رانيا
10-05-2013, 05:17 PM
تخميس / اضحى التنائي بديلا من تدانينا
عبد الله فريج
واهاً لِعَهدٍ بِهِ تَمَّت امانينا ** بِجَمع شَمل فخانَتنا لَيالينا
وَبَعد ما اِزدانَ بِالاِحبابِ نادينا ** اِضحى التَنائي بَديلاً عَن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
فَكَم لَكم في الهَوى حَنَّت جَوارِحُنا ** وَعامِل الوُجد بِالاِشواقِ جارِحنا
وَاِذ نَوى البَين يَوماً لا يُبارِحُنا ** بنتم وَبِنا فَما اِبتَلَت جَوارِحُنا
شَوقاً اِلَيكُم وَلا جفت اماقينا
وَهَل سَوى طَيفُكم خلٌّ يُسامِرُنا ** اِو قَد حوت غير ذِكراكُم سَرائِرَنا
وَاِنَّما من لَظى وجد يُخامِرُنا ** يَكادُ حينَ تناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الاِسى لَولا تَأسينا
بِقُربِكُم بَعد ما نار الجَوى خَمَدَت ** فَبُعدُكُم طالَما في القَلبِ قَد وَقَدَت
وَبَعد اِنس بِه وُرقُ السُرور شَدت ** حالَت لِفَقدِكُمو ايّامِنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا
تَكادُ توهي قُوانا مِن تَأَسُّفنا ** عَلى زَمان بِطيبِ الوَصلِ مُستَعفنا
وَلَم نَكُن فيهِ نَخشى مِن معنفنا ** وَجانب العَيشِ طلق من تالفنا
وَمورِدِ اللَهوِ صافٍ من تَصافينا
عهدٌ بِهِ كانَت الاِقدارُ لاهيَةً ** عَنّا وَمن سائِر الاِكدارِ خالِيَةً
حَيثُ التَهاني لَهُ كانَت مصافِيَةً ** وَاِذ هصرنا غُصونُ البان دانِيَةً
قُطوفُها فَجَنينا مِنهُ ما شينا
دَهرٌ بِهِ شَملُنا يا طالَما التَأَما ** وَمن لَذيذِ التَلاقي طالَما اغتَنَما
فيهِ لَنا افتَرَّ ثَغرُ الوَصلِ وَاِبتَسَما ** فَليسق عَهدكُمو عَهد السُرور فَما
كُنتُم لاِرواحِنا الا رِياحينا
وَاِذ بِسُبل الهَوى قَد ضاقَ مَسلَكنا ** صِحنا وَفَرط التَنائي كادَ يُهلِكُنا
يا مَن سِوى حُبُّهُم لا شَيئ يَملكنا ** ان الزَمانَ الَّذي لا زالَ يُضحِكُنا
اِنساً بِقُربِكو فَاليَومَ يُبكينا
لما قَضى البَين فينا بِالنَوى وَنَأوا ** عَنّا احباؤُنا بَعد اللُقا وَجفوا
ناديتُ يا مَن بِعَهدي في الغَرامِ وَفوا ** غيظَ العِدا من تَساقينا الهَوى فَدَعوا
بان نَغصَّ فَقالَ الدَهر آمينا
يا ما زها الانس قَبلاً في مَجالِسَنا ** وَدارَ ساقي الهَوى يَسعى باكؤُسِنا
وَاِذ نَأوا من لِقاهُم غَير مُؤنِسنا ** فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِاِنفُسنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِاِيدينا
اقولُ اذ عادَ داعي البَين شاغِلُكُم ** عَنّا وَمِنّا فُؤاد لا يزابلكُم
يا مَن قَطَعتُم عَن المَنى رَسائِلُكُم ** لَم نَعتَقِد بَعدُكم اِلّا الوَفاء لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرِهِ دينا
غِبتُم فَجآء لَنا اللاحي يُعيرُنا ** يَرومُ عَنكُم بِسلوان يصيرنا
يا مَن سَوى البُعد عَنهُم لا يُحيرُنا ** لا تَحسَبوا نَأُيكم عَنّا يغيرنا
اِذ طالَما غَير النَأي المحبينا
لَقَد رَحَلتُم فَراح القَلبُ مُرتَحِلاً ** مَعَكُم وَجسم المَعنى ذابَ مُنتَحِلاً
وَلَو جَفَوتُم لَنا أَملاً ** وَاللَهُ ما طَلَبت اهواؤُنا بَدَلا
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم امانينا
لِما سَرى رَكبُكُم عَنّا بِموكبه ** وَلَم يَفُز صبكم يَوماً بِمَطلَبِهِ
قَد صحت وَالقَلبُ يَذكو في تلهبهِ ** يا ساري البَرق غادَ القَصر فاسقِ بِهِ
