الامير باسل
30-09-2013, 04:36 PM
تربية الأبناء على إحترام الذات
--------------------------------------------------------------------------------
تربية الأبناء على إحترام الذات
احترم نفسك ياولد..!
صيحةٌ يطلقها الآباء والأمهات كثيرًا عندما يصدر من الأولاد تصرفًايشينهم، أو يتعدون فيه حدود الأدب أو اللياقة، فهل تقتصر هذه الصيحة على تلكالمعاني فقط؟
عزيزي المربي، هل تعمدت تنشئة أبنائك على المعنى الحقيقيلقيمة احترام النفس وتقدير الذات؟؟ وهل ندرك نحن المربون والمربيات أهمية هذهالقيمة فيتربيةالأبناء؟
أهلًا بكم أعزائي،ولنبحر معًا مع هذه القيمة الجميلة والتي تغيب عن أذهان الكثيرين أثناء رحلتهمالتربوية مع الأبناء.
أعزائي..المربين والمربيات:
إن تربيةالطفل على احترام ذاته يعني: الصورة الذهنية التي يحتفظ بها الطفل في نفسه عن ذاته، وعن مواهبه، وعن قدراته، وعن مدى استقامته، وعن مدى حب أهله له..إن هذه الصورة الذهنية، وهذه الانطباعات، وهذه العقائد الشخصية لدى الطفل هي التي تشكل احترامه لذاته. [الاحتراممعالمه وتربية الناشئة عليه، د.عبد الكريم بكارص(14)].
لماذا يحتاج أبناؤنا إلى احترامالذات؟
إن تنشئةالأبناءعلى احترام الذات تجعلهم أبعد ما يكونونعن السلوك السيء والتصرفات المعيبة، لأنهم - إذ ذاك- معتدون بأنفسهم كثيرًا بدرجةكافية لترفعهم عما يشينهم.
ويمكّنهم هذا الخلقمن استكشاف قدراتهم الخلاقة، ومواهبهم، ومهاراتهم.
ويعلمهم المثابرة،فيستطيعون استعادة توازنهم مرة أخرى بعد مواقف الإخفاق أوالفشل.
كما يكسبهم القوة التي يواجهون بها مصاعب الحياة، وتحديات المستقبل.
ويكسبهم اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم وحياتهم.
[حتى لا يتحول طفلك من إمبراطور إلى ضفدعة، عمرو أبوليلة، نسيبة أحمد ص(32)].
ومن باب قولالشاعر: (وبضدها تتميز الأشياءُ) نحاول أولًا أن نتبين سمات الطفل الذي يفتقر إلىقيمة احترام النفس.
أهم سمات الطفل الذي لا يشعر باحترامالذات:
• الخجل:الطفل الذي لا يحترم ذاته خجول، يتهيب الدخول أمام الضيوف،ويرفض تقديم التحية لهم، ويرفض الدخول على الناس المجتمعين في المناسبات إذا طلبمنه أن يسلم عليهم.
• التردد:يترددكثيرًا حين يطلب منه اتباع أسلوب جديد، أو القيام بعمل لم يألفه من قبل، فأي تغييريطلب منه يرتبك منه ويتردد ويخاف، والسبب أن الثقة بالنفس هي جزء من احترام الإنسانلنفسه، وهذا الطفل مفتقر لها.
• الاعتماد على الآخرين:والطفل الاعتمادي يفتقد روح المبادرة، وتراه يعتمد على أبويه في أبسطالقرارات، ويسألهما في أمور هي من صميم مسئولياته: هل أختار لون الدفتر كذا أوكذا؟، هل أذاكر الآن أو أنام؟
إن اعتماده في كلشيء على أهله، وكأنه لا رأي له في شيء من الأشياء دليل على أنه لا يحترم نفسهبالقدر الكافي، ولسنا ضد مشاورة الأبوين، ولكننا ضد انسحاق الشخصية والاعتماد علىالآخرين في كل شيء.
