المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف الاحاديث الصحيحة للالباني


الصفحات : 1 [2]

نور الحرف
13-08-2013, 02:18 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 247

" إذا أسلم العبد , فحسن إسلامه , كتب الله له كل حسنة كان أزلفها , ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها , ثم كان بعد ذلك القصاص , الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف , والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 437 :
أخرجه النسائي ( 2 / 267 - 268 ) من طريق صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح , وقد علقه البخاري في " صحيحه " فقال : قال مالك : أخبرني زيد بن أسلم به دون كتب الحسنات . وقد وصله الحسن بن سفيان والبزار والإسماعيلي والدارقطني في " غرائب مالك " والبيهقي في " الشعب " من طرق أخرى عن مالك به .
قال حافظ في " الفتح " ( 1 / 82 ) : " وقد ثبت في جميع الروايات ما سقط من رواية البخاري وهو كتابة الحسنات المتقدمة قبل الإسلام . وقوله " كتب الله " أي أمر أن يكتب , وللدارقطني من طريق زيد بن شعيب عن مالك بلفظ " يقول الله لملائكته اكتبوا " , فقيل : إن المصنف أسقط ما رواه غيره عمداً , لأنه مشكل على القواعد .
وقال المازري : الكافر ليس كذلك , فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه , لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفاً لمن يتقرب إليه , والكافر ليس كذلك .
وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال . واستضعف ذلك النووي فقال : " والصواب الذي عليه المحققون , بل نقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم , ثم أسلم , ثم مات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له . وأما دعوى أنه مخالف للقواعد , فغير مسلم , لأنه قد يعتد ببعض أفعال الكفار في الدنيا ككفارة الظهار , فإنه لا يلزمه إعادتها إذا أسلم وتجزئه " انتهى .
ثم قال الحافظ : والحق أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلاً من الله وإحساناً أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولاً . والحديث إنما تضمن كتابة الثواب , ولم يتعرض للقبول . ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقاً على إسلامه , فيقبل ويثاب إن أسلم , وإلا فلا . وهذا قوي . وقد جزم بما جزم به النووي : إبراهيم الحربي وابن بطال وغيرهما من القدماء , والقرطبي وابن المنير من المتأخرين .
قال ابن المنير : المخالف للقواعد , دعوى أن يكتب له ذلك في حال كفره , وأما أن الله يضيف إلى حسناته في الإسلام ثواب ما كان صدر منه مما كان يظنه خيراً , فلا مانع منه كما لو تفضل عليه ابتداء من غير عمل , وكما تفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل وهو قادر , فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما لم يعمل البتة جاز أن يكتب ثواب ما عمله غير موفى الشروط . واستدل غيره بأن من آمن من أهل الكتاب يؤتى أجره مرتين كما دل عليه القرآن والحديث الصحيح , وهو لو مات على إيمانه الأول لم ينفعه شيء من عمله الصالح , بل يكون هباءً منثوراً , فدل على أن ثواب عمله الأول يكتب له مضافاً إلى عمله الثاني , وبقوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جدعان وما كان يصنعه من الخير : هل ينفعه ? فقال : إنه لم يقل يوماً , رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين , فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر " .
قلت : وهذا هو الصواب الذي لا يجوز القول بخلافه لتضافر الأحاديث على ذلك , ولهذا قال السندي في حاشيته على النسائي : " وهذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة , إن أسلم تقبل , وإلا ترد .
وعلى هذا فنحو قوله تعالى : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب ) محمول على من مات على الكفر , والظاهر أنه لا دليل على خلافه , وفضل الله أوسع من هذا وأكثر فلا استبعاد فيه , وحديث " الإيمان يجب ما قبله " من الخطايا في السيئات لا في الحسنات " .
قلت : ومثل الآية التي ذكرها السندي رحمه الله سائر الآيات الواردة في إحباط العمل بالشرك كقوله تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك , ولتكونن من الخاسرين ) , فإنها كلها محمولة على من مات مشركاً , ومن الدليل على ذلك قوله عز وجل : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ويترتب على ذلك مسألة فقهية وهي أن المسلم إذا حج , ثم ارتد , ثم عاد إلى الإسلام , لم يحبط , حجه ولم يجب عليه إعادته , وهو مذهب الإمام الشافعي وأحد قولي الليث بن سعد , واختاره ابن حزم وانتصر له بكلام جيد متين , أرى أنه لابد من ذكره , قال رحمه الله تعالى ( 7 / 277 ) : " مسألة - من حج واعتمر , ثم ارتد , ثم هداه الله تعالى واستنقذه من النار فأسلم فليس عليه أن يعيد الحج ولا العمرة , وهو قول الشافعي وأحد قولي الليث وقال أبو حنيفة ومالك وأبو سليمان : يعيد الحج والعمرة , واحتجوا بقول الله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) , ما نعلم لهم حجة غيرها , ولا حجة لهم فيها , لأن الله تعالى لم يقل فيها : لئن أشركت ليحبطن عملك الذي عملت قبل أن تشرك , وهذه زيادة على الله لا تجوز , وإنما أخبر تعالى أنه يحبط عمله بعد الشرك إذا مات أيضاً على شركه , لا إذا أسلم , وهذا حق بلا شك . ولو حج مشرك أو اعتمر أو صلى أو صام أو زكى لم يجزه شيء من ذلك عن الواجب , وأيضاً فإن قوله تعالى فيها : ( ولتكونن من الخاسرين ) بيان أن المرتد إذا رجع إلى الإسلام لم يحبط ما عمل قبل إسلامه أصلاً بل هو مكتوب له ومجازى عليه بالجنة , لأنه لا خلاف بين أحد من الأمة في أن المرتد إذا رجع إلى الإسلام ليس من الخاسرين بل من المربحين المفلحين الفائزين , فصح أن الذي يحبط عمله هو الميت على كفره , مرتداً أو غير مرتد , وهذا هو من الخاسرين بلا شك , لا من أسلم بعد كفره أو راجع الإسلام بعد ردته , وقال تعالى : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ) فصح نص قولنا : من أنه لا يحبط عمله إن ارتد إلا بأن يموت وهو كافر , ووجدنا الله تعالى يقول : ( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) , وقال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) , وهذا عموم لا يجوز تخصيصه , فصح أن حجه و عمرته إذا راجع الإسلام سيراهما , ولا يضيعان له .
وروينا من طرق كالشمس عن الزهري وعن هشام بن عروة المعنى كلاهما عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله عليه السلام : أي رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم , أفيها أجر ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلمت على ما أسلفت من خير " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:18 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 248

" أسلمت على ما أسلفت من خير " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 441 :
قال ابن حزم : فصح أن المرتد إذا أسلم , والكافر الذي لم يكن أسلم قط إذا أسلما , فقد أسلما على ما أسلفا من الخير , وقد كان المرتد إذ حج وهو مسلم قد أدى ما أمر به وما كلف كما أمر به , فقد أسلم الآن عليه فهو له كما كان . وأما الكافر يحج كالصابئين الذين يرون الحج إلى مكة في دينهم , فإن أسلم بعد ذلك لم يجزه لأنه لم يؤده كما أمر الله تعالى به , لأن من فرض الحج وسائر الشرائع كلها أن لا تؤدى إلا كما أمر بها رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام في الدين الذي جاء به الذي لا يقبل الله تعالى دينا غيره , وقال عليه الصلاة والسلام : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . والصابئ إنما حج كما أمره يوراسف أو هرمس فلا يجزئه , وبالله تعالى التوفيق .
ويلزم من أسقط حجه بردته أن يسقط إحصانه وطلاقه الثلاث وبيعه وابتياعه وعطاياه التي كانت في الإسلام , وهم لا يقولون بهذا , فظهر فساد قولهم , وبالله تعالى نتأيد " .
وإذا تبين هذا فلا منافاة بينه وبين الحديث المتقدم برقم ( 52 ) " أن الكافر يثاب على حسناته ما عمل بها لله في الدنيا " لأن المراد به الكافر الذي سبق في علم الله أنه يموت كافراً بدليل قوله في آخره : " حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها " , وأما الكافر الذي سبق في علم الله أنه يسلم ويموت مؤمناً فهو يجازى على حسناته التي عملها حالة كفره في الآخرة , كما أفادته الأحاديث المتقدمة , ومنها حديث حكيم بن حزام الذي أورده ابن حزم في كلامه المتقدم وصححه ولم يعزه لأحد من المؤلفين , وقد أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 4 / 327 , 5 / 127 , 10 / 348 ) ومسلم ( 1 / 79 ) وأبو عوانة في " صحيحه " أيضاً ( 1 / 72 - 73 ) وأحمد ( 3 / 402 ) .
ومنها حديث عائشة في ابن جدعان الذي ذكره الحافظ غير معزو لأحد , فأنا أسوقه الآن وأخرجه وهو : " لا يا عائشة , إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:19 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 249

" لا يا عائشة , إنه لم يقل يوماً : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 442 :
أخرجه مسلم ( 1 / 136 ) وأبو عوانة ( 1 / 100 ) وأحمد في " المسند " وابنه عبد الله في " زوائده " ( 6 / 93 ) وأبو بكر العدل في " اثنا عشر مجلساً " ( ق 6 / 1 ) والواحدي في " الوسيط " ( 3 / 167 / 1 ) من طرق عن داود عن الشعبي عن مسروق ( ولم يذكر الأخيران مسروقاً ) عن # عائشة # قالت : " قلت : يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين , فهل ذاك نافعه ? قال : " فذكره .
وله عنها طريق أخرى , فقال عبد الواحد بن زياد : حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عنها أنها قالت : " قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف ويصل الرحم ويفك العاني ويحسن الجوار - فأثنيت عليه - هل نفعه ذلك ? قال : " فذكره .
أخرجه أبو عوانة وأبو القاسم إسماعيل الحلبي في " حديثه " ( ق 114 - 115 ) من طرق عن عبد الواحد به .
ووجدت له طريقاً ثالثاً , رواه يزيد بن زريع حدثنا عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عنها به نحوه .
أخرجه يحيى بن صاعد في " حديثه " ( 4 / 288 / 1 - 2 ) من طريقين عن يزيد به .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط البخاري على اختلاف قولي أبي حاتم في سماع عكرمة - وهو مولى ابن عباس - من عائشة , فأثبته في أحدهما ونفاه في الآخر , لكن المثبت مقدم على النافي , كما هو في علم الأصول مقرر .
وفي الحديث دلالة ظاهرة على أن الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية بخلاف ما إذا مات على كفره فإنه لا ينفعه بل يحبط بكفره , وقد سبق بسط الكلام في هذا في الحديث الذي قبله .
وفيه دليل أيضاً على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة المحمدية ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة رسول , إذ لو كانوا كذلك لم يستحق ابن جدعان العذاب ولما حبط عمله الصالح , وفي هذا أحاديث أخرى كثيرة سبق أن ذكرنا بعضها .

نور الحرف
13-08-2013, 02:21 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 250

" لا ضرر , ولا ضرار " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 443 :
حديث صحيح ورد مرسلاً , وروي موصولاً عن # أبي سعيد الخدري , وعبد الله ابن عباس , وعبادة بن الصامت , وعائشة , وأبي هريرة , وجابر بن عبد الله , وثعلبة بن مالك # رضي الله عنهم .
أما المرسل , فقال مالك في " الموطأ " ( 2 / 218 ) : عن عمرو ابن يحيى المازني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح مرسلاً . وقد روي موصولاً عن أبي سعيد الخدري رواه عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن , حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره و زاد : " من ضار ضاره الله , ومن شاق شاق الله عليه " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 57 - 58 ) والبيهقي ( 6 / 69 - 70 ) وقال : " تفرد به عثمان بن محمد عن الدراوردي " .
قلت : وتعقبه ابن التركماني فقال : " قلت : لم ينفرد به , بل تابعه عبد الملك بن معاذ النصيبي , فرواه كذلك عن الدراوردي . كذا أخرجه أبو عمر في كتابيه ( التمهيد ) و( الاستذكار ) .
قلت : وكأنه لهذه المتابعة قال الحاكم عقبه : " صحيح على شرط مسلم " , ووافقه الذهبي , وإلا فلولا المتابعة هذه لم يكن الحديث على شرط مسلم لأن عثمان بن محمد ليس من رجاله , وفوق ذلك فهو متكلم فيه .
قال الدارقطني : ضعيف .
وقال عبد الحق : الغالب على حديثه الوهم . ولكن قد يتقوى حديثه بمتابعة النصيبي هذا له , وإن كان لا يعرف حاله , كما قال ابن القطان وتابعه الذهبي , وهو بالتالي ليس من رجال مسلم أيضاً , فهو ليس على شرطه أيضاً , ولكنهم قد يتساهلون في الرواية المتابعة ما لا يتساهلون في الرواية الفردة , فيقولون في الأول : إنه على شرط مسلم باعتبار من فوق المتابعين مثلما هنا كما هو معروف , ولذلك فقد رأينا الحافظ ابن رجب في " شرح الأربعين النووية " ( 219 ) لم يعل الحديث بعثمان هذا ولا بمتابعة النصيبي , وإنما أعله بشيخهما , فقد قال عقب قول البيهقي المتقدم : " قال ابن عبد البر : لم يختلف عن مالك في إرسال هذا الحديث . قال : ولا بسند من وجه صحيح . ثم خرجه من رواية عبد الملك بن معاذ النصيبي عن الدراوردي موصولاً والدراوردي كان الإمام أحمد يضعف ما حدث به من حفظه ولا يعبأ به , ولا شك في تقديم قول مالك على قوله " .
قلت : يعني أن الصواب في الحديث عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلاً كما رواه مالك , ولسنا نشك في ذلك فإن الدراوردي وإن كان ثقة من رجال مسلم فإن فيه كلاما يسيراً من قبل حفظه , فلا تقبل مخالفته للثقة , لاسيما إذا كان مثل مالك رحمه الله تعالى .
والحديث أخرجه الدارقطني أيضاً ( ص 522 ) موصولاً من الوجه المتقدم لكن بدون الزيادة : " من ضار ... " ثم رأيته قد أخرجه في مكان آخر ( ص 321 ) من الوجه المذكور بالزيادة .
وأما حديث ابن عباس , فيرويه عنه عكرمة , وله عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن جابر الجعفي عنه به . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 57 ) وأحمد ( 1 / 313 ) كلاهما عن عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن جابر الجعفي به .
قال ابن رجب : " وجابر الجعفي ضعفه الأكثرون " .
الثانية : عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة به . أخرجه الدارقطني ( 522 ) . قال ابن رجب : " وإبراهيم ضعفه جماعة , وروايات داود عن عكرمة مناكير " .
قلت : لكن تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الطبراني في " الكبير " ( 3 / 127 / 1 ) قال : حدثنا أحمد بن رشدين المصري أنبأنا روح بن صلاح أنبأنا سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين به , إلا أنه أوقفه على ابن عباس . لكن السند واه , فإن روح ابن صلاح ضعيف . وابن رشدين كذبوه , فلا تثبت المتابعة .
الثالثة : قال ابن أبي شيبة كما في " نصب الراية " ( 4 /384 ) : حدثنا معاوية
بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك عن عكرمة به .
قلت : وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , غير أن سماكاً روايته عن عكرمة خاصة مضطربة , وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن كما في " التقريب " .
وأما حديث عبادة بن الصامت فيرويه الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة مرفوعاً به .
أخرجه ابن ماجه وعبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 326 ) .
قلت : وهذا سند ضعيف منقطع بين عبادة وحفيده إسحاق .
قال الحافظ : " أرسل عن عبادة , وهو مجهول الحال " .
وأما حديث عائشة , فله عنها طريقان :
الأولى : يرويها الواقدي : أنبأنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبي الرجال عن عمرة عنها .
أخرجه الدارقطني ( 522 ) , قال ابن رجب : " والواقدي متروك , وشيخه مختلف في تضعيفه " .
الثانية : عن روح بن صلاح حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي سهيل عن القاسم ابن محمد عنها , وعن أبي بكر بن أبي سبرة عن نافع بن مالك أبي سهيل عن القاسم به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الوسط " وقال : " لم يروه عن القاسم إلا نافع بن مالك " .
قلت : هو ثقة محتج به في " الصحيحين " , لكن الطريقان إليه ضعيفان كما قال ابن رجب , ففي الأولى روح بن صلاح وهو ضعيف , وفي الأخرى أبو بكر بن أبي سبرة , ًوهو أشد ضعفا , قال في " التقريب " : " رموه بالوضع " .
وأما حديث أبي هريرة , فيرويه أبو بكر بن عياش قال : عن ابن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
أخرجه الدارقطني , وأعله الزيلعي بأبي بكر هذا فقال : " مختلف فيه " . وأعله ابن رجب بابن عطاء فقال : " وهو يعقوب وهو ضعيف " .
وأما حديث جابر فيرويه حيان بن بشر القاضي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عنه .
رواه الطبراني في " الأوسط " , وسكت عليه الزيلعي .
وقال ابن رجب : " هذا إسناد مقارب , وهو غريب خرجه أبو داود في " المراسيل " من رواية عبد الرحمن بن مغراء عن ابن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع مرسلاً . وهذا أصح " .
قلت : ومداره على ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه , وحيان بن بشر الذي في الطريق الموصولة , قال ابن معين : لا بأس به . وله ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 8 / 285 ) , وقد روي عن واسع بن حبان عن أبي لبابة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه أبو داود في " المراسيل " , كما نقله الزيلعي ولم يسق إسناده لننظر فيه . وأما حديث ثعلبة فهو من رواية إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان ابن سليم عنه .
رواه الطبراني في " معجمه " كما في " الزيلعي " ( 4 / 385 ) وسكت عليه , وإسحاق بن إبراهيم هذا لم أعرفه , وفات هذا الحديث الحافظ الهيثمي فلم يورده في " المجمع " ( 4 / 110 ) وأورد فيه فقط حديث جابر وعائشة .
وبالجملة فهذه طرق كثيرة أشار إليها النووي في " أربعينه " ثم قال : " يقوي بعضها بعضاً " . ونحوه قول ابن الصلاح : " مجموعها يقوي الحديث , ويحسنه , وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به .
وقول أبي داود : إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يشعر بكونه غير ضعيف " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:22 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 251

" حريم البئر أربعون ذراعاً من حواليها كلها لأعطان الإبل والغنم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 448 :
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 494 ) : حدثنا هشيم قال : أنبأنا عوف عن رجل حدثه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم , وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 125 ) : " رواه أحمد , وفيه رجل لم يسم , وبقية رجاله ثقات " .
قلت : وهكذا أخرجه البيهقي ( 6 / 155 ) من طريق أخرى عن هشيم به ثم قال : " وقد كتبناه من حديث مسدد عن هشيم : أخبرنا عوف حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخبرناه أبو الحسن المقري ... " .
ثم ساق السند إلى مسدد به . ومسدد ثقة من رجال البخاري , لكن في السند إليه من لم أعرفه . ولم يتعرض الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 292 ) وكذا الحافظ العسقلاني في " التلخيص " ( ص 256 ) لهذه الطريق . والله أعلم .
وللحديث شاهد من رواية عبد الله بن مغفل مرفوعاً بلفظ : " من حفر بئراً فله أربعون ذراعاً عطناً لماشيته " .
أخرجه الدارمي ( 2 / 273 ) وابن ماجه ( 2 / 96 ) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عنه .
وهذا سند ضعيف وله علتان :
الأولى : عنعنة الحسن وهو البصري فقد كان مدلساً .
والأخرى : ضعف إسماعيل بن مسلم المكي قال الحافظ في " التقريب " : " كان فقيهاً , ضعيف الحديث " . وقال في " التلخيص " ( 256 ) بعد أن عزاه لابن ماجه وحده : " وفي سنده إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف , وقد أخرجه الطبراني من طريق أشعث عن الحسن , وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد " .
قلت : فما دام أنه قد تابعه أشعث , فإعلال الحديث بالعلة الأولى أولى كما لا يخفى . وأشعث هذا واحد من أربعة , كلهم يروون عن الحسن :
الأول : أشعث بن إسحاق بن سعد الأشعري القمي .
الثاني : أشعث بن سوار الكندي .
الثالث : أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني .
الرابع : أشعث بن عبد الملك الحمراني .
وكل هؤلاء ثقات غير الثاني ففيه ضعف , ولكن لا بأس به في المتابعات , كما يشير إلى ذلك ما حكاه البرقاني عن الدارقطني , قال : " قلت للدارقطني : أشعث عن الحسن ? قال : هم ثلاثة يحدثون جميعاً عن الحسن : الحمراني وهو ابن عبد الملك أبو هاني ثقة . وابن عبد الله بن جابر الحداني يعتبر به , وابن سوار , يعتبر به وهو أضعفهم " .
قلت : وقد فاته الأول , وهو ثقة أيضاً كما قال ابن معين وغيره .
وبالجملة , فهذا شاهد لا بأس به , فالحديث به حسن عندي والله أعلم . وقد ذهب إلى العمل به أبو حنيفة والشافعي كما في " سبل السلام " ( 3 / 78 - 79 ) .

نور الحرف
13-08-2013, 02:24 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 252

" تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 /450 :
صحيح من حديث # أبي هريرة # مصرحاً بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم , وله عنه طريقان :
الأولى : عن خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال : " كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة , فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه , فقلت له : يا أبا هريرة ما هذا الوضوء ? فقال : يا بني فروخ أنتم ها هنا ?‎! لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء ! سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره .
أخرجه مسلم ( 1 / 151 ) وأبو عوانة ( 1 / 244 ) والنسائي ( 1 / 35 )
والبيهقي ( 1 / 56 ) وأحمد ( 2 / 371 ) عنه .
وخلف هذا فيه ضعف من قبل حفظه وكان اختلط , لكنه قد توبع فرواه أبو عوانة من طريق عبد الله بن إدريس قال : سمعت أبا مالك الأشجعي به بلفظ : " قال : رأيته يتوضأ فيبلغ بالماء عضديه , فقلت : ما هذا ? قال : وأنتم حولي يا بني فروخ ? ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الحلية تبلغ مواضع الطهور " .
وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه .
والطريق الأخرى عن يحيى بن أيوب البجلي عن أبي زرعة قال : " دخلت على أبي هريرة فتوضأ إلى منكبيه , وإلى ركبته , فقلت له : ألا تكتفي بما فرض الله عليك من هذا ? قال : بلى , ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مبلغ الحلية مبلغ الوضوء , فأحببت أن يزيدني في حليتي " .
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 40 ) : حدثنا ابن المبارك عن يحيى به .
وعلقه عنه أبو عوانة في " صحيحه " ( 1 / 243 ) .
قلت : وهذا سند جيد , رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيحين " غير يحيى هذا وهو ثقة اتفاقاً إلا رواية عن ابن معين , وقال الحافظ : " لا بأس " به . ولا يضره إن شاء الله تعالى أن خالفه غيره من الثقات فأوقفه , لأن الرفع زيادة , وهي من ثقة فهي مقبولة , لاسيما ويشهد لها الطريق الأولى , فأخرج البخاري ( 10 / 317 ) وابن أبي شيبة ( 1 / 41 - 42 ) وأحمد ( 2 / 232 ) عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة قال : " دخلت مع أبي هريرة دار مروان فدعا بوضوء فتوضأ , فلما غسل ذراعيه جاوز المرفقين , فلما غسل رجليه جاوز الكعبين إلى الساقين , فقلت : ما هذا ? قال : هذا مبلغ الحلية " .
واللفظ لابن أبي شيبة . قال الشيخ إبراهيم الناجي متعقباً رواية مسلم الأولى وقد أوردها المنذري في " الترغيب " : " وهذه الرواية تدل على أن آخره ليس بمرفوع أيضاً " .
قلت : يعني قوله : " تبلغ الحلية ...‎" . وقد عرفت الجواب عن هذا الإعلال أنفاً وغالب ظني أن الناجي لم يقف على المتابعة المذكورة لخلف عند أبي عوانة ولا على هذه الطريق الأخرى الصحيحة أيضاً , وإلا لما قال ذلك .
على أنه قد بدى لي أن هذه الرواية وإن كانت موقوفة ظاهراً , فهي في الحقيقة مرفوعة , لأن قوله : " هذا مبلغ الحلية " فيه إشارة قوية جداً إلى أن المخاطب يعلم أن هناك حديثاً مرفوعاً بلفظ " مبلغ الحلية مبلغ الوضوء " كما هو مصرح به في الطريق الثانية , فاكتفى الراوي بذلك عن التصريح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتأمل .
وجملة القول : أن الحديث مرفوع من الطريقين , ولا يعله الموقوف لأنه في حكم المرفوع كما سبق بيانه .
إذا عرفت هذا , فهل في الحديث ما يدل على استحباب إطالة الغرة والتحجيل ? والذي نراه إذا لم نعتد برأي أبي هريرة رضي الله عنه - أنه لا يدل على ذلك , لأن قوله : " مبلغ الوضوء " من الواضح أنه أراد الوضوء الشرعي , فإذا لم يثبت في الشرع الإطالة , لم يجز الزيادة عليه كما لا يخفى .
على أنه إن دل الحديث على ذلك , فلن يدل على غسل العضد لأنه ليس من الغرة ولا التحجيل , ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 1 / 315 - 316 ) : " وقد احتج بهذا الحديث من يرى استحباب غسل العضد وإطالته , والصحيح أنه لا يستحب , وهو قول أهل المدينة , وعن أحمد روايتان , والحديث لا يدل على الإطالة فإن الحلية إنما تكون زينة في الساعد والمعصم , لا في العضد والكتف " .
واعلم أن هناك حديثاً آخر يستدل به من يذهب إلى استحباب إطالة الغرة والتحجيل وهو بلفظ : " إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " .
وهو متفق عليه بين الشيخين , لكن قوله : " فمن استطاع ...‎" مدرج من قول أبي هريرة ليس من حديثه صلى الله عليه وسلم كما شهد بذلك جماعة من الحفاظ كالمنذري وابن تيمية وابن القيم والعسقلاني وغيرهم وقد بينت ذلك بياناً شافياً في " الأحاديث الضعيفة " فأغنى عن الإعادة , ولو صحت هذه الجملة لكانت نصاً على استحباب إطالة الغرة والتحجيل لا على إطالة العضد .
والله ولى التوفيق .

نور الحرف
13-08-2013, 02:25 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 253

" من استعاذ بالله فأعيذوه , ومن سألكم بوجه الله فأعطوه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 453 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 622 - الحلبية ) وأحمد ( رقم 2248 ) والخطيب في " تاريخه " ( 4 / 258 ) من طرق عن خالد بن الحارث حدثنا سعيد ( بن أبي عروبة ) عن قتادة عن أبي نهيك عن # ابن عباس # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند جيد إن شاء الله تعالى , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي نهيك واسمه عثمان بن نهيك كما جزم الحافظ تبعاً لابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 3 / 1 / 171 ) وذكر أنه روى عنه جماعة من الثقات , ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً , وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال ابن القطان : لا يعرف . وتناقض فيه الحافظ فإنه في الأسماء قال : " مقبول " , وفي " الكنى " قال : " ثقة " . والظاهر أنه وسط حسن الحديث , لأنه تابعي وقد روى عنه الجماعة , فهو حكم مستوري التابعين الذين يحتج بحديثهم ما لم يظهر خطؤهم فيه , وهذا الحديث من هذا القبيل , بل قد وجدنا ما شهد لصحته , وهو حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنه وهو الحديث الآتي بعده .
( فائدة ) روى ابن أبي شيبة ( 4/68 ) بسند صحيح إلى ابن جريج عن عطاء أنه كره أن يسأل بوجه الله أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا .

نور الحرف
13-08-2013, 02:25 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 254

" من استعاذكم بالله فأعيذوه , ومن سألكم بالله فأعطوه , ومن دعاكم فأجيبوه , ( ومن استجار بالله فأجيروه ) , ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه , فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 454 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 216 ) وأبو داود ( 1 / 389 , 2 / 622 ) والنسائي ( 1 / 358 ) وابن حبان في " صحيحه " ( رقم 2071 ) والحاكم ( 1 / 412 ) والبيهقي ( 4 / 199 ) وأحمد ( 2 / 68 , 99 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 56 ) من طرق عن الأعمش عن مجاهد عن # ابن عمر # مرفوعاً .
والزيادة لأحمد في رواية , وهي عند النسائي بديل التي قبلها .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي , وهو كما قالا . وتابعه ليث عن مجاهد به دون الجملة الأولى والرابعة .
أخرجه أحمد ( 2 / 95 - 96 ) , ولابن أبي شيبة ( 4 / 68 ) الجملة الثانية فقط , وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف .
وقد خالف الجماعة أبو بكر بن عياش فقال : عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره دون الجملة الرابعة وما بعدها وجعله من مسند أبي هريرة ومن رواية أبي حازم عنه .
أخرجه أحمد ( 2 / 512 ) والحاكم ( 1 / 413 ) وقال : " إسناد صحيح , فقد صح عند الأعمش الإسنادان جميعاً على شرط الشيخين , ونحن على أصلنا في قبول الزيادات من الثقات في الأسانيد والمتون " . ووافقه الذهبي , وفي ذلك نظر عندي من وجهين :
الأول : أن أبا بكر بن عياش لم يخرج له مسلم شيئاً , وإنما البخاري فقط .
الآخر : أن أبا بكر فيه ضعف من قبل حفظه وإن كان ثقة في نفسه فلا يحتج به فيما خالف الثقات . قال الذهبي نفسه في " الميزان " من ترجمته : " صدوق , ثبت في القراءة , لكنه في الحديث يغلط ويهم " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " ثقة عابد , إلا أنه لما كبر ساء حفظه , وكتابه صحيح " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:26 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 255

" ألا أخبركم بخير الناس منزلة ? قلنا : بلى , قال : رجل ممسك برأس فرسه - أو قال : فرس - في سبيل الله حتى يموت أو يقتل , قال : فأخبركم بالذي يليه ? فقلنا : نعم يا رسول الله قال : امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة , ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس , قال : فأخبركم بشر الناس منزلة ? قلنا : نعم يا رسول الله قال : الذي يسأل بالله العظيم , ولا يعطي به " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 456 :
أخرجه النسائي ( 1 / 358 ) والدارمي ( 2 / 201 - 202 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 1593 ) وأحمد ( 1 / 237 , 319 , 322 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 97 / 1 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل ابن عبد الرحمن بن ذؤيب عن عطاء بن يسار عن # ابن عباس # .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس فقال ... " فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات .
وأخرجه الترمذي ( 3 / 14 ) من طريق ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن عطاء بن يسار به نحوه باختصار ألفاظ , وقال : " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه , ويروى من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : وابن لهيعة سيء الحفظ , لكنه قد توبع , فأخرجه ابن حبان ( 1594 ) والطبراني في " الكبير " ( 3 / 97 / 1 ) عن عمرو بن الحارث أن بكراً حدثه به , فصح بهذا الإسناد أيضاً عن عطاء .
فائدة :
في الحديث تحريم سؤال شيء من أمور الدنيا بوجه الله تعالى , وتحريم عدم إعطاء من سأل به تعالى . قال السندي في حاشيته على النسائي : " ( الذي يسأل بالله ) على بناء الفاعل , أي الذي يجمع بين القبحتين أحدهما السؤال بالله , والثاني عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى , فما يراعي حرمة اسمه تعالى في الوقتين جميعاً . وأما جعله مبنياً للمفعول فبعيد إذ لا صنع للعبد في أن يسأله السائل بالله , فلا وجه للجمع بينه وبين ترك الإعطاء في هذا المحل " .
قلت : ومما يدل على تحريم عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى حديث ابن عمر وابن عباس المتقدمين : " ومن سألكم بالله فأعطوه " .
ويدل على تحريم السؤال به تعالى حديث : " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة " .
ولكنه ضعيف الإسناد كما بينه المنذري وغيره , ولكن النظر الصحيح يشهد له , فإنه إذا ثبت وجوب الإعطاء لمن سأل به تعالى كما تقدم , فسؤال السائل به , قد يعرض المسؤول للوقوع في المخالفة وهي عدم إعطائه إياه ما سأل وهو حرام , وما أدى إلى محرم فهو محرم , فتأمل . وقد تقدم قريباً عن عطاء أنه كره أن يسأل بوجه الله أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا .
ووجوب الإعطاء إنما هو إذا كان المسؤول قادراً على الإعطاء ولا يلحقه ضرر به أو بأهله , وإلا فلا يجب عليه . والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 02:26 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 256

" من أخذ على تعليم القرآن قوساً , قلده الله قوساً من نار يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 457 :
رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 268 / 1 ) : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي , حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي الدمشقي , حدثنا الوليد بن مسلم , حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال : قال لي عبد الملك بن مروان : يا إسماعيل علم ولدي , فإني معطيك أو مثيبك , قال إسماعيل : يا أمير المؤمنين ! وكيف بذلك وقد حدثتني أم الدرداء عن # أبي الدرداء # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال عبد الملك : يا إسماعيل لست أعطيك أو أثيبك على القرآن , إنما أعطيك أو أثيبك على النحو .
وأخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 427 / 2 ) من طريق أخرى عن أحمد بن منصور الرمادي به .
وأخرجه البيهقي في " سننه " ( 6 / 126 ) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل به .
ثم روى البيهقي عن عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم قال : " حديث أبي الدرداء هذا ليس له أصل " .
قلت : كذا قال , وقد رده ابن التركماني بقوله : ‎" قلت : أخرجه البيهقي هنا بسند جيد فلا أدري ما وجه ضعفه وكونه لا أصل له " .
قلت : وهذا رد قوي , ويؤيده قول الحافظ في " التلخيص " ( 333 ) : " رواه الدارمي بسند على شرط مسلم , لكن شيخه عبد الرحمن بن يحيى ابن إسماعيل لم يخرج له مسلم , وقال فيه أبو حاتم : ما به بأس " . ثم ذكر قول دحيم .
قلت : ولم يتفرد به عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل , بل تابعه إبراهيم ابن يحيى بن إسماعيل أخوه , أخرجه ابن عساكر في ترجمته ( 2 / 284 / 2 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ثم أخرجه ابن عساكر من طريق هشام بن عمار أنبأنا عمرو بن واقد أنبأنا إسماعيل ابن عبيد الله به .
قلت : فهذه طريق أخرى عن إسماعيل , ولكنها واهية , فإن عمرو بن واقد متروك كما في " التقريب " , فالاعتماد على الطريق الأول , وقد علمت أن ابن التركماني جود إسناده , وأشار إلى ذلك الحافظ , وهو حري بذلك لولا أن فيه علتين :
الأولى : أن سعيد بن عبد العزيز وإن كان على شرط مسلم فقد اختلط في آخر عمره كما في " التقريب " , ولا ندري أحدث بهذا قبل الاختلاط أم بعده .
الثانية : أن الوليد بن مسلم وإن كان من رجال الشيخين , فإنه كثير التدليس والتسوية , فيخشى أن يكون أسقط رجلاً بين سعيد وإسماعيل وعليه فيحتمل أن يكون المسقط ضعيفاً , مثل عمرو بن واقد أو غيره , ولعل هذا هو وجه قول دحيم في هذا الحديث " ليس له أصل " . غير أن له شاهداً يدل على أن له أصلاً أصيلاً , وهو من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه , وله طريقان :
الأولى : عن مغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي , عن الأسود بن ثعلبة عنه قال : " علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن , فأهدى إلي رجل منهم قوساً , فقلت : ليست بمال , وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل , لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه , فأتيته فقلت : يا رسول الله رجل أهدى إلي قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن , وليست بمال , وأرمي عنها في سبيل الله ? قال : إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها " .
أخرجه أبو داود ( 2 / 237 - الحلبي ) وابن ماجه ( 2 / 8 ) والطحاوي ( 2 / 10 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 82 ) والحاكم ( 2 / 41 ) والبيهقي ( 6 / 125 ) وأحمد ( 5 / 315 ) .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
وقال الذهبي : " قلت : مغيرة صالح الحديث , وقد تركه ابن حبان " .
وقال البيهقي عن ابن المديني : " إسناده كله معروف إلا الأسود بن ثعلبة , فإنا لا نحفظ عنه إلا هذا الحديث " .
كذا قال , وله أحاديث أخرى ثلاثة أشار إليهما ابن التركماني وابن حجر , وانصرفا بذلك عن بيان حال الأسود هذا وهو مجهول كما في " التقريب " .
وقال في " الميزان " : " لا يعرف " , لكنه لم يتفرد به , فقال بقية : حدثني بشر ابن عبد الله بن يسار : وحدثني عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة ابن الصامت نحو هذا الخبر والأول أتم : فقلت : ما ترى فيها يا رسول الله ! فقال : جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقها .
أخرجه أبو داود وعنه البيهقي وقال : " هذا حديث مختلف فيه على عبادة بن نسي كما ترى " .
يعني أن المغيرة بن زياد سمى شيخ ابن نسي الأسود بن ثعلبة , وبشر بن عبد الله بن يسار سماه جنادة بن أبي أمية , وليس هذا في نقدي اختلافاً , لاحتمال أن يكون لابن نسي فيه شيخان , فكان يرويه تارة عن هذا , وتارة عن هذا , فروى كل من المغيرة وبشر ما سمع منه , وكأنه لما ذكرنا لم يعله ابن حزم بالاختلاف المذكور , بل أعل الطريق الأولى بجهالة الأسود , وأعل الأخرى بقوله : " بقية ضعيف " .
قلت : والمتقرر في بقية أنه صدوق فهو حسن الحديث إلا إذا عنعن فلا يحتج به حينئذ , وفي هذا الحديث قد صرح بالتحديث فأمنا بذلك تدليسه , على أنه لم يتفرد به , فقال الإمام أحمد ( 5 / 324 ) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا بشر بن عبد الله يعني ابن يسار به . ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 3 / 356 ) أيضاً وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا إن شاء الله تعالى فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غير بشر هذا , وقد روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان , وقال الحافظ فيه : " صدوق " .
تنبيه :
عزى الحافظ في " التلخيص " ( ص 333 ) هذا الحديث للدارمي و تبعه على ذلك الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 5 / 243 ) , ومن المصطلح عليه عند أهل العلم أن الدارمي إذا أطلق فإنما يراد به الإمام عبد الله بن عبد الرحمن صاحب كتاب " السنن " المعروف بـ " المسند " , وعليه فإني أخذت أبحث عنه فيه , ولكن عبثاً , وكان ذلك قبل أن أقف على سند الحديث في سنن البيهقي , وحينذاك تبين لي أنه ليس هو المراد , وإنما هو عثمان بن سعيد الدارمي الذي من طريقه رواه البيهقي , فرأيت التنبيه على ذلك .
وأيضاً فقد وقع من الشوكاني ما هو أبعد عن الصواب , وذلك أنه قال : إن إسناد الدارمي على شرط مسلم . ولم يذكر الاستثناء الذي تقدم على الحافظ !
ثم إن للحديث شاهد آخر من حديث أبي بن كعب , ولكن سنده ضعيف , وقد تكلمت عليه في " الإرواء " ( 1488 ) , وفيما تقدم كفاية .

