "راغتني.. وقالت لي هاتي ولي أمرج.. هههه.. حليلها"

ضحكت سارة بس الدموع كانت بعدها تنزل من عيونها بغزارة.. ودورت منديل في مخباها بس ما لقت بس مزنة طلعت الكلينكس اللي في مخبا تنورتها وتمت تمسح دموع بنت خالوتها وهي تخبرها بالتفصيل شو سوت بالعنود وشو ردة فعل كل وحدة من البنات ع اللي استوى..

ابتسمت لها سارة وهي تسمع تفاصيل الظرابة اللي استوت، مب لازم مزنة تعتذر او تقول لها انها ما كانت قاصدة اللي سوته.. كانت سارة تعرف هالشي.. اعتذارها كان في تواجدها هني وياها وحمايتها لها هناك في الصف.. هذا أهم شي بالنسبة لسارونا.. ولمدة ساعة كاملة يلسن سارة ومزنة تحت الدري يسولفن وهن يكتشفن ويا بعض معنى يديد وبُعد ثاني لمفهوم الصداقة..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في ممرات المستشفى، كان مبارك يمشي بخطوات سريعة وهو متجه لغرفة عبدالله بن خليفة.. كانت هاي أول مرة يزوره فيها من يوم طلع من الغيبوبة عشان جي كان متلوم فيه من الخاطر، رغم انه كان كل يوم يوصي سكرتيرته انها تطرش له باقات ورد في المستشفى.. بس للأسف الأسبوع اللي طاف كان وايد مشغول وسار دبا عشان يشوف مشاكل العمال اللي هناك.. ولأنه ما يروم يسوق وايد بسبب ايده ما رام يرد العين وتم الاسبوع بطوله هناك.. وأمس بس رد واليوم أول شي سواه الصبح انه يزور عبدالله..

يوم اقترب مبارك من غرفة عبدالله سمع صوت سوالف حريم وحشرة وضحك في الغرفة المجابلة لغرفة عبدالله وابتسم باستخفاف وهو يفكر انه الحريم دومهن حشرة وفي كل مكان يسيرن لازم يسون لهن جو.. ودق الباب قبل لا يفتحه ويدخل على عبدالله وهو يبتسم ..

مبارك : السلام عليكم..

رفع عبدالله راسه عن المجلة اللي يقراها واستانس وايد يوم شاف مبارك وقال: " وعليكم السلام والرحمة.. حيا الله من يانا.. يا مرحبا وسهلا.."

اقترب منه مبارك ووخى وهو يوايهه ويلس على الكرسي المجابل شبريته..

مبارك: " الله يحيك المرحب باجي.. شحالك يا عبدالله..عساك بخير.. ؟"

عبدالله: " بخير الحمدلله.. انته شحالك؟؟ وين هالغيبة؟؟ تولهنا عليك.. "

مبارك: " الحمدلله ربي يعافيك.. اسمح لي يا عبدالله والله متلوم فيك.. كان ودي آي ازورك قبل بس ما كنت في العين.."

عبدالله: " أفا عليك يا مبارك ما امبينا هالرمسة.. وانا اعرف انك مشغول ومقدر ظروفك.. "

مبارك: " الله يخليك ويقومك بالسلامة.. شو صحتك اليوم؟ ان شالله احسن؟"

عبدالله:" الحمدلله.. وايد احسن عن قبل.. ما بتم هني وايد .. يومين وبرد البيت ان شالله"

مبارك (وهو مساتانس): " ان شالله.. ياللا رد البيت وارتاح لك كمن يوم وعقب تعال الشركة.. بسك من الدلع مخلني اعابل شغلك بروحي.."

عبدالله: " هههههههههه والله الود ودي أرد الحين الشركة.. متوله ع الشغل وايد.. وما اداني يلسة المستشفى ولا يلسة البيت.. "

مبارك: " حد يتوله على التعب والهم؟ هالاسبوعين مول لا تفكر غير براحتك.. وانا شغل الشركة بييب لك اياه أول بأول للبيت.. "

عبدالله: " ما تقصر يا مبارك.. والله ما اعرف شو اقول لك .. بس جميلك هذا عمري ما بنساه.. "

مبارك (وهو يقاطعه): " شو هالرمسة يا عبدالله نحن اخوان.. وإذا ما وقفت وياك انته بوقف ويا منو.. انا ما نسيت وقفتك ويايه يوم اني احتجت لك.. "

انتبه عبدالله على إيد مبارك اللي كانت ملفوفه وسأله: " سلامات . .شو فيها إيدك؟"

اطالع مبارك إيده وابتسم وهو يقول: " حادث بسيط استوى في موقع البناء. .لا تحاتي يبالها كمن يوم وبتخف.."

عبدالله (باهتمام): " ليش؟ شو استوى؟"

مبارك: " ولا شي.. ما عليك من إيدي الحين.. بخبرك عن أحمد رفيع.. التاجر اللي كان يتعامل وياكم قبل.. تذكره؟"

عبدالله: "هيه أذكره شو فيه؟"

مبارك: " أمس اتصل بي.. ويلس يخبرني عن مشروعه اليديد.."

ابتسم عبدالله لمبارك وهو يسمعه يرمسه عن التجار اللي يعرفونهم وكان يفكر بكل اللي استوى من بينهم من اول ما عرف مبارك للحين.. عبدالله كان يحترم مبارك وايد.. يحترم طموحه ويحترم قوته وشجاعته.. يذكر أول مرة سمع فيها عن مبارك.. كان بعده مهندس شاب توه متخرج من الجامعة وعنده طموحات وآمال اكبر منه وأكبر من تخيلات أي شخص في مثل عمره.. محد كان يتوقع له انه ينجح وراس المال البسيط اللي ابتدا به واللي ما يتعدى ال 120 ألف درهم.. تحول الحين لملايين الدراهم في رصيده في ثلاث بنوك محلية..

صبره ومثابرته.. وقوته من عقب المأساة اللي حلت به وخذت منه مرته وعياله.. ذكائه واهتمامه بمشاريعه وعماله وشركائه .. وطيبة قلبه اللي ما يبا يظهرها لأي حد .. كل هالاشياء خلته يكبر في عين عبدالله أكثر وأكثر.. وفي داخله، كان يتمنى لو انه يرد شريكه مرة ثانية.. يعرف انه كبر وصحته تعبت خصوصا من عقب هالغيبوبة.. وأكيد ما بيرد عبدالله الأولاني وما بيروم ع الشركة بروحه..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

شفايفها كانت بعدها ترتجف والدموع اللي ابتدت تتجمع في عيونها كانت تنذر بإنها ممكن ترد تصيح في أي لحظة، وبالفعل كانت الدموع تخونها وتنزل من عيونها باستمرار على ورقة الامتحان اللي ع الطاولة.. واكثر من مرة انمحى الحبر واضطرت انها ترد تكتب الكلمة أو الرقم مرة ثانية..

ابلة روضة اللي كانت تطالعها بقلق من بداية الحصة تجدمت صوب طاولتها ووخت وهي تسألها بهمس : " لطيفة حبيبتي ليش تصيحين؟؟"

رفعت لطيفة راسها عن الورقة وقالت وهي متأثرة باهتمام الابلة: " ولا شي أبلة روضة. ."

أبلة روضة: " إذا مب مستعدة للامتحان بعيد لج اياه.. بس خبريني.."

لطيفة: "لا لا .. انا درست. .بس مصدعة شوي.. "

أبلة روضة: " اييب لج بندول؟؟"

لطيفة (وهي تبتسم وسط دموعها) : " لا ابلة.. مشكورة.."

طبطبت أبلة روضة على جتف لطيفة وسارت عنها عشان تلف ع البنات.. وردت لطيفة تكمل أجوبة الامتحان اللي كانت متأكدة انها ما بتنجح فيه وبتضطر تعيده نفس ما اقترحت عليها الابلة.. ووراها كانت حنان بعد مب عارفة تحل وهي كل شوي ترفع راسها وتطالع ظهر ربيعتها .. كانت خايفة عليها .. ومتظايجة من اللي استوى امس.. ومن الاكتشاف اللي اكتشفوه.. بس هذا مب معناته انه لطيفة تجتل عمرها من الصياح جي..

تنهدت حنان وردت تكتب يوم حست بشي ينغزها في ظهرها.. ونقزت في مكانها وهي تسمع البنت اللي وراها تقول بهمس: " حنووون.. فتحي الصفحة الثانية.. السؤال الأول.."

انقهرت حنان منها وردت تكتب وردت البنت اللي وراها تنغزها بالقلم في ظهرها مرة ثانية.. وهي تقول: " حنون يالسبالة غششيني.."

رفعت حنان راسها واعتدلت في يلستها وقالت بصوت عالي: " أبلة روضة لو سمحتي.."

البنية اللي وراها شهقت وركزت على ورقتها وهي تحاول تجاوب ع الاسئلة وابتسمت حنان وهي تعرف انها افتكت منها وقالت لأبلة روضة يوم اقتربت منها: " أبلة. .ما فهمت على هالسؤال .. ممكن تفهميني؟؟"

فهمتها أبلة روضة السؤال وردت حنان تكمل اجاباتها وعقب نص ساعة خلصن كلهن وسلمن الاوراق وطلعن برى في الفسحة.. واستغلت حنان هالشي ويرت لطيفة اللي كانت بتطلع من الصف من إيدها ويلستها على الدرج الاول اللي عند الباب وقالت لها: " كلميني!!"

نزلت لطيفة عيونها وقالت: " في شو؟"

حنان: " في اللي استوى امس.. لين متى بتمين مظايجة جي؟ المفروض تفرحين انه انكشف على حقيقته.."

تنهدت لطيفة وسكتت وهي تطالع البنتين اللي ضحكن وهن يدخلن الصف.. وحدة منهن مرت عند لطيفة وضربتها على خدها بخفه ..و ابتسمت لها لطيفة من ورا خاطرها وتريتها لين ابتعدت عنهم وقالت لحنان: " بس الصدمة كانت وايد قوية.. "

حنان: " وليش تنصدمين انتي اصلا كنتي شاكة فيه..!!"

لطيفة: " مب مصدومة منه هو؟."

حنان: " عيل من منو؟"

لطيفة: " مصدومة من عمري.. للحين مصدومة.."

سكتت حنان وهي تطالع اربيعتها وعضت لطيفة على شفايفها وقالت وهي تلف شعرها وتعدل الشيلة : " حنان انا قررت اني خلاص ما ادش النت عقب اليوم.."

حنان: " شوووووووو؟؟؟ لطووف حرام عليج عاد!!.. مب جي تعاقبين عمرج.."

لطيفة: "ها مب عقاب.. صدقيني انا مقتنعة باللي بسويه.. "

حنان: "وأنا.؟؟؟ برمس منو يوم بدش اون لاين؟"

لطيفة: " عندج بنات المنتدى وربيعاتنا هني.. رمسيهن بس دخيلج لا تحاولين تغيرين رايي.."

حنان: " لطوف حرام عليج.. لا تقررين بهالسرعة.. انتي غلطتي صح بس بعد انتي بشر واكيد مب معصومة عن الخطأ.. وابليس لعب.."

قاطعتها لطيفة: " لين متى بنتم نحمل ابليس غلطاتنا ونرتكب الغلط ونعق مسئوليته عليه هو؟؟ ونرد نرتكبه مرة وثنتين وثلاث ونقول ابليس شاطر!!.. نحن بشر وفينا عقول ونعرف نفكر.. صح ولا لاء؟؟؟"

حنان: "صح.. بس.."

لطيفة: " أنا تعلمت من تجربتي هاذي.. تعلمت وايد.. "

حنان: " أنا ما الومج.. بس إذا تبين تصلحين غلطتج.. لا تدخلين الpool من الاساس.. أصلا هذا مب مكان لبنات شراتنا نحن.. الكلام اللي ينكتب ع العام بروحه حراااام انه نقراه من كثر ما هو وصخ .. بس المنتدى مكان جدا راقي وحرام انج تضيعين موهبتج جي ع الفاضي.. "

لطيفة: " ما اعرف!!.. ما اعرف حنون.. انتي تسمين هاي موهبة؟؟ وأنا اسميها مجرد عذر عشان ابتعد عن اهلي واتم حابسة عمري في غرفتي ليل نهار.. حنون امس ما رمت ارقد وانا افكر.. النت وايد بعدني عن اهليه.. امايه ما اشوفها الا ربع ساعة او نص ساعة في اليوم.. ابويه ع الغدا وع الريوق بس اشوفه وحتى العشا اشله فوق في غرفتي عشان لا افوت على عمري اليلسة ع النت.. درجاتي نزلت.. وصحتي تعبت.. وكله من اليلسة ع الكمبيوتر.. هذا كله خليه على صوب.. بس اللي استوى في الايام الاخيرة مستحيل اسامح نفسي عليه.."

حنان:" لطوف هالشي ما كان بإيدج وانتي يوم حسيتي انج ممكن تغلطين اجتثيتي الغلط من جذوره.."

لطيفة: " لا .. لا يا حنان.. أنا اندفعت ورا مشاعري .. منو قال لج انه ممكن تكون العلاقة بين الولد والبنت في النت علاقة اخوه وصداقة وبس.. لازم المشاعر تتدخل في الموضوع.. وتجربتي هاي اكبر دليل.. شو دراج اني ما كنت بتعلق فيه أكثر لو ما خبرتج بالسالفة وما حاولت انهي الموضوع..؟؟ وساعتها شو؟؟ كيف بتكون النهاية؟؟ "

حنان: "محشومه حبيبتي.."

لطيفة: " صدقيني كل شي جايز.. وهاليومين لا تستغربين من أي شي ممكن يستوي.. وانا مابا اغلط واخون ثقة اهليه فيه.. خصوصا باباه.. واحد احس به زعل يوم نزلت درجاتي.. "

حنان: " خلاص فديتج اللي يريحج سويه.. "

ابتسمت لها لطيفة وقالت : " تعالي ويايه بسير اغسل ويهي.."

حنان: " فديييت هالابتسامة يا ربييه.. هيه جي أباج.. ابتسمي حبيبتي .. ولا تشيلين هم.. الحمدلله انا رمنا نكتشف هالـ ياثوم قبل لا يعرف أي شي عنج "

تنهدت لطيفة براحة وقالت: "الحمد لله.."

.

.


--------------------------------------------------------------------------------
.

.

" والله والله آخر وحدة ..عشان خاطري عمي كلها.. عشان خاطري!!"

ضحك عبدالله وبطل حلجه غصبن عنه عشان ياكل خامس فطيره من الفطاير اللي يايبتنهن ليلى.. خلاص كان يحس انه شبع بس ليلى كانت مصرة انها تخليه ياكل الريوق اللي يايبتنه كله.. وبما انها ما تهون عليه وما يروم يرفض لها طلب خصوصا وهي تدلع له جيه غصب عمره وكان ياكل ولو انه شبعان ..

ليلى كانت وايد مستانسة لأنه يدوتها روحت البيت ويا صالحة وقالت انها بترد عقب الغدا.. فكانت بروحها ويا عمها عبدالله هالوقت كله.. وكانت مستانسة انها بتروم تهتم فيه وتسولف وياه على راحتها.. خصوصا انه محد ازعجهم ويا يزوره من يوم وصلت ليلى المستشفى.. ويوم خلص عمها من الريوق.. سبحت ليلى الكرسي وقربته اكثر لشبريته وابتسمت له وهي تقول: " بطلب منك طلب ولازم توافق.."

عبدالله وهو يبتسم لها بحنان ويتساند ع المخده اللي وراه: " أول خبريني شو الطلب.. وعقب بشوف اذا بوافق ولا لاء.."

ليلى (بدلع) : " ما يخصني!!.. أول توافق وعقب بخبرك.. "

عبدالله:" ههههههه لا والله؟؟ اممم .. خلاص موافق.. شو تبين حبيبتي؟.. امري ادللي.."

ليلى: " ما يامر عليك عدو يا أروع عم في الدنيا كلها.. اممممم.. امممممممم.."

عبدالله: " ياللا عاد قولي..!!"

خفت ابتسامة ليلى وقالت لعمها بجديه : " امم.. يدوه خبرتني انه ياسمين يت تزورك هني في المستشفى امس.. وقالت لي انك رغتها.."

انقبض قلب عبدالله يوم سمع طاري ياسمين واختفت ابتسامته عن ويهه وخافت ليلى انها تكون كدرته وعفست مزاجه بهالطاري وعلى طول ندمت لأنها فتحت هالموضوع وياه..

ليلى: "آسفة عمي.. المفروض ما كنت ادخل في شي ما يخصني.."

عبدالله: "لا عادي فديتج .. انتي بنتي وما بيني وبينج خصوصيات وأسرار.. هيه ياسمين يت أمس وتفاهمت وياها على كل شي وروحت.. ما رغتها.."

ليلى: " تفاهمتوا على شو؟"

عبدالله: " شمسة بتم عندي.. وياسمين بتاخذ الفيلتين.."

شهقت ليلى وهي مبطلة عيونها: " شووو؟؟ عمي بطلقها؟؟"

عبدالله: " أنا مطلقنها أصلا.. وما أفكر إني اردها.. "

ليلى: " عمي ليش؟؟ حرام وشمسة؟؟"

عبدالله: " شمسة أروم اربيها بروحي.. وبحط لها مربية مع اني اعرف انج انتي وامايه ما بتقصرون وياها.."

ليلى: "أكيد !!.. بس اتم الأم غير.. عمي فكر بشمسه حرام تتربى بعيد عن امها.."

عبدالله: " صدقيني يا ليلى جي احسن.. أنا وياسمين عمرنا ما اتفقنا على أي شي.. ومن الأفضل نبتعد عن بعض .. شمسه يمكن تفتقد وجود امها في حياتها.. بس تبين الصراحة.. أحس انه وجود ياسمين وياها بيضرها أكثر.. وما يحتاي اخبرج عن ياسمين.. اظن انج تعرفينها.."

ليلى: وأعرف بعد انه الناس تتغير.. ومجرد ييتها هني المستشفى.."

قاطعها عبدالله بنبره حادة ما كان متعمدنها: " ياسمين يت المستشفى عشان شي واحد بس.. كانت تبا الفلتين.. وخذتهن..!!"

ليلى: "هذا شي ثاني تسرعت فيه يا عمي!!"

عبدالله: " ليلى !!.. عقب هالعمر كله ياية تشككين في حكمتي وأسلوب تفكيري؟؟؟"

يلست ليلى على الشبرية حذاله وباسته على يبهته وهي تقول: "لاااا.. لا عمي لا تفهمني غلط!!. بس شموس غامظتني.."

عبدالله: " وتعتقدين من السهل بالنسبة لي اني اتخلى عن مرتي؟ واحرم شمسة من امها؟"

نزلت ليلى عيونها وهي مستحية: " اكيد لاء"

عبدالله: " وتعتقدين اني مب مظايج لأني بتخلى عن فيلتين تابعت بنيانهن بنفسي وأثثت كل زاوية وأنا ارسم احلام بمستقبل وحياه حلوة لي ولأهليه فيهن؟؟ أكيد هالشي صعب.. بس بعد صعب اني اعيش بدون كرامة!!"

اطالعته ليلى وهي متأثرة بنظرته الحادة وقالت بهمس: "عمي!!"

تنهد عبدالله بتعب وهو يطالع الزنابق اللي يابتهن ياسمين أمس واللي استقرن في المزهرية اللي حذال شبريته .. واستمر الصمت الثقيل بينه وبين ليلى اللي كانت تصراع احساسها بالاحراج من عمها وتحاول تقول أي شي عشان تكسر الصمت اللي بينهم.. كان من الأفضل انها ما ترمس عن هالموضوع الحين وانتقلت لموضوع ثاني وهي تقول: " عمي.."

قاطعها عبدالله فجأة وهو يرمس بحنان وقال: " شو الطلب اللي كنتي بتطلبينه مني؟"

ابتسمت ليلى وقالت وهي تمسح على خده بإيدها: " كنت أباك تودينا ليوا.. تولهت ع المزرعة ومن سنة تقريبا ما سرنا.."

عبدالله: "سبحان الله.. والله كأنج قريتي أفكاري.. توني كنت افكر اسير ليوا عقب ما اطلع من المستشفى.."

ليلى: "يا حبيبي يا عمي.. تعرف اني متولهة عليك مووت؟؟؟"

عبدالله: " أعرف فديتج.. وانا بعد متوله عليج وعلى اخوانج.. خصوصا سارونه.. "

ليلى: " سارونه دوم تسأل عنك.. بعدها ما نست انك بتوديها السينما.."

عبدالله:" ههههههه.. حليلها سارونه.. ييبيها وياج يوم بتين باجر.."

ليلى: "ان شالله عمي.. اممم.. عمي؟"

عبدالله:" عيونه.."

ليلى: " تسلم لي عيونك .. عمي مدام انك مب ناوي ترد لياسمين.. ليش ما تسكن عندنا في البيت؟؟"

ابتسمت ليلى بارتباك وهي تسأله هالسؤال.. كانت متأكدة انه ما بيوافق لأنه وايد يحب عزلته وما يتخلى عنها بس في نفس الوقت كان عندها بصيص ولو ضئيل من الأمل وما تبا تتخلى عنه..

عبدلله (وهو يضغط على ايدها): " وليش لاء؟ نحن مالنا غير بعض.. وانا قصرت وياكم وايد ولازم اعوضكم الحين.. اتصلي بروان في الشركة وخليها تخبر العمال عشان ينقلون أثاث غرفتي من الفيلا اليديدة لبيتكم.. واختاري لي غرفة وحطي الاثاث فيها.."



كان عبدالله يرمسها وهو يبتسم لها ونظرة عيونه تبعث بدفء غريب في داخلها.. وكانت هي تطالعه ومب مصدقة انه وافق يسكن عندهم في البيت وانهم اخيرا بيكونون كلهم في مكان واحد وعايلة وحدة.. واحمر ويهها وتطالعه وتبتسم وأول ما بغت تتكلم انفجرت وصاحت وهي تحظنه بقوة..

ليلى (وهي تصيح): " والله ما توقعت.. ما توقعت انك توافق!!.. "

ضحك عبدالله وحس انه قلبه يعوره لأنه أهملهم هالفترة اللي طافت كلها وقال لها: " وليش ما اوافق.. ؟ بس فديتج عاد هذا مب وقت الصياح الحين.. قومي هاتي لي التيلفون خليني اتصل بروان.. من زمان ما رمستها وهي حتى ما اتصلت تطمن عليه.."

مسحت ليلى دموعها وضحكت وهي تمد ايدها عشان تعطيه موبايله وقالت: "حليلها روان!! والله كانت وايد تحاتيك بس يمكن استحت تتصل.. "

عبدالله:" تعالي انتي ما خبرتيني شو سويتي في الشركة هذاك اليوم يوم سرتي مكتبي.. قلتي بتخبريني ونسيتي.."

ليلى: "رمس روان .. ويوم بتبند عنها بخبرك.."

عبدالله: " زين.."

اتصل عبدالله بروان عشان يخبرها اطرش العمال ينقلون الاثاث باجر.. وقامت ليلى ترتب الباقات في الغرفة وتفر الورد الذابل في الزبالة.. وتحط بداله الورد اللي وصل لعبدالله اليوم.. كانت حاسة بسعادة حقيقية وراحة نفسية فظيعة.. وكأنها للحظات ردت ليلى الأولانية.. بدون هموم ولا مسئوليات.. مجرد وجود عمها عبدالله وياهم في البيت معناته انه نص المسئولية بتكون عليه هو..

.

.




--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في مدرسة الهيلي الثانوية، وفي حصة الرياضة.. كان مايد يركض بسرعة على أرضية الملعب ويحاول يتفادى مدافعين الفريق الثاني والكورة تتحرك جدام ريوله بحركات منتظمة.. الجو كان حار جدا وشعره كان لاصق بويهه ورقبته وهو يتحرك بخفة بين المدافعين.. ويوم شاف سالم اللي كان في نفس فريقه يركض من ورا المدافعين مرر له الكورة بسرعه وعلى طول سددها سالم للمرمى وسجل الهدف الرابع لفريقه.. وأنهى المباراة بفوزهم على الفريق الثاني..

ركض مايد لربيعه سالم وضربه بقوة على ظهره : " هاهاههاااي.. يا ويلي عليك يا بوغنيم.. والله انك راعيها!!"

حميد (اللي كان في الفريق الثاني): " حشا مب ريول عليك.. مدفع.. وين طيرت الكورة"

سالم: " اذكر ربك يالحمااار"

حميد (وهو يضحك): " ماشالله ماشالله.."

مايد: " طاعوا اشكالنا والله أرف.. حميد دخيلك لا تقترب مني ريحتك تنشم من هني.."

فصخ حميد فانليته وعقها على ويه مايد اللي صرخ وهو لايعة جبده وركض ورا حميد عشان يضربه..

في طرف الملعب.. كانوا ثلاثة من الشباب يالسين يطالعون المباراة .. عبدالرحمن.. وناصر.. ومانع.. اليوم ما حضروا ولا حصة.. من بداية الدوام وهم يا في الملعب أو يتمشون في المدرسة.. وكانوا ناوين عقب ما تخلص هالحصة يروحون بيوتهم..

عبدالرحمن وناصر كانوا يسولفون عن المواتر والشباب ويضحكون ومانع مب وياهم.. عيونه كانت على مايد اللي كان يركض ورا حميد ويضحك ضحكته اللي تنرفز مانع ..

عبدالرحمن : "منووع؟؟ حووووه .. انته ويانا؟؟"

مانع (وهو يطالع مايد بحقد): " أكرهه!!"

ناصر (باستغراب) : " منو؟"

عبدالرحمن: " يعني ما تعرف منو؟ أكيد مايد.."

ناصر: " منووع لين متى؟ خله يولي شعلينا منه نحن!"

مانع: " ما أدانيه.. ما اعرف ليش بس جي من أول ما عرفته وانا اكرهه..."

عبدالرحمن: " ولا تنسى انه مفشلنك كم مرة جدام الشباب.."

اطالعه مانع بنظرة حادة وقال: " يخسي هالغبي يفشلني أنا.. هذاك اليوم كان محظوظ.. بس هالحظ ما بيستمر على طول.."

ناصر: "ليش شو ناوي تسوي به؟"

مانع: " أصبر وبتعرف جريب.. "

ابتسم مانع بخبث وهو يطالع مايد.. ومايد انتبه له ويوم شافه يبتسم.. حس برعشه تسري في عروقه ووقف ثواني يطالعه وعقب رد يلعب ويا ربعه وهو يقول في خاطره " الله يستر"

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

ابتسمت موزة بحنان وهي توزع الماسك على ويه امها اللي كانت يالسة وياها في غرفتها ومستسلمة للمسات بنتها التجميلية.. سلامة كانت في أواخر الثلاثينات، وللحين ملامحها الجميلة تغطي العيوب البسيطة والتجاعيد اللي ابتدت تتسلل تحت عيونها .. موزة كانت تغطي ويهها بالماسك الطبيعي وتتأمل ملامحها الحلوة وهي تتمنى لو كانت بس بنص جمال أمها.. بشرتها كانت نقية وخالية من العيوب تماما وخشمها طويل ويضفي على ملامحها الهادية بعض الحدة اللي خلت جمالها متوازن ومميز في نفس الوقت..

موزة (وهي تطالع أمها عقب ما خلصت من توزيع الماسك على ويهها): " ليتني كنت حلوة جي شراتج"

ابتسمت سلامة لبنتها وقالت: " إنتي احلى عني بعشر مرات فديتج.. لا تقارنين عمرج فيني انا العيوز"

شهقت موزة وقالت وهي محرجة: "امايا انتي مب عيوز!!"

سلامة: " هههههه .. بناتي ما شالله أطول عني وتقولين مب عيوز؟ وين تبين؟"

موزة:" تزوجتي وانتي صغيرة.. ويبتينا وانتي كم عمرج ؟ 14؟ ولا 15؟ "

ابتسمت سلامة وهي تتذكر هاذيج الايام وقالت: "15.. كان عمري 15 سنة يوم ابوج خذاني.. وعقبها بسنة يبتج.. وعقبج بسنة يبت توأم بنات بس ماتن وهن بعدهن ما كملن حتى سنة.. وعقب ثلاث سنين يبت لطوف.."

يلست موزة حذال امها وسألتها: " امايه انتي تحبين ابويه؟"

ضحكت سلامة بخجل وقالت: " شو هالسؤال مواز؟؟"

موزة: " صدق يعني قبل لا ياخذج كنتي تشوفينه؟"

سلامة: " أكيد كنت اشوفه.. كان ولد خالة امايه وكان دوم يزورنا.."

موزة (وهي تبتسم بخبث): " وعاد ابويه فديته غاوي.. أكيد انعجبتي فيه.."

ظربتها سلامة على ايدها وهي تضحك وقالت: " موزوه استحي على ويهج شو هالرمسة الماصخة.. لا انعجبت فيه ولا شي.. وما حبيته الا عقب ما خذاني وعقب ما عاشرته.."

موزة:" عيل ليش فسختي خطوبتج من ولد عمج عشانه؟؟"

اطالعتها سلامة وهي مصدومة وسألتها: " وانتي من وين سمعتي هالسالفة؟"

موزة: "هههههههه ابويه خبرني.."

سلامة: " سهيل خبرج؟؟"

موزة: "هيه.. وليش ما يخبرني؟؟ من حقي اعرف قصة حبكم.. ياللا عاد امايه خبريني .. كنتي تحبينه؟"

سلامة: " أبوج شو قال لج؟"

موزة: " ما بقول لج .. أبا اعرف السالفة كلها منج انتي.. ياللا خبريني.."

ضحكت سلامة وهي تصد بويهها الصوب الثاني ورفضت انها تخبر سلامة أي شي عن هالسالفة.. وسلامة يوم يأست منها قامت تطالع عمرها في المنظرة وابتدت توزع الماسك على ويهها..

سلامة: " موزوه حبيبتي لا تنسين تسيرين درس التحفيظ باجر.. أم عبدالله اتصلت بي وقالت لي انج ما سرتي يوم الاثنين"

موزة: "امايه ما كنت مخلصة الجزء اللي لازم احفظه واستحيت اسير وانا مب حافظة.. "

سلامة: " مرة ثانية لا اطوفين ولا درس.. وحاولي تحفظين انتي ما وراج شي.. لا دراسة ولا شغل.."

موزة: " والله امايه احاول اني احفظ بس المشكلة اني كل ما احفظ آيه أنسى اللي قبلها.."

سلامة: " خلي عندج ثقة بقدراتج ولا تحبطين عمرج.. ترى هذا الشيطان يقص عليج ويحاول يقنعج انج مب رايمة تحفظين شي.. "

موزة: "ان شالله امايه.. باجر الاربعا وبسير الدرس وانا حافظة.. "

سلامة: " الله يعطيج العافية حبيبتي.."

موزة (وهي تبتسم لامها): " الله يعافيج يا أغلى ام في الدنيا.."

سلامة: " اممم موزة؟"

موزة: " هلا امايه.."

سلامة: " اختج لطيفة شو بلاها؟؟ اليوم الصبح كانت متظايجة وما تريقت ولا حتى رمست.. وامس بعد ما تعشت.. حد مزعلنها؟؟ "

عقدت موزة حياتها وهي تفكر وقالت: "ما اعرف والله.. حتى انا ما رمستني امس مع انها متعودة تسولف ويايه قبل لا ترقد.."

سلامة: " توقعت تكون خبرتج باللي مظايجنها.."

موزة: " لا .. ما خبرتني..بس بسألها اليوم.."

سلامة: " هيه اسإليها.. وإذا كانت متظايجة عشان درجاتها نازلة حاولي اطمنينها وخليها تشد حيلها اكثر في امتحانات اخر السنة.."

موزة: "إن شالله امايه.. ياللا امايه قومي الحين اغسلي ويهج.."

سلامة: " زين.. يعني الحين اول ما اشله عن ويهي برد شباب؟"

موزة (بنبرة حادة): " امايه شو تردين شباب؟؟ ليش حد قال لج انج عيوز؟؟ هالماسك اصلا ما بيسوي لج شي لأنه بشرتج من اروع ما يكون.."

سلامة: " ههههه عيل شله معذبتني وحاطتنه على ويهي من الصبح..؟"

موزة: "زيادة الخير خيرين.."

ابتسمت سلامة ونشت وسارت تغسل ويهها.. وتمت موزة تطالعها بحب كبير وهي تفكر ترد ترسمها مرة ثانية.. كانت تحب ترسمها وخصوصا عيونها .. كانت موزة تتخبل عليهن وعلى النظرة الهادية اللي تنبعث منهن.. ورغم انها رسمتها ثلاث مرات الا انها ولا مرة احتفظت بالصورة لنفسها.. اللوحة الأولى خذاها عنها يدها ابو سلامة واللوحة الثانية سهيل معلقنها في غرفتهم.. واللوحة الثالثة أول ما شافتها خالوتها اصرت انها تاخذها.. هالمرة موزة بترسم امها للمرة الاخيرة .. وبتكون هاي اللوحة أحلى لوحة وبتعلقها موزة هني في غرفتها هي .. عشا ن دوم تشوف امها جدامها..

.

.

--------------------------------------------------------------------------------
.

غرربه
02-05-2013, 07:07 PM
.

كانت ألحان اغنية Alanis "Excuses" تتردد بأعلى صوت ممكن في أرجاء غرفة ياسمين، كانت متعمدة تعلي صوت الستيريو على الآخر عشان ما تسمع أي صوت من الممر وحتى لو حد دق عليها الغرفة أو حاول يرمسها من برى الباب ما كانت تبا تسمعه.. كل اللي تباه انها اتم بروحها ومحد يرمسها أو أيي صوبها.. للمرة الأولى في حياتها كانت ترتب غرفتها بروحها.. طلعت ثيابها كلها من الكبت وردت ترتبهم مرة ثانية.. رتبت مجموعة السيديهات اللي عندها ويلست تقرا مذكرات مراهقتها قبل لا تجمعهم كلهم في صندوق ايكيا البنفسجي وتحطه حذال طاولة الكمبيوتر.. كانت تبا تشغل نفسها بأي شي.. أي شي عشان ما تردها أفكارها لعبدالله وللقائها وياه أمس.. ما تبا ترد تحس بالمهانة والذل مرة ثانية.. ما تبا تستعيد إحساسها بالفقد والخسارة والفراغ من دونه.. والأهم من هذا كله، كانت تبا تشغل عمرها عشان ما تصيح من كثر شوقها له..

عقب ما خلصت شغلها كله وسط الالحان الصاخبة اللي تسمعها وقفت في نص الغرفة بتعب.. تطالع كل الزوايا بيأس وهي ادور شي ثاني تشغل به نفسها.. وفجأها صوت الباب وهو يندق بقوة وبصوت أعلى من صوت الستيريو.. وتأففت ياسمين بظيج وهي تمشي للباب عشان تبطله.. وأول ما بطلته دخل أبوها الغرفة وهو محرج وسار صوب الستيريو وبنده وصد صوبها عشان يهزبها.. بس ياسمين اطالعته ببرود وسارت توقف عند الدريشة وهي عاطتنه ظهرها..

انقهر علي من تجاهلها له.. من يوم ردت من العين أمس وهي متجاهلتنه ومتجاهله كل حد في البيت.. ما خبرتهم شو سوت ولا شو قال لها ريلها.. وكان شكلها تعبان لدرجة انه علي تحرى عبدالله مات.. واتصل المستشفى يسأل عنه وقالوا له انه بخير وبيطلع عقب يومين.. وترياها علي فليل يمكن تنزل تحت وتخبره شو استوى بس ما نزلت.. والحين يوم يا يسألها ردت تتجاهله..

علي : " شعندج جي معلية على صوت الأغاني؟؟ عنبووه بينقع راسج !!"

تنهدت ياسمين بظيج وقالت: " كيفي!!"

علي: " لا مب على كيفج انتي مب بروحج هني في البيت.."

رفعت ياسمين حاجبها اليمين وعلى ويهها نظرة احتقار .. كانت تطالع حديقة بيتهم وغصبن عنها ردت لها ذكرى اليوم اللي كان فيه عبدالله هني .. كان ياينها لين هني.. يناديها .. يباها ترد له.. عبدالله حبها بكل قوته وهي جازته ببرود وكره ونكران.. ااه كم كثر تتمنى لو انها هذاك اليوم لبست عباتها وردت وياه العين.. شو اللي منعها؟ هالسؤال بيتم بدون اجابه حتى بالنسبة لها هي.. حست بتعب وهي تسمع صوت ابوها يتحرطم عليها وهو واقف وراها.. كانت تباه يطلع من الغرفة ويخليها بروحها .. وتندمت انها فتحت له الباب.. والتفتت له وهي تتنهد وقالت: " إنزين ابويه ما بعلي صوت الستيريو ولا حتى بسمعه مرة ثانية.. خلاص؟"

علي: " لا مب خلاص.. خبريني شو استوى بينج وبين ريلج امس يوم سرتي له؟؟"

ياسمين:" وليش تبا تعرف؟"

علي (وهو يحاول يكتم غيظه): " يا سلام!!.. وان شالله مب ناوية تخبريني؟؟"

ياسمين: " اممم .. لا عادي بخبرك.. عبدالله خلاص طلقني واوراق الطلاق بتوصلني باجر إذا مب اليوم.."

اطالعها علي برعب وسألها: " كيف؟؟ ليييييش؟؟ ليش خليتيه يطلقج!!"

ياسمين: " عجيب أمرك أبويه!!.. انته اللي كنت تباني اتطلق.. وانته اللي حرضتني على هالشي من البداية.."

علي: " انتي ما تفهمين؟؟؟ عبدالله خلاص صحته راحت ويمكن يموت في أي لحظة.. صدق انج بقرة وما تفتهمين.. عيزت وانا افهم فيج.."



اطالعته ياسمين بإحباط كبير.. شي في داخلها انكسر وهي تسمع الكلمات اللي رددها على مسامعها.. حبها له وبقايا الاحترام اللي كانت تحمله في قلبها له .. هذا اللي انكسر.. وكأن ياسمين حست بهالشي وحطت إيدها على قلبها وهي تيلس على الشبرية وتطالع الفراغ اللي جدام عيونها بذهول..

علي: " أنا شو بيطلعني الحين من هالورطة اللي انا فيها.. انا ما بخليج تحطمين كل اللي بنيته.. أنا برفع قضية على عبدالله وبقول انه حالتج العقلية انتكست من عقب الطلاق.. وبطالبه بتعويض.. ووالله يا ياسمين ان ما وقفتي ويايه في هالقضية بتندمين... تسمعيني؟؟ بتندمين!!"

رفعت ياسمين عيونها اللي كانن حمر من الدموع اللي تجمعت فيها وما وعت بعمرها الا وهي تزاعج: " تبا ترفع قضية ارفعها بروحك... انا خلاص ما يخصني في عبدالله.. واذا تبا بيزاته تراه بيعطيني الفلتين وخذهن ماباهن بس خلني في حالي...!! "

رد علي خطوتين على ورا وهو منصدم من ردة فعلها العنيفة.. واللي خوفه اكثر انها اقتربت منه وهي بعدها تزاعج

ياسمين: " من اليوم وطالع لا ترمسني أبد!!.. حتى لو شفتني اذبح روحي ما يخصك فيه.. أنا اكرهك!! أكرهك .. انته حطمتني وحطمت آخر احساس فيني.. اطلع برى وخلني في حالي.. خلوني في حالي كلكم... أكرهك.. أكرهك!!"

طلع علي من الغرفة وصك الباب وراه بقوة وانهارت ياسمين وهي اطيح على الرخام البارد وتصيح بقوة ما عرفتها من قبل.. في هاللحظة عرفت انها وحيدة في هالعالم وانه حتى اقرب الناس تخلوا عنها.. احساس رهيب بالألم كان يقطعها من الداخل وكانت تحس مع كل دمعة تذرفها عيونها بكره كبير لأبوها.. الانسان الوحيد اللي كانت تحبه ياسمين اكثر حتى من عمرها

.

.



في بوظبي، وبالتحديد في منطقة المشرف.. كانت عليا توها نازلة من الموتر وهي رادة من المدرسة.. كانت تسحب الشنطة ع الارض من التعب وتمشي صوب باب البيت وهي تحس الشمس تحرق ويهها.. وفوق هذا كانت يوعانة وكل اللي تفكر به في هاللحظة هو انها تتسبح وتتغدى وترقد.. بس يوم دخلت داخل شافت أمها شريفة واقفة في الصالة وهي متلبسة ونقابها في إيدها.. وكانت ترمس في التيلفون وتطالع ساعتها..

استغربت عليا .. وين بتسير امها الحين الظهر؟ وفرت شنطتها عند الباب وسارت توقف جدامها وهي تترياها تخلص المكالمة.. ويوم بندت حبتها عليا على خدها وقالت: "السلام عليكم.."

شريفة: "وعليكم السلام والرحمة.. شو بلاه ويهج جي احمر؟"

عليا وهي تفصخ الشيلة: " من الشمس والأرف والتعب.. امايه وين بتسيرين؟؟ "

شريفة: "بسير العين حبيبتي .. وابوج عنده شغل ما بيرد يتغدى.. تغدي بروحج قلت للطباخ يسوي لج مالح"

عليا ما سمعت باجي الرمسة كل اللي سمعته انه امها بتسير العين وبطلت عيونها ع الاخر من الاثارة وقالت وهي تنسى التعب واليوع والحر.. : "بتسيرين العين؟؟"

شريفة: " هيه.. فواغي تعبانة وشكلها بتربي وانتي تعرفينها تتعب وايد حليلها كم مرة عقت .. وابا ايلس وياها.."

عليا: "امايه خذيني وياج الله يخليج!!.."

شريفة: "توج اتقولين تعبانة ..!!"

عليا: "لا لا مب تعبانة ولا يوعانة حتى والله تولهت على يدوه وايد ابا اسير اشوفها.. الله يخليج امايه!!"

شريفة: " انزين ياللا عيل بسرعة سيري تلبسي انا قايلة للدريول يمر عليه عقب نص ساعة.. "

عليا: " لا لا ما بتأخر.. دقايق وبرد لج"

ركضت عليا بسرعة لغرفتها وتسبحت بسرعة وتلبست وشلت مكياجها وياها بتحطه في السيارة.. ولبست عباتها وشيلتها وطارت تحت بسرعة قبل لا تسير عنها امها.. كانت بتموت من الفرحة.. شو هالحظ الحلو.. أخيرا بتشوف ميود.. تولهت عليه وايد .. واخيرا بتشوفه!!

.

.




في بيت صالحة ، كانت فواغي يالسة في الصالة وإيدها على بطنها.. وويهها شاحب من التعب.. والهالات السودة واضحة بشكل فظيع.. الحمل دوم يتعبها.. ومن عقب ما يابت مزنة عقت ثلاث مرات.. عشان جي تمت فترة طويلة ما حملت فيها.. والحين كانت وايد خايفة انها تفقد الجنين.. وهالخوف وايد مأثر على نفسيتها..

صالحة كانت يالسة حذالها وترمس في التيلفون

صالحة: " هلا ام احمد.. سمعي يا خويّوه.. تراني ما اروم ارد الدختر العصر.. اسمحيلي "

أم أحمد: " مسمووحة فديتج انتي ما قصرتي ويايه.. وترى الحين الزيارات خفت مب شرات قبل ولا جان ع الحرمات بجابلهن بروحي.."

صالحة: " الله يعطيج العافية فديتج.. إنزين عاد ما تخبرتيني ليش ما اروم آي الدختر.."

أم أحمد: " ليش؟ عسى ما شر بس؟"

صالحة: " فوااغي فديتها هلكااانة مهلكنها الحمال.. وانتي تعرفين هذا وقتها الحين وحليلها مب رايمة تتحرك من مكانها.."

أم أحمد: " وييه فديت روحها.. لا تخلينها يام فهد.. وديها الدختر.."

صالحة: "بوديها الحين اتريا الدريول بس.. وجان نوموها بمر عليج وانتي بعد مري علينا.."

أم أحمد: " هيه ان شالله بمر أشوفها.. ياللا ما تشوف شر ان شالله.. "

صالحة : الشر ما اييج فديتج.. ياللا ببند عنج الحين.. وبرد اتصل بج خلاف.."

أم أحمد: "الله وياج غناتي.. ودعتج اللي ما تخون ودايعه.."

صالحة: "فمان الله.."

بندت صالحة التيلفون وصدت صوب بنتها اللي كانت شوي وبتصيح من الألم اللي تحس به.. وتمت تقرا عليها وتحاول تهديها..

صالحة: " يعني ريلج ما لقى وقت يسافر فيه الا الحين يوم شافج بتربين؟؟"

فواغي (بألم): " مب بإيده امايا.. اتصلوا به وقالوا له يسافر.. حتى حليله ما كان مزهب أغراضه.. "

صالحة: " يروم يقول لهم انه عنده ظروف الا هو بروحه خديه.."

سكتت فواغي عنها لأنها كانت وايد تعبانة .. وردت صالحة تقرا عليها..

مزنة اللي يابها الدريول من المدرسة لبيت يدوتها على طول كانت توها داشة البيت ومستانسة لأنه امها بتم في المستشفى وهي بتلعب وبتسهر على كيف كيفها هني في بيت يدوتها..

أول ما دخلت الصالة وشافت يدوتها وأمها ركضت وهي تقول: " يدوه هاذا دريولكم فنشووه.."

صالحة (وهي تطالع فواغي) : " بنتج هاي عيزت منها.. كم مرة قلت لج يوم بدشين مكان سلمي وعقب ارمسي.."

تأففت مزنة وردت تركض للباب وردت تدخل مرة ثانية وقالت بنقمة: " السلام علييييييكم ورحمة الله وبركاته.. استانستي الحين؟"

ضحكت فواغي بتعب وردت عليها صالحة: "وعليج السلام والرحمة.. تعالي الحين تشكي.. بلاه كريم..؟؟ شو سوى بج؟"

مزنة: " أول شي كنت بوصل ربيعتي ويايه ويوم شافها ياية صوب الموتر راغها!!.. قال لها انا مب دريول مال انته..!!"

صالحة: " صدقه ..!! وانتي ليش تعزمين بنات الناس ؟ نحن مب مكلفين بهم..!!"

نزلت مزنة شنطتها عن ظهرها وقالت وهي تيلس حذال امها: " ويوم قلت له وقف شوي عند الدكان ما طاع!!.. ولا حتى رد عليه.. كريه ما ادانيه!!"

صالحة: "وانتي حرمة شوفي شكبرج.. شو يوديج الدكان؟؟ "

مزنة: " شو هاا؟ كله توقفين وياه؟؟ انتي يدوتي انا مب يدوته هو!!"

صالحة: " أنا اوقف ويا الحق..!!.. كريم هذا محد شراته.. دريوليه من عشر سنين.. بنفشه عشانج انتي يالزعطوطة!"

اطالعت مزنة امها وقالت: "وانتو ليش ما تحطون لي دريول؟؟ ما نبا دريولها كله تدافع عنه.."

فواغي (وهي تبتسم لها بتعب): " بس مزون حبيبي صخي .. عيب جي ترمسين يدوتج"

مسحت مزنة على بطن امها وهي تقول: "انا من الحين اقول لج.. لو طلعت بنية ماباها.."

فواغي: " ليش عاد؟ تخافين احبها اكثر عنج؟"

مزنة: " لا بس ما اداني البنات.. ابا ولد بعلمه يلعب كورة ويزود السياكل ويايه.."

فواغي: " لين ما هو يكبر انتي خلاص بتكونين ودرتي الكورة وودرتي السياكل.."

شهقت مزنة وقالت: "منوو ؟؟ أنا؟؟ لا لا لا سلامتج.. !! انا ما بودر العابي.. بتم جي على طول.."

صالحة: " واابويه عليج.. أنا يوم كبرج كنت حرمة بيت وعندي درزن عيال.. وانتي بعدج الا تلعبين بالكورة والسياكل.. يوم اقول لج يا فواغي بنتج هاي بتخبل بي.."

فواغي: " هههههههه.."

سكتوا كلهم يوم سمعوا صوت الباب يتبطل بقوة والتفتوا على يمينهم وشافوا فهد داخل عليهم وهو معصب..

اطالعهم بنظرة وتنهد وهو يقول: " طلقتها!!"

شهقت فواغي وتمت صالحة ساكتة .. ومزنة وقفت وهي بتموت من الفضول وسألته: " منووو؟"

طنشها فهد وقال لأمه واخته: "اتصلوا باهلها وخبروهم.."

ويوم خلص كلمته ركب فوق بسرعة لأنه جبده كانت لايعة ومتظايج من الخاطر وما يبا يسمع أي كلمة بخصوص هالموضوع..

