شتات انثى
10-07-2013, 10:20 PM
http://up.3dlat.com/uploads/13628339806.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فِي المَدرَسةِ الرّمضَانيّة
خُيِّل إليَّ أنني لازلتُ على مقاعد الدراسة،
طالبة مجدّة، وبأنني مقبلة على امتحانٍ كبير،
يُدعى رمضان.
توقيتهُ من الهلال إلى الهلال،
فشعرتُ برهبة الزمان والمكان،
وجلستُ على مقعد قديم،
وأطرافي ترتعش خوفاً،
وبأنني أمسكُ الورقة، وأقرأ السؤال،
فإذا به يقول:
توالت عليكِ رمضاناتٌ عديدة،
تعلمتِ منها الفوائد والعبر...
اكتبي تلك الفوائد على شكل دروس موجزة...
فاستعنتُ بالله وكتبتُ...
الدرسُ الأول:
نُـور يغشى النفوس،
يذيقها حلاوة الإيمان،
فتأنسُ به طوال شهرٍ كامل،
يعملُ فيه المرءُ على تنقية نفسه،
وتطهيرها من أدران الذنوب،
كلما سالت دمعة توبة غسلت قلباً،
وكلما ناجى العبد مولاه بصدقٍ،
أشرقت روحه،
فكأنما يسمعُ ملائكة السّماء تؤمّن على دعائه،
وكأنه يرى الجنة ماثلة أمام عينيه،
فيشرقُ ويبتهج،
أو يخيل إليه رؤية السعير،
فيقشعر جلده هلعاً،
ويعقد العزيمة ألا يعود لذنبٍ أبداً،
فكأنما اجتمع في قلبه الخوفُ والرجاء،
فتشكلا حباً،
فلا يخرج من المدرسة الرمضانية إلا وقد ذاق مرارة الخوف من ذنب،
وحلاوة العيش في لذة طاعة،
فكانا زاداً له في كلّ موقفٍ يصادفه في هذه الحياة،
يتذكر فيلزم العهد والميثاق.
الدرسُ الثاني:
انتظام في الأوقات،
حرصٌ على العمر،
ورغبة بتكريس كلّ لحظة رمضانية في الطاعات...
ففي رمضان كل شيء له حساب وقيمة،
ساعات النوم واليقظة،
أوقات الطعام والراحة والعبادة والعمل، لا شيء يمضي بلا حساب،
فكأنما أوقاتُ المؤمن مرهونة بالصلوات.
وقد وقّت نفسه وطوّع حياته لتجري بانسيابٍ وفقاً لها.
فإذا به ينتظم على إيقاعٍ بديع، وينجزُ ما لم يكن في الحسبان...
الدرسُ الثالث:
موعدُ العهود والمواثيق،
والرغبة الصادقة بالإقلاع عن العادات السيئة،
يواكبها صدقُ العزيمة في التحلي بكل جميل من طبائع وأخلاق.
فإذا بكل شخص قد راجع نفسه،
فعاهدها أن يزكّيها،
وتمنى ضمناً أن يستمر في رحلة التزكية،
طوال أيام العام،
وإذا به يسعى جاهداً ألا يخلف عهده،
وأن يصدق وعده،
فالمؤمن يعرفُ بالصدق ويُنظر إليه بميزان الوفاء.
الدرسُ الرابع:
رسالة التكافل الاجتماعي بين البشر تتجلى روعتها في رمضان،
والعلاقة المثلى بين الطبقات المسلمة، تبرز في أكمل هيئة عبر الموائد المفتوحة لإفطار الصائمين،
وزكاة الفطر،
وسائر الصدقات.
حيثُ يشعر الغني بلسعة الجوع تحركُ فيه معاني الرحمة،
فيهب لمساعدة إخوانه،
ويستقبل الفقراء المعونات بكثير من فرح،
وتغمرُ الموائد البركة، ورضى الرحمن.
الدرس الخامس:
تتعرض المرأة لضغوط أعمال إضافية،
فتنجحُ في مهامها،
وتخدمُ بتفانٍ،
وتثبتُ أنها كفؤ لكل مهمة أوكلت بها،
وهي تدركُ أنها الحضن الدافئ الذي يجمع العائلة على طبقٍ من ودّ،
فتمتص الغضب بابتسامتها الندية،
وتحول البيت إلى خلية نحل رمضانية،
منها يُجنى شهدُ الإنجازات.
