رباب
05-07-2014, 05:17 PM
كيف نعزز اخلاقنا الاسلامية في الصيام
ما أجمل ليالي رمضان وما أندى أحاديثها إذا تجالس الأحباب ونثروا بينهم ورود الود وتهادوا رياحين الكلام ينتقون أطايبه كما ينتقى أطايب التمر كما يقول الفاروق , صفت أرواحهم بالصيام وطهرت ألسنتهم بالذكر والسلام , واغتسلت جوارحهم بطول القيام , تلاقوا كما تتلاقى الغصون في موسم الربيع ليس بينهم صخاب ولا سباب ولا تشوى بينهم أعراض الخلائق , بل تتجاذبهم مشاعر الأشقاء فينصح بعضهم بعضاً ويدل أحدهم أخاه على ما يصلح آخرته ودنياه , فإذا بالمنافع تجني كما تجنى الثمرات , وإذا المحبة تطفح على الوجوه بالضحكات والبسمات .
هذه هي الصورة المثلى التي يجب أن تكون عليها مجالسنا في كل حين ولا سيما في رمضان شهر الطهارة من فحش القول وآفات اللسان .
ولكن هل هذا واقع كل الناس ؟
لعل الجواب سيكون : لا وإنما هو حال ثلة منهم رأوا أن من تمام صيامهم عن المفطرات الصوم عن أعراض الناس والتفكه بها منصتين إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" من لم يع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري .
ومن أشد الزور في القول نقيصة الغيبة , التي لم تدع _ إلا ما رحم ربي _ مجلساً إلا دنسته , ولا لساناً إلا زلت به , ولا طالحاً ولا صالحاً إلا راودته , فلم يسلم إلا قليل .
الغيبة ذلك الوحش الضاري , والعدو الصائل , ينقض على الحسنات فينهشها وعلى اللحوم البشرية فيأكلها , وعلى المجتمعات الإسلامية فيفرقها .
ألا ترين – أختي الصائمة – كيف تساهل كثيرون في أمرها , حتى أصبحت كأنها عادة اجتماعية متعارف عليها لا تكاد تنكر فبينما كان الصحابة رضي الله عنهم يتلاقون بالبشر , ويحفظون أعراض بعضهم عند الغيبة ويرون ذلك أفضل الأعمال , ويرون خلافه من عادة المنافقين , فقد انتشر خلاف ذلك اليوم , فها نحن أولاء نرى كيف يلقى أهل المجلس زائرهم بالترحاب ويأخذون معه أطراف الأحاديث التي تفوح بالمجاملات وما إن يودعهم حتى تبدأ وجبتهم الدسمة بلحمة متناسين مثل قول الله تعالى :(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) ( الحجرات: 12 )
إن من العجب حقاً أن يصوم أحدنا عن الحلال , ويفطر على الحرام والأعجب من ذلك أن نتظاهر بنزاهتنا عن أبواب الغيبة فندخلها من أسوارها , فالغيبة قد تكون بالإشارة والغمز والكتابة والحركة والتمثيل ,بل هو أشد غيبة كأن يمشي المغتاب مثل مشية أخيه يعيبه فرسولنا صلى الله عليه وسلم حين حكت له عائشة رضي الله عنها إنساناً قال:" ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا "رواه أبو داود
بل من أعجب الغيبة :أن يذكر عنده أحد الناس , فيقول : الحمد لله الذي لم يبتلينا بذنبه نسأل الله أن يعصمنا من مثل عمله وإنما قصد أن يعيبه بصيغة الدعاء وربما قدم بمدحه ثم يشير إلى تقصيره فيكون مغتاباً ومرائياً ومزكياً نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش أو أن يصغي إلى الغيبة على سبيل التعجب فيزيد من نشاط المغتاب .
أختي الصائمة .. ليكن صومنا فرصة لنا لنعالج أنفسنا من هذا الداء فننكره على الآخرين باللسان أو بالقلب عند عدم القدرة حتى لا نقع في الإثم العظيم .
ولتضع أحدانا نفسها موضع من جعلت أهل مجلس موقع تندرهم وضحكهم , فهل تطيقي ذلك ؟! ألا تكره نفوسنا أن نسمع كلمة قيلت فينا تعيبنا سواء أكانت حقاً أم باطلاً ؟ فكذلك الناس – أختي الصائمة القائمة – لا يرضونه لأنفسهم .