يوم شافته مزنة سار فوق التفتت على امها وقالت لها: "منو؟ طلق منو؟"

صالحة: " منو بعد؟ كم حرمة عنده؟"

مزنة: " شدراني ولدج انتي مب ولدي.."

فواغي: " مزنووه عن الحشرة صخي.. امايه الحين شو بتسوين؟"

صالحة: "انا ما بتصل بهم.. بروحي مستهمة عليج وما فيه على صدعتهم.. اليوم ولا باجر بتوصلهم ورقة الطلاق.. وبيعرفون.."

غمضت فواغي عيونها بألم وقالت: " حليله اخويه.."

صالحة: "دواه.. هذا اللي ما يسمع كلام امه.. عمره ما يتوفق في اللي يسويه. وجان ع الحرمة بنحصل له غيرها.. ومحد احسن عن ليلى بنت خالوتج.."

فواغي: " هيه والله فديتها ليلى .. وين بيحصل احسن عنها؟"

بطلت مزنة عيونها وهي تتسمع.. وايد اشيا استوت اليوم، كانت مب قادرة توقف دقات قلبها من الاثارة اللي تحس بها.. وتبا تيمع الاخبار كلها عشان تسير وتخبر قوم ميود وسارونه يوم بتسير عندهم العصر..

.

.



.

الساعة أربع العصر، نزلت روان من سيارتها الكامري البيضا الصغيرة، ومشت بخطوات متثاقلة لباب البناية.. كانت تكره دوامها المسائي في الشركة.. وتشوف انه يلستها في المكتب من الساعة اربع للساعة سبع من دون فايدة، والحين عقب ما تغيب عبدالله عن الشغل هالفترة الطويلة، استوت تكره الدوام المسائي أكثر وأكثر.. مب كل الموظفين يدوامون المسا.. بس روان والمحاسبين وقسم العلاقات العامة، بس لازم تعترف روان انه راتبها كبير ويستحق الجهد اللي تبذله، عبدالله كان مب مقصر وياهم بالمرة..

ركبت روان المصعد وهي تفكر بعبدالله .. هي سمعت الاشاعات اللي طلعت انه غيبوبته سببها مرته وانه طلقهاعقب ما طلع من الغيبوبة.. وفي داخلها كانت روان مستانسة لأنه طلقها.. عبدالله وايد يعيبها ووايد تحترمه وتتمنى له كل خير، ومع انها ما عرفت مرته بس من المرات القليلة اللي كانت تتصل فيها على الشركة يوم عبدالله يكون في اجتماع وغالق موبايله، حست روان انه ياسمين انسانة متكبرة ومتسلطة لأبعد الحدود.. وعبدالله يستاهل وحدة احسن عنها بألف مرة..

طلعت روان من المصعد ومشت لمكتبها ، وما تفاجئت أبدا يوم شافت باب المكتب مبطل ومبارك يالسة على مكتب عبدالله ومندمج في كتابة شي على الكمبيوتر..

ابتسمت روان وهي تطالعه، كانت تعرف انه تغدى ورد الشركة على طول.. وتعرف انه يحاول يخلص الشغل كله قبل لا يرد عبدالله الشركة، بس عشان لا يتعب عبدالله او يبذل أي مجهود وهو يراجع الاوراق.. مبارك في داخله كان انسان جدا رائع، بس روان متأكده انه ما يباهم يعرفون الجانب الحنون اللي فيه.. عشان جي كانت تتعامل وياه بتحفظ ، مثل ما هو يباها تتعامل وياه..

دقت روان على الباب بأطراف اصابعها وقالت: " مساء الخير.."

التفت لها مبارك وقال: " مساء النور.. روان لو سمحتي اطلبي لي قهوة.. "

روان: " ان شالله.. عاوز حاجة تانية ؟"

مبارك: " لا .. شكرا.."

يلست روان على مكتبها واتصلت للفراش عشان اييبلهم قهوة.. ويلست تجلب في الملفات اللي عندها لين ما ياب الفراش القهوة وشلتها بروحها ودخلتها على مبارك..

مبارك (وهو ياخذ عنها القهوة): " مشكورة روان.. "

روان: "العفو.. اممم.. حضرتك زرت الاستاز عبدالله في المستشفى؟"

مبارك: " هيه اليوم الصبح سرت له.."

روان: " طب ممكن حضرتك تطمني عليه.. ؟"

ابتسم لها مبارك وقال: " لا تحاتين يا روان.. عبدالله بخير وما فيه الا العافية.. وصدقيني رغم انه الدكتور موصنه يرتاح ع الاقل 3 اسابيع، بس انا متأكد انج بتشوفينه في الشركة من الاسبوع الياي.."

ابتسمت روان وقالت بعفوية: " يا ريت والله .. دا حتى الشغل مالهوش أي طعم من دونه.."

مبارك (وهو يبتسم بخبث): " اهااا.."

حست روان انها غلطت واحمر ويهها وهي تنزل عيونها بارتباك.. وقالت وهي تطلع من المكتب بسرعة: " طيب خلاص انا حروح أشوف شغلي.. لو احتجت أي حاجة تانية إبأى انده لي.."

ضحك مبارك على روان اول ما طلعت من المكتب ويلس يشرب قهوته وهو يتذكر اليوم اللي دخل فيه هني بالصدفة وشاف ليلى يالسة على نفس الكرسي اللي يالس عليه هو الحين.. تذكر ملامحها وعصبيتها هذاك اليوم.. وفي نفس الوقت تذكر خجلها وابتسامتها الحلوة يوم شافها في المستشفى.. كان يحس انه في شي مشترك من بينهم.. يمكن الالم اللي خلفه فقدانهم لأغلى الناس عندهم.. ولأول مرة في حياته يحس مبارك انه محتاج لشخص يعطيه حبه وحنانه.. وهالشخص هو ليلى.. بس في نفس الوقت.. كان يعرف انه هالشي صعب، إذا ما كان مستحيل.. بطريقة غير مباشرة مبارك كان السبب في موت امها وابوها.. وليلى مستحيل تغفر له هالشي.. بس شو السبب اللي خلاها تبتسم له وتتقبل انها ترمسه في المستشفى اذا كانت تلومه على موت اهلها..؟؟

تنهد مبارك ورد يشتغل على الكمبيوتر.. بعض الاشياء من الافصل انه الواحد ما يفكر فيها.. ومن بينها ليلى.. لأنه في كل مرة يفكر فيها يحس بعمره يضعف أكثر وأكثر.. ومبارك يكره الاحساس بالضعف..

.

.


.

نزلت عليا من سيارتهم في بيت يدوتها الساعة أربع ونص.. وتأففت وهي تمشي للباب وتتحرطم على حظها الخايس.. أول شي اضطرت انها تسير المستشفى وتتحمل سوالف يدوتها وخالوتها المملة.. وعقب ما افتكت اخيرا وقالت لهم انها بتسير عند ليلى، فاجئتها يدوتها باعتراضها وقالت: " مزنة في بيتنا ومحد عندها.. سيري انتي ايلسي وياها بارك الله فيج.."

بطلت عليا الباب ودخلت وهي تتحرطم.. : " وينها هالسخيفة الغبية؟ دوم تخرب عليه مخططاتي..!! .. أنا ما صدقت آي العين عشان اسير هناك والحين بنحبس بسبتها هي!!.. مزنووووه.. مزنوووووووووه.. وينج يالعلة!!"

تمت عليا واقفة في الصالة تتريا حد يرد عليها بس محد رد.. وفصخت عباتها وشيلتها وحطتهن ع الكرسي.. وتمددت ع القنفة وهي تشغل التلفزيون.. وحست بتعب فظيع.. لأنها ما رقدت الظهر شرات ما كانت متعودة كل يوم.. بس قررت انها تقاوم التعب وطلعت موبايلها وابتسمت للشاشة وهي تقول:" فدييته اليوم ما سمعت صوته.."

دقت عليا على رقم مايد اللي رغم انه مخزن عندها في الموبايل بس تحب ادق الارقام بروحها كل مرة.. وحطت الموبايل على اذنها وهي متمددة ع القنفة وتمت تترياه يرد عليها.. وعقب ما كانت خلاص بتيأس من انه يرد..

مايد (بدون نفس): " الوو!"

ابتسمت عليا وقالت بهمس: "ألوو؟"

مايد: " ارمسي زين لوعتي لي بجبدي تراج..!"

عليا (بهمس): " أفااا.. الحين انا الوع الجبد؟؟"

مايد: " شو تبين انتي ؟؟ ليش متصلة؟؟"

عليا: " امممم.. ما احب يمر عليه يوم وما اسمع صوتك.."

مايد: " لا والله؟؟ عيل ابشرج.. هاي اخر مرة ارد عليج فيها.. واخر مرة تسمعين فيها صوتي.. ولا تحاولين ادقين من أرقام ثانية لأني ما برد على أي رقم غريب."

عليا: "أهون عليك؟؟"

مايد: "ومنو انتي عشان ما تهونين عليه؟؟"

عليا: " في يوم من الايام بتعرف.."

مايد: " ساعتها ممكن افكر.. بس الحين باي.."

عليا: " لحظة لحظة.. خل نتفاهم.."

مايد: " نعم.؟؟ على شو انتفاهم؟؟ انتي مأذتني استوى لج اسبوع.. واخرتها يوم اسألج ليش تقولين لي بس احب اسمع صوتك كل يوم؟؟ .. انا هالحركات ما احبها .. بتقولين لي منو انتي ولا لاء؟"

تنهدت عليا وتمت تفكر .. شو تقول له الحين؟ كيف تقنعه يتريا شوي.. وكيف تفهمه انها بتخبره هي منو عقب.. يوم بيبدا يحبها.. ويلست ع القنفة وهي خايفة يبند في ويهها في أي لحظة.. بس قبل لا تتخذ أي قرار.. فاجئتها مزنة اللي كانت واقفة وراها من أول ما ابتدت المكالمة وقالت بصوتها العالي المميز: " انتي إيييه متى ييتي هني ؟ ومنو ترمسين؟؟ وليش مرققة صوتج؟؟"

شهقت عليا من الخوف والصدمة وطاح الموبايل من إيدها .. وانفجرت مزنة من الضحك وهي تشوف عليا تشل الموبايل برعب وتبنده في ويه مايد..

عليا (وهي تطالع مزنة بحقد): " يا حيوانة!!.. زين لو انكسر الموبايل "

مزنة كانت بتموت من الضحك.. وعقت عمرها ع القنفة وهي تضحك.. وهالشي خلا عليا تنقهر أكثر.. بس سكتت عنها لأنه بالها كان مشغول بشي ثاني.. مايد.. يا ترى عرف صوت مزنة ولا لاء؟ وإذا دقت له الحين بيرد عليها ولا بينفذ تهديده وخلاص ما بيرد عليها ولا على أي رقم غريب..؟ كانت عليا شوي وبتصيح ومزنة عقب ما خلصت موجة الضحك اللي مرت عليها رد لها الفضول وسألت عليا: "منو كنتي ترمسين؟"

عليا : "وانتي شلج!!.."

ابتسمت مزنة بخبث وهي تتذكر من فترة يوم كانت عليا عندهم وتكلم ربيعتها انها قالت لها عن مايد انه يعيبها.. معقولة تكون ترمسه هو في التيلفون؟؟ وما حبت مزنة تخلي هالشي في خاطرها عشان جي قالت لعليا: " اعرف منووو ترمسين ومرققة صوتج بعد!!"

عليا: "لا والله؟؟ منو؟؟ جان فيج خير قولي منو كنت ارمس!!"

مزنة:" ما بقول.."

عليا: "لأنج ما تعرفين!"

مزنة: "والله العظيم اعرف!"

عليا: " والله انج ما تعرفين.."

مزنة: "لا تحلفين انزين؟؟"

عليا: "وانتي بعد لا تحلفين..!!"

تمن اثنيناتهن ساكتات لمدة ثواني .. عليا تطالع مزنة بحقد.. ومزنه تطالع التلفزيون وعلى ويهها ابتسامة عابثة.. وعقب تردد قالت عليا: " مزنوه بتسيرين عند قوم سارونا اليوم..؟"

مزنة: " هيه اكيد بسير .. عندي واجبات وما اعرف احلهن بروحي.."

عليا (بسعادة): " ومتى بتسيرين..؟"

مزنة:" الحين كريم بيي يشلني.. انا اترياه ما تشوفيني متلبسة؟"

عليا (باحتقار): " انتي جي متلبسة بتظهرين؟؟"

مزنة: "هيه .. ليش شو فيه لبسي؟؟"

عليا: " ما فيه شي.. بس شعرج كشة..!!"

مزنة: "والله امايه في المستشفى.. منو بيسحي لي شعري؟؟ انتي؟؟"

قررت عليا تقردنها عشان اذا كانت شاكة في أي شي ما تخبر عليها.. وقالت بحنان مصطنع: " هيه حبيبتي تعالي انا بعدل لج شعرج وبخلي حتى سارونه تغار منج.."

ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة ونشت هي وعليا وسارن غرفة مزنة عشان يعدلن شعرها..

طول هالوقت كان مايد يالس في الصالة يفكر وين سمع هالصوت من قبل؟؟ كان متأكد انه الصوت اللي دخل ع المكالمة في نهايتها سامعنه ويعرفه.. بس للأسف مب قادر يتذكر وين.. و ع العموم هالمكالمات المزعجة وايد مظايجتنه ومنو ما كانت هالبنية مايد خلاص قرر انه ما يرد عليها..

.




.

كان يالس في مكتبه في البيت ويحاول يفكر بهدوء بالمشكله اللي بين يديه حاليا.. على طاولة المكتب نوعين مختلفين من الاوراق وكلهن يخصن الشخص نفسه.. عبدالله.. المجموعة الأولى من الأوراق هي أوراق طلاقه من ياسمين.. والمجموعة الثانية عي أوراق تحويل ملكية الفلتين من اسم عبدالله لإسم ياسمين.. سهيل ما ينكر انه وايد مستانس لأنه عبدالله افتك من ياسمين وشرها.. بس في نفس الوقت متظايج وايد لأنه عبدالله كان يحبها ويمكن للحين بعده يحبها.. سهيل يعرف عبدالله من زمان وايد ويعرف انه يستاهل كل خير.. بس للأسف مصيره انه يكبر بروحه بدون زوجه..

ابتسم سهيل وهو يفكر بشمسة بنت عبدالله.. وقال في خاطره " ما عليه.. الله عوضه بشمسه.. وبعيال اخوه اللي يحبونه شرات ابوهم.."

اطالع سهيل أوراق الملكية وجلبهن من كثر ما كان مقهور منهن.. في رايه ياسمين ما تستحق حتى فلس واحد من عبدالله.. وانها استغلت كرمه وقلبه لكبير لأقصى درجة.. بس ما يروم يقول هالشي لعبدالله مراعاة لمشاعره..

التفت سهيل صوب دريشة المكتب وهو يلمح بناته الثنتين يتمشن برى في الحديقة.. وابتسم وعيونه تشع بالحب والحنان.. هالبنتين أغلى ما يملك في هالدنيا.. ويوم يشوفهن ينسى همومه كلها.. وما يتم حد يشغل تفكيره غيرهن..

في هاللحظة ، انتبهت لطيفة من برى انه ابوها يطالعهن وركضت للدريشة ولصقت شفايفها على الزجاج وهي تطبع له بوسه .. وعقب سوت حركة بويهها ولوحت له بإيدها وردت تتمشى ويا موزة اللي كانت تضحك على خبالها..

ضحك سهيل من خاطره على بنته.. وكان يعرف انه عبدالله يحس تجاه شمسه بنفس الحب اللي يحس به سهيل لبناته.. ويعرف انه مهما كان وحيد ومهما قست عليه الايام، مجرد انه يشوف ابتسامة شمسة وهي تكبر جدام عيونه، هالشي بيكون كفيل بإنه يمحي كل الحزن من حياته..




في الحديقة برى، كانت موزة تتمشى ويا اختها وتاكل الايس كريم اللي في ايدها.. كانت مستانسة لأنه لطيفة اليوم وايد يلست وياها.. من يوم ردت من المدرسة وهي وياها.. حتى يوم كانت تحل واجباتها كانت يالسة في غرفة موزة اختها.. والحين كانن يتمشن ويرمسن عن كل شي .. وأي شي.. في داخلها كانت موزة حاسة انه هالتغيير اللي طرى على اختها له سبب.. مب معقولة لطيفة اللي كانت مدمنة انترنت تودر ادمانها مرة وحدة وبهالسهولة.. بس ما كانت تبا تضغط عليها ولا تبا تسألها عن أي شي.. كانت مستانسة انها يالسة وياها وهذا هو المهم..

لطيفة (وهي تيلس على كرسي الحديقة ): " أوكى تعالي بنلعب لعبة ثانية.."

يلست موزة حذالها وأصابعها متجمدة من الايس كريم اللي في ايدها.. وقالت: " شو؟"

لطيفة: " أنا بعطيج إسم اغنية وانتي تخيلي لها فيديو كليب.."

موزة: " ماينفع انا من زمان ودرت الاغاني.."

لطيفة: "ما عليه بختار اغنية جديمة.. "

موزة: " اممم.. اوكيه.. ياللا اختاري.."

لطيفة: " اغنية أصيل ابو بكر.. بذمتك.."

موزة: "أويييه وايد كنت احب هالاغنية..!! ذكريات ثالث ثانوي.."

لطيفة: " هههههه انزين يا راعية الذكريات.. خبريني كيف تتخيلين فيديو كليبها لأنهم ما سووا لها فيديو كليب.."

موزة: " أحسن والله.. الأغاني الحلوة دوم يخربونها بفيديو كليباتهم السخيفة.. انزين خليني اعصر مخي وابدع.."

اطالعتها لطيفة وهي تاكل الايس كريم وابتسمت.. من زمان ما يلست ويا اختها.. عالم النت جرفها بعيد عن الناس اللي تحبهم ويحبونها.. لطيفة بعدها مراهقة وهاي اجمل فترة من فترات حياتها.. هاي هي الفترة اللي المفروض تستمتع فيها وتعيشها لحظة بلحظة وهي ظيعت هذا كله على الانترنت وعلى اصدقائها الوهميين.. كانت تعرف انه مستواها الدراسي نزل بسبب النت ويلستها اربعة وعشرين ساعة عليه بدون لا تهتم لا بدراسة ولا امتحانات.. وكانت تعرف انه الصدمة الاخيرة اللي تعرضت لها هي الشي اللي كانت تحتاجه عشان تطلع من الدوامة اللي كانت عايشة فيها.. والحمدلله انه كل شي عدى على خير..

موزة: " أوكى.. أول شي.. المكان اللي يتصور فيه الفيديو كليب يكون ع البحر وقت الشروق .. الامواج تكون هادية والجو بارد.. والشاطئ مهجور.. وعلى هالشاطئ بيت خشبي كبير.. كل درايشه مبطلة وستايرهن البيض يرفرفن في الهوا البارد.. "

لطيفة: "يا ويلي يا ويلي.. انزين كملي.."

موزة: " بعدين مشهد ثاني من داخل البيت.. وحرمة جميلة يالسة على كرسي هزاز مجابل الدريشة وتطالع امواج البحر وهي تفكر بحزن.. ويطلع ويه اصيل في السما وهو يغني..بس صورته تكون شوي باهتة وكأنه سحابة أو مجرد طيف.. "

لطيفة (باهتمام) : "إنزين؟؟"

موزة: " بعدين يقترب من الحرمة ياهل صغير ويمد ايده لها.. وتبتسم له هي .. وتسير تمشي وياه برى ع البحر.. وتجمع وياه الاصداف.. وكل شوي ترد بها الذكريات لحياتها هي وريلها وبداية زواجهم والحب اللي كانوا عايشينه.. وترد الكاميرا للبحر ومشهد ثاني لها وهي تلعب ويا ولدها ويبنون بيت من الرمل.. وفي هاللحظة تي موجة وتهدم البيت.. ويبين الألم على ملامح الحرمة وهي تتذكر المشاكل اللي ابتدت تدخل بينها وبين ريلها.. "

لطيفة: " والله تنفعين تكونين مخرجة فيديو كليب.. انزين كملي.."

موزة:" هههههه.. انزين لا تخربين عليه.. عقب ما نحط كم مشهد لمشاكلهم ويا بعض.. يكون اخر مشهد انه يشل اغراضه ويطلع عنها.. وتيلس عاد هي حزينة.. وتفكر.. وتمر الايام وتكون هني بروحها هي وولدها.. وتنزل دموعها بس تمسحهن بسرعة قبل لا يشوفهن ولدها .. "

لطيفة: "وأصيل بعده طاير في السما ويغني.."

موزة (بنظرة حالمة) : " هييييه.. وبعدين يوم ترد الحرمة البيت.. تشوف حد واقف عند الباب يترياها.. ويوم تقترب اكثر.. تشوف انه ريلها وتبتسم بسعادة وولدها يركض له عشان يحظنه.. وريلها يطالعها بنظرة حب.. وهني يخلص الفيديو كليب.."

صفقت لها لطيفة بإعجاب وقالت: " ما فيج حيييييييلة يا بنت سهيل.. طلعتي مبدعة وانا ما اعرف.."

موزة: " شكرا شكرا.. شو تتحريني؟ انا اصلا انسانة عندي مخيلة صورية فظيعة.. ولا جان ما استويت رسامة.."

لطيفة: " هاههاااي.. وهالخرابيط تسمينهن رسم؟؟ "

موزة: "هذا فن سريالي انتي شو دراج؟؟ كل لون وكل خط له ألف معنى ومعنى.. "

لطيفة: إنزين يا السريالية.. خبريني.. شو اخبار ليلى؟ من زمان ما سرتي عندها.."

موزة: " آخر مرة سرت عندها كانت يوم وديت لها لوحة شمسة.. وعقب هي انشغلت وايد بصور الآثار اللي صورتهن للجريدة.. "

لطيفة: "بس ترمسينها في التيلفون؟"

موزة: " هيه اكيد كل يوم ارمسها.."

لطيفة: "هيه اتحرى بعد.."

موزة : " شو اتحرين؟"

لطيفة: " ماشي.. كنت اتحراج بعدج ويا افكارج السخيفة اياها.."

موزة: " محد سخيف غيرج اوكى.؟؟.. اممم.. شو رايج باجر انسير عندهم؟؟"

لطيفة: "وانا شلي اسير وياج؟"

موزة: "ما اعرف.. مابا اسير هناك بروحي.. وبعدين انتي ما شفتي مرت محمد للحين.."

لطيفة حاولت انها ما تستانس لأنها بتشوف مايد بس غصبن عنها كان قلبها يدق بسرعة وقالت لاختها: "اففف انزين خلاص بسير وياج.. بس لازم تردين لي الخدمة.."

موزة: "أكيد برد لج اياها فديتج.. لا تحاتين.."

ابتسمت لطيفة وهي تاكل الايس كريم.. حتى لو ما شافته باجر.. المهم تكون موجودة في نفس البيت اللي هو موجود فيه..

.

.

غرربه
02-05-2013, 07:08 PM
في الكويت، وبالتحديد في بيتها وفي غرفة نومها، كانت فاطمة يالسة على شبريتها تقرا التقارير اللي سلمولها اياهن الطلبة.. وتحاول تقيمهن بموضوعية وبدون تحيز.. خلاص الكورس ما بقى له شي وبيخلص واشغالها المكتبية زادت.. كانت تكره نهاية الكورس ، لأنها تضطر تقيم الطلبة وتضطر انها ترسب فئة معينة من التلاميذ اللي أكيد بيكرهونها وبيدعون عليها أول ما يشوفون النتيجة.. ما كانت تبا تظلم حد وتعرف انها بتتحاسب على كل درجة تنقصها او تزيدها لواحد من الطلاب..

تنهدت وهي تقرا خط إيد الطالب في التقرير.. كم مرة قالت لهم من الافضل انكم تطبعون التقارير على الكمبيوتر.. بس بعد للحين في طلبة مهملين ويسلمون لها تقارير مكتوبة بخط إيدهم.. وفاطمة تستحي أو ما يهونون عليها انها ترد لهم تقاريرهم وتقول لهم يردون يكتبونها مرة ثانية..

وبينما هي مندمجة في تصحيح الأوراق، بطلت ربيعتها لميا الباب بقوة ودخلت وهي تبتسم ابتسامة عريضة

لميا: " مرررررحباااا.."

ابتسمت فاطمة وهي تفصخ نظارتها وقالت: "مرحبتييين.. متى رديتي من الاستوديو؟؟"

لميا: " توني الحين رادة.. وعندي لج اخبار حلووة.. فطووم والله مب قادرة اتحمل.. والله وااايد واااااايد مستانسة..!!"

تأثرت فاطمة بفرح اربيعتها وانتقلت لها عدوى الوناسة وقالت: " شو عندج لمووي بسرعة خبريني!!"

لميا: " أول شي باركيلي خلصت شغلي كله في الكويت وباجر برد قطر.."

فاطمة:" ويييه حظج لمووي.. أنا باجيلي ثلاث اسابيع وعقب جان بفكر اني ارد!!"

لميا: " إييه عاد هذا شغلج ما ترومين تتهربين منه.."

فاطمة: " سويتي المقابلات ويا الممثلين؟"

لميا: " إييه.. كل الشخصيات تناسب الممثلين. إلا شخصية هند وايد تعذبت وانا ادور لها ممثلة تقدر تتقنها.. وفي الاخير ياب لي المنتج ممثلة مبتدئة بس ما شالله عليها جميلة وموهوبة.. وايد حبيتها وقلت لهم هاذي هي هند.. محد يقدر يمثل الدور الا هي.."

فاطمة: " ما تظايجن باجي الممثلات انه هالمبتدئة بتاخذ عنهن دور البطولة؟"

لميا: "ما اعتقد لأنه ادوارهن وايد مميزة.. والمخرج هذا كل حد يتمنى يشتغل وياه.."

فاطمة: "وانتي بعد كل حد يتمنى يمثل رواياتج.. فكرتي بإسم المسلسل؟"

لميا: "والله وايد كنت محتارة في الاسم.. وبعدين قررت اسميه "ٌقليل من الحب".. شو رايج بالاسم حلو؟"

فاطمة: " وااااااو.. وايد حلو.. ياللا ننتظر رمضان الياي وبنشوف كيف بيطلع المسلسل.."

لميا: "إنزين خلينا من هالموضوع الحين.. واستعدي للقنبلة اللي بفرها عليج.."

فاطمة : "شوو؟؟ قولي قولي..!!"

لميا: " اممم.. المنتج بشار حسين.. "

فاطمة: "إيييه.. شو فيه؟؟"

تنفست لميا بعمق وقالت وهي تضحك: " عرض عليه الزواج وانا وافقت وبيكلم ابويه في الموضوع الاسبوع الياي!!!"

بطلت فاطمة عيونها وحلجها ع الاخر من الصدمة وصرخت من الوناسة وهي تحظن ربيعتها اللي ما رامت تتحمل ونزلت دموع الفرح من عيونها..

فاطمة (وعيونها تدمع من الوناسة): "ألف ألف مبرووك.. فدييييتج والله انج تستاهلين كل خير.. ألف مبرووك.."

لميا (بصوت مخنوق): " انا للحين مب مصدقة.. يعني بشار فعلا انسان راقي ومحترم.. وأي وحدة تتمناه وانا اعترف اني كنت معجبة فيه.. بس أبدا ما توقعت انه يفكر فيني كزوجة..!! فطووم بتزوج!!.. أخيرا بلبس فستان العرس وبتزوج!!"

فاطمة : "حبيبتي والله.. والله اني فرحت لج من قلبي.. تستاهلين كل خير فديتج"

ردت فاطمة تحظن ربيعتها اللي كانت طول هالسنوات تحلم بالزواج وتحقق لها هالشي ولو انه متأخر.. وغصبن عنها حست فاطمة بحزن وهي تفكر بنفسها وبعبدالله.. وأول ما يتها هالفكرة اجبرتها تبتعد عن بالها وردت تفكر بربيعتها وتحاول انها تشاركها فرحتها بهالخبر الرائع اللي زفت لها اياه..

.

.


.

" خلّوود.. خلوود.. والله ان ما طلعت بتشوف!!.. خلووووووود!!"

مايد كان معصب من الخاطر وهو يدور خالد من مكان لمكان.. كان يبا يوديه الحلاق لأنه شعره وايد طويل ودوم يعطونه ورقة في الروضة عشان يخبر اهله ويقصونه له.. بس المشكلة انه خالد يخاف من الحلاق وكل ما يودونه تستوي مناحة وحشرة هناك ويضطر مايد انه ايلسه غصب ع الكرسي عشان الهندي يحلق شعره.. والحين من نص ساعة ومايد يدور اخوه ومب محصلنه..

وخالد اللي كان يسمع صوت اخوه وهو يزقره، كان متكور في مكانه ويالس تحت الطاولة الصغيرة اللي في الصالة وهو يتحرى عمره انه مختفي ومحد يروم يشوفه.. أكره شي عنده في هالدنيا انه يسير الحلاق.. كان متأكد اميه بالامية انه الهندي الغبي بيغلط وبيقص اذنه بدل لا يقص شعره.. وكل ما يفكر خالد بالألم اللي بيتعرض له والمقص يقص شي من جسمه يرتجف بكبره ويتكور أكثر في مكانه

مايد كان مصر انه يحصله، مستحيل اليوم هذا يعدي بدون ما يوديه الحلاق.. دوره في كل مكان.. وفي كل زاوية.. كان بيموت وهو يبا يعرف وين انخش عنه..!! هو متأكد انه بعده داخل لأنه سارونه وأمل كانن يدورنه في الحديقة.. والبشاكير بعد.. والمشكله انه خالد وايد كتكوت ويروم ينخش في أي مكان..

تنهد مايد وهو يحرك عيونه في أرجاء الصالة بيأس وفي هاللحظة شافه ..!

ضحك مايد بخبث وهو يقترب من الطاولة ويقول: "اخيييج.. هذا وين سار؟؟ اوهووو.. خلاص انا بطلع من الصالة وبسير الحلاق بروحي.."

مشى مايد صوب باب الصالة وبطله وصكه بدون ما يطلع وعلى طول يوم سمع خالد صوت الباب يتبند طلع من تحت الطاولة وعلى ويهه ابتسامة انتصار.. بس ابتسامته اختفت تماما يوم شاف مايد يطلع له فجأة من وراه ويشله وهو يضحك ..

خالد تم يصارخ ويرافس ومايد ما طاع ينزله.. وأصر يوديه الحلاق.. وشله برى وركبه السيارة غصب.. ويوم حس خالد انه خلاص ماشي فايدة من الصياح والصريخ.. يلس بهدوء وهو زعلان وماد بوزه وتحرك الدريول بالموتر وخالد يحس انه هاي اخر لحظات حياته!!

في اللحظة اللي طلع فيها موتر قوم مايد من البيت، دخل الموتر اللي فيه عليا ومزنة.. ويوم التفتت عليا وشافت مايد في الموتر الثاني، كانت بتموت من الغصة..!! وين ساير هذا الحين وانا اللي ياية من بوظبي عشانه؟ اففف.. شو هالنحاسة يا ربييه!!..




نزلت عليا من الموتر ونزلت وراها مزنة وهي تسحب الكيس اللي فيه ألعابها ودفاتر المدرسة .. ودشن اثنيناتهن داخل، مزنة على ويهها ابتسامة حلوة وعليا من كثر ما هي مقهورة مب رايمة حتى تتصنع الابتسامة.. ويوم دخلن الصالة شافن ليلى توها نازلة من فوق ووياها مريم.. وعلى طول ركضت لهن مزنة تسلم عليهن ..

مزنة : " السلام عليكم وين سارونه وأمل؟"

ابتسمت ليلى وقالت لها: "وعليكم السلام .. ربيعاتج في الحديقة.. "

مزنة: "زين بسير لهم .. هاي علايه ياية ويايه.."

مشت مزنة لباب الحديقة وابتسمت عليا وهي تشوف ليلى ومريم يايات صوبها يسلمن عليها.. كانت هاي أول مرة تشوف فيها مريم من عقب العرس ولاحظت انها وايد حلوة بس شوي صفرة.. وتذكرت امها يوم خبرتها انه مريم مريضة.. وما تعرف ليش لاعت جبدها منها.. حتى وهي تحبها على خدها كانت تحاول تبعد قد ما تقدر.. ومريم لاحظت ارتباكها وفسرته على انه خجل لا غير..

ليلى (وهي تبتسم لعليا) : " تعالي حبيبتي .. بنيلس في الصالة الثانية.. امج شحالها؟"

عليا: " الحمدلله بخير.. خالوه فواغي في المستشفى عشان جي يينا العين لأنه امايه تبا تيلس وياها.."

شهقت ليلى وقالت باهتمام: " فواغي في المستشفى؟ ليش؟ عسى ما شر؟"

عليا: " لا الحمدلله ما فيها الا الخير بس خلاص بتربي وامايه تقول انها وايد تتعب عشان جي.."

مريم: " حليلها .. الله يسهل عليها.."

اطالعتها عليا بارتباك وقالت: " ان شالله.."

تمت عليا يالسة وياهن وتحاول انها تسولف وتضحك .. ولو انه افكارها كانت عند مايد اللي طلع من البيت في اللحظة اللي دخلت هي فيها.. وقامت مريم وسارت فوق عشان تيلس عند شمسة اللي كانت راقدة في غرفة ليلى، وتمت عليا تسولف ويا ليلى وتخبرها عن دراستها وامتحاناتها اللي خايفة منها..

في الحديقة، دورت مزنة ربيعاتها في كل مكان .. وفي الاخير لقتهن يالسات في الخيمة اللي على شكل نحلة واللي اشتروها من إيكيا يوم كانوا سايرين دبي.. استانست مزنة لأنها وايد تحب هالخيمة.. ودخلت عليهن وهي تقول: " أنا ييت!!"

أمل: " وشو يبتي وياج؟"

مزنة: " العابي وواجباتي .. "

أمل: "وايد عليج.. وين الحلاوة.."

مزنة: " ماشي.. انا االلي ياية بيتكم.. انتو لازم تعطوني.."

سارة اللي كانت تتريا مزنة تي عشان يحلون واجباتهم ويا بعض، قامت وطلعت من الخيمة وهي تقول: " بسير اخبر تاميني ونجمة عشان يحطون لنا كيك وعصير.."

مزنة: "زين .. لا تبطين.."

سارة: "اوكيه.."

عقب ما سارت سارة تمددت مزنة في الخيمة الصغيرة وقالت لأمل: " خلاص بتستوين مذيعة؟"

أمل (وعيونها على المجلة اللي في إيدها): " هيه.."

مزنة: " ومتى بتطلعين في التلفزيون؟"

أمل: " عقب باجر بسير انا وميود التلفزيون عشان يجربوني.."

يلست مزنة وقالت: " بسير وياكم!!"

أمل (برعب) : " شووو؟؟ وليش تسيرين ويانا؟؟ "

مزنة: "أبا اشوف التلفزيون .. وبعدين انتي مب على كيفج.."

أمل: " لا تستوين رزة انزين؟؟ ميودي قال محد بيسير الا انا وسارة وهو بس!!"

مزنة: " أنا برمسه اليوم وبخليه ياخذني.."

أمل: " امج ما بطيع!"

مزنة: "امايه في المستشفى.."

أمل (باهتمام): "والله؟"

اطالعتها مزنة بحزن وقالت: " هيه.. "

استمر الصمت بين أمل ومزنة لفترة بسيطة وعقبها قالت أمل: " خلاص انزين تعالي ويانا.."

ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: " غصبن عنج اصلا مب على كيفج.."

أمل: " جاااب.. "
دخلت سارة الخيمة وهي شالة صينية الكيك في إيدها وعطتها لمزنة اللي نزلتها تحت وطلعت تييب العصير من عند نجمة اللي كانت واقفة برى الخيمة.. ويوم دخلت سارة ويلسن هن الثلاثة ياكلن ويشربن العصير قالت مزنة: " خالي فهد طلق شيخوه.."

أمل: " طلقها؟؟"

مزنة: " هيه.."

أمل (بارتباك): " شو يعني!!"

تنهدت مزنة بملل وقالت: " ما اداني اليهال اللي ما يعرفون شي!!.. طلقها يعني ظربها.. امم كيف افهمج.. هيه!!.. نحن نقول لعن بوخامسها والكبار يقولون طلقها.."

أمل (وهي مستانسة ع الكلمة اليديدة) : " أوييييه .. طلقها جدامج؟"

مزنة: " اممم.. مب الحين.. من زمان فليل.. بس ما اروم ارمس عن هالسالفة لأنها سر.."

سارة: "حرام ليش ظربها؟ شو سوت؟؟"

مزنة: "لأنها تطلع فليل.. اففف.. ليش خليتوني اقول؟؟ قلت لكم هذا سر!!.. خلاص ما بقول شي"

أمل: "وصاحت؟؟"

مزنة: "هييه وايد تمت تصيح.. حتى عيونها استون حمر.. وصغااااار.."

سارة: " ما احبه خالج فهد.. ما احب يوم الريال يضرب مرته.. نفس المسلسل اللي شفناه امس..كله يظربها وهي تصيح "

مزنة: " أنا يوم بكبر وبعرس.. أول ما يطلقني ريلي برد بيتنا وبخبر عليه امايه.."

أمل: " أنا اصلا ما بخليه يطلقني.. لأني انا اللي بطلقه وبصفعه تصفيع.."

مزنة:" هههههههه.. عيل وين خلود الدب؟؟"

سارة: " مايد وداه الحلاق.."

شهقت مزنة وشربت عصيرها بسرعة وقالت: "هييه هييه.. ما خبرتكم..!!"

أمل: "شو بسرعة قولي!!"

مزنة: "عليوه الدبة تحب ميوود.. وترمسه في التيلفون..!!"

بطلت سارة عيونها ع الاخر وهي تطالع مزنة ، أما أمل فكان هالشي عندها عادي وما شافته خبر مثير بالمرة.. واستغربت من نظرات الدهشة اللي وجهتها سارة لمزنة..

سارة: "إحلفي!!"

مزنة: "والله العظيم.. انا سمعتها ترمسه وترقق صوتها بعد.. "

سارة: " يعني بيتزوجها؟؟"

ألحين انصدمت أمل.. وقالت بخوف: "هاااااااااااه؟ ميودي بيعرس؟؟؟ متى؟"

مزنة: " ما اعرف.. مب الحين لأنه بعده في المدرسة .. بس ع الاقل عرفنا منو بياخذ عقب ما يخلص من المدرسة ويكبر.."

سارة كانت مظايجة وايد وقالت لمزنة: " انا ما اباه ياخذ عليا.. وايد خقاقة.."

أمل: " يعني هاذي بتسكن ويانا؟؟ اخييج!!. مول ما ترمسنا. . مادانيها..!!"

مزنة: "ولا انا ادانيها.. ما عليه لا تحاتون .. بعده وايد باجي عن تخلص المدرسة.. يمكن يغير رايه.."

ابتسمت سارة بارتياح ونست مزنة السوالف شوي وابتدت تحل واجباتها ويا بنت خالوتها.. وأمل يلست تلون وتكمل واجباتها وياهم..




في الصالة، كانت عليا خلاص متمللة ومب متحملة سوالف ليلى اللي كانت ما تهمها مول.. كانت تطالعها وتبتسم بس أفكارها في مكان ثاني.. وكل شوي تضحك على اللي تقوله ليلى او ترد عليها بكلمات بسيطة مثل: "اهاا.. هييه.. هممم.." او اتم ساكتة وهي تلعن الساعة اللي فكرت تي فيها العين.. لو تامة في بيتنا وراقدة مب احسن لي؟؟ شو اللي خلاني آي هني..؟؟

في هاللحظة رن موبايل ليلى وأنقذ عليا من سوالفها.. وابتسمت ليلى يوم شافت انه اللي متصلة هي موزة وقالت لعليا.. : " ثواني بس؟"

عليا (وهي تقوم من مكانها ): " لا لا .. خذي راحتج حبيبتي انا بتمشى شوي في الحديقة.."

ليلى (وهي ترد ع التيلفون): "أوكييه... ألووو؟ هلا مواز.."

نشت عليا من مكانها وسارت صوب باب الحديقة الزجاجي وبطلته وطلعت برى.. وتمت ليلى تطالعها وهي حاسة انه هالبنية مب هينة ووراها سر كبير.. بس استغفرت ربها وردت تركز على رمسة ربيعتها..

موزة: "شحالج غناتي؟؟ "

ليلى: "الحمدلله حبيبتي انتي شحالج؟"

موزة:" بخير ربي يعافيج.. امممم... تولهتي عليه؟؟"

ابتسمت ليلى وقالت: " شو هالسؤال؟؟ المفروض تعرفين اني دوم اتوله عليج.. ما يحتاي تسأليني"

موزة (بدلع):" هيه بس بعد احب اسمعها منج.. ياللا قولي لي تولهتي عليه؟؟"

ليلى: " تولهت عليج وااااااااااااااايد.. فديت روحج والله انج دوم على بالي.."

موزة: " حبيبتي والله!!. انتي انشغلتي عني وايد في هالفترة ولازم تعوضيني.."

ليلى: "امممم.. اوكيه ما عندي مانع.. شو التعويض اللي تبينه.."

موزة: " شو رايج نسير الحديقة يوم الاربعا الياي؟"

ليلى: "أوكيه ما عندي مانع.. "

موزة:" بس تعالي بروحج.. خلي اليهال عند مريم.. "

ليلى:" اوييه لا ما اروم اعبل عليها.."

موزة: "لا بتعبلين عليها ولا شي.. بالعكس احس بها تموت في اليهال ووايد تحب اخوانج.."

ليلى: " هيه فديتها مول مب مقصرة وياهم.."

موزة: " اممم.. انزين.. وشو بعد؟"

ليلى: " هييه نسيت اخبرج.. راويت عمي اللوحة مالت شمووس.. اسميه استانس!!.. والله وايد وايد استانس عليها وقال بيعلقها في مكتبه في الشركة عشان كل حد يشوفها.."

احمرن خدود موزة من الوناسة وقالت:" صدق؟؟ يااااي استانست!!.. بصراحة بصراحة.. عمج ذوقه راقي.. وما الومه يوم عيبته اللوحة .. تراني انا راسمتنها.."

ليلى: "هههههههه.. بس بس .. لا تصدقين عمرج وايد.."

موزة: " هههههه تدرين؟ من عقب ما نجح المعرض اللي سويته افكر اسوي معرض ثاني.."

ليلى: " وااااااو.. ياللا سوي معرض ثاني بس هالمرة لازم ترسمين لوحة وتسمينها ليلى.."

موزة: " وانتي ما بتشاركيني في المعرض؟"

ليلى: "أنا؟؟ بس فديتج انا ما صورت شي يديد.."

موزة: " عيل ياللا شو تتريين.. فكري ب theme معين وصوري .. انا ما عندي الا سبع لوحات ويوم برسم 15 لوحة بسوي المعرض.. لين هذاك الوقت بتكونين فكرتي بشي وبيكون عندج مجموعة حلوة من الصور.. شو رايج؟"

ليلى: " خلاص حبيبتي.. ما عندي مانع.. ومشكورة انج فكرتي فيه.."

موزة: "عن السخافة انزين؟ نحن ما امبينا هالرمسة.."

ليلى: " موازي والله تولهت عليج.. أحس انه عندي وايد اشيا ابا اقول لج اياها.."

موزة: " اممم خلاص اسمعي.. أنا ولطوف بني بيتكم باجر.. وبنيلس وبنسولف على كيف كيفنا.. شو رايج؟؟"

استانست ليلى من الخاطر وقالت: " يا ريت والله.. متى بتون؟"

موزة: " العصر جي.. اوكى؟"

ليلى: " أوكيه غناتي.. "

موزة:" ياللا حبيبتي بخليج الحين بسير اشوف فرندز.."

ليلى: " اوكيه وانا بعد بسير اشوفه.. ياللا فمان الله.."

موزة: " مع السلامة.."

بندت ليلى عن موزة وسارت فوق عشان تشوف التلفزيون في غرفتها وبالمرة تيلس ويا مريم اللي كانت ويا شمسة.. ويوم دخلت غرفتها شافت مريم طايحة ع الشبرية وتلاعب شمسة اللي كانت واعية .. مريم كانت ترمسها بحنان وتسوي لها حركات بويهها وإيدها وشمسة تطالعها بانبهار.. وعيونها الحلوة تتحرك بنفس الاتجاه اللي تتحرك فيه اصابع مريم.. ابتسمت لهن ليلى وهي تيلس على طرف الشبرية وقالت لمريم: " ماشالله تعرفين تتعاملين ويا اليهال مع انه ما عندج خبرة في هالمجال.."

مريم (وعيونها على شمسة): " ما احس انه هالشي يباله خبرة.. اليهال ما يبالهم الا انج تحبينهم.. وانا مب بس احب شمسة.. والله اني اموت فيها.."

ليلى: " فديت روحج.. وهي بعد احس بها تعلقت فيج وايد.. مجرد انها تشوفج على طول تسكت.."

مريم: " بعدها صغيرة ما تميز بين الاشخاص .."

ردت مريم تلاعب شمسة وتمت ليلى تطالعها بحزن وهي تفكر انها بتعيش طول عمرها بدون يهال.. يا ترى محمد بيروم يتحمل انه يتم جي بدون عيال؟ طبعا لاء.. ومن حقه انه ياخذ له حرمة ثانية تييب له الولد اللي بيحمل اسمه.. بس مجرد انها تشوف مريم جدامها تحس ليلى بالذنب من مجرد تفكيرها بهالافكار.. مريم تستاهل كل خير.. يكفي انها من يوم دخلت حياتهم وهي تنشر البسمة والحب في كل ركن من أركان البيت..

في هاللحظة، سوت شمسة حركة بشفايفها وكأنها ابتسمت.. وتخبلن ليلى ومريم عليها وهن يبوسنها ويتفدنها ونست ليلى أفكارها عن مريم ومستقبلها وما شغل بالها الا هالملاك اللي كانت في حظنها الحين..








كانت عليا تمشي في الحديقة بحزن وهي تحس انه قلبها يتفتت مع كل خطوة تمشيها.. الجو كان ربيعي ورائع .. والشمس ابتدت حرارتها تخف وريحة شجيرات الياسمين والريحان والجوري كانت تنتقل مع النسيم الهادي وتترس قلب عليا بحزن ما تعرف شو مصدره بالضبط.. كانت تحب مايد، مهما حاولت تنكر هالشي ومهما حاولت انها تقول لنفسها انه مجرد اعجاب .. بس في النهاية كانت تعرف انه شي اكبر من الاعجاب والميول العادي.. مشاعرها تجاهه كانت مشاعر حب.. بس ليته يحس فيها ولو شوي..

المرة اللي طافت يوم كانت هني في بيتهم، بين لها انه هو بعد معجب بها.. بس عقب رد ولبسها.. عليا تعرف انه هاي كلها حركات عشان ما يبين لها انه ميت عليها.. وتعرف انه في داخله يحبها.. بس لو يودر كبريائه شوي ويعترف لها.. كل شي بيكون بخير..

تنهدت وهي تبتسم للمنظر الرائع اللي شافته جدامها.. أوراق شجرة اللوز الكبيرة كانت طايحة في النافورة الدائرية اللي في نص الحديقة وشكلهن ويا السمجات الذهبيات اللي يسبحن في النافورة كان يطير العقل.. يلست عليا على طرف النافورة وشيلتها على جتفها .. كانت فاصخة عباتها داخل وتامة بالتنورة التركواز والقميص الابيض .. وشعرها اللي ردت تصبغه باللون الأسود الفاحم كان نازل من المشبك على شكل خصلات غطت اطراف ويهها ورقبتها وجتفها..

وهذا هو المنظر اللي شافه مايد جدامه وهو ياي من صوب الكراج ويا خالد..




خالد كان يمشي وهو مستانس انه الحلاق ما قص شي من راسه.. وفي ايده كانت حلاوة دائرية متوسطة الحجم وشكلها مثل الكورة.. وفي ايده الثانية جيس متروس حلويات من chocolate factory .. ويوم وقف مايد يطالع عليا.. كمل خالد دربه للطرف الثاني من الحديقة في المكان اللي يعرف انه خواته يالسات فيه..

ويوم انتبهت عليا لخالد، رفعت راسها وشافت مايد يطالعها وهو يبتسم وللحظة.. حست انه الدنيا والعالم كله توقف ويا دقات قلبها.. ليش هالانسان الوحيد اللي كل ما تشوفه تحس انه يزداد وسامة ورجولة أكثر عن المرة اللي قبلها؟؟ شو هالشي المميز اللي فيه واللي تحس به يشدها صوبه اكثر واكثر..