نور الحرف
13-08-2013, 02:27 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 257

" من قرأ القرآن فليسأل الله به , فإنه سيجيء أقوام يقرءون القران يسألون به الناس " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 461 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 55 ) وأحمد ( 4 / 432 - 433 و 439 ) عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن # عمران بن حصين # أنه مر على قارىء يقرأ , ثم سأل , فاسترجع ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " وقال محمود ( يعني شيخه ابن غيلان ) : هذا خيثمة البصري الذي روى عنه جابر الجعفي , وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن , هذا حديث حسن , وخيثمة هذا شيخ بصري يكنى أبا نصر " .
قلت : قال فيه ابن معين : ليس بشيء . وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " , وقال الحافظ : " لين الحديث " .
قلت : والحسن هو البصري وهو مدلس وقد عنعنه , لكن أخرجه أحمد ( 4 / 436 ) من طريق شريك بن عبد الله عن منصور عن خيثمة عن الحسن قال : " كنت أمشي مع عمران بن حصين , أحدنا آخذ بيد صاحبه , فمررنا بسائل يقرأ القرآن ...‎ " الحديث نحوه .
قلت : وشريك هذا هو القاضي , وهو سييء الحفظ فلا يحتج به , لاسيما مع مخالفته لرواية سفيان . وإنما حسن الترمذي هذا الحديث مع ضعف إسناده لما له من الشواهد الكثيرة , وذلك اصطلاح منه نص عليه في " العلل " التي في آخر " السنن " فقال ( 4 / 400 ) : " وما ذكرنا في هذا الكتاب " حديث حسن " , فإنما أردنا حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب , ولا يكون الحديث شاذاً , ويروى من غير وجه نحو ذلك , فهو عندنا حديث حسن " .
ومن الغرائب أن يخفى قول الترمذي هذا على الحافظ ابن كثير , فإنه لما ذكره في " اختصار علوم الحديث " عن ابن الصلاح تعقبه بقوله ( ص 40 ) : " وهذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله , ففي أي كتاب له قاله ?‎!‎" .
فقد عرفت في أي كتاب له قاله , فسبحان من لا تخفى عليه خافية .
ثم إن الحديث نقل الشوكاني ( 5 / 243 ) عن الترمذي أنه قال بعد إخراجه : " هذا حديث حسن , ليس إسناده بذاك " .
وليس في نسختنا منه هذا : ليس إسناده بذاك . والله أعلم . ثم رأيتها في نسخة بولاق من " السنن " ( 2 / 151 ) .
أما شواهد الحديث , فهي عن جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة وهاك بعضها : " تعلموا القرآن , وسلوا الله به الجنة , قبل أن يتعلمه قوم , يسألون به الدنيا , فإن القرآن يتعلمه ثلاثة : رجل يباهي به , ورجل يستأكل به , ورجل يقرأه لله " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:27 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 258

" تعلموا القرآن , وسلوا الله به الجنة , قبل أن يتعلمه قوم , يسألون به الدنيا , فإن القرآن يتعلمه ثلاثة : رجل يباهي به , ورجل يستأكل به , ورجل يقرأه لله " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 463 :
رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 74 ) عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم عن # أبي سعيد الخدري # أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف , من أجل ابن لهيعة , فإنه سييء الحفظ , لكنه لم يتفرد به كما يأتي فالحديث جيد . وأبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو العتواري المصري .
والحديث عزاه الحافظ في " الفتح " ( 9 / 82 ) لأبي عبيد في " فضائل القرآن " عن أبي سعيد وصححه الحاكم , وأقره الحافظ عليه , ولم أجده الآن في " المستدرك " , ولعله من غير طريق ابن لهيعة .
وله طريق أخرى عند البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 96 ) والحاكم ( 4 / 547 ) وأحمد ( 3 / 38 - 39 ) وابن أبي حاتم كما " في تفسير ابن كثير " ( 3 / 128 ) عن بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يخلف قوم من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً , ثم يكون قوم يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم , ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير : فقلت للوليد : ما هؤلاء الثلاثة ? قال : المنافق كافر به , والفاجر يتأكل به , والمؤمن يؤمن به " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي .
قلت : ورجاله ثقات غير أن الوليد هذا لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي , لكن روى عنه جماعة , وقال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " , فحديثه يحتمل التحسين , وهو على كل حال شاهد صالح .
وللحديث شواهد أخرى تؤيد صحته عن جماعة من الصحابة لابد من ذكرها إن شاء الله تعالى .

نور الحرف
13-08-2013, 02:28 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 259

" اقرءوا فكل حسن , وسيجىء أقوام يقيمونه كما يقام القدح , يتعجلونه , ولا يتأجلونه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 464 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 132 - الطبعة التازية ) : حدثنا وهب بن بقية , أخبرنا خالد عن حميد الأعرج عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعرابي والعجمي , فقال " فذكره .
وأخرجه أحمد ( 3 / 397 ) : حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد به . ووقع فيه خالد بن حميد الأعرج . وهو تصحيف .
قلت : وهذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير وهب ابن بقية فمن رجال مسلم وحده , وتابعه خلف بن الوليد ولا بأس به في " المتابعات " .
وتابعه أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن المنكدر به .
أخرجه أحمد ( 3 / 357 ) وإسناده حسن .
وله شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقترئ , فقال : " الحمد لله كتاب الله واحد , وفيكم الأحمر , وفيكم الأبيض , وفيكم الأسود , اقرؤوه .. " الحديث .
أخرجه أبو داود وابن حبان في " صحيحه " ( رقم 1876 ) عن عمرو بن الحارث ( زاد الأول منهما : وابن لهيعة ) عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد به إلا أنه قال : " يتعجل أجره , ولا يتأجله " . قلت : ورجاله ثقات رجال مسلم باستثناء ابن لهيعة - غير وفاء هذا , فلم يوثقه غير ابن حبان , ولم يرو عنه سوى بكر هذا , وزياد بن نعيم , ولهذا قال الحافظ فيه " مقبول " ولم يوثقه .
ورواية ابن لهيعة , قد أخرجها الإمام في " المسند " ( 3 / 146 , 155 ) من طريقين عنه به إلا أنه جعله من مسند أنس بن مالك , لا من مسند سهل , ولعل ذلك من أوهامه , فإنه معروف بسوء الحفظ , وقال في رواية " عن وفاء الخولاني " وفي الأخرى " عن أبي حمزة الخولاني " . فإن كان حفظه , فهذه فائدة عزيزة لا توجد في التراجم , فقد نسبه خولانياً وكناه بأبي حمزة , وهذا مما لم يذكر في ترجمته من " التهذيب " وغيره . نعم أورده ابن أبي حاتم في " الكنى " فقال : ( 4 / 2 / 361 ) : " أبو حمزة الخولاني , سمع جابراً . روى عنه بكر بن سوادة . قال أبو زرعة : هو مصري لا يعرف اسمه " .
وأورده في " الأسماء " فقال ( 4 / 2 / 49 ) : " وفاء ( في الأصل : وقاء بالقاف ) بن شريح الصدفي , روى عن سهل ابن سعد ورويفع بن ثابت , روى عنه زياد بن نعم وبكر بن سوادة " .
قلت : والظاهر أنهما واحد إذا صحت رواية ابن لهيعة . والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 02:31 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 260

" اقرءوا القرآن , ولا تأكلوا به , ولا تستكثروا به , ولا تجفوا عنه , ولا تغلوا فيه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 465 :
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 10 ) وأحمد ( 3 / 428 , 444 ) والطبراني في " الأوسط " ( 1 / 142 / 2 , 170 / 2 - من " زوائد المعجمين " ) وابن عساكر ( 9 / 486 / 2 ) من طرق عن يحيى بن أبي كثير عن ( و في رواية : حدثنا ) زيد بن سلام عن أبي سلام ( ولم يقل الطبراني : عن أبي سلام ) عن أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن بن شبل الأنصاري # أن معاوية قال له : إذا أتيت فسطاطي فقم فأخبر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره والسياق لأحمد , ورواه الطبراني في " الكبير " أيضاً كما في " المجمع " ( 4 / 73 ) : وقال : " ورجاله ثقات " .
قلت : وهو كما قال , بل هو إسناده صحيح , رجاله كلهم رجال مسلم غير أبي راشد الحبراني بضم المهملة وسكون الموحدة , وهو ثقة , روى عنه جماعة من الثقات , وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة .
وقال العجلي : " تابعي ثقة , لم يكن في زمانه بدمشق أفضل منه " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال الحافظ في " التقريب " : " قيل اسمه أخضر , وقيل النعمان , ثقة من الثالثة " .
قلت : فلا يقبل بعد هذا قول ابن حزم فيه ( 8 / 196 ) : " وهو مجهول " وأعل الحديث به , فإنه لا سلف له في ذلك , وقد وثقه هؤلاء الأئمة .
ولهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 82 ) بعد أن عزاه لأحمد وأبي يعلى : " وسنده قوي " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:32 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 261

" هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 466 :
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 262 / 1 - 2 ) عن محمد بن مصفى أنبأنا ابن أبي فديك قال : حدثني طلحة بن يحيى عن # أنس بن مالك # قال : " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء , فغسل وجهه مرة ويديه مرة , ورجليه مرة مرة وقال : هذا وضوء لا يقبل الله عز وجل الصلاة إلا به , ثم دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين , وقال : هذا وضوء من توضأ ضاعف الله له الأجر مرتين ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثاً وقال : هكذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم والنبيين قبله , أو قال : هذا ...‎" فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات , وفي بعضهم خلاف , ولكنه منقطع , فإن طلحة بن يحيى وهو ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة , بل ولا عن التابعين .
والحديث ذكره الحافظ في " التلخيص " ( ص 30 ) من رواية ابن السكن في " صحيحه " عن أنس به . وسكت عليه , وليس بجيد , إذا كان عنده من هذا الوجه المنقطع .
لكن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الحسن إن لم نقل الصحة , وهي من حديث ابن عمر , وله عنه طريقان , ومن حديث أبي بن كعب وزيد ابن ثابت وأبي هريرة وعبيد الله بن عكراش عن أبيه . وقد خرجتها في إرواء الغليل " ( رقم 85 ) فلا داعي للإعادة , وقد أشار الصنعاني في " سبل السلام " ( 1 / 73 - طبع المكتبة التجارية ) إلى تقوية الحديث بقوله : " وله طرق يشد بعضها بعضاً " .
وقد ذكره من حديث ابن عمر , وزيد بن ثابت وأبي هريرة فقط ! وساقه بلفظ : " توضأ صلى الله عليه وسلم على الولاء ثم قال : هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به " .
فقوله " على الولاء " مما لا أصل له في شيء من الطرق التي ذكرها , ولا فيما زدنا عليه من الطرق الأخرى ! ومثله قول الشيخ إبراهيم بن ضويان في " منار السبيل " ( 1 / 25 ) " توضأ صلى الله عليه وسلم مرتبا وقال ...‎" ! والحديث مع أنه لم يذكر فيه الترتيب صراحة فلا يؤخذ ذلك من قوله فيه " فغسل وجهه مرة , ويديه مرة ورجليه مرة , وقال هذا .. " لما اشتهر أن الواو لمطلق الجمع فلا تفيد الترتيب , لاسيما والأحاديث الأخرى التي أشرنا إليها لم يذكر فيها أعضاء الوضوء , بل جاءت مختصرة بلفظ " توضأ مرة مرة , ثم قال : هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به " .
ومن الواضح , أن الإشارة بـ ( هذا ) هنا إنما هو إلى الوضوء مرة مرة كما أن الإشارة بذلك في الفقرتين الأخريين إنما هو للوضوء مرتين مرتين والوضوء ثلاثاً ثلاثاً . فلا دلالة في الحديث على الموالاة , ولا على الترتيب والله أعلم .
وليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب .
وقول ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 69 ) : " وكان وضوؤه صلى الله عليه وسلم مرتباً متوالياً لم يخل به مرة واحدة البتة "
غير مسلم في الترتيب , لحديث المقدام بن معدي كرب قال : " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ , فغسل كفيه ثلاثاً , ثم غسل وجهه ثلاثاً , ثم غسل ذراعيه ثلاثاً , ثم مضمض واستنشق ثلاثاً , ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما , وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً " .
رواه أحمد ( 4 / 132 ) وعنه أبو داود ( 1 / 19 ) بإسناد صحيح .
وقال الشوكاني ( 1 / 125 ) : " إسناده صالح , وقد أخرجه الضياء في " المختارة " .
فهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يلتزم الترتيب في بعض المرات , فذلك دليل على أن الترتيب غير واجب , ومحافظته عليه في غالب أحواله دليل على سنيته والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 02:33 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 262

" كان إذا أصبح قال : اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور وإذا أمسى قال : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 468 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1199 ) : حدثنا معلى قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , ومعلى هو ابن منصور الرازي احتج به البخاري أيضاً في " صحيحه " , وقد توبع فقال أبو داود ( 2 / 611 - طبع الحلبي ) حدثنا موسى بن إسماعيل : حدثنا وهيب به , إلا أنه قال : " وإليك النشور " في دعاء المساء أيضاً . ورواه ابن حبان في " صحيحه " ( 2354 ) من طريق عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب به . إلا أنه قال : " وإليك المصير وإليك النشور " جمعهما معاً في دعاء الصباح ! ولعله سهو من بعض النساخ .
وتابعه حماد وهو ابن سلمة : أخبرني سهيل به , دون دعاء المساء وقال : " وإليك المصير " بدل " وإليك النشور " .
أخرجه أحمد ( 2 / 354 - 522 ) .
ورواه آخران عن سهيل به من قوله صلى الله عليه وسلم وأمره , وهو الحديث الآتي بعده :
" إذا أصبحتم فقولوا : اللهم بك أصبحنا , وبك أمسينا , وبك نحيا , وبك نموت ( وإليك النشور ) , وإذا أمسيتم فقولوا : اللهم بك أمسينا , وبك أصبحنا , وبك نحيا , وبك نموت , وإليك المصير " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:35 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 263

" إذا أصبحتم فقولوا : اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت ( وإليك النشور ) وإذا أمسيتم فقولوا : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 469 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 440 ) : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند جيد , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد .
قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما وهم " .
قلت : وقد توبع على الشطر الأول منه . فقال ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 33 ) : أخبرنا أبو محمد بن صاعد , حدثنا محمد بن زنبور حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم به . وفيه الزيادة التي بين القوسين .
قلت : ومحمد بن زنبور صدوق له أوهام كما قال الحافظ , فمتابعته قوية .
ولم يتفرد به عبد العزيز بن أبي حازم , بل تابعه عبد الله بن جعفر أنبأنا سهيل ابن أبي صالح به , وفيه الزيادة .
أخرجه الترمذي في سننه ( 4 / 229 بشرح التحفة ) وقال : هذا حديث حسن .
قلت : وهو كما قال ويعني أنه حسن لغيره كما نص عليه في آخر كتابه وذلك لأن عبد الله بن جعفر هذا هو أبو جعفر المدني والد علي بن المديني وهو ضعيف , ولكن يتقوى حديثه بمتابعة عبد العزيز بن أبي حازم إياه وهو ثقة محتج به في الصحيحين , فلو قال الترمذي " حديث صحيح " لكان أقرب إلى الصواب .
وقد رأيت ابن تيمية قد نقل عنه أنه قال : " حديث حسن صحيح " .
وهذا هو الأولى به , ولكني لم أجد ذلك في نسختنا المشار إليها من الترمذي .
والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 02:35 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 264

" إذا أويت إلى فراشك فقل : أعوذ بكلمات الله التامة , من غضبه وعقابه , ومن شر عباده , ومن همزات الشياطين , وأن يحضرون " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 470 :
أخرجه ابن السني ( رقم 238 ) من طريق أبي هشام الرفاعي حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا سفيان عن # محمد بن المنكدر # قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال " فذكره .
قلت : وهذا سند رجاله ثقات غير أبي هشام هذا واسمه محمد بن محمد بن يزيد الرفاعي العجلي قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
واتهمه عثمان ابن أبي شيبة بأنه يسرق حديث غيره فيرويه على وجه الكذب , انظر " التهذيب " .
وإذا كان كذلك , فلعل أصل الحديث ما رواه مسدد : حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن محمد بن يحيى بن حبان .
" أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان يؤرق , أو أصابه أرق فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامة .. ‎" الحديث .
أخرجه ابن السني أيضاً ( رقم 736 ) , ورجاله ثقات غير شيخه علي بن محمد ابن عامر فلم أعرفه .
لكن يشهد له حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع : بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة ... " الحديث بالحرف الواحد , وزاد : " قال : فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه , ومن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه " .
أخرجه أبو داود ( 2 / 239 ) والحاكم ( 1 / 548 ) وأحمد ( 2 / 181 ) واللفظ له من طرق صحيحه عن ابن إسحاق به . ورواه الترمذي ( 4 / 266 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق به , بلفظ : " إذا فزع أحدكم في النوم فليقل : أعوذ بكلمات الله التامة . الحديث بتمامه مع الزيادة . وكذا أخرجه ابن السني ( 745 ) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق به . ثم قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب " .
قلت : لكن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه في جميع الطرق عنه , وهذه الزيادة منكرة عندي , لتفرده بها . والله أعلم .
وجملة القول : أن الحديث بهذا الشاهد حسن وقد علقه البخاري في " أفعال العباد " ( ص 88 طبع الهند ) : قال أحمد بن خالد حدثنا محمد بن إسحاق به مثل لفظ ابن عياش .

نور الحرف
13-08-2013, 02:36 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 265

" كان إذا رأى ما يحب قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وإذا رأى ما يكرهه قال : الحمد لله على كل حال " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 472 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 422 ) وابن السني ( رقم 372 ) والحاكم ( 1 / 499 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن # عائشة # قالت : فذكره .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
وأقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء , وفي ذلك نظر , لأن زهير بن محمد هذا وهو التميمي الخراساني ثم الشامي متكلم فيه .
فقال الحافظ في " التقريب " : " رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها , قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر ! وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه " .
قلت : وهذا من رواية الشاميين عنه وهو الوليد بن مسلم , ثم إن هذا كان يدلس تدليس التسوية , ولم يصرح بالتحديث في بقية رجال السند , فهذه علة أخرى .
ومن ذلك تعلم خطأ تصحيح الحاكم إياه ومثله قول البوصيري في " الزوائد " : " إسناده صحيح ورجاله ثقات " ! ومثله قول النووي في " الأذكار " وإن أقره شارحه ابن علان ( 6 / 271 ) : " رواه ابن ماجه وابن السني بإسناد جيد " ! كل ذلك ذهول عما بيناه من علة الحديث من هذا الوجه .
نعم وجدت للحديث شاهدا من رواية أبي هريرة بلفظ : " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمدان يعرفان : إذا جاءه ما يكره قال : الحمد لله على كل حال , وإذا جاءه ما يسره قال : الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم , بنعمته تتم الصالحات " .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 157 ) من طريق الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة . وقال : " غريب من حديث محمد , والفضل الرقاشي , لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : وهو ضعيف من أجل الرقاشي هذا , وهو الفضل بن عيسى فإنه متفق على تضعيفه وقال الحافظ في " التقريب " : " منكر الحديث " .
وقد رواه ابن ماجه ( 2 / 423 ) من طريق أخرى عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة مرفوعاً مختصراً بلفظ : " كان يقول : الحمد لله على كل حال , رب أعوذ بك من حال أهل النار " .
وهذا ضعيف أيضاً , قال في " الزوائد " : " موسى بن عبيدة ضعيف , وشيخه محمد بن ثابت مجهول " .
قلت : وقد اختلط بعض هذا الحديث من هذه الطريق بحديث عائشة في " الجامع الصغير " للسيوطي , فإنه أورد حديث عائشة فيه من رواية ابن ماجه بزيادة في آخره وهي " رب أعوذ بك من حال أهل النار " ! وتبعه على ذلك بعض المعلقين على كتاب " الكلم الطيب " لابن تيمية ! والسبب في ذلك أن حديث أبي هريرة عند ابن ماجه عقب حديث عائشة , فاختلط على السيوطي حديث بحديث , فوجب التنبيه على ذلك .
بقي شيء واحد , وهو هل يصلح حديث الرقاشي شاهداً لهذا الحديث ? ذلك مما أنا متوقف فيه الآن , ويخيل إلي أن للحديث شاهداً أو طريقاً آخر ولكن لم يحضرني الساعة , فنظرة إلى ميسرة .

نور الحرف
13-08-2013, 02:36 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 266

" اللهم اكفني بحلالك عن حرامك , وأغنني بفضلك عمن سواك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 474 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 276 ) والحاكم ( 1 / 538 ) وأحمد ( 1 / 153 ) عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال : " أتى عليا رجل فقال : يا أمير المؤمنين إني عجزت عن مكاتبتي فأعني , فقال # علي # رضي الله عنه : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك ? قلت : بلى , قال : قل " فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : والصواب أنه حسن الإسناد , كما قال الترمذي , فإن عبد الرحمن بن إسحاق هذا وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري القرشي مولاهم مختلف فيه , وقد وثقه ابن معين والبخاري .
وقال أحمد : "‎صالح الحديث " .
وقال أبو حاتم : " يكتب حديثه , ولا يحتج به , وهو قريب من ابن إسحاق صاحب المغازي , وهو حسن الحديث , وليس بثبت , وهو أصلح من الواسطي " .
وقال النسائي وابن خزيمة : " ليس به بأس " .
وقال ابن عدي : " في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع عليه , وهو صالح الحديث كما قال أحمد " .
وقال الدارقطني : " ضعيف " .
وقال العجلي : " يكتب حديثه , وليس بالقوي " .
ولخص ذلك الحافظ بقوله في " التقريب " " صدوق " .
وقد أخرج له مسلم في " الشواهد " .
وقد وقع اسمه في الترمذي " عبد الرحمن بن إسحاق " غير منسوب إلى قريش فظن شارحه المبارك فوري رحمه الله أنه الواسطي الذي سبقت الإشارة إليه فقال : " هو الواسطي الكوفي المكنى بأبي شيبة " .
قلت : وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال : الكوفي ابن أخت النعمان بن سعد , فهذا ضعيف اتفاقاً وليس هو راوي هذا الحديث , فإنه أنصاري كما رأيت , والأول قرشي , والذي أوقع المبارك فوري في ذلك الوهم أمور .
أولاً : أنه لم ينسب قرشياً كما سبق .
ثانياً : أنهما من طبقة واحدة .
ثالثاً : أنه رأى في ترجمته من " التهذيب " أنه روى عن سيار أبي الحكم وعنه أبو معاوية , وهو كذلك في هذا الحديث . ولم ير مثل ذلك في ترجمة الأول .
ولكنه لو رجع إلى ترجمتها في " الجرح والتعديل " لوجد عكس ذلك تماماً في سيار فإنه ذكره في شيوخ الأول , لا في شيوخ هذا . فلو رأى ذلك لم يجزم بأنه الثاني بل لتوقف , حتى إذا ما وقف على الزيادة التي وقفنا عليها في سنده وهي ( القرشي ) إذن لجزم بما جزمنا نحن به وهو أنه العامري الحسن الحديث .

نور الحرف
13-08-2013, 02:37 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 267

" من قال : اللهم إني أشهدك , وأشهد ملائكتك , وحملة عرشك , وأشهد من في السموات ومن في الأرض أنك أنت الله , لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك , وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك , من قالها مرة أعتق الله ثلثه من النار , ومن قالها مرتين أعتق الله ثلثيه من النار , ومن قالها ثلاثاً أعتق الله كله من النار " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 476 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 523 ) من طريق حميد بن مهران حدثنا عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثنا # سلمان الفارسي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
وله شاهد من حديث أنس مرفوعاً نحوه مقيداً بالصباح والمساء , وسنده ضعيف كما بينته في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " رقم ( 1041 ) .

نور الحرف
13-08-2013, 02:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 268

" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا , ثم قال : أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 476 :
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 6 / 77 - 78 ) والحسن بن سفيان في " مسنده " وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 62 ) والطبراني في " مسند الشاميين " عن يحيى بن حمزة قال : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحل حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام , قال عمير : فحدثتنا # أم حرام # أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , وفيه بعد قوله " قد أوجبوا " : " قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ? قال : أنت فيهم " وبعد قوله " مغفور لهم " : " فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ? قال : لا " .
وتابعه أيوب بن حسان الجرشي حدثنا ثور بن يزيد به .

نور الحرف
13-08-2013, 02:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 269

" من تعزى بعزى الجاهلية , فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 477 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 963 , 964 ) والنسائي في " السير " من " السنن الكبرى " له ( 1 / 36 / 1 - 2 ) وأحمد في " المسند " ( 5 / 136 ) وأبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 22 / 2 و 53 / 1 ) وابن مخلد في " الفوائد " ( ق 3 / 1 ) والهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق 187 / 1 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 27 / 2 ) والبغوي في " شرح السنة " ( 4 / 99 / 2 ) والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 1 / 407 ) من طرق عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن # أبي بن كعب # أنه سمع رجلاً يقول : يال فلان ! فقال له : اعضض بهن أبيك , ولم يكن , فقال له : يا أبا المنذر ما كنت فحاشاً , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات , فهو صحيح إن كان الحسن سمعه من عتي بن ضمرة , فإنه كان مدلساً وقد عنعنه , وقد رواه ابن السني ( 427 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن مكحول عن عجر بن مدراع التميمي قال : يا آل تميم - وكان من بني تميم , فقال وهو عند أبي بن كعب - فقال أبي : أعضك الله بهن أبيك . الحديث نحوه .
فهذا خلاف السند الأول , وذاك أصح لأن هذا فيه سعيد بن بشير , وفيه ضعف ولعله وهم فيه , وإلا فيكون للحسن فيه إسنادان عن أبي .
وقد وجدت للحديث إسناداً آخر عن أبي فقال عبد الله بن أحمد ( 5 / 133 ) : حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي رضي الله عنه أن رجلاً اعتزى فأعضه أبي بهن أبيه , فقالوا : ما كنت فحاشاً , قال : إنا أمرنا بذلك .
ومن طريق عبد الله رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 405 ) .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو وهو ثقة كما قال أبو داود وغيره , وعاصم هو ابن سليمان الأحول , وسفيان هو ابن عيينة .
تنبيه :
لم يقع ( أبي ) منسوباً في " الأدب المفرد " فكان ذلك سبباً لغفلة عجيبة من المعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله , فإن لفظه فيه " ... عن عتي بن ضمرة قال : رأيت عند أبي رجلاً تعزى ...‎" . فظن المذكور أن لفظة " أبي " بفتح الهمزة بإضافة ياء النسبة إلى لفظ " الأب " أي أبي المتكلم عتي بن ضمرة , فيكون على ذلك أبوه ضمرة صحابي الحديث , فقال في تعليقه عليه : " ليس لهذا الصحابي ذكر عندي " !
وإنما هو ( أبي ) بضم الهمزة وهو أبي بن كعب الصحابي المشهور .
وقد عمل بهذا الحديث الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : " من اعتز بالقبائل فأعضوه , أو فأمصوه " .
رواه ابن أبي شيبة كما في " الجامع الكبير " ( 3 / 235 / 2 ) .

نور الحرف
13-08-2013, 02:41 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 270

" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 478 :
الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( 6 / 1 ) حدثنا الحسن بن عثمان التستري حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن # عمران بن حصين # مرفوعاً به . وزاد في آخره : " قال يزيد بن هارون : إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ? " .
قلت : وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات من رجال الصحيح غير التستري وليس بثقة , فاتهم بالكذب وسرقة الحديث , لكن يظهر أن للحديث أصلاً من غير طريقه , فقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 341 / 1 ) من رواية ابن قانع وابن عساكر والضياء المقدسي في " المختارة " عن قتادة عن أنس , ثم قال : " قال البخاري : هذا خطأ , إنما هو قتادة عن مطرف عن عمران " .
قلت : فهذا نص من البخاري على أن الحديث محفوظ من حديث عمران ابن حصين .
واعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة :
1 - معاوية بن أبي سفيان . عند الشيخين وأحمد .
2 - المغيرة بن شعبة . عندهما .
3 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عند مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ( 5 / 278 , 279 ) وأبي داود في الفتن والحاكم ( 4 / 449 ) .
4 - عقبة بن عامر . عند مسلم .
5 - قرة المزني . في " المسند " ( 3 / 436 و 5 / 34 ) بسند صحيح وصححه الترمذي .
6 - أبو أمامة . في " المسند " ( 5 / 269 ) .
7 - عمران بن حصين . عند أحمد أيضاً ( 5 / 429 , 437 ) من طرق أخرى عن حماد ابن سلمة به دون الزيادة . وكذا رواه أبو داود في أول " الجهاد " والحاكم ( 4 / 450 ) وصححه ووافقه الذهبي .
8 - عمر بن الخطاب . في " المستدرك " ( 4 / 449 ) وصححه ووافقه الذهبي .
فالحديث صحيح قطعاً , وإنما أوردته من أجل هذه الزيادة , وقد عرفت أن سندها إلى يزيد بن هارون ضعيف , وبهذا الإسناد رواه أبو بكر الخطيب في كتابه " شرف أصحاب الحديث " ( ق / 34 / 1 ) . وقد عزاها الحافظ في " الفتح " ( 13 / 249 / بولاق ) إلى الحاكم في " علوم الحديث " , وما أظنه إلا وهما , فإني قد بحثت عنها فيه , فلم أجدها , وإنما وجدت عنده ما يأتي عن الإمام أحمد .
بيد أن هذه الزيادة معروفة وثابتة عن جماعة من أهل الحديث من طبقة يزيد ابن هارون وغيرها , وهم :
1 - عبد الله بن المبارك ( 118 - 181 ) , فروى الخطيب بسنده عن سعيد ابن يعقوب الطالقاني أو غيره قال : " ذكر ابن المبارك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة ... قال ابن المبارك : هم عندي أصحاب الحديث " .
2 - علي بن المديني ( 161 - 234 ) , وروى الخطيب أيضاً من طريق الترمذي وهذا في " سننه " ( 2 / 30 ) وقد ساق الحديث من رواية المزني المتقدمة ( رقم 5 ) ثم قال : " قال محمد بن إسماعيل ( هو البخاري ) قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث "
3 - أحمد بن حنبل ( 164 - 241 ) , روى الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 2 ) والخطيب بإسنادين , صحح أحدهما الحافظ ابن حجر عن الإمام أحمد أنه سئل عن معنى هذا الحديث فقال : " إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث , فلا أدري من هم " .
وروى الخطيب ( 33 / 3 ) مثل هذا في تفسير الفرقة الناجية .
4 - أحمد بن سنان الثقة الحافظ ( ... - 259 ) روى الخطيب عن أبي حاتم قال : سمعت أحمد بن سنان وذكر حديث " لا تزال طائفة من أمتي على الحق " فقال : هم أهل العلم وأصحاب الآثار .
5 - البخاري محمد بن إسماعيل ( 194 - 256 ) , روى الخطيب عن إسحاق بن أحمد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري - وذكر حديث موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي " , فقال البخاري : يعني أصحاب الحديث . وقال في " صحيحه " وقد علق الحديث وجعله باباً : " وهم أهل العلم " ولا منافاة بينه وبين ما قبله كما هو ظاهر , لأن أهل العلم هم أهل الحديث , وكلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى . وقال في كتابه " خلق أفعال العباد " ( ص 77 - طبع الهند ) وقد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ) قال البخاري : " هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكر الحديث .
وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث , ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي .
أولاً : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهديه وأخلاقه وغزواته وما يتصل به صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول , ولكل مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها . وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له ويتمسك بكل ما فيه , دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلده , فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة والأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر , فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل ولابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى , وليس على هذا أهل الحديث فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده , في أي مذهب كان , ومن أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة , حتى لو كان شيعياً أو قدرياً أو خارجياً فضلاً عن أن يكون حنفياً أو مالكياً أو غير ذلك , وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله : " أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا جاءكم الحديث صحيحاً فأخبرني به حتى أذهب إليه سواء كان حجازياً أم كوفياً أم مصرياً " فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا وسما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم , بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى الحديث والعمل به , فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نهوهم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم !‎ فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث . هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية . بل والأمة الوسط , الشهداء على الخلق .
ويعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم ورداً على من خالفهم : " ولو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم , وطلب سنن رسول رب العالمين , واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين , لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه , واكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه , لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد , وصفات رب العالمين - تعالى عن مقالات الملحدين - والإخبار عن صفة الجنة والنار , وما أعد الله فيها للمتقين والفجار , وما خلق الله في الأرضين والسماوات وصنوف العجائب وعظيم الآيات وذكر الملائكة المقربين , ونعت الصافين والمسبحين .
وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء , وكلام الفقهاء , وسير ملوك العرب والعجم , وأقاصيص المتقدمين من الأمم , وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم , وسراياه , وجمل أحكامه وقضاياه , وخطبه وعظاته , وأعلامه ومعجزاته , وعدة أزواجه وأولاده , وأصهاره وأصحابه , وذكر فضائلهم ومآثرهم , وشرح أخبارهم ومناقبهم , ومبلغ أعمارهم , وبيان أنسابهم .
وفيه تفسير القرآن العظيم , وما فيه من النبأ والذكر الحكيم , وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم , وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم , من الأئمة الخالفين , والفقهاء المجتهدين .
وقد جعل الله أهله أركان الشريعة , وهدم بهم كل بدعة شنيعة , فهم أمناء الله في خليقته , والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته , والمجتهدون في حفظ ملته , أنوارهم زاهرة , وفضائلهم سائرة , وآياتهم باهرة , ومذاهبهم ظاهرة , وحججهم قاهرة . وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه , وتستحسن رأياً تعكف عليه , سوى أصحاب الحديث , فإن الكتاب عدتهم , والسنة حجتهم , والرسول فئتهم , وإليه نسبتهم , لا يعرجون على الأهواء , ولا يلتفتون إلى الآراء .
يقبل منهم ما رووا عن الرسول , وهم المأمونون عليه العدول . حفظة الدين وخزنته , وأوعية العلم و حملته , إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع , فما حكموا به فهو المقبول المسموع . منهم كل عالم فقيه , وإمام رفيع نبيه , وزاهد في قبيلة , ومخصوص بفضيلة , وقارىء متقن , وخطيب محسن . وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل المستقيم , وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر , وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر , من كادهم قصمهم الله , ومن عاندهم خذله الله , لا يضرهم من خذلهم , ولا يفلح من اعتزلهم , المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير , وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير , وإن الله على نصرهم لقدير .
( ثم ساق الحديث من رواية قرة ثم روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال : هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول , ويذبون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئاً من السنن : قال الخطيب ) فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين , وصرف عنهم كيد العاندين , لتمسكهم بالشرع المتين , واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين , فشأنهم حفظ الآثار , وقطع المفاوز والقفار , وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى , لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى . قبلوا شريعته قولاً وفعلاً , وحرسوا سنته حفظاً ونقلاً , حتى ثبتوا بذلك أصلها , وكانوا أحق بها وأهلها , وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها , والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها , فهم الحفاظ لأركانها , والقوامون بأمرها وشأنها , إذا صدف عن الدفاع عنها , فهم دونها يناضلون , أولئك حزب الله , ألا إن حزب الله هم المفلحون " .
ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدل على شرف أصحاب الحديث وفضلهم لا بأس من ذكر بعضها , وإن طال المقال , لتتم الفائدة , لكني أقتصر على أهمها وأمسها بالموضوع :
1 - قوله صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه .
2 - وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث .
3 - قول النبي صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله .
4 - كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه .
5 - وصف الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان أصحاب الحديث .
6 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه .
7 - بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه .
8 - البيان أن الأسانيد هي الطريق إلى معرفة أحكام الشريعة .
9 - كون أصحاب الحديث أمناء الرسل صلى الله عليهم وسلم لحفظهم السنن وتبيينهم لها .
10 - كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن .
11 - كون أصحاب الحديث ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلفه من السنة وأنواع الحكمة .
12 - كونهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
13 - كونهم خيار الناس .
14 - من قال : إن الأبدال والأولياء أصحاب الحديث .
15 - من قال : لولا أهل الحديث لا ندرس الإسلام .
16 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة , وأسبق الخلق إلى الجنة .
17 - اجتماع صلاح الدنيا والآخرة في سماع الحديث وكتبه .
18 - ثبوت حجة صاحب الحديث .
19 - الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث .‎
20 - الاستدلال على المبتدعة ببغض الحديث وأهله .
21 - من جمع بين مدح أصحاب الحديث وذم أهل الرأي والكلام الخبيث .
22 - من قال : طلب الحديث من أفضل العبادات .
23 - من قال : رواية الحديث أفضل من التسبيح .
24 - من قال : التحديث أفضل من صلاة النافلة .
25 - من تمنى رواية الحديث من الخلفاء ورأى أن المحدثين أفضل العلماء .
هذه هي أهم أبواب الكتاب وفصوله . أسأل الله تعالى أن ييسر له من يقوم بطبعه من أنصار الحديث وأهله , حتى يسوغ لمثلي أن يحيل عليه من شاء التفصيل في معرفة ما جاء في هذه الفصول الرائعة من الأحاديث والنقول عن الأئمة الفحول !
وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند , ألا وهو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 ) قال رحمه الله : " ومن نظر بنظر الإنصاف , وغاص في بحار الفقه والأصول متجنباً الاعتساف , يعلم علماً يقينياً أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , وإني كلما أسير في شعب الاختلاف أجد قول المحدثين فيه قريباً من الإنصاف , فلله درهم , وعليه شكرهم ( كذا ) كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقاً , ونواب شرعه صدقاً , حشرنا الله في زمرتهم , وأماتنا على حبهم وسيرتهم " .

