منصور-911
28-04-2006, 08:33 AM
((حائل حضارة وتاريخ))
بسم الله الرحمن الرحيم...
(حائل ماض تليد وحاضر مجيد)
(الموقع الجغرافي)
تقع مدينة حائل في منطقة جبل شمر غربي وادي الاديرع الذي يعرف أيضا باسم وادي حائل ووادي الديعجان. وتمتد المدينة على شكل قوس حول جبل السمراء ويحدها جبل اجآ من الغرب وجبل أم الرقاب من الشمال وجبل شمره من الشرق . أما من حيث التنظيم الإداري فيحد حائل من الشمال منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف، ومن الجنوب منطقة القصيم وتشترك في الحدود الإدارية الشرقية مع منطقة الرياض ، ومن الغرب مع منطقة تبوك ومنطقة المدينة المنورة. ويبلغ ارتفاع حائل عن سطح البحر 980 مترا ، وقد يصل إلى ألف متر عند الحافة الغربية . ويمتد وادي حائل في اتجاه الشمال الشرقي عبر ممر ضيق يصل المدينة بجبل شمره ، وتشكل صحراء النفوذ الكبير الجزء الشمالي من المنطقة. أما مساحتها فهي 118،332 كيلو مترا مربعا.
(التضاريس)
تتميز منطقة حائل بكثرة تضاريسها وتباينها واختلافها ما بين سهول وأودية وجبال وتكوينات رملية وممرات وتكوينات صخرية.
(المناخ)
مناخ حائل قاري ترتفع فيه الحرارة صيفا وتنخفض شتاء، وقد يحدث فارق حراري في اليوم الواحد. ويوجه العموم فان درجات الحرارة في الصيف نادرا ما تتعدى الأربعين درجة، أما في الشتاء فتنخفض كثيرا وتصل أحيانا إلى تحت درجة التجمد . وتسقط الأمطار عادة في فصل الشتاء ، وقد تكون مصحوبة بالبرد، وسقوط الثلج نادرا جدا ، وسبق إن شهدته المنطقة في ربيع عام 1402هـ .
(من التاريخ)
يكاد لا يخلو كتاب يتناول تاريخ شبه الجزيرة العربية أو جغرافيته، من ذكر مدينة حائل ، ذلك أن موقعها الاستراتيجي المهم قد جعلها على الدوام في قلب الأحداث التي مرت بالمنطقة منذ أقدم الأزمان. وقد أطلق عليها اسم مفتاح الصحراء نظرا لكونها المعبر الرئيس للمتجهين شمالا أو جنوبا في شبه الجزيرة. وكانت حائل معبرا لجيوش المسلمين الذين اتجهوا شرقا و غربا للدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، كما أنها كانت ممرا لحجاج بيت الله الحرام القادمين من العراق والشام ، إضافة إلى القبائل النازحة إلى الجنوب. وحين تركت مطامع الدول الأوروبية في القرن التاسع عشر ، واتجهت بأنظارها إلى شبه الجزيرة العربية ، بعثت هذه الدول إلى حائل عددا من الرحالة لتفقد أحوالها ، والتعرف على أوضاع شبه الجزيرة العربية من خلالها ، فزارها الفنلندي آلان سنة 1845م. وألف عنها كتابا اسماه (صورة من شمال جزيرة العرب)، والانجليزي وليم بلجريف سنة 1864م، والانجليزية ليدي آن بلنت سنة 1879م، ووضعت عنها كتابا، والفرنسي شارل هوبير الذي زارها مرتين سنتي 1883م و1884م، والانجليزية جرترودبل. وهي مساعدة المندوب السامي البريطاني في العراق. وقد أوردت مشاهداتها في مدينة حائل في مذكراتها، كما زارها عدد من الأمريكيين ومنهم مايكل بارون الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة ميتشيجن عن الرسالة التي وضعها عن تاريخ حائل . ومن الواضح إن هذا الاهتمام كان يتناسب مع أهمية حائل وموقعها اللذين اشرنا إليهما ، والمميزات الطبيعية التي تتصف بها ، وبخاصة جبلي (أجا و سلمى) اللذين وصفتهما ليدي بلنت بأنها لم تر خلال رحلاتها الكثيرة جبالا تشبهما.
(من المعالم الأثرية)
تعتبر منطقة حائل من أغنى مناطق المملكة بالآثار لما سبق ذكره من اتصال حضارتها ببعض حضارات ما قبل الإسلام وما بعده. وقد قامت إدارة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف بعدة كشوف أثرية في المنطقة لمعاينة الآثار وتحديد مواصفاتها. من أهم المعالم الأثرية عدد من القلاع والقصور في مدينة حائل تعود إلى العهد العثماني.
(ياطب)
وهي موقع اثري شرقي حائل على مسافة 38 كلم، وتوجد على صخوره كتابات ثمودية ورسوم.