من كانَ صَرف الهَوى وَالود يَسقينا
وَيا مُيَمِّم بِالاِظعان جيرتُنا ** مُبادِراً بِالسَرى تَنحو احبتنا
لَهُم فَصف حرَّ شَوق شف مهجَتِنا ** وَيا نَسيمَ الصبا بَلِّغ تَحِيَّتنا
من لَو عَلى البُعد حَيّاً كانَ يُحيينا
اَقولُ وَالنَفسُ تُبدي الشَوق هائِمَةً ** بِنارِ وُجد ذكت في القَلبِ مضرمةً
يا مَن تَرينا بدور التم مسفِرَةً ** لَسنا نَسميكَ اِجلالاً وَتكرُمةً
وَقَدرُك المَمتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
كادَ الجَوى بَعدُكُم في البَينِ يُعدِمنا ** من بَعد سَعد بِحَظ كان يَخدِمُنا
كَاِنَّما حينَ كانَ الوَصلُ ينعمنا ** سران في خاطِر الظَلماءِ يَكتُمنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
حَتّى تَمادى الهَوى يُبدي لَنا عبراً ** وَكادَ في فرطه يودي بِنا ضَرَراً
فَصِحت يا من حلت الحاظكُم حوراً ** انّا قَرَأنا الاِسى يَوم النَوى سوراً
مَكتوبَة وَاِخَذنا الصَبر تَلقينا
وَاللّه يا من عَدَلتُم عَن تَواصُلُنا ** وَوَعدكم بِالتَلاقي غَير شامِلنا
من يَوم ما قَد نَأَيتُم عَن مَنازِلنا ** ولا اكؤُس الراح تبدى من شَمائِلنا
سَما اِرتِياح وَلا الاِوتارُ تُلهينا
قَد قُلت لما نَأَت بِالظَعنِ راحِلَةً ** وَلَيسَ لِلصَّبِّ يَوم البين راحِلَةً
يا من غَدَت لِقَتيل الحُب هاجِرَةً ** دومي عَلى الوُدِّ ما دمنا محافِظَةً
فَالحُر من دان اِنصافاً كَما دينا
وَقُلت اِذ اظعَنت وَالبَين ما خشيت ** وَالاِرض من عبرات الصَب قَد سَقيت
يا من بِها النَفسُ اِهوالُ الهَوى لَقيت ** عَلَيك منى سَلام اللَه ما بَقِيَت
صَبابَة مِنكَ نُخفيها فَتُخفينا
عبد الله فريج
واهاً لِعَهدٍ بِهِ تَمَّت امانينا ** بِجَمع شَمل فخانَتنا لَيالينا
وَبَعد ما اِزدانَ بِالاِحبابِ نادينا ** اِضحى التَنائي بَديلاً عَن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
فَكَم لَكم في الهَوى حَنَّت جَوارِحُنا ** وَعامِل الوُجد بِالاِشواقِ جارِحنا
وَاِذ نَوى البَين يَوماً لا يُبارِحُنا ** بنتم وَبِنا فَما اِبتَلَت جَوارِحُنا
شَوقاً اِلَيكُم وَلا جفت اماقينا
وَهَل سَوى طَيفُكم خلٌّ يُسامِرُنا ** اِو قَد حوت غير ذِكراكُم سَرائِرَنا
وَاِنَّما من لَظى وجد يُخامِرُنا ** يَكادُ حينَ تناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الاِسى لَولا تَأسينا
بِقُربِكُم بَعد ما نار الجَوى خَمَدَت ** فَبُعدُكُم طالَما في القَلبِ قَد وَقَدَت
وَبَعد اِنس بِه وُرقُ السُرور شَدت ** حالَت لِفَقدِكُمو ايّامِنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا
تَكادُ توهي قُوانا مِن تَأَسُّفنا ** عَلى زَمان بِطيبِ الوَصلِ مُستَعفنا
وَلَم نَكُن فيهِ نَخشى مِن معنفنا ** وَجانب العَيشِ طلق من تالفنا
وَمورِدِ اللَهوِ صافٍ من تَصافينا
عهدٌ بِهِ كانَت الاِقدارُ لاهيَةً ** عَنّا وَمن سائِر الاِكدارِ خالِيَةً
حَيثُ التَهاني لَهُ كانَت مصافِيَةً ** وَاِذ هصرنا غُصونُ البان دانِيَةً
قُطوفُها فَجَنينا مِنهُ ما شينا
دَهرٌ بِهِ شَملُنا يا طالَما التَأَما ** وَمن لَذيذِ التَلاقي طالَما اغتَنَما
فيهِ لَنا افتَرَّ ثَغرُ الوَصلِ وَاِبتَسَما ** فَليسق عَهدكُمو عَهد السُرور فَما
كُنتُم لاِرواحِنا الا رِياحينا
