hoad
26-07-2014, 04:48 AM
نشر أحد المواقع الإلكترونية يوم الخميس الموافق 24 / 7 / 2014 والذي يصادف ليلة القدر ، بأن رئيس مجلس النواب السيد عارف الطراونه ، صرف علاوة بدل تنقل مقدارها 300 دينار شهريا لكل نائب وبأثر رجعي يعود إلى ما قبل شهرين . وكذلك أمر سعادته بمنح 250 دينارا شهريا لكل من مدراء مكاتب النواب واعتبارها علاوة مقطوعة . وبهذا يضاف مبلغ جديد على مصروفات الموازنة العامة ، تبلغ ما يزيد على 990 الف دينار سنويا . فإذا كان هذا الخبر صحيحا فإننا نستنج بأن سعادة رئيس مجلس النواب ، يعيش في عالم آخر غير الذي يعيشه الشعب الأردني والعرب في هذه المنطقة .
سعادة رئيس مجلس النواب
لا أعرف إن كنت تدرك أننا نعيش الآن في هذا البلد ظرفا من أصعب الظروف التي تمر على الوطن العربي ، من شرذمة وامتهان للكرامة الإنسانية ومجازر للأبرياء . فالمنطقة إن كنت تعلم ملتهبة من جميع الجهات حولنا ، والبراميل المتفجرة والاقتتال بين النظام ومعارضيه إلى الشمال منا ، تحصد ارواح الأبرياء منذ سنوات دون رؤية لنهايتها . وإلى الشرق منا تشتعل حربا أهلية بين اشقائنا العراقيين والقتل فيها يجري على الهوية ، والتدخلات الدولية توجج الصراع بين المتقاتلين وتؤشر إلى احتمالية التقسيم .
وإلى الغرب منا تقوم حرب ظالمة يشنها عدو متغطرس على السكان المدنيين في غزة ، بلغت ضحاياها حتى الآن ما يقارب ألف شهيد ، وخمسة آلاف جريح ، إضافة لتدمير البنية التحتية ، ومازالت آلة القتل مستمرة ، وسط صمت عربي لا بل تآمر عربي مهين . أما لدينا في الداخل فإضافة للمشاكل الاجتماعية من فقر ومشاجرات وحوادث قتل فردية واعتصامات وتعليق لقضية معان المحتقنة ، هناك توتر الاعصاب من قبل الجميع لما يجري حولنا من احداث وتحسبا لمستقبل غامض .
في ظل هذه الظروف المحزنة تتطوع سعادتك بتقديم المنح المالية للنواب ومدراء مكاتبهم من خزينة الدولة بلا مبرر ودون حسيب أو رقيب ، في الوقت الذي يفترض بك أن تكون الأكثر حرصا على التصرف بالمال العام . وتتناسى سعادتك أن غالبية النواب هم من أصحاب المصالح التجارية ليسوا بحاجة لمبلغ زهيد لتغطية نفقات تنقلهم في منطقة محدودة . علما بأن مخصصاتهم الشهرية ولو لم يكن لديهم أي دخل آخر تكفي لسد احتياجاتهم . هذه المبالغ التي تتكرم بها على أعضاء المجلس من مال الشعب ، ليس لها تفسير إلا شراء الذمم لكسب أصوات النواب التي تصب في صالحك ، لتكرار رئاستك لمجلس النواب مرة أخرى .
سعادة الرئيس
أليس من الأجدى أن تخصص هذه المبالغ أن كانت زائدة في موازنة المجلس لتوظيف 300 شاب عاطل عن العمل ، أو تنفق قسما منها على عائلات الشهداء والمعوزين الذين لا يجدون طعام الإفطار في شهر رمضان ؟ أو تعيدها إلى موازنة الدولة لتخفيف عجزها المتراكم ؟ نحن نعرف أنك لم ولن تفكر بذلك ، لأننا خبرنا جميع رؤساء مجال النواب السابقون والحاليون ، بأنهم لا يقيمون وزنا للشعب ولا يحترمونه في مزرعتهم النيابية . وهم مقتنعون تماما بأن صفتهم التشريعية تؤهلهم لخدمة مصالحهم على حساب الوطن والمواطنين دون حساب لناخبيهم . رحم الله مجالس نواب الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، عندما رفضوا أن تكتب على لوحات سياراتهم عبارة " مجلس النواب " باعتبارها تمييزا لهم عن بقية أفراد الشعب .
في كل دول العالم عندما يشرّع مجلس النواب قضية تتعلق بأعضائه سواء كانت إيجابية أو سلبية ، فإنها تطبق على المجالس اللاحقة تجنبا للشبهات ، لأنهم يخجلون من الانحياز لمصالحهم الخاصة أمام شعوبهم . ولكن الحال لدينا مختلف فتجري التعديلات لمصلحة النواب بصورة متلاحقة كما يثبت تاريخهم في السنوات الأخيرة دون تردد . وقد يأتي يوم قريب يطالبون به منحهم قصورا على كوكب المريخ .
أتساءل أين جلالة الملك عن هذه الممارسات المشينة ، والتي تثير الحقد والضغينة في نفوس المواطنين ، وتسيء إلى سمعة الوطن والنظام قبل أن تسيء إلى أشخاصهم . نرجوك يا جلالة الملك أن تهدي شعبك معايدة وطنية خلال عيد الفطر الذي أصبح على الأبواب ، بأن تحل هذا المجلس الذي أصبح عبئا عليك وعلى المواطنين وعلى الدولة بشكل عام ، ونعدك بأن نتجاوز عن ديمقراطية هذا المجلس العرجاء . وإذا ما لبيت الأمنية التي يتوق إليها شعبك ، سيكون رده عليك : " كل عام وأنت بخير جلالة الملك ".
