الشيخ أبوالبراء
12-03-2006, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعـــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
الضحى : ضحوة النهار وهو في الأصل اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت .
قال الجوهري : ضحوة النهار بعد طلوع الشمس
ثم بعده الضحى وهو حين تشرق الشمس
وخص الضحى لأنه أول النهار فإذا امتد الأمر بينهما كان في النهار متسع .
وقال العيني في شرح البخاري :
الضحى بالضم والكسر فوق الضحوة
وهي أرتفاع أول النهار والضحاء بالفتح والمد هو إذا علت الشمس إلى ربع السماء فما بعده .
وقد حدد العرب ساعات النهار فقالوا :
هي الذرور والبزوغ والضحى والغزالة والهاجرة والزوال والدلوك والعصر والأصيل والصنوت والحدور والغروب .
دليل صلاة الضحى من السنة
ويسمونها صلاة السبحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على الوتر " .
رواه البخاري برقم " 1124 "
عدد ركعات الضحى
وفيها بوب الإمام النووى فى مسلم بابا
اعتبره بحثا كاملا فى عدد ركعات الضحى
قال :
باب : استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وأوسطها أربع ركعات أو ست والحث على المحافظة عليها .
عن معاذة : أنها سألت عائشة رضي الله عنها
: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى ؟ قالت أربع ركعات ويزيد ما شاء "
رواه مسلم برقم "78ــ 719"
عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود
رواه الترمذى برقم "474"
وقال هذا حديث حسن صحيح
وصححه شيخنا الألباني
فضل صلاة الضحى
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة ، تسليمه على من لقي صدقة
وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته الأذى عن الطريق صدقة
وبضعة أهله صدقة
ويجزىء من ذلك كله ركعتان من الضحى "
قال أبو داود وحديث عباد أتم ولم يذكر مسدد الأمر والنهي زاد في حديثه وقال كذا وكذا وزاد ابن منيع في حديثه قالوا يارسول الله أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة ؟ قال " أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ؟ " .
رواه أبوداود برقم " 1285 " وصححه شيخنا الألباني
والسلامى :عظام أصابع اليد والرجل .
قال الإمام النووي : " سُلامى "بضم السين وتخفيف اللام وأصله عظام الأصابع وسائر الكف
ثم استعمل في عظام البدن ومفاصله .
قال ابن حجر فى فتح البارى :
المراد أن صلاة الضحى تقوم مقام الثلثمائة وستين حسنة التي يستحب للمرء أن يسعى في تحصيلها كل يوم ليعتق مفاصله التي هي بعددها
لا أن المراد أن صلاة الضحى
تُغني عن الأمر بالمعروف وما ذكر معه
وإنما كان كذلك لأن الصلاة عمل بجميع الجسد فتتحرك المفاصل كلها فيها بالعبادة
ويحتمل أن يكون ذلك لكون الركعتين
تشتملان على ثلاثمائة وستين ما بين قول وفعل
إذا جعلت كل حرف من القراءة مثلا صدقة
وكأن صلاة الضحى خُصَّت بالذكر لكونها أول تطوعات النهار بعد الفرض وراتبته
وقد أشار في حديث أبي ذر إلى أن
صدقة السلامى نهارية لقوله :
" يصبح على كل سلامى من أحدكم "
وفي حديث أبي هريرة :
" كل يوم تطلع فيه الشمس "
وفي حديث عائشة :
" فيُمْسي وقد زحزح نفسه عن النار "
وفي الحديث :
أن الأحكام تجري على الغالب لأن في المسلمين
من يأخذ الصدقة المأمور بصرفها .
وقد قال : " على كل مسلم صدقة "
وفيه مراجعة العالم في تفسير المُجْمل وتخصيص العام وفيه فضل التكسب لما فيه من الإعانة
وتقديم النفس على الغير
والمراد بالنفس ذات الشخص وما يلزمه والله أعلم .
وقت صلاة الضحى
أجمع علماؤنا على أن وقتها " من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى زوالها والأفضل أن يصليها بعد ربع النهار .
الخلاصـــــة
فى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه سحائب الرحمات
قال فى صلاة الضحى :
فإن النبى لم يكن يداوم عليها بإتفاق أهل العلم بسنته ومن زعم من الفقهاء أن ركعتى الضحى
كانتا واجبتين عليه فقد غلط .
ثم قال عليه سحائب الرحمات :
بقى أن يقال فهل الأفضل المداومة عليها كما فى حديث أبى هريرة أو الأفضل ترك المداومة إقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم هذا مما تنازعوا فيه والأشبه أن يقال من كان مداوما على قيام الليل أغناه عن المداومة على صلاة الضحى كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل ومن كان ينام عن قيام الليل فصلاة الضحى بدل عن قيام الليل .
