الامير باسل
27-08-2013, 06:11 PM
زراعة الخلايا الجذعية في «تخصصي الرياض».. الأمل احتفى بالنجاح
البرنامج أجرى أكثر من 1600 عملية زراعة خلايا جذعية للأطفال
الرياض، تحقيق- محمد الحيدر
يحتفل برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث هذه الأيام بمرور (20) عاماً على تأسيسه، مسجلاً نجاحات طبية وبحثية بارزة على المستوى الإقليمي والعالمي، ومساهماً خلال عقدين من الزمن في زرع البسمة والفرح في أوساط عدد كبير من الأطفال ممن أنهكت الأمراض المستعصية أجسادهم الواهنة. وشهد عام 1993م انطلاقة برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال في المستشفى، منبثقاً من رحم برنامج شامل لزراعة الخلايا الجذعية للبالغين والأطفال، حيث بلغت أعداد حالات الزراعة للأطفال خلال العقدين الماضيين (1649) زراعة بنهاية عام 2012م، وبتلك النتائج المتميزة احتل البرنامج مركز الصدارة على مستوى المنطقة، إذ يعدّ من ضمن الخمسة مراكز الأولى عالمياً من حيث عدد ونوعية حالات الزراعة منذ عام 2009م، ويتم الحصول على الخلايا الجذعية التي يتم زرعها من عدة مصادر؛ إمّا عن طريق متبرع مطابق قريب للمريض أو غير قريب، أو بالحصول على الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري، أو من المريض نفسه -الزراعة الذاتية-.
قهر السرطان
وذكر "عبدالله السرحاني" -أحد المرضى المتعافين من مرض سرطان الدم- أنّه أجريت له زراعة خلايا جذعية منذ طفولته الباكرة، بعدما أحس بآلام في المفاصل اضطرته للذهاب إلى بعض المستشفيات، وتم تشخيصه على أنّه "روماتيزم" مزمن، حيث فقد قدرته على الحركة نهائياً، وأصبحت الآلام المبرحة فوق التحمل، ونقل بعدها بطائرة الإخلاء الطبي من "المستشفى العسكري بخميس مشيط" إلى "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض"، وأسفرت الفحوصات عن إصابته بسرطان الدم وأنّه في مرحلة متأخرة من المرض.
تماسك الأبوين
وبيّن "السرحاني" أنّه لم يكن يعرف شيئاً عن ماهية مرضه، ومالم يفارق مخيلته آنذاك هو انهيار أبواه ودموعهما وبكاؤهما الشديد على حالة ابنهما، حيث يحاولان إخفاء معاناتهما، وكان جوابهما حين سؤاله عن مرضه أنّه مصاب بالروماتزم، مبينين له أنّه مرض بسيط يصيب المفاصل، وأن علاجه يستدعي إعطاء أدوية عن طريق الوريد تسبب تساقط الشعر، وحينما بدأت التحضيرات لزراعة نخاع العظم صوّرا له أنّه عبارة عن تبرع بالدم بسبب تشبّع الدم بالأدوية، ويحتاج إلى تنظيف وأنّ العلاج الكيماوي الذي يستخدمه عبارة عن عقاقير لتنقية الدم وما تساقط الشعر سوى دليل على نجاح عملية غسيل الدم، مشيراً إلى أنّه كان على اقتناع تام بشرح والديه حتى بلغ السادسة عشرة من عمره، وعرف بحقيقة مرضه بعد خروجه من المستشفى إثر رحلة علاجية ناجحة بامتياز، وكنتيجة للأجواء المحيطة به أثناء فترة علاجه والمدة الطويلة التي قضاها في أجنحة التنويم أحب مهنة الطب، وصمم على دراستها، وكان له ما أراد.
فزعة الشقيق
ولفتت "عبير الغامدي" أنّها كانت تعاني ما بين نقل الدم المتكرر وتلقي العلاج لتبقي على حياتها والقدرة على الحركة في أضيق نطاق ممكن، بالمقارنة مع أقرانها المفعمين بالنشاط والحيوية، حيث شُخصت حالتها بمرض "أنيميا البحر الأبيض المتوسط" (الثلاسيميا) حين كانت في التاسعة من عمرها، ونقلت إثر ذلك إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وذلك لبحث إمكانية عمل زراعة للخلايا الجذعية، وبعد عمل الفحوصات للعائلة للبحث عن متبرع ظهر أنّ شقيقها مطابق لها، وأخذ الأمل يتسلل لقلبها وعائلتها من جديد.
