اميرة المحبه
23-07-2014, 06:25 AM
http://www.alrams.net/up2/uploads/images/alrams.net-a2afd7d0cc.gif
الأصغر مدلل أو عبء على الأكبر
فارق العمر بين الشقيقين يرسم علاقتهما
http://www.alrams.net/up4/uploads/alrams14054624341.jpg
تحقيق: زكية كردي
يرى البعض أن الأبناء يجب أن يكونوا متقاربين في السن حتى يكبروا مع بعضهم بعضاً وتكون أفكارهم أكثر قرباً وانسجاماً، بينما يتوجه فريق آخر من الناس إلى ضرورة منح الطفل الأول الإشباع العاطفي قبل إنجاب الثاني، لكي ينضج نفسياً، حيث يشير العلماء إلى احتياج الطفل إلى خمس سنوات ليكتمل بناؤه النفسي، إضافة إلى أن عمل الأم والظروف المادية للعائلة في البداية تكون صعبة، ولهذا يصبح خيار إنجاب الطفل الثاني مؤجلاً لسنوات طويلة، ربما بانتظار تغير الظروف، فهل يعتبر فارق العمر الكبير بين الإخوة صحياً؟
هذا ما يجيبنا عنه إخوة أبعدتهم عن أشقائهم سنوات طويلة.
يشغلنا العمل فنؤجل الكثير من الأمور في الحياة، ومن بينها إنجاب الأطفال الذي ما كانت فاديا دلة "إعلامية" لتفكر فيه ثانية لولا إلحاح ابنها وشعوره بحاجته لأخ يسانده في هذه الحياة، وعن تجربتها في تربية ولدين بفارق عشر سنوات تقول: "رغم أن غايتي كانت إخراج ابني الأكبر من مشاعر الوحدة فإنني أشعر بأن فارق العمر بينه وبين أخيه يكرس هذه الحالة لديه، فهما لا يمكن أن يلتقيا مع هذا الفرق في كثير من الاهتمامات عدا الطعام ومشاهدة التلفزيون، فلا يمكنه أن يشاركه الكثير من الأنشطة كاللعب والدراسة مثلاً.
وتشير إلى أن الحالة تكون مرهقة جداً بالنسبة للأهل، كون الابنين ينتميان إلى عمرين متباعدين، وبالتالي كل منهما يحتاج إلى نوع مختلف من الرعاية والاهتمام، ما يبدد طاقة الأم وهي تحاول إرضاءهما بطريقة عادلة، أما عن الإيجابيات فترى أن الأخ الأكبر يمكنه مساعدة الأم بالاعتناء بأخيه الأصغر، كما يمكنه تفهم الكثير من الأمور، ويستطيع أن يكون قدوة بالنسبة لأخيه لأنه يعي أهمية هذه العلاقة وقيمتها.
لم تكن الدنيا تتسع لفرحتها عندما أتت أختها الصغرى إلى العالم، هكذا تصف ابتسام راغب "طالبة جامعية" مشاعرها، وتقول: "كنت في الثامنة من عمري وأشعر بالحسرة على الدوام لكوني وحيدة، ولهذا أنتظر أختي بفارغ الصبر، وبالفعل تعلقت بها لدرجة أني كنت أستعجل العودة من المدرسة لأعتني بها، وهذا ما كان غريباً بالنسبة للجميع، لأنهم كانوا يتوقعون أن أشعر بالغيرة منها، ولكن ما حصل هو العكس، وعن علاقتها بأختها تؤكد أن مشاعرها تجاهها مختلطة مابين الأخوة والأمومة، فهي تشعر بأنها أمها وأختها في الوقت نفسه، كما أن أختها تشعر بهذه الأحاسيس تماماً".
فراس وليد "تاجر" يشعر بأن مسؤوليات أخيه الوحيد الذي يصغره بخمسة عشر عاماً تثقل ظهره، خاصة بعد أن غيب الموت والدهما، ويقول: "أعتقد أن الأخ الأصغر عندما يجد من يعتمد عليه يصبح اتكالياً، خصوصاً عندما يتأكد أن أخاه الأكبر سوف يحمل عنه كل همومه، ويحل كل مشكلاته لأنه اعتاد على التصرف معه على هذا النحو، ويردف أن المشكلة في أن الأخ الأكبر في هذه الحالات يحمل كل مسؤوليات وأعباء الأب، ولكنه لا يتمتع بحقوق الأب وحرية التصرف في التعامل مع أخيه، فعند أصغر المشكلات التي تقع بيننا أجد أمي تتحيز لصف الأخ الأصغر، حتى أعود أدراجي وأنفذ له كل مطالبه لكسب رضاها، ويضيف أن المساحة التي تفصله عن أخيه تشكل جيلاً، وهما يحملان كل الفوارق بين الجيلين، ولهذا من الطبيعي أن يصعب التفاهم بينهما لأن القيم التي يحملانها مختلفة، وكذلك المعايير أيضاً".
