عاشق الجبيل
03-04-2006, 01:04 AM
في الحكايات الشعبية لماذا ينتصر الخبل " الاهبل " ؟؟؟
سؤال كان يتشكل امام طفولتي ويثير في ذهني الفضول لمعرفة السبب كنت
حينما اسمع جدي او جدتي او اي كان من كبار السن الذين يحبون هذا النوع
من الحكايات والقصص البطولية حينما اسمع بدء الحكاية اعلم مسبقا ان النصر
اخيرا سيكون حليف ذلك الخبل الذي توهمني جدتي في مطلع حكايتها انه لا يمثل لها
شيئا داخل الحكاية وتصر في التاكيد علي ذلك ببعض ما تلحق به من اوصاف جسدية توحي
بمظهر مبتذل وثياب رثة وكلمات غير منظمة ولا يجمعها سياق واحد لكني رغم كل ذلك
ابتسم ابتسامة ثقة بان جدتي ستعود الي هذا " الخبل " لتضع علي راسة تاج حكايتها
اعترافا منها بانتصاره وظفرة وكان جدي يفعل مثلها تماما ومثلهم بقية القصاصين البدو
واذا كلهم يجمعون ان " الخبل " ماهو الا سيد قومه المتغابي وليس هو الغبي حقيقة
تقول احدي هذة الحكايات :
ان فتاة حسناء تقدم لها مجموعة من الشبان فارادت ان تختبرهم وكان من بينهم شاب
لا تظهر عليه علامات الفروسية ويبدو من منظره ومظهره الرث انه سيكون خارج المنافسة
كانت جدتي من خلال عرض هذة الصفات توهمني بهذا وكانها تريد ان تجعل النتيجة
مفاجئة لي ولذيذة في الوقت نفسة اما انا فلم تعد حيل جدتي تنطلي علي اذ بمجرد ان تبدا
في تعداد صفات اشخاص الحكاية اعرف مسبقا البطل تقول جدتي:
ارادت الفتاة ان تختبر فروسية الشبان الثلاثة فطلبت منهم ان يخوضوا تجربة السفر
عبر طريق مخيف محفوف بالسباع المفترسة وحين ذهب الاول بعد ان امتطي فرسة
واخذ بعض ما يسد رمق جوعه من الدقيق وصل عند شجرة الحب او شجرة الامل او شجرة
الامتحان ووضع عتاده وحينما اخرج حفنة الدقيق ليصلح عشاءه سمع صوت بومة ففر هاربا
وترك رغيفه علي النار وعاد من حيث اتي فلما سالوه ما ذا فعلت ؟؟ اخذ يروي لهم
القصص البطولية لكن الفتاة الحسناء لم يخدعها تصنعه فامرت ان يذهب الثاني
فالثاني كان مثل سابقه ولي هاربا وترك رغيفه عند رغيف سابقه وقال مثل ما قاله
وتصنع مثل تصنعه!!!
فلما جاء دور الثالث لا تنسوا انه " الخبل " ولانه خبل فقد ركب علي فرسه بالمقلوب
وجهه جهة قفا الحصان وقفاه جهة وجهه وهذة اولي حيل جدتي التي تحاول بها ان
تصرفني عن توقع النتيجة تقول جدتي : فلما وصل عند الشجرة وجد رغيفي صاحبيه
فجلس واصلح عشاءه وجاءت البومة وصوتت كعادتها لتخيفه كصاحبيه لكنه لم يلتفت
لها وحين عادت قتلها واستمر في طريقه ووصل الي النهاية السعيدة ثم عاد ليكشف
حقائق صاحبيه حينما عاد اعاد رغيفيهما المحترقين علي النار وكانت النهاية ان تزوج
الفتاة بعد ان عرف الجميع شجاعته وفروسيته .
ماذا تريد ان تقول جدتي ؟؟ ولماذا تحرص علي ان يكون الشاب المنتصر خارج التوقعات!!!
ولماذا يحرص الحكائيين علي ذلك ؟ ولماذا يكون المنتصر في الذاكره الشعبية رث الهيئة
تحتقره الاعين ولا تصغي اليه الاذان ؟؟
اسئلة نطرحها دائما ولكنها لاتلبث ان تزول حينما نسمع الامثال تتردد ( الرجال مخابر)
فذاكرتنا تنحاز الي الجوهر شانها شان ذاكرتنا الادبية :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وان رديت بردا
ان الجمال معادن ومناقب اورثن حمدا
والتوجيه النبوي الكريم ( ان الله لا ينظر الي صوركم واموالكم ولكن ينظر الي اعمالكم
وقلوبكم ) .الحديث رواه ابو هريرة عن الرسول علية الصلاة والسلام.
غير ان حكايات الاجدا د تركز كثيرا علي فناء المظهر لحساب الجوهر فتسحقه سحقا!!!!
والان وبعد ان ماتت جدتي ... ومات صوت الحكايات ... وتبدلت الثقافة غير الثقافة
وصار العالم كله غرفة كونية واحدة !!!
اتساءل لو ان جدتي حية لم تمت وعاشت هذا الاتصال الثقافي المفتوح !!!
ترا كيف ستقدم اشخاص حكاياتها ؟؟؟
اتوقع انها لن تغير نظرتها وامثالها وحكمها المعتاده مع تغيير طفيف بحسب
متطلبات الزمن الكتابي علي اساس ان أ لسنة الناس لم تعد في أفواها كالسابق !!