حصل على اعتمادات وعضويات دولية خلال عقدين من الزمن سجل فيها نجاحات إقليمية وعالمية
ونوّهت أنّ رحلة زراعة الخلايا الجذعية بدأت بإعطائها الأدوية والعلاجات السابقة للزراعة، وتمت العملية بنجاح، وبعد سنة كاملة من المتابعات وأخذ الأدوية اللازمة تمكنت من تخطي مرحلة ما بعد الزراعة، وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي، وتزوجت من أحد أقربائها بعد إجراء فحص ما قبل الزواج، وأنجبت طفلها الأول قبل أسابيع، موضحةً أنّ أخاها المتبرع يتمتع بصحة ممتازة.
عمل جماعي
وكشفت "أمل محمد" -أخصائية ومنسقة زراعة الخلايا الجذعية- أنّ برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال في المستشفى التخصصي يتشكل من عدة فرق طبية، وتمريضية، وإدارية، مترابطة بشكل وثيق لتقديم خدمات متكاملة وميسرة للمرضى، حيث يضم الفريق الطبي عدداً من الاستشاريين، والأطباء المساعدين ذوي الخبرة، ويتكون من وحدة التنويم، والعيادات الخارجية، ومكتب تنسيق الزراعة، والتثقيف الصحي، إضافة إلى بنك الدم، ومختبر الخلايا الجذعية، وبنك دم الحبل السري، فيما تشتمل الخدمات المساندة على الصيدلية، وخدمات التغذية، والخدمات الاجتماعية.
وأوضحت أنّ مكتب التنسيق والتثقيف الصحي يلعب دوراً رئيساً في متابعة المريض والمتبرع، ابتداءً من قبول المريض حتى خروجه من المستشفى بعد الزراعة، ومن ثم متابعته في العيادات الخارجية، مشيرةً إلى أنّه بعد تحديد المتبرع ونوع الزراعة ينسق المكتب لإجراء فحوصات ما قبل الزراعة للمريض والمتبرع، إضافة إلى التنسيق مع مكتب التنويم لإدخال المريض، ومن ثم التنسيق مع غرفة العمليات ومختبر الخلايا الجذعية، وبعد إجراء الزراعة ينسق المكتب مواعيد المتابعة والمراجعة في عيادة الطبيب والممرضة، حيث يتضمن البرنامج تثقيف المريض وأهله حول الزراعة وأنواعها ومضاعفاتها باستخدام وسائل تعليمية وأدوات سهلة الفهم طبقاً لحاجة المريض، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الزراعة والتبرع، ومساعدة المرضى على تغيير العادات اليومية غير الصحية لضمان نجاح العملية.
علاقات عالمية
وقالت "د.أمل السريحي" -استشارية ورئيسة شعبة زراعة الخلايا الجذعية للأطفال-: "برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال يتميز بإمكانات وخبرات طبية كبيرة ساهمت في منحه عضويات وشهادات اعتماد من أبرز المؤسسات الدولية في هذا المجال، فقد نال البرنامج عضوية المركز العالمي للدم وزراعة نخاع العظم (cibmtr) منذ عام 1993م والذي يتخذ من ولاية (مينيسوتا) الأمريكية مقراً له، وفي العام نفسه مُنح عضوية المنظمة الأوروبية للدم وزراعة نخاع العظم (ebmt)، إضافة إلى عضوية منظمة شرق البحر الأبيض المتوسط للدم وزراعة نخاع العظم (embmt) منذ إنشائها عام 2007م، كما أنّ البرنامج معتمد من اللجنة المشتركة لاعتماد برامج الخلايا الجذعية (jaice) منذ عام 2010م، ويركز هذا الاعتماد على الجودة النوعية للبرنامج بما يضمن سلامة المريض والمتبرع حسب المقاييس العالمية المعتمدة في هذا الشأن، ويعد البرنامج الأول إقليمياً الحاصل على هذا الاعتماد، حيث يمتلك إرشيفاً الكترونياً ثرياً لبيانات ومعلومات الزراعة منذ تأسيسه، ويتم تبادل البيانات مع تلك المنظمات العالمية لتحليلها ضمن نتائج مراكز زراعة الخلايا الجذعية الأخرى حول العالم بهدف تطوير وتحسين نتائج الزراعة، وذلك بحسب القوانين الدولية لحفظ سرية معلومات المرضى".
