اسيرة القمر
24-01-2016, 12:30 AM
كان يسير تاءها يتعثر مرة بحجر ... ومرة أخرى بحفرة اعتاد مواطنوها على رؤيتها في أخاديد طرقاتنا المعبدة لفترات قصيرة ثم ....
وأخيراً استقر نظره على مشهد دفعه الى التوقف وقطع سلسلة تخيلاته وتأففه من الطريق الوعرة ... اقترب أكثر فأكثر ولكن هذه المرة بخطوات
مدروسة وكأنه يخشى عليها من الاستيقاظ ..نعم عليها..تلك الوردة الحمراء الذابلة خاف عليها من الضجة ظن أنها نائمة لكنه وبعد تمعن أدرك
أنها ليست نائمة بل الحقيقة أن الذبول مشى بها لانقطاع أسباب الحياة عنها وتوقف مجرى الماء الذي كان يقدم لها الارتواء والحياة المنعشة ...
الماء العذب السلسل قرر منذ اللحظة أن يقوم بعمل مهم .. نعم وأي عمل أهم وأكثر فائدة من أن تعيد الحيوية والشباب بل الحياة إلى وردة
خلقها الله لتفوح بعطرها وتنعش الجميع..استدار على عقبيه ليعود إلى منزله..طرق الباب طرقات خافتة متمنياً أن تطل ابنته بوجهها الباسم البريئ..
لكن الصاعقة كانت بانتظاره ، شتان بين الوجه البريئ الذي تأمل رؤيته وبين الوجه الذي قابله وراء الباب..نعم إنه وجه زوجته الغاضب أبداً..
النزق العابس دون كلل أو ملل حتى في وجه رغيف الصباح..حيّاها محاولاً بذلك إطلاق هدنة بينهما لكنها وكالعادة ردت باستهزاء وسخرية : أهلاً..
ثم التفتت إلى ابنتها تخاطبها بصوت مرتفع: تعالي يا صغيرتي ساعديني وساعدي والدك في حمل أشيائه الكثيرة والثقيلة التي ابتاعها للبيت ولذا أخاف على
قامته من الانطواء أو الاعوجاج..هاها..!! وقهقهت المرأة بسخرية دبت الألم في قلبه وزادت من حقده عليها وكرهه لها لأنه أدرك تماما أنها تسخر
منه ومن قلة حيلته فهو لم يوفق بعمل دائم ومناسب براتب يرضي غرور هذه الزوجة المتطلبة..خرج من المنزل يحمل أشياء تلزم للحدائق عادة ..
وغادر وهو يرفق زوجته بنظرات حانقة وكأنه يريد أن يبادر سخريتها بسخرية أكبر هو أن قلبها لم يعرف الحب يوماً ولاحتى الحنان ..
إنها قاسية في تصرفاتها وجافة في معاملتها وفظة في كلماتها وألفاظها التي تمطر سمعه بها كلما سمحت لها الظروف بذلك ..قد تكون المرأة أحياناً على حق
ولكن طريقة مواجهتها للمشكلة تجعل السحر ينقلب عليها..كل هذه الأمور راودته وهو يجوب الطريق الخالية إلا من بعض العائدين من عملهم الاضافي
لأن الدوائر الرسمية لاتبقى أبوابها مفتوحة حتى السادسة مساء..اتجه نحو الحديقة وصل إليها وهو يحث الخطا متلفتاً يميناً ويساراً لايريد أن يقتحم أحد
الفضوليين خطته التي مضغها زمناً منتظراً الفرصة المناسبة وها هي الآن بين يديه الحنونتين بالرغم من كل شيئ وهما تزيحان الأشواك التي التفت حول الوردة
بفضول وكادت تخنقها ..ثم بدأيسكب الماء الذي أحضره قليلاً قليلاً حتى انتشت الوردة وعلت من جديد رافعة قدها..أفاقت من نومها ثم نظرت إليه نظرة
شكر وامتنان وهي تتوق لاحتضانه وإلقاء أوراقها فوق صدره الواجف بكل لغات الحب والحنان والتي يصعب لشخص عادي أن يسمع هذا الرجفان أو أن يتلقى
هذه الذبذبات الصادرةعن قلب سلخ في رحلة حياته خمسين عاما ويزيد..علت ألوان الحمرة وريقاتها..توردت أطرافها ومعالمها من جديد..اشتد
عودها واخضوضرت الساق التي طالما حملتها وكانت باهتة ضعيفة فيما مضى..اليوم يشاء القدر بكل مستحيلاته أن يأتي هذل الرجل الهارب من صراعات
منزلية لا تنتهي ليعانق وردة في لحظاتها الأخيرة فينقذها بالحب الكبير الذي فاض به قلبه ولم يجد من يستحق التنعم والتلذذ بهذا الحب ويسكبه اليوم بين وريقات
وردة فتعود إليها الحياة..تعود البسمة..يعود كل شيئ كما لو كانت قد أتمت الطفولة البارحة ودخلت اليوم مرحلة الشباب متخطية المراهقة التي لا تطيق
حتى الاعتراف بوجود هكذا مرحلة في حياة الانسان..إنها اختراع العابثين يريدون من خلالها أن يبرروا فشلهم في قيادة أبنائهم في مرحلة يقفون فيها على
عتبات الحياة يتصارعون مع ما تعلموه وما يريد الأهل لهم أن يتعلموه..عادت إليها الحيوية وبفرحها نبض قلبه ونسي للحظة ما ترك في منزله إلا ابنته
التي شعر للحظة أن وجهها ارتسم في ملامح هذه الوردة الجميلة والتي بدت الآن أكثر جمالاً..وراح القدر ينسج أروع قصص الحب والغرام..