استمرت هالثانية اللي التقت فيها عيونه بعيونها لفترة طويلة كسر فيها مايد الصمت وقال وهو يبتسم ويقترب منها: " علايه؟؟ هلا والله .. عاش من شافج!!"

استحت عليا وارتبكت وهي مب عارفة تغطي شعرها ولا لاء.. وفي النهاية قررت تحط الشيلة على راسها من باب الذوق والأدب.. وقالت: "أهليين.. شحالك مايد؟"

مايد وهو يطالع شعرها الاسود ويبتسم: " أنا بخير ربي يعافيج.. انتي شحالج؟"

عليا (وهي بتموت من المستحى): " بخير الحمدلله.."

ابتسم مايد بخبث وقال: " من متى انتي هني؟"

عليا: "امممم.. من ساعة الا ربع تقريبا.. وبروح عقب المغرب.."

مايد : "بتروحين بوظبي ولا بيت يدوتج؟"

رفعت عليا راسها واطالعته وهي تتمنى لو ييلس حذالها بدل لا هو واقف فوق راسها جي.. وقالت: "لا بروح بوظبي.."

مايد: "أفاااا.. جيه عاد؟؟ ما شبعنا منج..! "

استانست عليا وقالت بجرأة: " والله ودي اتم حتى انا ما شبعت من شوفتكم بس شو اسوي ورايه مدرسة باجر.."

مايد: " هيه والله.. اممم اقول علاية..؟"

عليا: "لبيه..؟ "

مايد : " لبيتي حايه.. اممم المرة اللي طافت شعرج كان احمر.. شو جلبه جي مرة وحدة واستوى اسود؟"

انصدمت عليا وحست انه ويهها يحترق من القفطة.. ومايد ابتسم لها ابتسامة بريئة وهو يتريا ردها .. كان يعرف انه المفروض ما يسألها هالسؤال بس ما قدر يقاوم .. تعيبه وايد وهي قافطة ومستحية جي.. وما يبا يفوت على عمره فرصة انه يحرجها..

عليا (بإحراج): " تراني.. صبغته!!!"

مايد: "أهااا... يعني ها مب لونه الطبيعي.."

عليا (وهي تتنهد بظيج): "لا مب لونه الطبيعي.."

مايد: "وشو لونه الطبيعي؟"

اطالعته عليا بنظرة حادة وقالت: " شعري بني غامج .."

مايد: " وليش صابغتنه عيل.. احس لونه كان عجيب.."

عليا: " اممم بس جي.. أحب التغيير.."

ابتسم لها مايد وهو يمشي عنها وقال: " بس كل شي يكون احلى على طبيعته.. انا ببدل ثيابي وبرد لج .. اوكى؟"

عليا: " اوكى.."





راح مايد غرفته وتمت عليا تطالعه لين ما اختفى عن عيونها وتنهدت وهي بعدها حاسة بالاحراج.. صدق انه الشباب موول ما يخصهم بالرومانسية..!! يعني استوى له ثلاث اسابيع مب جايفنها والحين يوم تعنت ويت لين هني يرمسها بهالدفاشة؟؟ بس بعدها تحبه وبعدها تتخبل عليه ..

نشت عليا من مكانها وقررت تسير عند اليهال وتتسلى وياهم لين ما يرد مايد من فوق.. ومشت والابتسامة مرتسمة على شفايفها وشافتهم كلهم متيمعين داخل الخيمة اللي على شكل نحلة.. وسارت لهم ووايجت عليهم داخل وهي تقول: " شو تسوون؟"

التفتوا لها هم الاربعة وانصدمت عليا يوم شافت نظرات الاحتقار اللي اطالعتها بها سارة وأمل.. بس طنشت وقالت لخالد: "الله!!.. هالحلاوة كلها من وين؟؟ ميود اشترالك اياها؟؟"

أمل (وهي تطالعها بنظرة حادة): " هيييه.. أخويييه ميووودي حبيبي اشتراها.. ومحد بياكلها غيرنا!!"

عليا: " انزين يالدبة.. كليها كلها بروحج انا ما قلت ابا.."

مزنة: "انتي الحين شو تبين؟؟"

عليا: " ياية ايلس وياكم.. عندج مانع؟"

اطالعتها سارة بنظرة خالية من المشاعر وقالت لها بجدية : "إنتي بتتزوجين مايد؟؟"

انصدمت عليا من سؤالها وعلى طول اطالعت مزنة اللي انشغلت فجأة وقامت تشخبط شي في دفترها.. كانت عليا صدق مقهورة منها.. مزنة حلج وعادي تخبر أي حد بكل اللي سمعته اليوم.. عشان جي لازم تكون عليا حذرة.. ومن كثر ما كانت خايفة.. طلعت موبايلها عشان تمسح كل المكالمات اللي فيه وتمسح بالمرة رقم مايد.. بس وهي ميودة الموبايل تفاجئت بصرخة قوية حذالها وطاح الموبايل من إيدها وهي تبطل عيونها ع الاخر وتشهق من الصدمة..

الحلاوة الدائرية اللي كان خالد يمصها دخلت له في بلعومه وتمت واقفة هناك.. وكان مب رايم يتنفس وعيونه طالعة على برى ومبطل حلجه ع الاخر وهو يحاول يصرخ او يتنفس بس مب قادر.. وبيأس شديد تيود في قميص اخته سارة اللي كانت تصرخ بأعلى صوتها وهي تشوف ويه اخوها يحمر بكبره...

عليا تمت متيبسة مكانها وهي مب عارفة شو تسوي وأمل عفدت على خالد وتمت تضربه على ظهره عشان اطلع الحلاوة بس من دون أي فايدة لأنها علقت في القصبة الهوائية..

في هاللحظة، شافت مزنة موبايل عليا طايح جدامها ومن كثر ما هي خايفة شلته واتصلت بالرقم الوحيد اللي كانت حافظتنه.. رقم مايد.. وعليا اللي ردت لها الحاسية في هاللحظة ما انتبهت لمزنة وسارت صوب خالد وشلته بسرعة وطلعته من الخيمة.. وهي تحاول قد ما تقدر انها اطلع الحلاوة من بلعومه..

مايد عقب ما سار عن عليا، تم يضحك وهو يتذكر ملامح ويهها.. عليا فنانة ويستانس عليها بس يحس بها شوي مغرورة وهو ما يعيبه ابد هالشي.. يحس انه الغرور مرض ويشفق على الشخص المصاب بمرض الغرور.. هذا اللي كان يحس به تجاه عليا.. التعاطف والشفقة.. بس بعد لازم يعترف انه البنية وايد وايد حلوة وانها عايبتنه..

فر مايد موبايله ع الشبرية وسار بيتسبح لأنه خالد ما طاع ييلس أبد في الحلاق واضطر مايد انه ايلسه ع ريوله والحلاق المسكين تعذب وهو يحلق له لأنه كان وايد يتحرك.. وطبعا شعره كله طاح على ثياب مايد عشان جي كان لازم يغير الكندوره..

بس قبل لا يدخل مايد الحمام، رن موبايله.. وتردد مايد قبل لا يسير يشوف منو متصل.. ويوم شاف رقم البنية اللي مأذتنه تأفف وشل الموبايل في ايده وهو يفكر يرد عليها ولا لاء.. قبل ساعتين متصلة فيها وقال لها انه خلاص ما بيرد عليها.. شله متصلة الحين بعد؟؟

تم مايد يطالع الرقم بحيره.. وعقب قرر انه يرد عليها وقبل لا يقول ألو او حتى يتنفس ياه صوت مزنة الحاد وهي تزاعج وتقول: "ميووووووووود إلحق بسرعة خالد بيمووت.. تعال بسرعة... "

انصدم مايد وسمع صوت الصريخ والحشرة وما افتكر في الرقم ولا يا على باله انه مزنة داقة له من نفس رقم البنية اللي تأذيه.. على طول طلع من غرفته وركض بسرعة فظيعة وهو ينزل عن الدري ويطلع للحديقة.. ومريم وليلى يوم سمعن صوت الركض طلعن من الغرفة ومن الخوف ، نزلن بسرعة تحت يشوفن شو اللي مستوي..



يوم وصل مايد الحديقة، خالد كان خلاص ويهه أزرق.. وعيونه حمر.. وكان يطالع عليا بنظرة توسل وتعب وهي تصيح ومب عارفة شو تسوي.. مايد شل أخوه وهو يسمع مزنة تقول له انه الحلاوة عالقة في بلعومه .. وبدون تفكير.. وقف مايد ورا اخوه الصغير وتم يضغط على بطنه تحت منطقة الرئتين بالضبط ويضغط ويضغط بقوة ، وخالد ويهه استوى خليط من الالوان وهو يشهق بصوت عالي ..

ليلى وصلت في هاللحظة ويا مريم وتمت تطالع الموقف كله برعب فظيع.. وهي مب مصدقة انها تشوف اخوها خالد بين الحياة والموت للمرة الثالثة .. حست بدوخة وتساندت على مريم اللي ويهها استوى ابيض من الخوف.. وتمت تدعي ربها انه يساعده ويرحمه ويلطف به وفعلا طلعت الحلاوة من حلج خالد عقب ما استمر مايد يضغط على بطنه .. وطاح خالد في حظن اخوه وهو يتنفس بعمق ويحس انه روحه ردت له.. وتيمعوا كلهم عليه وهم يصيحون وخصوصا ليلى اللي شلته وتمت تبوسه وهي حاظنتنه وهو حط راسه على جتفها بتعب وتم يصيح من الخوف.. مهما وصفت ليلى غلاة هالطفل عندها ما بتقدر انه توفيه حقه.. كانت تحبه اكثر من أي واحد ثاني من اخوانها .. ومجرد فكرة انها تخسره كانت وايد صعبة بالنسبة لها.. عشان جي كانت تصيح بعنف وهي حاظنتنه .. وشلته وياها للصالة عقب ما اطالعت مايد بنظرة امتنان ردها مايد بابتسامة متعبة..




وعقب ما ساروا كلهم داخل كانت عليا بتتبعهم بس تذكرت موبايلها وتمت ادوره وتتلفت يمين ويسار وهي مب محصلتنه.. وتفاجئت يوم مد لها مايد ايده وكان الموبايل فيها..وخذته عنه بأصابع ترتجف وهي تهمس بكلمة " شكرا"

اطالعها مايد بنظرة جليدية وقال: "العفو.. "

ارتبكت عليا وايد وكانت حاسة انه فيه شي غلط .. وقبل لا تمشي عنه تنفس مايد بعمق وقال: " علايه ممكن ارمسج شوي؟"

عليا (بخوف): " هيه أكيد.."

مايد: " انزين تعالي .."

مشى مايد جدامها وتبعته عليا وهي تحس انه اطرافها تخدرت من الخوف.. بس كانت تحاول اطمن عمرها وتقول انه اكيد يبا يرمسها في شي ثاني.. رغم هذا كانت في داخلها حاسة انه كشفها وكارهة عمرها عشان هالشي..

مشى مايد للكرسي الخشبي العريض اللي كان بعيد وايد عن البيت.. لأنه كان متاكد انه محد بيزعجهم هني.. ويلس وهو يأشر لعليا عشان تيلس حذاله.. ويوم يلست تمت منزلة عيونها وويهها أحمر من الصياح على خالد ومن التوتر والخوف اللي كانت تحس به..

ما عرف مايد كيف يبدا الموضوع .. بروحه كان مقهور منها ومرتبك من الموقف كله.. بس في الاخير تشجع وقال : " عليا؟ ممكن تخبريني هالمكالمات شو تفسيرها؟؟"

التفتت له عليا بحدة واطالعته بعيون كلها دهشة وهي تسأله: "أي مكالمات؟؟"

تنهد مايد ونزل عيونه وهو يقول: " انتي تعرفين أنا شو أقصد.."

عليا: " لا والله.. "

مايد (بنبرة حادة): "لا تحلفين!!"

عليا: "بس.."

مايد: " مزنة دقت لي من موبايلج.. علايه خلاص كل شي انكشف.."

انترسن عيون عليا من الدموع وتأفف مايد وهو يشوفهن ينزلن من عيونها وقال: "الحين ليش تصيحين؟؟ شو قلت انا؟؟ بعدني ما قلت شي!!"

سكتت عليا وتمت منزلة راسها بخجل.. ما كانت عارفة شو تقول له .. الموقف كله كان صعب جدا عليها.. ومحرج.. شو يباها تقول يعني؟ ليش يحرجها بهالطريقة؟؟

قرب مايد ويهه منها وقال بهدوء : "عليا.. اطالعيني.. "

اطالعته عليا من ورا دموعها وشافت نفس الارتباك اللي تحس به منعكس على ملامحه.. وما عرفت شو تقول.. بس تمت مركزة على عيونه وتريته يقول اللي عنده..

مايد: " اسمعيني علايه.. اللي تسوينه غلط.. وأكبر غلط بعد.. امج تعرف انج ادقين لي ؟؟"

عليا (بصوت مخنوق): " طبعا لاء.."

مايد: " ولو عرفت؟؟ شو بيستوي؟ بتحطيني وبتحطين عمرج في موقف بايخ.. وعشان شو؟؟ عشان حركات مالها أي داعي.."

انجرحت عليا وايد من أسلوبه.. معقولة ما يعرف انه يالس يجرحها؟؟ ليش يرمسها بهالقسوة وهالبرود؟ ما يعرف انها سوت هذا كله عشانه هو؟؟ عشانها تحبه؟؟

اطالعته عليا وعيونها تبين مقدار الجرح اللي حست به وقالت : " حركات مالها داعي؟؟"

مايد: " هيه.. علايه ممكن تخبريني ليش كنتي تتصلين وما ترمسين؟؟ لا وعقب قمتي ترمسين وتغيرين صوتج.. ليش هذا كله؟؟ لا تقولين مقلب !!"

عصبت عليا ووقفت وهي تقول له بصوت عالي: " معقولة؟؟ معقولة ما فهمت اني اسوي هذا كله عشان اكون قريبة منك؟؟؟ شو من قلب عندك انته!! ليش ما تحس فيه؟؟ يالس تجرحني من أول ما يلست وياك وانا ساكتة عنك.. كل هذا عشاني حبيتك؟؟ "

انصعق مايد من كلامها.. وتم يطالعها بعبط وهو مب مستوعب اللي قالته.. تحبه؟؟ كيف يعني؟؟ ومتى؟؟ تحبه؟؟ حس مايد بالدم اللي في ويهه كله يتسرب وحس انه دايخ وانه اللي قاله كان مجرد تخيلات مالها أي اساس من الصحة..

ويوم حس انه مرتبك ومب عارف شو يقول .. مد إيده وسحبها عشان ترد تيلس وقال: " لا تعلين صوتج..!! ما فيه حد يسمعنا.."

يلست عليا وهي تنتفض من القهر.. وتم مايد يالس وياها فترة طويلة وهو ساكت .. ويجلب الافكار في باله مب عارف شو يقول لها !! عليا كانت تباه يرمس.. يقول أي شي غير انه يتم ساكت.. هالصمت كان معذبنها .. لأول مرة في حياتها تعترف لشخص انها تحبه.. لأول مرة تضعف لهالدرجة.. وهاذي هي ردت فعله؟؟ يتم ساكت؟؟ وين المشاهد اللي تخيلتها في بالها؟؟؟ انه بيستانس وبيقول لها انه هو بعد يحبها؟؟ وين الأحلام الورديه؟ كله هذا تحطم جدام الواقع اللي يالسة تعيش لحظاته الحين..




غمض مايد عيونه وهو متألم صدق من اللي بيقوله .. بس في رايه كان لازم ينهي هالوضع الحين.. حتى لو كانت عليا تفكر انها تحبه.. لازم يوضح لها انه هالحب مستحيل يكون من الطرفين لأنه مايد بكل بساطة ما يحبها..وما يعتقد انه في يوم من الايام ممكن يحبها..

مايد: " علايه.. اسمعيني.. علايه انتي ما ... ما تحبيني.. انتي بس تحسين بهالشي لأنه..."

قاطعته عليا بعصبيه وقالت: "شو دراك انته بمشاعري وقلبي عشان تقول اني ما احبك!!"

مايد: " صحيح ما اعرف..!! بس أي حب هذا وانتي ما يلستي ويايه الا مرة او مرتين؟؟"

عليا: "ومنو قال لك انه الحب له شروط؟؟ وانه ما يسكن القلب الا عقب فترة معينة من الزمن؟؟ الحب ما يعرف زمن ولا يعرف مكان ولا يعرف يختار الشخص المناسب.. الحب يفاجئنا وحبك انته سكن قلبي بدون أي مقدمات.. "

كسرت الدموع نبرة صوتها واطالعته عليا بألم وحس مايد بقلبه يتقطع .. كان حاس بالذنب ومتلوم وايد فيها.. وكاره عمره لأنه انحط في هالموقف.. كلامها صح واذا هي فعلا تحبه فهي مالها ذنب في هالحب.. بس بعد مايد ما يروم يشجعها أو يبين لها انه ممكن في يوم يشاركها هالاحساس.. ما يقدر يخدعها .. عليا ما تهون عليه.. حتى لو كان هالشي عشان يطمنها ويهديها.. ما يقدر.. يعرف انه اذا سايرها الحين بيجرحها اكثر عقب يوم بتكتشف انه ما يحبها.. عشان جذي قرر انه يدوس على مشاعر التعاطف اللي في داخله وقال لها بنبرة

جاده: " عليا.. حتى انا احبج.. واحبج وايد بعد فوق ما تتصورين.. بس كأخت.. انتي بتمين دوم وحدة من خواتي وهالشي ما بيتغير ابد.."

نشت عليا عشان تسير عنه ونش مايد وراها ويود ايدها وهو يقول: " علايه..!"

غمضت عليا عيونها وتمت تهتز بكبرها وهي تصيح بقوة.. وتقول له : " إنته ذبحتني.. ذبحتني يا مايد عمري ما تخيلتك بهالقسوة والله انك ذبحتني.. " وسبحت ايدها من ايده بقوة ومشت خطوتين وعقبها ما رامت تتحرك واستندت على شجرة اللوز وحطت ايدها على ويهها وهي تصيح..

تم مايد واقف يطالعها بألم وهو يحس بعمره انه فعلا مجرم.. بس كان يعرف انه هذا هو التصرف الصحيح وعشان جي نزل راسه وسار عنها وخلاها تصيح بروحها في الحديقة.. كانت الشمس بادية تغرب ومنظر الغروب الرائع زاد الحزن اللي في قلبه..

ودخل مايد البيت وصك الباب الزجاجي وراه .. وتمت عليا في الحديقة تصيح الحب اللي عمره ما بيكون من نصيبها.. وعقب ما قدرت تسيطر على نفسها شوي.. اتصلت بدريولهم عشان يردها البيت هي ومزنة..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

غرربه
02-05-2013, 07:09 PM
في شارع خليفة، وفي مكتبه في الفرع الرئيسي لمحلات المجوهرات اللي يملكهن، كان محمد يالس ويا نسيبه منصور يسولفون عقب ما ردوا من صلاة المغرب.. كان صوت الحريم اللي يايات المحل ينسمع من المكتب ووحدة منهن كان صوتها وايد عالي ويالسة تهزب الهندي اللي يراويها الاطقم.. ومنصور ومحمد يسمعونها ويضحكون..

محمد: "اممم.. منصور شو رايك ؟ افتح الفرع اليديد في دبي ولا ماله داعي؟"

منصور: " وليش ماله داعي؟ بالعكس انته بتستفيد وايد لأنه السوق ماشي في دبي.."

محمد: " صح انه السوق ماشي بس المنافسة كبيرة.."

منصور: " ما عليك.. محلاتك انته معروفه في كل مكان.. وتصاميمكم هالسنة فازت بجوائز عالمية.. يعني المفروض آخر شي تخاف منه هو المنافسة.."

محمد: " ياللا بتوكل على ربي وبفتح هالفرع اليديد.. "

منصور: " شو رايك ادخل وياك شريك؟"

اطالعه محمد وابتسم: " صدق؟ ترمس جد؟"

منصور: " هيه والله.. اتمنى هالشي.. ها.. شو قلت؟"

محمد: " والله انا اللي اتمنى هالشي.. أكيد موافق.. بعد هاي يبالها سؤال ؟"

منصور: " زين عيل تراني يديد في هالمجال وما اعرف له.. يعني لازم اتعلمني.."

قبل لا يرد عليه محمد رن موبايل منصور.. وعقب ما شاف الرقم ابتسم وقال لمحمد انه بيطلع يرمس في الموتر وبيرد له عقب.. ابتسم له محمد ورد يراجع الفواتير اللي على طاولة المكتب.. وفي هاللحظة رن موبايله هو بعد وكانت مريم هي اللي متصلة..

رد عليها محمد وهو يبتسم بسعادة وقال: " هلا والله بالغلا كله.."

مريم (بصوتها الموسيقي): " هلا حبيبي.. شحالك؟"

محمد: " متوله عليج.."

ضحكت مريم بخجل وقالت: " أمممم.. مب أكثر عني.. ياللا تعال البيت بسك من الشغل اليوم.."

محمد: " ما يستوي فديتج.. لازم اخلص اللي عندي هني عشان يوم ارد البيت ما اشغل بالي بشي غيرج.."

مريم: " لووتي..!"

محمد: " بس بعد تحبيني!"

مريم: "يا ويلي ع الثقة..!!"

محمد : " ههههه.. شو كنتي تسوين قبل لا ادقين لي ؟"

شلت مريم تيلفون الغرفة في ايدها ومشت للدريشة وهي تقول: " كنت اطالع السما.. وافكر.."

محمد (وهو يبتسم ويتخيلها وهي واقفة عند الدريشة): " تفكرين بشو؟"

مريم: " منظر السما وايد حلو والنجوم متناثرة في كل مكان.. هالشي خلاني افكر.. ليش دايماً الاشيا الحلوة تحسسنا بالحزن؟؟"

اختفت الابتسامة عن ويه محمد وهو يقول : " تعرفين ليش؟"

مريم: " ليش؟"

محمد: " لأننا ما نروم نحتفظ بها للأبد.. عشان جي بعض الناس يحسون بالحزن في صباح يوم العيد.. لأنهم يعرفون انه الضحكات واللمة الحلوة اللي تكون في هاليوم بتختفي في الايام الباجية.. "

ابتسمت مريم وقالت: " معاك حق.. اللحظات الحلوة عمرها ما تدوم.."

محمد: " مريم.. ؟"

مريم: " هممم؟"

محمد: "أحبج.."

مريم: " وانا بعد احبك.. ولو حاولت تتخيل مقدار حبي لك ما بتقدر.. لأنه شي فوق الخيال"

استانس محمد وقال لها بهمس: " غيرت رايي.."

مريم: " في شو؟"

محمد: " الحين برد البيت.. والشغل يروم يتريا لباجر.."

ضحكت مريم وقالت له: " حبيييييبي !!!.. ياللا اترياك لا تتأخر.."

محمد: "مسافة الدرب بس.."

ابتسمت مريم بسعادة وهي ترد السماعة مكانها.. ووقفت عند الدريشة تطالع انعكاس صورتها على الزجاج.. واختفت الابتسامة عن شفايفها وهي تفكر باللي ناوية تسويه..

حتى لو كان الثمن موتها.. مريم كانت مصرة تهدي ريلها الطفل اللي كان يتمناه..

على الأقل انها تكون ميتة أهون بالنسبة لها بألف مرة من انها في يوم من الايام تضطر تشارك وحدة ثانية في الانسان اللي تحبه اكثر من نفسها..

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

ترقرقت الدموع في عيون صالحة غصبن عنها، وتمتمت كلمات الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى وهي تحس بإحساس رائع يسري في دمها.. رغم قوة شخصيتها وقسوتها وبرودها المعروفة فيه، إلا انه صالحة تضعف تماما في موقف واحد وفي أيام محددة، هي الأيام اللي تكون واقفة فيها حذال وحدة من بناتها وهي تولد ويبشرونها الممرضات انه الياهل انولد سليم ومعافى..

في هالمواقف ما تقدر صالحة تيود دموعها.. وهي تفكر بدورة الحياة وبحكمة الله سبحانه وتعالى.. هاذي هي.. في اخر سنوات حياتها.. والموت يهددها في أي لحظة.. وتشهد جدامها معجزة الخلق العظيمة.. يا سبحان الله.. تنتهي حياة وفي نفس اللحظة تبدا حياة يديدة.. وتستمر الحياة..

ابتسمت صالحة وهي تطالع بنتها اللي كانت راقدة من التعب عقب العملية القيصرية اللي احتاجتها ولادتها المتعسرة.. وحمدت ربها على كل حال.. وفي هاللحظة وصل حمدان اللي كان توه راد من السفر ودخل عليهم وهو شكله هلكان من التعب.. ويوم شاف عموته صالحة وخى وحبها على الراس وهو ينشدها عن فواغي.. وعقب ما اطمن عليها وعلى ولده .. قرر ييلس عند مرته لين ما تنش ويطمن عليها اكثر..

خلته صالحة وياها بروحهم وطلعت وهي ما تعرف شو اللي ياها فجأة.. كانت تحس بحزن وهي تذكر ريلها بو فهد.. واختها كلثم وريلها احمد.. وامها وابوها .. وكل اهلها وربايعها اللي ماتوا من سنين طويلة.. في يوم من الايام كانت تعتقد انه ألم فراقهم عمره ما بيروح.. والحين تذكرهم وابتسامة حزينة مرسومة على شفايفها.. صالحة شهدت وفاة أهلها كلهم وتمت وحيدة ما عندها حد في هالدنيا الا عيالها وعيال اختها ..

وهي واقفة برى عند غرفة بنتها فواغي.. فكرت بولد بنتها اللي وصل للدنيا من ثواني معدودة.. وفكرت بالحياة الطويلة اللي تترياه.. والاحداث اللي بيعيشها والناس اللي بيعرفهم .. الناس اللي بيحبونه والناس اللي بيكرهونه.. وبيي اليوم اللي بيكبر فيه وبيكون له عايلة خاصة فيه.. وبتستمر الحياة.. سواء بوجودها وياه او بدونها بتستمر الحياة..

تنهدت صالحة وهي تحس بتعب السنين وثقلها كله يتيمع في صدرها.. ومشت في ممرات المستشفى الباردة باتجاه غرفة عبدالله بن خليفة عشان تبشرهم بالمولود اليديد.. كانت تروم تتصل بهم، بس صالحة حست بوحدة فظيعة في هاللحظة وكانت محتاجة تكون ويا الاشخاص اللي تحبهم ويحبونها..

.

.




مسحت ليلى على شعره بحنان وهي تحس بأنفاسه وتحمد ربها للمرة المليون لأنه وهبه نعمة الحياة للمرة الثالثة من عقب ما كانت تعتقد انها خلاص بتفقده للأبد.. كان خالد راقد في حظنها رقاد عميق من عقب الاثارة والتعب اللي تعبه في هاليوم.. وليلى كانت مب قادرة تبتعد عنه أو تشل عيونها عن ويهه البريء.. وحذالها كانت سارة يالسة وعلامات الارتباك والخوف باينة على ويهها..

قبل هاليوم، كانت سارة تعتقد انه كل اللي يحبونها وتحبهم بيبتعدون عنها في يوم من الايام.. مثل ما ابتعدت امها وابتعد ابوها.. ومثل ما اختفى عمها عبدالله عن حياتهم في الفترة الاخيرة.. كانت تخاف تقترب من الناس اللي حواليها وتخاف توثق علاقتها فيهم عشان لا ايي اليوم اللي بيودرونها فيه بروحها وبيبتعدون عنها..

واليوم، وهي تشوف خالد يصارع الموت جدامها .. كانت متاكدة تماما انه بيموت وبيبتعد عنها هو الثاني.. بس كانت صدمتها كبيرة يوم انقذه مايد وكل شي عدا على خير.. والحين وهي تطالعه ، وتشوف انه بخير وراقد بكل هدوء في حظن اختها العودة.. راجعت سارة معتقداتها ومبادئها اللي تناسب سنوات عمرها القليلة.. وحست بوميض من الأمل يشع في داخلها.. بالنسبة لها، خالد تمسك بالحياة وتمسك بها هي بعد.. اختار انه يتم وياها وما يخليها بروحها .. وسارة من هاللحظة اختارت انها تتقرب منه اكثر وتحبه اكثر وكأنها تكافئه لأنه بعده على قيد الحياة..

اطالعتها ليلى وقالت: " ما بتسيرين ترقدين؟"

سارة: " عادي ارقد هني؟؟"

ليلى: " لا حبيبي ماشي مكان هني.. أنا وشمسة وخالد كلنا نرقد على هالشبرية.."

سارة: "هممم.. انزين.. خلاص بسير انا.."

ليلى: " اوكيه.. بندي الليت قبل لا تظهرين.."

طلعت سارة من غرفة اختها عقب ما بندت الليت وعلى طول رجع لها الصوت اللي ابتدا يسكن في داخلها في كل الاوقات.. ومشت سارة بسرعة في الممر المظلم وهي تسمع امها تسألها بصوت اختلط بمزيج من الاصوات الاخرى: " بترقدين؟؟ تو الناس !! .. بترقدين؟؟"

ما تعرف سارة شو اللي خلاها ترد على هالصوت بس ما حست بعمرها الا وهي تقول بصوت عالي: " هيه برقد.. برقد!!"

مايد: " سارونا انتي منو ترمسين؟؟"

التفتت سارونا وراها وهي تشهق بخوف وشافت مايد يوايج عليها من ورا باب غرفته وفي عيونه نظرة استغراب.. وقالت له وهي تمشي بسرعة صوب غرفتها: " محد.. ما رمست حد.."

بس مايد تم واقف يطالعها وهو يفكر باستغراب.. اخته تصرفاتها مب طبيعية أبدا.. الكوابيس والعزلة اللي معيشة عمرها فيها.. نظرةالخوف والارتباك اللي يشوفها في عيونها دوم.. الحزن اللي ساكن ملامحها.. الاصوات اللي قالت له انها تسمعها .. هالاصوات.. معقولة تكون صدق تسمعها.؟؟ توه جدامه شافها وهي ترمس عمرها.. وقال في خاطره قبل لا يرد يدخل غرفته " هممم .. لازم ارمس ليلى في هالموضوع باجر.."

بند مايد الابجورة وانخش تحت اللحاف عشان يرقد.. بس باله كان مشغول بعليا وبالموقف اللي استوى وياها اليوم.. للحين مايد يحس انه قلبه يعوره من اللي استوى. .عليا انجرحت وايد وهو يعرف انها بتكرهه ومستحيل ترد تدخل بيتهم او تتواجد وياه في أي مكان مرة ثانية.. بس ما كان بإيده أي شي ثاني يسويه

وقبل لا يرقد ، كانت اخر فكرة في باله هي انه عليا بتتألم اليوم وباجر بتعرف انه هذا كله كان مجرد خرابيط .. بس عقب نص ساعة رد يبطل عيونه مرة ثانية وهو يحس بالذنب.. أول مرة في حياته يحس انه السبب في ألم شخص ثاني وهالشي وايد كان معذبنه..

فعلا كان يتمنى انها تنساه .. عشان ترتاح ويرتاح هو وياها..

.

.





في بيت أهلها، كان كل اللي حواليها يوحي بالكآبة.. تجاهل واحتقار الكل لها.. رمستهم اللي مثل السم اللي تضطر انها تتجرعه كل يوم.. أخوها راشد اللي من يوم ظربها وهو متجاهلنها تماما.. كان كل شي حواليها.. وكل شي في داخلها بارد.. جليد.. حتى شرايينها والدم اللي يجري فيهن كان تحس به بارد وفاقد للإحساس..

اليوم عرفت شيخة انه فهد طلقها.. خلاص تخلى عنها.. ما تعرف كيف بتعيش هالعمر كله من دونه.. مستقبلها كانت تبتلعه دوامة اليأس الرمادية بسرعة فظيعة، وشيخة كانت واقفة تطالعه وهو ينهدم وما بإيدها أي شي تسويه.. حتى ريلها ما تروم تتصل به وتعاتبه لأنه راشد شل عنها الموبايل

خلصت شيخة صلاتها ويلست تقرا قرآن لمدة نص ساعة.. وعقبها رفعت إيدها وابتدت تدعي وهي تحس انه العبرة خانقتنها.. " اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. اللهم يا مصرف القلوب والابصار .. صرف قلبي على طاعتك ..اللهم انك تعلم انني تبت اليك .. وتعرف ماخفى وماعلن .. ربي فتقبل توبتي وندمي .. ومسكتني اللهم .. فاعني .. اللهم تقبل دعائي فما لي من اله غيرك ادعوه .. يا رب العالمين يا ارحم الراحمين "

خلصت شيخة من الدعاء ومسحت دموعها وهي تعرف انه ما للندم أي فايدة الحين.. كل اللي استوى لها هي تستحقه وشيخة تعرف هالشي.. وبما انها ما تروم تصلح اللي انكسر، قررت انها تتقرب أكثر من ربها وتسأله المغفرة والهداية.. والصبر.. على الايام الوحيدة من باجي عمرها.. واللي بتقضيهن بروحها بدون فهد وبدون أي شخص ممكن انه يفهمها أو يوثق فيها

فهد كان يسوق موتره وهو ساير دبي، وصورة شيخة ما فارقت خياله.. في كل مرة يذكرها ويذكر شكل مروان واللي استوى في المقهى كان يكرهها اكثر واكثر.. يباها تتألم مثل ما هو تألم ويباها تندم على كل اللي سوته.. وكان يعرف انه اخوانها ما بيقصرون وبيخلونها صدق تندم على كل لحظة خدعته فيها..

الحين عقب ما طلقها يحس فهد بمزيج من الألم والراحة.. الألم لأنه بعده يحبها والراحة لأنه كرامته المطعونة ابتدى جرحها يطيب..

داس فهد على البترول وانطلق موتره بسرعة كبيرة وهو يبتعد عن العين.. حتى لو حاولت امه تزوجه ليلى مستحيل يرضى بهالشي.. في يوم من الايام بتبرى الجروح وبيخف الالم اللي يحس به في داخله.. وفي هاليوم بيقرر فهد يبدا حياة يديدة مع الانسانة اللي هو بيختارها.. وما بيخلي لا أهله ولا أي حد في الدنيا يتدخل في حياته..

.

.



في اليوم اللي عقبه، الساعة تسع الصبح.. كان سهيل المحامي يالس على واحد من الكراسي اللي جدام قاعات المحاكم في مجمع محاكم دبي ويتريا دور قضيته اللي بتكون الساعة 10 ونص.. سهيل يا من وقت عشان يخلص كل الاجراءات وما بجى له شي الحين غير انه يتصل بياسمين ويخليها توقع ويفتك من هالموضوع نهائيا.. الزحمة كانت فظيعة والحشرة والضجيج اللي حواليه ياب له الصداع.. وسهيل بروحه اصلا لايعة جبده من هالقضية ويتمنى لو انه عبدالله يغير رايه في اخر لحظة وما يعطيها الفيلتين.. بس هالشي ما بيستوي وسهيل ما يروم يخالف اوامر عبدالله..

اتصل سهيل على موبايل ياسمين للمرة الثانية وبعد يعطيه انه مقطوع.. فاتصل على موبايل عبدالله عشان يخبره.. ويوم رد عليه..

سهيل: "ألوو.. السلام عليكم.."

عبدالله: "وعليكم السلام ورحمة الله يا هلا والله .. "

سهيل: " شحالك يا عبدالله؟"

عبدالله: " الحمدلله بخير ربي يعافيك .. انته شحالك؟"

سهيل: " الحمدلله بخير.. عبدالله انا الحين في المحكمة واتصلت مرتين بطليقتك على رقم الموبايل اللي عطيتني اياه بس كله يعطيني انه مقطوع.."

عبدالله: " مقطوع؟ يمكن غيرته..! انزين بعطيك رقم ابوها..."

سهيل: " لا لا دخيلك يا عبدالله الا هالريال موول ما اداني اتعامل وياه.. ولا اداني حتى اسمع حسه.. "

عبدالله: "إنزين رقم بيتهم؟"

سهيل: " هيه زين.. عطني اياه.."

عبدالله: " إكتب عندك.. 04- ******* "

كتب سهيل الرقم على ظهر وحدة من الاوراق وقال: " مشكور يا عبدالله .. ان شالله عقب ما اخلص كل شي برد العين وبمر عليك المستشفى.."

عبدالله: " اترياك .. وتسلم يا سهيل ما قصرت "

سهيل: " أفاا عليك يا عبدالله انا ما سويت شي..هذا شغلي"

عبدالله: " تسلم يالغالي.."

سهيل: " أنا الحين بتصل بها وبنهي الموضوع وعقب بدق لك .. ياللا فمان الله.."

عبدالله: "مع السلامة"

يوم اتصل سهيل على بيت علي بن يمعة، كان محد في الصالة.. علي في الدوام ولافي راقد وام لافي سايرة عند ربيعاتها.. محد كان موجود غير البشاكير وياسمين اللي حابسة عمرها في غرفتها.. عشان جي اضطرت الخدامة تسير وترد على التيلفون بنفسها عقب ما رن لفترة طويلة ولا احد عبّره..

الخدامة: " yes??"

سهيل: "ألوو.. عطيني مدام ياسمين.. ابا ارمسها ظروري.."

تذكرت الخدامة الرمسة اللي موصتنها ياسمين تقولها لأي حد يطلبها وقالت : " Mrs. Yasmeen is tired and she's sleeping " (مدام ياسمين تعبانة وراقدة)

سهيل: " This is urgent am calling from the court.. just go and tell her that" ( اباها في شي ظروري وانا متصل من المحكمة.. سيري وخبريها عشان ترمسني..)

الخدامة: "ok.. one minute please" (أوكى لحظة وحدة بس)




--------------------------------------------------------------------------------
نزلت الخدامة السماعة على الطاولة وركبت فوق وهي خايفة من ردة فعل ياسمين اللي كانت عصبية بزيادة هاليومين.. ويوم دقت الباب سمعت ياسمين تقول بتعب: " منوو؟"

الخدامة: " Madam.. there is someone who wants to talk to you on the phone" (مدام في واحد يبا يرمسج في التيلفون..)

ياسمين (بعصبية): "أنا شو قلت لج؟؟ ما قلت لج مابا ارمس احد!!؟"

الخدامة: " yes but this is urgent.. he says he's calling from the court" ( هيه بس السالفة ضرورية والريال يقول انه متصل من المحكمة)

بطلت ياسمين الباب واطالعت الخدامة الاندونيسية بنظرة ناريّة.. ونزلت بسرعة تحت عشان تشوف منو متصل بها من المحكمة.. ويوم شلت التيلفون ترددت شوي قبل لا تتكلم.. أكيد متصلين عشان سالفة الطلاق.. بهالسرعة تبا تفتك مني يا عبدالله؟؟

ياسمين (وإيدها على قلبها): " ألوو؟"

سهيل: " السلام عليكم ورحمة الله.."

ياسمين (وهي تحاول تميز الصوت): " وعليكم السلام والرحمة.."

سهيل: " الاخت ياسمين علي يمعة؟"

ياسمين: " هيه نعم.. آمر اخوي بغيت شي؟"

سهيل: " وياج سهيل محامي عبدالله بن خليفة.. طليقج.."

حست ياسمين بنغزة في قلبها وقالت بارتباك: " يا هلا اخويه.. خير؟"

سهيل: " لو سمحتي بغيتج تتفضلين واتين المحكمة عشان توقعين على شوية أوراق.."

ياسمين: "أوراق شو؟؟"

سهيل: "أوراق الطلاق و.."

قاطعته ياسمين : " أوراق الطلاق؟؟ وليش ما يطلقني غيابياً؟؟ يعني لازم يوديني المحكمة؟؟"

سهيل: " يا اخت ياسمين انتي متفقة ويا عبدالله انج تتنازلين عن كل شي بعد الطلاق وهذا يشمل بنتج شمسة.. صح؟"

حست ياسمين بإحراج وهي تتكلم في هالموضوع مع سهيل وقالت بصوت واطي: "صح"

سهيل: " بهالطريقة الطلاق بيكون طلاق بينونة كبرى ولازم توقيعج وفي هالحالة عبدالله ما يقدر يردج الا بعقد يديد وبمهر يديد.. يعني ما في امكانية للتراجع.. ومحكمة العين طرشت لج الاوراق لين هني عشان توقعينهن وما تضطرين انج تسيرين العين.. وانا بصفتي محامي عبدالله وبسبب ظروف عبدالله الصحية ييت اشرف على الموضوع بنفسي.."

ياسمين (وهي ظايجة): " أهاا.. اممم انزين هاذي هي بس الاوراق اللي بوقع عليها؟"

سهيل: " لا .. في أوراق ثانية.."

ياسمين: "أوراق شو؟"

سهيل: " أوراق نقل ملكية فيلا العين وفيلا جميرا من اسم عبدالله لإسمج انتي.."

ياسمين: " اهاا.. اوكيه اخويه انا نص ساعة وبكون عندك في المحكمة.. أتصل بك على هالرقم؟"

سهيل: " هيه لو سمحتي.. ولا تتأخرين لأنه قضيتنا بتكون الساعة عشر ونص.."

تنهدت ياسمين بظيج وقالت: "إن شالله.. ما بتأخر.. مسافة الطريق بس.."



بندت ياسمين عن سهيل وتمت يالسة في مكانها تفكر في اللي سمعته الحين.. خلاص هاذي هي نهايتها ويا عبدالله.. عقب ما توقع على هالاوراق ما بيكون في أي مجال انها تتراجع وترد لحياته مرة ثانية.. بتوقيعها لهالاوراق بتحكم ياسمين على نفسها بالابتعاد نهائيا عن عبدالله وعن بنتهم وعن عالمه كله.. طول عمرها بتكون غريبة عنهم.. وبتكون بالنسبة لشمسه، أمها اللي ودرتها وتخلت عنها وهي صغيرة وباعتها عشان فلتين.. حتى لو ما خبرها عبدالله بهالشي، بتعرف من البنات في المدرسة ومن الناس اللي بيتريون منها أي غلطة عشان يعقون اللوم على امها الانانية اللي ما كانت قد المسئولية..

نشت ياسمين بحزن من مكانها وهي تفكر بهالافكار.. وركبت فوق لغرفتها وهي تقاوم الدموع اللي كانت تهدد انها تنساب من بين رموشها.. ولبست أول تنورة وقميص شافتهن جدامها ولبست عليهن عباتها وشيلتها وطلعت من البيت من دون ما تحط على ويهها أي شي.. أخر شي كانت تفكر به اليوم هو شكلها.. وفوق هذا كانت خايفة تشوف انعكاس صورتها في المرايا.. خايفة تشوف انعكاس مشاعر الندم والحسرة في عيونها.. عشان جي طلعت من البيت من دون ما تلقي ولا نظرة على شكلها وركبت موترها وطلعت للمحكمة بدون ما تخبر أي حد من اهلها بالموضوع..

.

.

ليلى عقب ما خلصت من شغلها في البيت لقت عمرها فاضية الساعة عشر الصبح، ولأنه شمسة كانت عند مريم.. قررت انها ادش النت شوي تتسلى وتشتغل على موقعها .. وايد رسايل كانت يايتنها من رواد الموقع ومن المعجبين بإبداعاتها التصويرية.. وكانت ليلى تقرا الرسايل وهي تبتسم وترد عليهن وحدة ورا الثانية.. ومحد كان عندها اون لاين الا وحدة من ربيعاتها اللي ادش المسنجر ومول ما ترمس حد .. وليلى كانت متعودة انها حتى ما تسلم عليها لآنه هاذيج ما ترد السلام..

في هاللحظة دشت لميا خطيبة احمد المسنجر .. وليلى اول ما شافتها حست بظيج وكانت بتطلع من النت بس لميا سلمت عليها وغصبن عنها ردت ليلى السلام

لموي: " السلام عليكم ورحمة الله.."

البنفسج: " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا هلا والله.."

لموي: " شحالج اختي ليلى..؟"

البنفسج: "الحمدلله ربي يعافيج.. انتي شحالج.."

لموي: "الحمدلله طيبة.. وين هالغيبة؟ من زمان ما شفتج اون لاين.. حتى فكرت انج مسوية لي بلوك ههه"

البنفسج: "لا والله غناتي ما افكر ابدا اني اسوي لج بلوك.. !! بس انشغلت في الفترة الاخيرة وما رمت ادش النت.. اسمحيلي.."

لموي: " أهاا.. انا عاد داشة الحين بالصدفة ومن حسن حظي اني لقيتج اون لاين "

البنفسج : " : ) "

سكتت عنها ليلى لأنها كانت ترد على رسايل زوار الموقع وحست لميا انها ثجلت عليها عشان جي ردت تقول لها

لموي: " اسمحيلي ليلى.. شكلج مشغولة وانا ازعجتج.."

البنفسج : " كنت أرد على ايميلاتي.. اسمحيلي والله انشغلت عنج طشونه.. إذا انتي مب مشغولة ممكن تترييني شويه بس؟ الحينه بخلصهن.."

لموي: " لا والله مب مشغولة.. يالسة اقرا المقال.."

البنفسج: " مقال عن شو؟"

لموي: " عن انحراف الاحداث.. هالمقال كاتبته خالة خطيبي.. هي دكتورة معروفة يمكن سمعتي عنها..؟"

البنفسج: " شو اسمها؟؟"

لموي: " دكتورة فاطمة ابراهيم.."

البنفسج: " اممم.. لا ما سمعت عنها.."

طرشت لها لميا لنك المقال ويوم بطلته ليلى وشافت الصورة على طول تذكرت الحرمة الحلوة اللي سلمت على عمها عبدالله في ايطاليا وتذكرت بعد انها شافتها ويا نوال واخوها احمد في البيازا وابتسمت وهي تقول للميا

البنفسج: " هييييه عرفتها.. اذكر اني جفتها في ايطاليا الصيف اللي طاف.."

لموي: " إييه كانت هناك وياهم.. انتي كلمتيها؟؟"

البنفسج: " مجرد سلام بس.."

لموي: " هالانسانة رائعة.. لما اقعد اسولف وياها ما احس بالوقت.. تمر ساعات ووالله ما احس.."

البنفسج: "هيه حسيت بهالشي.. وعمي وايد كان يمدحها.. "

لموي: " عمج يعرفها؟؟"

البنفسج: " هيه يعرفها لأنه اول ما شافته في ايطاليا سلمت عليه .. "

لموي: " هي ما شالله الكل يعرفها .. دوم يحطونها في التيلفزيون والمجلات.."

البنفسج: " ما شالله!!.. اممم.. اسمعي انا لازم اسير الحين.. بس ان شالله بكلمج في وقت ثاني.."

لموي: " أوكيه حبيبتي.. ياللا اشوفج على خير ان شالله.."

البنفسج: " فمان الله.."

لموي: " مع السلامة::"




الساعة عشر وخمس دقايق وصلت ياسمين المحكمة، وعقب ما بركنت موترها نزلت ومشت بسرعة وهي تحس بقلبها بيطلع من بين ظلوعها من كثر ما كان يدق بعنف.. أول مرة في حياتها كلها تدخل هالمكان.. ومجرد وجودها برى عند الباب كان يبعث بمشاعر الرهبة في داخلها..

حشد كبير من الناس كانوا داخل ..الموظفين والمراجعين والمحاميين وغيرهم من الناس اللي يتريون قضاياهم .. تلفتت ياسمين حواليها بارتباك وهي مب عارفة وين تسير.. كانت وايد خايفة انها تشوف ابوها فجأة جدامها لأنه دوم في المحكمة وخصوصا في الفترة الاخيرة عقب ما توهق في سالفة الديون.. ياسمين ما كانت تباه يشوفها لأنها تعرف انه بيستغل الفرصة وبيمنعها من توقيع الاوراق الا عقب ما اطالب عبدالله بمبلغ مالي محترم.. وياسمين ما كانت تبا هالشي.. خلاص كافي عذاب وعوار قلب بالنسبة لها.. ما تبا عبدالله يكرهها اكثر من جذي..

طلعت ياسمين موبايلها من الشنطة واتصلت بسهيل عشان ايي ياخذها من عند الباب الرئيسي..

سهيل: " ألوو؟"

ياسمين: " ألو؟ أخ سهيل انا هني في المحكمة.."

سهيل: " وين واقفة؟؟"

ياسمين: " عند الباب الرئيسي.. ممكن تي تاخذني لأني ما اعرف وين اسير.."

سهيل: " ان شالله.. تمي واقفة مكانج وانا ثواني وبكون عندج.."

