المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعبة ادعاء المرض ... الكذب لا يدوم طويلاً !


محمد القاضي
12-09-2013, 03:30 PM
لعبة ادعاء المرض ... الكذب لا يدوم طويلاً !


فئة تبحث عن مكاسب ثانوية شخصية كالتغيّب عن العمل أو تعويض مادي أو الحصول على تعاطف المحيطين بهم

لعبة ادعاء المرض ... الكذب لا يدوم طويلاً !

http://s.alriyadh.com/2012/10/19/img/809845626814.jpg
الأطباء قد لا يجدون سبباً لبعض الأمراض
ادعّاء المرض، واحد من أقدم الحيل التي يلجأ إليها كثير من الأشخاص لأسبابٍ مُتعددة. فكثيرون يدّعون المرض لكي يتغيّبوا عن العمل وآخرون يدعّون المرض لأسباب مالية بحتة، أي بحثاً عن المال بأي صورةٍ من الصور، وآخرون يدّعون المرض بحثاً عن الانتباه والحنان من المحيطين بهم.
ادعّاء المرض، قد يكون دون وعي الإنسان؛ أي أن الشخص يقوم بادعّاء المرض دون أن يعي ذلك تماماً، وهو ما كان يعُرف بالهستيريا، وغالباً يكون هذا المرض هو أحد أنواع الأمراض العصبية، مثل فقدان الوعي الذي يُشبه الصرع، ولكن يختلف عن الصرع بأن الشخص الذي يدّعي المرض، تحدث له النوبة دائماً في وجود آخرين، وكذلك لا تحدث إصابات في الشخص عند وقوعة، ولا يعض لسانه وكذلك لا يتبوّل على نفسه كما يحدث مع مريض الصرع الحقيقي. دائماً يكون هناك مكاسب ثانوية للشخص الذي يدّعي المرض، مثل أن يحصل على عفو من عمل غير لائق به، أو أن يحصل على مكسب شخصي من عمله، كتخفيف العمل ولكن دون أن يكون شاعراً بذلك بشكل كامل.
ثمة أحياناً يكون الشخص على دراية جزئية بما يفعل من ادعّاء المرض، أي ليس بشكلٍ تام يعلم بما يفعله من ادعّاء للمرض، وغالباً تكون هناك صراعات تدور داخل الشخص الذي يقوم بفعل ادعّاء المرض بشكلٍ جزئي. يُعرف هذا الأمر بأنه Factitious Disorder. وقد تحدث عنه الدكتور فيلدمان Feldman في كتابه الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة " اللعب بالمرض" Playing
Sick
في هذا الكتاب يتحدّث عن موضوع التلاعب بالمرض عندما يكون الشخص جزئياً على دراية بأنه يقوم بلعبة ادعّاء المرض.. يتحدّث عن هذا الاضطراب وعن حالات قابلها تُعاني من هذا الاضطراب.
ويكثُر هذا الاضطراب بين العمال الذين يعملون في المصانع الكبيرة وكذلك بين صغار العسكر من جنود وضباط صف، الذين لا يستطيعون تحمّل أعباء العمل ويرغبون في كسب مصالح تتعلّق بعملهم من تخفيف العمل عليهم، مثل إلغاء الحصة الصباحية للتدريب الرياضي أو تغيير أوقات العمل أو أحياناً التقاعد من العمل على أساس طبي، وبذلك يحصل على تقاعد من العمل ويتقاضى مُرتباً جيداً، ويقوم بعد ذلك بالبحث عن عمل آخر يكون خفيفاً لكي يعمل وهو في راحة بدنية ونفسية من ضغوط العمل والإجهاد الذي كان يعُاني منه العامل أو الجندي.
كانت هذه الاضطرابات في السابق تحدث في الحقيقية؛ أي أن الشخص يحضر إلى المستشفى لكي يقوم الطبيب بتشخيصه، وكثيراً ما يحتار الطبيب في تشخيص المريض لكثرة الأعراض وتضاربها، ولكن قد يتوصّل في وقتٍ لاحق إلى أن هذا الشخص هو مُدعيّ مرض وليس مريضاً حقيقياً!.
في كتاب الدكتور فيلدمان، تحدّث عن آخر تطورّات ادعّاء المرض والتي أصبحت عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