وعلى العكس تماماً يؤكد عمر رجب "صاحب محل أجهزة إلكترونية" أن مجيء أخيه الأصغر، بعد طول انتظار، كان أجمل ما حصل له في حياته، ويقول: "كنت وحيداً حتى عمر 22 سنة، ولكني لم أفقد الأمل يوماً أن يكون لي أخ، ربما لأن أمي كانت تغذي هذه الحالة لدي، وتشعر بالذنب تجاهي، لأنها تعاني مشكلة ما تتسبب بموت الأطفال بعد ولادتهم، ولكني حصلت على أخ أخيراً، ورغم أني اضطررت للالتحاق بالخدمة العسكرية حينها بسبب حضوره، إلا أني لم أكن أبالي، حيث غمرتني السعادة بالشعور بأن لدي أخاً، وإن كان هذا الشعور غريباً بالنسبة إلي، فأنا لم تتح لي الفرصة لأعيش معه تفاصيل الطفولة أو المراهقة، أو أشعر بأنه قريب مني لأتعارك معه أو أتفق معه في التخطيط لشيء ما".
رغم حبها الكبير لأختها الوحيدة التي تكبرها أحد عشر عاماً، فإن بشرى عبدالله "طالبة جامعية" تشعر بأنها أقرب إلى صديقاتها، فاهتماماتها مختلفة تماماً عن أختها، وتقول: "الفرق في العمر يقيم الحواجز بين الإخوة، فبالرغم من الحب الكبير الذي نكنه لبعضنا بعضاً، إلا فإنني لا أستطيع أن أكون قريبة من أختي لدرجة أن أستشيرها بأموري الخاصة أو أخطط معها للقيام ببعض الأنشطة التي أحبها، فاهتماماتنا مختلفة تماماً، وشخصياتنا مختلفة".
ومن المظاهر السلبية لفرق العمر بين الإخوة، يذكر راشد خلفان "طالب جامعي" الأثر السلبي الذي يتركه الأخ الأكبر في أخيه بسبب إقامته معه بنفس الغرفة، ويقول: "الفرق بين ولدي قريبي يبلغ ثماني سنوات تقريباً، والمشكلة أنه يترك الولدين يقيمان سوياً في نفس الغرفة، فتأثر الولد الأصغر، الذي كان طفلاً، لدرجة كبيرة بأخيه الأكبر، الذي كان مراهقاً حينها، وتعلم منه الكثير من العادات السيئة".
لم تشعر هيا سالم "موظفة مبيعات" يوماً بأن هناك ما يجمعها مع أختها التي تكبرها بخمسة عشر عاماً، كأنهما من عالمين مختلفين، وتشير إلى أنها كانت تشعر بالرهبة من أختها أكثر من أمها، كونها كانت ذات شخصية قوية وجادة، وهذا ما جعل قيام الصداقة بينهما صعباً، كما أن زواج أختها في عمر مبكر وابتعادها عن العائلة لم يتح الفرصة لتكونا أقرب إلى بعضهما بعضاً، فهما لم تعيشا سوية في منزل واحد لفترة طويلة، وهذا يؤثر إلى حد كبير في نمو الشعور بالأخوة.
من جهته يؤكد أسامة الموسى "اختصاصي الطب النفسي" حاجة الأطفال إلى وجود رفيق لهم في المنزل، يشاركهم ألعابهم وأوقاتهم وضحكاتهم، وهذا الدور يصعب على الأم والأب القيام به، كونهما لا يمكن أن يتفرغا تماماً للطفل، ولهذا يبدأ شعوره بالوحدة ونلاحظ عليه بعض التصرفات الغريبة كأن يبكي من دون سبب، وأن يترك ألعابه والكثير من الأنشطة لفشلها في تسليته لأنه يبحث عن شريك، وعن طبيعة العلاقة ما بين الإخوة المتباعدين في العمر، يقول: عادة عندما يكون هناك فارق في السن ما بين الإخوة نجد الأخ الأصغر يصر على الاحتماء بالأخ الأكبر، والاعتماد عليه في الكثير من الأعمال، وهذا ما يجعل الأخ الأكبر يشعر بالضيق أحياناً، فهو يتعامل معه كطفل لا يمكن أن يفهمه، كما أنه يهرب من مرافقته خشية عليه، أو خشية أن ينقل أخباره للوالدين، فالصغير يريد أن يتدلل والكبير يريد أن يستعيد استقلاليته التي اعتاد عليها، ولهذا لا تكون العلاقة منسجمة ومريحة بالنسبة لكليهما غالباً، ولهذا يفضل ألا يتجاوز فرق السن بين الإخوة 3 سنوات، وإلا يقل عن السنتين.
