المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدياتنا والسقوط المهني والاخلاقي


mhrooom
05-12-2005, 12:47 PM
منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

عبد الرحمن بن صالح السديس

بعد سنين طويلة من الغياب الجماهيري عن المشاركة الجادة ، والمستمرة في شتى وسائل الإعلام خصوصا المقروء منها ، أنفجر صبح الشبكة العنكبوتية ، وفتحت ملايين المواقع ، وأقبلت الجماهير الغائبة طوال تلك السنين في المشاركة في كل كبير ، وصغير ، وبدأت هذه المشارك بطابع التستر تحت الأسماء المستعارة في غالب المشاركين = لتعطيهم هامشا من الحرية ، والجرأة في معالجة ما يريدون ..

ولما كانت المشاركة في هذه الشبكة متاحة للجميع ضمت بين جنبيها أمما من الناس بشتى ، نحلهم ، ومذاهبهم ، ومشاربهم ، وتوجهاتهم ..

وهؤلاء الكتاب على درجات متفاوت في : التعليم ، والتربية ، والفهم ، والخلق .. وغيرها.

وهذا البون الشاسع في نوعية الكتاب ، وقدراتهم ، وأخلاقهم ، ومصداقيتهم .. ، والممارسات الخاطئة لكثير منهم في معالجة القضايا المختلفة = حجب ثقة معظم الناس في كثير من الكتاب !

وأعطى الثقة لجماعة من الكتاب استطاعوا مع تصرم الأيام أن يثبتوا تقدمهم الفائق في الطرح المثمر الجاد البناء المصاحب للأدب ، والمصداقية ، والوضوح..

وحيث إن هذا الوضع هو المتاح الآن = وجب السعي بكل قوة للرقي بمستوى ، ومحتوى المطروح .. ، وتدارس ، ونشر أدبيات الإعلام ، ولغة الخلاف ، و الحوار ..

وحتى يتضح الأمر أكثر لا بد أن تحدد معالم ، وأدبيات يجب على الجميع الالتزام بها = ليكون الحوار مثمرا وبناء وممتعا ..

ومن أهم هذه المعالم :

* حسن الخلق : ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ". رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.

وعن أسامة بن شريك قال:" قالوا يا رسول الله ما أفضل ما أعطي المرء المسلم ؟ قال: حسن الخلق". رواه أحمد وصححه ابن حبان.

وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ، ولا متفحشا ، وكان يقول:" إن من خياركم أحسنكم أخلاقا".

وأحسب أن مدح حسن الخلق من الأمور المتفق عليها بين العقلاء في جميع الأمم ، فلا بد أن تكون حواراتنا على مستوى من الأدب ، ومجانبة للفحش و البذاء ؟!

* الجدية في الطرح والحرص على المفيد:

تخلفت الفائدة في كثير من المواضيع ؛ لأنها دارت على : قيل وقال ..! ، و بئست المطية ، وقد جاء الزجر عن هذا ؛ فقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :" إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال.. "الحديث . متفق عليه.

ولذا أوصيك أخي في الله ، ونفسي أن تنتبه لما تكتب ، وتوازن بين المصالح والمفاسد ، ولا تكن مهذار ثرثارا ، متكثرا ، غير مكترث بما تقول وتنقل ، وكأنك قد برئت من تبعة ما تكتب ، وضمنت السلامة في الدارين .

و أذكرك ـ وأنت اللبيب الفطن قبل أن تكتب عن أحد ، أو تطعن فيه ـ أن حقوق العباد مبنية على المشاحة ، ومن كان منهم في دائرة الإسلام = فهو محرم العرض ، محمي الجناب ، معظم الحرمة ، تحرم الوقيعة فيه إلا بالضوابط الشرعية المقررة عند العلماء ، مع مراعاة المصالح ، والمفاسد ، وحسن قصدك حين الكتابة .

قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه . مجموع الفتاوى 28/221.