المصدر صحيفة المقر:http://www.maqar.com/?id=61762&&headline=%D8%B1%D9%81%D9%82%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8
سعادة رئيس مجلس النواب
لا أعرف إن كنت تدرك أننا نعيش الآن في هذا البلد ظرفا من أصعب الظروف التي تمر على الوطن العربي ، من شرذمة وامتهان للكرامة الإنسانية ومجازر للأبرياء . فالمنطقة إن كنت تعلم ملتهبة من جميع الجهات حولنا ، والبراميل المتفجرة والاقتتال بين النظام ومعارضيه إلى الشمال منا ، تحصد ارواح الأبرياء منذ سنوات دون رؤية لنهايتها . وإلى الشرق منا تشتعل حربا أهلية بين اشقائنا العراقيين والقتل فيها يجري على الهوية ، والتدخلات الدولية توجج الصراع بين المتقاتلين وتؤشر إلى احتمالية التقسيم .
وإلى الغرب منا تقوم حرب ظالمة يشنها عدو متغطرس على السكان المدنيين في غزة ، بلغت ضحاياها حتى الآن ما يقارب ألف شهيد ، وخمسة آلاف جريح ، إضافة لتدمير البنية التحتية ، ومازالت آلة القتل مستمرة ، وسط صمت عربي لا بل تآمر عربي مهين . أما لدينا في الداخل فإضافة للمشاكل الاجتماعية من فقر ومشاجرات وحوادث قتل فردية واعتصامات وتعليق لقضية معان المحتقنة ، هناك توتر الاعصاب من قبل الجميع لما يجري حولنا من احداث وتحسبا لمستقبل غامض .
في ظل هذه الظروف المحزنة تتطوع سعادتك بتقديم المنح المالية للنواب ومدراء مكاتبهم من خزينة الدولة بلا مبرر ودون حسيب أو رقيب ، في الوقت الذي يفترض بك أن تكون الأكثر حرصا على التصرف بالمال العام . وتتناسى سعادتك أن غالبية النواب هم من أصحاب المصالح التجارية ليسوا بحاجة لمبلغ زهيد لتغطية نفقات تنقلهم في منطقة محدودة . علما بأن مخصصاتهم الشهرية ولو لم يكن لديهم أي دخل آخر تكفي لسد احتياجاتهم . هذه المبالغ التي تتكرم بها على أعضاء المجلس من مال الشعب ، ليس لها تفسير إلا شراء الذمم لكسب أصوات النواب التي تصب في صالحك ، لتكرار رئاستك لمجلس النواب مرة أخرى .
سعادة الرئيس
أليس من الأجدى أن تخصص هذه المبالغ أن كانت زائدة في موازنة المجلس لتوظيف 300 شاب عاطل عن العمل ، أو تنفق قسما منها على عائلات الشهداء والمعوزين الذين لا يجدون طعام الإفطار في شهر رمضان ؟ أو تعيدها إلى موازنة الدولة لتخفيف عجزها المتراكم ؟ نحن نعرف أنك لم ولن تفكر بذلك ، لأننا خبرنا جميع رؤساء مجال النواب السابقون والحاليون ، بأنهم لا يقيمون وزنا للشعب ولا يحترمونه في مزرعتهم النيابية . وهم مقتنعون تماما بأن صفتهم التشريعية تؤهلهم لخدمة مصالحهم على حساب الوطن والمواطنين دون حساب لناخبيهم . رحم الله مجالس نواب الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، عندما رفضوا أن تكتب على لوحات سياراتهم عبارة " مجلس النواب " باعتبارها تمييزا لهم عن بقية أفراد الشعب .
في كل دول العالم عندما يشرّع مجلس النواب قضية تتعلق بأعضائه سواء كانت إيجابية أو سلبية ، فإنها تطبق على المجالس اللاحقة تجنبا للشبهات ، لأنهم يخجلون من الانحياز لمصالحهم الخاصة أمام شعوبهم . ولكن الحال لدينا مختلف فتجري التعديلات لمصلحة النواب بصورة متلاحقة كما يثبت تاريخهم في السنوات الأخيرة دون تردد . وقد يأتي يوم قريب يطالبون به منحهم قصورا على كوكب المريخ .
أتساءل أين جلالة الملك عن هذه الممارسات المشينة ، والتي تثير الحقد والضغينة في نفوس المواطنين ، وتسيء إلى سمعة الوطن والنظام قبل أن تسيء إلى أشخاصهم . نرجوك يا جلالة الملك أن تهدي شعبك معايدة وطنية خلال عيد الفطر الذي أصبح على الأبواب ، بأن تحل هذا المجلس الذي أصبح عبئا عليك وعلى المواطنين وعلى الدولة بشكل عام ، ونعدك بأن نتجاوز عن ديمقراطية هذا المجلس العرجاء . وإذا ما لبيت الأمنية التي يتوق إليها شعبك ، سيكون رده عليك : " كل عام وأنت بخير جلالة الملك ".
المصدر صحيفة المقر:http://www.maqar.com/?id=61762&&headline=%D8%B1%D9%81%D9%82%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8