ياسمين: "انزين.."

بندت ياسمين وتمت واقفة في مكانها وهي مرتبكة ومستحية.. كانت تكره تمشي بروحها في أي مكان وهالمكان وايد كان زحمة عشان جي كانت تحس بالارتباك اكثر.. وكل شوي تلتفت يمين ويسار وهي تفتش على ويه ابوها بين بحر الويوه اللي حواليها..

وعقب دقيقتين اقترب منها ريال ميزته ياسمين على طول وعرفت انه سهيل لأنها جد مرة شايفتنه يوم كان ياي يشتغل في المكتب اللي في البيت ويا عبدالله.. ابتسمت له ياسمين بارتباك بس سهيل ما شافها لأنه كان منزل عيونه عنها.. وأشر لها تتبعه وهو يقول: " تفضلي ويايه.."

تبعته ياسمين واضطرت انها توسع خطواتها وتمشي بشكل أسرع لأنه سهيل كان سريع وايد في مشيته.. ويوم وصلوا للمكان اللي جدام القاعة رقم 14 يلس سهيل على واحد من الكراسي ويلست ياسمين مجابلتنه.. واستمر الصمت بينهم وكل واحد يفكر بالشي اللي شاغل باله..

سهيل رغم انه غض بصره وما شافها زين بس من اللي شافه عرف انها جميلة.. وما لام عبدالله على تسامحه وياها كل هالفترة اللي طافت.. ومبين عليها انها وايد صغيرة، يمكن عشان جي كانت متهورة ومندفعة .. طلع سهيل اوراقه من الملف وهو يقول في خاطره: " سبحان الله!!.. هالجمال كله يخبي وراه ابشع وابرد قلب عرفته او سمعت عنه في حياتي كلها.. وهالملامح البريئة هي ملامح انسانة رضت تتخلى عن بنتها وريلها عشان شوية بيزات وعشان حرية زايفة تبا تتمتع بها.. "



مرت دقايق طويلة وهم ساكتين ويالسين كأنهم اغراب ما يعرفون بعض.. ويوم يا وقت قضيتهم وانفتح الباب وطلعوا الناس اللي كانوا داخل قبلهم.. دخل سهيل ودخلت وياه ياسمين وأشر لها سهيل عشان تيلس على واحد من الكراسي العريضة الموجودة داخل القاعة.. ويلس هو على الطرف الثاني من الكرسي.. وتموا يتريون دورهم.. وياسمين ترتجف بكبرها من الخوف والتوتر.. وسهيل يوم لاحظ هالشي استغرب .. وين راحت الجرأة والقوة اللي كانت موجودة فيها من قبل؟؟ اللي كانت يالسة حذاله كانت مجرد طفلة صغيرة وخايفة وانقهر سهيل من نفسه وهو يحس فجأة بالتعاطف وياها.. وقطع عليه افكاره صوت الكاتب وهو ينادي اسم ياسمين علي يمعة..

نقزت ياسمين من مكانها ونش سهيل ومشى جدامها لعند القاضي.. اللي بطل ملفها وتم يقرا اللي فيه ويسأل ياسمين عنه.. سألها هل هي راضية بالتنازل عن كل شيء بما في ذلك بنتها شمسة في مقابل انها تحصل على الطلاق؟؟ وهل تتعهد بعدم المطالبة بأي شي ثاني مستقبلا من عبدالله عقب ما توقع على ورقة الطلاق هاذي؟

ردت عليه ياسمين بالايجاب وهي بعدها ترتجف وعطاها القاضي الورقة عشان توقع عليها..

يود القاضي الورقة الثانية وقال لياسمين عقب ما قراها: " طليقج عبدالله بن خليفة بينقل فيلتين من ممتلكاته .. وحدة في منطقة جميرا السكنية والثانية في منطقة فلي هزاع السكنية .. وبيكتبهن بإسمج.."

ياسمين: " لا يا حضرة القاضي.. "

اطالعها القاضي باستغراب وسهيل التفت لها بسرعة وهو يبا ينبهها عشان ترمس القاضي بأدب.. كان خايف انها تفضحه هني وتطالب بأكثر من الفلتين.. بس ياسمين صدمته وصدمت القاضي يوم قالت: " الفيلا اللي انا طالبت بها هي فيلا جميرا.. أما الفيلا اللي في العين ما أباها.."

بطل سهيل عيونه ع الاخر وهو يطالعها .. كان مب مصدق اللي يسمعه وغصبن عنه سألها: " شو؟"

اطالعته ياسمين بثقة وقالت: "اللي سمعته.. باخذ بس فيلا جميرا.."

القاضي: " والفيلا الثانية ما تبينها؟؟ يعني الغي ورقة نقل الملكية هاذي؟"

ياسمين: " هيه نعم حذرة القاضي الغيها.. وانا ما بوقع الا على ملكية فيلا جميرا.."

سهيل كان مب مستوعب اللي يسمعه وشاف القاضي وهو يشطب على ورقة تحويل الملكية الخاصة بفيلا العين وشاف ياسمين وهي توقع على ورقة وحدة بس وبعده ما كان مصدق اللي يشوفه.. ويوم طلعوا من قاعة المحكمة لاحظت ياسمين ذهوله ودهشته وقالت وهي تبتسم.. : " مستغرب؟"

سهيل : "وايد! الا مصدوم مب بس مستغرب..!!"

ابتسمت ياسمين بحزن وهي شالة في ايدها الورقة اللي طلعت بها من زواج استمر سنة وشوي.. بس .. هذا كل اللي خذته من هالزواج.. بالاضافة إلى كره عبدالله واهلها كلهم لها.. ما كانت تبا هالكره يستمر.. عشان خاطر بنتها كانت تبا تخلي انطباع حلو ولو شوي عند عبدالله.. عشان يوم تكبر بنتها شمسة ويرمس عنها جدامها.. يذكرها بالخير..

ياسمين: " الفيلا الثانية .. هدية مني لبنتي شمسة.."

نزل سهيل عيونه وهو مب عارف شو يقول.. ياسمين فاجئته وجلبت افكاره كلها .. عشان جي تم ساكت وردت هي تتكلم مرة ثانية: " سهيل.. سلم على عبدالله وقول له اني اسفة على كل شي.. صدقني ما كنت باخذ فيلا جميرا لو ما كنت فعلا محتاجة للبيزات.. بس فيلا العين ما اقدر اخذها.. لأني فعلا اتمنى انه شمسة تتربى وتكبر فيها.. وتحبها مثل ما انا حبيتها.. "

سهيل (وهو يبتسم) : "ان شالله بوصل له كل اللي قلتيه.."

ياسمين: " شكرا.. امم انا بسير الحين.."

سهيل: " خلاص.. شكرا على كل شي.. و.. بالتوفيق.."

ياسمين: " مع السلامة.."

سهيل: "الله وياج.."

خلته ياسمين واقف في وسط الزحام الموجود في المحكمة وطلعت بسرعة من هالمكان اللي شهد تحولها من ام وزوجة لأمراة مطلقة ومحطمة تماما.. وأول ما وصلت لسيارتها وركبت فيها، شهقت ياسمين بقوة وهي تصيح واطلع كل اللي في خاطرها من حزن وندم وحسرة.. كانت تصيح لأنها ضيعت الانسان الوحيد اللي حبته وضيعت وياه بنتها اللي تتمنى بس لو تقدر تشوفها مرة ثانية.. حتى لو من بعيد..

بس كانت تعرف انها خلاص ما تقدر ترد لورا وما تقدر تمحي كل الجراح اللي توقف حاجز كبير بينها وبين عبدالله وشمسة.. عشان جي فرت ورقة الملكية على السيت اللي حذالها وشغلت موترها وطلعت من المحكمة وهي تحس انه الجرح اللي في قلبها يكبر أكثر وأكثر..




عقب ما روحت عنه ياسمين، تم سهيل يالس على واحد من الكراسي وهو يطالع باستغراب ورقة الملكية اللي الغاها القاضي.. وعقب ما حس انه الصدمة راحت عنه .. يود تيلفونه واتصل بعبدالله عشان يخبره.. ويوم رد عليه عبدالله وسلموا على بعض.. قال له سهيل: " ما بتصدق اللي استوى!"

عبدالله: "ليش؟؟ شو استوى؟؟"

سهيل: " استدعيت ياسمين للمحكمة عشان توقع على الاوراق.. بس يوم يت وقعت على فيلا جميرا.. وما طاعت توقع على فيلا العين.. "

عبدالله (باستنكار): " وليش ان شالله؟؟"

سهيل: " قالت انها ما تباها!!.. وانه الفيلا االثانية تكفيها.. "

انصدم عبدالله.. وتم ساكت مب عارف شو يقول.. معقولة ؟؟

سهيل: " قالت لي اسلم عليك واقول لك انه الفيلا مالت العين هدية منها لشمسة.. وانها اسفة على كل اللي سوته.."

عبدالله: " غريبة!!.. تبا الصراحة انته صدمتني يا سهيل..!!"

سهيل: " أنا بروحي مصدوم بس الحمدلله يوم انه البنية طلعت عاقل والطمع ما عمى قلبها.."

حس عبدالله بتعب فجأة وما حب يبين لسهيل وقال له: " ع العموم مشكور يا سهيل وما قصرت .. وتسلم ع الاخبار الحلوة.. واترياك اول ما توصل من دبي اتصل بي ولا تعال لي هني المستشفى.."

سهيل: "إن شالله ياخوي.. فمان الله.."

عبدالله: "مع السلامة.."

بند عبدالله التيلفون وحط ايده على قلبه وهو يحس بتعب فظيع.. أبد ما كان متوقع انه ياسمين ممكن تتنازل عن الفيلا اللي سمتها قصرها في يوم من الايام.. كيف تتنازل عنها بهالسهولة؟؟ شو اللي تبا توصل له من ورا هالحركة؟؟ أكيد في شي في بالها .. عبدالله خلاص يعرف ياسمين زين ويعرف انها انسانة مادية من الدرجة الاولى.. للأسف ما عرف هالشي من البداية بس الحين خلاص كل شي انكشف.. ومهما كانت هالحركة بالنسبة لباجي الناس لفتة حلوة منها وتدل على انسانيتها وندمها.. بس بالنسبة لعبدالله كانت هالحركة وراها مصلحة تتمنى ياسمين انها تحققها عقب.. بس عبدالله كان مصر انه ما يسمح لها ابدا تتقرب من حياته ومن بنته مرة ثانية.. وبيسوي المستحيل عشان يضمن هالشي

.

.



في مدرسة الهيلي الثانوية.. وفي واحد من صفوف الثاني الثانوي الأدبي.. كان مانع يالس يسولف ويا ربيعه ناصر بصوت اقرب للهمس عشان استاذ التاريخ اللي كان يشرح الدرس ما يسمعهم.. اثنيناتهم كانوا يالسين في اخر الصف على الطرف اليمين وجدامهم اثنين جحافل ومغطين عليهم .. عشان جي كانوا ماخذين راحتهم في الرمسة..

مانع: " خبرني .. تعرف تسوي هاك؟"

ناصر:" ليش هالسؤال؟"

مانع: " أفففف. .بتقول ولا ؟؟"

ناصر: " هيه اعرف.. بس اسمح لي ما بعلمك.. كافي الذنوب اللي على راسي ما فيه ازيد عمري.."

مانع: "ما اباك تعلمني.. أنا بعطيك ايميل وحدة واباك تهكر على كمبيوترها وتييب لي أي شي منه يدل على شخصيتها.. صورة.. اسم ابوها.. أي شي.."

ناصر:" لا لا منوع ما اروم.. انا ما اهكر على كمبيوترات بنات.. ياخي حراااااام هالشي.."

مانع: " هيه!! حرام تهكر على كمبيوترات البنات ومب حرام تهكر على كمبيوترات الشباب"

ناصر: "على الاقل الشباب ما بينفضحون إذا هكرنا عليهم.. بس البنات امبلى.. والله ما اتخيل اسوي هالشي .. اكيد في يوم من الايام بترد الحركة في وحدة من هليه.."

تنهد مانع بظيج وقال له: " اسمع.. البنية هاذي اصلا وحدة رايحة فيها.. وترمس ستين الف واحد.."

ناصر: "وانته شدراك؟؟"

مانع: "تدخل البوول تلعب والشباب كلهم يعرفونها.. انته بس دش واسأل عنها وكلهم بيعطونك رقم موبايلها.."

ناصر: "انزين عيل يوم انه عندك رقم موبايلها ليش تبا تهكر عليها؟ اتصل اتصالات وشوف الرقم باسم منو"

فكر مانع شوي وابتسم بخبث وهو يقول: "أنا اتصلت اتصالات وسألت اخو ربيعي عن الرقم.. وقال لي بإسم منو.. "

ناصر:" انزين وشو المشكلة؟"

مانع: "المشكلة انه الرقم بإسم مايد.."

ناصر (وعلى ويهه نظرة عبيطة) : "منو مايد؟"

مانع: "منو مايد بعد يالغبي!!.. مايد احمد خليفة!"

شهق ناصر بصوت عالي واطالعهم الاستاذ بنظرة حادة وهو يقول: " مانع واللي ما بيتسماش ده اللي آاعد أوصادو!!.. بطلوا لعب وحركات عيال!! "

مانع: "ان شالله استاذ.. اسمح لنا.."

الاستاذ: "طيب!!"

رد الاستاذ يشرح الدرس وتموا مانع وناصر ساكتين شوي وعقب ردوا يكملون سوالفهم

ناصر: " يعني هالبنية من اهل مايد؟؟"

مانع: " يمكن.. بس انا اعتقد انها ربيعته!"

ناصر: " ربيعته؟؟ الحين هذا عنده ربيعة وانا ما عندي!!"

مانع: " شو تبا بالبنات والله ما وراهن الا عوار الراس والقلب!"

ناصر: " انزين والحين انته تبا تعرف اذا هاي اخته ولا لاء؟"

مانع:" مب بس جي.. انته ما فهمت عليه؟؟"

ناصر:" امممم لاء.."

مانع:" اففف.. ياخي هاي فرصتنا عشان ننتقم من هالحيوان مايد.."

ناصر: " كيف بتنتقم منه؟"

مانع: " عقب بخبرك.. المهم بتسوي لها هاك ولا لاء؟"

ناصر: "بسوي لها بس ما اروم ادش كمبيوترها الا اذا يت اون لاين.."

مانع: " لا تحاتي هاي اربعة وعشرين ساعة على النت ما تستغنى عنه.."

ناصر: " خلاص عيل عطني ايميلها.."

كتب له مانع الايميل وعطاه اياه وهو يحس بإنجاز كبير.. وأخيرا.. عقب كل هالسنوات بيقدر ينتقم من مايد.. وهالمرة .. الانتقام بيكون انتقام جدا رائع!


دخلت ياسمين بيتهم وهي لابسة نظارتها الشمسية عشان تخبي عيونها اللي كانن حمر ومنفخات من الصياح، وكانت تتمنى وهي داخلة انها ما تشوف أي حد جدامها لأنه مزاجها كان صدق معتفس ومالها نفس تتكلم.. بس للأسف أول ما دخلت، شافت أمها يالسة على القنفة في الصالة وتطالع التلفزيون ويوم شافت ياسمين ياية من برى وقفت بسرعة وهي تسألها بعصبية: " من وين ياية حظرتج؟؟"

تنهدت ياسمين بتعب وقالت لها: " ياية من عند نهلة.."

مريم: " انتي مطلقة!!.. والمفروض ما تطلعين من البيت.. شو تبين الناس يقولون عنا؟؟"

ياسمين (باستخفاف): " لا تحاتين ما بيقولون عنج انتي شي.. بيقولون هاي ياسمين صدق ما تستحي حتى وهي توها مطلقة مب مخلية مكان ما تسير له.. وبيقولون بعد يحليلها امها وايد متأذية منها!!"

اطالعتها امها من فوق لتحت وقالت وهي تتجاهل اللي سمعته توها : " وشو هالورقة اللي في ايدج..؟"

ترددت ياسمين وهي تفكر تخبرها ولا لاء.. وماتعرف شو اللي خلاها تقول: " هاي ورقة تسجيل.. خليت نهلة تقدم اوراقي في الجامعة.. "

مريم: " الجامعة؟ وليش تسيرين الجامعة؟؟ من متى انتي تحبين الدراسة..؟"

ياسمين: "أففف.. من اليوم!!.. فيها شي؟؟ ولا ممنوع بعد؟"

مريم (ببرود وهي ترد تيلس وتطالع التلفزيون): " لا .. على هواج سوي اللي تبينه"

اطالعتها ياسمين بظيج وركبت الدري بسرعة وهي سايرة غرفتها.. الاحداث اللي استوت اليوم تعبتها وايد وكان لازم اتم بروحها شوي عشان تفكر بكل قراراتها المستقبلية وتشوف اذا الفكرة اللي في بالها بتكون في صالحها ولا لاء..

.

.

غرربه
02-05-2013, 07:11 PM
.


ما يعرف شو بلاه اليوم، بس من اول ما نش الصبح وهو يبتسم.. وكأنه بيسمع خبر حلو في هاليوم بالذات.. مهما حاول انه ملامحه تكون جدية كان مب قادر يشل هالابتسامة الغبية عن شفايفه.. مبارك كان صدق مستانس اليوم ومن كثر وناسته مب قادر يخبي هالشي.. والغريب انه هو بروحه مب عارف شو مصدر هالسعادة .. كل اللي يعرفه انه هالاحساس حلو ويباه يستمر على طول .. كل اللي شافه اليوم استغرب وخصوصا السكرتيره اللي شوي وبتيها جلطة من الصدمة لأنه مول ما هزبها ولا اطالعها بنظرة حادة.. والمحاسب اللي كل مرة يرتجف بكبره من يوقف جدامه، اليوم حس مبارك انه عضلاته ارتخت وكان ماخذ راحته في الرمسة وياه..

لهالدرجة أنا جاسي ويا الناس اللي حواليه؟؟

هاذا هو السؤال اللي كان في بال مبارك وهو ينزل من موتره ويمشي لباب الصالة الساعة وحدة ونص الظهر.. كان بيموت من اليوع وريحة المالح اللي شمها أول ما اقترب من غرفة الطعام دوخت به.. ويوم وقف عند الباب شاف امه يالسة ترتب الطاولة ويا الخدامة وابتسم لها وهو يسلم عليها وهي اول ما سمعت صوته نور ويهها بابتسامة كلها فخر وحب وحنان..

مبارك: " السلام عليكم "

ام ظاعن: " وعليكم السلام ورحمة الله هلا فديتك.. اليوم ياي من وقت؟"

مبارك: " هيه خلصت شغلي ورديت.. اااه يا ريحة المالح.. والله من زمان خاطريه فيه امايه.. "

ام ظاعن (وهي تقترب منه وتوقف مجابلتنه): " اعرف انك تحبه عشان جي وصيت يارتنا ام سليمان تييب لي اياه من دبا.."

مبارك (وهو يحبها على راسها) : " فديت روحج .. ما تقصرين يالغالية.. انا بسير اغير ثيابي وبرد اتغدى لأني يوعااان.."

ام ظاعن: "زين لين تغير انته ثيابك بيكون ابوك رد من برى.."

مبارك: " وظاعن وعياله وينهم اليوم؟"

ام ظاعن: " معزومين في بيت اهل فاخرة.."

مبارك: "أهاا.. زين عيل ثواني وبرد لج امايه.. ما بتأخر.."






--------------------------------------------------------------------------------
ركب مبارك الدري وهو ساير غرفته وتمت امه واقفة تطالعه وهي تبتسم بسعادة وراحة.. من زمان ما شافت مزاجه معتدل جي.. رغم انه يضحك جدامهم ويسولف ويلاعب بنات اخوه بس بعد كانت امه تحس انه في داخله الحزن بعده مسيطر على الجانب الاكبر من قلبه وروحه.. بس اليوم كان مبارك غير.. كان في عيونه بريق غريب ما شافته من قبل.. أو يمكن شافته بس من زمان وايد.. ونسته والحين ردت تتذكره.. هالبريق اللي في عيونه وهالضحكة اللي ضحكها اليوم كانت موجودة على ايام مرته نجلا الله يرحمها.. واختفت تماما عقب وفاتها.. ومجرد انه امه شافت هالنظرة والابتسامة الحين خلاها تتشجع اكثر ويوم رد مبارك من فوق وهو لابس البيجاما ويلس يتغدا، يلست امه حذاله واستغلت الفرصة بما انه ابوه بعده ما يا من العزبة وقررت تكلمه في الموضوع اللي في بالها..

أم ظاعن (وهي تقرب صحن السلطة منه): " بالعافية حبيبي.. "

مبارك : " الله يعافيج امايه.."

ام ظاعن:" الله يوفقك فديتك ويعطيك على قد نيتك.. ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتهنيك.."

ابتسم لها مبارك وهو يقول: "امين. .الله يسمع منج امايه.."

ام ظاعن استانست لأنه ما تظايج من طاري العرس وقالت: " والله يا مبارك انه الف من تتمناك.. وانته بس شل هالعناد من بالك وصدقني بحصل لك بدل العروس الوحدة عشر.."

مبارك (وهو يسوي عمره يفكر): " أممممممم.. يصير خير ان شالله.. بفكر بالموضوع.."

ام ظاعن: "وليش هالموضوع يباله تفكير؟ مب زين جي اتم بليا حرمة.. حتى مكروه في الدين..!"

مبارك :" انزين امايه ومنو قال لج اني بتم جي الله يهديج بس!.. أكيد بعرس.. بس عاد ما باخذ الا اللي في بالي .."

ام ظاعن: "وييييييييييه فديت روحك انته بس خبرني منو اللي في بالك ولا تشيل هم..!"

مبارك: "ان شالله امايه اكيد بخبرج بس صبري عليه شوي خليني اخلص هالكم شغلة اللي بين ايديه هاليومين وعقب بتفرغ لهالسالفة.."

ام ظاعن: " على راحتك حبيبي.. على راحتك.."

كمل مبارك غداه ويلست امه تطالعه وهي مستانسة.. وما تبا الدموع تنزل من عيونها عشان ما تخرب على ولدها مزاجه.. كانت مب مصدقة انه مبارك اخيرا ودر عناده وبيعرس.. منو ما كانت هالبنية اللي اختارها ولو ان شالله كانت وحدة يعرفها بالتيلفون ، ام ظاعن ما يهمها.. هالبنية اللي طلعت ولدها من عزلته وكآبته تستاهل انها تحبها وتحطها فوق راسها بعد..

.

.

.

في غرفتها، وعقب ما تغدت ويا اهلها وخلصت. .كانت لطيفة يالسة تراجع دروس الفيزيا لأنه عندها امتحان باجر.. خلاص هاي اخر ايام الكورس ولازم تشد حيلها عشان ترفع درجاتها.. وأبوها ما قصر وياها وحط لها مدرس لكل مادة.. عشان جي لازم ما تخيب ظنه فيها لأنها وايد اهملت دراستها هالسنة..

وهي تراجع المسائل، كانت تحس برغبة فظيعة انها تسير وتبطل الكمبيوتر وتيلس ع النت.. وفي داخلها كانت تصارع هالرغبة بكل إصرار.. كل شوي تقول بسير بس بجيك ايميلي .. ثواني وبطلع من النت.. بس عقب ترد وتقول لاء.. أنا خلاص قررت اني ابتعد عن النت وهذا اللي بسويه..

لطيفة كانت تعرف انها مدمنة، عشان جي قررت تشغل نفسها بالقراءة والدراسة واليلسة ويا اهلها عشان تتعود انها تكون بعيدة عن الكمبيوتر.. والحين يوم حست انها خلاص مب رايمة تدرس من كثر ما تفكر انها تكون اون لاين.. شلت الشال الصوفي اللي كانت فارتنه على الكرسي الهزاز وغطت به الكمبيوتر.. وابتسمت ابتسامة انتصار وهي تحس بالراحة لمجرد انها ما تشوف الكمبيوتر

ويوم ردت تيلس على الشبرية عشان تكمل مذاكرتها، قررت ترمس ابوها يوم بتشوفه وتخبره انها تباه يقطع النت عنها لأنها ما عادت تحتاجه خلاص

.

.





في العين مول، الساعة 2 الظهر، كان مايد وربعه توهم طالعين من فلم هاري بوتر اليديد.. بما انه اليوم الأربعاء طلعوا من المدرسة من وقت ويوا يتمشون في المول وعقب دشوا يشوفون الفلم.. والحين قرروا يسيرون المبزرة بما انه الجو كان حلو .. بس مايد ما بغى يسير وياهم..

حميد: " ليش ميوود!!.. تو الناس من الحين بتروح البيت؟"

مايد: " والله تعباان امس ما رمت ارقد وحتى الفلم توني ما شفت منه شي .. كل شوي عيوني تغمض.."

سالم: " تبا الصراحة شكلك اليوم صدق تعبان.. حتى مالك بارض تسولف وتضحك.."

مايد: "انا برقد للعصر والساعة خمس ان شالله برد اظهر وياكم.. أوكى؟"

حميد: " خلاص بنتلاقى في باسكن روبنز.. خاطريه في ميلك شيك.."

مايد: "زين .. حلو.. ياللا الحين برد البيت.. باي باي.."

سار عنهم مايد وهو يحس انه راسه بينفجر.. أمس مول ما رام يرقد بسبب احساسه بالذنب، افف منها عليا!! حطته في موقف محرج واضطر انه يجرحها عشان مصلحتها.. عيل ليش هالاحساس بالذنب الحين؟.. يا ربييه!! صدق انه البنات ما وراهن الا عوار الراس والقلب.. شل مايد عليا من باله عشان لا يرد يتظايج وكان متصل بإشفاق دريولهم من قبل والحين شافه يترياه تحت في الباركنات وركب وياه عشان يرد البيت

وفي السيارة اتصل به مترف ورد عليه مايد وهو مغمض عيونه ومتساند على السيت ..

مايد: "هلا والله.."

مترف: "أهليين.. شحالك ميود.؟"

مايد (وهو يضغط بأصابعه على مكان الألم):" والله مصدع بس الحمدلله ع كل حال.. "

مترف: " ما تشوف شر ان شالله.."

مايد: "الشر ما اييك.. انته شحالك؟"

مترف: "انا الحمدلله بخير.. متصل اشوفك بتي باجر الاستوديو ولا لاء..؟"

مايد: "لا ان شالله باي .. انا وامولة وسارونه.. بس أي ساعة؟"

مترف: "تعالوا الصبح.. الساعة 11 هو يكون موجود .. وحتى لو ييتوا قبل عادي انا موجود في التلفزيون من الساعة تسع الصبح.."

مايد: "لا مستحيل اطلع من البيت قبل الساعة تسع.. تعرفني ما ارقد من وقت.."

مترف: "خلاص عيل بشوفكم الساعة 11 .. بس بتتغدون عندنا!!"

مايد: " هيه أكيد والله متوله على طباخ امك.. "

مترف: "اليوم كانت تسأل عنك واستانست يوم قلت لها انكم بتون باجر.. "

مايد: "حليلها خالوه.. !.. سلم عليها.."

مترف: " ان شالله يبلغ.. خلاص عيل ميود انا برقد الحين هلكان من المدرسة."

مايد: "أوكيه وانا بعد برد البيت وبرقد.. برمسك عقب ان شالله.."

مترف: " اوكيه باي.."

مايد: "باي"




بند مايد عن ربيعه وتم مغمض عيونه عل وعسى يخف عنه هالصداع اللي ذابحنه من الصبح.. ويوم وصل البيت نزل ومشى بسرعة داخل عشان يرقد.. بس أول ما دخل الصالة شاف أموله يالسة فوق سارونه وتكفخها وسارونه تصيح وفي نفس الوقت متيودة بشعر اختها وتمطه بقوة.. انصدم مايد من اللي شافه، هالثنتين نادرا ما يتظاربن .. يعني ممكن كل وحدة فيهن تفر على الثانية كلمة بس مب لهالدرجة.. !

اقترب منهن مايد وهو مول ماله بارض وحاول يسحب امل عن ساره وهو يقول بظيج: " لولووه يالدبة قومي عن اختج.. ذبحتيها!!"

أمل (بعصبية وهي تغرز أظافرها في رقبة أختها ) : "هي الدبة وهي الحيوانة والحمارة بعد!!"

سارة: "أااااااااااي... ميوووود شلها عني!!! أاااي قطعتني السبالة!!"

أمل (وهي ترد تظربها): "انتي السبالة!!"

حاول مايد يسحب أمل بس ما قدر .. اثنيناتهن كانن متعلقات ببعض وكل وحدة فيهن تمط شعر الثانية.. ويوم خلاص انقهر منهن قال بصوت عالي:" التعني انتي وياها وما يخصني فيكن.. بس والله ان ما تأدبتن باجر بسير دبي بروحي.. وانتي انسي سالفة البرنامج نهائيا!!"

قبل لا يخلص مايد جملته نشت أمل عن بطن اختها ووقفت بعيد عنها وهي تطالع الأرض بإحراج.. وسارة يلست في مكانها وغطت ويهها بإيدها وتمت تصيح..

مايد:" ااااخ يا راسي!!.. والله بروحي مصدع ومب متفيج لكن.. امولة ليش ظربتيها؟"

أمل (بصوت عالي): "هي اللي ابتدت وفرت عليه الرموت كنترول"

سارة (وهي تصيح): " سبتني وقالت لي صياحة وخسفة!!.. وما خلتني اشوف الآنسة صفاء..!! هي يوم تيلس تشوف دراغون بول انا ما اقول لها شي وايلس اشوف وياها.. وهي كله تغير القناة يوم انا اطالع التلفزيون..!!"

أمل: " جذابة!!! والله انها جذابة!!.. تقص عليك انا ما سبيتها!!"

مايد: "افففففف.. بس انتي وياها خلاص.. والله ان سمعت لكن صوت ماشي سيرة دبي باجر.. تفهموون؟؟"

هزت أمل راسها وقالت سارونه: " ان شالله"

وتمن يطالعن بعض بنظرات جليديه لين ما ركب مايد فوق واختفى عن انظارهن.. ساعتها اطالعت أمل سارة باحتقار وقالت: " فتانة!!.. "

سارة: " انا مب فتانة.. إنتي أول خبرتيه عليه وانا عقب خبرته.."

أمل: " الرموت كنترول عندي وتحلمين تشوفين صفاء العلة!!"

سارة (وهي تمسح دموعها وتوقف عشان تيلس عند التلفزيون): "عااااااااادي.. انا بيلس عند التلفزيون وما بترومين تسوين شي .. كل ما تغيرين القناة ببند التلفزيون!!"

غيرت أمل القناة بسرعة وبندت سارة التلفزيون في نفس اللحظة وقامت أمل بتظربها بس تذكرت كلام مايد ويلست وتمن اثنيناتهن يطالعن بعض بنظرات حادة والتلفزيون مبند ولا وحدة فيهن شافت الكارتون اللي تبا تشوفه بسبب عنادهن..






مايد يوم ركب فوق شاف ليلى يالسة في الصالة وهي تحاول تحفظ خالد دوره في المسرحية اللي بيسوونها في الروضة.. وخالد كان يردد الكلمات وياها بصوته المبحوح اللي راح بسبب الحلاوة اللي علقت في بلعومه امس..

ابتسم مايد وهو يشوف هالمشهد الحلو جدامه.. ليلى يالسة ع القنفة وخالد يالس ع الارض جدامها ومريح راسه على ريولها وهي تمسح على شعره وتقرا المكتوب في الورقة وهو يردد وراها..

في هاللحظة.. تمنى مايد لو يرد صغير ويحط راسه هو بعد في حظن اخته.. تمنى لو يقدر يحس بالأمان مثل ما هو متأكد انه هذا احساس خالد ويا اخته ليلى..

حست ليلى بوجود مايد واطالعته وهي تبتسم.. وهني انقبض قلب مايد.. كل ما تكبر اخته ليلى يزيد الشبه بينها وبين امه لدرجة انها وهي تبتسم له الحين.. حس بالزمن يرد سنين ورا وتخيل للحظة انه هاي امه مب اخته العودة.. وانه اللي في حظنها مب خالد.. هذا هو مايد يوم كان صغير..

ليلى (بقلق) : " ميودي؟؟ شو فيك حبيبي؟ ليش جي ويهك غادي اصفر؟؟"

مايد (وهو يرد للواقع): " هاا؟؟ لا ما شي.. امممم مصدع شوي.. اقول ليلى ابا ارمسج شوي في موضوع"

ليلى: "أكيد.. تعال ايلس.."

مايد : " خلوود انزل تحت عند خواتك انا وماماه ليلى عندنا سر.."

خالد اللي دوم يحس برهبة من اخوه مايد هز راسه ونزل بسرعة تحت .. وابتسم مايد وهو يشوف جسمه الصغير يتحرك بسرعة على الدري.. وقال لليلى: " الموضوع عن سارة.."

بطلت له ليلى عقمة الكندورة عشان يرتاح اكثر وسألته: "بلاها سارونه؟"

مايد: "ما تلاحظين انه تصرفاتها ساعات تكون غريبة..؟؟"

ليلى: "اممم لا والله ما لاحظت هالشي.. "

مايد: " انتي تعرفين انه حالتها النفسية كانت تعبانة وهي صغيرة.. وليلوه بصراحة انتي المفروض ما كنتي تقطعين العلاج النفسي اللي كانت تتعالجه.."

تنرفزت ليلى من هالموضوع وقالت بعصبية: " وليش ما اوقف العلاج؟ انته تشوفها الحمدلله ردت طبيعية.. عقب وفاة امي وابويه الله يرحمهم الصدمة كانت قوية وايد عليها وكانت ما ترمسنا ولا تاكل ولا تتفاعل ويانا ابد.. بس الحين خلاص تعدت هالمرحلة واستوى عندها ربيعات وانته بنفسك ما تقدر تنكر انها طبيعية جدا.."

مايد:" ادري انها طبيعية انا ما قلت انها خبلة.. بس بعد سارونه قالت لي انها تسمع اصوات احيانا.. وامس سمعتها ترمس بروحها.."

ليلى: "اليهال كلهم جي.. حتى انا يوم كنت صغيرة كنت وايد اتخيل انه عندي اصدقاء وهميين وارمسهم احيانا.. "

مايد: "لا يا ليلى سارة غير.. سارة تخاف من هالاصوات.. والدليل انها هذاك اليوم يوم نشت فليل وركضت لغرفتي كانت خايفة من شي!!"

ليلى: "كان مجرد كابوووس.. مايد شو اللي تبا توصل له بالضبط..؟"

اطالعها مايد وقال بجدية: " سارة محتاجة علاج نفسي.. !!"

انقهرت ليلى منه ووقفت وهي تقول بصوت عالي:" يا سلام!!.. عشان الناس يقطعونا بإشاعاتهم وباجر ما بيتم حد ما بيسميها ساروه الخبلة!! "

وقف مايد وقال بنفس نبرة صوتها: " وهذا اللي يهمج انتي؟؟ الناس؟؟؟ "

ليلى: "أكيد الناس يهموني.. إذا حد فكر مجرد تفكير انه سارة فيها حالة نفسية تتوقع انهم يرحمونها؟ في المدرسة وفي كل مكان تسير له بيتهامسون وهم يقولون هاي مينونة وكل حركاتها وكلامها بيتفسر على انه حركات وحدة خبلة!!.."

مايد: " وإذا تمت جي بدون علاج بتكبر وهي متعقدة ومكتئبة وحالتها بتزيد لين ما تفقد السيطرة على تصرفاتها.. شو بتسوين ساعتها؟؟ بتسيرين للناس اللي خايفة من رمستهم وبتخلينهم يساعدونج؟؟"

ليلى:" سارونه طبيعية وما فيها أي شي.. كل هالكلام اللي قلته مجرد تهيئات منك انته"

مايد: " تعرفين؟؟ عمري ما تخيلتج بهالانانية يا ليلى!!"

انصدمت ليلى من كلامه وتمت ساكتة وهي تطالعه بنظرات يقطر الجرح منها.. ومايد ما نزل عينه عنها لحظة وهو يتحداها ترد عليه.. كان يعرف انه جرحها بس صدق قهرته وقهره تمسكها برايها الخاطئ..

ليلى (بهمس): "أنا يا مايد؟؟ أنا تقول عني انانية؟؟"

مايد: " هيه انتي انانيه.. ما فكرتي للحظة وحدة بسارة.. كل اللي فكرتي به هو كلام الناس وبس.. فكرتي بصورتج انتي جدامهم... ما فكرتي انه اختج ممكن تكبر في يوم وتكبر عقدها وياها وعادي حتى انها تنتحر.. لا تتفاجئين من هالشي لأنه المريض النفسي عمره ما يكون واعي لتصرفاته..!! تمي جي يا ليلى اوكى؟ تمي جي فكري بعمرج انتي وبس وشوفي اختج وهي تتحطم جدامج..وانا من اليوم ما يخصني فيها ولا فيج!!"



سار مايد غرفته وصك الباب وراه بقوة وأول ما دخل تم متساند ع الباب وغمض عيونه وهو يفكر بالكلام اللي قاله لليلى.. وايد طول لسانه عليها .. هو اللي ما يحب ابد يشوفها متظايجة ويعتبرها امه الثانية ، اليوم كان السبب في جرحها.. كره نفسه عشان هالشي وكره فكرة انها مب قادرة تفهمه وتصدق انه سارة محتاجة لمساعدة طبية..

ليلى تمت واقفة تطالع الممر اللي اختفى فيه اخوها.. ودموعها تنزل من عيونها بحراره.. ما تخيلت في يوم من الايام انه واحد من اخوانها ممكن يتهمها بالانانية.. أي شي توقعته منهم الا انهم ينكرون كل اللي سوته عشانهم.. وخصوصا مايد.. مايد هو الوحيد اللي ما تخيلت في يوم انه يكون بهالقسوة وياها.. شو يتحراها ما حست بسارة وكل اللي يستوي وياها؟؟ ما حست انه اختها مب شرات باجي اليهال؟؟ ليلى كانت حاسة بكل شي وساكتة.. مب عشانها ولا عشان كلام الناس.. بس لأنها كانت متأكدة انه هاي مرحلة وبتعدي.. وانه اختها وايد حساسة وكل ما تكبر اكثر بتقوى اكثر وبتخف عزلتها وبيتلاشى حزنها.. كيف تجرأ واتهمها بإنها تفكر بنفسها وبس.. كيف عقب ما ضحت بكل شي عشانهم يجحد هالشي من أول موقف تخالفه ليلى في رايه..؟

حطت ليلى ايدها على قلبها وهي تحس به ينعصر من الالم وسارت غرفتها بسرعة عشان تفرغ شحنة الدموع اللي تيمعت في عيونها..

وأول ما صكت هي باب غرفتها طلع مايد من غرفته وهو لابس ثياب الرياضة.. خلاص من كثر ما هو مقهور كان مب قادر يرقد.. وقرر يطلع يركض في الفريج شوي يمكن يخفف من حدة الغضب اللي في داخله

.

.



يوم بعد يوم، كانت التهديدات تكثر من حواليه.. والخوف من السجن والافلاس يخنقه من كل صوب.. الكل يطالبه بالبيزات اللي استلفها منهم.. الاصدقاء اللي كان يلعب وياهم القمار يوميا.. هم نفسهم اللي يطالبونه بمبالغ خيالية الحين وماسكين عليه مستندات تثبت انه رهن لهم واحد من فنادقه وبيته والارض اللي كان مخلنها عشان يبني عليها بيت لافي يوم بيقرر انه يعرس.. هذا هو الشي اللي ما قدر يخبر به أي شخص للحين.. انه كان مدمن على القمار وللحين ما يقدر يودره.. كان شاك انه مرته تعرف بالموضوع لأنه خلاص انفضح.. بس هي للحين ما واجهته بأي شي لحسن حظه..

من جهة ثانية كانت البلدية اطالبه بالغرامات المالية اللي لازم يدفعها عشان يردون يبطلون فنادقه.. ومن دون هالفنادق علي بن يمعة ما عنده أي مصدر ثاني للمال.. والعمال والموظفين اللي كان كافلنهم عشان يشتغلون في الفنادق كلهم يتريون رواتبهم اللي من شهرين ما اندفعت..

كان يالس في غرفة المكتب في البيت وهو خلاص يحس انه انتهى.. ماله أي امل في النجاة الا بنته ياسمين.. هي الوحيدة اللي تقدر تنقذه من الغرق في الديون.. هي اللي تقدر تنتشله من الورطة وتسدد عنه كل شي ببيزات ريلها.. حتى لو كان جاسي وياها الحين.. وحتى لو كرهته اليوم.. باجر بتنسى وبترد تحبه.. هي تعرف انه يموت فيها وتعرف انه مستحيل يرفض لها طلب.. وانه ما يبا الا سعادتها.. بس يوم المسأله تخصه هو وتخص سمعته ومكانته بين رجال الاعمال والناس اللي يعرفهم.. ما كان عند علي بن يمعة أي مجال للتفاهم والدلع.. كان لازم تساعده.. لازم.. وتبديه بعد على ريلها.. لأنه في النهاية أبوها وهو اللي رباها هالسنين كلها وصرف عليها من دم قلبه..

من واجبها انها تساعده.. وهو متأكد اميه بالامية انه ياسمين ما بتقصر وياه!

.

.

.

الساعة خمس العصر، طلعت موزة من بيتهم ويا اختها لطيفة ووصلهن أبوهن عند ليلى قبل لا يسير المستشفى يشوف عبدالله.. موزة اتصلت بليلى قبل شوي عشان تخبرها انها يايتنها الحين ولاحظت انه صوتها تعبان.. طبعا ليلى ما قالت لها شو فيها بس موزة حست انها متظايجة وكانت تبا تيلس وياها بروحهن عشان تعرف شو السالفة.. وأول ما نزلت من السيارة قالت لاختها: " لطووف.. عاد لا اتمين لاصقة فيه انا وليلى.. أنا احس بها ظايجة وابا اعرف شو فيها.. ويوم بتشوفج ويانا مستحيل تخبرني.."

لطيفة: " يا سلام!! حظرتج يوم ما تبيني ايلس وياج جان خبرتيني.. بتم في بيتنا!! "

موزة: "اففف والله انج هبلة.. !! أقول لج ليلى ظايجة وابا اعرف شو فيها.. انتي شوفي لج عذر واطلعي عنا"

لطيفة: "وين اطلع؟؟ شو بيتنا هو؟؟ موزوه انتي تخبلتي؟"

اطالعتها موزة بحقد وردت لها لطيفة النظرة وطلعت لها لسانها وهي تبتسم.. وتتلفت حواليها.. كانت مستانسة انها في نفس البيت اللي فيه مايد.. وفي نفس الوقت كل ما تتذكر ياثوم وسالفتها وياه تحس بالذنب وتقول في خاطرها الحين لو درى مايد شو بيقول عني؟؟ كانت حاسة بالذنب بس بعد ما قدرت انها ما تحس بالاثارة والفرح وهي تتمشى في حديقة بيتهم الحلوة.. بس يا ترى مايد وينه الحين؟ هني ولا طالع ويا ربعه؟؟ اليوم الاربعا.. اكيد طالع ويا ربعه.. في العين مول ولا في شارع خليفة..

تذكرت لطيفة عليا وحست بكآبة.. هي ليش تفكر فيه أصلا؟؟ مايد يحب عليا وهالشي هو أول واكبر حاجز بينها وبينه.. تنهدت وردت تتلفت في أرجاء المكان.. ولمحت من ورا أغصان شجيرات الياسمين الكثيفة شخص مريح ريوله على واحد من كراسي الخيزران القمحية المنتشرة في الحديقة.. ومشت بسرعة قبل اختها موزة عشان تشوف منو هالشخص.. بس موزة يرتها من ايدها واطالعتها بنظرة وهي تقول لها:" ايييه اييه.. وين طايرة؟؟ "

استحت لطيفة وضحكت بتوتر وقالت: " سوري.. سرحت وتحريت عمري في بيتنا"

موزة: "هههههه يالعبيطة !!"

لطيفة (وهي تحاول انها ما تمشي بسرعة) : "جب انزين.."

يوم تجدمت هي وموزة ووصلوا عند باب الصالة.. حاولت لطيفة انها ما تلتفت وتشوف منو هالشخص بس ما قدرت.. ويوم التفتت حست انه قلبها بيوقف وتجمدت نظراتها على مايد اللي كان لابس شورت للركبة وفانيله بيضا وماد ريوله ع الكرسي الثاني اللي جدامه ويالس يقرا الجريدة وشكله منمدج فيها.. اطالعت لطيفة ملامح ويهه ولاحظت انه عاقد حياته وحلجه مستوي خط رفيع من كثر ما كان راص على شفايفه.. يا ترى ليش معصب هالكثر؟؟ معقولة يكون متزاعل وياها؟؟

قبل لا تلقى أي اجابة على سؤالها، يرتها اختها موزة داخل الصالة وهي تهزبها بصوت واطي: " بلاج جي مبحلقة في الصبي؟؟ لطوف شو ياج؟ لو رفع عينه وشافج شو بتسوين؟؟"

لطيفة استوى ويهها طماطة وما عرفت شو تقول وهي اطالع اختها بخوف.. وفي الاخير قالت: " انا؟؟ ما اعرف!!.. ما انتبهت اني اطالعه والله موزووه!!"

موزة: "انتي شي بلاج اليوم.. مول مب طبيعية لطوف.. كل شوي تسرحين.. !"

لطيفة: "احاتي الدراسة والله.."

موزة: "انسي الدراسة شوي.. ع الاقل لين ما نرد البيت.."

لطيفة: " اوكيه.."




مايد حس بهن يوم تقربن من باب البيت بس ما رفع عينه عن الجريدة عشان يشوف منو اللي ياي.. كان يعرف انهن ربيعات ليلى بس ما كان له بارض ينش من مكانه ويسير ييلس في مكان ثاني عشان خاطرهن.. مزاجه كان معتفس وفي أي لحظة ممكن ينفجر ويهزب أي شخص يتجرأ ويرمسه.. وعقب نص ساعة حط الجريدة على الطاولة ودخل البيت وسار غرفته فوق.. وهو داخل غرفته، كان يسمع صوت الضحك من غرفة ليلى وفي داخله ارتاح واستانس شوي لأنه ليلى كانت تضحك.. ع الاقل ربيعاتها بيعدلن مزاجها وما بتم مظايجة منه..

في غرفة ليلى، كانن مريم وموزة ولطيفة وليلى يالسات يسولفن ويضحكن.. ولطيفة كل شوي تخبرهم بموقف استوى لها في المدرسة ويا المدرسات وليلى بتهلك من الضحك عليها وعلى سوالفها..

لطيفة: " والله هاي ابلة الفيزيا تحفة.. يت تراقب علينا في امتحان نص السنة.. وأول ما دخلت صكت الباب وقالت لنا (اعملوا اللي انتو عاوزينه).. وخلتنا نغش على كيف كيفنا ويوم يت الأبلة تقرا لنا الاسئلة وشافتنا ماخذات راحتنا في الغش احتشرت علينا ونشت ابلة الفيزيا بكل براءة وهي تقول (أنا أولت لهم ما تغشووش وبطلوا الحركات دي بس دولا ما بيسمعووش الكلام!!) .. تخيلوا!! شو هالجذب!! .. "

مريم: " ههههه لا يكون هي نفس ابلة الفيزيا اللي مدرستني..؟؟ شو اسمها؟؟ أبلة ******؟"

لطيفة: "هييييييييه.. هي هاذي!!.. "

مريم:" هههههههه والله عرفتها من وصفج لحركاتها.. هاي من يوم يومها جي.. بس توقعتها خلاص تقاعدت هاي عيووز..!!"

لطيفة: " وين تتقاعد ؟؟ هاي شكلها ناوية تعمر في المدرسة.."

موزة: " ما اعرف ليش هالدينصورات مخلينهن في المدارس للحين.. رغم انهن اشتغلن فوق ال 15 سنة في التدريس.. وبنات البلاد حليلهن مب محصلات شغل ويالسات في البيت!"

ليلى: " كل اسبوع يكتبون في الجرايد عن هالموضوع ويحطون هالاحصائيات والبطالة انتشرت في كل مكان ومحد مسوي شي.."

تمللت موزة من السوالف وهي اصلا كانت متحرقصة تبا تعرف شو سالفة ليلى اللي رغم انها كانت تضحك بس كان مبين عليها انها متظايجة.. وقالت لمريم وهي تبتسم: " مريم وين شمسة؟؟"

مريم: " راقدة في غرفتي.. فديتها امس مول ما رقدت طول الليل وهي تصيح.."

