الحنان
20-12-2005, 06:44 AM
بينما أنا راكبة سفينة بحر الفٍكر مُجدة في طلب حائر في نفسي .. تارة أغوص ومرة أسبح وأونة أقف
وطوراً أصفح لايقر لي قرارا ولايمكنني الفرار .. ولا يطوي لسفينتي شراع
كلما أدركني الملل هاجت علي رياح الأمل حتى دخلت في بحر متلاطم الأمواج فأقتحمت هذا المركب الصعب .
الا وهو الكتابة عن قصة قد تهزك سطورها هزاً وربما قد تبكيك الأحداث !!
وبادرت بطرح القلم على وريقاتي البيضاء .. فأذا هي قد مُلئت بأحرف وكلمات وجمل .
وأخيراً هذا هو ... ( ......... ) بين يديك لا أقول كتاباً لكنه إنسان .. ستحس بنبض قلبه في كل كلمة ..
وسوف أبذل كل جهدي لكي أكتب الأحداث التي عاشها ذلك الإنسان وبكل التفاصيل .. المثيرة !!
لقد أنتزعته بين ملاين البشر بعد جهد جهيد لأكتب عن قصته النادرة ..
قصة إنسان عربي استطاع أن يكشف أكبر خيانة .. تدور حول مجتمعة الصغير ..
وهذا بفضل من الله أولاً .. ثم .. بفضل ذكاءه وحنكته .
والذي استطاع بين يوم وليلة أن يدرس الموقف ويبحث ويحلل ويتابع الأمر بدقة .. ثم يتشرب الموقف
كالشراب الطهور.
لقد واجهه تلك الأنسانة بعقل وبقلب راجح ..
قد بذل كل مايستطيع من جهد لكيلا يخطئ خطأ واحد ولا يسمح لحال من الأحوال لعواطفه أن تتدخل ولو
ثانيه واحده ..
وأخيرأ تخرج الى النور قصة يندر أن يطاولها خيال ..
هو إنسان .. عاش من العمر ثلاثون عاماً لم يعلم بالخيط الخفي الذي أرتبط به طوال سنوات عمره .
وماأن حتى وجدت نفسي أهوي الى هوة بلا قرار .. ثم تهوي بي على أن أمسك القلم وأضعه على أول
ورقة وأكتب عن واقع أسطوري.. شديد الغرابة .
وكانت دموعي تتفجر من عيني رغماً عني .
ثم ألتقيت بتلك الشخصية وجلست معها كثيراً
ولفنا الحزن والأسى حتى دمعنا وهو يحكي في تدفق وحرارة يبعثان على الحيرة والعجب معاً ..!!
كما أنه يستحيل على القارئ أن يفرق بين الواقع والخيال ..
أذا كان الأمر كذلك فإني أتساءل قبل أن أخط كلمة واحدة في هذه القصة الغريبة ..
هل يستطيع الخيال أن يرتفع الى مستوى الحقيقة ..؟
نعم هي قصة واقعية فاقت الخيال أيضاً .. قصة هذا الرجل الذي وضعته الظروف أن يعيش هذه المأساة
المؤلمة.
وفي ذلك الوقت المبكر من الليل وعندما دخلا الى غرفة نومهما ,,
وكان هو مستعد لمواجهة أي موقف يطرأ بين لحظة وأخرى وأن تكون المواجهة صريحة بينهما ..
لكنه وقف ينظر الى الوجه الساكن أمامه .. راى تلك الإبتسامة التي تدعوه دائماً الى الثقة .. رأى ذلك
الوجه التي تعلوه السماحة والبراءة .. حتى أصبح من الصعب علًيه تحديد حقيقة شخصية تلك المرأة
التي تعيش حياته.!
وفجأة دار الحوار بينهما .. بينما هو يعيش في دوامة عنيفة من القلق .. غير أن هذا القلق أزدادت
حدته عندما طلبت منه وقبل أن تهوي بجسدها الى السرير ..
أستأذنته في أن تذهب غداً الى الطبيب لعلةَ ألمت بها .
وسمح لها بذلك وبدا له الأمر كله مفهوم وواضح ,, ونظر اليها نظرة حيزة ..
