رااائدية
11-08-2014, 09:22 PM
صديق لي ولد في أمريكا وعاش وتزوج فيها ثم انتقل إلى دولة خليجية، وكان من أسباب انتقاله أنه يريد العيش في بلد مسلم.
لكنه تفاجأ بالشمعاملة في هذا البلد المسلم. ومن الأمثلة: كان يأخذ ابنه الصغير (كريم) إلى المسجد، وعندما ينتهيان من الصلاة يلقي الصغير بنفسه على أبيه ويقول له: (Dad, I prayed)، أي: (لقد صليت يا أبي)، يقولها بمرح وبراءة. إخواننا المسلمون في البلد المسلم كانوا يتضايقون من "إزعاج" الطفل، ويقول أحدهم لأبيه: (ما يصير تجيب الولد على المسجد)!
تفاجأ الأب! فقد تعود في مثل هذا الموقف في أمريكا أن يأتي إخوانه المسلمون من شتى الجنسيات فيضحكون لكريم ويلاطفونه ويقبلونه...فهو طفل ذكي وسيم خفيف الدم. أما هنا فلا أحد يلاطف الطفل أو يعيره أي انتباه، بل يلومون الأب على إحضاره للمسجد!
لم يطق الحياة في هذا البلد فانتقل إلى مصر، ثم بعد سيطرة العسكر عاد إلى....أمريكا!
عباد الله، سبحان الله! (إن منكم منفرين)!
أهكذا كانت سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ بل كان كثير الملاطفة للأطفال، مهتما بهم، يحفظ أسماءهم. ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري (وهنا نبسط ألفاظ الحديث لتكون مفهومة) أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُتي بقطعة ثياب صغيرة، فقال: (من تَرونَ أن نكسوَ هذه؟) . فسكتَ القومُ، فقال: (ائتوني بأمِّ خالدٍ) فأُتِيَ بها تُحمل، فأخذ النبي القطعةَ بيده فألبسَها، وقال: (أَبلي وأَخلقي) (أي أنه يدعو لها بطول العمر فتلبس وتُبلي مرارا). وكان في القطعة لون أخضرٌ أو أصفرٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أمَّ خالدٍ، هذا سناهُ). وسناهُ بالحبشيةِ (حسنٌ)، فقد كانت الطفلة وُلدت بالحبشة فتفهم هذه الكلمة. أي كأنه يقول للطفلة: (شوفي ما أحلاها).
هذه طفلة من أطفال المسلمين صغيرة تُحمَل، ليست من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يتذكرها النبي، ويعطيها كنية (أم خالد)، ويختصها بقطعة ثياب، ويلبسها إياها بيده، ويدعو لها، ثم يلاطفها ويقول لها ما معناه (شوفي ما أحلاها).
لم يمنعه انشغاله صلى الله عليه وسلم وحمله لهموم البشرية وتنظيمه لأمور الدولة وحرب الأعداء الداخليين والخارجيين وتعليم الناس من أن يهتم بأطفال المسلمين. فقلبه صلى الله عليه وسلم كبييييير كبير. والأمثلة على ذلك كثيرة.
ملاطفة الأطفال سنة نبوية، ومفتاح لقلوبهم وقلوب آبائهم، وسبب للمودة بين المسلمين، وقربى وطاعة. قبلهم، أعطهم حلوى من جيبك، قل لهم كلمة حلوة، ولا نكن منفرين.
الدكتور اياد قنيبي
لكنه تفاجأ بالشمعاملة في هذا البلد المسلم. ومن الأمثلة: كان يأخذ ابنه الصغير (كريم) إلى المسجد، وعندما ينتهيان من الصلاة يلقي الصغير بنفسه على أبيه ويقول له: (Dad, I prayed)، أي: (لقد صليت يا أبي)، يقولها بمرح وبراءة. إخواننا المسلمون في البلد المسلم كانوا يتضايقون من "إزعاج" الطفل، ويقول أحدهم لأبيه: (ما يصير تجيب الولد على المسجد)!
تفاجأ الأب! فقد تعود في مثل هذا الموقف في أمريكا أن يأتي إخوانه المسلمون من شتى الجنسيات فيضحكون لكريم ويلاطفونه ويقبلونه...فهو طفل ذكي وسيم خفيف الدم. أما هنا فلا أحد يلاطف الطفل أو يعيره أي انتباه، بل يلومون الأب على إحضاره للمسجد!
لم يطق الحياة في هذا البلد فانتقل إلى مصر، ثم بعد سيطرة العسكر عاد إلى....أمريكا!
عباد الله، سبحان الله! (إن منكم منفرين)!
أهكذا كانت سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ بل كان كثير الملاطفة للأطفال، مهتما بهم، يحفظ أسماءهم. ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري (وهنا نبسط ألفاظ الحديث لتكون مفهومة) أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُتي بقطعة ثياب صغيرة، فقال: (من تَرونَ أن نكسوَ هذه؟) . فسكتَ القومُ، فقال: (ائتوني بأمِّ خالدٍ) فأُتِيَ بها تُحمل، فأخذ النبي القطعةَ بيده فألبسَها، وقال: (أَبلي وأَخلقي) (أي أنه يدعو لها بطول العمر فتلبس وتُبلي مرارا). وكان في القطعة لون أخضرٌ أو أصفرٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أمَّ خالدٍ، هذا سناهُ). وسناهُ بالحبشيةِ (حسنٌ)، فقد كانت الطفلة وُلدت بالحبشة فتفهم هذه الكلمة. أي كأنه يقول للطفلة: (شوفي ما أحلاها).
هذه طفلة من أطفال المسلمين صغيرة تُحمَل، ليست من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يتذكرها النبي، ويعطيها كنية (أم خالد)، ويختصها بقطعة ثياب، ويلبسها إياها بيده، ويدعو لها، ثم يلاطفها ويقول لها ما معناه (شوفي ما أحلاها).
لم يمنعه انشغاله صلى الله عليه وسلم وحمله لهموم البشرية وتنظيمه لأمور الدولة وحرب الأعداء الداخليين والخارجيين وتعليم الناس من أن يهتم بأطفال المسلمين. فقلبه صلى الله عليه وسلم كبييييير كبير. والأمثلة على ذلك كثيرة.
ملاطفة الأطفال سنة نبوية، ومفتاح لقلوبهم وقلوب آبائهم، وسبب للمودة بين المسلمين، وقربى وطاعة. قبلهم، أعطهم حلوى من جيبك، قل لهم كلمة حلوة، ولا نكن منفرين.
الدكتور اياد قنيبي