(جانين)
وهو جبل كبير شرقي حائل ، ويقع على مسافة 60 كيلو مترا، ويضم الجبل كهفا طبيعيا حفرت على جدرانه كتابات ثمودية وامهريه ورسوم لأشخاص وحيوانات.
(فيد)
وهي واحة قديمة كانت محطا للراحلين شمالا وجنوبا، كما يمر منها درب زبيدة الشهير.
(جبل حبشي)
وهو منطقة غنية بآثارها من بقايا الدور والأبراج والمقابر التي يعتقد أنها تعود إلى أكثر من أربعة آلاف سنة، كما عثر فيها على سيوف وأشياء أخرى، ويطلق على هذا المكان أيضا اسم العظيم.
(الثعيلبي)
وهو يقع بين العظيم وسميرا وفيه صفوف من الحجارة الممتدة إلى مسافة تقارب 750 مترا.
(توارن)
أطلال قصر حاتم الطائي في توارن
تقع شمال غرب حائل وفي مدخل الوادي آثار حصن لا تزال باقية ويقال أنها ترجع إلى حاتم الطائي وفي وسط القرية يوجد قصر من الطين وبجواره مقبرة صغيرة فيها قبرين طويلين يقال إن احدهما قبر حاتم الطائي والموقع يعود إلى ما قبل الإسلام
(الماوية)
موقع اثري يعود إلى العصر الثمودي وفيه بعض المدافن الحجرية الأثرية وعددها تسعة مقابر وكذلك فيها مجموعة من الكتابات الثمودية
(أهم المحافظات في منطقة حائل)
(محافظة بقعا)
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي
تربة -الخوير-ضبيعية-الزبيرة-الأجفر-الحيانية-اشيقر-الشيحية-الشعيبة المَيَّاه
(محافظة الشنان)
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يالي
فيد-الشنان-الجحفة-السعيرة-العُظَيم-العدوة-المضيح-عقلة بن طوالة-الساقية-عقلة بن داني- رك -النعي –الببر - الصفرا - السبعان
(محافظة الغزالة)
(ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي)
الحليفة السفلى - الحليفة العليا - البعايث - الحائط - انبوان - ألسليمي- النحيتية - ريع البكر - صفيط - مراغان - المعرش - قاع حجلا - فيظة اثقب - الرابية - العيثمة - المستجدة - الشويمس - العجاجة - سقف - الرقب - المرير - عقلة بن جبرين – وسيطا الحفن - ضرغط - روض بن هادي
(وهناك الكثير من المدن والقرى الأخرى ومنها مايلي)
العدوة – طابه – السبعان – الجحفة – البير – الصفراء – عقلة بن طواله – الجثامية – اللقيطة – توارن – جبة – الشعيبة- تربة – الأجفر – عقلة بن داني – الشعلانية - ألشملي- سميرا-الروضة-بيضاء نثيل-موقق-الخطة -القاعد-الحفير-قناء-الشقيق- أم القلبان-عمائر بن صنعاء-قصر العشر وات-الودي-قفار-عقدة-النيصية-العش-دليهان- وغيرها كثير
(لمحات تاريخية:: التسمية)
بعيدا عن المعنى اللغوي لمفردة "حائل" و اجتهادات اللغويون في تعقيد هذا الاسم وإعادته إلى أصوله اللغوية ، فأننا سنكتفي ببعض الروايات التي طرحها الباحثون في هذا الإطار ابتداء باحتمال إنها "كانت تشكل حائلا بين وسط جزيرة العرب وسواد العراق" أو "بين ديار العرب و ارض الروم وبلاد الأنباط والشام" ثم وصولا إلى تسمية "حائل" لوجودها على ضفة وادي الأديرع ، فعندما يسيل هذا الوادي ، فأنه يحول بين سكان الجبلين ويمنعهم الاتصال فيما بينهم. بمعنى إن التسمية تطلق أساسا على الوادي وهو "الأديرع" الذي حظي بأكثر قدر من القبول لدى الباحثين. وقد ورد اسم "حائل" في كتب الأقدمين كثيرا .. فذكرها كل من :
* عباس الموسوي في كتابه "لمع الشهاب" وقال إنها "شام نجد".
* أبو سعيد الضرير قال: حائل بطن واد بالقرب من أجا.
* ياقوت الحموي قال: حائل واد في جبل طي.
* الهجري قال: هو واد يفلق بين الرمال وأجا.