ينسج أغرب قصص من الحياة..ربما قصة المحبة الأبوية وربما الحب العذري..لاأحد يعرف إلا عندما يكون مكان هذه الوردة هي وحدها تعلم
قصة ماذا ...؟! وقلب ذلك المارد الشامخ الحنون..اسألوه عندما تلتقون به..واقرؤو في سطور القبلات الخريفية تلك التي طبعت على
وجنات الربيع...؟!! وتمعنوا في المفردات ولاتذهبوا إلى ماوراء السطور أو الحروف..انظروا نظرة عادلة إلى خريف يتسلل إلى الربيع
في زيارة..لأن المستحيل لايسمح له بالاقامة الدائمة..ولأن النهاية يضعها الزمن ويفرضها على موجوداته..وردة كانت أم جميزة
خريفاً كان ام ربيع .
،/
في هذه الحياه لا شي مستحيل انعشوا قلوبكم بفعل الخير والكلمه الطيبه والابتسامه الصادقه فالقدر مكتوب لا مفر منه ولكن عيشوا الحياه بجمالها.
وأخيراً استقر نظره على مشهد دفعه الى التوقف وقطع سلسلة تخيلاته وتأففه من الطريق الوعرة ... اقترب أكثر فأكثر ولكن هذه المرة بخطوات
مدروسة وكأنه يخشى عليها من الاستيقاظ ..نعم عليها..تلك الوردة الحمراء الذابلة خاف عليها من الضجة ظن أنها نائمة لكنه وبعد تمعن أدرك
أنها ليست نائمة بل الحقيقة أن الذبول مشى بها لانقطاع أسباب الحياة عنها وتوقف مجرى الماء الذي كان يقدم لها الارتواء والحياة المنعشة ...
الماء العذب السلسل قرر منذ اللحظة أن يقوم بعمل مهم .. نعم وأي عمل أهم وأكثر فائدة من أن تعيد الحيوية والشباب بل الحياة إلى وردة
خلقها الله لتفوح بعطرها وتنعش الجميع..استدار على عقبيه ليعود إلى منزله..طرق الباب طرقات خافتة متمنياً أن تطل ابنته بوجهها الباسم البريئ..
لكن الصاعقة كانت بانتظاره ، شتان بين الوجه البريئ الذي تأمل رؤيته وبين الوجه الذي قابله وراء الباب..نعم إنه وجه زوجته الغاضب أبداً..
النزق العابس دون كلل أو ملل حتى في وجه رغيف الصباح..حيّاها محاولاً بذلك إطلاق هدنة بينهما لكنها وكالعادة ردت باستهزاء وسخرية : أهلاً..
ثم التفتت إلى ابنتها تخاطبها بصوت مرتفع: تعالي يا صغيرتي ساعديني وساعدي والدك في حمل أشيائه الكثيرة والثقيلة التي ابتاعها للبيت ولذا أخاف على
قامته من الانطواء أو الاعوجاج..هاها..!! وقهقهت المرأة بسخرية دبت الألم في قلبه وزادت من حقده عليها وكرهه لها لأنه أدرك تماما أنها تسخر
منه ومن قلة حيلته فهو لم يوفق بعمل دائم ومناسب براتب يرضي غرور هذه الزوجة المتطلبة..خرج من المنزل يحمل أشياء تلزم للحدائق عادة ..