• كراهية النقد:منسمات هذا النوع منالأبناءكراهية النقد، فحين يوجه إليه أحد والديه أو أساتذته أو أقربائه يشعر بالخزيوالعار، وينتابه شعور بالانهيار ويتمنى انتهاء الموقف بأقصى سرعة، فهو حساس جدًاللنقد، بينما الطفل الذي يثق بنفسه يتقبل النقد، وبالاعتراف بالتقصير إذا كانالناقد محقًا أو الدفاع عن النفس وشرح موقفه إن كان الناقد غير محق في انتقادهله.
• الخوف من الإخفاق:يخاف دائمًا من الإخفاق والفشل، وهذاالخوف يدفعه للانطواء، ويدفعه إلى عدم المبادرة، أو المحاولة، فهو يفضل أن يبقى فيالظل في الصفوف الخلفية..!
ولذلك نجد كثيرًامن الأولاد غير المهتمين بدراستهم لا يفضلون أبدأ أن يجلسوا في مواجهة الأساتذة، أوفي الصفوف الأمامية، بل يختارون دائمًا الزوايا والصفوف الخلفية، ولا يحبون أن يوجهإليهم أي سؤال..!
وحين يخفق الطفلالذي لا يحترم ذاته فإن هذا الإخفاق يسحقه، وبعضهم قد يترك الدراسة بسبب توبيخ أوتعليق سلبي من بعض أساتذته، نعم ليس لديهم قدرة على مواجهة الصعاب، أو الأزمات،ويتوجسون من الصعاب بشيء من التهويل، وكأن كل مصيبة هي القاصمة التي ستقصمهم، وتقضيعليهم..!
• المبالغة في التفوق على الأقران:هذا الطفل يكون اهتمامهبأقرانه مبالغ فيه، بحيث يصير أقرانه هم شغله الشاغل، وإذا نقصت درجاته في إحدىالمواد درجة أو درجتين بكى وغضب وشعر بأنه محطم، حتى لو كان ترتيبه الأول أو الثانيعلى صفه الدراسي..!
وربما كانت معاناته الشديدة تلك بسبب شعوره بالنقص والذي دفعه لأن يتخذ التفوق الدراسي أداة للتعويض،وليس من أجل مميزات التفوق الدراسي الأخرى.
• الحاجة إلىالدعم:لأن هذا الطفل ضعيف الثقة بالنفس، فهو يشعر دائمًا بالحاجة الماسة إلى الدعم،وإلى المساندة، كما يكره المغامرة ويطلب المساعدة ممن حوله في كل ما يهمّ للقيام بهمن شئونه، وفي أسهل الأمور وأبسطها، خاصةً من والديه أو إخوتهالكبار.
• القلق من آراء الآخرين:هؤلاء الأطفال لديهم قلق دائمًابشأن الصورة الذهنية التي رسمها عنهم الآخرون، وأحدهم قد يسأل نفسه: يا ترى إذارآني الناس في المكان الفلاني ماذا يظنون بي؟ يا ترى إذا لبست هذا الثوب فماذاسيقولون عني؟
بينما الذي يحترم نفسه ويقدرها لا يهتم كثيرًا بآراءالناس؛ لأن له معاييره الشخصية، وله قيمه، وله رؤيته، فهو يأخذ آراء الناس فيه بعينالاعتبار دون أن تكون هي الموجّه والمحرّك لتصرفاته.
عزيزيالمربي..
إنّ الطفل يشعر غريزيًا بأن له قيمة وكرامة، وعلى المربيأن يراعي أهمية هذا الشعور الفطري وينمّيه، لأنه ينأى بالطفل عن القبائح، ويحملهعلى أن ينزّه نفسه عنها، ويجعله يقبل على الفضائل ويرضاها لنفسه، ويعيش حياته متمسكًا بقيمه فخورًا بها، لا يتنازل عنها ولا يزايدعليها.
