بسمه
27-03-2014, 10:47 AM
تناول الطعام ببطء
http://s.riy.cc/2014/03/27/img/431209165136.jpg
د.شريفة بنت محمد العبودي
"لا تسرع في تناول الطعام" نصيحة معروفة في كل الحضارات تقريباً لأن للتأني في الأكل منافع عديدة، ولكن ما جعل هذه النصيحة تعاود الظهور على السطح هو نشر دراسة في دورية Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics عدد يناير 2014م عن فوائد الأكل ببطء، وقد وجدت الدراسة أن المشاركين فيها استهلكوا سعرات حرارية أقل عندما أبطأوا في تناول الطعام، كما أحسوا بالشبع بصورة أوضح عند نهاية وجباتهم التي تناولوها ببطء، وخلصت الدراسة إلى أن تناول الطعام ببطء بالفعل يخلق تغييرات كيميائية حيوية تحدّ من الميل إلى الإكثار من الطعام. فتناول الطعام بسرعة يجعل الجسم غير قادر على متابعة الإشارات العصبية الطبيعية المتعلقة بإفراز هرمونات مختلفة تحسّن من نوعيّة هضم الطعام وامتصاصه، ويجعل الجسم كذلك غير قادر على تنظيم الاستجابات المتبادلة بين الأمعاء والدماغ.
وأهم عمليات التأني في تناول الطعام هي تغيير كيفية مضغ الطعام، فأغلب الناس يمضغون بطريقة آلية غير واعية، أي يزدردون طعامهم دون التفكير فيما إذا كان الطعام في أفواههم قد ابتلّ باللعاب بالكامل وتحوّل تماماً إلى عجينة ليّنة أم لا. وبلع الطعام قبل مضغه جيداً يجعله يمرّ خلال القناة الهضمية قبل أن يتفكك بالكامل فيخرج من الجسم دون أن يستفيد الجسم من كل العناصر الغذائية فيه، وعملية المضغ الصحيحة مهمّة جداً لأنها تؤدي ليس فقط إلى تخفيف الوزن ولكن أيضاً إلى تحسين الصحة بشكل عام لأن المضغ الجيّد يسهّل على الأمعاء عملية امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وتؤدي إلى أن يعتاد الإنسان على اللقمة الصغيرة لأنها أسهل عند تكرار المضغ، كما يصبح الإنسان واعياً بمقدار ما يأكل وطعمه في فمه فيشعر بالرضا والشبع بشكل أفضل مما لو تناول طعامه بسرعة.
وما لا يعرفه الكثيرون هو أن عملية هضم الطعام (خاصة هضم النشويات والدهون المرتبطة أكثر بزيادة الوزن) تبدأ في الفم، والمضغ الجيّد يعطي الطعام الفرصة الكافية ليبتّل باللعاب الذي يحتوي على إنظيمات (إنزيمات) هاضمة ضرورية جداً لأول مرحلة من مراحل الهضم، بالإضافة إلى أن عملية ابتلال الطعام باللعاب بالكامل تساعد على مروره وخروج بقاياه من القناة الهضمية كلها بسهولة ويسر، وعملية مضغ الطعام ترسل إلى الجسم كله إشارات ضرورية ليستعد للهضم، فالمضغ يبدأ عملية إفراز الهرمونات، ويحفّز مستقبلات التذوّق، ويهيء بطانة المعدة لإفراز العصارات الهاضمة، ويهيء البنكرياس لإفراز الإنظيمات والبيكربونات، ومضغ الطعام جيداً واختلاطه باللعاب بشكل كافٍ يعمل أيضاً على زيادة مرونة عضلة بوابة المعدة التي تتحكم في انتقال الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ومضغ الطعام جيداً يقوي الأسنان والفكين ويساهم في التقليل من تراكم الجير وتسوس الأسنان. كما يحدّ المضغ الجيّد من دخول البكتريا الضارة التي تنتقل إلى الجسم عن طريق الغذاء، فزيادة هذه البكتريا تسبب انتفاخ المعدة وغازات الأمعاء والإمساك والمغص وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي.
