رضا البطاوى
15-11-2018, 10:45 AM
سورة المزمل
سميت بهذا الاسم لذكر المزمل بقوله "يا أيها المزمل ".
"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا أيها المدثر اصحو الليل إلا قليلا نصفه أو قلل منه قليلا أو أكثر عليه واقرأ الوحى قراءة ،يخاطب الله المزمل وهو المدثر أى النبى (ص)المتغطى بغطاء فيبين له أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو قم الليل إلا قليلا والمراد استيقظ الليل إلا وقتا قصير هو نصفه أو انقص منه قليلا أى قلل منه وقتا أو زد عليه أو أكثر منه وهذا يعنى أن له الحق فى استيقاظ نصف الليل أو أكثر من النصف أو أقل من النصف حسبما يتيسر له والسبب ورتل القرآن ترتيلا أى واقرأ الكتاب قراءة وهذا يعنى أن يتعلم القرآن فى وقت استيقاظه ليلا والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هى أشد وطئا وأقوم قيلا "المعنى إنا سنوحى لك حكما عظيما إن قيام الليل هو أعظم ثقلا وأعدل قولا،يبين الله لنبيه (ص)أنه سيلقى عليه قول ثقيل والمراد سينزل عليه وحى عظيم ،ويبين له أن ناشئة الليل وهى قيام أى الإستيقاظ فى الليل هو أشد وطئا أى أعظم ثقلا والمراد أكثر فترات نزول الوحى وأقوم قيلا أى وأفضل حديثا .
"إن لك فى النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا "المعنى إن لك فى النهار طاعة مستمرة أى أطع حكم إلهك أى اتبعه اتباعا خالق المنير والمظلم لا رب إلا هو فاجعله ناصرا أى أطع رغم ما يزعمون واتركهم تركا مستمرا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه له فى النهار سبحا طويلا والمراد أنه له فى النهار طاعة مستمرة للوحى حيث يتعامل مع الناس حسب حكم الله ويفسر هذا بقوله اذكر اسم ربك أى اتبع حكم إلهك وفسر هذا بقوله وتبتل إليه تبتيلا أى اتبع حكم الله اتباعا رب المشرق والمغرب والمراد خالق المنير والمظلم لا إله إلا هو والمراد لا رب سواه فاتخذه وكيلا أى فاعبده إلها والمراد فاجعله ربا لك وفسر هذا بقوله اصبر على ما يقولون أى أطع حكم الله رغم ما يزعم الكفار واهجرهم هجرا جميلا أى واعتزلهم اعتزالا مستمرا والمراد واترك طاعة حكمهم تركا دائما .
"وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا "المعنى ودعنى والكافرين أهل الغنى واتركهم قليلا إن عندنا قيودا ونارا وأكلا صاحب ألم أى عقابا شديدا يوم تزلزل الأرض والرواسى وكانت الرواسى كوما هشا،يطلب الله من نبيه (ص)أن يذره أى أن يتركه يتعامل مع المكذبين أولى النعمة وهم الكافرين أصحاب النفع الدنيوى دون أن يطالبه برحمتهم ويطلب منهم أن يمهلهم قليلا أى أن يدعهم يعيشون فى كفرهم وقتا قصيرا،ويبين له إن لديه أى عنده فى الآخرة أنكالا وهى السلاسل وجحيما أى نيرانا محرقة وطعاما ذا غصة أى وأكلا صاحب ألم للكافر وفسر كل هذا بأنه عذابا أليما أى عقابا أى "عذابا شديدا "كما قال بسورة الإسراء وهو يكون يوم ترجف الأرض والجبال والمراد يوم تزلزل الأرض والرواسى مصداق لقوله بسورة الزلزلة"إذا زلزلت الأرض زلزالها"وكانت الجبال كثيبا مهيلا والمراد وكانت الرواسى كوما هشا أى "وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا"كما قال بسورة الواقعة والمراد غبار هش والخطاب للبى(ص)
"إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا فأخذناه أخذا وبيلا "المعنى إنا بعثنا لكم مبلغا حاكما بينكم كما بعثنا إلى فرعون مبلغا فخالف فرعون المبلغ فأهلكناه هلاكا رابيا ،يبين الله للناس التالى إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم والمراد إنا بعثنا لكم نبيا مبلغا للوحى حاكما بينكم بالحق كما أرسلنا أى كما بعثنا إلى فرعون رسولا أى مبعوثا مبلغا للوحى فعصى فرعون الرسولا أى فخالف فرعون حكم المبلغ له أخذناه أخذا وبيلا أى دمرناه تدميرا تاما أى رابيا مصداق لقوله بسورة الحاقة "فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية "والخطاب للناس وما بعده
"فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به كان وعده مفعولا إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا "المعنى فكيف تمنعون إن كذبتم يوما يحول الأطفال عجائز، السماء واقع به كان قوله حادثا إن هذا بلاغ فمن أراد جعل إلى خالقه طريقا،يسأل الله الكفار :فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا والمراد فكيف تمنعون إن كذبتم الحق عذاب يوم يحول الأطفال عجائز ،السماء منفطر به أى السماء متشققة أى متفتحة بأمره مصداق لقوله بسورة النبأ"وفتحت السماء فكانت أبوابا"؟والغرض من السؤال إخبارهم أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله لهم لأن وعده كان مفعولا والمراد لأن قوله كان متحققا ،ويبين لهم أن هذه تذكرة أى هذه السورة بلاغ لهم فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا والمراد فمن أراد الجنة جعل إلى إلهه مآبا أى طريقا لها هو طاعة حكم الله مصداق لقوله بسورة النبأ"فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "المعنى إن إلهك يعرف أنك تصحو أقل من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وجماعة من الذين معك والله يحسب الليل والنهار عرف أن لن تحسبوه فإتلوا ما سهل عليكم من الوحى عرف أن سيصبح منكم أعلاء وأخرون يسعون فى البلاد يريدون من رزق الله وأخرون يحاربون فى نصر الله فإتلوا ما سهل منه و أطيعوا الدين أى اعملوا الحق أى اتبعوا الله اتباعا خالصا وما تفعلوا من صالح لمنفعتكم تلقوه لدى الرب هو أفضل وأكبر ثوابا واستعفوا الرب إن الرب عفو مفيد،يبين الله لنبيه (ص)أن ربه وهو خالقه يعلم أنه يقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والمراد يعرف أنه يستيقظ أقل من ثلثى الليل فى بعض الليالى ونصفه فى ليال أخرى وثلثه فى ليال أخرى وجماعة من الذين آمنوا به وهذا يعنى أن قيام الليل ليس فرضا إلا على الرسول (ص)وأما المؤمنين فهم مختارين فى قيامه وعدم قيامه،ويبين للمؤمنين أن الله يقدر أى يحسب أى يحصى وقت الليل والنهار ،علم أن لن تحصوه والمراد عرف أن لن تقرءوا القرآن كله فتاب عليكم أى فنسخ حكم قراءته كله فى ليلة فاقرءوا ما تيسر من القرآن والمراد فاتلوا ما سهل لكم من الكتاب فى الليل وهذا يعنى وجوب قراءة شىء من القرآن كل ليلة حتى ولو آية،ويبين لهم أنه علم أن سيكون منكم مرضى والمراد عرف أن سيصبح منك عليليين أى مصابين بالسقم وأخرون يضربون فى الأرض والمراد وأخرون يسعون فى مناكب الأرض يبتغون من فضل الله والمراد يريدون من رزق الله بسعيهم وهذا يعنى وجوب إنشاء مصالح اقتصادية لعمل المسلمين وأخرون يقاتلون فى سبيل الله والمراد وأخرون يحاربون لنصر دين الله وهذا يعنى وجوب وجود جيش ثابت ،ويطلب منهم أن يقرءوا ما تيسر منه أى أن يتلوا ما سهل لهم قراءته منه ،ويطلب منهم أن يقيموا الصلاة أى أن يطيعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بقوله أتوا الزكاة أى اعملوا الحق وفسر هذا بقوله أقرضوا الله قرضا حسنا أى أطيعوا حكم الله طاعة خالصة له وفسر هذا بأن يقدموا لأنفسهم خيرا والمراد أن يعملوا لمصلحتهم فى الآخرة صالحا ويبين لهم أنهم سيجدون ما عملوا خيرا عند الله والمراد سيلقون ما صنعوا لدى الرب أفضل ثوابا وفسره بأنه أعظم أجرا أى أكبر ثوابا ويطلب منهم أن يستغفروا الله والمراد أن يطلبوا من الرب ترك عقابهم على ذنوبهم لأنه غفور رحيم أى لأنه نافع مفيد للمستغفر والخطاب للنبى(ص) حتى النهار ثم الخطاب للمؤمنين
سميت بهذا الاسم لذكر المزمل بقوله "يا أيها المزمل ".