ومن أهم جوانب تنشئةالأبناءعلى احترامالذاتوالتي يوصي بها خبراءالتربية:
• تنمية ثقة الطفل بنفسه:الثقة تولد لدى الطفل شعورًا بعزته وافتخارًابتربيته وقيم أسرته، ومن ثم احترامًا لنفسه ولأسرته ولقيمه التي تربى عليها، وتلك المشاعر من شأنها أن تجعل الطفل داعية لمبادئه، مدافعًا عنها بكل قوة وعزة وافتخار،مما يقوي ثباته على المبادئ، ومناعته ضد الاستسلام لإغراءات الفساد والانحراف والجريمة. [التربية الإيجابية للطفل، د.مصطفى أبو سعد،ص(90)].
• توجيهه لأن يعرف أهدافه ويسعى لتحقيقها:الطفل الذييحترم ذاته صاحب هدف وغاية واضحة في ذهنه، فهو يعرف لماذا خلق؟ ولماذا جاء إلى هذهالحياة الدنيا؟ وما هي غايته التي يسعى إليها؟ بدايةً من الهدف الأسمى الكبير وهوعبادة الله تعالى، وانتهاءًا بكل ما يعرض له من أعمال مثل: لماذا يذهب إلى المدرسة؟ولماذا يقوم بدور معيّن في الأسرة؟ لماذا عليه أن يجتهدويتفوق؟
وتمثل الهدفية نوع من العزم والتصميم وتقييم الجهدالمبذول، وبفقدان الطفل لمعرفة الأهداف الطويلة والقصيرة المدى، يصاب بالحيرةواللامبالاة ومن ثمّ الشعور بالخوار، وتدني احترامالذات.
• توجيهه إلى اكتشاف مواهبه وقدراته:ويسعى الوالدانلملاحظة واكتشاف تلك المواهب مبكرًا وتنميتها، وإشعار الطفل بقيمة تلك المواهب، وأنالله تعالى يمنح كل إنسان قسط من المواهب والقدرات التي تميزه عن غيره، وأنه يمتلك بالفعل من المواهب والقدرات ما لا يمتلكها غيره، وأن عليه أن ينميها ويحافظ عليها. [كيف تقوي إرادة طفلك؟ عاطف أبو العيد، ص(35)].
• لا تسمح له بتقمص الآخرين:على المربي ألا يسمح لطفله بالاسترسال في مقارنة نفسه بالآخرين بشكلسلبي،بأن يقول(فلان أفضل منّي، أو أنا فاشل!، أو أنا غبي لا أفهم هذه المادة).
أو أن يغرق في تقليدهم وتقمص أدوارهم، فضلًا عن أن يقومالمربي نفسه بوضع الطفل في تلك المقارنات السلبية التي تحطم تقديره الشخصي لذاته يقول (د.سبوك) في كتابه: (حديث إلى الأمهات): إن الطفل يكره أن يوضع على نفسالمستوى مع أحد غيره؛ لأن المقارنة تضعه في حالة تنافس مليئة بالقلق، وتجعله حساسًاللغاية.
أعزائي المربين والمربيات:
إن إخفاقنا في جعل أبنائنا يحترمون أنفسهم ويقدرون ذواتهم هو أمر سيء جدًا، لكن الأسوأ منه هو أن نسهم نحن وبغير قصد في تدمير احترام الطفل لذاته وفي تقديره لها، فالطفل الذي يرى لنفسهقيمة وأهمية وشرفًا لا تتحطم شخصيته، ولا يندفع للإنحراف الذي يريق ماء وجهه، ويحطمن قدره أمام نفسه وأمام المحيطين به، وهذا الاحترام لذاته يعتبر الطاقة التي تدفعه للإنجاز والاستغناء عن الغير بالاستقلال والاعتماد على النفس، والقدرة على اتخاذ القرار والإقدام والشجاعة. [هداية الله أحمد شاش، موسوعة التربية العملية للطفل،ص(237)].
وأخيرًا..
إنّ أمتنا ..أمة الإسلام في أمسّ الحاجة إلى أن يكون لدى صغارهاالطموح والمبادرة والاستقلال والاعتماد على النفس..فنحن لن نستطيع أن نبني أمة قويةإلا من خلال أفراد أقوياء.
وإن احترام النفس، وتقديرالذات من أهم مقومات القوة لدى أحبابنا الصغار.