نور الحرف
13-08-2013, 02:41 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 271

" يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله , فإن بخل أحدكم أن يعطي ماله للناس فليبدأ بنفسه , وليتصدق على نفسه فليأكل وليكتس مما رزقه الله عز وجل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 487 :
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 54 ) : حدثنا حماد بن الحسن الوراق حدثنا حبان بن هلال حدثنا سليم بن حيان حدثنا حميد بن هلال عن # أبي قتادة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سليم بن حيان وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما وترجمته في " الجرح والتعديل " ( 2 / 1 / 314 ) .

نور الحرف
13-08-2013, 02:43 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 272

" قال الله تعالى " إذا ابتليت عبدي المؤمن , ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري , ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه , ودماً خيراً من دمه , ثم يستأنف العمل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 487 :
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 349 ) ومن طريقه البيهقي في " سننه " ( 3 / 375 ) من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح على شرط الشيخين , ولم يخرجاه " .
ووافقه الذهبي في " تلخيصه " .
وأما في " المهذب " وهو مختصر سنن البيهقي , فأشار إلى أن له علة , فقال : " لم يخرجه الستة , لعلته " .
وكأنه يريد بها الوقف , فقد أخرجه البيهقي عقب هذا المرفوع من طريق أبي صخر حميد بن زياد أن سعيد المقبري حدثه قال : سمعت أبا هريرة يقول : " قال الله عز وجل : أبتلي عبدي المؤمن , فإذا لم يشك إلى عواده ذلك , حللت عنه عقدي , وأبدلته دماً خيراً من دمه , ولحماً خيراً من لحمه , ثم قلت له : أئتنف العمل " .
قلت : ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا صخر هذا فيه كلام من قبل حفظه , وفي " التقريب " : " صدوق يهم " .
قلت : فمثله حسن الحديث , لكنه لا يصلح لمعارضة الرواية المرفوعة , لأن رواتها كلهم ثقات لا مغمز فيهم , فإما أن يقال : إن أبا صخر وهم في وقفه والصواب المرفوع , وإما أن يقال : إن أبا هريرة كان يرفعه تارة , ويوقفه أخرى , وكل حفظ ما وصل إليه , والرفع لا يعارض الوقف , ولاسيما وهو في حكم المرفوع .
لكن وجدت له علة أخرى غريبة , فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي آخر السنن ( 206 / 1 ) .
" قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث , ومعرفتهم للرجال وأحاديث كل واحد منهم , لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان , ولا يشبه حديث فلان , فيعللون الأحاديث بذلك , وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة مختصرة , وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم , كما سبق ذكره في غير موضع , فمن ذلك ... " ثم ذكر أمثلة كثيرة , بعضها مسلم , وبعضها غير مسلم , ومن ذلك هذا الحديث مع وهمه في عزوه فقال ( 207 / 1 - 2 ) : " ومن ذلك أن مسلماً خرج في صحيحه " ( ! ) عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد العمري : حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ثم قال : ) قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد : هذا حديث منكر , وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه وعبد الله بن سعيد شديد الضعف , قال يحيى القطان : ما رأيت أحداً أضعف منه .
ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى " .
قلت : معاذ بن معاذ وهو العنبري , وأبو بكر الحنفي واسمه : عبد الكبير ابن عبد المجيد كلاهما ثقة محتج به في " الصحيحين " , فلا أرى استنكار حديث هذا برواية ذاك بدون حجة ظاهرة , سوى دعوى أن حديثه يشبه أحاديث عبد الله ابن سعيد الواهي ! فإن هذه المشابهة إن كانت كافية لإقناع من كان من النقاد الحذاق فليس ذلك بالذي يكفي لاقناع الآخرين الذين قنعوا بصدق الراوي وحفظه وضبطه , ثم لم يشعروا بذلك الشبه , أو شعروا به , ولكن لم يروا من الصواب في شيء جعله علة قادحة يستنكر الحديث من أجلها , ويسلم للقادح بها مع مخالفته لقاعدة أخرى هي أهم وأقوى من القاعدة التي بنى ابن رجب عليها رد هذا الحديث وهي أن زيادة الثقة مقبولة . ومن حفظ حجة على من لم يحفظ , وما المانع أن يكون الحديث قد رواه عن أبي سعيد المقبري كل من ولديه : سعيد الثقة , وعبد الله الضعيف , وأن عاصماً أخذ الحديث عنهما كليهما , فكان يرويه تارة عن سعيد فحفظه عنه أبو بكر الحنفي , وتارة عن عبد الله فحفظه معاذ بن معاذ ?‎! لا يوجد قطعاً ما يمنع من القول بهذا , بل هو أمر لابد منه , للمحافظة على القاعدة التي ذكرناها , لقوتها واضطرادها , بخلاف القاعدة الأخرى فإنها غير مضطردة ولا هي منضبطة كما لا يخفى عمن له فهم وعلم في هذا الفن الشريف , فإن كون الحديث الثقة مشابهاً لحديث الضعيف , لا يوجد في العلم الصحيح ما يدل على أن حديث حديث الضعيف , وأن الثقة وهم فيه , إذ قد يروي الضعيف ما يشبه أحاديث الثقات على قاعدة " صدقك وهو كذوب " , فكيف يجوز مع ذلك أن نرد حديث الثقة لمجرد مشابهته لحديث الضعيف ?‎! بل العكس هو الصواب : أن نقبل من حديث الضعيف ما يشبه حديث الثقة ويوافقه . بل إن الراوي المجهول حفظه وضبطه لا يعرف ذلك منه إلا بعرضه على أحاديث الثقات , فما وافقها من حديثه قبل , وما عارضه وخالفه ترك . وهذا علم معروف في " مصطلح الحديث " .
ومما يؤيد صحة هذا الحديث , وأن أبا بكر الحنفي قد حفظه , وليس هو من حديث عبد الله بن سعيد وحده , أن الإمام مالك قال في " الموطأ " ( 2 / 940 / 5 ) : " عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين , فقال : انظروا ماذا يقول لعواده , فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه , رفعاً ذلك إلى الله عز وجل - وهو أعلم - فيقول : لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة , وإن أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه , ودماً خيراً من دمه , وأن أكفر عنه سيئاته " .
وهذا سند مرسل صحيح , فهو شاهد قوي لحديث أبي بكر الحنفي الموصول والحمد لله على توفيقه .
ثم رأيته موصولاً عن مالك , أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في " جزء فيه فوائد عوال حسان منتقاة غرائب " ( 3 / 2 ) : أخبرنا علي ( هو الدارقطني ) قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث إملاء سنة ست عشرة وثلاثمائة قال : حدثنا علي بن محمد الزياداباذي قال : حدثنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال : " قال الدارقطني : تفرد به علي بن محمد عن معن عن مالك , وما نكتبه إلا عن ابن أبي داود " .
قلت : لكن الزباداباذي هذا كأنه مجهول , فقد أورده السمعاني في هذه النسبة , وذكر أنه روى عنه جماعة وفي النسخة سقط ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأورده في " الميزان " وتبعه في " اللسان " من أجل هذا الحديث وقال : " وأشار الدارقطني في " غرائب مالك " إلى لينه . وأنه تفرد عن معن عن مالك به وقال : إنما هو في " الموطأ " بسند منقطع عن غير سهيل " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:36 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 273

" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً , وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلق " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 491 :
رواه أبو داود في سننه ( 4800 ) : حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر قال : حدثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي قال : حدثني سليمان بن حبيب المحاربي عن # أبي أمامة # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير أيوب بن محمد السعدي , كذا وقع في رواية أبي داود , قال الحافظ في " التهذيب " : " ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد , وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجماهر فقالوا : " أيوب بن موسى " . قال ابن عساكر : وهو الصواب " .
قلت : رواية هارون بن أبي جميل , أخرجها ابن عساكر في ترجمته من " تاريخ دمشق " ( 17 / 493 / 1 ) لكن وقع في نسختنا منه " حدثنا أبو أيوب بن موسى " فالظاهر أنه سقط منها " كعب " فإنه أبو كعب أيوب بن موسى .
وفي اسمه اختلاف آخر , فقد رواه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 133 ) هكذا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب - صعيد - قال : حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر قال : حدثنا أبو موسى كعب السعدي عن سليمان بن حبيب - دون الفقرة الوسطى وليس هذا خطأً مطبعياً أو من بعض النساخ , فإن الدولابي أورده في " باب من كنيته موسى " ثم سرد من يكنى بذلك من الرواة فقال " ... وأبو موسى كعب السعدي عن سليمان بن حبيب , روى عنه محمد بن عثمان أبو الجماهر " .
وعلى كل حال فالصواب كما قال ابن عساكر " أيوب بن موسى " لاتفاق الجماعة عليه ثم هو قد أورده الذهبي في " الميزان " فقال : " روى عنه أبو الجماهر وحده لكنه وثقه " .
قلت : وسكت عنه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 258 ) وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " . ولا يطمئن القلب لذلك لتفرد أبي الجماهر عنه , بل هو بوصف الجهالة أولى كما تقتضيه القواعد الحديثية أن الراوي لا ترتفع عنه الجهالة برواية الواحد .
لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال . فمنها حديث ابن عباس ولفظه : " أنا الزعيم ببيت في رياض الجنة , وبيت في أعلاها , وبيت في أسفلها , لمن ترك الجدل وهو محق , وترك الكذب وهو لاعب , وحسن خلقه " .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 116 / 1 ) من طريق سويد أبي حاتم , أنبأنا عبد الملك - رواية عطاء - عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف من أجل سويد هذا وهو ابن إبراهيم , أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " ضعفه النسائي " . وقال الحافظ في " التقريب " . " صدوق سيء الحفظ , له أغلاط , وقد أفحش ابن حبان فيه القول " .
وقال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني ( 8 / 23 ) : " وفيه أبو حاتم سويد بن إبراهيم ضعفه الجمهور , ووثقه ابن معين , وبقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : لو قال : " ووثقه ابن معين في رواية " لكان أقرب إلى الصواب فقد قال أبو داود : " سمعت يحيى بن معين يضعفه " .
فابن معين في هذه الرواية يلتقي مع الجمهور , فهي أولى بالقبول .
وأما قول الهيثمي في مكان آخر ( 1 / 157 ) : " وإسناده حسن إن شاء الله تعالى " . فتساهل منه لا يخفى , بل إن هذا الحديث ليدل على ضعفه , فإنه قد خلط في هذا الحديث وأفسد معناه , فإن المعروف في حديث غيره توزيع هذه المنازل الثلاث , على ثلاثة أشخاص , وفي ذلك أحاديث عن أبي أمامة وأنس بن مالك وقد اتفقا على أن البيت الذي في أعلى الجنة لمن حسن خلقه , على خلاف هذا , فإنه جعل له البيت الذي في أسفلها , هذا إن اعتبرنا الترتيب المذكور فيه من قبيل لف و نشر مرتب .
ثم اختلف الحديثان المشار إليهما في البيتين الآخرين فحديث أبي أمامة جعل البيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق , والبيت في وسطها لمن ترك الكذب , وعكس ذلك حديث أنس , فأردنا أن نرجح أحدهما على الآخر بشاهد , فلم نجد أصلح من هذا إسناداً , وقد علمت ما في متنه من الفساد في المعنى .
نعم وجدنا حديثاً آخر يصلح شاهداً لحديث أبي أمامة , وهو ما أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 166 ) وفي المعجمين الآخرين من طريق محمد بن الحصين القصاص , حدثنا عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن عامر عن معاذ بن جبل مرفوعاً بلفظ : " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة , وبيت في وسط الجنة , وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وترك الكذب وإن كان مازحاً , وحسن خلقه " .
وقال الطبراني : " لم يروه عن روح إلا عيسى تفرد به ابن الحصين " .
قلت : ولم أجد من ترجمه .
وعيسى بن شعيب وهو النحوي قال الحافظ في " التقريب " : صدوق له أوهام .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 23 ) : " رواه الطبراني في الثلاثة والبزار , وفي إسناد الطبراني محمد بن الحصين ولم أعرفه , والظاهر أنه التميمي وهو ثقة , وبقية رجاله ثقات " .
قلت : وما استظهره بعيد عندي , فإن ابن الحصين هذا في طبقة الإمام أحمد , وأما التميمي فمن أتباع التابعين , جعله الحافظ من الطبقة السادسة التي عاصرت الطبقة الخامسة من صغار التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة , بخلاف السادسة فلم يثبت لهم لقاء أحد منهم .
وقوله في التميمي : إنه ثقة . فيه تساهل , لأنه لم يوثقه غير ابن حبان , وهو معروف بتساهله في التوثيق , أضف إلى ذلك أن الدارقطني خالفه , فقال : " مجهول " وهو الذي اعتمده الحافظ في " التقريب " .
وجملة القول أن هذا الإسناد ضعيف , ولكن ليس شديد الضعف , فيصلح شاهداً لحديث أبي أمامة , فيرتقي به إلى درجة الحسن . والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 07:36 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 274

" أمرت بقرية تأكل القرى , يقولون : يثرب , وهي المدينة , تنفي الناس , كما ينفي الكير خبث الحديد " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 495 :
أخرجه البخاري ( 4 / 69 - 70 ) ومسلم ( 9 / 154 ) ومالك ( 3 / 84 - 85 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 232 - 233 ) وأحمد ( رقم 7231 , 7364 ) والخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 62 / 2 ) . وأبو يعلى في " مسنده " ( 300 / 2 ) عن # أبي هريرة # قال : سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وفي رواية من طريق أخرى عنه مرفوعاً بلفظ : ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء , هلم إلى الرخاء , والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون , والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه , ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث , لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها , كما ينفي الكير خبث الحديد ) .
أخرجه مسلم ( 9 / 153 ) .
الغريب
1 - أمرت بقرية ... قال الخطيب : " المعنى أمرت بالهجرة إلى قرية ( تأكل القرى ) أي يأكل أهلها القرى كما قال الله تعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة ) يعني قرية كان أهلها مطمئنين , وكان ذكر القرية عن هذا كناية عن أهلها , وأهلها المرادون بها لا هي , والدليل على ذلك قوله تعالى " ( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) والقرية لا صنع لها , وقوله : ( فكفرت بأنعم الله ) والقرية لا كفر لها .
2 - ( تأكل القرى ) بمعنى تقدر عليها , كقوله تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ) ليس يعني بذلك أكلتها دون محتجبيها عن اليتامى , لا بأكل لها , وكقوله تعالى : ( ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا ) يعني تغلبوا عليها إسرافاً على أنفسكم , وبداراً أن يكبروا فيقيموا الحجة عليكم بها فينتزعوها منكم لأنفسهم , فكان الأكل فيما ذكرنا يراد به الغلبة على الشيء , فكذلك في الحديث .

نور الحرف
13-08-2013, 07:37 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 275

" كان يصلي عند المقام , فمر به أبو جهل بن هشام , فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا ?‎ وتوعده , فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره , فقال : يا محمد بأي شيء تهددني ?‎! أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً , فأنزل الله *( فليدع ناديه . سندع الزبانية )* . قال ابن عباس : لو دعا ناديه أخذته زبانية العذاب من ساعته " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 496 :
رواه الترمذي ( 2 / 238 ) وابن جرير في تفسيره ( 30 / 164 ) من طرق عن داود ابن أبي هند عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : فذكره .
والسياق لابن جرير .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " .
قلت : وقد رواه البخاري والطبراني في " الكبير " ( 3 / 141 / 1 ) وغيره من طرق أخرى عن عكرمة به نحوه .
وله في " المعجم " ( 3 / 173 / 1 ) طريق أخرى عن ابن عباس .

نور الحرف
13-08-2013, 07:37 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 276

" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم , فإن صلة الرحم محبة في الأهل , مثراة في المال , منسأة في الأثر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 497 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 357 - 358 ) والحاكم ( 4 / 161 ) وأحمد ( 2 / 374 ) والسمعاني في " الأنساب " ( 1 / 5 ) عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن # أبي هريرة # مرفوعاً به .
وقال الترمذي : " حديث غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك هذا , قال أبو حاتم " صالح " . وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 175 ) وروى عنه جماعة من الثقات منهم عبد الله بن المبارك وهو الذي روى عنه هذا الحديث , فلا أدري لماذا لم يحسنه الترمذي على الأقل .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
وللشطر الأول منه طريق أخرى , يرويه أبو الأسباط الحارثي اليماني عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن عدي ( 33 / 2 ) . وأبو الأسباط هذا هو بشر بن رافع .
قال الحافظ : " فقيه ضعيف الحديث " .
وقد وجدت له شاهدين أحدهما : من حديث العلاء بن خارجة مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني ورجاله قد وثقوا كما في " المجمع " ( 8 / 152 ) , وقال المنذري ( 3 / 223 ) : " لا بأس بإسناده " .
والآخر من حديث علي رضي الله عنه .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 215 ) ورجاله ثقات غير علي بن حمزة العلوي ولم أجد له ترجمة , ولا أورده الطوسي في " فهرسته " .
والشطر الثاني من الحديث رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث عمرو ابن سهل .
قال الهيثمي : " وفيه من لم أعرفهم " .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحب أن يبسط له في رزقه , وينسأ له في أثره فليصل رحمه " .
متفق عليه من حديث أنس . وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة , والحاكم ( 4 / 160 ) من حديث علي وابن عباس .
وللحديث شاهد ثالث بنحوه وهو : " اعرفوا أنسابكم , تصلوا أرحامكم , فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت , وإن كانت قريبة , ولا بعد بها إذا وصلت , وإن كانت بعيدة " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:38 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 277

" اعرفوا أنسابكم , تصلوا أرحامكم , فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت , وإن كانت قريبة , ولا بعد بها إذا وصلت , وإن كانت بعيدة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 498 :
أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2757 ) : حدثنا إسحاق بن سعيد قال : حدثني أبي قال : " كنت عند # ابن عباس # , فأتاه رجل فسأله : من أنت ? قال : فمت له برحم بعيدة فألان له القول , فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
وأخرجه الحاكم ( 4 / 161 ) والسمعاني في " الأنساب " ( 1 / 7 ) من طريق الطيالسي به .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن الطيالسي لم يحتج به البخاري وإنما روى له تعليقاً .
والحديث أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 73 ) : حدثنا أحمد ابن يعقوب قال : أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو به موقوفاً على ابن عباس دون قصة الرجل وزاد : " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها , تشهد له بصلة إن كان وصلها , وعليه بقطيعة إن كان قطعها " .
وهذا سند على شرط البخاري في " صحيحه " , ولكنه موقوف , بيد أن من رفعه ثقة حجة وهو الإمام الطيالسي , وزيادة الثقة مقبولة .

نور الحرف
13-08-2013, 07:38 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 278

" خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت , ولا فقه في الدين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 499 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 114 ) : حدثنا أبو كريب حدثنا خلف بن أيوب العامري عن عوف عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
وقال : " هذا حديث غريب , ولا نعرف هذا الحديث من حديث عوف إلا من حديث هذا الشيخ خلف ابن أيوب العامري , ولم أر أحداً يروي عنه غير أبي كريب محمد بن العلاء , ولا أدري كيف هو ? " .
قلت : ومن هذا الوجه أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 153 ) وأبو بكر ابن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء " ( ق 1 / 2 ) والهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 14 / 2 ) وقال : " قال الجارودي : تفرد به أبو كريب " .
قلت : هو ثقة من رجال الشيخين , وإنما العلة في شيخه خلف , فقد جهله الترمذي كما عرفت , وروى عنه غير أبي كريب جماعة , مثل الإمام أحمد وأبي معمر القطيعي ومحمد بن مقاتل المروزي , فليس بمجهول , وروى العقيلي عن ابن معين أنه قال فيه : " بلخي ضعيف " . ثم قال العقيلي عقب حديثه هذا : " ليس له أصل من حديث عوف , وإنما يروى هذا عن أنس , بإسناد لا يثبت " .
وقال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 370 - 371 ) : " وسألت أبي عنه ? فقال : يروى عنه " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال : " كان مرجئاً غالياً , استحب مجانبة حديثه لتعصبه وبغضه من ينتحل السنن " .
وقال الخليلي : " صدوق مشهور , كان يوصف بالستر والصلاح , والزهد , وكان فقيهاً على رأي الكوفيين " .
وأورده الذهبي في " الميزان " وقال : " أبو سعيد أحد الفقهاء الأعلام ببلخ " . ثم ذكر بعض ما قيل فيه مما سبق , ثم قال : قلت : كان ذا علم وعمل وتأله , زاره سلطان بلخ , فأعرض عنه " .
وقال في " الضعفاء " : " مفتي بلخ , ضعفه ابن معين " .
ونحوه في " التقريب " للحافظ العسقلاني .
قلت : ولم تطمئن نفسي لجرح هذا الرجل , لأنه جرح غير مفسر , اللهم إلا في كلام ابن حبان , ولكنه صريح في أنه لم يجد فيه ما يجرحه إلا كونه مرجئاً , وهذا لا يصح أن يعتبر جرحاً عند المحققين من أهل الحديث , ولذلك رأينا البخاري يحتج في صحيحه ببعض الخوارج والشيعة والقدرية وغيرهم من أهل الأهواء , لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الثقة والضبط , وكأنه لذلك لم يجزم الحافظ بتضعيف الرجل وإنما اكتفى على حكايته عن ابن معين كما فعل الذهبي , وهذا وإن كان يشعرنا بأنه ينبىء بضعفه إلا أنه ليس كما لو قال فيه " ضعيف " جازماً به .
والذي أراه أن الرجل وسط أو على الأقل مستور , لأن الجرح فيه لم يثبت , كما أنه لم يوثق من موثوق بتوثيقه , وفي قول الخليلي المتقدم ما يؤيد الذي رأيت .
وهو لم يرو شيئاً منكراً , وغاية ما ذكر له العقيلي حديثان .
أحدهما هذا . والآخر حديثه بسنده الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً : " لا عدوى ولا صفر ولا هامة " .
وقال العقيلي فيه : " إسناده مستقيم " .
وأما هذا الحديث فلم يتفرد به البلخي , فقد جاء من طريقين آخرين :
أحدهما : عن أنس . وقد أشار إليه العقيلي نفسه .
والآخر يرويه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( ق 175 / 1 - كواكب 575 ) : أنبأ معمر عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد مرسل صحيح , محمد بن حمزة , هو ابن يوسف بن عبد الله ابن عبد الله بن سلام , روى عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام .
قال أبو حاتم : لا بأس به . وذكره ابن حبان في " الثقات " .‎
وقد رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 24 / 2 ) من طريقين آخرين , عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام , فجعله من مسند جده عبد الله , فإن صح هذا , ولم يكن في الرواية خطأ , أو في النسخة تحريف , فهو مسند , لكنه منقطع بين محمد بن حمزة وجده عبد الله بن سلام .
وبالجملة فالحديث عندي صحيح بمجموع هذه الطرق , وقد أشار إلى صحته عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " رقم 63 - نسختي بسكوته عنه كما نص عليه في المقدمة . والله أعلم .

نور الحرف
13-08-2013, 07:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 279

" لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 502 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 777 ) : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في " صحيحه " غير عبد الله بن أبي يحيى , وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو ثقة اتفاقاً .
( المراحيل ) فسرها إبراهيم شيخ البخاري بأنها الثياب المخططة . وفي " النهاية " : " المرحل الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال , ومنه الحديث : كان يصلي وعليه من هذه المرحلات يعني المروط المرحلة وتجمع على المراحل , ومنه هذا الحديث ... يوشونها وشي المراحل , ويقال لذلك العمل الترحيل " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 281

" أشد الناس عذاباً يوم القيامة : رجل قتله نبي , أو قتل نبياً , و إمام ضلالة , وممثل من الممثلين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 507 :
أخرجه أحمد ( 1 / 407 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن # عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , وعاصم هو ابن بهدلة أبي النجود .
وله طريق أخرى يرويه أبو إسحاق عن الحارث عن ابن مسعود به ولفظه : " ... أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 80 / 2 ) وإليه فقط عزاه الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 181 ) وقال : " وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف " .
قلت : الطريق الأولى سالمة منه , ولعل البزار قد أخرجه منها فقد عزاه إليه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " ( رقم 142 ) باللفظ الأول دون قوله " وممثل من الممثلين " , وسكت عليه مشيراً إلى صحته عنده كما نص عليه في المقدمة .
وقال المنذري ( 3 / 136 ) : " ورواه البزار بإسناد جيد " .
وله طريق ثالثة يرويها عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود إلا أنه قال : " وإمام جائر " .
أخرجه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) .
قلت : وهذا سند واه جداً , ليث ضعيف , وعباد بن كثير متروك .
وروى عن ابن عباس نحوه بلفظ : " ... أو قتل أحد والديه , والمصورون , وعالم لم ينتفع بعلمه " .
أخرجه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) عن عبد الرحيم أبي الهيثم عن الأعمش عن الشعبي عن ابن عباس به .
قلت : وهذا سند ضعيف , عبد الرحيم هذا هو ابن حماد الثقفي ,‎قال العقيلي في " الضعفاء " ( 278 ) : " حدث عن الأعمش مناكير , و ما لا أصل له من حديث الأعمش " .
وقال الحافظ في " اللسان " : " وأشار البيهقي في " الشعب " إلى ضعفه " .
وحديث ابن عباس هذا أورده المناوي في " فيض القدير " شاهداً للحديث المشهور : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه " فقال متعقباً على السيوطي بعد أن بين ضعفه : " لكن للحديث أصل أصيل , فقد روى الحاكم في " المستدرك " من حديث ابن عباس مرفوعاً ... " قلت : فذكره , ولم أقف على سنده عند الحاكم الآن لننظر فيه , وغالب الظن أنه من طريق عبد الرحيم المذكور , فإن كان كذلك , فالحديث لا يرتفع به عن درجة الضعف . والله أعلم .
والجملة الأخيرة من الحديث أخرجها البخاري في " صحيحه " ( 4 / 104 ) من طريق مسدود عن عبد الله مرفوعاً بلفظ : " إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:41 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 282

" أربع من السعادة : المرأة الصالحة , والمسكن الواسع , والجار الصالح , والمركب الهنيء . وأربع من الشقاء : الجار السوء , والمرأة السوء , ‎والمسكن الضيق " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 509 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1232 ) والخطيب في " التاريخ " ( 12 / 99 ) من طريق الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن # إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين .
وأخرجه أحمد ( 1 / 168 ) من طريق محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد ابن سعد به نحوه , دون ذكر " الجار الصالح " و " الجار السوء " .
ومحمد بن أبي حميد هذا , أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " ضعفوه " . وقال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " : وأخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 19 / 1 ) و " الأوسط " ( 1 / 163 / 1 ) من طريق إبراهيم بن عثمان عن العباس بن ذريح عن محمد بن سعد به . وقال : " لم يروه عن العباس إلا إبراهيم , وهو أبو شيبة " .
قلت : وهو متروك الحديث كما قال الحافظ .
وقال الحافظ المنذري في الترغيب ( 3 / 68 ) بعد أن ذكره بلفظ أحمد المشار إليه : " رواه أحمد بإسناد صحيح , والطبراني والبزار والحاكم وصححه " .
وقال الهيثمي ( 4 / 272 ) : " رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , ورجال أحمد رجال الصحيح " !
كذا قالا , ومحمد بن أبي حميد الذي في " المسند " لأحمد , مع ضعفه ليس من رجال الصحيح .

نور الحرف
13-08-2013, 07:42 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 283

" من مات على شيء بعثه الله عليه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 510 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 313 من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن # جابر # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , وعزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2 / 296 / 2 ) لأحمد أيضاً وأبي يعلى والضياء في " الأحاديث المختارة " .
ويفسره حديث فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة يعني الغزو والحج " أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 129 / 2 ) حدثنيه أبي حدثنيه يزيد عن المقرىء عن حيوة بن شريح عن أبي هانىء أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد به .
قلت : وهذا إسناد جيد لولا أني لم أعرف يزيد الراوي عن المقري - واسمه عبد الله بن يزيد المقري - ولا وجدت ترجمة لوالد ابن قتيبة واسمه مسلم بن قتيبة سوى ما ذكره الخطيب في ترجمة ابن قتيبة ( 10 / 170 ) : " وقيل : إن أباه مروزي , وأما هو فمولده بغداد " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:42 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 284

" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً , وخياركم خياركم لنسائهم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 511 :
هو من حديث # أبي هريرة # رضي الله عنه , وله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الترمذي ( 1 / 217 - 218 ) وأحمد ( 2 / 250 , 472 ) .
وأخرج الشطر الأول منه أبو داود ( 4682 ) وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 185 / 1 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 248 ) والحاكم ( 1 / 3 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وإنما هو حسن فقط , لأن محمد بن عمرو , فيه ضعف يسير , وليس هو على شرط مسلم , فإنه إنما أخرج له متابعة .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : وهو صحيح بطريقه الآتية وهي :
الأخرى : عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن حبان ( 1311 ) .
قلت : ورجاله ثقات غير أن المطلب هذا كثير التدليس كما في " التقريب " وقد عنعنه .
ولشطره الأول طريق ثالث عن أبي هريرة , يرويه محمد بن عجلان عن القعفاع ابن حكيم عن أبي صالح عنه .
أخرجه الدارمي ( 2 / 323 ) وابن أبي شيبة ( 12 / 12 / 1 ) وأحمد ( 2 / 527 ) والطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1 / 110 / 2 ) والحاكم ( 1 / 3 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : هو حسن أيضاً . فإن ابن عجلان أخرج له مسلم متابعة , وفيه بعض الكلام .
وله طريق رابع مرسل , فقال ابن أبي شيبة ( 12 / 188 / 2 ) : ابن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد .
وللحديث شاهد من رواية عائشة مرفوعاً بلفظ : " إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً , وألطفهم بأهله " .
أخرجه الترمذي ( 2 / 102 ) والحاكم ( 1 / 53 ) وأحمد ( 6 / 47 , 99 ) من طريق أبي قلابة عنها .
وقال الترمذي : " حديث حسن , ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة " .
وقال الحاكم : " رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين , ولم يخرجاه " .
وتعقبه الذهبي بقوله . " قلت : فيه انقطاع " .
قلت : وقد تنبه لهذا الحاكم في أول كتابه , فإنه قال بعد أن ساق الحديث من رواية أبي هريرة من الطريقين عنه ( 1 / 4 ) : وقد روي هذا الحديث أيضاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة , وشعيب ابن الحبحاب عن أنس , ورواه ابن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة , وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه عن عائشة " . ووافقه الذهبي .
قلت : فالحديث بهذا الإسناد واللفظ ضعيف , وقد روى منه ابن أبي شيبة ( 12 / 185 / 1 ) الشطر الأول منه . وقد صح عنها بلفظ آخر وهو : " خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي , وإذا مات صاحبكم فدعوه " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:43 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 285

" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 513 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 323 ) والدارمي ( 2 / 159 ) وابن حبان ( 1312 ) عن محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين . وليس عند الدارمي وابن حبان الجملة الوسطى منه . وأخرج أبو داود ( 4899 ) عن وكيع حدثنا هشام بن عروة به الجملة الأخيرة منه وزاد : لا تقعوا فيه .
وله شاهد من حديث ابن عباس به دون الجملة الأخيرة .
أخرجه ابن ماجه ( 1977 ) وابن حبان ( 1315 ) والضياء في " المختارة " ( 63 / 9 / 2 ) من طريق عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه .
وأخرجه الحاكم ( 4 / 173 ) مقتصراً على الشطر الأول منه بلفظ : " خيركم خيركم للنساء " . وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي !
وهذا غريب منه فإن عمارة هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " , وقال : " تابعي صغير مجهول " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
وله شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ : " خياركم خياركم لنسائهم " .
أخرجه ابن ماجه ( 1978 ) عن أبي خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة , ولهذا قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 125 / 1 ) : " وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات " .
قلت : وهو عندي معلول بالمخالفة والوهم من قبل أبي خالد واسمه سليمان ابن حيان الأحمر , وهو وإن كان ثقة محتجاً به في " الصحيحين " فإن في حفظه ضعفاً كما يتبين لمن راجع أقوال الأئمة فيه من " التهذيب " وقد لخصها الحافظ - كعادته - في كتابه " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
وخالفه جماعة من الثقات فرووه عن الأعمش بلفظ : " خياركم أحاسنكم أخلاقاً " .
ووافقهم عليه أبو خالد نفسه في رواية عنه كما يأتي , فالظاهر أنه كان يضطرب فيه , فتارة يرويه بهذا اللفظ , وتارة على الصواب , فإليك بيان الطرق التي أشرنا إليها باللفظ الصحيح وهو : " خياركم أحاسنكم أخلاقا " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 286

" خياركم أحاسنكم أخلاقاً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 515 :
أخرجه البخاري ( 4 / 121 ) عن حفص بن غياث , وفي " الأدب المفرد " ( 271 ) عن سفيان , ومسلم ( 7 / 78 ) عن أبي معاوية ووكيع وابن نمير وأبي خالد الأحمر والطيالسي ( 2246 ) عن شعبة , ومن طريقه الترمذي ( 1 / 357 ) وأحمد ( 2 / 161 ) عن أبي معاوية أيضاً كلهم عن الأعمش قال : سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن # عبد الله بن عمرو # وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وزاد : " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً " .
وقال الترمذي : " هذا حديث حسن صحيح " .

نور الحرف
13-08-2013, 07:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 287

" ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ? النبي في الجنة , والصديق في الجنة , والشهيد في الجنة , والمولود في الجنة , والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل , ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها , وتقول : لا أذوق غمضاً حتى ترضى " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 515 :
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 202 / 1 ) وعنه ابن عساكر ( 2 / 87 / 2 ) بتمامه , وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( ق 115 - 116 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 303 ) نصفه الأول , والنسائي في " عشرة النساء " ( 1 / 85 / 1 ) النصف الآخر من طريق خلف بن خليفة عن أبي هاشم يعني الرماني عن سعيد ابن جبير عن # ابن عباس # مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أن خلفاً - وهو من شيوخ أحمد - كان اختلط في الآخر , ولا ندري أحدث به قبل الاختلاط فيكون صحيحاً , أو بعده فيكون ضعيفاً , لكن للحديث شواهد يتقوى بها كما يأتي بيانه .
والحديث له طريق أخرى عن أبي هاشم , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 163 / 1 ) وعنه أبو نعيم عن سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد أنبأنا أبو هاشم به .
وعمرو هذا هو الواسطي وهو كذاب كما في " المجمع " ( 4 / 313 ) , فلا يفرح بمتابعته .
ومن شواهده ما رواه إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 23 ) و " الأوسط " ( 1 / 170 / 1 ) وقال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد , ولم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار إلا إبراهيم .
قلت : وهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 17 و 18 ) وروى عن البخاري أنه قال : " لم يصح إسناده " . ثم ذكر ما يشعر أنه سيىء الحفظ فقال : " هذا شيخ يحدث عن الزهري , وعن هشام بن عورة , فيحمل حديث الزهري على هشام بن عروة . وحديث هشام بن عروة على الزهري , ويأتي أيضاً مع هذا عنهما بما لا يحفظ " .
وقال الذهبي في " الميزان " : " لا يعرف " .
ونحوه قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 77 ) : " رواه الطبراني , ورواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن زياد القرشي فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل . وقد روي هذا المتن من حديث ابن عباس وكعب بن عجرة وغيرهما "‎.
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " وفيه إبراهيم بن زياد القرشي , قال البخاري : " لا يصح حديثه " , فإن أراد تضعيفه فلا كلام , وإن أراد حديثاً مخصوصاً فلم يذكره , وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح " .
قلت : وأنا أرى أنه لا بأس به في الشواهد . والله أعلم .
وأما حديث كعب بن عجرة الذي أشار إليه المنذري , فلا يصلح شاهداً لشدة ضعفه , قال الهيثمي ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك " .
قلت : ومن طريقه أخرج أبو بكر الشافعي في " فوائده " النصف الأول منه .