"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا أيها المدثر اصحو الليل إلا قليلا نصفه أو قلل منه قليلا أو أكثر عليه واقرأ الوحى قراءة ،يخاطب الله المزمل وهو المدثر أى النبى (ص)المتغطى بغطاء فيبين له أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو قم الليل إلا قليلا والمراد استيقظ الليل إلا وقتا قصير هو نصفه أو انقص منه قليلا أى قلل منه وقتا أو زد عليه أو أكثر منه وهذا يعنى أن له الحق فى استيقاظ نصف الليل أو أكثر من النصف أو أقل من النصف حسبما يتيسر له والسبب ورتل القرآن ترتيلا أى واقرأ الكتاب قراءة وهذا يعنى أن يتعلم القرآن فى وقت استيقاظه ليلا والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هى أشد وطئا وأقوم قيلا "المعنى إنا سنوحى لك حكما عظيما إن قيام الليل هو أعظم ثقلا وأعدل قولا،يبين الله لنبيه (ص)أنه سيلقى عليه قول ثقيل والمراد سينزل عليه وحى عظيم ،ويبين له أن ناشئة الليل وهى قيام أى الإستيقاظ فى الليل هو أشد وطئا أى أعظم ثقلا والمراد أكثر فترات نزول الوحى وأقوم قيلا أى وأفضل حديثا .
"إن لك فى النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا "المعنى إن لك فى النهار طاعة مستمرة أى أطع حكم إلهك أى اتبعه اتباعا خالق المنير والمظلم لا رب إلا هو فاجعله ناصرا أى أطع رغم ما يزعمون واتركهم تركا مستمرا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه له فى النهار سبحا طويلا والمراد أنه له فى النهار طاعة مستمرة للوحى حيث يتعامل مع الناس حسب حكم الله ويفسر هذا بقوله اذكر اسم ربك أى اتبع حكم إلهك وفسر هذا بقوله وتبتل إليه تبتيلا أى اتبع حكم الله اتباعا رب المشرق والمغرب والمراد خالق المنير والمظلم لا إله إلا هو والمراد لا رب سواه فاتخذه وكيلا أى فاعبده إلها والمراد فاجعله ربا لك وفسر هذا بقوله اصبر على ما يقولون أى أطع حكم الله رغم ما يزعم الكفار واهجرهم هجرا جميلا أى واعتزلهم اعتزالا مستمرا والمراد واترك طاعة حكمهم تركا دائما .
"وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا "المعنى ودعنى والكافرين أهل الغنى واتركهم قليلا إن عندنا قيودا ونارا وأكلا صاحب ألم أى عقابا شديدا يوم تزلزل الأرض والرواسى وكانت الرواسى كوما هشا،يطلب الله من نبيه (ص)أن يذره أى أن يتركه يتعامل مع المكذبين أولى النعمة وهم الكافرين أصحاب النفع الدنيوى دون أن يطالبه برحمتهم ويطلب منهم أن يمهلهم قليلا أى أن يدعهم يعيشون فى كفرهم وقتا قصيرا،ويبين له إن لديه أى عنده فى الآخرة أنكالا وهى السلاسل وجحيما أى نيرانا محرقة وطعاما ذا غصة أى وأكلا صاحب ألم للكافر وفسر كل هذا بأنه عذابا أليما أى عقابا أى "عذابا شديدا "كما قال بسورة الإسراء وهو يكون يوم ترجف الأرض والجبال والمراد يوم تزلزل الأرض والرواسى مصداق لقوله بسورة الزلزلة"إذا زلزلت الأرض زلزالها"وكانت الجبال كثيبا مهيلا والمراد وكانت الرواسى كوما هشا أى "وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا"كما قال بسورة الواقعة والمراد غبار هش والخطاب للبى(ص)
"إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا فأخذناه أخذا وبيلا "المعنى إنا بعثنا لكم مبلغا حاكما بينكم كما بعثنا إلى فرعون مبلغا فخالف فرعون المبلغ فأهلكناه هلاكا رابيا ،يبين الله للناس التالى إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم والمراد إنا بعثنا لكم نبيا مبلغا للوحى حاكما بينكم بالحق كما أرسلنا أى كما بعثنا إلى فرعون رسولا أى مبعوثا مبلغا للوحى فعصى فرعون الرسولا أى فخالف فرعون حكم المبلغ له أخذناه أخذا وبيلا أى دمرناه تدميرا تاما أى رابيا مصداق لقوله بسورة الحاقة "فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية "والخطاب للناس وما بعده
"فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به كان وعده مفعولا إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا "المعنى فكيف تمنعون إن كذبتم يوما يحول الأطفال عجائز، السماء واقع به كان قوله حادثا إن هذا بلاغ فمن أراد جعل إلى خالقه طريقا،يسأل الله الكفار :فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا والمراد فكيف تمنعون إن كذبتم الحق عذاب يوم يحول الأطفال عجائز ،السماء منفطر به أى السماء متشققة أى متفتحة بأمره مصداق لقوله بسورة النبأ"وفتحت السماء فكانت أبوابا"؟والغرض من السؤال إخبارهم أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله لهم لأن وعده كان مفعولا والمراد لأن قوله كان متحققا ،ويبين لهم أن هذه تذكرة أى هذه السورة بلاغ لهم فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا والمراد فمن أراد الجنة جعل إلى إلهه مآبا أى طريقا لها هو طاعة حكم الله مصداق لقوله بسورة النبأ"فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "المعنى إن إلهك يعرف أنك تصحو أقل من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وجماعة من الذين معك والله يحسب الليل والنهار عرف أن لن تحسبوه فإتلوا ما سهل عليكم من الوحى عرف أن سيصبح منكم أعلاء وأخرون يسعون فى البلاد يريدون من رزق الله وأخرون يحاربون فى نصر الله فإتلوا ما سهل منه و أطيعوا الدين أى اعملوا الحق أى اتبعوا الله اتباعا خالصا وما تفعلوا من صالح لمنفعتكم تلقوه لدى الرب هو أفضل وأكبر ثوابا واستعفوا الرب إن الرب عفو مفيد،يبين الله لنبيه (ص)أن ربه وهو خالقه يعلم أنه يقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والمراد يعرف أنه يستيقظ أقل من ثلثى الليل فى بعض الليالى ونصفه فى ليال أخرى وثلثه فى ليال أخرى وجماعة من الذين آمنوا به وهذا يعنى أن قيام الليل ليس فرضا إلا على الرسول (ص)وأما المؤمنين فهم مختارين فى قيامه وعدم قيامه،ويبين للمؤمنين أن الله يقدر أى يحسب أى يحصى وقت الليل والنهار ،علم أن لن تحصوه والمراد عرف أن لن تقرءوا القرآن كله فتاب عليكم أى فنسخ حكم قراءته كله فى ليلة فاقرءوا ما تيسر من القرآن والمراد فاتلوا ما سهل لكم من الكتاب فى الليل وهذا يعنى وجوب قراءة شىء من القرآن كل ليلة حتى ولو آية،ويبين لهم أنه علم أن سيكون منكم مرضى والمراد عرف أن سيصبح منك عليليين أى مصابين بالسقم وأخرون يضربون فى الأرض والمراد وأخرون يسعون فى مناكب الأرض يبتغون من فضل الله والمراد يريدون من رزق الله بسعيهم وهذا يعنى وجوب إنشاء مصالح اقتصادية لعمل المسلمين وأخرون يقاتلون فى سبيل الله والمراد وأخرون يحاربون لنصر دين الله وهذا يعنى وجوب وجود جيش ثابت ،ويطلب منهم أن يقرءوا ما تيسر منه أى أن يتلوا ما سهل لهم قراءته منه ،ويطلب منهم أن يقيموا الصلاة أى أن يطيعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بقوله أتوا الزكاة أى اعملوا الحق وفسر هذا بقوله أقرضوا الله قرضا حسنا أى أطيعوا حكم الله طاعة خالصة له وفسر هذا بأن يقدموا لأنفسهم خيرا والمراد أن يعملوا لمصلحتهم فى الآخرة صالحا ويبين لهم أنهم سيجدون ما عملوا خيرا عند الله والمراد سيلقون ما صنعوا لدى الرب أفضل ثوابا وفسره بأنه أعظم أجرا أى أكبر ثوابا ويطلب منهم أن يستغفروا الله والمراد أن يطلبوا من الرب ترك عقابهم على ذنوبهم لأنه غفور رحيم أى لأنه نافع مفيد للمستغفر والخطاب للنبى(ص) حتى النهار ثم الخطاب للمؤمنين