موزة: "فديت روحها..!! تولهت عليها وايد.. بسير اشوفها عقب.. "

مريم: "اذا تبين تشوفينها الحين بييب لج اياها هني.."

موزة:" لا لا مب لازم.. بس لطوف خاطرها تشوفها من كثر ما ارمس عنها جدامها.."

فهمت لطيفة النغزة وقالت لمريم: "هيه فديت روحها انا شفت صورها عند موزان وبمووت ابا اشلها كتكووتة ما شالله عليها.."

ابتسمت مريم بفخر جنه اللي يرمسون عنها بنتها مب بنت ياسمين وقالت للطيفة وهي توقف:" تعالي ويايه وانا بخليج تشلينها وتلاعبينها بعد.."

وقفت لطيفة واطالعت موزة وهي تبتسم وقالت: " فديتج الريم ما تقصرين.. وبالمرة بعد ابا اشوف البوم عرسج.. "

استانست مريم وقالت وهي تطلع وياها من الغرفة: " اوكيه.. وبراويج بعد صور نيويورك.."

لطيفة: "الله وناسة!!.. ريلج محد صح؟"

صكت مريم الباب وراها وما سمعت ليلى ولا موزة شو ردت على لطيفة..





وأول ما تمن هن الثنتين بروحهن داخل التفتت موزة لليلى وقالت لها : " ياللا خبريني"

ليلى: "بشو؟"

موزة: "عن الاستهبال ادري بج مظايجة ومتأكدة انه في شي استوى اليوم لأنه امس مزاجج كان top واليوم فجأة اعتفس جي من دون سبب؟؟"

ابتسمت ليلى وقالت وهي تنزل عيونها وتلعب باظافرها: " مافيني شي غناتي .. بس بروحي حاسة بظيج .. يمكن من يلسة البيت.."

موزة: " عيني في عينج؟؟"

اطالعتها ليلى وضحكت يوم شافت موزة تبحلق فيها.. وقالت: " يعني لازم يكون مستوي شي عشان اتظايج؟؟ انتي ما تمر عليج ايام تكونين مظايجة فيها من دون أي سبب؟؟"

موزة: " امبلى اكيد.. بس عاد انا هالمرة حاسة انه في سبب لظيجج.."

تنهدت ليلى وقالت وهي تنش وتوقف عند الدريشة: " بصراحة هيه.."

اقتربت منها موزة وحطت ايدها على جتف ربيعتها وقالت: " خبريني..صدقيني بترتاحين.."

ليلى: " مايد.. مايد جرحني اليوم بطريقة ما كنت اتخيلها ابد.."

انصدمت موزة: "مايد؟؟؟ .. مستحيل.. مع اني ما جد يلست وياه بس احس انه اكثر واحد يحبج ويحترمج من بين اخوانج كلهم.."

ليلى: "أدري.. وهذا اللي معور لي قلبي.. موزوه انا ما اروم اخبرج بسبب الخلاف اسمحيلي.."

موزة: " عادي فديتج .. كل بيت وله خصوصياته وانا ما اتوقع منج تخبريني بكل صغيرة وكبيرة تستوي هني"

ليلى: " تسلمين غناتي.. المهم اني اختلفت وياه على شي.. وتم يزاعج عليه وقال لي اني انانية وما افكر الا بنفسي وبس.. موزة هالشي وايد جرحني!!.. ما تتخيلين شكثر حسيت اني غريبة عنه.. انا ما ابا امن عليه باللي سويته عشانه وعشان اخواني كلهم.. بس شي يحز في الخاطر يوم انه اقرب الناس لج يعاملج بهالاسلوب.."

كانت موزة تسمعها وتشوف الدموع وهي تتيمع في عيونها واول ما حست انها بتصيح لوت عليها وعلى طول ردت ليلى تصيح بس هالمرة بهدوء وقالت لها موزة عشان تهديها: " بس حبيبتي لا تظايجين بعمرج.. أنا متأكدة انه مايد الحين متظايج شراتج ويمكن أكثر بعد.. انتي تعرفين انج ما تهونين عليه واكيد ما كان يقصد اللي قاله.. خلاص عاد بطلي صياح.."

هزت ليلى راسها ومسحت دموعها اللي كانت تنزل غصبن عنها.. ما تعرف شو فيها هاليومين بس كل كلمة وكل نظرة تجرحها وتخليها تصيح.. يمكن بعده الحلم اللي حلمته من كم يوم مأثر فيها ..

ابتسمت ليلى وهي تتذكر الحلم.. وتتذكر انه اول شخص لجأت له في هاذيج الليلة كان مايد.. تتذكر انه ما قصر وياها ابد وتم يالس وياها لين ما رقدت.. كل هذا يا في بالها الحين وهي تفكر في الموضوع وعشان جي حست بالهدوء وهي تقول في خاطرها انه موزة معاها حق.. أكيد مايد ما كان يقصد انه يجرحني.. !

موزة (وهي تبتسم وترد خصلات من شعر ليلى القصير ورا اذنها) : "ياللا انسي هالسالفة الحين وخلينا نرمس في سالفة ثانية.. خبريني.. شو ناوية تصورين للمعرض؟؟"

ابتسمت ليلى لربيعتها وتمت تراويها الportfolio اللي كانت مسوتنه للمعرض.. وتمن يسولفن ويسولفن لين ما نست ليلى سالفة مايد نهائيا..

.

.



.

في غرفة مريم، كانت لطيفة ذايبة في ملامح شموس البريئة والهادية.. شموس كانت راقدة مثل الملاك ولطيفة كل ما صدت عنها مريم الصوب الثاني كانت تهزها عشان تنش وتلاعبها.. بس للأسف شموس تمت راقدة وما رامت لطيفة تشلها.. بس كانت تطالعها بحسرة وهي خاطرها تحببها وتشوف ابتسامتها وعيونها..

طلعت مريم البوم العرس والبوم شهر العسل.. وعقب تفكير طلعت كم صورة من البوم شهر العسل وردتهن في الدرج وعقب يابت الالبوم عشان تشوفه لطيفة.. ويلست وياها على الlove seat اللي كان مجابل الدريشة وتمت تراويها الصور وهي تعلق على كل صورة..

لطيفة حضرت العرس وتذكر كيف كانت مريم جميلة والكل انبهر بملامحها الهادية وفستانها اللي كان اسطوري في تصميمه ولونه العاجي.. وتذكر لطيفة انها تخبلت على طرحتها الطويلة اللي كانت من الدانتيل.. بس رغم هذا كانت تطالع الصور وكأنها اول مرة تشوف مريم ومحمد.. فعلا اشكالهم كانت تجنن وكانوا وايد يناسبون بعض.. محمد كان وايد وسيم وعيونه الناعسة تشابه وايد عيون مرته..

مريم كانت تراويها الصور وتبتسم بسعادة وهي تتذكر هاذيج اللحظات الحلوة اللي مرت عليها وهي تتصور وياه.. كانت تتذكر نظراته لها وكيف كانت هي مستحية منه وخايفة من مستقبلها وياه.. بس الحين حست مريم انها فعلا كانت سخيفة وخوفها ماله داعي.. لأنها لو لفت الدنيا كلها مستحيل تحصل ريال اطيب واروع من ريلها محمد..

خلصت مريم من البوم العرس وابتدت تراوي لطيفة البوم شهر العسل.. ولطيفة مستانسة على الصور وتحاول تشوف الشبه اللي بين محمد ومايد.. بس للأسف ما كانوا يتشابهون بالمرة..

لطيفة (بعفوية وجرأة المراهقات) : " مريوم ريلج غاوي.."

مريم: "ههههههه.. هييه اعرف!"

لطيفة: " وايد يشبه ليلى.."

مريم: "هممم.. هيه محمد وليلى يشبهون امهم الله يرحمها.. اما الباجين كلهم يشبهون ابوهم.."

لطيفة (بخبث): " اللي هم أمل وسارة ومنو؟؟"

مريم: " وخالد ومايد.. "

لطيفة: " مايد اللي في الروضة صح؟"

مريم: "ههههههههه لا لا .. وين في الروضة؟ هذا خالد .. مايد ريال السنة الياية ثانوية عامة"

لطيفة: "أوووه يعني قدي.."

مريم:" هيه والله انتي بعد في ثاني ثانوي..!"

لطيفة:" وانتي عادي وياهم ولا متظايجة لأنه شي رياييل في البيت.؟؟"

مريم: "لا بالعكس.. وايد احبهم وخصوصا مايد.. وايد احترمه.. ماشالله عليه رغم صغر سنه بس وايد حنون على خواته ووايد يحترم الشخص اللي يتعامل وياه.."

ابتسمت لطيفة وهي مستانسة انه محادثتهم اتجهت للموضوع اللي هي تحبه " مايد" وتمت مركزة على كل كلمة تقولها مريم عنه وهي في خاطرها اتم ترمس عنه العمر كله..

.

.



.

" ليلوه ارمسي بس لا تتحركين مب عارفة اضبط عيونج كل شوي ترمشين بهن"

ابتسمت ليلى وقالت: "ان شالله عمتي ما بحركهن"

موزة: " هيه جي اباج.."

كانت ليلى يالسة مجابل ربيعتها وتسولف لها وموزة ميودة دفتر ويالسة ترسم ويه ليلى بالقلم الرصاص.. كانت الرسمة تقريبا مخلصة بس باجي تعدل في العيون والحلج.. وليلى كل شوي تتذكر سالفة وتشهق وتخبر موزة وموزة تحرج عليها تباها تيلس مثل ما هي وما تغير ملامح ويهها!

ليلى: " والله والله اخر مرة موزوه بس ابا اخبرج بهالسالفة.."

موزة (وعيونها على الرسمة اللي ترسمها): " سالفة شو انسة ثرثارة؟؟"

غمزت لها ليلى وهي تبتسم وقالت : " ترى السالفة عن مبارك "

ضغطت موزة على القلم الرصاص بقوة على الورقة لدرجة انها انقصت عند المنطقة اللي كانت تعدل فيها.. وتنفست بعمق عشان ما ترد على ليلى بعصبية وقالت وهي تصطنع الهدوء: " واذا كانت السالفة عن مبارك؟؟ شو يخصني انا؟"

ليلى : "لا والله؟؟ تسوين عمرج مب مهتمة؟؟ والله بتموتين عشان تسمعين اخباره بس انا بستوي شريرة وما بخبرج.."

موزة (وهي تبتسم ابتسامة صفرا): " ليلوه ياللا عاد .. إذا عندج شي قوليه.."

ليلى: " هههههه يا ربيييييييه كيف تنرفزت.. كل ها عشان يبت طاري مبارك؟؟ انزين كم تدفعين؟؟"

موزه: "أففف.. ليلوه عن السخافة قولي اللي عندج وخلصينا!!"

ليلى: " أويييييييه بتاكلني!!.. موزووه ارمسي شوي شوي عن افرج بهالموبايل .. امممم اوكيه بخبرج.."

نزلت موزة الدفتر من ايدها لأنها كانت ترتجف واستغربت وايد من عمرها .. ليش معصبة هالكثر؟ وليش اعتفس مزاجها اول ما سمعت اسمه؟؟ مب هي قايلة بتشله من بالها خلاص؟؟ والحين من اول مرة تسمع فيها اسمه ردت لها كل المشاعر مرة ثانية! كانت تحس بعمرها مهووسة فيه.. وهالشي يخليها تنقرف وايد من نفسها..

اطالعت موزة ليلى وقالت لها: " ياللا خبريني يختي.."

ليلى: " هذاك اليوم ياني محمد ويلس يسولف ويايه.. وانتي تعرفين انه محمد ما يداني مبارك.."

موزة (بملل): " هيه خبرتيني.."

ليلى (وهي تبتسم بإثارة) : "أوكيه.. ياني وقال لي ليلوه تصدقين انا كنت ماخذ فكرة غلط عن الريال ومبارك طلع ريال شهم وفنان ومافي منه ويلس يتمدح فيه ساعة كاملة.."

موزة: "سبحان مغير الاحوال! شو اللي خلاه يغير رايه فيه بهالسرعة؟"

ليلى: " صخي بخبرج بكل شي!!"

موزة (وهي تبتسم غصبن عنها): "خبريني!"

ليلى: " كان محمد ساير ويا مبارك المكان اللي شركة عمي عبدالله تبني فيه وحدة من البنايات.. وكانوا يطالعون العمال هناك.. وفجأة طاحت حديدة من فوق وكانت بتطيح على محمد لولا انه الله ستر ومبارك دزه بعيد عنها.."

حطت موزة ايدها على قلبها وسألت ليلى باهتمام: " ومبارك شو استوى به؟؟"

ليلى: " طاع السبالة!! ولا سألتني شو استوى باخويه محمد.. على طول سار تفكيرها عند مبارك.."

موزة: "اوووه ليلوه لو محمد استوى به شي بتخبريني من قبل.. بس الحمدلله ماياه شي.. مبارك شو استوى به ياللا عاد قولي!!"

ليلى: "الحديدة طاحت على ايده.."

شهقت موزة وعفدت ع الشبرية عند ليلى وقالت لها بخوف: "أحلفي!! فديت روحه والله ما يستاهل!!.. وايد تعور؟؟"

ليلى: "لا لا .. لا تحاتين عادي حتى محمد قال لي انه يروم يسوق موتره بروحه.. يعني الاصابة مب خطيرة."

تنهدت موزة براحة وقالت: "الحمدلله.. والله طيحتي لي قلبي ليلوه!!"

ابتسمت ليلى لربيعتها وقالت: " فديت قلبج والله.."

موزة: "فداج عدوج حبيبتي.. "

تمددت موزة على الشبرية وتمت تطالع سقف الغرفة وهي تفكر بشي يدور في بالها.. وحست ليلى انه ربيعتها فيها شي وسألتها: " موزووه؟؟ شو بلاج؟"

موزة: "أفكر.."

ليلى: "بشو؟؟"

موزة: "مبارك.."

ابتسمت ليلى وسألتها بدلع: " وشو اللي تفكرين به بالضبط؟؟"

اطالعتها موزة بنظرة حادة وقالت بالضبط شو اللي كان في بالها في هاللحظة : " كنت افكر لو خطبج مبارك بتوافقين؟"





انصدمت ليلى من سؤالها واحمر ويهها واخضر من الصدمة وتمت مبطلة حلجها وهي مب مصدقة انه موزة سألتها هالسؤال.. وعلى طول حست بالذنب بسبب أفكارها عن مبارك طول الايام اللي طافت وارتبكت وما عرفت شو تقول.. عشان جي صدت بويهها الصوب الثاني وقالت وايدها على قلبها: "شو هالسؤال الغبي؟"

يلست موزة واطالعت ربيعتها اللي كانت عاطتنها ظهرها وقالت: "انا ما اشوف انه سؤال غبي.. بالعكس.. هذا شي وارد.. مبارك ربيع عمج.. وشافج اكثر من مرة وانتي حلوة وصغيرة.. ليش ما يفكر انه يخطبج؟"

تنفست ليلى بعمق وقالت وهي تمشي في الغرفة بدون ما تطالع ربيعتها: " عن السخافة موزوه انتي تعرفين انه هالشي ما بيستوي .. ومبارك تعامله ويايه كان جدا رسمي.. اوكيه؟"

موزة (ببرود): " إنزين ليش مب قادرة تحطين عينج في عيني؟"

وقفت ليلى في مكانها واطالعت موزة بتحدي وقالت: " موزة شو ياج؟ ليش ترمسيني بهالبرود؟"

موزة: "لأني حاسة انج تخبين عني شي!"

ليلى: " وانا حاسة انج انتي اللي مب طبيعية من كم يوم!"

ضحكت موزة باستخفاف وقال: "إنتي ما تشوفين عمرج!! كله ساكتة وسرحانة وما عندج طاري الا مبارك!"

انقهرت ليلى منها وقالت بعصبية: "الحين هاي يزاتي يوم اني اييب لج اخبار مبارك؟؟ والله ما عرفت لج موزووه.. لو ما قلت لج بتقولين خشيتي عني اخباره صح ولا لاء؟؟"

موزة: "وانا شو دراني انج مب خاشة عني شي؟؟"

موزة كانت خلاص تفور من داخلها وقررت انها اطلع كل شي الحين وهني في هالمكان.. تعبت خلاص من شكوكها ومن هواجسها وكان املها الاخير انه ليلى اطمنها وتخبرها انه مبارك ما يعني لها شي.. كانت تبا ترتاح.. ولو انها تعرف انه مبارك مستحيل يكون لها بس بعد كانت تبا تطمن انه مستحيل يكون لليلى.. لأنه هالصداقة مستحيل تستمر اذا ارتبطت ليلى بمبارك في يوم من الايام..

موزة: "ليش ساكتة؟ خبريني.."

اطالعتها ليلى بنظرة حادة وقالت: "إنتي الظاهر انج تخبلتي!"

موزة: "لا انا ما تخبلت.. أنا ارمس بكل هدوء وعقلانية.. ليلى قولي لي .. في شي بينج وبين مبارك؟ أرجوج بس اباج تريحيني وتجاوبين على هالسؤال بكل صراحة!"

ليلى خلاص فقدت اعصابها وقالت بصوت عالي: "ما أسمح لج ابدا انج تلمحين مجرد التلميح لهالشي.. محد كثرج يعرفني موزووه.. مب قادرة اصدق انج انتي تفكرين فيه كإنسانة مشكوك في أخلاقها"

احمرن خدود موزة من كثر ما كانت معصبة وقالت: "أنا ما شككت في اخلاقج واعرف انج محترمة ومربايه زين.. انا بس حبيت انبهج .. لأني مابا اخسرج ليلوه.. بس في نفس الوقت مب قادرة احط حد للظنون اللي تاكل قلبي..وانتي تعرفين معزتج عندي ومستحيل ابدي أي شخص ثاني عليج.. بس اللي احس به مب شويه"

ليلى (وهي تحس انها متلخبطة ومشاعرها متظاربة): " شو اللي تحسين به قولي لي؟؟"

موزة : " مب مهم... وع العموم سواءا كان بينج وبينه شي ولا لاء.. فما اعتقد انج بترومين توافقين عليه.. تعرفين ليش؟؟"

مررت ليلى ايدها اللي كانت ترتجف في شعرها وقالت وهي تتنفس بصعوبة: "ليش؟؟"

موزة: "لأنه الناس كلهم بينقدون عليج .. محد بيتم ما بيرمس وبيقول هاي ليلى .. ودرت الرياييل كلهم وخذت الريال اللي جتل امها وابوها وخطيبها!"




حست ليلى بدوخة وهي تسمع الكلمات تنساب من بين شفايف ربيعتها.. كانت تحس انها في كابوس.. مستحيل اللي سمعته من موزة يكون هو الصدق.. مستحيل.. !! مبارك ربيع عمها وعمها ما بيرابعه لو درى انه هو السبب في موت امها وابوها.. لا ..لا.. موزة جذابة..!

ليلى: "إنتي جذابة!!"

موزة (وهي تتنهد بتعب): "أنا مب جذابة.. هذا هي الحقيقة يا ليلى.. مبارك كان في السيارة الثانية اللي اصطدمت بسيارة خطيبج الله يرحمه.."

غمضت ليلى عيونها وهي تحس باشمئزاز فظيع من موزة .. وقالت بصوت واطي: "بس .. بس موزوه ما ابا اسمع شي.."

موزة (وهي تطالعها بألم): "ليلى لازم تسمعيني.. وتتقبلين اللي بقول لج اياه لأنه هذا هو الواقع"

ليلى (بصوت عالي): "مابا اسمع شي!!!"

موزة نزلت عيونها عن ربيعتها وقالت : "انا بروح.."

اطالعتها ليلى بنظرة حادة وقالت والدموع تنزل من عينها: "سوي اللي تبينه!!!"

وقفت موزة تطالعها بذهول وعقب لبست عباتها وشيلتها وشلت نقابها في ايدها وطلعت من غرفة ربيعتها.. وعلى طول ركضت ليلى الحمام ويلست ترجع بعنف وبقوة وهي حاسة انه خلاص روحها بتطلع.. كانت الصدمة قوية جدا عليها وما رامت تتحملها ولا تتحمل فكرة انه موزة هي اللي خبرتها بهالخبر الفظيع.. وبالذات الحين وهي تعرف انها أصلا متظايجة.. بس اللي صدمها اكثر انه مبارك.. الإنسان اللي كانت تحترمه وتعزه بشكل كبير.. وتفكر فيه طوال الاسابيع اللي طافت هو نفسه الانسان اللي حرمها وحرم اخوانها من اغلى الناس على قلوبهم.. وحرمها هي من حميد.. !

موزة طلعت من عند ليلى وتمت واقفة في الممر وهي تنتفض.. وعقب ما حست انها تروم تتحرك، مشت ونزلت تحت وتمت واقفة في الصالة وهي مب عارفة وين قسم محمد ومريم.. وفي هاللحظة دخلت سارة الصالة وابتسمت لموزة بخجل وغصبت موزة عمرها انها ترد لها الابتسامة وسألتها: "سارونه حبيبتي وين غرفة مريم؟؟"

اشرت لها سارة على الممر اللي على اليمين وقالت: "هناك.. تبينها؟؟ أزقرها لج؟"

موزة: " هيه.. ازقريها .. قولي لها اني اباها هني في الصالة.."

ابتسمت سارة وقالت لها: " ان شالله.." وركضت لغرفة مريم عشان تزقرها وعقب شوي طلعت مريم ووياها لطيفة اللي انصدمت يوم شافت موزة يالسة في الصالة..

موزة: "مريم حبيبتي عادي تخلين دريولكم يوصلنا البيت؟ لأنه ابويه مشغول.."

مريم : " بس انتوا ما يلستو! ليلى قالت لي انكم بتتعشون هني.."

موزة (وهي شوي وبتصيح بس ميودة عمرها ): "ليلى مصدعة ورقدت وانا تذكرت انه عندي شغل في البيت لازم اخلصه عشان جي احسن نروح.."

لطيفة: "موزووه شو فيج؟؟ انتي تعبانة؟"

موزة (بعصبية): "ما فيني شي!!.. مريم الله يخليج.. ممكن؟؟"

مريم: " هيه افا عليج.. ثواني بس بتصل بإشفاق عشان يشلكم.."

سارت مريم صوب تيلفون الصالة عشان تتصل بالدريول وتمت لطيفة واقفة تطالع اختها باستغراب.. شو اللي استوى بينها وبين ليلى وخلاها تطلع عنها وتروح بهالسرعة؟؟ أكيد شي جايد لأنه موزة كانت مبوزة وكل شوي ترمش بعيونها عشان ما تصيح .. وقررت لطيفة انها تسوي لها تحقيق اول ما ترد البيت.. لازم تعرف شو اللي استوى من بينهن!

.

غرربه
02-05-2013, 07:12 PM
عقب المغرب، كانت ياسمين حاسة بعمرها خلاص بترقد وهي تراقب ربيعتها نهلة اللي كانت تتشرى من الانترنت.. ياسمين طلبت من نهلة تي عندها البيت عشان تتسلى وتطلع من مزاجها الأسود، بس نهلة زادت من كآبتها ومللها لأنها من أول ما يت عندها وهي مجابلة الكمبيوتر ..

نهلة: " ياسمين تعالي شوفي هالتنورة.. والله تجنن!!.. شو رايج اخذ لي وحدة ولج وحدة.."

نشت ياسمين عن الشبرية واقتربت من الكمبيوتر وقالت: " خذي لي الزرقا وانتي خذي لج السودا.."

نهلة: "يا سلام!! .. شمعنى انا تعطيني السودا؟؟"

ياسمين (وهي ترد تنسدح ع الشبرية وتغمض عيونها بكسل) : "لأنه ماشي الا لونين وانا ما اباج تلبسين نفس اللون اللي بلبسه!"

نهلة: "مب جني انا اللي بدفع؟؟ يعني انتي مالج شور في الموضوع.. بس لأني كريمة وما تهمني خرابيط اليهال هاذي باخذ لج الزرقا.."

ياسمين (باستخفاف): "هه!!"

نهلة: "هه في عينج يا حمارة.."

نشت ياسمين بملل ويلست تتعبث بعطورها ومكياجها وتمت تجرب الالوان على ويهها وفجأة خطرت ببالها فكرة وقالت: "نهلووه؟"

نهلة (وهي تلبس نظارتها وتركز على الشاشة): "همم؟؟"

ياسمين: " لو طلبت منج تساعديني في شي مهم .. بتساعديني؟"

نهلة: "وانا من متى رفضت لج طلب او قلت لج لاء.. أكيد بساعدج.."

ابتسمت ياسمين: "فديتج والله.. انتي وايد طيبة .."

نهلة: "أدري.. شو عندج الحين؟"

ياسمين: "امممم.. أبا ابيع فلتي.."

نهلة (باهتمام): " أي فلا؟؟"

ياسمين: "اللي في جميرا.."

نهلة: "خلاص نقلتي الملكية باسمج؟"

ياسمين:" هيه.. نهلة صدق ابا ابيعها .. اسألي خطيبج اذا يعرف حد ممكن يشتريها.."

نهلة: " وليش ما تخلين ابوج يدور شراي؟"

ياسمين: "لا لا .. ماابا ابويه يعرف بالموضوع.."

استغربت نهلة وقالت وهي تقترب من ربيعتها: " وليش ما تبينه يعرف؟"

ياسمين:" بس جي.. وايد مقهورة منه.. وماباه يساعدني.."

نهلة: "اففف .. انتي وكرامتج هاي اللي دوم توهقج.."

ياسمين (وهي طفرانة): " بتساعديني والا لاء؟؟"

نهلة: " بساعدج.. أكيد بساعدج.. بس بيني وبينج. انا ما اباج تبيعينها"

ياسمين: "وليش ان شالله؟"

نهلة: "لأني انا اباها.."

انصدمت ياسمين وقالت: "انتي من صدقج ترمسين؟"

نهلة: " هيه والله.. الفيلا روعة وما عليها كلام.. وانا من زمان ودي اسكن في جميرا.. وكنت انا وخطيبي ندور لنا فيلا جاهزة نشتريها بدل لا نبني ونتريا كم سنة لين ما يخلص البنيان .. وبعدين فلتج مفروشة والاثاث من ايطاليا.. شو ابا اكثر من جذي؟"

ابتسمت ياسمين بسعادة وقالت: "فديييتج نهلووه والله انه هالفلا غالية على قلبي وما ودي ابيعها وكنت وايد مقهورة اني بسلمها لشخص غريب.. بس الحين خلاص ارتحت وصدق اتمنى انها تكون من نصيبج..!!"

نهلة: "اسمعي انا ما اضمن لج انه خطيبي يوافق.. لازم ارمسه في الموضوع واشوف ردة فعله.."

ياسمين: "خذي راحتج حبيبتي بس بعد لا تبطين عليه.. وتراني ابا المبلغ كاش!"

نهلة: " اوكيه بس عاد راعينا في السعر شوي.."

ياسمين: "اكيد حبيبتي لا تحاتين من هالناحية.."

نهلة: " اليوم برمسه بالموضوع وبرد لج خبر.."

تنهدت ياسمين براحة وقالت: "خلاص.. بس مثل ما قلت لج.. مابا أي حد يعرف بالموضوع.."

نهلة: "أفا علييج.. ربيعتج بير!"

باستها ياسمين على خدها وتمت تفكر وهي مستانسة .. أول خطوة في خطتها تنفذت خلاص وما باجي لها الحين الا انها تصبر شوي ومن تقبض البيزات بتبدا الخطوة الثانية..

.

.


.

غرفة فواغي في المستشفى كانت مزدحمة ع الاخر من الحريم، أمها كانت موجودة وعمتها وخواتها وخوات ريلها .. هذا غير مزنة اللي فواغي للحين ما تعرف كيف دخلوها هني! وحمدان حليله أول ما شاف هجوم الحريم على مرته استحى وطلع بكرامته قبل لا تروغه أمه .. الاجواء في الغرفة كانت حلوة وصوت الضحك والسوالف ينسمع من برى.. وفواغي كانت رغم تعبها مستانسة وايد وهالوناسة مبينة على ويهها اللي كان يشع بنور ووهج غريب..

بس مهما كانوا مستانسين ، مستحيل حد يوصل لمقدار السعادة اللي كانت مزنة تحس به في هاللحظة.. وهي تحس لأول مرة بمعنى انها تكون أخت.. وأخت عودة بعد.. كانت دوم تتمنى يكون عندها اخوان واخوات مثل سارة وأمل.. ناس تقدر تكلمهم في البيت وتلعب وياهم.. والحين تحقق لها هالحلم يوم امها ربت ويابت لها هالكتكوت.. بس مزنة كانت محبطة شوي لأنه اخوها شكله مول مب حلو.. وما خلت هالشي في خاطرها وقالت لأمها: " ماماه.. ليش جي شكله؟؟ "

اطالعتها فواغي باستغراب وقالت: " شو بلاه شكله حبيبي؟؟"

مزنة:" ما اعرف.. مب حلو!!.. جنه سحليه!"

ضحكن الحريم على مزنة وتمن يتفدنها الا صالحة اللي هزبتها وقالت: "محد غيرج السحلية.. اخوج بعده ما كمل يومين من انولد واليهال كلهم اشكالهم جي .. صبري عليه اسبوع ولا اسبوعين وبتتغير ملامح ويهه"

ردت مزنة تطالعه وهي مبهورة.. كل شي فيه كان صغير وبشرته حمره ورقيقة، كل عروقه كانت مبينة من كثر ما كانت بشرته شفافة.. وكان خاطرها تلمسه وهو راقد في السرير بس تعرف انها بتنهزب لو حاولت تشله الحين.. ما عليه بتتريا لين ما ترد البيت وبتشله..

فواغي (وهي تطالع أمها): " أمايه للحين ما اعرف شو اسميه!"

صالحة: " حمدان ما اختار له اسم..؟"

فواغي: " بعده محتار بين ظاهر وسعيد.."

أم حمدان: "لا تسمون سعيد.. عنبووه ما تم حد ما سمى هالاسم.. ! نوعوا شوي في الاسماء.."

فواغي: " يعني تشوفين انه ظاهر احسن؟؟"

أم حمدان: " هيه وايد احسن.. ولا شو رايج يام فهد؟"

صالحة: "هيه غاوي اسم ظاهر.. "

فواغي (وهي تبتسم براحة): " خلاص بنسميه ظاهر.. بخبر حمدان .. ما ادري به وين سار"

شريفة: "ههههههه حليله أول ما شافنا شرد.. ريلج يستحي "

فواغي: " هيه فديته بوظاهر.. ما يداني ييلس ويا الحريم.."

صالحة تذكرت شي وسألت بنتها شريفة بهمس: "عيل عليا وينها؟؟"

شريفة: "ردت بوظبي امايه عندها امتحانات.."

صالحة: "زين جان يت تسلم على خالوتها وتبارك لها قبل لا تسير.."

شريفة: "ما ادري شو بلاها كانت متظايجة وشكلها تعبانة .. بترد ان شالله يوم الخميس الياي تسلم على فواغي"

صالحة: " مظايجة من شو؟؟ والله بنات هالزمن دلوعات.. الا متظايجة والا تعبانة.. ما احيدنا سوينا شراتهن على زمننا"

مزنة : " أنا اعرف هي ليش متظايجة.."

شريفة (وهي تبتسم): "ليش؟؟"

مزنة: " ما بخبر.. سر!!"

فواغي: "هههههه انزين يا ام الاسرار انتي تعالي هني ايلسي عندي تولهت عليج.."

ضحكت مزنة بخجل مصطنع وركبت فوق الشبرية عند امها ولوت عليها وهي مستانسة انه هالزعطوط اللي يابته امها ما خذ عنها كل الاهتمام والحب..

.

.



.

الساعة عشر فليل، كان مبارك يالس في الصالة في بيت اخوه ظاعن ويطالع فلم حكاية لعبة ويا بنت اخوه الصغيرة مي.. مبارك ما يداني الافلام وما يتذكر متى اخر مرة شاف فيها فلم سواء في التلفزيون او في السينما اللي ما طبها من يوم تخرج من الجامعة.. بس اليوم اضطر يشوف هالفلم لأنه مي تبا تكمله وابوها ما بيخليها تسهر بروحها.. وكانت بتطير من الوناسة يوم قال له مبارك انه بييلس وياها لين ما تخلص الفلم..

ابتسم مبارك وهو يمسح على شعر مي اللي كانت حاطة راسها على ريوله ومتمددة ع القنفة ومندمجة ويا الفلم.. وفي التلفزيون كان " بز يطير" ظايع في محل الالعاب وهو يدور ربيعه " وودي" ولاحظ مبارك انه كل كلمة يقولونها الشخصيات في الفلم كانت مي ترددها وياهم وكأنها حافظة الحوار..

مبارك: " لحظة لحظة.. ميوه انا شايف هالمشهد.. انتي شايفتنه هالفلم من قبل؟؟"

اطالعته مي ببراءة وقالت: "هيه"

مبارك: " لا والله؟؟ كم مرة شايفتنه؟؟"

مي (وابتسامتها تكبر): "وايد.."

مبارك: " ومخلتني يالس للحين اشوفه وياج الحين وانتي حظرتج حافظة الفلم كله.."

ضحكت مي بخبث وقالت: " اخر مرة والله عميه اخر مرة.."

مبارك: " هممممم.. انزين!!.. ومتى بيخلص؟"

مي: "الحين ماباجي شي والله.."

مبارك: " انا شكلي برقد وهو بعده ما خلص.."

مي: " انزين ارقد ويوم بيخلص بوعيك.."

قرصها مبارك على خدها وعلى طول يرت مي ايده وعضت صبعه وشلها مبارك من جتوفها ويلسها على ريوله وهو يقرقطها وهي بتموت من الضحك.. لين دمعت عيونها..

مبارك: " قولي توبة!!"

مي: " ههههه خلاص والله.. ههههههههه توبة خلااااااااااص.. ما بعيدها والله.."

هدها مبارك وطاحت مي على القنفة وهي تضحك بتعب وعقب ما تمت تدلع عليه شوي ردت تطالع الفلم وتم مبارك مبتسم وهو يطالعها ويطالع ملامحها الحلوة..

في هاللحظة ، حس بحنين كبير لعياله.. لـ مها اللي كانت تموت فيه وما تصدق تشوفه عشان تبدا حركات الدلع والتملك اللي تمارسها وياه.. وناصر اللي كان رغم صغر سنه الا انه مسوي عمره ريال وثجيل ودوم مستقوي على اخته.. توله على ضحكاتهم اللي كانت تملى البيت بدفء لذيذ ما حس به من يوم افترق عنهم..

اختفت الابتسامة عن ويهه تدريجيا وهو يتمنى يحس باحساس الابوة مرة ثانية.. خلاص هذا وقته ولازم مبارك يستمر في حياته ويكون له عايلة من أول ويديد.. لازم يستقر لأنه حياته جي مالها أي هدف ولا حتى طعم.. ومستحيل يفكر انه يكبر وتنتهي حياته وهو بروحه.. مستحيل..!

.

.








دقت مريم الباب للمرة الثالثة بس محد رد عليها، كانت حاسة انه ليلى فيها شي وانها متظايجة وايد من يوم طلعت عنها موزة.. خصوصا انها تمت حابسة عمرها داخل ولا حتى طلعت تتعشى او تسأل عن شمسة.. وموزة يوم روحت كان شكلها مظايجة بعد وهذا اللي زاد من خوف مريم عليها..

مريم: "ليلى؟؟؟ ليلى !!.. انزين لا تبطلين الباب بس ع الاقل ردي عليه.. والله اني مستهمة عليج"

ليلى كانت متلحفة ومتمددة على فراشها وما لها نفس تشوف حد او تسمع أي صوت.. وما كانت تفكر ابد انها تبطل الباب لمريم.. حتى خالد ما تباه يرقد عندها اليوم، عنده غرفته وخل يرقد فيها.. خلاص تحس انها تحطمت وكانت محتاجة انها اتم بروحها.. وتحاول انها تستوعب سلسلة الصدمات اللي مرت بها اليوم.. أول شي مايد اللي جرحها واتهمها بالانانية وعقبه موزة اللي جرحتها بشكوكها فيها وآخر صدمة كانت مبارك.. وأكبر صدمة كانت مبارك!!

مريم: " ليلى؟؟ ليلى ردي عليه ولا بخلي محمد يكسر الباب !!"

تأففت ليلى وقالت بصوت عالي:" مريوم ابا اتم بروحي.. بلييز!!"

مريم:" زين يوم رديتي عليه.. !! والله كنت احاتيج!"

ليلى: "أنا ما فيني شي بس ابا اتم بروحي .. ممكن؟؟"

مريم: "أكيد فديتج.. ومتى ما بغيتي ترمسين تعالي لي.."

ما ردت عليها ليلى وتمت مريم واقفة شوي عند باب غرفتها وعقب نزلت تحت لريلها اللي كان ميود شمسة في حظنه.. وأول ما شاف مرته سألها: " ردت عليج؟"

مريم: "هيه.. قالت تبا اتم بروحها.."

محمد: " غريبة.. ليلى عمرها ما كانت جي.. شو استوى بها مرة وحدة؟"

مريم: "ما اعرف!!.. الظاهر انها تزاعلت ويا ربيعتها على شي جايد.."

محمد: " حليلها.. خلاص عيل شموس بتم عندنا الليلة.."

ابتسمت مريم لشمسة بحب وقالت: "هيه.."

مشى محمد لغرفتهم ومشت مريم وراه وقلبها عند ليلى اللي ما تعرف شو استوى بها.. بس كانت حاسة بحزن فظيع وهي تفكر فيها.. وتمت تدعي ربها في داخلها عشان يخفف عنها ويشل الظيج والحزن من قلبها..




موزة بعد كانت مظايجة.. مب بس مظايجة، كانت شوي وبتذبح عمرها من الصياح.. احساسها بالندم كان فظيع واحساسها بالحزن على ربيعتها كان افظع.. اليوم حست انها ارتكبت جريمة كبيرة في حق صداقتهم وليلى ما تستحق منها هالمعاملة.. ليلى الحنونة اللي كانت ما تقصر وياها لا بوقتها ولا بعواطفها ولا بأي شي ثاني..

حطت موزة راسها ع المخدة وحست انها خلاص بتنعمي من كثر الدموع اللي ذرفتها عيونها اليوم.. كانت متولهة على ليلى وتبا ترمسها وتحسسها انها بعدها ربيعتها.. وانه ما في مخلوق في هالدنيا ممكن يفرق من بينهم حتى لو كان مبارك.. بس للأسف موزة كانت تعرف انها خربت كل شي.. وانه الجرح اللي جرحته لليلى مستحيل يبرى.. كانت تعرف انه ليلى كل ما بتتذكر علاقة مبارك بموت امها وابوها بتتذكر موزة لأنها هي اللي نقلت لها هالخبر.. وبتكرهها اكثر لأنها صدمتها بهالطريقة البشعة..

مبارك.. كل هذا استوى بسبب هوسها هي بمبارك.. خسرت ليلى وخسرت اجمل صداقة كونتها في حياتها كلها.. وكله بسبب هالهوس المَرضي اللي كان فيها..

تنهدت موزة وهي تمسح دموعها وقامت عن فراشها ومشت للبلكونة وهي تطالع الظلام اللي برى.. مبارك.. منو مبارك؟؟ وشو يكون بالنسبة لها؟؟ شو بينها وبينه؟؟ وشو من المشاعر يحمل لها؟؟ شو بالضبط علاقتهم ببعض؟؟ ولا شي!!.. مبارك مجرد وهم.. مجرد خيال وشبح تعلقت فيه موزة بجنون.. مجرد هوس ومشاعر مثيرة للشقفة ملت فيها الفراغ اللي في قلبها..

حست بموزة بألم فظيع في قلبها وقالت لانعكاس صورتها في زجاج البلكونة: " اصلا مبارك حاس فيج؟؟ طبعا لاء.. ! يعرفج؟؟ ممكن في يوم يفكر فيج؟؟ بعد لاء.. انتي ممكن تتخلين عن قيمج ومبادئج وتتعرفين عليه؟؟ مستحيل!!.. عيل ليش ذابحة عمرج عشانه؟؟ لييييييش؟؟ ليش تخليتي عنها عشانه!!! ليش؟؟"

ردت تصيح مرة ثانية وهي تفكر بليلى وبطلت باب البلكونة ويلست على الرخام البارد وتمت دموعها تنزل بصمت.. للأسف توها ادركت حقيقة مشاعرها لمبارك.. بس عقب فوات الاوان.. خلاص ليلى مستحيل تسامحها.. مستحيل..!!

.

.



--------------------------------------------------------------------------------
.

.

مرت الليلة طويلة.. باردة وجافة.. كانت الثواني تمر والاحساس بالذنب يكبر اكثر واكثر في قلوب موزة ومايد وكان الجرح اللي في قلب ليلى ينفتح بعمق اكبر وهي تحس بعمرها وحيدة وبعيدة تماما عن كل اللي حواليها.. طول الليل وهي تفكر بحياتها وتستعيد شريط ذكرياتها من يوم كانت صغيرة.. كل شي تحبه وكل حد تعلقت فيه كان يتلاشى من حياتها مثل السراب.. كل ما تقترب من شخص يبتعد عنها..

حياتها كانت باردة وخالية من الحب.. صديقاتها نجوى وحياة تخلوا عنها في الوقت اللي احتاجت لهم فيه.. بعد وفاة امها وابوها ابتعدوا عنها نهائيا وكانت حجتهن انهن ما كانن يعرفن كيف يواسنها وانهن ما يحبن يروحن العزا..

حميد.. أول حب في حياتها وأول انسان يخفق لها قلبه.. فقدته قبل عرسهم بشهر

أمها وابوها .. بعد راحوا..

أحمد اللي اقتربت منه لثواني بسيطة بس تلاشى بعد من حياتها بنفس السرعة اللي دخل فيها

واليوم.. موزة ومبارك.. الاشخاص اللي احتلوا مكانة كبيرة في قلبها.. خسرتهم اثنيناتهم اليوم..

ليش؟؟ ليش كل هذا يستوي لها؟؟ ليش الفرح مستكثر انه يتم وياها اكثر من ايام وساعات معدودة؟؟

يعني شو اللي لازم تسويه؟؟ اتم جي بدون حب وبدون صداقة طول حياتها ؟؟

يمكن هذا هو الحل.. يمكن عشان تعيش بسلام.. بدون احزان وبدون حسرة وألم.. لازم تعيش بروحها .. وتكتفي باخوانها وبس.. اخوانها اللي في يوم من الايام بيجرحونها الواحد ورا الثاني .. تماما شرات ما جرحها مايد اليوم!!

.

.

.



الساعة ست الصبح نشت ليلى من الرقاد وهي حاسة انه راسها بينفجر.. ما تعرف كيف رقدت او متى رقدت .. كل اللي تذكره انها كانت تصيح وفجأة حست بعمرها تبطل عيونها وكانت الساعة في المنبه اللي حذالها ست ودقيقتين الصبح.. رفعت ليلى راسها عن المخدة وحست بمسامير تنغرز عند رقبتها بسبب الصداع.. وحتى ضوء الشمس الخفيف اللي تسلل من ورا الستاير خلاها تغمض عيونها بألم وهي تحتمي منه برموشها الكثيفة..

تنفست ليلى بعمق وهي تنش عشان تغسل ويهها.. الألم اللي في قلبها واللي كان ذابحنها ليلة أمس خف اليوم.. وكان مجرد وخزات بسيطة تحس بها كل ما يوا موزة أو مبارك على بالها.. وعقب ما طلعت من الحمام ترددت تغير بيجامتها ولا لاء.. وقررت تنزل تحت بالبيجاما لأنه اليوم الخميس ومحد بينش من وقت.. حتى الخدامات بيتأخرن في الرقاد..

طلعت ليلى من غرفتها ووايجت في الممر البارد وهي تحس بعيونها تعورها كل ما غمضتها.. كان ويهها احمر وعيونها منفخة من الصياح والحمدلله انه محد ناش عشان يشوفها بهالحالة لأنها ما كانت تبا ترد على أي أسئلة ولا حتى سؤال بسيط مثل " شحالج او بلاها عيونج منفخة" .. كانت تبا اتم بروحها.. بس بسبب الصداع الفظيع اضطرت تنزل المطبخ عشان تسوي لها قهوة .. وقبل لا تنزل، مرت على غرفة خالد وشافته راقد وهو مبطل الباب.. وسارت له ليلى وحبته على خده وهي تمسح على شعره.. كانت مستانسة لأنه رقد بروحه.. من زمان تبا تعوده يرقد في غرفته بس ما يهون عليها وامس كانت اول خطوة بالنسبة له عشان يتعلم يستقل عنها شوي ويعتمد على نفسه.. يلست ليلى عنده شوي وعقب نشت وطلعت من الغرفة واتجهت للمطبخ.




--------------------------------------------------------------------------------
مايد كان يالس في المطبخ يشرب الكابتشينو اللي سواه لعمره قبل شوي.. طول الليل وهو يحاول يرقد بس مب قادر.. ليلى كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة له.. ليلى كانت امه وكل شي في حياته.. ومجرد احساسه بإنه جرحها كان مسبب له عذاب نفسي كبير.. وزاد هالعذاب يوم عرف انها حبست عمرها طول اليوم بدون اكل وبدون حتى ما تبطل الباب لخالد .. وكل هذا بسببه هو وبسبب جرأته ووقاحته وياها..

تساند مايد بإيده على الكاونتر وهو يتنهد.. ما كان يحب يجرح أي شخص.. هالاحساس فظيع.. مجرد انك تجرح الشخص اللي جدامك يخليك تحس بالغربة والوحدة.. وكأنك تجردت من كل الانسانية اللي فيك وانحدرت لمستوى اقل بوايد من مستوى البشر.. ومايد كان يحس بعمره حقير وهو يفكر بليلى..

اطالع مايد ارجاء المطبخ وهو يفكر بأمه كلثم.. ما يدري ليش يت في باله في هاللحظة بس كان يتذكر يوم كان صغير.. كم كان عمره؟؟ عشر سنوات؟؟ كان دوم ينش من الصبح.. من الساعة ست الصبح يكون يالس هني في المطبخ يطالعها وهي تخبز لأبوه خبز الرقاق اللي يحب يتريقه كل يوم.. في أيام البرد كان مايد يقرب ايده من الخبز الحار ويستمتع بالدفء اللي ينبعث منه.. وكان يبتسم لأمه بسعادة وهي ترد له الابتسامة بابتسامة احلى عنها..

وكانت هاذي هي الابتسامة اللي شافتها ليلى على ويهه وهي داخلة المطبخ الساعة ست وربع الصبح.. تمت واقفة عند الباب تطالعه وهو يطالع الرخام اللي على الكاونتر ويبتسم ابتسامة غريبة تجمع بين السعادة والحزن.. وساعتها نست كل اللي صار بينهم امس واقتربت منه وهي تبتسم له وسألته: " حبيبي شو موعنك من الحين؟؟ اليوم الخميس!"

اطالعها مايد وهو متفاجئ انه في حد غيره ناش هالحزة ويوم استوعب سؤالها تم مبطل حلجه وهو مب مصدق انها سامحته.. وبسرعة رد عليها قبل لا تغير رايها وترد تخاصمه وقال: " ما رمت ارقد"

مشت ليلى على يمينه ويلست تسوي لها فلتر كوفي ومايد يطالعها في بيجامتها الواسعة اللي بنطلونها اطول من ليلى بمرتين ويبتسم.. كان شكلها طفولي وايد وشعرها القصير يحيط بملامح ويهها الحلوة.. بس عيونها كانت منفخة وكان واضح انها كانت تصيح امس.. وهالشي خلا مايد يحس بالذنب اكثر.. تسامحها وياه خلاه يحس بالذنب اكثر..

مايد (وهو يطالعها بارتباك): " ليلى أنا .."

ابتسمت له ليلى وقالت وهي تقاطعه: " أمس كنت افكر بكلامك مايد.. معاك حق.. سارة لازم تنعرض على دكتور.. وأنا بوديها عند احسن دكتور نفساني.. بس مب الحين .. في الصيف.. "

مايد: " بس أنا.."

ليلى: " افكر نسافر لبنان في الصيف.. او مصر.. وهناك نوديها عند الطبيب.. وجذي محد بيعرف.. بنتم الصيف بطوله هناك وبوديها تتعالج يوميا.. شو رايك؟؟"

مايد: " ما اعرف!!.. اللي يريحج سويه ليلى انا ما كان لي حق اني اقول لج الرمسة اللي قلتها امس.. انتي ادرى بمصلحة سارة واللي تشوفين انه يناسبها سويه.."