--------------------------------------------------------------------------------
تربية الأبناء على إحترام الذات
احترم نفسك ياولد..!
صيحةٌ يطلقها الآباء والأمهات كثيرًا عندما يصدر من الأولاد تصرفًايشينهم، أو يتعدون فيه حدود الأدب أو اللياقة، فهل تقتصر هذه الصيحة على تلكالمعاني فقط؟
عزيزي المربي، هل تعمدت تنشئة أبنائك على المعنى الحقيقيلقيمة احترام النفس وتقدير الذات؟؟ وهل ندرك نحن المربون والمربيات أهمية هذهالقيمة فيتربيةالأبناء؟
أهلًا بكم أعزائي،ولنبحر معًا مع هذه القيمة الجميلة والتي تغيب عن أذهان الكثيرين أثناء رحلتهمالتربوية مع الأبناء.
أعزائي..المربين والمربيات:
إن تربيةالطفل على احترام ذاته يعني: الصورة الذهنية التي يحتفظ بها الطفل في نفسه عن ذاته، وعن مواهبه، وعن قدراته، وعن مدى استقامته، وعن مدى حب أهله له..إن هذه الصورة الذهنية، وهذه الانطباعات، وهذه العقائد الشخصية لدى الطفل هي التي تشكل احترامه لذاته. [الاحتراممعالمه وتربية الناشئة عليه، د.عبد الكريم بكارص(14)].
لماذا يحتاج أبناؤنا إلى احترامالذات؟
إن تنشئةالأبناءعلى احترام الذات تجعلهم أبعد ما يكونونعن السلوك السيء والتصرفات المعيبة، لأنهم - إذ ذاك- معتدون بأنفسهم كثيرًا بدرجةكافية لترفعهم عما يشينهم.
ويمكّنهم هذا الخلقمن استكشاف قدراتهم الخلاقة، ومواهبهم، ومهاراتهم.
ويعلمهم المثابرة،فيستطيعون استعادة توازنهم مرة أخرى بعد مواقف الإخفاق أوالفشل.
كما يكسبهم القوة التي يواجهون بها مصاعب الحياة، وتحديات المستقبل.
ويكسبهم اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم وحياتهم.
[حتى لا يتحول طفلك من إمبراطور إلى ضفدعة، عمرو أبوليلة، نسيبة أحمد ص(32)].
ومن باب قولالشاعر: (وبضدها تتميز الأشياءُ) نحاول أولًا أن نتبين سمات الطفل الذي يفتقر إلىقيمة احترام النفس.
أهم سمات الطفل الذي لا يشعر باحترامالذات:
• الخجل:الطفل الذي لا يحترم ذاته خجول، يتهيب الدخول أمام الضيوف،ويرفض تقديم التحية لهم، ويرفض الدخول على الناس المجتمعين في المناسبات إذا طلبمنه أن يسلم عليهم.
• التردد:يترددكثيرًا حين يطلب منه اتباع أسلوب جديد، أو القيام بعمل لم يألفه من قبل، فأي تغييريطلب منه يرتبك منه ويتردد ويخاف، والسبب أن الثقة بالنفس هي جزء من احترام الإنسانلنفسه، وهذا الطفل مفتقر لها.
• الاعتماد على الآخرين:والطفل الاعتمادي يفتقد روح المبادرة، وتراه يعتمد على أبويه في أبسطالقرارات، ويسألهما في أمور هي من صميم مسئولياته: هل أختار لون الدفتر كذا أوكذا؟، هل أذاكر الآن أو أنام؟
إن اعتماده في كلشيء على أهله، وكأنه لا رأي له في شيء من الأشياء دليل على أنه لا يحترم نفسهبالقدر الكافي، ولسنا ضد مشاورة الأبوين، ولكننا ضد انسحاق الشخصية والاعتماد علىالآخرين في كل شيء.