الأصغر مدلل أو عبء على الأكبر
فارق العمر بين الشقيقين يرسم علاقتهما
http://www.alrams.net/up4/uploads/alrams14054624341.jpg
تحقيق: زكية كردي
يرى البعض أن الأبناء يجب أن يكونوا متقاربين في السن حتى يكبروا مع بعضهم بعضاً وتكون أفكارهم أكثر قرباً وانسجاماً، بينما يتوجه فريق آخر من الناس إلى ضرورة منح الطفل الأول الإشباع العاطفي قبل إنجاب الثاني، لكي ينضج نفسياً، حيث يشير العلماء إلى احتياج الطفل إلى خمس سنوات ليكتمل بناؤه النفسي، إضافة إلى أن عمل الأم والظروف المادية للعائلة في البداية تكون صعبة، ولهذا يصبح خيار إنجاب الطفل الثاني مؤجلاً لسنوات طويلة، ربما بانتظار تغير الظروف، فهل يعتبر فارق العمر الكبير بين الإخوة صحياً؟
هذا ما يجيبنا عنه إخوة أبعدتهم عن أشقائهم سنوات طويلة.
يشغلنا العمل فنؤجل الكثير من الأمور في الحياة، ومن بينها إنجاب الأطفال الذي ما كانت فاديا دلة "إعلامية" لتفكر فيه ثانية لولا إلحاح ابنها وشعوره بحاجته لأخ يسانده في هذه الحياة، وعن تجربتها في تربية ولدين بفارق عشر سنوات تقول: "رغم أن غايتي كانت إخراج ابني الأكبر من مشاعر الوحدة فإنني أشعر بأن فارق العمر بينه وبين أخيه يكرس هذه الحالة لديه، فهما لا يمكن أن يلتقيا مع هذا الفرق في كثير من الاهتمامات عدا الطعام ومشاهدة التلفزيون، فلا يمكنه أن يشاركه الكثير من الأنشطة كاللعب والدراسة مثلاً.
وتشير إلى أن الحالة تكون مرهقة جداً بالنسبة للأهل، كون الابنين ينتميان إلى عمرين متباعدين، وبالتالي كل منهما يحتاج إلى نوع مختلف من الرعاية والاهتمام، ما يبدد طاقة الأم وهي تحاول إرضاءهما بطريقة عادلة، أما عن الإيجابيات فترى أن الأخ الأكبر يمكنه مساعدة الأم بالاعتناء بأخيه الأصغر، كما يمكنه تفهم الكثير من الأمور، ويستطيع أن يكون قدوة بالنسبة لأخيه لأنه يعي أهمية هذه العلاقة وقيمتها.
لم تكن الدنيا تتسع لفرحتها عندما أتت أختها الصغرى إلى العالم، هكذا تصف ابتسام راغب "طالبة جامعية" مشاعرها، وتقول: "كنت في الثامنة من عمري وأشعر بالحسرة على الدوام لكوني وحيدة، ولهذا أنتظر أختي بفارغ الصبر، وبالفعل تعلقت بها لدرجة أني كنت أستعجل العودة من المدرسة لأعتني بها، وهذا ما كان غريباً بالنسبة للجميع، لأنهم كانوا يتوقعون أن أشعر بالغيرة منها، ولكن ما حصل هو العكس، وعن علاقتها بأختها تؤكد أن مشاعرها تجاهها مختلطة مابين الأخوة والأمومة، فهي تشعر بأنها أمها وأختها في الوقت نفسه، كما أن أختها تشعر بهذه الأحاسيس تماماً".
فراس وليد "تاجر" يشعر بأن مسؤوليات أخيه الوحيد الذي يصغره بخمسة عشر عاماً تثقل ظهره، خاصة بعد أن غيب الموت والدهما، ويقول: "أعتقد أن الأخ الأصغر عندما يجد من يعتمد عليه يصبح اتكالياً، خصوصاً عندما يتأكد أن أخاه الأكبر سوف يحمل عنه كل همومه، ويحل كل مشكلاته لأنه اعتاد على التصرف معه على هذا النحو، ويردف أن المشكلة في أن الأخ الأكبر في هذه الحالات يحمل كل مسؤوليات وأعباء الأب، ولكنه لا يتمتع بحقوق الأب وحرية التصرف في التعامل مع أخيه، فعند أصغر المشكلات التي تقع بيننا أجد أمي تتحيز لصف الأخ الأصغر، حتى أعود أدراجي وأنفذ له كل مطالبه لكسب رضاها، ويضيف أن المساحة التي تفصله عن أخيه تشكل جيلاً، وهما يحملان كل الفوارق بين الجيلين، ولهذا من الطبيعي أن يصعب التفاهم بينهما لأن القيم التي يحملانها مختلفة، وكذلك المعايير أيضاً".
وعلى العكس تماماً يؤكد عمر رجب "صاحب محل أجهزة إلكترونية" أن مجيء أخيه الأصغر، بعد طول انتظار، كان أجمل ما حصل له في حياته، ويقول: "كنت وحيداً حتى عمر 22 سنة، ولكني لم أفقد الأمل يوماً أن يكون لي أخ، ربما لأن أمي كانت تغذي هذه الحالة لدي، وتشعر بالذنب تجاهي، لأنها تعاني مشكلة ما تتسبب بموت الأطفال بعد ولادتهم، ولكني حصلت على أخ أخيراً، ورغم أني اضطررت للالتحاق بالخدمة العسكرية حينها بسبب حضوره، إلا أني لم أكن أبالي، حيث غمرتني السعادة بالشعور بأن لدي أخاً، وإن كان هذا الشعور غريباً بالنسبة إلي، فأنا لم تتح لي الفرصة لأعيش معه تفاصيل الطفولة أو المراهقة، أو أشعر بأنه قريب مني لأتعارك معه أو أتفق معه في التخطيط لشيء ما".
رغم حبها الكبير لأختها الوحيدة التي تكبرها أحد عشر عاماً، فإن بشرى عبدالله "طالبة جامعية" تشعر بأنها أقرب إلى صديقاتها، فاهتماماتها مختلفة تماماً عن أختها، وتقول: "الفرق في العمر يقيم الحواجز بين الإخوة، فبالرغم من الحب الكبير الذي نكنه لبعضنا بعضاً، إلا فإنني لا أستطيع أن أكون قريبة من أختي لدرجة أن أستشيرها بأموري الخاصة أو أخطط معها للقيام ببعض الأنشطة التي أحبها، فاهتماماتنا مختلفة تماماً، وشخصياتنا مختلفة".
ومن المظاهر السلبية لفرق العمر بين الإخوة، يذكر راشد خلفان "طالب جامعي" الأثر السلبي الذي يتركه الأخ الأكبر في أخيه بسبب إقامته معه بنفس الغرفة، ويقول: "الفرق بين ولدي قريبي يبلغ ثماني سنوات تقريباً، والمشكلة أنه يترك الولدين يقيمان سوياً في نفس الغرفة، فتأثر الولد الأصغر، الذي كان طفلاً، لدرجة كبيرة بأخيه الأكبر، الذي كان مراهقاً حينها، وتعلم منه الكثير من العادات السيئة".
لم تشعر هيا سالم "موظفة مبيعات" يوماً بأن هناك ما يجمعها مع أختها التي تكبرها بخمسة عشر عاماً، كأنهما من عالمين مختلفين، وتشير إلى أنها كانت تشعر بالرهبة من أختها أكثر من أمها، كونها كانت ذات شخصية قوية وجادة، وهذا ما جعل قيام الصداقة بينهما صعباً، كما أن زواج أختها في عمر مبكر وابتعادها عن العائلة لم يتح الفرصة لتكونا أقرب إلى بعضهما بعضاً، فهما لم تعيشا سوية في منزل واحد لفترة طويلة، وهذا يؤثر إلى حد كبير في نمو الشعور بالأخوة.
من جهته يؤكد أسامة الموسى "اختصاصي الطب النفسي" حاجة الأطفال إلى وجود رفيق لهم في المنزل، يشاركهم ألعابهم وأوقاتهم وضحكاتهم، وهذا الدور يصعب على الأم والأب القيام به، كونهما لا يمكن أن يتفرغا تماماً للطفل، ولهذا يبدأ شعوره بالوحدة ونلاحظ عليه بعض التصرفات الغريبة كأن يبكي من دون سبب، وأن يترك ألعابه والكثير من الأنشطة لفشلها في تسليته لأنه يبحث عن شريك، وعن طبيعة العلاقة ما بين الإخوة المتباعدين في العمر، يقول: عادة عندما يكون هناك فارق في السن ما بين الإخوة نجد الأخ الأصغر يصر على الاحتماء بالأخ الأكبر، والاعتماد عليه في الكثير من الأعمال، وهذا ما يجعل الأخ الأكبر يشعر بالضيق أحياناً، فهو يتعامل معه كطفل لا يمكن أن يفهمه، كما أنه يهرب من مرافقته خشية عليه، أو خشية أن ينقل أخباره للوالدين، فالصغير يريد أن يتدلل والكبير يريد أن يستعيد استقلاليته التي اعتاد عليها، ولهذا لا تكون العلاقة منسجمة ومريحة بالنسبة لكليهما غالباً، ولهذا يفضل ألا يتجاوز فرق السن بين الإخوة 3 سنوات، وإلا يقل عن السنتين.