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
سبحانك لا علم لنا إلآ ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعـــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
الضحى : ضحوة النهار وهو في الأصل اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت .
قال الجوهري : ضحوة النهار بعد طلوع الشمس
ثم بعده الضحى وهو حين تشرق الشمس
وخص الضحى لأنه أول النهار فإذا امتد الأمر بينهما كان في النهار متسع .
وقال العيني في شرح البخاري :
الضحى بالضم والكسر فوق الضحوة
وهي أرتفاع أول النهار والضحاء بالفتح والمد هو إذا علت الشمس إلى ربع السماء فما بعده .
وقد حدد العرب ساعات النهار فقالوا :
هي الذرور والبزوغ والضحى والغزالة والهاجرة والزوال والدلوك والعصر والأصيل والصنوت والحدور والغروب .
دليل صلاة الضحى من السنة
ويسمونها صلاة السبحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على الوتر " .
رواه البخاري برقم " 1124 "
عدد ركعات الضحى
وفيها بوب الإمام النووى فى مسلم بابا
اعتبره بحثا كاملا فى عدد ركعات الضحى
قال :
باب : استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وأوسطها أربع ركعات أو ست والحث على المحافظة عليها .
عن معاذة : أنها سألت عائشة رضي الله عنها
: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى ؟ قالت أربع ركعات ويزيد ما شاء "
رواه مسلم برقم "78ــ 719"
عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود
رواه الترمذى برقم "474"
وقال هذا حديث حسن صحيح
وصححه شيخنا الألباني
فضل صلاة الضحى
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة ، تسليمه على من لقي صدقة
وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته الأذى عن الطريق صدقة
وبضعة أهله صدقة
ويجزىء من ذلك كله ركعتان من الضحى "
قال أبو داود وحديث عباد أتم ولم يذكر مسدد الأمر والنهي زاد في حديثه وقال كذا وكذا وزاد ابن منيع في حديثه قالوا يارسول الله أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة ؟ قال " أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ؟ " .
رواه أبوداود برقم " 1285 " وصححه شيخنا الألباني
والسلامى :عظام أصابع اليد والرجل .
قال الإمام النووي : " سُلامى "بضم السين وتخفيف اللام وأصله عظام الأصابع وسائر الكف
ثم استعمل في عظام البدن ومفاصله .
قال ابن حجر فى فتح البارى :
المراد أن صلاة الضحى تقوم مقام الثلثمائة وستين حسنة التي يستحب للمرء أن يسعى في تحصيلها كل يوم ليعتق مفاصله التي هي بعددها
لا أن المراد أن صلاة الضحى
تُغني عن الأمر بالمعروف وما ذكر معه
وإنما كان كذلك لأن الصلاة عمل بجميع الجسد فتتحرك المفاصل كلها فيها بالعبادة
ويحتمل أن يكون ذلك لكون الركعتين
تشتملان على ثلاثمائة وستين ما بين قول وفعل
إذا جعلت كل حرف من القراءة مثلا صدقة
وكأن صلاة الضحى خُصَّت بالذكر لكونها أول تطوعات النهار بعد الفرض وراتبته
وقد أشار في حديث أبي ذر إلى أن
صدقة السلامى نهارية لقوله :
" يصبح على كل سلامى من أحدكم "
وفي حديث أبي هريرة :
" كل يوم تطلع فيه الشمس "
وفي حديث عائشة :
" فيُمْسي وقد زحزح نفسه عن النار "
وفي الحديث :
أن الأحكام تجري على الغالب لأن في المسلمين
من يأخذ الصدقة المأمور بصرفها .
وقد قال : " على كل مسلم صدقة "
وفيه مراجعة العالم في تفسير المُجْمل وتخصيص العام وفيه فضل التكسب لما فيه من الإعانة
وتقديم النفس على الغير
والمراد بالنفس ذات الشخص وما يلزمه والله أعلم .
وقت صلاة الضحى
أجمع علماؤنا على أن وقتها " من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى زوالها والأفضل أن يصليها بعد ربع النهار .
الخلاصـــــة
فى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه سحائب الرحمات
قال فى صلاة الضحى :
فإن النبى لم يكن يداوم عليها بإتفاق أهل العلم بسنته ومن زعم من الفقهاء أن ركعتى الضحى
كانتا واجبتين عليه فقد غلط .
ثم قال عليه سحائب الرحمات :
بقى أن يقال فهل الأفضل المداومة عليها كما فى حديث أبى هريرة أو الأفضل ترك المداومة إقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم هذا مما تنازعوا فيه والأشبه أن يقال من كان مداوما على قيام الليل أغناه عن المداومة على صلاة الضحى كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل ومن كان ينام عن قيام الليل فصلاة الضحى بدل عن قيام الليل .
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
سبحانك لا علم لنا إلآ ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم