اسيرة القمر
25-12-2015, 08:28 PM
هاهي الساعات تتسابق وتمر .. وهاهي الأيام تطوى وتكدر..
وهاهي الأسابيع تمضي وتفر .. وهاهي الشهور تنقضي ولا تفتر ..
وهاهي الأعــوام تتلوها الأعوام ..
نتسارع جميعاً في هدم أعمارنا.. وبلوغ آجالنا ..
فيا ليت شعري من المحسن منّا فنهنيه ..
ومن المسيء منّا فنعزيه؟!..
***
لئن كان أرباب الأموال وعمَّار الدنيا الفانية يجعلون من آخر العام موعداً
لتصفية حساباتهم .. وفرصة لجرد مدخراتهم ..
لينظروا إلى الأساليب التي ربحوا عن طريقها فيكثروا منها ويطوروها ..
والتجارب التي خسروا بسببها فيجتنبوها ويزيلوها ..
فما أحرانا - نحن المسلمين - بذلك مع أنفسنا ولاسيما ونحن قد ودعنا عاماً مضى واستقبلنا عاماً هجرياً جديداً .. شاهداً على فناء هذه الدار .. وكنّا قبله ودعنا أعواماً شاهدة لنا أو علينا ..
***
إن تأخير محاسبة النفس وإحداث التوبة والتطلع إلى عمل صالح حتى
ينقضي العام ليس من هدي سلف هذه الأمة بل هو دليل على الغفلة
وطول الأمل...
أما سلف هذه الأمة .. فقد كانوا يعتبرون بمرور اللحظات والدقائق.. والأيام
والليالي.. وكانوا يحاسبون أنفسهم في جميع أوقاتهم ..
ويقدمون بين يدي ذلك توبة.. ويكثرون من الحسنات والأعمال الصالحات التي
تذهب سيئاتهم وتبيض صحائفهم ..
كانوا ينظرون للحياة أنها ”دقائق وثواني” ليست أعواماً كما ننظر إليها نحن ..
كانوا متيقظين لذلك أشد التيقظ.. مستعدين لما تأتي به الأيام.. لأنهم يعلمون
أنهم في سباق.. وأن السباق لا بد فيه من فائز وخاسر وأن نتيجة السباق نهائية
لا يمكن تعديلها.. وأن جائزة السباق إما سعادة الأبد..وإما شقاء الأبد..
وياله من فوز.. ويالها من خسارة...
***
كان سلف الأمة لا يندمون على دنيا موليّة .. ولا على شهرة زائفة ..
ولا على منصب زائل ..
وإنما كانوا يندمون على ساعة لم يشغلوها بعمل صالح ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه .. نقص فيه أجلي .. ولم يزدد فيه عملي ..
إنه العلم بسرعة المسير وانقضاء الأعمار بين عشية وضحاها .. العلم بحقيقة السباق .. وحجم الجائزة .. وحلاوة الفوز .. ومرارة الخسارة ..
ولذلك فقد كانوا في حركة دائبة .. وصعود مستمر .. ورقي دائم .. وقفزٍ متواصل ..
***
قيل لنوح عليه السلام، وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً: كيف رأيت هذه الدنيا؟
فقال: كداخل من باب وخارج من آخر.
***
قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
(ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة
ولكل واحدة منها بنون ..
فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ..
فإن اليوم عمل ولا حساب ..
وغداً حساب ولا عمل )
***
إذا حاسب الإنسان نفسه كل يوم .. فإن أعماله تكون ماثلةً أمام عينيه .. فيعرف ما أحسن منها وما أساء ..
فيشكر ربَّه على الإحسان .. ويستغفر ويتوب من الإساءة .. أما إذا أخَّر المحاسبة حتى ينقضي عامُه ..
فأنَّـى له أن يتذكر ما عمل من قبائح وسيئات خلال عام كامل ...
فالشيطان يُنسيه .. وطول الأمل يُطغيه .. والنفس تُمنّيه .. والإنسان بطبيعته ينسى أخطاءه .. ويغضّ الطرف عن مساويه ..
فيشعر عند ذلك بالارتياح .. لأنه لا يجد مع هذه الوقفة اليسيرة كبير زلل .. ولا عظيم جُرم ..
ويبدأ عامه الجديد بمثل ما كان عليه في عامه المنصرم بالغفلة والتفريط
والتساهل والجري وراء الشهوات ..
ولذلك كان السلف لا يَدَعون ليلةً تمرُّ دون نظرٍ وتأمل
ومحاسبةٍ للنفس وتوبة واعتذار واستغفار ..
