رضا البطاوى
24-11-2017, 08:45 AM
البسط فى القرآن
ماهية البسط :
البسط هو الأكثار أحيانا هو العطاء أحيانا هو الإسراف أحيانا
الله يقبض ويبسط :
وضح الله أنه يقبض أى يقلل الرزق لمن يريد ويبسط أى ويزيد لمن يريد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
" والله يقبض ويبسط"
البسطة فى العلم والجسم :
وضح الله أن نبى القوم(ص)قال لهم :إن الله اصطفاه وزاده بسطة فى العلم والجسم والمراد إن الله اختاره وأعطاه زيادة فى المعرفة والجسد،بين النبى(ص)هنا للقوم أن الملك لابد أن يتوافر فيه شرطين هما البسطة فى العلم والمراد الزيادة فى المعرفة وهذا يعنى أن عقله سليم أكثر من الآخرين والبسطة فى الجسم وهى الصحة فى الجسد حتى يقدر على الحركة الكثيرة التى يحتاجها أى ملك ليحكم بالعدل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
" قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم"
هم الكفار ببسط أيديهم للمسلمين :
طلب الله من الذين أمنوا أن يذكروا نعمة الله عليهم والمراد أن يعرفوا رأفة الله بهم إذ هم قوم أن يبسطوا إليهم أيديهم والمراد وقت أراد ناس أن يوصلوا لهم أذاهم فكف أيديهم عنهم والمراد فمنع أذى وهو بأس الكفار عنهم والغرض من القول هو تعريف القوم أن الله لا يتركهم بلا دفاع عنهم ما داموا مخلصين له وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
"يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم"
ابن آدم (ص) الطيب لا يبسط يده لأخيه بالقتل :
بين الله أن الأخ الأول قال للثانى:لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى والمراد لئن عملت مكرك لتذبحنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك والمراد ما أنا صانع مكر لك لأذبحك إنى أخاف رب العالمين والمراد إنى أخشى عقاب الله خالق الجميع،وهذا يعنى أنه لا يريد قتل أخيه مثلما يريد هو قتله كما يعنى أن سبب عدم قتله لأخيه هو خوفه من عذاب الله وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
"لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين"
بسط الرزق لمن يشاء الله :
بين الله لنا أنه يبسط الرزق لمن يشاء والمراد يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر أى ويقلل لمن يريد من الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"
حرمة بسط اليد كل البسط :
نهى الله المسلم عن جعل اليد مغلولة إلى العنق أى جعل النفس مربوطة إلى الخناق والمراد جعل النفس محرومة من الطيبات حتى تختنق وهذا هو ما يسمى البخل ،وينهاهم عن بسط اليد كل البسط أى مد النفس كل المد والمراد جعل النفس تتمتع بكل المتع وهذا هو ما يسمى الإسراف ويبين الله له نتيجة البخل والإسراف وهى أن يقعد ملوما محسورا والمراد أن يصبح مذموما خاسرا وهذا يعنى أنه يدخل النار وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"
بسط وتقليل الرزق :
بين الله لنبيه(ص)أن ربه وهو إلهه يبسط الرزق لمن يشاء أى يكثر العطاء لمن يريد ويقدر أى يقلل العطاء لمن يريد وهو بعباده وهم خلقه خبيرا بصيرا أى عليما محيطا بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"
العبرة من بسط الله الرزق لقارون:
وضح الله أن الذين تمنوا مكان قارون بالأمس وهم الذين أرادوا مقام قارون وهو ماله بالبارحة أصبحوا يقولون بعد أن شاهدوا هلاك قارون :ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر والمراد إن الرب يكثر النفع لمن يريد من خلقه ويقلل وهذا إقرار منهم بخطأ تمنيهم فالله يبتلى بالغنى كما يبتلى بالفقر وفى هذا قال تعالى بسورة القصص:
وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده"
بسط الرزق وتقديره للعلم بفعل العباد فيه :
بين الله لنبيه(ص)أن الله يبسط الرزق لمن يشاء والمراد أن الرب يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر له أى ويقلل العطاء لمن يريد والله بكل شىء عليم والمراد والرب بكل أمر خبير محيط وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له إن الله بكل شىء عليم"
بسط وتقدير الرزق برهان للمؤمنين :