يلست ليلى حذاله ع الكاونتر وقالت: " لا يا مايد.. انا وانته ومحمد .. ثلاثتنا نشترك في المسئولية.. ولك كل الحق في انك تعبر عن رايك وتقول اللي تباه.. اوكيه حبيبي؟؟"

ابتسم مايد وقال لها : " تعرفين اني ما قصدت اللي قلته امس صح؟"

ليلى: " أعرف.. وحتى لو كنت تقصده..شو فيها؟؟ منو منا خالي من العيوب؟؟ "

مايد (وهو يبتسم بثقة): "انتي.."

ضحكت ليلى بتعب وقالت: " لا يا مايد.. انا بالذات كلي عيوب.. بس انته ما تشوفها لأنك تحبني ولأنك قريب وايد مني.. ونحن ما نقدر نحكم على الناس اللي نحبهم ولا نقدر نقيم شخصياتهم.."

ما رد مايد عليها.. ولا ردت هي تتكلم.. شربوا قهوتهم وهم ساكتين وعقب دقايق نش مايد عشان يسير يرقد له كم ساعة لأنه بينش الساعة تسع وبيسير ويا اليهال دبي..

وتمت ليلى يالسة في المطبخ تفكر وتبتسم وهي حاسة بالراحة لأنها تصالحت ويا مايد..

.

.

غرربه
02-05-2013, 07:25 PM
الجزء 36

الساعة 4:49....

ظهرت من الحمام وسارت عند الكبت تشوف شو تلبس..يوم سارت تشل تنورة شافت كاب حمدان..ظحكت وشلت وسارت ويلست على الكرسي وتذكرت يوم كان ياينهم وبعدين سار وسوى الدب لقوم هند..وتذكرت كيف كان يظحك يوم كان يلاعب قوم هند وكيف كانت معصبة عليه.. بعدين تذكرت أنه أمها قالت بسير عندهم فليل سارت عند أمها عشان تشوفها متى بالضبط بسيرون..سارت غرفتها..لأن أمها ماترقد ولو كانت راقدة بتقوم .......دقت الباب..

موضي:يمةةةةةةةةةةةةة ...

أم خالد...كانت منسدحة على الشبرية :خير؟؟

موضي:سارت جدامها...يمة متى منسير عند قوم موزه؟؟؟

أم خالد:موضي.......ليش ظاهرة بالروب؟؟

موضي...ياويلي الحين بتعصب علية جان تقول:عشان أشوف لو منسير عند قوم موزه ألبس شىء حلو ..

أم خالد:سيري يمة لبسي وبعدين تعالي..

موضي:يعني منسير عندهم...

أم خالد: بشاور أبوج.....

موضي برطمت:لالالالالالالالالا...

أم خالد: لازم نخبر ابوج....

موضي: أوكية ...ما ظنى بقول شىء.....

أم خالد: يصير خير....

موضي: يعني عادي؟؟؟؟

أم خالد: يا يمة أول شىء سيري لبسي وبعدين يصير خير...

موضي: إن شاااااء الله ...

وسارت غرفتها وتدعي ربها أن أبوها يوافق يخليها تسير عند قوم موزه .......

الساعة 4:60.......

في الصالة .....موزه ظهرت من غرفتها ..وسارت عند سلامي......

دقت الباب وبعدين دخلت لقت سلامي يالسة على الأرض وتصفح المجلة وعلى يمينها كافي وبيبسي ويالسة تاكل..

موزه:إييييييييه ..بسج من الكافي عنبوه شفيج؟؟؟؟؟

سلامي:إنتى ما يخصج......

موزه:كيفج يوم تغدين مثل الدرام قولي شو يخصني وبعدين أخوي يكنسل ويزتج..

سلامي:آآآآآآآآآآآآآآآه عاد إلا أخوج...والعافية أكيه الدرب..

موزه:يا مكر هالبنات ..

سلامي:أففففففف ....جنج ذا سابجكت ..

موزه:اللللللله ..شو سوين ؟؟؟

سلامي:لقيت هالمجلة في الستور ..عيبتني وشليتها..

موزه يلست عدالها...:مالت شو؟؟؟

سلامي:كل شىء ..

موزه:أشوف........

ويلسن يشوفن المجلة ..لين ما وصلن عند فساتين العرس..

سلامي:الللللللللللللللللللللله ..محلاتهن ..

موزه:رقيص ..حلو هالفستان......منو مصممنة ؟؟

سلامي:أشوف......أسمة مكتوب بالفرنسي...بس خبال فساتينة ..

موزه:سلامي ...صدق هالصيف العرس؟؟!!

سلامي..تجلب الصفحة .مثل إلى لايعة جبدة :منو قال؟؟

موزه:سمعت..

سلامي ..حطت إيدها على خدها ...:أخوج يهاذي..

موزه..فصخت شيلتها وفجت الشباصة ونسدحت عدال سلامي ومخلية إيدها على راسها: إنزين..عادي ليش ما تخلينة هالصيف والله وناسة..فخاطري أسير عرس

سلامي بنقمة: أوكية حبيبتي ما دام في خاطرج ليش ما تكونين إنتى العروس؟؟؟

موزه عقدة حياتها:لالالالالالالا....

سلامي:ليش؟؟؟..تراج تبين عرس...!!

موزه: لا ماريد ....

سلامي: عيل لا تقولين ليش ما ريد العرس في الصيف ...

موزه: الله يعينك يا خوي..

سلامي: صدق والله ..الله يعينة يوم بعرف ماريده..

موزه..فاجة عيونها:شووووووووووووووو؟؟

سلامي: خلاص كنسلت ويزتة ...

موزه ..عدلت يلستها: بذمتج؟؟؟؟؟؟؟؟..

سلامي: هيه ..ليش غصب أخذه؟؟؟

موزه: لا البنت مب صاحية ...

سلامي: لا حبيبتي صاحية ..ماريده ..غصب؟؟...

موزه: ليش شو إستوى؟؟

سلامي: ماشىء بس جيه دقت في راسي...

موزه: خلي عنج هالرمسة ..ويالله خلينا نطلع برى ..مليت من داخل..

سلامي بخبث: علوم حمد؟؟؟؟؟؟

موزه:حمد!!!!!!!!

سلامي:ليش ما دق؟؟؟؟؟؟؟

موزه:لا ما ظنى....

سلامي..تغمزلها..وتأشر على التيلفون:شو رايج؟؟؟؟؟؟

موزه: إنتى تتكلمين أنا ما بتكلم ......

سلامي: أوكية ..........




في الحديقة .....عدال البحيرة ..

حمد..يقرا الجريدة ..وسعيد ..مخلي ريل على ريل ..ويتأفف متملل..

سعيد:حمد والله مليت ..خلنا نسير مكان ثاني..

حمد:ليش هنيه ماشىء بنات؟؟؟

سعيد:لاااااااااااااااااااحوووووووووول....كل ما قول شىء قلت بنات .

حمد:شدراني بك ؟؟...يوم نوديك في مكان ما فية بنات ما يعيبك ....

سعيد:إنزين شوف أنت ماحد في الحديقة ..غير هالشواب..ما تمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟والله يوم أشوفهم أحس شيبه مثلهم ....

حمد:وشوفيهم الشواب؟؟؟بيي يوم وبتكون مثلهم ...

سعيد:إنزين ...والحل؟؟؟

حمد:قريت عن العراقيين حليهم ؟؟؟

سعيد:ما حب الأخبار ...الأخبار ترفع الضغط..

حمد:والبنات ينزلن الظغط؟؟؟

سعيد..قام :أنت اليوم من الصبح مب صاحي ما فيني أيلس وظارب وياك ..

حمد..يطالعه بعين:عطني مقفاك.....

سعيد: لا بس بحوط عند هالعيايز بسولف وياهن أبرك عن اليلسة وياك نرضي بالموجود

حمد: هههههههههه ..يعني ماشىء بنات ردينا على العيايز؟؟

سعيد يطالعة بعين: والله العين ما ترغب فيهن بس عاد شو نسوي ماحد غيرهن في الحديقة .

حمد:فداعة الرحمن ......

سار سعيد يمشي في الحديقة ..بس بعدة ما إبتعد عن حمد....وإلا وشوية ياه تيلفون ...

سعيد..يوم شاف الرقم...:مرحبا ااا ...

سلامي: هلااااااااااا والله ..بأغلى أخو في الدنيا .....

سعيد يظحك: هههههههه ...أم كشة شحالج؟؟؟؟؟؟؟؟..والله إشتقتلج.....

سلامي: وأنا بعد..فديتك والله ...شحالكم ؟؟..شخباركم ؟؟؟عنبوه لا دق ولا تسأل عنا؟؟

سعيد:ههههه....والله إنشغلنا..

موزة تقرص سلامي:سلامي قولي وين حمد؟؟

سلامي تنزل التيلفون :صبري الدبة ..

سعيد:حوووووو وينج؟؟؟؟

سلامي:هاااااا..وياك.....إنزين شحالك وشحال حمد؟؟

سعيد:بخير يسرج الحال ...من صوبكم ؟؟

سلامي:كلنا بخير..ويسلمون عليكم ...

سعيد:الله يسلمهم ...شحال أمايا شيخة ؟؟؟

سلامي:ترقص...ما تشكي باس..

سعيد:سلمي عليها وايد ..

سلامي :يبلغ..

سعيد:شو سوين ؟؟؟؟؟..ليش ما رقدتي؟؟

سلامي:هههههههه..ماروم أرقد وما عرف شو قال الدكتور..

سعيد:أهااااااااااااا..يا روتر..يعني تبين العلوم؟؟

سلامي:يالله قولي شو قال الدكتور؟؟؟

سعيد:أول شىء حد عندج؟؟؟..لو حد قولي بخير..

سلامي: بخير..

سعيد: موزه؟؟؟؟

سلامي: هيه....

سعيد:عيل إسمحيلي ما بقولج..

سلامي:ورفجة قول..

سعيد:ما تخبرين؟؟؟

سلامي:لا...

سعيد:بعد كم من يوم بسوي حمد عملية ..

من سمعت سلامي كلامة مسكت على ثمها ومسكت عمرها عشان موزه ما تلاحظها ...

سعيد:سلااااامي؟؟

سلامي..ماسكة عمرها عن صيح..لأن قالو مافيه شىء ..كيف الحين عملية وخايفة شىء يستوي: وياك...

سعيد:سلامي...أمنتج لا تخبرين حد ....ماحد يدري غير عيال عمي وإنتي..

سلامي:لا تخاف ..طمن من هالناحية ..إنزين وربيعك الحين حالتة زينة ؟؟؟

سعيد: بخير ...بس تعرفينة مأذني وايد يوسوس..

سلامي: عملية يعني خطيرة ؟؟؟

سعيد: لا عادي...

سلامي: صدق؟؟؟

سعيد: والله ..الدكتور مب أول مرة يسويها وهو مب أول واحد ولا آخر واحد بس تعرفينة خايف ..بس هذا كل شىء...

سلامي: دخيلك يا سعيد تخبرني كل شىء أول بأول ..وغلات الغالي عندك..

سعيد: هههههه.فالج طيب ..بس صدقيني عادي ..لا تخافين ..مب خطيرة طمني..

سلامي: إن شاااااءالله ....الله يوفقكم ...

سعيد:سلامي وين موزه؟؟؟؟؟

سلامي:عدالي..

سعيد: عرفت شىء؟؟؟؟؟

سلامي: لا....ما ظني...

سعيد: عطيني ياها بقولها شىء....

سلامي..تعطي التيلفون لموزه.....وسعيد سار عند حمد.......يوم وصل عند حمد......

سعيد: حيالله موزه بنت عمي سالم شحالج؟؟؟؟؟؟؟؟

حمد من سمع طاري موزة يلس يطالع سعيد ..يتحسبة يجذب علية ويبا يطفربة وأونة يكلم موزه وهو مناك ما يكلمها ..

موزه:الله يحييك ..شحالك سعيد؟؟؟

سعيد:بخير وسهالة ..شحالج إنتى؟؟؟؟؟ربج بخير؟؟

موزه:بخير الحمد لله ..

سعيد أونة: حمد حمد بخير عدالي تبينة؟؟؟؟




بطلت ليلى باب غرفة عمها وهي تبتسم.. هذا اجدم قسم في البيت كله.. كان القسم الخاص بأمها وابوها قبل لا يسيرون فوق.. هذا كان قسمهم على ايام ما كانت ليلى بعدها في الابتدائية.. ومجرد دخلوها هني كان بمثبة دخلوها لعالم ثاني من الذكريات الحلوة والمرة.. بس ليلى رفضت انها تستلم للذكريات اليوم.. اليوم هذا بتستانس فيه.. رغم الجرح اللي في قلبها ورغم كل شي ليلى بتستانس اليوم.. لأنه عمها بيرد البيت وبيسكن وياهم.. ولأنه بانتقاله للعيش هني.. بتبدا مرحلة يديدة وعهد يديد في حياتهم كلهم.. وبتعيش ليلى مرة ثانية دور البنت اللي تحس بالأمان بوجود ابوها..

حطت ليلى الورود اللي في ايدها في المزهرية اللي على الطاولة في الصالة الواسعة المتصلة بغرفة نوم والحمام .. وابتسمت بفخر وهي تشوف كل شي مرتب وفي مكانه.. ليلى بنفسها اشرفت على نقل الاثاث في اليومين اللي طافوا وكان كل شي مثل ما توقعته.. بمنتهى الفخامة والجمال.. عمها بيستانس وايد يوم بيشوف قسمه اليديد في بيتهم.. ويوم بيحس انهم مهتمين به بيتأقلم وياهم اكثر.. لأنه ليلى ما تباه ابد يحس بالندم على قراره هذا..

طلعت ليلى من الغرفة عشان تسوي بخور وترد تبخر الغرفة.. فجأة كانت حاسة بنشاط كبير وتبا تشغل نفسها بأي شي عشان يمر الوقت بسرعة ويوصل عمها البيت

.

.




--------------------------------------------------------------------------------
.

بطلت موزة عيونها وشهقت وهي تشوف الساعة عشر الصبح.. وعلى طول زخت موبايلها تجيك إذا ليلى دقت لها او طرشت لها مسج.. بس للأسف ما لقت شي.. وحست بإحباط وهي ترد موبايلها مكانه حذال المخدة ونشت تغسل ويهها وعقب لفت شعرها الطويل وبدلت ثيابها ونزلت تحت والموبايل في ايدها..

وهي تنزل عن الدري كانت تستعيد في بالها كل الاحداث اللي استوت امس وكانت كل ما تتذكر ليلى تحس انه قلبها ينعصر.. مافي أي احساس في الدنيا أسوأ من الاحساس بالذنب.. وموزة احساسها بالذنب كان مغلف كل احاسيسها الثانية لدرجة انها كانت مب قادرة تفكر بأي شي ثاني الا ليلى وبس..

تلفتت موزة في الصالة وماشافت حد.. ويلست ع القنفة وكتبت مسج لليلى " ليلوتي؟؟" وطرشته.. وتمت تتريا دقيقة وثنتين وثلاث بس ماياها أي رد.. فاتصلت وتمت تتريا حد يرد عليها بس من دون فايدة..

طرشت مسج ثاني " ليلوتي ردي عليه انا اسفة والله اسفة!" بس ليلى ما ردت رغم انه موزة حرقت موبايلها من الاتصالات والمسجات

ليلى كانت تبخر غرفة عمها عبدالله وكل شوي تحس بالموبايل يهز في مخباها.. وكانت تعرف انها موزة .. قرت كل مسجاتها وشافت رقمها يضوي على شاشة الموبايل امية مرة بس ما فكرت انها ترد عليها.. ما كان لها مزاج للعتاب والمواجهات الحين.. كل اللي كانت تباه انه هاليوم يعدي بسلام.. وعشان جي يودت موبايلها واغلقته عشان ما يوصلها أي شي ثاني من موزة..

يوم اتصلت موزة للمرة المليون وسمعت جملة " إن الهاتف المتحرك الذي طلبته مغلق" ردت الدموع تتجمع في عيونها مرة ثانية . وفرت موبايلها على القنفة وهي متأكدة انه ليلى خلاص ما بتسامحها ابد.. لأنها عمرها ما سوت هالحركة وياها من قبل ، مهما كانت درجة الزعل من بينهم، كانت بمجرد ما اطرش لها موزة مسج على طول ترضى وترد عليها.. بس انها تغلق الموبايل؟؟ هاي اول مرة تستوي.. وفي داخلها.. حست موزة بكره فظيع لمبارك.. تدري انه ماله خص باللي استوى بس غصبن عنها كرهته.. لأنه هو السبب اللي خلاها تجرح اعز ربيعاتها.. هو كان الدافع اللي دفعها لهالشي

.

.




مبارك، اللي كان غافل عن كل هالمشاحنات والمتاعب اللي بين موزة وليلى، كان يمشي صوب مكتب عبدالله الساعة عشر ونص الصبح .. تبند باب المصعد وراه ومشى بخطوات واثقة وسريعة على السجادة الزرقا اللي في الممر الزجاجي اللي يفصل مكتب عبدالله عن قاعات الاجتماع الخاصة بالشركة..

دخل مبارك مكتب روان وسلم عليها بسرعة وردت عليه السلام وهي تبتسم له ابتسامه ما شافها لأنه اصلا ما صد صوبها.. ودخل مكتب عبدالله بنفس السرعة اللي كان يمشي بها في الممر واستانس وايد يوم شاف سهيل يالس على المكتب ويجلب في الملفات الموجودة جدامه..

مبارك : " صباح الخير.."

رفع سهيل راسه ويوم شاف مبارك ابتسم ابتسامه عريضة ووقف يسلم عليه وهو يقول : "صباح النووور والسروور.. يا هلا والله بمبارك.. ويينك ما تنشاف؟؟"

مبارك (وهو ييلس على الكرسي ): " موجوود طال عمرك.. انته اللي ما تنشاف.."

سهيل: " أنا انشغلت شوي هاليومين.. ابا اخلص كل اشغال عبدالله قبل لا يرد الشركة.. أباه يوم يرد هني يحصل كل شي جاهز ويرتاح.."

مبارك : " ما تقصر يا سهيل.. انا ياي هني بعد عشان اخذ ملفات الشغل واراجعهن قبل لا اوديهن لعبدالله اليوم العصر.."

سهيل: " اليوم بتوديله اياهن؟"

مبارك: " هيه هو اتصل بي الصبح وقال لي ازهبهن واسير له بيت اخوه الله يرحمه وايلس اخبره عن كل اللي استوى في الشركة في غيابه.."

هز سهيل راسه وفي عيونه نظرة عتاب وقال: " عبدالله ما يعرف يرتاح من هالشغل أبد.. حتى وهو مريض وفي المستشفى يفكر بالشركة!!.. "

ابتسم مبارك وهو يفكر بعبدالله.. هذا هو الشي المشترك بينهم.. اخلاصهم الفظيع وتفانيهم في الشغل.. وهذا اللي كان يعيب مبارك اكثر شي في عبدالله.. بس ما حب انه يقول شي جدام سهيل لأنه واضح انه رايه كان مختلف..

يلس مبارك يسولف ويا سهيل شوي وروان تبتسم وهي تسمع سوالفهم وضحكاتهم وتدعي ربها انه صوت ضحكات عبدالله تتردد في المكتب في أقرب وقت..

وعقب ما خذ مبارك الملفات اللي يباهن عبدالله، استأذن من سهيل وروح.. وتم سهيل يطالعه وهو يفكر في هالانسان اللي يحبه شرات واحد من عياله..

ما يعرف سهيل ليش كان يحب مبارك هالكثر.. رغم انه وايد غلط في السنوات اللي مرت عليهم وهم يعرفون بعض، بس كانت نواياه الصافية تبين في الاخير وفي وقت الشدايد كان اول واحد يفكر سهيل انه يعتمد عليه.. مبارك كان رجل بكل معنى الكلمة.. وسهيل في داخله كان يتمنى لو انه بنته موزة تكون من نصيبه.. هالشي بيشرفه صدق وموزة بتستانس وياه.. بس للأسف هالشي بيتم في داخله على طول لأنه مستحيل يبين او يلمح مجرد التلميح بهالامنية لمبارك..

تنهد سهيل ورد يطالع الاوراق اللي كان لازم يراجعها لعبدالله.. سهيل تعود انه الحياة ما تعطيه كل اللي يتمناه.. لازم في نص الدروب تكون بعض العقبات موجودة.. وهالعقبات هي اللي تخلي الانسان يغير مجرى حياته .. او يستمر عليها مثل ما هي.. وسهيل في هاللحظة تمنى من كل قلبه انه مبارك ما يستمر في الحياة بروحه وانه يلاقي له الانسانة اللي تقدر تكمل المشوار وياه وتخليه يستمر

.

.




الساعة 11 الصبح، وصل عبدالله البيت عقب ما يلس في المستشفى فترة طويلة تعدت الشهر.. أم أحمد كانت بتطير من الوناسة لأنه عايلتها تيمعت كلها تحت سقف واحد اخيرا مثل ما كانت دوم تتمنى.. وكانت كل ما تطالع عبدالله تحمد ربها اللي رحمه ورحمها هي بعد وخلا لها اياه وقومه من الغيبوبة بصحة وسلامة..

نزل عبدالله من السيارة وهو يتساند على جتف محمد ولد اخوه .. ومشى للباب الصالة بمساعدة محمد والعصا اللي كان ميودنها بإيده اليمين.. للحين ما ردت له قوته كلها وما كان يروم يمشي هالمسافة البسيطة بدون مساعدة.. بس على حسب كلام الدكتور، يباله اسبوعين راحة وبيرد مثل اول واحسن بعد.

ليلى كانت تترياهم داخل وأول ما شافتهم داخلين هجمت على عمها تبوس ايده وخشمه وراسه.. وعقب لوت على يدوتها اللي تولهت عليها وايد وسلمت مريم على عبدالله وام احمد قبل لا ييلسون كلهم في الصالة يسولفون ويا بعض..

أم أحمد: " ليلى لا تنسين تدخنين الميلس عقب شوي لأنه الرياييل اكيد بيون يزورون عمج اليوم وباجر"

ليلى: " ان شالله يدوه.. ما بنسى"

اطالع عبدالله ليلى وسألها: "وين بنتي؟"

ليلى" راقدة فديتها .. الحين بييب لك اياها.."

مريم: "لا لا تمي انتي. .أنا بسيراييبها.."

سارت مريم صوب غرفتها وردت عقب ثواني وهي شالة شمسة في ايدها.. وعطتها لعمها وهي تبتسم بحنان للياهل اللي كانت تطالع ابوها بهدوء وهي ما تعرف من يكون..

عبدالله أول ما شل شمسة في حظنه حس انه قلبه يفيض من المحبة.. احساس غريب اجتاحه وهو يطالع العيون البريئة اللي كانت تراقب ملامح ويهه.. احساس بالفخر والحب والحنان اللي ماله حدود.. ورغم انه الويه اللي كان يطالعه كان نسخة مصغرة من ياسمين.. بس هذا ما ظايج عبدالله ، بالعكس خلاه يحبها اكثر واكثر وهو يتعهد بينه وبين نفسه انه بنته بتكون مختلفة تماما عن امها الانانية..

ابتسمت ليلى وهي تشوف عمها يحب بنته على يبهتها وام احمد دمعت عيونها وهي تحمد ربها للمرة الألف لأنه عافى ولدها ورده لبنته اللي مالها في الدنيا غيره .. ولعيال اخوه اللي كانوا صدق محتاجين وجوده في حياتهم..

استمرت سوالفهم ساعة كاملة وعقب ما سار عمها الميلس عشان يجابل الرياييل اللي ابتدوا يتوافدون عشان يزورونه بطلت ليلى موبايلها وعلى طول هلت عليها المسجات من موزة.. وفي كل مسج تعتذر اكثر وتترجاها ترد عليها او ع الاقل اطرش لها مسج حتى لو تسبها عادي بس المهم تطمن عليها..

تنهدت ليلى بتعب وردت تغلق موبايلها.. ما تنكر انها هي بعد كانت متولهة على موزة بس لازم تفهم انها ما تروم تجرحها وتنجو بهالسهولة!

.

.




قربت أمل الميكرفون من شفايفها وقالت وهي تبتسم للبنت اللي واقفة مجابلتنها " السلام عليكم معاج تلفزيون دبي برنامج الأطفال والصيف.. ممكن اعرف اسمج؟؟"

قربت أمل الميكرفون من البنية اللي قالت: " اسمي حصة .."

أمل: " اهلا يا حصة.. من وين انتي؟"

حصة: " من راس الخيمة.."

أمل: " واااو من راس الخيمة!!.. هاي اول مرة تين فيها المفاجئات هالسنة؟؟"

حصة: " لا ييت مرتين قبل.."

أمل: " وياية ويا منو؟؟ "

حصة: "ويا ابويه وامايه واخواني.."

ابتسمت أمل للكاميرا وهي ناسية شو تقول عقب.. وابتسم لها المخرج وقال لها " خلاص مب لازم تكملين " كان متاكد انها بتنجح من أول ما شافها داشة ويا اخوها.. مشيتها وابتسامتها كان فيها نوع من الثقة بالنفس وهالشي مب موجود في اختها اللي على الرغم من جمالها كانت وايد تخاف وتستحي وما تنفع ابدا انها تكون مذيعة..

بس البنية الثانية اللي يايبينها وياهم .. مزنة.. هاي كانت ممتازة ومن اول ما وصلت الاستوديو وهي ما خلت حد ما تعرفت عليه.. والمخرج كان مصر انها تكون ويا أمل .. وربيع مترف بعد ملامحه وايد حلوة بس شكله مستحيل يوافق انه يشترك في البرنامج..

اقترب المخرج من مايد وقال له وهو يبتسم ويطالع أمل اللي كانت واقفة تضحك ويا البنات اللي في الاستوديو : " لا أمل ما شالله عليها ممتازة.. واكيد نباها ويانا في البرنامج.."

مايد: " ما تقصر استاذ حسين.. "

حسين: " انزين ومزنة؟ ما في مجال تكون في البرنامج؟؟"

مايد: " هي مب اختي وما اعرف اذا امها بتوافق ولا لاء.. برمسها وبرد لكم خبر"

حسين: " هيه اتمنى ترمسها لأنه حرام تضيع موهبتها جي.. البنية وايد جريئة وعفوية وبتكون اضافة حلوة للبرنامج.."

مايد: " يصير خير ان شالله.."

حسين: " طبعا البرنامج ما بيبدا الا عقب شهر.. وبيكون اسبوعي يعني بس يوم الاثنين .. عموما نحن بنتصل بكم وبنخبركم بكل شي.."

مايد:" تمام..!"

سلم مايد على المخرج وسار يدور مزنة اللي اختفت فجأة عن انظاره ولقاها يالسة ويا المصور وتسأله كيف يروم يحرك الكاميرا ويسير وياها فوق والمصور حليله قبل لا يجاوب على سؤالها تهاجمه مزنة بسؤال ثاني.. وتنهد مايد وهو يفكر بكلام المخرج.. الحين مزنوه بتكون اضافة حلوة للبرنامج؟؟ صدق ما عنده سالفة!!..

مايد (وهو يقترب منهم): " يلا مزنوه .. بنروح الحين.."

مزنة: "اصبر بعدني ما خلصت.."

مايد: "ما خلصتي شو؟؟ تبين اتمين هني تمي.. نحن بنسير عنج"

مزنة: " حسين قال انا بستوي مذيعة ويا امل.."

مايد: " ماشالله وايد خذتي على الريال قمتي تزقرينه باسمه جي..!"

مزنة: "عيل بشو تباني ازقره؟؟"

مايد: "أفف منج ولا شي خلاص.. قومي نشي عن الريال خلينا نروح.."

نشت مزنة وهي تتحرطم وسارت صوب أمل هي ومايد..





عند غرفة المكياج، كان مترف واقف ويا سارة وهو يراويها كيف انه المذيعين والمذيعات اللي يطلعون في التلفزيون لازم يعدلون لهم ويوههم هني.. ولو بلمسات بسيطة من الفاونديشن عشان ما يبين تدرج الالوان اللي يكون طبيعي احيانا في الويه..

اطالعته سارة باستغراب وقالت: " حتى الرياييل ؟؟"

مترف: "هيه حتى الرياييل.. ساعات يكون تحت العين سواد او الويه يكون تعبان وهني يعدلون لهم اياه"

ااطالعت سارة ادوات المكياج اللي كانت مصففة في غرفة المكياج وقالت لمترف: " وانته تحط مكياج؟"

ابتسم مترف بثقة وقال: " لا حبيبتي انا امبوني حلو مب محتاي تعديلات.."

ضحكت سارة وابتسم مترف بسعادة وهو يشوفها تضحك.. وقال لها : " وين بعد تبين تسيرين؟؟"

سارة: "أمممم. .أبا ايلس هناك ع الكرسي اللي جدامه كيمرة عودة.."

مترف: " هذا كرسي المصور.. شوفي هالكيمرة مب هي الوحيدة هني.. هالاستوديو فيه خمسة وعشرين كاميرا موزعة في كل مكان.. عشان جي كل مرة تشوفين الكاميرا تتنقل على ويه واحد من المذيعين او تصور الويه من جهات مختلفة.."

سارة: "ووين باجي الكاميرات؟"

مترف: " شوفي فوق في السقف؟؟ هناك خمس.. والباجيات موزعات هني وهني وهناك.."

ابتسمت سارة وهي مبهورة بكل اللي يقول لها اياه مترف.. كانت وايد تحب مترف.. وتحب تي دبي عشان تشوفه.. تحس به وايد يهتم فيها والوحيد اللي يسمعها بدون ما يضحك عليها او يحس بملل منها.. كانت تروم ترمسه عن كل شي ودوم يرد عليها وكأنه صدق مهتم.. حتى لو رمسته عن الباربي اللي عندها او عن سوالف البنات في المدرسة، ما يتملل أو يسوي عمره راقد شرات ما كان مايد يسوي..

اطالعها مترف وهو يحط ايده على جتفها وقال: " الحين بنطلع من الاستوديو وبنسير بيتنا نتغدى.."

سارة: "بنروح؟؟"

مترف: " مب الحين.. اول شي بنتغدى في البيت وعقب بنوديكم السيتي وعقب بنروح.. أوكيه؟"

ابتسمت سارة بسعادة وقالت: " زين.."

وهني ياهم مايد ويا أمل ومزنة وطلعوا هم الخمسة من الاستوديو واتجهوا لبيت مترف عشان يتغدون

.

.




ياسمين كانت يالسة في الحديقة تقرا مجلة وتشرب عصير يوم اتصلت بها نهلة.. الجو كان حار نوعا ما بس ياسمين كانت مظايجة من يلسة البيت وتبا تغير جو ولو في الحديقة .. ويوم رن موبايلها تنهدت وردت بدون نفس..

ياسمين:" هلا نهوولتي"

نهلة: "أهليين.. شحالها الحلوة؟؟"

ياسمين:" ملانة وطفرانة وحرانه.. انتي شحالج؟"

نهلة: "أنا بخير الحمدلله.. "

ياسمين:" تغديتي؟"

نهلة: " هيه توني متغدية.. وانتي؟"

ياسمين: "مالي نفس للغدا. بس شربت عصير.. "

نهلة: " حرام عليج بتختفين!!"

ياسمين (وهي تتنهد): " اتمنى والله"

نهلة: "شو؟"

ياسمين: "ولا شي..!"

نهلة:" هييه.. انزين انا متصلة ابا اخبرج بشي.. "

ياسمين: "شو؟"

نهلة: " انا رمست خطيبي في موضوع الفيلا ووايد استانس.. خصوصا انها مأثثة ومب لازم نتعب عمارنا وندور لنا اثاث.. وعطيته المفتاح وسار هو وامه وشافوا الغرف كلهن وخلاص ياسمين تعلق بالفيلا ما يبا غيرها.."

ضحكت ياسمين من الوناسة ونزلت العصير وهي توقف وتقول: " صدق؟؟ يعني بتشترونها؟"

نهلة: "هييييه اكيد بنشتريها!!.. بس عاد هو حدد السعر من عنده ويخاف انج تطلبين اكثر.."

ياسمين: "كم بيدفع؟؟"

نهلة: " انتي قول يكم تبين.؟؟"

ياسمين: "لا.. خبريني خطيبج كم ناوي يدفع"

نهلة: " اخاف يكون عرض مبلغ اكثر من اللي انتي بتعرضينه"

ياسمين: " طاعوا التفكير..!! نهلوه بتقولين ولا لاء؟؟"

نهلة: "بيدفع لج 980 ألف درهم.."

ياسمين: "بس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نهلووه الفيلا بنيانها بروحه ويا قيمة الأرض بمليون!!.. هذا غير الاثاث اللي فيها واللي يايبينه من برى يعني فوق ال 200 ألف دافعين فيه.."

نهلة: "انزين خلاص انا بزيد هالبيزات من عندي وبخلي ابويه يساعدني فيهن .. يعني بنشتريها بمليون و200 ألف.. يسدج ولا بعدج تبين؟"

ابتسمت ياسمين وقالت: "لا .. يسدني!"

نهلة: "زين.. الحمدلله!! .. خلاص بس نباج تعطينا مهلة شهر ونص او شهرين عشان نقدر نحول لج المبلغ ع حسابج.."

ياسمين: "عندكم شهرين.. أي تأخير ولو ان شالله يوم واحد.. بشوف لي شراي غيركم.."

نهلة: " لا لا لا .. ان شالله ما بنتأخر حتى قبل الشهرين بتحصلين المبلغ عندج"

ياسمين: "زين.. نهلة؟"

نهلة: " هلا"

ياسمين: "هالخدمة عمري ما بنسالج اياها.."

ابتسمت نهلة وقالت: " لا تزعليني منج ياسمين.. نحن ماامبينا هالرمسة"

ياسمين: "انزين عيل خبريني بآخر التطورات.. لا تنسين"

نهلة: " ان شالله.. ياللا حبيبتي باي"

ياسمين (وهي تبند الموبايل) :" باي"

.

.


.

.

في الدوحة، وفي بيت ناعمة اخت فاطمة.. كان التيلفون يرن ونوال تركض بسرعة من الصالة الثانية عشان ترد عليه قبل لا يبندونه.. وشلت السماعة وهي تاخذ نفس عميق وقالت: " ألوو؟"

ياها صوت خالوتها فاطمة من الكويت وردت عليها: " السلام عليكم.. "

نوال (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا هلا والله .. فديييييييت هالصوت يا ربي.. شحالج خالتي؟"

فاطمة: "هههههه هلا حبيبتي .. انا بخير الحمدلله انتي شحالج؟"

نوال: " بخير خالتي فاطمة.. والله تولهنا عليج واااااايد واااااايد واااااااايد.. متى بتزورينا؟"

فاطمة: "أنا عشان جي متصلة.. برد الدوحة جريب.."

نوال (وهي تبطل عيونها ع الاخر) : "والله؟؟ بتبدا اجازتج ؟؟ بس بعده شهر وشوية عن نهاية الكورس"

فاطمة: " ااممم انا قدمت استقالتي.."

انصدمت نوال وتساندت ع القنفة اللي وراها وهي تسألها بهمس: " ليش؟؟"

خالوتها فاطمة كانت من اكثر الحريم اللي عرفتهم طموح ورغبة في العلم والتعليم.. حياتها كلها كانوا طلابها ومحاظراتها والشهادات اللي تسعى انها دوم تحصلهن.. شو اللي ياها مرة وحدة وخلاها تستقيل؟

فاطمة : " خلاص يا نوال انا كبرت.. والشغل في الجامعة يخليني اكبر في اليوم عشر سنين.. تعبت.. وابا ارتاح في اخر سنوات عمري.."

نوال: " حرام عليج خالتي انتي بعدج صغيرة!!.. ليش اتخذتي هالقرار بهالسرعة؟؟ على الاقل لو خذتي اجازة وفكرتي في الموضوع اكثر.."

فاطمة: " أنا فكرت في الموضوع زين.. أبا اعيش جريبة من هلي.. ومن اختي ناعمة ومنكم.. وانا قدمت اوراقي في الجامعة في قطر وامس ردوا عليه ووافقوا.. خلاص ابا ارد ديرتي .. تعبت من الغربة ومن اليلسة بروحي.."

نوال:" حبيبتي يا خالتي!.. والله ما اعرف شو اقول لج.. وايد مستانسة انج بتكونين ويانا طول الوقت .. انتي تعرفين نحن شكثر نحبج ونتمنى تكونين معانا.. لكن هم كنت احس انج تحبين شغلج في جامعة الكويت وكنتي شوي وتستوين عميدة الكلية"

فاطمة: " ما ادري.. في لحظة يتني فكرة مجنونة اني اهد كل اللي في ايدي وارد لوطني.. يدفعني لهالشي شوق كبير ما اقدر اكتمه.. ولأول مرة في حياتي قررت اني اتبع افكاري المجنونة واشوف وين اوصل.. العمر ما باجي منه شي وخليني ولو لمرة اتصرف بجنون.."

ابتسمت نوال وقالت: " امي وايد بتستانس"

فاطمة: " قولي لها شهرين بالكثير وبكون عندكم.. لين ما احصل شراي للبيت وانقل كل اغراضي للدوحة.. "

نوال: " ان شالله خالتي.."

تمت فاطمة تسألها عن اخوانها واهلها كلهم وعقب بندت عنها وتمت حاطة ايدها على سماعة التيلفون وهي تفكر.. هل القرار اللي اتخذته هو القرار السليم؟؟ ما كانت فاطمة تعرف اجابة لهالسؤال وقررت انها تخلي اجابته للأيام اللي بتكشف لها صحة تصرفها أو عدم صحته..

بس ما تنكر انها كانت حاسة بسعادة ما حست بها من زمان.. أخيرا بترد للوطن.. أخيرا بتنتهي الغربة.. وبتحس بالاستقرار.. وما في احلى من الاستقرار وسط اهلها والناس اللي يحبونها

.

.




ناصر كان متظايج وايد وحاس بالذنب.. اللي طلبه منه مانع كان ضد مبادئه.. صحيح انه هاكر بس ما كان يحب أبدا انه يأذي أي شخص ثاني.. كل اللي يسوي لهم هاك كانوا شباب وكان يدش على كمبيوتراتهم وياخذ منها البرامج اللي يباها وعقب يطلع.. بس انه يدش على كمبيوتر بنية بغرض انه يفضحها هالشي كان كبير وما يقدر يسويه..

الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.. وفي يوم من الايام خواته الصغار اللي يموت فيهن بيكبرن وبيكتشفن عالم النت سواءا بمعرفته او بدونها .. واللي بيسويه في هالبنية بيتكرر لهن وبينفضحن بدون ذنب وهن مظلومات..

ناصر فكر وايد في الموضوع وقرر انه ما يكون له يد في اللي بيسويه مانع.. عشان جي اتصل به الساعة خمس العصر وتم يمشي في الغرفة بعصبية واضحة وهو يتريا مانع يرد على التيلفون.. ويوم رد عليه قرر ناصر انه يدش في الموضوع على طول..

ناصر: " هلا مانع شحالك؟"

مانع: " تماام .. ها نصور.. بشر.. شو سويت؟"

ناصر: " اممم .. مانع انا متصل بك عشان هالموضوع."

مانع: " حلو.. ياللا خبرني."

ناصر: " مانع اسمح لي انا ما بدش وياك في هالسالفة"

مانع (وهو مب مستوعب) : " شو؟؟ شو يعني؟"

ناصر: " يعني البنية هاي انا ما يخصني فيها.. حاولت ازرع الفايروس في ايميلها بس ظميري يأنبني.. ما اروم.."

مانع (بعصبية): " وليش؟؟ ليش تغير رايك الحين؟؟ امس كنت موافق !!"

ناصر: " يوم فكرت في الموضوع خفت.. يعني اول شي يمكن تكون انته غلطان. .مايد عمره 16 سنة يعني ما يروم يظهر بطاقة تيلفون بإسمه.. حتى لو كانت مدفوعة.. !"

ارتبك مانع.. كيف ما فكر بهالشي؟؟ بس ما بين عليه وقال بنبرة حادة: "شو قصدك يعني انا جذاب؟"

ناصر: " أنا ما قلت جي.. بس يمكن تشابه أسماء.. أو يمكن ربيعك اللي في اتصالات قص عليك.."

مانع: " وشو مصلحته يقص عليه؟؟"

ناصر: "يمكن يبا يوهقك !"

مانع: "أففف والله ما توقعت تكون جبان لهالدرجة يا نصور.. يعني نسيت كل اللي سواه مايد فينا؟؟ هاي فرصتنا ننتقم منه.. شو ياك انته جي مرة وحدة انجلبت دياية؟؟"

ناصر: " أنا ما نسيت.. ومايد اكرهه شرات ما انته تكرهه ويمكن اكثر بعد.. وبيي اليوم اللي بننتقم منه فيه بس من دون ما نورط وياه حد من اهله او أي بنية ثانية ممكن انه يعرفها"

مانع: " تعرف ؟؟ عطني السي دي مال برنامج الهاك وانا بروحي بسوي كل شي.. "

ناصر: " بس الاثم بيرد عليه انا..!!"

مانع: "الحين انته بكبرك اثام.. يت على هاذي يعني؟؟؟ انا بمر عليك عقب شوي وعطني السي دي"

ناصر: " أفففف اوكيه بعطيك.. بس اسمع. .تراني من الحين اقول لك انا هالسالفة بكبرها ما يخصني فيها.."

مانع: " خلاص انزين .. والله ما توقعتك جي خواف.. كنت اتحراك ريال يا نصور"

ناصر: " الله يسامحك .. انا ما برد عليك ."

قاطعه مانع وقال: " انزين انزين.. دقايق وبكون عندك.."

وبند الموبايل في ويهه.. وتنهد ناصر وهو يطالع الموبايل اللي في ايده واستغرب من نفسه.. شو اللي يخليه يتحمل هالانسان للحين؟؟

.

.




الساعة سبع ، عقب صلاة المغرب، وصل مايد وخواته البيت وهم تعبانين.. أمل وسارة كانن دايخات ورقدن في السيارة ويا مزنة اللي وصلوها بيت يدوتها قبل لا يردون البيت.. والحين اول ما دخلن طاحن على القنفة في الصالة وعلى طول رقدن..

ومايد يوم ماشاف حد في الصالة سار قسم عمه عبدالله لأنه ليلى خبرته انه رد البيت وشافهم كلهم يالسين في الصالة هناك وهم يضحكون ويسولفون ويا بعض.. وأول ما بطل الباب يت عينه على عمه وهو يتقهوى ويضحك ومحمد يالس حذاله هو ويدوته ويسولفون له.. ويوم التفت عمه يشوف منو اللي بطل الباب وشاف مايد واقف يطالعهم ويبتسم لمعت عيونه بحب ودفء وصل لقلب مايد على طول.. مع انه كان يعرف انه عمه بيسكن وياهم هني في البيت بس ألحين يوم شافه في غرفته حس فعلا بإحساس انه يكون عمهم موجود وياهم على طول.. تماما مثل ما كان ابوهم الله يرحمه دوم وياهم.. ارتجفت شفايف مايد وهو يحس انه بيصيح واضطر انه يضحك عشان ما تنساب دموعه اللي ابتدت تتيمع في عيونه ودخل عندهم وهو شوي وبيطير من الوناسة ولوى على عمه بقوة وتم يحببه على راسه وخشمه وأم أحمد تضحك وتقول له: "بس ذبحت عمك ميووود!!!"

عبدالله كان يضحك وهو يلوي على ولد اخوه اللي يذكره بأحمد الله يرحمه وقال لأمه: " خليه امايه خليه .. مايد اكثر واحد متوله عليه.."

محمد: "أفاااااااااا"

مايد (بنقمة): " باين انك متوله عليه!!"

عبدالله: " هههههههه جيه عاد؟"

مايد : " اصلا كيف ترد البيت وانا محد؟؟ كيف طاوعك قلبك تسولف وتضحك وانته ما شفتني؟؟"

عبدالله: " ههههههه قلت لهم خلوني في المستشفى لين ما يرد مايد بس ما طاعوا.. راغوني!!"

مايد: " فديت روحك يا عمي.. والله العظيم انه البيت منور بوجودك.. "

وقبل لا يرمس عبدالله رد مايد يلوي عليه مرة ثانية وضحك محمد وهو يحس في داخله بالغيرة من اخوه الصغير اللي ما عنده أي مشكلة في انه يطلع عواطفه لكل اللي يحبهم وما يهمه أي حد حواليه.. كان يتمنى يكون مثله وتكون عنده نفس الثقة اللي عند مايد بس محمد انولد وهو جي وما يروم الحين يغير شخصيته..

مايد: " يعني الحين خلاص انته بتم ويانا؟؟"

عبدالله (وهو يمسح بإيده على شعر مايد): " هيه"

مايد:" على طول؟؟"

عبدالله: " هيه على طول.."

مايد : "يا سلاااااااااام عيل الحين بيزيد مصروفي.. باخذ دبل.. "

ضحكوا كلهم على تفكير مايد وقالت له ام أحمد وهي تظربه ظربة خفيفه على ريوله: " عنبوو ما تستحي على ويهك.. كل هاللي تاخذه مني ومن اخوك ومب سادنك؟؟"

مايد: "أنا ريال ومصاريفي وايدة.. وبعدين محد يرمس بحضور ريال البيت.. عمي الحين هو صاحب القرار هني .. صح عمي؟؟"

عبدالله (وهو يضحك):" هيه اكييد"

مايد: "انزين عمي عيل انا بستغل الفرصة وبطلب منك شي طلبته من يدوه مرتين وما طاعت تخليني اسويه"

عبدالله: "شو هالشي؟"

مايد: " أنا الحين ريال عمري 16 سنة وباجي كم شهر وبدخل ال 17 .. يعني اروم اخذ الليسن .. ليش ما يعطوني الكروزر من الحين عشان اسوقه.؟؟ الا هو كروزر جديم يعني شو فيها؟؟"

أم أحمد (بجدية): " السالفة مب سالفة جديم ولا يديد.. انته جان تبا باخذ لك أي موتر تطلبه.. بس انته بعدك صغير .. شو حايتك بالموتر من الحين؟؟"

محمد: " انته خلص ثالث ثانوي وعقب بنتفاهم في هالسالفة.."

مايد (وهو يطالع اخوه بطرف عينه): "أنا الرمسة اللي قلتها كانت موجهة لعمي.. "

عبدالله: " فااالك طيب يا مايد.. بعطيك النيسان الجديم من زمان مودرنه.. وبتمشي حالك فيه الحين.. وعقب ما تخلص ثانوية انا بنفسي باخذ لك الموتر اللي تباه؟؟"

مايد كان مب مصدق اللي يسمعه وقال وهو يحب عمه على راسه وسط اعتراضات محمد وام احمد: " مشكووور عمي والله والله ما بتندم على هالشي.. فديييت عمي والله محد يسواه.."

أم أحمد: " مب زين تقبضه موتر وهو بعده ما عنده ليسن!!"

عبدالله: " أمايه تحيدين انا كم كان عمري يوم بديت اسوق؟؟"

أم أحمد: "هذاك أول يا عبدالله .. ما كان شي وايد مواتر وما شي هالشباب الطايش "

عبدالله: " ما عليه انا واثق في مايد.."

ابتسم له مايد بامتنان وكان بيتكلم بس ليلى دخلت عليهم وقالت : "عمي انا بسير الصيدلية اييب الدوا لشموس"

عبدالله:" بعدها الكحة ما راحت عنها؟"

ليلى: " لا .. الدكتور وصف لي الدوا وبسير ويا اشفاق اييبه.."

عبدالله:" خلاص سيري فديتج.."

أم أحمد: " وييبي لي حبوب الضغط بعد اللي عندي خلصن"

ليلى: "ان شالله يدوه بس وين الوصفة؟؟ ما بيصرف لي اياهن بدونها.."

أم أحمد: " بتحصلينها في غرفتي في الدرج اللي عند الشبرية.."

ليلى: " زين.. ياللا باي.."

طلعت ليلى وقال محمد لمايد: " ميود سير وياها .."

مايد: " ما اروم انا تعبان.. توني راد من دبي.. انته سير وياها.."

محمد: " مالي بارض.."

عبدالله: "وليش تسيرون وياها؟؟ برايها ليلى بتسير دقيقة ويا اشفاق وبترد.."

دخلت تاميني عليهم عقب ما دقت الباب وقالت لأم أحمد: " ماماه في ريال برى انا يودي داخل ميلس"

عبدالله: "هذا أكيد مبارك .. مواعدني اييني الحين عقب المغرب.."

محمد: " مبارك هني؟ زين من زمان ما شفته بسير وياك عمي.."

