محمدخميس
25-01-2015, 01:05 PM
ورد أن رجلين اختارهما أهل الزوجين في مشكلة استعصت بينهما - وإذا استعصت مشكلة بين زوجين فإن الله يأمر الحكام والقضاة أن يتخيرُّوا رجلاً من أهلها ورجلاً من أهله ويجلسا سوِّياً ليفضَّا هذا النزاع على منهج الله وشرع الله وليس على حسب الهوى الذي يستكنّ في صدورهم
ولمَّا اختار القوم الرجلين أرسلهما عُمر رضي الله عنه ليحلاَّ النِّزاع فرجعا ولم يَحْسِما الأمر ، فسألهما عمر: ما وراءكم؟ قالا: لم يصطلحا ، فقال رضي الله عنه: إذا لم تُخْلِصا النِّية له عز وجل في مَسْعَاكما ، قالوا: ولم؟ قال: لأن الله يقول: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} النساء35
ثم قال لهما: إجلسا أمامي وتُوبا إلى الله واعْزما على الإخلاص في مَسْعاكما ثم أرسلهما فرجعا في لمح البصر وقد حلاَّ الصراع وأنْهيا الأزمة بسلام لأنهما أخلصا في مَسْعاهما وتحرَّيا لقاء الله ، وهكذا فعندما يُوجد خلاف بين زوجين أو بين أسرتين أو ين فئتين متصارعتين أو بين شخصين مختلفين أو بين دولتين أو أي فئة من الفئات يأمر الإسلام أهله إذا حُكِّما ألا يميلوا لهذا على حساب هذا ولا يحكمون على هذا لغرض يتنافى مع ذلك لأن الله {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} الأنعام57
فالإسلام يُحقّ الحق ويُقيم القسط ولذلك فالعَالَم لن تَنْتهي صراعاته ولن تُحلّ مشكلاته ولن تنتهي خلافاته حتى لو جئنا مع هيئة الأمم بألف هيئة مثلها تُمثّلها جميع الأمم ، إلا إذا سرنا وسارت الأمم على شرع الله وعلى كتاب الله وعلى المبادئ التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الإسلام دين يُحارب الهوى ويأمر المسلم ان يقول الحق ولو كان على نفسه
تلك تربية الإسلام وتلك تربية الإيمان وتلك تربية نبِّي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، ولذا حدث كثير من الخلافات والنزاعات بين اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة ، بعضهم البعض وكانوا يرفضون التحكيم لكبرائهم وأحبارهم لأنهم يعلمون أنهم يـحْكمون بأهوائهم ويقصدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إنهم يُعادونه ويُحاربونه ويكيدون له وهمّوا بقتله فأنزل الله له قوله: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} المائدة49
فلم تكن تنتهي مشكلات اليهود إلا على يد نبي الله وعجباً لهؤلاء القوم يذهبون إليه في معضلاتهم فيحكم بينهم ويَرْضَوْن بحكمه ثم بعد ذلك يُكذِّبونه ويُحاربونه حسداً من عِنْد أنفُسهم وبَغْياً على الحق وهم يعلمونه ، وقد قال الله في شأنهم مع الحبيب صلوات الله وسلامه عليه: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} البقرة146
وقد كان العالم قبل النهضة الأوربية الحديثة ، الذي يحفظ توازنه دولة الإسلام وقادة المسلمين وخُلفاء الإسلام الذين كانوا يحكمون بالعدل بين الأنام حتى وصل الأمر أنه عندما همَّت برُوسيا (ألمانيا حالياً) أن تعتدي على فرنسا في عصر شارلمان بدون حق ، أرسل إلى هارون الرشيد في بغداد ، فتحرَّى وتبين له أن الحق مع شارلمان
لأن الإسلام لا يؤمن به ولا يتبعه ولا يخضع له إلا المؤمنون فهم يُحقّون الحق في الأرض حيث أنّ الله استخلفهم في الأرض لنشر الحق وإعلاء كلمة الحق والحكم بين الناس بالحق فما كان منه بعد أن تبين الحق إلا أن أرسل إلى ملك ألمانيا في ذلك الزمن رسالة يقول له فيها {ارجع عن غيِّك واترْك الأرض التي اخذتها وإلا أرسلت لك جنوداً أولها عندك وآخرها عندي} فرجع عن الضلال والباطل وأقرّ بالحق لقوة الحق ، لماذا؟ لأن هؤلاء القوم هم الذين قال لهم وفيهم الله: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} ص26
فهؤلاء القوم هم المسلمون الذين قال فيهم الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} البقرة143
فلن يَنْجو القوم الظالمون من ظلم بعضهم لبعض إلا إذا احتكموا لعدالة الإسلام وكذلك لَنْ ينْجو هذا الكون من جبروت الظالمين وطغيان المفسدين وسطوة الجبَّارين إلا إذا كانت الكلمة لرب العالمين وكان القرآن له الهيْمنة وله السِّيطرة على أحكام الحاكمين
نسأل الله أن يعزنا بالإيمان ويرفع شأننا بالقرآن ، قال صلى الله عليه وسلم: {تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ الله وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ}{1}
{1} متفق عليه
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC2_%C7%E1%E3%E6%E1%CF%20%C7%E1% E4%C8%E6%EC&id=8&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج2_المولد النبوى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً (http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Kotab_elhameya_part2_moled_Nabawi.pdf&id=8)