نور الحرف
13-08-2013, 07:54 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 288

" اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما : عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم , وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 517 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 97 ) و " الأوسط " ( 1 / 169 / 2 ) عن محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير , والحاكم في " المستدرك " ( 4 / 173 ) من طريق محمد بن منده الأصبهاني حدثنا بكر بن بكار , كلاهما قالا : حدثنا عمر بن عبيد - زاد الأول : الطنافسي - عن إبراهيم بن مهاجر عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعاً .
وقال الطبراني : " لم يروه عن إبراهيم إلا عمر , ولا عنه إلا ابن أبي الوزير , تفرد به محمد بن أبي صفوان " .
كذا قال , وطريق الحاكم ترد عليه , وقد سكت عنه هو والذهبي , وإسناده حسن عندي , رجاله ثقات رجال الشيخين , سوى ابن مهاجر فإنه من رجال مسلم وحده , وفيه ضعف يسير .
قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , لين الحفظ " .
وأورده الذهبي في " الضعفاء " تمييزا فقال : " ثقة " .
والحديث قال المنذري ( 3 / 79 ) : " رواه الطبراني بإسناد جيد , والحاكم " .
وقال الهيثمي ( 4 / 313 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " ورجاله ثقات " .
قلت : وله شاهد من حديث جابر بسند ضعيف أوردته في " الأحاديث الضعيفة " رقم ( 1075 ) بلفظ : " ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ... العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه ... والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى , والسكران حتى يصحو " .

نور الحرف
14-08-2013, 12:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 289

" لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها , وهي لا تستغني عنه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 518 :
أخرجه النسائي في " عشرة النساء " من " السنن الكبرى " ( 1 / 84 / 1 ) أخبرنا عمرو بن منصور قال : حدثنا محمد بن محبوب قال : حدثنا سرار بن مجشر ابن قبيصة - ثقة - عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " سرار بصري ثقة , هو ويزيد بن زريع يقدمان في سعيد بن أبي عروبة لأن سعيداً كان قد تغير في آخر عمره , فمن سمع منه قديماً فحديثه صحيح " .
قلت : وتابعه ابن المبارك عن سعيد عن قتادة به .
أخرجه أبو سعيد الشاشي عيسى بن سالم في " حديثه " ( ق 78 / 1 ) : أنبأنا ابن المبارك به .
قلت : وهذا إسناد صحيح كسابقه .
وقد تابعه عمر بن إبراهيم عن قتادة به .
أخرجه الحاكم ( 2 / 190 ) عن شاذ بن فياض حدثنا عمر بن إبراهيم به . وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي !
وخالف شاذا الخليل بن عمر بن إبراهيم فقال : حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عمرو به مرفوعاً . فذكر الحسن وهو البصري بدل ابن المسيب .
أخرجه النسائي والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 121 ) وقال : " الخليل يخالف في بعض حديثه " .
قلت : ليس هو دون شاذ بن فياض في الثقة والحفظ , وفي ضبطهما كلام يسير , ولعل الاختلاف من نفس عمر بن إبراهيم ففي " التقريب " : " صدوق , في حديثه عن قتادة ضعف " .
ورواية شاذ عنه أولى عندي لموافقتها لرواية ابن أبي عروبة عن قتادة , ولمتابعة أخرى وقفت عليها في " الكامل " لابن عدي أخرجها ( ق 289 / 2 ) من طريق محمد بن بلال حدثنا عمران عن قتادة عن سعيد بن المسيب به . وقال : " ومحمد بن بلال يغرب عن عمران القطان , وله عن غيره غرائب , وأرجو أنه لا بأس به " .
قلت : وهذا إسناد حسن وشاهد قوي لما سبق .
لكن يبدو أن للحديث أصلاً من رواية قتادة عن الحسن , فقد قال العقيلي عقب ما نقلته عنه في الخليل بن عمر : " وقال سرار بن مجشر : عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " .
فإذا كان هذا محفوظاً فهو يؤيد صحة رواية شاذ والخليل عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن سعيد والحسن , ولكنه لم يسق إسناده إلى سرار لننظر فيه .
ثم ساق رواية ابن المبارك المتقدمة عن سعيد عن قتادة عن ابن المسيب به .
وقال : " هذا أولى " . ثم قال : " قال هشام الدستواني عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو , موقوف نحوه . وهذا أولى " .
قلت : وكذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفاً . أخرجه النسائي .
ورواية سرار عن قتادة مرفوعاً أولى عندي لسماعه من سعيد قديماً كما سبق عن النسائي ولمتابعة عمر بن إبراهيم له . والله أعلم .
والحديث قال المنذري ( 3 / 78 ) : " رواه النسائي والبزار بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح , وقال الحاكم : صحيح الإسناد " .‎
وقال الهيثمي ( 4 / 309 ) : " رواه البزار بإسنادين والطبراني وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح " .
وقد صححه عبد الحق الإشبيلي بسكوته عليه في " الأحكام الكبرى " ( ق 144 / 1 ) وإيراده إياه في " الأحكام الصغرى " ( ق 153 / 1 ) التي خصها بالحديث الصحيح .

نور الحرف
14-08-2013, 12:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 290

" لا , بل يبايع على الإسلام , فإنه لا هجرة بعد الفتح , ويكون من التابعين بإحسان " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 521 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 468 , 469 ) عن أبي معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن إسحاق عن # مجاشع بن مسعود # .
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ له يبايعه على الهجرة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق وهو الأنصاري قال ابن معين وابن حبان : " ثقة " وكذا قال الحافظ في " التقريب " .
ثم أخرجه من طريق أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال : " انطلقت بأخي معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح , فقلت : يا رسول الله بايعه على الهجرة , فقال : مضت الهجرة لأهلها , قال : فقلت فماذا ?
قال : على الإسلام والجهاد " .
زاد في رواية أخرى عن أبي عثمان النهدي : " قال : فلقيت معبداً بعد , وكان هو أكبرهما , فسألته ? فقال : صدق مجاشع " .
وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
ويلاحظ القارىء أن المبايع في الرواية الأولى ابن أخي مجاشع , وفي هذه أنه هو أخوه نفسه واسمه معبد , وهو أصح . والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم " لا هجرة بعد الفتح " فقد صح من حديث ابن عباس وعائشة وأبي سعيد , وقد خرجتها في " إرواء الغليل " ( 1173 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 12:54 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 291

" رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار , فقلت : من هؤلاء يا جبريل ? فقال : الخطباء من أمتك , يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم , وهم يتلون الكتاب , أفلا يعقلون " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 522 :
هو من حديث # أنس # رضي الله عنه , وله عنه أربع طرق :
الأولى : عن مالك بن دينار عنه .
أخرجه أبو يعلى في "‏مسنده "‏ (‏ق 198 / 1 ) : حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد حدثنا هشام الدستوائي عن المغيرة ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينا .
وأخرجه بن حبان في "‏صحيحه "‏( رقم 52 - ترتيبه ) : أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير : حدثنا يزيد بن زريع به .
قلت : وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون غير المغيرة وهو بن حبيب أبو صالح الأزدي . أورده الذهبي في " الميزان " لقول الأزدي فيه : " منكر الحديث " وذكره بن حبان في " الثقات " ‏وقال : " يروي عن سالم بن عبد الله وشهر بن حوشب , وعنه هشام الدستوائي وأهل البصرة , يغرب " .
قلت :‏ وأورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 220 / 991 ) , وزاد في الرواة عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وصالح المري وبشر بن المفضل . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
قلت : فمثله مما تطمئن النفس لحديثه , ‏لرواية هذا الجمع من الثقات عنه , دون أن يعرف بما يسقط حديثه وأما قول الأزدي : " منكر الحديث " فمما لا يلتفت إليه لأنه معروف بالتعنت في التجريح , فلعله من أجل ذلك لم يورده الذهبي في كتابه الآخر الضعفاء ولا في ذيله . والله أعلم .
وقد تابعه إبراهيم بن أدهم حدثنا مالك بن دينار به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 43 - 44 ) وقال : " مشهور من حديث مالك عن أنس , غريب من حديث إبراهيم عنه " .
قلت : وهو ثقة زاهد مشهور , وثقه جماعة من الأئمة كابن معين وغيره , فهي متابعة قوية للمغيرة فبذلك يصير الحديث صحيحاً . والحمد لله على توفيقه .
الثانية : عن علي بن زيد بن جدعان عنه نحوه أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( ق 192 / 1 من الكواكب ) وأحمد ( 3 / 120 , 180 , 231 , 239 ) وأبو يعلى ( 191 / 1 - 2 و 2 ) والخطيب في " التاريخ " ( 6 / 199 , 12 / 47 ) عن حماد بن سلمة عنه .
قلت : وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات , رجاله ثقات رجال مسلم غير بن جدعان فإنه ضعيف من قبل حفظه وبعضهم يحسن حديثه .
الثالثة : عن سليمان التيمي عنه .
أخرجه أبو نعيم ( 8 / 172 - 173 ) : حدثنا طلحة بن أحمد بن الحسن العوفي حدثنا محمد بن علويه المصيصي حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا عبد الله بن موسى حدثنا بن المبارك عن سليمان التيمي .
وقال :‏" مشهور من حديث أنس , رواه عنه عدة , وحديث سليمان عزيز " .
قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن سعيد بن مسلم وهو ثقة حافظ من شيوخ النسائي ولكني لم أعرف اللذين دونه .
الرابعة : عن خالد بن سلمة عنه . أخرجه الواحدي في " التفسير : الوسيط " ( 1 / 15 / 1 ) عن صالح بن أحمد الهروي :‏ حدثنا أبو بجير محمد بن جابر حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا سفيان عنه .
قلت : وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير الهروي هذا , فقد قال فيه أبو أحمد الحاكم : " فيه نظر " .
قلت :‏ وجملة القول : أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب , والحمد لله رب العالمين .

نور الحرف
14-08-2013, 12:55 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 292

" يجاء بالرجل يوم القيامة , فيلقى في النار , فتندلق أقتابه ( وفي رواية : أقتاب بطنه ) في النار , فيدور كما يدور الحمار برحاه , فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : يا فلان ما شأنك ? أليس كنت تأمرنا بالمعروف , وتنهانا عن المنكر ? قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه , وأنهاكم عن المنكر وآتيه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 525 :
أخرجه البخاري ( 2 )

نور الحرف
14-08-2013, 12:55 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 293

" أنا أكبر منك سناً , والعيال على الله ورسوله , وأما الغيرة , فأرجو الله أن يذهبها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 526 :
أخرجه أبو يعلى في" مسنده " ( 198 / 1 ) : حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثني عجلان ابن عبد الله من بني عدي عن مالك بن دينار عن # أنس # قال : لما حضرت أبا سلمة الوفاة , قالت أم سلمة : إلى من تكلني ? فقال : اللهم إنك لإم سلمة خير من أبي سلمة , فلما توفي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : إني كبيرة السن ، قال : فذكره فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها برحايين وجرة للماء " !
قلت : وهذا سند جيد رجاله ثقات معروفون غير عجلان هذا فأورده ابن حبان في الثقات ( 2 / 234 ) وقال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 19 ) عن أبي زرعة : " بصري لا بأس به " .

نور الحرف
14-08-2013, 12:57 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول



للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


الحديث رقم 294


" من كان له ثلاثة بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً من النار يوم القيامة " .


قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 526 :
أخرجه ابن ماجه ( 3669 ) وكذا البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 76 ) وأحمد ( 4 / 154 ) من طريق حرملة بن عمران قال : سمعت أبا عشانة المعافري قال : سمعت # عقبة بن عامر # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عشانة بضم المهملة وتشديد المعجمة , واسمه حي بن يؤمن بضم التحتانية وسكون الواو المصري وهو ثقة مشهور بكنيته .
وقال البوصيري في " الزوائد " ( 221 / 1 ) : " إسناده صحيح , ورواه أحمد وأبو يعلى في " مسنديهما " , وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري , رواه أبو داود والترمذي " .
قلت : هذا الشاهد ضعيف , لجهالته واضطرابه , فأخرجه أبو داود ( 5147 ) من طريق خالد , والبخاري في " الأدب المفرد " ( 79 ) عن عبد العزيز بن محمد , وأحمد ( 3 / 42 ) عن إسماعيل بن زكريا , كلهم عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد الأعشى - وهو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الزهري - عن أيوب ابن بشير الأنصاري عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ : " من عال ثلاث بنات , فأدبهن وزوجهن , وأحسن إليهن , فله الجنة " .
ولفظ أحمد : " لا يكون لأحد ثلاث بنات , أو ثلاث أخوات , أو ابنتان , أو أختان فيتقي الله فيهن , ويحسن إليهن , إلا دخل الجنة " .
وهو لفظ البخاري باختصار .
وأخرجه الترمذي ( 1 / 349 ) من طريق عبد الله بن المبارك : أخبرنا ابن عيينة عن سهل بن أبي صالح عن أيوب بن بشير عن سعيد الأعشى عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ : " من كان له ثلاث بنات أو .. " الحديث نحو لفظ أحمد .
وكذا أخرجه ابن حبان ( 2044 ) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان به . ووقع فيه بعض الأخطاء المطبعية في سنده .
فهذا اضطراب شديد فيه عجيب , فبينما نرى في الرواية الأولى سعيد الأعشى هو شيخ سهيل بن أبي صالح , والراوي عن أيوب بن بشير , إذا بنا نراه في الرواية الأخرى شيخ أيوب بن بشير والراوي عن أبي سعيد , ثم هو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان , ولهذا ضعفه الترمذي بقوله : " حديث غريب " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:00 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 295

" من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا , وأومأ بالسبابة والوسطى " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 528 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 170 / 1 ) : حدثنا شيبان حدثنا محمد بن زياد البرجمي حدثنا ثابت عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن زياد البرجمي وهو ثقة , قال ابن عدي في " الكامل " ( 14 / 2 ) : " قال لنا عبدان الأهوازي : سألت الفضل بن سهل الأعرج وابن إشكاب عن محمد بن زياد البرجمي هذا , فقالا : هو من ثقات أصحابنا " .
وأورده ابن حبان في " الثقات " وقال ( 2 / 267 ) : " يروي عن ثابت البناني , روى عنه البصريون " .
قلت : ولم يعرفه أبو حاتم الرازي فقال ابنه ( 3 / 2 / 258 ) : " سألته عنه ? فقال : هو مجهول " .
وقد تابعه حماد بن زيد بلفظ آخر , وهو : " من عال ابنتين , أو ثلاث بنات , أو أختين أو ثلاث أخوات , حتى يمتن ( وفي رواية : يبن , وفي أخرى يبلغن ) أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين , وأشار بأصبعيه السبابة و الوسطى " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:03 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 296

" من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن ( وفي رواية : يبن وفي أخرى يبلغن ) أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 529 :
أخرجه أحمد ( 3 / 147 - 148 ) : حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن # أنس # أو غيره , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
وأخرجه ابن حبان ( 2045 ) من طريقين آخرين عن حماد بن زيد به , ولم يقل : " أو غيره " وعنده الرواية الثانية .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين .
وأورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 157 ) بنحوه من رواية الطبراني في " الأوسط " بإسنادين قال : " ورجال أحدهما رجال الصحيح " .
قلت : وعنده الرواية الثالثة , ومما يرجح هذه الرواية أنها ثبتت من طريق أخرى عن أنس بنحوه , وهو .
" من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:07 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 297

" من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو . وضم أصابعه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 529 :
أخرجه مسلم ( 8 / 38 - 39 ) واللفظ له , والترمذي ( 1 / 349 ) من طريق محمد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
قلت : وإسناده صحيح . وليس عند الترمذي : " حتى تبلغا " .
وقال : " أنا دخلت وهو الجنة كهاتين , وأشار بأصبعيه " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:07 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 298

" يكفيك الماء ولا يضرك أثره " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 530 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 141 - 142 - بشرح العون ) وأحمد ( 2 / 380 ) قالا : حدثنا قتيبة بن سعيد أنبأنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن # أبي هريرة # : " أن خولة بنت يسار أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! إنه ليس لي إلا ثوب واحد , وأنا أحيض فيه , فكيف أصنع ? قال : إذا طهرت فاغسليه , ثم صلي فيه , فقالت : فإن لم يخرج الدم ? قال " . فذكره .
ورواه البيهقي في " السنن " ( 2 / 408 ) من طريق عثمان بن صالح حدثنا ابن لهيعة : حدثني يزيد ابن أبي حبيب به .
وتابعهما عبد الله بن وهب فقال : أخبرنا ابن لهيعة به .
أخرجه البيهقي وكذا أبو الحسن القصار في " حديثه عن ابن أبي حاتم " ( 2 / 2 ) وابن الحمصي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 33 / 1 ) وابن منده في " المعرفة " ( 2 / 321 / 2 ) .
وقال البيهقي : إسناده ضعيف . " تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : وقال ابن الملقن في " خلاصة الإبريز للنبيه , حافظ أدلة التنبيه " ( ق 89 / 2 ) : " وقد ضعفوه , ووثقه بعضهم " .
وقال الحافظ في " فتح الباري " ( 1 / 266 ) : " رواه أبو داود وغيره , وفي إسناده ضعف , وله شاهد مرسل " .
ونقله عنه صاحب " عون المعبود " ( 1 / 141 - 142 ) وأقره !
وقال الحافظ أيضاً في " بلوغ المرام " : " أخرجه الترمذي , وسنده ضعيف " .
قال شارحه الصنعاني ( 1 / 55 ) تبعاً لأصله " بدر التمام " ( 1 / 29 / 1 ) : " وكذلك أخرجه البيهقي , وفيه ابن لهيعة " .
واغتر بقول الحافظ هذا جماعة فعزوه تبعاً له إلى الترمذي , منهم صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 1 / 17 ) , ومن قبله الشوكاني في " نيل الأوطار " فقال ( 1 / 35 ) : " أخرجه الترمذي وأحمد وأبو داود , والبيهقي من طريقين عن خولة بنت يسار , وفيه ابن لهيعة " . وكذا قال الحافظ في " التلخيص " ( 13 ) لكنه لم يذكر الترمذي وأحمد .
أقول : وفي كلمات هؤلاء الأفاضل من الأوهام ما لا يجوز السكوت عليه فأقول :
أولاً : عزوه الترمذي وهم محض , فإنه لم يخرجه البتة , وإنما أشار إليه عقب حديث أسماء الآتي بقوله : " وفي الباب عن أبي هريرة , وأم قيس بنت محصن " . ولذلك لما شرع ابن سيد الناس في تخريج الحديث كعادته في تخريج أحاديث الترمذي المعلقة لم يزد على قوله : " رواه أحمد " , فلم يعزه لأي موضع من " سننه " , بل ولا لأي كتاب من كتبه الأخرى . وكذلك صنع المباركفوري في شرحه عليه . إلا أنه جاء بوهم آخر ! فقال ( 1 / 128 ) .
" أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه " !
ثانياً : إطلاق الضعف على ابن لهيعة وإسناد حديثه هذا , ليس بصواب فإن المتقرر من مجموع كلام الأئمة فيه أنه ثقة في نفسه , ولكنه سيىء الحفظ , وقد كان يحدث من كتبه فلما احترقت حدث من حفظه فأخطأ , وقد نص بعضهم على أن حديثه صحيح إذا جاء من طريق أحد العبادلة الثلاثة : عبد الله بن وهب , وعبد الله بن المبارك , وعبد الله بن يزيد المقرىء , فقال الحافظ عبد الغني ابن سعيد الأزدي : إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح , ابن المبارك وابن وهب والمقرىء .
وذكر الساجي وغيره مثله . ونحوه قول نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدي يقول : " لا أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه " .
وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذا بقوله في " التقريب " : " صدوق , خلط بعد احتراق كتبه , ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما " .
فإذا عرفت هذا تبين لك أن الحديث صحيح لأنه قد رواه عنه أحد العبادلة وهو عبد الله بن وهب عند البيهقي وغيره , كما سبق , فينبغي التفريق بين طريق أبي داود وغيره عن ابن لهيعة , فيقال : إنها ضعيفة , وبين طريق البيهقي , فتصحح لما ذكرنا . وهذا تحقيق دقيق استفدناه من تدقيقات الأئمة في بيان أحوال الرواة تجريحاً وتعديلاً . والتوفيق من الله تعالى .
ثالثاً : قول الشوكاني : " إن الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والبيهقي من طريقين عن خولة بنت يسار , وفيه ابن لهيعة ". وهم أيضاً , فإنه ليس للحديث عندهم إلا الطريق المتقدم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن خولة بنت يسار .
فالطريق ينتهي إلى أبي هريرة لا خولة , وعنه عيسى بن طلحة , ليس إلا .
نعم قد رواه ابن لهيعة مرة على وجه آخر في شيخه فقال في رواية موسى بن داود الضبي عنه قال : حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن طلحة به .
أخرجه أحمد ( 2 / 344 ) , فهذا إن كان ابن لهيعة قد حفظه من طريق أخرى له عن عيسى بن طلحة , وإلا فهو من أوهامه لأنها ليست من رواية أحد العبادلة عنه بل هي مخالفة لها كما سبق , وسواء كان هذا أو ذاك فلا يصح أن يقال في هذه الطريق أنها طريق أخرى وعن خولة أيضاً !‎!‎
ولعل الشوكاني أراد بالطريق الأخرى ما أخرجه البيهقي عقب حديث أبي هريرة , من طريق مهدي بن حفص حدثنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن خولة بنت يمان قالت : " قلت : يا رسول الله , إني أحيض , وليس لي إلا ثوب واحد , فيصيبه الدم . قال : اغسليه وصلي فيه . قلت : يا رسول الله , يبقى أثره . قال : لا يضر " .
وقال : " قال إبراهيم الحربي : الوازع بن نافع غيره أوثق منه , ولم يسمع خولة بنت يمان أو يسار إلا في هذين الحديثين " .
وأخرجه ابن منده في " المعرفه " ( 2 / 321 / 2 ) وابن سيد الناس في " شرح الترمذي " ( 1 / 48 / 2 ) من طريق عثمان بن أبي شيبة , أنبأنا علي ابن ثابت الجزري به , إلا أن الأول منهما قال " خولة " ولم ينسبها , وقال الآخر : " خولة بنت حكيم " وهو عنده من طريق الطبراني عن ابن أبي شيبة , وكذلك ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 282 ) من رواية الطبراني في الكبير وقال : " وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف " .
قلت : بل هو متروك شديد الضعف , أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " قال أحمد ويحيى : ليس بثقة " . ولذلك تعقب ابن التركماني البيهقي في تركه مثل هذا التجريح واختصاره على كلام إبراهيم الحربي الموهم بظاهره أنه ثقة لكن غيره أوثق منه ! مع أنه ليس بثقة . ولعل قوله في رواية البيهقي " بنت يمان " , وقوله " بنت حكيم " في رواية الطبراني وغيره , إنما هو من الوازع هذا , ومن العجائب قول ابن عبد البر في " الاستيعاب " في ترجمة خولة بنت يسار بعد أن ذكر حديثها المتقدم : " روى عنها أبو سلمة , وأخشى أن تكون خولة بنت اليمان , لأن إسناد حديثهما واحد , إنما هو علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بالحديث الذي ذكرنا في اسم خولة بنت اليمان ( يعني حديث : " لا خير في جماعة النساء ... " ) وبالذي ذكرنا ههنا , إلا أن من دون علي بن ثابت يختلف في الحديثين , وفي ذلك نظر " .
ووجه العجب أن الحديث الذي أشار إليها بقوله " وبالذي ذكرنا هنا " إنما هو هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه " ولا يضرك أثره " وهو الذي ذكره ابن عبد البر في ترجمة بنت يسار هذه كما أشرت إليه آنفاً , وهو ليس من رواية أبي سلمة هذا عنها ولا عن غيرها , وإنما هو من رواية عيسى بن طلحة عن أبي هريرة كما سبق , فهذا طريق آخر للحديث , وفيه وقع اسمها منسوباً إلى يسار , والسند بذلك صحيح , فكيف نخشى أن يكون ذلك خطأ والصواب بنت يمان مع أن راويه علي بن ثابت ضعيف كما أشار إليه ابن عبد البر بل هو متروك كما سبق . وأعجب من ذلك أن الحافظ ابن حجر لما نقل كلام ابن عبد البر إلى قوله " لأن إسناد حديثهما واحد " رد عليه بقوله : " قلت : لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحداً مع اختلاف المتن أن تكون واحدة " فسلم بقوله إن الإسناد واحد , مع أنه ليس كذلك , وهو الإمام الحافظ , فجل من لا يسهو ولا ينسى تبارك وتعالى .
رابعاً : قول الحافظ فيما سبق : " وله شاهد مرسل " , وهم أيضاً , فإننا لا نعلم له شاهداً مرسلاً , ولا ذكره الحافظ في " التلخيص " وإنما ذكر له شاهداً موقوفاً عن عائشة قالت : " إذا غسلت المرأة الدم فلم يذهب فلتغيره بصفرة ورس أو زعفران " . أخرجه الدارمي ( 1 / 238 ) وسكت عليه الحافظ ( 13 ) وسنده صحيح على شرط الشيخين .
ورواه أبو داود بنحوه . انظر " صحيح أبي داود " ( ج 3 رقم 383 ) .
والحديث دليل على نجاسة دم الحيض لأمره صلى الله عليه وسلم بغسله , وظاهره أنه يكفي فيه الغسل , ولا يجب فيه استعمال شيء من الحواد والمواد القاطعة لأثر الدم , ويؤيده الحديث الآتي : " إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه ثم لتنضحه بالماء ( وفي رواية : ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره ) ثم لتصلي فيه " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:08 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 299

" إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه ثم لتنضحه بالماء ( وفي رواية : ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره ) ثم لتصلي فيه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 536 :
أخرجه مالك ( 1 / 79 ) وعنه البخاري ( 1 / 325 ) ومسلم ( 1 / 166 ) وأبو داود ( ج 3 رقم 386 - صحيحه ) والبيهقي ( 1 / 13 ) كلهم عن مالك عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن # أسماء بنت أبي بكر الصديق # أنها قالت : " سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع فيه ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
وتابعه يحيى بن سعيد عن هشام به .
أخرجه البخاري ( 1 / 264 ) ومسلم والبيهقي ( 2 / 406 ) وأحمد ( 6 / 346 , 353 ) . وتابعه حماد بن سلمة عنه به , وزاد " وانضحي ما حوله " .
أخرجه أبو داود ( رقم 387 ) والنسائي ( 1 / 69 ) وأبو داود الطيالسي ( 1638 ) والزيادة له , ولأبي داود معناها .
قلت : وسنده على شرط مسلم . وتابعه وكيع عنه .
أخرجه مسلم . ويحيى بن عبد الله بن سالم وعمرو بن الحارث .
أخرجه مسلم والبيهقي . وتابعه عيسى بن يونس عنه .
أخرجه أبو داود . وتابعه أبو خالد الأحمر عن هشام به .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 217 ) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر به . ولفظه : " اقرصيه , واغسليه وصلي فيه " .
وتابعه أبو معاوية قال : حدثنا هشام به . أخرجه أحمد ( 6 / 345 و 353 ) .
وتابعه سفيان بن عيينة عن هشام به إلا أنه قال : " اقرصيه بالماء ثم رشيه " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 254 - 255 ) والدارمي ( 1 / 239 ) والشافعي في " الأم " ( 1 / 58 ) والبيهقي ( 1 / 13 , 2 / 406 ) .
وقال الترمذي : " وفي الباب عن أبي هريرة , وأم قيس بنت محصن " . قال : " حديث أسماء حديث حسن صحيح " .
تنبيه :
اتفق جميع هؤلاء الرواة عن هشام بن عروة على تنكير المرأة السائلة وعدم تسميتها , إلا سفيان بن عيينة في رواية الشافعي وعمرو بن عون عند الدارمي فإنهما قالا عنه : " عن أسماء قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فجعلا الراوية هي السائلة , وخالفهما الحميدي عند البيهقي وابن أبي عمر عند الترمذي فقالا عن سفيان بن عيينة مثل رواية الجماعة . ولا شك أنها هي المحفوظة .
ورواية الشافعي وابن عون شاذة لمخالفتها لرواية الجماعة عن هشام , ورواية الحميدي وابن أبي عمر عن سفيان , ولذلك ضعفها النووي فأصاب , ولكنه لم يفصح عن العلة , فأوهم ما لا يريد , ولذلك تعقبه الحافظ في " الفتح " فقال ( 1 / 264 ) بعد أن ذكر رواية الشافعي هذه : " وأغرب النووي فضعف هذه الرواية بلا دليل , وهي صحيحة الإسناد لا علة لها , ولا بعد في أن يهم الراوي اسم نفسه كما سيأتي في حديث أبي سعيد في قصة الرقية بفاتحة الكتاب " .
وقال في " التلخيص " ( 13 ) : " ( تنبيه ) : زعم النووي في " شرح المهذب " أن الشافعي روى في " الأم أن أسماء هي السائلة بإسناد ضعيف . وهذا خطأ , بل إسناده في غاية الصحة , وكأن النووي قلد في ذلك ابن الصلاح , وزعم جماعة ممن تكلم على " المهذب " أنه غلط في قوله إن أسماء هي السائلة , وهم الغالطون " .
قلت : كلا , بل هم المصيبون , والحافظ هو الغالط , والسبب ثقته البالغة بحفظ الشافعي وهو حري بذلك , لكن رواية الجماعة أضبط وأحفظ , ويمكن أن يقال : إن الغلط ليس من الشافعي , بل من ابن عيينة نفسه , بدليل أنه صح عنه الروايتان , الموافقة لرواية الجماعة , والمخالفة لها , فروى الشافعي والذي معه هذه , وروى الحميدي والذي معه رواية الجماعة , فكانت أولى وأصح , وخلافها معلولة بالشذوذ , ولو أن الحافظ رحمه الله جمع الروايات عن هشام كما فعلنا , لم يعترض على النووي ومن معه , بل لوافقهم على تغليطهم لهذه الرواية . والعصمة لله وحده .
وأما قوله " ولا بعد في أن يبهم الراوي ... " فمسلم , ولكن ذلك عندما لا تكون الرواية التي وقع فيها التسمية شاذة كما هنا .
ومما يؤيد ما تقدم أن محمد بن إسحاق قد تابع هشاما على روايته فقال : حدثتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت : " سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثوبها إذا طهرت من محيضها كيف تصنع به ? قال : إن رأيت فيه دماً فحكيه , ثم اقرصيه بماء , ثم انضحي في سائره فصلي فيه " .
أخرجه أبو داود ( 385 ) والدارمي ( 1 / 239 ) والسياق له والبيهقي ( 2 / 406 ) وسنده حسن .
فقولها " سمعت امرأة " مما يبعد أن تكون هي السامعة كما هو ظاهر .‎
تنبيه :
في هذه الرواية زيادة " ثم انضحي في سائره " , وهي زيادة هامة لأنها تبين أن قوله في رواية هشام " ثم لتنضحه " ليس المراد نضح مكان الدم , بل الثوب كله . ويشهد لها حديث عائشة قالت : " كانت إحدانا تحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره , ثم تصلي فيه " .
أخرجه البخاري ( 1 / 326 ) وابن ماجه ( 1 / 217 ) والبيهقي ( 2 / 406 - 407 ) .
وظاهر الحديث يدل كالحديث الذي قبله على أن الماء يكفي في غسل دم الحيض وأنه لا يجب فيه استعمال شيء من الحواد كالسدر والصابون ونحوه , لكن قد جاء ما يدل على وجوب ذلك و هو الحديث الآتي .
" حكيه بضلع , واغسليه بماء وسدر " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:11 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 300

" حكيه بضلع واغسليه بماء وسدر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 539 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 141 - بشرح عون المعبود ) والنسائي ( 1 / 69 ) والدارمي ( 1 / 239 ) وابن ماجه ( 1 / 217 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 235 ) والبيهقي ( 2 / 407 ) وأحمد ( 6 / 355 , 356 ) من طرق عن سفيان : حدثني ثابت الحداد حدثني عدي بن دينار قال : سمعت # أم قيس بنت محصن # تقول : " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن دم الحيض يكون في الثوب ? قال ... " فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح ورجاله كلهم ثقات , وفي ثابت الحداد وهو ابن هرمز الكوفي مولى بكر بن وائل خلاف يسير , وثقه أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم , وتكلم فيه بعضهم بدون حجة , وفي " التقريب " : " صدوق يهم " .
وكأنه لهذا لم يصحح الحافظ في " الفتح " ( 1 / 266 ) إسناده , بل قال : " إسناده حسن " . وقال في " التهذيب " : " وأخرج ابن خزيمة وابن حبان حديثه في الحيض في " صحيحيهما " , وصححه ابن القطان , وقال عقبه : لا أعلم له علة , وثابت ثقة ولا أعلم أحدا ضعفه غير الدارقطني " .
ونقل في " التلخيص " ( ص 12 - 13 ) تصحيح ابن القطان هذا وأقره , وهو الصواب .
تنبيه :
قوله " بضلع " كذا وقع عند جميع من أخرج الحديث بالضاد المعجمة , وهو بالكسر وفتح اللام ويكسر , وهو العود .
لكن قال الحافظ في التلخيص ( 13 ) : ضبطه ابن دقيق العيد بفتح الضاد المهملة وإسكان اللام ثم عين مهملة وهو الحجر ، قال : ووقع في بعض المواضع بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام , ولعله تصحيف لأنه لا معنى يقضي تخصيص الضلع بذلك . كذا قال .
لكن قال الصغاني في " العباب " في مادة " ضلع " بالمعجمة : " وفي الحديث حتيه بضلع " .
قال ابن الأعرابي : الضلع ههنا العود الذي فيه اعوجاج .
وكذا ذكره الأزهري في المادة المذكورة وزاد عن الليث :
قال : " الأصل فيه ضلع الحيوان فسمي به العود الذي يشبهه " .
فقه الحديث :
يستفاد من هذه الأحاديث أحكام كثيرة أذكر أهمها :
الأول : أن النجاسات إنما تزال بالماء دون غيره من المائعات , لأن جميع النجاسات بمثابة دم الحيض , ولا فرق بينه وبينها اتفاقاً . وهو مذهب الجمهور وذهب أبو حنيفة إلى أنه يجوز تطهير النجاسة بكل مائع طاهر .
قال الشوكاني ( 1 / 35 ) : " والحق أن الماء أصل في التطهير لوصفه بذلك كتاباً وسنة وصفاً مطلقاً غير مقيد لكن القول بتعينه وعدم إجزاء غيره يرده حديث مسح النعل وفرك المني , وإماطته بإذخرة , وأمثال ذلك كثير , فالإنصاف أن يقال أنه يطهر كل فرد من أفراد النجاسات المنصوص على تطهيرها بما اشتمل عليه النص , لكنه إن كان ذلك الفرد المحال عليه هو الماء فلا يجوز العدول إلى غيره للمزية التي اختص بها وعدم مساواة غيره له فيها , وإن كان ذلك الفرد غير الماء جاز العدول عنه إلى الماء لذلك , وإن وجد فرد من أفراد النجاسة لم يقع من الشارع الإحالة في تطهيره على فرد من أفراد المطهرات بل مجرد الأمر بمطلق التطهير فالاقتصار على الماء هو اللازم لحصول الامتثال به بالقطع , وغيره مشكوك فيه . وهذه طريقة متوسطة بين القولين لا محيص عن سلوكها " .
قلت : وهذا هو التحقيق فشد عليه بالنواجذ . ومما يدل على أن غير الماء لا يجزىء في دم الحيض قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني : " يكفيك الماء " فإن مفهومه أن غير الماء لا يكفي . فتأمل .
الثاني : أنه يجب غسل دم الحيض ولو قل , لعموم الأمر , وهل يجب استعمال شيء من المواد لقطع أثر النجاسة كالسدر والصابون ونحوهما ? فذهب الحنفية وغيرهم إلى عدم الوجوب مستدلين بعدم ورود الحاد في الحديثين الأولين , وذهب الشافعي والعترة كما في " نيل الأوطار " ( 1 / 35 - 36 ) إلى الوجوب واستدلوا بالأمر بالسدر في الحديث الثالث وهو من المواد , وجنح إلى هذا الصنعاني فقال في " سبل السلام " ( 1 / 55 ) رداً على الشارح المغربي في قوله " والقول الأول أظهر " : " وقد يقال : قد ورد الأمر بالغسل لدم الحيض بالماء والسدر , والسدر من الحواد والحديث , الوارد به في غاية الصحة كما عرفت , فيقيد به ما أطلق في غيره ( كالحديثين السابقين ) ويخص الحاد بدم الحيض , ولا يقاس عليه غيره من النجاسات , وذلك لعدم تحقق شروط القياس , ويحمل حديث " ولا يضرك أثره " , وقول عائشة " فلم يذهب " أي بعد الحاد .
قلت : وهذا هو الأقرب إلى ظاهر الحديث , ومن الغريب أن ابن حزم لم يتعرض له في " المحلى " ( 1 / 102 ) بذكر , فكأنه لم يبلغه .
الثالث : أن دم الحيض نجس للأمر بغسله , وعليه الإجماع كما ذكره الشوكاني ( 1 / 35 ) عن النووي , وأما سائر الدماء فلا أعلم نجاستها اللهم إلا ما ذكره القرطبي في " تفسيره " ( 2 / 221 ) من " اتفقا العلماء على نجاسة الدم " .
هكذا قال " الدم " فأطلقه , وفيه نظر من وجهين :
الأول : أن ابن رشد ذكر ذلك مقيداً , فقال في " البداية " ( 1 / 62 ) : " اتفق العلماء على أن دم الحيوان البري نجس " واختلفوا في دم السمك .. " .
والثاني : أنه قد ثبت عن بعض السلف ما ينافي الإطلاق المذكور , بل إن بعض ذلك في حكم المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
1 - قصة ذلك الصحابي الأنصاري الذي رماه المشرك بثلاثة أسهم وهو قائم يصلى فاستمر في صلاته والدماء تسيل منه . وذلك في غزوة ذات الرقاع , كما أخرجه أبو داود وغيره من حديث جابر بسند حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 192 ) ومن الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بها , لأنه يبعد أن لا يطلع النبي صلى الله عليه وسلم على مثل هذه الواقعة العظيمة . ولم ينقل أنه أخبره بأن صلاته بطلت كما قال الشوكاني ( 1 / 165 ) .
2 - عن محمد بن سيرين عن يحيى الجزار قال : صلى ابن مسعود وعلى بطنه فرث ودم من جزور نحرها , ولم يتوضأ . أخرجه عبد الرزاق في " الأمالي " ( 2 / 51 / 1 ) وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 151 / 1 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 28 / 2 ) وإسناده صحيح أخرجوه من طرق عن ابن سيرين ويحيى ابن الجزار قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 133 ) : " وقال أبي وأبو زرعة : ثقة " .
3 - ذكر ابن رشد اختلاف العلماء في دم السمك , وذكر أن السبب في اختلافهم هو إختلافهم في ميتته , فمن جعل ميتتة داخلة تحت عموم التحرير جعل دمه كذلك , ومن أخرج ميتتة أخرج دمه قياساً على الميتة " .
فهذا يشعر بأمرين :
أحدهما : أن إطلاق الاتفاق على نجاسة الدم ليس بصواب لأن هناك بعض الدماء اختلف في نجاستها كدم السمك مثلاً , فما دام أن الاتفاق على إطلاقه لم يثبت , لم يصح الاستدلال به على موارد النزاع , بل وجب الرجوع فيه إلى النص , والنص إنما دل على نجاسة دم الحيض , وما سوى ذلك فهو على الأصل المتفق عليه بين المتنازعين وهو الطهارة فلا يخرج منه إلا بنص تقوم به الحجة .
الأمر الآخر : أن القائلين بنجاسة الدماء ليس عندهم حجة إلا أنه محرم بنص القرآن فاستلزموا من التحريم التنجيس كما فعلوا تماماً في الخمر ولا يخفى أنه لا يلزم من التحريم التنجيس بخلاف العكس كما بينه الصنعاني في " سبل السلام " ثم الشوكاني وغيرهما , ولذلك قال المحقق صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 1 / 18 ) بعد أن ذكر حديث أسماء المتقدم وحديث أم قيس الثالث : " فالأمر بغسل دم الحيض وحكه بضلع يفيد ثبوت نجاسته , وإن اختلف وجه تطهيره , فذلك لا يخرجه عن كونه نجساً , وأما سائر الدماء فالأدلة مختلفة , مضطربة والبراءة الأصلية مستصحبة , حتى يأتي الدليل الخالص عن المعارضة الراجحة أو المساوية , ولو قام الدليل على رجوع الضمير في قوله تعالى ( فإنه رجس ) إلى جميع ما تقدم في الآية الكريمة من الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير , لكان ذلك مفيداً لنجاسة الدم المسفوح والميتة , ولكن لم يرد ما يفيد ذلك , بل النزاع كائن في رجوعه إلى الكل أو إلى الأقرب , والظاهر الرجوع إلى الأقرب وهو لحم الخنزير , لإفراد الضمير ولهذا جزمنا هنا بنجاسة لحم الخنزير دون الدم الذي ليس بدم حيض . ومن رام تحقيق الكلام في الخلاف الواقع في مثل هذا الضمير المذكور في الآية , فليرجع إلى ما ذكره أهل الأصول في الكلام على القيد الواقع بعد جملة مشتملة على أمور متعددة " .
ولهذا لم يذكر الشوكانى في النجاسات من " الدرر البهية " الدم على عمومه , وإنما دم الحيض فقط , وتبعه على ذلك صديق حسن خان كما رأيت فيما نقلته عنه آنفاً . وأما تعقب العلامة أحمد شاكر في تعليقه على " الروضة " بقوله : " هذا خطأ من المؤلف والشارح , فإن نجاسة دم الحيض ليست لأنه دم حيض بل لمطلق الدم , والمتتبع للأحاديث يجد أنه كان مفهوماً أن الدم نجس , ولو لم يأت لفظ صريح بذلك , وقد كانوا يعرفون ما هو قذر نجس بالفطرة الطاهرة " .
قلت : فهذا تعقب لا طائل تحته , لأنه ليس فيه إلا مجرد الدعوى , وإلا فأين الدليل على نجاسة دم الحيض ليس لأنه دم حيض بل لمطلق الدم ? ولو كان هناك دليل على هذا لذكره هو نفسه ولما خفي إن شاء الله تعالى على الشوكاني وصديق خان وغيرهما . ومما يؤيد ما ذكرته أن ابن حزم على سعة اطلاعه لم يجد دليلاً على نجاسة الدم مطلقاً , إلا حديثا واحداً وهو إنما يدل على نجاسة دم الحيض فقط كما سيأتي بيانه , فلو كان عنده غيره لأورده , كما هي عادته في استقصاء الأدلة لا سيما ما كان منها مؤيداً لمذهبه .
وأما قول الشيخ أحمد شاكر : " والمتتبع للأحاديث يجد أنه كان مفهموماً أن الدم نجس " . فهو مجرد دعوى أيضاً , وشيء لم أشعر به البتة فيما وقفت عليه من الأحاديث بل وجدت فيها ما يبطل هذه الدعوى كما سبق في حديث الأنصاري وحديث ابن مسعود .
ومثل ذلك قوله : " وقد كانوا يعرفون ما هو قذر نجس بالفطرة الطاهرة " .
فما علمنا أن للفطرة مدخلاً في معرفة النجاسات في عرف الشارع , ألا ترى أن الشارع حكم بطهارة المني , ونجاسة المذي , فهل هذا مما يمكن معرفته بالفطرة , وكذلك ذهب الجمهور إلى نجاسة الخمر , وإنها تطهر إذا تخللت , فهل هذا مما يمكن معرفته بالفطرة ? اللهم لا . فلو أنه قال " ما هو قذر " ولم يزد لكان مسلماً . والله تعالى ولي الهداية والتوفيق .