أما ما يعرف سابقا باسم "القرية" على إنها أقدم أماكن الاستيطان والتحضر على ضفة وادي حائل "الأديرع" الشرقية ، فهي ما يسمى الآن "السويفلة". وقد اخذ الشيخ حمد الجاسر بقول "موزل" ، إن قرية حاتم هي السويفلة ، التي كانت نواة حائل المدينة والتي استقر بها الطائيون. وقد ورد في تاريخ بن جرير اسم "مناع" إشارة إلى جبل أجا في قصة تشير إلى إن الطرماح بن عدي الطائي عرض على الحسين بن علي رضي الله عنهما ، عندما خرج على يزيد بن أبي سفيان ، بان يسير معه حتى يصل إلى "مناع" ، حيث امتنعت به طيء عن ملوك غسان وحمير والنعمان بن المنذر .
كما ورد أيضا اسم "القرية" في نفس القصة التي أوردها الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي في قسمه الأول.
(لمحات تاريخية: نبذه)
لا احد يستطيع إن يحدد تأريخا بعينه لنشأة المدينة ... غير انه من المؤكد إنها نشأت في عصور ما قبل الميلاد ... وهو ما يجمع عليه المؤرخون بدليل وجود العديد من الآثار "الثمودية والنبطية والحبشية". ومن أشهر من سكنها قبل الإسلام قبيلة طيء التي ينتسب إليها "حاتم الطائي" الذي كان ولا يزال مضرب المثل في الكرم. وكذلك نشأتها تعود بالتقريب لأكثر من ألف سنة حيث يؤسس الاستنتاج هذا على وجود بعض الآثار في أسفل مدينة حائل التي تسمى "السويفلة" و "الربيعية" و "الجر" ، إضافة إلى وجود بعض المساجد التي تتجه صوب بيت المقدس ، وقيل إن بعضها أثار لمعابد قديمة قبل ظهور الإسلام. وقد استمدت منطقة حائل أهميتها التاريخية من خلال موقعها المتميز والفريد وقد وصفها بعض المستشرقين بأنها "مفتاح الصحراء" نسبة لذلك الموقع. فهي تقع على مفترق الطرق المؤدية للشام والعراق حيث معقل الحضارات القديمة ، كالبابلية والآشورية. وهي أيضا فيما بعد معبر جيوش الفتح الإسلامي جهة الشمال. هذا الموقع الاستثنائي حينما يضاف إليه مستوى التحصين الطبيعي الذي وهبه لها الخالق سبحانه من جبال ورمال وما تميزت به المنطقة من خصوبة لا توفرها الصحاري عادة .. كل هذا جعلها جزء من حركة التاريخ على مر العصور .. وأحداثه. وإذا كان المؤرخون قد سجلوا شيئا من تأريخها في كتبهم وأبحاثهم فإن المنطقة لا تزال تحتفظ بالكثير الكثير من حكايات التاريخ ورواياته والتي لا تزال مطمورة مع أثارها.
(لمحات تاريخية:: السكان عبر التاريخ)
(أقدم الحضارات الهجرات السامية)
إذا كان كثير من المؤرخين يقطع بان الطائيين هم أول من استقر في هذه المنطقة كحضارة بعد خروجهم من اليمن في إعقاب انهيار سد مأرب وخروج العديد من القبائل العربية إلى مواقع مختلفة في الجزيرة وبلاد الشام فان ثمة من يؤكد سكنى قبائل عربية أخرى لهذه المنطقة قبل قبيلة طيء منها :
1- أشارت بعض الدراسات إلى أن سكانها الأقدمين هم من العرب البائدة .. استنادا إلى تلك النقوش الثمودية .. وهذا ما تؤكده الدكتورة "وفاء النديوني" في كتابها "شعر طيء وإخبارها في الجاهلية والإسلام".
2- بني اسد بن خزيمة حيث تشير بعض المصادر إلى نزول طيء جوار بني أسد ثم انتزاعها جبلي أجا وسلمى من بني أسد ونسبتها فيما بعد لطيء كما ذكر المقريزي.
3- قبيلة غطفان بن سعد بن قيس عيلان العدنانية .. وكانت منازل هذه القبيلة من وادي القرى جنوبا على امتداد الحرات حتى تتصل بجبال طيء من جهتها الجنوبية.
4- أخلاط من قبائل أخرى كقبيلة كلب بن وبرة وهي بطن من قضاعة وبطون من قبيلة تميم القبيلة العدنانية الكبيرة.
ويشير "هشال بن عبد العزيز الخريصي" في كتابه "قبيلة شمر متابعة وتحليل" إلى رواية للمؤرخ احمد الموح .. يؤكد فيها على وجود دلائل لديه ترجح وجود دولة باسم "شمر" في منطقة نجران جنوب الجزيرة العربية في عهود قديمة جدا.
ويشير في الهامش إلى كتاب أخر بعنوان "مثير العجب في تمحيص تاريخ العرب" لمؤلفة زاهر بن احمد عبيد الخزرجي الأنصاري الدمشقي صفحة 139 قال انه يحتوي بحثا بعنوان "حضارة شمر" نحو 350 - 2000 قبل الميلاد. و شمر اسم يطلق الآن على طيء بأسرها .. حتى إن جبلي أجا وسلمى يعرفان بجبل شمر. غير إن العديد من الأسر من قبيلة بني تميم قد استوطنت بلاد الجبلين منذ أمد بعيد .. حتى قيل إن كثيرا من فروع بني تميم هاجروا إلى بلدة "قفار" في منطقة حائل الواقعة جنوب مدينة حائل وتتوزع هذه الأسر العريقة في مختلف قرى منطقة حائل ، كقرى "رمان" وتشتهر هذه الأسر الكريمة بالجود والكرم .. حتى أصبحوا مضرب المثل في الشهامة والجود والكرم.
وقد تناقل الشعراء والرواة الكثير من قصص جودهم وشجاعتهم في جميع إرجاء الجزيرة العربية . .. وقد تعايش الجميع من طيء وتميم وأبناء مختلف القبائل في منطقة حائل كأسرة واحدة.
(جزيرة العرب مهد أقدم الحضارات)
أكدت البحوث والدراسات العلمية أن جزيرة العرب في العصر الجليدي الرابع 100- 15 ألف سنة قبل الآن. كانت تتمتع بمناخ خصب في جميع فصول السنة , وذلك بخلاف ما آلت إلية فيما بعد حيث انتشرت الصحاري والرمال وعم الجفاف فكانت أوديتها الجافة حاليا أنهارا تغذي حياة حضارية مزدهرة عمادها الزراعة التي تعتبر أهم وأجدى الاكتشافات الإنسانية حتى الآن.
وأكدت البحوث والدراسات أيضا إن الزراعة اكتشفت وطبقت على مدى ألاف السنين , وعندما حل الجفاف في جزيرة العرب فإن ذلك أدى إلى موجات هجرة الشعوب السامية القديمة باتجاه مناطق الجوار - الشام العراق ومصر - فأقاموا هناك حضارات متطورة عندما كانت جميع أصقاع الكرة الأرضية غابات مظلمة مجهولة أو مناطق تكسوها الثلوج ويغطيها الصقيع على مدار السنة.
وتطرقت كثير من البحوث والدراسات العلمية إلى العديد من المواضع في جزيرة العرب التي كانت مهدا لأولى الحضارات البشرية والإبداعات الإنسانية الرائدة , ومن بين هذه المواضع منطقة حائل ولاسيما الجزء الشمالي منها الذي أصبح الآن تغطي معظمه رمال النفوذ.
(منطقة حائل منطلق الهجرات السامية الأولى)
حسب المعلومات المتوفرة الآن فإن من الواضح أن الهجرات السامية الأولى من جزيرة العرب اتجهت إلى غرب شمال الفرات حيث تأكد حتى الآن أن موقع تل المريبط الواقع غرب الفرات ثمانون كيلو مترا شرقي مدينة حلب السورية هو أقدم موقع أثري أقامه مهاجرون من جزيرة العرب قبل أحد عشر ألف سنة من الآن. فمن أين أتى هؤلاء المهاجرون , وكيف ومن هم؟
يجيب على هذه الأسئلة الثلاثة العالم العراقي الدكتور أحمد سوسة في كتابه "حضارة وادي الرافدين" الصفحة 56 فيقول: "هناك شبه إجماع على إن المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب هي الوطن الأصلي للشعوب السامية التي نزحت من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها في إعقاب الدورة الجليدية الرابعة.
وقد توجهت هذه القبائل إلى شمال الجزيرة العربية ومن هناك توزعوا في الهلال الخصيب , وكونوا حضارتهم فيها وفي جملتها حضارة وادي الرافدين الشمالية , أو الحضارة السامية الغربية , وهذه تتميز عن الحضارة السامية الشرقية , أي الاكدية الجنوبية بلهجتها وأسماء العلم لديها . وكان الساميون الغربيون أعظم بأسا وأشد رغبة في التوسع لأنهم كانوا يحصلون على المدد البشري المتزايد من الصحراء كما هي الحال بالنسبة إلى جميع القبائل البدوية , وهم أقرب الى الكنعانيين الذين استوطنوا غربي بلاد الشام.
وهؤلاء هم أقدم وأول المهاجرين من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب لقدومهم من البادية - بادية الشام - وقد جاءوا إلى شمال وادي الرافدين وهم مزودون بحضارة نهرية وخبرة فنية في حقل الزراعة التي تعتمد على الري واستخدموا هذه الخبرة في ممارسة الزراعة في وطنهم الجديد.
من ذلك يتضح جليا دور منطقة حائل في العصور القديمة فهي أقرب مناطق شبه الجزيرة إلى بادية غرب الفرات ولا يمكن العبور إلى غرب شمال الفرات بالذات إلا من هذه المنطقة.