تخصصات دقيقة
البرنامج أجرى أكثر من 1600 عملية زراعة خلايا جذعية للأطفال
الرياض، تحقيق- محمد الحيدر
يحتفل برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث هذه الأيام بمرور (20) عاماً على تأسيسه، مسجلاً نجاحات طبية وبحثية بارزة على المستوى الإقليمي والعالمي، ومساهماً خلال عقدين من الزمن في زرع البسمة والفرح في أوساط عدد كبير من الأطفال ممن أنهكت الأمراض المستعصية أجسادهم الواهنة. وشهد عام 1993م انطلاقة برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال في المستشفى، منبثقاً من رحم برنامج شامل لزراعة الخلايا الجذعية للبالغين والأطفال، حيث بلغت أعداد حالات الزراعة للأطفال خلال العقدين الماضيين (1649) زراعة بنهاية عام 2012م، وبتلك النتائج المتميزة احتل البرنامج مركز الصدارة على مستوى المنطقة، إذ يعدّ من ضمن الخمسة مراكز الأولى عالمياً من حيث عدد ونوعية حالات الزراعة منذ عام 2009م، ويتم الحصول على الخلايا الجذعية التي يتم زرعها من عدة مصادر؛ إمّا عن طريق متبرع مطابق قريب للمريض أو غير قريب، أو بالحصول على الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري، أو من المريض نفسه -الزراعة الذاتية-.
قهر السرطان
وذكر "عبدالله السرحاني" -أحد المرضى المتعافين من مرض سرطان الدم- أنّه أجريت له زراعة خلايا جذعية منذ طفولته الباكرة، بعدما أحس بآلام في المفاصل اضطرته للذهاب إلى بعض المستشفيات، وتم تشخيصه على أنّه "روماتيزم" مزمن، حيث فقد قدرته على الحركة نهائياً، وأصبحت الآلام المبرحة فوق التحمل، ونقل بعدها بطائرة الإخلاء الطبي من "المستشفى العسكري بخميس مشيط" إلى "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض"، وأسفرت الفحوصات عن إصابته بسرطان الدم وأنّه في مرحلة متأخرة من المرض.
تماسك الأبوين
وبيّن "السرحاني" أنّه لم يكن يعرف شيئاً عن ماهية مرضه، ومالم يفارق مخيلته آنذاك هو انهيار أبواه ودموعهما وبكاؤهما الشديد على حالة ابنهما، حيث يحاولان إخفاء معاناتهما، وكان جوابهما حين سؤاله عن مرضه أنّه مصاب بالروماتزم، مبينين له أنّه مرض بسيط يصيب المفاصل، وأن علاجه يستدعي إعطاء أدوية عن طريق الوريد تسبب تساقط الشعر، وحينما بدأت التحضيرات لزراعة نخاع العظم صوّرا له أنّه عبارة عن تبرع بالدم بسبب تشبّع الدم بالأدوية، ويحتاج إلى تنظيف وأنّ العلاج الكيماوي الذي يستخدمه عبارة عن عقاقير لتنقية الدم وما تساقط الشعر سوى دليل على نجاح عملية غسيل الدم، مشيراً إلى أنّه كان على اقتناع تام بشرح والديه حتى بلغ السادسة عشرة من عمره، وعرف بحقيقة مرضه بعد خروجه من المستشفى إثر رحلة علاجية ناجحة بامتياز، وكنتيجة للأجواء المحيطة به أثناء فترة علاجه والمدة الطويلة التي قضاها في أجنحة التنويم أحب مهنة الطب، وصمم على دراستها، وكان له ما أراد.
فزعة الشقيق
ولفتت "عبير الغامدي" أنّها كانت تعاني ما بين نقل الدم المتكرر وتلقي العلاج لتبقي على حياتها والقدرة على الحركة في أضيق نطاق ممكن، بالمقارنة مع أقرانها المفعمين بالنشاط والحيوية، حيث شُخصت حالتها بمرض "أنيميا البحر الأبيض المتوسط" (الثلاسيميا) حين كانت في التاسعة من عمرها، ونقلت إثر ذلك إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وذلك لبحث إمكانية عمل زراعة للخلايا الجذعية، وبعد عمل الفحوصات للعائلة للبحث عن متبرع ظهر أنّ شقيقها مطابق لها، وأخذ الأمل يتسلل لقلبها وعائلتها من جديد.
