رضا البطاوى
24-08-2016, 03:11 PM
الآلهة المزعومة فى القرآن
مذاهب الكفار فى الألوهية :
يمكن إجمالها فى التالى :
1-التوحيد الخاطىء 2- المثنوية وهى عبادة إلهين مزعومين كعيسى(ص)ومريم (ص)3-عبادة ثلاثة كعبادة الله وعيسى (ص)ومريم (ص)أو الروح القدس (ص)4- الكثرة وهى عبادة آلهة تزيد على الثلاثة كعبادة الأحبار والرهبان والملاحظ هو أن الدين الضال الواحد قد يتضمن أكثر من فرقة فالنصارى موحدون ومثنوية وثالوثية وكثروية وقريش ثالوثية تعبد مناة واللات والعزى وكثروية وقوم فرعون موحدون يعبدون فرعون الإله الواحد وكثروية وكله تخريف ناتج من الأساطير التى نسجها كل أكابر قوم حتى يضلوا الناس عن الحق
المذهب الأول :التوحيد الخاطىء :يمثله فى القرآن :
1-أهل سبأ بدليل عبادتهم إله واحد هو الشمس وفى هذا قال تعالى على لسان الهدهد مخاطبا سليمان (ص)بسورة النمل "وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله"
2-فرقة من النصارى فهم يعبدون المسيح(ص)باعتباره الله الواحد وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "
3- مذهب دعا له فرعون حيث زعم إنه الإله الواحد المستحق للعبادة فطلب من موسى(ص)عبادته فقال بسورة الشعراء "قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين "وعرف قوم فرعون أن الإله الوحيد فقال بسورة القصص "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى "
المذهب الثانى :المثنوية :يمثله فى القرآن :
النصارى الذين يعبدون عيسى (ص)ومريم (ص)إلهين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله "
المذهب الثالث :الثالوث :يمثله فى القرآن :
-فرقة من النصارى يعبدون ثلاثة الله واحد منهم وهم إما الله وعيسى (ص)ومريم(ص)وإما الله وعيسى(ص)والروح القدس(ص)وقد نهاهم الله فقال بسورة النساء "ولا تقولوا ثلاثة"وقال بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة "
-غالبية قريش فهم يعبدون اللات والعزى ومناة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى "
المذهب الرابع :الكثرة :يمثله فى القرآن :
-فرقة عبدت مع الله الجن وأولاد وبنات الله المزعومين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم "
-قوم نوح(ص)فقد عبدوا ودا وسواع ويغوث ونسرا ويعوق وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"وقالوا لا تذرن آلهتكم ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا "وهم خمسة
-قوم إبراهيم (ص)فقد كانوا يعبدون أصنام كثيرة أحدها كبير لهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون "
-بعض من اليهود والنصارى عبدوا الأحبار والرهبان والمسيح(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم "
حقيقة الآلهة المزعومة :
بين الله لنا أن المعبودين من دون الله وهم الآلهة المزعومة ما هم إلا أسماء سموها هم وأباؤهم والمراد أحكام اخترعوها وهم وآبائهم لم ينزل الله بها سلطان أى لم ينزل الله فيها وحيا يطالب بعبادتها أى طاعتها وإنما أمر فى كل الرسالات بعبادة الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "وقال بسورة يوسف "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم "ومن هنا نعلم أن لا وجود للآلهة كآلهة وأن الناس هم الذين اخترعوا حكاية الآلهة
آلهة الكفرة فى الحقيقة :
إن الآلهة المزعومة مثل الأصنام والشمس والقمر وعيسى (ص)ومريم(ص)ليست سوى خرافات اختراعات الناس لا يعبدها الناس حقيقة وإن أعلنوا أنهم يعبدونها وقد بين الله أن آلهة الكفرة الحقيقية هى أهوائهم أى هوى الأنفس فكل منهم يعبد أى يطيع ظنه وهو شهواته وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة النجم "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس "وقد فسره بالشهوات فقال بسورة النساء "ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "وفسره بالشيطان وهو القرين فقال بسورة فاطر "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "وبين لنا أن طريق الجنة هو نهى النفس عن طاعة الهوى فقال بسورة النازعات"وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "
سبب عبادة الآلهة المزعومة :
هو أن يكونوا لهم عزا أى قوة تحمى الامتيازات التى يتمتعون بها عن باقى الأقوام وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا " والكفار الكبار يعلمون أن الآلهة المزعومة لا تضر ولا تنفع ولكنهم قالوا هذا لإضلال الأتباع الذين لا يفكرون وإنما يطيعون دون تفكير
المواجهة بين الآلهة المزعومة وأتباعها:
فى يوم القيامة تكفر أى تكذب الآلهة المزعوم عبادتها من الناس كعيسى(ص)والملائكة ومريم(ص) الأتباع الذين يدعون أنهم كانوا يعبدونهم فى الدنيا وتصبح الآلهة المزعومة ضد أى عدو للأتباع وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "وقال بسورة الأحقاف "وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين "والله يسأل الآلهة المزعومة هل أنتم أضللتم خلقى هؤلاء أم هم ضلوا عن الحق فتقول الآلهة المزعومة سبحانك لا ينبغى علينا سوى عبادتك وحدك ولكنهم هم ضلوا عن الحق بنسيان الذكر وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وأباؤهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا "
الأدلة على نفى ألوهية الآلهة المزعومة :
1-أن يرى أى يعرف الكفار الله والمسلمين خلق الآلهة المزعومة فى الكون أى فى السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه "وقال بسورة الأحقاف "قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السموات "
2-غفلة الآلهة المزعومة عن دعاء أتباعها بدليل أنهم لا يستجيبون لهم حتى يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف"ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون"
3-أن الآلهة المزعومة لا تملك أى تعطى الناس رزقا أى نفعا وفى هذا قال بسورة العنكبوت "إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا "
4- أن الآلهة المزعومة لا تملك شىء فى الكون حتى لو كان قدرا ضئيلا وفى هذا قال بسورة فاطر "والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير "
5- أن الآلهة المزعومة لا تقدر على نفع أو إضرار الناس بشىء مصداق لقوله بسورة الأنبياء "أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولايضركم "
6-أن الآلهة المزعومة ليس لها أرجل للمشى أو أيد للبطش أو أعين أو أذان للعلم والمراد ليس لها قدرة على شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم أذان يسمعون بها "
7- أن الآلهة المزعومة لا تقدر على نصر وهو حماية نفسها ولا غيرها وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون "
8- أن الآلهة المزعومة وقت حياتها كانت تأكل وتشرب مثل غيرها من مخلوقات الله وفى هذا قال بسورة المائدة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "
9- أن الآلهة المزعومة التى دعت الناس كى يعبدوهم هم مثل فرعون سيدخلون النار وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون "
10- أن الله ليس له أولاد ولا زوجة حتى يكون له أولاد آلهة أو زوجة إلهة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "
حقيقة الآلهة المزعومة:
إن الآلهة المزعومة هم عباد لله مثلنا فعيسى (ص)عزرا(ص)والملائكة (ص)ومريم(ص)والشمس وحتى الأصنام كلها مخلوقات خلقها الله ومن ثم فهى عبيد له وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم "
مصير الآلهة المزعومة :
تنقسم الآلهة المزعومة فى المصير لفريقين :
1- يدخلون الجنة حيث لم يدعوا الناس لعبادتهم وإنما دعوهم لعبادة الله ومنهم عيسى(ص)ومريم(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "
2- يدخلون النار وهم فريق دعا الناس لعبادته مثل فرعون وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم"
زعم الكفار رضا الله عن آلهتهم :
قال الكفار :لو شاء الرحمن ما عبدناهم وهذا يعنى أن الله رضا عن عبادة الخلق لغيره وهو ما لم يحدث وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم "وهو ما نفاه بقوله بسورة الزمر "ولا يرضى لعباده الكفر"
هل الآلهة هم آباء الكفار ؟
الكفار فى كل عصر إذا أتاهم النذير وهو الرسول أو مفسر الوحى قال له كبار القوم وهم المترفون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون أى إننا لقينا آباءنا على دين وإننا على طريقتهم سائرون وهذا يعنى أنهم يطيعون أى يعبدون الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وكذلك ما أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
هل شرعت الآلهة المزعومة الأحكام ؟
سأل الله الكفار سؤال غير مباشر فقال هل لهم شركاء شرعوا أى اخترعوا لهم من الدين الذى لم يأذن به الله ؟والغرض هو إخبارنا وإخبارهم أن الآلهة المزعومة لم تشرع أحكام الكفر وإنما الكفار وأباءهم الكفرة هم من شرعوها من عند أنفسهم وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
مذاهب الكفار فى الألوهية :
يمكن إجمالها فى التالى :
1-التوحيد الخاطىء 2- المثنوية وهى عبادة إلهين مزعومين كعيسى(ص)ومريم (ص)3-عبادة ثلاثة كعبادة الله وعيسى (ص)ومريم (ص)أو الروح القدس (ص)4- الكثرة وهى عبادة آلهة تزيد على الثلاثة كعبادة الأحبار والرهبان والملاحظ هو أن الدين الضال الواحد قد يتضمن أكثر من فرقة فالنصارى موحدون ومثنوية وثالوثية وكثروية وقريش ثالوثية تعبد مناة واللات والعزى وكثروية وقوم فرعون موحدون يعبدون فرعون الإله الواحد وكثروية وكله تخريف ناتج من الأساطير التى نسجها كل أكابر قوم حتى يضلوا الناس عن الحق
المذهب الأول :التوحيد الخاطىء :يمثله فى القرآن :
1-أهل سبأ بدليل عبادتهم إله واحد هو الشمس وفى هذا قال تعالى على لسان الهدهد مخاطبا سليمان (ص)بسورة النمل "وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله"
2-فرقة من النصارى فهم يعبدون المسيح(ص)باعتباره الله الواحد وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "
3- مذهب دعا له فرعون حيث زعم إنه الإله الواحد المستحق للعبادة فطلب من موسى(ص)عبادته فقال بسورة الشعراء "قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين "وعرف قوم فرعون أن الإله الوحيد فقال بسورة القصص "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى "
المذهب الثانى :المثنوية :يمثله فى القرآن :
النصارى الذين يعبدون عيسى (ص)ومريم (ص)إلهين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله "
المذهب الثالث :الثالوث :يمثله فى القرآن :
-فرقة من النصارى يعبدون ثلاثة الله واحد منهم وهم إما الله وعيسى (ص)ومريم(ص)وإما الله وعيسى(ص)والروح القدس(ص)وقد نهاهم الله فقال بسورة النساء "ولا تقولوا ثلاثة"وقال بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة "
-غالبية قريش فهم يعبدون اللات والعزى ومناة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى "
المذهب الرابع :الكثرة :يمثله فى القرآن :
-فرقة عبدت مع الله الجن وأولاد وبنات الله المزعومين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم "
-قوم نوح(ص)فقد عبدوا ودا وسواع ويغوث ونسرا ويعوق وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"وقالوا لا تذرن آلهتكم ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا "وهم خمسة
-قوم إبراهيم (ص)فقد كانوا يعبدون أصنام كثيرة أحدها كبير لهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون "
-بعض من اليهود والنصارى عبدوا الأحبار والرهبان والمسيح(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم "
حقيقة الآلهة المزعومة :
بين الله لنا أن المعبودين من دون الله وهم الآلهة المزعومة ما هم إلا أسماء سموها هم وأباؤهم والمراد أحكام اخترعوها وهم وآبائهم لم ينزل الله بها سلطان أى لم ينزل الله فيها وحيا يطالب بعبادتها أى طاعتها وإنما أمر فى كل الرسالات بعبادة الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "وقال بسورة يوسف "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم "ومن هنا نعلم أن لا وجود للآلهة كآلهة وأن الناس هم الذين اخترعوا حكاية الآلهة
آلهة الكفرة فى الحقيقة :
إن الآلهة المزعومة مثل الأصنام والشمس والقمر وعيسى (ص)ومريم(ص)ليست سوى خرافات اختراعات الناس لا يعبدها الناس حقيقة وإن أعلنوا أنهم يعبدونها وقد بين الله أن آلهة الكفرة الحقيقية هى أهوائهم أى هوى الأنفس فكل منهم يعبد أى يطيع ظنه وهو شهواته وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة النجم "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس "وقد فسره بالشهوات فقال بسورة النساء "ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "وفسره بالشيطان وهو القرين فقال بسورة فاطر "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "وبين لنا أن طريق الجنة هو نهى النفس عن طاعة الهوى فقال بسورة النازعات"وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "
سبب عبادة الآلهة المزعومة :
هو أن يكونوا لهم عزا أى قوة تحمى الامتيازات التى يتمتعون بها عن باقى الأقوام وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا " والكفار الكبار يعلمون أن الآلهة المزعومة لا تضر ولا تنفع ولكنهم قالوا هذا لإضلال الأتباع الذين لا يفكرون وإنما يطيعون دون تفكير
المواجهة بين الآلهة المزعومة وأتباعها:
فى يوم القيامة تكفر أى تكذب الآلهة المزعوم عبادتها من الناس كعيسى(ص)والملائكة ومريم(ص) الأتباع الذين يدعون أنهم كانوا يعبدونهم فى الدنيا وتصبح الآلهة المزعومة ضد أى عدو للأتباع وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "وقال بسورة الأحقاف "وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين "والله يسأل الآلهة المزعومة هل أنتم أضللتم خلقى هؤلاء أم هم ضلوا عن الحق فتقول الآلهة المزعومة سبحانك لا ينبغى علينا سوى عبادتك وحدك ولكنهم هم ضلوا عن الحق بنسيان الذكر وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وأباؤهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا "
الأدلة على نفى ألوهية الآلهة المزعومة :
1-أن يرى أى يعرف الكفار الله والمسلمين خلق الآلهة المزعومة فى الكون أى فى السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه "وقال بسورة الأحقاف "قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السموات "
2-غفلة الآلهة المزعومة عن دعاء أتباعها بدليل أنهم لا يستجيبون لهم حتى يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف"ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون"
3-أن الآلهة المزعومة لا تملك أى تعطى الناس رزقا أى نفعا وفى هذا قال بسورة العنكبوت "إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا "
4- أن الآلهة المزعومة لا تملك شىء فى الكون حتى لو كان قدرا ضئيلا وفى هذا قال بسورة فاطر "والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير "
5- أن الآلهة المزعومة لا تقدر على نفع أو إضرار الناس بشىء مصداق لقوله بسورة الأنبياء "أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولايضركم "
6-أن الآلهة المزعومة ليس لها أرجل للمشى أو أيد للبطش أو أعين أو أذان للعلم والمراد ليس لها قدرة على شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم أذان يسمعون بها "
7- أن الآلهة المزعومة لا تقدر على نصر وهو حماية نفسها ولا غيرها وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون "
8- أن الآلهة المزعومة وقت حياتها كانت تأكل وتشرب مثل غيرها من مخلوقات الله وفى هذا قال بسورة المائدة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "
9- أن الآلهة المزعومة التى دعت الناس كى يعبدوهم هم مثل فرعون سيدخلون النار وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون "
10- أن الله ليس له أولاد ولا زوجة حتى يكون له أولاد آلهة أو زوجة إلهة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "
حقيقة الآلهة المزعومة:
إن الآلهة المزعومة هم عباد لله مثلنا فعيسى (ص)عزرا(ص)والملائكة (ص)ومريم(ص)والشمس وحتى الأصنام كلها مخلوقات خلقها الله ومن ثم فهى عبيد له وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم "
مصير الآلهة المزعومة :
تنقسم الآلهة المزعومة فى المصير لفريقين :
1- يدخلون الجنة حيث لم يدعوا الناس لعبادتهم وإنما دعوهم لعبادة الله ومنهم عيسى(ص)ومريم(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "
2- يدخلون النار وهم فريق دعا الناس لعبادته مثل فرعون وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم"
زعم الكفار رضا الله عن آلهتهم :
قال الكفار :لو شاء الرحمن ما عبدناهم وهذا يعنى أن الله رضا عن عبادة الخلق لغيره وهو ما لم يحدث وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم "وهو ما نفاه بقوله بسورة الزمر "ولا يرضى لعباده الكفر"
هل الآلهة هم آباء الكفار ؟
الكفار فى كل عصر إذا أتاهم النذير وهو الرسول أو مفسر الوحى قال له كبار القوم وهم المترفون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون أى إننا لقينا آباءنا على دين وإننا على طريقتهم سائرون وهذا يعنى أنهم يطيعون أى يعبدون الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وكذلك ما أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
هل شرعت الآلهة المزعومة الأحكام ؟
سأل الله الكفار سؤال غير مباشر فقال هل لهم شركاء شرعوا أى اخترعوا لهم من الدين الذى لم يأذن به الله ؟والغرض هو إخبارنا وإخبارهم أن الآلهة المزعومة لم تشرع أحكام الكفر وإنما الكفار وأباءهم الكفرة هم من شرعوها من عند أنفسهم وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله