رضا البطاوى
07-11-2018, 11:55 AM
سورة الطلاق
سميت بهذا لذكر الطلاق فيها بقوله"إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ".
"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهم وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا أيها الرسول إذا سرحتم الزوجات فسرحوهن لأجلهن واحسبوا الأجل وأطيعوا الله إلهكم ،لا تطردوهن من مساكنهن ولا يطردن إلا أن يرتكبن زنى مثبت وتلك أحكام الرب ومن يخالف أحكام الرب فقد نقص حقه لا تعلم لعل الرب يفعل بعد ذلك حدثا،يخاطب الله النبى وهو الرسول(ص)ويبين أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن والمراد إذا سرحتم الزوجات أى إذا انفصلتم عن الزوجات فطلقوهن لعدتهن أى فسرحوهن عند أجلهن والمراد فاخرجوهن من البيوت عند انتهاء مدة العدة وأحصوا العدة والمراد واحسبوا عدد أيام الأجل من يوم الطلاق واتقوا الله ربكم والمراد"وأطيعوا الله"كما قال بسورة التغابن وهذا يعنى اتبعوا حكم الله خالقكم ،لا تخرجوهن من بيوتهن والمراد لا تطردوا المطلقات من مساكنهن وهى مساكن الزوجية خلال مدة العدة ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة والمراد ولا يطردن من البيوت إلا أن يرتكبن زنى مشهود عليه وهذا يعنى أن الحالة الوحيدة التى تطرد فيها المطلقة من بيت الزوجية خلال مدة العدة هى ارتكابها جريمة زنى شهد عليه الشهود الأربعة،وتلك حدود الله والمراد وما سبق هو أحكام الله التى يجب طاعتها ومن يتعد حدود الله والمراد ومن يخالف أحكام الرب فقد ظلم نفسه أى فقد نقص حقه أى أضاع رحمة الله له ،لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا والمراد لا تعرف أيها الزوج لعل الرب يفعل بعد الطلاق حدثا وهو الصلح بين الطليقين خلال مدة بقاء المطلقة فى بيت الزوجية وهى مدة العدة والخطاب للنبى(ص)وكل القول خطاب للمؤمنين ويبدو أن يا أيها النبى منزوعة من آية ووضعت بدلا من يا أيها الذين آمنوا.
"فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا "المعنى فإذا وصلن موعدهن فأبقوهن بإحسان أو سرحوهن بإحسان واعلموا أصحاب قسط منكم وقولوا الحقيقة لله ذلكم ينصح به من كان يصدق بالرب ويوم القيامة ومن يطع الرب يجعل له رحمة،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات إذا بلغن أجلهن والمراد إذا وصلن نهاية أيام عدتهن فالواجب أمسكوهن بمعروف أى أبقوهن بعدل والمراد ارجعوهن للزوجية بعد موافقتهن أو فارقوهن بمعروف أى سرحوهن بعدل والمراد اخرجوهن بالعدل وهو إعطاء حقوقهن الممثل فى المهر مصداق لقوله بسورة البقرة "أو سرحوهن بمعروف"وأشهدوا ذوى عدل منكم والمراد واعلموا أهل قسط منكم والمراد أن يشهد على خروج المرأة مطلقة آخذة حقوقها من بيت الزوجية اثنين فأكثر من المسلمين العقلاء وأقيموا الشهادة لله والمراد وقولوا الحقيقة لله إذا طلبتم منكم فى المحكمة وذلكم وهو الأحكام السابقة يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر والمراد ينصح بفعله من كان يصدق بحكم الرب ويوم القيامة ومن يتق الله يجعل له مخرجا والمراد "ومن يطع الله ورسوله"(ص)كما قال بسورة النساء أى من يتبع حكم الرب يعطى له يسرا أى رحمة مصداق لقوله بنفس السورة "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"وهو الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا"المعنى ويعطيه من حيث لا يظن أى من يحتمى بالرب فهو ناصره إن الرب فاعل إرادته قد حدد لكل حدث موعدا،يبين الله للمؤمنين أن من يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب والمراد يعطيه من حيث لا يتوقع أى من حيث لا يظن من عطاء الدنيا وفسر الله من يتق بمن يتوكل والمخرج والرزق غير المحتسب بأن الله حسب المتقى وهذا يعنى أن من يتوكل على الله فهو حسبه والمراد ومن يحتمى بطاعة حكم الله فهو ناصره أى راحمه فى الدنيا والآخرة ،إن الله بالغ أمره والمراد إن الرب فاعل قوله أى إن الرب محقق وعده للمتقى والله قد جعل لكل شىء قدرا والمراد قد حدد لكل حدث أى نبأ موعدا يتحقق فيه مصداق لقوله بسورة الأنعام"لكل نبأ مستقر " .
"واللائى يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا "المعنى واللاتى قنطن من الطمث من زوجاتكم إن شككتم فأجلهن ثلاثة أشهر واللائى لم يطمثن وصاحبات الأثقال موعدهن أن يلدن أولادهن ومن يطع الرب يجعل له بطاعته رحمة ،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات اللائى يئسن من المحيض وهن اللاتى قنطن من نزول الدم عدتهن وهى أى أجل بقاءهن فى بيوت الزوجية بعد الطلاق هو ثلاثة أشهر من يوم الطلاق وأما اللائى لم يحضن أى لم ينزلن الدم وفسرهن بأنهن أولات الأحمال وهن صاحبات الأجنة فأجلهن أن يضعن حملهن والمراد فموعد إنتهاء عدتهن أن يلدن أولادهن الذين فى أرحامهن ويبين لهم أن من يتق الله والمراد ومن يتبع حكم الله يجعل له من أمره يسرا والمراد يعطى الله له باتباعه لحكمه الرحمة وهى النصر أى اليسرى وهى الجنة والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين .
"ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا "المعنى ذلك حكم الرب أوحاه لكم ومن يطع الرب يغفر له ذنوبه أى يكثر له ثوابا ،يبين الله للمؤمنين أن ذلك وهو ما سبق من أحكام هو أمر الله أنزله إليهم والمراد حكم أى إرادة الرب أوحاه لهم ليطيعوه ومن يتق الله والمراد ومن يطع حكم الله يكفر عنه سيئاته أى يغفر له ذنوبه والمراد يترك عقابه على جرائمه وفسر هذا بأنه يعظم له أجرا والمراد يحسن له ثوابه وهو الجنة .
"اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وائتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"المعنى أقيموهن حيث أقمتم من رزقكم ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن حتى يلدن أولادهن فإن سقين لكم فأعطوهن ثوابهن وتواصوا بينكم بعدل وإن اختلفتم فستسقى له أخرى ،يطلب الله من المطلقين أن يسكنوا المطلقات حيث سكنوا والمراد أن يجعلوهن يقمن حيث أقاموا وينفقوا عليهن وذلك من وجد وهو مال الرجال ويطلب منهم ألا يضاروهن ليضيقوا عليهن والمراد ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وهذا يعنى أن ينفقوا نفقة حسنة عليهن أثناء مدة العدة وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن والمراد وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن المال حتى يلدن أولادهن وهذا يعنى وجوب النفقة على الحامل حتى يوم ولادتها فإن أرضعن فأتوهن أجورهن والمراد فإن سقين الأولاد لبنهن بعد الولادة فأعطوهن ثوابهن وهذا يعنى أن المطلقة التى ترضع طفلها فى بيت الزوجية لها نفقة رضاعة كاملة وائتمروا بينكم بمعروف أى تعاملوا فيما بينكم بالعدل وهذا يعنى أن يعامل المطلقة المرضعة بالعدل وهى تعامله بالعدل وإن تعاسرتم أى وإن اختلفتم فى الرضاع فامتنعت المرضعة عن الرضاع فلا نفقة لها وسترضع له أخرى والمراد يستأجر الرجل امرأة ترضع وليده لأن الحضانة له فى كل الأحوال ما لم يتنازل عنها للمرأة .
"لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا "المعنى ليعطى صاحب غنى من غناه ومن قلل له عطائه فليعطى من الذى أعطاه الرب لا يحمل الرب فردا إلا ما فرضه عليه سيغير الرب بعد ضيق فرجا،يبين الله للمطلقين حكم النفقة فيقول لينفق ذو سعة من سعته والمراد ليعطى صاحب غنى من غناه وهذا يعنى أن يعطى المطلق المطلقة مال كثير من ماله الكثير حسب نفقتهم أيام الزوجية على المعيشة ،وأما من قدر عليه رزقه وهو من قلل الرب له من العطاء فلينفق مما أتاه الله والمراد فليعطى من مال الله الذى أعطاه له وهذا يعنى أن يعطى للمطلقة نفقة قليلة مثلما كانوا ينفقون أيام الزوجية ،لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها والمراد لا يفرض الرب على فرد إلا الذى أعطاه وهذا يعنى أن كل واحد ينفق حسب قدر ماله كثرة وقلة ويبين لهم أنه سيجعل بعد عسرا يسرا والمراد سيخلق بعد ضيق فرجا أى بعد فقر غنى فالحال لا يستمر على نسق واحد والخطاب للمؤمنين.
"وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا "المعنى وكم من بلدة خالفت حكم خالقها ومبعوثيه فعاقبناها عقابا أليما أى أهلكناها هلاكا عظيما فعلمت عقاب كفرها وكان جزاء كفرها عذابا، يسأل الله المؤمنين وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله والمراد وكم من أهل بلدة خرجت عن حكم إلهها ومبعوثيه أى وكم من كفار بلدة خالفوا حكم خالقهم وأنبيائه(ص)فحاسبناها حسابا شديدا وفسر هذا بقوله وعذبناها عذابا نكرا والمراد وعاقبناها عقابا مهينا فذاقت وبال أمرها والمراد فطعمت أى فعلمت جزاء كفرها وفسر هذا بقوله وكان عاقبة أمرها خسرا والمراد وكان جزاء كفرها عذاب؟والغرض من السؤال إخبارهم بأن جزاء الكفار هو العذاب ومن ثم عليهم أن يتعظوا بما حدث لهم والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين.
"أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا "المعنى جهز الرب لهم عقابا أليما فأطيعوا الرب يا أهل العقول الذين صدقوا قد أرسل الرب لكم مبلغا مبعوثا يبلغ لكم أحكام الله واضحات ليبعد الذين صدقوا وفعلوا الحسنات من الضلالات إلى الهدى ومن يصدق بالرب ويفعل حسنا يسكنه حدائق تتحرك من أسفلها العيون مقيمين فيها دوما قد عظم الرب له أجرا،يبين الله للمؤمنين أن الله أعد للظالمين عذابا شديدا والمراد جهز لهم عقابا أليما مصداق لقوله بسورة الإنسان "والظالمين أعد لهم عذابا أليما"فاتقوا الله يا أولى الألباب والمراد فأطيعوا حكم الرب يا أهل العقول وفسرهم بأنهم الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ويبين لهم أنه أنزل إليهم ذكرا والمراد أرسل لهم وحيا يتلى عليهم آيات الله مبينات والمراد أحكام الرب مفهومات والسبب ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور والمراد يبعد الذين صدقوا حكم الله وفعلوا الحسنات من العقوبات وهى النار إلى الهدى وهو الجنة ،ويبين لهم أن من يؤمن بالله ويعمل صالحا والمراد ومن يصدق بحكم الرب ويفعل حسنا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا والمراد يسكنه حدائق تسير فى أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة مقيمين فيها دوما قد أحسن الله له أجرا والمراد قد عظم الله له ثوابا والمراد قد أدام الله له الجنة .
"الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما "المعنى الرب الذى أنشأ سبع سموات ومن الأرض قدرهن يتبع الحكم فيهن لتعرفوا أن الرب لكل أمر فاعل وأن الرب قد شمل كل أمر معرفة ،يبين الله للمؤمنين أن الله هو الذى خلق أى أبدع أى أنشأ سبع سموات ومن الأرض مثلهن والمراد ومن الأرض عددهن أى أن الأرض سبع طبقات هى الأخرى والأمر يتنزل بينهم والمراد وحكم الله يطاع فيهن والسبب فى هذا القول هو أن يعلموا أى يعرفوا التالى أن الله على كل شىء قدير والمراد أن الرب لكل أمر يريد فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"وأن الله قد أحاط بكل شىء علما والمراد وأن الرب قد شمل كل مخلوق بمعرفته فهو يعلم كل شىء
سميت بهذا لذكر الطلاق فيها بقوله"إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ".