وغادر وهو يرفق زوجته بنظرات حانقة وكأنه يريد أن يبادر سخريتها بسخرية أكبر هو أن قلبها لم يعرف الحب يوماً ولاحتى الحنان ..
إنها قاسية في تصرفاتها وجافة في معاملتها وفظة في كلماتها وألفاظها التي تمطر سمعه بها كلما سمحت لها الظروف بذلك ..قد تكون المرأة أحياناً على حق
ولكن طريقة مواجهتها للمشكلة تجعل السحر ينقلب عليها..كل هذه الأمور راودته وهو يجوب الطريق الخالية إلا من بعض العائدين من عملهم الاضافي
لأن الدوائر الرسمية لاتبقى أبوابها مفتوحة حتى السادسة مساء..اتجه نحو الحديقة وصل إليها وهو يحث الخطا متلفتاً يميناً ويساراً لايريد أن يقتحم أحد
الفضوليين خطته التي مضغها زمناً منتظراً الفرصة المناسبة وها هي الآن بين يديه الحنونتين بالرغم من كل شيئ وهما تزيحان الأشواك التي التفت حول الوردة
بفضول وكادت تخنقها ..ثم بدأيسكب الماء الذي أحضره قليلاً قليلاً حتى انتشت الوردة وعلت من جديد رافعة قدها..أفاقت من نومها ثم نظرت إليه نظرة
شكر وامتنان وهي تتوق لاحتضانه وإلقاء أوراقها فوق صدره الواجف بكل لغات الحب والحنان والتي يصعب لشخص عادي أن يسمع هذا الرجفان أو أن يتلقى
هذه الذبذبات الصادرةعن قلب سلخ في رحلة حياته خمسين عاما ويزيد..علت ألوان الحمرة وريقاتها..توردت أطرافها ومعالمها من جديد..اشتد
عودها واخضوضرت الساق التي طالما حملتها وكانت باهتة ضعيفة فيما مضى..اليوم يشاء القدر بكل مستحيلاته أن يأتي هذل الرجل الهارب من صراعات
منزلية لا تنتهي ليعانق وردة في لحظاتها الأخيرة فينقذها بالحب الكبير الذي فاض به قلبه ولم يجد من يستحق التنعم والتلذذ بهذا الحب ويسكبه اليوم بين وريقات
وردة فتعود إليها الحياة..تعود البسمة..يعود كل شيئ كما لو كانت قد أتمت الطفولة البارحة ودخلت اليوم مرحلة الشباب متخطية المراهقة التي لا تطيق
حتى الاعتراف بوجود هكذا مرحلة في حياة الانسان..إنها اختراع العابثين يريدون من خلالها أن يبرروا فشلهم في قيادة أبنائهم في مرحلة يقفون فيها على
عتبات الحياة يتصارعون مع ما تعلموه وما يريد الأهل لهم أن يتعلموه..عادت إليها الحيوية وبفرحها نبض قلبه ونسي للحظة ما ترك في منزله إلا ابنته
التي شعر للحظة أن وجهها ارتسم في ملامح هذه الوردة الجميلة والتي بدت الآن أكثر جمالاً..وراح القدر ينسج أروع قصص الحب والغرام..
ينسج أغرب قصص من الحياة..ربما قصة المحبة الأبوية وربما الحب العذري..لاأحد يعرف إلا عندما يكون مكان هذه الوردة هي وحدها تعلم
قصة ماذا ...؟! وقلب ذلك المارد الشامخ الحنون..اسألوه عندما تلتقون به..واقرؤو في سطور القبلات الخريفية تلك التي طبعت على
وجنات الربيع...؟!! وتمعنوا في المفردات ولاتذهبوا إلى ماوراء السطور أو الحروف..انظروا نظرة عادلة إلى خريف يتسلل إلى الربيع
في زيارة..لأن المستحيل لايسمح له بالاقامة الدائمة..ولأن النهاية يضعها الزمن ويفرضها على موجوداته..وردة كانت أم جميزة
خريفاً كان ام ربيع .
،/
في هذه الحياه لا شي مستحيل انعشوا قلوبكم بفعل الخير والكلمه الطيبه والابتسامه الصادقه فالقدر مكتوب لا مفر منه ولكن عيشوا الحياه بجمالها.