سأل الله أو لم يروا أى هل لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد أن الرب يكثر العطاء ويقلل ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار عرفوا أن الله حر فى إعطاء الرزق بكثرة أو بقلة لمن يريد وفى بسط الرزق وتقليله آيات لقوم يؤمنون والمراد براهين تدل على قدرة الله لناس يعقلون وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون
بسط السحاب :
وضح الله أنه هو الذى يرسل الرياح فتثير سحابا والمراد الذى يحرك الهواء فيزجى أى فيكون غماما فيبسطه فى السماء والمراد فيمده والمراد فيؤلف بينه فى الجو وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء"
أكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على بسط الرزق وتقديره:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إن ربى وهو خالقى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد يزيد النفع لمن يريد وينقص لمن يريد ولكن أكثر الناس لا يعلمون أى ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يشكرون وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
الله يزيد من ينفق من بسط الرزق وتقديره :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس إن ربى وهو خالقى يكثر الرزق لمن يشاء ويقدر له والمراد يزيد النفع لمن يريد وينقصه له متى شاء ،وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه والمراد وما قدمتم من خير أى عمل صالح فهو يجازيه بالخير وهو خير الرازقين والمراد والله هو أحسن المعطين للثواب وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين
نتيجة بسط الرزق للكل بغى الناس :
بين الله أنه لو بسط الرزق لعباده والمراد أن الرب لو أكثر العطاء لخلقه لحدث التالى لبغوا فى الأرض أى لطغوا أى لأفسدوا فى البلاد ولذا فهو ينزل بقدر ما يشاء والمراد فهو يعطى بحسب ما يريد وهذا يعنى أنه جعل لكل واحد مقدار محدد من الرزق كثيرا أو قليلا فى كل يوم وإنه بعباده خبير بصير والمراد وإنه بخلقه عليم محيط بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :
"ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير"
الكفار يبسطوا أيديهم بالسوء :
وضح الله للمؤمنين أن الأعداء إن يثقفوهم والمراد إن يحاربوهم يكونوا لهم أعداء والمراد يصبحوا لهم باغضين أى ضارين لهم وفسر هذا بقوله يبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء والمراد يظهروا لكم أسلحتهم وكلماتهم بالضرر وهذا يعنى أنها ستكون حرب بالفعل والقول معا وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة:
"إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء"
الملائكة تبسط يدها للكفار بالأذى :
وضح الله لنبيه (ص)أنه لو يرى الظالمين فى غمرات الموت والمراد لو يشاهد الكافرين فى سكرت الوفاة وهى لحظات الإنتقال من الدنيا للبرزخ حيث النار والملائكة باسطوا أيديهم والمراد والملائكة مادوا أذاهم للكفار يقولون لهم بسخرية :اخرجوا أنفسكم والمراد أنقذوا ذواتكم من النار ، وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام:
"ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم "
الكافر كباسط كفيه للماء لبلوغ الفم :
بين الله أن دعوة الحق والمراد أن دين العدل وهو الإسلام لله ويبين لنا أن الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء والمراد أن الذين يعبدون من سوى الله لا يعطون لهم أى عطاء وهذه المقارنة بين دين الله وأديان الكفر ترينا أن الله يعطى المسلم حقه فى الدنيا والآخرة بالثواب ويعطى الكافر حقه بالعذاب وأما الآلهة المزعومة فلا تعطى أى شىء سواء ثوابا أو عقابا ويشبه الله الداعى غير الله بباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه والمراد بفارد كفيه إلى الماء ليصل فمه ومع ذلك ما هو ببالغه أى ما هو بواصله لأن الماء تسرب من بين أصابعه المفرودة فكما أن الأول لا يأخذ شىء من آلهته المزعومة فباسط كفيه لا يأخذ شىء من الماء وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه"
بسط الكلب يديه :