وبادلته بتلك النظرات الغريبة وذلك الهدوء الغريب الذي سيطر على ملامحها وذلك الغموض الذي
يعيش بينهما .
كل هذا جعلها تفكر في الأمر مرة ومرة ومرات حتى أحسست أنها تنزلق الى حب وعاطفة جديدية في
حياتها .
كماأنه رجل يعرف كيف يتعامل مع المرأة ..
كان بحنانه ورقته ورجولته التي تبدو وكأنها تاج يتحلى بها .
لكن شيئأ ما غامضاً وغريباً ظل معلقاً فوق رأسه طوال فترة قصيرة.
وحل الصمت بينهما فترة طويلة وبدأ يعاود النظر اليها مرة آخرى وكأنه بتلك النظرات يريد أن يخبرها
بشئ .!!؟
لكنه وجد أمامه تلك الملامح التي عكست ذلك القلق المدمر في صدره .
ثم نهضت وكأنها تريد أن تهرب من نفسها .. نهض هو أيضاً وقد أدرك أن في الأمر سراً يقلقها .
وساد الصمت طويلاً .. وحاولت هي أن تقطع ذلك الصمت الرهيب ..
حتى قالت .. سأتصل بك غداً حتى أخبرك بخبر قد يسعدك .. سماعه .
وهي تقصد بذلك الخبر ..
أنها تحمل بين أحشائها طفلاً
قد طال إنتظاره ..
وهي تريد بذلك أن تمسكه من نقطة الحرمان الذي يحس بها طوال الأربع سنوات من حياتهما معاً.
دون أطفال ..
قالت هذا وقد تعلقت عيناها بوجهه محاولة رد فعل ماقالته .
لكن ملامحه ظلت جامدة هادئة تماماً .. فعاودت تؤكد له من جديد ..
فغمرت الفرحة صدره ولكنه بين الحين والآخر ..
أنقبض صدره وعصفت به الهواجس مرة أخرى .
وقال في نفسه أن سرها الدفين لن يربط أي علاقة في هذا الموضوع ..
ولكنها ظلت مضطربة بالرغم من أنها أخذت للأمر كل حيطة.
وقطع الحديث معها لأنه يحوي في صدره شئ أخر : كما كانت هي تعامله معاملة الإنسانة الشريفة
المحترمة .
ولأن الوقت لم يحن بعد لكشف خيانتها ولأن مابداخلها سراً تملكه هي وحدها ..
ومن الطبيعي ومن العسير لي أن أعرف طبيعة الحوار الذي دار بينهما
ربما يكون هناك في الأمر شيئاً أخر يصعب التمكن منه والتحدث عنه بشكل مفصل .
عادا وأستلقيا على السري أستعداداً للنوم .. وكل منهما شق طريقاً للتفكير .
وبعد لحظات قليلة .. أصبحت جسداً هامداً دون حركة . في سبات عميق من النوم .
ولكنه هو عكس ذلك تماماً . لم يذق للنوم طعماً .. وبدأ في حيرة وقلق حتى منتصف الليل ..
فنهض من فراشه وغادر غرفة نومه الى غرفة أخرى لاجئاً الى الله وحدة ..
ان يخرجه من هذا الضيق والتوتر .
وكان ايمانه القوي بالله عزوجل يدفعه في الطريق دفعاً قوياً ولن يترك للشيطان مجال في حياته .
ولأستنارة عقله وذكاء قلبه وإتساع معرفته لم يتعجل في الأمر
بل ظل يفكر ويفكر حتى وصل الى قرار سليم ومقنع .
وتدارك الأمر بهدوء وروية .
نعم هو ذلك الإنسان المؤمن الصادق في عبادة ربه
الذي لم يخلف موعده مع الله في عبادة قط ..
فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبداً حتى ينهض قائماً .. فيتوظأ ويظل كما أعتاد يناجي ربه ويبكي
ويصلي ويبكي .
أنسان ينذر حياته للعبادة فقط ليس له فيها أي مطلب شخصي من ثراء أو منصب او جاه وانما يريد
بذلك رضاءالله عزوجل
هداه الله وأثلج صدره للأيمان .
فهو رجل مسالم طيب وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة .
فلجأ الى الله الذي لامنجي سواه .. لجأ بقلبه وعقله وروحه
ضارعاً ومتوسلاً اليه لا لغيره .
ثم رفع يديه وبصره الى السماء مناجياً ربه الرحيم العظيم ؟
فدعاء ربه بصمت وبقلب مؤمن صادق . طلب من المولى عز وجل أن يكشف أمر هذه المرأة وأن
يفضح أمراً
كان دفين بصدرها .
حينما تفتحت أبواب السماء لتستقبل ذلك الدعاء الخالص لوجه الله ..
وحين كشف الصبح عن وجهه .. وعندما سمعا أذان الفجر يسري بين جدار منزلهما الصغير ..
أستيقضا من نومهيما وحاول كل منهما الإبتسامة في وجهه الأخر .. لكن ملامحهما كانت تنطق بأن كل
منهما لم يعرف للنوم طعماً في الليلة التي مضت .. إلا لحظات خاطفة ..
فهي كانت تتلهف للقاء .. وهو كان يضع على لسانه .. ألف سؤال وسؤال ..؟؟
وماهي إلا سويعات حتى غادر المنزل وكان متعب التفكير .. ومتعب الجسد لأنه حتى اليوم التالي لم ينم
سوى سويعات قليلة .
ولم يكن قد توصل الى جواب لهذا السر الغامض أمامه .
ركب سيارته وأتجهه الى مصدر رزقه .. لكن الصمت والخوف والتوتر والقلق ..
ولا شئ سوى هذه تلازمانه من باب منزله حتى وصل الى مكان عمله .
ولكن لأنه كان رجلاً من النوع الصلب الذي لاتؤثر عليه الأزمات .
حاول الا يتسرع في الأمر .. وأن لايترك للشيطان اللعين مجال يلعب بتفكيره ..
لأنه كان يراوده قبل أيام بأن ينفصل عن هذه المرأة التي لايعرف مابداخلها . أن صح التعبير ..!
وماهي الا ساعة .. أو قد تتجاوز الساعتين ...؟؟!
حتى واجهه الحقيقة التي أصبحت واضحة أمامه أشد ... الوضوح .
وكانت الصدمة عنيفة جداً وبدأت الدنيا أمامه سخيفة وسوداء ..
ومن هنا ننطلق .. ومن هنا تكمن المأساة ..
ثم يأتي اليوم الذي تندم فيه حين لاينفع الندم .
فأتتها الأفكار تلو الأفكار التي
دمرت ونفشت هذا العش الزوجي .. الذي كان يعمه الأستقرار والحب والوفاء .
وكانت الساعة تقترب من السابعة صباحاً .. عندما خلا البيت
وبعد أن تلقت تلك المكالمة التلفونية ..
ذهبت لتستعد لهذا اللقاء الذي كان مقدراً لها أن يتم بعد دقائق .. بفعل الشيطان ..
وكلما أقتربت الساعة من السابعة أزداد توترها .
حتى التقت بذاك الثعلب ..
لكن مفاجأة ما حدثت فاقت كل الخيال .
عاد الزوج الى بيته وكان يفكر حتى أن نزل من سيارته .. ثم دخل بيته .. فلم يجدها ..؟؟
بحث عنها في جميع غرف المنزل .. ولم يجدها
خرج وبحث عنها قد تكون عند احد جيرانه ..؟؟
دون جدوى ..!!
ثم ركب سيارته ذاهباً الى المستوصف الذي أدعت أنها ستذهب اليه .
وسئل عنها جميع مسؤلوا المشفى ..
ولكن لاأحد يجيب ..
فأنصرف وفكر مليئاً وقال في نفسه سأنتظر هنا .. أمام باب المستوصف ..
ثم عرج بسيارته في مكان يختبئ فيه ..
وماأن راى ... سيارة تزحف ببطء شديد وسط زحام الشوارع
حتى أن وقفت أمام هذا المشفى ..
وكان بها رجل حليق الذقن .. مصفف الشعر ..
أراد فقط أن يتسلى .. فحاول أن يلعب بعواطفها .. حتى تم هذا اللقاء .. الذي دمر حياتها وشرفها.