• كراهية النقد:منسمات هذا النوع منالأبناءكراهية النقد، فحين يوجه إليه أحد والديه أو أساتذته أو أقربائه يشعر بالخزيوالعار، وينتابه شعور بالانهيار ويتمنى انتهاء الموقف بأقصى سرعة، فهو حساس جدًاللنقد، بينما الطفل الذي يثق بنفسه يتقبل النقد، وبالاعتراف بالتقصير إذا كانالناقد محقًا أو الدفاع عن النفس وشرح موقفه إن كان الناقد غير محق في انتقادهله.
• الخوف من الإخفاق:يخاف دائمًا من الإخفاق والفشل، وهذاالخوف يدفعه للانطواء، ويدفعه إلى عدم المبادرة، أو المحاولة، فهو يفضل أن يبقى فيالظل في الصفوف الخلفية..!
ولذلك نجد كثيرًامن الأولاد غير المهتمين بدراستهم لا يفضلون أبدأ أن يجلسوا في مواجهة الأساتذة، أوفي الصفوف الأمامية، بل يختارون دائمًا الزوايا والصفوف الخلفية، ولا يحبون أن يوجهإليهم أي سؤال..!
وحين يخفق الطفلالذي لا يحترم ذاته فإن هذا الإخفاق يسحقه، وبعضهم قد يترك الدراسة بسبب توبيخ أوتعليق سلبي من بعض أساتذته، نعم ليس لديهم قدرة على مواجهة الصعاب، أو الأزمات،ويتوجسون من الصعاب بشيء من التهويل، وكأن كل مصيبة هي القاصمة التي ستقصمهم، وتقضيعليهم..!
• المبالغة في التفوق على الأقران:هذا الطفل يكون اهتمامهبأقرانه مبالغ فيه، بحيث يصير أقرانه هم شغله الشاغل، وإذا نقصت درجاته في إحدىالمواد درجة أو درجتين بكى وغضب وشعر بأنه محطم، حتى لو كان ترتيبه الأول أو الثانيعلى صفه الدراسي..!
وربما كانت معاناته الشديدة تلك بسبب شعوره بالنقص والذي دفعه لأن يتخذ التفوق الدراسي أداة للتعويض،وليس من أجل مميزات التفوق الدراسي الأخرى.
• الحاجة إلىالدعم:لأن هذا الطفل ضعيف الثقة بالنفس، فهو يشعر دائمًا بالحاجة الماسة إلى الدعم،وإلى المساندة، كما يكره المغامرة ويطلب المساعدة ممن حوله في كل ما يهمّ للقيام بهمن شئونه، وفي أسهل الأمور وأبسطها، خاصةً من والديه أو إخوتهالكبار.
• القلق من آراء الآخرين:هؤلاء الأطفال لديهم قلق دائمًابشأن الصورة الذهنية التي رسمها عنهم الآخرون، وأحدهم قد يسأل نفسه: يا ترى إذارآني الناس في المكان الفلاني ماذا يظنون بي؟ يا ترى إذا لبست هذا الثوب فماذاسيقولون عني؟
بينما الذي يحترم نفسه ويقدرها لا يهتم كثيرًا بآراءالناس؛ لأن له معاييره الشخصية، وله قيمه، وله رؤيته، فهو يأخذ آراء الناس فيه بعينالاعتبار دون أن تكون هي الموجّه والمحرّك لتصرفاته.
عزيزيالمربي..
إنّ الطفل يشعر غريزيًا بأن له قيمة وكرامة، وعلى المربيأن يراعي أهمية هذا الشعور الفطري وينمّيه، لأنه ينأى بالطفل عن القبائح، ويحملهعلى أن ينزّه نفسه عنها، ويجعله يقبل على الفضائل ويرضاها لنفسه، ويعيش حياته متمسكًا بقيمه فخورًا بها، لا يتنازل عنها ولا يزايدعليها.