بين الله لنبيه(ص)أنه لو رأهم يحسبهم أيقاظا وهم رقود والمراد يظنهم صاحين وهم نيام وهذا يعنى أن أجسامهم كانت فى حالة صحيان فالعيون مفتوحة رغم نومهم ويبين له أنه كان يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال والمراد يحركهم جهة اليمين وجهة الشمال حتى لا تتأثر أجنابهم بالنوم الطويل عليها دون تقلب وفى نفس الوقت كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد أى فارد يديه بالباب وهذا يعنى أن الكلب ظل على هيئته دون حركة طوال المدة وهنا يرينا الله قدرته فقد حافظ على أجسام الفتية بالحركة وحافظ على جسم الكلب بالثبات وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف:
"وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد"
سبب بسط الأرض :
بين الله أن نوح(ص)قال لقومه :والله أنبتكم من الأرض نباتا والمراد والرب خلقكم من تراب الأرض خلقا،وهذا يعنى أن الإنسان نبات بمعنى مخلوق،وقال ثم يعيدكم فيها والمراد ثم يرجعكم فيها أى يجعلكم ترابا ضمن تراب الأرض،ويخرجكم إخراجا والمراد ويحييكم إحياء بعد الموت،والله جعل لكم الأرض بساطا والمراد والرب خلق لكم الأرض مهدا أى مقرا للحياة لتسلكوا منها سبلا فجاجا والمراد لتعيشوا فى مناكبها أماكنا وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا"
يدا الله مبسوطتان :
بين الله أن اليهود قالوا:يد الله مغلولة أى قدرة الله على الإنفاق عاجزة وهذا يعنى عدم قدرته على إعطاء الرزق للخلق وهو قوله فى سورة آل عمران"إن الله فقير ونحن أغنياء"ويرد الله قائلا:غلت أيديهم والمراد هلكت أنفسهم وفسر هذا بأنه لعنهم بما قالوا أى عاقبهم على الذى قالوا بالهلاك وهو العذاب،ويرد قائلا:بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء والمراد إن عطاؤه سليم يعطى كيف يريد ويفسر هذا قوله بسورة الإسراء"وما كان عطاء ربك محظورا"فعطاء الله مستمر وليس محظور أى ممنوع لأنه لو كان كذلك لكان معناه أن هناك من هو أقوى من الله وهو يتحكم فيه وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"
ماهية البسط :
البسط هو الأكثار أحيانا هو العطاء أحيانا هو الإسراف أحيانا
الله يقبض ويبسط :
وضح الله أنه يقبض أى يقلل الرزق لمن يريد ويبسط أى ويزيد لمن يريد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
" والله يقبض ويبسط"
البسطة فى العلم والجسم :
وضح الله أن نبى القوم(ص)قال لهم :إن الله اصطفاه وزاده بسطة فى العلم والجسم والمراد إن الله اختاره وأعطاه زيادة فى المعرفة والجسد،بين النبى(ص)هنا للقوم أن الملك لابد أن يتوافر فيه شرطين هما البسطة فى العلم والمراد الزيادة فى المعرفة وهذا يعنى أن عقله سليم أكثر من الآخرين والبسطة فى الجسم وهى الصحة فى الجسد حتى يقدر على الحركة الكثيرة التى يحتاجها أى ملك ليحكم بالعدل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
" قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم"
هم الكفار ببسط أيديهم للمسلمين :
طلب الله من الذين أمنوا أن يذكروا نعمة الله عليهم والمراد أن يعرفوا رأفة الله بهم إذ هم قوم أن يبسطوا إليهم أيديهم والمراد وقت أراد ناس أن يوصلوا لهم أذاهم فكف أيديهم عنهم والمراد فمنع أذى وهو بأس الكفار عنهم والغرض من القول هو تعريف القوم أن الله لا يتركهم بلا دفاع عنهم ما داموا مخلصين له وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
"يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم"
ابن آدم (ص) الطيب لا يبسط يده لأخيه بالقتل :
بين الله أن الأخ الأول قال للثانى:لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى والمراد لئن عملت مكرك لتذبحنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك والمراد ما أنا صانع مكر لك لأذبحك إنى أخاف رب العالمين والمراد إنى أخشى عقاب الله خالق الجميع،وهذا يعنى أنه لا يريد قتل أخيه مثلما يريد هو قتله كما يعنى أن سبب عدم قتله لأخيه هو خوفه من عذاب الله وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
"لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين"
