عبدالله بن مهدي
23-05-2013, 11:49 PM
عودة إلى ساهر!
سألتُ ساهراً عن أخيه ماهر: (أينَ أخوكَ ماهر؟) في مقال الأسبوع الماضي، ولكن البعض أبى إلا أن يعيدني إليه مرة أخرى – ربما هو تقدير منهم له باعتباره الأخ الأكبر أو عتباً عليه – ونحن مجتمع يوقر الكبير – ولله الحمد – ويجله ويعرف قدره وأهميته، ويحمله فوق طاقته في كثير من الأحيان، ولكن ساهراً أشغل الناس – كما أشغل المتنبي أهل عصره، ومن جاء بعدهم – فساهر ينام ملء جفونه قرير العين، ويتركهم يسهرون ويكابدون مشقة التفكير، ويعانون مرارة التوقعات والتخمينات والظنون!
أعني بالبعض – مجموعة من القراء – ممن علقوا على المقال في الموقع الإليكتروني للشرق أو في غيره من المواقع أو أرسلوا لي عبر وسائل الاتصال الأخرى، ولعلي أعرض بعضاً من تلك الآراء على ما في بعضها من مبالغة.
فأحدهم يقول: إننا نحتاج إلى عائلة ساهر كاملة بكل القطاعات على غرار ماهر الشاطر، لكن يعيب تخطيطنا عدم وجود طريقة صحيحة وعملية واحترافية لوضع الخطط والأنظمة التي تكون مفيدة قبل تجربتها، وحتى لا تكون اقتراحاتنا كلها تجارب من الممكن أن تضر أكثر مما تنفع!
ويقول آخر بعد تلخيص ما كتب: أن كل الدول التي لديها أنظمة مرور حقيقية وفعّالة تستخدم أجهزة لرصد السرعة، لكنها لم تتجاوز وتهمل الأنظمة والمخالفات الأخرى التي لا تقل أهمية؛ لتركز فقط على نظام ضبط مخالفات السرعة – كما هو حاصل لدينا – حيث أصبح أداة تحصيل، ويضيف أن المرور نسي حزام الأمان، ولم يعد يعترف به، ولا بإشارات الانعطاف، ولا الإشارات المنبهة الأخرى، ولا يعترف بضرورة الالتزام بمسارات الطريق، واحترام ضوابط الانتقال من مسار إلى آخر، وهي مخالفات تتـسبب في معظم الحوادث، ولا يعرف أو يهتم بالمسافة الآمنة التي يجب أن تكون بين مركبة وأخرى بحسب السرعة – خاصة في الطرق السريعة – ولا يعرف أهمية الحد الأدنى للسرعة، ولا يحاسب من يسلك المسار الأيسر – وهو يسير ببطء أو يلتفت إلى أطفاله في الخلف – ويعطل حركة المرور وانسيابيتها أو يتسبب في حادث! وأن المرور لا يزال يمنح رخص القيادة بطرق بدائية لا تؤهل من يحملها للقيادة، ويتهم المرور بأنه لا يعرف تنظيم القيادة والوقوف داخل الأحياء التي باتت مستباحة من بعض المخالفين، وأن المرور لا يعترف بالإشارات المرورية غير الضوئية التي تم توزيعها عشوائياً في مختلف الأحياء والتقاطعات – رغم أنها كلفت ملايين كثيرة – ولا يعتمد عليها في تقييم الحوادث وتحديد المخطئ، ويستمر في سرد ملاحظاته أن المرور لا يفقهه ولا يعرف من نظامه إلا قطع الإشارة، والسرعة الزائدة، والتهور، والوقوف المزدوج، وتظليل الزجاج ولا شيء غيرها، ويختم قوله إن جهاز المرور ونظامه وأفراده بحاجه إلى من يعلمهم ما هو المرور!
ويقول آخر: الحقيقة أن نظام ساهر برنامج طموح ومتميز، وأنه يؤتي أكله – ولو بشكل بطيء – فتغيير الثقافات يحتاج إلى وقت وإقناع، إلا أنه يعيب عليه مضاعفة المخالفة في حال عدم التسديد خلال شهر، وكأنه وضع لاستنزاف الجيوب وأكل أموال الناس بالباطل، ويرى أن المرور قادر على فرض هيبته!
ويقول آخر: إن الوضوح مطلوب، ويجب ألا يختبئ ساهر ليقتنص العابرين على حين غرة، فما المانع أن توضع كاميرات في أماكن واضحة، وتوضع لوحات تنبيه وإرشاد كبيرة، فالدولة قادرة أن تغطي الطرق بما يضمن سلامة الأرواح من أخطار السرعة الزائدة؛ لإن كثيراً من الناس بات ينظر إلى ساهر باعتباره وسيلة لسلب أموالهم!
قرأت تغريدة لأستاذ جامعي يقول فيها: «نُصبت كاميرتان لـ»ساهر» في طريق الأمير سلمان المتجه إلى المطار، فرحم الله امرءاً أعان على النشر، وأسهم في مكافحة الفقر! للتحذير والتدوير!».
ويعلق عليه آخر: «مع أني – والله – لا أتعمد السرعة والتزم التزاماً مطلقاً بقوانين وأنظمة وأدبيات وتعليمات السير، إلا أن ساهر أصبح شريكاً لي في رزقي «.
ويرد ثالث فيقول: «هذا – يالغالي – يعتبر الولد الذي لم تفكر بإنجابه «!
همسة: إن مثل هذه التعليقات مع ما يحمله بعضها من التجني والمبالغة أو عتب المحب تؤكد أننا بحاجة لتطبيق نظام المرور – وهو نظام مروري راق – تطبيقاً حقيقياً جاداً، وإيصاله كمفهوم سلوكي لجميع شرائح المجتمع، والتوعية الحقيقية بأهميته واحترامه، وتطبيقه بحزم من قبل رجال المرور عبر وسائل أكثر دقة، وأن توفر له الإمكانات المادية والبشرية؛ ليتم تفعيله بما يكفل سلامة المجتمع من معارك الإسفلت الدامية.
رابط المقال
http://www.alsharq.net.sa/2013/05/23/843902
سألتُ ساهراً عن أخيه ماهر: (أينَ أخوكَ ماهر؟) في مقال الأسبوع الماضي، ولكن البعض أبى إلا أن يعيدني إليه مرة أخرى – ربما هو تقدير منهم له باعتباره الأخ الأكبر أو عتباً عليه – ونحن مجتمع يوقر الكبير – ولله الحمد – ويجله ويعرف قدره وأهميته، ويحمله فوق طاقته في كثير من الأحيان، ولكن ساهراً أشغل الناس – كما أشغل المتنبي أهل عصره، ومن جاء بعدهم – فساهر ينام ملء جفونه قرير العين، ويتركهم يسهرون ويكابدون مشقة التفكير، ويعانون مرارة التوقعات والتخمينات والظنون!
أعني بالبعض – مجموعة من القراء – ممن علقوا على المقال في الموقع الإليكتروني للشرق أو في غيره من المواقع أو أرسلوا لي عبر وسائل الاتصال الأخرى، ولعلي أعرض بعضاً من تلك الآراء على ما في بعضها من مبالغة.
فأحدهم يقول: إننا نحتاج إلى عائلة ساهر كاملة بكل القطاعات على غرار ماهر الشاطر، لكن يعيب تخطيطنا عدم وجود طريقة صحيحة وعملية واحترافية لوضع الخطط والأنظمة التي تكون مفيدة قبل تجربتها، وحتى لا تكون اقتراحاتنا كلها تجارب من الممكن أن تضر أكثر مما تنفع!
ويقول آخر بعد تلخيص ما كتب: أن كل الدول التي لديها أنظمة مرور حقيقية وفعّالة تستخدم أجهزة لرصد السرعة، لكنها لم تتجاوز وتهمل الأنظمة والمخالفات الأخرى التي لا تقل أهمية؛ لتركز فقط على نظام ضبط مخالفات السرعة – كما هو حاصل لدينا – حيث أصبح أداة تحصيل، ويضيف أن المرور نسي حزام الأمان، ولم يعد يعترف به، ولا بإشارات الانعطاف، ولا الإشارات المنبهة الأخرى، ولا يعترف بضرورة الالتزام بمسارات الطريق، واحترام ضوابط الانتقال من مسار إلى آخر، وهي مخالفات تتـسبب في معظم الحوادث، ولا يعرف أو يهتم بالمسافة الآمنة التي يجب أن تكون بين مركبة وأخرى بحسب السرعة – خاصة في الطرق السريعة – ولا يعرف أهمية الحد الأدنى للسرعة، ولا يحاسب من يسلك المسار الأيسر – وهو يسير ببطء أو يلتفت إلى أطفاله في الخلف – ويعطل حركة المرور وانسيابيتها أو يتسبب في حادث! وأن المرور لا يزال يمنح رخص القيادة بطرق بدائية لا تؤهل من يحملها للقيادة، ويتهم المرور بأنه لا يعرف تنظيم القيادة والوقوف داخل الأحياء التي باتت مستباحة من بعض المخالفين، وأن المرور لا يعترف بالإشارات المرورية غير الضوئية التي تم توزيعها عشوائياً في مختلف الأحياء والتقاطعات – رغم أنها كلفت ملايين كثيرة – ولا يعتمد عليها في تقييم الحوادث وتحديد المخطئ، ويستمر في سرد ملاحظاته أن المرور لا يفقهه ولا يعرف من نظامه إلا قطع الإشارة، والسرعة الزائدة، والتهور، والوقوف المزدوج، وتظليل الزجاج ولا شيء غيرها، ويختم قوله إن جهاز المرور ونظامه وأفراده بحاجه إلى من يعلمهم ما هو المرور!
ويقول آخر: الحقيقة أن نظام ساهر برنامج طموح ومتميز، وأنه يؤتي أكله – ولو بشكل بطيء – فتغيير الثقافات يحتاج إلى وقت وإقناع، إلا أنه يعيب عليه مضاعفة المخالفة في حال عدم التسديد خلال شهر، وكأنه وضع لاستنزاف الجيوب وأكل أموال الناس بالباطل، ويرى أن المرور قادر على فرض هيبته!
ويقول آخر: إن الوضوح مطلوب، ويجب ألا يختبئ ساهر ليقتنص العابرين على حين غرة، فما المانع أن توضع كاميرات في أماكن واضحة، وتوضع لوحات تنبيه وإرشاد كبيرة، فالدولة قادرة أن تغطي الطرق بما يضمن سلامة الأرواح من أخطار السرعة الزائدة؛ لإن كثيراً من الناس بات ينظر إلى ساهر باعتباره وسيلة لسلب أموالهم!
قرأت تغريدة لأستاذ جامعي يقول فيها: «نُصبت كاميرتان لـ»ساهر» في طريق الأمير سلمان المتجه إلى المطار، فرحم الله امرءاً أعان على النشر، وأسهم في مكافحة الفقر! للتحذير والتدوير!».
ويعلق عليه آخر: «مع أني – والله – لا أتعمد السرعة والتزم التزاماً مطلقاً بقوانين وأنظمة وأدبيات وتعليمات السير، إلا أن ساهر أصبح شريكاً لي في رزقي «.
ويرد ثالث فيقول: «هذا – يالغالي – يعتبر الولد الذي لم تفكر بإنجابه «!
همسة: إن مثل هذه التعليقات مع ما يحمله بعضها من التجني والمبالغة أو عتب المحب تؤكد أننا بحاجة لتطبيق نظام المرور – وهو نظام مروري راق – تطبيقاً حقيقياً جاداً، وإيصاله كمفهوم سلوكي لجميع شرائح المجتمع، والتوعية الحقيقية بأهميته واحترامه، وتطبيقه بحزم من قبل رجال المرور عبر وسائل أكثر دقة، وأن توفر له الإمكانات المادية والبشرية؛ ليتم تفعيله بما يكفل سلامة المجتمع من معارك الإسفلت الدامية.
رابط المقال
http://www.alsharq.net.sa/2013/05/23/843902