وَاِذ بِسُبل الهَوى قَد ضاقَ مَسلَكنا ** صِحنا وَفَرط التَنائي كادَ يُهلِكُنا
يا مَن سِوى حُبُّهُم لا شَيئ يَملكنا ** ان الزَمانَ الَّذي لا زالَ يُضحِكُنا
اِنساً بِقُربِكو فَاليَومَ يُبكينا
لما قَضى البَين فينا بِالنَوى وَنَأوا ** عَنّا احباؤُنا بَعد اللُقا وَجفوا
ناديتُ يا مَن بِعَهدي في الغَرامِ وَفوا ** غيظَ العِدا من تَساقينا الهَوى فَدَعوا
بان نَغصَّ فَقالَ الدَهر آمينا
يا ما زها الانس قَبلاً في مَجالِسَنا ** وَدارَ ساقي الهَوى يَسعى باكؤُسِنا
وَاِذ نَأوا من لِقاهُم غَير مُؤنِسنا ** فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِاِنفُسنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِاِيدينا
اقولُ اذ عادَ داعي البَين شاغِلُكُم ** عَنّا وَمِنّا فُؤاد لا يزابلكُم
يا مَن قَطَعتُم عَن المَنى رَسائِلُكُم ** لَم نَعتَقِد بَعدُكم اِلّا الوَفاء لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرِهِ دينا
غِبتُم فَجآء لَنا اللاحي يُعيرُنا ** يَرومُ عَنكُم بِسلوان يصيرنا
يا مَن سَوى البُعد عَنهُم لا يُحيرُنا ** لا تَحسَبوا نَأُيكم عَنّا يغيرنا
اِذ طالَما غَير النَأي المحبينا
لَقَد رَحَلتُم فَراح القَلبُ مُرتَحِلاً ** مَعَكُم وَجسم المَعنى ذابَ مُنتَحِلاً
وَلَو جَفَوتُم لَنا أَملاً ** وَاللَهُ ما طَلَبت اهواؤُنا بَدَلا
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم امانينا
لِما سَرى رَكبُكُم عَنّا بِموكبه ** وَلَم يَفُز صبكم يَوماً بِمَطلَبِهِ
قَد صحت وَالقَلبُ يَذكو في تلهبهِ ** يا ساري البَرق غادَ القَصر فاسقِ بِهِ
من كانَ صَرف الهَوى وَالود يَسقينا
وَيا مُيَمِّم بِالاِظعان جيرتُنا ** مُبادِراً بِالسَرى تَنحو احبتنا
لَهُم فَصف حرَّ شَوق شف مهجَتِنا ** وَيا نَسيمَ الصبا بَلِّغ تَحِيَّتنا
من لَو عَلى البُعد حَيّاً كانَ يُحيينا
اَقولُ وَالنَفسُ تُبدي الشَوق هائِمَةً ** بِنارِ وُجد ذكت في القَلبِ مضرمةً
يا مَن تَرينا بدور التم مسفِرَةً ** لَسنا نَسميكَ اِجلالاً وَتكرُمةً
وَقَدرُك المَمتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
كادَ الجَوى بَعدُكُم في البَينِ يُعدِمنا ** من بَعد سَعد بِحَظ كان يَخدِمُنا
كَاِنَّما حينَ كانَ الوَصلُ ينعمنا ** سران في خاطِر الظَلماءِ يَكتُمنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
حَتّى تَمادى الهَوى يُبدي لَنا عبراً ** وَكادَ في فرطه يودي بِنا ضَرَراً
فَصِحت يا من حلت الحاظكُم حوراً ** انّا قَرَأنا الاِسى يَوم النَوى سوراً
مَكتوبَة وَاِخَذنا الصَبر تَلقينا
وَاللّه يا من عَدَلتُم عَن تَواصُلُنا ** وَوَعدكم بِالتَلاقي غَير شامِلنا
من يَوم ما قَد نَأَيتُم عَن مَنازِلنا ** ولا اكؤُس الراح تبدى من شَمائِلنا
سَما اِرتِياح وَلا الاِوتارُ تُلهينا
قَد قُلت لما نَأَت بِالظَعنِ راحِلَةً ** وَلَيسَ لِلصَّبِّ يَوم البين راحِلَةً
يا من غَدَت لِقَتيل الحُب هاجِرَةً ** دومي عَلى الوُدِّ ما دمنا محافِظَةً
فَالحُر من دان اِنصافاً كَما دينا
وَقُلت اِذ اظعَنت وَالبَين ما خشيت ** وَالاِرض من عبرات الصَب قَد سَقيت
يا من بِها النَفسُ اِهوالُ الهَوى لَقيت ** عَلَيك منى سَلام اللَه ما بَقِيَت
صَبابَة مِنكَ نُخفيها فَتُخفينا