نور الحرف
14-08-2013, 01:19 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 301

" إنما ذلك عرق وليست بالحيضة , فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة , فإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ( ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت ) " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 546 :
أخرجه الشيخان وأبو عوانة في " صحاحهم " وأصحاب السنن الأربعة ومالك والدارمي والدارقطني والبيهقي وأحمد من حديث # عائشة # قالت : " إن فاطمة بنت حبيش جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إنى امرأة أستحاض فلا أطهر , أفأدع الصلاة ? قال ... " فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . والزيادة له وللبخاري .
والشاهد من الحديث قوله : " فاغسلي عنك الدم " , فهو دليل آخر على نجاسة دم الحيض , ومن غرائب ابن حزم أنه ذهب إلى أن قوله فيه ( الدم ) على العموم يشمل جميع الدماء من الإنسان والحيوان ! فقال في " المحلى " ( 1 / 102 - 103 ) : " وهذا عموم منه صلى الله عليه وسلم لنوع الدم , ولا نبالي بالسؤال إذا كان جوابه عليه السلام قائماً بنفسه غير مردود بضمير إلى السؤال " ! وقد رد عليه بعض الفضلاء , فقال في هامش النسخة المخطوطة من " المحلى " نقلاً عن المطبوعة - ما نصه : " بل الأظهر أنه يريد دم الحيض , واللام للعهد الذكري الدال عليه ذكر الحيضة والسياق , فهو كعود الضمير سواء , فلا يتم قوله " وهذا عموم الخ " .
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه : " وهو استدراك واضح صحيح " .
قلت : فهذا يدلك على أن الذين ذهبوا إلى القول بنجاسة الدم إطلاقاً ليس عندهم بذلك نقل صحيح صريح , فهذا ابن حزم يستدل عليه بمثل هذا الحديث وفيه ما رأيت , واقتصاره عليه وحده يشعر اللبيب بأن القوم ليس عندهم غيره وإلا لذكره ابن حزم وكذا غيره . فتأمل .
وجملة القول : أنه لم يرد دليل فيما نعلم على نجاسة الدم على اختلاف أنواعه , إلا دم الحيض , ودعوى الاتفاق على نجاسته منقوضة بما سبق من النقول , والأصل الطهارة , فلا يترك إلا بنص صحيح يجوز به ترك الأصل , وإذ لم يرد شيء من ذلك فالبقاء على الأصل هو الواجب .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 01:19 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 302

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 547 :
أخرجه مسلم ( 7 / 58 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 355 / 2 ) والخطيب ( 13 / 64 ) وابن عساكر ( 17 / 353 / 1 ) من طريق الوليد بن مسلم : حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع # واثلة بن الأسقع # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وأخرجه أحمد ( 4 / 107 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا الأوزاعي قال :
حدثني أبو عمار به .
قلت : وهذه متابعة قوية من أبي المغيرة للوليد بن مسلم , وإنما أخرجتها مع إخراج مسلم لحديثه , خشية أن يتعلق أحد بالوليد فيعل الحديث به لأنه كان يدلس تدليس التسوية , وهو لم يصرح بالتحديث بين الأوزاعي وأبي عمار , فأمنا تدليسه بهذه المتابعة .
وقد تابعه أيضاً يزيد بن يوسف وهو الرحبي الصنعاني الدمشقي ولكنه ضعيف كما في " التقريب " .
أخرجه أبو يعلى . وتابعه أيضاً محمد بن مصعب قال : حدثنا الأوزاعي به إلا أنه زاد في أوله : " إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل , واصطفى من بني إسماعيل كنانة ...‎" .
أخرجه أحمد و الترمذي ( 2 / 281 ) و قال : " حديث حسن صحيح " .
قلت : محمد بن صعب وهو القرقساني صدوق كثير الغلط كما في " التقريب " ، ففي ما تفرد به دون الثقات نظر , وتابعه يحيى بن أبي كثير لكن الراوي عنه سليمان بن أبي سليمان وهو الزهري اليمامي أشد ضعفا من القرقساني , فقال ابن معين ليس بشيء . وقال البخاري : منكر الحديث . ولفظ حديثه مغاير للجميع وهو : " إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم , واتخذه خليلاً , ثم اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل , ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزاراً , ثم اصطفى من ولد نزار مضر , واصطفى من ولد مضر كنانة ثم اصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب , واصطفاني من بني عبد المطلب " .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 68 - 69 ) .
وجملة القول أن الحديث إنما يصح باللفظ الأول .

نور الحرف
14-08-2013, 01:26 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 303

" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن يستقبلوا قبلتنا ويأكلوا ذبيحتنا وأن يصلوا صلاتنا , فإذا فعلوا ذلك " فقد " حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 549 :
أخرجه أبو داود ( 2641 ) والترمذي ( 2 / 100 ) عن سعيد بن يعقوب الطالقاني , والنسائي ( 2 / 161 , 269 ) عن حبان ( وهو ابن موسى المروزي ) وأحمد ( 3 / 199 ) عن علي بن إسحاق ( وهو السلمي المروزي ) كلهم عن عبد الله بن المبارك أخبرنا حميد الطويل عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وتابعه ابن وهب : أخبرني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل به .
أخرجه أبو داود ( 2642 ) والطحاوي في شرح معاني الآثار ( 2 / 123 ) .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , وكذلك طريق حبان المروزي .
ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري قال : أنبأنا حميد قال : سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك قال : يا أبا حمزة ما يحرم دم المسلم وماله , فقال : فذكره موقوفاً .
وإسناده صحيح أيضاً , ولا منافاة بينه وبين المرفوع , فكل صحيح . على أن المرفوع أصح , ورواته أكثر .
وفيه دليل على بطلان الحديث الشائع اليوم على ألسنة الخطباء والكتاب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أهل الذمة : " لهم ما لنا , وعليهم ما علينا " .
وهذا مما لا أصل له عنه صلى الله عليه و سلم , بل هذا الحديث الصحيح يبطله , لأنه صريح في أنه صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك فيمن أسلم من المشركين وأهل الكتاب , وعمدة أولئك الخطباء على بعض الفقهاء الذين لا علم عندهم بالحديث الشريف , كما بينته في " الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( رقم 1103 ) فراجعه فإنه من المهمات .
وللحديث شاهد بلفظ آخر , وهو : " من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين , وله مثل الذي لنا , وعليه مثل الذي علينا , ومن أسلم من المشركين فله أجره , وله مثل الذي لنا , وعليه مثل الذي علينا " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:26 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 304

" من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا ومن أسلم من المشركين فله أجره وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 550 :
رواه الروياني في " مسنده " ( 30 / 220 / 1 ) : أنبأنا أحمد أنبأنا عمي أنبأنا ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم عن # أبي أمامة الباهلي # قال : " كنت تحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , فقال قولاً حسناً فقال فيما قال : " فذكره .
قلت : وهذا سند حسن : القاسم هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي صاحب أبي أمامة وهو صدوق .
وسليمان بن عبد الرحمن هو أبو عمر الخراساني الدمشقي وهو ثقة .
وابن لهيعة هو عبد الله المصري وهو سيىء الحفظ إلا ما رواه العبادلة عنه عبد الله بن وهب , وعبد الله بن يزيد المقري , وعبد الله بن المبارك , وهذا من رواية الأول منهم , فإن عم أحمد في هذا السند هو عبد الله بن وهب وهو أشهر من أن يذكر .
وأما أحمد فهو ابن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري الملقب ( بحشل ) وهو صدوق تغير بآخره كما في " التقريب " واحتج به مسلم , فحديثه حسن إذا لم يخالف .
وقد أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 259 ) : حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا ابن لهيعة به إلا أنه قال : " يوم الفتح " . بدل " حجة الوداع " . والأول أصح .

نور الحرف
14-08-2013, 01:27 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 305

" لا تسموا بالحريق . يعني في الوجه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 551 :
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 142 / 1 - 2 ) : حدثنا زكريا ابن يحيى الساجي أنبأنا محمد بن المثني أنبأنا عثمان بن عمر أنبأنا عثمان بن مرة عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : " كان العباس يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم على بعير قد وسمه في وجهه بالنار , فقال : ما هذا الميسم يا عباس ? ! قال : ميسم كنا نسمه في الجاهلية , فقال : فذكره " .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم رجال الصحيح سوى الساجي وهو ثقة ففيه كما في " التقريب " .
وله شاهد من حديث جعفر بن تمام عن جده العباس بن عبد المطلب : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في الوجه , فقال العباس : لا أسم إلا في الجاعرين " .
أخرجه أبو يعلى ( 312 / 2 ) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين جعفر وجده .

نور الحرف
14-08-2013, 01:28 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 306

" لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ? قال : أو قال ذلك ? قالوا : نعم , قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق , قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ? قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك , أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة . فلذلك سمي أبو بكر الصديق " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 552 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 62 ) من طريق محمد بن كثير الصنعاني حدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن عروة عن # عائشة # رضي الله عنها قالت : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : وفيه نظر , لأن الصنعاني فيه ضعف من قبل حفظه , ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " ضعفه أحمد " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " .
قلت : فمثله لا يحتج به إذا انفرد , لكنه قد توبع كما يأتي , فحديثه لذلك صحيح وقد عزاه الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 15 / 138 ) للبيهقي ( يعني في " الدلائل " ) من طريق الحاكم , ثم سكت عليه , وكان ذلك لشواهده التي أشرنا إليها آنفا , وإنما ذكرت الحديث من أجل ما فيه من سبب تسمية أبي بكر بـ‎ " الصديق " , وإلا فسائره متواتر صح من طرق جماعة من الصحابة قد استقصى كثيراً منها الحافظ ابن كثير في أول تفسيره لسورة " الإسراء " , فلنذكر هنا الشواهد لهذه الزيادة فأقول :
الأول : عن شداد بن أوس مرفوعاً بلفظ : " صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل عليه السلام بدابة أبيض أو قال : بيضاء ...‎( الحديث وفيه : ) فقال أبو بكر : أشهد أنك لرسول الله , وقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ! ... الحديث .
أخرجه ابن أبي حاتم والبيهقي وقال : " هذا إسناد صحيح " .
الثاني : عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن في قصة الإسراء قال : " فتجهز - أو كلمة نحوها - ناس من قريش إلى أبي بكر , فقالوا : هل لك في صاحبك يزعم أنه جاء إلى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة ?‎! فقال أبو بكر : أو قال ذلك ? قالوا : نعم . قال : فأنا أشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق , قالوا : فتصدقه في أن يأتي الشام في ليلة واحدة , ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح ? قال : نعم أنا أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء , قال أبو سلمة : سمي أبو بكر الصديق " .
قلت : وهذا سند صحيح مرسل , وشاهد قوي لموصول عائشة .
الثالث : عن أبي معشر قال : أنبأنا أبو وهب مولى أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به , قلت لجبريل إن قومي لا يصدقوني , فقال له جبريل يصدقك أبو بكر وهو الصديق " .
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 1 / 120 ) وهذا سند ضعيف .
وروى الحاكم ( 3 / 62 ) عن محمد بن سليمان السعدي يحدث عن هارون بن سعد عن عمران بن ظبيان عن أبي يحيى سمع علياً : " لأنزل الله تعالى اسم أبي بكر رضي الله عنه من السماء صديقاً " وقال : " لولا مكان محمد بن سليمان السعيدي من الجهالة لحكمت لهذا الإسناد بالصحة " .
ووافقه الذهبي .
تنبيه :
كذا وقع في " المستدرك " : " السعدي " وفي الموضع الآخر : " السعيدي " و كله خطأ و الصواب " العبدي " كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 269 ) و " الميزان " و " اللسان " .
هذا وقد جزم الإمام أبو جعفر الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 145 ) بأن سبب تسمية أبي بكر رضي الله عنه و" الصديق " إنما هو سبقه الناس إلى تصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على إتيانه بيت المقدس من مكة , ورجوعه منه إلى منزله بمكة في تلك الليلة , وإن كان المؤمنون يشهدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك إذا وقفوا عليه .

نور الحرف
14-08-2013, 01:33 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 307

" تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاثة , تنكح المرأة على مالها , وتنكح المرأة على جمالها , وتنكح المرأة على دينها , فخذ ذات الدين والخلق تربت يمينك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 554 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1231 ) والحاكم ( 2 / 161 ) وأحمد ( 3 / 80 - 81 ) من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : ورجاله ثقات معروفون غير عمة سعد واسمها زينب بنت كعب بن عجرة روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق هذا وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة , وذكرها ابن حبان في " الثقات " , وهي زوجة أبي سعيد الخدري , وذكرها ابن الأثير وابن فتحون في " الصحابة " , وقال ابن حزم . " مجهولة " كما في " الميزان " للذهبي وأقره , ومع ذلك فقد وافق الحاكم على تصحيحه !

نور الحرف
14-08-2013, 01:33 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 308

" اللهم أحيني مسكيناً , وأمتني مسكيناً , واحشرني في زمرة المساكين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 555 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110 / 2 ) فقال : حدثني ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع عن همام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن # أبي سعيد # : أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه . فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن عندي , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري فقد وثقه الطبراني وابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 271 ) وروى عنه ثلاثة منهم , أحدهم قتادة ولذلك قال البزار : " إنه مشهور " .
وقول من قال فيه " مجهول " أو " لم يرو عنه غير قتادة " فبحسب علمه وفوق كل ذي علم عليم , فقد جزم في " التهذيب " أنه روى عنه ثابت البناني وقتادة وعاصم الأحول .
قلت : وهؤلاء جميعاً ثقات فبهم ترتفع الجهالة العينية , وبتوثيق من ذكرنا تزول الجهالة الحالية إن شاء الله تعالى , لاسيما وهو تابعي , ومن مذهب بعض المحدثين كابن رجب وابن كثير تحسين حديث المستور من التابعين , وهذا خير من المستور كما لا يخفى .
وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد , وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرجتها كلها في " إرواء الغليل " ( رقم 853 ) وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض لها بذكر كل من تكلم على طرق الحديث كابن الجوزي وابن الملقن في " الخلاصة " وابن حجر في " التلخيص " والسيوطي في " اللآلي " وغيرهم , ولا شك أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الصحة , ولذلك أنكر العلماء على ابن الجوزي إيراده إياه في " الموضوعات " وقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 275 ) : " أسرف ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في " الموضوعات " , وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينا للحال التي مات عليها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان مكفياً , قال البيهقي : ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة , وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:34 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 309

" يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ولا عشيرة , فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 556 :
أخرجه أبو داود ( 2534 ) عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن # جابر بن عبد الله # حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال : فذكره .
قال جابر : " فما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عقبة كعقبة يعني أحدهم , فضممت إلي اثنين أو ثلاثة . قال : ما لي إلا عقبة كعقبة أحدهم من جملي " .
قلت : وهذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات سوى الأسود بن قيس وقد وثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان , وصحح له الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم , فلا يضره بعد هذا ذكر علي بن المديني إياه في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس .

نور الحرف
14-08-2013, 01:35 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 310

" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير , تغدو خماصاً , وتروح بطاناً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 557 :
أخرجه أحمد ( 1 / 30 ) والترمذي ( 2 / 55 - بولاق ) والحاكم ( 4 / 318 ) عن حيوة بن شريح : أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول : أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع # عمر بن الخطاب # رضي الله عنه يقول : أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد , وأقره الذهبي .
وأقول : بل هو صحيح على شرط مسلم , فإن رجاله رجال الشيخين غير ابن هبيرة وأبي تميم فمن رجال مسلم وحده .
وقد تابعه ابن لهيعة عن ابن هبيرة به .
أخرجه أحمد ( 1 / 52 ) وابن ماجه ( 4164 ) وهو عنده من رواية عبد الله ابن وهب عنه . فالسند صحيح أيضاً .

نور الحرف
14-08-2013, 01:38 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 311

" يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فأولهم كلمع البرق ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب ثم كشد الرجال ثم كمشيهم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 557 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 198 ) والدارمي ( 2 / 329 ) والزيادة الأخيرة لهما , وكذا الحاكم ( 2 / 375 و 4 / 586 ) والسياق له , وأحمد ( 1 / 435 ) وأبو يعلى ( 255 / 1 ) من طريق إسرائيل عن السدي قال : سألت مرة الهمداني عن قول الله عز وجل ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا ) ? فحدثني أن # عبد الله بن مسعود # حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
والزيادة الأولى لأحمد وأبي يعلى . والثانية للترمذي وأبي يعلى .
وقال الدارمي وأحمد " عنها " .
وقال الترمذي : " حديث حسن " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , ولعل اقتصار الترمذي . إنما هو بسبب أن شعبة قد رواه عن السدي به موقوفاً . أخرجه الترمذي . لكن قال الإمام أحمد : ( 1 / 433 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن السدي عن مرة عن عبد الله قال : ( وإن منكم إلا واردها ) ? قال : يدخلونها أو يلجونها , ثم يصدرون منها بأعمالهم . قلت له : إسرائيل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم , هو عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو كلاما هذا معناه .
وأخرجه الترمذي أيضاً من هذا الوجه إلا أنه قال : " قال شعبة : وقد سمعته من السدي مرفوعاً . ولكني عمداً أدعه " .
فصح أن الحديث مرفوع , وترك شعبة رفعه , لا يعله ما دام أن شيخه السدي وقد رفعه وهو ثقة احتج به مسلم واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن .
وأما السدي الصغير واسمه محمد بن مروان فهو متهم بالكذب .

نور الحرف
14-08-2013, 01:38 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 312

" كان يصلي , فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره , فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما , فلما قضى الصلاة , وضعهما في حجره , وقال : من أحبني فليحب هذين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 559 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 60 / 2 ) عن علي بن صالح عن عاصم عن زر , عن # عبد الله بن مسعود # قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد حسن , رجاله ثقات , وفي عاصم وهو ابن أبي النجود كلام لا يضر . وعلي بن صالح هو ابن صالح بن حي الهمداني الكوفي .

نور الحرف
14-08-2013, 01:46 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 313

" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي , قال : وما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا واستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 560 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 344 / 1 ) والحاكم ( 2 / 404 - 405 , 571 - 572 ) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن # أبي موسى # قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً فأكرمه فقال له : ائتنا , فأتاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا , فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) سل حاجتك , فقال : ناقة برحلها وأعنزاً يحلبها أهلي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...‎" فذكره .
والسياق لأبي يعلى , والزيادات مع الرواية الأخرى للحاكم وقال : " صحيح على شرط الشيخين , وقد حكم أحمد وابن معين أن يونس سمع من أبي بردة حديث ( لا نكاح إلا بولي ) " ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن يونس لم يخرج له البخاري في " صحيحه " , وإنما في " جزء القراءة " .
فائدة :
كنت استشكلت قديماً قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما . " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبراً مرقاتين " .
أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " , ويريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل , كقوله تعالى *( وقرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر .
فزال الإشكال والحمد لله , فكتبت هذا لبيانه .

نور الحرف
14-08-2013, 01:46 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 314

" لا تصلوا عند طلوع الشمس , ولا عند غروبها فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان وصلوا بين ذلك ما شئتم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 561 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 200 / 2 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا روح حدثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن # أنس بن مالك # : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير أسامة بن زيد وهو الليثي , وفيه كلام من قبل حفظه , والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , وقد استشهد به مسلم .
وللحديث شاهد من حديث علي مرفوعاً بلفظ : " لا تصلوا بعد العصر , إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 30 / 1 و 40 / 2 ) من طريق سفيان وشعبة وجرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي به .
وهذا إسناد صحيح , وقد أخرجه أبو داود وغيره كما تقدم برقم ( 200 ) .
وفي هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقاً ولو كانت الشمس مرتفعة نقية مخالف لصريح هذين الحديثين وحجتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر , مطلقاً , غير أن الحديثين المذكورين يقيدان تلك الأحاديث فاعلمه .

نور الحرف
14-08-2013, 01:47 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 315

" كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لغو ولهو أو سهو إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغرضين , وتأديبه فرسه , وملاعبته أهله , وتعلم السباحة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 562 :
أخرجه النسائي في " كتاب عشرة النساء " ( ق 74 / 2 ) والزيادة له , والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 89 / 2 ) وأبو نعيم في " أحاديث أبي القاسم الأصم " ( ق 17 - 18 ) من طريقين عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب ابن بخت عن عطاء بن أبي رباح قال : " رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرتميان , فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر : كسلت ? سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة اتفاقاً .
وقال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 170 ) بعد أن عزاه لـ " المعجم " : " بإسناد جيد " . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 269 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " والبزار , ورجال الطبراني رجال الصحيح , خلا عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة " .
قلت : وأبو عبد الرحيم اسمه خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الأموي مولاهم الحراني .
ثم أخرجه النسائي من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني عن محمد ابن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال : حدثني عبد الرحيم الزهري عن عطاء بن أبي رباح به .
فجعل عبد الرحيم الزهري مكان عبد الوهاب بن بخت .
ومحمد بن وهب هذا صدوق , ويرجح روايته متابعتان :
الأولى : ما عند النسائي عن سعيد بن حفص قال : حدثنا موسى بن أعين عن خالد بن أبي يزيد أبي عبد الرحيم عن الزهري عن عطاء به .
والأخرى : ما عند أبي نعيم عن يزيد بن سنان عن عبد الرحيم بن عطاف ابن صفوان الزهري عن عطاء به .
لكن في طريق المتابعة الأولى سعيد بن حفص وهو أبو عمرو الحراني وهو صدوق تغير في آخره .
وفي الأخرى يزيد بن سنان وهو أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف , وأيضاً فلم نجد في الرواة " عبد الرحيم الزهري " فضلاً عن " عبد الرحيم بن عطاف بن صفوان الزهري " ولا ذكروا في شيوخ أبي عبد الرحيم الزهري وهو عند الاطلاق الإمام محمد بن مسلم بن شهاب فهذا كله يجعل رواية محمد بن وهب مرجوحة لمخالفتها للطريقين عن محمد بن سلمة إحداهما عن إسحاق ابن راهويه والأخرى : عن أبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني , وهو صدوق ربما وهم . والأول , حافظ ثقة ثبت مشهور .
ومما يرجح رواية ابن سلمة هذه على رواية ابن أعين , أنه ابن أخت خالد بن أبي يزيد , فهو بحديثه أعرف من ابن أعين , فروايته أرجح من روايته عند الاختلاف .
ويمكن أن يقال : إن لخالد فيه شيخين : أحدهما عبد الوهاب بن بخت , والآخر الزهري , فكان تارة يرويه عن هذا , وتارة عن هذا , فروى كل من ابني سلمة وأعين ما سمع منه . وكان هذا الجمع لابد من المصير إليه لولا أن في الطريق إلى ابن أعين سعيدا الذي كان تغير , وأنهم لم يذكروا في شيوخ خالد الإمام الزهري . والله أعلم .
وقد وجدت للحديث ثلاث شواهد دون ذكر السباحة .
الأول : عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً به و زاد : " فإنهن من الحق " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 308 ) والدارمي ( 2 / 205 ) وابن ماجه ( 2811 ) وأحمد ( 4 / 144 , 148 ) من طريق عبد الله بن زيد الأزرق عنه .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
الثاني : عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بالزيادة .
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 3 / 144 / 2 ) من طريق هارون بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن قال : حدثني سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عنه .
لكن محمد بن الحسن هو ابن زبالة , وهو متهم بالكذب , فلا يستشهد به .
الثالث : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أخرجه الترمذي عن محمد بن إسحاق عنه .
قلت : وهو مرسل , رجاله ثقات .

نور الحرف
14-08-2013, 01:48 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 316

" كان يسلم تسليمة واحدة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 564 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 42 / 2 - زوائد المعجمين ) حدثنا معاذ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن حميد عن # أنس # به مرفوعاً .
وقال : " لم يرفعه عن حميد إلا عبد الوهاب " .
قلت : وهو ثقة احتج به الشيخان , وقال الحافظ في " التقريب " : " ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين " .
قلت : لكن قال الذهبي : " قلت : لكن ما ضر تغيره حديثه , فإنه ما حدث بحديث في زمن التغير " .
والحديث رواه البيهقي أيضاً في " السنن " ( 2 / 179 ) من طريق أبي بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي به .
وعزاه الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 433 - 434 ) للبيهقي في " المعرفة " , وسكت عليه , وقال الحافظ في " الدراية " ( ص 90 ) : " ورجاله ثقات " .
وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 2 / 134 - 146 ) بلفظ : " كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين , ويسلمون تسليمة .
قلت في " الصحيح " بعضه رواه البزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بالتسليمة الواحدة فقط .
ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : في هذا الإطلاق نظر , فإن راويه عن عبد الله بن عبد الوهاب إنما هو معاذ وهو وإن كان ثقة فليس من رجال الصحيح وهو معاذ بن المثنى ابن معاذ بن نصر بن حسان أبو المثنى العنبري , ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 131 ) ووثقه , وأرخ وفاته سنة ( 288 ) .
ثم وجدت لحديث أنس طريقاً أخرى فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 118 / 1 ) : أنبأنا يونس بن محمد قال : أنبأنا جرير بن حازم عن أيوب عن أنس . " أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة " .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكن أيوب وهو السختياني رأى أنس بن مالك , ولم يثبت سماعه منه , فقال ابن حبان في " الثقات " : " قيل : إنه سمع من أنس , ولا يصح ذلك عندي " .
وجملة القول : أن هذا الحديث صحيح , وهو أصح الأحاديث التي وردت في التسليمة الواحدة في الصلاة , وقد ساق البيهقي قسماً منها , ولا تخلو أسانيدها من ضعف , ولكنها في الجملة تشهد لهذا , وقال البيهقي عقبها : " وروي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم , أنهم سلموا تسليمة واحدة , وهو من الاختلاف المباح , والاقتصار على الجائز " .
وذكر نحوه الترمذي عن الصحابة . ثم قال : " قال الشافعي : إن شاء سلم تسليمة واحدة , وإن شاء سلم تسليمتين " .
قلت : التسليمة الواحدة فرض لابد منه لقوله صلى الله عليه وسلم : " ... وتحليلها التسليم " .
والتسليمتان سنة , ويجوز ترك الآخرى أحياناً لهذا الحديث .
ولقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلاة على وجوه :
الأول : الاقتصار على التسليمة الواحدة . كما سبق .
الثاني : أن يقول عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله , وعن يساره : السلام عليكم .
الثالث : مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في الثانية أيضاً : " ورحمة الله " .
الرابع : مثل الذي قبله , إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى " وبركاته " .
وكل ذلك ثبت في الأحاديث , وقد ذكرت مخرجيها في " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " فمن شاء راجعه .

نور الحرف
14-08-2013, 01:49 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 317

" إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يبطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 567 :
رواه الإمام أحمد ( 3 / 484 ) حدثنا أبو النضر حدثنا المرجى بن رجاء اليشكري قال : حدثني سلم بن عبد الرحمن قال : سمعت # سوادة بن الربيع # قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي : فذكره .
وهذا سند حسن : أبو النضر هو هاشم بن القاسم ثقة ثبت , والمرجى وسلم بن عبد الرحمن صدوقان كما في " التقريب " , وفي المرجى كلام لا يضر إن شاء الله تعالى ولذلك قواه الهيثمي حيث قال : ( 8 / 196 ) رواه أحمد وإسناده جيد .

نور الحرف
14-08-2013, 01:52 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 318

" لا غرار في صلاة , ولا تسليم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 567 :
أخرجه أبو داود ( 928 ) والحاكم ( 1 / 264 ) كلاهما عن الإمام أحمد وهذا في " المسند " ( 2 / 461 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 229 ) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . زاد أبو داود .
" قال أحمد : يعني - فيما أرى - أن لا تسلم , ولا يسلم عليك , ويغرر الرجل بصلاته , فينصرف وهو فيها شاك " .
ثم روى أحمد عن سفيان قال : سمعت أبي يقول : سألت أبا عمرو الشيباني عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا إغرار في الصلاة " فقال : إنما هو " لا غرار في الصلاة " , ومعنى ( غرار ) , يقول : لا يخرج منها , وهو يظن أنه قد بقي عليه منها شيء , حتى يكون على اليقين والكمال " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .
ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .
فائدة :
قال ابن الأثير في " النهاية " : " ( الغرار ) النقصان , وغرار النوم قلته , ويريد بـ ( غرار الصلاة ) نقصان هيأتها وأركانها , و( غرار التسليم ) أن يقول المجيب " وعليك " ولا يقول " السلام " , وقيل : أراد بالغرار النوم , أي ليس في الصلاة نوم .
و" التسليم " يروى بالنصب والجر , فمن جره كان معطوفاً على الصلاة كما تقدم , ومن نصب كان معطوفاً على الغرار , ويكون المعنى : لا نقص ولا تسليم في صلاة , لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز " .
قلت : ومن الواضح أن تفسير الإمام أحمد المتقدم , إنما هو على رواية النصب , فإذا صحت هذه الرواية , فلا ينبغي تفسير " غرار التسليم " بحيث يشمل تسليم غير المصلي على المصلي , كما هو ظاهر كلام الإمام أحمد , وإنما يقتصر فيه على تسليم المصلي على من سلم عليه , فإنهم قد كانوا في أول الأمر يردون السلام في الصلاة , ثم نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعليه يكون هذا الحديث من الأدلة على ذلك .
وأما حمله على تسليم غير المصلي على المصلي , فليس بصواب لثبوت تسليم الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث واحد , دون إنكار منه عليهم , بل أيدهم على ذلك بأن رد السلام عليهم بالإشارة , من ذلك حديث ابن عمر قال :‎ " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء , يصلي فيه , قال : فجاءته الأنصار , فسلموا عليه , وهو يصلي , قال : فقلت لبلال : كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه , وهو يصلي , قال : يقول : هكذا , وبسط كفه , وبسط جعفر بن عون - أحد رواة الحديث - كفه وجعل بطنه أسفل , وجعل ظهره إلى فوق " .
أخرجه أبو داود وغيره , وهو حديث صحيح كما بينته في تعليقي على " كتاب الأحكام " لعبد الحق الإشبيلي ( رقم الحديث 1369 ) , ثم في " صحيح أبي داود " ( 860 ) وقد احتج به الإمام أحمد نفسه وذهب إلى العمل به , فقال إسحاق بن منصور المروزي في " المسائل " ( ص 22 ) : قلت : تسلم على القوم , وهم في الصلاة ? قال : نعم , فذكر قصة بلال حين سأله ابن عمر : كيف كان يرد ? قال : كان يشير .
قال المروزي : " قال إسحاق كما قال " .

نور الحرف
14-08-2013, 01:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 319

" لما أسن صلى الله عليه وسلم , وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 569 :
أخرجه أبو داود ( 948 ) : حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي حدثنا أبي عن شيبان عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف قال : " قدمت الرقة , فقال لي بعض أصحابي : هل لك في رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : قلت : غنيمة , فدفعنا إلى وابصة , قلت لصاحبي : نبدأ فننظر إلى دله , فإذا عليه قلنسوة لاطئة , ذات أذنين , وبرنس خز أغبر , وإذا هو معتمد على عصا في صلاته , فقلنا ( له ) بعد أن سلمنا ? قال : حدثتني # أم قيس بنت محصن # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن ...‎"‎.
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير عبد الرحمن الوابصي والد عبد السلام , واسم أبيه صخر بن عبد الرحمن , قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 1389 - بتحقيقي ) : " كان قاضي حلب والرقة , ولا أعلم روى عنه إلا ابنه عبد السلام " .
قلت : ولذلك قال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب " : " مجهول " .
وأقول : لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان بن عبد الرحمن به .‎
أخرجه الحاكم ( 1 / 264 - 265 ) وعند البيهقي ( 2 / 288 ) .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي .
قلت : وإنما هو على شرط مسلم وحده , فإن هلال بن يساف لم يحتج به البخاري في " صحيحه " , وإنما روى له تعليقاً .
ثم استدركت فقلت : ليس هو على شرط مسلم أيضاً , لأن عبيد الله بن موسى وهو أبو محمد العبسي وإن كان مسلم قد احتج به , فليس هو من شيوخه وإنما روى عنه بالواسطة , والراوي عنه هنا إبراهيم بن إسحاق الزهري , لم يرو له مسلم أصلاً وكذا سائر الستة , نعم هو ثقة فاضل كما قال الخطيب في ترجمته ( 6 / 25 ) فعلى هذا فالحديث صحيح فقط , ليس هو على شرط الشيخين كما ادعى الحاكم , ولا هو بالضعيف كما يشعر بذلك كلام الحافظ الإشبيلي المتقدم , ومن أجل ذلك كتبت هذا .
والموفق الله تعالى .

نور الحرف
14-08-2013, 01:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 320

" ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذي " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 571 :
أخرجه الإمام أحمد ( 1 / 404 - 405 ) وابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( برقم 80 بتحقيقي ) قالا : حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن # عبد الله بن مسعود # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 332 ) , ورواه الترمذي ( 1 / 357 ) والحاكم ( 1 / 12 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 235 , 5 / 58 ) والخطيب ( 5 / 339 ) من طريقين آخرين عن ابن سابق به .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب , وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , ولكنه قد أعل , فقال المناوي في " فيض القدير " بعد أن نقل عن الترمذي تحسينه إياه : " ولم يبين المانع من صحته " .
قال ابن القطان : " ولا ينبغي أن يصح , لأن فيه محمد بن سابق البغدادي , وهو ضعيف , وإن كان مشهوراً , وربما وثقه بعضهم " .
وقال الدارقطني : " روي مرفوعاً وموقوفاً , والوقف أصح " .
قلت : وفي إطلاق ابن القطان الضعف على ابن سابق نظر ظاهر , فإنه لا سلف له في ذلك سوى ابن معين , وقد وثقه العجلي , وقال يعقوب بن شيبة : كان شيخاً صدوقاً ثقة , وليس ممن يوصف بالضبط للحديث , وقال النسائي : ليس به بأس , وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به .
أقول : فمثله حسن الحديث على أقل الأحوال , لأن جرحه غير مفسر , أضف إلى ذلك أن الشيخين قد احتجا به . وقد قال الذهبي فيه : " وهو ثقة عندي " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " .
وذكر الخطيب عن ابن أبي شيبة أنه ذكر حديث محمد بن سابق هذا فقال : " إن كان حفظه , فهو حديث غريب " .
وعن علي بن المديني أنه قال : " هذا حديث منكر من حديث إبراهيم عن علقمة , وإنما هذا من حديث أبي وائل من غير حديث الأعمش " .
قال الخطيب : " قلت : رواه ليث بن أبي سليم عن زبيد اليامي عن أبي وائل عن عبد الله إلا أنه وقفه ولم يرفعه , ورواه إسحاق بن زياد العطار الكوفي - وكان صدوقاً - عن إسرائيل فخالف فيه محمد بن سابق " .
قلت : ثم ساق سنده إلى العطار عن إسرائيل عن محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله به مرفوعاً .
قلت : إسحاق بن زياد العطار هذا لم أجد من ذكره سوى الخطيب في هذا الموضع , ومخالفته لمحمد بن سابق في إسناده , مما يستبعد أن ترجح عليه .
نعم من الممكن أن يقال : إذا كانت روايته محفوظة , فيكون لإسرائيل في هذا الحديث إسنادان عن إبراهيم , حفظ أحدهما محمد بن سابق والآخر إسحاق ابن زياد .
وقد وجدت لروايته عن محمد بن عبد الرحمن متابعاً , رواه إسماعيل بن أبان حدثنا صباح بن يحيى عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن إبراهيم به .
أخرجه الحاكم ( 1 / 13 ) شاهداً , وقال : " محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى , وإن كان ينسب إلى سوء الحفظ , فإنه أحد فقهاء الإسلام وقضاتهم " .
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود يدل على أنه حديث محفوظ , وليس بمنكر , يرويه أبو بكر بن عياش عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن محمد بن عبد الرحمن ابن يزيد عن أبيه عن عبد الله مرفوعاً به .
أخرجه البخاري في " الأدب " ( 312 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 48 ) والحاكم ( 1 / 12 ) وأحمد ( 2 / 416 ) .
وقال الحاكم : " على شرطهما " .
قلت : بل هو صحيح فقط , ليس على شرطهما , فإن محمد بن عبد الرحمن ابن يزيد , لم يخرجا له , وأبو بكر بن عياش , لم يخرج له مسلم .

نور الحرف
14-08-2013, 01:56 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 321

" إذا قام الإمام في الركعتين , فإن ذكر قبل أن يستوي قائماً فليجلس , فإن استوى قائماً فلا يجلس , ويسجد سجدتي السهو " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 573 :
أخرجه أبو داود ( 1036 ) وابن ماجه ( 1208 ) والدارقطني ( 145 ) والبيهقي ( 2 / 343 ) وأحمد ( 4 / 253 , 253 - 254 ) من طريق جابر الجعفي , قال : حدثنا المغيرة بن شبيل الأحمسي عن قيس بن أبي حازم عن # المغيرة بن شعبة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات غير جابر الجعفي , وهو ضعيف رافضي وقال أبو داود عقب الحديث : " وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث " .
قلت : وقال الحافظ في " التلخيص " ( 2 / 4 ) : " وهو ضعيف جداً " .
قلت : قال ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 68 / 2 ) عقبه : " قال في " المعرفة " : لا يحتج به , غير أنه روي من وجهين آخرين , واشتهر بين الفقهاء " .
قلت : الوجهان المشار إليهما , أخرجهما الطحاوي , وأحدهما عند أبي داود وغيره عن المغيرة .
" أنه صلى فنهض في الركعتين , فسبحوا به , فمضى فلما أتم صلاته سجد سجدتي السهو فلما انصرف , قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت " .
قال الحافظ : " ورواه الحاكم - يعني من أحد الوجهين - ومن حديث ابن عباس , ومن حديث عقبة بن عامر مثله " .
قلت : وأنت ترى أنه من فعله صلى الله عليه وسلم , وحديثنا قولي , وأنه ليس فيه التفصيل الذي في هذا من الاستواء قائماً أو قبله .
وقد وجدت لجابر الجعفي متابعين لم أر من نبه عليهما ممن خرج الحديث من المتأخرين , بل أعلوه جميعاً به , و سبقهم إلى ذلك الحافظ عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " كما نبهت عليه في تحقيقي له , ( التعليق رقم 901 ) , ولذلك رأيت لزاماً علي ذكرهما حتى لا يظن ظان أن الحديث ضعيف لرواية جابر له .
الأول : قيس بن الربيع عن المغيرة بن شبيل عن قيس قال : " صلى بنا المغيرة بن شعبة , فقام في الركعتين , فسبح الناس خلفه , فأشار إليهم أن قوموا , فلما قضى صلاته , سلم وسجد سجدتي السهو , ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا استتم أحدكم قائماً , فليصل , وليسجد سجدتي السهو , وإن لم يستتم قائماً , فليجلس , ولا سهو عليه " .
والآخر : إبراهيم بن طهمان عن المغيرة بن شبيل به نحوه بلفظ : " فقلنا : سبحان الله , فأومى , وقال : سبحان الله , فمضى في صلاته , فلما قضى صلاته سجد سجدتين , وهو جالس ثم قال : إذا صلى أحدكم , فقام من الجلوس , فإن لم يستتم قائماً فليجلس , وليس عليه سجدتان , فإن استوى قائماً فليمض في صلاته , وليسجد سجدتين وهو جالس " .
أخرجه عنهما الطحاوي ( 1 / 355 ) .
وقيس بن الربيع , وإن كان فيه ضعف من قبل حفظه , فإن متابعة إبراهيم بن طهمان له , وهو ثقة , مما يقوي حديثه , وهو وإن كان لم يقع في روايته التصريح برفع الحديث , فهو مرفوع قطعاً , لأن التفصيل الذي فيه لا يقال من قبل الرأي لاسيما والحديث في جميع الطرق عن المغيرة مرفوع , فثبت الحديث والحمد لله .
وهو يدل على أن الذي يمنع القائم من الجلوس للتشهد إنما هو إذا استتم قائماً , فأما إذا لم يستتم قائماً فعليه الجلوس ففيه إبطال القول الوارد في بعض المذاهب أنه إذا كان أقرب إلى القيام لم يرجع . وإذا كان أقرب إلى القعود قعد فإن هذا التفصيل مع كونه مما لا أصل له في السنة فهو مخالف للحديث , فتشبث به وعض عليه بالنواجذ , ودع عنك آراء الرجال , فإنه إذا ورد الأثر بطل النظر , وإذا ورد نهر الله بطل نهر معقل .

نور الحرف
14-08-2013, 02:00 AM
ىسلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول


للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعال

الحديث رقم 322

" تخرج الدابة , فتسم الناس على خراطيمهم , ثم يعمرون فيكم حتى يشترى الرجل البعير , فيقول : ممن اشتريته ? فيقول : اشتريته من أحد المخطمين " .


قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 576 :
أخرجه أحمد ( 5 / 268 ) والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 172 ) والبغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 172 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 124 ) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني عن # أبي أمامة # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير عمر هذا , فقد ترجمه ابن أبي حاتم , فقال ( 3 / 1 / 121 ) : " روي عن أبي أمامة , وأبيه , روى عنه مالك وعبيد الله العمري وقريش ابن حيان وعبد العزيز بن أبي سلمة " .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . ولكن رواية مالك عنه تعديل له , فقد قال ابن معين : " كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم " .
وكذلك قال ابن حبان . وكأن هذا هو مستند الهيثمي في توثيقه إياه بقوله في " المجمع " ( 8 / 6 ) : " رواه أحمد , ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:00 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 323

" دعها عنك ـ يعني الوسادة ـ إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 577 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 189 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثني شباب العصفري أنبأنا سهل أبو عتاب أنبأنا حفص بن سليمان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن # ابن عمر # قال : " عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه مريضاً , وأنا معه , فدخل عليه , وهو يصلي على عود , فوضع جبهته على العود , فأومأ إليه فطرح العود , وأخذ وسادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...‎" فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , وإليك البيان :
أولاً : طارق بن شهاب , وهو أبو عبد الله الكوفي , صحابي صغير , رأى النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يسمع منه , وهو يروي كثيراً عن عبد الله بن مسعود , رضي الله عنهما . احتج به الشيخان وأصحاب السنن الأربعة .
ثانياً : قيس بن مسلم , وهو أبو عمرو الكوفي الجدلي ثقة احتج به الستة أيضاً .
ثالثاً : حفص بن سليمان . هو إما حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزار الكوفي القاري , وإما حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري , فإن كان الأول فهو متروك الحديث , وإن كان الآخر , فهو ثقة . ولكل من الاحتمالين وجه , أما الأول فلأنه كوفي , وقيس بن مسلم كوفي أيضاً , لكن الراوي عنه سهل أبو عتاب بصري كما يأتي . وأما الآخر , فعلى العكس من ذلك , فإنه بصري والراوي عنه كذلك , ولكن شيخه كوفي كما رأيت . ولذلك لم أستطع القطع بأنه هو , وأما الهيثمي فقد قطع بذلك , ولا أدري ما الذي برره له , ولكنه قد وقع في وهم عجيب فقال ( 2 / 148 ) : " ورواه الطبراني في " الكبير " , وفيه حفص بن سليمان المنقري , وهو متروك , واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه , والصحيح أنه ضعفه . والله أعلم " .
قلت : فاختلط على الهيثمي حفص بن سليمان القاري الكوفي بحفص بن سليمان المنقري البصري , فالأول هو المتروك بخلاف الآخر , كما عرفت , وهو الذي اختلفت الرواية عن أحمد فيه . لا المنقري , فراجع ترجمته في " التهذيب " إن شئت .
رابعاً : سهل أبو عتاب , وهو سهل بن حماد أبو عتاب الدلال البصري , وهو ثقة من رجال مسلم والأربعة .
خامساً : شباب العصفري , وهذا لقبه واسمه خليفة بن خياط العصفري وهو ثقة من شيوخ البخاري وممن احتج بهم في " صحيحه " .
سادساً : عبد الله بن أحمد بن حنبل , فهو ثقة مشهور احتج به النسائي .
قلت : ومن هذا التخريج يتبين أن رجال الإسناد كلهم ثقات لا شك فيهم سوى حفص بن سليمان , فإن كان هو المنقري كما جزم به الهيثمي فالسند صحيح كما قلنا أولاً وإلا فلا . وقد كنت جزمت بالأول قديماً , تبعاً للحافظ الهيثمي , وذلك في كتابي " تخريج صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " , ثم بدا لي التوقف عنه , لهذا التحقيق الذي ذكرته .
نعم للحديث طريق أخرى عن ابن عمر يتقوى به , يرويه سريج بن يونس حدثنا قران بن تمام عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن يسجد فليسجد , ومن لم يستطع , فلا يرفع إلى جبهته شيئاً يسجد عليه , ولكن بركوعه وسجوده يوميء برأسه " .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 43 / 1 - من زوائده ) : حدثنا محمد ابن عبد الله بن بكير حدثنا سريج بن يونس به . وقال : " لم يروه عن عبيد الله إلا قران تفرد به سريج " .
قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين , وكذا من فوقه سوى قران بضم أوله وتشديد الراء , فهو صدوق ربما أخطأ , كما في " التقريب " , فالسند جيد , لولا أنني لم أجد ترجمة لمحمد بن عبد الله بن بكير شيخ الطبراني , لكن الظاهر أنه لم يتفرد به , كما يشعر به قوله " تفرد به سريج " .
ولعله لذلك قال الحافظ الهيثمي ( 2 / 149 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , ورجاله موثقون , ليس فيهم كلام يضر .
والله أعلم " .
وله شاهد من حديث جابر نحو حديث ابن عمر الأول . يرويه سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به .
أخرجه البزار ( ص 66 - زوائده ) والبيهقي .
ورجال إسناده ثقات , وليس له علة تقدح في صحته , سوى عنعنة أبي الزبير , فإنه كان مدلساً , وبها أعله الحافظ عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " ( رقم 1383 - بتحقيقي ) , ومع ذلك صرح الحافظ ابن حجر في " بلوغه " أنه قوي . فالله أعلم .
والذي لا شك فيه أن الحديث بمجموع طرقه صحيح . والله تعالى هو الموفق .
وقد روى أبو عوانة في " مسنده " ( 2 / 338 ) عن عمر بن محمد قال : دخلنا على حفص بن عاصم نعوده في شكوى قال : فحدثنا قال : " دخل علي عمي عبد الله بن عمر قال : فوجدني قد كسرت لي نمرقة يعني الوسادة قال : وبسطت عليها خمرة , قال : فأنا أسجد عليها , قال : فقال لي : يا ابن أخي لا تصنع هذا , تناول الأرض بوجهك , فإن لم تقدر على ذلك , فأومئ برأسك إيماء " .
وسنده صحيح على شرط الشيخين .

نور الحرف
14-08-2013, 02:02 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 324

" من خبب خادماً على أهلها , فليس منا , ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 580 :
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 397 ) : حدثنا أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , وأبو الجواب اسمه الأحوص بن جواب . وقد توبع , فأخرجه أبو داود ( 5170 ) وابن حبان ( 1319 ) من طريقين آخرين عن عمار بن رزيق به .
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً نحوه . أخرجه الضياء في " المختارة " ( 64 / 25 / 2 ) وآخر من رواية بريدة بن الحصيب بلفظ : " ليس منا من حلف بالأمانة ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه , فليس منا " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:02 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 325

" ليس منا من حلف بالأمانة , ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 581 :
أخرجه أحمد ( 5 / 352 ) : حدثنا وكيع حدثنا الوليد بن ثعلبة عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وأخرجه ابن حبان ( 1318 ) من طريق وكيع به نحوه .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الوليد هذا وقد وثقه ابن معين وابن حبان , وقد صحح إسناده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 93 ) .
خبب : بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى معناه خدع وأفسد .

نور الحرف
14-08-2013, 02:04 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 326

" إن صاحبكم تغسله الملائكة . يعني حنظلة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 581 :
رواه الحاكم ( 3 / 204 ) والبيهقي في " السنن " ( 4 / 15 ) عن ابن إسحاق حدثني # يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه عن جده # رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قتل حنظلة بن أبي عامر بعد أن التقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاه شداد بن الأسود بالسيف فقتله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
فسألوا صاحبته فقالت : إنه خرج لما سمع لهائعة وهو جنب , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لذلك غسلته الملائكة .
وقال : " صحيح على شرط مسلم " وسكت عنه الذهبي وإنما هو حسن فقط لأن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات .
وله شاهد أخرجه ابن عساكر ( 2 / 296 / 1 ) عن عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال : " افتخر الحيان من الأوس والخزرج فقال الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة ابن الراهب , ومنا من اهتز له عرش الرحمن , ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن الأفلح , ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت , قال : فقال الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم : زيد بن ثابت وأبو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل " .
وقال ابن عساكر : " هذا حديث حسن صحيح " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:04 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 327

" لو كان بعدي نبي لكان عمر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 582 :
رواه الترمذي ( 2 / 293 ) وحسنه , والحاكم ( 3 / 85 ) وصححه , وأحمد ( 4 / 154 ) والروياني في " مسنده " ( 50 / 1 ) والطبراني كما في " المنتقى من حديثه " ( 4 / 7 / 2 ) , وأبو بكر النجاد في " الفوائد المنتقاة " ( 17 / 1 - 2 ) وابن سمعون في " الأمالي " ( 172 / 2 ) وأبو بكر القطيعي في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 7 / 2 ) والخطيب في " الموضح " ( 2 / 226 ) وابن عساكر ( 3 / 210 / 2 ) عن أبي عبد الرحمن المقري أنبأنا حيوة عن بكر بن عمرو عن مشرح بن هاعان عن # عقبة بن عامر # مرفوعاً .
ثم رواه النجاد من طريق ابن لهيعة عن مشرح به .
قلت : وهذا سند حسن رجاله كلهم ثقات , وفي مشرح كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن , وقد وثقه ابن معين .
وله شاهدان أحدهما من حديث عصمة . رواه الطبراني و فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . والآخر عن أبي سعيد الخدري . رواه الطبراني في " الأوسط " .
قال الهيثمي ( 9 / 68 ) : " وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:05 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 328

" ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه , فكرهوه وتنزهوا عنه ?‎! فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 582 :
رواه مسلم ( 7 / 90 ) وأحمد ( 6 / 45 , 181 ) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً فترخص فيه , فبلغ ذلك ناساً من أصحابه , فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه ! فبلغه ذلك فقام خطيباً فقال : " فذكره .
قلت : والأمر الذي ترخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو التقبيل في الصيام خلافاً لما قد يتبادر لبعض الأذهان , والدليل الحديث الآتي :
" أنا أتقاكم لله , وأعلمكم بحدود الله " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:06 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 329

" أنا أتقاكم لله , وأعلمكم بحدود الله " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 583 :
رواه الإمام أحمد ( 5 / 434 ) : حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج : أخبرني زيد بن أسلم عن # عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار # , أن الأنصاري أخبر عطاء : " أنه قبل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فأمر امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن رسول الله يفعل ذلك , فأخبرته امرأته , فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص له في أشياء , فارجعي إليه فقولي له , فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص له في أشياء , فقال : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح متصل .

نور الحرف
14-08-2013, 02:10 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 330

" كنا إذا انتهينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 583 :
أخرجه زهير بن حرب في " العلم " ( رقم 100 بتحقيقي ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( 1141 ) وأبو داود ( 4825 ) والترمذي ( 2 / 121 ) وأحمد ( 5 / 91 , 98 , 107 - 108 ) من طريق شريك عن سماك بن حرب عن # جابر بن سمرة # قال : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب وقد رواه زهير عن سماك أيضاً " .
قلت : شريك فيه ضعف من قبل حفظه , لكن متابعة زهير إياه تقويه , وهو زهير بن معاوية بن خديج وهو ثقة من رجال الشيخين .
وفي الحديث تنبيه على أدب من آداب المجالس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , طالما أهمله الناس اليوم , حتى أهل العلم , وهو أن الرجل إذا دخل المجلس , يجلس حيث ينتهي به المجلس , ولو عند عتبة الباب , فإذا وجد مثله فعليه أن يجلس فيه , ولا يترقب أن يقوم له بعض أهل المجلس من مجلسه , كما يفعل بعض المتكبرين من الرؤساء , والمتعجرفين من المتمشيخين , فإن هذا منهي عنه صراحة في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقيم الرجل الرجل من مقعده , ثم يجلس فيه , ولكن تفسحوا وتوسعوا " .
أخرجه مسلم وزاد في رواية : " وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:13 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 331

" إن الرقى , والتمائم , والتولة شرك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 584 :
أخرجه أبو داود ( 3883 ) وابن ماجه ( 3530 ) وابن حبان ( 1412 ) وأحمد ( 1 / 381 ) من طريق يحيى الجزار عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله عن # عبد الله # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : ورجاله ثقات كلهم غير ابن أخي زينب قال الحافظ في " التقريب " : " كأنه صحابي , ولم أره مسمى " .
قلت : وسقط ذكره من كتاب ابن حبان , فلا أدري أكذلك الرواية عنده أم سقط من الناسخ .
وعلى كل حال , فإن للحديث طريقاً أخرى يتقوى بها , أخرجه الحاكم ( 4 / 217 ) من طريق قيس بن السكن الأسدي قال : " دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على امرأة , فرأى عليها خرزاً من الحمرة , فقطعه قطعاً عنيفاً , ثم قال : إن آل عبد الله عن الشرك أغنياء , وقال : كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
وهو كما قالا .
الغريب :
الرقى : هي هنا كان ما فيه الاستعاذة بالجن , أو لا يفهم معناها , مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظة ( يا كبيج ) لحفظ الكتب من الأرضة زعموا .
التمائم : جمع تميمة , وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين , ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة .
قلت : ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار , أو في صدر المكان ! وتعليق بعض السائقين نعلاً في مقدمة السيارة أو مؤخرتها , أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل , كل ذلك من أجل العين زعموا .
وهل يدخل في ( التمائم ) الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم , للسلف في ذلك قولان , أرجحهما عندي المنع كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( رقم التعليق 34 ) طبع المكتب الإسلامي .
و( التولة ) بكسر التاء وفتح الواو , ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره قال ابن الأثير : " جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:21 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 332

" لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في مروطنا , وننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعض " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 586 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 214 / 1 ) : حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن عبيد الله بن عمر عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية أن # عائشة # قالت : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير إبراهيم هذا وهو ابن الحجاج , ثم هما اثنان : إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي أبو إسحاق البصري وإبراهيم بن الحجاج النيلي أبو إسحاق البصري أيضاً , وكلاهما يروي عنه أبو يعلى , والأول , يروي عن حماد بن سلمة , والآخر عن حماد بن زيد , وكل من الحمادين يروي عن عبيد الله بن عمر , ولذلك لم يتعين عندي أيهما المراد هنا , ولا ضير في ذلك , فإنهما ثقتان , غير أن الأول احتج به مسلم , والآخر احتج به الشيخان .
والحديث في " الصحيحين " دون ذكر الوجه , ولذلك أوردته , وهي زيادة مفسرة , لا تعارض رواية الصحيحين , فهي مقبولة .
وهو دليل ظاهر على أن وجه المرأة ليس بعورة . والأدلة على ذلك متكاثرة .
ومعنى كونه ليس بعورة , أنه يجوز كشفه , وإلا فالأفضل , والأورع ستره , لاسيما إذا كان جميلاً .
وأما إذا كان مزيناً . فيجب ستره قولاً واحداً , ومن شاء تفصيل هذا الإجمال , فعليه بكتابنا " حجاب المرأة المسلمة " فإنه جمع فأوعى

نور الحرف
14-08-2013, 02:22 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 333

" إن للإسلام صوى ومناراً كمنار الطريق , منها أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئاً وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئاً , فقد ترك سهماً من الإسلام ومن تركهن " كلهن " , فقد ولى الإسلام ظهره " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 587 :
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في " كتاب الإيمان " ( رقم الحديث 3 بتحقيقي ) قال : حدثنيه يحيى بن سعيد العطار عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن رجل عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم : ومن طريق أبي عبيد أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( ق 98 / 2 ) وعبد الغني المقدسي في " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ( ق 82 / 1 ) وقال : " رواه الطبراني في السنة " .
قلت : ويحيى بن سعيد هذا شامي ضعيف . وقد خالفه جماعة في إسناده فلم يذكروا الرجل فيه . وهو الصواب .
فمنهم الوليد بن مسلم قال : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي هريرة به .
أخرجه الحاكم ( 1 / 21 ) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني حدثنا الوليد ابن مسلم به . وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري , فقد روى عن محمد بن خلف العسقلاني , واحتج بثور بن يزيد الشامي , فأما سماع خالد بن معدان عن أبي هريرة , فغير مستبدع .
فقد حكى الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عنه أنه قال : لقيت سبعة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : لقد انتقل ذهن الحاكم رحمه الله من محمد بن أبي السري العسقلاني إلى محمد بن خلف العسقلاني , ومع أن ابن خلف ليس له دخل في هذا الحديث , فلم يرو عنه البخاري . وأما صاحب الحديث فهو ابن أبي السري كما هو مصرح به في سنده فهو ضعيف وهو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن أبو عبد الله بن أبي السري , قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق عارف له أوهام كثيرة " .
ومنهم محمد بن عيسى بن سميع عن ثور بن يزيد به .
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب والترهيب " ( ق 317 / 1 ) .
قلت : ومحمد هذا هو ابن عيسى بن القاسم بن سميع بالتصغير .
قال الحافظ : " صدوق يخطىء ويدلس " .
ومنهم روح بن عبادة حدثنا ثور بن يزيد به .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 217 - 218 ) وفي " أحاديث أبي القاسم الأصم " ( 12 / 2 ) عن محمد بن يونس الكديمي حدثنا روح بن عبادة به .
قلت : والكديمي متهم , وفي " التقريب " : " ضعيف " .
قلت : لكنه لم يتفرد به , فقال أبو نعيم عقبه : " غريب من حديث خالد , تفرد به ثور , حدث به أحمد بن حنبل , والكبار عن روح " .
قلت : وبمتابعة أحمد وغيره صح الحديث . والحمد لله .
وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بنحوه .
أخرجه ابن دوست في " الأمالي " ( ق 118 / 2 ) من طريقين عن عبد الله ابن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عنه .
قلت : وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , لكن عبد الله بن صالح وإن أخرج له البخاري فهو كما قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط , ثبت في كتابه , وكانت فيه غفلة " .
الصوى : جمع " صوة " , وهي أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفازة المجهولة , يستدل بها على الطريق وعلى طرفيها . أراد أن للإسلام طرائق , وأعلاما يهتدى بها .
كذا في " لسان العرب " عن أبي عمرو بن العلاء .

نور الحرف
14-08-2013, 02:27 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 334

" من قال : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 589 :
أخرجه أبو داود ( 1529 ) من طريق أبي الحسين زيد بن الحباب حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني : حدثني أبو هاني الخولاني أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع # أبا سعيد الخدري # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي علي الجنبي واسمه عمرو بن مالك الهمداني وهو ثقة .
واسم أبي هاني الخولاني حميد بن هاني .
وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد , يرويه ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : يا أبا سعيد ! ثلاثة من قالهن دخل الجنة , قلت : ما هن يا رسول الله ? قال : من رضي بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد رسولاً .
ثم قال : يا أبا سعيد والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض , وهي الجهاد في سبيل الله " .
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 14 ) .
قلت : وإسناده لا بأس به في المتابعات والشواهد

نور الحرف
14-08-2013, 02:29 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 335

" كنا ننهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونطرد عنها طرداً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 590 :
أخرجه ابن ماجه ( 1002 ) وابن خزيمة ( 1 / ) وابن حبان ( 400 ) والحاكم ( 1 / 218 ) والبيهقي ( 3 / 104 ) والطيالسي ( 1073 ) من طريق هارون أبي مسلم حدثنا قتادة عن # معاوية بن قرة عن أبيه # قال : فذكره .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : هارون هذا مستور كما قال الحافظ , لكن له شاهد من حديث أنس ابن مالك يتقوى به , يرويه عبد الحميد بن محمود قال : " صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة , فدفعنا إلى السواري فتقدمنا وتأخرنا , فقال أنس : كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم بسند صحيح كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 677 ) .
قلت : وهذا الحديث نص صريح في ترك الصف بين السواري , وأن الواجب أن يتقدم أو يتأخر .
وقد روى ابن القاسم في " المدونة " ( 1 / 106 ) والبيهقي ( 3 / 104 ) من طريق أبي إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال : " لا تصفوا بين السواري " .
وقال البيهقي : " وهذا - والله أعلم - لأن الأسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف " .
وقال مالك : " لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد " .
وفي " المغني " لابن قدامة ( 2 / 220 ) : " لا يكره للإمام أن يقف بين السواري , ويكره للمأمومين , لأنها تقطع صفوفهم , وكرهه ابن مسعود والنخعي , وروي عن حذيفة وابن عباس , ورخص فيه ابن سيرين ومالك وأصحاب الرأي و بن المنذر , لأنه لا دليل على المنع .
ولنا ما روي عن معاوية بن قرة ... , ولأنها تقطع الصف فإن كان الصف صغيراً , قدر ما بين الساريتين لم يكره لا ينقطع بها " .
وفي " فتح الباري " ( 1 / 477 ) : " قال المحب الطبري : كره قوم الصف بين السواري للنهي الوارد عن ذلك , ومحل الكراهة عند عدم الضيق , والحكمة فيه إما لانقطاع الصف أو لأنه موضع النعال .
انتهى . وقال القرطبي : روي في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين " .
قلت : وفي حكم السارية , المنبر الطويل ذي الدرجات الكثيرة , فإنه يقطع الصف الأول , وتارة الثاني أيضاً , قال الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 139 ) : " إن المنبر يقطع بعض الصفوف , وإنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء المنبر , وما على طرفيه مقطوع , وكان الثوري يقول : الصف الأول , هو الخارج بين يدي المنبر , وهو متجه لأنه متصل , ولأن الجالس فيه يقابل الخطيب ويسمع منه " .
قلت : وإنما يقطع المنبر الصف إذا كان مخالفاً لمنبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان له ثلاث درجات , فلا ينقطع الصف بمثله , لأن الإمام يقف بجانب الدرجة الدنيا منها . فكان من شؤم مخالفة السنة في المنبر الوقوع في النهي الذي في هذا الحديث .
ومثل ذلك في قطع الصف المدافئ التي توضع في بعض المساجد وضعاً يترتب منه قطع الصف , دون أن ينتبه لهذا المحذور إمام المسجد أو أحد من المصلين فيه لبعد الناس أولاً عن التفقه في الدين , وثانياً لعدم مبالاتهم بالابتعاد عما نهى عنه الشارع وكرهه .
وينبغي أن يعلم أن كل من يسعى إلى وضع منبر طويل قاطع للصفوف أو يضع المدفئة التي تقطع الصف , فإنه يخشى أن يلحقه نصيب وافر من قوله صلى الله عليه وسلم : " ... ومن قطع صفا قطعه الله " .
أخرجه أبو داود بسند صحيح كما بينته في " صحيح أبي داود " ( رقم 672 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 02:29 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 336

" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه , خير له من أن يمتلئ شعراً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 592 :
ورد هذا الحديث عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم # أبو هريرة وعبد الله ابن عمر وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وعمر # وغيرهم .
1 - أما حديث أبي هريرة , فأخرجه البخاري ( 4 / 146 ) وفي " الأدب المفرد " ( 860 ) ومسلم ( 7 / 50 ) وأبو داود ( 5009 ) والترمذي ( 2 / 139 ) وابن ماجه ( 3759 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 370 ) وأحمد ( 2 / 288 , 355 , 391 , 478 , 480 ) من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عنه . وقد صرح الأعمش بالتحديث في رواية البخاري . وتابعه عاصم عن أبي صالح به عند الطحاوي .
أخرجه أحمد ( 2 / 331 ) . وتابعه أبو معمر عن أبي صالح به .
لكني لم أعرف أبا معمر هذا .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
2 - وأما حديث ابن عمر . فأخرجه البخاري في " الصحيح " وفي " الأدب المفرد " ( 870 ) والدارمي ( 2 / 297 ) وأحمد ( 2 / 39 , 96 , 223 ) عن حنظلة عن سالم عنه .
3 - وأما حديث سعد بن أبي وقاص , فأخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه ( 3760 ) وأحمد ( 1 / 175 , 181 , / 8 / ) وأبو يعلى ( ق 53 / 1 , 54 / 1 ) وأبو عبيد القاسم بن سلام في " غريب الحديث " ( ق 7 / 1 ) من طرق عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد عن سعد به .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
ورواه حماد بن سلمة فقال : عن قتادة عن عمر بن سعد بن مالك عن سعد به .
أخرجه أحمد ( 1 / 175 ) .
4 - وأما حديث أبي سعيد , فأخرجه مسلم وأحمد ( 3 / 8 , 41 ) من طريق ليث عن ابن الهاد عن يحنس مولى مصعب بن الزبير عنه قال : " بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر , ينشد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا الشيطان , أو : أمسكوا الشيطان , لأن يمتلئ ... " .
5 - وأما حديث عمر , فأخرجه الطحاوي من طريق خلاد بن يحيى قال : حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث عن عمر بن الخطاب به .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط البخاري .
وفي الباب عن جماعة آخرين من الصحابة , خرج أحاديثهم الحافظ الهيثمي في
" مجمع الزوائد " , فمن شاء الاطلاع عليها فليرجع إليه ( 8 / 120 ) .
قلت : وكل هذه الأحاديث عن هؤلاء الصحابة موافقة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه وذلك مما يدل على صدقه وحفظه .
وقد كتبت هذا التحقيق رداً على بعض الشيعة والمتشيعين من المعاصرين الذين يطعنون في أبي هريرة رضي الله عنه أشد الطعن وينسبونه إلى الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم والافتراء عليه , حاشاه من ذلك , فقد زعم أبو ريا من أذنابهم - عاملهم الله بما يستحقون - أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يحفظ الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كما نطق به , وزعم أن في آخره زيادة لم يذكرها أبو هريرة , وهي : " هجيت به " وأن عائشة حفظت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وردت به على أبي هريرة , وكل ذلك مما لا يصح إسناده كما بينته في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ( رقم 1111 ) .
ونحن وإن كنا لا ننكر جواز وقوع النسيان من أبي هريرة - على حفظه - لأنه ليس معصوماً , ولكنا ننكر أشد الإنكار نسبته إلى النسيان بل الكذب لمجرد الدعوى وسوء الظن به , وهذا هو المثال بين أيدينا , فإذا كان جائزاً كما ذكرنا أن يكون أبو هريرة لم يحفظ تلك الزيادة المزعومة , فهل يجوز أن لا يحفظها أيضاً أولئك الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ? !
على أن هذا الحديث في سياقه ما يدل على بطلان تلك الزيادة من حيث المعنى , فإنه لم يذم الشعر مطلقاً , وإنما الإكثار منه , وإذا كان كذلك فقوله " هجيت به " , يعطي أن القليل من الشعر الذي فيه هجاؤه صلى الله عليه وسلم جائز , وهذا باطل وما لزم منه باطل فهو باطل ! جاء في " فيض القدير " :
" وقال النووي : هذا الحديث محمول على التجرد للشعر بحيث يغلب عليه , فيشغله عن القرآن والذكر . وقال القرطبي : من غلب عليه الشعر , لزمه بحكم العادة الأدبية الأوصاف المذمومة , وعليه يحمل الحديث , وقول بعضهم : عنى به الشعر الذي هجي به هو أو غيره , رد بأن هجوه كفر كثر أو قل , وهجو غيره حرام وإن قل فلا يكون لتخصيص الذم بالكثير معنى " .
وما ذكره عن النهي هو الذي ترجم به البخاري في " صحيحه " للحديث فقال : " باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله " .
وتقدمه إلى ذلك الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام , فقال بعد أن ذكر قول البعض المشار إليه : " والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول , لأن الذي هجى به النبي صلى الله عليه وسلم لو كان شطر بيت لكان كفراً , فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه , ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله , فيكون الغالب عليه , فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه , فليس جوفه ممتلئاً " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:30 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 337

