أمل الذكريات
24-07-2014, 08:28 PM
أكره العجز وقلة الحيلة
تأخر جدي في عودته إلى المنزل على غير عادته ..عقارب الدقائق والثواني تهرول في سرعة عجيبة ...تفاقم قلق جدتي على جدي وسربت قلقها إليّ لم يحدث في تاريخ علاقتهما أن تأخر جدي لوقت متأخر مثلما حدث في هذا اليوم ..
توقف عقل جدتي عند نقطة معينة أسرت لي بخواطرها المزعجة والكئيبة رسمت سيناريوهات عدة في مخيلتها وصدقتها "فقد يكون مكروهًا أصابه فما السبب أو الطارئ الذي أخره"! وحثتني نظراتها البائسة والعاجزة على تصديقها ..
تمكنت الحيرة منا لم نعرف كيف نتصرف أو نتدبر أمورنا وبمن مِن الناس نستعين كي نرمي قلقنا وحيرتنا عليه ..
ولولت جدتي وسارعت دموعها في الهطول بعدما صدقت كل خلية حية تخميناتها الساذجة ..
غارت دموعي من دموع جدتي تجمعت في عينيّ .. وانسابت !
وصلتان نتبادلهما أنا وجدتي يخفض صوت نحيبها ويرتفع صوت نشيجي ويخفض صوتي ويرتفع صوتها ..ولا خبر يأتي يريح وجيب صدورنا ..
محنى الظهر واهن الخطى مجعد الوجه واليدين ..تقدم جدي منا ..
اختلطت عبراتنا بعبارتنا ..تداخلت كلماتنا وفرحتنا بالسؤال عن حاله والاطمئنان على سلامته ..
"نضبت عيني "
أخبرنا جدي أن ما حال بينه وبين عودته أن عينه نضبت ..
طفت بعيني حول وجه جدي وما بين عينيه كيف لعينه أن تنضب .. طوحت بأصبع كفي أمام عينيه أختبر سلامتها ..
تارة أشير بأصبعين وثانية بثلاثة وثالثة بأربعة وفي كل مرة اسأله كم عدد أصابعي التي يراها ..
ويرد وهو يضحك بعددها التي أشير بها ..
سألته جدتي : ما أنت صانع بعد نضوب عينك ..
:سأحفر غيرها ..
:ومن أين لك المال ,, حفرها يكلف الكثير من المال ..
:سأستدين ..
كيف يحفر الإنسان عينًا ثالثة في رأسه أتكون بين عينيه أو تحتل الجانب الأيمن أو الأيسر من رأسه ..أو ستكون على قمة رأسه ..
أبهذه السهولة !
حين تنضب عين الإنسان أو يخسرها يكون باستطاعته حفر عينًا أخرى مكانها وإيجاد بديلًا عنها ..
سرد جدي لجدتي ما يدور في رأسه من أفكار ..وبقيت في حيرتي تطوف الأفكار والأسئلة في رأسي .. وأتفحص وجه جدي أي جزء منه سيكون مناسبًا لحفر العين !
وسألته "جدي في أي جزء ستحفر عينك " ..
"سأحفرها في الجزء الشرقي من المزرعة "
لم أستوعب ولم أفهم حدقت في وجهه وقلت "أليست عينك التي نضبت كيف تحفرها في الجزء الشرقي من المزرعة ينبغي لك أن تحفرها في وجهك عوضًا عن التي فقدتها "..
أجابني جدي بهدوء "يا ابنتي العين التي نضبت هي مورد الماء في المزرعة العين هي الشريان الذي نعتمد عليه في سُقيا الأرض والنخيل فبعد نضوبها يكون جفاف الأرض وموت الزرع وارد ومؤكد ..فالأمطار باتت شحيحة وقليلة " ..
فهمت حزن جدي الآن فما الفرق بين عين المزرعة وعين الإنسان أو أي جزء مهم في جسد الإنسان الذي ما إن يُفقد حتى تتراكم الهموم كأثقال الجبال على كاهله ..
ليحصل جدي على المال طرق جميع الأبواب ,, ورده الجميع لم يستجيب أحدًا لطلبه ..
جدي الذي لا يعرف في هذه الدنيا إلا مزرعته وعدد نخلاتها ومواشيها وأسماء البذور وأنواعها ومواسم البذر والزرع والحصد ..الذي ارتبطت حياته بحياة المزرعة ولا يرى الحياة إلا من خلالها ..
يقف حائرًا وعاجزًا تجاه مملكته الصغيرة لا يلوي على شيء ولا يملك من أمره شيئًا ..بعدما سُدت الأبواب في وجهه ..
كل حزن العالم جمعوه وألقوه على وجه جدي ,, وكل الهموم والأثقال تراكمت على كاهل جدي ..وعمرًا جديدًا أُضيف على عمره ..
كرهت المال ونفوس البشر الدنيئة وتمنيت لو كنت أملك مالًا لمنحته جدي يحفر في كل جزء وشبر في مزرعته عينًا لا تنضب ..