https://www.youtube.com/watch?v=Sy5I29zoUWE
http://www.fawzyabuzeid.com/data/pic/elmoled.jpg
ولمَّا اختار القوم الرجلين أرسلهما عُمر رضي الله عنه ليحلاَّ النِّزاع فرجعا ولم يَحْسِما الأمر ، فسألهما عمر: ما وراءكم؟ قالا: لم يصطلحا ، فقال رضي الله عنه: إذا لم تُخْلِصا النِّية له عز وجل في مَسْعَاكما ، قالوا: ولم؟ قال: لأن الله يقول: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} النساء35
ثم قال لهما: إجلسا أمامي وتُوبا إلى الله واعْزما على الإخلاص في مَسْعاكما ثم أرسلهما فرجعا في لمح البصر وقد حلاَّ الصراع وأنْهيا الأزمة بسلام لأنهما أخلصا في مَسْعاهما وتحرَّيا لقاء الله ، وهكذا فعندما يُوجد خلاف بين زوجين أو بين أسرتين أو ين فئتين متصارعتين أو بين شخصين مختلفين أو بين دولتين أو أي فئة من الفئات يأمر الإسلام أهله إذا حُكِّما ألا يميلوا لهذا على حساب هذا ولا يحكمون على هذا لغرض يتنافى مع ذلك لأن الله {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} الأنعام57
فالإسلام يُحقّ الحق ويُقيم القسط ولذلك فالعَالَم لن تَنْتهي صراعاته ولن تُحلّ مشكلاته ولن تنتهي خلافاته حتى لو جئنا مع هيئة الأمم بألف هيئة مثلها تُمثّلها جميع الأمم ، إلا إذا سرنا وسارت الأمم على شرع الله وعلى كتاب الله وعلى المبادئ التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الإسلام دين يُحارب الهوى ويأمر المسلم ان يقول الحق ولو كان على نفسه
تلك تربية الإسلام وتلك تربية الإيمان وتلك تربية نبِّي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، ولذا حدث كثير من الخلافات والنزاعات بين اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة ، بعضهم البعض وكانوا يرفضون التحكيم لكبرائهم وأحبارهم لأنهم يعلمون أنهم يـحْكمون بأهوائهم ويقصدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إنهم يُعادونه ويُحاربونه ويكيدون له وهمّوا بقتله فأنزل الله له قوله: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} المائدة49
فلم تكن تنتهي مشكلات اليهود إلا على يد نبي الله وعجباً لهؤلاء القوم يذهبون إليه في معضلاتهم فيحكم بينهم ويَرْضَوْن بحكمه ثم بعد ذلك يُكذِّبونه ويُحاربونه حسداً من عِنْد أنفُسهم وبَغْياً على الحق وهم يعلمونه ، وقد قال الله في شأنهم مع الحبيب صلوات الله وسلامه عليه: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} البقرة146
وقد كان العالم قبل النهضة الأوربية الحديثة ، الذي يحفظ توازنه دولة الإسلام وقادة المسلمين وخُلفاء الإسلام الذين كانوا يحكمون بالعدل بين الأنام حتى وصل الأمر أنه عندما همَّت برُوسيا (ألمانيا حالياً) أن تعتدي على فرنسا في عصر شارلمان بدون حق ، أرسل إلى هارون الرشيد في بغداد ، فتحرَّى وتبين له أن الحق مع شارلمان
لأن الإسلام لا يؤمن به ولا يتبعه ولا يخضع له إلا المؤمنون فهم يُحقّون الحق في الأرض حيث أنّ الله استخلفهم في الأرض لنشر الحق وإعلاء كلمة الحق والحكم بين الناس بالحق فما كان منه بعد أن تبين الحق إلا أن أرسل إلى ملك ألمانيا في ذلك الزمن رسالة يقول له فيها {ارجع عن غيِّك واترْك الأرض التي اخذتها وإلا أرسلت لك جنوداً أولها عندك وآخرها عندي} فرجع عن الضلال والباطل وأقرّ بالحق لقوة الحق ، لماذا؟ لأن هؤلاء القوم هم الذين قال لهم وفيهم الله: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} ص26
فهؤلاء القوم هم المسلمون الذين قال فيهم الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} البقرة143
فلن يَنْجو القوم الظالمون من ظلم بعضهم لبعض إلا إذا احتكموا لعدالة الإسلام وكذلك لَنْ ينْجو هذا الكون من جبروت الظالمين وطغيان المفسدين وسطوة الجبَّارين إلا إذا كانت الكلمة لرب العالمين وكان القرآن له الهيْمنة وله السِّيطرة على أحكام الحاكمين
نسأل الله أن يعزنا بالإيمان ويرفع شأننا بالقرآن ، قال صلى الله عليه وسلم: {تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ الله وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ}{1}
{1} متفق عليه
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC2_%C7%E1%E3%E6%E1%CF%20%C7%E1% E4%C8%E6%EC&id=8&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج2_المولد النبوى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً (http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Kotab_elhameya_part2_moled_Nabawi.pdf&id=8)
https://www.youtube.com/watch?v=Sy5I29zoUWE
http://www.fawzyabuzeid.com/data/pic/elmoled.jpg