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر , فلا يلبس حريراً ولا ذهباً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 596 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 191 ) من طريق عمرو بن الحارث وغيره عن سليمان ابن عبد الرحمن عن القاسم عن # أبي أمامة الباهلي # رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : بل هو حسن , فإن القاسم وهو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , قد تكلم فيه بعضهم , والراجح من مجموع كلام العلماء فيه أنه حسن الحديث , وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " .
وسليمان بن عبد الرحمن هو ابن عيسى الدمشقي خراساني الأصل , وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما .
وأما عمرو بن الحارث فهو أبو أيوب المصري ثقة فقيه حافظ .
وأما " غيره " الذي أشير إليه في الإسناد فالظاهر أنه عبد الله بن لهيعة , فقد رأيناه مقروناً مع عمرو بن الحارث في غير ما حديث واحد , وقد أخرجه أحمد من طريقه فقال ( 5 / 261 ) : حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرني ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن به .
وقال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 103 ) : " رواه أحمد ورواته ثقات " !
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 143 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , وفيه ابن لهيعة , وحديثه حسن وفيه ضعف , وبقية رجاله ثقات " .
قلت : ويؤخذ عليه أنه لم يعزه لأحمد , كما يؤخذ على المنذري أنه لم يعزه للحاكم , مع أن إسناده أصح , وأنه وثق ابن لهيعة , وفيه الضعف الذي ذكره الهيثمي .
واعلم أن الحديث فيه دلالة بينة على تحريم الذهب والحرير , وهو بعمومه يشمل النساء مع الرجال , إلا أنه قد جاءت أحاديث تدل على أن النساء مستثنيات من التحريم كالحديث المشهور : " هذان حرام على ذكور أمتي , حل لإناثها " .
إلا أن هذا ليس على عمومه , فقد جاءت أحاديث صحيحة تحرم على النساء جنساً معينا من الذهب , وهو ما كان طوقاً أو سواراً أو حلقة , وكذلك حرم عليهن الأكل والشرب في آنية الذهب كالرجال , ( راجع الأدلة في " آداب الزفاف " ) .
فبقي الحرير وحده مباحاً لهن إباحة مطلقة لم يستثن منه شيء .
نعم قد استثنى من جنس المباح لهن أمهات المؤمنين , فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه منع أهله منه كما في الحديث الآتي : " كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول : إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:31 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 338

" كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول : إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 597 :
أخرجه النسائي ( 2 / 284 ) وابن حبان ( 1463 ) والحاكم ( 4 / 191 ) وأحمد ( 4 / 145 ) من طريق عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع # عقبة بن عامر # يخبر به .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : لم يخرجا لأبي عشانة " .
قلت : واسمه حي بن يؤمن , وهو ثقة .
قال السندي في حاشيته على النسائي : " قوله : " أهله الحلية " بكسر فسكون ، الظاهر أنه يمنع أزواجه الحلية مطلقاً سواء كان من ذهب أو فضة , ولعل ذلك مخصوص بهم , ليؤثروا الآخرة على الدنيا , وكذا الحرير , ويحتمل أن المراد بـ ( الأهل ) الرجال من أهل البيت , فالأمر واضح " .
قلت : هذا الاحتمال بعيد غير متبادر فالاعتماد على ما ذكره أولا والله أعلم .
وأقول : فهذا الحديث يدل على مثل ما دل عليه الحديث المشهور الذي سبق آنفاً من إباحة الحرير لسائر النساء , إلا أنه قد يقال : إن الأولى بهن الرغبة عنه وعن الحلية مطلقاً تشبيها بنسائه صلى الله عليه وسلم , لاسيما وقد ثبت عنه أنه قال : " ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والمعصفر " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:31 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 339

" ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والمعصفر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 598 :
أخرجه ابن حبان ( 1464 ) : أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا سريج بن يونس حدثنا عباد بن عباد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وأخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 230 / 2 مصورة المكتب الإسلامي ) من طريق أبي حاتم الرازي حدثنا سريج بن يونس به .
قلت : وهذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سفيان وهو الفسوي ثقة حافظ مشهور .
ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة أخرج له البخاري مقروناً ومسلم ومتابعة .
وأما قول المناوي في " فيض القدير " بعد أن عزاه تبعاً لأصله إلى البيهقي في " شعب الإيمان " : " وفيه عباد بن عباد , وثقه ابن معين , وقال ابن حبان : يأتي بالمناكير فاستحق الترك . نقله الذهبي . ورواه أيضاً أبو نعيم في " الصحابة " بهذا اللفظ لكنه قال " الزعفران " بدل " المعصفر " , قال الحافظ العراقي : ضعيف " .
وأقول : ما نقله عن الذهبي هو في ترجمة عباد بن عباد الأرسوفي من " الميزان " وليس هو المذكور في إسناد هذا الحديث , بل هو عباد بن عباد ابن حبيب المهلبي وهو أعلى طبقة من الأرسوفي , وهو الذي ذكروا في شيوخه محمد بن عمرو بن علقمة وفي الرواة عنه سريج بن يونس , وهو ثقة محتج به في الصحيحين , وترجمته في " الميزان " قبيل ترجمة ( الأرسوفي ) و قال فيه : " صدوق " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " ثقة ربما وهم " .
فثبت الحديث والحمد لله , وزال ما أعله به المناوي , ولعل ما نقله عن العراقي من التضعيف إنما هو على أساس توهمه أعني العراقي أن عباداً هو الأرسوفي فضعفه بسببه . والله أعلم .
ثم نقل المناوي في معنى الحديث عن مسند الفردوس : " يعني يتحلين بحلي الذهب , ويلبسن الثياب المزعفرة , ويتبرجن متعطرات متبخترات , كأكثر نساء زمننا , فيفتن بهن " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:32 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 340

" نعم ليكررن عليكم حتى يرد إلى كل ذي حق حقه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 599 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 45 / 1 ) عن محمد بن عبيد حدثنا محمد ابن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير عن # الزبير # قال : " لما نزلت هذه الآية *( إنك ميت وإنهم ميتون )* قال الزبير : يا رسول الله أيكرر علينا ما يكون بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ? قال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات .
ثم أخرجه ( 46 / 1 - 2 ) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو به بلفظ : " لما نزلت ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) , قال الزبير : قلت : يا رسول الله ويكرر علينا خصومتنا في الدنيا ? قال : نعم , قال : قلت : إن الأمر إذاً لشديد " .
وأخرجه الترمذي ( 2 / 216 ) وأحمد ( 1 / 164 ) من هذا الوجه , وزاد أحمد : " ولما نزلت ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال الزبير : أي رسول الله أي نعيم نسأل عنه ? وإنما - يعني - هما الأسودان التمر والماء , قال : أما إن ذلك سيكون " .
وهذا أخرجه الترمذي أيضاً في مكان آخر ( 2 / 239 ) وقال عقبه : " حديث حسن " . وقال في الأول : " حديث حسن صحيح " .
وأخرجه الحاكم من وجهين آخرين عن ابن عمرو به مثل لفظ محمد بن عبيد وزاد في آخره ما عند سفيان : " فوالله إن الأمر لشديد " .
وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي !
قلت : محمد بن عمرو وهو ابن علقمة إنما أخرج له مسلم وكذا البخاري متابعة , كما ذكره الذهبي نفسه في " الميزان " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:33 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 341

" البذاذة من الإيمان . يعني التقشف " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 601 :
أخرجه ابن ماجه ( 4118 ) عن أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد عن # عبد الله بن أبي أمامة الحارثي عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات غير أيوب بن سويد قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : فهو لا بأس به في المتابعات , وقد توبع , فأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 40 / 1 ) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام حدثني صالح بن كيسان أن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة حدثه عن أبيه به .
وتابعه زهير بن محمد عن صالح به إلا أنه قال : " صالح بن أبي صالح " .
خرجه الحاكم ( 1 / 9 ) وقال : " احتج مسلم بصالح بن أبي صالح السمان " . ووافقه الذهبي .
قلت : قد اختلف سعيد بن سلمة وزهير بن محمد في نسبة صالح هذا , فالأول قال : " ابن كيسان " والآخر " ابن أبي صالح " . وفي كل منهما ضعف من قبل حفظه لكن سعيداً أحسن حالاً منه , وسواء كانت روايته أرجح , أو رواية زهير فإن كلا من الصالحين ثقة في الحديث لاسيما صالح بن كيسان فإنه محتج به في " الصحيحين " .
وإن مما يرجح أنه هو أنهم ذكروه في الرواة عن عبد الله بن أبي أمامة دون الآخر والله أعلم .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 6 / 2 / 1 ) من طريق زهير فقال : عن صالح بن كيسان , فجزمت بما رجحته وتبين أن ما في " المستدرك " وهم من بعض الرواة إن لم يكن من الحاكم نفسه .
وقد أدخل بعض الرواة بين عبد الله بن أبي أمامة وأبيه رجلاً , فقال محمد ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أمامة قال : " ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تسمعون , ألا تسمعون ? إن البذاذة من الإيمان , إن البذاذة من الإيمان . يعني التقحل " .
أخرجه أبو داود ( 4161 ) .
قلت : وابن إسحاق مدلس , وقد عنعنه .
وقد توبع , فرواه إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام أن أبا المنيب بن أبي أمامة ( هو عبد الله بن أبي أمامة ) أخبره أنه لقي عبد الله بن كعب بن مالك : حدثني أبوك قال : فذكره . أخرجه الطبراني .
ثم روى هو والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 478 و 4 / 151 ) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : سمعت أباك يقول : فذكره .
قلت : ورجال هذه الطريق ثقات كلهم , بخلاف التي قبلها , ففيها عبد العزيز ابن عبيد الله وهو الحمصي ضعيف . وشيخه عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام لم أجد له ترجمة .
وهي متفقة مع الطريق التي قبلها على تسمية الرجل بـ " عبد الله بن كعب " خلافاً للطريق الأخيرة , ففيها " عبد الرحمن بن كعب " , وهي أجود . وكل من عبد الله وعبد الرحمن ثقة .
ومجموع هذه الطرق الثلاث تحملنا على الاقتناع بثبوت الواسطة بين عبد الله بن أبي أمامة وأبيه .
ويؤيد ذلك ما روى الطبراني أيضاً بسند صحيح عن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة قال : " انصرفت من المسجد , فإذا برجل عليه ثياب بيض , وقميص ورداء سابغ , وعمامة بغير قلنسوة , قد أرخى من ورائه مثل ما بين يديه , فقال لي : أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
والظاهر أن هذا الرجل الذي لم يسم هو ابن كعب بن مالك , وعلى هذا فيكون قد حدث بهذا الحديث عبد الله بن أبي أمامة على ما سبق في الطرق المتقدمة , وابنه المنيب على ما في روايته هذه , ولكن المنيب هذا مجهول ما روى عنه سوى ابنه عبد الله , وهو الذي روى هذا الحديث عنه , ولذلك فلا يعتمد على روايته .
وخلاصة القول أن الرواة قد اختلفوا على عبد الله بن أبي أمامة في هذا الحديث فأسامة بن زيد وصالح بن كيسان قالا : عنه عن أبيه . ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن عبيد الله بن حليم وعبد الحميد بن جعفر قالوا : عنه عن ابن كعب بن مالك عن أبي أمامة .
ويبدو أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح لأنهم أكثر , ولأن معهم زيادة علم .
ومن علم حجة على من لم يعلم .
ثم اختلف هؤلاء الثلاثة في تسمية ابن كعب , فالأولان سمياه عبد الله , وسماه عبد الحميد بن جعفر عبد الرحمن . ولا شك عندي في أن روايته أصح من روايتهما لأنه ثقة احتج به مسلم , وكذلك سائر الرواة , فالاعتماد في تقوية الحديث على هذا الطريق , لثقة رواتها وسلامتها من العلل , فلنسق إسنادها بكامله لزيادة الاطمئنان لما ذكرنا . قال الطبراني رحمه الله : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي أنبأنا أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني أنبأنا عبد الله بن حمران أنبأنا عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال سمعت أباك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره باللفظ المذكور أعلاه , وهو لفظ ابن ماجه .
ومحمد بن عبد الله الحضرمي ثقة حافظ وهو الملقب بـ ( مطين ) , وترجمته في " تذكرة الحفاظ " ( 2 / 210 ) .
وأحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " وتابعه إبراهيم بن مرزوق عند الطحاوي , ولا بأس , وبقية الرجال ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أبي أمامة وهو صدوق أيضاً .
وكان الحامل على تحرير هذا أنني رأيت الحافظ المنذري قد نقل عن بعض المحدثين ما يشعر بتضعيفه للحديث , ولم يحرر القول فيه , ولو بإيجاز مع وقوع خطأ منه , فاقتضى تحقيق القول فيه , فقد قال : ( 3 / 107 ) : " رواه أبو داود و ابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن إسحاق , وقد تكلم أبو عمر النمري في هذا الحديث " .
فأقول : وغالب الظن أن الكلام المشار إليه إنما هو الاختلاف الذي في إسناده , وقد بينا الراجح منه فلا يضره .
وأيضاً فإن الحديث ليس عند ابن ماجه من رواية محمد بن إسحاق , كما سبق ذكره في أول البحث , فاقتضى التنبيه .
ثم إن السيوطي قد عزى الحديث للإمام أحمد أيضاً , ومع أن الحاكم قد أخرجه من طريقه , فإني لم أره في " المسند " له , وهو المراد عند إطلاق العزو إليه .
وذكر المناوي في شرحه عليه :
أن الحافظ العراقي قال في " أماليه " : " حديث حسن " .
والديلمي : " هو صحيح " . وكذا قال الحافظ في " الفتح " .
ثم رأيت للحديث طريقاً أخرى , فقال الحميدي في " مسنده " ( 357 ) :
حدثنا سفيان قال : حدثنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو أمه قال : " تعلمن يا هؤلاء أن البذاذة من الإيمان " .
وابن إسحاق مدلس , وقد عنعنه , وقد سبق من طريقه بإسناد آخر له .

نور الحرف
14-08-2013, 02:37 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 342

" إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 605 :
أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 127 ) أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي حدثنا أحمد بن بشر بن سعد المرثدي حدثنا سعد بن زنبور حدثنا إسماعيل بن مجالد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن # أبي هريرة # مرفوعاً به .
وهذا إسناد حسن أو قريب من الحسن : علي بن أحمد الرزاز قال الذهبي صدوق وله ترجمة عند الخطيب ( 11 / 330 - 331 ) وقال : كتبنا عنه , وكان كثير السماع كثير الشيوخ وإلى الصدق ما هو , مات سنة ( 419 ) .
وعبد الصمد الطستي ترجمه الخطيب أيضاً ( 11 / 41 ) وقال : وكان ثقة سمعت البرقاني ذكره فأثنى عليه وحثنا على كتب حديثه . وأحمد بن بشر بن سعد المرثدي روى الخطيب ( 4 / 54 ) عن ابن خراش أنه كان يثني عليه , وعن علي ابن المنادي أنه قال : هو أحد الثقات مات سنة ( 286 ) , وسعد بن زنبور روى الخطيب أيضاً عن ابن معين أنه قال : هو ثقة ما أراه يكذب , مات سنة ( 230 ) وبقية رجال الإسناد معروفون من رجال التهذيب وهم من رواة الصحيح غير أن إسماعيل بن مجالد مع كونه من رجال البخاري فهو متكلم فيه من قبل حفظه , وفي " التقريب " : " أنه صدوق يخطىء " .
قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن لاسيما وأنه لم ينفرد به بل رواه غيره بإسناد آخر بهذا اللفظ تماما كما يأتي .
قال الحافظ العراقي ( 3 / 153 ) : " رواه الطبراني والدارقطني بسند ضعيف " .
وله شاهد آخر بنحوه بلفظ : " يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم , والفقه بالتفقه , ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين , وإنما يخشى الله من عباده العلماء " .
قال في " المجمع " ( 1 / 128 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " عن معاوية مرفوعاً وفيه رجل لم يسم , وعتبة بن أبي حكيم وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وضعفه جماعة " .
قلت : وفي " التقريب " : " وهو صدوق يخطىء كثيراً " .
وقال المناوي : " رواه ابن أبي عاصم أيضاً قال ابن حجر في " المختصر " : إسناده حسن لأن فيه مبهما اعتضد بمجيئه من وجه آخر " .
قلت : وكأن الحافظ أشار بذلك الوجه إلى حديث أبي هريرة . وقد أخرجه ابن عساكر أيضاً في " تاريخ دمشق " ( 6 / 117 / 1 ) من طريق أخرى عن إسماعيل ابن مجالد به .

نور الحرف
14-08-2013, 02:37 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 343

" كف عنا جشاءك , فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا , أطولهم جوعاً يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 606 :
روي من حديث #‎ ابن عمر وأبي جحيفة , وابن عمرو , وابن عباس , وسلمان # .
1 - حديث ابن عمر . يرويه عبد العزيز بن عبد الله القرشي حدثنا يحيى البكاء عن ابن عمر قال : " تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقال " فذكره .
أخرجه الترمذي ( 2 / 78 ) وابن ماجه ( 3350 ) وقال الترمذي : " حديث غريب من هذا الوجه " .
قلت : يعني ضعيف , وذلك لأن يحيى بن مسلم البكاء ضعيف .
وعبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث كما في " التقريب " .
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 139 ) عن أبيه : " هذا حديث منكر " .
2 - حديث أبي جحيفة , وله عنه طرق :
الأولى : عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : " أكلت خبز بر بلحم سمين , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت فقال : احبس أو اكفف جشاءك ... " الحديث و زاد : " قال : فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا " .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الجوع " ( 2 / 2 ) من طريق الوليد بن عمرو ابن ساج عنه .
قلت : والوليد هذا ضعيف , ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما .
لكنه لم يتفرد به , فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 123 ) : " سمعت أبي وذكر حديثاً كان في كتاب عمرو بن مرزوق ولم يحدث به عن مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة ... ( فذكره ) فسمعت أبي يقول : هذا حديث باطل , ولم يبلغني أن عمرو بن مرزوق حدث به قط " .
كذا قال , وسيأتي عن الإمام أحمد أنه ابن مرزوق كان يحدث به ثم ترك .
وعمرو بن مرزوق ثقة له أوهام كما في " التقريب " , فلعله بدى له , أو عرض له شيء من الشك فترك التحديث به , والله أعلم .
الثانية : عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة به .
أخرجه الحاكم ( 4 / 121 ) عن فهد بن عوف حدثنا فضل بن أبي الفضل الأزدي أخبرني عمر بن موسى : أخبرني علي بن الأقمر ... وقال : " صحيح الإسناد " .
ورده الذهبي بقوله : " قلت : فهد قال المديني : كذاب , وعمر هالك " .
وتعقبه المنذري أيضاً فقال في " الترغيب " ( 3 / 122 ) : " بل واه جداً , فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى " .
قلت : وعمر هذا هو ابن موسى الوجيهي وهو متهم أيضاً , وروي من طريق غيره , فقال ابن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 194 / 1 ) : " قال مهنا : سألت أحمد ويحيى , قلت : حدثني عبد العزيز بن يحيى حدثنا شريك عن علي بن الأرقم ...‎( فذكره ) ? فقالا : ليس بصحيح . قلت لأحمد : يروى من غير هذا الوجه ? قال : كان عمرو بن مرزوق يحدث به عن مالك بن مغول عن علي بن الأرقم عن أبي جحيفة ثم تركه بعد . ثم سألته بعد ? فقال : ليس بصحيح " .
قلت : وعبد العزيز بن يحيى هو المدني كذبه إبراهيم بن المنذر الحزامي .
وقال البخاري : يضع الحديث .
وأخرجه تمام في " الفوائد " ( 99 / 1 ) من طريق أبي ربيعة . حدثنا عمر بن الفضل عن رقبة عن علي بن الأقمر به . وهذا رجاله ثقات , لكن أبو ربيعة هو فهد بن عوف نفسه , وقد عرفت ضعفه .
الثالثة : عن أبي رجاء عمن سمع أبا جحيفة به . وزاد في آخره : " قال أبو جحيفة : فما شبعت منذ ثلاثين سنة " .
أخرجه ابن أبي الدنيا ( 1 / 2 ) .
وفيه الرجل الذي لم يسم . لكن قال المنذري مستدركا على طريق الحاكم الواهية : " رواه البزار بإسنادين رواة أحدهما ثقات " .
وقال الهيثمى ( 5 / 31 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " بأسانيد , وفي أحد أسانيد " الكبير " محمد بن خالد الكوفي , ولم أعرفه , وبقية رجاله ثقات " .
3 - حديث ابن عمرو قال : " تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقصر من جشئك فإن .." الحديث .
قال الهيثمي : " رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد وهو ضعيف " .
4 - حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة " .
قال المنذري : " رواه الطبراني بإسناد حسن " .
وقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 345 - 346 ) من طريق الطبراني , وقال : " لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان القرشي وفيه مقال " .
وقال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 71 ) : " إسناده ضعيف " .
5 - حديث سلمان , يرويه عطية بن عامر الجهني , قال : سمعت سلمان وأكره على طعام يأكله , فقال : حسبي : إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة " .
أخرجه ابن ماجه ( 3351 ) من طريق سعيد بن محمد الثقفي عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية ...
وهكذا أخرجه ابن أبي الدنيا ( 1 / 2 ) والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 330 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 198 - 199 ) .
وقال العقيلي : " عطية في إسناده نظر " .
قلت : وتعقبه الذهبي فقال : " ليس الضعف . إلا أن الحديث انفرد به واه , وهو سعيد بن محمد الوراق " .
وأقول : كلا , ليس الضعف من سعيد فقط , فإن عطية مع قول العقيلي فيه ما عرفت , فلم يوثقه غير ابن حبان ( 1 / 173 ) , ومن المعلوم أن توثيقه غير معتمد عند المحققين من العلماء والنقاد , ومنهم الذهبي نفسه , ولهذا لم يوثقه الحافظ في " التقريب " , وإنما قال فيه : " مقبول " . يعني عند المتابعة , وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة .
ومنه يتبين أن تعقب الذهبي على العقيلي مما لا طائل تحته , وأن للحديث علتين سعيد الوراق , وعطية الجهني .
وجملة القول أن الحديث قد جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة وهي و إن كانت مفرداتها , لا تخلو من ضعف , فإن بعضها ليس ضعفها شديداً , ولذلك فإني أرى أنه يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال . والله سبحانه وتعالى أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 02:39 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 344

" يا غلام إذا أكلت فقل : بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 611 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 2 / 2 ) : حدثنا عبيد بن غنام أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة الحديث وحدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي أنبأنا محمد بن أبي عمر العدني قالا : أنبأنا سفيان عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان عن # عمرو بن أبي سلمة # قال : " كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانت يدي تطيش في الصحفة , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , وقد أخرجاه من طرق عن وهب به بلفظ : " ... سم الله ... " .
وقد ذكرت طرقه مخرجة في " الإرواء " ( 2028 ) , وإنما خرجته هنا من طريق الطبراني بهذا اللفظ لعزته , وقلة وجوده في كتب السنة المتداولة , وقد ذكره بهذا اللفظ العلامة ابن القيم في " زاد المعاد " بهذا اللفظ دون أن يعزوه لأحد كما هي عادته على الغالب .
وفي الحديث دليل على أن السنة في التسمية على الطعام إنما هي " بسم الله " فقط ومثله حديث عائشة مرفوعاً : " إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل : بسم الله , فإن نسي في أوله , فليقل : بسم الله في أوله وآخره " .
أخرجه الترمذي وصححه , وله شاهد من حديث ابن مسعود تقدم ذكره مخرجاً برقم ( 196 ) .
وحديث عائشة قواه الحافظ في " الفتح " ( 9 / 455 ) وقال : " هو أصرح ما ورد في صفة التسمية " قال : " وأما قول النووي في آداب الأكل من " الأذكار " : " صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته , والأفضل أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم , فإن قال : بسم الله كفاه وحصلت السنة " . فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلاً خاصاً " .
وأقول : لا أفضل من سنته صلى الله عليه وسلم " وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم " فإذا لم يثبت في التسمية على الطعام إلا " بسم الله " , فلا يجوز الزيادة عليها فضلاً عن أن تكون الزيادة أفضل منها ! لأن القول بذلك خلاف ما أشرنا إليه من الحديث : " وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم " .

نور الحرف
14-08-2013, 02:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 345

" استكثروا من النعال , فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 612 :
أخرجه مسلم ( 6 / 153 ) وأبو داود ( 4133 ) وأحمد ( 3 / 337 , 360 ) والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 3 / 425 ) من طريق أبي الزبير عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة غزوناها : فذكره .
قلت : وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه , لكن للحديث شواهد يتقوى بها .
فمنها : عن عمران بن حصين مرفوعاً به .
أخرجه العقيلي ( 230 ) والخطيب ( 9 / 404 - 405 ) من طريق مجاعة بن الزبير الأسدي : حدثنا الحسن عنه .
قلت : ورجاله ثقات غير مجاعة هذا , وهو حسن الحديث قال أحمد : " لم يكن به بأس " . وضعفه الدارقطني .
والحسن هو البصري وهو مدلس أيضاً وقد عنعنه .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 138 ) : " رواه الطبراني وفيه مجاعة بن الزبير , لا بأس به في نفسه . وقال ابن عدي : هو ممن يحتمل ويكتب حديثه , وضعفه الدارقطني , وبقية رجاله ثقات " .
ومنها عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً به .
قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف " .

دانة الكون
14-08-2013, 03:13 AM
جزاك الله خير

نور الحرف
14-08-2013, 03:38 AM
جزاك الله خير
تشكرين اختي للمرور والله يبارك فيك

نور الحرف
14-08-2013, 03:38 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 346

" إذا حدثتكم حديثاً فلا تزيدن علي وقال : أربع من أطيب الكلام وهن من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر , ثم قال : لا تسمين غلامك أفلح , ولا نجيحاً , ولا رباحاً , ولا يساراً ( فإنك تقول : أثم هو ? فلا يكون , فيقول : لا ) " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 613 :
أخرجه أحمد ( 5 / 11 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن # هلال بن يساف عن سمرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 899 , 900 ) : حدثنا شعبة به مفرقاً في موضعين وتابعه سفيان وهو الثوري عن سلمة بن كهيل به , دون شطره الأول , والأخير .
أخرجه أحمد ( 5 / 20 ) وابن ماجه ( 3811 ) .
ولشعبة فيه شيخ آخر , فقال الطيالسي ( 893 ) : حدثنا شعبة عن منصور قال : سمعت هلال بن يساف يحدث عن الربيع بن عميلة عن سمرة به مقتصراً على تسمية الغلام .
وكذلك أخرجه أحمد ( 5 / 7 ) ومسلم ( 6 / 172 ) من طرق أخرى عن شعبة به .
وتابعه زهير عن منصور به أتم منه مثل رواية شعبة الأولى عن ابن كهيل , إلا أنه جعل الشطر الأول في آخر الحديث , وفيه الزيادة التي بين القوسين .
أخرجه أحمد ( 5 / 10 ) ومسلم .
ويتبين مما سبق أن هلال بن يساف , كان تارة يرويه عن سمرة مباشرة , وتارة عن الربيع بن عميلة عنه , فلعله سمعه أولاً على هذا الوجه , ثم لقي سمرة فسمعه منه مباشرة , فكان يرويه تارة هكذا , وتارة هكذا , وهو ثقة غير معروف بالتدليس , فيحتمل منه ذلك .
وقد تابعه الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن سمرة بقضية التسمية فقط , إلا أنه ذكر " نافعاً " مكان " نجيحاً " .
أخرجه مسلم وأحمد ( 5 / 12 ) .
وفي الحديث آداب ظاهرة , وفوائد باهرة , أهمها النهي عن الزيادة في حديثه صلى الله عليه وسلم , وهذا وإن كان معناه في رواية حديثه ونقله , فإنه يدل على المنع من الزيادة فيه تعبداً قصداً للاستزادة من الأجر بها من باب أولى , وأبرز صور هذا , الزيادة على الأذكار والأوراد الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم , كزيادة " الرحمن الرحيم " في التسمية على الطعام , فكما أنه لا يجوز للمسلم أن يروى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ( 344 ) : " قل : بسم الله " بزيادة " الرحمن الرحيم " , فكذلك لا يجوز له , أن يقول هذه الزيادة على طعامه , لأنه زيادة على النص فعلاً , فهو بالمنع أولى , لأن قوله صلى الله عليه وسلم : " قل باسم الله " تعليم للفعل , فإذا لم يجز الزيادة في التعليم الذي هو وسيلة للفعل , فلأن لا يجوز الزيادة في الفعل الذي هو الغاية أولى وأحرى . ألست ترى إلى ابن عمر رضي الله عنه أنه أنكر على من زاد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحمد عقب العطاس , بحجة أنه مخالف لتعليمه صلى الله عليه وسلم , وقال له : " وأنا أقول : الحمد لله , والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن ليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا إذا عطس أحدنا أن يقول : الحمد لله على كل حال " .
أخرجه الحاكم ( 4 / 265 - 266 ) وقال : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي .
فإذا عرفت ما تقدم من البيان , فالحديث من الأدلة الكثيرة على رد الزيادة في الدين والعبادة . فتأمل في هذا واحفظه فإنه ينفعك إن شاء الله تعالى في إقناع المخالفين , هدانا الله وإياهم صراطه المستقيم .
وفي الحديث النهي عن التسمية بـ ( يسار ) و ( رباح ) , و ( أفلح ) و ( نجيح ) ونحوها , فينبغي التنبيه لهذا , وترك تسمية الأبناء بشيء منه , وقد كان في السلف من دعي بهذه الأسماء , فالظاهر أنه كان ذلك لسبب عدم علمهم بالحديث إذا كان من التابعين فمن بعدهم , أو قبل النهى عن ذلك إذا كان من الصحابة رضي الله عنهم .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 03:39 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 347

" إذا دعا أحدكم أخاه لطعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 616 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 148 ) : حدثنا يزيد قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير سمع # جابراً # يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح مسلسل بالتحديث , ولذلك خرجته , وإلا فقد أخرجه مسلم ( 4 / 153 ) : وحدثنا ابن نمير : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير بهذا الإسناد مثله .
قلت : يعني إسناد سفيان عن أبي الزبير عن جابر ساقه قبله لم يقع عنده فيه تصريح أبي الزبير بالتحديث , وتصريحه به مهم لأنه مدلس , فإذا عنعن كما وقع في " مسلم " لم تنشرح النفس لحديثه , وكذلك أخرجه أبو داود ( 3740 ) وأحمد ( 3 / 392 ) من طريق سفيان به وابن ماجه ( 1751 ) من طريق أحمد ابن يوسف السلمي حدثنا أبو عاصم به , لم يصرح أبو الزبير بالتحديث .
ويزيد هو ابن سنان البصري نزيل مصر . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 267 ) : " كتبت عنه , وهو صدوق ثقة "

نور الحرف
14-08-2013, 03:39 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 348

" إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 616 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 142 ) : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن سليمان المرادي وهو ثقة .
والحديث في " الصحيحين " وغيرهما من طريق أبي الزناد عن الأعرج به بلفظ " لا يمش أحدكم في نعل واحدة , لينعلهما جميعاً , أو ليخلعهما جميعاً " .
وله شاهد من حديث جابر مرفوعاً بلفظ : " لا تمش في نعل واحدة " .
أخرجه مسلم ( 6 / 154 ) وأحمد ( 3 / 322 ) وغيرهما .
قلت : فالحديث في النهي عن المشي في نعل واحدة صحيح مشهور , وإنما خرجت حديث الطحاوي هذا لتضمنه علة النهي , فهو يرجح قولاً واحداً من الأقوال التي قيلت في تحديدها , فجاء في " الفتح " ( 10 / 261 ) : " قال الخطابي : الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض من شوك أو نحوه , فإذا انفردت إحدى الرجلين احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه , ولا يأمن مع ذلك من العثار .
وقيل : لأنه لم يعدل بين جوارحه , وربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي أو ضعفه . وقال ابن العربي : قيل : العلة فيها أنها مشية الشيطان , وقيل : لأنها خارجة عن الاعتدال . وقال البيهقي : الكراهة فيه للشهرة فتمتد الأبصار لمن ترى ذلك منه , وقد ورد النهي عن الشهرة في اللباس , فكل شيء صير صاحبه شهرة فحقه أن يجتنب " .
فأقول : الصحيح من هذه الأقوال , هو الذي حكاه ابن العربي أنها مشية الشيطان .
وتصديره إياه بقوله : " قيل " مما يشعر بتضعيفه , وذلك معناه أنه لم يقف على هذا الحديث الصحيح المؤيد لهذا " القيل " , ولو وقف عليه لما وسعه إلا الجزم به . وكذلك سكوت الحافظ عليه يشعرنا أنه لم يقف عليه أيضاً , وإلا لذكره على طريقته في جمع الأحاديث وذكر أطرافها المناسبة للباب , لاسيما وليس في تعيين العلة وتحديدها سواه .
فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربما لا تراها في غير هذا المكان , يعود الفضل فيها إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي , فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح في كتابه دون عشرات الكتب الأخرى لغيره .
تنبيه :
أما الحديث الذي رواه ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت : " ربما مشى النبي صلى الله عليه وسلم في نعل واحدة " . فهو ضعيف لا يحتج به .
أخرجه الترمذي ( 1 / 329 ) من طريق هريم بن سفيان البجلي الكوفي والطحاوي من طريق مندل كلاهما عن ليث به . وضعفه الطحاوي بقوله : " مندل ليس من أهل التثبت . وليث وإن كان من أهل الفضل فإن روايته ليست عند أهل العلم بالقوية " .
قلت : مندل قد تابعه هريم وهو ثقة من رجال الشيخين , فبرئت عهدته منه , وانحصرت في الليث فهو علة الحديث , وهو ضعيف .
قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه فترك " .
وإذا عرف هذا فلا يجوز معارضة حديث الباب بهذا الحديث الواهي كما فعل بعض أهل الجهل بالآثار فيما ذكره الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى .

نور الحرف
14-08-2013, 03:40 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 349

" ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه , أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزى يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 619 :
أخرجه أحمد ( 5 / 267 ) حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن ( أبي ) مالك عن لقمان بن عامر عن # أبي أمامة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد شامي جيد , رجاله كلهم ثقات , وفي يزيد وهو ابن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي القاضي كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن . وقال فيه الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما وهم " .
والحديث قال الهيثمي ( 5 / 205 ) : " رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن أبي مالك وثقه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات " .
وقال المنذري ( 3 / 132 - 133 , 4 / 294 ) : " رواه أحمد , ورواته ثقات إلا يزيد بن أبي مالك , وهو ثقة , وقال بعضهم : لين " .

نور الحرف
14-08-2013, 03:41 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 350

" إن عشت إن شاء الله إلى قابل صمت التاسع مخافة أن يفوتني يوم عاشوراء " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 619 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 99 / 2 ) من طريقين عن أحمد بن يونس أنبأنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عمير عن # ابن عباس # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات .

نور الحرف
14-08-2013, 03:42 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 351

" اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه , وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يقبل منه صرف ولا عدل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 620 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 125 / 2 ) : حدثنا روح بن الفرج أبو الزنباع حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث به سعد عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن يسار عن # عبادة بن الصامت # مرفوعاً وقال : " لم يروه عن موسى إلا هشام تفرد به الليث " .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير روح بن الفرج وهو ثقة كما في " التقريب " وقول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 306 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " " والكبير " ورجاله رجال الصحيح " ليس صحيحاً على إطلاقه , وتلك عادة له أنه يطلق مثل هذا القول : " ورجاله رجال الصحيح " ويعني من فوق شيخ الطبراني , فاعلم هذا فإنه مفيد في مواطن النزاع والتحقيق .
ثم رأيت الحديث في " تاريخ ابن عساكر " ( 16 / 241 / 2 ) من طريق عيسى ابن حماد أنبأنا الليث به .

نور الحرف
14-08-2013, 03:42 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 352

" البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 620 :
أخرجه ابن ماجه ( 3558 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 262 ) وأحمد وإسحاق في " مسنديهما " والنسائي في " الكبرى " والطبراني كلهم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن # سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه # قال : " رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه ثوباً أبيض فقال : أجديد ثوبك هذا أم غسيل ? فقال : بل غسيل , و( في رواية : جديداً ) فقال : فذكره .
زاد الدبري ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة , قال : وإياك يا رسول الله " .
قال الحافظ في " نتائج الأفكار " ( 1 / 27 / 2 ) : " هذا حديث حسن غريب , ورجال الإسناد رجال الصحيح , لكن أعله النسائي فقال : هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق , قال النسائي : و قد روي أيضاً عنه متصلاً يعني الزهري , وروي عنه مرسلاً . قال : وليس هذا من حديث الزهري .
قلت : وجدت له شاهداً مرسلاً أخرجه بن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل , فذكر المتن بنحو رواية أحمد , وأبو الأشهب اسمه جعفر ابن حيان العطاردي وهو من رجال الصحيح , وسمع من كبار التابعين , وهذا يدل على أن للحديث أصلاً , وأقل درجاته أن يوصف بالحسن " .
تنبيه :
اقتصر النووي في " الأذكار " في عزوه على بن ماجة وابن السني وهو قصور ظاهر تعجب منه الحافظ .

نور الحرف
14-08-2013, 03:43 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 353

" إياي والتنعم , فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 621 :
أخرجه أحمد ( 5 / 243 , 244 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 155 ) من طرق عن بقية بن الوليد عن السري بن ينعم عن مريح بن مسروق عن # معاذ بن جبل # . " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات كما قال المنذري ( 3 / 125 ) والهيثمي ( 10 / 250 ) , وسكتا عن عنعنة بقية مع كونه مشهوراً بالتدليس ! ولكنه قد صرح بالتحديث عند أبي نعيم , فزالت شبهة تدليسه وثبت الحديث بذلك .
والحمد لله .