حصل على اعتمادات وعضويات دولية خلال عقدين من الزمن سجل فيها نجاحات إقليمية وعالمية
ونوّهت أنّ رحلة زراعة الخلايا الجذعية بدأت بإعطائها الأدوية والعلاجات السابقة للزراعة، وتمت العملية بنجاح، وبعد سنة كاملة من المتابعات وأخذ الأدوية اللازمة تمكنت من تخطي مرحلة ما بعد الزراعة، وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي، وتزوجت من أحد أقربائها بعد إجراء فحص ما قبل الزواج، وأنجبت طفلها الأول قبل أسابيع، موضحةً أنّ أخاها المتبرع يتمتع بصحة ممتازة.
عمل جماعي
وكشفت "أمل محمد" -أخصائية ومنسقة زراعة الخلايا الجذعية- أنّ برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال في المستشفى التخصصي يتشكل من عدة فرق طبية، وتمريضية، وإدارية، مترابطة بشكل وثيق لتقديم خدمات متكاملة وميسرة للمرضى، حيث يضم الفريق الطبي عدداً من الاستشاريين، والأطباء المساعدين ذوي الخبرة، ويتكون من وحدة التنويم، والعيادات الخارجية، ومكتب تنسيق الزراعة، والتثقيف الصحي، إضافة إلى بنك الدم، ومختبر الخلايا الجذعية، وبنك دم الحبل السري، فيما تشتمل الخدمات المساندة على الصيدلية، وخدمات التغذية، والخدمات الاجتماعية.
وأوضحت أنّ مكتب التنسيق والتثقيف الصحي يلعب دوراً رئيساً في متابعة المريض والمتبرع، ابتداءً من قبول المريض حتى خروجه من المستشفى بعد الزراعة، ومن ثم متابعته في العيادات الخارجية، مشيرةً إلى أنّه بعد تحديد المتبرع ونوع الزراعة ينسق المكتب لإجراء فحوصات ما قبل الزراعة للمريض والمتبرع، إضافة إلى التنسيق مع مكتب التنويم لإدخال المريض، ومن ثم التنسيق مع غرفة العمليات ومختبر الخلايا الجذعية، وبعد إجراء الزراعة ينسق المكتب مواعيد المتابعة والمراجعة في عيادة الطبيب والممرضة، حيث يتضمن البرنامج تثقيف المريض وأهله حول الزراعة وأنواعها ومضاعفاتها باستخدام وسائل تعليمية وأدوات سهلة الفهم طبقاً لحاجة المريض، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الزراعة والتبرع، ومساعدة المرضى على تغيير العادات اليومية غير الصحية لضمان نجاح العملية.
علاقات عالمية
وقالت "د.أمل السريحي" -استشارية ورئيسة شعبة زراعة الخلايا الجذعية للأطفال-: "برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال يتميز بإمكانات وخبرات طبية كبيرة ساهمت في منحه عضويات وشهادات اعتماد من أبرز المؤسسات الدولية في هذا المجال، فقد نال البرنامج عضوية المركز العالمي للدم وزراعة نخاع العظم (cibmtr) منذ عام 1993م والذي يتخذ من ولاية (مينيسوتا) الأمريكية مقراً له، وفي العام نفسه مُنح عضوية المنظمة الأوروبية للدم وزراعة نخاع العظم (ebmt)، إضافة إلى عضوية منظمة شرق البحر الأبيض المتوسط للدم وزراعة نخاع العظم (embmt) منذ إنشائها عام 2007م، كما أنّ البرنامج معتمد من اللجنة المشتركة لاعتماد برامج الخلايا الجذعية (jaice) منذ عام 2010م، ويركز هذا الاعتماد على الجودة النوعية للبرنامج بما يضمن سلامة المريض والمتبرع حسب المقاييس العالمية المعتمدة في هذا الشأن، ويعد البرنامج الأول إقليمياً الحاصل على هذا الاعتماد، حيث يمتلك إرشيفاً الكترونياً ثرياً لبيانات ومعلومات الزراعة منذ تأسيسه، ويتم تبادل البيانات مع تلك المنظمات العالمية لتحليلها ضمن نتائج مراكز زراعة الخلايا الجذعية الأخرى حول العالم بهدف تطوير وتحسين نتائج الزراعة، وذلك بحسب القوانين الدولية لحفظ سرية معلومات المرضى".
تخصصات دقيقة