غالي و عالي
11-05-2013, 09:20 PM
سمراء والمرآة( قصة قصيرة )
لم تنل حظها من الوسامة والجمال , تدير ظهرها للمرآة وتدخل خلسة تحت فراشها . تغرق في أحلامها.. تستيقظ مبكرة ,تغادر فراشها خلسة حتى لا تراها مرآتها , تغسل غيظها ثلاث مرات , تتفنن في كي ملابسها , ترتب شعرها على استعجال دون مرآة , تسرق بنظرة عجلى شيئا من ملامحها , ثم تعود تطالع صورتها على مضض , تقلب مرآتها على ظهرها وتغادر المكان .
تصل مكان العمل هي اول الموظفات . تمشي بخطوات ثابته لا تنظر يمينا ولا شمالا تتجنب النظر الى كل سطح عاكس .
تلك سمراء فتاة قهرتها مرآتها ,تلقي بجسدها على كرسي مكتبها وتنادي ابو احمد قهوة الصباح.
الساعه الثامنه صباحا : تدخل سمراء مكتب رئيسها تحمل ملفا هاما , يثني المدير على نشاطها ويبخل عليها بابتسامه تبحث عنها منذ زمن تجبر خاطرها .
تدخل فتاة شقراء وتلتقي الألوان تبدي الشقراء اعتذارها عن التأخر ساعه عن الدوام . يلومها المدير على استحياء , ويغدق عليها ابتساماته بسخاء, بينما سمراء ترقب على مضض , ويقطع غيظها الابتسامات
حضرة المدير هل تريد شيئا
لا يا سمراء شكرا لك .
سمراء ,سمراء قولي لزملائك في القسم المكتب مغلق لدي اجتماع.
تغادر سمراء مكتب مديرها . تعود إلى عملها ونشاطها المعهود , ينقضي يوم من العمل الشاق , تعود إلى منزلها . تعبة منهكة , وعلى غير عادتها تدخل غرفة نومها تواجه مرآتها وجها لوجه , تنهال عليها ضربا , تجرح سمراء يديها تبكي سمراء ويمتزج الدمع بالدم .
قهر وغيظ . دمع , ودم .. تلقي سمراء بنفسها حيث فراشها دون غطاء هذه المرة , تهرب إلى كابوس مؤقت , يريحها من كابوس يلاحقها طوال النهار
حتى في الأحلام لا حظ لك يا سمراء , ها هي سيدة المرايا تلاحقك تعاتبك وربما تعاقبك . سمراء تصد المرآة من جديد , تريد أن تنال منها حتى في الأحلام .
سيدة المرايا : لا يا سمراء مرايا الأحلام لا تنكسر , أنت وغيرك من النساء لن تجدن بعد اليوم مرآة .
تستيقظ سمراء من كابوسها لا تتذكر منه شيئا ,تنهض من فراشها كاللبوة لا تعرف كيف تتثائب وتتثنى كباقي النساء لا تطالع ساعتها ولا صورتها تغسل غيظها أربع مرات , تلبس ملابس الأمس , ترتب شعرها على استعجال دون مرآة , وتغادر المكان .
تصل سمراء مكان عملها , وجوم يعم المكان , سكون لم يألفه القسم الذي تعمل به . عبوس في الوجوه , تتلفت سمراء حولها , تتلمس مكتبها , جدار حائطها , الساعة التي في معصمها . الأسطح العاكسة لم يعد لها مكان . لا مرايا لا شيء مما كان . غير موظفات القسم يطالعن بعضهن في دهشة واستغراب ومساحيق الجمال ضلت مواضعها وعبثت بقوانين الجمال .
وحدها سمراء تجلس خلف مكتبها لأول مرة ترتجل تثاؤبا وتتثنى كالنساء .تنادي : أبو أحمد لو سمحت قهوة الصباح . هز صوتها المكان وكأن أبو أحمد يسمعها لأول مرة .
أبو أحمد ألا تسمع أين قهوتي يتقدم أبو أحمد نحوها ببطء شديد يثير دهشتها .. يقترب أكثر تدقق في وجهه تريد أن تخطف مشروع الابتسامة الذي ينوي عامل بسيط أن يقدمه لها تهتز من أعماقها حين يكتمل المشروع .
حاضر القهوة ستكون على مكتبك بعد قليل , يدير ظهره وهو يتمتم ببعض الكلمات . تلحق به سمراء .. تسأله بالله عليك بماذا كنت تمتم
لا شيء يا سمراء .
سمراء تنظر حولها , إلى صديقاتها ,تبحث عن ابتسامات لا بأس إن غشت إن قلدت المهم أن تصنع ابتسامة . لم تفلح سمراء .
بالله عليك يا أبو أحمد بماذا كنت تتمتم , يحمرُّ وجهه , لا يجيبها , يدير ظهره ويتجه إلى مطبخ القسم , تسمعه يهمس : تبدين جميلة يا سمراء .