عبدالله:" ياللا نش عيل مابا أخليه يتريا "

مايد: " أنا بعد .. من زمان اسمع عنه مبارك هذا ولا مرة شفته"

عبدالله: " تعال ويانا وبتشوفه.."

مايد: " ياللا.."

طلعوا محمد ومايد وعبدالله وساروا الميلس عند مبارك وعقب دقايق طلعت ليلى وأشرت على اشفاق اللي كان يالس عند الموتر وركبت وياه السيارة وساروا الصيدلية

.

.

.

في الميلس كانوا مبارك وعبدالله ومحمد ومايد مندمجين في سوالفهم ومايد يلس عندهم شوي بس وعقب من التعب ترخص وسار يرقد.. ومحمد ياه منصور وتم يسولف وياه ومبارك يعطي عبدالله تقرير مفصل عن كل اللي سووه في الشركة في غيابه.. وخبره عن الصفقات والمناقصات وراواه الفواتير وكل شي.. وعقب ساعة الا ربع تقريبا انترس الميلس رياييل وترخص مبارك عشان يروح البيت.. ووعد عبدالله انه يمر عليه باجر العصر ويكمل وياه سوالف الشغل ..

طلع مبارك من الميلس ومشى عبر الحديقة الكثيفة اللي تحجب منظر البيت تماما عن اللي يمشون من جهة الميلس.. ابتسم مبارك وهو يستنشق ريحة أشجار الريحان والياسمين واللوز اللي كانت منتشرة في كل مكان في ارجاء الحديقة.. وايد حب هالحديقة وحب شكل البيت الجديم والفخم في نفس الوقت.. أول ما دش هالبيت حس بإحساس بالسعادة والدفء.. وكأنه مشاعر اهل البيت وحبهم لبعض انعكس في كل زاوية من زواياه..

مشى مبارك بخطوات سريعة باتجاه موتره اللي كان موقفنه عند الباب من داخل.. وتنهد وهو يشوف المواتر السبعة اللي كانت مبركنة برى وفكر كيف بيطلع موتره الحين؟؟

في هاللحظة دخل موتر إشفاق اللي كانت ليلى فيه ووقف في الكراج اللي كان قريب من باب البيت.. واطالع مبارك وهو حابس انفاسه ليلى اللي نزلت من الموتر وقالت لإشفاق يزقر البشاكير عشان يشلون الاغراض وياه ويدخلونها في المطبخ، لأنها عقب ما سارت الصيدلية مرت على كارفور واشترت اغراض للمطبخ والبيت

مشت ليلى وهي مب منتبهة لمبارك لأنها كانت ادور موبايلها في الشنطة ومبارك كان يمشي وهو يحاول ينزل عيونه بس مب قادر ويوم اقترب منها عشان يسير صوب الباب رفعت ليلى عيونها وهي مصدومة انه شي ريال يمشي جدامها وهي مب منتبهة.. ويوم شافته والتقت عيونهم.. تحولت نظرتها لجليد وتوقف قلب مبارك وهو يشوف نظرة الكره اللي عطته اياها..




كانت نظرة خاطفة ذبحته فيها ليلى وكملت دربها لداخل البيت.. نظرة عمره ما شاف مثلها.. كل مشاعر الكره والحزن اللي في قلب ليلى انعكست في عيونها في هاللحظة اللي اطالعته فيها.. كانت تكرهه.. وتحقد عليه بدرجة فظيعة.. ما كانت تتخيل انها ممكن تكره شخص في هالدنيا بهالطريقة بس الحين يوم شافت مبارك عرفت انه الكره اللي في داخلها له مستحيل يكون له حدود.. ما قدرت تنزل عيونها عنه او تتجاهله.. ما قدرت انها تمر من جدامه وما توصل له ولو شوي من الجرح اللي تحس به يقطع قلبها..

كل المعاناة اللي عانتها ليلى وعانوها اخوانها خلال هالاربع سنوات.. هو سببها.. حالة سارة اللي كل يوم تزيد عن قبل.. هو سببها.. امها وابوها اللي تحت التراب.. بسببه هو!!.. مهما حاولت تقنع نفسها انه ماله ذنب وانه هو بعد فقد عياله ومرته في هالحادث ، الا انه مشاعر الكره اللي في داخلها ومشاعر الألم والوحدة اللي حست بها طول هالسنين من بعد وفاة امها كانت تتجمع في قلبها وتطغى على أي مشاعر ثانية..

كانت تكرهه.. تكرهه بجنون.. من كل قلبها كانت تكره مبارك.. وما حست بشدة هالكره وعمقه الا الحين يوم شافته جدامها وتمنت لو انه هو اللي كان ميت بدالهم..

تم مبارك واقف في مكانه وهو ملتفت لها ويطالع ظهرها وهي تمشي مبتعدة عنه لين ما اختفت ورا الاشجار الكثيفة وأكيد دخلت في الصالة..

ويوم حس بعمره انه واقف في نص الحوي، تحرك وهو يرتجف بكبره ومشى صوب موتره وهو يحس انه دايخ ومهموم.. ليش ؟؟ ليش اطالعته بهالنظرة؟؟ هالويه اللي عشق أدق تفاصيله وهالعيون اللي ابتسمت له بسعادة وبراءة في آخر مرة شافها فيها حطمته تماما الحين بهالنظرة اللي صوبتها لقلبه..

وفجأة .. مثل اللي نش من وسط كابوس واستوعب اخيرا انه كان يحلم.. فهم مبارك السالفة كلها.. كيف كان غبي لدرجة انه يفكر بإنه الماضي مجرد ماضي وانه اشباحه مستحيل تطارده وتخرب عليه الحاظر والمستقبل في نفس الوقت.. كيف كان غبي لدرجة انه يصدق بإنه ليلى كانت تعرف من البداية علاقته بوفاة امها وابوها ورغم هذا كانت تبتسم له وتتعامل وياه بشكل عادي؟؟

توه بس حس بإنها ما كانت تعرف أي شي .. وانها الحين عرفت الحقيقة كلها.. أكيد في حد خبرها.. نظرة الكره اللي عطته اياها عمره ما شاف مثلها وهو اللي كان متعود على أشد نظرات الكره والاحتقار من اللي حواليه.. طول سنوات عمره وعلى كثر الناس اللي قابلهم وحبهم وتعامل وياهم.. عمره ما تحطم من نظره مثل ما تحطم اليوم وهو يسترجع نظرة عيونها

احساس جارف بالذنب والهم استولى عليه وللحظة نسى مبارك كيف يشغل موتره.. وتم متلخبط مب عارف وين يدخل السويتش.. وعقب ثواني ردت له الحاسية وشغل موتره وطلع من البيت بصعوبة كبيرة..

كان فاقد التركيز تماما وهو يسوق موتره ولأول مرة من فترة طويلة جدا، دمعت عيون مبارك

ليلى كانت الحب اللي طلعه من عزلته ومن الوحدة اللي كان عايش فيها

وبالسرعة والسهولة اللي دخلت فيها حياته.. طلعت مرة ثانية وخلفت في داخل قلبه جرح كبير واحساس بالندم ما يعتقد في يوم انه ممكن يبرى

.

.





.

ليلى أول ما دخلت البيت عطت الادوية ليدوتها ولمريم عشان تعطي شمسة.. وفصخت عباتها وشيلتها وبسرعة سارت غرفة امها وابوها وقفلت الباب وراها وتمت يالسة على الشبرية وهي تطالع ارجاء الغرفة وتصيح.. كانت مقهورة.. وحزينة وتحس بتعب فظيع هد لها كيانها كله.. ما تبا تفكر بالاحتمالات وما تبا تفكر بالماضي بس غصبن عنها كانت تفكر.. كيف تجرأ مبارك انه يدخل بيتهم وايده ملطخة بدم امها وابوها وبدم حميد.. كيف تجرأ يتقرب منها وهي كيف تجرأت تبتسم وتفكر بالانسان اللي حرمها من حظن ابوها وابتسامة امها .. بشو كان يفكر وهو يطالعها وهي تبتسم له بكل غباء؟؟ هل كان يتعاطف وياها؟؟ ولا يبا يكفر عن ذنبه ويأرف بحالها ويسوي فيها معروف ويخطبها..؟؟

حست ليلى بألم فظيع يخترق قلبها.. عمرها ما حست بهالغضب وعمرها ما كرهت حد هالكثر.. كانت تبا اطلع مشاعرها المكبوتة بأي طريقة وما لقت جدامها الا الدموع تغسل بهن كل همومها وحزنها والألم اللي يعتصر قلبها..

مستحيل تسامحه.. مهما صار مستحيل تسامحه.. مستحيل تسامح المجرم اللي سرق فرحتها ومستقبلها واغتال بقايا طفولتها وحولها من مجرد مراهقة لأم وربة أسرة وهي بعدها في العشرين من عمرها..

مستحيل تسامحه..

.

.


مسحت موزة دموعها بالمنديل اللي في ايدها وقالت للطيفة: " مب راضية ترد عليه ولا حتى ترد على مسجاتي.. ويوم اتم اتصل بها تغلق الموبايل في ويهي"

اطالعتها لطيفة بتعاطف وقالت: " يعني شو تبينها تسوي مثلا؟؟ عيل تشكين فيها وتواجهينها بهالطريقة وتصدمينها بخبر مثل هذا وتبينها تسامحج بهالسهولة؟؟"

اطالعتها موزة بنظرة محطمة وردت تصيح بصوت عالي وتأففت لطيفة وهي تلوي عليها وقالت: "ألحين انتي جي بتمين؟؟ من اقول لج كلمة صحتي؟؟ "

موزة (وهي تصيح): " ما اروم!! والله ما اروم ايود دموعي.. انتي مب حاسة.. لطوف مب حاسة باللي في داخلي"

لطيفة: "والله العظيم حاسة واعرف انج وايد تتألمين غناتي بس بدل لا اتمين تصيحين وتقولين ليتني ما قلت وليتني ما سويت.. فكري كيف تراضينها"

اطالعتها موزة وكانت ملامحها غريبة تماما عن لطيفة بسبب عيونها المنفخة وويهها الاحمر اللي كان متورم من كثر الدموع.. وقالت وهي تبعد خصلات الشعر اللي طاحت على ويهها: " صعب.. صعب اراضيها.. انا عمري ما شفتها معصبة جي.. لطووف شو اسوي..؟؟"

لطيفة: "بس ليلى تحبج موزوه"

موزة: " وما في افظع من الجرح اللي ايي من الناس اللي تحبينهم"

لطيفة: " صدقيني بتسامحج"

موزة: "ما اعتقد.. عندي احساس (ردت تصيح مرة ثانية وقالت وهي تتنفس بصعوبة) عندي احساس انه ليلى خلاص راحت.. مستحيل ترد ترمسني مرة ثانية.. "

لطيفة: " حرام عليج موزووه لا تسوين جي بعمرج.. تفائلي وصدقيني ليلى بترد ترمسج وصداقتكم بترد اقوى عن قبل"

ريحت موزة راسها على جتف اختها وقالت: "تولهت عليها"

لطيفة: "اعرف فديتج والله اعرف.."

غمضت موزة عيونها وتمت تفكر شو تسوي عشان ترضي ليلى.. كانت مب قادرة تتحمل فكرة انها تكون زعلانة عليها.. هالفكرة كانت فوق طاقتها .. وفجأة وهي تصيح.. عرفت شو بتسوي .. وبطلت عيونها وهي تفكر بهالفكرة اللي نزلت عليها فجأة.. ولأول مرة هاليوم.. ابتسمت موزة ورفعت راسها وهي تقول للطيفة بحماس: "عرفت!! عرفت شو اسوي!!"

لطيفة: "شو؟؟

موزة: "الحين بخبرج.."

.

.


.

أسدل الليل ستاره على كل المشاعر الغاضبة وعلى كل الجراح والاحزان اللي كانت تغلف مشاعر ليلى ورغم عذابها النفسي اللي تحس به ورغم نهر الذكريات اللي جرفها وياه الليلة، رقدت ليلى مثل الطفلة وشموس جدامها.. وكان رقادها هادي بدون كوابيس وبدون أي احلام مزعجة..

سارة كانت على عكس اختها، تتنقل بين عالم الاحلام واليقظة وكل شوي تنش من رقادها وهي تنتفض من الخوف.. خلاص كانت مب قادرة تتحمل الاصوات اللي ساكنه في راسها.. تحس بهم يدشون في احلامها ويعبثون بأفكارها ومخيلتها.. كانت متولهة على امها وايد .. خصوصا الليلة.. أمها كانت دوم وياها.. ما كانت تفارقها ولو للحظة .. حتى في الليل تيلس عندها واتم تسولف لها وتمسح على شعرها لين ما ترقد.. ومن يوم راحت وسارة تحس بإنه جزء من قلبها ظاع وياها..

امها ما خلتها حتى عقب ما راحت.. من كثر ما تحبها كانت للحين وياها.. بس صوت امها اللي كان يريح سارة وهي صغيرة ويخليها عايشة في عالم خاص فيها ما في حد الا هي وامها، صار يخوفها ويزعجها الحين وايد.. الصوت اللي في داخلها.. صوت امها.. كان يكلمها في كل الاوقات.. وكان دوم يحرضها عشان تلحق امها واتم وياها على طول.. وسارة ما كانت تبا تروح.. خلاص تبا اتم هني ويا اخوانها.. ما تبا تروح .. بس الصوت مأذنها.. ما يخليها في حالها.. ما يخليها ترتاح.. طول الوقت كان يتردد في خيالها وطول الوقت يجبرها تسمعه ويرتفع فوق أي صوت ثاني ينسمع حواليها لين ما تحس انها خلاص بتختنق..

نزلت دمعة من عيون سارة وهي حاسة بظيج فظيع.. كانت تعرف انه عمها راقد في غرفته تحت.. وسارة تموت في عمها عبدالله وكل ما يكون موجود تحس انه ابوها الله يرحمه رد لها مرة ثانية..

كانت بتموت وهي تبا تسير وترقد عنده تحت.. بس مجرد فكرة انها تمشي في الممر المظلم وتنزل الدري وتسير للقسم الجديم من البيت كان يخليها ترتعش من الخوف..

وفي النهاية حست بالصوت يتلاشى تدريجيا من مخيلتها لين ما اختفى نهائيا وعلى طول استغلت سارة الفرصة ورقدت.. قبل لا يرد يأذيها مرة ثانية

.

.

غرربه
02-05-2013, 07:27 PM
.

الساعة اربع ونص الفجر، انتبه مانع على صوت دقات عالية على باب غرفته.. وتأفف بظيج وهو يسمع صوت أبوه يناديه ويقول له: " منووع.. ياللا نش بتفوتنا صلاة الفجر.."

نش مانع بصعوبة وهو يقول بصوت خشن: "زين ابويه نشيت.. "

بومانع: "أترياك لا تتأخر.."

مانع: "انزين.."

غسل مانع ويهه وتيدد وظهر من الغرفة وهو بعده مسطل.. ابوه كل يوم الفجر ياخذه وياه ويسيرون يصلون في المسيد.. ومانع تعود على هالشي يوميا ومع هذا كل يوم ينش وهو شوي وبيصيح من التعب ويتمنى لو يوم واحد بس ابوه يغفل ويخليه يرقد براحة..

تنهد مانع وهو يحج شعره ويمشي ورا ابوه في الجو الدافي .. ورغم جمال وروعة المنظر والسما اللي كانت تودع ظلام الليل وتبدا تستقبل النهار في ساعات الفجر الأولى، إلا انه مانع كان غافل عن كل هذا وصلى صلاته وهو مسطل وما يعرف حتى شو كان الامام يقول..

ويوم سلم ويا بيوقف عشان يروح ويا أبوه تفاجئ انه المصلين ردوا يصطفون مرة ثانية في صفوفهم وابوه بعد وياهم والأمام رد يستعد عشان يصلي.. والتفت مانع على ابوه وسأله بهمس: "صلاة شو هاذي الحين؟"

اطالعه ابوه وهو يهز راسه بيأس وقال: " منوع انته بعدك راقد؟؟ بيصلون ع الميت!"

انصدم مانع ووقف على اطراف اصابعه وهو يحاول يشوف بداية الصف.. وشاف بصعوبة الجثة المكفنة والممدة جدام جموع المصلين.. وحس بقشعريرة تسري في جسمه وتم يطالعها برهبة وهو يسأله ابوه: " منو متوفي؟؟"

بومانع (وهو يتنهد بحسرة): " هذا سعيد ولد محمد سليمان.. الله يرحمه.. منو يصدق انه صبي بعده ما كمل ال14 سنة يموت جي من دون سبب.. "

مانع كان يطالع ابوه بنظرة مفجوعة وهو مب مصدق: " سعيد؟؟؟ سعيد ؟؟؟ سعيد مات؟؟"

مانع: " هيييه .. الله يرحمه ويصبر اهله.. "

كبر الامام وابتدوا كلهم يصلون.. وصلى مانع وهو يرتجف من تأثير الصدمة اللي انصدمها يوم سمع الخبر..

سعيد كان صبي في فريجهم تعود مانع يشوفه كل يوم وهو راد من المدرسة وكان يستانس وايد يوم يلعوزه.. امس الظهر كان معثر له بريوله وطاح سعيد على كتبه وتم مانع يضحك عليه.. امس شايفنه وما كان فيه شي.. كيف مات.؟؟ كيف؟؟

خلصوا الناس صلاتهم وشلوا سعيد الله يرحمه عشان يدفنونه واضطر مانع وابوه انهم يمشون وراهم في الجنازة.. ومانع مستغرب من عمره ومن الدموع اللي كانت تصب من عيونه وهو مب قادر يسيطر عليهن.. كان يحس بالذنب لأنه طول هالسنين وهو يلعوزه ويأذيه ويخلي الكل يتمصخر عليه.. طول هالسنين وهو يكرهه بدون سبب ومتعته الكبرى في الحياة انه يشوف نظرة الحزن والاحراج في عيونه.. والحين مات.. مات وهو يكرهه ومانع ما كانت عنده أي فرصة عشان يغير هالشي..

انتبه بومانع على دموع ولده وضغط على جتفه وهو يطالع بحنان وقال له: " الواحد في هالدنيا ما يعرف متى بتكون ساعته.. الموت ما يعرف لا عمر ولا مركز اجتماعي .. الموت يخطفنا في أي لحظة والانسان يا مانع لازم يكون دوم مستعد لنهايته.. "

هز مانع راسه بحزن وهو يسمع كلام ابوه اللي للمرة الاولى يحس به يدخل لأعماق قلبه

بومانع: " اللهم انا نسألك حسن الخاتمة... اللهم انا نسألك حسن الخاتمة"

مانع (بهمس): "آمين..!"

حظر مانع الدفن وهو مذهول ومحطم نفسيا.. خصوصا يوم شافهم يدفنون سعيد ويكيلون التراب عليه.. تذكر عمره وعرف انه هذا هو مصيره في يوم من الايام.. مجرد كفن وحفرة ضيقة وباردة تحت التراب.. لا بينفعه رقاده اللي يحبه اكثر عن الصلاة ولا بتنفعه افكاره الانتقامية واحقاده وكرهه للناس وغيرته منهم.. كل هذا بيعذبه اكثر واكثر وهو في قبره..

في هاللحظة يت لطيفة على بال مانع.. ومايد وياها.. وحس مانع بقلبه ينقبض بشده وهو يفكر باللي كان بيسويه.. لطيفة بنية برغم انه عرفها في البوول إلا انها كانت وايد محترمة وياه.. وهو كان بيفضحها وبيدمر سمعتها عشان كرهه لمايد ولاعتقاده بإنها تعرفه او يمكن تكون معجبة فيه..

كان يبا يأذي مايد بأي طريقة وما فكر للحظة انه الله سبحانه وتعالى يشوفه وبيحاسبه على كل اللي يسويه

كانت هاي لحظة عمره مانع ما بينساها.. والمشهد اللي شافه جدامه.. مشهد سعيد وهو ينحط في القبر.. بيتم محفور في ذاكرته للأبد.. وبيكون سبب ودافع له عشان يتغير للأحسن ويصفي نيته وقلبه وينسى احقاده وافكاره السودا كلها

في هاللحظة.. وهو راد البيت من المقبرة.. قرر مانع يرد السي دي على ناصر بدون ما يستخدمه.. وقرر انه ينسى لطيفة وهو يدعي الله انه يستر عليها.. كافي الذنوب اللي كانت مكدسه على قلبه.. آخر شي يباه مانع في هاللحظة هو انه يزيد عمره ذنوب اكثر من اللي عنده

.

.






" بعد مرور شهر... "


" ياااه !! هالشهر مر بسرعة.. والله ما حسيت به.."

قالت مريم وهي يالسة تتريق ويا ليلى في الصالة.. الساعة كانت ثمان الصبح وكل حد سار المدارس او الدوام.. حتى عبدالله اليوم داوم في الشركة لأول مرة من عقب ما مرض..

ردت عليها ليلى وهي تصب لها جاهي: " هيه الأيام تمر بسرعة.. خصوصا اذا الواحد فينا كان مشغول"

مريم: " الاسبوع الياي بتبدا امتحانات اخر العام صح؟"

ليلى: " هيه .. الحمدلله انه محد من اخواني بيمتحن الا ميود.. وهذا ما ينخاف عليه بيعديهن ان شالله"

مريم: " السنة الياية عاد سارونا بتكون صف رابع وبتبدا تمتحن .. لازم تشدين حيلج وياها.."

تنهدت ليلى وهي تقول: " هاي بالذات وايد احاتيها مريوم.. سارونه وايد تغيرت عن قبل.."

مريم: "أنا لاحظت انها كله يالسة بروحها.. خصوصا في الفترة الاخيرة.."

ليلى: " هيه.. من يوم انتقل عمي عندنا وهي تقريبا ما ترمس حد غيره.. اممم هي كانت جي قبل على ايام امايه وابويه الله يرحمهم.. ما كانت تتعامل ويانا وايد وما ترمس الا امايه.. والحين ردت لعادتها يوم شافت عمي موجود عندنا طول الوقت.."

مريم: " وهذا اللي مخوفنج..؟"

ليلى: " لا.. بالعكس احس انه هاي هي طبيعتها .. هي شوي منعزلة عن الباجين.. اللي مخوفني كلام مايد اللي قال لي اياه هذاك اليوم.. خبرني انها تسمع اصوات.. وانها يمكن تكون مريضة نفسيا.."

مريم: " بسم الله عليها.. لا لا ما اعتقد انه مرض نفسي.. سارة بعدها صغيرة!! لا تحاتين بتكبر وبتعدي هالمرحلة.."

ليلى: " مايد يشوف اني المفروض اوديها تتعالج.."

مريم (برعب): " علاج نفسي..؟"

ليلى: " هيه.."

مريم: " لا لا لا .. ليش عاد؟؟ قلت لج بتكبر وبتعدي هالمرحلة لا تحاتين.."

ليلى: " الله يسمع منج مريوم.."

مريم: " على طاري ميود.. هههههه.. من يوم عطاه عمج النيسان ونحن موول ما نشوفه"

ليلى: " أسكتيي والله اني مقهورة من هالسالفة وناوية ارمسه اليوم ان شالله.. اربعة وعشرين ساعة مجابل النيسان.. واذا ما كان يهيت فيه .. يتم يتعبث فيه برى في الحديقة وناسي شي اسمه مذاكرة.."

مريم: " الاسبوع الياي امتحانات.. لا تخلينه يظهر "

ليلى: "أكيد.. امم مريوم خبرتي محمد؟؟"

مريم: " عن شو؟؟"

ليلى: "عن شو بعد.. عن الحمل"

نزلت مريم الكرواسون من ايدها لأنها حست انه نفسها انسدت وقالت لليلى: " لا ما خبرته.."

ليلى: " ومتى ان شالله ناوية تخبرينه؟"

مريم: "بخبره اليوم.. بس خايفة وايد من ردة فعله.."

ليلى: " لا تخافين.. محمد بيتفهم الوضع.. وبعدين انتي الحمدلله صحتج الحين وايد احسن.. يعني المفروض يتفاءل.."

تنهدت مريم وقالت: "ما اعرف!!.. بحاول ارمسه اليوم وبخبره .. والله يستر.."

ليلى: " انزين حبيبتي انا بسير الحين.. حفلة خلود بتبدا عقب نص ساعة وابا اسير من وقت.."

مريم: " اوكيه غناتي.. "

نشت ليلى وسارت تتلبس بسرعة عشان تلحق على حفل تخريج اخوها خالد من الروضة.. وكالعادة يوم شلت موبايلها عن الشبرية شافت موزة مطرشة لها اكثر عن مسج .. ومسحتهن ليلى مثل ما مسحت كل المسجات اللي وصلنها من موزة خلال هالشهر.. وطوال هالشهر كانت تتجاهل تماما اتصالات موزة ومسجاتها اللي ما توقفت ابد .. رغم شوقها لها بس كانت للحين حاسة بالجرح والغضب ولين ما يتلاشى هالاحساس كانت مقررة انها ما ترمس موزة ولا تقترب منها

وموزة كانت من تنش الصبح لين ما ترقد في الليل وهي منشغلة بشي واحد بس .. الهدية اللي تسويها لليلى عشان تراضيها.. وفي الفترة الاخيرة خفت اتصالاتها لليلى بس رغم هذا ما يأست.. وكان عندها امل انه ليلى بتسامحها في يوم من الايام

.

.


.

اليوم السبت.. الساعة تسع ونص الصبح.. والمكان هو المسرح الصغير التابع للروضة اللي يدرس فيها خالد..

دخلت ليلى المسرح ويا مجموعة من الامهات اللي كانن يايات يحضرن تخريج اطفالهن من الروضة.. وليلى كانت وياهن بس الفرق الوحيد اللي بينها وبينهن انه اللي يايه تحضر له هو اخوها مب ولدها.. يلست ليلى في الصف السادس لأنها ما لقت اماكن جدام بسبب الزحمة في المكان.. وتلفتت حواليها وهي تطالع ويوه الامهات على امل انها تحصل حد تعرفه بس للأسف ما كانت تعرف ولا وحدة فيهن..

في هاللحظة اشتاقت لموزة وتمنت لو كانت موجودة وياها الحين.. ع الاقل ما بتحس ليلى بالتوتر هذا كله.. ولا بتحس بالغربة والوحدة وهي موجودة في هالحشد من الناس..

تنفست ليلى بعمق وفكرت بخالد.. كانت وايد فخورة بأخوها لأنها قبل شوي رمست ابلته وخبرتها انه خالد اذكى طفل عندها في الصف وانه اكثرهم شعبيه بين باجي اليهال.. وهالشي ريح ليلى وايد.. على الاقل خالد بيكبر وهو طبيعي.. بدون عقد وبدون احساس بالنقص.. وهالشي واضح في شخصيته من الحين..

انطفت الانوار في المسرح وسكتن الحريم كلهن وهن يترين الستارة تنرفع عن خشبة المسرح.. وابتدى برنامج الحفل بكلمة من مديرة الروضة اللي عبرت عن فخرها بكل الاطفال اللي بيتخرجون من روضتها.. عقب هالكلمة ابتسمت ليلى بحنان وهي تطالع مجموعة من البنات يرقصن على ايقاعات وحدة من الاناشيد الخاصة باليهال وعقبهن كان دور الفقرة اللي مشترك فيها خالد..

كانت الأبلة واقفة تتكلم في الميكرفون وتقول تمهيد للشخصية اللي بيمثلها الطفل.. وعقبها يطلع الطفل ع المسرح وهو لابس ثياب هالشخصية ويقول كلمتين ويرد ورا المسرح.. ليلى كانت تطالعهم بترقب وهي تتريا خالد يطلع وكل شوي تسمع وحدة من الامهات تقول " هذا ولدي .." أو "هاي بنتي" وكانت ليلى مب قادرة تسيطر على دقات قلبها وهي تتريا اخوها يطلع وفي الاخير يا دوره وقالت الابلة : " إنه ينبض حنانا وحبا ويتسع لكل ما يتنفس على وجه الكرة الارضية.. هو يحبنا.. يخاف علينا.. يسعد لسعادتنا ويحزن لحزننا.. فما هو؟؟"

في هاللحظة ، طلع خالد من ورا المسرح وهو لابس قلب أحمر كبير من الاسفنج وكان شكله واااااااايد يخبل لدرجة انه الامهات اللي حذال ليلى قامن يتفدنه وليلى شوي وبتصيح من الوناسة وهي تقول في خاطرها " ربي يحفظك ان شالله"

وقف خالد عند الابلة وقال في المكيرفون اللي حطته على حلجه " أنا قلب الأم.. أنا احب اطفالي .. فأنا.. اااا فأانا.. (اطالع خالد الابلة اللي ذكرته باللي يقوله وهي تهمس ) فأنا أرعاهم في مرضهم.. وأسهر الليالي على راحتهم.. وأفعل المستحيل لأجلهم.. "

الأبلة: "راائع!! اذن هذا قلب الأم.. فلنصفق جميعا له"

ارتفع صوت التصفيق بشكل عالي واختفى خالد ورا المسرح مثل باجي الاطفال وتمت ليلى تصفق له بكل حرارة وهي تبتسم من الوناسة والفخر.. وعقب ما خلصت كل الفقرات.. سلموهم شهاداتهم واقتربت ليلى من المسرح وصورت اخوها وهو يستلم شهادته وعلى طول نزل لها خالد من فوق وتم يالس عندها لين ما طلعوا اثنيناتهم من المسرح ويا باجي الحريم..

وبرى المسرح، وقفت ليلى ترمس اشفاق في التيلفون عشان ياخذهم وخالد يطالع الشهادة وهو مستانس بلبس التخرج اللي لابسنه ويوم ابتسمت له ليلى قال لها: " شفتيني وانا طالع ع المسرح؟"

ليلى (وهي تبتسم له ): " هيه حبيبي شفتك.."

خالد: " وشفتيني يوم عطوني الشهادة؟؟"

ليلى: "هههههه هيه خلود بلاك؟؟ تراني صورتك بعد!"

خالد: "أووه صح.. هيهيهي.. نسيت!"

ليلى: "فدييت روحك.."

في هاللحظة مرت حذالها وحدة من الامهات وقالت لها وهي تبتسم: " ولدج ماشالله أموور"

بطلت ليلى حلجها عشان تقول لها انه اخوها مب ولدها وعقب سكتت وهي تبتسم وقالت: " تسلمين الغالية .. كلج ذوق.."

ابتسمت الحرمة وهي تطالع خالد وقالت: "الله يحفظه لج ان شالله.."

ليلى: "آمين.."

سارت عنها الحرمة وتمت ليلى واقفة ويا خالد وهي تتريا اشفاق.. ما تعرف ليش حست بفخر كبير يوم تحرتها الحرمة ام خالد.. كانت فعلا تحس بصلة غريبة تربطها بخالد بالذات.. وكأنها فعلا امه.. يمكن لأنه امها الله يرحمها ضحت بحياتها عشان تحميه.. وليلى كانت تحس انه خالد أمانه أمنتها اياها امها الله يرحمها.. ولازم تحافظ عليه..

اليوم تخرج خالد من الروضة.. والسنة الياية بيدش المدرسة .. وليلى بتكون موجودة وياه في أول يوم له في المدرسة.. بتكون موجودة وياه وهو يكبر وبتشهد كل مراحل حياته بنفس الحب والاهتمام اللي كانت امها بتعطيه اياه.. عمرها ما بتخذله وعمرها ما بتتخلف عن أي يوم مهم في حياته..

وعمرها ما بتحسسه انه يتيم..

هذا كان العهد اللي عاهدت ليلى فيه نفسها وهي واقفة وياه هني في الروضة ..

خالد عمره ما بيحس بالغربة بين اهله وناسه..

وعمره ما بيحتاج لمخلوق..

.

.





تبطل باب الصالة ودشت لميا وهي تضحك ويا نوال اخت خطيبها.. توهن كانن رادات من السيتي سنتر واياديهن كانت محملة بالاكياس والمشتريات.. ووراهن دشت فاطمة وهي ما تشوف اللي جدامها من كثر الاغراض اللي كانت في ايدها..

فاطمة استوى لها اسبوعين من يوم ردت تعيش في قطر.. ومن ساعتها ونوال ولميا كل يوم يطلعن وياها.. وثلاث مرات وصلن للبحرين .. كانن وايد مستانسات وياها وخصوصا انها ما كانت متشددة مثل ام نوال وأم لميا.. وساعات كانت لميا ربيعة فاطمة تظهر وياهن بس هذا نادرا ما يستوي لأنها تستعد لعرسها اللي بيكون جريب..

فاطمة (وهي تيلس ع القنفة بتعب وتقول للميا خطيبة احمد): " انتي جي خلاص تجهزتي لعرسج.. لا تقولين تبين زهاب بعد.."

لميا: " ههههههههه لا لا خالتي.. بعدني ما شبعت.. لازم اكشخ لأحمد ولا تبينه يقول عني عنقاش؟؟"

فاطمة: " احمد حليله مول ما يهمه اللبس .. انتي بس تبين تصرفين وخلاص"

لميا: " ما عليج من الرياييل .. يقولون اللبس والشكل ما يهمهم وعيونهم ع اللبنانيات والسوريات.."

فاطمة: "هههههههه معاج حق في هاي"

نوال: " أنا تعبانة... خالتي شي عصير في الثلاجة؟"

فاطمة: " إييه شي.. وهاتي لي وياج وانتي رادة.."

لميا: " وانا بعد.."

نوال (وهي سايرة المطبخ): "أوكيه"

أول ما سارت نوال ابتسمت لميا لفاطمة وقالت: " خالتي بخبرج بشي .."

فاطمة: " شو؟؟"

لميا: "أنا كنت بخبرج جدام نوال بس خفت انه يكون شي خاص وتظايجين مني.."

ابتسمت فاطمة وقالت: " قولي لموي.. شو عندج.."

لميا: " امممم.. أنا تعرفت على وحدة اماراتية من الانترنت.."

فاطمة (باهتمام): " حلو.."

لميا : "وتقول انها تعرفج.."

فاطمة: " يمكن... شو اسمها؟"

لميا: " اسمها ليلى.. تقول انها شافتج في ايطاليا وسلمت عليج.. وانج تعرفين عمها.. اممم اعتقد اسمه عبدالله.."

انصدمت فاطمة يوم سمعت اسم عبدالله يطلع من شفايف لميا خطيبة ولد اختها.. وتمت تطالعها وهي متفاجئة وعلامات التوتر بادية على ملامحها.. وهالشي خوف لميا اللي حست على طول انها غلطت يوم طرت هالاسم جدام فاطمة وقالت بسرعة: " بس يمكن تكون جذابة!!"

فاطمة (وهي تلبس نظارتها وتبطل المجلة اللي شارتنها): " لا لا مب جذابة ولا شي.. فعلا انا اعرف عمها عبدالله بن خليفة.. شفته في مؤتمر مرة ويلسنا نتناقش في موضوع.. وعقب شفته مرة ثانية في ايطاليا وكان ويا اهله وسلمت عليهم.. وأكيد صديقتج كانت وحدة من اهله مع اني ما اتذكرها"

لميا: " أهاا.. يعني انتي ما تعرفينه عدل؟؟ "

فاطمة: " لا طبعا ما اعرفه.. "

لميا: " لأني كنت افكر اخذ رقمها ويوم اروح الامارات اتلاقى وياها.. شو رايج خالتي.؟؟ أخذه؟؟"

فكرت فاطمة في الموضوع عدل.. هاي كانت فرصتها.. نافذتها اللي ممكن اطل فيها على حياة عبدالله وتعرف اخباره.. وأملها الوحيد في انها ترد تتلاقى وياه مرة ثانية.. قلبها كان يقول لها خلي لميا تتعرف عليهم وتقترب منهم.. وعقلها يذكرها بانها وحدة كبيرة ومحترمة والمفروض تكون كبرت عن هالحركات اللي مالها معنى.. بس بين قلبها وعقلها كان الاختيار صعب جدا.. وتنهدت فاطمة بصعوبة وهي تحس بعقلها يتغلب على قلبها في الاخير وقالت للميا: " صداقات الانترنت هاذي انا ما اوافق عليها.. وما اعتقد انه احمد بعد بيوافق عليها.. انتي ما تعرفين البنية عدل ولا تعرفين اذا كانت زينة ولا شينة.. ما تعرفين اصلا اذا كانت بنية..!! فمن رايي انج ما تعطينها رقمج ولا تاخذين رقمها.. خلي علاقتج وياها سطحية احسن.."

لميا: "أممم انا بعد قلت جي.. بس كان عذري الوحيد في اني اتعرف عليها هو انها تعرفج وقلت يمكن تستانسين اذا عرفتهم انا بعد.. بس دام انه المعرفة سطحية جدا خلاص ماله داعي اتقرب منها اكثر.."

ابتسمت فاطمة للميا وسوت عمرها مندمجة في قراية المجلة اللي جدامها.. ويت نوال من المطبخ وفي ايدها صينية العصير والكيك اللي طلعته من الثلاجة..

خذت فاطمة العصير وتمت تشربه بهدوء وهي تطالع لميا ونوال اللي كانن يسولفن بحيوية ويطالعن اللي اشترنه.. بس فاطمة ما كانت منتبهة لهن ولا كانت مهتمة للي يقولنه.. بالها كان في مكان ثاني.. في العين.. عند عبدالله.. اللي كل ما قررت تسد باب قلبها في ويه ذكراه .. تتفاجئ بها وهي تطلع لها من مكان ثاني ..

بس فاطمة كانت قوية.. والدروب اللي تختارها لنفسها تستمر فيها للنهاية.. وهي اختارت انها تبعد عبدالله عن حياتها وبتستمر في هالدرب بدون ما تلتفت وراها او تسمح لقلبها انه يحن ويشتاق له..

مثل ما كانت تقول دوم " كبرنا على هالسوالف.. خلي الحب والاشواق للشباب.. نحن مالنا غير اننا نراقب من بعيد ونبتسم"

.

.



.

.

اليوم هو أول يوم يسير فيه عبدالله بن خليفة في الشركة من بعد الغيبة الطويلة اللي غابها، وهو يالس في مكتبه الحين، كان يحس بالطمأنينة وبشعور غريب بالقناعة والرضا.. حياته بالنسبة له كانت كاملة.. وعيال اخوه ملوا كل نقطة فراغ خلفتها ياسمين في قلبه من عقب ما ودرته.. كان مستغرب من عمره كيف ما انتقل عندهم من البداية..؟ خلال هالشهر اللي يلسه عندهم حس عبدالله انه في منتهى السعادة.. كانوا اربعة وعشرين ساعة عنده ، مول ما يخلونه بروحه.. وعبدالله اللي كان يتوقع انه ما يروم يستغنى عن عزلته والهدوء اللي كان عايش فيه.. استوى ما يطيق ييلس دقيقة وحدة من دونهم ومن دون ما يسمع صوتهم حتى لو من بعيد..

أشيا وايدة تغيرت في حياته، شمسة كانت دوم جدام عينه.. والحين عقب ما كملت شهرين وخمسة ايام كانت تميز بين الويوه والناس اللي حواليها وكانت وايد دلوعة وكل ما حد غير ليلى ومريم يشلها اتم تصيح وتعفس ويهها.. بس عبدالله كان يذوب من الوناسة لأنه يوم يشلها اتم ساكتة وتطالعه بانبهار وكأنها حاسة بإنه هذا هو أبوها..

أحاسيس جميلة كانت تملا قلبه كل ما شل شموس في حظنه.. كان يعشقها بجنون وهالطفلة اللي دخلت عالمه من شهرين بس .. استوت وبدون أي مقدمات عالمه كله.. وكان مستحيل يمر اليوم بدون ما ييلس وياها ع الاقل خمس ساعات..

دقت روان باب المكتب بهدوء ودخلت على عبدالله وهي تبتسم وشالة في ايدها صينية القهوة، له ولسهيل ومبارك اللي كانوا يالسين وياه..

روان اليوم كانت مب قادرة تشل الابتسامة عن ويهها.. كانت تحس بها لاصقة على شفايفها مهما حاولت انها ما تبتسم كانت ما تقدر.. من متى تتريا عبدالله يرد يداوم ، والحين يوم تحققت امنيتها كانت مب قادرة تسيطر على مشاعر السعادة اللي تحس بها ومبارك اللي كان يطالعها بخبث ويبتسم كان عارف هالشي وحاس بإعجاب روان بعبدالله بس طبعا سكت لأنه مستحيل يعلق على هالشي

حطت روان القهوة على طاولة المكتب وابتسم لها عبدالله وهو يقول: " الله يعطيج العافية.."

روان (وابتسامتها تكبر): " الله يعافيك يا رب.. أي حاجة تانية؟؟"

عبدالله: " لا مشكورة وما قصرتي.."

روان: " طيب.. عن إزنكوو"

عبدالله (وهو يطالعها ويبتسم): "تفضلي.."

طلعت روان من المكتب وقال عبدالله لسهيل: " يعني خلال هالشهرين اللي مروا وانا غايب عن الشركة خلصنا مشروعين وسلمناهن لأصحابهن.."

سهيل: " هيه.. واثنيناتهم دفعوا كل اللي عليهم والفواتير وكل المستندات موجودة في الملف الاخضر.."

عبدالله: " حلو.. والمشاريع المعلقة للحين؟"

مبارك : " مشروع النادي البحري.. وفيلا سكنية في منطقة الشعيبة"

عبدالله: " بس هالمشروعين؟؟ "

سهيل: " هالفترة ما انعرضت أي مشاريع يديدة وحتى المناقصات مب لين هناك"

مبارك : " شركتي انا للحين ما عندها الا مشروع المنتجع .. المشكلة انه في شركات اجنبية قامت تنافسنا واسعارهم وايد ارخص ويستخدمون الخرسانة الجاهزة في كل شغلهم ويسلمون مشاريعهم بشكل اسرع"

عبدالله: " بس هالبنيان ما ينفع .. ماشي احسن عن البنيان التقليدي.. ولا شغل الخرسانات كله أي كلام"

مبارك : " بس الناس الحين يدورون الرخيص .. محد يهتم بالجودة والنوعية.."

سهيل: " معاك حق .. "

عبدالله: " انزين .. سهيل اباك تعطي العمال والمهندسين خبر عشان يبدون في هالمشروعين ويحاولون يخلصونهم بأسرع وقت.."

سهيل: " إن شالله.."

عبدالله: " وسير البلدية شوف شو المشاريع اليديدة المطروحة في السوق.. وشوف اذا في أي مناقصات يديدة"

مبارك : " أنا بسير البلدية عقب شوي وبشوف لك المشاريع والمناقصات وبتصل بك وبخبرك.. سهيل انته مب لازم تسير.."

عبدالله : " بارك الله فيك يا مبارك"

وقف مبارك وقال وهو يمد ايده عشان يسلم على عبدالله وسهيل : " ياللا عيل انا بسير الحين.. لازم اخلص شغلي في البلدية وعقب بروح دبا عشان اتابع المشروع هناك.."

عبدالله (وهو يسلم عليه): " وين ؟ تو الناس!! ما شربت قهوتك.."

مبارك: " مرة ثانية ان شالله.. ياللا فمان الله.."

مبارك + عبدالله: " مع السلامة.."

طلع مبارك من المكتب وعلى طول التفت عبدالله لسهيل وقال : " والله انه ريال والنعم فيه.. مول ما قصر ويايه في الفترة اللي طافت.."

سهيل: "ليش ما تردون الشراكة من بينكم.. ؟"

عبدالله: " لا يا سهيل.. جي احسن لنا اثنيناتنا.. بنرد شركا وبترد المشاكل من اول ويديد"

سهيل: " بس مبارك تغير .. وفوق حبه لك زاد احترامه لمكانتك ونزاهتك وشغلك.. وما اعتقد انه المشاكل التافهة اللي كانت واقفة بينكم من قبل بترد مرة ثانية"

عبدالله:" يا سهيل انا كبرت وما اروم على عوار الراس.. ومبارك مهما اقترب مني ووثقت فيه بس بعد ما اروم ارده شريكي.. الانسان يتعلم من غلطاته وانا دفعت الثمن غالي في المرة اللي طافت يوم فض الشراكة وخسرت شركتي.. "

هز سهيل راسه وقال: " ويلسنا شهور طويلة واحنا نحاول نرد الشركة مثل ما كانت"

عبدالله: " والحمدلله ردت مثل اول واحسن.. وانا الحين ما بضحي بهذا كله عشان اجرب اذا مبارك تغير ولا لاء.. الانسان لازم يكون حذر. حتى مع اقرب الناس له.."

سهيل: " صحيح.."

ابتسم له عبدالله ورد يقرا الملف اللي في ايده وتم سهيل يطالعه وهو مستانس من التغير اللي طرى على شخصيته ولو انه يعرف انه عبدالله في النهاية بيرد لطيبته وثقته اللامحدودة في اللي حواليه.. بس بعد كان يحس انه الازمة اللي مر بها في زواجه اثرت عليه وايد.. واستوى عبدالله انسان حذر جدا في التعامل مع اللي حواليه.. فعلا ياسمين اثرت فيه وايد.. وتمنى سهيل في داخله انه عبدالله يروم يتجاوز مشاعره تجاهها في يوم من الايام

.

.




.

ياسمين في هاللحظة كانت تلقي النظرة الأخيرة على غرفتها قبل لا تطلع وتصك الباب وراها.. كانت هاي آخر مرة تشوف فيها هالغرفة.. على الاقل لمدة خمس او ست سنوات.. خلاص كل الاجراءات خلصت وياسمين سجلت في جامعة أكسفورد في لندن وبتقدم امتحان التوفل الاسبوع الياي هناك.. و إذا نجحت فيه بتبدا الدراسة في الجامعة عقب ثلاث اسابيع واذا ما نجحت بتدرس لغة لمدة سنة قبل لا تبدا في الدراسة..

اطالعت ياسمين الخدامات اللي كانن شالات شنطها الكبار بصعوبة ومودينهن تحت في السيارة اللي كانت تترياها عشان توصلها المطار..

ياسمين حياتها تغيرت تماما من عقب طلاقها من عبدالله.. كانت ما تطلع من البيت أبد احتراما لحالتها الاجتماعية كمطلقة وكانت تقضي الساعات كلها وهي تدرس وتقوي لغتها الانجليزية.. أبوها اللي تحددت المهلة النهائية لتسديد ديونه عقب شهر كان متوهق ومحد راضي يسلفه المبالغ المالية اللي مكسره ظهره.. وياسمين رفضت رفض قاطع انها ترفع القضية على عبدالله وهددت ابوها انه اذا حاول يجبرها على هالشي بترمس جدام القاضي وبتخبره بالحقيقة كلها.. ومن يومها وعلي بن يمعة ما يرمسها ولا يتدخل في أي شي تسويه

نزلت ياسمين تحت في الصالة وهي تفكر بحسابها في البنك واللي وصل لفوق المليون عقب ما باعت الفيلا .. طبعا اهلها ما يعرفون أي شي عن هالموضوع ويتحرونها مسافرة لندن بعثة على حساب الدولة.. كانت تعرف انه هاي انانية كبيرة منها انها قررت ما تساعد ابوها وتحتفظ بالبيزات كلها لنفسها.. بس هاي هي ياسمين اللي رباها علي بن يمعة.. ولازم يتحمل عواقب تربيته..

يوم نزلت ياسمين تحت شافت أخوها لافي يالس مجابل التلفزيون وامها حذاله .. واثنيناتهم صدوا صوبها يوم شافوها تقترب منهم..

لافي (وهو يطالعها باحتقار): " تعرفين انج فاظحتنا بين الناس.. يعني ما يحتاي اقول لج هالشي.. "

تنهدت ياسمين بتعب وقالت: " انا عشاني بسافر ادرس فظحتكم.. وانته اللي كل يوم تسهر في الهارد روك كافيه رافع راسنا جدام الناس.. ما عليه.. الله كريم!"

نش لافي من مكانه وقال وهو يطلع من الصالة: "ما اعرف ليش اضيع وقتي وارمسج.. انا من الحين متبري منج.."

ياسمين: "أحسن.. كنت اتريا هالشي من زمان.."

اطالعته ياسمين وهو يركب ع الدري لين ما اختفى تماما عن انظارها.. كانت تحس بالحزن وهي تشوفه يبتعد عنها.. أخوها اللي عمره ما حس صوبها الا بالبرود والكره.. رغم انها ما سوت له أي شي..