فلا كسل ولا خمول،
بل عمل وعبادة،
نظام وإتقان،
ومجتمع متآلف متكامل،
وقلوبٌ مترابطة بالإيمان.
الدرس السادس:
رمضان مدرسة تربوية للطفل،
يتعلم عبرها أثمن معانٍ للشهر الفضيل،
ففي كل موقف يلقاه عبرة،
وهو يسأل والدته عن الصوم،
فتخبره أنه تزكية وصحة،
ويستفهم من جدته عن القرآن فيعلم أنه نورٌ للصدور،
ويصحبه والده إلى الصلاة فيدرك أنها قربى،
ويدعو مع الإمام،
فيفهم أنه مفتاح رحمة،
ويتبرعُ بماله للفقراء،
فقد سمع جده يقول بأن الصدقة تطهيرُ مالٍ.
فينشأ وقد تتلمذ في خير مدرسة،
وتتركُ تلك الدروس في قلبه أثراً طيباً مدى الحياة.
الدرسُ السابع:
لهذا الشهر قيمة عظيمة،
حيث تتمثل وحدة المسلمين في كل أصقاع الأرض على الطاعة،
يصومون ويفطرون،
يتهجدون ويتسحرون،
يعاهدون الله على التغيير وبناء النفوس،
ويتذاكرون انتصارات المسلمين في أزمنة مضت،
ويتأملون واقعهم الراهن،
يفتشون عن الأخطاء،
يعملون على تصويبها،
يتساءلون عن الخلل، يجتهدون في إصلاحه،
فإذا صدقوا واتحدت القلوب، وتحالفت على الخير، عادت النهضة للأمة،
وإن تراخوا واعتبروا رمضان زائر المرح والتسلية وتجارب الجوع لاشتهاء الطعام،
والأكل حتى التخمة، والنوم إلى ما قبل الغروب،
فستظل شمسُ الأمة غاربة،
ولن تشرق إلا إذا طبّق كل مسلم ما تعلمه من رمضان.
وبعد...
مازلتُ سارحة في خيالاتي، يحركني شوقٌ لرؤية الهلال يطلع أخيراً،
يبشرني بقدوم شهر الخير والبركة، ومعه قلوبٌ تضيء إيماناً،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فِي المَدرَسةِ الرّمضَانيّة
خُيِّل إليَّ أنني لازلتُ على مقاعد الدراسة،
طالبة مجدّة، وبأنني مقبلة على امتحانٍ كبير،
يُدعى رمضان.
توقيتهُ من الهلال إلى الهلال،
فشعرتُ برهبة الزمان والمكان،
وجلستُ على مقعد قديم،
وأطرافي ترتعش خوفاً،
وبأنني أمسكُ الورقة، وأقرأ السؤال،
فإذا به يقول:
توالت عليكِ رمضاناتٌ عديدة،
تعلمتِ منها الفوائد والعبر...
اكتبي تلك الفوائد على شكل دروس موجزة...
فاستعنتُ بالله وكتبتُ...
الدرسُ الأول:
نُـور يغشى النفوس،
يذيقها حلاوة الإيمان،
فتأنسُ به طوال شهرٍ كامل،
يعملُ فيه المرءُ على تنقية نفسه،
وتطهيرها من أدران الذنوب،
كلما سالت دمعة توبة غسلت قلباً،
وكلما ناجى العبد مولاه بصدقٍ،
أشرقت روحه،
فكأنما يسمعُ ملائكة السّماء تؤمّن على دعائه،
وكأنه يرى الجنة ماثلة أمام عينيه،
فيشرقُ ويبتهج،
أو يخيل إليه رؤية السعير،
فيقشعر جلده هلعاً،
ويعقد العزيمة ألا يعود لذنبٍ أبداً،
فكأنما اجتمع في قلبه الخوفُ والرجاء،
فتشكلا حباً،
فلا يخرج من المدرسة الرمضانية إلا وقد ذاق مرارة الخوف من ذنب،
وحلاوة العيش في لذة طاعة،
فكانا زاداً له في كلّ موقفٍ يصادفه في هذه الحياة،
يتذكر فيلزم العهد والميثاق.
الدرسُ الثاني:
انتظام في الأوقات،
حرصٌ على العمر،
ورغبة بتكريس كلّ لحظة رمضانية في الطاعات...
