الحنان
19-02-2006, 08:03 AM
بنت الريف ..
كانت هي :.
والليل والقمر وقسوة الشتاء
فتاة في عمر الزهور .. تواجهه وتتحدى رياح الشتاء وقسوة الخوف وليل الغربة .
الريح قاسيه .. وضفائرها تسافر خلفها وتعود ..
ولكنها قوية ولم تجبن في وجهه الريح .
رائعة في الجمال ذات عينان واسعتان وفماً مبتسمأ ..
تلفت الأنظار عن غير قصد وتستميل القلوب عن غير عمد ..
حباها الله جمال الروح والمنطوق والصورة .
تسكن كوخاً صغيراً .. هي ووالدها .. ذلك العجوز .. الذي كان تاريخ من التعب ..
علامة الأستفهام
الرابضة في وجهه تاريخ من الخوف والتعب والقلق .
ولهذا الجسد المنهك تاريخ من القوة ..
نعم هذا هو الرجل الذي يستعين على العصا .. كان طافحاً بالرضاء ,, وكانت الشمس تشرق من وجهه
ويمتد قامته في وجهه الريح لكن القوة خارت والوجهه المكسو جمالاً غرته تجاعيد
الشيخوخه وبقى
القلب رحيماً وحنوناً لم يتسلل إاليه الشيخوخه .
كانت هي وابيها وجدران صماء .!!
قلبان نابضان بالحياة دافقان بالأمل .. يسرقان من الطبيعة جمالها ومن الذكريات عبقها .
يسكنان معاً لا يكادا يفترقا .. يأكلان سويا ويجوعان سويا ويضحكا سويا ويبكيا سويا ولوقاموا بحفر
جدار منزلهما الصغير الذي يسكنانه لوجدوا أنفاسهم مختلطة بالرخام والأسمنت ولأنبعث منها
ضحكاتهم التي خبأها الزمن ..
كانت تنهض دوماً باكراً على صوت حنون وعطوف .. وتقف في وسط الحقل وتزيد من جمال الطبيعة
جمالاً .
وترى ابيها من بعيد واقفاً بين تلك الأشجار الطويلة التي تصل الى ركبتيه . كان فارع الطول هامته
تلامس السحاب .
لمحته من بعيد كان يقف كعادته شامخ الرأس وسط الحقل .
كانت الخضرة تلّوح لها بالجمال ووجهه ابيها يبتسم لها .
بين تلك السنابل الخضراء ..
هو وهي .. فقط لاصديق ولا قريب إلا الحب في قرية جبلية أقاما عليه منزلهما للعيش معاً مع إشراقة
يوم جديد يتعطر بالسعادة والإستقرار .
تعيش تلك الفتاة مع ذلك الرجل الريفي (( والدها )) الذي يحمل كل صفاء الريف وصدقه وشجاعته .
عاشت .. سنوات عمرها تحت عيون تعشق الحب والعطف والحنان .
وقلباً يتسارع في الخفق مع رفّة عصفور فتح عينيه على همس فجر رائع القسمات .. بهي الطلعة .
مع ذلك الأب الحنون .. الذي يعشق الحركة والإنتقال هنا وهناك الى حيث يروق له العيش .. تحمّل
الأحزان والأمراض بشجاعة وصبّر المؤمنين .
من أجــل أبنته الصغيره .. الوحيدة ..
زرع أرض حياته بكل أنواع الزهور ليعيشا ربيعا متجدداً.
أحتضنا الحب وأفسحوا له الدروب .. وأملأوا حياتهم بأنفاسه .. الذي له رائحة أجمل من العطور .
هو في <<الحقل>> يبتسم لأبنته الصغيرة .. ويعانق <<السنابل>> في براءة الأطفال .. ويهمس
للحياة بين حبّات << القمح .>>
وهي في عيون أبيها نقش (( لحلاوة الحياة والصبّا والشباب. ))
كانا يعيشان معاً في ذلك البيت الصغير يعيشان حياة غير مدونة بالقوانين .. والأنظمة .. والقرارات !!
لكنها دولتهما العالية ذات الخصوصية .
دولة ليس فيها << إقليم معين >> .. ولا << جماعة بشرية محدودة >>
ولا .. << هيئة حاكمة >>!!.
الدولة كلها .. أب حنون عطوف يحمل كل معالم الإنسانية والحب والعطاء ..
وفتاة ترفض القبح والحقد والكراهيه .. وتعيش بصفاء الريف وصدقه وشجاعته كاو لديها
ولكنها جاءت منية الله وقدرته التي لامفر منها ..
وهي نهاية كل عبد ومخلوق على هذه المعمورة ..
فتاة في عمر الزهور وأبيها يحتضر أمام عينيها ..
لم يكن له سواها .. ولم تكن له سواه ..
الليل والسكون يجثم فوق صدرها حزناً وحيرة .
