رضا البطاوى
22-11-2018, 10:20 AM
سورة عبس
سميت بهذا الاسم لذكر كلمة عبس فى قوله "عبس وتولى ".
"بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد قطب وأعرض لما أتاه الضرير وما يعلمك لعله يتطهر أى يطيع فتفيده الطاعة،يبين الله لنا أن اسم وهو حكم الله الرحمن الرحيم أى الرب النافع المفيد هو أن الوحى تذكرة مصداق لقوله فى إحدى الآيات بعد هذا "كلا إنها تذكرة "،ويبين لنا أن النبى (ص)عبس أى قطب وجهه أى أظهر الغضب وتولى أى أعرض والمراد أشاح بوجهه لما جاءه الأعمى والمراد لما أتى له الضرير ليسلم،ويبين الله لنبيه (ص)وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى والمراد والله الذى يعرفك أنه يسلم أى يطيع فتفيده الطاعة والغرض هو إخبار الرسول (ص)أنه ارتكب ذنبا عليه التوبة منه وهو الظن السيىء فى الأعمى بأنه لن يزكى بالإضافة لذنب أخر وهو العبس والإعراض عنه وأن الأعمى قد يزكى أى يسلم فيفيده الإسلام والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى "المعنى وأما من كفر فأنت له تذهب وما عليك ألا يسلم وأما من أتاك يسرع وهو يخاف فأنت عنه تعرض ،يبين الله لنبيه (ص)أن من استغنى أى استعلى أى استكبر على طاعة حكم الله يتصدى له أى يتعرض له أى يذهب لدعوته مرارا مع أن ليس عليك أن يزكى أى يسلم وهذا درس للنبى (ص)وكل داعية ألا يخص الأغنياء بالدعوة لمجرد الظن أنهم يسلمون وأما من جاءك يسعى والمراد من أتاك يريد الإسلام وهو يخشى أى يخاف عذاب الله فأنت عنه تلهى والمراد فأنت عنه تنشغل عنه أى تبتعد عنه لأنك تظن أنه لن يفيد الإسلام والمسلمين .
"كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة "المعنى حقا إنها تفكرة فمن أراد وضحه فى كتب معظمة محمولة مزكاة بأيدى منتقلين عظام أطهار،يبين الله لرسوله (ص)أن كلا أى حقا والمراد أن الحق هو أن حادثة العبس مع الأعمى هى تذكرة أى عظة والمراد نصيحة له ويبين له أن من شاء أى من أراد الله ذكره أى نصحه فى التالى صحف مكرمة أى ألواح معظمة والمراد عظيمة وهى مرفوعة والمراد عالية مطهرة أى مزكاة والمراد لا يلمسها إلا المطهرون وهذه الصحف فى أيدى السفرة وهم زوار البيت الحرام من حجاج وعمار وهم كرام بررة أى عظام أطهار والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"قتل الإنسان ما أكفره من أى شىء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره كلا لم يقض ما أمره "المعنى لعن الفرد ما أكذبه من أى مادة أنشأه ؟من منى أنشأه فعدله ثم الطريق عرفه ثم أهلكه فدفنه ثم إذا أراد أعاده ،حقا لم يطع ما أوصاه ،يبين الله أن الإنسان قتل أى لعن أى خسر وسبب خسارته هو ما أكفره والمراد الذى أكذبه وهو شهواته،ويسأل الله من أى شىء خلقه والمراد من أى مادة أبدع الله الإنسان ؟ ويجيب الله على السؤال بقوله :أنه خلق أى أبدع الإنسان من نطفة أى جزء يسير من المنى هو ما يسمونه الحيوان المنوى والبويضة وقد خلقه فقدره أى فعدله والمراد صوره كما يريد وبعد ذلك يسر السبيل له والمراد بين الطريق الصحيح من الطريق الباطل له وبعد ذلك أماته أى توفاه فأقبره أى فدفنه والمراد أدخله المدفن وبعد إذا شاء أنشره والمراد وبعد ذلك إذا أراد بعثه مرة أخرى للحياة .
"فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم "المعنى فليفكر المرء فى أكله إنا أنزلنا الماء نزولا ثم فتحنا التراب فتحا فأخرجنا منه حبا وعنبا وقصبا وزيتونا ونخلا وبساتين ألفافا وفاكهة ومرعى نفعا لكم ولحيوانكم ،يطلب الله من الإنسان أن ينظر والمراد أن يفكر فى طعامه وهو أكله ليعلم قدرة الله ووجوب عبادته وحده،ويبين كيفية خلق طعامه وهى أنه صب الماء صبا والمراد أجرى الماء جريانا فحدث التالى فى الأرض تشققت شقوقا والمراد تفتحت تفتحات نبت أى خرج منها التالى الحب وهو محاصيل الحبوب ،العنب وهو فصيلة الأعناب ،القضب وهو القصب والمراد المحاصيل التى تؤكل سيقانها ،الزيتون ،النخل ،الحدائق الغلب أى الجنات الألفاف والمراد بساتين الشجر ،الفاكهة وهى الأشجار المثمرة ،الآب وهو العشب أى المرعى ،والسبب فى إنبات كل هذا هو أن يكون متاع أى نفع أى رزق لكل من البشر وأنعامهم وهى حيواناتهم الأربع الإبل والبقر والغنم والماعز والخطاب للناس .
"فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة "المعنى فإذا وقعت الطامة يوم يهرب الكافر من أخيه ووالدته ووالده وزوجته وأولاده لكل إنسان منهم يومذاك أمر يشغله وجوه يومذاك بيضاء مسرورة ووجوه يومذاك عليها سواد تتعبها ذلة أولئك هم الكذبة الظلمة ،يبين الله أن الصاخة أى الطامة مصداق لقوله بسورة النازعات"فإذا جاءت الطامة الكبرى"وهى القيامة يوم يفر المرء والمراد يوم يهرب الكافر من أخيه وأمه وهى والدته وأبيه وهو والده وصاحبته أى وزوجته وبنيه أى وأولاده لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه والمراد لكل إنسان منهم يومذاك أمر يشغله عن غيره وهو عقاب الله الذى سيحل به ،ويبين أن فى يوم القيامة وجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة والمراد نفوس ظاهرة مسرورة فرحانة أى ناعمة أى ناضرة مصداق لقوله بسورة الغاشية "ووجوه يومئذ ناعمة "وقوله بسورة القيامة"وجوه يومئذ ناضرة "ووجوه أى ونفوس فى يوم القيامة عليها غبرة أى فيها غم ترهقها قترة أى تتعبها ذلة مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وتفسير الوجوه بالنفوس سببه هو أن الله يخلق الناس كما هم فى الدنيا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"كما بدأنا أول خلق نعيده"ومن ثم فلو فسرت الوجوه بما تحمله الرقبة فى الأمام لكان معناه دخول البيض وحدهم الجنة ودخول السود وحدهم النار وأما ما بين اللونين فلا مكان لهم لا فى جنة أو نار لعدم انطباق الألوان المذكورة فى السور من بياض أى سفر وسواد أى قتر، أولئك هم الكفرة الفجرة أى الظلمة الفسقة أى "شر البرية "كما قال بسورة البينة والخطاب للنبى(ص)
سميت بهذا الاسم لذكر كلمة عبس فى قوله "عبس وتولى ".
"بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد قطب وأعرض لما أتاه الضرير وما يعلمك لعله يتطهر أى يطيع فتفيده الطاعة،يبين الله لنا أن اسم وهو حكم الله الرحمن الرحيم أى الرب النافع المفيد هو أن الوحى تذكرة مصداق لقوله فى إحدى الآيات بعد هذا "كلا إنها تذكرة "،ويبين لنا أن النبى (ص)عبس أى قطب وجهه أى أظهر الغضب وتولى أى أعرض والمراد أشاح بوجهه لما جاءه الأعمى والمراد لما أتى له الضرير ليسلم،ويبين الله لنبيه (ص)وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى والمراد والله الذى يعرفك أنه يسلم أى يطيع فتفيده الطاعة والغرض هو إخبار الرسول (ص)أنه ارتكب ذنبا عليه التوبة منه وهو الظن السيىء فى الأعمى بأنه لن يزكى بالإضافة لذنب أخر وهو العبس والإعراض عنه وأن الأعمى قد يزكى أى يسلم فيفيده الإسلام والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى "المعنى وأما من كفر فأنت له تذهب وما عليك ألا يسلم وأما من أتاك يسرع وهو يخاف فأنت عنه تعرض ،يبين الله لنبيه (ص)أن من استغنى أى استعلى أى استكبر على طاعة حكم الله يتصدى له أى يتعرض له أى يذهب لدعوته مرارا مع أن ليس عليك أن يزكى أى يسلم وهذا درس للنبى (ص)وكل داعية ألا يخص الأغنياء بالدعوة لمجرد الظن أنهم يسلمون وأما من جاءك يسعى والمراد من أتاك يريد الإسلام وهو يخشى أى يخاف عذاب الله فأنت عنه تلهى والمراد فأنت عنه تنشغل عنه أى تبتعد عنه لأنك تظن أنه لن يفيد الإسلام والمسلمين .
"كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة "المعنى حقا إنها تفكرة فمن أراد وضحه فى كتب معظمة محمولة مزكاة بأيدى منتقلين عظام أطهار،يبين الله لرسوله (ص)أن كلا أى حقا والمراد أن الحق هو أن حادثة العبس مع الأعمى هى تذكرة أى عظة والمراد نصيحة له ويبين له أن من شاء أى من أراد الله ذكره أى نصحه فى التالى صحف مكرمة أى ألواح معظمة والمراد عظيمة وهى مرفوعة والمراد عالية مطهرة أى مزكاة والمراد لا يلمسها إلا المطهرون وهذه الصحف فى أيدى السفرة وهم زوار البيت الحرام من حجاج وعمار وهم كرام بررة أى عظام أطهار والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"قتل الإنسان ما أكفره من أى شىء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره كلا لم يقض ما أمره "المعنى لعن الفرد ما أكذبه من أى مادة أنشأه ؟من منى أنشأه فعدله ثم الطريق عرفه ثم أهلكه فدفنه ثم إذا أراد أعاده ،حقا لم يطع ما أوصاه ،يبين الله أن الإنسان قتل أى لعن أى خسر وسبب خسارته هو ما أكفره والمراد الذى أكذبه وهو شهواته،ويسأل الله من أى شىء خلقه والمراد من أى مادة أبدع الله الإنسان ؟ ويجيب الله على السؤال بقوله :أنه خلق أى أبدع الإنسان من نطفة أى جزء يسير من المنى هو ما يسمونه الحيوان المنوى والبويضة وقد خلقه فقدره أى فعدله والمراد صوره كما يريد وبعد ذلك يسر السبيل له والمراد بين الطريق الصحيح من الطريق الباطل له وبعد ذلك أماته أى توفاه فأقبره أى فدفنه والمراد أدخله المدفن وبعد إذا شاء أنشره والمراد وبعد ذلك إذا أراد بعثه مرة أخرى للحياة .
"فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم "المعنى فليفكر المرء فى أكله إنا أنزلنا الماء نزولا ثم فتحنا التراب فتحا فأخرجنا منه حبا وعنبا وقصبا وزيتونا ونخلا وبساتين ألفافا وفاكهة ومرعى نفعا لكم ولحيوانكم ،يطلب الله من الإنسان أن ينظر والمراد أن يفكر فى طعامه وهو أكله ليعلم قدرة الله ووجوب عبادته وحده،ويبين كيفية خلق طعامه وهى أنه صب الماء صبا والمراد أجرى الماء جريانا فحدث التالى فى الأرض تشققت شقوقا والمراد تفتحت تفتحات نبت أى خرج منها التالى الحب وهو محاصيل الحبوب ،العنب وهو فصيلة الأعناب ،القضب وهو القصب والمراد المحاصيل التى تؤكل سيقانها ،الزيتون ،النخل ،الحدائق الغلب أى الجنات الألفاف والمراد بساتين الشجر ،الفاكهة وهى الأشجار المثمرة ،الآب وهو العشب أى المرعى ،والسبب فى إنبات كل هذا هو أن يكون متاع أى نفع أى رزق لكل من البشر وأنعامهم وهى حيواناتهم الأربع الإبل والبقر والغنم والماعز والخطاب للناس .
"فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة "المعنى فإذا وقعت الطامة يوم يهرب الكافر من أخيه ووالدته ووالده وزوجته وأولاده لكل إنسان منهم يومذاك أمر يشغله وجوه يومذاك بيضاء مسرورة ووجوه يومذاك عليها سواد تتعبها ذلة أولئك هم الكذبة الظلمة ،يبين الله أن الصاخة أى الطامة مصداق لقوله بسورة النازعات"فإذا جاءت الطامة الكبرى"وهى القيامة يوم يفر المرء والمراد يوم يهرب الكافر من أخيه وأمه وهى والدته وأبيه وهو والده وصاحبته أى وزوجته وبنيه أى وأولاده لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه والمراد لكل إنسان منهم يومذاك أمر يشغله عن غيره وهو عقاب الله الذى سيحل به ،ويبين أن فى يوم القيامة وجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة والمراد نفوس ظاهرة مسرورة فرحانة أى ناعمة أى ناضرة مصداق لقوله بسورة الغاشية "ووجوه يومئذ ناعمة "وقوله بسورة القيامة"وجوه يومئذ ناضرة "ووجوه أى ونفوس فى يوم القيامة عليها غبرة أى فيها غم ترهقها قترة أى تتعبها ذلة مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وتفسير الوجوه بالنفوس سببه هو أن الله يخلق الناس كما هم فى الدنيا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"كما بدأنا أول خلق نعيده"ومن ثم فلو فسرت الوجوه بما تحمله الرقبة فى الأمام لكان معناه دخول البيض وحدهم الجنة ودخول السود وحدهم النار وأما ما بين اللونين فلا مكان لهم لا فى جنة أو نار لعدم انطباق الألوان المذكورة فى السور من بياض أى سفر وسواد أى قتر، أولئك هم الكفرة الفجرة أى الظلمة الفسقة أى "شر البرية "كما قال بسورة البينة والخطاب للنبى(ص)