بسم الله الرحمن الرحيم...
(حائل ماض تليد وحاضر مجيد)
(الموقع الجغرافي)
تقع مدينة حائل في منطقة جبل شمر غربي وادي الاديرع الذي يعرف أيضا باسم وادي حائل ووادي الديعجان. وتمتد المدينة على شكل قوس حول جبل السمراء ويحدها جبل اجآ من الغرب وجبل أم الرقاب من الشمال وجبل شمره من الشرق . أما من حيث التنظيم الإداري فيحد حائل من الشمال منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف، ومن الجنوب منطقة القصيم وتشترك في الحدود الإدارية الشرقية مع منطقة الرياض ، ومن الغرب مع منطقة تبوك ومنطقة المدينة المنورة. ويبلغ ارتفاع حائل عن سطح البحر 980 مترا ، وقد يصل إلى ألف متر عند الحافة الغربية . ويمتد وادي حائل في اتجاه الشمال الشرقي عبر ممر ضيق يصل المدينة بجبل شمره ، وتشكل صحراء النفوذ الكبير الجزء الشمالي من المنطقة. أما مساحتها فهي 118،332 كيلو مترا مربعا.
(التضاريس)
تتميز منطقة حائل بكثرة تضاريسها وتباينها واختلافها ما بين سهول وأودية وجبال وتكوينات رملية وممرات وتكوينات صخرية.
(المناخ)
مناخ حائل قاري ترتفع فيه الحرارة صيفا وتنخفض شتاء، وقد يحدث فارق حراري في اليوم الواحد. ويوجه العموم فان درجات الحرارة في الصيف نادرا ما تتعدى الأربعين درجة، أما في الشتاء فتنخفض كثيرا وتصل أحيانا إلى تحت درجة التجمد . وتسقط الأمطار عادة في فصل الشتاء ، وقد تكون مصحوبة بالبرد، وسقوط الثلج نادرا جدا ، وسبق إن شهدته المنطقة في ربيع عام 1402هـ .
(من التاريخ)
يكاد لا يخلو كتاب يتناول تاريخ شبه الجزيرة العربية أو جغرافيته، من ذكر مدينة حائل ، ذلك أن موقعها الاستراتيجي المهم قد جعلها على الدوام في قلب الأحداث التي مرت بالمنطقة منذ أقدم الأزمان. وقد أطلق عليها اسم مفتاح الصحراء نظرا لكونها المعبر الرئيس للمتجهين شمالا أو جنوبا في شبه الجزيرة. وكانت حائل معبرا لجيوش المسلمين الذين اتجهوا شرقا و غربا للدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، كما أنها كانت ممرا لحجاج بيت الله الحرام القادمين من العراق والشام ، إضافة إلى القبائل النازحة إلى الجنوب. وحين تركت مطامع الدول الأوروبية في القرن التاسع عشر ، واتجهت بأنظارها إلى شبه الجزيرة العربية ، بعثت هذه الدول إلى حائل عددا من الرحالة لتفقد أحوالها ، والتعرف على أوضاع شبه الجزيرة العربية من خلالها ، فزارها الفنلندي آلان سنة 1845م. وألف عنها كتابا اسماه (صورة من شمال جزيرة العرب)، والانجليزي وليم بلجريف سنة 1864م، والانجليزية ليدي آن بلنت سنة 1879م، ووضعت عنها كتابا، والفرنسي شارل هوبير الذي زارها مرتين سنتي 1883م و1884م، والانجليزية جرترودبل. وهي مساعدة المندوب السامي البريطاني في العراق. وقد أوردت مشاهداتها في مدينة حائل في مذكراتها، كما زارها عدد من الأمريكيين ومنهم مايكل بارون الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة ميتشيجن عن الرسالة التي وضعها عن تاريخ حائل . ومن الواضح إن هذا الاهتمام كان يتناسب مع أهمية حائل وموقعها اللذين اشرنا إليهما ، والمميزات الطبيعية التي تتصف بها ، وبخاصة جبلي (أجا و سلمى) اللذين وصفتهما ليدي بلنت بأنها لم تر خلال رحلاتها الكثيرة جبالا تشبهما.
(من المعالم الأثرية)
تعتبر منطقة حائل من أغنى مناطق المملكة بالآثار لما سبق ذكره من اتصال حضارتها ببعض حضارات ما قبل الإسلام وما بعده. وقد قامت إدارة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف بعدة كشوف أثرية في المنطقة لمعاينة الآثار وتحديد مواصفاتها. من أهم المعالم الأثرية عدد من القلاع والقصور في مدينة حائل تعود إلى العهد العثماني.
(ياطب)
وهي موقع اثري شرقي حائل على مسافة 38 كلم، وتوجد على صخوره كتابات ثمودية ورسوم.