وأخيرا هاك هذه الحادثة القصيرة قبل أن أودعكِ , روي عن الحسن أن رجلاً قال له : إن فلاناً قد اغتابك فبعث إليه رطباً على طبق وقال : قد بلغني أنك قد أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
الغيبة – يا أختي – نار فلا تقربيها من حسناتكِ لاسيما وأنتِ
تظمئي نهاركِ وتحيي ليلكِ وترخصي مالكِ لتثقلي بها ميزانكِ
في امان الله
ما أجمل ليالي رمضان وما أندى أحاديثها إذا تجالس الأحباب ونثروا بينهم ورود الود وتهادوا رياحين الكلام ينتقون أطايبه كما ينتقى أطايب التمر كما يقول الفاروق , صفت أرواحهم بالصيام وطهرت ألسنتهم بالذكر والسلام , واغتسلت جوارحهم بطول القيام , تلاقوا كما تتلاقى الغصون في موسم الربيع ليس بينهم صخاب ولا سباب ولا تشوى بينهم أعراض الخلائق , بل تتجاذبهم مشاعر الأشقاء فينصح بعضهم بعضاً ويدل أحدهم أخاه على ما يصلح آخرته ودنياه , فإذا بالمنافع تجني كما تجنى الثمرات , وإذا المحبة تطفح على الوجوه بالضحكات والبسمات .
هذه هي الصورة المثلى التي يجب أن تكون عليها مجالسنا في كل حين ولا سيما في رمضان شهر الطهارة من فحش القول وآفات اللسان .
ولكن هل هذا واقع كل الناس ؟
لعل الجواب سيكون : لا وإنما هو حال ثلة منهم رأوا أن من تمام صيامهم عن المفطرات الصوم عن أعراض الناس والتفكه بها منصتين إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" من لم يع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري .
ومن أشد الزور في القول نقيصة الغيبة , التي لم تدع _ إلا ما رحم ربي _ مجلساً إلا دنسته , ولا لساناً إلا زلت به , ولا طالحاً ولا صالحاً إلا راودته , فلم يسلم إلا قليل .
الغيبة ذلك الوحش الضاري , والعدو الصائل , ينقض على الحسنات فينهشها وعلى اللحوم البشرية فيأكلها , وعلى المجتمعات الإسلامية فيفرقها .
ألا ترين – أختي الصائمة – كيف تساهل كثيرون في أمرها , حتى أصبحت كأنها عادة اجتماعية متعارف عليها لا تكاد تنكر فبينما كان الصحابة رضي الله عنهم يتلاقون بالبشر , ويحفظون أعراض بعضهم عند الغيبة ويرون ذلك أفضل الأعمال , ويرون خلافه من عادة المنافقين , فقد انتشر خلاف ذلك اليوم , فها نحن أولاء نرى كيف يلقى أهل المجلس زائرهم بالترحاب ويأخذون معه أطراف الأحاديث التي تفوح بالمجاملات وما إن يودعهم حتى تبدأ وجبتهم الدسمة بلحمة متناسين مثل قول الله تعالى :(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) ( الحجرات: 12 )
إن من العجب حقاً أن يصوم أحدنا عن الحلال , ويفطر على الحرام والأعجب من ذلك أن نتظاهر بنزاهتنا عن أبواب الغيبة فندخلها من أسوارها , فالغيبة قد تكون بالإشارة والغمز والكتابة والحركة والتمثيل ,بل هو أشد غيبة كأن يمشي المغتاب مثل مشية أخيه يعيبه فرسولنا صلى الله عليه وسلم حين حكت له عائشة رضي الله عنها إنساناً قال:" ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا "رواه أبو داود
بل من أعجب الغيبة :أن يذكر عنده أحد الناس , فيقول : الحمد لله الذي لم يبتلينا بذنبه نسأل الله أن يعصمنا من مثل عمله وإنما قصد أن يعيبه بصيغة الدعاء وربما قدم بمدحه ثم يشير إلى تقصيره فيكون مغتاباً ومرائياً ومزكياً نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش أو أن يصغي إلى الغيبة على سبيل التعجب فيزيد من نشاط المغتاب .
أختي الصائمة .. ليكن صومنا فرصة لنا لنعالج أنفسنا من هذا الداء فننكره على الآخرين باللسان أو بالقلب عند عدم القدرة حتى لا نقع في الإثم العظيم .
ولتضع أحدانا نفسها موضع من جعلت أهل مجلس موقع تندرهم وضحكهم , فهل تطيقي ذلك ؟! ألا تكره نفوسنا أن نسمع كلمة قيلت فينا تعيبنا سواء أكانت حقاً أم باطلاً ؟ فكذلك الناس – أختي الصائمة القائمة – لا يرضونه لأنفسهم .
وأخيرا هاك هذه الحادثة القصيرة قبل أن أودعكِ , روي عن الحسن أن رجلاً قال له : إن فلاناً قد اغتابك فبعث إليه رطباً على طبق وقال : قد بلغني أنك قد أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
الغيبة – يا أختي – نار فلا تقربيها من حسناتكِ لاسيما وأنتِ
تظمئي نهاركِ وتحيي ليلكِ وترخصي مالكِ لتثقلي بها ميزانكِ
في امان الله