المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطلوب التأمل


أبو رائد
30-05-2003, 09:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتجول عبر قراءة سطور كتاب فن التأمل متأملين بحكم الله بما خلق ..

مقدمة

• هل تفكرت يوماً في حقيقة وجودك، كيف حملتك أمك ثم ولدتك، فجئت إلى هذا العالم
ولم تكن من قبل شيئاً..؟
• هل تأملت يوماً كيف تنبت تلك الأزهار المزروعة في أحواض غرفة الجلوس من قلب
تراب أسود فاحم موحل بألوان زاهية وشذىً عطر..؟
• هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها بسرعة
فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها..؟
• هل تفكّرت يوماً بأن قشور الفاكهة المهملة هي في حقيقتها أغلفة حافظة عالية
الجودة، وبأن هذه الفاكهة - كالموز والبطيخ والبرتقال مثلاً- موضبة في داخلها
بطريقة تحفظ طعمها وشذاها..؟
• هل تدبّرت يوماً كيف يمضي العمر حثيثاً، فتذكرت أنك سوف تشيخ وتصبح ضعيفاً
وتفقد جمالك وصحتك وقوتك؟
• هل فكرت في ذلك اليوم الذي سوف يرسل الله فيه ملائكة الموت لترحل معهم عن هذا
العالم؟
• هل تساءلت يوماً لماذا يتعلق الناس بدنيا فانية فيما هم بحاجة ماسة إلى
المجاهدة من أجل الفوز بالآخرة؟

ان الإنسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكير، ومع ذلك فإن معظم
الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب، حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر
أبداً!..

في الحقيقة كل إنسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية بمداها، وما
ان يبدأ الإنسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها، حتى يتبدى له الكثير من
الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل. وهذا الأمر في متناول أي شخص،
وكلما استغرق الإنسان في تأمل الحقائق، كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج
الإنسان في حياته سوى هذا التفكر الملي والمجاهدة الدؤوبة من بعده..

إن الهدف من هذه القراءة هو دعوة الناس إلى" التفكير كما ينبغي"، وإبراز
الوسائل التي تساعدهم على ذلك. فالإنسان الذي لا يتفكر يبقى بعيداً كليّاً عن
إدراك الحقائق ويعيش حياةً قوامها الإثم وخداع الذات، وبالتالي فإنه لن يتوصل
إلى مراد الله من خلق الكون، ولن يدرك سبب وجوده على الأرض.. فالله سبحانه
وتعالى خلق كل شيء لسبب، وهذه حقيقة ذكرها عز وجل في القرآن الكريم بقوله: {
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق ولكن
أكثرهم لا يعلمون } الدخان: (38-39). وقوله: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً
وأنكم الينا لا ترجعون } ( المؤمنون: 115)

اذاً على كل إنسان أن يتفكر في الغاية من خلقه لأن ذلك له علاقة مباشرة به
أولاً، وبكل ما يراه حوله في الكون وكل ما يعرض له في حياته تالياً. ان الإنسان
الذي لا يتفكر، لا يدرك الحقائق الا بعد الموت حين يقف بين يدي ربه ليلقى
حسابه، وحينها يكون الأوان قد فات. والله تعالى يذكر في محكم كتابه إن كل الناس
سوف يتفكرون عندما يعاينون الحقيقة في يوم الحساب { وجيء يومئذ بجهنم يومئذ
يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي } (الفجر: 23-24 )

لقد أعطانا الله جلّ وعلا الفرصة للتفكر واستخلاص العبر ورؤية الحقائق في هذه
الحياة الدنيا لنفوز فوزاً عظيماً في الآخرة، فأنزل الكتب السماوية، وأرسل
الرسل داعياً الناس عبرهم للتفكر في أنفسهم وفي خلق الكون من حولهم. { أولم
يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل
مسمى، وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } الروم:8

التفكّر العميق

معظم الناس يظن أن "التفكر العميق" يقتضي من الإنسان أن يعتزل المجتمع ويقطع
علاقاته بالناس ثم ينسحب إلى غرفة خالية ويضع رأسه بين يديه و... إنهم يصنعون
من التفكر العميق قضية صعبة جداً، تجعلهم يخلصون إلى القول بأن الأمر سمة خاصة
بالفلاسفة فقط.. مع أن القضية أبسط من ذلك بكثير، فكما ذكرنا في المقدمة فإن
الله تعالى يدعو جميع عباده ليتفكروا ويتدبروا خاصة في آيات القرآن الكريم الذي
أنزله الله لهذا الغرض. يقول جل وعلا: { كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدّبروا
آياته وليتذكر أولوا الألباب } (ص:29 )، ويمتدح الله تعالى عباده الذين يقودهم
تدبّرهم وتفكّرهم إلى إدراك الحقيقة وبالتالي إلى مخافته سبحانه. فالمهم في
الأمر كله اذاً أن يستطيع الإنسان تطوير ملكة التفكر عنده وتعميقها أكثر فأكثر.

ان الإنسان الذي لا يبذل جهده في التفكر والتدبر والتذكر يعيش في حالة دائمة من
الغفلة، وحالة الغفلة التي يعيشها أولئك الذين لا يتفكرون، بما توحيه كلمة
الغفلة من التجاهل مع عدم النسيان والانغماس في الشهوات والوقوع في الاثم
والاستخفاف والاهمال، هي نتيجة من نتائج تجاهلهم وتناسيهم للغاية من خلقهم ولكل
الحقائق التي يعلمهم اياها الدين، وهذا الأمر عظيم وخطير ومؤداه في النهاية الى
نار جهنم؛ لذلك حذرنا القرآن الكريم أن نكون من الغافلين، فقال تعالى: { واذكر
ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من
الغافلين} الأعراف:205 وقال: { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة
وهم لا يؤمنون } (مريم:39 ).

ويبين الله تعالى زيغ الذين يتبعون ما ألفوا عليه آباءهم اتباعاً أعمى دون أن
يفكروا بما يحمله التقليد من ضلال، ولو نوقشوا في أمرهم لأجابوا فوراً بأنهم
مؤمنون بالله ملتزمون بتعاليمه، لكن بما انهم لم يعقلوا فيتفكروا ويتدبروا
ويتّعظوا فإن ايمانهم هذا لم يؤدّ بهم الى الصلاح وبالتالي الى مخافة الله
الحقة.ان عقلية هؤلاء البشر تظهر بوضوح من خلال الآيات التالية: { قل لمن الأرض
ومن فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السموات السبع
ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو
يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فأنّى تسحرون } (المؤمنون:
84-90)
يقول ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: { فمن شاء ذكره } .المدّثر:55

المصدر كتاب فن التأمل لهارون يحيى
نقله سيسرا .. من منتدى هدهد سليمان

ابو بندر الثقفي
30-05-2003, 11:49 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الذي في الغالب


كلنا او البعض منا لم يخطر على باله الاوهو ((( التامل)))

اننا في وقت لانفكر في خلق الله بل بالدنيا الفانيه كما تفضلت


جزاك الله خيرا مره اخرى