الزنكلوني
15-01-2006, 11:21 AM
شهدت فترة حكم الأمير جابر الأحمد الصباح أحداثا كبرى على الصعيدين الداخلي والإقليمي أكثرها جسامة، في ما يخص الكويت نفسها، الاحتلال الذي تعرضت له على يد قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
لكن الأمير جابر نجا كحاكم للكويت من الغزو العراقي بعد أن غادر إلى المملكة العربية السعودية، ومن محاولة اغتيال استهدفت حياته شخصيا قبل ذلك بخمس سنوات قيل أنها بسبب دعمه لبغداد أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
ينتمي الشيخ جابر الأحمد إلى عائلة الصباح التي حكمت الكويت منذ القرن الثامن عشر.
وبعد أن كانت الكويت محمية بريطانية منحت الاستقلال عام 1961 حينها أصبح الأمير جابر أول وزير للمالية للبلد الذي حولته موارده النفطية من مجتمع قبائلي إلى دولة حديثة.
وقد عين رئيسا للوزراء عام 1965 وبعد سنة اعتلى ولاية العهد وظل كذلك إلى أن أصبح عام 1977 أميرا لدولة غنية لا يتجاوز تعداد سكانها المليوني نسمة، رغم أنها توصف بعدم القدرة على الدفاع عن نفسها مما يضطرها إلى ربط مستقبلها بسياسات دول أخرى.
وقد تولى الأمير جابر مقاليد الأمور باعتباره الحاكم الثالث عشر وهو في الخمسين من عمره بعد أن اكتسب خبرة سياسية واسعة، إذ كان الحاكم الفعلي للكويت قبل ذلك التاريخ بسبب مرض سلفه الشيخ صباح السالم الصباح.
وقد أبدى الشيخ جابر حنكة سياسية بارعة خلال الأزمات التي شهدتها سنوات حكمه وتمكن أثناءها من إدارة دفة الكويت ليوصلها إلى شاطئ الأمان.
ومن بين تلك الأزمات أزمة سوق المناخ عام 1982، والتوتر الذي رافق أزمات الخليج، ومواجهة خاطفي الطائرات ومختطفي الرهائن.
محاولة الاغتيال
وقفت الكويت إلى جانب نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه مع إيران في الثمانينيات وقدمت له دعما ماليا كبيرا، لكنها تعرضت في ما بعد لغزو عسكري عراقي.
الكويت بلد غني بسبب موارده النفطية
وقد تعرض الأمير جابر نفسه إلى محاولة اغتيال عام 1985 بسيارة اعترضت موكبه، اعتقد حينها أن إسلاميا متشددا قام بها بسبب موقف الكويت من الحرب.
وفي عام 1988 اختطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية كان على متنها ثلاثة من أفراد العائلة المالكة. وقد أشيد بموقف الكويت التي لم تخضع لمطالب الخاطفين.
وبالرغم من أن الشيخ جابر عرف بأنه يعمل ببساطة وبلا هوادة من أجل بلاده، إلا أنه لم يسلم من الانتقاد عام 1986 عندما أوقف العمل بالدستور وعلق عمل مجلس الأمة بحجة الحاجة إلى الاستقرار، مما تسبب في تشويه صورة الدولة العصرية التي كان يجتهد في رسمها.
المرحلة الحاسمة
وقد بدأت المرحلة الحاسمة في تاريخ حكم الشيخ جابر في صيف عام 1990. وكانت بغداد قد أعربت قبل أغسطس/ آب الشهر الذي تم فيه الغزو عن استيائها من الكويت التي اتهمتها بإغراق الأسواق بالنفط وتهديد العراق بانهيار اقتصادي.
وبعد حرب عاصفة الصحراء التي أخرجت القوات العراقية منكسرة من الكويت، عاد الشيخ جابر إلى بلاده في مارس/ آذار من عام 1991.
الكويتيون عاشوا تحت شبح تهديد الحكم العراقي لسنوات
وكان الوضع آنذاك في غاية السوء في الكويت، وتعين على الأمير أن يعيد الثقة إلى العائلة الحاكمة التي انتقد البعض هربها من البلاد خلال وقت الشدة.
عمل الشيخ جابر بعد فشل الغزو، على تصحيح الأوضاع بعده، ونجح في جمع ائتلاف غربي وعربي للوقوف إلى جانب بلاده.
وخلال السنوات التي تلت التحرير، أعادت الكويت بزعامة الشيخ جابر ترتيب بيتها من جديد. فقد أعيد تشكيل مجلس الأمة مجددا عام 1992. وينظر إلى مجلس الأمة الكويتي على نطاق واسع باعتباره أكثر المجالس المماثلة استقلالية وحيوية في المنطقة.
ورغم أن الشيخ جابر سعى في بعض الأحيان إلى فرض حالة من التقشف في الاستهلاك. إلا أن مستوى المعيشة ومستوى الرعاية الاجتماعية في الكويت يظلان من أعلى المستويات في العالم.
وتبقى السلطة من بعده في أيدي آل الصباح. ورغم أن آثار مجريات أحداث عام 1990 وما تلاها تظل ملازمة لها، إلا أن الحكم الكويتي لا يبدو مهزوزا.
لكن الحكم في الكويت بعد الأمير الراحل يظل يواجه مهمة صعبة في الحفاظ على التوازن الدقيق في الموقف وسط وضع إقليمي وعالمي مضطرب
لكن الأمير جابر نجا كحاكم للكويت من الغزو العراقي بعد أن غادر إلى المملكة العربية السعودية، ومن محاولة اغتيال استهدفت حياته شخصيا قبل ذلك بخمس سنوات قيل أنها بسبب دعمه لبغداد أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
ينتمي الشيخ جابر الأحمد إلى عائلة الصباح التي حكمت الكويت منذ القرن الثامن عشر.
وبعد أن كانت الكويت محمية بريطانية منحت الاستقلال عام 1961 حينها أصبح الأمير جابر أول وزير للمالية للبلد الذي حولته موارده النفطية من مجتمع قبائلي إلى دولة حديثة.
وقد عين رئيسا للوزراء عام 1965 وبعد سنة اعتلى ولاية العهد وظل كذلك إلى أن أصبح عام 1977 أميرا لدولة غنية لا يتجاوز تعداد سكانها المليوني نسمة، رغم أنها توصف بعدم القدرة على الدفاع عن نفسها مما يضطرها إلى ربط مستقبلها بسياسات دول أخرى.
وقد تولى الأمير جابر مقاليد الأمور باعتباره الحاكم الثالث عشر وهو في الخمسين من عمره بعد أن اكتسب خبرة سياسية واسعة، إذ كان الحاكم الفعلي للكويت قبل ذلك التاريخ بسبب مرض سلفه الشيخ صباح السالم الصباح.
وقد أبدى الشيخ جابر حنكة سياسية بارعة خلال الأزمات التي شهدتها سنوات حكمه وتمكن أثناءها من إدارة دفة الكويت ليوصلها إلى شاطئ الأمان.
ومن بين تلك الأزمات أزمة سوق المناخ عام 1982، والتوتر الذي رافق أزمات الخليج، ومواجهة خاطفي الطائرات ومختطفي الرهائن.
محاولة الاغتيال
وقفت الكويت إلى جانب نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه مع إيران في الثمانينيات وقدمت له دعما ماليا كبيرا، لكنها تعرضت في ما بعد لغزو عسكري عراقي.
الكويت بلد غني بسبب موارده النفطية
وقد تعرض الأمير جابر نفسه إلى محاولة اغتيال عام 1985 بسيارة اعترضت موكبه، اعتقد حينها أن إسلاميا متشددا قام بها بسبب موقف الكويت من الحرب.
وفي عام 1988 اختطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية كان على متنها ثلاثة من أفراد العائلة المالكة. وقد أشيد بموقف الكويت التي لم تخضع لمطالب الخاطفين.
وبالرغم من أن الشيخ جابر عرف بأنه يعمل ببساطة وبلا هوادة من أجل بلاده، إلا أنه لم يسلم من الانتقاد عام 1986 عندما أوقف العمل بالدستور وعلق عمل مجلس الأمة بحجة الحاجة إلى الاستقرار، مما تسبب في تشويه صورة الدولة العصرية التي كان يجتهد في رسمها.
المرحلة الحاسمة
وقد بدأت المرحلة الحاسمة في تاريخ حكم الشيخ جابر في صيف عام 1990. وكانت بغداد قد أعربت قبل أغسطس/ آب الشهر الذي تم فيه الغزو عن استيائها من الكويت التي اتهمتها بإغراق الأسواق بالنفط وتهديد العراق بانهيار اقتصادي.
وبعد حرب عاصفة الصحراء التي أخرجت القوات العراقية منكسرة من الكويت، عاد الشيخ جابر إلى بلاده في مارس/ آذار من عام 1991.
الكويتيون عاشوا تحت شبح تهديد الحكم العراقي لسنوات
وكان الوضع آنذاك في غاية السوء في الكويت، وتعين على الأمير أن يعيد الثقة إلى العائلة الحاكمة التي انتقد البعض هربها من البلاد خلال وقت الشدة.
عمل الشيخ جابر بعد فشل الغزو، على تصحيح الأوضاع بعده، ونجح في جمع ائتلاف غربي وعربي للوقوف إلى جانب بلاده.
وخلال السنوات التي تلت التحرير، أعادت الكويت بزعامة الشيخ جابر ترتيب بيتها من جديد. فقد أعيد تشكيل مجلس الأمة مجددا عام 1992. وينظر إلى مجلس الأمة الكويتي على نطاق واسع باعتباره أكثر المجالس المماثلة استقلالية وحيوية في المنطقة.
ورغم أن الشيخ جابر سعى في بعض الأحيان إلى فرض حالة من التقشف في الاستهلاك. إلا أن مستوى المعيشة ومستوى الرعاية الاجتماعية في الكويت يظلان من أعلى المستويات في العالم.
وتبقى السلطة من بعده في أيدي آل الصباح. ورغم أن آثار مجريات أحداث عام 1990 وما تلاها تظل ملازمة لها، إلا أن الحكم الكويتي لا يبدو مهزوزا.
لكن الحكم في الكويت بعد الأمير الراحل يظل يواجه مهمة صعبة في الحفاظ على التوازن الدقيق في الموقف وسط وضع إقليمي وعالمي مضطرب