رباب
28-10-2014, 01:00 PM
شُرب الدَخان.. مُتعَة.. أم إدمان..؟!
شُرب الدَخان.. مُتعَة.. أم إدمان..؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد*
ثمة استفسار يخطر على بالي كلما رأيت مدخناً.. يا تُرى ماهو الدافع لتدخين السجائر.. هل هو المتعة والتسلية كما يقول المدخنون.. فإن كان الجواب بنعم.. وهو كذلك.. فلماذا لا يتم اختيار المكان والزمان المناسبين للتمتع بالتدخين.. ومن المعتاد أن يُرى (عامل لحام) وهو منهمك في عمله بيديه وسيجارة تشتعل بين شفتيه.. في عز القوايل.. فكيف يستمتع من يتصبب عرقاً من حرارة الشمس التي تزيد حرارتها ضراوة انبوب التلحيم الذي ينفث بشرر.. بالقرب من وجه العامل وسيجارته المشتعلة.. أو رجل يقود سيارته في ذروة حرارة الجو وذروة زحمة طريق خريص مثلاً.. وزوجته وأطفاله الكُثُر (فرحين بركوب السيارة) ومشاركين أباهم فيما في السيارة من هواء وأكسجين قليل.. لوثته السيجارة المشتعلة.. والأب يلتفت للخلف (بين حين وآخر) ناهراً ومحاولاً ضرب أطفاله بيده اليمنى وهو يقول: خليكم عاقلين .. أو مصوباً نظراته الغاضبة نحو زوجته المسكينة التي تجلس بجانبه.. وهي تحتضن طفله الرضيع.. كي توقف إزعاج الأولاد.. ومخرجاً يده اليسرى خارج قزازة السيارة للتخلص من رماد السيجارة الذي قد يعيده تيار الهواء لوجهه ووجه الأولاد وأمهم.. وثمة حقيقتان تجدر الإشارة إليهما في سوانح اليوم.. الأولى انني كتبت عن التدخين لعشرين مرة أو تزيد في سوانح وقبلها غرابيل وغيرهما من إصدارات صحفية أو توعوية.. والحقيقة الثانية ذات الصلة بالتدخين هي ان الإعلام الغربي قوي وفاعل في أي موضوع يتناوله عبر وسائل الإعلام.. بعكس إعلام العالم الثالث.. ولنأخذ التبغ أو السجائر مثالاً حياً على ذلك.. فالغرب عندما أراد تشديد الخناق عليه (الدخان والمدخنون) فعل ونجح في ذلك.. ونجح أيضاً في العالم الثالث ولكن بطريقة معكوسة.. أي كلما أقلع واحد منهم عن التدخين وقع لدينا عشرة بالمقابل.. فالحملات التوعوية في الغرب عن مضار التدخين يقابلها دعايات وإغراءات تتبناها وسائلنا الإعلامية.. مع الأسف.. لإيقاع شباب وشابات العالم الثالث في التبغ والتدخين.. واقرأوا الإحصائيات وماذا تقول.. أي ان ماتخسره شركات التبغ من أسواق في الغرب بفعل الحملات الإلزامية التي تقوم بها ضد التبغ تُعوضه من أسواق العالم الثالث.. وكل دولة من دول العالم.. أوله وثالثه وناميه ومتخلفه.. لها طريقتها الخاصة في التحذير من آفة التبغ والتدخين.. مع ان الأغلبية تتبنى الصيغة العتيدة والكلاسيكية المعروفة على علب السجائر (التدخين يُسبب أمراض القلب وسرطان الرئة.. وننصحك بالامتناع عنه) وأعجبني خبر قرأته عن علاقة التبغ بالفحولة.. أرويه في سوانح الأسبوع القادم بإذن الله.
*مستشار سابق في الخدمات الطبية..
شُرب الدَخان.. مُتعَة.. أم إدمان..؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد*
ثمة استفسار يخطر على بالي كلما رأيت مدخناً.. يا تُرى ماهو الدافع لتدخين السجائر.. هل هو المتعة والتسلية كما يقول المدخنون.. فإن كان الجواب بنعم.. وهو كذلك.. فلماذا لا يتم اختيار المكان والزمان المناسبين للتمتع بالتدخين.. ومن المعتاد أن يُرى (عامل لحام) وهو منهمك في عمله بيديه وسيجارة تشتعل بين شفتيه.. في عز القوايل.. فكيف يستمتع من يتصبب عرقاً من حرارة الشمس التي تزيد حرارتها ضراوة انبوب التلحيم الذي ينفث بشرر.. بالقرب من وجه العامل وسيجارته المشتعلة.. أو رجل يقود سيارته في ذروة حرارة الجو وذروة زحمة طريق خريص مثلاً.. وزوجته وأطفاله الكُثُر (فرحين بركوب السيارة) ومشاركين أباهم فيما في السيارة من هواء وأكسجين قليل.. لوثته السيجارة المشتعلة.. والأب يلتفت للخلف (بين حين وآخر) ناهراً ومحاولاً ضرب أطفاله بيده اليمنى وهو يقول: خليكم عاقلين .. أو مصوباً نظراته الغاضبة نحو زوجته المسكينة التي تجلس بجانبه.. وهي تحتضن طفله الرضيع.. كي توقف إزعاج الأولاد.. ومخرجاً يده اليسرى خارج قزازة السيارة للتخلص من رماد السيجارة الذي قد يعيده تيار الهواء لوجهه ووجه الأولاد وأمهم.. وثمة حقيقتان تجدر الإشارة إليهما في سوانح اليوم.. الأولى انني كتبت عن التدخين لعشرين مرة أو تزيد في سوانح وقبلها غرابيل وغيرهما من إصدارات صحفية أو توعوية.. والحقيقة الثانية ذات الصلة بالتدخين هي ان الإعلام الغربي قوي وفاعل في أي موضوع يتناوله عبر وسائل الإعلام.. بعكس إعلام العالم الثالث.. ولنأخذ التبغ أو السجائر مثالاً حياً على ذلك.. فالغرب عندما أراد تشديد الخناق عليه (الدخان والمدخنون) فعل ونجح في ذلك.. ونجح أيضاً في العالم الثالث ولكن بطريقة معكوسة.. أي كلما أقلع واحد منهم عن التدخين وقع لدينا عشرة بالمقابل.. فالحملات التوعوية في الغرب عن مضار التدخين يقابلها دعايات وإغراءات تتبناها وسائلنا الإعلامية.. مع الأسف.. لإيقاع شباب وشابات العالم الثالث في التبغ والتدخين.. واقرأوا الإحصائيات وماذا تقول.. أي ان ماتخسره شركات التبغ من أسواق في الغرب بفعل الحملات الإلزامية التي تقوم بها ضد التبغ تُعوضه من أسواق العالم الثالث.. وكل دولة من دول العالم.. أوله وثالثه وناميه ومتخلفه.. لها طريقتها الخاصة في التحذير من آفة التبغ والتدخين.. مع ان الأغلبية تتبنى الصيغة العتيدة والكلاسيكية المعروفة على علب السجائر (التدخين يُسبب أمراض القلب وسرطان الرئة.. وننصحك بالامتناع عنه) وأعجبني خبر قرأته عن علاقة التبغ بالفحولة.. أرويه في سوانح الأسبوع القادم بإذن الله.
*مستشار سابق في الخدمات الطبية..