بسط الرزق لمن يشاء الله :
بين الله لنا أنه يبسط الرزق لمن يشاء والمراد يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر أى ويقلل لمن يريد من الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"
حرمة بسط اليد كل البسط :
نهى الله المسلم عن جعل اليد مغلولة إلى العنق أى جعل النفس مربوطة إلى الخناق والمراد جعل النفس محرومة من الطيبات حتى تختنق وهذا هو ما يسمى البخل ،وينهاهم عن بسط اليد كل البسط أى مد النفس كل المد والمراد جعل النفس تتمتع بكل المتع وهذا هو ما يسمى الإسراف ويبين الله له نتيجة البخل والإسراف وهى أن يقعد ملوما محسورا والمراد أن يصبح مذموما خاسرا وهذا يعنى أنه يدخل النار وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"
بسط وتقليل الرزق :
بين الله لنبيه(ص)أن ربه وهو إلهه يبسط الرزق لمن يشاء أى يكثر العطاء لمن يريد ويقدر أى يقلل العطاء لمن يريد وهو بعباده وهم خلقه خبيرا بصيرا أى عليما محيطا بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"
العبرة من بسط الله الرزق لقارون:
وضح الله أن الذين تمنوا مكان قارون بالأمس وهم الذين أرادوا مقام قارون وهو ماله بالبارحة أصبحوا يقولون بعد أن شاهدوا هلاك قارون :ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر والمراد إن الرب يكثر النفع لمن يريد من خلقه ويقلل وهذا إقرار منهم بخطأ تمنيهم فالله يبتلى بالغنى كما يبتلى بالفقر وفى هذا قال تعالى بسورة القصص:
وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده"
بسط الرزق وتقديره للعلم بفعل العباد فيه :
بين الله لنبيه(ص)أن الله يبسط الرزق لمن يشاء والمراد أن الرب يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر له أى ويقلل العطاء لمن يريد والله بكل شىء عليم والمراد والرب بكل أمر خبير محيط وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له إن الله بكل شىء عليم"
بسط وتقدير الرزق برهان للمؤمنين :
سأل الله أو لم يروا أى هل لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد أن الرب يكثر العطاء ويقلل ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار عرفوا أن الله حر فى إعطاء الرزق بكثرة أو بقلة لمن يريد وفى بسط الرزق وتقليله آيات لقوم يؤمنون والمراد براهين تدل على قدرة الله لناس يعقلون وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون
بسط السحاب :
وضح الله أنه هو الذى يرسل الرياح فتثير سحابا والمراد الذى يحرك الهواء فيزجى أى فيكون غماما فيبسطه فى السماء والمراد فيمده والمراد فيؤلف بينه فى الجو وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء"
أكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على بسط الرزق وتقديره:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إن ربى وهو خالقى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد يزيد النفع لمن يريد وينقص لمن يريد ولكن أكثر الناس لا يعلمون أى ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يشكرون وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
الله يزيد من ينفق من بسط الرزق وتقديره :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس إن ربى وهو خالقى يكثر الرزق لمن يشاء ويقدر له والمراد يزيد النفع لمن يريد وينقصه له متى شاء ،وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه والمراد وما قدمتم من خير أى عمل صالح فهو يجازيه بالخير وهو خير الرازقين والمراد والله هو أحسن المعطين للثواب وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين
نتيجة بسط الرزق للكل بغى الناس :
بين الله أنه لو بسط الرزق لعباده والمراد أن الرب لو أكثر العطاء لخلقه لحدث التالى لبغوا فى الأرض أى لطغوا أى لأفسدوا فى البلاد ولذا فهو ينزل بقدر ما يشاء والمراد فهو يعطى بحسب ما يريد وهذا يعنى أنه جعل لكل واحد مقدار محدد من الرزق كثيرا أو قليلا فى كل يوم وإنه بعباده خبير بصير والمراد وإنه بخلقه عليم محيط بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :
"ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير"
الكفار يبسطوا أيديهم بالسوء :
وضح الله للمؤمنين أن الأعداء إن يثقفوهم والمراد إن يحاربوهم يكونوا لهم أعداء والمراد يصبحوا لهم باغضين أى ضارين لهم وفسر هذا بقوله يبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء والمراد يظهروا لكم أسلحتهم وكلماتهم بالضرر وهذا يعنى أنها ستكون حرب بالفعل والقول معا وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة:
"إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء"
الملائكة تبسط يدها للكفار بالأذى :
وضح الله لنبيه (ص)أنه لو يرى الظالمين فى غمرات الموت والمراد لو يشاهد الكافرين فى سكرت الوفاة وهى لحظات الإنتقال من الدنيا للبرزخ حيث النار والملائكة باسطوا أيديهم والمراد والملائكة مادوا أذاهم للكفار يقولون لهم بسخرية :اخرجوا أنفسكم والمراد أنقذوا ذواتكم من النار ، وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام:
"ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم "
الكافر كباسط كفيه للماء لبلوغ الفم :
بين الله أن دعوة الحق والمراد أن دين العدل وهو الإسلام لله ويبين لنا أن الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء والمراد أن الذين يعبدون من سوى الله لا يعطون لهم أى عطاء وهذه المقارنة بين دين الله وأديان الكفر ترينا أن الله يعطى المسلم حقه فى الدنيا والآخرة بالثواب ويعطى الكافر حقه بالعذاب وأما الآلهة المزعومة فلا تعطى أى شىء سواء ثوابا أو عقابا ويشبه الله الداعى غير الله بباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه والمراد بفارد كفيه إلى الماء ليصل فمه ومع ذلك ما هو ببالغه أى ما هو بواصله لأن الماء تسرب من بين أصابعه المفرودة فكما أن الأول لا يأخذ شىء من آلهته المزعومة فباسط كفيه لا يأخذ شىء من الماء وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه"
بسط الكلب يديه :
بين الله لنبيه(ص)أنه لو رأهم يحسبهم أيقاظا وهم رقود والمراد يظنهم صاحين وهم نيام وهذا يعنى أن أجسامهم كانت فى حالة صحيان فالعيون مفتوحة رغم نومهم ويبين له أنه كان يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال والمراد يحركهم جهة اليمين وجهة الشمال حتى لا تتأثر أجنابهم بالنوم الطويل عليها دون تقلب وفى نفس الوقت كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد أى فارد يديه بالباب وهذا يعنى أن الكلب ظل على هيئته دون حركة طوال المدة وهنا يرينا الله قدرته فقد حافظ على أجسام الفتية بالحركة وحافظ على جسم الكلب بالثبات وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف:
"وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد"
سبب بسط الأرض :
بين الله أن نوح(ص)قال لقومه :والله أنبتكم من الأرض نباتا والمراد والرب خلقكم من تراب الأرض خلقا،وهذا يعنى أن الإنسان نبات بمعنى مخلوق،وقال ثم يعيدكم فيها والمراد ثم يرجعكم فيها أى يجعلكم ترابا ضمن تراب الأرض،ويخرجكم إخراجا والمراد ويحييكم إحياء بعد الموت،والله جعل لكم الأرض بساطا والمراد والرب خلق لكم الأرض مهدا أى مقرا للحياة لتسلكوا منها سبلا فجاجا والمراد لتعيشوا فى مناكبها أماكنا وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا"
يدا الله مبسوطتان :
بين الله أن اليهود قالوا:يد الله مغلولة أى قدرة الله على الإنفاق عاجزة وهذا يعنى عدم قدرته على إعطاء الرزق للخلق وهو قوله فى سورة آل عمران"إن الله فقير ونحن أغنياء"ويرد الله قائلا:غلت أيديهم والمراد هلكت أنفسهم وفسر هذا بأنه لعنهم بما قالوا أى عاقبهم على الذى قالوا بالهلاك وهو العذاب،ويرد قائلا:بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء والمراد إن عطاؤه سليم يعطى كيف يريد ويفسر هذا قوله بسورة الإسراء"وما كان عطاء ربك محظورا"فعطاء الله مستمر وليس محظور أى ممنوع لأنه لو كان كذلك لكان معناه أن هناك من هو أقوى من الله وهو يتحكم فيه وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"