نور الحرف
14-08-2013, 03:44 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 354

" إياك وكل ما يعتذر منه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 622 :
رواه الضياء في " المختارة " ( 131 / 1 ) عن عمرو بن الضحاك حدثنا أبي الضحاك ابن مخلد أنبأ شبيب بن بشر عن # أنس بن مالك # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند حسن رجاله ثقات وفي شبيب كلام لا يضر .
وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " .
وقال المناوي : " ورواه عن أنس أيضاً الديلمي في " مسند الفردوس " وسنده حسن وأخرجه الحاكم في " المستدرك " من حديث سعد , والطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عمر وجابر " .
قلت : في حديث جابر محمد بن أبي حميد , وهو مجمع على ضعفه كما في " المجمع " ( 10 / 248 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 03:45 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 355

" مثل المؤمن مثل النحلة , لا تأكل إلا طيباً , ولا تضع إلا طيباً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 622 :
أخرجه ابن حبان ( رقم 30 ) وابن عساكر ( 2 / 43 / 1 ) من طريق مؤمل ابن إسماعيل حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن # وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم روى ابن عساكر بسنده عن هارون الحمال قال : " وذكر هذا الحديث - حديث مؤمل - لأبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) فقال أبو عبد الله : إنما حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل المؤمن مثل النحلة " .
قلت : كذا وقع في نسخة ابن عساكر : " عن يعلى بن عطاء عن عبد الله ابن عمرو " .
وأخشى أن يكون سقط منها شيء فقد أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 89 - بتحقيقي ) بسند أحمد مغايراً لما فيها , فقال : حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : " مثل المؤمن .... " . هكذا قال : " عن أبيه " ولم يرفعه ولعله الصواب .
وإذا ثبت ذلك فالإمام أحمد يشير إلى أن مؤمل بن إسماعيل قد أخطأ في إسناد الحديث فقال : " عن وكيع بن عدس " والصواب " عن أبيه " كما قال غندر فإنه أوثق من مؤمل و أخطأ أيضاً في رفعه , لأن غندرا أوقفه عند ابن أبي شيبة ولعله كذلك عند ابن عساكر , لكن بعض النساخ رفعه ! نعم قد جاء مرفوعاً من طريقين آخرين عن شعبة , فقال ابن السماك في " حديثه " ( 2 / 90 / 2 ) : حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلام بن سليمان حدثنا شعبة بإسناد غندر مرفوعاً .
وسلام هذا وهو أبو العباس المدائني الضرير قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . ولكن تابعه حجاج بن نصير قال : أنبأنا شعبة به .
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 110 / 1 ) .
وحجاج ضعيف أيضاً . لكن تابعه حرمي ابن عمارة بن أبي حفصة قال : أنبأنا شعبة به .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 248 / 1058 ) . وحرمي صدوق يهم فهو بمجموع هذه المتابعات ثابت عن شعبة .
وللحديث طريق أخرى أخرجها الحسين المروزي في " زوائد الزهد لابن المبارك " ( ق 123 / 1 - كواكب 575 ) بسند صحيح عن عبد الله بن بريدة قال : " ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة سمع .... عبد الله بن عمرو ...... " فذكره مرفوعاً وفيه قصة .
وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق حسن أو صحيح .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 03:46 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 356

" أتاني جبريل عليه السلام فقال : إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر يقطع وفي رواية : إن في البيت ستراً في الحائط فيه تماثيل , فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطاً أو وسائد فأوطئوه , فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل . فيجعل منه وسادتان توطآن ومر بالكلب فيخرج . ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جرو كان للحسن والحسين رضي الله عنهما تحت نضد لهما . قال : ومازال يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 624 :
أخرجه أحمد ( 2 / 305 , 478 ) والسياق له وأبو داود ( 4158 ) والترمذي ( 2 / 132 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 1487 ) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم , وصححه الترمذي وغيره , وقد صرح يونس بالتحديث في رواية ابن حبان , وفي حفظه ضعف يسير لا يضر في حديثه , وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم قليلاً " .
قلت : وقد تابعه أبو إسحاق , فقال أحمد ( 2 / 308 ) حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق عن مجاهد به مختصراً بالرواية الثانية .
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين لولا أن أبا إسحاق وهو السبيعي والد يونس , كان تغير في آخره , وقد اختلف عليه في لفظه , فرواه عنه معمر هكذا , ورواه أبو بكر عنه به نحوه بلفظ : " فإما أن تقطع رؤوسها , أو تجعل بساطاً يوطأ " .
أخرجه النسائي ( 2 / 302 ) .
والأول أصح , لأن معمراً حفظه عن أبي بكر وهو ابن عياش الكوفي قال الحافظ : " ثقة عابد , إلا أنه لما كبر ساء حفظه , وكتابه صحيح " .
فقه الحديث :
الأول : تحريم الصور , لأنها سبب لمنع دخول الملائكة , والأحاديث في تحريمها أشهر من أن تذكر .
الثاني : أن التحريم يشمل الصور التي ليست مجسمة ولا ظل لها لعموم قول جبريل عليه السلام : " فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل " , وهي الصور , ويؤيده أن التماثيل التي كانت على القرام لا ظل لها , ولا فرق في ذلك بين ما كان منها تطريزاً على الثوب أو كتابة على الورق , أو رسماً بالآلة الفوتوغرافية إذ كل ذلك صور وتصوير , والتفريق بين التصوير اليدوي والتصوير الفوتوغرافي , فيحرم الأول دون الثاني , ظاهرية عصرية , وجمود لا يحمد كما حققته في " آداب الزفاف في السنة المطهرة " ( ص 112 - 114 ) .
الثالث : أن التحريم يشمل الصورة التي توطأ أيضاً إذا تركت على حالها ولم تغير بالقطع , و هوالذي مال إليه الحافظ في " الفتح " .
الرابع : أن قوله " حتى تصير كهيئة الشجرة " , دليل على أن التغيير الذي يحل به استعمال الصورة , إنما هو الذي يأتي على معالم الصورة , فيغيرها حتى تصير على هيئة أخرى مباحة كالشجرة . وعليه فلا يجوز استعمال الصورة ولو كانت بحيث لا تعيش لو كانت حية كما يقول بعض الفقهاء , لأنها في هذه الحالة لا تزال صورة اسماً وحقيقة , مثل الصور النصفية , وأمثالها , فاعلم هذا فإنه مما يهم المسلم معرفته في هذا العصر الذي انتشرت فيه الصور وعمت وطمت . , وإن شئت زيادة تحقيق في هذا , فراجع المصدر السابق ( ص 111 / 112 ) .
الخامس : فيه إشارة إلى أن الصورة إذا كانت من الجمادات فهي جائزة , ولا تمنع من دخول الملائكة , لقوله " كهيئة الشجرة " , فإنه لو كان تصوير الشجر حراماً كتصوير ذوات الأرواح , لم يأمر جبريل عليه السلام , بتغييرها إلى صورة شجرة , وهذا ظاهر , ويؤيده حديث ابن عباس رضي الله عنه " وإن كنت لابد فاعلاً , فاصنع الشجرة , وما لا نفس له " . رواه مسلم وأحمد ( 1 / 308 ) .
السادس : تحريم اقتناء الكلب لأنه أيضاً سبب يمنع من دخول الملائكة , وهل يمنع لو كان كلب ماشية أو صيد , الظاهر لا , لأنه يباح اقتناؤه .
ويؤيده أن الصورة إذا كانت مباحة لا تمنع أيضاً من دخول الملائكة بدليل أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقتني لعب البنات , وتلعب بها هي ورفيقاتها على مرأة من النبي صلى الله عليه وسلم , فلا ينكرها عليها كما ثبت في البخاري وغيره , فلو كان ذلك مانعاً من دخول الملائكة لما أقرها صلى الله عليه وسلم عليه .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 03:47 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 357

" من أحب أن يتمثل له الناس قياماً , فليتبوأ مقعده من النار " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 627 :
أخرجه البخاري في " الأدب " ( 977 ) وأبو داود ( 5229 ) والترمذي ( 2 / 125 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 40 ) واللفظ له وأحمد ( 4 / 93 , 100 ) والدولابي في " الكنى " ( 1 / 95 ) والمخلص في " الفوائد المنتقاة " ( ق 196 / 2 ) وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 51 / 2 ) والبغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 7 / 69 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 219 ) من طرق عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز قال : " دخل معاوية بيتاً فيه عبد الله بن الزبير , وعبد الله بن عامر , فقام ابن عامر , وثبت ابن الزبير , وكان أدر بهما فقال # معاوية # : اجلس يا ابن عامر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : بل هو حديث صحيح , رجال إسناده ثقات رجال الشيخين , وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد , وهو ثقة , وحبيب بن الشهيد ثقة ثبت كما في " التقريب " , فلا وجه للاقتصار على تحسينه , وإن سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 11 / 42 ) , لاسيما وله طريق أخرى , فقال المخلص في " الفوائد " : حدثنا عبد الله أنبأنا داود : أنبأنا مروان أنبأنا مغيرة بن مسلم السراج عن عبد الله بن بريدة قال : " خرج معاوية فرآهم قياماً لخروجه , فقال لهم : اجلسوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سره أن يقوم له بنو آدم , وجبت له النار " .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المخلص عبد الله , وهو الحافظ أبو القاسم البغوي , ومغيرة بن مسلم السراج وهما ثقتان بلا خلاف وداود هو ابن رشيد , ومروان هو ابن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ .
وقد تابعه شبابة بن سوار حدثني المغيرة بن مسلم به إلا أنه قال : " من أحب أن يستجم له الرجال ... " والباقي مثله .
أخرجه الطحاوي ( 2 / 38 - 39 ) والخطيب في تاريخ بغداد ( 13 / 193 ) .
وللحديث عنده ( 11 / 361 ) شاهد مرسل في قصة طريفة , أخرجه من طريق عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد قال : سمعت أبي يقول : " لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر , فناظرهم على متاع كان معهم , ثم نهض المأمون لبعض حاجته , ثم خرج , فقام كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد , فإنه لم يقم , قال : فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب , ثم استخلاه فقال له : يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك ? قال : أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : وما هو ? قال علي بن الجعد : سمعت المبارك بن فضالة يقول : سمعت الحسن يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فذكره باللفظ الأول ) قال : فأطرق المأمون متفكراً في الحديث , ثم رفع رأسه فقال : لا يشترى إلا من هذا الشيخ , قال : فاشترى منه في ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار " .
قلت : فصدق في علي بن الجعد ( وهو ثقة ثبت ) قول الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً , ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .
ونحو هذه القصة ما أخرج الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( ق 8 / 1 - نسخة حلب ) : حدثنا أحمد بن علي البصري قال : " وجه المتوكل إلى أحمد بن العدل وغيره من العلماء فجمعهم في داره , ثم خرج عليهم , فقام الناس كلهم إلا أحمد بن العدل , فقال المتوكل لعبيد الله : إن هذا الرجل لا يرى بيعتنا , فقال له : بلى يا أمير المؤمنين ولكن في بصره سوء , فقال أحمد بن العدل : يا أمير المؤمنين ما في بصري من سوء , ولكنني نزهتك من عذاب الله تعالى , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده في النار " , فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه " .
وروى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 170 / 2 ) بسنده عن الأوزاعي حدثني بعض حرس عمر بن عبد العزيز قال : " خرج علينا عمر بن عبد العزيز ونحن ننتظره يوم الجمعة , فلما رأيناه قمنا , فقال : إذا رأيتموني فلا تقوموا , ولكن توسعوا " .
فقه الحديث :
دلنا هذا الحديث على أمرين .
الأول : تحريم حب الداخل على الناس القيام منهم له , وهو صريح الدلالة بحيث أنه لا يحتاج إلى بيان .
والآخر : كراهة القيام من الجالسين للداخل , ولو كان لا يحب القيام , وذلك من باب التعاون على الخير , وعدم فتح باب الشر , وهذا معنى دقيق دلنا عليه راوي الحديث معاوية رضي الله عنه , وذلك بإنكاره على عبد الله بن عامر قيامه له , واحتج عليه بالحديث , وذلك من فقهه في الدين , وعلمه بقواعد الشريعة , التي منها " سد الذرائع " , ومعرفته بطبائع البشر , وتأثرهم بأسباب الخير والشر , فإنك إذا تصورت مجتمعاً صالحاً كمجتمع السلف الأول , لم يعتادوا القيام بعضهم لبعض , فمن النادر أن تجد فيهم من يحب هذا القيام الذي يرديه في النار , وذلك لعدم وجود ما يذكره به وهو القيام نفسه , وعلى العكس من ذلك إذا نظرت إلى مجتمع كمجتمعنا اليوم , قد اعتادوا القيام المذكور , فإن هذه العادة لاسيما مع الاستمرار عليها فإنها تذكره به , ثم إن النفس تتوق إليه وتشتهيه حتى تحبه , فإذا أحبه هلك , فكان من باب التعاون على البر والتقوى أن يترك هذا القيام , حتى لمن نظنه أنه لا يحبه خشية أن يجره قيامنا له إلى أن يحبه , فنكون قد ساعدناه على إهلاك نفسه وذا لا يجوز . ومن الأدلة الشاهدة على ذلك أنك ترى بعض أهل العلم الذين يظن فيهم حسن الخلق , تتغير نفوسهم إذا ما وقع نظرهم على فرد لم يقم له , هذا إذا لم يغضبوا عليه ولم ينسبوه إلى قلة الأدب , ويبشروه بالحرمان من بركة العلم بسبب عدم احترامه لأهله بزعمهم . بل إن فيهم من يدعوهم إلى القيام , ويخدعهم بمثل قوله " أنتم لا تقومون لي كجسم من عظم ولحم , وإنما تقومون للعلم الذي في صدري " ! ! كأن النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يكن لديه علم ! ! لأن الصحابة كانوا لا يقومون له , أو أن الصحابة كانوا لا يعظمونه عليه السلام التعظيم اللائق به ! فهل يقول بهذا أو ذاك مسلم ? ! ومن أجل هذا الحديث وغيره ذهب جماعة من أهل العلم إلى المنع من القيام للغير كما في " الفتح " ( 11 / 41 ) ثم قال : " ومحصل المنقول عن مالك إنكار القيام , ما دام الذي يقام لأجله لم يجلس , ولو كان في شغل نفسه , فإنه سئل عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها , فتتلقاه وتنزع ثيابه , وتقف حتى يجلس ? فقال : أما التلقي فلا بأس به , وأما القيام حتى يجلس فلا , فإن هذا فعل الجبابرة , وقد أنكره عمر بن عبد العزيز " .
قلت : وليس في الباب ما يعارض دلالة هذا الحديث أصلاً , والذين خالفوا فذهبوا إلى جواز هذا القيام بل استحبابه , استدلوا بأحاديث بعضها صحيح , وبعضها ضعيف والكل عند التأمل في طرقها ومتونها لا ينهض للاستدلال على ذلك , ومن أمثلة القسم الأول حديث " قوموا إلى سيدكم " . وقد تقدم الجواب عنه برقم ( 67 ) من وجوه أقواه أنه صح بزيادة : " فأنزلوه " فراجعه .
ومن أمثلة القسم الآخر حديث قيامه صلى الله عليه وسلم حين أقبل عليه أخوه من الرضاعة فأجلسه بين يديه .
فهو حديث ضعيف معضل الإسناد , ولو صح فلا دليل فيه أيضاً وقد بينت ذلك كله في " الأحاديث الضعيفة " ( 1148 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 03:53 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 358

" ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له , لما كانوا يعلمون من كراهيته لذلك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 631 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 946 ) والترمذي ( 2 / 125 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 39 ) وأحمد ( 3 / 132 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( ق 183 / 2 ) واللفظ له من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن # أنس # به .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وهذا الحديث مما يقوي ما دل عليه الحديث السابق من المنع من القيام للإكرام لأن القيام لو كان إكراماً شرعاً , لم يجز له صلى الله عليه وسلم أن يكرهه من أصحابه له , وهو أحق الناس بالإكرام , وهم أعرف الناس بحقه عليه الصلاة والسلام .
وأيضاً فقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم هذا القيام له من أصحابه , فعلى المسلم - خاصة إذا كان من أهل العلم وذوي القدوة - أن يكره ذلك لنفسه اقتداء به صلى الله عليه وسلم , وأن يكره لغيره من المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير " , فلا يقوم له أحد , ولا هو يقوم لأحد , بل كراهتهم لهذا القيام أولى بهم من النبي عليه الصلاة والسلام , ذلك لأنهم إن لم يكرهوه اعتادوا القيام بعضهم لبعض , وذلك يؤدي بهم إلى حبهم له , وهو سبب يستحقون عليه النار كما في الحديث السابق , وليس كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإنه معصوم من أن يحب مثل هذه المعصية , فإذا كان مع ذلك قد كره القيام له , كان واضحاً أن المسلم أولى بكراهته له .

نور الحرف
14-08-2013, 03:54 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 359

" نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية , وأذن في لحوم الخيل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 632 :
هو من حديث # جابر بن عبد الله # رضي الله عنه . وله عنه طرق :
الأولى : عن محمد بن علي عنه .
أخرجه البخاري ( 4 / 16 ) ومسلم ( 6 / 66 ) وأبو داود ( 3788 ) والنسائي ( 2 / 199 ) والترمذي ( 1 / 331 ) والدارمي ( 2 / 87 ) والطحاوي ( 2 / 318 ) والبيهقي ( 9 / 325 ) وأحمد ( 3 / 361 , 385 ) من طرق عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي به .
وتابعه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر , فأسقط من الإسناد محمد ابن علي , ولفظه : " أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل , ونهانا عن لحوم الحمر " .
أخرجه النسائي والطحاوي والترمذي ( 1 / 331 ) وقال : " هذا حديث حسن صحيح , وهكذا روى غير واحد عن عمرو بن دينار عن جابر ورواه حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر ورواية ابن عيينة أصح .
وسمعت محمدا يقول : سفيان بن عيينة أحفظ من حماد ابن زيد " .
قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 559 ) : " قلت : لكن اقتصر البخاري ومسلم على تخريج طريق حماد بن زيد , وقد وافقه ابن جريج عن عمرو وعلى إدخال الواسطة بين عمرو وجابر ولكنه لم يسمه , أخرجه أبو داود " .
الثانية : عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش , ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمار الأهلي " .
أخرجه مسلم وأبو داود ( 3789 ) والنسائي وابن ماجه ( 3191 ) والطحاوي والبيهقي وأحمد ( 3 / 356 , 362 ) من طرق عن أبي الزبير به . ولفظ النسائي مثل لفظ ابن عيينة المتقدم بزيادة : " يوم خيبر " .
ولفظ أبي داود وأحمد : " ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير , فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير , ولم ينهنا عن الخيل " .
الثالثة : عن عطاء عنه قال : " كنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " زاد في رواية : " قلت : فالبغال ? قال : لا " .
أخرجه النسائي واللفظ له وابن ماجه ( 3197 ) والزيادة له والطحاوي ( 2 / 318 , 322 ) والبيهقي .
قلت : وإسناده صحيح .
وللحديث شاهد من رواية أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : " نحرنا فرساً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه ( بالمدينة ) " .
أخرجه البخاري ومسلم والدارمي والبيهقي وأحمد ( 6 / 345 , 346 , 353 ) والزيادة للدارمي ورواية للبخاري .
وفي الحديث جواز أكل لحوم الخيل , وهو مذهب الأئمة الأربعة سوى أبي حنيفة فذهب إلى التحريم خلافاً لصاحبيه فإنهما وافقا الجمهور , وهو الحق لهذا الحديث الصحيح , ولذلك اختاره الإمام أبو جعفر الطحاوي , وذكر أن حجة أبي حنيفة حديث خالد بن الوليد مرفوعاً : " لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير " .
ولكنه حديث منكر ضعيف الإسناد لا يحتج به إذا لم يخالف ما هو أصح منه , فكيف وقد خالف حديثين صحيحين كما ترى .
وقد بينت ضعفه وعلله في " السلسلة الضعيفة " رقم ( 1149 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 03:56 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 360

" ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس , ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها , فمن أدرك ذلك منهم فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 635 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " فقال ( 1558 - موارد ) : أخبرنا أحمد ابن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي أنبأنا جرير بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة عن جعفر بن إياس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وهو ثقة , وأحمد بن علي بن المثنى هو أبو يعلى الموصلي وهو ثقة حافظ . وقد أخرجه في " مسنده " , فقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 240 ) .
" رواه أبو يعلى , ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود ( ! ) وهو ثقة " .
قلت : وله طريق أخرى عن أبي هريرة وحده .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 117 ) والخطيب في " تاريخ بغداد " عن داود بن سليمان الخراساني : حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عنه .
وقال الطبراني : " تفرد به داود بن سليمان , وهو شيخ لا بأس به " .
قلت : وهذه فائدة عزيزة , فإن توثيق الطبراني للخراساني هذا مما لم يرد له ذكر في كتب الرجال مثل " الميزان " و " اللسان " وغيرهما , وإنما جاء فيهما أن الأزدي قال : " ضعيف جداً " .
قلت : وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الستة , فهو شاهد لا بأس به عندي .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 03:56 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 361

" ليوشك رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا , ولم يل من أمر الناس شيئاً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 636 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 91 ) من طريق عاصم بن بهدلة عن يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس بعث معه بكسوة إلى مروان بن الحكم فقال مروان للبواب : أنظر من بالباب ? قال : # أبو هريرة # , فأذن له فقال : يا أبا هريرة حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي .
قلت : وإنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في حفظ عاصم هذا , والذهبي نفسه لما ترجمه في " الميزان " , وحكى أقوال الأئمة فيه قال : " قلت : هو حسن الحديث "

نور الحرف
14-08-2013, 03:57 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 362

" لا يحل للخليفة إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله , وقصعة يطعمها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 636 :
رواه ابن أبي الدنيا في " الورع " ( 168 / 2 ) : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : أنبأنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : دخلنا على # علي بن أبي طالب # يوم أضحى فقدم إلينا خزيرة , فقلنا يا أمير المؤمنين لو قدمت إلينا من هذا البط والوز , والخير كثير , قال : يا ابن زرير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
ورواه أحمد ( رقم 1 / 78 ) وعنه ابن عساكر ( 12 / 188 / 1 ) من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به .
ورواه ابن عساكر من طريق حرملة عن ابن وهب به موقوفاً على علي .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات , وابن لهيعة إنما يخشى من سوء حفظه إذا لم يكن الحديث من رواية أحد العبادلة عنه كما صرح بذلك بعض الأئمة المتقدمين , وهذه كما ترى من رواية عبد الله بن وهب عنه .
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 231 ) : " رواه أحمد , وفيه ابن لهيعة , وحديثه حسن , وفيه ضعف " .
وأقول : الصواب فيه أنه ضعيف الحديث في غير رواية العبادلة عنه . صحيح الحديث من رواية أحدهم عنه كما سبق . وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , خلط بعد احتراق كتبه , ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما , وله في " مسلم " بعض شيء مقرون " .

نور الحرف
14-08-2013, 03:58 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 363

" أربعة يبغضهم الله عز وجل : البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 637 :
أخرجه النسائي ( 1 / 359 ) وابن حبان ( 1098 ) من طريق حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن #‎أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .

نور الحرف
14-08-2013, 03:59 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 364

" باع آخرته بدنياه . قاله لرجل باع بثمن حلف أن لا يبيع به " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 637 :
أخرجه ابن حبان ( 1099 ) : أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري - ببغداد - حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا ابن فديك عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير عن # أبي سعيد # قال : " مر أعرابي بشاة , فقلت : تبيعها بثلاثة دراهم ? فقال : لا والله , ثم باعها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال " . فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير عبد الله بن صالح البخاري وهو ثقة مترجم له في " تاريخ بغداد " ( 9 / 481 ) .

نور الحرف
14-08-2013, 04:00 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 365

" احضروا الذكر وادنوا من الإمام , فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 638 :
أخرجه أبو داود ( 1198 ) والحاكم ( 1 / 289 ) وعنهما البيهقي ( 3 / 238 ) وأحمد ( 5 / 11 ) من طريق معاذ بن هشام قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده - ولم أسمعه منه : قال قتادة : عن يحيى بن مالك عن # سمرة بن جندب # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
كذا قالا , ويحيى بن مالك هذا , قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما علمنا فليس هو في " التهذيب " " ولا في " التقريب " ولا في " التذهيب " .
نعم ترجمه ابن أبي حاتم فقال ( 4 / 2 / 190 ) : " يحيى بن مالك , أبو أيوب الأزدي العتكي البصري المراغي , قبيلة من العرب .
روى عن عبد الله بن عمرو , وأبي هريرة , وابن عباس , وسمرة بن جندب , وجويرية . مات في ولاية الحجاج .
روى عنه قتادة , وأبو عمران الجوني , وأبو الواصل عبد الحميد بن واصل " .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأورده ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 256 ) وقال : " من أهل البصرة , يروي عن عبد الله بن عمر , روى عنه قتادة , مات أبو أيوب في ولاية الحجاج " .
قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى لتابعيته , ورواية جماعة من الثقات عنه , مع تصحيح الحاكم والذهبي لحديثه . والله أعلم .
وخالفه الحكم بن عبد الملك فقال : عن قتادة عن الحسن عن سمرة به .
أخرجه أحمد ( 5 / 10 ) وكذا الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 70 ) وقال : " لم يروه عن قتادة إلا الحكم " .
قلت : وهو ضعيف كما قال الهيثمي ( 2 / 177 ) , وأشار المنذري في " الترغيب " ( 1 / 255 ) إلى تضعيف الحديث وعزاه للطبراني والأصبهاني . وفاته هو والهيثمي أنه في " المسند " , بل وفي " السنن " و " المستدرك " مصداقاً للقول المشهور : " كم ترك الأول للآخر " .
تنبيه :
لفظ الحكم : " ... فإن الرجل ليكون من أهل الجنة , فيتأخر عن الجمعة , فيؤخر عن الجنة , وإنه لمن أهلها " .
وهذا مخالف للفظ هشام كما هو ظاهر , فهو منكر من أجل المخالفة .
والله أعلم .

نور الحرف
14-08-2013, 04:00 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 366

" إن التجار هم الفجار . قيل يا رسول الله : أو ليس قد أحل الله البيع ? قال : بلى , ولكنهم يحدثون فيكذبون , ويحلفون فيأثمون " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 640 :
رواه أحمد ( 3 / 428 ) والطحاوي في " المشكل " ( 3 / 12 ) والحاكم ( 2 / 6 - 7 ) عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو راشد الحبراني سمع # عبد الرحمن بن شبل # يقول : فذكره مرفوعاً .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد , وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى بن أبي كثير من أبي راشد , وهشام ثقة مأمون , وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلام " ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .
ثم أخرجه الحاكم وابن عساكر ( 7 / 486 / 2 ) عن أبان به . وصرح ابن عساكر بسماع يحيى من زيد بن سلام أيضاً .
وخالفهم معمر فقال : عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال : كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجمعهم فقال : فذكره مرفوعاً .
رواه ابن عساكر .
ثم رواه من طريق معاوية بن سلام عن أخيه عن جده أبي سلام عن أبي راشد به مختصراً .
والحديث قال المنذري ( 3 / 29 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد " .

نور الحرف
14-08-2013, 04:01 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 367

" إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء . يعني في الجنة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 641 :
رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 169 / 1 - شيخ الإسلام ) والضياء في " صفة الجنة " ( 82 / 2 ) من طريق الطبراني بسندين له عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # قال : قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة ? فقال : فذكره .
وقال الطبراني : " تفرد به الجعفي "
قال المقدسي : " قلت : ورجاله عندي على شرط الصحيح " .
قلت : وهو كما قال فالسند صحيح ولا نعلم له علة .
وقد وجدت له شاهداً من حديث ابن عباس مرفوعاً , أخرجه الحربي في " الغريب " ( 5 / 52 / 2 ) وأبو نعيم عن زيد بن الحواري عنه , ورجاله ثقات غير زيد هذا فهو ضعيف .

نور الحرف
14-08-2013, 04:02 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 368

" المرأة أحق بولدها ما لم تزوج " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 641 :
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 418 ) من طريق المثنى بن الصباح عن # عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده # . " أن امرأة خاصمت زوجها في ولدها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
وكذلك رواه عبد الرزاق في " مصنفه " : أخبرنا المثنى بن الصباح به .
وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما في " نصب الراية " ( 3 / 265 ) .
قال الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 11 ) : " والمثنى بن الصباح ضعيف . ويقويه ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن عكرمة قال : " خاصمت امرأة عمر عمر إلى أبي بكر , وكان طلقها , فقال أبو بكر : هي أعطف وألطف وأرحم وأحن وأرأف , وهي أحق بولدها ما لم تتزوج " .
أقول : وهذا مع كونه موقوفاً , فهو مرسل , وقد روي من وجوه أخرى مرسلاً في " الموطأ " و " المصنف " لابن أبي شيبة ومن وجه آخر موصولاً بإسناد ضعيف منقطع وقد خرجت ذلك كله في " إرواء الغليل " ( 2250 ) , ولذلك فإني أرى أن تقوية الحديث بهذا الموقوف ليس بالقوي , فالأولى تقويته بأن المثنى قد توبع عليه من غير واحد , فتابعه ابن جريج عند أحمد ( 2 / 182 ) والدارقطني , والأوزاعي عند أبي داود ( 2276 ) والحاكم ( 2 / 207 ) كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو به أتم منه , ولفظه : " أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا , كان بطني له وعاء , وثديي له سقاء , وحجري له حواء , وإن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أحق به ما لم تنكحي " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
وقال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " : " هذا الحديث احتاج الناس فيه إلى عمرو بن شعيب , ولم يجدوا بدا من الاحتجاج هنا به , ومدار الحديث عليه , وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في سقوط الحضانة بالتزويج غير هذا , وقد ذهب إليه الأئمة الأربعة وغيرهم , وقد صرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو فبطل قول من يقول : لعله محمد والد شعيب فيكون الحديث مرسلاً , وقد صح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو , فبطل قول من قال : إنه منقطع . وقد احتج به البخاري خارج " صحيحه " , ونص على صحة حديثه , وقال : كان الحميدي وأحمد وإسحاق وعلي بن عبد الله يحتجون بحديثه , فمن الناس بعدهم ? ! هذا لفظه . وقال إسحاق بن راهويه : هو عندنا كأيوب عن نافع عن ابن عمر , وحكى الحاكم في " علوم الحديث " له الاتفاق على صحة حديثه .
وقولها : " كان بطني له وعاء " إلى آخره إدلاء منها وتوسل إلى اختصاصها به كما اختص بها في هذه المواطن الثلاثة , والأب لم يشاركها في ذلك , فنبهت في هذا الاختصاص على الاختصاص الذي طلبته بالاستفتاء والمخاصمة , وفي هذا دليل على اعتبار المعاني والعلل , وتأثيرها في الأحكام , وإماطتها بها , وأن ذلك أمر مستقر في الفطرة السليمة حتى فطر النساء .
وهذا الوصف الذي أدلت به المرأة , وجعلته سبباً لتعليق الحكم به قد قرره النبي صلى الله عليه وسلم ورتب عليه أثره , ولو كان باطلاً ألغاه , بل ترتيبه الحكم عقيبه دليل على تأثيره فيه وأنه سببه " .
قال : " ودل الحديث على أنه إذا افترق الأبوان وبينهما ولد , فالأم أحق به من الأب ما لم يقم بالأم ما يمنع تقديمها أو بالولد وصف يقتضي تخييره , وهذا ما لا يعرف فيه نزاع , وقد قضى به خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ابن الخطاب ... " .
وقد أشار بقوله : " ما يمنع تقديمها " إلى أنه يشترط في الحاضنة أن تكون مسلمة دينة لأن الحاضن عادة حريص على تربية الطفل على دينه , وأن يربى عليه , فيصعب بعد كبره وعقله انتقاله عنه , وقد يغيره عن فطرة الله التي فطر عليها عباده فلا يراجعها أبداً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " فلا يؤمن تهويد الحاضن وتنصيره للطفل المسلم .
وأشار بقوله " أو بالولد وصف يقتضي تخييره " .
إلى أن الصبي إذا كان مميزاً فيخير ولا يشمله هذا الحديث , لحديث أبي هريرة رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه " .
وهو حديث صحيح كما بينته في " الإرواء " ( 2254 ) .
ومن شاء الاطلاع على الأحكام المستنبطة من هذا الحديث مع البسط والتحقيق , فليرجع إلى كتاب العلامة ابن القيم : " زاد المعاد " .

نور الحرف
14-08-2013, 04:04 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 369

" كل مسلم على مسلم محرم , أخوان نصيران , لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 644 :
أخرجه النسائي ( 1 / 358 ) من طريق # بهز بن حكيم عن أبيه عن جده # قال : " قلت يا نبي الله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عددهن - لأصابع يديه - ألا آتيك ولا آتي دينك , وإني كنت امرءاً لا أعقل شيئاً ألا ما علمني الله ورسوله , وإني أسألك بوجه الله عز و جل بما بعثك ربك إلينا ? قال : بالإسلام , قال : قلت : وما آيات الإسلام ? قال : أن تقول : أسلمت وجهي إلى الله عز وجل وتخليت , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , كل مسلم على مسلم حرام ... " .
وهذا إسناد حسن , وصححه الحاكم ( 4 / 600 ) ووافقه الذهبي .

نور الحرف
14-08-2013, 04:13 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 370

" اللهم اغفر ذنبه , وطهر قلبه , وحصن فرجه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 645 :
أخرجه أحمد ( 5 / 256 - 257 ) : حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حريز حدثنا سليم ابن عامر عن # أبي أمامة # قال : " إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا , فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه ! فقال : ادنه , فدنا منه قريباً قال : فجلس , قال : أتحبه لأمك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم , قال : أفتحبه لابنتك ? قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم , قال : أفتحبه لأختك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك . قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم , قال : أفتحبه لخالتك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم , قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " .
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح .

نور الحرف
14-08-2013, 04:13 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 371

" لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 645 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 311 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( 112 ) وأحمد ( 5 / 346 - 347 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 385 ) والبيهقي في " الشعب " ( 2 / 58 / 2 ) ونعيم بن حماد في " زوائد الزهد " ( 186 ) عن معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # مرفوعاً .
وهذا سند صحيح على شرط الشيخين . وقال المنذري ( 4 / 21 ) : " رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح " .
قلت : ولم أجده عند النسائي ولم يعزه إليه النابلسي في " الذخائر " ( 1 / 122 ) فالظاهر أنه في " سننه الكبرى " .
ثم الحديث رواه عقبة بن عبد الله الأصم عن عبد الله بن بريدة بلفظ : " إذا قال الرجل للمنافق : يا سيد , فقد أغضب ربه تبارك وتعالى " .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 198 ) والحاكم ( 4 / 311 ) والخطيب ( 5 / 454 ) وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : عقبة ضعيف " .
قلت : لكن تابعه قتادة كما سبق , فالحديث صحيح .

نور الحرف
14-08-2013, 04:26 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 372

" استعيذي بالله من هذا ( يعني القمر ) , فإنه الغاسق إذا وقب " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 646 :
أخرجه الترمذي ( 2/ 241 ) والطحاوي في " المشكل " ( 2 / 310 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 642 ) والحاكم ( 2 / 540 - 541 ) والطيالسي ( رقم 1486 ) وأحمد ( 6 / 61 , 206 , 237 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن # عائشة # رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها فأشار بها إلى القمر فقال : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
والحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن هذا وهو القرشي العامري وهو صدوق كما في " التقريب " وقد قرن به ابن أبي ذئب : المنذر بن أبي المنذر . رواه أحمد ( 6 / 215 , 252 ) عن عبد الملك بن عمرو عنه .
والمنذر هذا مقبول كما في " التقريب " . فالحديث صحيح .
وقد رواه النسائي أيضاً في " كتاب التفسير " من " سننه الكبرى " كما في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 573 ) وحسنه الحافظ في " الفتح " ( 8 / 206 ) .
فائدة :
في الحديث دلالة على جواز الإشارة باليد إلى القمر خلافاً لما نقل عن بعض المشايخ من كراهة ذلك , والحديث يرد عليه .

نور الحرف
14-08-2013, 04:27 AM
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 373

" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر , فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زاداً , فقلت : " يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا , فانطلق أخي ومكثت عند البهم , فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ? قالا الآخر : نعم , فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين , فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج , فغسل به جوفي , ثم قال : ائتني بماء برد , فغسل به قلبي , ثم قال : ائتني بالسكينة , فذره في قلبي , ثم قال أحدهما لصحابه : حصه , فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة , ثم قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة , واجعل ألفاً من أمته في كفة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم , فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم , ثم انطلقا وتركاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفرقت فرقاً شديداً ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها , بالذي لقيت , فأشفقت أن يكون قد التبس بي , فقالت : أعيذك بالله , فرحلت بعيراً لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي , وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت : إني رأيت خرج مني نوراً أضاءت منه قصور الشام " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 648 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 8 - 9 ) والحاكم ( 2 / 616 - 617 ) وأحمد ( 4 / 184 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن # عتبة بن عبد السلمي # أنه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شأنك يا رسول الله ? قال : فذكره .
والسياق للأول وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي .
وفيه نظر فإن بقية إنما له في مسلم فرد حديث متابعة كما قال الخزرجي وهذا إسناد حسن فقد صرح بقية بالتحديث . وقد أورده في " المجمع " ( 8 / 222 ) وقال : " رواه أحمد و الطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن " .
ورواه أيضاً أبو نعيم في " الدلائل " كما في " البداية " ( 2 / 275 ) .
ولهذا الحديث شواهد كثيرة فانظر ( أنا دعوة أبي إبراهيم ) رقم ( 1545 ) .

hem
14-08-2013, 08:38 AM
الله يعطيك العافيه

هبة الرحمن
16-08-2013, 03:42 PM
تسلم الأيادي على الطرح المميز
يعطيك ألف عافية

لمسَة وفَـآ
16-08-2013, 03:49 PM
يعطيك العافيه
تقديري

بنت الكون
18-08-2013, 12:54 AM
بارك الله فيك

اميرة المحبه
18-08-2013, 09:19 PM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر


====

أحلى من العقد
18-08-2013, 11:07 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .