ندى
23-03-2014, 09:53 PM
الشوق لسيد البشرية صلي الله عليه وسلم
http://www.chatiraqnaa.net/up/uploads/1395572417141.jpg
قال الله تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
قرنت محبة النبي صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى؛ ليُعلمنا ويعلّمنا وجوب محبة النبي علينا، وليس استحبابها كما قد نظن.
ولولا أن محبته واجبة ما: توعد، وفسق، ومنع هدايته عمن قدم محبة غيره. فقال: {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
فالتربص يكون للعذاب، وإذا لم يهد فقد أضل، والفاسق هو العاصي المذنب.
ومحبته عليه السلام ليست مجرد محبة تلقى إليه، بل يجب أن تتفوق على محبة أحب الأشياء إلى الإنسان جبلة وفطرة: النفس والولد والوالد. وإلا فقد ارتكب الإثم.
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر:
(يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي: الآن يا عمر).
البخاري، الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) البخاري، الإيمان.
حين يقسم النبي فيقول: (ولا والذي نفسي بيده)، وينفي الإيمان بقوله: (لا يؤمن)، فليس لهذه الألفاظ معنى سوى وجوب أن تكون محبته مقدمة تقديما مطلقا، فلا يكون فوقه محبة إلا محبة الله تعالى.
ولا يجوز أن يساوى بينه تعالى وبين غيره في المحبة ولو نبيا، فإن محبته وإن كانت عظيمة مقدمة على المحبوبات الدنيوية، لكنها باقية في مرتبة البشرية، لا تبلغ مرتبة الألوهية، فلله تعالى محبة تخصه تسمى محبة: التأله، والخلة. ولا شيء يحب لذاته إلا الله.
فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإن قرنت بمحبة الله تعالى، فالمحبة الإلهية شيء وراء المحبة البشرية، وما أرسل النبي صلى الله عليه إلا ليعلق القلوب بالله تعالى، ويخلص الناس محبتهم لله تعالى فلا يشركوا فيها معه غيره، قال تعالى:{قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا}.
وقد أخطأ من بالغ في محبة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعلها كمحبة الله تعالى؛ فنسب إليه خصائص الخالق سبحانه، من علم الغيب، وتدبير الخلق، ونسب إليه إجابة الدعوات، فدعاه واستغاث به من دون الله تعالى في قضاء الحوائج وتفريج الكربات، وسأله شيئا لا يقدر عليه إلا الله تعالى، أو راح يتغزل فيه تغزل العاشق، كلا، فمحبته محبة هيبة وتعظيم وإجلال، لا محبة غرام ووجد ولوعة.
ووجوب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على كل شيء له أربعة أسباب:
الأول: أمر الله تعالى به، وهذا السبب وحده يكفي في الوجوب.
الثاني: منته صلى الله عليه وسلم على أمته، إذ هداهم الله به، ودلهم على النجاة، قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كان من قبل لفي ضلال مبين}.
الثالث: كماله الخُلقي: كرما، وشجاعة، وإحسانا، ومروءة، وصدقا، وعدلا، وأمانة، وحلما، ورحمة، وعفوا وصفحا. قال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
الرابع: كماله الخَلقي. فقد كان جميلا، منيرا كالشمس، طيب الرائحة، عرقه كالمسك، معتدل القوام، حسن الشعر، جميل العين، أبيض البشرة. فله أوصاف الجمال. وفي الحديث: (إن الله جميل يحب الجمال).
وعلامات المحبة متعددة، منها: الشوق والطرب عند ذكره، وتمني رؤيته، والجلوس إليه، ولو لم يحصل ذلك إلا بإنفاق كل المال، وما عرف عن الصادقين من المؤمنين إلا مثل هذا الشعور الصادق، وهذه آثارهم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله) مختصر مسلم 1604.
وروي أن أبا بكر قال للنبي: والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه [يعني أباه] وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينيك.
وجاء أن امرأة قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله فقالت:
ما فعل رسول الله؟.
قالوا: خيرا، هو بحمد الله كما تحبين. فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.
ولما احتضر بلال قالت امرأته: واحزناه، فقال: واطرباه.
غدا نلقى الأحبه .. محمدا وحزبه
ويروى أن امرأة قالت لعائشة: اكشفي لي قبر رسول الله. فكشفته لها فبكت حتى ماتت.
ولما أخرج أهل مكة خبيب بن عدي من الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيان:
أنشدك الله يا زيد! أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك يضرب عنقه، وأنك في أهلك؟.
فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني جالس في أهلي.
فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا، كحب أصحاب محمد محمدا.
وكان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر من شوقه إلى رسول الله وإلى أصحابه، ويسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل رب قبضي إليك. حتى يغلبه النوم. (الآثار الآنفة في الشفا 2/21-23).
* * *
وقد كانت الجمادات فضلا عن المؤمنين تشتاق إلى رسول الله وتحبه وكذا البهائم.
خطب إلى إلى جذع نخلة، فلما صنع له المنبر تحول إليه فحن الجذع، وسمع الناس له صوتا كصوت العشار [النوق الحوامل] حتى تصدع وانشق، حتى جاء رسول الله فوضع يده عليه فسكت، وكثر بكاء الناس لما رأوا به، فقال النبي: (إن هذا بكى لما فقد من الذكر، والذي نفسي بيده لولم ألتزمه، لم يزل هكذا إلى يوم القيامة).
فأمر به فدفن تحت المنبر وكان الحسن البصري إلى حدث بهذا بكى وقال: يا عبادا لله! الخشبة تحن إلى رسول الله، شوقا إليه بمكانه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
(بتصرف وأصله مروي في صحيح البخاري، انظر الشفا 1/304، صحيح الجامع2256).
وقد سمع الصحابة تسبيح الطعام والحصى في يده، وتسليم الحجر والشجر. الشفا 1/306
ولما قفل عمر عائدا من الشام وكان في بعض الطريق، رغب الناس إليه أن يأمر بلالا فيؤذن، وكان قد اعتزل الأذان منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن فما بقي رجل من أصحاب رسول الله إلا صار يبكي.
عن أبي بن كعب قال: (كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال: أيها الناس! اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.
فقلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟.
قال: ما شئت، قال: الربع؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قلت: النصف؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قلت: الثلثين؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قال: أجعل لك صلاتي كلها؟.
قال: إذا تكفى همَك، ويغفر لك ذنبك).
لأن من صلى على النبي صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر ذنبه. انظر: جلاء الأفهام لابن القيم ص46
بعض الطاعات ترفع صاحبها في الدرجات الرفيعة، وتحط عنه أوزارا عظيمة، وتبلغ به مقامات المقربين، وأعماله ربما لم تؤهله لمقام أصحاب اليمين، منها محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وإليكم هذين الحديثين الدالين على هذا الفضل العميم:
سأل رجل فقال: (متى الساعة؟، قال: وما أعددت لها؟، قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت. قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي: أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب النبي وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم). البخاري، الأدب، باب علامة الحب في الله دون قول أنس
كان رجل يشرب الخمر، فلعنه بعضهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاتعلنوه، فما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله). البخاري
* * *
رواه الترمذي، صفة القيامة، وأحمد 5/136.
في امان الله
http://www.chatiraqnaa.net/up/uploads/1395572417141.jpg
قال الله تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
قرنت محبة النبي صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى؛ ليُعلمنا ويعلّمنا وجوب محبة النبي علينا، وليس استحبابها كما قد نظن.
ولولا أن محبته واجبة ما: توعد، وفسق، ومنع هدايته عمن قدم محبة غيره. فقال: {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
فالتربص يكون للعذاب، وإذا لم يهد فقد أضل، والفاسق هو العاصي المذنب.
ومحبته عليه السلام ليست مجرد محبة تلقى إليه، بل يجب أن تتفوق على محبة أحب الأشياء إلى الإنسان جبلة وفطرة: النفس والولد والوالد. وإلا فقد ارتكب الإثم.
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر:
(يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي: الآن يا عمر).
البخاري، الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) البخاري، الإيمان.
حين يقسم النبي فيقول: (ولا والذي نفسي بيده)، وينفي الإيمان بقوله: (لا يؤمن)، فليس لهذه الألفاظ معنى سوى وجوب أن تكون محبته مقدمة تقديما مطلقا، فلا يكون فوقه محبة إلا محبة الله تعالى.
ولا يجوز أن يساوى بينه تعالى وبين غيره في المحبة ولو نبيا، فإن محبته وإن كانت عظيمة مقدمة على المحبوبات الدنيوية، لكنها باقية في مرتبة البشرية، لا تبلغ مرتبة الألوهية، فلله تعالى محبة تخصه تسمى محبة: التأله، والخلة. ولا شيء يحب لذاته إلا الله.
فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإن قرنت بمحبة الله تعالى، فالمحبة الإلهية شيء وراء المحبة البشرية، وما أرسل النبي صلى الله عليه إلا ليعلق القلوب بالله تعالى، ويخلص الناس محبتهم لله تعالى فلا يشركوا فيها معه غيره، قال تعالى:{قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا}.
وقد أخطأ من بالغ في محبة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعلها كمحبة الله تعالى؛ فنسب إليه خصائص الخالق سبحانه، من علم الغيب، وتدبير الخلق، ونسب إليه إجابة الدعوات، فدعاه واستغاث به من دون الله تعالى في قضاء الحوائج وتفريج الكربات، وسأله شيئا لا يقدر عليه إلا الله تعالى، أو راح يتغزل فيه تغزل العاشق، كلا، فمحبته محبة هيبة وتعظيم وإجلال، لا محبة غرام ووجد ولوعة.
ووجوب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على كل شيء له أربعة أسباب:
الأول: أمر الله تعالى به، وهذا السبب وحده يكفي في الوجوب.
الثاني: منته صلى الله عليه وسلم على أمته، إذ هداهم الله به، ودلهم على النجاة، قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كان من قبل لفي ضلال مبين}.
الثالث: كماله الخُلقي: كرما، وشجاعة، وإحسانا، ومروءة، وصدقا، وعدلا، وأمانة، وحلما، ورحمة، وعفوا وصفحا. قال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
الرابع: كماله الخَلقي. فقد كان جميلا، منيرا كالشمس، طيب الرائحة، عرقه كالمسك، معتدل القوام، حسن الشعر، جميل العين، أبيض البشرة. فله أوصاف الجمال. وفي الحديث: (إن الله جميل يحب الجمال).
وعلامات المحبة متعددة، منها: الشوق والطرب عند ذكره، وتمني رؤيته، والجلوس إليه، ولو لم يحصل ذلك إلا بإنفاق كل المال، وما عرف عن الصادقين من المؤمنين إلا مثل هذا الشعور الصادق، وهذه آثارهم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله) مختصر مسلم 1604.
وروي أن أبا بكر قال للنبي: والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه [يعني أباه] وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينيك.
وجاء أن امرأة قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله فقالت:
ما فعل رسول الله؟.
قالوا: خيرا، هو بحمد الله كما تحبين. فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.
ولما احتضر بلال قالت امرأته: واحزناه، فقال: واطرباه.
غدا نلقى الأحبه .. محمدا وحزبه
ويروى أن امرأة قالت لعائشة: اكشفي لي قبر رسول الله. فكشفته لها فبكت حتى ماتت.
ولما أخرج أهل مكة خبيب بن عدي من الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيان:
أنشدك الله يا زيد! أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك يضرب عنقه، وأنك في أهلك؟.
فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني جالس في أهلي.
فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا، كحب أصحاب محمد محمدا.
وكان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر من شوقه إلى رسول الله وإلى أصحابه، ويسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل رب قبضي إليك. حتى يغلبه النوم. (الآثار الآنفة في الشفا 2/21-23).
* * *
وقد كانت الجمادات فضلا عن المؤمنين تشتاق إلى رسول الله وتحبه وكذا البهائم.
خطب إلى إلى جذع نخلة، فلما صنع له المنبر تحول إليه فحن الجذع، وسمع الناس له صوتا كصوت العشار [النوق الحوامل] حتى تصدع وانشق، حتى جاء رسول الله فوضع يده عليه فسكت، وكثر بكاء الناس لما رأوا به، فقال النبي: (إن هذا بكى لما فقد من الذكر، والذي نفسي بيده لولم ألتزمه، لم يزل هكذا إلى يوم القيامة).
فأمر به فدفن تحت المنبر وكان الحسن البصري إلى حدث بهذا بكى وقال: يا عبادا لله! الخشبة تحن إلى رسول الله، شوقا إليه بمكانه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
(بتصرف وأصله مروي في صحيح البخاري، انظر الشفا 1/304، صحيح الجامع2256).
وقد سمع الصحابة تسبيح الطعام والحصى في يده، وتسليم الحجر والشجر. الشفا 1/306
ولما قفل عمر عائدا من الشام وكان في بعض الطريق، رغب الناس إليه أن يأمر بلالا فيؤذن، وكان قد اعتزل الأذان منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن فما بقي رجل من أصحاب رسول الله إلا صار يبكي.
عن أبي بن كعب قال: (كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال: أيها الناس! اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.
فقلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟.
قال: ما شئت، قال: الربع؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قلت: النصف؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قلت: الثلثين؟.
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير. قال: أجعل لك صلاتي كلها؟.
قال: إذا تكفى همَك، ويغفر لك ذنبك).
لأن من صلى على النبي صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر ذنبه. انظر: جلاء الأفهام لابن القيم ص46
بعض الطاعات ترفع صاحبها في الدرجات الرفيعة، وتحط عنه أوزارا عظيمة، وتبلغ به مقامات المقربين، وأعماله ربما لم تؤهله لمقام أصحاب اليمين، منها محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وإليكم هذين الحديثين الدالين على هذا الفضل العميم:
سأل رجل فقال: (متى الساعة؟، قال: وما أعددت لها؟، قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت. قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي: أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب النبي وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم). البخاري، الأدب، باب علامة الحب في الله دون قول أنس
كان رجل يشرب الخمر، فلعنه بعضهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاتعلنوه، فما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله). البخاري
* * *
رواه الترمذي، صفة القيامة، وأحمد 5/136.
في امان الله