ويروي الدكتور فيلدمان، حكايات كثيرة عن أشخاص أدّعوا المرض عن طريق الشبكة العنكبوتية، ويروي قصة لطالب في الخامسة عشرة من عمره، ولسيدة أم لطفلة وقصص آخرى كثيرة لأشخاص ادّعوا المرض لمكاسب شخصية عبر بث قصص خيالية لمجموعة من الأشخاص يُعانون من اضطراب معيّن، يُساعدون بعضهم البعض.
حكاية الشاب كريس:
كريس في الخامسة عشرة من عمره، ادعّى أنه يُعاني من صداع نصفي شديد، وان هذا الصداع يُقلق حياته، ويؤثر على مستقبله ويجعل حياته جحيماً. دخل كريس مع مجموعة من الأشخاص الذين يُعانون من الصداع النصفي
وتبادل معهم المعلومات حول المرض، وبعد ذلك ادعّى بأنه يعاني من مرض الهيموفيليا ( مرض يُصيب الدم يجعله غير قادر على التخثر، فيستمر النزيف للمريض). بالإضافة إلى ذلك أضاف كريس بأنه يُعاني من الصرع نتيجة ضربات تلقاها من والد زوجته، وبالإضافة إلى ذلك كتب للمجموعة التي يشترك معها بأن شقيقه توفي نتيجة مرض الإيدز. وذكر بأن شقيقه كان طالباً متفوقاً في السنة الرابعة في كلية الطب، ووصف والدته بأنها تُعاني من الصمم وأن زوج والدته مدمن على الكحول. وذكر بأن إهمال عائلته له وعدم اهتمامهم بدراسته يجعله يسير أربعة أميال على الأقدام لكي يصل لأقرب محطة حافلة تُقله إلى المدرسة. إضافةً أخرى ذكرها كريس بأنه يعمل في ملهى ليلي كعازف طبلة، وأن هذا يساعده في الحصول على الأدوية التي تُعالج ألمه!. برغم أن كريس كان يُلقي بمعلوماته بالتدريج إلا أن بعض الأشخاص من المجموعة التي انتمى لها كريس بدأت تشك في المعلومات التي ذكرها كريس في مداخلاته مع المجموعة. قام بعض أفراد المجموعة بتقصي الحقائق عن المعلومات التي ذكرها كريس ولكن وجدوا أن جميع المعلومات كانت مُزيّفة!. كانت جميع الأحداث التي استدر كريس عطف المجموعة بها هي من خياله ومن صنع أفكاره لكي يكسب عطف المجموعة ودعمها ولكن،كما هو دائماً فإن الكذب لا يدوم طويلاً.
سيدة أخرى، ذكرت بأنها أم لطفلة تُعاني من مشاكل صحية عديدة وأن طفلتها تُعاني من اضطراب في الجهاز التنفسي. كان اسم هذه السيدة الذي ذكرته في كتاباتها مع المجموعة هو دارلين. وتعاطفت معها إحدى أفراد المجموعة وأصبحت تُساعدها في مرض ابنتها، لأن هذه السيدة (إيريكا) كانت لها طفلة تُعاني من نفس المرض.
وبعد فترة زمنية قصيرة أعلنت دارلين للمجموعة بأن ابنتها تُوفيت. وبعد أن راجعت إيريكا ما كتبته دارلين عن مرض ابنتها، وجدت أن جميع ما كتبته هو عبارة عن معلومات منقولة من كتب ومقالات ولا تتفق مع معلومات شخص عايش مريضا بهذا المرض. قامت إيريكا بإعلام زملائها عن شكوكها في قصة الطفلة التي تدّعي دارلين بأنها توفيت وأن هذه القصة قد تكون مُلفّقة، ولكن الزملاء تحت التأثير العاطفي لم يأخذوا كلام إيريكا على محمل الجد واتصلوا بالمستشفى الذي كانت تُعالج فيه الطفلة وكذلك عن موعد الجنازة لأنهم يُريدون أن يقوموا بإرسال الورود ولكن تبيّن بأن كل شيء لم يكن حقيقياً وإنما فبركة من شخصٍ لا يعرفون من هو!. واستغّل العاطفة عند مجموعة من الأشخاص الذين يُعانون من نفس المرض ولم يتّوقع أحد بأن هذه السيدة التي ادّعت بأن لها طفلة تُعاني من المرض

دانة الكون
13-09-2013, 09:46 AM
الله يعطيك العافيه

ثلجة وردية
20-09-2013, 01:51 PM
يعطيك العافية على المجهود الطيب
لاخلا ولا عدم ..
..