"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهم وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا أيها الرسول إذا سرحتم الزوجات فسرحوهن لأجلهن واحسبوا الأجل وأطيعوا الله إلهكم ،لا تطردوهن من مساكنهن ولا يطردن إلا أن يرتكبن زنى مثبت وتلك أحكام الرب ومن يخالف أحكام الرب فقد نقص حقه لا تعلم لعل الرب يفعل بعد ذلك حدثا،يخاطب الله النبى وهو الرسول(ص)ويبين أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن والمراد إذا سرحتم الزوجات أى إذا انفصلتم عن الزوجات فطلقوهن لعدتهن أى فسرحوهن عند أجلهن والمراد فاخرجوهن من البيوت عند انتهاء مدة العدة وأحصوا العدة والمراد واحسبوا عدد أيام الأجل من يوم الطلاق واتقوا الله ربكم والمراد"وأطيعوا الله"كما قال بسورة التغابن وهذا يعنى اتبعوا حكم الله خالقكم ،لا تخرجوهن من بيوتهن والمراد لا تطردوا المطلقات من مساكنهن وهى مساكن الزوجية خلال مدة العدة ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة والمراد ولا يطردن من البيوت إلا أن يرتكبن زنى مشهود عليه وهذا يعنى أن الحالة الوحيدة التى تطرد فيها المطلقة من بيت الزوجية خلال مدة العدة هى ارتكابها جريمة زنى شهد عليه الشهود الأربعة،وتلك حدود الله والمراد وما سبق هو أحكام الله التى يجب طاعتها ومن يتعد حدود الله والمراد ومن يخالف أحكام الرب فقد ظلم نفسه أى فقد نقص حقه أى أضاع رحمة الله له ،لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا والمراد لا تعرف أيها الزوج لعل الرب يفعل بعد الطلاق حدثا وهو الصلح بين الطليقين خلال مدة بقاء المطلقة فى بيت الزوجية وهى مدة العدة والخطاب للنبى(ص)وكل القول خطاب للمؤمنين ويبدو أن يا أيها النبى منزوعة من آية ووضعت بدلا من يا أيها الذين آمنوا.
"فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا "المعنى فإذا وصلن موعدهن فأبقوهن بإحسان أو سرحوهن بإحسان واعلموا أصحاب قسط منكم وقولوا الحقيقة لله ذلكم ينصح به من كان يصدق بالرب ويوم القيامة ومن يطع الرب يجعل له رحمة،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات إذا بلغن أجلهن والمراد إذا وصلن نهاية أيام عدتهن فالواجب أمسكوهن بمعروف أى أبقوهن بعدل والمراد ارجعوهن للزوجية بعد موافقتهن أو فارقوهن بمعروف أى سرحوهن بعدل والمراد اخرجوهن بالعدل وهو إعطاء حقوقهن الممثل فى المهر مصداق لقوله بسورة البقرة "أو سرحوهن بمعروف"وأشهدوا ذوى عدل منكم والمراد واعلموا أهل قسط منكم والمراد أن يشهد على خروج المرأة مطلقة آخذة حقوقها من بيت الزوجية اثنين فأكثر من المسلمين العقلاء وأقيموا الشهادة لله والمراد وقولوا الحقيقة لله إذا طلبتم منكم فى المحكمة وذلكم وهو الأحكام السابقة يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر والمراد ينصح بفعله من كان يصدق بحكم الرب ويوم القيامة ومن يتق الله يجعل له مخرجا والمراد "ومن يطع الله ورسوله"(ص)كما قال بسورة النساء أى من يتبع حكم الرب يعطى له يسرا أى رحمة مصداق لقوله بنفس السورة "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"وهو الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا"المعنى ويعطيه من حيث لا يظن أى من يحتمى بالرب فهو ناصره إن الرب فاعل إرادته قد حدد لكل حدث موعدا،يبين الله للمؤمنين أن من يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب والمراد يعطيه من حيث لا يتوقع أى من حيث لا يظن من عطاء الدنيا وفسر الله من يتق بمن يتوكل والمخرج والرزق غير المحتسب بأن الله حسب المتقى وهذا يعنى أن من يتوكل على الله فهو حسبه والمراد ومن يحتمى بطاعة حكم الله فهو ناصره أى راحمه فى الدنيا والآخرة ،إن الله بالغ أمره والمراد إن الرب فاعل قوله أى إن الرب محقق وعده للمتقى والله قد جعل لكل شىء قدرا والمراد قد حدد لكل حدث أى نبأ موعدا يتحقق فيه مصداق لقوله بسورة الأنعام"لكل نبأ مستقر " .
