الامير باسل
12-09-2013, 02:32 PM
تصوير وتمثيل الأمور الغيبية منكر محرم ، وخاصة إذا صاحبه عزف الموسيقى
السؤال:
انتشر عبر رسائل التواصل الحديثة مقطع يعرض فيه حديث قدسي ( لا أعلم صحته ) ويصور كل كلمة بصورة ثلاثية الأبعاد ، وهكذا إلى نهاية الحديث .
الجواب :
الحمد لله
فقد اطلعنا على هذا المقطع المشار إليه فوجدناه قد احتوى على عدة مخالفات شرعية ، فأردنا التنبيه عليها بنوع من الاختصار تحذيرا من مشاهدة وسماع هذا المقطع وأمثاله ، وغيرة على هذا الدين أن ينسب إليه ما ليس منه .
أولا :
هذا الحديث المذكور حديث لا أصل له في شيء من كتب أهل العلم ، لم يروه – فيما علمنا - أحد منهم ، فنسبته إلى الله تعالى من الكذب والاختلاق والإفك المبين .
وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) .
رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) ، قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .
ورواية الكذب في الحديث القدسي فيها مضاعفة الإثم ، لنسبة المختلق إلى الله وإلى رسوله .
ثانيا :
بتتبع المواقع التي تذكر هذا الحديث أو تنشر هذا المقطع وجدنا أن كثيرا منها من مواقع الشيعة ، وهم لا يتورعون عن الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل إنهم يعدون الكذب في دينهم من القربى إلى الله .
ثالثا :
يحرم جعل الخلفيات الموسيقية - والتي يسمونها الموسيقى التصويرية – لمقاطع الفيديو وغيرها من المقاطع التصويرية ، وخاصة إذا كانت مقاطع دينية .
راجع لمعرفة الأدلة على تحريم الموسيقى جواب السؤال رقم : (5000) .
رابعا :
تصوير وتمثيل الأمور الغيبية كالجنة والنار وأهوال البعث منكر محرم ؛ لما في ذلك من الاجتراء والافتئات على الغيب ، وقد قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّه ) يونس/ 20 ، ومعلوم أنه لا أحد يقدر ما في الآخرة قدره ، ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه وتعالى ؛ وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء .
راجع جواب السؤال رقم : (145931) .
خامسا :
وقع بهذا المقطع تصوير نساء متبرجات عند ذكر الحور العين ووصيفاتهن ، وهذا من المنكر الفاحش ؛ فإن المُشاهِد لهذا المقطع – فضلا عن وقوعه في الإثم بمشاهدة هذه الصور المحرمة – ينقدح في نفسه أن هذه الصور هي صور الحور العين أو تشبهها ، وهذا أشد ما يكون شناعة وقبحا ، وقد قال الله تعالى : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/ 17 .
وقال سبحانه عن الحور العين : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) الصافات/ 48، 49 . وقال تعالى : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن/ 72 .
أي: محبوسات في خيام اللؤلؤ ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن .
"تفسير السعدي" (ص 831)
وهذا يعني أنه لا يطلع عليهن إلا أزواجهن ، فكيف يصوّرن في صورة نساء متبرجات ، يطّلع عليهن كل أحد ؟!
سادسا :
وقوع الأخطاء اللغوية في هذا الكذب البيّن ، كقوله : " فإنها فانية ، ونعيمها زائلة "
وكذا المبالغات والمجازفات التي لا تدل إلا على الكذب ومحض الافتراء كقوله :
" ... سبعون ألف فراش ، وعلى كل فراش سبعون ألف حوراء من الحور العين ، بين يديها سبعون ألف وصيفة "
قال ابن القيم رحمه الله : " والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
انتهى "المنار المنيف" (ص 50) .
والله تعالى أعلم .
السؤال:
انتشر عبر رسائل التواصل الحديثة مقطع يعرض فيه حديث قدسي ( لا أعلم صحته ) ويصور كل كلمة بصورة ثلاثية الأبعاد ، وهكذا إلى نهاية الحديث .
الجواب :
الحمد لله
فقد اطلعنا على هذا المقطع المشار إليه فوجدناه قد احتوى على عدة مخالفات شرعية ، فأردنا التنبيه عليها بنوع من الاختصار تحذيرا من مشاهدة وسماع هذا المقطع وأمثاله ، وغيرة على هذا الدين أن ينسب إليه ما ليس منه .
أولا :
هذا الحديث المذكور حديث لا أصل له في شيء من كتب أهل العلم ، لم يروه – فيما علمنا - أحد منهم ، فنسبته إلى الله تعالى من الكذب والاختلاق والإفك المبين .
وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) .
رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) ، قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .
ورواية الكذب في الحديث القدسي فيها مضاعفة الإثم ، لنسبة المختلق إلى الله وإلى رسوله .
ثانيا :
بتتبع المواقع التي تذكر هذا الحديث أو تنشر هذا المقطع وجدنا أن كثيرا منها من مواقع الشيعة ، وهم لا يتورعون عن الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل إنهم يعدون الكذب في دينهم من القربى إلى الله .
ثالثا :
يحرم جعل الخلفيات الموسيقية - والتي يسمونها الموسيقى التصويرية – لمقاطع الفيديو وغيرها من المقاطع التصويرية ، وخاصة إذا كانت مقاطع دينية .
راجع لمعرفة الأدلة على تحريم الموسيقى جواب السؤال رقم : (5000) .
رابعا :
تصوير وتمثيل الأمور الغيبية كالجنة والنار وأهوال البعث منكر محرم ؛ لما في ذلك من الاجتراء والافتئات على الغيب ، وقد قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّه ) يونس/ 20 ، ومعلوم أنه لا أحد يقدر ما في الآخرة قدره ، ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه وتعالى ؛ وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء .
راجع جواب السؤال رقم : (145931) .
خامسا :
وقع بهذا المقطع تصوير نساء متبرجات عند ذكر الحور العين ووصيفاتهن ، وهذا من المنكر الفاحش ؛ فإن المُشاهِد لهذا المقطع – فضلا عن وقوعه في الإثم بمشاهدة هذه الصور المحرمة – ينقدح في نفسه أن هذه الصور هي صور الحور العين أو تشبهها ، وهذا أشد ما يكون شناعة وقبحا ، وقد قال الله تعالى : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/ 17 .
وقال سبحانه عن الحور العين : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) الصافات/ 48، 49 . وقال تعالى : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن/ 72 .
أي: محبوسات في خيام اللؤلؤ ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن .
"تفسير السعدي" (ص 831)
وهذا يعني أنه لا يطلع عليهن إلا أزواجهن ، فكيف يصوّرن في صورة نساء متبرجات ، يطّلع عليهن كل أحد ؟!
سادسا :
وقوع الأخطاء اللغوية في هذا الكذب البيّن ، كقوله : " فإنها فانية ، ونعيمها زائلة "
وكذا المبالغات والمجازفات التي لا تدل إلا على الكذب ومحض الافتراء كقوله :
" ... سبعون ألف فراش ، وعلى كل فراش سبعون ألف حوراء من الحور العين ، بين يديها سبعون ألف وصيفة "
قال ابن القيم رحمه الله : " والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
انتهى "المنار المنيف" (ص 50) .
والله تعالى أعلم .