تمت
تأخر جدي في عودته إلى المنزل على غير عادته ..عقارب الدقائق والثواني تهرول في سرعة عجيبة ...تفاقم قلق جدتي على جدي وسربت قلقها إليّ لم يحدث في تاريخ علاقتهما أن تأخر جدي لوقت متأخر مثلما حدث في هذا اليوم ..
توقف عقل جدتي عند نقطة معينة أسرت لي بخواطرها المزعجة والكئيبة رسمت سيناريوهات عدة في مخيلتها وصدقتها "فقد يكون مكروهًا أصابه فما السبب أو الطارئ الذي أخره"! وحثتني نظراتها البائسة والعاجزة على تصديقها ..
تمكنت الحيرة منا لم نعرف كيف نتصرف أو نتدبر أمورنا وبمن مِن الناس نستعين كي نرمي قلقنا وحيرتنا عليه ..
ولولت جدتي وسارعت دموعها في الهطول بعدما صدقت كل خلية حية تخميناتها الساذجة ..
غارت دموعي من دموع جدتي تجمعت في عينيّ .. وانسابت !
وصلتان نتبادلهما أنا وجدتي يخفض صوت نحيبها ويرتفع صوت نشيجي ويخفض صوتي ويرتفع صوتها ..ولا خبر يأتي يريح وجيب صدورنا ..
محنى الظهر واهن الخطى مجعد الوجه واليدين ..تقدم جدي منا ..
اختلطت عبراتنا بعبارتنا ..تداخلت كلماتنا وفرحتنا بالسؤال عن حاله والاطمئنان على سلامته ..
"نضبت عيني "
أخبرنا جدي أن ما حال بينه وبين عودته أن عينه نضبت ..
طفت بعيني حول وجه جدي وما بين عينيه كيف لعينه أن تنضب .. طوحت بأصبع كفي أمام عينيه أختبر سلامتها ..
تارة أشير بأصبعين وثانية بثلاثة وثالثة بأربعة وفي كل مرة اسأله كم عدد أصابعي التي يراها ..
ويرد وهو يضحك بعددها التي أشير بها ..
سألته جدتي : ما أنت صانع بعد نضوب عينك ..
:سأحفر غيرها ..
:ومن أين لك المال ,, حفرها يكلف الكثير من المال ..
:سأستدين ..
كيف يحفر الإنسان عينًا ثالثة في رأسه أتكون بين عينيه أو تحتل الجانب الأيمن أو الأيسر من رأسه ..أو ستكون على قمة رأسه ..
أبهذه السهولة !
حين تنضب عين الإنسان أو يخسرها يكون باستطاعته حفر عينًا أخرى مكانها وإيجاد بديلًا عنها ..
سرد جدي لجدتي ما يدور في رأسه من أفكار ..وبقيت في حيرتي تطوف الأفكار والأسئلة في رأسي .. وأتفحص وجه جدي أي جزء منه سيكون مناسبًا لحفر العين !
وسألته "جدي في أي جزء ستحفر عينك " ..
"سأحفرها في الجزء الشرقي من المزرعة "
لم أستوعب ولم أفهم حدقت في وجهه وقلت "أليست عينك التي نضبت كيف تحفرها في الجزء الشرقي من المزرعة ينبغي لك أن تحفرها في وجهك عوضًا عن التي فقدتها "..
أجابني جدي بهدوء "يا ابنتي العين التي نضبت هي مورد الماء في المزرعة العين هي الشريان الذي نعتمد عليه في سُقيا الأرض والنخيل فبعد نضوبها يكون جفاف الأرض وموت الزرع وارد ومؤكد ..فالأمطار باتت شحيحة وقليلة " ..
فهمت حزن جدي الآن فما الفرق بين عين المزرعة وعين الإنسان أو أي جزء مهم في جسد الإنسان الذي ما إن يُفقد حتى تتراكم الهموم كأثقال الجبال على كاهله ..
ليحصل جدي على المال طرق جميع الأبواب ,, ورده الجميع لم يستجيب أحدًا لطلبه ..
جدي الذي لا يعرف في هذه الدنيا إلا مزرعته وعدد نخلاتها ومواشيها وأسماء البذور وأنواعها ومواسم البذر والزرع والحصد ..الذي ارتبطت حياته بحياة المزرعة ولا يرى الحياة إلا من خلالها ..
يقف حائرًا وعاجزًا تجاه مملكته الصغيرة لا يلوي على شيء ولا يملك من أمره شيئًا ..بعدما سُدت الأبواب في وجهه ..
كل حزن العالم جمعوه وألقوه على وجه جدي ,, وكل الهموم والأثقال تراكمت على كاهل جدي ..وعمرًا جديدًا أُضيف على عمره ..
كرهت المال ونفوس البشر الدنيئة وتمنيت لو كنت أملك مالًا لمنحته جدي يحفر في كل جزء وشبر في مزرعته عينًا لا تنضب ..
تمت