(جانين)
وهو جبل كبير شرقي حائل ، ويقع على مسافة 60 كيلو مترا، ويضم الجبل كهفا طبيعيا حفرت على جدرانه كتابات ثمودية وامهريه ورسوم لأشخاص وحيوانات.
(فيد)
وهي واحة قديمة كانت محطا للراحلين شمالا وجنوبا، كما يمر منها درب زبيدة الشهير.
(جبل حبشي)
وهو منطقة غنية بآثارها من بقايا الدور والأبراج والمقابر التي يعتقد أنها تعود إلى أكثر من أربعة آلاف سنة، كما عثر فيها على سيوف وأشياء أخرى، ويطلق على هذا المكان أيضا اسم العظيم.
(الثعيلبي)
وهو يقع بين العظيم وسميرا وفيه صفوف من الحجارة الممتدة إلى مسافة تقارب 750 مترا.
(توارن)
أطلال قصر حاتم الطائي في توارن
تقع شمال غرب حائل وفي مدخل الوادي آثار حصن لا تزال باقية ويقال أنها ترجع إلى حاتم الطائي وفي وسط القرية يوجد قصر من الطين وبجواره مقبرة صغيرة فيها قبرين طويلين يقال إن احدهما قبر حاتم الطائي والموقع يعود إلى ما قبل الإسلام
(الماوية)
موقع اثري يعود إلى العصر الثمودي وفيه بعض المدافن الحجرية الأثرية وعددها تسعة مقابر وكذلك فيها مجموعة من الكتابات الثمودية
(أهم المحافظات في منطقة حائل)
(محافظة بقعا)
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي
تربة -الخوير-ضبيعية-الزبيرة-الأجفر-الحيانية-اشيقر-الشيحية-الشعيبة المَيَّاه
(محافظة الشنان)
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يالي
فيد-الشنان-الجحفة-السعيرة-العُظَيم-العدوة-المضيح-عقلة بن طوالة-الساقية-عقلة بن داني- رك -النعي –الببر - الصفرا - السبعان
(محافظة الغزالة)
(ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي)
الحليفة السفلى - الحليفة العليا - البعايث - الحائط - انبوان - ألسليمي- النحيتية - ريع البكر - صفيط - مراغان - المعرش - قاع حجلا - فيظة اثقب - الرابية - العيثمة - المستجدة - الشويمس - العجاجة - سقف - الرقب - المرير - عقلة بن جبرين – وسيطا الحفن - ضرغط - روض بن هادي
(وهناك الكثير من المدن والقرى الأخرى ومنها مايلي)
العدوة – طابه – السبعان – الجحفة – البير – الصفراء – عقلة بن طواله – الجثامية – اللقيطة – توارن – جبة – الشعيبة- تربة – الأجفر – عقلة بن داني – الشعلانية - ألشملي- سميرا-الروضة-بيضاء نثيل-موقق-الخطة -القاعد-الحفير-قناء-الشقيق- أم القلبان-عمائر بن صنعاء-قصر العشر وات-الودي-قفار-عقدة-النيصية-العش-دليهان- وغيرها كثير
(لمحات تاريخية:: التسمية)
بعيدا عن المعنى اللغوي لمفردة "حائل" و اجتهادات اللغويون في تعقيد هذا الاسم وإعادته إلى أصوله اللغوية ، فأننا سنكتفي ببعض الروايات التي طرحها الباحثون في هذا الإطار ابتداء باحتمال إنها "كانت تشكل حائلا بين وسط جزيرة العرب وسواد العراق" أو "بين ديار العرب و ارض الروم وبلاد الأنباط والشام" ثم وصولا إلى تسمية "حائل" لوجودها على ضفة وادي الأديرع ، فعندما يسيل هذا الوادي ، فأنه يحول بين سكان الجبلين ويمنعهم الاتصال فيما بينهم. بمعنى إن التسمية تطلق أساسا على الوادي وهو "الأديرع" الذي حظي بأكثر قدر من القبول لدى الباحثين. وقد ورد اسم "حائل" في كتب الأقدمين كثيرا .. فذكرها كل من :
* عباس الموسوي في كتابه "لمع الشهاب" وقال إنها "شام نجد".
* أبو سعيد الضرير قال: حائل بطن واد بالقرب من أجا.
* ياقوت الحموي قال: حائل واد في جبل طي.
* الهجري قال: هو واد يفلق بين الرمال وأجا.
أما ما يعرف سابقا باسم "القرية" على إنها أقدم أماكن الاستيطان والتحضر على ضفة وادي حائل "الأديرع" الشرقية ، فهي ما يسمى الآن "السويفلة". وقد اخذ الشيخ حمد الجاسر بقول "موزل" ، إن قرية حاتم هي السويفلة ، التي كانت نواة حائل المدينة والتي استقر بها الطائيون. وقد ورد في تاريخ بن جرير اسم "مناع" إشارة إلى جبل أجا في قصة تشير إلى إن الطرماح بن عدي الطائي عرض على الحسين بن علي رضي الله عنهما ، عندما خرج على يزيد بن أبي سفيان ، بان يسير معه حتى يصل إلى "مناع" ، حيث امتنعت به طيء عن ملوك غسان وحمير والنعمان بن المنذر .
كما ورد أيضا اسم "القرية" في نفس القصة التي أوردها الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي في قسمه الأول.
(لمحات تاريخية: نبذه)
لا احد يستطيع إن يحدد تأريخا بعينه لنشأة المدينة ... غير انه من المؤكد إنها نشأت في عصور ما قبل الميلاد ... وهو ما يجمع عليه المؤرخون بدليل وجود العديد من الآثار "الثمودية والنبطية والحبشية". ومن أشهر من سكنها قبل الإسلام قبيلة طيء التي ينتسب إليها "حاتم الطائي" الذي كان ولا يزال مضرب المثل في الكرم. وكذلك نشأتها تعود بالتقريب لأكثر من ألف سنة حيث يؤسس الاستنتاج هذا على وجود بعض الآثار في أسفل مدينة حائل التي تسمى "السويفلة" و "الربيعية" و "الجر" ، إضافة إلى وجود بعض المساجد التي تتجه صوب بيت المقدس ، وقيل إن بعضها أثار لمعابد قديمة قبل ظهور الإسلام. وقد استمدت منطقة حائل أهميتها التاريخية من خلال موقعها المتميز والفريد وقد وصفها بعض المستشرقين بأنها "مفتاح الصحراء" نسبة لذلك الموقع. فهي تقع على مفترق الطرق المؤدية للشام والعراق حيث معقل الحضارات القديمة ، كالبابلية والآشورية. وهي أيضا فيما بعد معبر جيوش الفتح الإسلامي جهة الشمال. هذا الموقع الاستثنائي حينما يضاف إليه مستوى التحصين الطبيعي الذي وهبه لها الخالق سبحانه من جبال ورمال وما تميزت به المنطقة من خصوبة لا توفرها الصحاري عادة .. كل هذا جعلها جزء من حركة التاريخ على مر العصور .. وأحداثه. وإذا كان المؤرخون قد سجلوا شيئا من تأريخها في كتبهم وأبحاثهم فإن المنطقة لا تزال تحتفظ بالكثير الكثير من حكايات التاريخ ورواياته والتي لا تزال مطمورة مع أثارها.
(لمحات تاريخية:: السكان عبر التاريخ)
(أقدم الحضارات الهجرات السامية)
إذا كان كثير من المؤرخين يقطع بان الطائيين هم أول من استقر في هذه المنطقة كحضارة بعد خروجهم من اليمن في إعقاب انهيار سد مأرب وخروج العديد من القبائل العربية إلى مواقع مختلفة في الجزيرة وبلاد الشام فان ثمة من يؤكد سكنى قبائل عربية أخرى لهذه المنطقة قبل قبيلة طيء منها :
1- أشارت بعض الدراسات إلى أن سكانها الأقدمين هم من العرب البائدة .. استنادا إلى تلك النقوش الثمودية .. وهذا ما تؤكده الدكتورة "وفاء النديوني" في كتابها "شعر طيء وإخبارها في الجاهلية والإسلام".
2- بني اسد بن خزيمة حيث تشير بعض المصادر إلى نزول طيء جوار بني أسد ثم انتزاعها جبلي أجا وسلمى من بني أسد ونسبتها فيما بعد لطيء كما ذكر المقريزي.
3- قبيلة غطفان بن سعد بن قيس عيلان العدنانية .. وكانت منازل هذه القبيلة من وادي القرى جنوبا على امتداد الحرات حتى تتصل بجبال طيء من جهتها الجنوبية.
4- أخلاط من قبائل أخرى كقبيلة كلب بن وبرة وهي بطن من قضاعة وبطون من قبيلة تميم القبيلة العدنانية الكبيرة.
ويشير "هشال بن عبد العزيز الخريصي" في كتابه "قبيلة شمر متابعة وتحليل" إلى رواية للمؤرخ احمد الموح .. يؤكد فيها على وجود دلائل لديه ترجح وجود دولة باسم "شمر" في منطقة نجران جنوب الجزيرة العربية في عهود قديمة جدا.
