المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مقالي الأول) - ترافيان و مصر الآن ,, فرحان العيبان


فرحان العيبان
28-08-2014, 03:04 PM
( ترافيان , و مصر الآن )

قبل سنوات كنت ممن يلعبون ويضيعون أوقاتهم بلعبة ترافيان المشهورة , فهي لعبة تعتمد على الذكاء والقوة والتحالفات لبناء قرية عملاقة تسيطر فيها على الجميع وتحكم العالم لتحصل على مبلغ 15 الف دولار أمريكي والاهم من هذا تشعر بذكائك وصلابتك وقدرتك على إدارة القرية خلال عام كامل , عند تسجيلك في هذه اللعبة تخير بين ثلاث قرى تختار إحداها ( الجرمان - الرومان - أو الإغريق) ولكل شعب كانت له ميزات وعيوب فالجرمان كانوا اصحاب قوة هجومية جبارة وفتاكة والاغريق كانوا أصحاب قوة دفاعية صلبة أما الرومان كانوا بين هذا وذاك, في بادئ الأمر لم أكن مستوعب قوانين هذه اللعبة فكنت العبها للتسلية وفي نفس الوقت ابحث عن تقوية قريتي بالموارد الطبيعية كالقمح والزراعة والمخابز والمصانع وكنت مهمل بناء الجيش لإعتقادي أن الموارد هي من سيرفع مستوى قريتي بين القرى وسيزيد سكانها وتعيش قريتي طيبة هانئه قوية, طبعاً هذه التنمية تعتمد على الوقت فالثواني والدقائق محسوبه في عالم ترافيان لذلك أصبحت مدمناً لهذه اللعبة وكنت أشتري بطاقات تساعدني في البناء السريع للقرية لأكسب الوقت ولأحقق طموحي بالقرية الجميلة الهانئة وكان ذلك على حساب وقتي وعلى حساب جهازي اللاب توب الذي اتركة يعمل 24 ساعه , ونسيت انها لعبة صممت بنظام الغاب فالقوي فيها يأكل الضعيف , في الواقع لم أنسى انها لعبة الغاب ولكني تجاهلت ذلك وقلت في نفسي ابدأ اولاً في بناء موارد القرية ومن ثم يأتي الجيش بشقية الهجومي والدفاعي , ما أن بدأت اللعبة أخترت شعب الرومان من بين الشعوب الثلاثة لحبي للوسطية في كل شي وأختار المشاركون في هذه اللعبة قراهم وشعوبهم ليبدأو مرحلة الاستمتاع والتحدي , فكنت ازرع القمح وابني المخابز والمصانع فتزداد الموارد الطبيعية ويزداد عدد السكان فيرتفع مستوى قريتي فأشعر بالانتصار السطحي قريب المدى , مضى أسبوع كامل وأنا على هذا الحال من البناء والتعمير حتى حدث مالم يكن في الحسبان , فتحت حساب قريتي لأتفقدها فوجدت رسالة تخبرني ان قريتي تعرضت للغزو من أحد جيراني الجرمان , شديدين البأس في الحروب ولكوني لم أدرب جيش دفاعي يدافع عن قريتي قام جنود جاري الجرماني بنهب جزء كبير من مواردي التي بنيتها خلال الأسبوع الأول , فأصبحت متحسراً نادماً , ولغبائي بقانون الغاب رجعت أبني الموارد مرة أخرى ويقوم جاري مرة أخرى بالهجوم علي ونهب مواردي وبعد أسابيع قررت بناء جيش دفاعي لكي يدافع عن سكان قريتي ومواردها من النهب ولكن جاء هذا القرار متأخراً , لكون جيراني من الجرمان كانوا يدربون الجنود الجرمان يومياً ويزداد عددهم كل دقيقة فبدأو يهاجمون قريتي ويقتلوا جنودي الدفاعيين وينهبوا الموارد , فعشت منكسراً بين هذه القرى التي لا ترحم , لعدم قوتي الدفاعيه أو الهجومية وأيضاً لعدم دخولي في تحالف مع جيراني كي يحميني من هجمات المسترزقين على قريتي , حينها عرفت أن من ينتصر في هذه اللعبة هم الجرمان أصحاب القوة الهجومية الفتاكة أو الاغريق أصحاب الدفاع الصلب والسد العالي , فكانت قريتي تتدمر يوماً بعد يوم رغم بنائي للموارد لكن كان هذا على حساب الجيش بشكل عام دفاعياً كان او هجومياً , الذي دعاني لتذكر هذه اللعبة الجميلة والممتعة رغم خيبات أملي فيها هو حال أمتي الآن وأخص بالذكر أم الدنيا مصر بعد قرارها لشراء أسلحة روسية في هذا الوقت المرير الذي يعاني فيه الشعب المصري فقراً مدقعاً وجوعاً شديداً لا يرحم , فبعد هذا القرار قرأت وسمعت في الصحف اصواتاً تتهكم وتنعق وتعترض على هذا القرار وتشتم في مصر وقيادتها وجيشها , وأن هذه القرارات ضد الشعب الغلبان والمغلوب على أمره الذي لا يجد رغيف العيش ولا الكهرباء التي يبصر بها خطوته , حينها تذكرت لعبتي ترافيان وتذكرت أهمية الجيش والسلاح والتحالفات وفي نفس الوقت تذكرت مصر وما يجري فيها وحولها من أمور لا تسر الجميع , تذكرت أهمية الجيش تذكرت أهمية التحالفات تذكرت المراسلات بين أصحاب القرى تذكرت التعاون المادي والمعنوي تذكرت الإعلام الترافياني , فأسقطتها على مصرنا المتعبة المجهده فوجدتها الآن فقط تسير في الطريق الصحيح فمصر الآن تدعم جيشها حتى وإن كان على حساب لقمة عيشها وأنا هنا أقول عيشها لأني أتكلم بصيغة الجمع وليس بلغة الأفراد, وتبني تحالفاتها وتقوي إعلامها ضد التحالفات المضادة الخبيثة التي تلعب على وتر الدين وتغوي الجميع بإسم الإسلام والديموقراطية المزيفة وأعني بها قطر وتركيا بالإضافة للداعم الأساسي لهما وهو الكيان الصهيوني الذي يهدف من خلالهما ومن خلال إعلامة الخبيث إلى تفكيك مصر وإضعاف جيشها وإهلاكها , فأقول لك الله يا مصر وكل مسلم عربي شريف يجب أن يقف مع مصر الآن في هذا الوقت العصيب ويبتعد عن التعصب لتيار على تيار ويبتعد عن التعصب لشخصيات بعينها , لتوحيد الصف المصري لتبقى مصر هي الركن القوي وتزاد قوة بعون الله في هذه الاوقات البائسة من عمر أمتنا , وفي الختام أعرف أنه سيأتيني من يحملون أسفاراً ومن يهرف بما لا يعرف ويشكك في ولائي لديني وعروبتي فأقول لهم أعرف نفسي جيداً أكثر منكم وأعرف مقدار ولائي لديني وعروبتي وأذكركم انها سياسة وليست دين و اسأل الله أن يشفي قلوبكم ويهديكم الى طريق هداه المستقيم وينير بصيرتكم لتعرفون الحق من الباطل .

الكاتب: فرحان العيبان