الجدران صامته .. وداخلها يضج بالحيرة والألم .
حملته بين ذراعيها الى صدريها ورأى والدها تشبثها به .. فقبلها على وجنتيها .. وقال لاعليك يابنتي
قال هذا ليخفف عنها حزنه وألمها !!
رقص في صدرها قلبها .. وأهتز كيانها كله ..
أبي .. أبي .. أبي .. أحبك أبي ..لا ترحل وتتركني وحيدة ..
العصافير جائعة .. والحمام ستترك أعشاشها وترحل .. إن رحلت .
إن لم ترحم حالي .. فأرحم العصافير لأنها لا تأكل إلا من يديك .. الجميع في انتظارك غداً ..
ياملاك الطيبة ..
فهل ستبقى ؟؟
وفجأة هـــدأ .. صوته .. وجحظت عيناهـ .. وكانت أطرافه باردة .. برودة الموت الذي تسرب إلى
أعضاءه كلها ..
كان الليل موحشاً .. وتلك الفتاة تصرخ وتبكي ..
أبي .. أبي .. أبي .. لا تتركني ..
كانت تائهة .. حائرة .. أمام تلك الصاعقة الكبيرة .. وسيل من الدموع والقبلات والعناق ..
رحلت أبي ..
رحــــل والدها .. وتركها في هذه الحياة البائسة .. لقد أصّبحت أسيرة للأحزان والهموم ..
وهاهي .. لا تملك إلا دمعة لا تستطيع إرسالها .. وزفرة لا تستطيع تصعيدها ..
وقفـــــة ..
أحبــــك .. أبي ..
وأحببك جميع مافي المنزل .. حتى الجدران الصماء .. كانت تسألني عنك ..؟؟
تسألني عنك دوماً !! حتى يجن الليل .. وأبقى .. وحدي ... ساهــــرة ..
أسأل عن الأقمار.. وأعيد الى ذاكرتي وجهــك ,, وأقرأ ماقالته عيناك .. ..
دوماً تسال عنــــك .. أجزاء المنزل .. وحبيبات الرمل .. والطير .. والحجر وحتى الصخر .
مازالت تذكر تلك الأيام .. وتسألني .. لماذا غاب ؟؟ ولم يرجع ..
كنا معاً .. ولكن الزمن أمتد .. والقدر أمتد .. ..... حتى أبعدك عني .. كل البعد ...
.ولكم خالص التحيات العطرهــ
محبتكم .. الحنان
كانت هي :.
والليل والقمر وقسوة الشتاء
فتاة في عمر الزهور .. تواجهه وتتحدى رياح الشتاء وقسوة الخوف وليل الغربة .
الريح قاسيه .. وضفائرها تسافر خلفها وتعود ..
ولكنها قوية ولم تجبن في وجهه الريح .
رائعة في الجمال ذات عينان واسعتان وفماً مبتسمأ ..
تلفت الأنظار عن غير قصد وتستميل القلوب عن غير عمد ..
حباها الله جمال الروح والمنطوق والصورة .
تسكن كوخاً صغيراً .. هي ووالدها .. ذلك العجوز .. الذي كان تاريخ من التعب ..
علامة الأستفهام
الرابضة في وجهه تاريخ من الخوف والتعب والقلق .
ولهذا الجسد المنهك تاريخ من القوة ..
نعم هذا هو الرجل الذي يستعين على العصا .. كان طافحاً بالرضاء ,, وكانت الشمس تشرق من وجهه
ويمتد قامته في وجهه الريح لكن القوة خارت والوجهه المكسو جمالاً غرته تجاعيد
الشيخوخه وبقى
القلب رحيماً وحنوناً لم يتسلل إاليه الشيخوخه .
كانت هي وابيها وجدران صماء .!!
قلبان نابضان بالحياة دافقان بالأمل .. يسرقان من الطبيعة جمالها ومن الذكريات عبقها .
يسكنان معاً لا يكادا يفترقا .. يأكلان سويا ويجوعان سويا ويضحكا سويا ويبكيا سويا ولوقاموا بحفر
جدار منزلهما الصغير الذي يسكنانه لوجدوا أنفاسهم مختلطة بالرخام والأسمنت ولأنبعث منها
ضحكاتهم التي خبأها الزمن ..
كانت تنهض دوماً باكراً على صوت حنون وعطوف .. وتقف في وسط الحقل وتزيد من جمال الطبيعة
جمالاً .
وترى ابيها من بعيد واقفاً بين تلك الأشجار الطويلة التي تصل الى ركبتيه . كان فارع الطول هامته
تلامس السحاب .
لمحته من بعيد كان يقف كعادته شامخ الرأس وسط الحقل .
كانت الخضرة تلّوح لها بالجمال ووجهه ابيها يبتسم لها .
بين تلك السنابل الخضراء ..
هو وهي .. فقط لاصديق ولا قريب إلا الحب في قرية جبلية أقاما عليه منزلهما للعيش معاً مع إشراقة
يوم جديد يتعطر بالسعادة والإستقرار .
تعيش تلك الفتاة مع ذلك الرجل الريفي (( والدها )) الذي يحمل كل صفاء الريف وصدقه وشجاعته .
عاشت .. سنوات عمرها تحت عيون تعشق الحب والعطف والحنان .
وقلباً يتسارع في الخفق مع رفّة عصفور فتح عينيه على همس فجر رائع القسمات .. بهي الطلعة .
مع ذلك الأب الحنون .. الذي يعشق الحركة والإنتقال هنا وهناك الى حيث يروق له العيش .. تحمّل
الأحزان والأمراض بشجاعة وصبّر المؤمنين .
من أجــل أبنته الصغيره .. الوحيدة ..
زرع أرض حياته بكل أنواع الزهور ليعيشا ربيعا متجدداً.
أحتضنا الحب وأفسحوا له الدروب .. وأملأوا حياتهم بأنفاسه .. الذي له رائحة أجمل من العطور .
هو في <<الحقل>> يبتسم لأبنته الصغيرة .. ويعانق <<السنابل>> في براءة الأطفال .. ويهمس
للحياة بين حبّات << القمح .>>
وهي في عيون أبيها نقش (( لحلاوة الحياة والصبّا والشباب. ))
كانا يعيشان معاً في ذلك البيت الصغير يعيشان حياة غير مدونة بالقوانين .. والأنظمة .. والقرارات !!
لكنها دولتهما العالية ذات الخصوصية .
دولة ليس فيها << إقليم معين >> .. ولا << جماعة بشرية محدودة >>
ولا .. << هيئة حاكمة >>!!.
الدولة كلها .. أب حنون عطوف يحمل كل معالم الإنسانية والحب والعطاء ..
وفتاة ترفض القبح والحقد والكراهيه .. وتعيش بصفاء الريف وصدقه وشجاعته كاو لديها
ولكنها جاءت منية الله وقدرته التي لامفر منها ..
وهي نهاية كل عبد ومخلوق على هذه المعمورة ..
فتاة في عمر الزهور وأبيها يحتضر أمام عينيها ..
لم يكن له سواها .. ولم تكن له سواه ..
الليل والسكون يجثم فوق صدرها حزناً وحيرة .
الجدران صامته .. وداخلها يضج بالحيرة والألم .
حملته بين ذراعيها الى صدريها ورأى والدها تشبثها به .. فقبلها على وجنتيها .. وقال لاعليك يابنتي
قال هذا ليخفف عنها حزنه وألمها !!
رقص في صدرها قلبها .. وأهتز كيانها كله ..
أبي .. أبي .. أبي .. أحبك أبي ..لا ترحل وتتركني وحيدة ..
العصافير جائعة .. والحمام ستترك أعشاشها وترحل .. إن رحلت .
إن لم ترحم حالي .. فأرحم العصافير لأنها لا تأكل إلا من يديك .. الجميع في انتظارك غداً ..
ياملاك الطيبة ..
فهل ستبقى ؟؟
وفجأة هـــدأ .. صوته .. وجحظت عيناهـ .. وكانت أطرافه باردة .. برودة الموت الذي تسرب إلى
أعضاءه كلها ..
كان الليل موحشاً .. وتلك الفتاة تصرخ وتبكي ..
أبي .. أبي .. أبي .. لا تتركني ..
كانت تائهة .. حائرة .. أمام تلك الصاعقة الكبيرة .. وسيل من الدموع والقبلات والعناق ..
رحلت أبي ..
رحــــل والدها .. وتركها في هذه الحياة البائسة .. لقد أصّبحت أسيرة للأحزان والهموم ..
وهاهي .. لا تملك إلا دمعة لا تستطيع إرسالها .. وزفرة لا تستطيع تصعيدها ..
وقفـــــة ..
أحبــــك .. أبي ..
وأحببك جميع مافي المنزل .. حتى الجدران الصماء .. كانت تسألني عنك ..؟؟
تسألني عنك دوماً !! حتى يجن الليل .. وأبقى .. وحدي ... ساهــــرة ..
أسأل عن الأقمار.. وأعيد الى ذاكرتي وجهــك ,, وأقرأ ماقالته عيناك .. ..
دوماً تسال عنــــك .. أجزاء المنزل .. وحبيبات الرمل .. والطير .. والحجر وحتى الصخر .
مازالت تذكر تلك الأيام .. وتسألني .. لماذا غاب ؟؟ ولم يرجع ..
كنا معاً .. ولكن الزمن أمتد .. والقدر أمتد .. ..... حتى أبعدك عني .. كل البعد ...
.ولكم خالص التحيات العطرهــ
محبتكم .. الحنان