وانما في أقلامها ويكون المثل ( الرجال مخابر ) سيكون ( الرجال محابر)!!!!!!!!!!!
منقول
سؤال كان يتشكل امام طفولتي ويثير في ذهني الفضول لمعرفة السبب كنت
حينما اسمع جدي او جدتي او اي كان من كبار السن الذين يحبون هذا النوع
من الحكايات والقصص البطولية حينما اسمع بدء الحكاية اعلم مسبقا ان النصر
اخيرا سيكون حليف ذلك الخبل الذي توهمني جدتي في مطلع حكايتها انه لا يمثل لها
شيئا داخل الحكاية وتصر في التاكيد علي ذلك ببعض ما تلحق به من اوصاف جسدية توحي
بمظهر مبتذل وثياب رثة وكلمات غير منظمة ولا يجمعها سياق واحد لكني رغم كل ذلك
ابتسم ابتسامة ثقة بان جدتي ستعود الي هذا " الخبل " لتضع علي راسة تاج حكايتها
اعترافا منها بانتصاره وظفرة وكان جدي يفعل مثلها تماما ومثلهم بقية القصاصين البدو
واذا كلهم يجمعون ان " الخبل " ماهو الا سيد قومه المتغابي وليس هو الغبي حقيقة
تقول احدي هذة الحكايات :
ان فتاة حسناء تقدم لها مجموعة من الشبان فارادت ان تختبرهم وكان من بينهم شاب
لا تظهر عليه علامات الفروسية ويبدو من منظره ومظهره الرث انه سيكون خارج المنافسة
كانت جدتي من خلال عرض هذة الصفات توهمني بهذا وكانها تريد ان تجعل النتيجة
مفاجئة لي ولذيذة في الوقت نفسة اما انا فلم تعد حيل جدتي تنطلي علي اذ بمجرد ان تبدا
في تعداد صفات اشخاص الحكاية اعرف مسبقا البطل تقول جدتي:
ارادت الفتاة ان تختبر فروسية الشبان الثلاثة فطلبت منهم ان يخوضوا تجربة السفر
عبر طريق مخيف محفوف بالسباع المفترسة وحين ذهب الاول بعد ان امتطي فرسة
واخذ بعض ما يسد رمق جوعه من الدقيق وصل عند شجرة الحب او شجرة الامل او شجرة
الامتحان ووضع عتاده وحينما اخرج حفنة الدقيق ليصلح عشاءه سمع صوت بومة ففر هاربا
وترك رغيفه علي النار وعاد من حيث اتي فلما سالوه ما ذا فعلت ؟؟ اخذ يروي لهم
القصص البطولية لكن الفتاة الحسناء لم يخدعها تصنعه فامرت ان يذهب الثاني
فالثاني كان مثل سابقه ولي هاربا وترك رغيفه عند رغيف سابقه وقال مثل ما قاله
وتصنع مثل تصنعه!!!
فلما جاء دور الثالث لا تنسوا انه " الخبل " ولانه خبل فقد ركب علي فرسه بالمقلوب
وجهه جهة قفا الحصان وقفاه جهة وجهه وهذة اولي حيل جدتي التي تحاول بها ان
تصرفني عن توقع النتيجة تقول جدتي : فلما وصل عند الشجرة وجد رغيفي صاحبيه
فجلس واصلح عشاءه وجاءت البومة وصوتت كعادتها لتخيفه كصاحبيه لكنه لم يلتفت
لها وحين عادت قتلها واستمر في طريقه ووصل الي النهاية السعيدة ثم عاد ليكشف
حقائق صاحبيه حينما عاد اعاد رغيفيهما المحترقين علي النار وكانت النهاية ان تزوج
الفتاة بعد ان عرف الجميع شجاعته وفروسيته .
ماذا تريد ان تقول جدتي ؟؟ ولماذا تحرص علي ان يكون الشاب المنتصر خارج التوقعات!!!
ولماذا يحرص الحكائيين علي ذلك ؟ ولماذا يكون المنتصر في الذاكره الشعبية رث الهيئة
تحتقره الاعين ولا تصغي اليه الاذان ؟؟
اسئلة نطرحها دائما ولكنها لاتلبث ان تزول حينما نسمع الامثال تتردد ( الرجال مخابر)
فذاكرتنا تنحاز الي الجوهر شانها شان ذاكرتنا الادبية :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وان رديت بردا
ان الجمال معادن ومناقب اورثن حمدا
والتوجيه النبوي الكريم ( ان الله لا ينظر الي صوركم واموالكم ولكن ينظر الي اعمالكم
وقلوبكم ) .الحديث رواه ابو هريرة عن الرسول علية الصلاة والسلام.
غير ان حكايات الاجدا د تركز كثيرا علي فناء المظهر لحساب الجوهر فتسحقه سحقا!!!!
والان وبعد ان ماتت جدتي ... ومات صوت الحكايات ... وتبدلت الثقافة غير الثقافة
وصار العالم كله غرفة كونية واحدة !!!
اتساءل لو ان جدتي حية لم تمت وعاشت هذا الاتصال الثقافي المفتوح !!!
ترا كيف ستقدم اشخاص حكاياتها ؟؟؟
اتوقع انها لن تغير نظرتها وامثالها وحكمها المعتاده مع تغيير طفيف بحسب
متطلبات الزمن الكتابي علي اساس ان أ لسنة الناس لم تعد في أفواها كالسابق !!
وانما في أقلامها ويكون المثل ( الرجال مخابر ) سيكون ( الرجال محابر)!!!!!!!!!!!
منقول