المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد فى الزهـــــــــــد ** ليس الغريب **... للإمام على زين العابدين


الشيخ أبوالبراء
02-03-2006, 12:50 PM
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ = إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ على = الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ

سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي = وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها = الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني = وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ = ولا بُكاءٍ وَلاخَــــوْفٍ ولا حــــَزَنِ

أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً = عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي

يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ = يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا = وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً = عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي = وَلَمْ أَرَ الطِّبَّيب اليـومَ يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها = مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها = وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا = بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقـامَ مَنْ كانَ أحِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ = نَحْـــــوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي

وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً = حُـــرا ًأََرِيــباً لَبِيبـاً عَـــارِفـاً فَطِــــــنِ

فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني = مـــِنَ الثِّيــابِ وَأَعْـــــــرَاني وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً = وَصـَارَ فَـــوْقي خَــــرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني = غُسْـــــلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَــــوْمَ بِالكَفَــنِ

وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا = وَصـــارَ زَادي حَنُـــوطِي حيـنَ حَنَّطَني

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً = عَـــلى رَحِيــــــلٍ بِــــــلا زادٍ يُبَلِّغُـــنـي

وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ = مِـــــــنَ الرِّجـالِ وَخَلْـــفِي مَنْ يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا = خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَـــــــــــلَّى ثـمّ وَدَّعَني

صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا = ولا سُجـــــودَ لَعَـــلَّ اللـهَ يَرْحَمُـــــني

وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ = وَقَـــــــدَّمُوا واحِــــداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني = وَأَسْــــكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني

فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً = وَصَــفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا = حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا = أَبٌ شَفــــــــيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـــــنــي

فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً = عَـــلى الفــِراقِ بِلا عَـــــمَلٍ يُزَوِّدُنـي

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ = مــِنْ هــَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم = قـــَدْ هــَالَني أَمْـــرُهُمْ جِـــداً فَأَفْزَعَني

وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ = مَـالِي سِـــــــوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي = فَإِنَّني مُــــــــــــوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا = وَصَــارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي= وَحَكَّـــمَتْهُ فِي الأَمــــــْوَالِ والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا = وَصَــــــــارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها = وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها = هـــَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها = لَــــوْ لم يَكُـــــــنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً = يَا زَارِعَ الشَّـــرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي = فِعْـــــــلاً جميلاً لَعَــــلَّ اللهَ يَرحَمُـــني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً = عَسى تُجـــــــازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا = مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّـــــامٍ وفي يَمَنِ

والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا = بِالخَـــيْرِ والعَـفـــْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ

ابو سلطان
03-03-2006, 03:04 AM
شكرا الشيخ ابو البراء
كنت اظن بان القصيده للامام الشافعي

smart
03-03-2006, 03:12 AM
http://smart0003.jeeran.com/Basmalh.gif


اخي الشيخ أبو البراء


الله يعطيك الف عافيه
على ماقدمته لنا


http://smart0003.jeeran.com/39.gif

محب الجميع
smart

حزن
03-03-2006, 04:23 AM
يعطيك العافية على القصيدة

ح ـزن

said
03-03-2006, 09:46 AM
مشكور على القصيدة

الشيخ أبوالبراء
04-03-2006, 03:07 AM
مشكورين أحبتى جميعا على المرور

وأبادلكم حبا بحب

وبارك الله فيكم جميعا

مشاري
05-03-2006, 11:15 AM
مشكور الشيخ ابو البراء


مشمشـ

ابتسـ ألم ـامة
07-03-2006, 09:06 PM
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm1.gif



هلا وغلا

الشيخ أبو البراء


نقل رائع


كلمات كلها


مواعظ وتذكرة وعبر



لاحرمك الله الأجر



اللهم نسألك حسن الخاتمة





دمت بخير


http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
@حتى لا يحذف لك توقيع أو موضوع ؛؛اضغط هنا وأقرأ @ (http://www.alraidiah.com/vb/showthread.php?t=10788)

كلمــات مــن ذهــب

إني رأيت - وفي الأيام تجربة - @@ للصبر عاقبة محمودة الأثرِ
وقل من جد في أمرٍ يطالبهُ @@ فاستصحبَ الصبر إلا فاز بالظفرِ

نواف الفهاد
08-03-2006, 11:39 PM
:
:

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلـي
وَحَكَّمَتْهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَهـا
وَصَارَ مَالي لهم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ

فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُـهـا
وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ ....!!

:
:

لا إله إلا ... الله ....!!
ولاحول ولاقــوة ... إلا ... بــ الله ....

:
:

الشيــــخ أبو البراء ....!!
الله يوفقك ... ويجزاك خير ... ولا يحرمنا ..
من مشاركاتك المفيدة ........

:
:

لك كــل الغــلا ...
سلالالام ..!!

الحنان
09-03-2006, 06:27 AM
الشيخ أبوالبراء


الله يجــزاك خير ...

راااااائعة تلك المشاركة ..

لاعدمناك .. ونتظر جديدك ..

الحنان