وقال أيضا عند قوله تعالى: .. (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) فجعل جهة التحريم كونه أخا أخوة الإيمان ، ولذلك تغلظت الغيبة بحسب حال المؤمن ؛ فكلما كان أعظم إيمانا كان اغتيابه أشد ، ومن جنس الغيبة الهمز ، واللمز فإن كلاهما فيه عيب الناس ، والطعن عليهم كما في الغيبة. مجموع الفتاوى 28/225.

ومما يلحظ من بعض الناس تسرعه في الأحكام على عباد الله ، وتصنيفهم ، وتبديعهم لأدنى احتمال يلحظه من كتابته ، وهذه جرأة عظيمة ، وتقحم على المهالك ، والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن تفحص سقطات غيره ، ونشرها ، ولا جرم أن تمزيقَ أعراضِ العباد حمق لا يقع من متيقظ.

وإن لم يكن بد من الكلام في شخصٍ ما لسبب شرعي ، فلا بد من العدل ، والإنصاف ، والأمانة ، والصدق ؛ فالكذب على الناس حرام كله سواء كان الرجل مسلما أو كافرا ، برا أو فاجرا .

وإن كان المتكلم فيه من أهل العلم و (علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم ، والتأثيم له فإن الله غفر له خطأه ، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ، ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ، ودعاء ، وغير ذلك .

وإن علم منه النفاق.. فهذا يذكر بالنفاق .

وإن أعلن بالبدعة ، ولم يعلم هل كان منافقا ، أو مؤمنا مخطئا = ذكر بما يعلم منه ، فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم ، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصدا بذلك وجه الله تعالى ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وأن يكون الدين كله لله ، فمن تكلم في ذلك بغير علم ، أو بما يعلم خلافه كان آثما ... ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل) . مجموع الفتاوي 28/234-235.

وقال الإمام مالك رحمه الله : بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني ، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم . تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص193.
قال الإمام عبد الله بن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن. سير أعلام النبلاء 8/398

واحذر أن تعيش في وهم القوامة ، والتدبير للعبادِ ، والبلاد ، والتدخل فيما لا تحسن ! ..
فمن القبيح المزري بالمرء كلامه فيما لا يعرفه ولا يعنيه .

ومن أهم مقومات الرقي بالكتابة مراعاة :

العدل ، والإنصاف ، والصدق ، والأمانة ، الورع ، والتثبت ، وإحسان الظن ، والحلم على الجاهل ، وحسن الفهم ، ومعالجة القضايا بحكمة ، والرفق بالمخطئ ، والصبر على الأذى ، وتلمس حاجات الناس ، ونصر قضاياهم ، ومحاولة رفع الظلم عنهم ، وتبيين الحق لهم ، وتحذيرهم مما يكاد لهم ، والبعد عن نشر خصوصيات الناس .. وغيرها ..
وفق الله الجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

أحمـــد
05-12-2005, 02:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,



موضوع جميل ياالمحرووووم ...




فعلا الشبكة العنكبوتيه تحمل من كل الاشكال والالوان وتشكيله كبيرة من الناس منهم المتعلم ومنهم الجاهل ...


النصائح المذكورة مفيده جدا للجميع ...



مشكور يالغالي على موضوعك ...



وتقبل فائق الاحترام والتقدير







Thank You All

نواف الفهاد
06-12-2005, 06:51 PM
ومن أهم مقومات الرقي بالكتابة مراعاة :

العدل ، والإنصاف ، والصدق ، والأمانة ، الورع ، والتثبت ، وإحسان الظن ، والحلم على الجاهل ، وحسن الفهم ، ومعالجة القضايا بحكمة ، والرفق بالمخطئ ، والصبر على الأذى ، وتلمس حاجات الناس ، ونصر قضاياهم ، ومحاولة رفع الظلم عنهم ، وتبيين الحق لهم ، وتحذيرهم مما يكاد لهم ، والبعد عن نشر خصوصيات الناس .. وغيرها .. !!

:
:
:
:
:
:

الغــــــــــالي ..
محروووم ..
روعة .. قســـم بـ الله .. روووعة ..
ولا عجب ..
وأنت .. في كل مرة ..
تمنحنا .. الضــوء .. لــ نسير من خــلاله .. !!

/
\

لك كل الغــــــــــلا ...
سلالالالام .. !!