عمر الصوص
كاتب وشاعر وقاص : الإردن
لم تنل حظها من الوسامة والجمال , تدير ظهرها للمرآة وتدخل خلسة تحت فراشها . تغرق في أحلامها.. تستيقظ مبكرة ,تغادر فراشها خلسة حتى لا تراها مرآتها , تغسل غيظها ثلاث مرات , تتفنن في كي ملابسها , ترتب شعرها على استعجال دون مرآة , تسرق بنظرة عجلى شيئا من ملامحها , ثم تعود تطالع صورتها على مضض , تقلب مرآتها على ظهرها وتغادر المكان .
تصل مكان العمل هي اول الموظفات . تمشي بخطوات ثابته لا تنظر يمينا ولا شمالا تتجنب النظر الى كل سطح عاكس .
تلك سمراء فتاة قهرتها مرآتها ,تلقي بجسدها على كرسي مكتبها وتنادي ابو احمد قهوة الصباح.
الساعه الثامنه صباحا : تدخل سمراء مكتب رئيسها تحمل ملفا هاما , يثني المدير على نشاطها ويبخل عليها بابتسامه تبحث عنها منذ زمن تجبر خاطرها .
تدخل فتاة شقراء وتلتقي الألوان تبدي الشقراء اعتذارها عن التأخر ساعه عن الدوام . يلومها المدير على استحياء , ويغدق عليها ابتساماته بسخاء, بينما سمراء ترقب على مضض , ويقطع غيظها الابتسامات
حضرة المدير هل تريد شيئا
لا يا سمراء شكرا لك .
سمراء ,سمراء قولي لزملائك في القسم المكتب مغلق لدي اجتماع.
تغادر سمراء مكتب مديرها . تعود إلى عملها ونشاطها المعهود , ينقضي يوم من العمل الشاق , تعود إلى منزلها . تعبة منهكة , وعلى غير عادتها تدخل غرفة نومها تواجه مرآتها وجها لوجه , تنهال عليها ضربا , تجرح سمراء يديها تبكي سمراء ويمتزج الدمع بالدم .
قهر وغيظ . دمع , ودم .. تلقي سمراء بنفسها حيث فراشها دون غطاء هذه المرة , تهرب إلى كابوس مؤقت , يريحها من كابوس يلاحقها طوال النهار
حتى في الأحلام لا حظ لك يا سمراء , ها هي سيدة المرايا تلاحقك تعاتبك وربما تعاقبك . سمراء تصد المرآة من جديد , تريد أن تنال منها حتى في الأحلام .
سيدة المرايا : لا يا سمراء مرايا الأحلام لا تنكسر , أنت وغيرك من النساء لن تجدن بعد اليوم مرآة .
تستيقظ سمراء من كابوسها لا تتذكر منه شيئا ,تنهض من فراشها كاللبوة لا تعرف كيف تتثائب وتتثنى كباقي النساء لا تطالع ساعتها ولا صورتها تغسل غيظها أربع مرات , تلبس ملابس الأمس , ترتب شعرها على استعجال دون مرآة , وتغادر المكان .
تصل سمراء مكان عملها , وجوم يعم المكان , سكون لم يألفه القسم الذي تعمل به . عبوس في الوجوه , تتلفت سمراء حولها , تتلمس مكتبها , جدار حائطها , الساعة التي في معصمها . الأسطح العاكسة لم يعد لها مكان . لا مرايا لا شيء مما كان . غير موظفات القسم يطالعن بعضهن في دهشة واستغراب ومساحيق الجمال ضلت مواضعها وعبثت بقوانين الجمال .
وحدها سمراء تجلس خلف مكتبها لأول مرة ترتجل تثاؤبا وتتثنى كالنساء .تنادي : أبو أحمد لو سمحت قهوة الصباح . هز صوتها المكان وكأن أبو أحمد يسمعها لأول مرة .
أبو أحمد ألا تسمع أين قهوتي يتقدم أبو أحمد نحوها ببطء شديد يثير دهشتها .. يقترب أكثر تدقق في وجهه تريد أن تخطف مشروع الابتسامة الذي ينوي عامل بسيط أن يقدمه لها تهتز من أعماقها حين يكتمل المشروع .
حاضر القهوة ستكون على مكتبك بعد قليل , يدير ظهره وهو يتمتم ببعض الكلمات . تلحق به سمراء .. تسأله بالله عليك بماذا كنت تمتم
لا شيء يا سمراء .
سمراء تنظر حولها , إلى صديقاتها ,تبحث عن ابتسامات لا بأس إن غشت إن قلدت المهم أن تصنع ابتسامة . لم تفلح سمراء .
بالله عليك يا أبو أحمد بماذا كنت تتمتم , يحمرُّ وجهه , لا يجيبها , يدير ظهره ويتجه إلى مطبخ القسم , تسمعه يهمس : تبدين جميلة يا سمراء .
عمر الصوص
كاتب وشاعر وقاص : الإردن