ويشير في الهامش إلى كتاب أخر بعنوان "مثير العجب في تمحيص تاريخ العرب" لمؤلفة زاهر بن احمد عبيد الخزرجي الأنصاري الدمشقي صفحة 139 قال انه يحتوي بحثا بعنوان "حضارة شمر" نحو 350 - 2000 قبل الميلاد. و شمر اسم يطلق الآن على طيء بأسرها .. حتى إن جبلي أجا وسلمى يعرفان بجبل شمر. غير إن العديد من الأسر من قبيلة بني تميم قد استوطنت بلاد الجبلين منذ أمد بعيد .. حتى قيل إن كثيرا من فروع بني تميم هاجروا إلى بلدة "قفار" في منطقة حائل الواقعة جنوب مدينة حائل وتتوزع هذه الأسر العريقة في مختلف قرى منطقة حائل ، كقرى "رمان" وتشتهر هذه الأسر الكريمة بالجود والكرم .. حتى أصبحوا مضرب المثل في الشهامة والجود والكرم.
وقد تناقل الشعراء والرواة الكثير من قصص جودهم وشجاعتهم في جميع إرجاء الجزيرة العربية . .. وقد تعايش الجميع من طيء وتميم وأبناء مختلف القبائل في منطقة حائل كأسرة واحدة.
(جزيرة العرب مهد أقدم الحضارات)
أكدت البحوث والدراسات العلمية أن جزيرة العرب في العصر الجليدي الرابع 100- 15 ألف سنة قبل الآن. كانت تتمتع بمناخ خصب في جميع فصول السنة , وذلك بخلاف ما آلت إلية فيما بعد حيث انتشرت الصحاري والرمال وعم الجفاف فكانت أوديتها الجافة حاليا أنهارا تغذي حياة حضارية مزدهرة عمادها الزراعة التي تعتبر أهم وأجدى الاكتشافات الإنسانية حتى الآن.
وأكدت البحوث والدراسات أيضا إن الزراعة اكتشفت وطبقت على مدى ألاف السنين , وعندما حل الجفاف في جزيرة العرب فإن ذلك أدى إلى موجات هجرة الشعوب السامية القديمة باتجاه مناطق الجوار - الشام العراق ومصر - فأقاموا هناك حضارات متطورة عندما كانت جميع أصقاع الكرة الأرضية غابات مظلمة مجهولة أو مناطق تكسوها الثلوج ويغطيها الصقيع على مدار السنة.
وتطرقت كثير من البحوث والدراسات العلمية إلى العديد من المواضع في جزيرة العرب التي كانت مهدا لأولى الحضارات البشرية والإبداعات الإنسانية الرائدة , ومن بين هذه المواضع منطقة حائل ولاسيما الجزء الشمالي منها الذي أصبح الآن تغطي معظمه رمال النفوذ.
(منطقة حائل منطلق الهجرات السامية الأولى)
حسب المعلومات المتوفرة الآن فإن من الواضح أن الهجرات السامية الأولى من جزيرة العرب اتجهت إلى غرب شمال الفرات حيث تأكد حتى الآن أن موقع تل المريبط الواقع غرب الفرات ثمانون كيلو مترا شرقي مدينة حلب السورية هو أقدم موقع أثري أقامه مهاجرون من جزيرة العرب قبل أحد عشر ألف سنة من الآن. فمن أين أتى هؤلاء المهاجرون , وكيف ومن هم؟
يجيب على هذه الأسئلة الثلاثة العالم العراقي الدكتور أحمد سوسة في كتابه "حضارة وادي الرافدين" الصفحة 56 فيقول: "هناك شبه إجماع على إن المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب هي الوطن الأصلي للشعوب السامية التي نزحت من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها في إعقاب الدورة الجليدية الرابعة.
وقد توجهت هذه القبائل إلى شمال الجزيرة العربية ومن هناك توزعوا في الهلال الخصيب , وكونوا حضارتهم فيها وفي جملتها حضارة وادي الرافدين الشمالية , أو الحضارة السامية الغربية , وهذه تتميز عن الحضارة السامية الشرقية , أي الاكدية الجنوبية بلهجتها وأسماء العلم لديها . وكان الساميون الغربيون أعظم بأسا وأشد رغبة في التوسع لأنهم كانوا يحصلون على المدد البشري المتزايد من الصحراء كما هي الحال بالنسبة إلى جميع القبائل البدوية , وهم أقرب الى الكنعانيين الذين استوطنوا غربي بلاد الشام.
وهؤلاء هم أقدم وأول المهاجرين من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب لقدومهم من البادية - بادية الشام - وقد جاءوا إلى شمال وادي الرافدين وهم مزودون بحضارة نهرية وخبرة فنية في حقل الزراعة التي تعتمد على الري واستخدموا هذه الخبرة في ممارسة الزراعة في وطنهم الجديد.
من ذلك يتضح جليا دور منطقة حائل في العصور القديمة فهي أقرب مناطق شبه الجزيرة إلى بادية غرب الفرات ولا يمكن العبور إلى غرب شمال الفرات بالذات إلا من هذه المنطقة.