ومن أهم جوانب تنشئةالأبناءعلى احترامالذاتوالتي يوصي بها خبراءالتربية:
• تنمية ثقة الطفل بنفسه:الثقة تولد لدى الطفل شعورًا بعزته وافتخارًابتربيته وقيم أسرته، ومن ثم احترامًا لنفسه ولأسرته ولقيمه التي تربى عليها، وتلك المشاعر من شأنها أن تجعل الطفل داعية لمبادئه، مدافعًا عنها بكل قوة وعزة وافتخار،مما يقوي ثباته على المبادئ، ومناعته ضد الاستسلام لإغراءات الفساد والانحراف والجريمة. [التربية الإيجابية للطفل، د.مصطفى أبو سعد،ص(90)].
• توجيهه لأن يعرف أهدافه ويسعى لتحقيقها:الطفل الذييحترم ذاته صاحب هدف وغاية واضحة في ذهنه، فهو يعرف لماذا خلق؟ ولماذا جاء إلى هذهالحياة الدنيا؟ وما هي غايته التي يسعى إليها؟ بدايةً من الهدف الأسمى الكبير وهوعبادة الله تعالى، وانتهاءًا بكل ما يعرض له من أعمال مثل: لماذا يذهب إلى المدرسة؟ولماذا يقوم بدور معيّن في الأسرة؟ لماذا عليه أن يجتهدويتفوق؟
وتمثل الهدفية نوع من العزم والتصميم وتقييم الجهدالمبذول، وبفقدان الطفل لمعرفة الأهداف الطويلة والقصيرة المدى، يصاب بالحيرةواللامبالاة ومن ثمّ الشعور بالخوار، وتدني احترامالذات.
• توجيهه إلى اكتشاف مواهبه وقدراته:ويسعى الوالدانلملاحظة واكتشاف تلك المواهب مبكرًا وتنميتها، وإشعار الطفل بقيمة تلك المواهب، وأنالله تعالى يمنح كل إنسان قسط من المواهب والقدرات التي تميزه عن غيره، وأنه يمتلك بالفعل من المواهب والقدرات ما لا يمتلكها غيره، وأن عليه أن ينميها ويحافظ عليها. [كيف تقوي إرادة طفلك؟ عاطف أبو العيد، ص(35)].
• لا تسمح له بتقمص الآخرين:على المربي ألا يسمح لطفله بالاسترسال في مقارنة نفسه بالآخرين بشكلسلبي،بأن يقول(فلان أفضل منّي، أو أنا فاشل!، أو أنا غبي لا أفهم هذه المادة).
أو أن يغرق في تقليدهم وتقمص أدوارهم، فضلًا عن أن يقومالمربي نفسه بوضع الطفل في تلك المقارنات السلبية التي تحطم تقديره الشخصي لذاته يقول (د.سبوك) في كتابه: (حديث إلى الأمهات): إن الطفل يكره أن يوضع على نفسالمستوى مع أحد غيره؛ لأن المقارنة تضعه في حالة تنافس مليئة بالقلق، وتجعله حساسًاللغاية.
أعزائي المربين والمربيات:
إن إخفاقنا في جعل أبنائنا يحترمون أنفسهم ويقدرون ذواتهم هو أمر سيء جدًا، لكن الأسوأ منه هو أن نسهم نحن وبغير قصد في تدمير احترام الطفل لذاته وفي تقديره لها، فالطفل الذي يرى لنفسهقيمة وأهمية وشرفًا لا تتحطم شخصيته، ولا يندفع للإنحراف الذي يريق ماء وجهه، ويحطمن قدره أمام نفسه وأمام المحيطين به، وهذا الاحترام لذاته يعتبر الطاقة التي تدفعه للإنجاز والاستغناء عن الغير بالاستقلال والاعتماد على النفس، والقدرة على اتخاذ القرار والإقدام والشجاعة. [هداية الله أحمد شاش، موسوعة التربية العملية للطفل،ص(237)].
وأخيرًا..
إنّ أمتنا ..أمة الإسلام في أمسّ الحاجة إلى أن يكون لدى صغارهاالطموح والمبادرة والاستقلال والاعتماد على النفس..فنحن لن نستطيع أن نبني أمة قويةإلا من خلال أفراد أقوياء.
وإن احترام النفس، وتقديرالذات من أهم مقومات القوة لدى أحبابنا الصغار.