"واللائى يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا "المعنى واللاتى قنطن من الطمث من زوجاتكم إن شككتم فأجلهن ثلاثة أشهر واللائى لم يطمثن وصاحبات الأثقال موعدهن أن يلدن أولادهن ومن يطع الرب يجعل له بطاعته رحمة ،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات اللائى يئسن من المحيض وهن اللاتى قنطن من نزول الدم عدتهن وهى أى أجل بقاءهن فى بيوت الزوجية بعد الطلاق هو ثلاثة أشهر من يوم الطلاق وأما اللائى لم يحضن أى لم ينزلن الدم وفسرهن بأنهن أولات الأحمال وهن صاحبات الأجنة فأجلهن أن يضعن حملهن والمراد فموعد إنتهاء عدتهن أن يلدن أولادهن الذين فى أرحامهن ويبين لهم أن من يتق الله والمراد ومن يتبع حكم الله يجعل له من أمره يسرا والمراد يعطى الله له باتباعه لحكمه الرحمة وهى النصر أى اليسرى وهى الجنة والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين .
"ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا "المعنى ذلك حكم الرب أوحاه لكم ومن يطع الرب يغفر له ذنوبه أى يكثر له ثوابا ،يبين الله للمؤمنين أن ذلك وهو ما سبق من أحكام هو أمر الله أنزله إليهم والمراد حكم أى إرادة الرب أوحاه لهم ليطيعوه ومن يتق الله والمراد ومن يطع حكم الله يكفر عنه سيئاته أى يغفر له ذنوبه والمراد يترك عقابه على جرائمه وفسر هذا بأنه يعظم له أجرا والمراد يحسن له ثوابه وهو الجنة .
"اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وائتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"المعنى أقيموهن حيث أقمتم من رزقكم ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن حتى يلدن أولادهن فإن سقين لكم فأعطوهن ثوابهن وتواصوا بينكم بعدل وإن اختلفتم فستسقى له أخرى ،يطلب الله من المطلقين أن يسكنوا المطلقات حيث سكنوا والمراد أن يجعلوهن يقمن حيث أقاموا وينفقوا عليهن وذلك من وجد وهو مال الرجال ويطلب منهم ألا يضاروهن ليضيقوا عليهن والمراد ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وهذا يعنى أن ينفقوا نفقة حسنة عليهن أثناء مدة العدة وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن والمراد وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن المال حتى يلدن أولادهن وهذا يعنى وجوب النفقة على الحامل حتى يوم ولادتها فإن أرضعن فأتوهن أجورهن والمراد فإن سقين الأولاد لبنهن بعد الولادة فأعطوهن ثوابهن وهذا يعنى أن المطلقة التى ترضع طفلها فى بيت الزوجية لها نفقة رضاعة كاملة وائتمروا بينكم بمعروف أى تعاملوا فيما بينكم بالعدل وهذا يعنى أن يعامل المطلقة المرضعة بالعدل وهى تعامله بالعدل وإن تعاسرتم أى وإن اختلفتم فى الرضاع فامتنعت المرضعة عن الرضاع فلا نفقة لها وسترضع له أخرى والمراد يستأجر الرجل امرأة ترضع وليده لأن الحضانة له فى كل الأحوال ما لم يتنازل عنها للمرأة .
"لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا "المعنى ليعطى صاحب غنى من غناه ومن قلل له عطائه فليعطى من الذى أعطاه الرب لا يحمل الرب فردا إلا ما فرضه عليه سيغير الرب بعد ضيق فرجا،يبين الله للمطلقين حكم النفقة فيقول لينفق ذو سعة من سعته والمراد ليعطى صاحب غنى من غناه وهذا يعنى أن يعطى المطلق المطلقة مال كثير من ماله الكثير حسب نفقتهم أيام الزوجية على المعيشة ،وأما من قدر عليه رزقه وهو من قلل الرب له من العطاء فلينفق مما أتاه الله والمراد فليعطى من مال الله الذى أعطاه له وهذا يعنى أن يعطى للمطلقة نفقة قليلة مثلما كانوا ينفقون أيام الزوجية ،لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها والمراد لا يفرض الرب على فرد إلا الذى أعطاه وهذا يعنى أن كل واحد ينفق حسب قدر ماله كثرة وقلة ويبين لهم أنه سيجعل بعد عسرا يسرا والمراد سيخلق بعد ضيق فرجا أى بعد فقر غنى فالحال لا يستمر على نسق واحد والخطاب للمؤمنين.
"وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا "المعنى وكم من بلدة خالفت حكم خالقها ومبعوثيه فعاقبناها عقابا أليما أى أهلكناها هلاكا عظيما فعلمت عقاب كفرها وكان جزاء كفرها عذابا، يسأل الله المؤمنين وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله والمراد وكم من أهل بلدة خرجت عن حكم إلهها ومبعوثيه أى وكم من كفار بلدة خالفوا حكم خالقهم وأنبيائه(ص)فحاسبناها حسابا شديدا وفسر هذا بقوله وعذبناها عذابا نكرا والمراد وعاقبناها عقابا مهينا فذاقت وبال أمرها والمراد فطعمت أى فعلمت جزاء كفرها وفسر هذا بقوله وكان عاقبة أمرها خسرا والمراد وكان جزاء كفرها عذاب؟والغرض من السؤال إخبارهم بأن جزاء الكفار هو العذاب ومن ثم عليهم أن يتعظوا بما حدث لهم والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين.
"أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا "المعنى جهز الرب لهم عقابا أليما فأطيعوا الرب يا أهل العقول الذين صدقوا قد أرسل الرب لكم مبلغا مبعوثا يبلغ لكم أحكام الله واضحات ليبعد الذين صدقوا وفعلوا الحسنات من الضلالات إلى الهدى ومن يصدق بالرب ويفعل حسنا يسكنه حدائق تتحرك من أسفلها العيون مقيمين فيها دوما قد عظم الرب له أجرا،يبين الله للمؤمنين أن الله أعد للظالمين عذابا شديدا والمراد جهز لهم عقابا أليما مصداق لقوله بسورة الإنسان "والظالمين أعد لهم عذابا أليما"فاتقوا الله يا أولى الألباب والمراد فأطيعوا حكم الرب يا أهل العقول وفسرهم بأنهم الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ويبين لهم أنه أنزل إليهم ذكرا والمراد أرسل لهم وحيا يتلى عليهم آيات الله مبينات والمراد أحكام الرب مفهومات والسبب ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور والمراد يبعد الذين صدقوا حكم الله وفعلوا الحسنات من العقوبات وهى النار إلى الهدى وهو الجنة ،ويبين لهم أن من يؤمن بالله ويعمل صالحا والمراد ومن يصدق بحكم الرب ويفعل حسنا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا والمراد يسكنه حدائق تسير فى أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة مقيمين فيها دوما قد أحسن الله له أجرا والمراد قد عظم الله له ثوابا والمراد قد أدام الله له الجنة .
"الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما "المعنى الرب الذى أنشأ سبع سموات ومن الأرض قدرهن يتبع الحكم فيهن لتعرفوا أن الرب لكل أمر فاعل وأن الرب قد شمل كل أمر معرفة ،يبين الله للمؤمنين أن الله هو الذى خلق أى أبدع أى أنشأ سبع سموات ومن الأرض مثلهن والمراد ومن الأرض عددهن أى أن الأرض سبع طبقات هى الأخرى والأمر يتنزل بينهم والمراد وحكم الله يطاع فيهن والسبب فى هذا القول هو أن يعلموا أى يعرفوا التالى أن الله على كل شىء قدير والمراد أن الرب لكل أمر يريد فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"وأن الله قد أحاط بكل شىء علما والمراد وأن الرب قد شمل كل مخلوق بمعرفته فهو يعلم كل شىء