قال الشاعر ..
أذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت .. ولكن قل علًي رقيب
وقال أيضاً .. وجمالها وقف عليها أنما
للناس منها دينها وحيائها .
وحينما نزلت من تلك السيارة .. موعدة له أن تتابع رحلة أخرى .. ولقاء أخر فجر الغد المقبل .
لكن من حسن حظ هذا الزوج .. أن الأمر أصبح أمامه واضحاً أشد ما يكون الوضوح .
وحينما رأها بجانب ذلك الإنسان الوقح الخسيس ..
تأكد من أنها زوجته التي يعرفها من بين ألاف من النساء .
ارتجف حتى الأعماق .. وكأن صاعقة قد أصابته ..
جحظت عيناه وفغر فاه .. وهو يحملق فيها وهي تنزل ..؟؟!!
فوجئ كثيراً ..
بالمنظر وكأنه لا يصدق ناظريه بما يرى .. ثم أصدر زفرة كادت تتفجر من صدره فهرع اليها وانزلها
من السيارة التي كانت تركب بها .. وصرخ في وجهها ... ماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وظل يرددها كثيراً ..
كما أنه بدأ جاحظ العينين .. شاحب الوجه .. مرتجف الملامح . .. محمر العينين ..
وكانت تتوسل .....
لكنه نظر أليها وعاش تلك اللحظة التي لن ينساها حتى ولو عاش ألف سنة ..
لقد كان مندهش من هذا المنظر أمامه .. أصبح مشلول الإرادة ..
كما شعرت هي بأنها في حلم غريب .. (( بل كابوس بشع ))
كان أنتقالها من حياتها الزوجية التي تعيشها في عز ورخاء الى هذا الذي حدث .. بمرور رغبة جامحة
دمرت حياتها .. للأبد ..
ولأول مرة في حياتها شعرت بالندم .. . فهي من واعدة هذا الذئب من البشر ,, وعاونته على أن يبني
أماله عليها .
أنها انسانه سلبت من وجهها الحياء .. ومن قلبها الإيمان ..
ساد الصمت بينهما .....
وكانا لا يزلان مكانهما بالقرب .. من تلك السيارة ..
وصوب اليها تلك النظرات القاهرة .. وطال النظر اليها
كمن يطلب تفسير لهذا الذي فعلته .
فرفع كفه وبكل قوة صفعها .. صفعة أفاقتها تماماً .
ولجأت للتبرير .. الكاذب ..!
شدها بطرف ثوبها حتى وصل بها الى سيارته وركبت بالمقعد الخلفي ..
وهي تعض أصابعها ندماً وحسرة ..
ودخلا منزلهما وكانت تبكي بلا توقف وقد تعلقت بذراعيه تطلب منه السماح ..
وقال لها الأن ..دلت فعلتك هذه على تلك الأفكار التي كانت تدور برأسي خلال تلك الأيام السابقة .
والحمد لله الذي كشف وفضح أمرك .. أفضل من أعيش مخدوع طوال حياتي ..
ثم قال لها وبأعلى صوته ..
أنت طالق ... طالق ... طالق .
قال هذه الكلمة وهو مقتنع أشد مايكون الأقتناع ..
وقام بأسرع مايكون دون تردد .. قام يحمل مايختص بها ..
من ملابس ومجوهرات من ذهب وغيره ..
لكي يصلها هي ومايخصها الى بيت أهليها ..
لزما الصمت طوال الطريق ..
وواجهه والدها .. ولم يجادله بشئ .. فقط .. نظر اليه نظره أشعرته بما حدث ..وكانت تلك النظرات
حاسمه في منطقها ..
وكانت تلك اللحظات ربما كانت اصعب المواقف التي مرت به طوال حياته ..
وهو عندما يتذكر مامر به وذلك الموقف لايملك نفسه من الدهشة والتساؤل .
لكنه عود نفسه على مواجهة كل الأحتمالات مهماً كانت حدتها ..
لا يسعني ..إالا أن اقول في نهاية هذة القصة
إنما كتبتها .. بقلم جريح وقلب دامئ ..
قد يكون سردها .. لأخذ العظه والعبرة ..
ولكم خالص .. تحياتي
الحنان
وطوراً أصفح لايقر لي قرارا ولايمكنني الفرار .. ولا يطوي لسفينتي شراع
كلما أدركني الملل هاجت علي رياح الأمل حتى دخلت في بحر متلاطم الأمواج فأقتحمت هذا المركب الصعب .
الا وهو الكتابة عن قصة قد تهزك سطورها هزاً وربما قد تبكيك الأحداث !!
وبادرت بطرح القلم على وريقاتي البيضاء .. فأذا هي قد مُلئت بأحرف وكلمات وجمل .
وأخيراً هذا هو ... ( ......... ) بين يديك لا أقول كتاباً لكنه إنسان .. ستحس بنبض قلبه في كل كلمة ..
وسوف أبذل كل جهدي لكي أكتب الأحداث التي عاشها ذلك الإنسان وبكل التفاصيل .. المثيرة !!
لقد أنتزعته بين ملاين البشر بعد جهد جهيد لأكتب عن قصته النادرة ..
قصة إنسان عربي استطاع أن يكشف أكبر خيانة .. تدور حول مجتمعة الصغير ..
وهذا بفضل من الله أولاً .. ثم .. بفضل ذكاءه وحنكته .
والذي استطاع بين يوم وليلة أن يدرس الموقف ويبحث ويحلل ويتابع الأمر بدقة .. ثم يتشرب الموقف
كالشراب الطهور.
لقد واجهه تلك الأنسانة بعقل وبقلب راجح ..
قد بذل كل مايستطيع من جهد لكيلا يخطئ خطأ واحد ولا يسمح لحال من الأحوال لعواطفه أن تتدخل ولو
ثانيه واحده ..
وأخيرأ تخرج الى النور قصة يندر أن يطاولها خيال ..
هو إنسان .. عاش من العمر ثلاثون عاماً لم يعلم بالخيط الخفي الذي أرتبط به طوال سنوات عمره .
وماأن حتى وجدت نفسي أهوي الى هوة بلا قرار .. ثم تهوي بي على أن أمسك القلم وأضعه على أول
ورقة وأكتب عن واقع أسطوري.. شديد الغرابة .
وكانت دموعي تتفجر من عيني رغماً عني .
ثم ألتقيت بتلك الشخصية وجلست معها كثيراً
ولفنا الحزن والأسى حتى دمعنا وهو يحكي في تدفق وحرارة يبعثان على الحيرة والعجب معاً ..!!
كما أنه يستحيل على القارئ أن يفرق بين الواقع والخيال ..
أذا كان الأمر كذلك فإني أتساءل قبل أن أخط كلمة واحدة في هذه القصة الغريبة ..
هل يستطيع الخيال أن يرتفع الى مستوى الحقيقة ..؟
نعم هي قصة واقعية فاقت الخيال أيضاً .. قصة هذا الرجل الذي وضعته الظروف أن يعيش هذه المأساة
المؤلمة.
وفي ذلك الوقت المبكر من الليل وعندما دخلا الى غرفة نومهما ,,
وكان هو مستعد لمواجهة أي موقف يطرأ بين لحظة وأخرى وأن تكون المواجهة صريحة بينهما ..
لكنه وقف ينظر الى الوجه الساكن أمامه .. راى تلك الإبتسامة التي تدعوه دائماً الى الثقة .. رأى ذلك
الوجه التي تعلوه السماحة والبراءة .. حتى أصبح من الصعب علًيه تحديد حقيقة شخصية تلك المرأة
التي تعيش حياته.!
وفجأة دار الحوار بينهما .. بينما هو يعيش في دوامة عنيفة من القلق .. غير أن هذا القلق أزدادت
حدته عندما طلبت منه وقبل أن تهوي بجسدها الى السرير ..
أستأذنته في أن تذهب غداً الى الطبيب لعلةَ ألمت بها .
وسمح لها بذلك وبدا له الأمر كله مفهوم وواضح ,, ونظر اليها نظرة حيزة ..
وبادلته بتلك النظرات الغريبة وذلك الهدوء الغريب الذي سيطر على ملامحها وذلك الغموض الذي
يعيش بينهما .
كل هذا جعلها تفكر في الأمر مرة ومرة ومرات حتى أحسست أنها تنزلق الى حب وعاطفة جديدية في
حياتها .
كماأنه رجل يعرف كيف يتعامل مع المرأة ..
كان بحنانه ورقته ورجولته التي تبدو وكأنها تاج يتحلى بها .
لكن شيئأ ما غامضاً وغريباً ظل معلقاً فوق رأسه طوال فترة قصيرة.
وحل الصمت بينهما فترة طويلة وبدأ يعاود النظر اليها مرة آخرى وكأنه بتلك النظرات يريد أن يخبرها
بشئ .!!؟
لكنه وجد أمامه تلك الملامح التي عكست ذلك القلق المدمر في صدره .
ثم نهضت وكأنها تريد أن تهرب من نفسها .. نهض هو أيضاً وقد أدرك أن في الأمر سراً يقلقها .
وساد الصمت طويلاً .. وحاولت هي أن تقطع ذلك الصمت الرهيب ..
حتى قالت .. سأتصل بك غداً حتى أخبرك بخبر قد يسعدك .. سماعه .
وهي تقصد بذلك الخبر ..
أنها تحمل بين أحشائها طفلاً
قد طال إنتظاره ..
وهي تريد بذلك أن تمسكه من نقطة الحرمان الذي يحس بها طوال الأربع سنوات من حياتهما معاً.
دون أطفال ..
قالت هذا وقد تعلقت عيناها بوجهه محاولة رد فعل ماقالته .
لكن ملامحه ظلت جامدة هادئة تماماً .. فعاودت تؤكد له من جديد ..
فغمرت الفرحة صدره ولكنه بين الحين والآخر ..
أنقبض صدره وعصفت به الهواجس مرة أخرى .
وقال في نفسه أن سرها الدفين لن يربط أي علاقة في هذا الموضوع ..
ولكنها ظلت مضطربة بالرغم من أنها أخذت للأمر كل حيطة.
وقطع الحديث معها لأنه يحوي في صدره شئ أخر : كما كانت هي تعامله معاملة الإنسانة الشريفة
المحترمة .
ولأن الوقت لم يحن بعد لكشف خيانتها ولأن مابداخلها سراً تملكه هي وحدها ..
ومن الطبيعي ومن العسير لي أن أعرف طبيعة الحوار الذي دار بينهما
ربما يكون هناك في الأمر شيئاً أخر يصعب التمكن منه والتحدث عنه بشكل مفصل .
عادا وأستلقيا على السري أستعداداً للنوم .. وكل منهما شق طريقاً للتفكير .
وبعد لحظات قليلة .. أصبحت جسداً هامداً دون حركة . في سبات عميق من النوم .
ولكنه هو عكس ذلك تماماً . لم يذق للنوم طعماً .. وبدأ في حيرة وقلق حتى منتصف الليل ..
فنهض من فراشه وغادر غرفة نومه الى غرفة أخرى لاجئاً الى الله وحدة ..
ان يخرجه من هذا الضيق والتوتر .
وكان ايمانه القوي بالله عزوجل يدفعه في الطريق دفعاً قوياً ولن يترك للشيطان مجال في حياته .
ولأستنارة عقله وذكاء قلبه وإتساع معرفته لم يتعجل في الأمر
بل ظل يفكر ويفكر حتى وصل الى قرار سليم ومقنع .
وتدارك الأمر بهدوء وروية .
نعم هو ذلك الإنسان المؤمن الصادق في عبادة ربه
الذي لم يخلف موعده مع الله في عبادة قط ..
فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبداً حتى ينهض قائماً .. فيتوظأ ويظل كما أعتاد يناجي ربه ويبكي
ويصلي ويبكي .
أنسان ينذر حياته للعبادة فقط ليس له فيها أي مطلب شخصي من ثراء أو منصب او جاه وانما يريد
بذلك رضاءالله عزوجل
هداه الله وأثلج صدره للأيمان .
فهو رجل مسالم طيب وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة .
فلجأ الى الله الذي لامنجي سواه .. لجأ بقلبه وعقله وروحه
ضارعاً ومتوسلاً اليه لا لغيره .
ثم رفع يديه وبصره الى السماء مناجياً ربه الرحيم العظيم ؟
فدعاء ربه بصمت وبقلب مؤمن صادق . طلب من المولى عز وجل أن يكشف أمر هذه المرأة وأن
يفضح أمراً
كان دفين بصدرها .
حينما تفتحت أبواب السماء لتستقبل ذلك الدعاء الخالص لوجه الله ..
وحين كشف الصبح عن وجهه .. وعندما سمعا أذان الفجر يسري بين جدار منزلهما الصغير ..
أستيقضا من نومهيما وحاول كل منهما الإبتسامة في وجهه الأخر .. لكن ملامحهما كانت تنطق بأن كل
منهما لم يعرف للنوم طعماً في الليلة التي مضت .. إلا لحظات خاطفة ..
فهي كانت تتلهف للقاء .. وهو كان يضع على لسانه .. ألف سؤال وسؤال ..؟؟
وماهي إلا سويعات حتى غادر المنزل وكان متعب التفكير .. ومتعب الجسد لأنه حتى اليوم التالي لم ينم
سوى سويعات قليلة .
ولم يكن قد توصل الى جواب لهذا السر الغامض أمامه .
ركب سيارته وأتجهه الى مصدر رزقه .. لكن الصمت والخوف والتوتر والقلق ..
ولا شئ سوى هذه تلازمانه من باب منزله حتى وصل الى مكان عمله .
ولكن لأنه كان رجلاً من النوع الصلب الذي لاتؤثر عليه الأزمات .
حاول الا يتسرع في الأمر .. وأن لايترك للشيطان اللعين مجال يلعب بتفكيره ..
لأنه كان يراوده قبل أيام بأن ينفصل عن هذه المرأة التي لايعرف مابداخلها . أن صح التعبير ..!
وماهي الا ساعة .. أو قد تتجاوز الساعتين ...؟؟!
حتى واجهه الحقيقة التي أصبحت واضحة أمامه أشد ... الوضوح .
وكانت الصدمة عنيفة جداً وبدأت الدنيا أمامه سخيفة وسوداء ..
ومن هنا ننطلق .. ومن هنا تكمن المأساة ..
ثم يأتي اليوم الذي تندم فيه حين لاينفع الندم .
فأتتها الأفكار تلو الأفكار التي
دمرت ونفشت هذا العش الزوجي .. الذي كان يعمه الأستقرار والحب والوفاء .
وكانت الساعة تقترب من السابعة صباحاً .. عندما خلا البيت
وبعد أن تلقت تلك المكالمة التلفونية ..
ذهبت لتستعد لهذا اللقاء الذي كان مقدراً لها أن يتم بعد دقائق .. بفعل الشيطان ..
وكلما أقتربت الساعة من السابعة أزداد توترها .
حتى التقت بذاك الثعلب ..
لكن مفاجأة ما حدثت فاقت كل الخيال .
عاد الزوج الى بيته وكان يفكر حتى أن نزل من سيارته .. ثم دخل بيته .. فلم يجدها ..؟؟
بحث عنها في جميع غرف المنزل .. ولم يجدها
خرج وبحث عنها قد تكون عند احد جيرانه ..؟؟
دون جدوى ..!!
ثم ركب سيارته ذاهباً الى المستوصف الذي أدعت أنها ستذهب اليه .
وسئل عنها جميع مسؤلوا المشفى ..
ولكن لاأحد يجيب ..
فأنصرف وفكر مليئاً وقال في نفسه سأنتظر هنا .. أمام باب المستوصف ..
ثم عرج بسيارته في مكان يختبئ فيه ..
وماأن راى ... سيارة تزحف ببطء شديد وسط زحام الشوارع
حتى أن وقفت أمام هذا المشفى ..
وكان بها رجل حليق الذقن .. مصفف الشعر ..
أراد فقط أن يتسلى .. فحاول أن يلعب بعواطفها .. حتى تم هذا اللقاء .. الذي دمر حياتها وشرفها.
قال الشاعر ..
أذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت .. ولكن قل علًي رقيب
وقال أيضاً .. وجمالها وقف عليها أنما
للناس منها دينها وحيائها .
وحينما نزلت من تلك السيارة .. موعدة له أن تتابع رحلة أخرى .. ولقاء أخر فجر الغد المقبل .
لكن من حسن حظ هذا الزوج .. أن الأمر أصبح أمامه واضحاً أشد ما يكون الوضوح .
وحينما رأها بجانب ذلك الإنسان الوقح الخسيس ..
تأكد من أنها زوجته التي يعرفها من بين ألاف من النساء .
ارتجف حتى الأعماق .. وكأن صاعقة قد أصابته ..
جحظت عيناه وفغر فاه .. وهو يحملق فيها وهي تنزل ..؟؟!!
فوجئ كثيراً ..
بالمنظر وكأنه لا يصدق ناظريه بما يرى .. ثم أصدر زفرة كادت تتفجر من صدره فهرع اليها وانزلها
من السيارة التي كانت تركب بها .. وصرخ في وجهها ... ماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وظل يرددها كثيراً ..
كما أنه بدأ جاحظ العينين .. شاحب الوجه .. مرتجف الملامح . .. محمر العينين ..
وكانت تتوسل .....
لكنه نظر أليها وعاش تلك اللحظة التي لن ينساها حتى ولو عاش ألف سنة ..
لقد كان مندهش من هذا المنظر أمامه .. أصبح مشلول الإرادة ..
كما شعرت هي بأنها في حلم غريب .. (( بل كابوس بشع ))
كان أنتقالها من حياتها الزوجية التي تعيشها في عز ورخاء الى هذا الذي حدث .. بمرور رغبة جامحة
دمرت حياتها .. للأبد ..
ولأول مرة في حياتها شعرت بالندم .. . فهي من واعدة هذا الذئب من البشر ,, وعاونته على أن يبني
أماله عليها .
أنها انسانه سلبت من وجهها الحياء .. ومن قلبها الإيمان ..
ساد الصمت بينهما .....
وكانا لا يزلان مكانهما بالقرب .. من تلك السيارة ..
وصوب اليها تلك النظرات القاهرة .. وطال النظر اليها
كمن يطلب تفسير لهذا الذي فعلته .
فرفع كفه وبكل قوة صفعها .. صفعة أفاقتها تماماً .
ولجأت للتبرير .. الكاذب ..!
شدها بطرف ثوبها حتى وصل بها الى سيارته وركبت بالمقعد الخلفي ..
وهي تعض أصابعها ندماً وحسرة ..
ودخلا منزلهما وكانت تبكي بلا توقف وقد تعلقت بذراعيه تطلب منه السماح ..
وقال لها الأن ..دلت فعلتك هذه على تلك الأفكار التي كانت تدور برأسي خلال تلك الأيام السابقة .
والحمد لله الذي كشف وفضح أمرك .. أفضل من أعيش مخدوع طوال حياتي ..
ثم قال لها وبأعلى صوته ..
أنت طالق ... طالق ... طالق .
قال هذه الكلمة وهو مقتنع أشد مايكون الأقتناع ..
وقام بأسرع مايكون دون تردد .. قام يحمل مايختص بها ..
من ملابس ومجوهرات من ذهب وغيره ..
لكي يصلها هي ومايخصها الى بيت أهليها ..
لزما الصمت طوال الطريق ..
وواجهه والدها .. ولم يجادله بشئ .. فقط .. نظر اليه نظره أشعرته بما حدث ..وكانت تلك النظرات
حاسمه في منطقها ..
وكانت تلك اللحظات ربما كانت اصعب المواقف التي مرت به طوال حياته ..
وهو عندما يتذكر مامر به وذلك الموقف لايملك نفسه من الدهشة والتساؤل .
لكنه عود نفسه على مواجهة كل الأحتمالات مهماً كانت حدتها ..
لا يسعني ..إالا أن اقول في نهاية هذة القصة
إنما كتبتها .. بقلم جريح وقلب دامئ ..
قد يكون سردها .. لأخذ العظه والعبرة ..
ولكم خالص .. تحياتي
الحنان