وهاهي الأسابيع تمضي وتفر .. وهاهي الشهور تنقضي ولا تفتر ..
وهاهي الأعــوام تتلوها الأعوام ..
نتسارع جميعاً في هدم أعمارنا.. وبلوغ آجالنا ..
فيا ليت شعري من المحسن منّا فنهنيه ..
ومن المسيء منّا فنعزيه؟!..
***
لئن كان أرباب الأموال وعمَّار الدنيا الفانية يجعلون من آخر العام موعداً
لتصفية حساباتهم .. وفرصة لجرد مدخراتهم ..
لينظروا إلى الأساليب التي ربحوا عن طريقها فيكثروا منها ويطوروها ..
والتجارب التي خسروا بسببها فيجتنبوها ويزيلوها ..
فما أحرانا - نحن المسلمين - بذلك مع أنفسنا ولاسيما ونحن قد ودعنا عاماً مضى واستقبلنا عاماً هجرياً جديداً .. شاهداً على فناء هذه الدار .. وكنّا قبله ودعنا أعواماً شاهدة لنا أو علينا ..
***
إن تأخير محاسبة النفس وإحداث التوبة والتطلع إلى عمل صالح حتى
ينقضي العام ليس من هدي سلف هذه الأمة بل هو دليل على الغفلة
وطول الأمل...
أما سلف هذه الأمة .. فقد كانوا يعتبرون بمرور اللحظات والدقائق.. والأيام
والليالي.. وكانوا يحاسبون أنفسهم في جميع أوقاتهم ..
ويقدمون بين يدي ذلك توبة.. ويكثرون من الحسنات والأعمال الصالحات التي
تذهب سيئاتهم وتبيض صحائفهم ..
كانوا ينظرون للحياة أنها ”دقائق وثواني” ليست أعواماً كما ننظر إليها نحن ..
كانوا متيقظين لذلك أشد التيقظ.. مستعدين لما تأتي به الأيام.. لأنهم يعلمون
أنهم في سباق.. وأن السباق لا بد فيه من فائز وخاسر وأن نتيجة السباق نهائية
لا يمكن تعديلها.. وأن جائزة السباق إما سعادة الأبد..وإما شقاء الأبد..
وياله من فوز.. ويالها من خسارة...
***
كان سلف الأمة لا يندمون على دنيا موليّة .. ولا على شهرة زائفة ..
ولا على منصب زائل ..
وإنما كانوا يندمون على ساعة لم يشغلوها بعمل صالح ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه .. نقص فيه أجلي .. ولم يزدد فيه عملي ..
إنه العلم بسرعة المسير وانقضاء الأعمار بين عشية وضحاها .. العلم بحقيقة السباق .. وحجم الجائزة .. وحلاوة الفوز .. ومرارة الخسارة ..
ولذلك فقد كانوا في حركة دائبة .. وصعود مستمر .. ورقي دائم .. وقفزٍ متواصل ..
***
قيل لنوح عليه السلام، وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً: كيف رأيت هذه الدنيا؟
فقال: كداخل من باب وخارج من آخر.
***
قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
(ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة
ولكل واحدة منها بنون ..
فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ..
فإن اليوم عمل ولا حساب ..
وغداً حساب ولا عمل )
***
إذا حاسب الإنسان نفسه كل يوم .. فإن أعماله تكون ماثلةً أمام عينيه .. فيعرف ما أحسن منها وما أساء ..
فيشكر ربَّه على الإحسان .. ويستغفر ويتوب من الإساءة .. أما إذا أخَّر المحاسبة حتى ينقضي عامُه ..
فأنَّـى له أن يتذكر ما عمل من قبائح وسيئات خلال عام كامل ...
فالشيطان يُنسيه .. وطول الأمل يُطغيه .. والنفس تُمنّيه .. والإنسان بطبيعته ينسى أخطاءه .. ويغضّ الطرف عن مساويه ..
فيشعر عند ذلك بالارتياح .. لأنه لا يجد مع هذه الوقفة اليسيرة كبير زلل .. ولا عظيم جُرم ..
ويبدأ عامه الجديد بمثل ما كان عليه في عامه المنصرم بالغفلة والتفريط
والتساهل والجري وراء الشهوات ..
ولذلك كان السلف لا يَدَعون ليلةً تمرُّ دون نظرٍ وتأمل
ومحاسبةٍ للنفس وتوبة واعتذار واستغفار ..