ومن المهم التنبيه إلى أن إبطاء تناول الطعام بتحسين المضغ عملية ليست سهلة لأنها إحدى الممارسات التي تتطلب قسر النفس على تغيير ما اعتادت عليه، ولكن عملية تحسين المضغ ممكنة خاصة عندما يذكر الإنسان نفسه بالمنافع المذهلة لإطالة المضغ، والتغيير يتطلب الوعي التام بحركة الأكل في الفم ومتى يصبح عجينة لينة شبه سائلة، ويتطلب كذلك الامتناع عن الأكل أثناء ممارسة أي نشاط آخر مثل مشاهدة التلفزيون أو العمل على الحواسيب أو ممارسة أي عمل آخر.
http://s.riy.cc/2014/03/27/img/431209165136.jpg
د.شريفة بنت محمد العبودي
"لا تسرع في تناول الطعام" نصيحة معروفة في كل الحضارات تقريباً لأن للتأني في الأكل منافع عديدة، ولكن ما جعل هذه النصيحة تعاود الظهور على السطح هو نشر دراسة في دورية Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics عدد يناير 2014م عن فوائد الأكل ببطء، وقد وجدت الدراسة أن المشاركين فيها استهلكوا سعرات حرارية أقل عندما أبطأوا في تناول الطعام، كما أحسوا بالشبع بصورة أوضح عند نهاية وجباتهم التي تناولوها ببطء، وخلصت الدراسة إلى أن تناول الطعام ببطء بالفعل يخلق تغييرات كيميائية حيوية تحدّ من الميل إلى الإكثار من الطعام. فتناول الطعام بسرعة يجعل الجسم غير قادر على متابعة الإشارات العصبية الطبيعية المتعلقة بإفراز هرمونات مختلفة تحسّن من نوعيّة هضم الطعام وامتصاصه، ويجعل الجسم كذلك غير قادر على تنظيم الاستجابات المتبادلة بين الأمعاء والدماغ.
وأهم عمليات التأني في تناول الطعام هي تغيير كيفية مضغ الطعام، فأغلب الناس يمضغون بطريقة آلية غير واعية، أي يزدردون طعامهم دون التفكير فيما إذا كان الطعام في أفواههم قد ابتلّ باللعاب بالكامل وتحوّل تماماً إلى عجينة ليّنة أم لا. وبلع الطعام قبل مضغه جيداً يجعله يمرّ خلال القناة الهضمية قبل أن يتفكك بالكامل فيخرج من الجسم دون أن يستفيد الجسم من كل العناصر الغذائية فيه، وعملية المضغ الصحيحة مهمّة جداً لأنها تؤدي ليس فقط إلى تخفيف الوزن ولكن أيضاً إلى تحسين الصحة بشكل عام لأن المضغ الجيّد يسهّل على الأمعاء عملية امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وتؤدي إلى أن يعتاد الإنسان على اللقمة الصغيرة لأنها أسهل عند تكرار المضغ، كما يصبح الإنسان واعياً بمقدار ما يأكل وطعمه في فمه فيشعر بالرضا والشبع بشكل أفضل مما لو تناول طعامه بسرعة.
وما لا يعرفه الكثيرون هو أن عملية هضم الطعام (خاصة هضم النشويات والدهون المرتبطة أكثر بزيادة الوزن) تبدأ في الفم، والمضغ الجيّد يعطي الطعام الفرصة الكافية ليبتّل باللعاب الذي يحتوي على إنظيمات (إنزيمات) هاضمة ضرورية جداً لأول مرحلة من مراحل الهضم، بالإضافة إلى أن عملية ابتلال الطعام باللعاب بالكامل تساعد على مروره وخروج بقاياه من القناة الهضمية كلها بسهولة ويسر، وعملية مضغ الطعام ترسل إلى الجسم كله إشارات ضرورية ليستعد للهضم، فالمضغ يبدأ عملية إفراز الهرمونات، ويحفّز مستقبلات التذوّق، ويهيء بطانة المعدة لإفراز العصارات الهاضمة، ويهيء البنكرياس لإفراز الإنظيمات والبيكربونات، ومضغ الطعام جيداً واختلاطه باللعاب بشكل كافٍ يعمل أيضاً على زيادة مرونة عضلة بوابة المعدة التي تتحكم في انتقال الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ومضغ الطعام جيداً يقوي الأسنان والفكين ويساهم في التقليل من تراكم الجير وتسوس الأسنان. كما يحدّ المضغ الجيّد من دخول البكتريا الضارة التي تنتقل إلى الجسم عن طريق الغذاء، فزيادة هذه البكتريا تسبب انتفاخ المعدة وغازات الأمعاء والإمساك والمغص وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي.
ومن المهم التنبيه إلى أن إبطاء تناول الطعام بتحسين المضغ عملية ليست سهلة لأنها إحدى الممارسات التي تتطلب قسر النفس على تغيير ما اعتادت عليه، ولكن عملية تحسين المضغ ممكنة خاصة عندما يذكر الإنسان نفسه بالمنافع المذهلة لإطالة المضغ، والتغيير يتطلب الوعي التام بحركة الأكل في الفم ومتى يصبح عجينة لينة شبه سائلة، ويتطلب كذلك الامتناع عن الأكل أثناء ممارسة أي نشاط آخر مثل مشاهدة التلفزيون أو العمل على الحواسيب أو ممارسة أي عمل آخر.