ففي رمضان كل شيء له حساب وقيمة،
ساعات النوم واليقظة،
أوقات الطعام والراحة والعبادة والعمل، لا شيء يمضي بلا حساب،
فكأنما أوقاتُ المؤمن مرهونة بالصلوات.
وقد وقّت نفسه وطوّع حياته لتجري بانسيابٍ وفقاً لها.
فإذا به ينتظم على إيقاعٍ بديع، وينجزُ ما لم يكن في الحسبان...
الدرسُ الثالث:
موعدُ العهود والمواثيق،
والرغبة الصادقة بالإقلاع عن العادات السيئة،
يواكبها صدقُ العزيمة في التحلي بكل جميل من طبائع وأخلاق.
فإذا بكل شخص قد راجع نفسه،
فعاهدها أن يزكّيها،
وتمنى ضمناً أن يستمر في رحلة التزكية،
طوال أيام العام،
وإذا به يسعى جاهداً ألا يخلف عهده،
وأن يصدق وعده،
فالمؤمن يعرفُ بالصدق ويُنظر إليه بميزان الوفاء.
الدرسُ الرابع:
رسالة التكافل الاجتماعي بين البشر تتجلى روعتها في رمضان،
والعلاقة المثلى بين الطبقات المسلمة، تبرز في أكمل هيئة عبر الموائد المفتوحة لإفطار الصائمين،
وزكاة الفطر،
وسائر الصدقات.
حيثُ يشعر الغني بلسعة الجوع تحركُ فيه معاني الرحمة،
فيهب لمساعدة إخوانه،
ويستقبل الفقراء المعونات بكثير من فرح،
وتغمرُ الموائد البركة، ورضى الرحمن.
الدرس الخامس:
تتعرض المرأة لضغوط أعمال إضافية،
فتنجحُ في مهامها،
وتخدمُ بتفانٍ،
وتثبتُ أنها كفؤ لكل مهمة أوكلت بها،
وهي تدركُ أنها الحضن الدافئ الذي يجمع العائلة على طبقٍ من ودّ،
فتمتص الغضب بابتسامتها الندية،
وتحول البيت إلى خلية نحل رمضانية،
منها يُجنى شهدُ الإنجازات.
فلا كسل ولا خمول،
بل عمل وعبادة،
نظام وإتقان،
ومجتمع متآلف متكامل،
وقلوبٌ مترابطة بالإيمان.
الدرس السادس:
رمضان مدرسة تربوية للطفل،
يتعلم عبرها أثمن معانٍ للشهر الفضيل،
ففي كل موقف يلقاه عبرة،
وهو يسأل والدته عن الصوم،
فتخبره أنه تزكية وصحة،
ويستفهم من جدته عن القرآن فيعلم أنه نورٌ للصدور،
ويصحبه والده إلى الصلاة فيدرك أنها قربى،
ويدعو مع الإمام،
فيفهم أنه مفتاح رحمة،
ويتبرعُ بماله للفقراء،
فقد سمع جده يقول بأن الصدقة تطهيرُ مالٍ.
فينشأ وقد تتلمذ في خير مدرسة،
وتتركُ تلك الدروس في قلبه أثراً طيباً مدى الحياة.
الدرسُ السابع:
لهذا الشهر قيمة عظيمة،
حيث تتمثل وحدة المسلمين في كل أصقاع الأرض على الطاعة،
يصومون ويفطرون،
يتهجدون ويتسحرون،
يعاهدون الله على التغيير وبناء النفوس،
ويتذاكرون انتصارات المسلمين في أزمنة مضت،
ويتأملون واقعهم الراهن،
يفتشون عن الأخطاء،
يعملون على تصويبها،
يتساءلون عن الخلل، يجتهدون في إصلاحه،
فإذا صدقوا واتحدت القلوب، وتحالفت على الخير، عادت النهضة للأمة،
وإن تراخوا واعتبروا رمضان زائر المرح والتسلية وتجارب الجوع لاشتهاء الطعام،
والأكل حتى التخمة، والنوم إلى ما قبل الغروب،
فستظل شمسُ الأمة غاربة،
ولن تشرق إلا إذا طبّق كل مسلم ما تعلمه من رمضان.
وبعد...
مازلتُ سارحة في خيالاتي، يحركني شوقٌ لرؤية الهلال يطلع أخيراً،
يبشرني بقدوم شهر الخير والبركة، ومعه قلوبٌ تضيء إيماناً،