في ناس عمرهم ما يتغيرون ولافي منهم.. بيتم طول عمره انسان بارد وياسمين كرهت عمرها لأنها كانت تفكر انه بينش وبيلوي عليها وبيودعها شرات ما المفروض أي اخ يودع اخته

اقتربت ياسمين من امها وتمت واقفة تطالعها ومريم ترد لها النظرة بدون ما توقف.. كانت ساكتة وهي تطالع بنتها وتحس بالحزن في داخلها لأنها ما توفقت في حياتها.. بس بعد كانت مرتاحة انها بتودر هالازمة اللي يمرون بها حاليا وبتبتعد.. ع الاقل ما بتضطر انها تعيش ويا علي بن يمعة اللي كانت تصرفاته يوم عن يوم تزيد بشاعة ووقاحة.. خصوصا مع مرته اللي كان يتهمها بالبخل وانها تخش عنه البيزات بدل لا تساعده

مريم: " وكيف بتصرفين على عمرج هناك؟؟"

نزلت ياسمين عيونها وهي كارهة عمرها لأنها تكذب على امها: " السفارة يعطونا معاش بسيط ويوفرون لنا السكن.."

مريم: " وهالمعاش البسيط بيسدج؟"

ياسمين: " هيه امايه لا تحاتين.."

مريم (وهي بعدها تطالعها ببرود): " انتي تعرفين انج مطلقة وسفرج هذا بيخلي الكل يرمس عنج"

ياسمين: " وليش هم الحين ما يرمسون يعني؟؟ جي ولا جي الناس بيرمسون وانا ما يهموني ابد.."

مريم: " على هواج.."

تمت ياسمين واقفة بارتباك وعقب طبعت بوسة خفيفة على خد امها وهي تقول لها " مع السلامة" وطلعت من البيت بسرعة وخلت امها يالسة في الصالة مجابلة التلفزيون واحساس فظيع بالخسارة والحزن هاجمها فجأة.. بس كالعادة حاولت قد ما تقدر انها تتجاهله وغيرت القناة عشان تشوف لها شي ثاني ممكن يخليها تفرفش شوي

طلعت ياسمين من البيت وتمت تطالع ارجاء الحديقة بحزن قبل لا تركب الليموزين اللي كانوا مطرشينه لها طيران الامارات عشان يوصلها المطار.. كانت مستانسة لأنها ما شافت ابوها قبل لا تسير.. علي بن يمعة كان مب موافق على سالفة السفر هاذي وكل ما يشوفها يواجعها أو يفر عليها نغزات تخليها تكرهه اكثر واكثر.. وحتى امس يوم كانت تفكر تساعده بمبلغ ولو بسيط من الثروة اللي عندها، شافته يالس في الصالة وهو أول ما شافها تم يهينها ويفر عليها رمسة تسم البدن.. وعلى طول غيرت ياسمين رايها وقررت انها ما تساعده..

ابوها هو سبب تعاستها وهو اللي خلاها تطلق من عبدالله وتتخلى عن بنتها ..وهذا أول سبب يخليها ما تفكر انها تساعده ابد.. وثاني سبب كانت الاشاعات اللي سمعتها من نهلة انه ابوها خسر بيزاته في القمار.. عشان جي ياسمين ما كانت ابدا مستعدة تعطيه بيزات ثانية يقامر بهن..

تحرك الليموزين وهو يبتعد عن بيت علي بن يمعة وركزت ياسمين عيونها على الشارع وهي تحاول تحفظ كل تفاصيل اماراتها الحبيبة قبل لا تهاجر وتودرها .. وهي ما تعرف هل بترد هني في يوم من الايام والا بتم هناك على طول..

وهي في طريقها للمطار، ودعت ياسمين ذكرياتها الحلوة والمرة .. ودعت أشباح الماضي اللي كانت تترصد لها في كل زاوية .. وودعت ياسمين الجديمة وهي تقرر انها تتغير تماما.. الشي الوحيد اللي ما قدرت تغيره هو احساسها بالفراغ بدون بنتها شمسة.. وبدون ريلها.. هذا هو الشي الوحيد اللي تحس بالندم عليه.. وهاذيلا هم الشخصين الوحيدين اللي بتم تتحسر على خسارتهم لهم للأبد..

غرربه
02-05-2013, 07:28 PM
.

مريم كانت تطالعه بخوف واحساسها بالتوتر يتصاعد أكثر وأكثر في داخلها.. الساعة كانت 2 الظهر وهو توه مخلص غدا وياي عشان يرقد ويرتاح.. ومريم مب هاين عليها تخبره بحملها الحين عشان ما تظايجه وهي تعرف انه اذا تظايج ما بيرقد..

محمد كان يترياها تتكلم ويطالعها بفضول وهو تمشي يمين ويسار في الغرفة وفي عيونها نظرة ارتباك .. وقال عشان يكسر الصمت اللي فرضته عليهم.. : " حليله عمي... بعدني مب مصدق انه عطانا الفيلا اليديدة اللي في فلي هزاع"

مريم (تبتسم له ): " هيه.. ما قصر والله.. مع انه يروم يبيعها بس عطانا اياها.. "

محمد: " بس انا بعدني مب مستعد اني اودر هالبيت حاليا.."

مريم : "ولا انا.. في يوم من الايام بننتقل هناك.. بس مب الحين.. عقب ان شالله.."

اطالعها محمد وقال : " انزين مريامي.. شو الموضوع اللي بغيتي ترمسيني فيه؟؟ "

اطالعته مريم بخوف وقالت: " هااأ؟؟"

محمد: " استوى لي ساعة وانا يالس اترياج ترمسين.. شو الموضوع؟؟"

مريم (بارتباك): " لا .. ماشي.."

ضحك محمد وهو يتساند على الشبرية.. وقال: " شو بلاج خايفة جي؟؟ امممم أكيد خاطرج في شي تبين تشترينه ومستحية تطلبين مني.. صح؟"

ابتسمت مريم وقالت: "لا والله .. مب جي السالفة.."

محمد: " عيل شو.؟؟؟ مريوم تراج صدق نرفزتيني تكلمي شو السالفة؟؟"

تنهدت مريم.. كيف تخبره؟؟ بيذبحها..!! هو جي من دون أي حمل وبيموت من الخوف عليها.. عيل لو خبرته انها حامل شو بيسوي ؟؟ أكيد بيتم مجابلنها اربعة وعشرين ساعة عشان يطمن على صحتها..

اطالعت مريم عيونه وقالت: " محمد أنا..."

محمد (وهو خلاص متنرفز):" همممم؟؟"

مريم: " امم ما اعرف كيف أقول لك.."

محمد (بعصبية): " أقول مريوم بترمسين ولا لاء؟؟"

مريم: " محمد انا حامل.."






استمر الصمت دقايق طويلة ومحمد يحاول يستوعب اللي سمعه منها ومريم يلست على طرف الشبرية وعطته ظهرها لأنها ما تحملت تشوف نظرة الصدمة اللي كانت في عيونه..تم محمد يطالعها وهي يالسة وخبر حملها يتعمق في داخله أكثر وأكثر لين ما استوعبه تماما.. وساعتها حس بغضب كبير وبإحساس بالخيانة والقهر وما وعى بعمره الا وهو يصرخ عليها: " شوووو؟؟؟ حاااااااامل؟؟؟ مريووم انتي حامل؟؟"

اطالعته مريم بارتباك وهزت راسها

محمد: " وانتي كنتي تعرفين؟؟؟ من البداية كنتي تعرفين؟؟"

تنفست مريم بعمق وقالت: " هيه محمد .. انا كنت ابا احمل.. انته الحين ليش.."

قاطعها محمد: " إنتي؟؟؟ انتي تخبلتي مريوم؟؟ تخبلتي؟؟؟ شو تبيني اسوي فيج الحين؟؟ أذبحج؟؟؟ "

مريم (بظيج وهي توقف وتجابله): " إنزين ليش تزاعج محمد شوي شوي.."

محمد (بصوت أعلى) : " هذا اللي هامنج الحين .. أزاعج ولا ما ازاعج؟؟ ما افتكرتي فيني بالمرة!! ولا فكرتي تشاوريني في هالموضوع.. "

مريم كانت هي الثانية تزاعج بعد: " كنت ابا افاجئك ما توقعت انك تحرج لهالدرجة.. توقعتك تستانس!!"

محمد ( وهو يضحك باستخفاف) : " هاهاهاااي.. أستانس؟؟ استانس وانا اشوف مرتي تموت جدامي؟؟"

مريم: " الاعمار بيد الله حمادي!!"

محمد: " ادري بس انتي جتلتي عمرج في اللحظة اللي قررتي فيها تحملين .."

لاحظت مريوم الدموع اللي تيمعت في عيونه ونزلت عيونها وهي مب قادرة تواجهه.. وكمل محمد كلامه عقب ما قدر شوي يسيطر على نفسه وقال: " مستحيل اسمح لج تجتلين عمرج مريوم.. انتي ما تعرفين .. انا ما اروم اعيش من دونج.."

مريم (وهي تطالعه بألم) : " محمد.."

محمد: " مدري شو اللي كنتي تفكرين فيه!!.. بس هالحمل ما بتستمرين فيه مريوم.. حطي هالشي في بالج.. انا مستحيل اعيش تسع شهور وانا في خوف مستمر من اني اخسرج... تفهمين؟؟"

حطت مريم ايدها على بطنها وقالت له: " لا.."

محمد: " شو اللي لاء؟"

مريم ( بعصبية) : " بستمر في الحمل ومحد يروم يجبرني اني اجهض.. حمادي انته المفروض تستانس وتتكل على رب العالمين.. " وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" مب زين كل اللي تسويه هذا.."

اطالعها محمد بنظرة عتاب فظيعة وطلع من الغرفة وهو يصك الباب وراه بقوة وتمت مريم واقفة في الغرفة وهي تحس بظيج .. وايد اتظايجت لأنه ما استانس.. صحيح انه هالشي بيأثر على صحتها بس المفروض بعد يستانس لأنه مريم بتييب له الياهل اللي كان يتمناه.. وإذا كان على صحتها فالمفروض انه ما يحاتي هالشي من الحين.. مريم ما تحس انها ظعيفة لهالدرجة.. كان عندها ثقة انها تروم تحافظ على حياتها وحياة الجنين.. بس للأسف محمد ما عنده هالثقة..




طلع محمد من الغرفة وهو متظايج ومهموم.. وتم واقف في الممر مب عارف وين يسير .. وعقب طلع وسار ييلس في السيارة.. كان محتاج انه يتم بروحه ويفكر باللي سمعه من مريم.. كيف تجرأت وسوت هالشي وخاطرت بحياتها؟؟ كيف تحطه في هالموقف بدون ما تهتم لمشاعره ابد.. هل كانت تتوقع انه بيستانس؟؟ معقولة تفكر انه بيستانس وهو يعرف انه حياتها في خطر كبير..؟؟ حرام عليها.. والله حرام اللي سوته..

ليش ما تصدقه؟؟ ليش ما وثقت فيه يوم قال لها انه ما يهتم باليهال وما يباهم؟؟ يا ربييه كيف هالانسانة تفكر!! شو بيسوي الحين؟؟ ما يتخيل عمره يتم على اعصابه تسعة أشهر لين ما تربي..

وعقب؟؟ شو ممكن يستوي؟؟ مريم بتروم تعدي هالمرحلة ولا لاء؟؟

محمد كان خايف.. وكان حاس انه ضعيف.. جدا ضعيف.. وكان بعد حاس انه مريم خانته.. وتصرفت بأنانيه بدون ما تراعي مشاعره..

شغل محمد موتره وطلع من البيت وهو يحس انه بيختنق.. كان متأكد انه هالشي بيستوي.. من أول ما خذ مريوم وهو حاس انه سعادته وياها ما راح تستمر.. عشان جي كان يعيش كل لحظة وياها وكأنها هي اللحظة الاخيرة.. لأنه محمد يعرف عمره ويعرف زين انه انسان السعادة بالنسبة له مجرد سراب.. كل ما اقترب منها وحاول يعيشها يتفاجئ بها تتلاشى بكل سهولة من حياته..

.

.

.

الساعة أربع ونص العصر كانت أم أحمد يالسة في الصالة وترمس صالحة في التيلفون وصوتها وهي تسولف وتضحك يتردد في انحاء البيت اللي كان هادي جدا في هالوقت.. وصالحة كانت في بيتها تتقهوى وتخبر أم أحمد عن السوالف اللي سمعتها من الحريم وأم أحمد بعد تزود صالحة بآخر الاخبار اللي في فريجهم.. وصالحة كانت متحرقصة تبا تخبر ام احمد بالخبر اللي عندها بس كانت مخلتنه للأخير نظرا لأهميته..

صالحة: " هيه نسيت أخبرج.. سمعي يا أم احمد.. أباج يوم الخميس تتزهبين بتسيرين ويايه بيت قوم محمد بن فاضل.."

أحمد ( وهي تحاول تتذكر الاسم ) : " محمد بن فاضل؟؟ شو ذكرج فيهم الحين؟؟ من سنين ما شفناهم ولا سمعنا عنهم شي.."

صالحة: " ويدي جيه أنا ما قتلج؟؟ أمسات سرت عرس بنت أم خليفة... وشفتهم هناك... حمدة أم سلطان كانت يالسة حذالنا على الطاولة... وبنتها مهره كانت يايه وياها... عاده يا خويوه ماشاءالله عليها بنتها أسميها مزيونه... تبارك الله صدق غاويه... ويا زين رمستها.. ذربه ورزين"

أم أحمد: " أحيدها مهره.. من يومها حرمة.. ماشاءالله.. بس شعنه بتسيريلهم يوم الخميس.. أبدج حاطه عينج عالبنيه وبتخطبينها.. ههههه ويدووووه شعنه ما قلتيلي..؟؟"

صالحة:" والله يا خويوه أنا من شفتها في العرس وأنا أباها لفهد... يا زينها والله.. راسها متعدي ركايبها بشويه.. وخدودها موردات..اتطبق اللي قاله الشاعر لو نظرته يمشي بفاقه..ماتخفه كثرة اليوله.. يعل شيخوووه تفداها وتفدا طوايفها... ما وصلت لزينها.."

أم أحمد:"دامنها عايبتنج...اتكلي على الله.. وإن شاءالله بيتوفق وياها فهد... يستاهل كل خير فديته.. خله يستانس ويتفجج من عقب ما كدرته شيخوه... ومبروكين غناتي.."

صالحة:"خلاص عيل فديتج.. بنتلاقى يوم الخميس وبنسير رباعه.. سلمي على الصغاريه والبنيّات وطرشيلهن قبلاتي"

أم أحمد:"وانتي بعد سلمي على البنيّات.. ونتلاقى على خير إن شاءالله... ودعتج اللي ماتخون ودايعه غناتي"

.

.



.

الساعة خمس العصر، كان مايد واقف في حديقة بيتهم يعابل النيسان .. بالنسبة له كانت هاي احلى هدية حصلها في حياته كلها.. وتضاعف حب عمه في قلبه آلاف المرات عقب ما تنازل له عن موتره الجديم.. ومن يوم استلم مايد هالنيسان وهو يحس انه عايش قصة حب وياه.. ما يروم يفارقه أبد .. وطول وقت فراغه – اللي المفروض يدرس فيه- يقضيه في الحديقة وهو يتفحص المكينة وينظف الجامات ويشمع السيارة..

والحين كان مبطل البونيت وهو يحاول يستكشف كل جزء صغير موجود في داخله.. يوم سمع صوت سيارة ثانية تقترب من وراه..

وقفت السيارة ونزلت منها موزة ربيعة اخته ليلى وهي شالة في ايدها باقة ورد احمر كبيرة.. وعلى طول مشت للبيت.. ونزلت عقبها لطيفة وهي تطالع اختها بعصبية وتقول: " موزووه تعالي ساعديني!!"

ردت عليها موزة بدون ما تلتفت لها وقالت: " شليها بروحج انا مستعيلة..بفاجئها.. ماباها تشوفني قبل لا اطب عليها في الغرفة.."

وبدون حتى ما تدق الباب ، دخلت موزة في الصالة وابتسم مايد ابتسامة خبيثة وهو يطالع لطيفة اللي نزلت شي ضخم جدا من السيارة اللي تحركت على طول أول ما صكت لطيفة الباب..

لطيفة ( وهي تتحرطم على الدريول ): " مالت عليك.. هذا بدل لا تساعدني.. ما صدقت تفرنا هني وتذلف!!"

اطالع مايد اللي كانت شالتنه لطيفة في إيدها واكتشف انها لوحة كبيرة وااايد.. أكبر عن لطيفة حتى.. وكانت المسكينة مب قادرة تشوف شي وهي شالتنها.. تمشي خطوتين وتتخرطف وترد تنزلها عشان تشوف الدرب جدامها.. كان مبين انه اللوحة وايد ثجيلة ومايد رغم انه كان مستمتع وهو يشوفها متلعوزة بس عقب ما هانت عليه واستغل الفرصة انه موزة دخلت داخل وسار لها عشان يساعدها..

اقترب مايد من لطيفة وهو بيطير من الوناسة، مب مصدق حظه الحلو اللي جمعها وياه هني في بيتهم عقب ما كانت تقريبا ساكنة أفكاره في الفترة الطويلة اللي مرت على آخر مرة شافها فيها.. كان شكلها وايد بريء وملامح ويهها الاسمر طفولية بشكل فظيع.. وفي عيونها شي يشده لها بدون ما يعرف شو هو بالضبط..

وقف مايد ورا لطيفة بالضبط وقال بصوت عالي: " هاتي بشلها عنج.."

شهقت لطيفة وعقت اللوحة من ايدها بس مايد يودها قبل لا اطيح ع الارض وتمت لطيفة متجمده في مكانها وهي مب مصدقة انه مايد قريب منها لهالدرجة.. وتمت مبحلقة فيه وهو مسوي عمره cool ولا مهتم بالمرة.. حست لطيفة بقلبها بيطيح من كثر ما كان يدق بعنف وما عرفت تصيح ولا تضحك من الوناسة..

مايد (وهو يبتسم لها): " الحين انتي وين ترومين تشلين لوحة هالكبر؟؟"

ابتسمت لطيفة بخجل ونزلت راسها .. ومايد شوي وبيتخبل على لون الورد اللي في خدودها.. ورد يسألها مرة ثانية: " لوحة شو هاذي؟؟"

رفعت لطيفة راسها وهي قافطة وقالت وهي تبتسم: " شوفها.."






جلب مايد اللوحة عشان يشوفها وانبهر من اللي شافه مرسوم.. اللوحة كانت مذهلة.. إطارها من الخشب المنحوت الثجيل .. لونه بني غامج ومنحوت بشكل بسيط بس في نفس الوقت كلاسيكي وراقي.. وكانت اللي مرسومة في اللوحة هي اخته ليلى.. وهذا اللي خلا مايد ينبهر اكثر.. أول مرة يشوف رسمة بهالروعة والدقة.. وليلى شكلها في اللوحة كان جدا راقي.. شموخ الخيل كان في يلستها.. وكبرياء الفرس العربية الاصيلة يشع من كل طرف من أطرافها.. وفي عيونها كانت نظرة ملكية سامية وفي نفس الوقت فيض كبير من الحنان والأمومة..

هاذي هي ليلى صدق!! وقدرت موزة تبرز أدق تفاصيلها ومشاعرها الكامنة في داخلها باستخدام الخطوط والألوان.. بمشاعر الفنان.. بإحساسها بالذنب ورغبتها في إنه ليلى تسامحها.. كل هذا انعكس في اللوحة ومايد من كثر ما كان مذهول ما قدر الا انه يتم يطالعها بكل اعجاب وهو حابس انفاسه..

مايد ( وعيونه ع اللوحة): " عجييبة!!"

ابتسمت لطيفة بفخر وقالت: " اختي راسمتنها.."

مايد: " ماشالله عليها موزة فنانة.. وانتي ترسمين؟؟"

لطيفة: " أنا؟؟ هههه لا.. وين انا اعرف ارسم!"

مايد: "أفااا.. كنت بخليج ترسميني..!"

ابتسمت له لطيفة وكان وده يقرصها على خدودها المليانة بس طبعا ايده تمت ع اللوحة وتم يمشي ببطء شديد وياها ومتحجج بإنه اللوحة وايد ثجيلة وما يروم يشلها..

لطيفة (وهي متلومة): " عطني اللوحة مايد .. انا بشلها.."

ابتسم مايد وقال لها: "تعرفين اسمي!!"

حست لطيفة بويهها يحترق ونزلت عيونها عنه وهي تحاول تفكر شو ترد عليه .. بس مايد ما عطاها فرصة تتكلم وقال: " انزيين لطيفة (وشدد على كلمة لطيفة عشان يبين لها انه هو بعد يعرف اسمها) .. "

ابتسمت لطيفة وهي تحس انها ذايبة وهي تسمع اسمها على لسانه.. وقالت : " همم؟؟"

مايد (وهو يبتسم ابتسامة عريضة): " ماشي بس كنت اباج تبعدين شوي عن الباب عشان ادخل اللوحة.."

انتبهت لطيفة لعمرها انها كانت واقفة جدام باب الصالة ومانعتنه انه يدخل داخل وحست بإحراج فظيع وهي تبطل له الباب وتوقف على صوب وانقهرت منه وهي تشوفه يضحك عليها..وعقب ما دخل اللوحة عند باب الصالة من داخل يت لطيفة تبا تدخل بس مايد وقف في طريقها وقال: " أقووول.. تسيرين المول هاليومين؟؟"

اطالعته لطيفة بنظرة وهي مب مستوعبة اللي يبا يوصل له وعقب تذكرت العين مول والرحلة اللي كانوا سايرين لها وقالت وهي خلاص تحس انه ويهها تفحم من كثر ما كان يحترق : " هيه أسير..بس مب دوم"

مايد (وهو يبتسم ويبتعد عن الباب عشان تدخل): " انزين .. المرة الياية يوم بتسيرين .. تغشي.."

توقف قلب لطيفة وما عرفت كيف تحركت من مكانها وقلبها واقف ما يدق.. !! وتنفست بصعوبة وهي تسأله: " أتغشى؟؟ "

مايد (وهو ساير صوب النيسان) : "هيه.. مابا حد يشوفج... (غمز لها ) غيري انا طبعا.."

ما تعرف لطيفة كم تمت واقفة عند باب الصالة وهي تطالعه وتبتسم ببلاهة.. كانت مب مصدقة عمرها .. ابد مب مصدقة عمرها.. تبا تطير في السما ويا العصافير وتصرخ بأعلى صوتها وتقول مستحيييييييييل لا ما اصدق .. مايد يغار عليه!!.. مايد توه بين لي انه مهتم فيه؟؟ تولي موزوه وتولي لوحتها وياها.. لطيفة ما كانت قادرة تتحرك من مكانها .. خلاص تجمدت عند الباب وهي تشوفه يغسل النيسان والماي يتطاير على ويهه وشعره.. ويوم التفت لها وشافها بعدها واقفة مكانها.. ابتسم لها ابتسامة طيرت عقلها..

في هاللحظة.. كل اغاني الحب كان لها معنى شخصي بالنسبة لها.. كل قصايد الغزل صارت تعنيها.. في هاللحظة لطيفة كانت عايشة في عالم وردي محد فيه الا هي ومايد وبس.. عالم ممنوع على أي حد ثاني انه يقتحمه..

بس للأسف تاميني خدامة قوم مايد خربت هاللحظة الورديه وهي شالة كيس الزبالة الكبير وتبا تطلع من باب الصالة عشان تعقه برى.. واضطرت لطيفة انها تدخل داخل وتشل اللوحة وتوديها فوق عند ليلى وموزة بس قلبها ما كان وياها.. خلاص مايد خطفه عنها والظاهر انه بيتم عنده على طول

.

.


.

أم في هالاثناء، كانت ليلى بعدها مصدومة من دخول موزة المفاجئ عليها في الغرفة.. وحاسة انها مستحية منها ومتلخبطة..

موزة هجمت على غرفة ليلى بدون ما تدق الباب وقبل لا تستوعب ليلى اللي استوى فصخت موزة عباتها ونقابها وشيلتها وعلقتهن وهي تتصرف وكأنها في بيتها وليلى اللي كانت يالسة تلاعب شمسة تمت تطالعها وهي مصدومة ومب مستوعبة ابدا انه موزة هني .. لا هذا مب حلم.. موزة فعلا هني!!.. بس شو السالفة؟؟

التفتت لها موزة اللي كانت حاطة مكياج وكاشخة من الخاطر وتنافس الورد اللي بين ايديها في جماله وقالت لليلى وهي تعطيها الباقة: " تولهت عليج.."

خذت ليلى الباقة بأصابع ترتجف وقالت لموزة بهمس: "شكرا"

يلست موزة جدامها وتمت تطالعها وهي ساكتة وليلى متلخبطة وكل شوي تنزل عيونها عن ربيعتها وعقب دقيقة على هالحال .. وموزة بعدها مصرة ما تنزل عينها عن ليلى.. رفعت ليلى عيونها وتمت تطالع موزة بنفس النظرة.. وما تحملن اثنيناتهن يتمن جي وانفجرن وهن يضحكن بصوت عالي.. ولوت موزة على ليلى وهي تقول لها: " ليلوووتي تولهت عليج يا حمارة والله وااااااااايد تولهت عليج..!!"

ليلى حست بالدموع تتيمع في عيونها وهي تلوي على ربيعتها بقوة وقالت بصوت مخنوق : "وانا أكثر.. والله يا موزة انه أيامي كانت كئيبة من دونج.."

موزة : "سامحيني!!"

اطالعتها ليلى وقالت وهي تبتسم بين دموعها : " على شو.؟؟ انا نسيت كل شي خلاص.."

موزة: "بس انا ما نسيت.. ليلى انا جرحتج وايد.. ومستحيل انسى هالشي.. صدق ليلى انا اسفة والله الكلام اللي قلته ما كنت قاصدتنه.."

ليلى: " يا حبيبتي يا موزة!!.. "

موزة: " سامحتيني؟؟"

ليلى: " قلت لج اني مب زعلانة عشان اسامحج!"

موزة: " انزين بعد .. قولي انج سامحتيني عشان ارتاح.."

ليلى: " هههه خلاص سامحتج.."



في هاللحظة دخلت لطيفة وهي بتموت من التعب وبطلت الباب بقوة ودخلت اللوحة في الغرفة وهي تتنفس بصعوبة.. ويوم شافتهن يصيحن قالت: " انا اللي المفروض اصيح مب انتن!! ظهري انكسر وانا شالة هاللوحة.. "

موزة: " هههههه الله يعطيج العافية حبيبتي.."

ليلى كانت تطالع اللوحة باستغراب وسألت موزة عقب ما سلمت على لطيفة: "شو هذا؟؟"

ابتسمت موزة بسعادة وقالت: " إممممم.. اجلبيها وشوفي.."

ابتسمت لطيفة بترقب وهي تشوف ردة فعل ليلى عقب ما جلبت اللوحة وشافت أروع صورة ممكن انه حد يرسمها لها في يوم من الايام.. ما كانت مصدقة عيونها.. تحس انها في حلم .. مستحيل هالجمال والابداع اللي تشوفه جدامها يكون حقيقة.. مستحيل يكون شي اقل من الخيال..

ليلى (بذهول): " هاذي... هاذي.. أنا؟؟"

موزة: " this is my masterpiece .. حطيت فيها كل حبي وشوقي واعتزازي بج.. وما اعتقد اني في يوم من الايام برسم احلى منها.. لأني ما اعتقد انه ممكن يكون في حد في هالدنيا اغلى عندي من اللي في هاللوحة.."

ليلى ما رامت تتحمل.. لوت على ربيعتها وتمت تصيح بصوت عالي وموزة نفس الشي .. وتمن على حالتهن هاي فوق الربع ساعة وهن يتحسرن على كل ثانية كانن متزاعلات فيها.. ولا وحدة فيهن تنكر انه الثانية اغلى انسانة على قلبها.. موزة ما صدقت انها خلاص اخيرا ارتاحت وخلت ليلى تسامحها.. وليلى ردت مرة ثانية تحس بالحب الكبير اللي تحمله لربيعتها

صداقتهم كانت مثل أي صداقة ثانية.. تتعرض لبعض النكسات والأزمات .. بس في الاخير ترد شرات قبل وتقوى اكثر من الاول.. وهذا اللي كانن واثقات منه.. إنه الاشياء التافهة مستحيل تكسرهن ومستحيل توقف عقبة في طريق صداقتهن .. لأنه موزة وليلى كانن أكثر من مجرد صديقات.. كانن خوات والخوات عمرهن ما يزعلن من بعض..

.


مبارك كان توه واصل دبا يوم امه دقت له ع الموبايل..

مبارك : " ألوو؟"

أم ظاعن: " هلا حبيبي... ها وصلت دبا؟؟"

مبارك: " هيه امايه وصلت.. لا اتمين تحاتيني مب زين جي ضغطج بيرتفع.."

أم ظاعن: " مب بإيدي فديتك .. انته تعرف قلب الام..!"

ابتسم مبارك وقال لها: " فديت قلبج يالغلا.. انا الحمدلله وصلت بالسلامة والحين بسير الفندق.."

أم ظاعن:" مبارك؟؟"

مبارك: " عونج امايه.."

أم ظاعن: " عانك ربك حبيبي.. ما بتخبرني منو البنية اللي حاط عينك عليها؟؟ يابووك وايد ابطيت عليه وانا خاطريه افرح فيك.."

مبارك: " هههههههه.. امايه انتي بعدج تذكرين هالسالفة؟؟ خلاص انا غيرت رايي الحين.."

أم ظاعن(برعب حقيقي) : " ويدييييه جييه عاده؟؟"

مبارك( وهو يفكر في ليلى.. ويبتسم بحزن وحسرة..) : " لا ما غيرت رايي.. كنت اسولف وياج بس.. اممم البنية اللي حاط عيني عليها هي أروى بنت عموه عفرا.."

ما قدرت أم ظاعن تيود دموعها وكان باين من صوتها انها تصيح من الوناسة وهي تقول بصوت عالي :" أروى؟؟؟ يا زين ما اخترت يا مبارك .. يا زين ما اخترت.. منو شرات أروى؟؟ والله انها شيخة البنات كلهن.. "

ابتسم مبارك بسعادة وهو يسمع نبرة الفرح والرضا في صوت امه.. وقال لها : " خلاص عيل لا تخلين شيخة البنات تطير من بين يديه.. اخطبي لي اياها.."

أم ظاعن: "إنته لو تباني اسير اخطب لك اياها الحين انا ما بقول لاء.. فديييييييتك يا مبارك والله انك فرحتني وجبرت بخاطري.. الله يرضا عليك ويفرح قلبك دنيا واخرة.. ربي يوفقك ويحفظك يا وليدي.. الحين بخبر ابوك وبتصل بعموتك عفرا.. وفي اقرب فرصة ان شالله بنسير كلنا وبنخطب لك ايااها.."

مبارك: " تماام.. ياللا امايه الحين ببند وصلت الفندق.. برد ادق لج عقب شوي.."

أم ظاعن: " زين حبيبي.. بترياك.. "

مبارك: " مع السلامة.."

ام ظاعن: " الله يحفظك فديتك"

بند مبارك عن امه وهو يبتسم براحة.. يحس انه اليوم تخلص من الحزن االلي كان ساكن في داخله.. وتخلص من طيف ليلى اللي كان معيشنه في دوامة من الشعور بالذنب والحسرة في الاسابيع اللي طافت..

أروى بنت عموته ما شافها الا بالصدفة مرتين يوم كانت ياية بيتهم.. بنية حشيم ومتدينة وأكيد بتحاول قد ما تقدر انها تسعده..

صعب جدا انه يتم متعلق بخيوط المستحيل..

وليلى كانت بالنسبة له من المستحيلات .. ومهما كانت عايبتنه و مهما حس تجاهها بمشاعر تتراوح بين الحب والاعجاب الا انه الحياة ما تتوقف عندها هي.. ومبارك تعب من وحدته وهمه.. وحان الوقت اللي لازم يتغير فيه ويستمر في دربه اللي مكتوب له

.

.

.

فتحت سارة باب غرفة عمها عبدالله وتمت واقفة وتطالعه بخجل وخوف.. كانت تبا تيلس عنده وخايفة انه يكون مشغول او تعبان وبيرقد.. بس عبدالله يوم شافها واقفة عند الباب ابتسم لها وفصخ نظارته اللي كان لابسنها وهو يالس يقرا الكتاب اللي في ايده وقال لها: " سارونه؟ دخلي حبيبتي ليش واقفة برى؟"

سارة (بخجل): " عمي مشغول؟؟"

عبدالله: "لا فديتج لا مشغول ولا شي.. تعالي.."

ركضت له سارة وعقت عمرها في حظنه ورفعها عبدالله ويلسها على ريوله وباسها على خشمها وهو يقول: " وينج اليوم؟؟ ما مريتي عليه العصر.."

سارة: " كنت اطالع التلفزيون.. وعقب المغرب انته في الميلس.. عشان جي ما شفتني"

عبدالله: " اهاا.. وشو سويتي اليوم في المدرسة؟؟"

سارة: " الابلة قالت اني احسن وحدة في الانجليزي.. وعطوني شهادة تقدير.. "

عبدالله: " ما شالله عليج!!.. "

سارة: " ومزنة تظاربت ويا عنود مرة ثانية وظربتها على خشمها وطلع دم وااايد.."

عبدالله: "ههههههههه ما تنلام.. طالعه على يدوتها.."

ابتسمت له سارة وكملت سوالفها وياه ... كانت تحس بالأمان وهي يالسة في حظنه.. وصوته يوم يرمسها كان يدخل في اعماق اعماقها ويستبدل أي صوت ثاني ممكن انه يتجول في خيالها.. لدرجة انها من يوم وصل عمها للبيت ومن يوم حست انه بيتم وياها على طول.. اختفت الاصوات اللي تسمعها بشكل تدريجي.. حتى صوت امها اللي كانت دوم تسمعه وكأنه ساكن في عقلها.. حتى هالصوت.. تلاشى..

وعبدالله كان يحس بصلة غريبة ويا هالطفلة بالذات.. كأنها مرتبطة وياه برباط روحي.. من بين اخوانها كلهم كانت هي المفضلة عنده.. ويلستها كل يوم وياه.. صارت بالنسبة له من الضروريات.. مستحيل يمر اليوم بدون ما يسولف وياها.. مستحيل يرقد بدون ما تكون هي اخر شخص يشوفه في البيت

.

.


--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في غرفتهم، كان محمد مطنش مريم ويطالع التلفزيون وهي يالسة على الشبرية تطالعه بيأس وتفكر متى ممكن يرضى عليها ويرمسها.. محمد احساسه بالجرح والألم استبدله الشعور باليأس والاستسلام.. خلاص ما يقدر يغير شي من اللي استوى.. مرته حامل وهالحمل يشكل خطر كبير جدا على حياتها.. وهو اللي المفروض انه زوجها ولازم يحميها.. مب قادر يسوي شي ولا عارف كيف يجنبها الالم والمعاناه اللي أكيد بتمر فيها في اخر شهور الحمل.. وهالشي كان يخليه يحس بإنه عاجز.. وماله أي قيمة..

اقتربت منه مريم وقالت له بحزن : " محمد.. كلمني.. ليش ساكت؟؟"

ما رد عليها محمد وهالشي خلا مريم تتألم أكثر وأكثر..

مريم: " محمد!!.. حرام عليك لا تعذبني اكثر مما انا متعذبة.. اترجاك رد عليه..!!"

اطالعها محمد وعيونه حمر لأنهن انترسن دموع وقال لها بصوت مخنوق: " شو تبيني اقول لج؟"

مريم: " أي شي.. بس المهم ما تحسسني اني وحيدة.."

محمد: " وشو تتوقعين احساسي الحين؟؟ محد مثلي يحس بالوحدة..!!! وأنا اراقب الانسانة اللي اعشقها اكثر من انفاسي.. تموت ببطء جدامي!!"

انهارت مريم وتمت تصيح.. ومحمد يالس في مكانه وما تحرك من كثر ما كان مقهور منها..

محمد: "بس ابا اعرف شي واحد.. ليش سويتي هالشي؟؟ ليش؟؟"

مريم ( ودموعها تنزل بغزارة): " ليش؟؟ تسألني ليش؟؟ محمد انا احبك.. وما في شي في هالدنيا ممكن يخليني احس اني فعلا سعيدة الا اللحظة اللي بشل فيها ولدك بين يديه.. لا تحسسني بالذنب.. أنا ما سويت شي غلط..!!"

مد لها محمد ايده وقامت مريم ويلست حذاله ولوى عليها من جتفها وهو يمسح على شعرها..

محمد ( يهمس لها): " ما اتحمل فكرة انج ممكن تتألمين في يوم.."

مريم: " لا تفكر بهالشي.. فكر بالايام الحلوة اللي بنعيشها ويا الولد او البنت اللي الله رزقني به.. "

محمد: "ما اقدر!!.."

مريم: " حتى لو ... حتى لو ما كنت موجودة ساعتها.. بيتم هالطفل وياك وبتعيش ذكراي وياه على طول.."

محمد ( بعصبية): "مريم انتي شو تقولين؟؟ خلاص ارجوج اسكتي..!!"

مريم: " لازم تكون مستعد لكل شي يا محمد.. انا مريضة.. وانته كنت تعرف هالشي يوم خذتني.. جذي ولا جذي انا في النهاية بموت.. بس بالنسبة لي اني اموت ويتم لي ذكرى عايشة وسطكم.. احسن من اني اعيش عمري كله وانا محرومة من عاطفة الامومة.. "

نش محمد عنها وقال بنبرة حادة وهو يطالعها: " إذا كان هذا هو تفكيرج يا مريم فأنا من الحين اقول لج.. إذا استوى بج أي شي..!! أي شي يا مريم.. الياهل اللي في بطنج هذا انا ماباه..!! تسمعين؟؟ ما أباه!!"

.

.



ومرت أربع سنوات..



كانت تحس بالنعاس والكسل وهي يالسة ع البحر تقرا مجلة أدبية اشترتها وهي ياية هني... الكسل هذا كله من تأثير الشمس والحر بس هي من كثر ما كانت مستانسة ومرتاحة ما كانت تبا تدخل في الشاليه وما تبا تفوت على عمرها هاليوم المشمس وهالجو النقي.. في هاللحظة سمعت صوت ضحكات ولدها أحمد اللي كان عمره أربع سنوات وهو يلعب كورة جريب من الامواج ويا أبوه.. ابتسمت مريم بسعادة وهي تشوفهم يركضون ورا الكورة اللي كانت الامواج تتقاذفها يمين ويسار.. وأحمد كانت هاي هي متعته الكبرى.. أنه يركض ورا الكورة ويستولي عليها قبل لا ياخذها عنه أبوه..

ركزت مريم نظراتها على ريلها محمد اللي كانت عيونه تفيض بالحب اللي يحمله في قلبه لولده أحمد.. وتذكرت كلماته قبل أربع سنين يوم قال انه مايباه.. ابتسمت مريم وهي تتذكر هاذيج الفترة.. الللي يشوفه الحين متولع بولده ما يقول انه هو نفسه هذا اللي كان رافض فكرة الحمل نهائيا..

صحيح انه مريم مرت بفترة وايد صعبة وكانت شوي وبتموت في شهور حملها الاخيرة .. بس الله ستر وكانت مجرد مرحلة وعدت.. ورغم انه مريم كانت خلاص ما تروم تحمل مرة ثانية.. بس الله عوضها هي وريلها بأحمد اللي كان مالي عليهم الدنيا كلها..

من شهرين انتقلت مريم وريلها وولدهم احمد للفيلا اللي عطاهم اياها عبدالله وخلاص ابتدوا يستقرون فيها، محمد وايد كان صعب بالنسبة له انه يودر اخوانه والبيت اللي تربا وكبر فيه ويطلع في بيت بروحه.. بس عمه عبدالله اصر على هالشي وقال له انه اخوانه عندهم مايد وعندهم عبدالله في البيت.. وانه محمد لازم يستقل شوي بحياته

مريم (وهي توقف): " محمد...!!.. محمد!! .. ياللا تعال انته واحمد بنتغدى وعقب ردوا العبوا.."

اطالعها محمد وهو يبتسم وقال: " ان شالله.. يايين ثواني بس.."

مريم (وهي تبتسم): "ماشي لا ثواني ولا دقايق.. الحين اشوف جدامي ياللا!!"

تنهد محمد باستسلام وشل ولده احمد في إيد والكورة في الايد الثانية ومشى باتجاه الشاليه ومريم تمشي جدامهم عشان تحط لهم الغدا..

.

.


--------------------------------------------------------------------------------
.

.

في لندن.. وفي الكوفي شوب القريب من الجامعة.. كانت ياسمين يالسة تطبع الريبورت اللي لازم تسلمه باجر.. وكانت مندمجة بشكل كبير ويا كل كلمة تكتبها.. هاذي سنة تخرجها وما كانت تبا تاخذ أي درجة أقل من الامتياز.. لأنه سفارة الإمارات هني في لندن خبروها انها اذا يابت معدل اوكى بيشغلونها عندهم .. وياسمين كانت تتمنى هالوظيفة.. مب لأنها محتاجة البيزات.. لاء.. بس عشان تشغل وقتها وتحس انه حياتها لها معنى..

ياسمين تعودت على حياة لندن.. وتحس انها خلاص ما تقدر تعيش في أي مكان ثاني في الدنيا.. خذت لها بيت هني وعندها ربيعاتها ثنتين .. وحدة هندية والثانية كويتية.. وعايشة وياهن في البيت وكلهن يدرسن ويا بعض..

ويطلعن ويا بعض.. بس الحين عندهم محاظرات وياسمين يالسة تترياهن هني في الكوفي شوب لين ما يخلصن وتروح عقب وياهن..

تنهدت ياسمين بتعب وهي تغمض عيونها عشان تريحهن من اللاب توب شوي.. وقررت تسير تاخذ لها جريدة تتسلى فيها شوي.. وابتسمت وهي تشل جريدة الاتحاد اللي دوم تشتريها من هني وتذكرها بوطنها الغالي اللي هاجرت منه من اربع سنين..

ردت ياسمين تيلس مكانها وبطلت الصفحة الأولى وتمت تقرا االاخبار المحلية.. وجذب انتباهها خبر صغير في طرف الصفحة عن مجموعة من التجار اللي سيتم استئناف محاكمتهم باجر عقب ما قضوا في السجن اربع سنين بسبب اعمالهم الغير مشروعة والديون اللي عليهم..

تنهدت ياسمين بحسرة وهي تعرف انه ابوها واحد منهم.. كان احساسها يقول لها انه هاي محاكمة ابوها.. وكانت تحس بمزيج من الاحساس بالحسرة والخسارة وهي تفكر فيه.. في يوم من الايام كانت وايد قريبة منه.. لدرجة انها كانت ممكن تسوي أي شي علشانه.. بس الحين.. تحس انه احساسيها كلها تبلدت.. ما تروم تحس الا بالبرود واللامبالاة اللي استوى من اهم ملامح شخصيتها اليديدة..

كانت تحس بالشفقة على ابوها .. بس للحين ما فكرت ابد انها تتصل به او بأي فرد من أفراد عايلتها.. كانت عايشة هني بسلام.. وتبا اتم جي للأبد.. بدون اهل طماعين وبدون ذكريات مؤلمة وبدون شبح بنتها اللي للحين تنش فليل وهي تحس انها تشم ريحتها العطرة..

شافت ياسمين ربيعاتها يايات من اخر الشارع وهن يلوحن لها بأياديهن وابتسمت لهن وهي تنش عشان تحط لابتوبها في الشنطة وتشل كتبها وتروح.. وقبل لا تطلع من الكوفي شوب.. ألقت نظرة اخيرة على الجريدة وفرتها في الزبالة وطلعت..


.

.



.


في أطهر مكان على وجه الكرة الارضية.. وفي أشرف بقاع الدنيا..في مكة المكرمة وبجوار الكعبة .. كانت ليلى يالسة تتأمل في اللي حواليها بعد ما خلصت من صلاة الظهر.. الجو كان بارد وحلو.. وأسراب الحمام اللي تحلق في السما الصافية كانت تبعث في نفسها شعور رائع من السكينة والطمأنينة..

تنفست ليلى بعمق وهي تبتسم لأخوها خالد اللي كان يالس حذالها ويقلدها في كل حركة تسويها.. وفكرت بحياتها .. بكل اللي مرت فيه.. وبكل اللي حققته واللي تتمنى انها تحققه في يوم من الايام.. خلال هالاربع سنوات دخلت ليلى الجامعة وتخصصت في علم النفس..

كان هدفها الاول من هالتخصص انها تساعد اختها سارة في تخطي الازمة النفسية اللي كانت تمر بها.. ومن خلال دراستها عرفت انه اختها كانت تعاني من اكتئاب حاد وصدمة نفسية عقب وفاة امها وابوها.. كانت مب قادرة تتقبل وفاتهم وعشان جي خلقت لها عالم خاص فيها.. تواجدت فيه اصواتها الخاصة واللي كانت تمثل الناس اللي حبتهم وخلوها..

والحين وعقب ما وصلت لليلى لآخر سنة في الجامعة.. كانت تفكر تكمل دراستها وتاخذ الماجستير..

" ماماه .. هيهيهي.. شوفي ميوود!!"

أشر خالد على مايد اللي كان يمشي من بعيد وهو ميود خالوته صالحة اللي كانت تمشي وهي متساندة على جتفه.. وكان باين انه مايد متوهق وياها ويطالع ليلى ويسوي عمره يصيح..

ضحكت ليلى وهي تطالع اخوها اللي رغم انه كبر بس بعده محتفظ بحركاته الطفولية.. وقالت لخالد: " تبا تروح حبيبي؟؟"

خالد: "لا .. بتم وياج هني.."

مسحت ليلى على شعره وهي تبتسم.. وراح تفكيرها عند عمها عبدالله ويدوتها اللي كانوا سايرين يودون سارة عند واحد من المطاوعة اللي كان معروف عنه انه يعالج بالقرآن..

سارة حالتها النفسية وايد تحسنت عن قبل.. وتعلقت بعمها عبدالله لدرجة فظيعة.. حتى انه شموس بنت عمها كانت تغار من سارة وكل ما تشوفها ياية صوب عبدالله تنقز في حظنه عشان سارة ما تاخذ مكانها ..

ابتسمت ليلى وهي تتذكر شموس وملامحها البريئة.. وعلى طول يت في بالها اختها أمل اللي لا زالت لليوم نفس الطفلة البريئة اللي على الرغم من نجاح برنامجها الصيفي في تلفزيون دبي واستمراره للسنة الرابعة على التوالي.. لا زالت تحتفظ ببريق البراءة والطفولة في عيونها ولا زالت لليوم تظارب ويا سارة على قنوات التلفزيون..

التفتت ليلى حواليها وردت تطالع الكعبة وتحس بخشوع كبير يغلف مشاعرها..

وايدين ممكن يطالعونها ويطالعون حياتها ويتعاطفون وياها.. يمكن يشوفونها حياة وحيدة بدون ريل يشاركها كل لحظات حياتها.. بس ليلى كانت سعيدة.. سعيدة بوجود الناس اللي يحسسونها بالأمان.. واللي عوضوها عن وجود أي ريال في حياتها..

هم نفسهم الأشخاص اللي تابعت مسيرة حياتهم... وبايدها.. زرعت فيهم حب الحياة.. والنضال.. والمودة... هالأشخاص اللي رعتهم بييديها... وسقتهم من روح الجمال .. وعطتهم من حبها وقلبها ووقتها الكثير الكثير..

هاذيلا اخوانها .. في كل لحظة يحسسونها بالفخر والسعادة.. بأنه حياتها ذات قيمة ومعنى.. وبإنها أبدا ما غلطت يوم اختارتهم.. وفضلتهم على الكل..

ما في أقوى من رابطة الدم.. وما في أجمل من الاحساس بالأمومة..

وهذا كان احساسها..


.

.


النهاية

دانة الكون
02-05-2013, 08:29 PM
روايه رااااااااااائعه
كل ما اقرأ سطر اقول خلاص بوقف و اكمل بعدين و تشدني الاحداث
لي عوده لتكمله بقيه الروايه

استثنائية
02-05-2013, 09:07 PM
يعطيك العافيه حبيبة قلللبي انتي :101:


ابي اقراها ان شاء الله دامني عطلت :biggrin:

بقلمي أسطر
03-05-2013, 01:28 AM
يعطيك العافية على الروااااااااااااية ........

ماسه الزهور
06-05-2013, 11:43 AM
شكراً لطرحك المعلومات
يعطيك ربي العافية

دنيا الامل
07-05-2013, 10:08 AM
طرحك اسعدني كثير
لك الشكر

ضحكة خجولة
09-05-2013, 01:04 PM
بورك طرحك
تميز قلمك
سلمت اناملك